المحرر موضوع: خروقات أمنية فاضِحة  (زيارة 824 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 453
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
خروقات أمنية فاضِحة
« في: 04:22 14/05/2019 »
 خروقات أمنية فاضحة   
بقلم/ سلوان ساكو
لمْ يُخطئ الأرهابي خالد الخياط كثيراً حين قال في إفادته للمحققين الأسترالين، إنّ لنا مؤيدين يعملون في المطارات، وأنصار موظفين على أجهزة تفتيش الحقائب، وعناصر مندسينّ في الأجهزة الأمنية المختلفة. الأخوة خالد وعامر الخياط الموقوف في لبنان الان، حيث كان الأول أيّ خالداً، يحمل قنبلة مخفية على شكل مفرمة لحم إلى متن الطائرة، التي كانت متجهة من سيدني إلى أبوظبي، وعلى متنها 400 شخص من بينهم 120 لبنانياً. ولقد تم كشف المتفجرات في أستراليا، خلال تفتيش حقيبة يد hand bag متضخمة، وتحوي وزنًا زائدًا، مِما لفتتّ الأنتباه، فسارعت السلطات في المطار إلى رفضت مرور الحقيبة، وألغى سفر الراكب، وتبين بعد ذلك أن الحقيبة كانت تحتوي على متفجرات شديدة الخطورة. هذا تم من خلال التنسيق الأمني بين استراليا ولبنان، هذا ما صرح به نهاد المشنوق، وزير الداخلية اللبناني.
في مقلب آخر من هذه الأرض المترعة بالكوارث والنكبات، والمفعمة بالدمار والقتل وسفكّ الدماء، لم تعبأ سريلانكا بتبليغات نيودلهي حول تفجيرات الفصحْ الاخيرة، فلقد حاولت الهند مراراً وتكراراً أن تلفت أنتباه كولومبو إلى أن عمليات أرهابية كبيرة  يُحضر لها من قبل مجموعات إسلامية في الداخل، تعمل بشكل علني على الأراضي السريلانكية، ولكن الاخيرة تعاطت مع هذه التحذيرات بكثير من البيروقراطية وعدم المبالاة، إلى أن وقعت الحوادث في عيد القيامة الأخير، والذي ذهبَ ضحيتها ما يربو على 300 شخص وإصابة ما لا يقل عن 500 اخرين. العقل المدبر لهذه التفجيرات الضخمة هو الأصولي (زهران هاشم) العضو الفعال في جماعة التوحيد والجهاد، أضف على ذَلِك هو إمام مسجد في العاصمة، وله العديد من الخطب العصماء على اليوتيوب والإنترنت، يُحرض المسلمين على قتل المسيحين، والغير مسلمين، وعدم الالتزام بالقوانين السريلانكية وعدم الوقوف تحت علم البلاد مستعيناً بمجموعته الآثمة في تحقيق مآربه.
الكثير من الحالات ما كانت تقع لولا تقصير الأجهزة الأمنية والأستخبارات في الدول المعنية، وهذا خطإ فادح تقوم به، حيث يذهب ضحيته مع الأسف الأبرياء والعُزل. ولمواجهت هكذا نوع من الإرهاب يتطلب قوة وحزم ويدّ من حديد، تضرب كل من تسوَّل له نفسه أن يعبث بأمن الشارع، وتخريب العيش السلمي المشترك للمواطنين على ذات الآرض، وهذا يتطلب خبرة ودراية في الجهدّ الأمني وجمع المعلومات عن الأفراد الذين هم تحت دائرة الرقابة، وتكثيف العمليات الاستباقية للأوكار والمساجد التي صارت  ارض خصبة وبيئة حاضنة لشتى أنواع الإرهاب والإرهابين، قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة ويتبع ذلك عمليات ارهابية تشهدها الكنائس ودور العبادة، خاصة بعد الخطاب الاخير للبغدادي. وهذا ليس له علاقة بالديموقراطية أو حقوق الانسان أو قمع الحريات حتى، بل يأتي في سياق الحفاظ على أمن وسلامة واستقرار المواطنين في العواصم الآمنة.