المحرر موضوع: البطريرك مار لويس ساكو ونجاحُه في المجالات الدينية، الوطنية والقومية  (زيارة 1061 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سلام مرقس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 133
    • مشاهدة الملف الشخصي
البطريرك مار لويس ساكو ونجاحُه في المجالات الدينية، الوطنية والقومية
إنّ فشل إدارة المشروع القومي الكلداني يعودُ في أحدِ أسبابِه الى الفشل في طريقة الطرح العقلاني، المتواضع، البسيط، المقبول، السلس وأخيراً افتقاره الى الأكاديمية والمرجعية العلمية الحقيقية. فالقومجية الحاليون (رُغمَ قِلّتِهم)، يتنابزون بمعلوماتٍ استقوها مِن بحوث لآثاريين أو طروحات لاختصاصيين أجانب، (مُسقطين معلوماتٍ عن عمد)، أقنعوا أنفسَهم بها ليُعيدوا صياغتها، وكأنهم أوّلُ مَن حصلَ على المعلومة، وهُم التاريخ وما عداهُ ساقطٌ قولاً وباطلٌ فِعلاً.
 انبرى (المؤرخ!!) عامر فتوحي، المعروف عن كتاباتِه أنه يتحدثُ عن نفسِه أكثرَ مِن المادة المطروحة، وهذا يُخالفُ الطرحَ الأكاديمي، فلدى حديثه عن تاريخ الكلدان، سارداً الأسماء والأماكن وكأنه أتى بما لمْ يأتِ به أحدٌ قبلَه، بِغضِّ النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا بشأنها، ويُقدِّمُ المعلومات على أنها مُسَلَّمات أو حقيقة مُطْلَقة، في حين يتفق الجميع على أن الحقيقةَ هي نسبية.
 إنَّ ما دعاني الى استحضار هذا الشخص (الأكاديمي) ، هو ما تطرَّق اليه مؤخراً في بعض (الخربشات) التاريخية، مُطَعّمة بِكمٍ هائلٍ مِن المديح لشخصِه ليوقظ نعاسَه وينفضَ كماً هائلاً مِن الغبار المتراكم على قلمِهِ وقرطاسِه للتهجم على الرسالة الأخيرة عن القومية لنيافة الكاردينال مار لويس ساكو، بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم، هذا الصنديد، الذي لم يغفلْ ساحة العمل الديني في كتاباتِه الروحية وارشادِه وتوعيته وتأليفِه وادارتِه الناجعة لأكبر مؤسسة دينية مسيحية في العراق، أو يدخل ساحةَ الارشاد الوطني والقومي بعدَ أن غادرها كلُّ القومجيون الكلدان، كُتاباً كانوا أمْ مُنتمين لأحزاب، ومنهم موضوعنا الحالي ( الأكاديمي !) عامر فتوحي، الذي يطلب من غبطة البطريرك ساكو عدم التدخل في الشأن القومي للكلدان، ليتركَه لأشباح! ويفتقرُ لأبسط مقومات اللياقة التي يجبُ ابداؤها تجاه رأس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، وتجاه محبّيه ومؤيده الذين وصفهم بصفات لا تليق بِمَن يدَّعي الأكاديمية والعلمية.
   أجلْ، انه نائمٌ في بلاد الاغتراب، متنعمٌ بالأمن والاستقرار، تاركٌ شعبَه بين أنيابِ الوحوش، متفرغٌ وجالسٌ في برجِه، متعالٍ على أفكار شعبه بمجموعة من المصطلحات التاريخية التي بات الحصول عليها اليوم في متناولِ الجميع وأسهلَ من شُربِ الماء، يُطالبُ غبطةَ البطريرك  البطل الشجاع  المقدام، الحامل دمَه على راحتَيهِ ، وهو يتجولُ في أروقة إدارة المؤسسة الدينية بقوة وحكمة ونجاح وسط هذه الامواج المجنونة العاتية ،وفي الوقت ذاته، يلبي دعوات شعبنا الكلداني في الداخل، بعد أن فشلتْ كل التنظيمات السياسية، والنُخب الكارتونية في عملِ أي شيء يُذكَر لشعبنا ، والتي لا تملك سوى الحقد الدفين والفشل وقلة الحيلة، وهي في غالبيتها المطلقة قابعة وراء آلات النشر الإلكترونية ، خارج الحدود، طالبةً منه بأن لا يتدخل أو يكتب شيئاً عن الشأن القومي !!!  فلكَ أقول: رحَمَ الله امرئً عرف قدرَ نفسِهِ!!
  مَن أنتَ لتتجاوز على كلِّ الحضور، الأفعال، المعارف والعلوم التي حصل عليها غبطتُه، إضافة الى الشرعية التي اكتسبها للدفاع عن شعبِه!! مَن أنتَ وغيرُك مِن الذين ليس لهم أي تأثير أو حضور يُذكر! إنك مجرد شخص يدعي أنه (مؤرخ ) ليس إلّا، أما كتابُك الذي تتفاخرُ به اليوم، فيُقيّمُ علمياً بأنه مجرد اقتباسات مِن بعض الكتب التاريخية ليسَ إلّا!!
  سيبقى غبطةُ البطريرك مار ساكو صخرتَنا الدينية والقومية والوطنية، وسيظل يكتبُ ويُرشد ويقود ويحاضر ويجتمع ويقولُ الحقَّ (ولو كرهَ الكارِهون).
 سيدنا البطريرك مار لويس ساكو، أنتَ بُطرُسُنا وصخرتُنا في هذا الزمن الصعب الذي ستجتازُهُ كنيستُنا بقيادتكم الحكيمة، ولن تقوى عليها (أي على كنيستِنا) أبوابُ الجحيم والأقلامُ الصفراء الحاقدة والفاشلة. ان غالبية َالشعب المسيحي والكلدان معكم، والروح القدس سيبقى يرشدكم، وستظل حامياً للكلدان وكنيستهم.
أين انتم يا دعاة الدفاع عن شعبنا وأمتنا لِما لا يعلو صوتكم ليوقظ من يدّعي انه ممثلٌ لشعبه
او كنيسته او حزبه او حركته ، لما لا توقظوهم من سباتهم انهم صامتون صمتَ القبور ، ولكن المصالح الشخصية والخوف والفشل والحقد والشعور بالدونية يدعو البعض الى التهجم على رموزنا الدينية بسبب او بغير سبب ، ناهيك عن استعمال ألفاظ لا تليق بمقام رموزنا وتربيتنا القومية والوطنية والأهم الدينية ، انتقدوا ولكن لا تسيئوا في النعت والوصف .
أما التاريخ القومي الكلداني، فهو هويتنا وشأنُنا ونفتخر ُبِه مع الأمم الأخرى لننهلَ منه العلوم والمعارف، وليس لإسقاط الآخر، والبقاء والسكون في الماضي، فعالَمُ اليوم تغيرتْ قيمُه ومفاهيمُه عن العلوم القديمة.
علينا جميعا أن نواكبَ العصرَ ونقدّمُ لأجيالنا ما يُحصِّنهم ويقوّيهم في حياتهم اليومية بالقِيم الدينية والقومية والوطنية الصحيحة، مع الاحتفاظ بالخصوصية المتعلقة بالهوية واللغة والتاريخ بِما يخدم ثقافة مجتمعاتنا .