المحرر موضوع: تقلص عددهم إلى الثلث.. هل الخطر ما يزال يهدد مسيحيي العراق؟  (زيارة 1222 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي



ما تزال الكنائس في المدن العراقية التي لم تدمر بفعل الحروب، مثلما جرى الحال بمدن أخرى في سنوات قريبة، شاخصة للعيان.

لكن هذه البنايات التي يتخذها المسيحيون للعبادة لم تعد كما كانت في السابق؛ فبعضها لم يعد يقام فيها الابتهالات والتواشيح، ولا يُشاهد فيها زحمة المصلين وهم يتوافدون إليها أو يخرجون منها بعد أداء طقوسهم الدينية.

فأفضل الكنائس حالاً تلك التي يتجمع في قداسها يوم الأحد بين عشرين إلى ثلاثين شخصاً، بحسب عامر حنتوش، الذي يحرص على الذهاب إلى الكنيسة باستمرار، ويقول: إن “حرصي على الذهاب إلى الكنيسة في بعض الأحيان لمجرد الحديث مع القس، أو الجلوس واستذكار الماضي”.

عامر وهو في العقد الخامس من العمر، أكد على أنه لن يغادر بلده مهما ساءت الظروف؛ “حبي لبلدي وارتباطي ببغداد يمنعانني من الهجرة”.

وأشار إلى أن هناك “فرقاً شاسعاً حين نقارن حال الكنائس في بغداد بين الحاضر وسنوات قليلة ماضية”.

وأضاف: “حتى عام 2007 كانت قاعات الكنائس وباحاتها الخارجية تمتلئ بالمصلين في أيام الأحد، لكن التهديدات والاستهداف والمستقبل المجهول أجبر المسيحيين على ترك البلاد”.

هاجر ثلثا المسيحيين
منذ 2003 حين غزت أمريكا العراق، تعاني البلاد من أزمات أمنية واقتصادية خطيرة؛ نتج عنها فوضى عارمة كان من بين نتائجها هجرة أعداد كبيرة من العراقيين إلى خارج البلاد.

السبت (3 أغسطس الجاري) كشف جوزيف صليوا، وهو عضو سابق في مجلس النواب في العراق عن المكون المسيحي، عن تراجع أعداد المسيحيين في العراق إلى أقل من ثلث عددهم الأصلي.

وقال صليوا للموقع الإخباري لـ”قناة روسيا اليوم”: إن “المسيحيين في العراق ما زالوا يفكرون بالهجرة وينتظرون الفرصة المناسبة”.

والسبب بحسب قوله أنهم “يعيشون في خوف وقلق من الحكومات التي أعقبت عام 2003؛ بصفتها حكومات طائفية وعنصرية، ولا تشجع على المواطنة والتعددية”.

وأضاف: “كان عدد المسيحيين حتى عام 2003 مليوناً ونصف، أما الآن وفي أحسن الأحوال فلا يصل إلى نصف المليون، وهذا مؤشر خطير بأن هذا العدد قد يتناقص خلال الفترات المقبلة”.

ما زال الخطر قائماً
هذا الخطر الذي يتهدد المسيحيين في العراق، بحسب ما يؤكد صليوا، تحدثت عنه وسائل إعلام كبرى في نشرات سابقة خلال الأعوام التي تلت 2003؛ خاصة بعد أحداث 2014.

من بين أحدث التقارير التي تتحدث عن ما يواجهه المسيحيون في العراق، في وسائل إعلام عالمية، ما نشرته صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية، في يوليو الماضي.

التقرير كتبه تيم ستنالي، بعنوان “في العراق ظن المسيحيون أن الأمور ستتحسن، ولكنها تحسنت لفترة وجيزة فقط”.

ويضيف الكاتب ستنالي الذي كتب تقريره من الموصل، أن الرواية الرسمية تقول إن شمالي العراق في حالة سلم، فقد انتهت الحريب والعمليات العسكرية، ولكنه يستدرك قائلاً إنه على الرغم من ذلك ما زال المسيحيون يعانون من الاضطهاد.

الكاتب أشار إلى أن من يستطيع مغادرة البلاد يفعل ذلك، ويُعِدُ من لا يستطيعون المغادرة أنفسهم للمزيد من العنف.

التقرير ينقل عن الأب بهنام بينوكا، من كنيسته في برطيلا، وهي بلدة نائية، حيث يحرس الكنيسة جنديان يحملان بندقيتي كلاشنيكوف فقط، “الأوضاع سيئة أكثر من أي وقت سابق. الأمور أصعب حتى من قبل الحرب الاخيرة”.

ويواصل الكاتب وصف أحوال المسيحيين في تقريره “يقول المسيحيون، الذين يعيشون في سهل نينوى منذ آلاف السنين، إن ثقافتهم وحضارتهم تواجه الانقراض على يد المبليشيات التي تدعمها إيران”.

وذكر الكاتب أن “الجزء الشرقي من الموصل ما زال يتعافى من الحرب، ولكن الشطر الغربي من المدينة، وهو الجزء الأقدم والأكثر مسيحية، عبارة عن أرض خراب”.

الحياة بدأت تعود للموصل رغم الدمار، كما يقول تيم يتنالي في تقريره، وأثناء الحرب فر أغلب المسيحيين من الموصل إلى كردستان العراق، ولكن جميعهم لم يسعفهم الحظ بالهرب.

ستنالي ذكر أيضاً أنه “في أكتوبر 2016 دخل الجيش الحكومي وميليشيات شيعية الموصل، وبدأ المسيحيون تدريجياً في العودة، ليجدوا أن الاستهداف استبدل بتطرف من نوع جديد”.

وتابع قائلاً: إن “مسيحيي شمالي العراق تناقصوا ليحل محلهم مسلمون معظمهم من الشيعة، ومعظمهم من ميليشيات مدعومة من إيران”.

ستنالي نقل رأياً للأب بينوكا حول هذا التغيير، قال فيه: “إنهم يريدون انتزاع المسيحيين من البلاد”.

وختم الكاتب التقرير قائلاً إن نينوى يتم “تطهيرها عرقياً”، ليس فقط نتيجة لعنف الحرب الاخيرة ولكن أيضاً من جراء الفقر والإحساس بعدم الأمان، بحسب قوله.

وكالات