المحرر موضوع: وكالة الأنباء الفرنسية: في السودان.. المسيحيون يأملون في فجر جديد  (زيارة 1631 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي


قالت وكالة الأنباء الفرنسية: إن المسيحيين في السودان يأملون أن تشكل العملية الانتقالية السياسية بداية لعهد جديد من حرية الممارسة الدينية، بعد تعرضهم للقمع في ظل حكم عمر البشير.

داخل الأزقة الترابية المنتشرة في أم درمان، قرب الخرطوم، لا يمكن رؤية كنيسة القس يوسف زمغيلة من الطريق، فالكنيسة تتخذ من حديقة منزل أحد الأصدقاء مقرًا، وتضم بضعة مقاعد حديدية ومنبرا وصلبانا رُسمت بعجل على أعمدة يستند اليها سقف مؤلف من ألواح خشبية
 
ويقول القس اللوثري "المقر السابق تم تدميره لأننا لم نكن نملك الأوراق اللازمة. دائما ما كانوا يرفضون ... لذا استخدمنا أرض أحد جيراننا".

وكان الامتناع عن منح الأقلية المسيحية في السودان تراخيص لبناء كنائس، أداة القمع الرئيسية على مدى سنوات.

ومن أساليب القمع الأخرى فرض الدولة الثقافة الإسلامية التامة في المدارس وأماكن العمل، رغم أن الدستور السابق ينص على حرية الممارسة الدينية.

ويقول جيكوب بولس، المعلم البالغ من العمر 28 عاما في أم درمان "لا يمكن لشبابنا وأطفالنا التعلم عن المسيحية لأن البيئة بأكملها تُعنى فقط بالمسلمين".

وبحسب أرقام حكومية يمثل المسيحيون 3 % فقط من عدد سكان السودان البالغ 40 مليون نسمة، رغم أن المسؤولين المسيحيين يقولون إن العدد الحقيقي أكبر بكثير.

وفي السودان أقباط وكاثوليك وأنغليكان وعدد من الطوائف الأخرى، ودفع نظام البشير بكثيرين منهم إلى الاختباء.

وتم طرد بعض الجمعيات الخيرية الأجنبية التي تساعد مسيحيي السودان في خطوة اتخذت منحى تصعيديا في أعقاب انفصال الجنوب ذي الغالبية المسيحية عام 2011
وقال الأسقف الأنغليكاني للخرطوم إزكييل كوندو "شعرت السلطات بأن الكنائس والجمعيات الخيرية المسيحية تدعم استقلال جنوب السودان".
واضاف جالسا في مكتبه قبالة كنيسته الكبيرة في وسط الخرطوم "الدولة طبقت باستمرار استراتيجية لإضعاف الكنيسة".

وفي تقريرها عن حرية الممارسة الدينية على مستوى العالم، صنفت جمعية "مساعدة الكنيسة المحتاجة" الاسقفية، السودان في الفئة الأكثر خطورة بين الدول.

والرئيس السابق عمر البشير الذي طبق الشريعة الإسلامية بعد توليه الحكم في انقلاب عام 1989، تنحى في أبريل هذا العام إثر موجة احتجاجات على خلفية الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في البلاد.

وأدى مجلس سيادي غالبيته من المدنيين، اليمين الدستورية الأسبوع الماضي بموجب اتفاق بين المجلس العسكري الحاكم وممثلي حركة الاحتجاج.

وتضمن "الإعلان الدستوري" فترة انتقالية من 3 سنوات، واستبعد حكم الشريعة.

وأعطى ذلك، إضافة إلى رياح التغيير الديموقراطي في السودان، المسيحيين وأقليات أخرى الأمل في حصول التعددية الدينية على حماية أفضل في المرحلة المقبلة.

وفي مؤشر ايجابي آخر، تم تعيين امرأة مسيحية في المجلس السيادي المكون من 11 عضوا من المدنيين والعسكريين، والذي أدى اليمين في 21 اغسطس.

ونظم المسيحيون تظاهرة احتجاج في الخرطوم الأسبوع الماضي للمطالبة بالمساواة في الحقوق، وهو ما كان من الصعب تصوره أثناء حكم البشير عندما كانت الاعتقالات والغرامات شائعة.