المحرر موضوع: رأي بالاجنبي..لماذا بقيت احتجاجات شباب العراق صامدة ؟  (زيارة 662 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي

ترجمة: حامد أحمد

في منظر نادر وسحري حدث فجر الثلاثاء توشحت بغداد بأشجارها وساحاتها بطبقة بيضاء ناصعة من ثلج تساقط على العاصمة .

الحدث أخرج الناس للشوارع ، منهم من قام بصناعة رجل ثلج ومنهم من تبادل رمي كرات ثلجية بينهم والفرحة تغمرهم . التجربة الجماعية هذه كانت انعكاساً متطابقاً لما شهده العراق وما يزال على مدى أربعة أشهر مضت . منذ 1 تشرين الأول واظب عشرات الآلاف من شباب العراق على احتجاجات سلمية لا قائد لها في مدن عراقية كبرى بهدف إعادة تعريف معنى المواطنة والتعايش المجتمعي في العراق . لحد الآن ، وعلى الرغم من مقتل ما يزيد على 500 متظاهر منهم ، فانه لا المحتجين تراجعوا ولا رؤيتهم المشتركة قد اضمحلت .

وبما أن نصف تعداد العراقيين تقريباً دون سن 21 عاماً ، فإن المحتجين من الصعب جداً تجاهلهم بقدر صعوبة تجاهل طموحاتهم المثالية إنهم يركزون على إنشاء دولة مدنية تحترم حقوق الناس ووضع حد لنظام حكومي تتقاسم فيه الأحزاب الدينية والطائفية مناصب السلطة وثروات البلد النفطية . وإنهم يريدون أيضا منع دول أجنبية مثل الولايات المتحدة وإيران من التدخل بشؤون العراق الداخلية .

بسبب موقع العراق الحيوي في منطقة الشرق الأوسط ، فان احتجاجاته قد تكون الأكثر أهمية وشهرة عن بقية الاحتجاجات الشبابية التي اندلعت في أنحاء أخرى من العالم عام 2019 مثل تشيلي والجزائر وهونغ كونغ . وإذا كان عنصر واحد يجمع هذه الاحتجاجات الشعبية ، فهو الرفض لكيفية تشكيل الحكومات واحتضان أساس ديمقراطي شامل مستند على مبادئ عالمية شاملة .

آشيم ستينر ، مدير برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة ، وفي خطاب له الاثنين وصف هذا التوجه العالمي من الاحتجاجات بعبارات أوسع معنا ، حيث قال ” من أهالي الطبقة العامة الى أصحاب الأعمال والى الناس الذين يصوتون وأقدامهم في ساحة الاحتجاج ، فان الديمقراطيات الناضجة والأنظمة الاستبدادية على حد سواء تعيش الآن تجربة مجتمعية جديدة ، إنه نوع جديد من قوة وإرادة الشعب ، يمثل تحولاً عميقاً في الساحة الدولية من التعاون والمخالفة . “

ومضى بقوله ” كثير من المجتمعات التي تتحرك نحو إحداث تغيير الآن ، تتجاوز حدود التوجه الطبقي والجغرافي واللغوي والديني والسياسي . إنهم لا يحترمون نمطيّات الماضي . وإن ما يجمعهم سوية هو فهمهم وتجربتهم ومعتقدهم ورؤيتهم المشتركة في العمل .”

إن وصفه يساعد في فهم سبب التركيز والاهتمام العالمي بالاحتجاجات الجارية في العراق . إنه معنى جديد لاحتمالية تشكيل مفهوم مجتمعي آخر من شأنه أن يعيد صياغة منطقة مضطربة .

كما هو الحال مع طبقة الثلج التي كست بغداد في منظر غير مألوف ونادر ، فإن شباب العراق يجمعون شمل بلدهم سوية بطريقة يندر أن مورِست سابقاً .

عن صحيفة كريستيان ساينس مونيتور