هل من مخرج من المأزق العراقي ؟ والا فالطوفان قادم ؟
المضحك المبكي في المشهد العراقي الكارثي , هو اثارته للدهشة والشفقة واللامعقول , لما اّلت اليه الامور في منعطف خطير , يصعب التكهن بالنتائج , وكأنه ليس للعقلاء حضورا فيما يجري منذ سقوط النطام السابق ,
اليس بالامكان احتواء الازمة وتجاوز المحنة ؟
وكان يجب على العراقيين الاستفادة من الاخطاء القاتلة التي ارتكبها النظام السابق لاْكثر من ثلاثة عقود ,
وتخريب البنى التحتية وتدمير اقتصاد البلد وقتل ابنائه وتشريدهم في شتى بقاع العالم وافساد نفسياتهم الطيبة .
وقد تنفس الشعب الصعداء بعد ان مارس حريته في انتخاب ممثليه في البرلمان والدولة بديمقراطية فريدة من
نوعها على المستوى العربي , فماذا جرى ويجري في العراق ؟ .
يمر البلد في مخاض عسير , فتكالبت عليه قوى الشر في الداخل والخارج من بقابا مجرمي النظام المقبور
ومن والاهم من المستفيدين والوصوليين , اما دول الجوار سوريا وايران والسعودية والاردن والكويت وتركيا
فلكل منها مصلحة معينة في عدم استقرار ه , فايران تهدف الى تأسيس دولة شيعية اسلامية كنظامها , ليشكل
قوسا مارا بالعراق وسوريا حتى لبنان , وسوريا تريد تعويضا لما فقدته من هيبة وعزلة اقليمية ودولية , بعد
طردها من لبنان , ومتهمة في الوقت نفسه في اغتيالات احرار لبنان , وعملت وتعمل بكل جهدها لتعطيل
المحكمة ذات الطابع الدولي, لاْنها تعلم ان مصير حكمها متوقف على ما تتمخض عنه من تبعات حسب الفصل
السابع , وتسليم رموز نظامها لمحاكمتهم وقد تطال رأس النظام نفسه , فلو كانوا ابرياء لسعوا لأنشائها لتبرئة
ساحتهم , اما الاردن المتخوف من الهلال الشيعي فيدفع لتقوية السنة وتأجيج الطائفية , اما السعودية فالسلفيون
من مواطنيها يشكلون العمود الفقري لعناصر القاعدة الذين يقتلون الحياة في العراق دون تمييز بين شيخ او طفل
او امرأة , ومناظر النحر وقطع الرؤوس وتناثر اشلاء الجثث من جراء السيارات المفخخة تدل على همجيتهم
ولا انسانيتهم , فتمولهم ماليا وتصدر لهم الفتاوى لتبرير اجرامهم ,اما الكويت فرغم ادعائها الحياد , لكنها تدعم
السنة وتأجج الطائفية , و معظم دول العالم اطفأت ديونها عدا الكويت والسعودية , فاما هكذا اشقاء والا فلا ؟
اما تركيا المتباكية على تركمان كركوك تتدخل في شؤون العراق الداخلية وقواتها العسكرية محتشدة على الحدود
بحجة ملاحقة حزب العمال الكردستاني .
والحكومة المنتخبة في وضع لا تحسد عليه , فهي ومعها قوات التحالف عاجزة على فرض الامن والنظام ,
لاْن بعض عناصر الجييش والشرطة والامن مع الحكومة نهارا ومع الارهابييين ليلا , فخطط الحكومة مخترقة
والاهالي يؤمنون لهم الماّزى اما تعاطفا او خوفا من شرها .
والمحزن والمؤسف ان بعض العراقييين قد انطلت عليهم اللعبة , فيقفون بالضد من الحكومة التي انتخبوها ,
بحجة طرد المحتلين , واصبح من يقف ضد الامريكان مقياسا للوطنية , فيزيدون الطين بله , ويزداد الوحل ويغرق الوطن ويزداد القتل على الهوية والضغط الطائفي والتهجير القسري للأقليات المسالمة من الصابئة
والارمن والمسيحيين واليزيديين والشبك
فأين يكمن الحل في هكذا مستنقع صعب ؟
الحقيقة المرّة تكمن بقلة الوعي عند القائمين بهذه الاعمال الاجرامية , كالذي شبت النيران في ملابسه فيهرب
ليزيد النار اشتعالا ولهبا , فكيف يفتخر بقتل اخيه العراقي شريكه في التاريخ والوطن والمصير .
وفي الختام نوجه النداء التالي لكل عراقي اشتمّ رائحة العقل اينما كان في الداخل والخارج فالحل بأيدينا وليس
من الخارج ونرى العمل بما يلي :
- لا تسمع لدعاة المقاومة ولا تنخدع بتبريرات جرائمهم .
- اترك لفظة السنة والشيعة , المسيحي والمسلم والصابئي واليزيدي الكردي والعربي . وركّز على العراقي فقط؟
- اخبر عن كل الامور المريبة والمشكوك فيها كالسيارات المفخخة والالغام المزروعة والاسلحة وعن التنظيمات المشبوهة لمساعدة الحكومة في استبباب الامن ومنع الجريمة قبل وقوعها .
- دافع عن جارك وابن محلتك يدا بيد منحدين ضد كل من يحاول الاعتداء بغض النظر عن الأنتماء .
- شجّع الدخول للشرطة والجيش والامن , لحماية الوطن والشعب .
- لا تروّج الاخبار السلبية , وانشر الاخبار الايجابية , التي تقوم بها الدولة من تعمير المدارس والماء والكهرباء والهاتف وتعمير المستشفيات واعمال البلديات .
- لا تنخرط في الميلشيات والتنظيمات مهما كانت الاغراءات المادية والقيادية , ليكون السلطة للدولة .
- لا تشجع او تمارس الكراهية , بل ازرع الحب والنخوة والايثار للنخوة والحماية .
- لا تبخل بالمال والحاجات من اجل الفقراء والمحتاجين , وايجاد الملاذ الآمن للمضطهدين .
- لا تستمع للقنوات الفضائية التي تثير النعرات الطائفية وتنشر الاخبار السلبية فقط كقناة الجزيرة .
- ساهم اعلاميا بفضح الارهاب ومشجعيهم وتنوير المغرر بهم للرجوع للصف الوطني .
- دافع عن العراق والعراقيين ضد الارهابيين بسلاحك او بيدك وان لم تستطع فبلسانك كما يقال .
- احترم القانون ونفذ ما يصدر من تعليمات حكومية على نفسك وعائلتك وحث الاخرين ليحذوا حذوك .
- اعمل بضميرك على مل ما يجمع العراقيين ولا يفرقهم .
- اطرد الغرباء الوافدين من خارج الحدود , فماذا سيفعلون ان لم يجدوا الملاذ الامن لمخابئهم بغية القتل والتخيريب .
- تذكّر كرم وشيمة العراقيين فالاعتداء على الضعفاء من شيّم المخنثين ( ولية المخانثة ) , فمساعدة الضعفاء وحمايتهم من اخلاقهم .
يستشف مما تقدّم ان الحل بيد العراقييين فبالوحدة والتضامن هي العلاج الشافي والطريق القويم للخروج من الازمة المأساة , فالعمل كل من موقعه احزابا ومنظمات ورجال دين وتربويين واعلاميين وكل فرد يستطيع
العمل بجهد صادق لينصب في مصلحة العراق والعراقيين اينما كان , والله من وراء القصد . ومنه العون والفلاح .
بقلم – منصور سناطي