حجي حمزةالزمان/عنكاوا كومرافد جبوريانه متهم بانه زعيم المافيا الاكبر في العراق بحسب بيان للقوات التي قامت بحملات مداهمة على صالات القمار في بغداد.تم اعتقاله مع خمسة وعشرين من اتباعه من قبل مديرية امن الحشد الشعبي وتم اتهامه واتباعه بانهم كانوا يدعون الانتماء للحشد الشعبي. بين ليلة وضحاها اصبح حجي حمزة اسطورة من اساطير العراق التي تظهر وتنحسر بسرعة اذ تم تداول صور له تظهر لقاءاته مع شخصيات دينية وسياسية وفنية ورياضية. لكن قضية حجي حمزة تحمل ابعادا كبيرة. فبسرعة طرحت الاسئلة البديهية عن الحجي ومن وراءه ولماذا التركيز عليه لا على غيره ممن هم اكبر واكثر تأثيرا منه. فالعراقيون يتداولون في العلن اتهامات لجماعات مسلحة متنفذة معروفة تتهم بانها ذات علاقة باماكن اللهو غير البرئ في بغداد, فتلك الاماكن تدر ارباحا طائلة وسهلة وسريعة. اما شعارات الاسلام والتشدد في فرض احكام الشريعة التي مارستها تلك الجماعات في مرحلة طفولتها السياسية فقد انتهت كما يعرف متابعو الواقع العراقي. لكن عمليات تربح تلك الجماعات من اماكن لعب القمار و من اي محلات تمارس نشاطات تخالف التعاليم الاسلامية لا يمكن ان تتم طبعا بطريقة مباشرة بل يحتل فيها الوسطاء مكانة مهمة ويلعبون فيها دورا كبيرا.
البيان الذي صدر عن مديرية الحشد الشعبي فيه من السخاء اللفظي الكثير حيث وصفت الحملة على اماكن لعب القمار بانها الاكبر في تاريخ العراق لملاحقة مافيات الروليت وتجار المخدرات وبيع وشراء النساء. وكل تلك نشاطات سيئة لها تأثير مدمر على المجتمع وتجب مكافحتها طبعا لكن ايضا يجب الفصل بين كل نشاط وفهم الوضع القانوني له. فالمخدرات ممنوعة قانونيا طبعا لكنها اصبحت افة كبيرة في العراق ومن الضروري ان يتم دعم جهات مختصة بمكافحة المخدرات بعد ان يتم تقييم حجم المشكلة الهائل و اعداد خطط ومناهج وحملات مدروسة لمحاربتها. لم ير العراقيون ذلك بل ان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي اطلق تصريحا تعرض للنقد والسخرية عن ان المخدرات تأتي من الارجنتين فيما اصبح نكتة سياسية سوف ترتبط بعهده. المتاجرة بالنساء ايضا تحتاج الى جهد كبير وعمل جاد بعيدا عن الاستعراض اللفظي.
اما القمار فان بعض صالاته تعمل برخصة قانونية وابرزها صالة الروليت في فندق فلسطين ميريديان الراقي وسط بغداد. من المهم طبعا متابعة المحلات التي تحمل رخصا قانونية لكن ليس بطريقة الغزوة التي جرت والتي قال بيان الحشد الشعبي انها جرت باوامر من رئيس الوزراء. البيان تحدث ايضا عن اوامر قضائية لكن لم يبين ذلك تفصيلا. من المهم بالنسبة لحكومة عبد المهدي وقد حققت تقدما واضحا حتى الان في مجال تطبيع الحياة ان يكون هناك استقرار فعلي يشعر العراقيون ونم يزور العراق بان التحسن مستمر وثابت وليس هشا. من المهم ان يكون الحد واضحا بين ماهو قانوني وما هو غير قانوني وبين الجهات المختصة بتطبيق القوانين.
بغض النظر عن حجم الحملة ضد حجي حمزة وصالاته و هل كانت الاكبر في تاريخ العراق او غير ذلك فقد جاءت لتظهر ان فحوى الامر الديواني الذي اصدره عبد المهدي مطلع تموز يوليو الماضي عن دمج الحشد الشعبي في القوات المسلحة لا يعني ابدا اضعاف الحشد كما امل خصوم الحشد. بل هاهي مديرية امن الحشد تقوم باعمال امن داخلي تضاف الى ادوارها السابقة في اطار تبلور لدورها و خطوة على تحقيق طموحها في ان تصبح في مكانة و منزلة الحرس الثوري في ايران الذي يمتلك اذرعا عسكرية وامنية واقتصادية وثقافية. اما حجي حمزة فسيحمل اوزار الشبهة التي ترددت في ارتباط مجاميع مسلحة بالتربح من نشاطات غير قانونية او غير اسلامية وسيبقى السؤال حول تورط من هو اكبر منه من غير اجابة مثل سؤال الفساد ومن يقف وراءه في العراق.