الأخ عبد الأحد سليمان المحترم
تحية طيبة،
شكرا على التعقيب والنقد.
وإذ من حقك أن تعبر عن رأيك، أرجو ان لا يغمط حق الأخرين في ذلك. ومن هذا المنطلق سأجيب عن نقطتين.
الأمر الذي دعاني الى التعقيب هو قولك إنني اتهجم على المتظاهرين، وهذا لوي لعنق الحقيقة وإتهام باطل. إقراء مقالي هنا برمته وليس لدي هجوم على المتظاهرين ابدا ولا نقدا. أنا محايد في هذه القضية لأن الأمور في عواقبها والعواقب وخيمة. هذه قراتي.
لدي رأي واضح وهو أن هذه التظاهرات يغذيها الشيعة على وجه الخصوص ولا سيما التيار المناوئ والمعادي لإيران، فهي جزء من صراع شيعي-شيعي. هذا ليس هجوما. هذا ابداء رأي وتحليل وكما قلت التحليل حتى الأن ينحو صوب الصواب.
وعلى البطريك إن أراد الناس ان لا تنتقده فالأولى ان يقوم شخص بتقديم النصح له أنه عليه عدم الولوج في معمعة الإعلام حيث كل يوم له خطاب حول أبسط الأمو التي ربما لا تستحق الدردشة وأكاد أجزم أن تواجده في الإعلام يفوق تواجد الحكومة العراقية برمتها. طالما هو متواجد في الساحة الإعلامية لشعبنا وبكثافة غير مسبوقة لأي مسؤول سياسي فعليه أن يتوقع النقد كما أتوقع أنا عندما أنزل الى الساحة الإعلامية لشعبنا او عندما أكتب في الصحافة العربية او العالمية.
وبالطبع جاء مقالك فرصة للبعض للهجوم واللجوء للشخصنة والمباشرة ووصللت الشخصنة بالبعض مأخذ غير عقلانية، بدلا من مناقشة المقال او أي من النقاط الواردة فيه. هكذا تعقيبات مردودها عكسي وتنسحب تبعاتها السلبية على أصجابها وشخصيا تزيدني إيمانا بمواقفي وأظن تزيد من مكانتي في صفوف شعبنا وكنائسه المشرقية المجيدة.
وهناك إتهام كنت أتمنى الا تكون مصدره كوني أكن حقدا شخصيا للبطريرك. هذا ليس صحيحا. هناك نقاط خلاف كبيرة حول مواقفه من الإعلام والسياسية وعلى الخصوص التراث والثقافة واللغة. هذه هي الإشكالية وهناك تيار كبير في شعبنا وعلى الخصوص في صفوف الكلدان من المعارضين وعلى هذا الخط. ليس كل من ينتقد البطريرك يحقد عليه.
أما حول ما تراه تهجما على البطريرك ساكو أنا اراه نقدا وفي محله لا بل جاء متأخرا لعبوره لكثير من النقاط الحمراء لإنسان عادي فكيف وهو رجل دين مسيحي وهناك من الأدلة الكثير في المقال، وأقتبس منها أربع فقط أدناه وهي غيض من فيض من التي أتت في المقال ولكن مع الأسف لم تناقش أي منها وغيرها كثير في ردك:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,955587.0.htmlتحياتي
ما هو الغش والخداع
قرائي الكرام،
"الغش" معناه خلط الأشياء، و"الخداع" معناه التغيير من حال الى حال.
الأخوة المعلقون ومرحب بهم في أي صف من سياج المقال وقفوا. بيد أن بعض التعليقات تنحو صوب الشخصنة أو التهكم بدلا من التركيز على نقطة محددة ومحاولة الأتيان بدليل على بطلانها.
وأقتبس فقط أربعة أمثلة أستند فيها على ما أتى في المقال للبرهنة على أن التعليقات المعارضة للمقال غير منطقية وتتجنب الواقع والحقيقية
أولا، البارحة أنا اتبجح بلقائي برئيس المخابرات والأمن وأطبل لمشروع سياسي تقدمه منظمة شيعية لها ميليشيات دموية وهي جزء من سدة الحكم الفاسد. اليوم أركب تكتك كي أظهر أنا متضامن مع الذين يدعون الى هدم صرح المخابرات والأمن والأحزاب الطائفية الحاكمة على رؤوسها منها الحزب الطائفي الذي أنا طبلت له طويلا. أليس هذا خلط الأشياء؟ أليس هذا غش؟ وهذا يأتي من رجل دين مسيحي، يجب عليه أن يتسامى عن هكذا مواقف والتدخل في هذه الأمور التي لا تعنيه وهي خارج صلب مسؤولياته.
ثانيا، أكتب بيان أتبج فيه أن لدي دعوة رسمية من البيت الأبيض للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وألغيتها كي أتابع الوضع السياسي في البلد. ويظهر ان لا هناك دعوة رسمية من البيت الأبيض ولا همم يحزنون. أليس هذا غش وخداع وربما أكثر أيضا؟ وإن لم يكن ماذا نطلق عليه؟
ثالثا، أنا أناقش مثلا شؤون اللغة والتراث ومن ثم أقتبس من قوانين ودساتير تخص المراءة كي أطبق أجندتي الهدامة لتراث شعبي وكنيستي، وأتجنب التطرق الى قانون اللغة الذي ينظم تدريسها وممارستها لغاية في نفس يعقوب او كي أطبق ما في رأسي من عداء للغة وتراث شعبي وأهلي. أليس هذا غش وخداع؟ وإن لم يكن ماذا نطلق عليه.
ورابعا وأخيرا، أستخدم توصيفات غير حميدة تصل حد البذاءة للهجوم على تراثي ولغتي وطقوسي وإرثي الكنسي والوطني وأقول إن كلها "جوفاء" وأشن حملة دون هوادة عليها لاستبدالها بالأجنبي والدخيل والهجين. ماذا تسمون ظاهرة مثل هذه إن كنت أنا قائد لشعب أبي، التراث واللغة والطقس والإرث والفنون هي وجوده وهويته ومستقبله وبدونها ينتهي تماما. أليس هذا فشل وسقوط في الهاوية. وإن لم يكن ماذا نطلق عليه.
هذا غيض من فيض من الذي ذكرته بشأن الشخصية التي يتهافت البعض وهم قلة الى الدفاع عنها. ليس هناك حقد ولا هم يحزنون. الحقد هو من الطرف الأخر الذي يرى في منتقديه وأظن أنهم غالبية الكلدان وكأنهم حشرات وليس بشر ويعمل العكس بدلا من الحوار معهم للوصول الى حلول سليمة لأخطاء لا تغتفر.
تحياتي