المحرر موضوع: التيار الصدري وتحالف سائرون يواجهون تحدي المصداقية والوطنية امام الثورة الشبابية الشعبية العراقية الغاضبة  (زيارة 1152 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
التيار الصدري وتحالف سائرون يواجهون تحدي المصداقية والوطنية امام الثورة الشبابية الشعبية العراقية الغاضبة 
------
انتفض شباب العراق في ثورة شعبية سلمية عفوية عارمة كفلها الدستور شملت العاصمة بغداد وبعض المحافظات والمدن الجنوبية ولم تنطلق بدعوة او مشاركة اي زعيم او رمز ديني او سياسي او اجتماعي وبعيدا عن احزاب السلطة المتنفذة على تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وارتهان وطننا في احضان الجارة ايران مسلوب الارادة ورفض تنحية وعزل قائد عسكري شعبي (الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي) وقضم الحريات والديمقراطية وحقوق الانسان وغياب القانون ومبدء المواطنة واستشراء الفساد المالي والاداري واستفحال الفقر والبطالة والتفرد بالسلطة هذه العوامل وغيرها ساهمت في غليان الشارع الشبابي العراقي بشكل غير مسبوق عن المظاهرات والاحتجاجات السابقة والهدف تعديل وتحسين ظروفهم واوضاعهم نحو الافضل بعد اكثر من 15 سنة عجاف فكانت الشرارة الاولى للثورة الشعبية العراقية العفوية وجرس الانذار للحكومة العراقية المحاصصاتية الفاسدة وبرلمانها واحزابها السياسية المتنفذة

ان هذه الثورة الشبابية الشعبية العفوية العارمة طرحت مبادئ وقيم جديدة في شكلها ومضمونها على الثقافة والوعي العراقي وتاريخه وامجاده والتي تمثل في سلميتها ومطالباتها المشروعة وفي مقدمتها سيادة القانون والعيش الكريم والخدمات ومعالجة البطالة ومحاكمة الفاسدين والحرية والديمقراطية والمساواة وحقوق الانسان والمرأة والمواطنة ان هذه الثورة تعتبر صرخة صادقة نابعة من عمق وحاجة الشباب العراقي المظلوم ومن كل المكونات القومية والدينية في الوطن ومنها شعبنا الذي يطالب باستعادة كرامته وحريته وانسانيته المفقودة ونيل حقوقه المشروعة وممارسة دوره في وطنه إنها ثورة الكرامة للانسان بعد سنوات من القمع والكبت والحرمان والجوع والفساد والمحاصصة

هذه الثورة بدأت وأصبحت معها العودة إلى الوراء ضربا من المستحيل فهولاء الشباب المنتفض بثقة وقوة حطم الاغلال والقيود وكسر قمقمها الذي بقيت حبيسة قهره وكبته وعنفه لسنوات عجاف حيث سرقت ونهبت ثروات وطنهم الغني وهم يتضورون جوعا وحرمانا من ابسط مستلزمات الحياة الكريمة وسخَّرت مقدرات وطاقات وميزانيات ونشاطات الشعب العراقي المغلوبة على امره لخدمة اجندات خارجية مشبوهه ونزوات وطموحات وترف وتهور حفنة من الحكام الفاسدين

السؤال الذي يطرح نفسه لماذا رفض السيد مقتدى الصدر المشاركة والمساهمة في هذه الاحتجاجات الشعبية العفوية ؟ الجواب عند جهينة الخبر اليقين !!! وكما هو معلوم ان التيار الصدري يتباهي ويتفاخر دائما بأنه التيار الوحيد الذي يستطيع تحشيد مظاهرات واحتجاجات مليونية في العراق وهذا صحيح لكن في كل مرة ومنذ 2011 تاريخ المظاهرات للتيار الصدري لم يتحقق اي انجاز لصالح الشعب العراقي من هذه الاحتجاجات على الارض بشكل ملموس ونتيجة كل مظاهرات التيار الصدري السابقة مع الاسف يتم احتوائها وتسويف مطاليبها او المساومة مع حكومة الفساد المحاصصاتية في كل الاحوال اليوم التيار الصدري وتحالف السائرون يواجهون تحدي المصداقية والوطنية والجدية امام الشعب العراقي المظلوم وفي مقدمتهم الحزب الشيوعي العراقي حزب الشهداء والامجاد

وامام هذه الثورة الشبابية العفوية التي توسعت وسوف تتوسع والسخط والغضب الشعبي العارم غير المسبوق اطلاقا يتطلب من الحكومة العراقية وبرلمانها واحزابها المتنفذة القيام بتلبية الحقوق الدستورية للشعب العراقي في العيش الكريم ومطامحها المشروعة واحتياجاتها الملحة والخدمات العامة وتوزيع الثروة بعدالة وانصاف ومحاكمة الفاسدين واجراء اصلاحات جدية وجذرية عاجلة وشاملة على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لمصلحة الشعب العراقي بكل مكوناته الفسيفسائية وبخلافه فأن مصير ومستقبل الحكومة العراقية وبرلمانها واحزابها المتنفذة اليوم على المحك بمعنى الكلمة وان االتسويف والمماطلة والتجاهل لن ينفعكم هذه المرة اطلاقا لان الثوار مصممون على النصر انشالله وقلع الفاسدين والعملاء

                                        انطوان الصنا

                       antwanprince@yahoo.com