المحرر موضوع: وكأنك يابوزيد ما غزيت  (زيارة 1498 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نذار عناي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 607
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وكأنك يابوزيد ما غزيت
« في: 20:13 06/10/2019 »
وكأنك يابوزيد ما غزيت
هل ستكون نتيجة هذا الغليان الشعبي ضد الفساد في العراق كسابقاته بعد كل هذه الدماء الزكية التي سالت على ارض العراق: دماء من طالب بأن يكون له (وطن), كيف وممن؟ بسلاح امتصه بعوض الشعب امتص ثمن هذا السلاح من قوت أصحاب هذه الدماء الطاهرة وبدلا من ان يوجهها لخدمتهم وحماية اعراضهم وممتلكاتهم وجهها الى صدورهم واكبادهم.
من جهة الحكومة, فلم ترد الأوامر بعد الى رئيس الجمهورية للإدلاء بتصريح, لربما انهم يحاولون ان يكتشفوا شيئا جديدا! فما وعد به رئيس الوزراء ليس بجديد ولا ما قاله رئيس البرلمان فكلاهما مهدا نفس الطريق المعتاد لتسوية الازمة كما في المظاهرات السابقة. المظاهرات السابقة, كان وراءها شخصيات معروفة لها لسان طويل فلم يتمكن أحد من استعمال القوة ضد المتظاهرين ولكنهم هذه المرة لخروجهم بشكل عفوي اصبح ليس لديهم (والي) فاصبح هدر دمائهم مباح لذلك يجب على كل قلم حر ان يكون صوتهم.
ثم, وكأنه كما يقول المثل الشعبي ( تطلب الشحمة من البزون). كل المطالب التي يطالب بها الشعب تدور في فلك الاقتصاد والمال. كيف لحكومة شكلها نظام المحاصصة والطائفية – الأم التي رضعت من بؤس اقتصاد ريعي – اولئك هم منظري مجلس الحكم ومفكري كتابة الدستور بعد سقوط النظام السابق وخلفائهم الذين مسكوا زمام الحكم بعدهم. كيف كان لهم أن يجلسوا على كراسيهم دون أن يضعوا يدهم على شريان الموارد المالية -بحجة الاعمار-  ليشتروا القوة والنفوذ ويتعطفوا ب(مصاص الاطفال) لاتباع عددهم بالملايين أغلبهم من (ولد الخايبة), فحصلوا على القوة والنفوذ ولم نرى الاعمار.  ليس هذا فحسب, بل كان لابد من تنقية الشعب من (الزؤان) أي كل من لا يرضخ لسياستهم (يعترض) يصبح اما ملحد او خائن او ارهابي او بعثي – نفس الدرس الذي تعلموه من البعث الذي هو مدرستهم الايديولوجية, ألم يقل صدام حسين: نحن لا نريد عشرون مليون عراقي بالأسم بل نريد 16 مليون سائر في خط الثورة – هكذا ايضا, فقد قتلوا واغتالوا و استهدفوا جميع المفكرين الأحرار والعلماء والكفاءات العلمية ليصبح الشعب سهلا للانقياد تحت مظلة ايديولوجيتها العفنة. هل سيقطع (البزون) شيء من شحمته ويعطي للشعب؟ هذا مخالف لقانون الطبيعة! فكل ما يمكن أن يدخل الى حساباتهم المصرفية لا يحل لأي مدخل آخر.
أن المطلب الرئيسي الذي يحقق مطالب الشعب ويعيد للعراق صفة الوطن في ظروفنا الحالية هي تسليم الحكم الى علماء اقتصاد تحت مراقبة دولية. وابعاد رجال الدين عن التدخل في أمور الدنيا وفتح مدارس سياسية لتأهيل سياسيين للمستقبل فعدا هكذا مطلب كل المطالب الاخرى سوف يتم تسويفها وان وضع بعض الترقيعات على في بعض المجالات والتي سوف تأخذ الحكومة تعويضات مضاعفة من الشعب مقابلها.
والمرجعية الرشيدة الحكيمة: وماذا كان في يد المرجعية بعد سقوط الصنم أن تفعل غير أن توافق على طلب منظري مجلس الحكم وكتبة الدستور باسنادهم ودعمهم -حقنا للدماء- بالطبع حقنا للدماء هو غاية سامية وعلى المرجعيات الدينية بكل اشكالها ان تقف وتساند هذا المطلب الانساني. ولكن بعد ان سارت مرجعية النجف بهذا الدرب, تم استعبادها فأصبح من المستحيل عليها الحياد عن هذا الدرب لكي لا تفقد مصداقيتها, ولحد يومنا هذا فهي كمن في فمه شفرة عليه الحذر عندما يفتح فمه. إذا فهل يغلب المرجعية الرشيدة النورانية عدا الشيطان. هم وخلفهم الحكومات المتعاقبة خلفاء الشيطان ولن يصعب عليهم تسويف هذا الغليان الشعبي.
خلفاء الشيطان الماسكين بزمام الحكم في يومنا هذا سوف يحاولون بكل دهاء سيدهم الشيطان أن يركبوا على ظهور الانتفاضة وينخرونها من الداخل بالترهيب وشراء الذمم والارتماء باحضان المرجعيات الدينية وبكل الاساليب المباحه وغير المباحة (فكل شيء مباح ما دام هنالك القوة الكافية لتحقيقه – فوكو). وستذهب هذه الدماء الطاهرة الى طي النسيان وتعود الأمور الى عهد فسادها......
لتكن مطالب المتظاهرين بقلع الفساد من جذوره واجراء اصلاح شامل لشكل الحكم وليس مطالبات بحلول ترقيعية يستطيع خلفاء الشيطان من تسويفها…...وتصبح هذه التظاهرات كلمة في سفر التاريخ….. وكأنك يابوزيد ما غزيت