المحرر موضوع: الافساد مرض خبيث  (زيارة 1657 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل gassan5

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 10
    • مشاهدة الملف الشخصي
الافساد مرض خبيث
« في: 03:04 06/09/2005 »
هل الفساد ورم خبيث ؟

    سعيد شامايا                                                   

لقد ابتلي العراق بالفساد منذ عقود، وهو ليس بالمرض الغريب أو الفريد في وطننا فقط وإنما يسري في أماكن وبلدان أخرى لكن الذي يهمنا انه استشرى في العراق وفي مرحلة خطرة كان العراق ينشدها مرحلة للبناء الجديد بعد الخراب الذي دام عقودا .
الفساد حالة اجتماعية سلبية وممارسات لا أخلاقية تمارسها فئة أنانية لتحصل على مكتسبات مادية أو معنوية دون استحقاق، اليوم الذي يهمنا هو الفساد الإداري في أجهزة الدولة الذي يمتد مفعوله إلى جميع نواحي الحياة مما يؤدي إلى فقدان الثقة ودوام افتقادها يعود الكثيرين ليصبح الفساد حالة مفروضة ثم مقبولة يمارسها الفاسد دون خوف أو خجل وحتى مستنكرها يضطر إلى ممارستها حين يجد نفسه محاطا بها ولا يمكنه إنجاز أمر دونها، وهذا ما آلت إليه الأوضاع في عهد الدكتاتورية ومن ثم بعد سقوطها بسبب عدم وجود سلطة انتقالية تلغي الماضي السلبي لتقدم البديل الايجابي، ولطول فترة الانتقال امتد الفساد إلى يومنا هذا .
بعد ألازمات التي ورط فيها النظام نفسه أضطر أن يحصر شؤون الدولة ومسؤولياتها بأناس يحيطون به ويطيعون الدكتاتور ويسهلون إنجاز القرارات الصادرة دون تقييم لصلاحها كما أن ألازمات التي امتدت إلى حياة الموظفين أصبحت الدكتاتورية مضطرة لترضية المتنفذين، وفي حالة عدم توفر الإمكانية أو لكثرة أولئك المجندين لإخضاع الشعب لقبول النظام وسطوته مما جعل القيادة تمنح الفرص لإرضاء أولئك على حساب اقتصاد الدولة وصدق تنفيذ مشاريعها وجودة مستحقات الشعب في التعامل التجاري منها عملية ممارسة الاكتفاء الذاتي لكل دائرة والتي وفرت الفرص لاستغلال المواطن بأسلوب فاسد ولم يكن غريبا على الشعب تكرار دعوة المواطن لدورات الاحتياط يتعلم فيها المباديء العسكرية بينما يكون المسكين قد قدم من عمره ثمان أو عشر سنوات في معارك طاحنة هي قمة الفن العسكري، وما كان غريبا أن يقدم الفرد مئات الآلاف كرشوة للتخلص من تلك الخدمة المفروضة، وقد ظهر بعد ذلك أن الملاك الهرمي ابتداء من الوسطاء والسماسرة وانتهاء بالقيادة كانت لهم مشاركة بتلك العملية هذا مثال عن الفساد .
وهكذا بالنسبة للمشاريع الحكومية التي كانت تفتعل لتمنح الملايين للمسئولين والوسطاء، أيضا ما يخص الحصار وحقوق المواطن الذي أقرته هيئة الأمم ن غذاء وما يستحقه من الخدمات العامة .
وهنا تحضرني مآسي وقصص أليمة لعوائل نكبت بسبب ذلك الفساد .
المهم اليوم هو تشخيص الفساد وإبرازه للشعب كحالة مرضية اجتماعية تمثل تدهور القيمة الذاتية وتؤثر على حياة الناس وأخلاقهم وتسبب فقدان الثقة بينهم وتلغي الصدق والحق والعدل، عليه يحمل المخلصون السلطات مسؤولية محاربتهم ومحاربة أولئك الفاسدين مهما كانت حاجة دوائر الدولة إليهم لأنه تبين أن من مارس الوظائف والروتين لمدة عقود هم أكثر كفاءة من غيرهم وتحتاجهم دوائر الدولة لكنه إن كان فاسدا ومستمرا على فساده بل في بعض الحالات هو مدفوع لفساده كتخريب متعمد للعلاقات وتخريب المجتمع انتقاما للنظام المندحر، في مثل هذه الحالة يجب إجتثاثه مهما كانت الخسارة في فقدان مهارته الروتينية .
فالفساد ورم خبيث ينتقل ويتوسع في مثل ظروف العراق حاليا وعدم وجود الكوادر المضحية ثم عدم وجود المراقبة التي تحمل المقصر مسؤوليته وتحاسبه، خصوصا إن قيادات الدوائر تتغير وتتحول بسرعة بين أشخاص لم يتم اختيارهم أو انتقاءهم بمواصفات تلائم المتطلبات الحالية من أخلاص وتضحية، لذا على من يتسلم مسؤولياته أن يؤمن أن العراق بحاجة إلى تغيير إيجابي ينقذنا من أوضاعناالسلبيةالماضية ويكون له أثره في تثقيف الشعب بالخلق الملائم لعملية الانتقال العظمى وبناء ما تهدم وكسب ثقة المواطن بالمسؤولين وبكوادر الدولة، إن تعفف المسؤولين من اصغر موظف الى اعلاه ضروري بعد أن رعتهم الدولة وحسنت ظروفهم المعاشية بمداخيل لا تقارن بما كانت عليه في النظام السابق .

كما أن جانب البناء الذاتي للمواطن العراقي ضروري لتحمل المسؤوليات بجرأة ومقاومة الشر كيفما كان وحيثما كان بشجاعة، وتقدير هذا الأمر من قبل جهاز خاص اختصاصه تقييم المخلصين والمثابرين في مكافحة الفساد، إضافة إلى ذلك على الأقلام والإعلام أن يلعبا دورهما في تحذير الأفراد والتذكير أن متابعة الفساد ليس مرتبطا بما هو عليه ألان فقط وإنما قد يمتد عائدا إلى الماضي ومحاسبة من أسرفوا في استغلال مكانتهم وأثروا ونالوا المواقع عن طريق الفساد .اذن الفساد ورم خبيث يجب استئصاله

       
                                                 

                                                                [/b]