المحرر موضوع: وضع شعب بلاد الرافدين خلال فترة ما بين سقوط بابل وقدوم المسيحية  (زيارة 3726 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل zori

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2119
  • الجنس: ذكر
  • أهلا بكم يا اصدقاء الاعزاء
    • مشاهدة الملف الشخصي
ـ وضع شعب بلاد الرافدين خلال فترة ما بين سقوط بابل وقدوم المسيحية:

إن الفترة التاريخية ما بين سقوط بابل ونينوى وقدوم المسيحية هي فترة مضطربة وغير واضحة المعالم تقريبا لكونها فترات حروب وتناطح السلطات الأجنبية فيما بينها للاستيلاء على منطقة الرافدين الاستراتيجية، وفترة ثورات وتمردات من السكان الأصليين، فبعد سقوط نينوى فر عشر من قواد الجيش ببعض فرقهم إلى أطراف المملكة "منطقة الرها"وشكلوا هناك مملكة عسرايا أي مملكة القواد العشر، ويذكر التاريخ أن هذه المملكة الصغيرة تحالفت مرات عديدة مع الفراعنة من اجل استعادة نينوى سلطة بلاد الرافدين من الفرس، كما قامت عدة ثورات في بلاد الرافدين إلا أنها فشلت، وقد بقي بعض ملوكها حتى عهد السيد المسيح، ومنهم ابجر الخامس الذي يقال انه راسل السيد المسيح وطلب منه أن يسكن في مدينته.

فبعد سقوط بابل بيد كورش لم يحاول كورش أن يحنث بوعده للكهنة، فترك لهم حرية ممارسة الشعائر الدينية والعبادة واحترم آلهتهم فكان أن ضمن خضوع الكهنة له خضوعا كاملا وكان يحصل على جميع الضرائب بسهولة من خلالهم، إلا أن فترة حكم الفرس للرافدين لم تدم طويلا، إذ أن مطامع أوروبا من تلك الفترة كانت تتجه إلى الشرق، فكانت حروب الاسكندر المكدوني واحتلال بلاد الرافدين بالكامل وسقوط داريوس صريعا في إحدى الحروب قرب اربيل الحالية عام332 ق.م نهاية للوجود الفارسي في بلاد الرافدين لفترة طويلة استمر خلالها حكم اليونان لهذه المنطقة.

وبما أن بقايا رعايا الدولة الآشورية كانوا يملئون هذه البلاد فكان أن أطلق تسمية Assyrian على الشعب القاطن في بلاد الرافدين لعدم وجود حرف الشين في اللغة اليونانية، وحرف الشين في اللغات الأوروبية الحديثة مركب من حرفين هما "c-h" تمييزا له عن غيره فعمت هذه التسمية على جميع الفئات دون تمييز بين فئة وأخرى أي بين ساكني مناطق بابل أو نينوى أو الجبال العالية، فأصبحت تسمية حكومية عامة لجميع سكان بلاد الرافدين، وقام سكان الرافدين بترجمتها إلى لغتهم الآرامية باسم "ܣܘܪܝܝܐ" وذلك بسبب عدم وجود أل التعريف في بداية أسماء الأعلام لهذه اللغة، فعمت تسمية سريويه أو سريايا على جميع سكان بلاد الرافدين دون تمييز "لان عادة حذف الهمزة من أول الاسم معهودة عند العرب والسريان واليونان كما تبين فقد تحول الاسم إلى سريان من آسريان ومنذ فجر النصرانية اعتاد السريان بل اتخذوا لفظة سوريا الموجزة للمعنى الديني ولفظة سوريايا للمعنى الوطني".

وقد تطورت لغتهم أيضا تطورا كبيرا خلال هذه الفترة من حيث النحو والتطبيق والصرف وعرفت بالسريانية "ܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ" نسبة إلى التسمية التي اتخذها الشعب بالكامل.

وبعد موت الاسكندر المقدوني وانقسام الإمبراطورية المكدونية إلى قسمين كان نصيب سكان الرافدين ضمن سلطة السوقيين خلفاء "الاسكندر المقدوني"إلى أن جاء الكاشيون عام 250ق.م وأسسوا ممالك مستقلة في المدائن وغيرها إلى أن قويت شوكة ملوك الفرس من جديد.

فانقض اردشير بن بابك في جيوش جرارة على سهول ما بين النهرين وارزون وبازبدي وبابل وظفر بارطبان آخر ملوك الفرثيين ونصب كرسيه في المدائن".

وان التواريخ التي تبحث في حياة السريان وواقعهم الاجتماعي نادرة جدا حتى بدء الديانة المسيحية بالانتشار في هذه المنطقة أي في القرن الأول الميلادي، عندئذ بدا بتأريخ حوادث السريان المسيحيين في الأديرة والكنائس على الأغلب، "ولم يبق لنا من أدب هذه الفترة كتابات مدونة إلا القليل جدا واغلبها كان في الرها لكونها مملكة مستقلة واهم هذه المدونات كتابات بعض القبور وتأريخ فيضان نهر ديصان وما نتج عنه ثم رسالة مارا بن سارابيون من السجن إلى ابنه وهي رسالة أدبية وجملة نصائح يقدمها إلى ابنه.


زوري
<a href="http://www.imagechef.com/" target="_blank"> ImageChef.com - Custom comment codes for MySpace, Hi5, Friendster and more [/url]

ابناء الرافدين ابناء الحضاره الشامخه
نبني الانسان والجيل الجديد بص