المحرر موضوع: أصوات اليسار الخافتة في معركة النضال ضد نظام الطائفية والفساد  (زيارة 821 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كاظم حبيب

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1265
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كاظم حبيب
أصوات اليسار الخافتة في معركة النضال ضد نظام الطائفية والفساد
ارتفع عدد قتلى معركة الكفاح ضد نظام الطائفية والمحاصصة والفساد، ضد نهب موارد البلاد وخزينة الدولة وتجويع الغالبية العظمى من بنات وأبناء الشعب وعدم توفير فرص العمل والتخلي عن التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتفاقم دور الميليشيات الطائفية المسلحة العائدة للأحزاب الإسلامية السياسية التابعة لإيران وولي الفقيه الإيراني في الدوس على كرامة الناس وملاحقتهم وابتزازهم، بل اختطافهم ونقلهم إلى إيران وتضييع أي أثرٍ لهم، إلى 73 شهيداً وأكثر من 3000 جريح ومعوق خلال الأيام الأربعة المنصرمة من انطلاق انتفاضة الشعب المستباح والمحروم من حقوقه وإرادته الحرة وحياته الديمقراطية الكريمة. لقد دخل القتلة إلى دار عائلة بصرية ساهمت في مساعدة المتظاهرين ليقتل الزوج وزوجته شر قتلة دون أن تكشف سلطات الأمن عن القتلة المجرمين!!
النظام السياسي الطائفي الفاسد الجائر يوغل ويصرُّ في قتل الناس بأمر من رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة من خلال أجهزة الأمن والشرطة وقوى الحشد الشعبي المشكلة من الميليشيات الشيعية المسلحة التابعة لولي الفقيه الإيراني دون وازع من ضمير. وقد جاء خطابه "الملكي!" مصمماً على سلوك ذات السبيل الجهنمي الذي أدى إلى استشهاد الشبيبة العراقية وجرح وتعويق المزيد منهم، مدعياً تحقيق الكثير خلال عام واحد، في حين إن كل الدلائل التي تحت تصرف الجميع تؤكد بأنه لم يحقق أي بند من البنود التي تعهد بها، لا في مجال مكافحة الفساد ولا في التخلص من الطائفية ومحاصصاتها ولا من التوجه صوب التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولا في توفير فرص عمل للشبيبة العاطلة ومنهم خريجو الكليات والدراسات العليا، بل وجه لهم نيران أسلحة قواته الأمنية وميليشياته المجرمة التي تفننت في قتل الناس ومطاردتهم واعتقالهم وتعذيبهم. لقد سقط قناع عادل عبد المهدي ليكشف عن وجهه العدواني إزاء الشعب ومصالحه وإرادته وحقوقه المشروعة والعادلة. إنه الأبن البار لكل القوى العدوانية المناهضة للشعب ومصالحه، إنه أبن الأغنياء الحرامية الذين نهبوا موارد العراق ولقمة العيش من افواه الناس، وابن الإقطاعيين الذين سلخوا جنود الفلاحين بسياطهم واستغلالهم لجهدهم وكدهم اليومي القاسي.
73 شهيداً سقطوا في أربعة أيام، لم يسقط بهذا العدد الكبير في وثبة كانون 1848، وفي انتفاضة تشرين الثاني 1952، وفي انتفاضة 1956 في العهد الملكي، حيث كان أبوه عيناً وداعما لسياسات نوري السعيد وصالح جبر. إنه الرجل الذي وضع في المكان الصحيح من جانب القوى الإسلامية الشيعية الحاكمة ليمارس دوره في الدفاع عن نظام المحاصصة الطائفية والفساد لا التخلص منهما. وقد اسقطت المظاهرات الشعبية تلك الحكومات العراقية الملكية. 73 شهيداً ولم نسمع صوت اليسار العراقي، صوت الحزب الشيوعي العراقي، ليطالب بإسقاط الحكومة التي قتلت هذا العدد الكبير من المتظاهرين وجرت وعوقت 3000 متظاهر
لقد تحركت الشبيبة العراقية بعفويتها الواعية والمدركة لما يجري في العراق وما يراد للشعب في هذه الفترة العصيبة من حياة الوطن المستباح. وكان الحزب الشيوعي من بين من لعب دوره البارز في الفعاليات المدنية في ساحة التحرير وعموم العراق في السنوات المنصرمة. ولكن الغريب في الأمر أن صوت اليسار العراقي، صوت الحزب الشيوعي العراقي، خفت في هذه الأيام، وصدر تصريح للمكتب السياسي ما كان له أن يصدر، وصدر بيان وكأن العراق وشبيبته لا يعيشون انتفاضة شعبية رائعة ومقدامة يقتل الشبيبة في شوارع العراق بدم بارد من جانب الحكومة العراقية وبقرار من رئيس السلطة التنفيذية.
لقد كان صوت الحزب عالياً ودوماً لا في المشاركة في انتفاضات الشعب ومظاهراته فحسب، بل في قيادتها، فأين هو اليوم من هذه الانتفاضة المقدامة. هل لأن بعض المقنعين من الحشد الشعبي والمليشيات الطائفية المسلحة قد دخلوا المظاهرات واستخدموا العنف لقتل المتظاهرين، وربما بعض رجا الأمن؟ أنها لحجة باهتة لا تصمد أمام قوة المظاهرات وتحدي منع التجول الذي أصدر القائد العام للقوات المسلحة بأمل الدفاع عن سلطته الخربة والهزيلة.
أدعو قيادة الحزب الشيوعي العراقي وقوى اليسار العراقي عموماً أدعو جميع الشيوعيين والشيوعيات، أدعو جميع الديمقراطيين والديمقراطيات، كل الوطنيين والوطنيات المخلصين لوطنهم وشعبهم في العراق وفي الخارج، إلى التحرك والمشاركة الفاعلة لمنع الغوص في دم الشبيبة العراقية المقدامة في مختلف المدن العراقية، أدعو إلى المساهمة في طرح الشعارات التي تتناغم مع قوة وحجم الحراك الشعبي المناهض لنظام المحاصصة الطائفية والفساد، لإجراء التغيير الجذري العميق في البلاد.
اليوم هو يوم النضال من أجل التغيير وليس غداً، لنكن عند مستوى الحدث والفعل الشعبي، لنكن عند مسؤوليتنا إزاء مصائر الوطن والشعب.