المحرر موضوع: الكلدانيّ المُسِيء  (زيارة 2009 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الكلدانيّ المُسِيء
« في: 04:27 23/07/2019 »
الكلداني الُمِسيء
بقلم/ سلوان ساكو
لم يكن هناك في يوم من الأيام توافق من نوع ما بين المدعو ريان سالم الكلداني والبطريركية الكلدانية ممثلاٌ طبعاً بشخص سيادة البطريرك الحالي ذاته. فمن البداية كان هناك ثمةْ صدّ من جهة غبطة البطريرك، لِمَا يُمثله ريان مَن تجاوُزًا لكل الخطوط الحمراء، والقفز على المرجعيات الدينية المسيحية، وتنصيب نفسه متُحدثاً رسمياً لِعموم الطائفة الكلدانية في العراق. الأزمة ليست بالحديثة ولا وليده اللحظه، فقد بدأت إرهاصاتُها مع بداية السقوط في عام 2003، وما خلفه الأحتلال من فراغ أمني رهيب، هنا برزت أسماء وعنوانين كثيرة، وميليشيات مسلحة، سنية، شيعية، كردية، تركمانية، وتركيبة عجيبة من رجال العصابات المنظمة، أو (المافيات)، تُسيطر على مُقدرات ومفاصل البلد. فكان لابد من ظهور شخصية تتولى زمام أمور المسيحين، أو بمعنى أصدق كما يقول الكلداني هو ذاته حمايتهم من العصابات المسلحة، وهو نفسه عصابة مسلحة، بعد أنهيار الأجهزة الأمنية زمن النظام السابق، أمن، شرطة، مخابرات، استخبارات، حزب. ولكن هنا أحتاج الكلداني لتفويض رسمي من مرجع مسيحي على مستوى عالياً يخوله التحدث بأسم الجماعة بصفة قانونية وشرعية.
 في 7 تموز يوليو سنة 2003 وفي بيروت انتقل البطريرك روفائيل الأول بيداويد الى الأخدار السماوية بعد صراع مرير مع المرض والالم. تولى بعد ذلك سدة البطريركية في المنصور ببغداد مثلث الرحمة مار عمانؤيل الثالث دلّي في نفس العام في الثالث من ديسمبر كانون الأول. الرجل ومن البداية كان مُجهد بسبب تقدمه بالعمر، وبسبب مشاكل صحية ألمّت به. أستغل ريان الكلداني مرض الأخير واستطاع تحصيل كتاب رسمي مختوم من البطريركية الكلدانية يفوضه رسمياً التحدث بعموم مسيحي العراق من الطائفة الكلدانية في الدوائر الرسمية وغير الرسمية منها، تحت أسم الشيخ ريان سالم الكلداني. للوهلة الأولى لم يكن الموضوع ذوّ أهمية كبيرة في ظل الفوضى والخراب والدمار الذي حلَّ بالبلاد، ومع التصفيات الجسدية والأغتيالات والأبتزاز التي طالت ابناء شعبنا من عموم مسيحي العراق، والهجرة خارج الوطن والنزوح داخله، لم يَعّر أحد كبير أهمية (للشيخ لريان)، ولكن المرض كانَ ينموّ  ويستفحل ويمد الجسور الاخطبوطية مع باقي العصابات والميليشيات العاملة في العراق، تحت إشراف إيراني بحتّ، في عمليات القتل والسرقة والأبتزاز، فلاّ يتصور أحد أن ميليشيا ريان الكلداني خارج هذا الأطار، وإلاَّ من إين له كل هذا التمويل وهذه الترسانة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة!. هُنا حصل تحول دراماتيكي غير من المشهد برمته، فقد استقال البطريرك دليّ في عام 2012 وبالتحديد في كانون الأول، تحت تأثير المرض وعدم قدرته على حمل أعباء الطائفة الكلدانية الممزقة والمتشرذمة في عموم البلاد، والفوضى الداخلية التي اصابتها في الصميم. وما المقابلة التي جرت بين البطريرك دليّ رحمه الله من على منبر قناة الجزيرة في عام 2010 بعد مذبحة كنيسة سيدة النجاة بيومين، غير تعبير عن الصورة الضبابية والهواة الواسعة بينه وبين الواقع، والانفصال الكلي عن مجريات الأحداث والوقائع من حوله.
 في 1 شباط من عام 2013  اِعْتَلَى السدة البطريركية الكلدانية من روما سيادة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو. الأزمات والتحديات والمصاعب واجهت البطريرك الجديد من البداية، وهو بعد على مقعد طائرته متجهاً صوب الوطن. أزمة المهاجرين، النازحين، المؤمنين، التصفيات الجسدية، الكهنة، الأساقفة، هجرة الكفاءات، والإرث الثقيل التي تنوء بحملها الجبال من جميع الأشكال والألوان. هنا ظهرت بوادر الأزمنة  ما بينْ ريان سالم والبطريرك، فقد تمّ إلغاء التوكيل الرسمي وسحب كل الصلاحيات المنوطة لريان بموجب كتاب رسمي جديد يُفند الأول. هذا كان بمثابة إعلان حرب بين الطرفين، ريان وعصابته ودعمه من قِبل رئيس الوزراء وقت ذاك نوري المالكي، وغبطة البطريرك ساكو  وثقله الديني والأجتماعي وما يشكله من آراء ومواقف سياسية ومرجعية كبيرة يُحتذى بها على كل الأصعدة والنواحي. هنا حدث ما لم يكن في الحسبان مرة آخرى، فقد سيطر تنظيم إرهابي على مساحات شاسعة من العراق ودقَّ أبواب بغداد من ناحية الفلوجة في حزيران من عام 2014. فأطُلق النفير العام، والفتوى المشهورة للمرجعية الشيعية العليا في النجف. محافظة الموصل والقرى والبلدات المحيطة بها باتتّ تحت سيوف تنظيم داعش الإرهابي، فأصبح البطريرك الجديد مع هذا الملفّ الشائك والخطير في وضع لا يحسد عليه أبداً، يواجه مصاعب جمةّ ومصيرية تتعلق بشعب بأكمله. هنا وفي خضم هذا الصراع  والاقتتال على أكثر من جبهة ظهرت حركة كتائب بابليون، وهي حركة وقوات يقودها ريان الكلداني نفسه، تأسست في العام الأخير، منضوية تحت لواء الحشد الشعبي ومدعومة بشكل كامل منه من السلاح والمال. مجدداً أصدرت البطريركية الكلدانية بيان تؤكد به أن لا علاقة لها بكتائب بابليون ولا بقائدها ريان الكلداني ولا تمثلها مطلقاً، وأن ممثليها الرسميين هم أعضاء مجلس النواب العراقي فقط. توسعت الهواة بين الأثنين أكثر وصارَ أصلاح ذات البين بين الأطراف مستحيل. ومع بداية المعارك بين تنظيم داعش والقوات العراقية والحشد الشعبي في أكتوبر من عام 2016، اطلق الكلداني تصريحه الناري، حيث قال، (أن المسيحيون سوف يأخذون بالثأر في محافظة نينوى، وسوف تكون معركتنا في محافظة نينوى مصيرية، هم أحفاد يزيد ونحن أحفاد جون ووهب، معركة ستكون مسيحية مع أحفاد يزيد. التاريخ يعيد نفسه). سرعان ما ردّ إعلام البطريركية الكلدانية عبر بيان وتصريح موجز في 15/2/2017 بعنوان: (البطريركية الكلدانية تستنكر تصريحات السيد ريان الكلداني حول الانتقامات من أهالي الموصل). ولكن الكل كان مشغول في حروب تحرير المناطق التي تحت سيطرة داعش والتي انتهت في 10 يوليو من عام 2017، بمشاركة الغطاء الجوي الأمريكي  والجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي. كان لكتائب ريان بابليون مشاركة ونصيب في المعارك، وأيضا في الأنتهاكات والسرقات التي جرت إبان حروب التحرير. كما سيظهر في التقرير الأمريكي لاحقاً. وما تهمة الشروع بقتل خبيرة التجميل رفيف الياسري، وحُؤُول ابو مهدي المهندس القيادي في الحشد الشعبي دون سريان مجريات التحقيقات مع ريان إلا صورة سوداء في سجل رجل العصابات.
في الأنتخابات البرلماني العراقية الأخيرة عام 2018، فازّت حركة بابليون بمقعد في البرلمان المذكور، بدعم وغطاء شيعي إيراني كامل، بعد أن فقد المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري زخمه بشكل ملحوظ، وضياع بوصلة توجيه الحركة الديمقراطية الآشورية زوعا، وتشتت باقي الأحزاب والحركات السياسية المسيحية، مِمَا أفسح المجال لحركة بابليون في المضي قدماً.
 ظلَ حديث الأتهامات والتخوين هو سيد الموقف، فما كان من ريان الكلداني غير إتهام البطريرك ساكو ببيع املاك عائدة للطائفة، تبين بعد ذلك بطلان الدعوة، وعدم صدقها من الأساس، غير مزاعم كيدية كاذبة وتشويهٍ للرموز الدينية. وجه ريان سالم رسالة مطولة من 6 صفحات، تضمنت حوارا سجاليا غاضبا من 9 نقاط إلى البطريرك الكردينال  مار لويس رفائيل ساكو، تحت عنوان (كتاب مفتوح إلى البطريرك لويس ساكو إلى والد الرعية الكلدانية وراعيه الموقر). نشرت على موقع Ankawa قبل فترة.
مع العقوبات الأمريكية التي طالت ريان سالم وآخرين بتهمة الإرهاب، وإنتهاكات لحقوق الإنسان وتُهم بالفساد، دخلّ الأخير في مرحلة أخرى وتبعات خطيرة، حيث أن هذه الُتهم تتبعها جملة من القرارات، منها تجميد أصول أموال ريان وحركته، عدم دخول الولايات المتحدة الأمريكية، عدم التعامل مع كافة البنوك الغربية. وهكذا أصبحت حركة كتائب بابليون تنظيم إرهابي بين عشية وضحاها، لا تفرق بشيئ عن حزب الله اللبناني، والحرس الثوري الإيراني. اليوم باتَ كل شيء واضح بالنسبة (للشيخ ريان)، من أنتهاكات لحقوق الأنسان،  والاستيلاء على أملاك المسيحين في سهل نينوى دون وجه حقّ، والسطو المسلح على ممتلكات الغير والسرقة.
 سقط الكلداني، وتَعَرَّى من ورقة التين الأخيرة، وبات مكشوفً للعلن. وتبيّن مع مرور الوقت البضاعة الفاسدة التي روج لها، والأستثمار في الأغراض الغير شريفة والغير أخلاقية، ليستكمل ما  بدأه من الأول، ومع هذا نكون في المشهد الأخير والفصل النهائي من المسرحية التراجيدية  لهذا الشخصية الغير سوية والتي أثرت سلباً في المشهد العراقي والمسيحي.


غير متصل ناصر عجمايا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2363
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: الكلدانيّ المُسِيء
« رد #1 في: 14:54 23/07/2019 »
الأخ سلوان
فقط للتوضيح وتبيان الحقيقة.
قائمة بابليون حصلت على مقعدين في أنتخابات أيار من عام 2018 وليس مقعداً واحداً.
المقعد الأول في الموصل وكان من نصيب أسوان سالم أخو ريان سالم.
والثاني حصل عليه مرشح سرياني ضمن قائمة بابليون عن بغداد، وفيما بعد خسره لصالح يونادم كنا ليصبح فيما بعد عضو برلمان في بغداد عن الكوتا.
وتم تعويض بابليون بمقعد دهوك بعد أن خسره عمانوئيل ألمتحالف مع كنّا.
مع التحيات لكم وللقاريء الكريم.