المحرر موضوع: ”المغرب العربي“ وهم عروبي  (زيارة 1837 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل bouras

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 19
    • مشاهدة الملف الشخصي
بقلم: محمد حداوي (عين اللوح، إفران)

ولد ميتا و لم ير النور، أعدوا له مهدا فكان له لحدا إذ قذفت به أمواج يمّ تامازغا إلى ساحل الغرباء. لم يدرك القوميوقراط أن التي خرج من رحمها هي تلك الحسناء الفاتنة التي اختطفت غدرا وزوّجت قسرا وحُوّل قصرها قبرا لا تستطيع أن تبرحه شبرا. لم يعقل غلاة القومية أن تامازغا لم ولن تنسى من انتهك عرضها واغتصب أرضها وشتت شمل إخوانها ولم يدخر جهدا في إقبار بطولات وملاحم أجدادها. أبدا لن تغفر الحسناء لمن عاث في الأرض فسادا وكتم أنفاس العباد وجعل أيام الفرح أيام حداد.

 ثلاثة عشر عاما والهلوسة تلازم مخيلات مريدى الزاوية الأرسلانية، فتراهم في شطحاتهم يداعبون طفلا في الخيال، يبتاعون له قصص داحس والغبراء في المواسم والأعياد، ويقيمون له كل عام حفلة ميلاد ويحسبونه حيا وهو في عداد الأموات. فلهم ولأمثالهم قال الشاعر:

 لقد أسمعت لو ناديت حيا * ولكن لا حياة لمن تنادي

ثلاثة عشر عاما وهم يبايعون ويباركون إمارة "المغرب العربي" على أرض تامازغا من ليبيا شرقا إلى أمور ايضان غربا. غريب أمر أصحاب الوجوه الشاحبة! إننا نشفق على بلادتهم كما أننا لا نود أن نزعجهم وهم غارقون قي سباتهم يغطون غطيطا جريا على عادة أهل الكهف. علاوة على ذلك عمل العروبيون على وضع خاتم في سبابة تامازغا يحمل عبارة: "الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية"، أو ما يطلق عليه اختصارا: R.A.S.D بلغة موليير، مما يوحي ويحيل فونيتيكيا على كلمة "رصد" في العربية. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هذه الجمهورية الوهمية ما هي إلا كيانا/فيروسا تم زرعه في بلاد تامازغا لينخر جسمها الموشوم بالحسن والجمال ويعمل (هذا الكيان/الفيروس) كجهاز تنصت استخباراتي على غرار كيان بني صهيون. لقد حاولت ولازالت تحاول العشرة الأرسلانية جاهدة إضفاء صفة العروبية على موطن الأمازيغ ضدا على التاريخ والجغرافيا والمنطق، حيث عملت كل ما في وسعها لترسيخ أسطورة "المغرب العربي" في أذهان شعب أخذ منه القهر اللغوي والثقافي والهوياتي مأخذا. علاوة على ذلك دفنت الأمازيغية في مقبرة النسيان والحرمان وهي حية ترزق، إحياء لعادة الوأد التي ورثوها أبا عن جد من عرب ما قبل الإسلام. لكن الغربال لا يحجب الشمس، وشمس الحق ليست من عتمة الظلام في شيء. فسرعان ما يولي ليل التزييف والتزوير أدباره ويسقط قناع الافتراء.

إن شمال إفريقيا مهد الأمازيغية، كانت ولا تزال وستظل مفخرة الأمازيغ. فبالرغم من محاولات الطمس والمحو وتقتيل العادات والتقاليد والأعراف، لا زال هذا الشعب الأبي المقدام كالنسر فوق قمم الأطلس والهكّار وتيبيسي لا يبالي بنعيق الغربان، يحرس الجبال والسهول والوديان ويتنفس أريج زهور تامازغا. إن عرب الخليج يدركون تمام الإدراك أن المغاربة ليسوا عربا، مما يجعل العروبيين في مفترق الطرق، ويُظهر بشكل جلي أن مسألة القومية ما هي إلا حصان طروادة يستغله القوميون بشكل مكيافيلي لكسب عطف شيوخ عشائر البترودولار لقاء ثمن بخس من دولارات معدودة. إنه الاستجداء والتسول بأسمال عروبية، وللناس فيما يعشقون مذاهب.

وفى الختام أدعو كل العروبيين إلى الإسراع بتسجيل أنفسهم في مدرسة تاريخ الشعوب العريقة لكي يعرفوا هل هم عرب أقحاح أم عرب بالتبني، أم عرب من الدرجة الثانية، أم عرب بالتبعية، أم غير ذلك. وكذا ليعرفوا هل عبارة Made in Orient التي ألصقوها بعقولهم،  هي علامة هوياتية أصيلة أم لقيطة؟