المحرر موضوع: مغربيات في مهن يرفضها المجتمع  (زيارة 2909 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل samir latif kallow

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 50554
    • MSN مسنجر - samirlati8f@live.dk
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مغربيات في مهن يرفضها المجتمع 

GMT 19:00:00 2007 الأربعاء 13 يونيو
 أيمن بن التهامي
 
 

--------------------------------------------------------------------------------
 

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: تحمل المرأة في أوطاننا على عاتقها أينما حلت وارتحلت مسؤولية الحفاظ على سمعة العائلة والمنطقة التي تنحدر منها، لأن نقاءها وطهرها يعكس أخلاقهم وتقاليدهم، وفي الوقت الذي تدهورت فيه سمعة المغربيات بسبب تورط بعضهن في شبكات للدعارة، امتدت تلك السمعة السيئة إلى مهن بعينها ألصقت الشبهات بالفتيات العاملات فيها حتى إن كن بريئات، فلم يعد معيار الملبس وطريقة العيش وحده ما يسبب سوء الظن، بل أصبح البعض يعتبر كل من تعمل في تلك المهن دون غيرها بأنهن يمتهن "دعارة خاصة"، حتى إن كان ظاهرهن يثبت العكس.

فندقية، وعاملة بصالون تجميل أو تدليك، ومضيفة طيران..لائحة طويلة من الوظائف تشوهت سمعتها وتأذى من ذلك العديد من المغربيات، ولم تكن الصدفة وحدها من ألبس هذه المهن ثوب التجارة في اللحم الحي، فتناقل الألسن حكايات فتيات انخرطن في تجارة الجنس لتلبية ضغوط الوكلاء، جعل أسرا محافظة تعمد إلى دفع بناتهن إلى غض النظر عن هذه الحرف حتى لا يكن حديث الألسن، في حين اتجهت عائلات أخرى ممن فرضت الظروف وقصر اليد وغياب وظائف شاغرة إلى ادعاء العمل في إحدى القطاعات التابعة للدولة.

فتيات الفنادق




نادية س، عاملة بأحد فنادق العاصمة العلمية في فاس، واحدة منهن، إذ بعد اخفاقها في إتمام دراستها وعجزها عن تخطي حاجز الباكالوريا، ومنذ ربيعها السابع عشر، اضطرت إلى أن تلج فندقا من خمسة نجوم، وكلها أمل أن تظفر بمصدر عيش يقيها العوز والركون بالمنزل وسط عائلة محافظة.
لتحقيق مبتغاها، اختلقت نادية، التي تعيش عقدها الثالث الآن كذبة العمر حين أوهمت والديها أنها تعمل ممرضة بمصحة خاصة على امتداد خمس سنوات، طيلة هذه الفترة وهي تعمل بموزع هاتفي في الفندق.
تحكي نادية، لـ"إيلاف"، أنها بفضل هذه الخدمة استطاعت أن ترفع طوق الخوف و"الحشمة" عنها، كما أنها تمكنت من التحدث بلغات العالم، فرنسية وإسبانية وانجليزية، نظرا لاحتكاكها اليومي مع السياح المغاربة والأجانب.
ولم يزدها هذا التحول، إلا اقتناعا بمهنتها التي لم تكن لتجد عنها بديلا، فهي بالنسبة إليها كالخبز أولا وأخيرا، أما استهزاء مجتمعها المحلي فلم يكن لينال من عزيمتها في شيء.
لم تعبأ بلوم أسرتها الصغيرة، خاصة والديها وجيرانها وصديقاتها والشارع أيضا، تمالكت صمتها المطبق عن الاعتراف لأمها وأبيها المحافظين بطبيعة عملها، وكانت تقنعهم أنها تشتغل ممرضة.
ولحبك كذبتها، كانت نادية تقتني بعض الأدوية لتقنع أسرتها بذلك متظاهرة أنها سعيدة بعملها ولا تقبل الاستغناء عنه، بعد مرور خمس سنوات عن عملها وصمتها.
غير أن القدر أدخلها في اختبار حاسم، إذ تقدم شاب قصد الزواج بها، وكان لا بد له أن يلتقي بوالديها، ما جعلها تعترف له بطبيعة عملها مقنعة إياه بالظروف التي دفعتها للاشتغال في مجال الفندقة وبما كسبته من تجربة وثقة واحترام.
ورغم هذه الاعترافات الصادمة لعريس المستقبل، إلا أنه لم يتردد في الزواج بها، بعد أن أقنعته براءة ملامحها بأنه ليس عيبا أن تكون زوجته موظفة بفندق. واضطرت نادية، حسب تصريحاتها، إلى أن تفشي السر لوالديها مخافة حصول أي ارتباك أو تضارب عند حلول خطيبها بين ظهرانيهم، وشكل ذلك صدمة لوالديها، إذ لم يكن والدها ليخفي غضبه الشديد من ابنته.
تقول نادية "تجاوزت الأمر وتمت الخطبة ثم الزواج في ظروف عادية، ومنذ ذلك الحين استطعت أن أحافظ على دفء العلاقة الزوجية".
وتأتي نادية إلى مقر عملها في الفندق بلباسها التقليدي محاولة من خلاله أن تفرض الاحترام الذي يليق بها كفتاة ومن بعدها كزوجة، إذ تعمد إلى ارتداء زي عملها بمكان مخصص لذلك، قبل أن تجلس بمقعد اشتغالها، لتطلق ابتسامتها العريضة لزبائن الفندق، وهي تردد "كان الأهم لي أن أحصل على لقمة عيش دون أن أصغي لكلام لن يفيدني في شيء"، وهذا ما جعلني أختار مقولة "احترم تحترم".

ولم تكن نادية وحدها على لائحة من اختار هذه الحرفة عن اقتناع، فرغم معارضة العائلة للفكرة في المرحلة الأولى، بحجة أن المجال قد يجلب الشبهات في بعض الأحيان، خاصة أنها نعيش داخل مجتمع محافظ، ألحت سناء ديدوح، مضيفة في فندق بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، على التكوين في مجال الفندقة بعد نيلها شهادة الباكالوريا. وهي نموذج أخر لفتاة تعمل في المجال الفندقي، لكنها لم تواجه تلك الصعوبات بسبب تفهم أسرتها، سناء في العقد الثاني، تقول لـ"إيلاف" أنها بعد سنوات الدراسة الثلاث والفترات التدريبية، أنها ولجت سوق العمل بعد اجتياز الـكاستينغ الخاص بالعمل كمضيفة بأحد أفخم فنادق الدار البيضاء.
وأضافت "بصراحة منذ ولوجي إلى عالم الحياة المهنية، لم أواجه أي صعوبات، لتبقى الفكرة المسبقة لدى عائلتي التي أضحت تفتخر بي اليوم، بمثابة مغالطة لأمر الواقع، وبالتالي يمكن القول أن العمل عبادة، فضلا عن كونه مصدر رزق للعيش".

أنامل نسائية في ورطة

لم تكن الطريق التي سلكناها في إماطة اللثام عن حياة العاملات في إحدى المهن المدانة في عيون المجتمع، نفس تلك التي سلكناها عندما أردنا دخول عوالم مراكز التدليك والمساج. حيث قصدنا إحداها وسط العاصمة الاقتصادية التي تقدم نفسها على أنها حمامات عصرية، فيما تخفي وراء ستائرها خدمات مشبوهة.
ما إن ولجنا البوابة حتى أمطرتنا إحدى الفتيات بوابل من الأسئلة حول الخدمة التي نريدها، هنا تحولت أنامل نسائية، وسط الساونا والبخار، إلى أدوات إثارة، بأسعار تتراوح ما بين 500 و1000 دولار.
كما يمنحك هذا المبلغ سلطة اختيار الفتاة التي تراه الأنسب لجلسة التدليك التي تبدأ من نصف ساعة إلى ساعة ونصف، وقد يتطور الأمر غلى ما هو أبعد.

تقول حسناء ب، عاملة بالمركز المذكور، أنها دخلت هذه المهنة عبر إعلان وهمي عن حاجة صاحب المركز لتوظيف فتيات في مجال التدليك بمبلغ لا بأس به وبعد أن بدأت العمل، فرض مشغلها تقديم بعض التنازلات لإرضاء الزبائن إلى أن تنازلت عن كل شيء.
وما أن سألتها عن الأماكن الذي تعلمت فيه حرفة التدليك قبل ولوج المركز، انتفضت قائلة "ليس الأمر مرتبط بمدى عملك بالتدليك، بل بإشباع رغبات الزبائن.. هذا كل ما في الأمر".
وأوضحت حسناء (22 سنة) أن هذه الخدمة باتت تقدم حتى في المنازل، إذ يعرض أصحاب هذه المراكز هواتفهم في إعلانات تعلق أمام الأبواب، وبعد أن تجمع بين الزبون وصاحب المركز علاقة صداقة، يرسل له كل من يرغب فيها إلى منزله "لتدليكه"...!



وتؤكد حسناء، لـ "إيلاف"، أن أغلب زبائن المركز من المواطنين الخليجيين، وأثرياء المغرب، لتخلص بالقول "الجميع ينظرون إلينا بنظرة سيئة لأنهم يعرفون فعلا طبيعة ما يقدم عليه بعضنا من تجاوزات، فهذه المهنة "لم تعد نظيفة بالمرة، إلا من رحم ربي".

 
 
 

 
http://65.17.227.80/ElaphWeb/ElaphGuys/2007/6/240455.htm
مرحبا بك في منتديات



www.ankawa.com