المحرر موضوع: لماذا اعترفت سوريا بجريمة الإبادة الجماعية الأرمنية على يد الدولة العثمانية  (زيارة 1550 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي

دمشق - عنكاوا كوم (خاص)

تبنى مجلس الشعب السوري (البرلمان) بالإجماع مساء اليوم الخميس برئاسة السرياني حموده صباغ قراراً يدين ويقر "جريمة الإبادة الجماعية" المرتكبة بحق الأرمن على يد الدولة العثمانية بداية القرن العشرين في خطوة متوقعة تأتي رداً على مواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فيما يتعلق بالحرب السورية المستمرة منذ تسع سنوات.

وجاء في نص القرار، بحسب الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، إن مجلس الشعب في الجمهورية العربية السورية في جلسته المنعقدة الخميس 13-2-2020 يدين ويقر جريمة الإبادة الجماعية للأرمن على يد الدولة العثمانية بداية القرن العشرين، كما يدين أي محاولة من أي جهة كانت لإنكار هذه الجريمة وتحريف الحقيقة التاريخية حولها ويؤكد أن هذه الجريمة هي من أقسى الجرائم ضد الإنسانية وأفظعها.

وأضاف القرار إن المجلس إذ يعبر عن تعاطفه الكامل مع الشعب الأرمني الصديق يقر أن الأرمن والسريان والآشوريين وغيرهم كانوا ضحية عمليات تصفية عرقية ممنهجة ومجازر جماعية على يد العثمانيين في تلك الفترة ويدعو برلمانات العالم والرأي العام العالمي والمجتمع الدولي بأسره لإقرارها وإدانتها.

وقال "صباغ"، وهو سرياني من محافظة الحسكة شمال شرق سوريا اختارته المخابرات السورية رئيساً للمجلس في أواخر 2017، "إننا ونحن نعيش عدواناً تركياً يستند إلى الفكر العثماني البغيض نتذكر بخالص الألم والأسى الجريمة النكراء التي ارتكبها أجداد (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان ضد الشعب الأرمني الصديق في إطار إبادة جماعية وقتل الرجال والنساء والشيوخ والأطفال.. أن السوريين هم الأكثر معرفة بهذا النوع من الجرائم العنصرية البشعة كونهم يتعرضون لهذا النوع من الإرهاب الوحشي نفسه ومن المجرم نفسه ولأن سورية استقبلت الهاربين من وحشية النظام العثماني الذين وجدوا لديها ملاذاً وأماناً".

وتابع أن جرائم الإبادة البشعة ضد الشعوب لا يمكن أن تموت بالتقادم وخاصة أن العثمانية الجديدة تستخدم الأساليب الإجرامية نفسها وبالتالي أمام البشرية اليوم واجب إنساني وأخلاقي وسياسي لإقرار هذه الجريمة وعدم نكرانها وإدانتها بكل قوة.

وأضاف أن "إبادة أكثر من مليون ونصف مليون أرمني ليست مجرد حادث تاريخي وإنما هي علامة سوداء في تاريخ البشرية تشبه جرائم الصهيونية المستمرة لذلك فهي تستوجب الإدانة والإقرار لمنع أي قوة غاشمة بما فيها نظام أردوغان من التجرؤ على تكرار مثل هذه الجريمة النكراء".

وختم إن "تصدي جنودنا الأبطال وشعبنا الأبي بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد للعدوان التركي الغاشم عمل تاريخي إذ إنه يهدف إلى منع ظهور وحش عثماني جديد يستكمل الجرائم العثمانية القديمة كما أنه دفاع عن حاضرنا ومستقبلنا واستقلالنا وحريتنا".

من جانبها، قالت عضو المجلس نورا أريسيان رئيس جمعية الصداقة السورية الأرمنية، بحسب سانا، إن "إقرار جريمة إبادة الأرمن وإدانتها يسهم في منع تكرار هذه الجرائم بأشكال مختلفة كما يحصل من خلال الحرب الإرهابية التي تشن على سوريا ولا سيما مع بروز الوجه العدواني لتركيا".

وأضافت "أريسيان" أن "هذا الإقرار من أهم المبادئ والأهداف الوطنية لتعزيز القيم والحقوق والأمن وبمثابة إعادة العدالة التاريخية للشعب الأرمني ولا سيما للسوريين الأرمن الذين أضحوا جزءاً لا يتجزأ من النسيج السوري وأثبتوا وطنيتهم طوال عقود عديدة".

وتابعت أن إقرار إبادة الأرمن من قبل مجلس الشعب سيكون له أثر وبعد كبير لجهة أن الشعب السوري هو أول من احتضن الأرمن الناجين من بطش الإبادة وهو الذي عانى أيضاً من سياسة التتريك على مدى سنوات طويلة موضحة أن السياسات التركية ما زالت تنتهج النهج ذاته بالاعتداء والقتل والإرهاب.

وطالب عدد من أعضاء المجلس بـ "التحرك قانونياً وإنصاف الشعب الأرمني وتعويضه مادياً ومعنوياً وتمكينه من الاستفادة من الأملاك التركية الموجودة على الأراضي السورية وإعادة تسمية الأسواق والشوارع والمعالم الأثرية بأسماء شهداء سوريا بدلاً من الأسماء العثمانية".

وكانت جمعية الصداقة السورية الأرمنية في المجلس عقدت اجتماعاً يوم 20 كانون الثاني الماضي برئاسة نورا أريسيان عضو المجلس اقترحت فيه إصدار بيان بخصوص الاعتراف بإبادة الأرمن وإدانتها بناء على الحقائق التاريخية التي تؤكد إفناء الشعب الأرمني على أراضي أرمينيا الغربية بين عامين 1915 و1923.

واحتل الجيش التركي، تباعاً في السنوات الاخيرة، كثير من الأراضي السورية المحاذية لحدود تركيا بحجة محاربة عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي الفصيل السوري لحزب العمال الكردستاني التركي، بالإضافة إلى احتلاله لبعض المناطق في ريف محافظة إدلب -شمال غرب سوريا- لدعم معارضين إسلاميين مسلحين تقاتل الجيش السوري.

وكانت تربط "أردوغان" بالرئيس السوري بشار الأسد، في السنوات التي سبقت العام 2011، علاقات متينة على كافة الصعد، وتطورت كثراً حتى تحولت إلى صداقة شخصية بينهما، ولكن بعد انفجار الأزمة السورية في آذار 2011 تحولت العلاقة بينهما إلى عداء شخصي إثر اتخاذ "أردوغان" موقفاً معادياً من "الأسد" ومصراً على إسقاط نظامه.

وقال سياسي سوري لـ "عنكاوا كوم" "إن أعضاء مجلس الشعب المعينين جميعهم من قبل المخابرات السورية وحزب البعث العربي الحاكم باستثناء قلة قليلة لم يكونوا يجرؤا، قبل 2011، ليس فقط أن يرفعوا هكذا مشروع إنما لم يكن يجرؤا أن يفكروا فيه حتى وهم في بيوتهم".

وأكد أن قبل بدء الأزمة والحرب السورية لم يكن أحداً يجرؤ على انتقاد النظام التركي أو الدولة التركية، ووصل الأمر لدرجة أن شركات الإنتاج التلفزيوني والفني السورية كانت تتلقى ضغوطاً من المخابرات لعدم إظهار إجرام الدولة العثمانية في أعمالها الفنية، وهو عكس ما كان يجري أيام الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد (1970 - 2000) الذي لم تكن تجمعه علاقات طيبة بتركيا وسياسييها، وهو ما كان يتجلى بوضوح في الأعمال التلفزيونية التي كانت تظهر إجرام الدولة العثمانية وتحتقر شخصياتها القومية القاتلة في الدول العربية وعلى رأسها سوريا ولبنان.

وتابع "عدا عن ذلك، فإن هذا القرار هو نوع من المحاباة للأرمن وعموم المسيحيين في سوريا وجمهورية أرمينيا المعادية لتركيا ونظامها منذ أكثر من مئة سنة.. وقس على هذا الاحتقار للنظام التركي ومحاباة المسيحيين سرياناً وأرمن قصص أخرى مثل تدشين أغناطيوس أفرام الثاني كريم بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، قبل ست سنوات، حجر الأساس لنصب شهداء السريان في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة، وقرار محافظ دمشق في 2015 القاضي بتحويل اسم حديقة القشلة في وسط العاصمة دمشق إلى اسم حديقة الشهداء السريان، وأيضاً المرسوم الرئاسي الذي صدر في 2017 والقاضي بتعديل اسم جامعة الأخطل الدولية الخاصة في القامشلي إلى اسم جامعة أنطاكية السورية الخاصة؛ ليصبح الاسم الجديد أول اسم لجامعة في دولة عربية أو إسلامية يحمل صبغة مسيحية سريانية، وأيضاً قرار مجلس محافظة دمشق في 2018 القاضي بإطلاق اسم باسيليا سيتي وهو اسم سرياني على مخطط تنظيمي لمنطقة سكنية فارهة في العاصمة، وأيضاً المرسوم الرئاسي الصادر في ربيع 2019 والقاضي بتأسيس كلية خاصة باسم كلية اللاهوت لتصبح أول كلية لاهوت في سوريا؛ وللأسف جاء كل ذلك بالرغم من أن الدستور السوري ما يزال يقر في مواده بأن دين رئيس الجمهورية هو الإسلام، وأن الفقه الإسلامي هو مصدر رئيسي للتشريع".


مواد متعلقة من "عنكاوا كوم":

بشار الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتأسيس أول كلية لاهوت في سوريا
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,939994.0.html
إطلاق أول اسم سرياني على مشروع سكني فاخر في العاصمة السورية
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,870717.0.html
أنطاكية.. أول جامعة تحمل اسماً سريانياً في دولة عربية
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,849526.0.html
القامشلي تحتضن أطول عريضة في العالم.. للاعتراف بمجازر سيفو
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,778493.0.html
دمشق تحول رسمياً اسم إحدى حدائقها إلى "حديقة شهداء السريان"
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,778187.0.html
بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية يدشن نصباً لـ "شهداء السريان" في القامشلي
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,777296.0.html