ankawa

الحوار والراي الحر => المنبر الحر => الموضوع حرر بواسطة: كمال يلدو في 17:57 25/12/2017

العنوان: انحناءة مستحقة في رحيل شكرية ككتوما (ام عماد)
أرسل بواسطة: كمال يلدو في 17:57 25/12/2017
انحناءة مستحقة في رحيل شكرية ككتوما (ام عماد)

غادرتنا ليلة الجمعة ٢٢ كانون أول ٢٠١٧ في مدينة ديترويت الانسانة الوديعة والرائعة شكرية حنا ككتوما، عقيلة الراحل عابد أسمرو، ووالدة كل من عماد وعادل وعامل و كفاح وعلاء وسماح وعميد وعاطف وعبير أسمرو.
ومع كل ما يحمله الفراق من حزن والم لوداع لن يعود من جديد، لكنها رحلت بهدوء وسلام وأمان وسط ابنائها ، مغمورة بمحبتهم وأحترامهم ، كيف لا ! وقد كانت هي الخيمة  التي حمتهم وأحبتهم ومنحتهم حنان الأم والأب بعد رحيله، وكانت السماء المعطاء للافكار السامية والطيبة.
ولكل من مر بتربية الابناء والاخذ بيدهم، فإن العناية ب٦ اولاد وبنتين لم يكن هينا أبدا، خاصة بعدما مر على العراق ما مرّ، مما اضطرهم للهجرة وتركه اواخر السبعينات، ليواجهوا عالما أصعب وعلاقات لم تكن سهلة في مجتمع متعدد الثقافات ، وبواقع كان سريع الجريان ويمكن أن يجرف من لم تكن جذوره قوية.
اشتركت هذه الانسانة الطيبة بخصال مع معظم الامهات العراقيات الاصيلات،  في الطيبة والمحبة والتسامح وسعة الصدر وطول البال، كما كانت تعي جيدا ، بفطرتها وحاستها الانسانية الصادقة، بأن طريق الوطنيين رغم صعوباته يبقى هو الطريق الصحيح، ولكل من عرفها عن قرب يعلم بأن مواقفها الوطنية لم تكن عفوية ابدا، فهي كانت تعي جيدا تلك المعادلة السهلة الصعبة، بأن لاطريق لخلاص العراق سوى على يد ابناءه الشرفاء والمخلصين مهما غلت التضحيات وطال الزمن، ومن المؤكد بأن تلك القناعات جاءت من كل تلك المنابع الطيبة،   من عائلتها الكريمة و من مواقف زوجها الراحل عابد اسمرو ومن مواقف أهالي وتأريخ ألقوش النضالي المشرف.
 لقد شهدت كيف نمى عود اولادها وكبر، ومعها مواقفهم الوطنية التي لم تلين، إن كان عماد او عامل، أو عادل  في امتلاكه للمسرح والمايكرفون في معظم النشاطات الوطنية بديترويت،  أما عميد ، فقد تألق ليصبح نجما غنائيا وفنيا تفخر به جاليتنا وكل الوطنيين ، حيث لم يألوا جهدا في اعادة غناء الاغاني الوطنية العراقية  في المناسبات السنوية لاكثر من ٣٧ عاما ، حتى اصبحت على كل الالسن.
لقد كان منظراً مألوفاً أن تجد الراحلة (أم عماد) في اغلب النشاطات والاحتفالات والمناسبات الوطنية إن لم أقل كلها، حاضرة والزهو يملأ قلبها وهي تنظر نحو المسرح، نحو عادل يهز القاعة بالقاءه الشعري الجميل او عميد بغناءه وبمشاركة شقيقه عبير. نعم عائلة كبيرة بمواقفها الوطنية والانسانية النبيلة.
** مواساتي لاخوتي وأخواتي ابنائها وبناتها برحيل امهم الغالية
**التعازي  لكل اهلها وأقربائها وعائلتها وأحبتها
يقيني بأن البذور التي تركتِ خلفكِ، اينعت وستزهر ورودا وطيبا ومحبة....مثلكِ تماماً
لترقد روحكِ بسلام (خلتو شكَرة)....كنتِ لنا  اماً حنونة وجميلة وطيبة
كمال يلدو /٢٠١٧
 ديترويت