المحرر موضوع: الشخصية المهمة – قصة قصيرة  (زيارة 1757 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل iraqgreen

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 263
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الشخصية المهمة – قصة قصيرة
أخفي بإتقان في حقيبتي الصغيرة أوراقي التي تحتوي على مقالاتي و مواضيعي المختلفة التي أكتبها في الجريدة ..؟؟
و أتقدم بخطوات سريعة نحو قاعة المحاضرات لكي لا أتأخر على بداية المحاضرة التي أشعر فيها بملل شديد و يأخذني الوقت و تنتهي المحاضرة و أخرج من قاعة المحاضرات و علامة الملل و الاستياء على وجهي و ألتفت لكي أجد زميلاتي في الدراسة يتحدثن بمختلف الأحاديث و يشاركهن عدد من الطلاب و جزء من هؤلاء الطلاب أعرفهم و جزء أخر منهم لا أعرفهم حيث أن انشغالي في عملي الصحفي لا يترك لي وقت كافي لكي أتعرف على زملاء دراستي و تركتهم لكي أتقدم بخطوات سريعة خارجا من الجامعة لكي أذهب للبيت و أدقق مواضيعي التي يجب أن تنشر اليوم في الجريدة و هذا اليوم هو مشابه لبقية أيامي حيث يتركز عملي على الذهاب إلى الجامعة و عملي الصحفي و لكن القدر قد يغير حياتك في أي لحظة و هذا ما حدث حيث عندما قمت بزيارة الجريدة وجدت رئيس التحرير ينتظرني و يريد التحدث معي و كنت أتوقع أنه سوف يشكرني و يسمعني بعض كلمات المديح و الشكر و لكنه بات حديثه مختلف للغاية و بدأ حديثه و من هنا تبدأ مجريات القصة
رئيس التحرير يقول لي
حسين...أنت ناجح في العمل و لكنني عاتب عليك
قالت له
أستاذ أنا دقيق في عملي و نادرا ما يظهر لدي أخطاء في مواضيعي و مقالاتي
قال لي رئيس التحرير
أنت كاتب ناجح و تكتب بعدد هائل من الجرائد و المجلات و أخاف أن الشهرة تجعلك تغادر جريدتنا
قالت له
أستاذي العزيز أنا لن أغادر فأنتم من اهتممتم بي و رعيتم موهبتي في الكتابة
قال لي رئيس التحرير
و لذلك أنا أريد منك أن تغير نظام عملك
نظرة إلى رئيس التحرير و علامات الاستغراب ظاهرة على وجهي و قالت له
ماذا تقصد أستاذ أرجوك وضح لي
قال رئيس التحرير
أنت عندما بدأت الكتابة كنت تكتب أسمك الثنائي ولا تضع صورتك و أسلوبك هذا أنت تتبعه مع الجرائد و المجلات الأخرى
قال له
نعم أستاذ كلامك صحيح و لكن هذا الأمر يحدث لأنني كاتب عادي و أنت تعلم أيضا أنني رغم نجاح بعض كتاباتي إلا أنني ما زالت أعتبر كاتب هاوي ولست مسجل في نقابة الصحفيين حتى
قال لي رئيس التحرير
و هذا ما عليك أن تفعله سوف تغير أسلوبك و تظهر صورتك في جريدتنا و تضع أسمك الثلاثي و أما بشأن باقي الجرائد و المجلات فأنت حر بالتعامل معهم
قالت لرئيس التحرير
أنا أحترم رغبتك و سوف أنفذ ما تقول لأنني أحترم كل كلامة تنطق به
و خرج رئيس التحرير و أنا معه من غرفته و بعدها خرجت أنا من مقر الجريدة متوجها لبيتي لكي أجهز لرئيس التحرير صورة صغيرة لي لكي يتم وضعها في الجريدة في العدد القادم و لكي أحصل على قسط من الراحة بعد يوم شاق من العمل و الجهد
و في اليوم التالي كالعادة ذهبت إلى الجامعة و مرت ساعات الجامعة حيث أنني أرغب بالانتهاء من الدراسة و الذهاب إلى مقر الجريدة و أسلم صورتي الصغيرة لرئيس التحرير حيث أنني متفائل لتقدمي في عملي الصحفي و دعم رئيس تحرير الجريدة لي و لحسن الحظ سلمت الصورة لرئيس التحرير و شكرني للغاية و توجهت أنا وهو إلى غرفة تصميم الجريدة لكي تدرج صورتي في الجريدة و انتهى اليوم و في الصباح اليوم الجديد و أنا ذاهب إلى جامعتي أجد أشخاص كثيرين ينظرون اتجاهي استغربت للغاية لهذا الأمر و عند قرب وصولي للجامعة أجد عدة طلاب يجتمعون نحو و هم فرحين و مبتسمين و يقولون لي
أنت صحفي مشهور ..؟؟
أنت تكتب بهذه الجريدة..؟؟
أنت شخصية مهمة ..؟؟
شعرت بالارتباك و لم أعرف ماذا أقول لزملائي الطلاب و بهذه اللحظة أدركت بأنني وقعت في مأزق حيث يبدو أن صورتي و وضعي لأسمي الثلاثي جلب الأنظار نحوي و ركز دائرة الضوء باتجاهي و بعد نصف ساعة من تجمع عدد من زملائي الطلاب تمكنت من الهروب منهم و الذهاب بأسرع وقت ممكن إلى قاعة المحاضرات و إذ أجد فتاة واقفة أمام باب القاعة و هي تبتسم لي و تقول لي
مرحبا يا عزيزي
أرتسم على وجهي الخجل و احمرت خدودي و قالت لها
مرحبا
و بعد تحيتي لها وجدت يدها تمسك بيدي أمام جميع طلاب الجامعة و هي مبتسمة و علامة الفرح و البهجة على وجهها و أنا شعرت بالارتباك و بدأ جسدي يرتجف و قالت لها
عفوا يجب أن أدخل إلى قاعة
و سحبت يدي و دخلت مسرعا إلى قاعة لكي لا أوجه فتاة أخرى تمسك بيدي و ذهبت لكي أجلس إلى أخر مقعد في القاعة لكي أبتعد عن زملائي الطلاب و إذا وجدت أن عدد كبير من زميلاتي الطالبات يتجهون و يجلسون في المقاعد الخلفية و مرت ساعات الدراسة و أنا استلم الابتسامات من هذه الفتاة و تلك و الخوف و الخجل يكاد يقتلني و بعد انتهاء وقت الدراسة
خرجت من القاعة و إذ أجد طالبات من أقسام الجامعة ينظرون نحوي و بدأ علامات الغضب تظهر على وجهي و اختفت علامات الخجل و قالت لهن
يكفي أنتن لا يهمكم من أكون أنتم تعشقون منصبي و عملي
و بعد قولي للطالبات لهذه الجملة وجدتهن جامدين كالصخور و توجهت بخطوات بطيئة لكي أخرج من الجامعة و أذهب لعملي في الجريدة و عند وصولي للجريدة توجهت إلى غرفة رئيس التحرير و دخلت عليه و علامات الغضب ظاهرة بوضوح على وجهي و عندما شاهدني رئيس التحرير أطلع على وجهي و بدا بالضحك و قال لي
جيد لقد تعلم الدرس
قالت له
أي درس تقصد
قال لي رئيس التحرير
أنه درس عن مهنتنا فأنت كاتب ناجح و أتمنى لك التوفيق و لكنك منعزل عن واقع حياتنا و لذلك أدخلتك فيه
قالت لرئيس التحرير
و لماذا أدخلتني فيه
قال لي رئيس التحرير
لأنك سوف تصبح نائبي منذ هذه اللحظة و عليك أن تدرك عملنا
بعد أن انتهى رئيس التحرير من جملته أدركت لماذا طلب مني أن أعطيه صورتي و أن أضع أسمي الثلاثي لأنه أراد أن يدخلني في هذا الدرس و كان قصده أن يجدني أنني أهتم لهذه المهنة أم أنني مهتم بالشهرة و بإعجاب الآخرين بي و الحمد الله كانت مجريات الأحداث معي و حققت النجاح و إيقاف أي شخص عند حده و هذا ما أراده رئيس التحرير أن يعلمني به و لكن بطريقة غير مباشرة
حسين علي غالب- إقليم كردستان المستقل
babanspp@maktoob.com
http://nakeal.myfreebb.com




غير متصل Steven Ninwaya

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 466
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الشخصية المهمة – قصة قصيرة
« رد #1 في: 17:00 11/09/2005 »
قصة رائعة جداً

وبارك الله في هذا الأنسان العملي الناجح في مهنتهِ

والله يرزقُ عبده على نياتهُ

تغاري علىَّ وتخافي مِن كثرةِ صديقاتي
ألا تعرفي يا عمري بأنكِ أغلىَ حبيباتي
فلا تخشي أبداً مِن تزايدِ علاقاتي
فأنتِ دوماً أظلُّ منها اقطفُ ثمراتي