المحرر موضوع: الخالد نور الدين زيا بوبو ( د . هرمز )  (زيارة 7049 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اويا اوراها

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 122
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
( أنا لم أمت, أنا حيٌ مثلك. التفت إلى خلفك ستجدني أمامك )
الأديب جبران خليل جبران
الذكرى الخامسة على رحيل
المناضل الآشوري الخالد نورالدين زيا بوبو (  د. هرمز )


   ينحدر المناضل القدير د. هرمز زيا بوبو  من عائلة لها باع نضالي مشرف في الحقل القومي الآشوري , وهو أبن ذلك الجبل الشامخ الخورأسقف زيا بوبو دوباتو الذي لم تستطيع تهديدات طغاة البعث الفاشي وأستفزازات أجهزته القمعية من ثني عزيمته والنيل من مبادئه القومية المتجسدة فيه والتي كانت بصلابتها لم تقل شأنا عن صلابة شمعون الصفا في تمسكه بالتعاليم المسيحية السمحاء ,كما لم ولن تتمكن المحاولات المخابراتية البائسة وتهديداتهم على حمل الخور أسقف وأبناء عائلته في التعاون مع أنظمتهم المشبوهة تلك التي  شددت كثيرا من حملات المضايقة عليهم , ليودي به المطاف أثر ذلك وبعد تيقنه من أن السلطة الدموية سوف لم تتركه بسلام  ألى المغادرة والألتحاق بالحركة الديمقراطية الآشورية مع جميع أفراد عائلته  ليعطي للحركة زخما أعلاميا للتعريف بالقضية الآشورية أقليميا ودوليا , وبالفعل تمكن الخور أسقف زيا بوبو دوباتو أن يحضر مؤتمر جنيف في شهر آب من عام 1988 ليكون أول رجل دين مسيحي آشوري بعد البطريرك الشهيد مار شمعون إيشاي يطرح قضيتنا الآشورية في المحافل الدولية , ناهيكم عن تمثيله للشعب الآشوري في مؤتمر نصرة الشعب العراقي المنعقد في طهران شهر كانون الأول من عام  1986.
      أن فقيدنا الخالد د. هرمز زيا برحيله يوم 4 - تشرين الأول - 2014 ترك وراءه أرثا نضاليا ثرا على الصعيدين الوطني والقومي الذي بداياته الفعلية كانت منذ أواسط السبعينات من القرن الماضي يوم كان أحد قياديي التشكيل السري الذي عرف في حينه ( بتنظيم الجيش الآشوري السري ) عام 1976في مدينة الموصل ودهوك , وهذا التنظيم بمعية التكتلات الأشورية ألاخرى الناشطة سياسيا وفكريا وثقافيا ألتأمت وبعد حوارات لأكثر من سنتين كي تعلن في كونفرانس تأسيسي يوم 12 - نيسان - 1979 عن أنبثاق الحركة الديمقراطية الآشورية  .
      لقد كان الرفيق هرمز زيا من الأعضاء الفاعلين في تنظيمات الداخل للحركة بمحافظة نينوى لكن وبحكم أختصاصه وألمامه بالأمور الطبية وحاجة رفاقه العاملين في ساحة الكفاح المسلح بالمناطق المحررة بشمال العراق منذ 15 - نيسان - 1982 ألى مختص بالمجال الطبي أستدعت الحالة ومن دون أدنى تردد وكله ثورية ونكران ذات ومثالا للألتزام والأنضباط بالنزول ألى  ساحة الكفاح المسلح في تشرين ألأول من عام 1982 أي بعد ستة أشهر من تاريخ أنزال المجموعة الأولى من مقاتلي الحركة  .
   أنتخب الخالد هرمز في الكونفرانس الثاني  في 20 – نيسان من عام 1983المنعقد بقرية كونداكوسه عضوا في القيادة المؤقتة للحركة الديمقراطية الآشورية , وأوكلت له في نفس العام مسؤولية قيادة الذراع العسكري للحركة وبرز دوره وبشهادة المخلصين من رفاقه  كقائد ميداني في ساحة الكفاح المسلح وذلك بفعل قيادته الناجحة لمفارز الحركة الديمقراطية الآشورية, كما وتم ترشيحه في صيف عام 1988 لتولي مسؤولية الأعلام رسميا من داخل الحدود الأيرانية . كما ومثل الحركة في الحراك السياسي داخل أجتماعات المعارضة العراقية في العاصمة السورية دمشق وليوقع على أول بيان مشترك مع المعارضة العراقية في 27 - كانون الأول - عام 1990 , وأيضا كان له دورا فاعلا من خلال مشاركته في مؤتمر بيروت للمعارضة العراقية بمعية عددا من رفاق القيادة حينذك ونخبة  من المثقفين الآشوريين . في 11 - آذار - عام 1991  .
      كان للقيادي الغيور دكتور هرمز زيا دورا رياديا بجانب رفاقه في أنتفاضة آذار عام 1991التي شارك فيها وكله أيمان بالآتي  أضافة ألى سلوكه درب المخاطر في عملية أدخال السلاح من سوريا التي كانت معقلا للمعارضة العراقية وأيصاله ألى رفاقه في العراق . كما وساهم حينها في فتح المقرات للحركة داخل محافظة دهوك . وبعد انتفاضة آذار عام 1991 ذاع صيته بين الجماهير أكثر وبالأخص في المحافظة الأنفة الذكر نظرا لمواقفه المتميزة بالجرأة في الدفاع عن مصالح وحقوق شعبه وملاصقته الحميمة بهم خصوصا إثر الأحداث التي جرت بعد عودة أهالي المحافظة  من المناطق الحدودية التركية والفوضى العارمة التي كانت قد حلت جراء عمليات السلب والنهب والتي تعرض أبناء شعبنا لقسط كبير منها  .
   وفي مؤتمر الحركة الديمقراطية الآشورية الأول الذي كان قد أنعقد في  أيلول من عام 1992 بقرية كونداكوسة أنتخب
المناضل هرمز زيا عضوا للمكتب السياسي , ليتسنم بعدها مسؤولية فرع دهوك الذي كان يعتبر الفرع الأكبر والأكثر أهمية ضمن الخارطة التنظيمية لزوعا، وقد ترك بصمات كبيرة لا تنسى في تنظيم الحركة وجماهيرها على صعيد المحافظة بنواحيها وقراها هذا أضافة ألى المسؤولية العسكرية التي ضل يتولاها حتى المؤتمر الثاني للحركة في آيار  من عام  1997  كما وكان للرفيق هرمز دورا متميزا لا يمكن تناسيه أو تجاهله  في الكونفرانس الثالث من شهر تشرين الثاني  عام 1994 في مقر الحركة  بمحافظة دهوك لا بل ومن المؤكد لم يزل محفورا في ذاكرة الكثيرين بخصوص تقويم مسار الحركة التنطيمي التي شابها  التجاوز على الصلاحيات وأفشاء الأسرار  ومعالجة الأنفلات التنظيمي والنزاعات التسيدية والتكتلات الولائية التي كانت تنخر بهيكلية الحركة  ...   
      لقد كان فقيدنا الخالد مدافعا غيورا عن القيم والمبادئ والأهداف النبيلة التي نادى بها وعمدها شهداء الضمير ( يوسف توما , يوبرت بنيامن , يوخنا أيشو , جميل متي , شيبا هامي .. وكل العظام الذين ساروا على خطاهم ) , وعضوا مؤمنا بنهج الحركة وخطها الفكري والسياسي ورافضا للتطبيق الكيفي لتلك المبادئ , كما وكان الرفيق هرمز زيا نواة للمدرسة التطبيقية والواقعية الجريئة داخل صفوف الحركة القائمة على المبادئ والأخلاق  التنظيمية والمواقف والقرارات السياسية الشجاعة  الرافضة لأبسط المكتسبات الشخصية , حيث حاول جاهدا ألى أعادة الهيبة لهذه الحركة من خلال وضعها على مسارها القومي الصحيح  والعودة بها ألى أساساتها التنظيمية وخطها الفكري ونهجها السياسي وسياقات العمل الجماعي كي تأخذ مكانتها اللائقة بين الجماهير الآشورية  أولا ورد الأعتبار لها على الساحة العراقية والأقليمية ثانيا , لكن عمق الخلافات والأستفراد واللامبلاة والتمادي وبروز التكتلات والمحسوبيات ... ألخ من السلبيات التي أستفحلت مع مرور الوقت كانت قد  أودت ألى عدم أنجاح ما كان يعمل جاهدالاجله رفيقنا الغيور د. هرمز  .
       في شهر حزيران من عام 2013 تبنى الرفيق الخالد  وبصحبة مجموعة من قياديي وكوادر الحركة نهجا جديدا قائم على مبدأ الأصلاح والتغيير الفكري والتنظيمي الذي وعلى أساسه تم تشكيل كيان ابناء النهرين الذي أعتبر في حينها  أنعطافة ضرورية وحتمية لا بد منها في مجال العمل القومي ولينتخب السيد هرمز زيا رئيسا للمجلس السياسي للكيان في الأجتماع الذي تم عقده بمحافظة دهوك يوم  7 - شباط - عام  2014  .. لكن وللأسف الشديد أن يد المنية قد أنتشلته مبكرا وفراقه لم يكن في آوانه لما كان في جعبته الكثير من العطاء والأستمرارية في خوض أكبر التحديات مهما كانت عواقبه لألتصاقه العميق والحميم بالقضايا القومية وكل ما يصب في خدمة مصالح شعبه الكريم  ..
      برحيل المناضل هرمز زيا بوبو الذي يعتبر رمز الكلمة والمواقف حيث سطعت نجمة أخرى متلألأة في سماء العمل القومي الآشوري الحقيقي , ولو أن الموت قد غيبه عنا وهي لخسارة جسيمة على ساحتنا القومية لكنه سيبقى في الأذهان وسيدوم كرفاقه الغيارى ( يوسف توما , يوبرت بنيامن , يوخنا أيشو ) حيا  فينا ونبراسا للحق ومنهم يستمد الأخيار والأحرار وكل المخلصين عزيمتهم , وستبقى مسيرته الوضاءة  محط تقدير وأحترام لدى الذين آمنوا بالقيم والمبادئ , وسيخلد نضاله المجيد الذي قوائمه الفكرية الثورية ونكران الذات ومضامينه الصلابة والأصرار على المبادئ وظاهره الأمانة والتحدي والرسوخ في سفر الخالدين , لقد كنت أيها الصلب عنوانا للأنضباط والألتزام التنظيمي ورمزا للعنفوان , وها أنت اليوم متوجا وكلك شموخ بأكليل الغيرة  بعد نضال كان قد  دام أكثر من ثمانية وثلاثون عاما وسيبقى كابوس رحيلك ألذي هو أعظم رسالة مستمرا في ملاحقة أباطيل وأقلاق مضاجع الذين تنكروا لتاريخ نضالك القومي البهي .. وبخلودك حيث ترد وبهامة مرفوعة الأمانة الحقيقية التي تجلت بصماتها بصدق  في مواقفك الثابتة كما هي بعيدة عن كل تشويه ألى أصحابها العظام (  يوسف توما , يوبرت بنيامن , يوخنا أيشو ) ...   


أويا أوراها
ملبورن     
Ramin12_79@yahoo.com