وجهة نظر قارئ حول سحب مقالة الاستاذ عبدالله رابي / شوكت توسا
بتاريخ 3/07/2019 نشرالاستاذ عبدالله رابي مقالة عنوانها "سيادة المطران باوي حاجة الكنيسه أهم من سلطة القرار", عبّر فيها عن اعتراضه على آلية ترشيح العلمانيين للمشاركه في السنهادوس الكلداني المزمع عقده, و بعد قراءة المقاله , فكرت أن اكتب تعقيبا في صفحتها, لكني فوجئت برفع المقاله من الموقع ففضلت ان اجعل من التعقيب المختصر مقالي هذا .
كأي قارئ , إستغربت من سحب المقاله ومن اسبابه التي حالفتني الصدفة لمعرفتها,ولأننا نكتب لإطلاع الرأي العام على آرائنا وتقريب افكارنا الى القارئ ,وهذا ماتطرق اليه الاستاذ رابي في مقالته , لم اجد مبررا شافيا لسحبها ولا لعدولي عن نشرمقالتي ,إذ كان الاجدر بالجهه المقصوده في الاعتراض إثبات حسن نوايا الترويج لمشاركة العلماني في السنهادوس من خلال مناقشة الاعتراض بالحجه وليس باللجوء الى الاسلوب الذي يوحي بأن المطلوب منا إما ان نكون وعاظا للسلاطين كما وصفهم علي الوردي , نطرح آراءنا إرضاء ً للارادات العليا اوعلينا التحسب لمواجهة قدسية سياط الارادات الدينيه التي نحن بصدد مطالبتها بإصلاح ممارساتها وليس تسفيه رأي الناقد ! ممارسه كهذه تُحسب تخديشا لحرية ابداء الراي التي نتغنى باحترامها.
بخصوص ترشيح العلماني من قبل رجال الدين لمهمه يراد فيها تحقيق اصلاح حقيقي,شخصيا أشك في ايفاء أغلب حالاتها لشروط تلبية طموحات العلماني كرفضه لظاهرة زج الدين وتدخل رجالاته في صياغة علاقة المواطن بالدوله, بالتالي فإن جدوى الترشيح بالشكل المُعترض عليه شبه معدومه مهما حاول البعض عن حسن نيه او بدوافع أخرى مراوغة افكارهم وتلوينها من اجل اقناعنا بامكانية تحقيق الافضل بمجرد إدعاءات اشراك العلماني في مؤتمرات مذهبيه بذريعة الاصلاح أو النهضه تخفي بين طياتها نزعة غير معلنه لتجريد العلمانيين الحقيقيين من دورهم ثم توريطهم في مباركة فعاليه شكليه يشوبها الكثير مما يتطلب تعريته.
أقول ذلك لان حال ذريعة الاصلاح الدعائيه المشار اليها, يذكّرنا بحال ذرائع ونتائج مؤتمرات سبق ان نظمتها ارادة قيادة كنيسة سندياغو الكلدانيه و تقصدّت في وصفها بالنهضويه الكلدانيه القوميه كي تستغلها في جذب ما يمكن جذبه من المحسوبين على العلمانيه للتغطيه على هدفها المذهبي, فأنجبت لنا شيخا كلدانيا مسيحيا من الطراز الذي رفع باسم المسيحيه الكلدانيه رايات اسلاميه شيعيه لمحاربة السنه بعد ان نصّب نفسه واعظا ً وبطلا قوميا كلدانيا وحاميا للمسيحيين , هذا مثال واحد لا يتسع المجال لذكرالمزيد .
على رجال ديننا,الزاعمين منهم اشراك العلمانيين في مؤتمراتهم الكنسيه بحجة الاصلاح, ان ينتبهوا جيدا باننا نعيش عصرا من الصعب فيه تهميش الفكر المبني على الماديات والمنطق لصالح ترسيخ مفاهيم وتوريث فروض واملاءات لا تنسجم مع تطلعات انسانناالمتجدده ومتطلباته التي لم تعد تتقبل النهج التقليدي الذي كان يُتبّع لتجميدالعقول والتحكم فيها,ولان احترام الكنيسه ما زال يشغل حيزاً في عقول الكثيرين من ابناء شعبنا,اذن قبل كل شئ يجب اجراء الاصلاح داخل المؤسسه الدينيه لصيانة قدسيتها,فهي تعج بحالات تفكك وفساد مسجله صوره وصوت,دون ذلك ستبقى ابواب الاصلاح موصده امام العلماني الحقيقي الرافض للمساومات ولمحاولات التسترعلى الزلات والفواحش ,نعم يبدو تحقيق هذا المطلب صعب,لكن بدونه يصعب تسخيرطاقات العلماني الكفوء واستثمارها في تصحيح اجندات يستحيل انسجام الموجود منها مع الفكر العلماني الذي لم ينتعش ولم ينتشرلولا شعورالانسان المؤمن بأنه من فصيل المضحوك عليهم باسم المقدسات لمدى قرون قلّما تخللتها محاوله اصلاحيه تتناسب وحاجة العصر .
أعتذرعن تأخير نشرمقالي لاسباب خارج إرادتي, كما أشكر وخزة الاستاذ رابي وإن جاءت بالريش .
العلمانيه الغير المجتزءه من وراء القصد