المحرر موضوع: الحلبوسي يضمد جراح غزو الكويت  (زيارة 741 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حسين باجي الغزي

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 31
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الحلبوسي يضمد جراح غزو الكويت
 
زينب عبد الحسين

زيارة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي الى الكويت تبدو في ظاهرها عادية بروتوكولية في  اطار العلاقات بين الدول ، والكويت التي شهدت علاقتها بالعراق بعد عام 2003 تطوراً مهماً شمل العديد من الاصعدة قد لاتختلف عن غيرها من دول المنطقة التي انفتحت على العراق سواء كانت عربية ام اسلامية ام غيرها ، لكن مثلما يعرف الجميع هناك امور كثيرة في العلاقة مع الكويت بقيت عالقة والقسم الاخر يبدو من الصعب تجاوزه خلال فترة قصيرة من الزمن كونه مرتبط باحتلال الكويت من قبل النظام السابق في الثاني من اب عام 1990 ، لكن مايميز زيارة الحلبوسي الى الكويت خلال الأيام الماضية ويعطيها سمة وتميز يجعلها تختلف عن الزيارات الاخرى التي يقوم بها المسؤولون الاخرون الى الكويت او حتى زيارات المسؤولين الكويتيين الى العراق هي انها تاتي اولا بالتزامن مع ذكرى الغزو ، هذا اولا ، كما انها زيارة شاملة نيابية وحكومية وهو مايعني ان هناك رغبة لدى الجانب العراقي في حسم الكثير من القضايا العالقة بين البلدين فضلا عن طي صفحة الماضي والاهم تضميد الجراح التي خلفها الغزو انذاك.
فالوفد الذي رافق الحلبوسي لم يكن من مجلس النواب فقط وانما من الحكومة وبالاخص الحكومات المحلية ولاسيما المحافظات المجاورة للكويت حيث تم تمثيلها كلها في الوفد وهذا بحد ذاته مؤشر على رغبة الحلبوسي في ان لايقوم بمجرد زيارة بروتوكولية يتم خلالها بحث العلاقات الشعبية بين البلدين.
طبعا بحث هذه العلاقات امر جيد ومهم بحد ذاته لكن الامر مع الكويت يختلف كون العلاقات معها ليست مرتبطة بالسياقات الطبيعية لعلاقات الدول ، صحيح أن النظام السابق هو المسؤول عما حصل ولكن التداعيات والنتائج لاتسقط بسقوط الانظمة حيث تبقى التزامات الدولة قائمة ، لذلك كان الحلبوسي شديد الذكاء وهو يربط بين ماهو برلماني وما هو تنفيذي في اطار العلاقة مع الكويت لترابط الملفين معا ، وبالتالي حتى ننسج علاقات مجتمعية مع الكويت في ظل بقاء امور عالقة تتطلب اجراءات حكومية فان اية زيارة برلمانية سوف تبقى مجرد مجاملات مالم تستند على ماهو تنفيذي ، لذلك فان وجود المحافظين التسعة مع رئيس مجلس النواب يعني امرا واحدا مهما وهو ان العراق يريد بناء علاقات جادة مع الكويت عبر ترسيخ مبدأ المصالح المشتركة عبر المشاريع والاستثمارات في المحافظات العراقية وهو لن يتحقق مالم يتفاهم المسؤولون التنفيذيون العراقيون مع نظرائهم الكويتيين. والواقع ان هذه المسالة خطوة في غاية الاهمية باتجاه تضميد الجراح التي نتجت عن الغزو ، خصوصا أن الزيارة تزامنت مع الذكرى التاسعة والعشرين لغزو الكويت .