المحرر موضوع: الــهدّيـــــه البلـــّيه  (زيارة 1371 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2241
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الهديّــه  البلـّيــه /شوكت توسا
   باندحارالنازيه على يد السوفييت وحلفائهم, وضعت الحرب الكونيه الثانيه اوزارها في مايوعام 1945, فإنفتحت على شعوب  شرقنا الاوسطي (النامي) قنوات ونوافذ  فكريه  استهوت عشاق الحريه في العراق فوجدوا فيها سبيل ومادة نهضتهم ,كنا  آنئذ بعمر الصغار لا نمتلك من الوعي سوى الانبهار بقصص وبطولات المناضلين الماركيسيين, ثم بمرورالسنين تحولت هذه العفويه  الى  مجاراة الفكر ومن خلاله دعم كل ما له علاقه بالتحرر والانعتاق .
  بوقوع نكسة حزيران 1967 ,انكسرت الجيوش العربيه,فجاء دور تنشيط العمل الفدائي الفلسطيني  الذي حظي بدعم الحكومات والشعوب  له,كطالب جامعي , كنت اتبرع  بدرهم من مصروفي الشهري  دعما للعمل الفدائي  ودرهما اخراً  أخصصه للتنظيم الطلابي الذي انتمي اليه, وحين اصبحتُ في العام 1973 موظفا حكوميا, تحول دعمي الطوعي للعمل الفدائي الى واجب رسمي  باستقطاع دينار واحد  من راتبي الشهري  كواجب فكري أو انساني سمه ما شئت المهم علينا تأديته, كيف لاوقد شبناعلى ايقاعات أغاني ام كلثوم الثوريه و صدح  مغازلة فيروز لعروبة القدس, ناهيك عن  اهازيج حاراتنا الامميه التي  كانت تعج بعبارات نصرة حق الشعوب المضطهده في اصقاع العالم تارة , وتارة اخرى  بمطالب تحقيق السلم  للذين  يهددون اليوم بالانفصال عن العراق  !!غرائب  لو وُضعت متناقضاتها في ميزان ادبيات الكراريس حمراء كانت ام خضراء ام صفراء, سيحار المرء في تفكيك طلاسمها , يا ترى هل حقا ان في الحياة اشياء ارقى  تجيز تبديل الأقنعه واللعب على المبادئ التي كانت تناطح المقدسات احيانا, فغدا التلّون  نتيجه طبيعيه تستدعي اعادة ترتيب الأفكار,  والا كيف وفي غفلة  من الزمن اضحينا على مناضلين يضعون  بيضاتهم في سلة الغرباء و تحت حاضنات المعمّمين و الشاطر من يعبئ  بالسكّله؟.
وفي العام 1980, فرحت عائلتنا بمولودتنا الجديده , فشاركتنا الفرحه شقيقتي الكبرى  من لندن  بارسال هديه عباره عن طقم ثوب ولادي مع قبعه, فتحنا  الهديه  واذا بها مكتوب عليها صنع اسرائيل !! يا للكارثه ما هذا النكد وانا الداعم الوفي لنضال الشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني !! ,كيف فات شقيقتي ان تتأكد من هوية منشأ صناعة الهديه وهي المعتاده كما اعتدنا على معرفة منشأ صناعة الحاجه قبل شرائها  للتأكد من جودتها , اقول هذا وانا الآن في حال المسترخي  بخلاف ذلك الرعب الذي أخذني الى ضرب الاخماس بالاسداس بين محتار يتساءل ماذا لو كانت السلطات  قد كشفت امر منشأ هذه الهديه,وبين شك يساورني بأن السلطات  تقصدت للايقاع بنا ! هل نزيل القطعه المكتوب عليها مصنوع في اسرائيل  وينتهي كل شئ؟ ؟ام نحرق الهديه باكملها ؟ لا هذا ولاذاك يا هذا !, أعد الهديه  كما كانت في الكيس وانتظر ! , مرت الايام دون ان يطرق بابنا احدا , فأعدنا فتح الكيس ورفعنا القطعه المكتوب عليها مصنوع في اسرائيل ولبست طفلتي الثوب وهي لا تعلم بما جرى.
 هكذا كان حال العراقيين ! لا الدعم للعمل الفدائي الفلسطيني وفر لهم الطمأنينه, ولا التغني بميلاد القائد شفع أزلامه,اما لفيروزنا التي كانت تغني لنا اجراس العودة فلتقرع, نقول لها عذرا يا فيروز, لا البيت بات لنا ولا القدس  عادت لنا,ولا الاجراس ستقرع يوما, فالاجراس تريد لها مدفع ,والمدفع يحتاج لمصنع, وزناد المدفع يحتاج أصبع, والاصبع  في ط... الشعب يركع ( عذرا للشعب).
الوطن والشعب من وراء القصد


غير متصل بولص آدم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1185
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الــهدّيـــــه البلـــّيه
« رد #1 في: 23:26 25/02/2020 »

الأستاذ شوكت توسا المحترم
تحية ومحبة
 أحييك على هذا الأستلال الدلالي في قصة هذه الهدية البلية وما حولها من قراءة تتمثل في عرضها، عناصر الخبرة على أكثر من وجه ، من تجربة حياتية وسياسية وأجتماعية، مصحوبة بخُلاصة تَفَهُّم العصر بعمق وحسناً تفعل إذ تُقدم لنا مدارات تأمل دينامي حول نواة، تتمثل بواقعة أو أحدوثة جرت في تاريخ تشكيل الطوفان العراقي، وهو تحت تأثير الأقليمي والدولي . فمن السذاجة ( وكما ناقشناه معا قبل اسبوع في صفحة حوارك في الصحافة الهولندية) عدم تحليل الواقعة العراقية ضمن مشيمة شرق أوسطية مُتداخلة، وحركة السياسة والأقتصاد ( رأس مال، تكتُّل وصراع، مصالح) في العالم، وعلى رأسها ( القضية المركزية) وأنت العارف أخي، لقد أخلصنا للقضايا المصيرية للعرب والكورد وناصرناهم في ذلك بالتبرع الطوعي والأجباري ودُمرت لنا مئات القرى وتعرضنا لنكبات متلاحقة، الآخر لم يكُن بمستوى تضحياتنا من أجل مايخصه! اما نضال اليسار، فهو أيضاَ موجع الى أبعد حد،  بطموحاته وانكساراته والعقبات وتقلباته وأخيرا الفشل المتلاحق للجنته المركزية بعد التغيير برأيي، في كلا الحالتين هناك تضحيات جسيمة، نحنُ ولدنا وعشنا وانتمينا الى بلد أحببناه، هذا البلد جرت على أرضه وخاصة بعد تأسيس الدولة، كُل مايمكن أن يكون من عجائب وغرائب، قلما حصلت في اي بقعة في العالم، في زمن عبدالرحمن عارف، أتفق إثنان من الضباط الكبار على أنقلاب عليه واتفقا ونسقا كل شئ، فعندما سيعود الى العراق سيُلقى القبض عليه في المطار والخ، في الليلة الموعودة، تردد كلاهما، وغلبت عاطفتهما على دافع الأنقلاب، وتعرضوا الى تأنيب الضمير، فكيف يُمكن خيانة صديق؟!! وتم تلافي كل الأمور وكأن شيئا لم يكُن.. هذا مثال أخي شوكت، أنه البلد الذي انتظر فيه الحزب الدموي رد فعل حزب معه في الجبهة، متربصا به واقام الدنيا عليه ولم تقعُد لأن طريق الشعب وبنشرها مقتطفات من البرافدا السوفيتية، تؤيد خطوة السادات، وحصل ماحصل.. الحديث وفق ماتأتينا به من خلال كتاباتك نراهُ ضروريا مع أنني أُطيلُ أحياناً فالمُتراكم يفرض علينا ذلك، فأرجو المعذرة، تقبلوا فائق الأحترام والتقدير.
بولص آدم

غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: الــهدّيـــــه البلـــّيه
« رد #2 في: 12:16 26/02/2020 »
الأخ شوكت توسا المحترم
بعد التحية
تلك كانت لربما عبارة عن هدية بمناسبة عزيرة سوف لاتكرر شراء مثلها مرة اخرى ولكن مابالك ان احسن التمور واجودها التي لم ناكل مثلها في بلاد التمور ولم نعرف أنواعها هي من صادرات إسرائيل واحسن الشامبوهات هي من هناك بالإضافة اجود أنواع المخللات والزيتون وغيرها من الصناعات التي كان الافرض ان تكون الدول العربية قمة في تصنيعها لما لهم الخبرات ومعامل ،!! ولكن اين العروبة فانها من برة هلا هلا ومن جوة يعلم الله فكم كنا مخدوعين بها واليوم نكتشف انصع الحقائق. 
ليست القصة هنا واتذكر عندما كنت في الصفوف الأولى من مرحلة الابتدائية وكان مصروفنا عشرة فلوس ولاحقا خمسة عشرة فلسا وفي الصف الخامس ترفعنا ليصبح ضعفه،أتذكر عندما كان يأتينا احد الفلسطينيين  يدخل الصف بعد الاستذان بمرافقه مدير المدرسة لنتبرع له بنصف مصروفنا اليومي لمساندة الشعب الفلسطيني المكنوب وكم كنا نتعطاعف معه بقوة وكان المعلم يدخل الحماس في نفوس الطلبة الصغار ليتشجعوا عندما يكبرون لينخرطوا في العمل الفدائي ليساهموا في تحرير ارض (العروبة) من الغزاة المحتلين.. هكذا كان المعلم يعلم مجبرا ، اما اليوم عندما وصلنا الى مستقرنا الجديد بعد عذاب السنين لم نرتاح فيها سنوات من عمرنا حتى دخل  حكام العرب في ماساة جديدة اعمق من ماسأة فلسطين واليوم نشاهدهم هنا في أوروبا يتمتعون وعوائلهم بخبرات وطننا ومعهم المليارات ويشترون افخم القصور ويركبون افخم وارقي ماركات السيارات ونحن كنا نتبرع لهم من مصروفنا وراحتنا
 وها هم أولاد حكام العروبة الجدد ينهبون البلاد ويقتلون العباد وكنا اول ضحاياهم مخدوعين في شعاراتهم الزائفة واليوم جاء الحكام الجدد ليزيدوا الطين بلة لينهوا تلك الصناعات ويقضوا عليها ولم يبقوا حتى الزراعة ولا الصناعات الخفيفة. لايزال مطلوب منا ان نموت بردا في الشتاء القارص  ان نتبرع مجبرين بذلك البرميل من النفط الأبيض الذي لم يكن ينقطع عن البيوت في أسوأ الأحوال، هذا دعما لجيوب المسؤلين ولسواد عيونهم ليشتروا بها قصورا لهم فانهم اعز منا ومن عوائلنا وكيف لا وان نتبرع براتبين كل سنة وهو الاخر لدعم جيوب السادة المسؤلين الأعزاء فانهم اعز من اعزازنا.
هل فعلت وتفعل إسرائيل هكذا بشعبها ليموت بردا وتسرق جيوبه؟ إسرائيل تحاسب من يسرق ثروة بلادة وتزجه في السجن حتى ان كان ابن المرشد وابن الحكيم وابن الرئيس  ..... واترك لكم ان تعدوا الفاسدين بالجملة
شتان بين الاثنين وبين صناعاتهم
تحية

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2241
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الــهدّيـــــه البلـــّيه
« رد #3 في: 12:39 26/02/2020 »
الأستاذ بولص آدم المحترم
تحيه طيبه
رابي ميوقرا بولص , شكرا جزيلا على تشريف خاطرتنا بمادة مداخلتكم الغنيه , ثم دعني اركن المجامله جانبا لاقول بأني لااجداي وجوب لإعتذاركم عما ترونه إطاله في مداخلتكم  سوى  كونه لطافة اسلوبكم, لا بل انا من ناحيتي في غاية الممنونيه  منكم  حين  تاتون  لنا  باثراء نوعي مقنن كونه مستخلص من تراكم  معرفي  يحتاجه الكاتب والقارئ على حد سواء.
  أخي بولص محبتنا لوطننا,انما هي من الغزاره التي تستحق أن تشكّل دافعا مهما لتركيز نقدنا
حتى على التيارات السياسيه الفكريه التي احتلت  وما زالت الصداره في تأييدنا لها.
تمنياتي لكم بالموفقيه لاستدامة الرفد البنّاء .
تقبلوا خالص تحياتي

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2241
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الــهدّيـــــه البلـــّيه
« رد #4 في: 13:19 26/02/2020 »
الاخ وليد بيداويذ المحترم
تحيه طيبه
 أنا ممتن جدا منكم اخي وليد على مشاركتكم وابداء رأيكم الذي تهمنا معرفته دائما.
وددت فقط بعد الشكر والاذن منكم, أن أوضح القصد من سرد قصة منشا صناعة الهديه , اذلم يكن القصد تلبيس  نظام اسرائيل  العنصري واحدا من رداءات العفه والملائكيه كي أفضله على عنصريةانظمة الدول العربيه المتخلفه, وحين اقول اني اجد بشاعةالعنصريه في ديمقراطيه اسرائيل المدّعاة, هذالا يعني انني اجامل الانظمه العربيه الديكتاتوريه او اتغاضى  عن ثقافة التخلف المستشريه في شعوبها , نحن نتحدث كما اشرتم اخي وليد, وهكذا الاستاذ بولص, عن الاساليب المخادعه التي اصبحت نمطا مميزا في اروقة العمل السياسي الدولي والمناطقي فاصبح الانسان هو الوسيله وليس الغايه.
شكرا لكم مرة اخرى
وتقبلوا خالص تحياتي