المحرر موضوع: بيـــــــــان بمناسبة الذكرى الثانية عشر لتأسيس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري  (زيارة 840 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل المجلس الشعبي/مكتب اربيل

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 631
    • مشاهدة الملف الشخصي
في 15/5/2019 تحل علينا الذكرى الثانية عشر لتأسيس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري،  الذي جاء كضرورة قومية ، والذي جمع تحت مظلته الأفكار والطروحات السياسية المختلفة لأبناء شعبنا، من خلال عقد المؤتمر الأول للمجلس في عينكاوة عام 2007، بحضور أكثر من 2000 مشارك، وبرعاية الإستاذ سركيس آغاجان حيث تناقشوا وتحاوروا وتدارسوا السبل والأساليب والخطط الواجب أتباعها وتطبيقها، بغية تحقيق هويتنا القومية ووجودنا الى جانب بقية المكونات العراقية الأخرى، نعم تأسس المجلس بهذا التاريخ ولكن سبقته أعمال وأفكار ونشاطات كبيرة وكثيرة وعلى جميع المستويات من قبل لجان شؤون المسيحيين من حيث الإعمار والبناء والمساعدات والبنى التحتية ونستطيع القول أن هذا كان تمهيدا ونواة للعمل السياسي الذي تجسد في إنبثاق المجلس الشعبي كواجهة سياسية قومية ووطنية تمثل شعبنا الموحد، هذه الأفكار والطروحات السياسية التي التقت معظمها وتوجت بمطلب الحكم الذاتي لشعبنا الذي ثبت في مسودة دستور اقليم كوردستان العراق في المادة 35 منه، بجهود إستثنائية من قبل الإستاذ سركيس آغاجان، جاء التأسيس ليكون رائدا في طرح وتحقيق ما يطمح أليه شعبنا في أرضه التاريخية.

 

شارك المجلس الشعبي في انتخابات مجلس النواب العراقي وبرلمان اقليم كوردستان العراق، وحصل على ثلاثة مقاعد في اربيل ومقعدين في بغداد، ، في أول مشاركة له في الإنتخابات، وهذا يدل على مدى التفاف وإيمان جماهير شعبنا بالطروحات السياسية للمجلس الشعبي، بالرغم من الفترة القصيرة لتأسيسه، ومن هنا يجدد المجلس الشعبي مطالبته بحصر التصويت في الانتخابات على مقاعد الكوتا بأبناء شعبنا.

 

ذاق شعبنا الظلم والإضطهاد والتهميش منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة، بدأ من جرائم سميل وصورية وكل جرائم النظام البائد وصولا الى جريمة كنيسة سيدة النجاة والقتل على الهوية الدينية،التي طالت أبناء شعبنا بكل شرائحه، والكارثة الكبرى كانت حينما أستولت عصابات داعش على أجزاء واسعة من البلاد ومن ضمنها سهل نينوى الموطن الأصلي لأبناء شعبنا، حيث نتج عنها إبادة جماعية وتهجير قسري ومصادرة لتاريخ ووجود وممتلكات شعبنا.

 

وكان للمجلس الشعبي دورا كبيرا في إحتضان أبناء شعبنا المهجرين من الموصل وسهل نينوى، حيث تم إستقبالهم والتخفيف من معاناتهم، وإستيعاب أغلبيتهم في القرى والقاعات والمؤسسات التي بوشر بتشييدها منذ عام 2004 بدعم ورعاية من قبل الأستاذ سركيس آغاجان، في بلداتنا وقرانا التاريخية. 

 

ولم يقتصر عمل المجلس الشعبي داخل الوطن وإنما تعداه الى دول المهجر من خلال ممثلي المجلس الشعبي ومكاتبه لإيصال الصوت القومي في المحافل الدولية، وأيضا من خلال العديد من اللقاءات والمذكرات المرفوعة الى الجهات الرسمية سواء في بغداد أو أربيل والى الكونغرس الأمريكي والإتحاد الأوروبي، وإستطاع المجلس تدويل قضيتنا القومية من خلال اللقاءات والمؤتمرات العديدة التي كان لنا الدور البارز فيها ، وحصد المجلس الشعبي نتائج هذه الجهود بمشاركته في توقيع قرار HR390 الخاص بالإبادة الجماعية لأبناء شعبنا والمكونات الأخرى، والذي وقعه الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، والعديد من القرارات الوطنية والدولية بهذا الصدد.

 

عمل المجلس الشعبي على تحقيق إستحقاقات شعبنا القومية، من خلال ممثلينا في السلطات التشريعية والتنفيذية  في بغداد وأربيل، من هنا وبعد صدور قانون الأحزاب من مجلس النواب العراقي، عقد مؤتمر عام للمجلس في بلدة ألقوش بتاريخ 30/11/2017، وتم إنتخاب قيادة جديدة للمجلس، تخطو على نفس النهج الذي أسس المجلس الشعبي عليه، في المجالات القومية والوطنية والدولية.   

 

وفي الجانب الوطني والكوردستاني فإن المجلس الشعبي وضمن مبادئه يؤمن بأن المواطن هو الغاية الأسمى، من هنا فإن توفيرحياة حرة كريمة هو واجب على الحكومات،  وكذلك نؤمن بأن الإنسان هو أغلى ما يملكه الوطن، لذا فإن تطبيق مبادئ وشرائع حقوق الإنسان التي أقرتها المواثيق الدولية، هو الهدف المنشود لنا.

 

ليس خافيا بأن العراق اليوم يمر بظروف سياسية وأمنية حرجة، فالوضع الداخلي ما زال قلقا والصراعات والمنافسات والمناكفات السياسية ما زالت هي التي تحكم، والمحاصصة والفساد ما زال متعششاً في المؤسسات وعلى كافة المستويات، وما نتلمسه اليوم في كل الأصعدة الخدمية والصحية والتعليمية دليلا واضحا على عدم القدرة لتقديم الأفضل للشعب العراقي بمختلف أطيافه، هذا من جانب ومن الجانب الآخر فإن الصراعات الدولية والأقليمية التي تحيط بوطننا، كانت وسيكون لها تأثيرا سلبيا في قادم الأيام، من هنا فإننا في المجلس الشعبي ندعو الى ابعاد العراق عن هذه الصراعات وإتخاذ مواقف تغلب عليها المصلحة العليا للوطن والمواطن.

 

وفي خضم كل ما ذكرناه، فإن شعبنا الذي يسعى لمشاركة بقية أخوانه في الوطن ما زال مهمشا سياسيا ومبعدا عن المشاركة في صنع القرارات المصيرية المتعلقة بشعبنا، هذا الأمر ولد أحساسا سلبيا لديه بالرغم من المحاولات الكثيرة لمؤسساتنا السياسية والكنسية للحوارات لتجاوز هذا الأمر، ولكن وللأسف ما زال ذلك غير ممكنا وغير متحققا، نتيجة لقصر النظر السياسي لدى البعض، فشعبنا اليوم تنخر به الهجرة يوميا، وأسبابها ليست خافية على أحد، وصار المهجر خياره الأوحد، بالرغم من أنه غير مقتنعا بذلك، لذا ينبغي على شركاؤنا في الوطن ومن خلال عقد المؤتمرات والندوات والدراسات، أن نجد جميعا حلولا ناجعة لهذه المعضلة التي تعصف بمكون أساسي وأصيل من مكونات الوطن، وكذلك إعادة النظر وتعديل بعض القوانين التي تمس شعبنا بهذا الشكل أو ذاك.

 

نعاهد شعبنا الكلداني السرياني الآشوري بأننا في المجلس الشعبي ما زلنا وسنبقى على عهدنا الذي قطعناه لكم وعلى أنفسنا، بأن نكون، صادقين .. عاملين... مخلصين .. غير مساومين ... مطالبين بوطن يتساوى فيه المواطنين وتسوده العدالة... واضعين نصب أعيننا تحقيق ما يطمح اليه شعبنا من حقوق قومية مشروعة في أرضه، وفي مقدمتها تفعيل المادة (35) من مسودة دستور اقليم كوردستان وتثبيت حق الحكم الذاتي لأبناء شعبنا في الدستور العراقي.

 

لتكن ذكرى تأسيس مجلسنا هذه، دافع لنا جميعا، لنكون على قدر المسؤولية الجسيمة التي نحملها لخدمة شعبنا ووطننا.

 

 

 

المجلس الشعبي

الكلداني السرياني الآشوري

14/5/2019