المحرر موضوع: ان النظام البائد هو العامل الاساسي في تدمير العراق سابقاً ولاحقاً  (زيارة 1200 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عامل سورايا

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 1
    • مشاهدة الملف الشخصي
ان النظام البائد هو العامل الاساسي في تدمير العراق سابقاً ولاحقاً

هل نحكم على الامور كما يحكم البسطاء والسذج من الناس الذين يلطفون وجه النظام البائد لانه نجح بالتحالف مع الارهاب الدولي بخلط الاوراق ومقارنة الوضع الحالي بالوضع السابق بعد ان عمل منذ سقوط النظام ولحد الان ومستمر بالعمل على افشال النظام الحالي بكل السبل القذرة الدنيئة التي تبرهن على طبيعته المعروفة كاسوء نظام في تاريخ البشرية. بدأ بحرق الوزارات والدوائر ومرافق الدولة الخدمية وتهجير وخطف وقتل الابرياء لخلق حالة من الرعب والارباك والفساد والصراع المذهبي لتدمير العراق كما كان يخطط له ويجاهر به قبل سقوطه (بالقول بانه لن يسلم العراق الا خراباً) .
لاننسى كل ماكان يجرى على ارض العراق خلال حكم النظام البائد الم يكن هو الذي اسس للطائفية وللتهجير وللسلب والنهب والتهريب والفساد الاداري والمالي ولعصابات الاجرام والابتزاز والسرقة والاغتيال وقتل الابرياء والاعدام بدون محاكمة والاعتقالات العشوائية والدعوات الكيدية بالاضافة الى كم الافواه ومصادرة كل الحريات وحقوق الانسان. ان مايجري اليوم هو نتيجة تمادي اعوان النظام البائد في غيهم بعد  ماتمكنوا من استغلال اخطاء الامريكان وخاصة خطئهم القاتل بتفليش نظام الدولة وخلق الفراغ الامني مستغلين الفساد الاداري الذي اسسوه وباموال الشعب التي سرقوها ابان حكمهم الاسود ليتغلغلو في اجهزة الدولة وخاصة الامنية منها لينسقوا ويتحالفوا مع الارهاب ويكرسوا جزء كبير من نشاط الدولة لخدمة الارهاب. ان اخطر ما ينطلي علي سياسيي اليوم هو المهادنة مع ثقافة النظام البائد وخاصة الفساد الاداري والمالي الذي يغذي الارهاب ولولاه لما كان الارهاب قويا. اننسى من احتضن الارهاب بعد سقوط النظام؟ الم يكونوا من اعوان النظام ومن المتعاطفين معه حتى بعد سقوطه حالمين بارجاع الساعة الى الوراء واستعادة الحكم من جديد انطلاقا من خيالهم المريض؟ اسفي الشديد ان يكون بيننا من السورايي مَن لا يزال يتعاطف مع النظام البائد وخاصة من ليس من البسطاء السذج من الناس. سياتي اليوم الذي تستفلس فيه ثقافة النظام البائد بكل اشكالها وهو قريب وعندها سيرى الذين على عيونهم غشاوة بوضوح. واني لا ادعو الى التطرف كما قد يفهم البعض بل يجب ان نكون متسامحين ومتساهلين مرنين مع بعضنا البعض عدا مع الذين يتعاطفون مع النظام البائد فيجب ابعادهم وعدم الاعتماد عليهم باية مسؤولية مهما كانت صغيرة.
ان ثقافة النظام السابق تتسم بما يلي:
1-   الغاية تبرر الوسيلة (استعمال جميع اساليب خرق القوانين والانظمة من التلاعب والغش والاحتيال والتزوير والاعتداء للوصول الى الغاية ان كانت شريفة او غير شريفة).
2-   منذ تاسيس حزب البعث تبنى استيراتيجية وتكتيك مبني على العنف والارهاب واقصاء الاخر بحيث استقطب الشقاوات واولاد الشوارع والمنحرفين الشرسين والمشاخيط من حثالات المجتمع. ولم يتبنى اساليب الفكر والثقافة والعقلانية والحوار والدبلوماسية بل اعتمد اساليب الاختيال والاعتداء والتآمر والغدر وسرقة الحكم.
3-   من ليس معنا هو عدو لنا في الداخل والخارج(مثلا حافظ اسد كان ينعت بعميل للصهيونية عندما كان على خلاف مع صدام واصبح عدو الصهيونية لدى مصالحته مع صدام).
4-   استغلال النفوذ للمصلحة الشخصية مشروع (مثلا في احدى اجتماعات قيادة الجيش الشعبي الرفيق المسؤول يقول:- فليكن الرفيق فلان آمراً للقاطع الجديد لانه لم يُكوّن نفسه بعد).
5-   حزب البعث هو الحزب القائد وبقية الاحزاب ان وجدت ان تكون تابعة له وتأتمر بامره والا فهي غير شرعية يجب تصفيتها (وكل افراد الشعب بعثيين وان لم ينتموا واعضاء الحزب في خدمة القائد الضرورة ونظامه وهم مرتزقة ورجال امن. وتصفية من كان يدعو الى مباديء البعث النظرية المدونة) .
6-   تأليه القائد وتكريس كل ما على ارض العراق لخدمته . (فهو العراق والعراق هو وحتى اخطائه صحيحة يجب ان تتبع كما قال نائبه عزت ابراهيم في حينه).
7-   عدم الالتزام بميثاق او بروتوكول او اتفاق لدى انتفاء الحاجة له وتعارضه مع اي غاية او هدف جديد للقيادة.
8-   القوي الحق معه ولو كان على باطل( ولا عوان النظام غفورٌ رحيم وللاخرين شديد العقاب).
9-   افراد الشعب رهينة بيد القائد والحزب يملون عليهم كلما يحلو لهم. (يجبرونهم على الاستفتاء بنعم والاحتفال حتى بالهزيمة (ام المعارك) وعلى تدوين قومية الجميع عربية في استمارات "عد القطيع" والانخراط في الجيش الشعبي وجيش القدس ودروع بشرية للحفاظ على قصور صدام).
كما يستشف من هذه الثقافة انها ثقافة الشقاوات واولاد الشوارع والمنحرفين وليس ثقافة الطليعة الواعية المثقفة المتعلمة العقلانية من الشعب العراقي التي تطمح بادارة جماعية وديمقراطية للعراق نابعة من روح العصر وتراث العراق وبطريقة حضارية عقلانية علمية منصفة للجميع. لخلق الديمقراطية في العراق يجب علينا نحن السورايي اول من يتبنى ثقافة الديمقراطية ونبذ ومحاربة ثقافة النظام البائد لاننا لا يمكن تحقيق اهدافنا القومية الا من خلال النظام الديمقراطي وان ثقافة النظام البائد تجردنا حتى من حقوقنا الانسانية. ان اداء الامريكان واداء الحكومة الحالية مهما كان سيئا لا يبرر الدفاع عن النظام السابق والتعاطف معه وخاصة ان الجانب الاكبر من هذا الاداء السيء جاء من افرازات النظام السابق والنشاط التخريبي لاعوانه بعد السقوط. ايعقل ان ينال اعوان النظام السابق مكسب نتيجة استمرار دورهم التخريبي وتبنيهم محاربة النظام الجديد مهما كان ، ونجاحهم في خلط الاوراق ضمن هذه الفوضى العارمة باستغلال التوجه الديمقراطي . كيف نقول عفى الله عما سلف وهم يتمادون في غيهم؟!! فانهم يحاربون النظام الجديد حتى وان جاء بدون الاحتلال. ان الوضع السائد الحالي لايدوم لسبب بسيط انه وضع شاذ غريب على الظروف الموضوعية للعراق وعندها لدى استقرار الاوضاع ووجود حكومة قوية سيندم كل من يتهاون ويتساهل مع اعوان النظام السابق لانهم راس البلية لكل ما جرى ويجري لعراقنا الحبيب.
يجب ان نكون غيورين على قيمنا الاخلاقية والانسانية والوطنية والا تختلط علينا المعايير الصحيحة بالحكم على الامور والاشخاص بسبب مانراه من واقع الحال المزري بل نحكم من خلال مايجب ان تكون عليه الامور ولا ندع مجالا لمكسب لمن له دور في وصول الحال على ماهو عليه الان. ان اعوان النظام السابق يستميتون في افشال خطة امن بغداد وخاصة قيامهم اخيرا بحملة شنعاء ضد المسيحين بالتحالف مع القاعدة بطلب الجزية او الدخول في الدين الاسلامي. نعلم جيدا بانها حملة مفتعلة غريبة عن ثقافة المجتمع العراقي غرضهم منها الايحاء بفشل خطة امن بغداد ولكن هيهات فخطة امن بغداد لا يمكن ان تفشل ابدا لانها مصيرية للجيمع ومهما فشلت فانها ستستمر حتى النجاح الباهر. لا مبرر لمن يتساهل مع المخرب والفاسد الا ليغطي على فساده هو او لجهله او سوء تقديره. ربما الامريكان والحكومة الحالية تضطر الى المهادنة مع بعض اعوان النظام السابق بسبب وضعها المحرج نتيجة اداءها السيء وفسادها ولكن لا اعتقد بما يبرر تعاملنا المماثل نحن السوراي الا ادائنا السيء او سوء تقديرنا للامور. ان المهادنة والتساهل والاصلاح او المصالحة لا تنفع مع اعوان النظام السابق لانهم لا يامنون ولا يرضون بالحلول الوسط والشراكة بل الاقصاء والاستحواذ القسري. لا ينفع معهم الا العصا الغليظة والعين الحمراء فقط. بعد سقوط النظام البائد كنا نحتاج ثورة في كل شيء وليس تغيير الوجوه فقط نحتاج الى ديمقراطية موجهة اي لا ديموقراطية لاعداء الديمقراطية . قبل كل شيء كان يحب فرض هيبة القانون والسلطة والحد من الفساد الاداري وتطهير جهاز الدولة وليس العكس. وتعميم ثقافة المنافسة السلمية في السياسة والاخلاص بالواجب فهما اساس حل كل المشاكل بما فيها التركة الثقيلة من النظام السابق وثم متابعة حقوق الشعب وخدماته. ان اعوان النظام السابق والمتعاطفين معه يتهجمون على الحكومة الحالية بسبب الطائفية والفساد الاداري والمالي والنفوذ الايراني وتعدد مراكز القوى وقلة الخدمات ويتناسون دورهم في ذلك من خلال خلق حالة الفوضى وعدم الاستقرار وتدمير البنى التحتية وعمليات القتل والخطف والتهجير ومحاربة السلطة والقانون. كلما كان العراق امنا مستقرا والسلطة قوية كلما ضعف النفوذ الايراني والاجنبي وتراجع الفساد الاداري ونفوذ المرجعيات وشيوخ العشائر ومراكز القوى الاخرى. اما جو الفوضى وضعف السلطة فليس في صالح احد الا الصهيونية بالدرجة الاولى وايران بدرجة اقل. يجب ان لاننسى شهداء الشعب العراقي ضحايا النظام البائد وخاصة خيرة السياسيين من الشيوعيين والديمقراطيين والقوميين الوطنيين ورجال الدين. فباي وجه يطعنون بسياسيي العراق الحالييين وهم السبب في افراغ العراق من ثروته العظيمة من الساسة الوطنيين المخلصين مع احترامي للحاليين .

عامل سورايا