المحرر موضوع: من مدينة النبي يونان، ملتقى الجسور لتعزيز مبادئ السلم المجتمعي في مدينة الموصل.  (زيارة 3108 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بناء السلام

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 204
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
من مدينة النبي يونان، إنعقاد ملتقى الجسور لتعزيز مبادئ السلم المجتمعي في مدينة الموصل.


متابعة وتصوير / جميل الجميل


ضمن مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى، أختتمت فعاليات مبادرة التبادل الثقافي والديني في محافظة نينوى بإنعقاد ملتقى الجسور الأول لتعزيز مبادئ السلم المجتمعي في مدينة الموصل – نقابة المعلمين في الساعة الخامسة عصراً وبحضور كافة مكونات نينوى.

بدأت المبادرة بزيارة الطالقاني والوفد المرافق له إلى مرقد النبي يونان والصلاة داخل المرقد، ومن ثمّ إلى منارة الحدباء للصلاة هناك وبعدها تمشّى في أسواق المدينة القديمة بالقرب من الكنائس والأديرة وبعد ذلك توجّه إلى تلعّفر حتى وصل إلى القاعة وبدأت فعاليات الملتقى ، حيث أدار الجلسة منسّق مركز الحمدانية لمشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى الفنّان وسام نوح حيث بدأها بكلمة ترحيبية روّجت للتعددية الدينية والقومية ومن ثمّ الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء العراق مع عزف للنشيد الوطني العراقي وبعدها كلمة للسيد علي الطالقاني أشار فيها :

أيّها الأخوة والاخوات إنّنا نجتمع اليوم لنصلّي وندعو ونفكّر ولننهض بأمّة ممزّقة ولنسأل ما الذي مزّقها، لقد كانت الأديان طريقا ومدرسة للحب، يبشّر بعضها ببعض، ويتعهّد بعضها ببعض، لتخرج الإنسان من ظلمات الصراع، إلى نور السلام، ومن ظلمات الجهل إلى نور العلم والمعرفة، كانت الأديان للإنسان لتخدمه ولتنير له الطريق، وكان الله يرعاه مرعاة الإنسان، وقدّمت له يوجّه القلوب لها، ويدفع بالأفئّدة إليها، كانت الأديان ذات هدف واحد، ومن عند ربّ واحد، دعوى إلى الله وخدمة للإنسان، فهذا السيد المسيح يقول " لا يجتمع حبّ الله وكرامة الإنسان" وهذا القرآن يقول " وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة".
وحين حاول المتطرّفون والعنصريون والمتسلقون إدارة دفّة أدياننا إنبعثت رسالة لأجيالنا خاطئة، وهي أنّ أدياننا أعطت ظهرها لله وللإنسان وخالفت نهج الرسل وناموس الإنسان، وتخيّل معي أن يكون صمّام الأمان خالٍ من الأمان في نظر الأجيال.
أنّ الصراع كان بسبب الأنانية وكراهية الآخر، غارقين في بحر الأوهام، يتخوّف بعضنا من بعض، متناسين أنّ الأرض التي نقف عليها عراقية، قبل أن تكون إسلامية أو مسيحية أو شبكية أو كردية أو تركمانية أو إيزيدية أو كاكائية، إنّ السماء للعراق والأرض للعراق، فعلى الأرض أن يكون للعراق أيضا".

وبعد ذلك كلمة لممثّل المجلس الإجتماعي عن أوقاف نينوى الشيخ سيف الدين العباسي حيث أشار فيها إلى ضرورة تعزيز التعايش بين كافة المكونات وأنّ لا فرق بين الإنسان أبدا، وأضح بأنّ الذي حصل في نينوى لا يمثّل المعتدلين.

وبعد ذلك إختتم الفنّان وسام نوح الملتقى بأسمى عبارات المحبّة والسلام وأخذوا الحاضرون صورة تذكارية للتاريخ.

أكّد المهندس عمّر السالم منسّق مركز الموصل لمشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى " إنّ ما حصل هذا اليوم هو تبادل إجتماعي وثقافي وديني لتعزيز الحوار والسلام بين المكونات والقضاء على التطرف والكراهية،
وأشار السالم: إلى أنّ نبذ الحرب والكراهية والإشاعة أصبح حاجة ملحّة في نينوى للقضاء على التطرف والأفكار التي تبثّ النعرات الطائفية،
وأكمل حديثه بأنّ التعايش السلمي موجود لكن يحتاج إلى أدوات لتفعيله وهذه إحدى الأدوات التي إستخدمها مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى وقد إستخدم أدوات أخرى سابقا لتعزيز التسامح وبناء حوار ديني يؤمن بالتعددية والآخر".

شكر مواطنون من نينوى السيد علي الطالقاني ومشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى لهذه المبادرة الأولى من نوعها لتعزيز التواصل ومدّ جسور المحبة والسلام بين كافة مكونات الشعب العراقي، وأضافوا في حديثهم بأنّ المواطنون يؤمنون بالمحبّة والمواطنة والإنسانية ولكنّ الذي حصل منذ مجيء القاعدة وبعدها تنظيم داعش قد أحدثا شرخا كبيرا في العلاقات والثقة، وأنّ هذه البرامج والأنشطة والفعاليات هي جديرة بأعادة العلاقات مرّة أخرى والقضاء على التطرف والإشاعة والعنف.
جدير ذكره بأنّ مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات نينوى بمرحلته الثانية قد شمل جانبين : الجانب الأول هو إعادة بناء وتأهيل مجموعة من المدارس في محافظة نينوى وبناء قدرات الكادر التربوي وإقامة فعّاليات تعزز السلام مع الطلبة، والقسم الثاني بدأ ببناء قدرات نشطاء المجتمع المدني في مواضيع عديدة وتنمية قدراتهم ليكونوا وكلاء السلام في مدنهم ومانعي الصراعات ، وشمل عدّة أنشطة وفعاليات وحملات والعمل مع الإذاعات لبث برامج السلام ، والمشروع ممّول من الوزارة الفدرالية للتعاون الإقتصادي والتنمية وتنفيذ منظمة جسر إلى (UPPالإيطالية).