عذرا يارفاقنا الاعزاء, لقد سئمنا تبريراتكم
بعد اعلان مسؤول قاطع اوربا الوسطى للحركة الديمقراطية الاشورية استقاله في الاول من حزيران 2019 مسببا استقالته ببعض الاسباب, اقول البعض لان الاسباب كثيرة, وبعد الرد المتوقع من المكتب السياسي للحركة وكما عودنا دائما بوضع اللوم على الرفاق والكوادر والتنصل من المسؤولية وتسقيط العضو المستقيل سياسيا, كما حصل مع كل رفيق احتج على منهاج ادارة الحركة سياسيا وتنظيميا واقتصاديا, ووضع لوم الخسارة الانتخابية على الرفاق بدون حق وعدم الاكتراث بكل حركات الاصلاح التي حاول الرفاق تبنيها لاعادة الحركة الى منهجها وخطها القومي الذي دفع شهدائها دمائهم ثمن هذا النهج والمسيرة.
اقول للرفاق الاعزاء بعد ان استهلكت كل الوسائل المشروعة للتغيير من داخل التنظيم, اقول كفا هذا النهج الذي لا يخدم الا اعداء الامة واعداء الحركة, نعم لقد سئمنا تبريراتكم, وحتى لو اعتبرنا تبريراتكم صحيحة (وهي ليس كذلك) فانها اصبحت غير منطقية وغير قابلة للتصديق, الا من قبل السذج او الاتباع الذين ينطربون بالشعارات الخاوية ويرددون ما يملى عليهم دون تفكير. فبعد خسارة الحركة لكل كوادرها الجيدين واصحاب الشهادات والمناضلين الابطال ممن شارك في النضال السلبي والكفاح المسلح, واستمرار القيادة الحالية بتبرير ذلك بالقطار والمحطات وكل محطة ينزل بها ركاب, يطرح السؤال نفسه, اذا كانت فعلا نظرية القطار المتبعة في الحركة, لماذا كل راكب ينزل يكون من حاملي الشهادات وكوادر ومناضلين قداما, ومن بقي راكب القطار هذا والى اين يسير وما هو الهدف ومن مصلحة من؟؟؟
اسئلة كثيرة بدأ الكثير يستنتج الاجوبة من نتائج العمل ومسيرة الحركة واستراتيجيات القيادة تجاه الناشطين القوميين في الحركة وتجاه وكل ماهو اشوري, وحرف الحركة عن اهدافها ولمراحل عدة وعن خطها التأسيسي, فبعد ان كانت حركة قومية اسست لتجمع كل الحركات والاحزاب القومية لتنظم الجهد القومي من اجل تحقيق حقوقنا القومية, تحولت بعد تحرير العراق الى حركة (حزب) تتبنى اسم مركب لشعب تاريخه الاف السنين, فكل العالم يعرفنا باسم الاشوريين ونحن في الحركة الديمقراطية الاشورية نسمي نفسنا باسماء طائفية ودينية لاسباب انتخابية لا غير, لاننا لم نرتضى لنفسنا تسمية الناطقين بالسريانية بعهد النظام البائد وقبلنا بها بعد زواله, وحتى قوانين النظام السابق طبقت اليوم لنيل الحقوق القومية, والثقافية (والغيت القومية وبقيت الثقافية فقط) وهنا خرج الكثير من الرفاق واستقال الكثيرالاخر من الكوادر لاسباب التسمية المركبة, ومرة اخرى بررت القيادة بنظرية القطار البائسة, ثم مرحلة التحول ثان من اسم مركب الى مكون مسيحي, وحقوق مسيحية وتمثيل مسيحي, ولم يبقى شيء من مباديء تاسيس الحركة ومنهاجها السياسي سوى كتيبات مرفوفة ومغطات بالغبار. وهنا ايضا خرج البعض من الرفاق واستقال الاخر, وكذلك بررت القيادة بنظرية القطار البائسة, لا بل بالاونة الاخيرة ظهر اسلوب التسقيط, فهناك من استغل بعض السذج لاستخدامهم كذباب الكتروني لتسقيط الشخص الذي ينتقد نهج القيادة او يحاول الكتابة عن اخطاء وخروقات, وهنا اقصد من رفاق وكوادر حاولوا الاصلاح من داخل الحركة, فمنهم من اتهم بالتقصير والاخر بالخيانة بالاضافة الى التسقيط الشخصي والاجتماعي كما شاهدناه في الانتخابات,والتعامل مع ابناء شعبنا المنافس في الانتخابات, وهذا هو الاسلوب الذي استخدمه البعث لتشويه سمعة معارضيه, والذي دفع شبابنا دمائهم الغالية لمقارعة هذا البعث اللئيم.
نعم سئمنا تبريراتكم, فالذين خرجوا من صفوف الحركة ممن انسحبوا وممن استقالوا من كوادر تشهد لهم سيرتهم النضالية ومستواهم العلمي وقياتدهم وحرصهم على الحركة ومبادئها ووصلت نسبتهم الاغلبية الان, هل كلهم متهمين بالتقصير وخرق التنظيم؟ ام قفزوا من القطار؟؟ بينما هناك من اتهم بالفساد المالي ولعدة مرات وبقرارات رسمية وتنظيمية ولازالوا مقربين من القيادة, ومعززين ويشاركون علنا بكل نشاطات القيادة كمسؤولين, وهناك من خرق التنظيم وعلنا ومن القياديين, ولم تشكل اي لجنة محاسبة, ومن الممكن الاعلان الصريح عن الاسماء والخروقات بالكتب والمخاطبات الرسمية, كما حصل لمحلية دانمارك التي حلت نفسها بالكامل في اكتوبر 2017, بسبب اهمال القيادة وتقصيرها بل حاولت استهداف بعض الكوادر بلجان تحقيقية موجهة وغير كفوئة, مما ادى الى حل المحلية لنفسها وانهاء التنظيم في الدانمارك والذي كان من انشط التنظيمات في اوربا وباعتراف الكثيرين. وهكذا حصل نفس الامر في عدة اماكن وخاصة في المهجر, حيث قوة امتنا ومركز تاثيرنا, فتحولت تنظيماتنا في المهجر من فروع الى قواطع بدون رغبة الفروع ( توصيات الفروع في كونفراساتها الاخيرة قبل حلها تثبت عدم قبول الفروع بتحويلها الى قواطع), وهنا توقف تمثيل المهجر في اللجنة المركزية والتاثير بقراراتها, ومن ثم محاربة القواطع بصلاحياتها واثارة التكتلات من قبل القيادة داخل هذه القواطع, الى ان انهى هذا الاسلوب تنظيماتنا في المهجر, وهنا بقت بعض النفرات الذي لا تاثير لهم على شعبنا وجالياتنا او الحكومات او الاحزاب في الدول الذين يعيشون فيها. نعم وجود الحركة في المهجر انتهى تقريبا وبسبب سوء ادارة الملف التنظيمي وسوء التقدير السياسي, ومن الطريف ان في التسعينيات عندما كان المهجر ومكاتب الحركة في اوج فعاليتها كانت السند الوحيد والمؤثر, وكما قالها احد القياديين ان اعداء الامة يهابون عملكم في المهجر, لان لاسلطة لهم عليكم. والسؤال الذي يطرح نفسه لمصلحة من دمرت تنظيماتنا في المهجر؟؟؟ وهل ارتاح اعداء امتنا اليوم, بعد ان انتهى تاثير تنظيمات الحركة في المهجر؟ والدليل الانتخابات النيابية, التي تحاول القيادة وضع التقصير على مسؤول قاطع اوربا الوسطى في ردها على اعلان استقالته, وماذا عن البقية التي لم تحصد الحركة اصواتا فيها, هل ستعاقبونهم؟ ولماذا اجريت محاضرات انتخابية للقيادة في دولتين فقط وبحظور مخجل؟؟ هل ستقصرون القيادة؟؟ اسئلة كثيرة واجوبتها واضحة لا تحتاج التبرير بل الاعتراف بالفشل. اذا كان غير مقصود, اما اذا كان مقصودا فهذا موضوع اخر وخطير جدا.
نعم انا ادعوا كل رفيق وكل كادر وكل حريص على الحركة الديمقراطية الاشورية ومسيرتها ودماء شهدائها وحريص على نهجها القومي الاشوري والمستهدف بوجوده في الوطن الام, ان يتكاتفوا ويوحدوا صوتهم من اجل عقد مؤتمر عام للحركة لاعادة الحركة الى احضان الامة والى خطها السوي من اجل حقوق شعبنا المظلوم, لان بغيره ستتحول قضية شعبنا من قضية وجود الى قضية منصب وعقار للبيع.
نعم انه كلام ثقيل عليكم رفاقي الاعزاء, وهذا ماقلته بكتاباتي لكم عندما كنت في التنظيم, ساسمعكم رأيي ان كان في التنظيم او خارجه, لانني زوعايا, ولاني لم اخفض صوتي بعهد النظام الدموي البائد رغم المشانق المتدلية والجاهزة لرقابنا كما كانت جاهزة لرفاقنا الشهداء رحمهم الله, ولن اخفضه اليوم مجاملة لاحد او تملقا للاخر, نعم مسيرة الحركة لم تعد لها وجود, تحولت من قضية شعب ووجوده الى قضية تمثيل بمقعد او منصب او امتياز, وتناحر على البقاء بهذه المناصب باي ثمن, نعم فقدنا كل مقومات القوة واصبحنا نستجدي حقوق انسانية من الذين ظلمونا وسلبوا حقوقنا, نعم الحركة تحولت الى مؤسسة تشارك في مراسيم العزاء وتهنئة في الاعياد وتنصيب المسؤولين, واكبر تحدي يقوم بها قياديين استنكار وشجب لاعتدائات على شعبنا الاشوري الذي نسميه مكون مسيحي لارضاء الغير.
نعم اقولها ايضا وبوضوح, يجب ان يعقد مؤتمر لكل زوعايا يحرص على اسم وحق شعبه الاشوري اينما وجد, واعادة الحركة الى مسارها الرائد والقيادي لهذا الشعب, ومن لا يستطيع الالتزام بمبادء واهداف الحركة وليس له الجرأة للعمل من اجل شعب وامة اشورية وحقوقها فنعذره اذا نزل من القطار وارتاح, اما ان يوجه القطار الى مصير مجهول فنقول لا لهكذا قطار ونعم لكل شريف يقفز من هذا القطار للحفاظ على مبادئه وايمانه بالحركة وحرصه على حقوق شعبه في وطنه الام وفي العالم لان شعبنا له حقوق اينما وجد, والحركة الديمقراطية الاشورية ولدت لهذه الحقوق وليس لاي شيء سواه.
ساتوقع ردا منكم رفاقي الاعزاء او من يجيب عنكم, ساتوقع تسقيط وتشويه للحقائق وتبريرات للراي العام واتوقع تشويه سمعة ايضا من الذباب الالكتروني, وتلفيق ماخلق الله من تهم, ولكني اقولها بصراحة لن اتوقع منكم المراجعة ابدا. لان طلب المراجعة كان موجود من اكثر 15 عاما, من قبلى وقبل الكثيرين من الرفاق الكوادر, وطلب المراجعة ادى الى تصفية المطالبين سياسيا وتنظيميا, ولم يبقى مطالب في داخل القيادة, نعم لن اتوقع القبول بالمراجعة واعلان مؤتمر يجمع الاخيار والرفاق الذين تركوا التنظيم, لكني اتوقع ردة فعل من هؤلاء الرفاق الذين تركوا التنظيم بصمت ولم يرفعوا صوتهم احتراما لحركتهم لانها كبيرة في قلوبهم, وهذا ماشجع المخطيء على الاستمرار بخطأه, وهذا مالا يرضي اي عضو امن بمباديء الحركة وناضل بصفوفها ومن اي موقع كان.
اما ردكم على مسؤول قاطع اوربا الوسطى, فهي ادانة لكم لانه لو قصر ولم يعاقب في حينها مجاملة له فهذا يعني انفلات في التنظيم ومحابات ومجاملات, وهذا وحده يجب المحاسبة, رغم اني اعلم انها ليس الحقيقة, لانها حدثت مع كل رفع صوت الحق وقال كلمتها, وكل من حرص على مباديء الحركة. اما من خرج من تنظيمات الحركة بهدوء وصمت, فهذا الشخص مجرد تعب من المرحلة ونزل من قطاركم في محطة ما. وهنا اقول كل كادر دفع سنين من عمره في خدمة الحركة ونضالها وكان حريصا على الخط القومي وعلى تنظيم الحركة, اخرج قصرا وبمؤامرات والدسائس من البعض والكثيرين يعلمون ذلك , وليس لكونه تعب, لان من انظم يوما لصفوف الحركة وهي في صراع مع النظام كان يتوقع الاسوأ وخاطر بحياته وحياة عائلته ومقربيه, ولن يستسلم ويترك نضاله لانه تعب, لكن ذلك اليوم كانت الحركة تجمع مناضلين ومضحين بارواحهم واموالهم, وبعد التحرير اصبح موضوع الامتيازات والمناصب هو الشاغل الاوحد للحركة, وهؤلاء المناضلين اصبحوا عبئا ومنافسين على هذه المواقع في نظر البعض الذين لايرون للنضال ثمنا سوى المناصب.
نعم رفاقي الاعزاء ستسمعون اصواتنا في العلن بعد ان سمعتموها في السر ولم تكترثوا لها او حتى تناقشو طارحيها. نعم التغير والتصحيح لمسيرة الحركة يجب ان يكون, بكم او بدونكم, عملتم ما استطعتم ونترك تقييم شعبنا لكم ولعملكم, وشعبنا لايقيم عمل الحركات القومية بالاحتفالات والاهازيج, بل شعبنا يقيم بالانتخابات, وبحظور محاضرات ونشاطات السياسية للحركات القومية ومستوى طرحها ومراحل تطورها وحاجة الامة لهكذا طروحات جريئة ومسؤولة, فهكذا نعرف مدى التفاف الشعب حول حركاته القومية وتقدم المساندة والدعم المعنوي والسياسي وحتى المادي كما كان, والذي تقريبا انعدم اليوم في المهجر.
ومن هنا اوجه رسالتي الى كل عضوا انتمى يوما ايمانا منه بمباديء الحركة ونهجها التاسيسي, ان تكونوا ابناء بررة لهذا التنظيم الذي حرق شبابنا شبابهم من اجله واسترخص شهدائنا ارواحهم من اجل ديمومته, كما قضيتم انتم اوقات نضال وكفاح من اجله, لا ليكون هذا التنظيم مؤسسة انسانية تحظر المأتم وتهني بالاعياد وتشجب فقط الاعتداءات على شعبنا, بل لتكون حركة قومية اشورية محترمة من شعبها اولا, ومن الغرباء ثانية, لتنتزع حقوق شعبها وترجع الثقة لابناءها بمستقبل افضل لهذه الامة, ارفعوا صوتكم للاصلاح بلا خجل او محابات ان كنتم على نهج الحركة باقين, واني على يقين ان الكثيرين منكم يريد ويتمنى هذا الاصلاح للحركة ومنهجها وباسرع وقت وان شعبنا ايضا لن يرحم من ترك هذه الحركة القومية العريقة تصل لمستوى ان تطالب بحقوق المكون المسيحي. وكان الله في عون كل نزيه ومحب لشعبه ويعينه لاداء دوره لخدمة امته, ودمتم.
زيا ميخائيل اوديشو
4.حزيران.2019