المحرر موضوع: نهاية زمن العاهرات  (زيارة 1916 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل هادي جلو مرعي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1380
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نهاية زمن العاهرات
« في: 22:48 23/07/2019 »
نهاية زمن العاهرات
هادي جلو مرعي

كانت الأمور تقاس وفقا لنوع الثياب ومساحيق التجميل التي تضعها النساء، وكانت العاهرات وبائعات الهوى معروفات، ويمكن تمييزهن بسهولة، وكانت بيوت الدعارة والأماكن التي تتواجد تلكم البائعات فيها معروفة كذلك، فعند ملاه الليل وبعض البيوت والحارات والفنادق والمنتجعات يمكن أن تتوفر واحدة، أو عديد منهن.

كان الناس يصابون بالدهشة حين تمر واحدة تضع مساحيق تجميل ملفتة للنظر، أو حين تنشر شعرها وكأنها غجرية في حفل عرس مكشوف في الهواء الطلق، أو حين ترتدي بنطلونا ضيقا، أو تظهر بعضا من مفاتنها، وكانوا يوقنون إنها سيئة ومنحرفة ويرمونها بشتى الأوصاف المقذعة، ولاتستطيع الإفلات من إتهاماتهم وشتائمهم وسبابهم وعباراتهم القاتلة وتحرشاتهم.

تتغير الدنيا وتختفي العاهرات وبائعات الهوى، بل وتضيع الواحدة منهن في زحمة الشوارع، وعدد البارات والملاه التي تنتشر وقاعات ودور السينما والمسرح والقاعات الخاصة والحفلات وأماكن اللهو، وحتى في الجامعات، وصار ممكنا أن نرى النساء يتعاطين النرجيلة ويدخن في أماكن مكشوفة، ويرتدين ثيابا فاضحة ومكشوفة، ويستخدمن الموبايل، وإحداهن تصادق عشرة من الرجال مع الإحتفاظ بالود الكامل مع الزوج الغافل، وهناك من ترقص بشكل مفضوح وتلعب وتلهو ويقول البعض: إنها حرية فدعوهن يفعلن مايشأن. وأقول: أنا أصف ولاأؤيد: أو أرفض، ولكني أجد التغيرات في الحياة تحول ماهو عيب الى سلوك وثقافة معتادة في المجتمعات الحديثة العربية والمسلمة خاصة.

فالعلاقات الجنسية أصبحت متيسرة، وحين أتحدث مع صديق أجد أن لديه عشر صديقات، وهو أمر شائع في مثل ظروف الإنفتاح الحالية، ولهذا يحب الله الستر، فلولا الستر لكانت هناك حروب بين العشائر، كان علي بن أبي طالب يقول: إدرأوا الحدود بالشبهات. وماأفهمه من الحديث إن عليا عليه السلام كان يتردد في تنفيذ العقوبة، ويحاول أن ينفيها سترا للناس، وكان يطلب أدلة صعبة حتى قيل في الإسلام: إن الشاهد لايؤخذ بشهادته مالم يكن رأى بعينه الممارسة الجنسية المحرمة، وليست المحللة طبعا، فالديانات لاتبحث عن سبل تدمير حياة الناس، بل تقويمها ولهذا يقول المصطفى : إنما جئت لأتمم مكارم الأخلاق، فلم يحدث أن نبيا تمكن من إنهاء حالة الإنفلات البشري، ثم إن الرغبة الجنسية حالة بشرية لافكاك منها، وكان يسوع يقرب واحدة خاطئة، وعاند حوارييه حين سمح لها بمرافقته الى أن تابت، ثم إن بعض الممارسات المحرمة عند المسلمين قد تجد قبولا دينيا عند غيرهم كشرب الخمر وأكل لحم الخنزير وممارسة الجنس، ومثلما يفعل مسلمون كثر فهم يصلون ويصومون ويشربون الخمر ويزنون ويكذبون، حتى قيل في النكتة المعروفة: إن تجارا كانوا في الصين سألوا صاحب مطعم: ماإذا كان اللحم على المائدة من حيوان مذبوح على الطريقة الإسلامية، بينما طلبوا منه أن يغش في البضاعة التي يريدون توريدها الى بلدهم ليزيدوا أرباحهم منها.