أربعينية نعيم الزهيري
الأب والعم العزيز نعيم الزهيري (أبو واثق) … أربعين يوما مضت على رحيلك الأبدي الى مثواك الأخير .. الى العالم الأخر .. وانا اليوم أبحث وأقلب في الكلمات والجمل والتي أريد أن أرثيك بها ..,بحث عن كلمات تكون قوية وخالده تليق بك وتعطيك حقا كأنسان ذو قلب طيب .. وثائر ناضل طوال حياته لنصرة كلمة الحق … ووجدت في ذكرياتي معك طوال مدة معرفتي بك والتي لها مساحة خاصة عندي هي خير ما أملك في رثاءك .
نعيم الزهيري أيها الأب والعم العزيز .. مر على رحيلك (40) يوما .. وأنا أشتقت لجلساتنا وأحاديثنا كثيرا والتي طالماألتمست الدفْ منها والشوق بها.. كم كنت رقيق الكلام .. هادئ الطبع .. صاحب مزحة حاضره.. صاحب أبتسامة جميلة .
أتذكر وأنا أطبع ما تقرأه لي .. كيف كنت تقرأ بهدوئك المعهود .. تقرأ وأنا تمر الأحداث في مخيلتي وكأني أشاهد فيلما وثائقي مصحوبا بموسيقاه التصويريه.. كان صوتك الرقيق ينساب خفيفا وموزونا لمسمعي ، كأنه ماء جدول ينساب بين الصخور بصوت خريره الرائع .. كم كنت أستمتع بشرب الشاي معك وأن ترتشفه بتذوق وبتمهل.. أشتقت لترتيل أغنية من التراث العراقي الخلابة والتي كنت دائم الترنم بهاأثناء سفرات صيد السمك معا … أشتقت لحديثك الهادئ والشيقفي مواضيع مختلفة .. أجتماعية ، سياسية، وفكرية .
أبي وعمي العزيز .. لقد عرفتك ينبوعا طيبا لا ينضب علومه ، والتي أستقيت منه الكثير ، وكنت بحاجة له … نعم لي الكثير من الذكريات معك والتي لا تنسى .. وعليه لا أستطيع من رثائك ، بل أرثي نفسي لرحيلك بعيدا عني .. أني أفتقدك كثيرا حقا .. وفي كل مناسبة لزيارة عائلتك أجد نفسي أكلمك واتصور وأنت جالس معنا .. نعم يا أبو واثق هذه هي الحياة تسير وتأخذ معها أناس وتأتي بأناس أخرين لكي تدور عجلة الزمن .. نم قرير العين في مثواك الأخير ، ونحن سنردد دائما أبو واثق لازال معنا كلما جلسنا الى بعضنا
رحمك الله .. رحمك الله .. رحمك الله .. فأنت خالد في قلوبنا .
سركون بابا
