المحرر موضوع: المثقفون تنقصهم شجاعة مجابهة الأكاذيب  (زيارة 761 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل برهان الخطيب

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 40
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي

المبدع الكبير برهان الخطيب : المثقفون تنقصهم شجاعة مجابهة الأكاذيب
حاوره: السيد حسين (ملف/4)

إشارة :
برغم أن الروائي المبدع برهان الخطيب يُحسب على جيل الستينات إلا أنّ ما يميز منجزه الابداعي هو هذا التجدّد والتجديد في الأسلوبية وتناول الموضوعات مع ثبات بصمته السردية الجوهرية على خارطة الأدب الروائي العراقي والعربي. وقد أغنى عمله الصحفي وحياته الحافلة بالمتغيرات مخزونه التجاربي فأثرى المكتبة السردية العربية بأكثر من اثنتى عشرة رواية كل واحدة لها عالمها المستقل المتفرّد. يسر أسرة موقع الناقد العراقي أن تبدأ ملفها عنه متمنية على الأحبة الكتّاب والقرّاء إثراءه بالمقالات والصور والوثائق. تحية للمبدع الكبير برهان الخطيب.

المبدع الكبير برهان الخطيب : المثقفون تنقصهم شجاعة مجابهة الأكاذيب
حاوره: السيد حسين

القاهرة السيد حسين: يرى الروائي والأديب العراقي المقيم في السويد برهان الخطيب أن الوضع الثقافي في العراق مهلهل، مستباح، كما السياسي، الاقتصادي، في يد نخب تفكر بعيدا عشوائيا، لا تحرص على المصلحة الخاصة الوطنية ضمنا العامة. احداث تغيير جوهري ممكن مع ساسة اثبتوا جدارة، رؤية سليمة.وحول مجمل أرائه كان اللقاء التالي:

– قيل “ما نكتبه هو ابن ما نقراه ” وقيل ” بان الكتابة هي في الحقيقة إعادة كتابة أو إعادة تشكيل لمفردات اللغة، وبأن ما نكتبه قد كتبه أشخاص آخرون قبلنا “حدثنا عن الكتابة الأولى؟
* في مرحلة الكتابة الأولى لكاتب يصح كلامك عنها، أنا شخصيا في أول قصة انشرها عام 1958 في مجلة الأحداث اللبنانية انطلق من قراءاتي أعيد صياغتها ترتيبها اتبناها اعتبرها محصلة لي. مع بدء بلوغ الكاتب مرحلة نضج، استقلالية، يهمه تمييز صوته عن غيره من الكتاب، المساهمة في تشكيل الوعي الاجتماعي. روايتي الأولى (ضباب في الظهيرة) 1968 يجدها نقاد لا تشبه غيرها، يُكتب عنها في مصر في مجلة حواء المصرية، في لبنان ينقدها غسان كنفاني يمتدحها، في العراق سعد البزاز، غيرهم. أبقى اعتبرها من أدب الصبا رغم انطلاقها من ضرورة تجاوز تجارب الكتاب الآخرين عن أسباب فنية فكرية عامة تحرك موجة الستينات، لا شخصية. في أسطر قليلة على الغلاف يكتب مؤلفها: عملية كتابتها كانت استشهادا حقيقيا لي، رأيت آنذاك ان كل العوالم المنظمة التي يخلقها المؤلفون الآخرون في كتاباتهم ما هي إلاّ محض كذب وافتراء، المباشرة في روايتي تعبير عن افلاس الفن في مخاطبة الانسان في عصر القنبلة والحروب الدموية.. كلمات حال ينهي قراءتها آنذاك مبعوث العراق اليوم إلى الأمم المتحدة يقتني نسختين منها هاتفا: فقط من أجل تلك الكلمات تستحق الرواية الاحتضان. بعد عقود يجدها ناقد تستحق القراءة غدا أيضا، يدعو إلى إعادة طبعها.. المعنى هنا ان الاستفادة من تجارب الكتاب السابقين لا في إعادة كتابة المكتوب انتاجه حلة جديدة، بل في كشف نواقصه تجاوزها في نص مستقبلي رغم تصويره معالجته حقائق تفاصيلها سالفة، لكن دالة على الآتي.
بعد استكمال نضج الكاتب، عند النهايات، ادراك العالم كما هو، لا كما يُقدم إلينا، لا كما يحلو لنا رؤيته – لا كل كاتب يبلغه عند استغراق في اغراءات، ذات – تلح عليه ضرورة تصويب صورة عامة قدمها في أعماله، تدارك أخطاء، صياغة أدب أصيل صادق، رد فعل على وجودنا في مجتمع، كون، يسمحان إلقاء كل الأسئلة وقت لا تجد الرد على ابسطها.. إلى أين نمضي، لماذا لا نسعد رغم توفر مقومات السعادة حولنا؟ مع اكتشاف معان جديدة من التجارب السابقة تنشأ ضرورة تحرير المكتوب وفق رؤية جديدة، واقعية، لا منفعلة، لا مبتذلة، سامية لو الخُلق صامد، ضمن نشاط بشري عقلي عام يرنو إلى رقي في حصافة لا في خديعة أو مجون. الكاتب حينه لا يختلف عن غيره يبلغ سن رشد حقيقي.. إدراك مسؤولية تجاه البشر جميعا.
– كيف تري العراق اليوم وحال العراقيين، ماذا تقول لهم، أو ربما ماذا يقولون لكِ؟ والوضع الثقافي العراقي حاليا؟
* لا العراق وحده يعيش كارثة، العالم كله مهدد أي لحظة يخترقه خازوق حرب لو نصدق وسائل الإعلام، حتى في امريكا على مستوى اعلى من شعبي لا يعلمون ما قد يحدث غدا، ذلك لا يعني ان الاحداث عشوائية، هي هكذا لمن ينفعل، يغفل، يجهل. بارد راس مطلع يراها مرتبة منذ عقود إلى اهداف تعقبها اهداف، عن استراتيجيات، مؤامرات، حسابات، ارادة إلهية غيرها.. البعض يقول العلم عند العلام. من جهة ثانية ثالثة يرى اخرون الخلاف الروسي الامريكي ضمنا الكوري لعبة هدفها عالم جديد، حصتنا شرق اوسط جديد، لو يتكاتف الداخل كما نرى البوادر في التكاتف التركي الايراني الروسي العربي إلى حد يحمي نفسه، لعبة لا تخلو من خطر، غش، سادتها غرب خدمها شرق ضمنا روس. البعض الآخر يرى روسيا مهددة في العمق من الغرب أبعد من نية ربطها اليه، القصد اخراجها من المنافسة، اعادتها منآى ثلوج مقسماً مائة أمارة، بعدها افريقيا، الصين، ذلك عموما، نقترب إلى الخصوصيات لا أجد العراق يعيش سياسيا أسوأ جدا من غيره من الدول، رغم رفاهيتها مقابل كثرة مشاكله، فيه لا زال بعض القرار في أيدي غالبية وطنية، تُنعت من إعلام عولمي طائفية، انتقاصا، ضمن حرب خفية غير الظاهرة. الطائفية أمام سعة الخطر لا وجود لها، سوى عند مُخطِّط أو مُنفّذ يستفيد من توسيعه أو مهووس.
العراق كغيره يعيش مصيره المختار منه، المفروض في آن من ذوي القرار في الخارج، ازدواجية حكم مدمرة، النتيجة عدم استقرار. أقول للعراقيين نحسن وضعنا مع ترشيد الحياة السياسية عندنا أولا، وفق الدروس المتراكمة من ماضينا، اقليميا يجب تكاتف دول المنطقة، الدفاع عنها، ضمنا الكرد على أساس رفض استخدامهم مصدر فتنة في جري وراء حلم لا معنى له في عالم ينحو إلى تنوع، البرزنة إلى انغلاق، من مصلحتهم توزعهم في اكثر من دولة. محليا قيام الاحزاب اعتباطيا ينبغي عقلنته، قادت المنطقة إلى تفكك، يجب ايقافه أو نخسر أكثر. ذلك يقتضي هيئة وطنية شاملة، قوة مدافعة عنها، كلاهما متوفر في العراق يتطلب بلورة، عندنا شخصيات وطنية قوية كثيرة، قربها طفيلية، يجب الفرز، الحشد الشعبي ضمانة استقرار العراق يراقب يضبط، كما يجب ضبطه. صحوة ثقافية تغلّب التوجه الوطني ظاهرة.
إنما الوضع الثقافي مهلهل، مستباح، كما السياسي، الاقتصادي، في يد نخب تفكر بعيدا عشوائيا، لا تحرص على المصلحة الخاصة الوطنية ضمنا العامة. احداث تغيير جوهري ممكن مع ساسة اثبتوا جدارة، رؤية سليمة، منهم نوري المالكي، العبادي، مهدي الحافظ، جلال طالباني، عالية نصيف، غيرهم. ايضا يجب التقاء الحكم مع معارضة مستنيرة، تنقية كليهما في آن من أجل اعلاء الالتزام الوطني، فرض السلم الأهلي، التمهيد لانتخابات جديدة ذات جدوى. حين يتحقق الاستقرار، تلتئم جروح الذات الجمعية، تعود القيم ترتكز، بعدها يتحسن الوضع الثقافي معه الاجتماعي. العراقيون أذكياء سياسيا شجعان وطنيون، غالبيتهم اهل نخوة، عدوهم ماكر له تجربة، رغم القلاقل المؤامرات لا خوف عليه، العراق الجديد في مرحلة مخاض. المهم صد التدخلات الخارجية، تغليب العامل الداخلي على الخارجي، التلاحم الوطني موجود، تشوهه الدعايات. الثقافة تسير في اتجاهين كلاهما مغلق، فالت على اليسار، متعنت على اليمين، نحتاج ثقافة عقلانية متوازنة، لها وجود رغم الغث الكثير.
– يري البعض أن الانقلابات العسكرية والسياسات المتخبطة عطلت استكمال المشروع الثقافي للمبدع العراقي كيف؟
* جِلد المبدع ورقة لتموس، يتأثر طبعا من المحيط. الانقلابات حين تكون استجابة لقرار الخارج مُحبِطة نعم، تجهض التطور الاقتصادي الاجتماعي الثقافي السلس، النتيجة انتاج الغث، تصفية أو ابتلاع المنتوج الوطني، ثقافي أو مادي. لكن المدرع حب الوطن يتلقى الشظايا يعيدها إلى مصدرها، يبقى محصنا في مركز قيادة ابداعه، ينتج أعاجيب، كما الجنود البواسل في بطولات يقدمون أرواحهم ذودا عن مواطنيهم، أرضهم، هؤلاء بَدنياً، أولئك معنويا ثقافيا. الأسئلة الكبرى يتصدى لها شرفاء المبدعين، الساسة، يواجهون عواصف إلغاء، تستمر المسيرة. أغادر العراق أواخر الستينات لا هربا من المشاكل قدر البحث عن زاوية رصد هادئة، مواجهة المشاكل ابداعيا، أنقذ أنفّذ مشروعي الأدبي المستمر نصف قرن مكتملا اليوم مستوعبا تجربة بلدي، انسانه، عبر مراحل وانظمة سياسية عديدة، قد يمكّن القارئ رؤية تأريخ العراق واهله وسط العالم مختصرا في سيرة عائلة، تلمس موضع الداء معرفة الدواء من غير تكرار معاناة شخصية عامة في آن متجنبا فيروس كراهية أو تحزب مدمر الى غير السامي المجدي.

– حدثنا عن روايتك الصادرة حديثا ” أخبار آخر العُشَّاق”؟ لماذا هذا العنوان؟
* بطل الرواية هارب من حرب بلده، يعاني من وحدته في منفاه الغربي، من طغيان العلاقات المادية على الروحية، من تكريس الفردية حوله حد ضياع بين ضباع، يشكو إلى كاتبها قربه: عند البحر الهادئ ذاك.. على مسطبة المتعبين المتنزهين هذه يرتاح أهل البلد من التمشي.. يتعبني التذكر أطرح بدني قربهم لا أحد يسأل الآخر ماذا في قلبك، ماذا تنوي عمله اليوم غدا، البشر مع حواسيبهم قلاع منعزلة، متحركة، العشاق يختفون، صفحة اخرهم أمامك تطوى منذ وصولي البلد الأمين.. ساحات العشق تصير شاشات الجات.. المحادثات..
واضح من كلامه ان حياة الناس تتغير لا في الوطن فقط، بل في المنفى أو الملجأ أيضا، من تجربته يرى منكود الحظ ان العشق يصير رقما في رصيد وجود بشري محدود رغم سعة ظاهرة، لا كل المعادلة، وانه مع ذكرياته آخر العشاق على الأرض، يسرد حكايته يسلي ذاته، جاره من بلده الأصلي.
– قارئ الرواية يجدك تعتمد على مزاوجة فن القصة القصيرة مع فن الرواية لماذا هذا التداخل؟
* التداخل له تاريخ طويل يمتد إلى سلامة موسى، قبل نصف قرن يذكر في احدى مقالاته عن امكانية مزاوجة فن القصة القصيرة مع الرواية، أتوقف عند فكرته طويلا اقلبها أجدها تستحق الاهتمام.
– هل رواية ” أخبار آخر العُشَّاق” تروي الواقع العراقي بعين المثقف والكاتب؟
* التغيير تصنعه نخبة، ينفذه فقراء، يسرقه أغنياء، يراقبه يعبر عنه ضمير الناس أي الكاتب المثقف لا مسطول باحث عن ربح أو شهرة أو حظوة عند مفترسين. حدث الرواية عموما مطعّم غالبا من تجربة الكاتب، من تماس مباشر مع الحقيقة، من تجارب الناس، من معايشة انعطافة تاريخية، يستلهمها الكتاب في تقديم تقريره المختصر عن الوجود إلى الأبدية، محاورا معاصريه، الآتين، داعما ذاكرة الوطن، سابرا العالم.
– الرواية التاريخية أو التوثيق التاريخي كيف يمكن للأدب أن يخدم التاريخ من التزوير وخاصة في تلك الظروف السياسية المتغيرة؟
* تذكر كلمة متغيرة بدل رهيبة، سؤالك كبير مع مرونته، يستدعي ردا من اكثر من اتجاه منه تحدٍ إلى كاتب شريف، سياسي. أولا هل من السهل معرفة الحقيقة؟ معلوم لكل منا تصوره عن الحقيقة. الكتابة عنه لا عنها، فعلَ معظم الكتاب في رأيي، لهو، عبث، عاصفة في فنجان. الأدب الحقيقي عاصفة حول الأرض.. نعم تروضها الأنواء، التضاريس، كما يروَّض الأدب المتعملق حين ينافس ذوي الإرادات العليا، من نقاد مرتزقة وإعلام يخدم مصالح عليا. ثانيا، نفترض في أعجوبة تتعرف على الحقيقة الخافية تحت طيات الأحداث أو وراء كواليس هل يسهل عليك التعبير عنها فنيا؟ تنجح هل يتيسر تسويقها إلى القارئ؟ تصل القارئ هل تضمن تبلغ عقله المؤمم من وكالات أنباء، نت، فضائيات، تروج أشنع سخف للسيطرة على انتباهه كسبه إلى اخبارها المخوزقة؟ يتيسر كل ذلك هل تمتلك شجاعة التنفيذ أو تُترك مع مشروعك البريء خدمة التاريخ أو المجتمع دون عوائق؟ لماذا اغتيال كندي إذاً والعديد من رؤساء نيتهم خدمة بلدانهم؟ الأدب يُواجَه في أدب يقال، حسنا لا نسمع حتى اليوم ان الرصاصة الموجهة إليه إليهم تقصد أشرارا قربهم، محض صدفة تصيب الضحية.
– ما هي الإشكاليات التي من الممكن أن تقابل مَن يتصدي لكتابة رواية تاريخية من وجهة نظرك؟
* يتجاوز الكاتب العوائق الصعوبات السابقة تبقى أمامه صعوبة معرفة التفاصيل الضرورية امتداداتها لبناء الحدث الروائي. تصوراته غير مجدية كثيرا هنا، قد تقود إلى وهم، كما ليس سهلا تنكب الروائي مهمة يكون جاسوسا لقارئه يصطاد حقائق، نعم قد تنفعه مكاشفة سياسي له نهاية عمر في بناء حدث تاريخي لو المكاشفة مدركة. في عالم غير مستقر لا تستقر الحقائق. الحياة السلمية عامل مساعد في تطور العملية الأدبية، السياسية، الاقتصادية. والاستقرار غير ممكن من غير تفاهم واتفاق المعارضة مع السلطة على استراتيجيا للبلد، قوامها مصلحته، قيمه، تعايش المختلفين فيه.
– روايتك فيها الكثير من الوجع رغم أنه من المعروف عنك بث الأمل هل المقصود نقل ما يحدث والبحث عن حل؟ وهل وصل الأدب إلى حل اجتماعي في ظل الحلول السياسية العقيمة؟
* أمة غنية شاسعة حاضرها دمار، تفكك، كيف لا تسبب الوجع لمن له ذمة.. منعكسا منها على ابداعه؟! رد الفعل؟ الأمل لمن لا ييأس، ينشد لها رفعة. تداخل الوجع والأمل حتم من ثنائية الوجود، فردي، اجتماعي، مطلق. نعمل نُحبَط، نعلم لا نعلم، نيات حسنة نتائج سيئة. افرازات “التقدم”.. الحرب، الفقر، الجهل، يمكن تداركها في مصارحة، لكن التفاهم يُغيَّب يسوَّف لمصلحة البعض ضد اكثرية. الأدب تفاهم، يصل هدفه في جمع العقول المختلفة على مشترك. لا يتحرر الأدباء، الأدب، من اوهام لها عدة ألوان، اطماع، اغراءات عدة مصادر، نبقى نراوح مع الساسة مع الناس على ذات الساحة، مع تجديد المناحة. يجب ترجيح الشفافية. الحلول السياسية لو من الداخل غير عقيمة. مضاداتها من الخارج تجهضها، من عهد إلى عهد. أواخر العهد الملكي عندنا نرقى مع سياسة الإعمار نُقاد إلى ثورة قاسم. أواخر ثورة قاسم يتطور العراق عاليا مع البناء نقاد إلى ثورة البعث. أواخر البعث يزدهر العراق عاليا مع استكمال تأميم النفط نقاد إلى حرب ظالمة مع الجارة ايران والكويت.. بعدها القهقرى. اليوم نتفاهم مع الجار الايراني والتركي نضع اساس استقرار جديد يراد لنا الحرب مع الأخوة الكرد. يجب كشف اسباب الوجع، عدم الاتفاق على مشترك، ليصير الأمل له جدوى لا مجرد هبل، والأدب سعيا محمودا لا ستربتيزا موجها مرصودا.
– العمل الأدبي هو الذي يصنع تاريخه.. هل يجب امتلاك ثقافة تاريخية ليتمكن الروائي من التحكم في فصول روايته وأحداثها؟

* العمل الأدبي يصنع تأريخه الخاص بمقدار استيعابه التأريخ العام. لكن، غير ضروري بروز الثقافة التاريخية أو تفاصيل التاريخ في مرحلة معينة على سطح الرواية أو خلفيتها، إنما رسم حدثها، شخصياتها، دقيقا صادقا لا من غير إلمام بتفاصيل الفترة التاريخية لها في الأقل، هي تؤثر مباشرة على شخصيات الرواية، كلامها، تصرفاتها، مصائرها، من غير أن نرى. من غير إلمام بما يجري على احداثيات الزمان والمكان تولد رواية ناقصة.
– هناك إشكالية واقعية بين الروائيين والكتاب، فأكثر المبدعين حينما يعانون من الاغتراب داخل أوطانهم وتسنح لهم الفرصة أن يغادروا الوطن وخطورته وقيوده التي تعيق الإبداع والإنتاج تكون البيئة الأخرى حاضنة لموهبتهم ومكانا خصبا لغزارة إنتاجهم هل هذا ينطبق عليك أم للهجرة والغربة عن الوطن رقم قيوده أمور اخرى؟
* راحتنا في المكان الذي لا نوجد فيه. لكلٍ من الوطن والغربة مزاياه ومنغصاته. نغترب لنكسب ماديا أو لنعرف أكثر؟ ذلك ينعكس على الابداع سلبا أو إيجابا. الأشياء تُعرف بالمقارنة تدري، الاغتراب رغم معاناته إيجابي على الإبداع، والوطن رغم ألفته ورحابته قد يضيّق الرؤية، معها أفق الإبداع. لا توجد وصفة محددة للإبداع، الإبداع يكبر بمقدار ما تعطي له من روحك، من كيانك.
– هل تنحاز إلى الرأي القائل أن مهمة الرواية رصد ما استعصى على النسيان من الأحداث والأماكن والأسماء؟
* رأي ذو قيمة. لكنه مرتبط بالماضي أكثر من المستقبل. الرواية عندي متعددة المهام، نضال، تديّن، تبشير، لهو، بناء، ارتقاء..
– شخصياتك الروائية، هل تتمتع بحالة من الانعتاق من سلطة الكاتب اللغوية والفكرية؟
* أكيد، وإلاّ لا أتغير معها، المؤلف يتفاعل مع شخصياته، كما مع مجتمعه، العالم، كما هي تتفاعل معه، تتغير.
– ألم يحدث وأن تورطت في تحميل إحدى الشخصيات قناعاتك الخاصة، حملت البطل مهمة الذود عن أفكارك المخبأة؟
* الحقيقة أحاول دائما التعبير عبر شخصيات رواياتي عما هو أبعد من أفكارها، أفكاري، أفكار المحيطين، وصولا إلى أفكار خفيّة، إلى تفاعل.. حتى عبر نزاع. أميل في الواقع إلى تلك الشخصية، بعد خاتمة الرواية أجدني أميل إلى غيرها. عند كتابة رواية أنا مراقب محايد، أبحث عن تفاهم ناس في خصام، تصير الرواية لنا استشفاء.

– ما رأيك بما يُشاع حاليا عن الرواية، باعتبارها الأكثر رواجا بين الأجناس الأدبية؟
* ذلك صحيح، كما لا أبخس قيمة المسرحية، كلاهما يجمع الناس حول طاولة واحدة، يختبرون يطورون انسانيتهم.
– برأيك هل ستنعكس الأحداث في العراق على الروايات المقبلة، وهل سينشأ ما يسمى “جيل بعد الحرب” في الرواية؟
* لحجم الأحداث الدامية الكبير وطول المعاناة في البلد لا يمكن تجنب انعكاساتها في الرواية، وإلاّ هي رواية من الواق واق. بوادر رواية الحرب ما بعد الحرب في الرواية العراقية بارزة منذ أمس، “الجنائن المغلقة” مدونة قبل تغيير نظام صدام، “على تخوم الألفين” مدونة مباشرة بعده، مثال واضح. آخرون يتناولون الموضوع اليوم أو غدا.
– هناك لكل مبدع محطات انتقال من مرحلة إلى أخرى، فأين يجد برهان الخطيب مراحل تطوره بعد صدور أعمالك قصصياً وروائياً؟ وأي الأعمال التي تعتبرها تمثل انتقالة حقيقية لديك على المستوى الفني والفكري؟!
* هذا السؤال أوجهه إلى نفسي غالبا لا يمكنني الرد عليه، صاعد الجبل لا يمكنه تحديد اية خطوة له أهم من الأخرى، إلاّ عند اجتياز خطر، عقبة. الخطر، العقبة، أقابلهما خارج سياق الإبداع، الصعود. فأسأل غالبا قراء رواياتي عن المفضلة منها عندهم، لأعرف، أفاجأ هم أيضا لا يمكنهم تحديد رواية معينة منها. ألح أحيانا عليهم، شاعر يذكر “ذلك الصيف في اسكندرية” أو “الجسور الزجاجية”.. بروفسورة اللغة العربية من لجنة نوبل اشادت بها جدا، بالمناسبة لم تكن إلى جانب فوز نجيب محفوظ بالجائزة، سألتني عن رأيي في فوزه أجبت: يستحقها. الكلام في جامعة ستوكهولم. أيضا أشاد بالرواية وزير دفاع بلد عربي.. (لا تفكر رجاء: لذلك يخسر العرب) فبعض المغاربة قال لي: منذ قرأنا الجسور الزجاجية لم نعد نميل إلى الحكم الجمهوري، ذلك ربما قد يشارك في تفسير استقرار المغرب وشعبية جلالة الملك. بروفسورة أخرى من لجنة نوبل كتبت تقديما جيدا عن “الجنائن المغلقة”.. ابقى، كما لا انحاز إلى أي من أولادي على حساب الثاني والثالث، لا أنحاز إلى أي من رواياتي، جميعها أجدها نتاج أقوى حب، أكبر جهد، أبعد نظر.
– أنت كاتب جيد للقصة القصيرة فما رأيك بالقصة القصيرة جدا والتي بدأت تشهد رواجا عربيا ؟
* كل الأنواع الأدبية مطلوبة، مرغوبة إذا كانت مكتوبة جيدا. أحيانا يساء إلى القصة القصيرة جدا حين تُستسهل كتابتها، يُهمل عنصر المفارقة، الكشف، في تركيبها.
– هل أصبحت الومضة القصصية نوعًا أدبيًّا جديدًا؟ وهل تحدد بعدد معين من الكلمات؟ ومتى نطلق الومضة على نص أدبي؟
* القصيرة جدا، الومضة، اللقطة المقربة، متقاربة من ناحية عدد الأسطر، الكلمات القليل، كذلك الاعتماد في المضمون على إضاءة منعطف عاطفي، خفي، تحرك غير مرئي تماما في الواقع غالبا، في أقل كلمات، مع مفاجأة أحيانا، الشكل مقبول في الصحافة، يستقطب القارئ يتحمس له من ضيق الوقت أو النفس. لكن المغالاة في تصنيفه، تنويعه، لا موجب لها، بل وقد تختفي اهداف ايديولوجية وراء ترويجه منها ابتسار فحص الوقائع، المشاكل، الاكتفاء بما على السطح، عدم دفع ذهن القارئ إلى البعيد وتحريضه في الخفاء على السائد.
– هل تتعبك الكتابة، هل هي فعلاً كما يصفها البعض كجلد الذات؟
* الكتابة غير متعبة في لحظاتها لكنها متعبة جدا من تراكماتها العاطفية على الكاتب، تعيق النوم. بعد انتهائي من كتابة روايتي “نجوم الظهر” أسقط صريع صداع قاتل تنقذني سيارة اسعاف. غالبا تستهلك حياة الكاتب كلها، تقلبه إلى مخلوق مهموم من التفاصيل الصغيرة والعامة. نعم المزاح داخل الرواية خارجها وسيلة دفاع عن النفس، عن القارئ. الكتابة قدر مختار، كبح هياج، موسقة ثورة، بديل انتحار، تصير متعة عند الانقطاع إليها، شفاء، لا جلد ذات.
– كيف تقيّم أداء السياسيّين في العراق؟ هل تثق في خطاباتهم؟
* كما في كل مكان لا في العراق وحده هناك سياسيون اشراف، غيرهم فاسدون، سواء في السلطة أو المعارضة. المصيبة من التدخلات الخارجية، مرئية وغير مرئية، تدخلات تمتد حتى إلى الملابس الداخلية والأهل. لكن الشعب العراقي عموما رغم كل النوازل لا خوف عليه لأنه يعرف دربه، ادراكه عال، لا ذنب السفينة حين تعصف عليها الرياح. نتائج القيادة، الانتخابات، تؤكد نضوج العملية السياسية رغم مهاترات البعض، نصل الاستقرار رغم كل المكائد، التشرذم مؤقت.
– هل ترى أن الحريات العربية مازالت تعاني من القيود؟
* البلدان العربية تعاني من مشاكل مصدرة إليها أكثر من مشاكل يُدعى تخلقها السلطة إلى مواطنيها. لو نترك في حالنا ترتفع الأمة العربية مجددا إلى الذروة، السلم الأهلي بداية الارتقاء، تفاهم المعارضة مع السلطة، ابعاد الفاسدين، شرعنة تجريم الخيانة، تشجيع الثقافة الوطنية، كلها ضرورية للاستقرار، لتوسيع الحريات العربية تدريجيا مع الحفاظ على القيم، طرد أسطورة السوء فينا مقابل فخامة الأجنبي.
– في رأيك هل أثرت ثورات الربيع العربي على النتاج الإبداعي.. وهل نجح المبدعون في التعبير عنها أدبيا؟
* ثورات الربيع العربي أربكت كل شيء لا الإبداع فقط، المذنب في ذلك المبدع قبل السلطة، لا نجح المبدع في التعبير عنها أدبيا ولا استغلها لقول كلمته. تراجع الإعلام الوطني في الفوضى السياسية المستمرة حتى اليوم مذنب أيضا. معظم ما ينشر في الصفحات الأدبية هافت القيمة.
– هناك من يرى أن هذه الثورات العربية كشفت فشل النخبة المثقفة وتراجعها عن أداء دورها. ما رأيك؟
* ردي السابق أكرره أضيف: خلاصنا مؤجل من غير صحوة ثقافية على غرار صحوة المثقفين العرب بعد تأميم القناة وحرب السويس، أيضا خلال الستينات، مع الانتباه إلى خطأ الخصام العربي العربي وخطأ التنكر إلى قدسية الأدب واهمال قيمه العالية.
– أين دور المثقفين والمفكرين في مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب؟ وخاصة تنظيم داعش والنصرة وغيرها؟
* دورهم غائب، مُغيَّب، من أهل النوايا السيئة عن مكر كما من أهل النوايا الحسنة عن خوف أو طمع في اغراءات وأوهام. المثقفون غالبا تنقصهم شجاعة مجابهة الأكاذيب، كشفها لهم، من دورانهم على أفلاك مغلقة لا حول مصلحة المواطنين البشر اجمعين المشتركة، القصد إبقاء الثروات الحريات في ايدي حفنة نخب مُسيطر عليها، الباقون دع الهواء لهم يأكلوه، دع الغرب الضاري يسيطر والشرق مصدر الحضارات يتدهور، دع الحريات هز مؤخرات، من هنا يظهر التطرف والإرهاب لا من الإسلام الدين الطيب السمح، سؤالك يزوغ قيلا عن مصدر المشكلة.
– برأيك ما أبرز التحولات التي طالت الرواية العراقية؟
* الرواية العراقية كما في كل العالم تتجاوز أطر الرواية الكلاسيكية القديمة، قيمها المحافظة، تخرج منذ الستينات إلى تيه التجريب، تدخل تبتكر مع فن البناء أو الهندسة المعمارية اليوم أشكالا أكثر عصرية لها مضامين أرحب. البعض الرصين يقيم ابداعه ينجح ضمن شكل كلاسيكي حديث، قيم مستنيرة غير الفالتة غير المتحجرة.
– ثمة من قال إن: “القصة القصيرة والرواية في العراق لم تصل إلى مرحلة إنتاج المعرفة” ما رأيك?
* القائل لم يقرأ أفضل انتاج القصة القصيرة والرواية في العراق.
– هاجس البحث عن هوية للرواية العربية أو التي يكتبها كُتاب عرب كيف تراه؟
* اليوم تتشابه البدلات التي نلبسها، سيارات نركبها، ثقافة عامة نستهلكها، تبقى الهوية خاصة، تعبر عن المنتِج، عن نقابته أيضا.

– “ادب المنافي” مصطلح حديث على الثقافة العراقية، افرزته الظروف السياسية التي مرّ بها العراق، وقد قدّم هذا الأدب نماذج ابداعية رائعة وأسماء جديدة لمسيرة الابداع، فهل ترى أن النقد قد أنصف هذا الأدب وواكب عطاءه ؟
* أبدا، ولا القليل من استحقاقه، لا من النقد لا من الجهات الرسمية، لم يُنصف كل الشعب العراقي كيف تريد انصاف أدبه؟ المهم هنا أن الأدب الناضج علامة نضوج اجتماعي، ترويجه دعم للبلد عموما. الروس وغيرهم يقيمون الأنصاب لكتّابهم معها يعطون انطباعا عن عظمة أممهم. أمتنا تتبهذل من لصوص أو دمى نتبهذل معها.. نبقى نحبها.
– البحث في الامور النقدية يبدو ضعيفا على مستوى الوطن العربي، برأيكم ما هي الأسباب ؟
* سؤال حلو! النقد، الاقتصاد، السياسة، الكياسة، كلها مربوطة إلى عربة أمن واحدة. نمتلك عربتنا تسير بقية الأمور على ما يرام. نجهد على رواية سنوات، نكافح بين ناشرين لنشرها، جزارون أرق منهم، يأتيهم ايعاز من اصحاب المعارض هزئوا فلان لا يسمع الكلام، ارفعوا علّان يهز حسنا، تجدهم طائعين صاغرينا، بعده يا ناقدنا افندينا قل عن فلان كذا كيت، النتيجة لا رحت لا جيت. بقية النقاد صم بكم يساهمون في ضرب حصار.. أين النقاد.. لست أدري!
– النقد العراقي عاني كثيرا من عقدة الخواجة وتأثر بالنقد العربي كثيرا كيف؟
* لا أوافقك على هذا الرأي. عندنا نقاد كبار منهم علي جواد الطاهر، عبد الجبار عباس، ياسين النصير، غيرهم، لكن السوق الأدبية مثل بقية الأسواق تتأثر بقوانين منها، كما من عليها. مع الأسف يخفت صوت النقد يلتزم مستوى غناء جوقة بقية منشدين خافت، كما عندكم في مصر يخفت، في الستينات، السبعينات، يكتب عن اعمالي النقاد المصريون منهم حسن النجمي في الكواكب، علاء الديب في صباح الخير، مجلة حواء ذكرت، اليوم رغم صدور خمس روايات لي من مصر لا أقرأ نقدا واحدا منهم عنها، يبدو هم يفضلون الكتابة عن أخبار القوة الناعمة سمعنا مؤخرا، أخبار احتفالات المثليين تملأ الصفحات، تستهويهم، قوتنا الخشنة تجرحهم يبدو لي، لا بد من التأني.. عند التمني..
– ما رأيك بالجوائز الأدبية؟ هل تشكل دليلا على إبداعية المنتج الأدبي؟
* أقوى شخصية من أقوى دولة في العالم زارتني في شقتي أكثر من ساعة عرضت عليّ “أكبر جائزة أدبية” مقابل قبول صداقته وأداء مهام كبرى.. رفضتُ. لك أن تقيس بعد ذلك الرأي في الجوائز الأدبية الأخرى.
– ما أهمية أن يكون لدى الكاتب مشروع يعمل على تحقيقه؟
* كل دولة يجب أن يكون فيها مؤلف واحد على الأقل يتناول ابداعيا تاريخها، انعطافاتها التاريخية، يطرحها في كتبه مرآة لأهل البلد والخارج، يرون نواقصهم و جمالهم عليها. الحياة المدنية تبدأ من ذلك، من صياغة المؤلفات مسرحيا، سينمائيا، تلفزيونيا، مساهمة في خلق مجتمع متطور راسخ. هكذا مشروع كبير يتطلب من مؤلفه تكريس كل حياته له، خدمة بلده غير ملتفت إلى ترف، نعومة حياته الشخصية إذا لا تسير متوافقة مع مشروعه، هي غالبا هكذا، تكريس حياته إلى المشروع يستلبه من عائلته، يعي المؤلف دوره يضحي نعم راضيا، هكذا تختاره الطبيعة اختيار أنهار تشق مجاريها تروي البلد، غيره. حياة تصير قربان رفعة.
– لننتقل من الرواية الى الترجمة، لديك العديد من الترجمات هل ما زلت تمارس عملية الترجمة وما هو آخر ما ترجمته؟
* بعد الترجمة من الانكليزية مطلع شبابي إلى صحف ومجلات عراقية ترجمت من الروسية أكثر من دزينة كتب آخرها “ارهابيو الموساد”.. كل مترجمي دار التقدم خافوا ترجمته نقل لي مديرنا الطيب ضاحكا، وهو يهودي متنور، فقلت له هات الكتاب اترجمه أنا، المبلل لا يخاف المطر، تتحقق مخاوفه، قبيل صدور الكتاب مترجما أُسفّر مخفورا من قلعة السلم والاشتراكية، تنهار بعد ثلاث سنوات، أعود خلالها مع جواز مزور لأرى ماذا بقى هناك من شقتي، سيارتي، شهادة الدكتوراه، حسابي الواهي في البنك الرسمي.. كلها ضاعت، اين ضاعت، هنا لا اقول.. لست أدري! بعده ترجمت من السويدية مسرحية لكاتب فائز نوبل، ثم توقفت عن الترجمة. قبل عامين دعتني الامارات إلى تحرير وتدقيق ترجمة الموسوعة الثقافية العالمية من 3 أجزاء، صدرت أو تصدر قريبا.
– بخصوص النشر، هل ثمة مكابدات حقيقية في سبيل وصول عملك الروائي إلى القرّاء؟ وهل تجاوزت روايتك الحدود العربية؟
* الناشر شمس لا أجد كلمة تصف ألاعيبه معي مع كتاب آخرين النتيجة يمرغ في الخارج سمعة مصر في الوحل، اذهب الى سفارة مصر في ستوكهولم اشتكيه، معي عقد النشر، السفارة كأنها تمثل دولة المريخ. نغلق هذا الجرح كي لا أنفعل أدعو السماء تنزل غضبها على الناشرين، لا كلهم طبعا. عويدات، العودة، الرشيد، الشؤون الثقافية العراقية.. دور نشر محترمة أكن لها محبة. عن تجاوز رواياتي الحدود العربية اكتفي أقول حاضرة في مجاميع أو موسوعات أجنبية، الأمريكية، الروسية، الألمانية، السويدية، غيرها.
ـ هل هناك مشروع أدبي في الطريق؟
* المحارب يتقاعد.. الموظف يستقيل.. لا الروائي.
الاستاذ السيد الصحافي .. تحياتي.. امنياتي أراك في افضل حال دائما
حسنا تتأخر في نشر الحوار. أرسل إليك إضافة لو تجدها ملائمة يمكنك ادخالها إلى ردي حول الجوائز، بعد سطر:
لك أن تقيس بعد ذلك الرأي في الجوائز الأدبية الأخرى..
الإضافة:

على مستوى أوطأ ينقل إليّ رسل سلام دعوة لكتابة كلمة في مديح “شيخة الموز” مقابل منحي جائزة الأدب، هكذا بصراحة، أرفض طبعا، قبلها بعدها يُنقل تنبيه إليّ عن قدرة غير محدودة على تدمير شخص غير منصاع، انعمها من الناعمة اذهب الى المخزن العام coop القريب من شقتي، آخر بعيد عنها، يسرق المحاسب مني متعمدا منذ سنوات قيمة دولار دولارين أكثر احيانا من قيمة الدفع كل مرة، وكل مرة امنحه طوعا الفرق المُعاد منه إليّ كي يخجل لا يكرر اللعبة، لا يرتدع ، آخر مرة أمس، يحاول اثارة خصام بأي طريقة ، لا استجيب. احدهم يخبرني: واضح يسرقك عن قصد!..
هكذا ترى، الجوائز أنواع، يديرها سادة خدم، يُستغل خواء مثقفين لترويج ثقافة مشوهة تسهّل سيطرة على قدرات أمتنا.
بالمناسبة، حتى كلمة (أمة) يمنع الرسل الناعمون مثقفين من استعمالها مؤخرا على اعتبار، انتهت الأمة، تم تفكيكها.
طبعا في هذا الكلام السيء عن قوة أو جوائز سيئة دعاية غير مباشرة على قدرتها في بلوغ أهدافها، دعاية تساعد على تحقيق تلك الأهداف، أنوه إليها كي لا يظهر متشاطر يصبغ الصورة بأن يدعي برهان يمررها،.
اصرار الكاتب على خدمة اهداف الأدب النبيلة يواجه مثبطات لا حدود لها، معها تتسع قدرة الكاتب الحقيقي، يتسع أدبه، على مواجهة رذائل، على تنفيذ واجبه الجمالي السامي، الذي يستدعي الاحترام التكريم من شعبه أولا.