المحرر موضوع: أقلام من مـــاءْ و أقـــــلام من نارْ  (زيارة 1326 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Laila Al-Ansary

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 35
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أقلام من مـــاءْ   و    أقـــــلام من نارْ
ـــــــــــــــــــــــــــ

  ليلـــى الأنصاري
0000000000000000


لايخفى على أي ذو بصيرة حتى وان كانت محدودة ،، من أن كل ما فوق أرض بلدي العراق؛ لايغلي ولايفور،، بل يحترق ويلتهب وشعبى من بني آدم ،، وأموال ومدخرات وطني تتحول الى رمادْ وأنين مخيف حقا كأنها ( القيامة الصغرى ) أو هي هكذا  ..........

وبدون ( تمطيط للكلام الدقيق ) ومن دون ( تحنيط للرأي بأدوات التفسير ) ومن دون فلسفة وتفلسف ومن دون أي ( زيادة في الكلام أو نقصان ) ،، لايمكن القول لأي مخلوق سوى؛ أن 90% من الجنس البشري الذي أختارته الأقدار أن يولد في العراق ،، يعيش في جحيم لايموت فيه ولايحيا .. والأقلام البائسة واليائسة والباكية عليه لتقف في موقف المشلول عن الوصف المتفحص وتقديم الرأي والحل المفيد ..............................................................

المصيبة الأكبر فجيعة ،، ما تقوم به بعض الأقلام التي بدأ تستلذ بالنشر وتستهويها الكتابة حتى باتت مصابة بـ ( بالكوليرا الكتابية ) وتعاني من أعراض ( الاسهال والتقيؤ الكتابي ) ،، مصيبة العراق في أقلامها؛ أن بعضها الواضح (ترش الزيت على نيران بلدي ) بفقدان دراية أو أو بدراية لغايات مريضة وعقد غير سوية أو تنفيذا لبرمجة أجنبية ..............................................................

صحيح أننا في زمن (لايقرأ) ،، وصحيح أن تأثير الأقلام ( المثقفة ) على الرأي العام ( الدايخ) بزمانه و(الحاير) بمصيبة الجوع والفقر والموت وآلام المرض التي لاسكينة لها ،،ليست ذو تأثير ولا حتى احساس بها وكأنه يقول ( آني وين والبطران وين ) .. وبرغم معرفة الجميع بتلك الحقيقة الا أننا مازلنا نحن معاشر ( المثقفين وأنصاف المثقفين وهواة الانشاء ) نصر على أن ( ننبش ما تحت الرماد ) و( ننبش الأحداث من مزابل الماضي ) و( نضع أصابعنا في أنوف الموتى ليعطسون ) ،، وكأن أولئك يريدون تهييج نيران خمدت أو هي في طريقها للأخماد ،، من خلال طرح وسب وشتم زمانا ( فات وراح بنيرانه ونوره وبجوعه وبخبزه ) ، والأدهى من كل ذلك عندما يقول المتفيقهون ( ألم تكن البطاطا موجودة والزيت موجودا قبل زماننا هذا،، فلماذا لم يصنع أجدادنا " الفنكر جبس " أو " البينيه" )

ما أريد قوله أن أقلامنا تنقسم الى قسمين رئيسيين ،، قسم يرش الأحقاد ويدس السم في الكلام ويستفز( البغض والكراهية ) النائمة ويحقن الماضي القريب والبعيد بالمنشطات ،، ويصب النفط على النيران التي تأكل شعبنا ،، ربما بجهل منه أو ربما هي تلك كل ثقافته المكتسبة ،، وأقلام أخرى ،، ترش الماء وتنثر الورد والحب ،، والماء البارد على الأجساد الساخنة ،، وتحاول أن تخرج السم والحقد من أحشائنا ،، والدم من أفكارنا .. فهي ان كانت لاتنظر للمستقبل فانها على الأقل تحاول اطفاء النار وأخراج ماتبقى من شعبي سالما..

 واذا كان معظم الكتـّاب هم الآن يتمتعون بالكهرباء والماء البارد والتأمين الصحي المحترم والمورد المالي الثابت والأمن والأمان في دول ( خارج العراق ) ، واذا كان لهم الحق بأن يفرغوا ( قئ جروحهم ) بسبب ما نالهم من (ظيم وظليمة ) من السياسات السابقة الشاذة ،، ومانالنا نحن من تلك السياسات ،، من امتهان للذات وجفاء في التعامل الأنساني وجوع طويــــــــــل قاسي ،، وخوف مؤرق ومرعب من الغد،، فأنه بات ( وكما أرى بقلب الأم ) علينا أن نعطي لأنفسنا ( هدنة اجبارية ) من ثورة أهوائها ،، و( كبت ) هيجانها وجوعها للأنتقام والثأر وارتوائها باحقاق حقوقنا والأنتصاف لما (أؤذينا) به .. بقلب الأم وصدر الأب ،، علينا أن نتنازل أو نؤجل (قبض الحقوق ) لصالح مستقبل وحياة أولادنا وبناتنا الجميلات .. ولنكن كلنا متسارعين لحمل خراطيش المياه ،، نوجهها للعراق المشتعل ،، تماثلا لحكمة "الأمام علي بن أبي طالب"  "ع": اعرف هوى نفسك أين يكون فخالفه .. وبعد أن يرجع الشعب الى سلامه وأمنه وحياته الكريمة ،، يكون قد تميز الحابل من النابل ،، وحينها فليطالب بالقصاص من يطالب وليعفو من يعفو ولتكتب الأقلام ما تشتهي أن تكتب،، ماءا شاءت،، أو نارا اذا أرادت ،، فالأهم الآن ،، أن نقول مثلما تقول أمهاتنا حينما يشتد الخلاف والعراكـ في البيت ( طفّوا النار ،، طفـّوا النار ) و ( بردا وسلام ،، بردا وسلام ) وهنّ يرشن في أرجـ ـاء البــــيت ( مــــيْ البْطـْله )