المحرر موضوع: نينوى والموصل المسيحية ـ الحلقة ال 17 ـ يوسف حودي  (زيارة 1994 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل josef1

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4780
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
            نينوى والموصل المسيحية ـ الحلقة ال  17 ـ يوسف حودي
تطرقت في الحلقات الاربعة الاخيرة عن بلدات نينوى والموصل وكذلك عن اعلام مدينة الموصل من رجال الدين والعلمانيين وقد تطرقت الى حوالي اربعين منهم ، وهم بالمئات لا بالالاف على مر العصور ولكني لم اتطرق الى شخصية موصلية من نينوى وهي معروفة في الاوساط المحلية والعالمية وهو الرحالة ( الياس بن حنا الموصلي ) . حيث ساخصص له حلقة خاصة من هذا الموضوع والمنصفين كتيوا كثيرا عن مسيحيي الموصل ونينوى والعراق لما لهم الدور الرائد في نهضة وتقدم العراق على مر العصور والاجيال ، ومنهم ابن الموصل الكاتب والباحث سيار الجميل حيث له كتابات كثيرة حول مسيحيي العراق والموصل وقد نشرت مواضيع كتاباته هذه في وسائل اعلام كثيرة وكتب عديدة وكتاباته لها وقع في الاوساط العراقية والعربية والعالمية حيث ان الدكتور سيار استاذ في جامعات عربية وعالمية عديدة اضافة الى العراقية
                   الموصل مركز مسيحيي الشرق
ان الثقل الجغرافي الاساسي للمسيحيين العراقيين انما يتركز في شمال العراق ، وخصوصا  في مدينة الموصل ثاني اكبر مدينة عراقية ( 5’3) ملايين نسمة ، وينتشر المسيحيون في الاقضية والنواحي المرتبطة يالموصل وفي مقدمتها ( بعشيقة وبرطلة والقوش وقره قوش وتلكيف وتلسقف وباطنايا وبحزاني وسواها .........  كما وتنتشر أقدم الاديرة في محيط الموصل التي تعود الى المائة الميلادية الاولى ومنها دير الشهيد مار بهنام ودير مار ميخائيل ودير مار كوركيس ودير مار اوراها ودير مار متى وغيرها من عشرات الاديرة والكنائس والكتدرائيات التي لم تزل حتى يومنا تعج بالعشرات من القساوسة والمطارنة ....وهذا الوجود المسيحي العراقي متنوع ومتعدد اساسا ، حيث يتوزع على شتى المذاهب والملل بدأ باليعاقبة والكلدان والسريان والاثوريين والتيارية الارثدوكس والكاثوليك ...وصولا الى الارمن والكلام كان لا زال للدكتور سيار ، والذي ميزهم بشكل واضح انجذابهم الى كنائسهم وتقاليدهم الدينية التي كانت من اقوى المرجعيات التي حفظت لهم ميراثهم العريق على مدى ألفي سنة وكانت روابطهم الكنسية وتقاليدهم الثقافية من اقوى الروابط والتقاليد  .
وكتاباته عن مسيحيي الموصل بصفته من الكتاب الموصليين المنصفين والمتنورين والعراق لان من الصعب ان تفصل الموصل عن نينوى عن العراق ، لان من ولد بالموصل او نينوى لا بد ان يذهب الى بغداد او بقية اجزاء العراق وبالعكس  . وقد كان القسم الثاني من مقالاته حول مسيحيي الموصل والعراق ، النهضويون الاواخر حيث تناول ادوارهم السياسية المتباينة ومدى نشاطهم في جميع المجالات في القرن العشرين وقد تناول الباحث نشاطات الاعلام وبروزهم في مجال اللغة العربية والصحافة العراقية ، والاكاديميون والعلماء المتخصصون ، وكذلك الاطباء والصيادلة ، والمحامون والكتاب وكذلك الاعلاميون والفنانون والشعراء ، واخيرا اللاعبون الرياضيون ، وكانت خاتمة الموضوع استنتاجات تاريخية لاجل مستقبل زاهر للعراقيين جميعا مهما كان دينهم وقوميتهم ومذهبهم وانتماءاتهم على امتداد السنين . الكاتب يكتب ويتمنى ولكن ليس كل مانريده يحدث ، فنلاحظ ان الموصل وبغداد ويقية انحاء العراق كادت تخلو من مسيحييها بسبب التهديد الموجه لهم في معتقدهم ومنها تفجير كنائسهم كما حدث في الموصل وبغداد اوخطفهم بغرض الكسب المادي او مضايقتهم بشتى الوسائل منها ماحدث اخيرا في بعض مناطق من بغداد بترك دورهم اودفع الجزية وهي ضريبة كان المسيحيون يدفعونها للمحتلين لقاء حمايتهم وعدم مشاركتهم في القتال مع اعدائهم ومطلب اخر وهو تعجيزي بتغيير دينهم الى الاسلام . واليكم هذا الجزء من كتابة الباحث  .
القسم الثاني: النهضويون الأواخر

الأدوار السياسية المتباينة
كان للبعض من العراقيين المسيحيين ادوار سياسية في حياة العراق المعاصر، إذ كان للشخصية المسيحية المعروفة داود يوسفاني دورها أيام الاتحاديين وبدايات العهد الملكي، وخصوصا أثناء نيابته في مجلس المبعوثان العثماني وكانت له صولاته وجولاته من اجل فرض الأمن والاستقرار. وغدا منهم نوابا مثل رؤوف اللوس، كما وقام البعض بادوار في تأسيس أحزاب متنوعة الاتجاهات وخصوصا الحزب الشيوعي العراقي، إذ يقال بأن يوسف سلمان ( فهد ) مؤسس الحزب الشيوعي العراقي كان مسيحيا كلدانيا ( وهناك من يقول بأنه كان مندائيا ) ومن ابرز الشيوعيين المسيحيين العراقيين: جميل توما ونوري روفائيل وكريكور اكوب بدروسيان وثلاثتهم من خريجي الجامعة الأمريكية ببيروت وهناك يوسف الصايغ وداود الصايغ وآرا خاجا دور وكامل قزانجي وابراهيم قسطو ( ضابط ) وغيرهم. وبرز طارق عزيز عضوا في القيادة العراقية لحزب البعث العربي الاشتراكي مع بعثيين قياديين آخرين مثل ممتاز قصيرة الذي قتل في عهد عبد السلام عارف وغيرهما.
ميادين المسيحيين العراقيين في القرن العشرين
أولا: اللغة العربية
لعل من ابرز علماء اللغة العربية المحدثين الذين ساهموا مساهمة حقيقية في إثراء اللغة العربية ومصطلحاتها ومرادفاتها هو العلامة اللغوي انستاس ماري الكرملي الذي أصدر مجلته الشهيرة ( لغة العرب ) على مرحلتين اثنتين، وكانت علامة بارزة في تاريخ النهضة الحديثة، بل وتعد واحدة من أهم المراجع في اللغة العربية. لقد أسس انستاس مدرسة لغوية اشتهرت في العراق وكان ممن تخرج من تحت مظلتها العلامة مصطفى جواد وعلماء لغة وأدب. وكان للعلامة انستاس منتجاته اللغوية والتاريخية الأخرى التي تعد من أهم ما ظهر من إبداعات في العراق، إذ لم يقتصر الرجل على اللغة، بل ساهم في كتابة تاريخ العراق. ولقد اشتهر بمجلسه العلمي والاجتماعي الذي كان يقصده عدد متميز من المثقفين العراقيين بمختلف مشاربهم وان المسلمين منهم أكثر من المسيحيين.

ثانيا: الصحافة العراقية وروادها الأوائل
أسهم المثقفون المسيحيون العراقيون المتميزون إسهاما حقيقيا في تقدم الصحافة العراقية وتطورها بعد نشأتها الأولى في القرن التاسع عشر، ولقد كان اغلب رواد الصحافة العراقية من الموصل إذ اثروا هذا المجال بأدبياتهم وجهودهم وكانت لهم ميادينهم الصحفية المتنوعة وخصوصا في أواخر العهد العثماني وعلى العهد الملكي في العراق بإصدارهم صحف أساسية في الحياة السياسية العربية. ولابد أن نذكر تميز كل من: روفائيل مازجي وداود صليوا وعيسى محفوظ وتوفيق السمعاني وفتح الله سرسم وسليم حسون ( صاحب جريدة العالم العربي ) ويونان عبو اليونان وروفائيل بطي وبولينا حسون ( أول امرأة عراقية تصدر صحيفة نسوية ببغداد ) وميخائيل تيسي ( صاحب أول نقد هزلي صحفي ) وصولا إلى مجيب حسون وفائق بطي ولطفي الخوري وغيرهم.

ثالثا: الأكاديميون والعلماء المتخصصون
لمع عدد كبير من المسيحيين العراقيين في تخصصات مهمة سواء داخل العراق أم في الخارج، ولعل من أكثر المسيحيين العراقيين استقرارا في الغرب منذ أكثر من خمسين سنة هم المختصون والعلماء. ومن بين هؤلاء العلامة متي عقراوي والمؤرخ مجيد خدوري والمؤرخة البرتين جويدة والدكتور منير بني والدكتور ريمون شكوري والاستاذ فؤاد سفر والبروفيسور وديع جويده والدكتورة البرتين حبوش والدكتور يوسف قصير والسيدة نهاد اللوس – خياط والدكتور افرام يوسف والدكتور فاروق رسام والدكتور غازي رحو والدكتور أمير حراق والدكتور وليد خدوري والدكتور بهنام أبو الصوف والدكتور يوئيل عزيز والدكتور دوني جورج والدكتور زهير يعقوب والدكتور عصام جبرائيل والدكتورة فريال جبوري غزول والاستاذ حنا رزوقي.

رابعا: الأطباء والجراحون والصيادلة
اشتهر العراق بأطبائه وجراحيه وصيادلته الذين تنوعت تخصصاتهم وطارت شهرتهم، وان المسيحيين والأرمن منهم كثر ويعتمد عليهم كثيرا. ومن المعروف أن يذكر خدمات أولئك الرجال وتلكن النسوة وقد كانت خدمات رائعة لا يمكن أن ينساها العراقيون ومن اشهر أسماء الأطباء والصيادلة: حنا خياط واستراجيان وجميل دلالي وعبد الكريم قليان ومارسيل بيو وروفائيل تبوني ومتي فرنكول وغانم عقراوي وعبد الله سرسم ويوسف سرسم وناجي سرسم وحنا جاقمجيان وفائز تبوني وجميل جمعه ومنير رسام والبير رسام وسيرانوش الريحاني ( وهي قريبة جدا من الفنان المصري الشهير نجيب الريحاني الذي كان يعتز باصله المسيحي الموصلي ) وجلبرت توما وهاله سرسم وكليمانتين ثابت وفكتور شماس وموريس رمو وزكر عبد النور ووليد غزاله وشوقي غزالة والأخوين جبرائيل واديب كلو وغيرهم كثير. وهنا لا يمكنني نسيان ما قدمه المسيحيون من خدمات طبية وخصوصا في تأسيس المستوصفات والمراكز الصحية منذ قرنين على أيدي الآباء الدومنيكان. كما ولا يمكن تجاهل دور مستشفى الراهبات بمنطقة الكرادة في بغداد وتميزها في القرن العشرين على غيرها من المستشفيات.

خامسا: المحامون والكتاب
برز من بين المسيحيين العراقيين رجال قانون أذكياء وأدباء مبدعين وكان اغلبهم من امهر المثقفين المشهورين وقد قدموا خدماتهم الثقافية في الحياة العراقية أبان القرن العشرين ، إذ لا يمكن للعراقيين أن ينسوا أسماء مثل : روفائيل بابو اسحق ويعقوب سركيس وعبد المسيح وزير وأنيس سهلا وفيليب متي وبشير فرنسيس وميخائيل يعقوب وعبد الله فائق المحامي ومتي بيثون وجرجيس سرسم وجرجيس فتح الله ( المشهور بترجماته وكتاباته ) وعبد الجليل برتو واوانيس اسطيفان ونوري روفائيل ونوئيل رسام ويوسف مسكوني ومتي فرنكول وسركيس عواد وكوركيس عواد وميخائيل عواد وادمون صبري ويوسف عبد المسيح ثروت وجميل توما وبهنام فضيل عفاص وسهيل قاشا وجانيت حبيب توما وجورج عيسى محفوظ وبهنام حبابه واسحق ساكو وعبد الاحد جرجي والدكتور يوسف حبي والسيدة اميرة بيت شموئيل وماجد عزيزة وغيرهم.

سادسا: الإعلاميون والفنانون والشعراء
ومن المع الوجوه العراقية المسيحية التي لا يمكن أن تنسى أدوارهم وإبداعاتهم ككتاب للقصص والمسرحيات الأولى من الأدباء: حنا حبش وهرمز نورسو ونعوم فتح الله سحار وحنا رسام ويوسف هرمز ويوسف حناني اسحق وجوري عيسى قلاب وفؤاد بطي ويوسف متي ويوسف مكمل وغيرهم. وهناك الموسيقار جميل بشير واخوه منير بشير ووالدهما وهناك الفنان حنا بطرس وأيضا المحامي ناظم بطرس ( المذيع الاول في العهد الملكي ) والفنانات: سلطانه يوسف وزكية جورج وعفيفة اسكندر وسيتا هاكوبيان وبياتريس اوهانسيان والموسيقار آرام ارميناك بابوخيان والموسيقار فريد الله ويردي والمذيعة كلاديس يوسف والمذيعة شميم رسام والمخرج عوني كرومي والمخرج عمانوئيل رسام والشاعر جان دمو والشاعر سركون بولص والشاعرة دنيا ميخائيل والممثلة آزاودهي صموئيل وغيرهم من الذين قدموا للعراق وللعراقيين خدمات لا تنسى في القرن العشرين.

سابعا: اللاعبون الرياضيون
ولابد أن نذكر مواقف وادوار نخبة من اللاعبين والمدربين الرياضيين العراقيين المشهورين، أمثال: ناصر جكو وعمو بابا ويورا ايشيا واكرم عمائيل وعمو يوسف وشدراك يوسف وكوركيس إسماعيل وغيرهم. وموضوع الكاتب كان حول المسيحيين العراقيين والموصل فلا باس ان يبقى اسماء الرياضيين لانهم من العراقيين الاصليين  .

استنتاجات تاريخية: الدروس من اجل مستقبل زاهر
يتوضح لنا جليا بأن للمسيحيين العراقيين شأن بليغ في بناء العراق، كما إن لبعض رجالاتهم وعلمائهم ورحالتهم ولغوييهم فضل بارز على النهضة العربية الحديثة في القرن التاسع عشر. ومن الأهمية بمكان إدراك ذلك من اجل إتاحة فرص تاريخية جديدة ليس للتعايش الاجتماعي والشراكة السياسية في العراق حسب، بل من اجل أن يرفد الجيل الجديد منهم حياة العراق في المستقبل. إن الدرس الذي يمنحنا إياه مثل هذا البحث عن المسيحيين العراقيين وأدوارهم النهضوية والوطنية له أهميته البالغة إذ انه سيغدو مستودعا للتفكير في شأن هذه التي يسمونها " أقلية " وما قدمته من خدمات وإبداعات ومشاركات للعراق اجمع. كما إن هذا " الدرس " سيمنح هذه التي يسمونها " أقلية " من أن تجد من يقف مع الأمانة والموضوعية ليقول كلمة سواء بحقها.
اطمح إلى أن أرى كل العراقيين سواء كانوا من المسلمين أم المسيحيين يحترمون بعضهم بعضا ومتضامنين بوحدتهم الحضارية ومتعايشين على الخير والتعاون والصلاح وان يكونوا فوق كل الجراحات فقد كانوا وسيبقوا أبناء وادي الرافدين حتى ابد الآبدين.
إنني إذ اختتم هذا " الموضوع " الذي يثير جملة من التساؤلات وخصوصا وان يضم معلومات ربما تكون جديدة، أدعو مخلصا غيري من الإخوة العلماء والباحثين أن يقفوا وقفات مطولة عند كل جزئية منه ليشبعوها درسا وتنقيبا كي يعيدوا الاعتبار إلى نسوة ورجال نذروا أنفسهم من اجل العراقيين على امتداد السنين.
هذا ماكتبه الدكتور سيار الجميل بخصوص مسيحيي الموصل والعراق وارجو من اصحاب الاقلام الشريفة والمنصفين ان يكتبوا لانقاذ ماتبقى من المسيحيين العراقيين ، فكيف يكون العراق بدون مسيحيين لا سامح الله اذا حصل هذا . ان نصف مسيحيو الموصل غادروها بعد حركة عبد الوهاب الشواف في المدينة قي بداية العقد السابع من القرن الماضي بعد اتهام بعض المتعصبين والمتطرفين لهم بحجة انتمائهم الى الشيوعية ، اما التهمة الجديدة التي تلصق بالمسيحيين حاليا فهم عملاء للمحتل الاجنبي لانهم من نفس الدين  .
                                يوسف حودي