المحرر موضوع: مواجهات وفقّ خرائط جديدة  (زيارة 781 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مواجهات وفقّ خرائط جديدة
« في: 06:50 09/10/2019 »
مواجهات وفقّ خرائط جديدة
بقلم/ سلوان ساكو 
تواجه منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط تغيرات وتقلبات كبيرة وتحدياتٍ من نوعاً جديد، ربما لم نعهدها سابقاً سوف تُزعز أمن وإستقرار المنطقة بعمق هذه المرة والتي هي أصلاً غير مستقرة، واقعة بين مطرقة الأرهاب وسندان الصراعات المذهبية والطائفية، فالصراع التركي السوري دخلَّ مرحلة جديدة وحرجة بعد أن حشدت أنقرة جيشها على الحدود السورية التركية لغرض فرض منطقة آمنة، أو ما سماه اردوغان ممر السلام  داخل سوريا المفُتتة والمُنهكة بعمق 30 كيلومتراً وعلى امتداد الحدود الطويلة بين الجارتان، حيث وضع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان دراسة مفصلة عن هذه المنطقة تضم عدد المباني والدور والمدارس والمستشفيات ومراكز الشرطة والبنايات الحكومية التي سوف تدير شؤون المنطقة العازلة  بكلفة 150 مليار دولار،  طالب بتغطيتها من الدول الكبرى المانحة. كل هذا طرحه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة،  خلال كلمته السنوية، أكد خلالها على أن المشروع كفيل بحل أزمة اللاجئين السوريين، ووضع حد لمعاناتهم بشكل تام. هذا من جهة، أما من ناحية أخرى فقد شكل انسحاب القوات الأمريكية القليلة العدد والمتاخمة على الحدود السورية التركية  الضوء الأخضر لتركيا في شنّ الهجوم المرتقب، وهي بمثابة موافقة ضمنية من الرئيس ترامب وفق تسوية معينة اطرافها امريكا روسيا إسرائيل تركيا، سوريا فقط ليس لها علاقة بالموضوع، وهذا من السخرية بمكان. فإذاً سوف نشهد تغيرات ديموغرافية وعسكرية وعرقية وطائفية  في المنطقة.
المحور  الخليجي  وبعد الضربة الإيرانية الحوثية المزدوجة على شركة النفط السعودية  العملاقة أرامكو في بقيق وخريص، أصبح هناك حسابات أخرى لم تكن مطروحة على طاولة المفاوضات من قبل. فقد شكل تباطؤ المملكة العربية في التصدي للهجوم الإيراني وتلكؤ واشنطون بردّ حازم قوي وسريع أعطى أنطباع إن امريكا غير مستعدة نهائياً لدخول حرب مفتوحة مع طهران، مهما كانت الظروف، حتى لو تعلق الأمر بشريك استراتيجي وحليف تاريخي كالسعودية. في نفس السياق وبعد سلسلة من الهجمات التي قام به الحوثيين على المملكة  في الفترة الأخيرة على المطارات في جازان وأبها في عسير جنوب غرب السعودية، صار هناك أجماع كامل أن الولايات المتحدة الأمريكية غير مستعدة للحرب، هذا تكرس من خلال إعفاء مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون من منصبه، لا بل البعض ذهب أبعد من ذلك حين قال أن دونالد ترامب أوصل رسالة للحكام في طهران  عن طريق السفارة السويسرية أن امريكا غير معنية بالصراع الدائر في المنطقة تحت سياسة النأي بالنفس، وهذا ما يُفسر لاحقاً لنا دخول الرياض في مفاوضات سرية مع طهران عبر دول محايدة لحل الأزمنة الناشبة بين البلدين. هذا يسلط الضوء  مرة ثانية على حماقات الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، أولاً في التعامل مع فضيحة مقتل الصحفي جمال خاشقجي في إسطنبول العام الماضي، والفضائح الأخيرة في ظل الهزائم التي مُنية به الجيش السعودي حيث تم أسر فصيل كامل من ضباط وجنود، والسيطرة على مئات الدبابات والآليات في اشتباك مع قوات الحوثي قرب نجران، مما دعا والده  الملك العجوز  سلمان بن عبد العزيز إلى عزله من جميع مناصبه الرسمية وتجميد نفوذه داخل المملكة، ولكن خبر العزل وصل الأمير الشاب عن طريق دبي ومن الأمير محمد بن راشد، فحصل اشتباك بين قوات ولي العهد محمد بن سلمان، الكولومبية والنيبالبية مع الحرس الملكي السعودي الخاص داخل القصر مما أدَّى الى قتل عدد من الضباط والمراتب بينهم اللواء عبد العزيز الفغم الحارس الشخصي للملك والمسؤول عن حمايته. طبعاً الرواية السعودية عن مشاجرة نشبت بين الفغم وصديقه والتي أدت إلى مقتل اللواء في بيت السبتي عارية عن الصحة تماماً، والأخبار من داخل القصر الملكي أن العاهل السعودي قيد الإقامة الجبرية.
كل هذا يضع المنطقة في خانة التساؤلات الخطيرة عن طبيعة الصراع القائم، وترسم لنا خارطة جديدة سوف تشهدها الساحة العربية والإقليمية خلال الفترة القليلة القادمة.