تحيه و احترام اخي حسام سامي :
جميل هو ان نقرأ الكتاب المقدس ونتأمل بما جاء فيه من تعاليم وحكم وخاصه التي طرحها فادينا ومخلصنا على شكل امثال وقصص لنتعلم منها .وجميل منك ان تشاركنا تفسيرك لمثل الابن الضال ,واذا سمحت لي فبدوري احب ان ادلي برأي البسيط بهذا الشأن وبكل محبه صادقه ,وللجميع كامل الحريه بقبولها او رفضها .
الابن الضال هو احد الامثال الثلاثه التي ضربها يسوع ردا على قول الفريسيون ومعلمي الشريعه عندما قالوا (فقالَ الفَرِّيسيّونَ ومُعَلِّمو الشَّريعةِ مُتذمِّرينَ هذا الرَّجُلُ يُرَحِّبُ بالخاطِئينَ ويأكُلُ مَعَهُم (لوقا 15\2)) وقصدهم كان من يُرحب بالخطاه فهو منهم وخاطئ على شاكلتهم ,وهذا فهم بشري قاصر ضيق بعيد عن معنى الخلاص للجميع وبالاخص الخطاه,حيث يعلمنا السيد المسيح (فسَمِعَ يَسوعُ كلامَهُم، فأجابَ لا يَحتاجُ الأصِحّاءُ إلى طَبـيبٍ، بل المَرضى . فاذهَبوا وتَعلَّموا مَعنى هذِهِ الآيةِ أُريدُ رَحمةً لا ذبـيحةً. وما جِئتُ لأدعُوَ الصّالحينَ، بَلِ الخاطِئينَ. متى 9\12 و 13)),فضرب لهم السيد المسيح الامثال الثلاثه ,الاول عن مثل الخروف الضائع والعبره منه التي اراد السيد المسيح ان يعلمها لهؤلاء هي (أقولُ لكُم هكذا يكونُ الفَرَحُ في السَّماءِ بِخاطئٍ واحِدٍ يَتوبُ أكثَرَ مِنَ الفَرحِ بِتسعَةٍ وتِسعين مِنَ الأبرارِ لا يَحتاجونَ إلى التَّوبَةِ. (لوقا 15\7)),وضرب لهم مثل اخر وهو مثل الدرهم المفقود والعبره منه (أقولُ لكُم هكذا يَفرَحُ ملائِكةُ اللهِ بِخاطئٍ واحدٍ يَتوبُ. (لوقا 15\10)) والابن الضال هو المثل الثالث ,وهنا يبدو جليا ان الابن الضال يمثل كل ابن ادم اخطأ الى الرب الاله سواء كان من المؤمنين العاديين او من الاكليروس وهؤلاء حسابهم اشد واعظم بدليل قول السيد المسيح ( أجابَهُم يَسوعُ لَو كُنتُم عُميانًا، لما كانَ علَيكُم خَطيئةٌ. ولكِنْ ما دُمتُم تَقولونَ إنَّنا نُبصِرُ، فخَطيئتُكُم باقِـيَةٌ.(يوحنا 9\41)) وربنا يتحنن عليهم وعلينا يوم الدينونه . نعود لموضوعنا ,الابن الكبير هو ايضا يمثل المؤمنون والاكليروس على السواء لكن الذين يطيعون تعاليم الاب ويعاملون البشر بمحبه كما يعاملوا بعضهم البعض وهم مشغولين بالزرع والحصاد وليسوا كالاخرين من المشغولين بالعيش بلا حساب غير ابهين متى سيأتي العريس وفي اي وقت ويدخل ويغلق الابواب ويبقون هم خارجا لان مصابيحهم كانت بدون زيت . لهذا تجد في هذا المثل ان الابن الاكبر كأنسان فهمه وفكره لا يختلف عن الفريسيين ومعلمي الشريعه فهو بعيد عن فكر الرب ومحبته وحنانه بخلاص شخص خاطئ حتى وان كان اخاه ورجوعه نادما تائبا ,لذالك يقول له الاب (فأجابَهُ أبوهُ يا ابني، أنتَ مَعي في كُلِّ حِين، وكُلُّ ما هوَ لي فهوَ لكَ . ولكِنْ كانَ علَينا أنْ نَفرَحَ ونَمرَحَ، لأنَّ أخاكَ هذا كانَ مَيِّتًا فَعاشَ، وكانَ ضالاّ فَوُجِدَ.(لوقا 15\31 و 32)) ونفهم من هذا الكلام ان الابن الضال نال الخلاص لكنه لن يرث ابدا حاله حال الابن الاكبر فكل ما للاب اصبح للابن الاكبر , والابن الميت في الاخير تعلم من الدرس واستغل الفرصه قبل فوات الاوان وعاد الى بيت ابيه ,وهذا افضل كثيرا من ان يكون في حضيره الخنازير .
اخيرا نتعلم من الامثال الثلاثه ان نبتعد عن تفكير البشر ونحاول جاهدين فهم فكر الاب , ( فابنُ الإنسانِ جاءَ ليَبحَثَ عَنِ الهالِكينَ ويُخَلِّصَهُم.(لوقا 19\10)) ,فكلنا خطاه وكلنا مدعون للدخول في ملكوت الاب مؤمنين واكليروس وكل البشر, فهل نحن مستحقين ؟؟ ويومها بالتأكيد سنتفاجئ كثيرا لاننا سنرى ما لم نكن نتوقعه يوما ما. عسى ان يتعلم من هذا الكلام من يجد نفسه افضل من زكا العشار ولا يقبل ان يتم تشبيهه به !! .
اسف اخي حسام ان لم تكن مشاركتي في محلها وفيها تشتيت للموضوع لكنني احببت ان اشارككم رأي هذا وكلي احترام لشخصكم الكريم.
تحياتي.
ظافر شَنو