المحرر موضوع: الخلافة الجغرافية لداعش هُزمت لكن التنظيم لم يهزم بعد  (زيارة 810 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31485
    • مشاهدة الملف الشخصي
الخلافة الجغرافية لداعش هُزمت لكن التنظيم لم يهزم بعد
التنظيم المتطرف يركز في استراتيجيته بمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على إحباط أي مشاريع حكم بديلة.
العرب / عنكاوا كوم

جبهة أمامية للقضاء على ماتبقى
دمشق - بعد ثلاثة أشهر من إعلان قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيا عن القضاء على “خلافة” تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، يواصل الأخير شنّ اعتداءات في مناطق عدة، في خطوة تهدف وفق محللين إلى إثبات أن وجوده مستمر ولا يزال فاعلا.

وتمكّنت قوات سوريا الديمقراطية وتحالف فصائل كردية وعربية، بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية، من طرد التنظيم المتطرف من آخر معاقله في شرق سوريا في 23 مارس الماضي، إثر سيطرتهما على بلدة الباغوز عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، بعد حملة عسكرية استمرت أشهرا.

ومهّدت السيطرة على هذه البلدة النائية القريبة من الحدود العراقية، الطريق أمام قوات سوريا الديمقراطية لإعلان انتهاء “الخلافة الإسلامية” التي كان التنظيم قد أعلنها في العام 2014 بعد سيطرته على مناطق شاسعة في سوريا والعراق المجاور.

وفي وقت تستنفر قوات سوريا الديمقراطية جهودها في ملاحقة “الخلايا النائمة” التابعة للتنظيم في مناطق سيطرتها، يواصل الأخير تنفيذ هجمات واعتداءات يتبناها دوريا عبر حساباته على تطبيق تلغرام، ليس آخرها إحراق حقول القمح في شمال شرق سوريا.

ويقول الباحث في مركز الأمن الأميركي الجديد نيكولاس هيراس “لم يتوقف داعش قط عن أن يشكل تهديدا في شمال وشرق سوريا”.

وفي اعتداء يعدّ الأكثر دموية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، تبنى التنظيم تفجير سيارة مفخخة مطلع يونيو، أسفر عن مقتل عشرة مدنيين وسبعة من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية في مدينة الرقة (شمال)، التي كانت تعدّ المعقل الأبرز للتنظيم في سوريا. وفي التاسع من أبريل الماضي، تسبب تفجير انتحاري في المدينة في مقتل 13 شخصا، غالبيتهم مدنيون.

ويوضح هيراس “يرتكز جوهر استراتيجية داعش في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، مناطق سيطرته السابقة، على إحباط أي مشاريع حكم بديلة”.

ويرى أن التنظيم “ينخرط في لعبة شدّ حبال مع الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية من أجل كسب قلوب وعقول السكان العرب المحليين”.

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على مناطق شرق الفرات في محافظة دير الزور (شرق) ذات الغالبية العربية. وتتنافس مع الحكومة السورية على كسب ودّ العشائر العربية في هذه المنطقة الغنية بحقول النفط.

وبحسب هيراس، يصعّب لجوء التنظيم إلى تكتيكات حرق المحاصيل الزراعية، الحيوية في المنطقة، وتنفيذ اغتيالات، مهمّة قوات سوريا الديمقراطية في إرساء نظام جديد، وكسب ثقة السكان المحليين.

وتطال هجمات التنظيم مواقع ونقاطا للجيش السوري في البادية السورية الممتدة من ريف حمص الشرقي (وسط) حتى الحدود العراقية، حيث لا يزال يحتفظ بانتشاره.

وينفّذ التنظيم باستمرار، هجمات دموية وكمائن في البادية، تسببت منذ 24 مارس بمقتل أكثر من 150 من قوات النظام والمجموعات الموالية لها.

هجمات التنظيم تطال مواقع ونقاطا للجيش السوري في البادية السورية الممتدة من ريف حمص حتى الحدود العراقية

وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، التي تديرها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وتتواجد فيها فصائل إسلامية أقل نفوذا، تتواجد “خلايا نائمة” تابعة للتنظيم، غالبا ما يتم الإعلان عن توقيف عناصر منها.

ويدعم التحالف الدولي عمليات قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا للقضاء على الآلاف من الموالين للتنظيم.

ويقول المتحدث باسم التحالف سكوت راولينسن “ما يسمى بالخلافة الجغرافية للتنظيم قد هُزمت، لكن داعش كتنظيم لم يهزم”.

وخلال الأسبوع الماضي، أفادت قوات سوريا الديمقراطية بتنفيذها عمليتين في محافظتي الحسكة ودير الزور، لتوقيف عناصر من التنظيم من أفراد الخلايا النائمة.

ويدعم التحالف جهود هذه القوات في نزع الألغام التي تركها التنظيم خلفه، وفي إنشاء مجالس عسكرية، تتولى وفق راولينسن، “كل المهام الأمنية في مجتمعاتها وإرساء الاستقرار والعمل على إعادة الحياة الطبيعية”.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية قبل أيام تأسيس مجلس عسكري خاص بمدينة الرقة. ويرى راولينسن أن “هذه المبادرات المحلية والمناطقية مهمة لضمان إلحاق الهزيمة الدائمة بداعش”.

ويواصل التنظيم عبر حسابات جهادية على تطبيق تلغرام تبني هجمات في سوريا والعراق وكذلك مناطق عدة حول العالم.

وأعلن الاثنين مسؤوليته عن هجوم بسكين استهدف الشرطة قرب القصر الرئاسي في الشيشان، حيث تخوض السلطات الروسية نزاعا ضد المقاتلين الإسلاميين.

وطعن شخص شرطيا وأحد عناصر الحرس الوطني بعدما تم توقيفه لدى مروره بسيارة من جانب منزل الرئيس الشيشاني رمضان قديروف.

وخاضت موسكو حربين ضد الانفصاليين في الشيشان في التسعينات حيث نصّبت قديروف رئيسا، وهو الانفصالي السابق الذي تحوّل إلى موال للكرملين يقود البلاد بيد من حديد.

وبعد هزيمة المتمردين الشيشان، لا تزال موسكو تخوض نزاعا ضد العناصر المسلحة في أنحاء شمال القوقاز أسفر عن مقتل عشرات المدنيين وعناصر الشرطة.

ويقول المحلل والباحث في الشأن السوري حسن حسن إنه بالنسبة لمقاتلي التنظيم “ما هو مهم حاليا هو أن يقنعوا الناس بأنهم موجودون هنا ليبقوا”، كما يريدون إقناع “المجندين المحتملين (في صفوف التنظيم) بأن لديهم مشروعا طويل الأجل بمعزل عن عدم وجود مناطق تحت سيطرتهم”.