المحرر موضوع: عيب ... والله عيب  (زيارة 2642 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبرم شبيرا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 395
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عيب ... والله عيب
« في: 23:00 06/06/2007 »
عيب ... والله عيب

أبرم شبيرا – لندن

والله عيب علينا نحن الجالسين في بيوتنا المريحة في المهجر نتفرج ونسمع أخبار أبناء شعبنا في الوطن وهم يحترقون بنيران التطرف والارهاب ويهجرون من بيوتهم.... عيب علينا أن نستمر في التفلسف والتناطح حول إسمنا القومي وشعبنا في الوطن يبحث عن زاوية أمينة ليسلم رأسه من سيف التطرف والارهاب .... عيب علينا أن نملئ بطوننا بأشهى وألذ الأكلات وشعبنا في الوطن يموت جوعاً .... عيب على أحزابنا السياسية ومنظماتنا القومية أن تستمر في التناطح فيما بينهم من أجل أهانة بعضهم البعض والتنافس على مسائل لا فيها ناقة أو جمل يفيد شعبنا المحروق في الوطن والمرهوب من رصاصة إرهابية غادرة .... كان جميلاً من كنائسنا ورجالها الأفاضل الخروج على الملل والظهور على شاشات التلفزيون وهم يدينون الاضطهاد والتهجير والقتل الذي يطال كل أبناء شعبنا الأصيل في الوطن بما فيهم رجال الكنيسة نفسها. أفهل يكفي هذا ليوقف الأرهاب والجريمة عند حدها ؟؟؟ أفهل يكفي هذا لتعيد الحكومة العراقية والأحزاب الحاكمة والمتسلطة موقفها من شعبنا في الوطن ؟؟؟ أفهل يكفي هذا ليوقظ ضمير العالم المسيحي ويهرع لمساعدة أبناء أقدم كنيسة في العالم؟؟؟ أفل يكفي هذا ليحرك وجدان رؤساء الدول الكبرى الداعية للديمقراطية وحقوق الإنسان وتسرع لحماية حياة أبناء شعبنا في الوطن؟؟؟ أفل يكفي هذا لتشعر الأمم المتحدة وجميعتها في حماية حقوق الإنسان وأن تنظر في موضوع حماية أبناء شعبنا في الوطن عن طريق توفير وضمان منطقة آمنة لهم في موطنهم الأصلي الذي يسلب من قبل لصوص السياسة والإرهاب.

أين شعبنا المحروق في الوطن من مناقشاتنا البيزنطينية حول التسمية القومية؟؟؟ أين شعبنا المضطهد في الوطن من التجادل والتنافس الطائفي بين كنائسنا؟؟؟ أين شعبنا المذبوح في وطنه من تكفير هذه الطائفة لتلك ونعتها بالهرطقة والخروج عن تعاليم المسيح ؟؟؟ أفهل يفرق سيف الارهاب والتكفير بين كلداني أو سرياني أو نسطوري؟؟؟ أتذكر بهذا الخصوص ما أورده لنا التاريخ من زمن الحرب العالمية الأولى وفي أيام (سيفو) عندما سأل أحد الصحفيين الغربيين القائد العثماني المكلف بمهمة ذبح الأرمن و تهجيرهم من موطنهم قائلاً: أن فرمان (قرار) الحكومة العثمانية يخص ذبح الأرمن فلماذا تذبح بقية المسيحيين من نساطرة وسريان ويونانيين. أجاب القائد العثماني: إنني لا أستطيع التميز بين الروث (البراز) الجاف والروث السائل فكلاهما روث كريه!!! لماذا لا نتعلم من تجارب الماضي والتاريخ، أليس هو الجاهل من لا يأخد الدروس من الماضي؟؟؟  هكذا نحن اليوم في عين الارهابين كلنا كفرة وملحدين فلا يميزون بين الكلداني والسرياني والنسطوري والمشرقي والارثذوكسي والكاثوليكي كما أن سيف التكفريين المجرمين لا يعرف الرحمة سواء كان إسم قومتنا "كلدانية" أو "آشورية" أو "سريانية" أو "كلدوآشوري سرياني" أو "سورايا" حتى ولو كنا مجردين من الإسم فجميعنا عند الإرهابي التكفيري كفرة ونستحق الموت. أفهل ندرك هذا ... أفهل تدرك أحزابنا هذه الحقيقة .... فعندما يفرغ الوطن من أبناء شعبنا ... أفهل تكون هناك حاجة للأحزاب أو لكنائس؟؟؟ فما فائدة المناداة بمنطقة للحكم الذاتي عندما لا يكون هناك من يسكنها؟؟؟ أفهل يدرك رجال الكنيسة أن لا أهمية لهم ولا شغل لهم من دون رعية... أفهل تكون هناك رعية صالحة وملتزمة عندما يكون همها الأول والأخير حماية رقابها من سيوف المجرمين واللجوء إلى مناطق آمنة ولا يهما سواء أكان هناك كنيسة أم لا؟؟؟

يوم أمس كنت منغمساً في كتابة موضوع عن مشكلة التسمية القومية التي نتناطح فيها ليل نهار فعندما سمعت عن أخبار خروج أبناء شعبنا في ستوكهولم - السويد في مظاهرة جماهيرية ضخمة، وشاهدت جزء منها على شاشة التلفاز، تعبيراً عن غضبهم العميق تجاه المذابح والاغتيالات والتشريد الذي يجري بحق شعبنا في الوطن عندذاك أهتز كياني على الفور وتشوشت مشاعري وتجمد قلمي ولم أعد قادر من بعد ذلك على كتابة حرف واحد فشعرت كأنني قزم صغير وتافه أمام هذا الحدث الكبير وأمام المأساة التي يعانيها شعبنا في الوطن.... لقد شبهت حالي كحال ذلك الشخص المدخن الذي طلب من أخوه الذي يحترق بنيران لهابة قاتلة أن يشعل سيجارته من النهيران التي كانت تلتهمه.... أليس عيباً علينا أن نلهي حالنا بمسائل تظهر تافه جداً في هذه الأيام في الوقت الذي يحترق شعبنا في الوطن بنيران الحقد والكراهية. أنني أشد يدي وبقوة في يد جميع الذين شاركوا في مسيرة ستوكهولم ويجب علينا جميعاً أن ننحني بقاماتنا ونرفع قبعاتنا أحتراماً وإجلالا لجميع المشاركين وفي مقدمتهم المطارنة والكهنة الأجلاء الذين كانوا  وبحق أبطال في جبهة ... أنهم حقاً أبطال  وشجعان لأنهم لم يتحججوا مثل بعض رجال الدين الذين يمتنعون عن المشاركة في مثل هذه الفعاليات التي تخص حياة شعبنا بحجة عدم التدخل في السياسة. أن هؤلاء المطارنة والكهنة الأبطال لم يتدخلوا في السياسة بل تدخلوا في صلب الحياة وعملوا واجبهم الديني الذي يطلبه منا ربنا يسوع المسيح في مناصرة المضطهدين فكيف إذا كان هؤلاء المضطهدين أخوتنا وأخواتنا وأولاد وبنات أعمامنا.... أنكم تستحقون كل التقدير والتبجيل ... أوا يجوز أن ننسى عنكاوا دوت كوم على إطلاق هذه المبادرة للمسيرة... كلا وألف كلا فهي التي أيضا تستحق كل الاحترام والتقدير.

مرة أخرى نعود ونتسائل: أفهل هذه المسيرة المبجلة تغير من الأحوال المأساوية لشعبنا في الوطن.... وقد يكون الجواب بالنفي، ولكن بكل تأكيد وبملئ الفم نقول بأنها مبادرة أولية وتجربة موفقة في الاحتجاج والرفض لما يجري في وطننا الأم. من هنا فإننا جميعا مطالبين، لا بل هو واجبنا جميعاً دون استثناء، أن نحذوا حذوهم في القيام بمزيد من المسيرات الاحتجاجية لكي يسمع العالم صوتنا. فهو الواجب الأول الديني والقومي والإنساني لقداسة بطاركة كنيسة المشرق بكل فروعها…  أن شعبنا بكل طوائفه تواقاً جداً جداً أن يرى قداسة مار عمانوئيل دلي بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية و قداسة مار أغناطوس زكا الأول بطريرك الكنيسة السريانية الارثوذكسية وقداسة ماراغناطوس بيير السابع عبد الأحد بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية وقداسة مار دنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق الآشورية وقداسة مار أدي الثاني بطريرك الكنيسة الشرقية القديمة مجتمعين جميعاً تحت سقف واحد معبرين بتضامن أخوي عن رفضهم القاطع وسخطهم الشجبي ضد الممارسات الاجرامية التي تقترف بحق أبناء شعبنا ويرفعون احتجاجهم إلى حكومة العراق وإلى جميع القوى الفاعلة هناك وأيضا إلى جميع شعوب العالم ورؤساء الدول الكبرى وإلى الأمم المتحدة وبقية المنظمات الانسانية والدينية. وحتى نرفع الحجج والاعتذارات التي لا يمكن أن يقبلها شعبنا في مثل هذه الايام العصيبة، فإننا نقترح أن  يجتمعوا في منطقة آمنة بعيدة عن التأثيرات السياسية في العراق وقريبة من وطننا في نفس الوقت، إننا نقترح قبرص كمكان لمثل هذا الاجتماع حيث هناك مقر مجلس كنائس الشرق الأوسط. وبالمناسبة ونحن نتذكر هذا المجلس... ما فائدته ومعظم كنائسنا أعضاء فاعلين فيه إذا لم يستطيع أن يفعل شيئاً تجاه مأساة شعبنا في العراق؟؟؟ سؤال يستوجب على بطاركتنا الاجلاء طرحه على رئاسة المجلس.

 لقد عرفنا الحركة الديمقراطية الآشورية كتنظيم كبير ورائداً في المسيرة القومية لأمتنا ولنا ثقة بأنك قادرة على تنظيم مسيرة احتجاجية ضخم جداً ويكون عدد المتواكبين فيها أضعاف مسيرة أعياد نيسان التي سيرت فيها ما يقارب 40 ألف شخص. ولكي يتحقق هذا المطلب الملح يتوجب أن لا يكون يونادم كنا في مقدمة المسيرة مع أصحابه ومؤيده وإنما يستوجب في هذه الأيام الصعبة أن يكون متكاتفاً جنباً إلى جنب في الخط الأول للمسيرة مع سركيس أغاجان ونمرود بيتو يوخنا و عبد الأحد أفرام و جورج منصور و روميو حيكاري وكلهم سوراً واحداً وصوتاً واحداً من دون شعارات حزبية أو لافتات شللية تصغر إنفسنا أمام الغير. فمثل هذا المطلب هو ملح في يومنا هذا ولنكن متأكيد بأنه سيفرح قلوب شعبنا في جميع أنحاء العالم أن يرى كلكم صارخين بصوت واحد في وجه الاضطهاد والاجرام الذي يمارس بحق شعبنا والحكومة العراقية لا تعمل شيء غير الاحتجاجات الخجولة. ليس هذا فحسب بل على رجال كنيستنا أن يؤدوا واجبهم الضميري والديني تجاه شعبهم وعليهم المشاركة في مثل هذه المسيرة وأن يكون صوتهم واحداً مدوياً قابل للسمع في كل زوايا العالم لا أن يكون صوتاً طائفياً واحدا لا يسمعه أحد. أين الاتحاد الآشوري الأمريكي القومي والاتحاد الكلداني الامريكي وغيرهما من الاتحادات والمنظمات الكبيرة في الولايات المتحدة الذين يستطعون تنظيم كونفينشنات ومهرجانات يجمعون فيها الآلاف من أبناء شعبنا... أفلا يستطيعون أن يجمعوا نفس الناس لا بل وأكثر لدعم أبناء شعبنا في الوطن.... أن كونفنشن الذي سينظمه الاتحاد الاشوري الامريكي القومي هذه السنة في نهاية شهر آب في مدينة سانت دياكو مطلوب منه أن يخصصها كلها لنصر شعبنا في العراق وإلا ما فائدة المحاضرات المملة والدبكات والاغاني التي أصبحت مخجلة وشعبنا يحترق بنيران الحقد والكراهية في الوطن. ألم يؤسس الفدريشن من أجل شعبنا في العراق وهو تحت رحمة سيف الاضطهاد والارهاب في عام 1933؟؟ فعليه أن يقوم بواجبه هذا في مثل هذه الايام العصيبة.

أين محطات وقنوات الفضائية الآشورية والكلدانية والسريانية والأرامية والسريويية والبيتنهرينية و... و ... خاصة التي في المهجر من الاحوال المأساوية لأبناء شعبنا  ؟؟؟ إلا يكفي بث السباب والشتائم فيما بينكم ؟؟؟ أن الواجب القومي والانساني يناديكم أن توقفوا برامجهم فوراً خاصة تلك المهينة لشعبنا في تهجم بعضكم البعض وأن تبدؤا بحملة واسعة لعدة أيام أو أسابيع في نصرة أبناء شعبنا في الوطن ورفع صوتكم المدوي للعالم أجمع لكي يكون مسموعاً. حينذاك سوف يرفع أبناء شعبنا في العراق لكم أيات الشكر والتقديم على الواجب الذي أديتموه لهم من موقعكم الخاص وحينذاك أيضا سوف يعرف بأن لهذه القنوات الفضائية فائدة ملمومسة. كما أن جميع أحزابنا السياسية ومنظماتنا القومية في العالم مطالبة بالخروج في مسيرات احتجاجية ليعبروا عن سخطهم تجاه ما يجري في العراق لأبناء أمتنا... كفانا ثرثرة والتفلسف حول أيدولوجيتنا الفارغة ومطاليبنا الطوباوية فشعبنا في العراق يحتاج إلى خبز وحماية واستقرار وأمن لا إلى ثرثرة فارغة.... العذر من القيام بهذا الواجب لا يفهم في هذه الأيام فقد حان الوقت لنثبت للعالم بأننا فعلا أبناء أصلاء لبلاد ما بين النهرين. فعندما نهرع لنجدة أخوتنا المكتويين بنيران الحقد والإرهاب عندذاك نثبت للعالم فعلاً بأننا مسيحيون بكل معنى الكلمة. فعلى الجميع من كنائس وبطاركة ورجال دين وأحزاب سياسية ومنظمات قومية كلها مدعوة لتحديد يوم واحد للخروج في مسيرات أحتجاجية لنثبت للعالم بأننا فعلاً ناس نستحق الحياة في وطننا الأم.

أنها دعوة من ضمير إلى ضمير فهل من مستجيب؟