المحرر موضوع: قرار البرلمان المتسرع سيفتح الباب للعودة الى الماضي البغيض  (زيارة 557 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جمعه عبدالله

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 688
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قرار البرلمان المتسرع سيفتح الباب للعودة الى الماضي البغيض
قرار انهاء الوجود قوات التحالف الدولي , متسرع  ومتعجل ومتشنج , لم يدرس بشكل جيد بعين بصيرة في التعامل الدولي . وتناول القضايا الحساسة تمس مصير الوطن مباشرة  , يجب ان تكون قراراته  تبحث بدقة وروية تأخذ في نظر الاعتبار مصالح الوطن  , خالية من الانفعال والتشنج , وليس قرارات تفرض بالتهديد  وتغليب طرف ضد طرف اخر , بل تصدر  بالتوافق الذي يخدم مصالح الوطن , ويعمق مكانة الوطن في علاقته مع  المجتمع  الدولي , وان يحترم الاصول الديموقراطية واحترام الرأي المعارض . وان تكون  قراراته تسهم في توثيق العلاقة مع مكونات الوطن واللحمة الوطنية ,  وتتخذ القرارات بالحكمة السياسية التي تخدم مصالح العراق  , ولكن قرار البرلمان في جلسته المثيرة للجدل ,   جاءت  من طرف واحد ( الطرف الشيعي أو من الاحزاب الشيعية )  , وغياب الطرفين من  المكونات الرئيسية  ( السني والكوردي ) فصوت على  القرار بطريقة  لا تحترم التوافق الوطني . ودون حساب العواقب الوخيمة المترتبة على تداعيات انهاء الوجود العسكري بهذه الطريقة اللاشرعية واللا قانونية , ولا يمكن ان تنفذه حكومة تصريف اعمال مثل هكذا قرار مصيري  , لكنه جاء ضمن الصراع السياسي الدائر لصالح ايران بعد حادث الاغتيال . وهو يمثل الاحتكار غير مدروس في اتخاذ القرارات والخيارات المصيرية وتداعياتها . ان انهاء الوجود الاجنبي ,  طلب لابد منه , ولكن بطريقة قانونية  وشرعية  . وليس تمييز بين اجنبي واجنبي آخر . يعني ( الانسحاب الامريكي وبقاء الوجود والنفوذ الايراني في العراق ) . ان الوجود العسكري الامريكي  جاء بطلب من الحكومات العراقية المتعاقبة . في اتفاقيات ودعوات . مثلاً اتفاقية عام 2008 في زمن حكومة المالكي , وجددت عام 2011 . وفي عهد حكومة العبادي  في عام 2014 , طلب مساعدة امريكا للمساعدة في محاربة تنظيم داعش الارهابي . لذا فأن  وجود الامريكي شرعي بطلب من الحكومات العراقية  , والخروج ايضاً يكون شرعي وقانوني باحترام وتوافق , وقد شاركت قوات التحالف الدولي  في محاربة داعش وتحقق الانتصار بعد ذلك  . لذلك جاء قرار انهاء الامريكي غير ودي ومتشنج ومنفعل , اذ تم بطريقة عدائية بالتشنج , تجاوز الاطر القانونية  . لذلك قابله بالتشنج  والعداء المقابل من  ( ترامب ) حين قال ( سنفرض عليهم عقوبات لم يروا مثيلها من قبل مطلقاً , ستكون عقوبات ايران بجوارها شيء صغير ) لذلك لم يدرس البرلمان . وانما فرض بالقوة من طرف واحد ( الشيعي ) بالضد من الطرف ( السني والكوردي ) . وهو يمثل جهل سياسي بالعواقب الخطيرة المحتملة . ومنها :
1 - احتمال قوياً بعودة تنظيم داعش ,  ويملك خلايا نائمة فيحركها بأستغلال الفراغ الامني والعسكري .
2 - رفع الحماية الامريكية للاموال العراقية , باعتباره الحامي والضامن , وهناك اكثر من مئة الف دعوة ضد العراق تطالبه بالتعويضات المالية تقدر بحوالي 300 مليار دولار , وسيرفع الجانب الامريكي يده كحامي والضامن .
3 - عودة التناحر والاحتقان الطائفي , وقد بدأت خيوطه بفرض ارادة طرف على الاطراف الاخرى في الجلسة البرلمان المثيرة  التي قاطعها الطرف ( السني والكوردي ) والخوف ان تستغل المليشيات الطائفية في زيادة الاحتقان والتوتر .
4 - انفقت امريكا مبالغ طائلة في بناء قواعد وتكاليف حربية انفقتها , لذلك تطالب بهذه التكاليف وتقدر بالمليارات الدولارية .
5 - الطغمة السياسية الحاكمة والفاسدة , التي نهبت اموال العراق , هي المستفيدة الوحيدة من الحالة الجديدة , بينما غالبية الساحقة من  افراد الشعب ,  سيتجرعون مرارة الحياة القاسية بالتقشف الاقتصادي الجائر  .
6 - ان التعامل بهذا الشكل مع قوات التحالف الدولي , فأن الكثير من الدول ستعيد حساباتها مع العراق , وتتجنب تقديم العون المالي والاقتصادي والعسكري .
7 - انخفاض قيمة الدينار العراقي , وبدأت اول ملامحه  في هبوط قيمة الدينار العراقي مع  العملات  الاجنبية , وستتدهور قيمته اكثر واكثر .
8 - تنعدم فرص العمل وزيادة البطالة ورفع نسبة الفقر , لشحة اموال الدولة نتيجة العقوبات الاقتصادية التي ستفرض على العراق , ونتيجة دفعه تعويضات مالية ضخمة .
9 - شحة اكثر في الخدمات العامة الهشة . وغياب الاصلاح والبناء واقامة المشاريع لعدم وجود اموال بحوزة الدولة
10 - عودة ايام الحصار الدولي , كما حدث في الماضي البغيض . وارتفاع غلاء المعيشة .
11 - ستتعرض رواتب الموظفين والعاملين والمتقاعدين الى تخفيض كبير جداً ,  لسد عجز ميزانية الدولة , بدفع رواتب للموظفين والعاملين والمتقاعدين  يقدرون بحوالي 7 مليون مواطن .
هذه الزعرنة الصبيانية في اتخاذ قرار منفعل ومتشنج وغير مدروس . والذي سيؤدي حتماً الى هلاك الاحزاب الشيعية , قبل هلاك الشعب ,  لان الشرفاء والغيارى الوطن , سيتداركون هذا المنزلق الخطير وانقاذ الشعب من الازمة الخطيرة , وبزوال الاحزاب الشيعية . هذا المخرج الوحيد لتجنب هلاك الشعب والوطن
جمعة عبدالله