رقصة ـ الهجـع ـ على الطريقة ألأسلامية ...!!
جلال جـرمكَا / زيورخ الهجع .. رقصة شعبية يؤديها الراقص أو الراقصة بحركات سريعة ومتناسقة.. فمرة يهز الكتف.. ومرة الرقبة .. وأخيراً بقية الجسم / تحت الحزام!!... الحركات تأتي مع الموسيقى مع نوع من المبالغة في الحركات .. حسب قدرة صاحب الحركة وأمكانياته الفنية!!.
شخصياً أحب الرقص الفلكلوري ، ومنها ـ الهجع ـ ..نعم أيام زمان ـ وقت الشباب ـ كنا نذهب الى / خان مرجان وكرستال ..نجلس.. نسهر.. ونستمتع بالهجع حتى مطلع الفجر.. ولكن يشهد الله لا أعرف أن أرقص ـ الهجع ـ .. حرامات.. كل الرقصات راسب فيها.. حتى الدبكة الكوردية.. أصدقائي يشهدون بذلك.. فقط أحب أن أتفرج.. لاغير !!.
شاهدنا عدد من تلك الرقصات من على شاشات التلفزة العراقية .. أبدعها كانت تؤديها الفنانة المتألقة دوماً { هناء } من الفرقة القومية ـ أيام زمان ـ ولا أعرف أذا كانت لهذه الفرقة وجود.. أم أن أعضائها هاجروا الديرة خوفاً من الرفاق / ألأسلاميون المتشددون حيث كل شىء حرام في حرام في حرام ، إلا التحريص على القتل وأشعال الفتن وتعدد الزوجات وألأكل الدسم والحلويات أنطلاقاً من مبدأ ( المؤمنون حلويون ) .. طيح الله حظ كل مؤمن من أمثالكم ياقذارات المجتمع!!!.
أغرب قصة حقيقية سمعتها هي هذه التي رواها لي بل شكاها لي أحد أقرب أصدقائي من عاصمتنا الجميلة / بغداد .. وهذا الصديق الصدوق هو / أبو أحمد.. ـ طبعاً لايمكن أن أذكر منطقة سكناه ـ .. شنو قابل مسودن وأدليهم على بيته ويذبحوه كالخروف!!!؟؟.
أخبرني / أبو أحمد :
جارنا صاحب أكبر ( كرش ) من ألأخوة الذين ربوا لحية طويلة وشارب قصير ودشداشة باكستانية .. لاشغل ولامشغلة.. يحمل سجادته بين البيت والجامع.. أنه أغرب من الغريب.. كل شىء عنده حرام في حرام في حرام.. حتى أطفال المحلة لم ينجوا من قائمة محرماته.. اللعب بالكرة ، الضحك بصوت عالي.. الجلوس في الطرقات ، أرتداء سراويل قصيرة ، العلكة والنستلات ، ألأتاري ، ألأفلام .. ركوب الدراجات..!!.
أما نحن الكبار.. فجميعنا في نظره زنادقة وكفار ومرتدين ولانفهم أي شىء عن ديننا وكتابنا وسنة رسولنا محمد / ص ... إلا هو وجماعته وبس..لاغير !!.
قبل أيام كان الوقت عصراً ( من غير كهرباء طبعاً) ، كنت أتمشى في حديقة الدار و كان في يدي راديو وأستمع الى إذاعة الـ BBC ـ ، أطل على من غير أستأذان من الجدار الذي يفصل بيننا ومن غير مقدمات وضحكة صفراء مرسومة على وجهه الكريه قال :
ــ يا أبو أحمد.. من فضلك قلل الصوت.. لا أريد أن أسمع صوت الكفار والزنادقة.. أنزعج بهذه ألأصوات.. بدلاً من هذا الكلام ، اليس من ألأفضل لو تستمع الى بعض ألأيات القرأنية.. ؟؟.
أستغربت من طرحه لابل من وقاحته!!.. ومالك أنت؟؟ وهل أنت الذي يحاسبني ؟؟ أم الباري عزوجل؟؟؟.. ثم اليس هذا تدخلاً في الشؤون الخاصة ؟؟... والا يكفي اللي بينا؟؟ وآلآن جاء دور حضرة جنابك!!؟؟ شنو مفتش؟؟ لو رقيب عالناس!!؟؟
لم أرد عليه أطلاقاٌ.. بل بقيت أستمع الى ألأذاعة.. يا الهي ما العمل :
ــ لاكهرباء ولا تلفزيون ولا أجهزة تبريد!!... وفوكَاهة هالأشكال.. حكمتك يارب ، اليس هكذا بشر ينطبق عليهم :
ــ كومة حجار ولا هالجار...!!!.
هكذا نعيش مع هالكومة من الحجار... غريبة.. ولكن ألأغرب مايلي:
في منتصف الليل ( بعد أن بدأنا النوم في السطوح ) وكالعادة كنت هناك .. وأذا أسمع من بيت سماحته المباركه.. أغنية / الهجع .. بصوت المطربة العراقية / لميعة توفيق :
لاولك.. عمري الك .. من علمك على درب الهجع !!.
وللعلم فقط أن لسماحته / مولدة من أخر موديل ..شغالة أكثر ألأوقات ومن غير ( وجع كَلب)!!.
وقفت برهة.. لعلي مخطأ .. ولكن لاء..الصوت قريب وحصراً من غرفة نوم ألأخ / المتدين جداً، حينها ناديت زوجتي / أم أحمد.. جائت وشاركتني الرأي بأن الصوت من غرفة نوم ألأخ الذي عنده كل شىء حرام في حرام في حرام!!.
تباحثنا هذه الحيرة سوياً.. فقررت / أم أحمد أن تعرف النتائج غداً.. وبكل تفاصيلها!!.
صوت الهجع.. والموسيقى ظل الى وقت متأخر من الليل.. أنه يطلب مني أن أقلل صوت الراديو.. ولكن الموسيقى الصاخبة وفي منتصف الليل ..حلال في حلال في حلال ... حكمتك يارب!!.
طول فترة الدوام ، كنت أفكر بالمسألة والنتائج من زوجتي .. ياترى هل ستصل الى نتائج؟؟.
بعد العودة من العمل.. أستقبلتني / أم أحمد وهي ( خربانة من الضحك ) !! وقالت سأحكي لك المسألة ولكن من غير تعليق!!.
ــ هاتي ماعندك وبسرعة !!.
قالت :
أن الشيخ ( الجار ) كما معلوم متزوج من ثلاثة.. واحدة الكبيرة ـ أم ألأولاد ـ وألأخيرات صغيرات في السن.. ليلياً يسهر مع أحداهن على الرقص والغناء والفرفشة حتى الصبح!!.
ــ يامعودة كَولي غيرها؟؟؟.
أقسمت / أم أحمد أن زوجته الصغيرة هي التي روت لها هذه ألأسرار.. ولكن نبأتها أن لاتبوح المسألة لأي شخص لكون ( الشيخ ) متنفذ ويمكن يعمل عمايل وينتقم !!!.
يشهد الله ، سرحت مع نفسي.. كدت لا أصدق لولا البراهين وزوجة الشيخ التي ـ كما روت ـ : ليلة أمس كان دوري.. رقصت على أنغام أغنية / الهجع لأكثر من ساعة .. وسماحته منشرح ومتكأ على وسادة وهو كالملك شهريار !!!.
تتكرر سهرات / مولانا .. وليلياً .. ومن خلال المتابعة ( الكلام لأبو أحمد ) توصلت الى أن
( كومة الحجار !!) لايحب غير الموسيقى الراقصة ـ لاحظوا التطرف ـ .. وفي بعض ألأحيان وبين فترة وأخرى ، نستمع الى مقاطع من أغاني / كوكب الشرق ـ أم كلثوم ـ ، وعلى ألأكثر / هذه ليلتي.. أغداً القاك ؟؟ ، ومن يتابع هذه ألأغاني ، أنها أيضاً تحتوي على مقاطع من موسيقى راقصة!!.
ياترى هكذا بشر.. كله سهر وفرفشة..كيف سيصلي صلاة الفجر ..؟؟
ويضيف أبو أحمد :
منذ تلك الحادثة لا أستطيع أحترامه .. كلما أراه يتوجه الى الجامع بملابسه ألأنيقة .. أتذكر سهراته وموسيقاه .. ياله من تناقض.. من يراه يقول.. هو وبس!!.
ياناس ياعالم :
وأنا أستمع الى هذه الواقعة.. أسرح مع نفسي.. أغضب .. أضحك ... أكل بروحي .. صحيح أنها حرية شخصية ولكن أين هؤلاء من كل تلك القوائم من المحرمات؟؟؟.
أقسم بأن هكذا أشخاص لابد أن يتناولوا ( الخمر ) مع تلك السهرات .. نعم لابد .. صبية صغيرة بملابس النوم تتمايل أمامه .. وتهز الركبة والورك ألأكتاف وهو أمدد ومسترخي.. ياترى لماذا هكذا سهرات من غير / حليب سباع ؟؟؟... ولو في رأي صاحب هكذا كرش لابد أن ( يخبط) البيرة والعرق سوياً.. ويشربها جرة واحدة ومن غير ثلج وماء... أقوى!!.
منذ تلك الحادثة كلما أتخيل منظره :
مسترخي.. وأمامه المنكر.. وزوجته تهز على أنغام الهجع.. عيوني الهجع .. أغاتي الهجع :
أجل بنك.. يليليلي .. ولك حاااه ...
لاياولد .... آحاااااااه
هزي يابطة... يايابة ... آااااااه
يعني بالله عليكم .. معقولة ألأخ بس يباوع ومايكَوم ياخذله كَشة؟؟... والله ما أصدك!!.
طبعاً يكَوم واضع الدشداشة بين أسنانه.. يايابه شلون يهز.. هز الركَبة والبطن والمؤخرة بفلس...!!.
كل شىء علينا وعلى أهالينا حرام :
ــ الضحك والتلفزيون والموسيقى وألأغاني ...كلها حرام .
ــ غير المتشددون كفرة.. حتى أهلنا المسيحيون والصابئة .. كفار وزنادقة !!.
ــ المرأة فقط للأنجاب والهجع... وبس!!!.
ولكن سماحته أجاز لنفسه كل المنكرات!!! ياترى لييييشششش؟؟.
أني أكَولك ليش.. لكون ألأخ أصدر فتوى لنفسه.. وحلل هذه الحركات.. والسبب لكونها حرية شخصية ويمارسها داخل أربعة جدران !!.
وألأهم.. محد يشوفة ... إذاً مايهم.. هذه رقصة هجع أسلامية!!!.
فعلاً أخر زمان.. عليهم حلال.. علينا : حرام في حرام في حرام.
رجاء لأخي وحبيبي / أبو أحمد :
بروح أبوك.. ماتكَدر تصورنا جزء من تلك السهرات؟؟ أشتريها بيش مادكَول.. والله لأوزعها على نصف الكرة ألأرضية !!!.
ــ الف عافية عيوني.. هز ... عيوني هز.. هجاع .. أجل بنا.. يليليلة.. حاااااااه ... وألأجر على الله ............. ياعبدالله !!.
