عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - ليون برخو

صفحات: [1] 2 3 4 5
1
الأخ حسام سامي المحترم
عيد ميلاد مجيد وعام جديد مليء بالخير والبركة لكم وللقراء الكرام أجمعين.

كنت قريبا من البطريرك شيخو أثناء تواجدي في دير الرهبنة الهرمزدية الكلدانية في الدورة، وكنت أحمل حقيبته في كثير من زياراته، وهذا شرف.

- كان الكلدان ومؤسستهم الكنسية يمرون بعصر ذهبي في عهده، وأتذكر أن الدير كان بالقرب من المعهد الكهنوتي الذي كان يرأسه في حينة القس (حاليا مطران) إبراهيم إبراهيم.
- كانت الرهبنة الكلدانية في عهده في إزدهار كبير. كان يزور الدير مرتين في الشهر ويشترك مع الرهبان في صلواتهم ويحثهم على التشبث بالتراث واللغة والطقوس.
- كان المعهد الكهنوتي الكلداني في فترة ذهبية حقا، حيث كان التلاميذ يتلقون دروسا مكثفة لتملك ناصية لغة شعبهم وكنيستهم وطقوسها وكان التلاميذ متمكنين من اللغة والطقس الكلداني بفنونه وأشعاره وآدابه وأجناسها.
- كان يقوم بالتدريس في المعهد أساتذة كلدان هم عباقرة في اللغة والطقس والتراث وبينهم هنود كلدان لم أر من يتمكن من لغتنا وطقسنا وتراثنا مثلهم.
- كانت مؤسسة الكنيسة الكلدانية موحدة والبطريرك له هيبة أين ما حل، وفي عهده حافظت على وحدتها الطقسية واللغوية والتراثية والإدارية.

بعد رحيله، بدأ الإنهيار، وكان إنهيارا عظيما، ووصلنا الى ما نحن إليه الأن من وضع لا يحسد عليه ابدا ...

تحياتي

2
الأخ حسام سامي المحترم

جعلت القراء يضربون الأخماس بالأسادس لمعرفة ما في ذهنك. شخصيا لم أتفاجأ بأن يتم إستخدام حدث لا بل مأساة بحجم الكارثة في بغديدا لأغراض الإنتقام والتهديد. هذا ليس غريبا.

ولكن لم أتوقع من اي إنسان أي كان حتى أبسط الناس أن ينزل الى هذا المستوى والحضيض الذي لا ينم عن خلق أو سلوك إنساني سليم.

لا علم لي ما في ذهنك، ولكنني قرأت بيانا يوقف شعر الرأس لما وصل إليه من هوان حيث أتى سويعات بعد تقديمه للعزاء في بغديدا الذي بدلا من أن يتخذه خطوة لرأب الصدع والخلاف والفرقة التي سببها نراه يضرب بصورة شبه مبطنة لا تنطلي على أي مطلع، يضرب بطاركة ومطارنة ومن ضمنهم قادة الكنيسة السريانية الكاثوليكية وغيرهم بسهام مسمومة، ولكن السهم سيرتد عليه وبالا.

مع الأسف على مؤسسة الكنيسة الكلدانية وعلى الشعب الكلداني وعلى الخصوص الأساقفة الكلدان، كيف يصمتون عن هكذا تجازو غير أخلاقي وغير إنساني قبل أن يكون غير مسيحي.

كيف يجوز التشهير بالأشقاء من البطاركة والاساقفة وبينهم كلدان ورميهم بتهم خطيرة ودون دليل بعد أن أدى واجب العزاء لكارثة رهيبة حلت بنا.

والله لست أدري.

تحياتي

3
الأخ ديفيد هوزي

إنك تسيء الى البطريرك ساكو كثيرا بخطابك هذا، ومثل هذا الخطاب هو الذي أوقع البطريرك ساكو في الأزمة الشديدة والخطيرة التي يمر فيها.
 
نصيحة أخوية: ناقش المحتوى وكف عن السب والشتم والإساءة والتشهير والتسقيط  والكذب الرخيص لأن ما تكتبه كذب في كذب وهذه كلها مردودها سلبي ومباشر على مستخدمها أولا وأخرا.

ونصيحة أخوية أخرى: إنك تسيء الى الكلدان كثيرا لأن خطابك فيه الكثير من الشتائم والتسقيط والتشهير وفيه الكثير من الكذب الصريح. والأمر متروك لك.

وسترد وربما بسرعة على هذا التعقيب بمزيد من الشتائم والبذاءات والتسقيط والتشهير والكذب الرخيص وبذلك تزيد من سعة قاموس الشتائم الخاص بالكلدان من أمثالك، مع الأسف. وهنا لا أعمم لأن هناك من الكلدان  من يكتبون برصانة وأخلاق عالية وآدب راق وكياسة ويناقشون المكتوب وليس الكاتب والقول وليس القائل.

وأخيرا اؤكد لك أنك لو كتبت مائة تعليق أخر في هذه الصفحة وحسب (أي ضمن هذا المقال فقط)  فأنا لن أتأثر البتة ولن أتزعزع عن مواقفي قيد أنملة لا بل أطلب المزيد والمزيد ، لأنك تجعلني اضحك كثيرا بملىء شدقي.

تحياتي


4
الأخ إسكندر بيقاشا

شكرا للتعقيب المفصل ولكن لم يشف الغليل وأكرر ان المقال والتحليل لا يعكس الواقع السياسي في العراق لأنه يغفق ليس عن كشف الخبايا السياسية في العراق لا بل لا يسلط الضوء على التركيبة السياسية التي لا يحتاج كشفها الى كثير من الجهد. سأعرج على كل نقطة من النقاط التي ذكرتها:

"أره تقريرا تحليليا شخصيا لا يستند الى وقائع ويفتقر الى الموضوعية"


نعم وهذا صحيح لأن المقال أحادي الجانب ويفتقر الى معرفة حتى مبسطة عن ما تسميه المحور الإيراني للأسباب التالية. أولا، أن البطريرك ساكو أقرب ما يكون الى هذا المحور وقادة هذا المحور هم من أصدقائه المقربين، ومن ثم المحور هذا ليس متجانسا والبطريرك خلافه مع ريان الكلداني حصرا وهذا ما أكده في أخر مقابلة له. ثانيا، المحور الإيراني هذا أي الإطار التنسيقي في تحالف وثيق مع الأكراد والتحالف هذا يشمل الحزب الديمقراطي الكردستاني لمسعود بارزاني. وهذا لم تذكره حضرتك، أي أن البطريرك هرب من اللصوص في بغداد ووقع في حضن قطاع الطرق في أربيل. ولم تذكر مثلا الإضطهاد الكبير الذي تعرض ويتعرض له شعبنا في الإقليم على يد الأسايش (أمن ومخابرات البارزاني) والتغير الديمغرافي والثقافي الذي يقومون به، هذا بشهادة تقارير من منظمات حقوق الإنسان الأمريكية والغربية. ولم تذكر أن ثقل شعبنا المسكين في أرض الأجداد هو الأن في إقليم كردستان وعلى الخصوص المنطقة التي هي تحت سيطرة الديمقراطي الكردستاني. فالدفاع عن المسيحية في العراق يبدأ من هناك وليس في بغداد لأن الإقليم شبه مستقل. وتقول إن حزب الاتحاد الكردستاني (الطلباني موال لإيران) وهذا صحيح ولكن الديمقراطي الكردستاني موال لتركيا التي تحتل مناطق شاسعة من إقليم كردستان ويستولي الحزب الديمقراطي الكردستاني على قرانا وأراضينا وكنائسنا ويعيث فسادا في بعض المناطق التي يقطنها شعبنا. هل تركيا أفضل من إيران؟ هل تعلم ماذا فعلت تركيا بالأرمن قبل أيام مع أذربيجان؟ إن كنت حليفا لإيران أو حليفا لتركيا سيان؟ التحليل الذي لا يأخذ سياق الأحداث ويربطها تحليل سطحي وذاتي وتنقصه المصداقية. التقرير متحيز لأن يركز على جانب واحد وحسب ويظهر وكأن البطريرك ساكو في صراع مع إيران، وهذا ليس صحيح. إنه في صراع مع ريان الكلداني ويريد البطريرك أن يكون له ضلع ودور في الكوتا والتعيينات واليد العليا فيما يخص المسيحيين وهذا يرفضه ريان وترفضه الطوائف المسيحية الأخرى، هنا لا أقف بجانب ريان أبدا بل أدينه أشد الإدانة، ولكن هذه لعبة سياسية شريرة يلعبها الكل ومن ضمنها أحزابنا ومواقفها المصلحية البحتة  على حساب شعبنا المسكين.

"وكذلك التشرذم والإختلاف وعدم الإتفاق والإجماع في الصف الكلداني حول ذات القضية"

كيف لا يكون له علاقة، لأن كيف يكون البطريرك في صراع مع ما تسيمه "المحور الإيراني" وهو في نفس الوقت لم يستطع جمع أساقفته وكنيسه وشعبه في صفه. عندما تكون هناك شخصية تصارع محورا مثل المحور الإيراني كما تقول وأغلب أتباعها معارضين لها ولتوجهاتها السياسية ومن ضمنهم الأساقفة وكثير من الإبراشيات الى درجة أن البطريرك الكلداني ساكو لا يستطيع مثلا زيارة ألقوش ولايستطيع ان يزور دير الرهبنة الكلدانية وحتى لم يلتق مع الأسقف مسؤول الإبرشية التي يقيم فيها حاليا ومن ثم هو في صراع مع السفير الفاتيكاني في بغداد ومؤخرا حتى مع الفاتيكان ذاته (إقرأ مقابلته الأخيرة) وكذلك هو في صراع مع أغلب رؤوساء الكنائس ومن ضمنهم الكنيسة السريانية الكاثوليكية التي ربما هي الأن أكبر كنيسة في العراق وله مشاكل مع أغلب الكنائس الأخرى، ومن ثم تقدمه لنا أنه في خلافات عميقة مع المحور الإيراني وهو كان يمتدح إيران في إحدى مقابلاته الأخيرة وزاره السفير الإيراني في أربيل قبل فترة قصيرة. التحليل الموضوعي والنزيه والغير متحيز يأخذ سياق الاحدث برمتها مع متعلقاتها لأن هذه الأمور وغيرها كثير مرتبطة ولا يجوز الإنتقاء من أجل غاية محددة مهما كانت.

"مع هذا حتى تصريحات البطريرك ساكو في أخر مقابلة له شارحا فيها الموقف والخلاف والقضية بالتفصيل يفند ما أتى في هذا المقال من ألفه إلي يائه"


نعم وهذا صحيح لأن البطرير ساكو بعظمة لسانه يقول إن خلافه مع ريان الكلداني في أخر مقابلة له وأنه يريد ان يحد من سعيه الحثيث ليكون ممثلا للمسيحيين، وهذا واضح في مقابلته الأخيرة وحضرتك إعلامي وكتبت مقالا سياسيا تحليليا عن الأوضاع وعن البطريرك ساكو وأنت لست مطلعا على مواقف البطريرك ساكو الذي هو لب الموضوع. في هذه المقابلة يشكو البطريرك من ريان الكلداني كثيرا ويلوم السفير الفاتيكاني وحتى البابا فرنسيس ويومىء أن حتى الفاتيكان قد تركه في العراء لأن لم يحضر أخر إجتماع كبير عقده البابا حيث دعي له كل البطاركة الكاثوليك المشرقيين وفيه إلتقى البابا غريمه بطريرك السريان الكاثوليك ، وفي هذا اللقاء يلوم حتى بابا الفاتيكان لأنه التقى مع ريان الكلداني وإنه طلب من الفاتيكان إدانة ريان الكلداني ولم يقم الفاتيكان بذلك ... تريد إثباتات ولن أمنحك أياها. إبحث عنها. الذي يكتب مقالة تحليلة شخصية ويرى فيها أنها الواقع وهي أبعد ما تكون عن الواقع كان عليه أن يقرأ هذه المقابلة المهمة جدا، ربما أهم مقابلة للبطريرك ساكو، التي فيها ألم وحسرة وحزن ولوم وملامة على ما حل به لأنها تسلط الضوء على الكثير من الحقائق.
 
"أخيرا نصيحة اخوية: لا تكتب عندما لا يكون لديك شيئا لتكتبه. بالنسبة للاكاديمي, الكتابة من دون اسناد ومن دون اثباتات يعتبر انتحارا"


نعم كتابة مقال ما هو إلا تحليل شخصي يفتقر الى السياق وقراءة معمقه للواقع السياسي والواقع العام بصورة معمقة يعد انتحارا، ولكن هذا ليس غريبا فنحن شعب مسكين غلبان ومغلوب على أمره.

تحياتي

5
تحية لكل القراء

وقع في خطأ مني بالامس عندما اجبت على تعليقات الاخوة باسم موقع عنكاوا كوم عوضا عن اسمي الشخصي مما قد يحسب على ان الموقع مسؤول عن الاجوبة. لا استطيع مسحها الآن واعادة كتابتها مرة اخرى بعدما رد على الاخ مايكل والاخ دافيد لان ذلك يقلب الترتيب اي الاقدم قبل الاحدث.
 الخطأ حصل من دون قصد حيث الوقت كان متأخرا, كما واؤكد لكم بانه لم يكن في دمي قطرة كحول واحدة.
 اتقدم باعتذاري لادارة الموقع والقراء الكرام.

اسكندر بيقاشا



الى الأخ مايكل سبي



الخطأ يتكرر للمرة الثانية. لا أعلم ماذا يحدث او ماذا حل ويحل بموقع عنكاوة.كوم. أمرنا لله.

وتعقيبا على هذا الموضوع الذي ومع جلّ احترامي أره تقريرا تحليليا شخصيا لا يستند الى وقائع ويفتقر الى الموضوعية وقراءة جادة للوضع السياسي في العراق ولوضع المسيحيين وطوائفهم الكنسية والمواقف من قضية البطريرك ساكو، وكذلك التشرذم والإختلاف وعدم الإتفاق والإجماع في الصف الكلداني حول ذات القضية ابتداءا من الأساقفة الكلدان والإكليروس وعامة الشعب الكلداني حيث أن المواقف متباينة جدا.

مع هذا حتى تصريحات البطريرك ساكو في أخر مقابلة له شارحا فيها الموقف والخلاف والقضية بالتفصيل يفند ما أتى في هذا المقال من ألفه إلي يائه، ويذكر أسباب للخلاف والقضية لا علاقة لها من قريب او بعيد مع ما يرد في هذا المقال من تحليل شخصي.

تحياتي

6


الزميل الأكاديمي الدكتور صباح قيا المحترم

تحية محبة،

شكرا لمروركم الكريم على المقال وتعقيبكم على الموضوع المهم هذا.

الشتائم والبذاءات التي يحتويها هذا القاموس "كلدانية بإمتياز"، أي أن مستخدميها بعض الكتاب الكلدان وحسب؛ وهنا لا أعمم لأن هناك من الكتاب الكلدان من يكتب برصانة وكياسة بعيدا عن الشخصنة والمباشرة.

وهناك أسئلة محيرة يثيرها هذا المقال أمل أن معشر الكلدان يأخذها في عين الأعتبار لأن أن تكون الشتائم في المنتدى "كلدانية" خالصة يتقاذفها الكلدان الواحد ضد الأخر فلعمري هذا أمر جلل وخطير ومؤشر على أن الكلدان في خطر مميت وفوضى عارمة هم ومؤسستهم الكنسية، لأن ومع شديد الأسف المؤسسة الكنسية وهرمها جزء من هذه الشتائم والتشهير والقذف ومن على المنابر الكنسية.

شخصيا أنا لا أكترث وقد اتفاعل أحيانا مع الأخوة الذي يلجأون الى لغة مشحونة تشوبها شتائم وبذاءات ولكنني لا ارد الصاع بالصاع أبدا، إي إن شتمني "كلداني" وهذا يحدث كثيرا لا أرد بالشتيمة ابدا وحاشى، ولكن أحاول التوضيح.

موقفك بعدم الرد على الإطلاق وترك الاخوة يشتمون وشأنهم يؤيده البحث العلمي في ظاهرة نطلق عليها باللغة الإنجليزية  trolling وأحيانا تترجم الى "الذباب الإلكتروني" حيث يأتي شخص (أو أشخاص) إما بإسمه الصريح ولكن أغلب الأحيان بإسم حركي ويدخل النقاش سلاحه الوحيد التسقيط والشتائم والبذاءات واللغة المشحونة من أجل تشويه السمعة ومن ثم تحويل مسار الموضوع وسياقه ويدخل في الموضوع في عدة تعليقات متعاقبة ومكررة تكتنفها الشتائم للفت الإنتباه، متصورا أن كلما زادت شتائمه وبذاءته، علوت مكانته وزاد تأثيره بينما العكس صحيح تماما لأنه يفضح نفسه لكون الشتيمة واللغة البذيئة والمشحونة من أي أتت ترتد اولا وأخرا على صاحبها.

أرى أن هذا الأسلوب أي عدم الرد على الإطلاق من أنجع الأساليب، بيد أنني أرى أيضا ونحن شعب صغير غلبان ومغلوب على أمره وشعب مسكين أنه علي التفاعل أحيانا لأننا كلنا إخوة كي نستفيد كلنا في محاولة لتنقية الخطاب والتركيز على المكتوب والقول وليس الكاتب والقائل.

وهذه بعض الأسئلة التي تحيرني حقا ولا أستطيع تحليلها او تفكيكها اوتقديم أجوبة محددة عنها:

أولا، لماذا الشتيمة صارت خاصية كلدانية صرفة في المنتدى هذا؟
ثانيا، لماذا الكلدان يشتمون الكلدان في صراعهم المرير مع بعضهم بعضا؟
ثالثا، لماذا الشتيمة تأتي حتى من علية القوم على مستوى البطريرك الكلداني الذي لا يتورع من الشتم والقذف والتشهير حتر بأشقائه رؤوساء الكنائس ومن على المذبح المقدس؟
رابعا، القاموس لا يستثي أي كان يلجأ الى الشتيمة ولكن حتى الأن كل الشتائم الواردة فيه كلدانية وحسب، ولم ألحظ في فترة جمعي لهذا القاموس استخدام هكذا بذاءات من قبل أطياف أخرى او رؤوساء كنائس أخرى (معاذ الله).
خامسا، الغاية هي أن نراجع النفس ونكف عن إستخدام لغة مشحونة مثل هذه ونحاور ضمن المنطق والحجج والأفكار المطروحة.

تحياتي


7
بعد مباركة البابا  لِريّان الكلداني هل بات استبدال البطريرك ساكو وشيكاً ؟

2- وأنتم القوميين ، ألا ترون كم يسهزأ بلغتكم وطقوس كنيستكم ؟ والمثال التالي غيض من فيض :
يعني هل اليوم كْلْ رعايا مال كلدان ، مْنْ يصلي الرمش بالكلداني ؟ بس بالقوش وكم قرى والناس ما يعرفون قيعدين أطرش بالزفة ،
كم شماس يعرف يعلعل وخَلَصْ ! أما هوني يعني هو الرمش مال ناس يشتركون ، فصار إما ينعمل بالسورث و كَرشوني لأن ما يعرفو كلداني و إما يصير بالعربي لأن الناس تشوف معنى هاي الكلمات والصلوات وهيك عميقة ، ما ينرادله فلسفة !
يقول ويحِد : إذا ما تقدسون بالكلداني و سورث ، أنا اترك و أروح كنيسة اللُّخْ !
روح على كنيسة اللُّخْ أنت حر !


الأخ جلال برنو المحترم

بالنسبة لي هذه أهم فقرة في معمعة الشيخ الكلداني هذا. شخصيا لا خلاف لي مع البطريرك ساكو غيرهذه النقطة المهمة جدا ولا أكترث لأي مسائل أخرى وإن عرجت عليها فإنه من باب الشيء بالشيء يذكر.

ما فعله البطريرك ساكو بأهم كتاب تراثي كلداني ومشرقي وهو كتاب ܕܩܕܡ ܘܕܒܬܪ الذي يشير إليه الحديث جريمة نكراء لا يقترفها حتى ألد الأعداء ضد أي شعب وليس شعبهم.

هذا الكتاب الذي يضم في ثناياه أشعار وأناشيد وألحان من أبدع ما سطرته القريحة البشرية يعد وهنا أكاد أجزم اقدم وأهم كتاب تراثي للأناشيد والترانيم ليس في المسيحية بل العالم طرا وهو تحفة نادرة ولم يتم التلاعب به طوال ألفي سنة وحافظ الكلدان والمشارقة عليه ككنز وتراث وجوهرة لا تثمن. وهو كتاب نادر حقا ولا يحمل إسم أي مؤلف لأن جرى جمعه على مدى القرون الثلاثة الأولى للميلاد ثم أضيفت إليه أناشيد شهداء الكنيسة الكلدانية وشهداء المشارقة في القرن الخامس او السادس، ورغم اننا نعرف إسم من ألف أناشيد وأشعار الشهداء إلا أنه عزف عن وضع إسمه على هذا الكتاب، لا بل الكنز الذي لا تملك أي أمة أخرى مثله.

أتى البطرير ساكو حاملا معوله الهدام وضرب الكتاب عرض الحائط وأخذ بتشويهه وتزويره وجمع ومن هنا وهناك نصوصا عربية ركيكة سمجة وكتب إسمه على غلافها ونسف هذا الكتاب التراثي الفذ والفريد. أقسم أن ليس هناك عاقل في الدنيا او شخص له عينان في إمكانه القيام بجريمة مثل هذه غير البطريرك ساكو حيث نسف كتابا تراثيا وهو واحد من أهم كتب التراث في المسيحية لا بل ربما في الأدب العالمي وشوهه وزوره وعربه وفرضه كطقس بدلا من هذا الكتاب الأصيل الذي لغته قريبة من اللهجة المحكية الكلدانية وبجهد بسيط في الإمكان تعميمه وممارسته.

ويأتي البطريرك ساكو يهاجم الشمامسة الكلدان بالفاظ مسيئة ترقى الى الشتائم واليوم يهاجر الكثير من الشمامسة كنائسهم بسبب ما يقترفه من جرائم بحق التراث مثل التي تحدثت عنها الى فضاء مواقع التواصل. إذهب الى الفيسبوك مثلا وترى مجموعات كبيرة من الكلدان قد شكلوا فرقا بنشدون لوحدهم بعد أن لفظهم البطريرك ساكو وأهانهم وشتمهم كم قام بإهانة وتزوير وانتحال اهم وأرقى وأسمى كتاب تراثي يمكلون وهو ܕܩܕܡ ܘܕܒܬܪ وهو بمثابة ܣܕܪܐ ܕܨܠܒܬܐ ܘܣܘܓܝܬܐ ܕܓܒܐ ܕܪܡܫܐ ܘܕܨܦܪܐ.

فقط اقول للبطريرك ساكو وأذكره إن الذي يهين ويهمش ويزور وينتحل كتابا مثل ܕܩܕܡ ܘܕܒܬܪ لا يتورع عن إقتراف أي شيء أخر أبدا والوضع الذي أمسينا فيه لخير دليل.

تحياتي


8

كنت حقا في حاجة الى ابتسامة وضحكة عريضة، لأن اللغة المشحونة التي في ثناياها شتائم وبذاءات وافتراءات وأكاذيب  وعلى الخصوص عندما أكون أنا المستهدف تجعلني أبتسم وأنشرح حقا. شكرا لك.



9

يبدو أن هناك من الاخوة من مسته قائمة الشتائم هذه في الصميم والشتيمة تسيء اولا وأخيرا الى صاحبها والقائمة هذه كلدانية خالصة، أي اصحابها بعض الأخوة من الكلدان وهم يشعرون بكثرة تعقيباتهم أنهم أصحاب أغلبها، وهذا صحيح، وبدلا من أن يتم وقف الشتائم يزيدون منها ظنا منهم أن الإكثار من الشتيمة يردع المقابل. على العكس، التشتيمة تزيد المستهدف إيمانا بموقفه، لأن كل شتيمة من أي أي أتت تعكس صاحبها وترتد عليه. (بالطبع لا أعمم وحاشى أن أعمم لأن هناك من الأخوة الكلدان من يكتب برصانة وأخلاق وكياسة وفن).

ومن ثم، أصحاب الشتائم، ومع الأسف كل الشتائم في الموقع من التي ذكرتها، تعود لهؤلاء الكلدان، منهم من يقول إنه يدافع عن البطريرك ساكو او المؤسسة الكنسية. أظن أن الشتامين على أشكالهم يقعون، والبطريرك مع الأسف الشديد يأتي في اعلى قائمة الذين يشتمون ويقذفون ويشهرون بالأخرين ولم ينج من شتائمه وقذفه وتشهيره حتى رؤؤساء الكنائس الشقيقة ومن على المنابر المقدسة وأثناء تقديم الذبيحة الإلهية.

ومشكلة الشتام أنه يعرف نفسه حيث كلما ذكرت مفردة الشتائم إنبرى وكأنه يقول أنا هو القصود، مثل المريب الذي يقول خذوني، وإلا أنظر كيف رفعوا من هذا الموضوع الخاص بالشتائم التي يقذفها الكلدان الواحد ضد الأخر لكثرة تعليقاتهم حيث عبر عدد قراءه الأربعة الاف (4000) وبهذا بدلا من أن يدافعوا عن قضيتهم وقضية البطريرك يزيدون من طينهم وطينه بلة.


10


فقط للتنوية:

الشتائم والبذاءات التي يحتويها هذا القاموس "كلدانية بإمتياز"، أي أن مستخدميها بعض الكتاب الكلدان وحسب؛ وهنا لا أعمم لأن هناك من الكتاب الكلدان من يكتب برصانة وكياسة بعيدا عن الشخصنة والمباشرة.

هناك أسئلة محيرة منها:

أولا، لماذا الشتيمة صارت خاصية كلدانية صرفة في المنتدى هذا؟
ثانيا، لماذا الكلدان يشتمون الكلدان في صراعهم المرير مع بعضهم بعضا؟
ثالثا، لماذا الشتيمة تأتي حتى من علية القوم على مستوى البطريرك الكلداني الذي لا يتورع من الشتم والقذف والتشهير حتر بأشقائه رؤوساء الكنائس ومن على المذبح المقدس؟
رابعا، القاموس لا يستثي أي كان يلجأ الى الشتيمة ولكن حتى الأن كل الشتائم الواردة فيه كلدانية وحسب، ولم ألحظ في فترة جمعي لهذا القاموس استخدام هكذا بذاءات من قبل أطياف أخرى او رؤوساء كنائس أخرى (معاذ الله).
خامسا، الغاية هي أن نراجع النفس ونكف عن إستخدام لغة مشحونة مثل هذه ونحاور ضمن المنطق والحجج والأفكار المطروحة.

تحياتي



11

الأخ حسام سامي المحترم

ودي أن اؤكد أن بعض الأخوة الذين يدافعون عن البطريرك ساكو يسيئون إليه كثيرا ويزيدون من طينه بلة من حيث يدرون او ربما لا يدرون.

لا يتصور أي منا أن استخدامه للغة مشحونة فيها شتائم كالتي أشرت إليها في المقال وغيرها كثير أنهم بذلك يخيفون الأخر أو يجعلونه يصمت. على العكس، إنهم يقدمون خدمة إضافية للمعارضين لسياسات وممارسات البطريرك ساكو ويمنحونهم فرصة لإبراز سلبياته الكثيرة كا فعلت حضرتك في ردك المعق الذي أنقله في أدناه.

وأضيف، أن الإدارة البطريركية في عهد البطريرك ساكو أكثر الإدارت فسادا – لماذا، لان ليس فيها حبة خردل من الشفافية في كل شيء تقريبا.
وأذكر مثال الأموال الضخمة التي نقل عنه إنه حصل عليها في بداية عام 2014 كمعونات للمهجرين والرقم المذكور هو 50 مليون دولار. ماذا فعل بها؟ هل هناك شفافية في إنفاقها؟ هذا الأموال الطائلة جعلت سياسيا عراقيا يتهمه بسرقة أموال النازحين والإستيلاء عليها، ما حدا بالبطريرك ساكو الى مقاضاته ولكنه خسر المحكمة ودفع أموالا طائلة كتعويض لهذا السياسي. غياب الشفافية، أي عدم معرفة الشعب كيف أنفقت الأموال الطائلة هذه هو الفساد بعينه.

أما كون البطريرك ساكو أعاد النظام للإدراة وأوقف تسرب او هروب الكهنة فهذا قول حق يراد به باطل، لأن البطريرك ساكو هو نفسه قام بتهريب رهبان كلدان وحثهم ومساعدتهم على ترك رهبنتهم الكلدانية والأسماء موجودة لدي، وهو لا يزال يحارب الرهبنة الكلدانية دون هوادة ويستنكف حتى من زيارة ديرها في عنكاوة حيث يقيم حاليا، علما أنه كان تلميذا في ديرها حيث تلقى علومه الأساسية، ولكنه يستنكف عن ذكر ذلك في سيرة حياته.

أما تهميشه وتعريبه وتزويره وتشويهه للتراث واللغة والطقوس الكلدانية فهنا حدث ولا حرج وقد يرقى ما يقوم به الى جريمة إبادة ثقافية لشعبه وكنيسته والمفارقة هي أنه حاليا بين ظهراني الأكراد الذي أستقتلوا ويستقتلون للحفاظ على لغتهم وتراثهم وشعرهم وفنونهم وطقوسهم وقاوموا التعريب الى حدّ الشهادة بينما البطريرك ساكو يقدم التعريب على طبق من ذهب للعرب الذين طردوه من ديارهم.

ولن أتحدث عن الإعلام ومن تجربتي كمحرر حتى قبل فترة قصيرة في وسيلة إعلامية عراقية شهيرة حيث يعمد الصحافيون العراقيون الى الإيقاع به وأستخدامه طعما في اللقاءات الصحافية المتكررة التي يجرونها معه لغرض الإثارة والثرثرة والسبق الصحفي ليس إلا.

أكرر إن الهجوم الذي يشنه الأخوة المناصرين للبطريرك ساكو على الكاتب وليس على المكتوب وعلى الشخص وليس محاججة أقواله له مردو سلبي مباشر على البطريرك ساكو اولا وأخيرا، والأمر متروك لهم. الدفاع عن رجل دين او مؤسسة كنسية لا يكون من خلال الشخصنة وأستخدام لغة مشحونة لإسقاط المتحدث والكاتب بل من خلال الحجة والرد المنطقي على ما يثار من مسائل وحجج.

واللغة المشحونة التي تشوبها إساءات وشتائم ليست غريبة على البطريرك ساكو وأخرها التشهيروالقذف ولإساءة التي أطلقها بحق رؤوساء كنائس شقيقة من على المنبر الكنسي وفي بياناته المتكررة ولقاءاته الصحفية ومنها التهجم على مؤسسة الكنيسة السريانية الكاثوليكية - وهذا لم أتوقعه أبدا - ولكن حال أي لغة مشحونة ارتدت كل هذه عليه وبالا.

تحياتي




 سأجيبك على جميع ما جاء في جوابك على سؤالنا لكم على الرغم من انك واخوتك لم تفلحوا ابداً في الجواب لأن كل ما قدمته لم يكن سوى استعراض لما قدمه غبطة البطريرك لنفسه اما اللمؤسسته فلن تنال منه إلاّ خراباً تلو خراب عدا ما لحق بالكلدان خاصة وبالمسيحيين عامة ... مع هذا سنجاريك لنكشف دجلك وهلوستك ومن معك في نفس المركب . ولنذكرك بالسؤال الذي تتهربون منه جميعكم ايها الفريسيون
  السؤال : اذكر لنا منجزاً واحداً فقط لغبطة البطريرك ساكو على الصعيد المحلي والعالمي لجميع المذاهب والطوائف المسيحية في العراق والعالم ... ولنعطيك فرصة ذهبيّة للفوز بأضافة " اي منجز انساني عملي قدمه غبطته للعالم كلّه " وهنا المعني ( خدماته للشعب والأمة ) فالقائد لم يأتي ليخدم ( حكومته ) وليس ليقدم انجاز يخصها وهذا ما يفعله اليوم ( قادة العراق الديمقراطي الجديد )
1 ) تعيين اساقفة جدد وشطر ارساليات ليس لأجل ( عيون ... ) بل لتشكيل تكتل جديد اسميناه ( تكتل مطارنة بغداد ) يحميه بدل تكتله القديم ( مطارنة الشمال ) الذي استوفى فيه غبطته مصالحه وكان لا بد من ( تشكيل تكتل جديد تابع له كلياً ) هذه المرّة ... وهذا ذات الأسلوب الذي اتبعه في التودد للحكومات السابقة من اجل الحصول ( على ظهر ) يستند إليه حال تنفيذ برامجه ولكيّ يكون هذا الظهر حافظاً له من مجموع الأساقفة ... ولنتذكر ( عهد الكاظمي ) وقضيّة مهدي التي ( طمطمها له الكاظمي ) وكشف ذلك ( بهاء الأعرجي ) واليوم ( نفس القضيّة اثيرت ضدّه وكانت بداية المصيبة لكن حكومة السوداني لم تنتهج ذات المسار الذي انتهجته حكومة الكاظمي فعرف حينها ان ورقته احترقت ) عندما قال له في حادثة زيارة البابا للعراق والمنسق عندما قال ( بهاء : المفرؤوض ان اضرب المنسق ستين قندرة لأنه لم يأخذ البابا لزيارة ضريح الأمام علي ) وكيف خاطبه البطريرك وقتها بعد ان اخرجنا بيانات تنديد ضده فما كان من بهاء إلاّ ان ( يفضح الأتفاق ... نحن سندنا ظهرك فقط ولم نسند ظهور جماعتك ) وهنا يتبيّن انه اشترى الحماية من الحكومة الفاسدة التي هي ذاتها تحكم اليوم . إذاً هذا الذي تعتبره انجاز وتفتخر به ما هو إلاّ تأمين ظهر سيدك ومولاك وراعي حضيرتكم ... لهذا قلنا لك الأفضل لك ان تبقى في الحضيرة ... الآن بدأت تتنصّل من تبعيتك لمولاك بعد ان اكتشفت ضعف دفاعاتك ... اريدك تبقى بطل للنهاية لا تتراجع ليتم تشخيصكم بالتمام ولنرفع اقنعتكم لتكونوا ( فرجة لكل انسان مؤمن حقيقة بالرب يسوع المسيح )
2 ) عندما تتبجّح بقولك ( قاطع دابر المتمردين من الأساقفة ... !! ) تاريخ غبطته منذ كان قساً في كنيسة ام المعونة في الموصل كان معروفاً لدى القاصي والداني انه ( المتمرد البطل على مسؤوليه ) والمحرّض النشط عليهم ... كان يعتمد على دعم السلطات لأسكات افواه الأساقفة والكهنة وياما ذهب ضحيته كهنة !!! وآخر ضحاياه كان البطريرك الكاردينال عمانوئيل دلي
3 ) لقد كان حقوداً وحسوداً ولا يزال ... لا يتوانى من الأنتقام من الآخرين اذا طالت اياديه عليهم ... اما الذين كانوا محميين من اطراف حكومية معيّنه فهو يتجنب الأحتكاك بهم ... ولقد كتبنا عن اسلوبه هذا كما ( عنترة بن شداد حين سألوه عن سر قوّته قال : اراقب ساحة المعركة لأكتشف الضعيف فأغير عليه لأضربه ضربة واحدة فيخاف القوي فيهرب فأنال منه ) ... لم اعرض كتاب المؤرخ ( الأب روفائيل بابو اسحق " النصارى في عهد الخلافة العباسية " اعتباطاً بل ان ما كان في جوهر كتابه من العلاقة بين رجال المؤسسة هو بالفعل ما يحدث اليوم في مؤسستنا الكلدانية مع العظيم من الأسف ) سنعود لنكشف العلاقات الداخلية بمشيئة الرب .
 4 ) السرقات التي تتحدّث عنها تخص المؤسسة ولو كانت تخص ( المؤمنين لكان مشاركاً فيها او على الأقل ساكتاً عنها ) لنذكر اخوتنا القراء الكرام بحادثتين " فضيحتين " فقط : الأولى ( قضيّة اراضي عقرة ) واعظم عملية نصب واحتيال على ( 2000 ) عائلة مسيحية هجّرت من اراضيها وارادت ان تستر على نفسها لتضمن ملجأ آمن يحميها من الهجرة خارج العراق ... وهنا كان دور المؤسسة رائعاً ... لقد روّجت لأراضي عقرة واتفقت مع شركات لبنائها دور يسكنها المهاجرين فجمع ( 2100 ) دولار من كل عائلة اليوم يسكنها اخوتنا من الأكراد ... ولو ضربنا ( 2000 في 4 ) معدل كل عائلة منصوب عليها لكان عدد المؤمنين المغدور بهم ( 8000 ) مؤمن اكثر من 80 % منهم هاجروا خارج العراق فلحقهم غبطته ليرجعهم للعراق ويطلب من السفارات غلق ابواب بلادهم في اوجه المنكوبين ليجعلهم يعانون الأمرين في دول الأنتظار ولتهان كرامتهم اكثر مما اهينت في بلادهم ... فأين صوت البطريرك من هؤلاء ام يعتبرهم ( خرفان حضيرته !! ) بينما ( مرسوم سئ الصيت لأنه يكرّس عبودية المؤمن المسيحي والذي يعبره البطريرك تشريفاً له لكونه يخصّه فقط ... اقام الدنيا ولم يقعدها " يرتضي عبودية المؤمنين لتمجيد ذاته " وفعلها عندما زار قبر ابيه في تركيا ليطلق فتواه في اعتاق الأتراك من مجزرة السفر برلك التي راح ضحيتها اكثر من مليون مسيحي وقتها كتبنا مقالة بعنوان " قبر واحد خير من قبور الملايين من الشهداء " ) وهنا يجب على كل من يقرأ ويبحث ويدرس ان يعلم ان اي مساس بشخص الغبطة يعني ( التجديف على إله تم تعيينه ليجلس على كرسي حكم ) انما لو انقلب العالم كلّه على خرافه فلا مشكلة هؤلاء مجرد ( طليان ونعاج ) وهذا ليس من عندياتي انما موجودة في الصلوات ونشرناها عندما يصلون ( للعذراء مريم فيقولون : اشفعي لنا ايتها النعجة العذراء ام الحمل المذبوح ) فالذي ينزعج منّا عندما نذكركم بأنكم نعاج وخرفان فلا تنزعجوا !! لأنكم كذلك ... حادثة اخرى : عندما سرق قس مبالغ الكفالات وتقدّر بـ ( 500000 خمسمائة الف دولار ) تبرت المؤسسة من سدادها فوقع الفأس بالرأس ( وضاعت فلوسك يصابر ... بين المؤسسة وموظفها الوقور ) ... القس الرائع بينما توّجه غبطته ليعالج الرهبان لأنهم كانوا يوماً ما يعملون مع خصمه فاراد اذلالهم لكن غيرتهم منعتهم السجود له كما فعل ( الضعفاء منهم ) ... وضع حد للكهنة والرهبان الذين تركوا اديرتهم ...!! كان الأولى به ان يضع حداً لحقده ونرجسيته ويتصرّف كقائد وأب مسيحي حقيقي وان يغفر ويحافظ على ابناءه لا ان ينتقم منهم لأنهم كانوا يخدمون مع خصمه ... وما ذنبهم ان كانوا يخدمون برئاسة مطران منافس . نقدم لكم الرابط ( المفيد لتستفيقوا ولست متأكداً من استفاقتكم ( افلحت لو ناديت حياً لكن لا حياة لمن تنادي )
  https://kaldaya.me/2023/09/04/24202     صوت شباب عينكاوا الحرّة
 4 ) ايها المدلّس الصغير . من الذي كانت ولا تزال يده على اوقاف المسيحيين ... فإن كانت قد سرقت فالذي سرقها هو نفسه المتحكم بها ( شطوري عرفت من هو ... "مدلوسي " تصغير مدلّس ... ابو المثل يكول اكعد اعوج واحجي عدل ... ) .
5 ) كشفوها وبدل ان تدخل بجيوب هذولاك ... دخلت بجيوب هذولة ... وعلى هل رنة طحينج ناعم وووو ( مركتنا على زياكنه ) 
 6 ) في عهده انشأت ملاذات آمنة للمهجرين .... ههههه والله ضحكتني ... اي ملجأ تتكلم عنه ... هل هو ( ملجأ مخيم اشتي ... الذي بنته الأمم المتحدة باموال المساعدات لإسكان المهجرين وهو عبارة عن كرفانات ... !! ) اتعرف ماذا كانت نتيجتها : تم تفكيكها جزءاً جزءً ابتداء من ( الكنيسة ثم المدرسة ثم المستوصف ثم المولّدة ... الخ... وفي كل تفليشة كان يهرب اللاجئين إلى ان بقى منهم عدد قليل تم طردهم مباشرةً .. ثم تم بيع الكرفانات ... وسلملي على فلوسها ) . ... وازيدك علماً : لم يتم ايواء اللاجئين إلاّ من المبالغ التي خصصتها دول المساعدة ... وعلماً آخر : اسأل على اول مخاصمة بين غبطته وغبطة البطريرك .... ( على ماذا كانت ) ... اسأله أولست انت ( الخروف من جماعة الخرفان المطيعين في الحضيرة ) قل له : يا سيدي المرجعيّة وابي ومولاي : إذا ماكو زحمة ليش تعاركتو انت والبطريرك .... شنو السبب حتى بلكي نقدر نحلها بيناتكم ... بالتأكيد لو يحترمك راح يكلك ( علمود !!! مال المهجرين !!! مثل الجماعة عندما اقترحوا تقسيم " النفط " تنكة ألك وتنكة ألي ) وبوقتا تذكرت الفلم ( من اجل حفنة من الدولارات ... !! )
7 ) على اساس ماكان احد يعرف بالعالم محنة المسيحيين في العالم ولا العراقيين بصورة عامة ( دودي ... هم نفسهم من صنعوا تلك المحنة ... عبر كلاواتك على الغشمة مثلك )
8 ) وين راحت نادية الأيزيدية التي حصلت على جائزة نوبل للسلام ... اي اهتمام دولي ( لقد كان يستخدم من الدوائر الأستعمارية كونه كان رجلها والمدافع الأول والمستميت على النظام الفاسد في العراق في تحسين صورته امام العالم وهذا ما فعله من استقدام اول رئيس جمهورية " البابا فرنسيس " للعراق كان ورقة رابحة بالنسبة لهم ) ... وبعد ان انتهوا منه " اصبح هذا حاله " مهجراً لا ولن يرى بغداد ولا مقر بطركيته إلاّ بتقديم تنازلات كبيرة وان قدمها سيسقط وان لم يسقط سأبقى خلفه إلى ان اسقطه ... هذا الذي ( سب وشتم الرب يسوع المسيح وجدّف عليه ... ولهذا فالرب " امهله " لكيّ يتّعظ ولكن نرجسيته ابت إلاّ ان يكون هذا حاله اليوم ) هذا الذي استسهل ذل المسيحيين ليمجد نفسه ... لسنا نحن فقط من هجّرنا قسراً لكنه هو من هجّر طوعاً ... والسبب لسانه الذي ( تجاوز به على سيد الأسياد ) ... ( اليوم ارسل له الرب من هو اقل شأناً منه وحكمة وموقع اجتماعي بل اسوء منه في كل شئ ليسلب منه حريته ) ... يقول السيد : ومن لسانك ادينك وافعالك تشهد عليك ... وهذا ما جناه هو على نفسه ولم يجني عليه احد ...
 كل ما اجبت عليه لم يكن إلاّ استعراض قام بها غبطة البيطريرك تمجيداً لذاته ( فقط ) وليس لأي مسيحي او اي انسان لكونه ( لم يتعوّد العطاء ولم يكن لديه اي عطاء بل كان دائماً يأخذ ... وهذه هي صفات المريض النفسي المصاب " بالنرجسيّة " ) هذا ما نشأ عليه غبطته وسيبقى هكذا بل يزداد كلما زاد عمره عظم مرضه .
 المرّة الأخيرة التي اجاملك فيها واخوتك والسبب ان اوصل لأخوتي المحترمين الأفاضل ما لنا وما علينا في كشف الأقنعة الفاسدة وخاصةً ممن يدّعون انهم اصحاب الملكوت وانهم هم من يدخلون البشر إلى جناتهم التي فيها هم المخلدون ...
 واخيراً اختتم مداخلتي الأخيرة بعطر قداسة الرب يسوع المسيح عندما كان يفضح الماكرين والفاسدين من الكهنه والفريسيون المراؤون فيقول لهم : الويل لكم يا معلمي الشريعة " الكهنة الفاسدون " والفريسسيون المراؤون تغلقون ملكوت السماوات في وجوه الناس ، فلا انتم تدخلون ، ولا تتركون الداخلين يدخلون ... الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون تقطعون البحر والبر لتكسبوا واحداً إلى ديانتكم ، فإذا نجحتم ، جعلتموه يستحق جهنم ضعف ما انتم تستحقون ...
 الرب يبارك الأحرار في المسيح يسوع واهل بيتهم وينجيهم من مكائد العبيد وخبثهم ومكرهم
  الباحث في الشأن السياسي والديني والمختص بالمسيحية
 الخادم  حسام سامي 6 / 9 / 2023


12
الدكتور برخو المحترم

دكتور برخو
٣. في القاموس الذي ألّفته في أعلاه، لماذا تغاضيت النظر عن الشتائم والالفاظ غير الحضارية والخارجة عن الاداب العامة التي يطلقها من يشاطرك الرأي على الذين يخالفونك الرأي. لعمري هذه فضيحة لا تليق بأكاديمي، ام حضرتك جرفك تيارهم؟؟ من المعيب ان تسكت على إهانات الخادم، وانا في ردي السابق خصّيتك لكي تكون حكماً في الاتهامات التي يطلقها الخادم من دون ضمير.
 

أخي العزيز سامي ديشو المحترم

قاموس الشتائم "الكلداني" هذا يحتوي على طيف من الشتائم والبذاءات التي تأتي من كل الأطراف الكلدانية المتصارعة من الموالاة والمعارضة ولم أستثن طرفا واحدا على الإطلاق ومن ضمنهم البطريرك ساكو الذي له شتائم أطلقها في المنبر الكنسي والتي لم ينزل الله بها من سلطان. والمفردات أي البذاءت هذه جمعتها من قرأتي للموقع في فترة أربعة أسابيع قبل ظهور المقال. في المصطلح الأكاديمي تعد مجموعة الشتائم هذه بمثابة corpus أي عينة مدتها ونطاقها محددود بالأسابيع الأربعة وموقع عنكاوة وحسب، وتعد كافية للبناء عليها.

أمل أن يُبنى على قاموس الشتائم "الكلداني هذا" ونضيف إليه دون إستثناء أي شتيمة أتت ومن أي كان.

تحياتي

13

أصحاب هذا القاموس هم يقولون لولا مقص الرقيب لقالوا ما هو أكثر ابتذالا، وأستخدمت ضمير الجمع احتراما ولكن المراد واضح وأصحاب هذه الشتائم التي بعضها يعود لكبار القوم ومع الأسف نطقوا بها من على المنابر الكنسية وهو يقيمون الذبيحة الإلهية المقدسة. شيء غريب قد لا نعرفه عن الشتام وهو تشبثه بأنه لا يشتم وأن شتائمه لبن وعسل وينسى أنها تعكس عليه أولا وأخرا:


مستنفع من اوغاد، كلداني شاطح عقله، منافق، منافقون، عهر، عاهر، متملقون، عدو، الخونة المنشقون، خونة، مخرفين، منجرفين، القوميات الصنمية، الحاقدين، المتخلفين، المنبوذين، عجوز، مخرف، عار، متملقون، جاهل، حاقدون، مدفوع الثمن، تبولوا عليها، أرجل الخنازير،  يهوذا، الماكر، جقلمبة، شيطان، عجوز مخرف، أصلع، متملق،  خائن، الماجور،المدفوع الثمن، الجاهل، عار، حاقد، قلم مأجور، كتابات مسمومة،  خرف، المنشقين، الحاقدين، أنذال، مناكيد، المتعجق، هرطقي، متملقون جبناء، مزدوجي القومية، عاهر، عاهرة، الإسخريويطي، الصعلوك، هؤلاء الدجالين، التابع الذليل، عملاء مأجورين، هزة ذيل، هزازي الذيول، العهر، السافل الوضيع، حثالة، القذارة، قرقوز، المهزوز التافه، الخفاش، الشلة التعبانة، العهر والرذيلة، الخفاش الجبان، الوجه القبيح، فليتا، عاصي، عبىء بالخرج، متعفنين، أسفلم (باللهجة الموصلاوية) نتهازيين، عقروب، كلاب تنبح، حقير، أخس، عفن، سافل، دعر، داعر، مدلس، كذاب، كلب مسعور، لا يستحي، ربه الشيطان، قاذورات، الماسوني، عجوز، خادم شيطاني، كلاب، جراوي، يا مذلول، عورتك من البواسير، قذر، معتوه، إسخريوطي، خادم البعث، خادم الشيطان، قرد صغير، الحثالات الكذابيين،الهرطقات، الهرطوقي الزاني مارتن لوثر، كاشف العورات، أحمق،أمعة، طلي، عانس، شمطاء،  فاقد الرجولة، خبيث، بلطجية، انتهازي، قروي متعصب، حقير، القندرجي، الكلجية، أولاد الكلجية، تربية الشوارع النتنة، النعل، خرنكعية، هتلية، لوكية، خرنك، خدم البعل، ورق التواليت، التواليت، بدون غيرة ورجولة، الدمية، القذر، وضيع، ساقط، الوضيع، وقح، الانفصالي، القجغجي، المهرب حمال النعال العتيك، المقيت، الكريه، زوار الفجر، الاستكلاب،  في كل بيت مرحاض، لا يخلو بيت من مرحاض، المتاسلم، الخارجين عن الدين والكنيسة، حسنة ملص، .....
[/color]

14
الأخ قشو ابراهيم نيروا المحترم

تحية طيبة،

شكرا جزيلا للتواصل وأنا معك أن الشتيمة من أي أتت ومعها الأفتراء والكذب الرخيص من أجل التسقيط الشخصي ترتد مباشرة على صاحبها وتعكس معدنه وحسب؛ وكل هذه استفحلت في هذا الموقع وتأتي منا نحن الكتاب في الوقت الذي ندعي أننا ندافع عن الإنجيل والمسيح او المؤوسسة الكنسية. لا أعلم أي إنجيل أم كنيسة تعلمنا الشتيمة بهذا الشكل المبتذل وتعلمنا الأفتراء والكذب الرخيص الذي صار ومع الأسف ميزة للموقع هذا، رغم ما يقوم به المشرفون من جهد كبير لغربلة الخطاب.

ما يحز في القلب أننا نردد كثيرا لولا مقص الرقيب لقلنا أسواء من هذا أو أكثر ابتذالا. أنظر نخشى مقص الرقيب ولا نخشى الله والمسيح الذي يمنعنا من الشتم لا بل يدين الشتامين.

علما أن قاموس الشتم (الكلداني) – الذي جله يعود لعدد محدد من الأخوة الكلدان – في إزدياد وتطور مضطرد، وسأقوم بمراجعته هذا اليوم مع إضافات أخرى من الشتائم الرنانة بعد قرأتي لبعض التعقيبات مؤخرا. مع الأسف.

تحياتي


15
لأخ الفاضل حسام سامي المحترم

شكرا لتعيقباتكم ومروركم الكريم على المقال هذا وأسف للتأخير لأن للتو بدأ الدوام الجامعي والوقت المتاح بالكاد يكفي لتغطية الواجبات.

لن أجزم، ولكن أقول ببعض الثقة إن الكلدان الذين يقفون في صف المعارضة وأنا واحد منهم نكن من الحب والتقدير والوفاء للصرح البطريريكي – بطريركية بابل على الكلدان – أكثر بكثير من الأخوة في الموالاة.

القول إن الكلدان الآن تحت سقف بيت واحد قول لا يعتد به. لم يكن الكلدان بمؤسستهم الكنسية في فوضى عارمة وتشرذم وإنقسام مثلما هم عليه الآن.

ولكن دعني أذكر ببعض المواقف لعل الذكرى تنفع معنا نحن الكلدان من خلال إلقاء الضوء على نقاط ثلاث على سبيل المثال لا الحصر؟

من الذي ينتصر للصرح البطريركي، هل هو الذي يكتب إنشاء جله مديح أم الذي يذكّر الصرح البطريركي أن هناك مسعى من بعض القنوات الإعلامية العراقية للإيقاع به وإستغلال السلبية للإسترسال والتحدث في أي شيء وقول أي شييء دون روية وتأن؟ أقول هذا وانا الى ما قبل فترة وجيزة كنت عضو هيئة تحرير في واحدة من أكثر القنوات العراقية الإعلامية إنتشارا وتأثيرا، وأقسم ان الصحافيين يغرون الصرح البطريركي للظهور من أجل الإيقلاع به وجعله مادة إعلامية لغاية السبق الصحافي والإثارة والثرثرة ليس إلا؟ لن يسمع لي ولكن قد يسمع لأحد الأخوة من الذين يمطرونه بالمديح.
 
من الذي ينتصر للصرح البطريريكي، هل هو الذي لا يكترث ويصمت او إن نطق نطق لإرضاء الذات وحسب، أم الذي يذكره أنه لا يجوز تحت أية ظروف اللجوء الى لغة مشحونة في الفضاء العام، لأن الفضاء العام ملك عام، والعام يحسابنا على أي شيء نقوم به في الفضاء العام. التشهير برؤوساء الكنائس الشقيقة في الفضاء العام – الكرازة او الموعوضة المنقولة بصورة حية أمر لا يقوم به عاقل لأن له تبعات خطيرة، وهكذا وقعت الواقعة والفراق بين الصرح البطريركي ومؤسسة الكنيسة السريانية الكاثوليكية التي لها امتداد واسع في العراق وخارج العراق وهم على طرفي نقيض وهذا لم يحدث في التاريخ المعاصر حسب ظني. لمصلحة من؟ من هو الذي يحب الصرح البطريركي الذي يذكره أن هذا لا يجوز أم الذي يؤجج الوضع؟

 من الذي ينتصر للصرح البطريركي، هل هو الذي لا يكترث للغة وتراث وطقوس وفنون شعبه وكنيسته أم الذي يذكره أن التلاعب  بالتراث والطقس وتأوينه (أي تعريبه وتشويهه وتزويره كما يحدث) أمر جلل وخطير ويرقى الى جريمة إبادة ثقافية لأن التراث هو ذاكرة الأمم والمؤسسة الكنسية وبتأوينه لن تبقى هناك هوية ولا خصوصية كنسية؟ لن أنقل الرد الذي أتي على هذا الموقف من الصرح البطريركي وطريقة هجومه وتوصيفه للكلدان من محبي لغتهم وتراثهم وطقوسهم وفنونهم.

كم أتمنى ان نراجع النفس كلنا بعد النكبة التي حلت بنا وفي المقدمة الصرح البطريركي عسى ولعل يتم إنقاذ شيء ما ، هذا إن بقي شيء يمكن إنقاذه.

تحياتي


16

الأخ جلال برنو المحترم

تنوه في تعقيبك الى خطاب تنسبه للأخ عبدالاحد سليمان بولص. لا تعليق لي على التنويه ولكن أذكّر نفسي اولا وكل قراء الموقع هذا أن للأخ عبدالاحد مقالا أراه واحدا من أهم الخطابات التي ظهرت في هذا المنتدى وامل أن الكل- وكاتب السطور من ضمنهم -  سيقوم بقرأته وتنفيذه لما أتى فيه من معايير أخلاقية مهمة حول الكتابة وكياسة الخطاب:

https://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,368965.msg4330058.html#msg4330058

تحياتي

17

الأخ عوديشو يوخنا المحترم

شكرا جزيلا للتعقيب لا أظن أن إدارة الموقع تتحمل وزر استفحال أمر الشتائم في الخطاب الوارد فيه؛ نحن الكتاب والمعلقين نتحمل المسؤولية أيضا، أولا إنطلاقا من أخلاقنا الإنسانية وثانيا كوننا مسيحيين وأركان مسيحيتنا المحبة والتسامح والغفران. ومن ثم أي واحد منا في إمكانه نقل حججه وأفكاره ومواقفه دون اللجوء الى لغة مشحونة وتجريح وشخصنة ومباشرة.

وأشكرك أيضا لنقلك التقرير الذي كتبته عن زيارتي لقداسة البطريرك آوا من على صفحتي في الفيسبوك، وعذرا لعدم تفاعلي مع التعاليق التي وردت رغم أهميتها وإيجابيتها وذلك لأسباب خاصة، بيد أكرر أنني شخصيا قدمت طلبا للقاء قداسته وسافرت ذهابا وإيابا مسافة حوالي 900 كلم لغرض لقاء قداسته في يوم واحد. وكان لقاء مثمرا جدا ولي عودة إلى الموضوع وسأنشر ذلك في صفحتي في الفيسبوك في مقال منفصل أخر.

تحياتي

18

أسترعي إنتباه القراء الكرام أنني أضفت عدة عبارات نابية "شتائم" الى "القاموس" في المقال وهي ترقى الى الشتائم بعد مروري على التعليقات على المقال.

ويؤسفني ان تأتي هذه العبارات النابية من بعض الكتاب من الأخوة الكلدان وحسب، وهذه ظاهرة يجب الوقوف عندها مليا، لأن قاموس الشتائم في الموقع "كلداني" بامتياز، ولا أعمم ابدا ولكن ما يحز في القلب أن الكلدان يشتمون الكلدان وهذه ظاهرة ومع الأسف الشديد دارجة من قمة الهرم وحتى القاعدة - ولا أعمم بطبيعة الحال لأن هناك من الكتاب الكلدان من يتصف بالرزانة والأخلاق والكياسة في الكتابة وهذا يثنى عليه ولهم أرفع القبعة.

ولكن أن تكون الظاهرة المقيتة هذه شائعة لدى بعض الكتاب الكلدان فقط وأن يكون الهرم مصدرا لها أحيانا، فهذا لعمري أمر جلل ويستحق التأمل والقراءة.

وسأعرج على أغلب المعقبين ومع الشكر الجزيل.

تحياتي

19
لاخ ليون برخو المحترم
بعد التحية
مقتبس من ردك ادناه
لأخ وليد يوحنا بيداويد المحترم
تحية طيبة،
-------------------
الى من توجه ردك اعلاه ومن المقصود بهذا الاسم؟ فانا احترمتك وانت اهنتني بهذا الاسم، لاحظ ماذا كتبت فارجو منك لطفا تعديله او الغاء تعليقك
من ثم ما علاقة الاخ امير بالموضوع؟ فانا لم اقصده لا من قريب ولا من بعيد واحيلك الى تعليقي  لتعلم من المقصود به
تحيتي


أخي العزيز وليد حنا بيداويد،

أعتذرعن السهو الذي حصل وما تراه "إهانة" فأرجو عنه المغفرة لأن الخطأ كان سهوا وغير مقصود، وحاشى لي أن الجأ الى هذا الأسلوب وأكن لكم كل التقدير والاحترام وشكرا لتعقيبكم الأول القيم وكذلك للتنبيه وأنني أكتب هذا الاعتذار والساعة حوالي الرابعة في دبي، أي أجريت التصحيح وكتبت الاعتذار فور نهوضي من النوم.

وذكرت الزميل أمير المالح للتوضيح وحسب وأعلم أن حضرتك لم تقصده. ذكرته كي أوضح أنه لا يتحمل كل المسؤولية، بل نحن الكتاب والمعلقين يقع علينا الوزر الأكبر. ذكرته لإلقاء مزيد من الضوء على ظاهرة الشتم التي استفحلت في الموقع ليس إلا.

وإن لا  زلت ترى، بعد هذا الاعتذار والتوضيح، ان التعقيب غير موائم، فسأقوم بحذفه فورا.

تقبل اعتذاري ومع أطيب التحيات لشخصكم الكريم.

ليون

20
لأخ وليد حنا بيداويد المحترم

تحية طيبة،

ليس دفاعا عن الموقع، لأن مقالي هذا فيه نقد لاذع للموقع ذاته وحتى الأن هناك اقتباس لتعقيب في صفحتي فيه هجوم يرقى الى الشتيمة بحق الزميل أمير المالح، محرر الموقع.

ولكن كي يطلع القراء الكرام أوكد أن لا مدير الموقع وأي من المحررين يربح فلسا واحدا منه؛ إنهم متطوعون ليس إلا، وأن الزميل مالح يعمل ليل نهار بدون مقابل.

أقول هذا وأنا أستاذ في علوم الإعلام والاتصال وفي إمكاني معرفة إن كان موقع مثل عنكاوة يدر ريعا مجزيا أم لا.

إنه لا يدر ريعا مجزيا وكل ريع الإعلانات بالكاد يغطي مصاريف الموقع. وأجزم ذلك.

الموقع ليس فيه تحرير، لأن التحرير يتطلب استثمار ورواتب وهذا ما لا يستطيع الموقع توفيره، وفي غيات التحرير الموقع يفتقر الى المهنية الصحفية، بينها معايير الأخلاق المهنية وتطبيقها يتطلب أخصائيين برواتب مجزية وفي مقدمة الأخلاق المهنية تأتي معايير عدم الشتم والقذف والإساءة الى الأشخاص.

ولكن لدي نصيحة للموقع وأمل أن ياخذوا بها، وهي غربلة التعاليق، أي في إمكان أي أن يعلق ولكن لا ينزل التعليق مباشرة قبل أن يلقي واحد من الأخوة المشرفين نظرة عليه وبعد أن يراه موائما يقوم بإطلاقه. ولكن هذا قد يتطلب جهدا كبيرا وأساسا كل العاملين في الموقع متطوعون دون مقابل. ونحن المعلقون والكتاب من شعبنا قليلو العدد وقد لا نزيد عن أصابع اليدين؛ إذا نحن السبب وليس الموقع.

والشتم والبذاءة صار ظاهرة، وانا حاولت تشخيصها وحسب ورميها على أكتاف أي شخص دون أخذ السياق في عين الأعتبار خطأ.

وكل من يشتم أو يستخدم عبارات مثل التي أوردتها وأنا من ضمنهم فإنه يسيء الى نفسه لأن الشتيمة من أي أتت مردودها سلبي وترتد على صاحبها اولا وأخيرا.

تحياتي


21

لقد أثار الأخ كوركيس أوراها منصور موضوعا في غاية الأهمية في سلسلة تعقيب ردده في أكثر من مقال، ولم يقف عند هذا الحد بل إتخذ موقفا وهو مغادرة الموقع احتجاجا، ونِعمَ ما فعل.

وأنا أتفق مع الأخ كوركيس أن استخدام عبارات مثل التي ذكرها لا تليق وغير مقبولة أبدا، بيد أنني أرى، وأمل أن يتسع صدره، أنه يكيل بميكيالين، حيث لا  يذكر ما يأتي من مصطلحات وعبارات غير مقبولة بالمرة لا بل قد تكون أكثر نابية من التي ذكر أن الأخ سردار يكتبها، وهنا أقصد ما يردده الطرف الأخر من لغة مشحونة وخطاب غير مقبول بالمرة في توصيف القائل والمتحدث وليس القول والحديث.

من الذي أساء الى والد كاتب هو في ذمة الخلود على ما أظن وفي هذا  المنتدى دون دليل متهما أياه بأنه كان يتعاون مع "زوار الفجر" فقط بسب خلاف فكري؟

كم كاتب هنا يستخدم عبارات  مثل "عاهر" و "عاهرة" و"داعر" و"داعرة" توصيفا لأخوة لهم فقط لأنهم يختلفون عنهم حجة وفكرا؟ أليس توصيف من نختلف معه بأنه"عاهر" أو "عاهرة" مساو لا بل أسوأ من التوصيف الذي أدانه الأخ كوركيس وبسببه قرر مقاطعة الموقع؟

لدي ما قد يرقى الى قاموس يضم في ثناياه مجموعة من الشتائم والبذاءت التي لم ينزل الله بها  سلطان، ومع الأسف هذه ترد في خطاب إخوة كلدان، والأخ كوركيس يؤيدهم  واحيانا يرددهم، في توصيف إخوة لهم كلدان أيضا، ويُحشر معهم حتى البطريرك والأساقفة والكهنة. وأسرد هنا بعض ما يرد في قاموس الشتائم "الكلداني" – أي بعض الأخوة الكلدان – وهو ليس إلا غيض من فيض ما جمعته حتى الأن من خلال قرأتي للموقع في حوالي أربعة أسابيع وحسب:

مستنفع من اوغاد، كلداني شاطح عقله، منافق، منافقون، عهر، عاهر، متملقون، عدو، الخونة المنشقون، خونة، مخرفين، منجرفين، القوميات الصنمية، الحاقدين، المتخلفين، المنبوذين، عجوز، مخرف، عار، متملقون، جاهل، حاقدون، مدفوع الثمن، تبولوا عليها، أرجل الخنازير،  يهوذا، الماكر، جقلمبة، شيطان، عجوز مخرف، أصلع، متملق،  خائن، الماجور،المدفوع الثمن، الجاهل، عار، حاقد، قلم مأجور، كتابات مسمومة،  خرف، المنشقين، الحاقدين، أنذال، مناكيد، المتعجق، هرطقي، متملقون جبناء، مزدوجي القومية، عاهر، عاهرة، الإسخريويطي، الصعلوك، هؤلاء الدجالين، التابع الذليل، عملاء مأجورين، هزة ذيل، هزازي الذيول، العهر، السافل الوضيع، حثالة، القذارة، قرقوز، المهزوز التافه، الخفاش، الشلة التعبانة، العهر والرذيلة، الخفاش الجبان، الوجه القبيح، فليتا، عاصي، عبىء بالخرج، متعفنين، أسفلم (باللهجة الموصلاوية)، حيديقة حيوانات (توصيف للكتاب المقدس ونبوءة إشعيا)، أهل الكهف (توصيف للكلدان المحبين للغتهم وتراثهم وطقسهم)، نتهازيين، عقروب، كلاب تنبح، حقير، أخس، عفن، سافل، دعر، داعر، مدلس، كذاب، كلب مسعور، لا يستحي، ربه الشيطان، قاذورات، الماسوني، عجوز، خادم شيطاني، كلاب، جراوي، يا مذلول، عورتك من البواسير، قذر، معتوه، إسخريوطي، خادم البعث، خادم الشيطان، قرد صغير، الحثالات الكذابيين،الهرطقات، الهرطوقي الزاني مارتن لوثر، كاشف العورات، أحمق،أمعة، طلي، عانس، شمطاء،  فاقد الرجولة، خبيث، بلطجية، انتهازي، قروي متعصب، حقير، القندرجي، الكلجية، أولاد الكلجية، تربية الشوارع النتنة، النعل، خرنكعية، هتلية، لوكية، خرنك، خدم البعل، ورق التواليت، التواليت، بدون غيرة ورجولة، الدمية، القذر، وضيع، ساقط، الوضيع، وقح، الانفصالي، القجغجي، المهرب حمال النعال العتيك، المقيت، الكريه، زوار الفجر، الاستكلاب،  في كل بيت مرحاض، لا يخلو بيت من مرحاض، المتاسلم، الخارجين عن الدين والكنيسة، حسنة ملص، .....

وعذرا لأنني أيضا مقل وأعزف حاليا عن الكتابة أو التعليق في الموقع لأن فيه من الشتائم والبذاءات ما لا أظن يقبل في نشرها أي موقع رصين أخر.

تنبيه الأخ كوركيس  في محلة وموقفه مقاطعة الموقع صائب ولكن يجب ان نأخذ في عين الأعتبار السياق بمجمله.

وقد يأتيني بعض الشتم بسبب هذا المقال، ولكنني على المستوى الشخصي لا أكترث البتة بل ابتسم لأن الشتيمة من أي أتت مردودها سلبي وترتد على صاحبها اولا وأخيرا.

تحياتي

22
ا
شاعر مبدع وشخصية كلدانية رائعة، لا بل قدوة لما يجب أن يكون عليه المثقف الناضج الذي يترفع عن استخدام لغة مشحونة وإن دخل في النقاش والجدل فإنه يناقش ويجادل الحديث وليس المتحدث، والأقوال وليس القائل، ويتجنب المباشرة والشخصنة.

كانت مشاركتك، زميلي العزيز د. قيا، في محلها وأظهرت القلب الكبير الذي تملكه والذي يسع كل مكونات شعبنا بإختلاف التسميات والمذاهب.

ولا أظن أن مثقفا بقامتك وطبيبا ماهرا حاصلا على زمالة الكلية الطبية الملكية البريطانية سيكترث للترهات والمهاترات، أنتم أرفع وأسمى من ذلك.

وقد طرق سمعي كلام طيب عن الصالون الثقافي الكلداني وكيف صار بيتا يأوي كل الأطياف. وما شدني مما سمعته هو ترديدك، كما في المقال، أنك تشعر بحرج لأنك لا تتقن لغتنا الأم، هذا لوحده كاف لأنه حافز لنا كلنا أن نحافظ على لغتنا وتراثنا وفنوننا وطقوسنا التي في مجملها تشكل أرقى ثمار الحضارة الإنسانية وتؤلف ركنا أساسيا من هويتنا الوطنية وخصوصيتنا الكنسية؛ وشكرا لجعل هذا النقطة في رأس النقاط التي قدمتها كحل للمحنة الكبيرة والفوضى العارمة التي تعصف بالكلدان وعلى الخصوص مؤسستهم الكنسية وهرمها في مقالك المحوري لا بل المفصلي الذي كتبته مؤخرا:

https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1045928.0.html

وشكرا للموضوع القيم الذي يقدم دليلا على ان المثقف الكلداني له حضوره في كل مكان وهو جزء حيوي من الشعب الذي ننتمي إليه بإختلاف مكوناته.

تحياتي

23
كل ترجمة تعتبر خيانة، كونها لا تعطي المفردة او الجملة او كل النص المعنى الحقيقي المراد في النص الاصلي

هذا اقتباس جزئي للنص الأصلي وهو:
Translation has often been regarded as an act of 'betrayal', for the impossibility of transferring the exact same messages between different languages. Yet, if seen for what it really is – the road to cross-cultural understanding and communication – translation can be valued for bridging the gaps between human beings

سأعزف عن ترجمته لأنني على وشك سفر طويل، ولكن العبارة المحك هنا هي "cross-cultural understanding and communication "
ومن ثم كما تلاحظ فإن مفردة خيانة betrayal قد وضعها الكاتب بين علامتي التنصيص المفردة، بمعنى أن هذا قد لا يصح وإن صح فإنه يتعلق بأحوال التواصل والصراع بين الحضارات والثقافات المختلفة.

هنا نحن نتحدث عن ثقافة متداخلة ومتواصلة ولهذا فإن مفردة "سيف" هي واحدة في الأرامية واللهجة المحكية الكلدانية وكذلك العربية واللغات السامية الأخرى.

وأضيف الحديث ليس حول التفسير. أنت تفسر وهذا حقك والتفسير ذاتي. الإشكال في نقل النص وأقتباسه. عندما نقتبس علينا أن نقتبس بصورة صحيحة وأن لا نتلاعب بالنص الأصلي. إن وضع كلمة السيف بين قوسين كما فعل البطريرك ساكو يوقعه مباشرة في فخ plagiarism مرتين ويجعل الخطأ فادحا جدا لأنه لم يتلاعب بالنص وحسب بل وضع مفردة النص الأصلي بين قوسين وصار التزوير واضحا وضوح الشمس،  لأن القوسين نستخدمهما في الإقتباس لغايات أخرى؛ أقول وفي نفسي حسرة وألم إن مبتدئا في الكتابة الرصينة والبحث الأكاديمي لن يقع في خطأ مثل هذا؛ وهو غيض من فيض، والأدلة والشواهد على ذلك كثيرة جدا. هذا بيت القصيد.

والنص الارامي الذي أوردته في نهاية ردي هو ذاته او قريب جدا من النص الذي كتبه متي، لأن متي كتب إنجيله بالأرامية، ومن هنا ليس هناك مشكة في "cross-cultural communication": ܐܗܦܟ ܣܦ̮ܣܪܐ ܠܕܘܟܬܗ. ܟܠܗܘܢ ܓܝܪ ܗܢܘܢ ܕܦܣܩ ܣܝܦܐ ܒܣܝܦܐ ܢܡܘܬܘܢ.

الرصانة العلمية والأكاديمية تتطلب إيراد النصوص مثلما هي عند الاقتباس وعدم التلاعب بها، ومن ثم نفسر، والتفيسر ذاتي في الغالب ولأنه ذاتي لدينا مذاهب متعددة للدين الواحد وكل منها يعتقد أن تفسيره للنص الأصلي الذي لا يتلاعب به هو الصحيح؛ وهذا شأن طبيعي لا بل جزء من الطبيعة البشرية.

وشكرا للتعقيب الهادىء.




24


الأخ نافع توسا المحترم
بعد الاستئذان من الأخ جلال برنو

تحية طيبة،

أظن هذه اول مرة لي أقراء لحضرتكم في المنتدى. وما كان لي أن أعقب على ما أتيتم لولا ما بدا لي أن حضرتكم تحاول منح ردكم مسحة أكاديمية من خلال إتيان ترجمتين بالعربية والأنجليزية ومن ثم الإشارة الى النص الأرامي غير المرفق. وانا أعقب، أحسب أن حضرتك تتقن الأرامية.

بدءا أقول، أكاديميا لا يجوز التلاعب بالنصوص عند إقتباسها، ولا يجوز مد النصوص او مطها لغايات خاصة او شخصية. كل تلاعب بأي نص من خلال الإقتباس نطلق عليه في العرف الأكاديمي  plagiarism  أي سرقة او إنتحال وهو جرم إن إقترفه أي أكاديمي او صاحب شهادة أكاديمية رصينة عقوبتها قاسية جدا – في أقل تقدير، يطرد من الجامعة ولا يعتد بشهادته.

يؤسفني القول إن البطريرك ساكو يتلاعب بالنص الإنجيلي هنا وهو يقتبس، وهذه حالة خطيرة وغير مقبولة أكاديميا، ولا أظن سيقترفها من يقول إنه يحمل شهادة دكتوراه دولة من جامعة سوربون؟؟؟

ومع جل إحترامي، فإن التلاعب بالنصوص التراثية منها وغيرها يبدو أنه صار أمرا طبيبعيا وصفحات الكتب الطقسية المعربة الأخيرة مليئة بالتزويروالتحريف والغش ولغتها ركيكة هزيلة لا تستحق حتى القراءة – أمر عجيب وغريب، كيف يحدث هذا والله لست أدري.

نعود الى النص بالأرامية (السريانية) وترد فيه مفردة السيف بصيغتين: ܣܦ̮ܣܪܐ (مرة واحدة)  و ܣܝܦܐ (مرتين) حسب المخطوطة (أنظر النص في أدناه)، ولكن هذا لا يعني إختلافا في الترجمة لأن المرادفتين لهما معنى واحد تقريبا، فقط الأولى ܣܦ̮ܣܪܐ تشير الى نوع خاص من السيوف وهي السيف الذي أستخدم في حينه وهي السيوف الصغيرة التي ممكن وضعها في غمد يعلقه الشخص في خصريه او على رقبته، والمفردة الثانية ܣܝܦܐ هي generic أي اسم جنس حيث تشير الى السيوف بغض الطرف عن نوعها او حجمها.

وغمّدْ السيف (فعل غَمَدَ) هي مكان السيف، وغَمَدَ السيف معناه أعاده الى مكانه. وفي الارامية هناك عدة مفردات تدلل على مكان السيف الذي يحمله الشخص أي "الغمد" ومنها: ܠܒܼܝܼܫܬܵܐ ܕܣܲܝܦܵܐ، ܬܹܐܩܵܐ، ܬܸܬܼܩܵܐ، ܟܵܒܠܵܢܵܐ، وغيرها، إلا أن النص الأرامي إرتاء عدم ذكر المفردة ولكن ܐܗܦܟ ܣܦ̮ܣܪܐ ܠܕܘܟܬܗ معناه أعده الى غمده بالضبط.

المترجم بالعربية أصاب لأن قوله "أغمد سيفك" هو ذات المعنى بالإنجليزية “put your sword back into its place”  وهو ذات المعنى بالأرامية "ܐܗܦܟ ܣܦ̮ܣܪܐ ܠܕܘܟܬܗ" وفي اللهجة الكلدانية التي كان يتلى فيها الإنجيل قبل عميلة التأوين الهدامة والمشؤومة كان النص هكذا "ܡܕܪ ܣܝܦܐ ܠܕܘܟܬܗ."

إذا، ليس هناك أي نص في اللغات أجمعها وعلى الخصوص الأرامية التي قيل أن متي كتب إنجيله فيها يقلب كلمة السيف الى "الظلم" كما فعل البطريرك ساكو. من الناحية العلمية والأكاديمية هذا عمل خطير ومستهجن ولا يقترفه صاحب شهادة رصينة بمستوى بكلورويوس. وهذه ليست أول مرة، وحدث هذا أظن قبل أيام عندما قلب نص "الإبن الضال" The Prodigal Son على عقيبه؛ شيء مؤلم وخطير وغير مقبول ابدا، وهنا اتحدث كأكاديمي وحسب.
كان في إمكان البطريرك أن يقتبس النص كما هو دون تلاعب او تزوير ومن ثم يفسر، لأن التفسير ذاتي، رغم، حسب فهمي، فإن سياق القول لا ينطبق على الوضع المحزن والأليم الذي هو فيه، لأن المسيح عندما أمر بغمد السيف وحذر من أن "من يأخذ بالسيف بالسيف يهلك" معناه أن المسيح رغم الظلم الفظيع الذي وقع عليه لم يرد ان يرد الإساءة بالإساءة بل ركن الأمر الى الله وقبل الواقع وكان تقريبا طوال الوقت صامتا رغم الظلم الفظيع ومن ثم فاز وكان فوزا عظيما.

وهاذ النص الأرامي للآية:
ܐܗܦܟ ܣܦ̮ܣܪܐ ܠܕܘܟܬܗ. ܟܠܗܘܢ ܓܝܪ ܗܢܘܢ ܕܦܣܩ ܣܝܦܐ ܒܣܝܦܐ ܢܡܘܬܘܢ.

شكرا لسعة صدرك وتحياتي


25


الزميل الدكتور صباح قيا المحترم

تحية طيبة

كل يوم يمر ويظهر صواب تحليلك. وما شدني وصفك للأزمة او المحنة الكبيرة التي يمر بها البطريرك ساكو ب "العراك الصبياني" وتفسيرك الواقعي لهذه العبارة ذات الوقع.

كم كنت أتمنى أن يكون للبطريرك ساكو مستشارين أكفاء يقرأون ما يكتبه ويحددون ما ينطقه كي لا يقع في مطبات كبيرة مثل هذه وأخرها سلسلة الرسائل المفتوحة التي أرسلها لرئيس الجمهعورية وفيها من العبارات ما يرقى الى حدّ الشتم والقذف وبالإسم الصريح. ألا يعلم أنه لا يجوز مخاطبة مسؤول بمستوى رئيس الجمهورية بسلسلة رسائل مفتوحة وفيها لغة مشحونة وركيكة وهزيلة بهذا الشكل؟ في الحقيقة لا يجوز لشخصية محترمة أن تكتب مثل هذه الرسائل لأي كان.

ألم يقرأ الدستورالعراقي الذي يمنح رئيس الجمهورية صلاحيات واسعة وانه لا يجوز إهانته، بينما البطريرك ساكو يرسل رسالة بعد أخرى وفي كل واحدة منها يزيد من محنته وطينه بلة، بينما رئيس الجمهورية صامت لا يكترث له -  أظن نشر توضيحا او توضيحين فقط بلغة تتغلبها الدبلوماسية. في إمكان رئيس الجمهورية إقامة دعوة قضائية ضد البطريرك ساكو وله كل المقومات لذلك وهذه المقومات منحها له البطريرك ساكو على طبق من ذهب. البطريرك بكثرة بياناته وتصريحاته ومقابلاته وظهوره الإعلامي مثله مثل الذي يرمي على قدميه.

وتحول الأن هذا العراك الصبياني الى عراك بين المؤسسات الكنسية في العراق واليوم لا تؤازره في ما يقوم به أي مؤسسة كنسية عراقية بصورة صريحة وأخرها  هناك تلاسن بين المسيحيين الكاثوليك أي مع السريان الكاثوليك الذين لا يستسيغون ما يقوم به البطريرك ساكو، وهم شريحة كبيرة وواسعة في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن وفي الشتات.

بعد ان شتت البطريرك ساكو الكلدان – وهذا واضح وضوح الشمس – حيث لم يلتئم الأساقفة لمناصرته لا بل أغلبهم التزم الصمت – وهو صمت من ذهب في رأي – ومنهم من نشر ما يومئ الى خلاف حاد.

لو إستأتس البطريرك برأي لجنة أسقفية مع مستشارين قانونيين لما وقعنا في هذا المحنة الكبيرة.

وقس على ذلك بقية الأمور الخلافية الأخرى منها الظهور المتكرر والممل والذي لا داعي له إطلاقا في الإعلام، وكذلك الموقف من اللغة والتراث والطقوس والثقافة والآداب الكلدانية، وكما تعلم الكلدان محبون للغتهم وتراثهم ويحزنهم كثيرا أن يتم تشويهها وتزويرها وتغريبها وتعريبها ضمن حملة كبيرة بدلا من الحفاظ عليها وعصرنتها وتحديثها بلغتها.

والحديث يطول، ولكن أزيد من الشعر بيتا، رغم أن هذا أمر شخصي. في مستهل التسعينيات كانت وكالة رويترز العالمية الشهيرة تطلب مني أحيانا الذهاب الى أربيل لملاقة الزعماء الأكراد. وألتقيت الكثير من الشخصيات السياسية الكردية من الطرفين البارزاني والطلباني، وإن لم تخن  الذاكرة أظن أنني التقيت برئيس الجمهورية الحالي الذي كان واحدا من الشخصيات السياسية المهمة في الاتحاد الوطني الكرستاني. إنه عصامي وشهم وقوي الشخصية ومثقف من الطراز الأول ودبلوماسي محنك – أقول هذا من باب أعرف خصمك أي أعرف عدوك إن أردت مصارعته – وهذا كان شأن أغلب الشخصيات الكردية من الاتحاد الوطني الكردستاني، حيث إنهم مثقفون ومطلعون وملمون ودبلوماسيون يوزنون كلامهم بدقة ويتصرفون بحنكة وحكمة وأضف الى ذلك أنهم علمانيو وليبراليو المنحى، عكس جماعة البارزاني بالضبط أي جماعة الديمقراطي الكردستاني حيث تغلب عليهم العشائرية والعصبية القبلية وكذلك نسمة من السلفية الصوفية لأنهم أساسا أصحاب طريقة صوفية إسلامية خاصة بهم. ولهذا إنهم سيتستغلون البطريرك لتبرئة ساحهم من الاضطهاد المروع الذي أوقعوه على الأقليات ومنهم المسيحيين وقراهم وأراضيهم ومناطقهم وغيره وتقارير منظمات حقوق الإنسان الغربية المستقلة تشهد على ذلك. في اللحظة التي تنتهي مصالحهم، لن يكترثوا للبطريرك ساكو البتة لا بل قد يتعاونوا مع الحكومة المركزية إن لم يكف العراك الصبياني هذا لمحاسبته حسب القانون.

شخصيا أقف مع البطريك في محنته الكبيرة هذه والتي أغلب الظن هو خلقها لنفسه بنفسة ولكن دائما أسال نفسي من هو الخصم في هذا العراك الصبياني: هل هو رئيس الجمهورية، الحشد الشعبي، الحكومة العراقية، المحاكم العراقية، ريان الكلداني، الأحزاب الشيعية، الأحزاب السنية، السريان الكاثوليك (الذين يصارعهم اليوم)، رؤوساء الكنائس العراقية، رؤوساء الأحزاب،  الكلدان وأساقفتهم وكهنتهم ورهبانيتهم وهم أظن الأغلبية وهم اليوم صامتون، و ....

ألم يكن الأجدر بالبطريرك أن يعتكف في ألقوش وفي دير الرهبان الكلدان كما كان يفعل أسلافه حتى في رياضاتهم الروحية؟ ولكن هل يستطيع أن يذهب الى ألقوش او الدير الكلداني؟ وضع خطير جدا الذي نحن فيه والله الساتر وكم أتمنى أن يدرك البطريرك أن وضعه لا يحسد عليه وكم أتمنى أن يجلس جانبا ويترك شأن المؤوسسة الكنسية الى لجنة أسقفية لإدارة الدفة والسفينة تواجه عاصفة هوجاء ربما لم نشهد لها مثيلا في التاريخ المعاصر.

تحياتي


26

أخي جلال المحترم

" هل أنت متغرب وحدك في أورشليم ولم تعلم الأمور التي حدثت فيها في هذه الأيام." المسألة لم تعد مناصرة البطريرك ساكو ضد الشيح الكلداني او ضد رئيس الجمهورية او ضد الحكومة الفاسدة والميليشيات الفاسدة.

مع الأسف البطريرك ساكو في صراع مع الكل وحتى مع نفسه، وأخرها أنظر ما يشبه الحرب الإعلامية المقدسة بين من؟ بين الكاثوليك في العراق، حيث أقحم البطريرك ساكو نفسه في صراع مع السريان الكاثوليك وهم شريحة كبيرة في العراق وخارجه في معركة صبيانية لا تنم عن خلق، وإلا كيف يهاجم الكاثوليك، رعايا وأتباع ورؤوساء، بعضهم بعضا بهذا الشكل المهين وفي بلد مثل العراق. متى كنا هكذا؟

وكيف لبطريرك وكاردينال صاحب شهادتين للدكتوراه؟؟ وعدة شهادات ماجستير يتهم وفي الإعلام العراقي أقرانه من رؤوساء الكنائس المسيحية بينهم بطاركة بمقام منصبه وبينهم بطاركة أعلى من منصبه أنهم يتلقون الرشاوي وتم شرائهم بالمال من قبل الميليشيات؟

ومن على المنابر وفي القداس اليوم يتبارى رؤوساء الكنائس الكاثوليكية وغيرها في العراق على شتم وإهانة الواحد الأخر:" هل أنت متغرب وحدك في أورشليم ولم تعلم الأمور التي حدثت فيها في هذه الأيام." الذي يحدث يندى له الجبين ولا علاقة له من قريب أو بعيد بالمسرة والبشارة او الدفاع عن المسيحيين اوالنضال من أجل المواطنة والديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والمساواة!

والله لم أكن أحسبني أحيا الى زمن يسيء فيه بطريرك الى نظرائه البطاركة ورؤوساء الكنائس بهذا الشكل ويقحمنا في صراع صبياني يتحول الى ما يشبه حرب خطابية وكلامية مقدسة بين الكنائس في العراق وخارجه يتبارى فيه البطاركة والمطارنة والقسس والرعية.

قولك سليم: "التضامن يكون مع الكنيسة وليس مع البطريرك."

تحياتي


27

الأخ جلال برنو المحترم

لا أظن يقبل أي مجتمع أو مؤسسة او شعب ربط مصيره بمصير شخص واحد كائن من كان، ولهذا تعمد الدول المتمدنة الى تحديد او تقليص فترات الرئاسات والإدارات.

قد تختلف أوضاع المؤسسات الدينية، ولكن لا يجوز إخفال حقيقة أن هناك خللا كبيرا في الإدارة البطريركية الحالية. تشير الى بعضها، وهناك الكثير من الأمثلة الأخرى التي تدعمها.

الوضع في مؤسسة الكنيسة الكلدانية خطير، وأظن ان أفضل حل هو أن ينفذ البطريرك ساكو العهد الذي قطعه على نفسه وعلى الملأ ومن خلال تأكيدات أطلقها والتي قد ترقى الى القسم وهو أنه سيغادر لا محالة منصبه حال بلوغه ال 75 وها هو قد وصل تلك العتبة – مع دعوتنا له بالعمر المديد – وهناك شريحة كلدانية كبيرة تتوقع منه تنفيذ وعده.

البطريرك ومع الأسف يتعامل مع العالم والحكومة والسياسة وكأنه يتعامل مع الكلدان وتراثهم ولغتهم وطقوسهم حيث يهدم ويلغي وينسف ويزور ويشوه وينتحل ويعرب ويغرب ومن ثم يطبع كتب منتحلة ويضع إسمه عليها في حملة ربما لم يشهدها أي شعب أخر لتشويه التراث واللغة والطقوس والفنون الخاصة به والتي تعد من أرقى ثمار الحضارة الإنسانية لأي شعب في الدنيا وتشكل ركنا مهما من أركان هويته الوطنية وخصوصيته.

ولكن هناك نقطة مهمة جدا، التي لوحدها كافية كي يجلس جانبا ويترك الأمر لمجمع من الأساقفة الأكفاء لإدارة شؤون مؤسسة الكنيسة الكلدانية التي تمر في أزمة وموجة عاصفة أخشى إن إصراراه على البقاء سيؤدي بها الى كارثة لا تحمد عقباها.

هذه النقطة تخص وضعه النفسي حيث هو يقول بملىء فمه بأنه "عصبي" المزاج وفي مكان أخر يقول "إن طبعي سريع الانفعال" و "أسلوبي شخصاني وتلقائي". هذه ليست صفات قائد ابدا حتى على مستوى مدير ابتدائية.

ولهذا لم يتمكن من إدارة الأزمة الطاحنة الحالية خارج نطاق العصبية والنرجسية والإنفعال والشخصنة والتلقائية، حيث التهديد وصل الى رئيس الجمهورية – كما تكتب – وفي تقريبا كل بيان له هناك تهديد واتهامات خطيرة وقذف مباشر وحتى أحيانا شتم لخصومه ومعارضيه وبالإسم الصريح.

الوضع العصبي والإنفعال السريع والنرجسية والأسلوب الشخصاني والإنتقائي  جعله ينطق أو يكتب أمورا عير مقبولة  وغير عقلانية في إمكان معارضيه وخصومه تقديمه الى المحاكم بتهمة القذف وبسهولة وكسب الحكم بيسر لا بل إيداعه السجن إن أصروا على ذلك، ليس في بلد مثل العراق بل حتى في بلد مثل السويد، لأن القذف الذي يستخدمه مباشر وشخصاني وليس عمومي دون تحديد الإسم. هذا أمر خطير جدا.

لا أريد أن أتي بأمثلة ولكن هناك العشرات من الأمثلة التي تقع في خانة الشتم والقذف المباشر بالإسم التي تمكن المستهدفين تقديمة الى المحاكم. لذا يجب إيقاف هذا وبالسرعة الممكنة لأن البطريرك حاليا ضحية أقواله وبياناته وفي إمكان خصومه استخدامها لإبتزازه وبسهولة.

تهديد رئيس الجمهورية وأكثر من مرة بهذا الشكل الصريح وفي الإعلام غير مقبول، وحدة العصبية والنرجسية جعلته لا يسعى الى مساومة او حل وسط، بل التهديد المباشر حتى بالإتكاء على الأجانب الذين لا ولن تهمهم شخصية دينية لا حول ولا قوة لها؛ ما يهمهم هو مصالحهم وحسب.

لا أعلم كيف لبطريرك وكاردينال أن يجاوب صحافي في لقاء تلفزيوني بما معناه أنه لم يأت من وراء البعير بل له شهادتين للدكتوراة. هذا معيب، ولكن العصبية والنرفزة الشديدة والنرجسية المبالغ فيها تجعله كثير من الأحيان أن ينطق او يكتب أمورا غير مستساغة ليس في العرف الدبلوماسي بل في عرف الحديث الشعبي العادي.

ومكوثه في أربيل خطأ كبير لأنه منح المصداقية للأسايش (الميليشيات الكردية) التي تعذب شعبنا وتنتهك حرماته وما يحدث في منطقة نهلة حاليا لخير دليل، وما أصدرته منظمات حقوق الإنسان المستقلة الغربية عن الإظطهاد الكبير الذي تتعرض له الأقليات على أيد الأسايش لدليل قاطع أخر.

كان على البطريرك ألا ينزل الى مستوى الشيخ ريان، صاحب الميليشيا. إنه أرفع مقاما، ولا يتهم أساقفة ورؤوساء كنائس عراقية ومن منبر تلفزيوني شهير أنهم يتلقون رشاوي منه دون دليل مادي، لأن في إمكانهم الأن مقاضاته، ولا يهاجم الناس بالإسم الصريح ولا يهدد رئيس الجمهورية ومن أين؟ من أربيل، حيث خصومه اللدودين الذين سيتغلون مكوثه بين ظهرانيهم لتحقيق مأربهم وحسب ومن ثم لن يكترثوا حبة خردل له.

وأذكر البطريرك أن الاعتداد بالشهادات لا ينفع في عالم اليوم، عالم الثورة الرقمية وثورة الذكاء الإصطناعي، لأن يتذكر هو وأخرون كيف أن جامعة الموصل في السبعينيان والثمانينيات من القرن المنصرم لم تعترف بشهاداتهم الفاتيكانية ولم تقبل تعينهم على ملاك الأساتذة الجامعيين، بمعنى أن شهاداتهم  للدكتوراة التي حصلوا عليها من الفاتيكان كانت أقل شأنا من شهادة الماجستير العراقية التي تمكن الحاصل عليها الإنضمام الى الهيئة التدريسية في الجامعة.

ولا أتحدث عن شهادة الدكتوراة الثانية من سوربون لأن إن كانت دكتوراة دولة – كما يدعي – فهذا يعني ان مدتها حوالي أربع سنوات، بينما سيرته الذاتية تظهر أن الفترة بين حصوله على شهادة الماجستير، حسب سيرته الذاتية التي كتبها هو بنفسه، وبين حصوله على ما يدعي أنه دكتوراة دوله هي سنتين، وهذا أمر أقل ما يقال عنه إنه غير عادي.

ومن ثم لا أعلم لماذا يحذف البطريرك ساكو من سيرته الذاتية السنين الست التي أمضاها في دير الرهبنة الهرمزدية الكلدانية، بينما الذي كان أستاذا لنا، أي لي وله، كان عالما من أبدع العلماء الذين أنجبتهم الرهبنة اليسوعية، وعلم في سماء الإستشراق على مستوى العالم، وهو الراهب الكلداني بول نويا. هل كره الرهبنة الكلدانية وصل به الى هذا الحد؟ والرهبنة الكلدانية، شأنها شان التراث ولطقوس واللغة والفنون الكلدانية وجمهرة من الإكليروس الكلدان،ي ضحية من ضحايا سنيه العجاف على قمة هرم مؤسسة الكنيسة الكلدانية.

https://saint-adday.com/?p=2820

أكرر مرة أخرى أن الوضع خطير والكلدان مشتتون جدا وصاروا مجاميع منهم من يقف في صف البطريرك وأخرون في صف المعارضة، وحتى الإكليروس منقسم.

رحمة بالكلدان وبمؤسستهم الكنسية يا غبطة البطريرك. إمنح الدفة لأخرين عسى ولعل ينقذون ما يمكن إنقاذه بعد الخراب الذي حل في السنين العجاف العشر الأخيرة.

تحياتي


28
الزميل الأكاديمي الدكتور صباح قيا المحترم

تحية طيبة،

شكرا جزيلا للحوار المتمدن والحضاري المتسم بالكياسة وآداب الكتابة والمخاطبة، وعلى الخصوص الذي دار بينك وبين صديقنا العزيز الأستاذ شوكت.

هناك الكثير ما يجب قوله حول مقالك المهم هذا، ولكن اسمح لي بدرج نقطة ربما كانت غائبة في النقاش حتى الآن، وهي بالطبع لا علاقة مباشرة لها بالنقاط المهمة التي أثرتها.

هذه النقطة تتعلق بمقر الكرسي البطريريكي الخاص بكنيسة المشرق الكاثوليكية الكلدانية.

قد يخفى على البعض أن بغداد لم تكن المقر الرئيسي للبطريركية الكلدانية وأن بين 24 بطريريكا على خط كنيسة المشرق الكلدانية، لم يتخذها مقرا إلا أربعة منهم.

وأول من نقل الكرسي البطريركي الى بغدان كان البطريرك مار يوسف السابع غنيمة وذلك في حوالي منتصف القرن العشرين، وقبلها كانت الموصل هي المقر البطريركي وسبق الموصل كمقر للبطريرك الكلداني ديار بكر، وسعرت، وسلاماس، وأورومية وقوجانس (لفترة قصيرة)، حسب ما لدي من مصادر.

هذا دليل ان المكان (المقر) لم يكن ذو أهمية بالغة بالنسبة للبطاركة الكلدان بل الإنجازات ويأتي في مقدمتها تلك التي تعزز هويتهم الوطنية وخصوصيتهم المشرقية الكنسية المتمثلة بلغتهم وطقوسهم وفنونهم وآدابهم وثقافتهم، وأهمية ومكانة أي بطريرك تنبع من مساهمته في تعزيز هذه الأركان وليس من المقر الذي أدار دفة المؤوسسة الكنسية منه.

تحياتي


29

الأستاذ الدكتور صباح قيا المحترم

تحية طيبة،

هذا المقال هو الوحيد لا بل النص الوحيد من قبل أكاديمي كلداني يضع النقاط على الحروف من دون أن تغلبه العواطف والذاتية والانحياز غير الموضوعي في قضية خطيرة، لا بل محنة كبيرة نمر فيها.

وهذا عدا ما كتبه ثعلب البراري (صاحب نقطة الصفر) في مقال له يدعو الكلدان الى دراسة السبب والمسببات (السياق) الذي أوصل الأمور الى ما نشاهده اليوم، ومقال أخر نقله المنبر عن الدكتور فراس لوقا إضافة الى بعض الأستثناءات النادرة الأخرى، فإن أغلب ما قرأناه في رأي لم يتجاوز الإنشاء العادي.

يجب أن نقرأ الأحداث بعيون حادة لأن الوضع خطير وأكثر من خطير، لا بل نحن في محنة كبيرة جدا، نتيجة عدم قرأتنا المعمقة للأحداث وما وراء الأحداث.

وسأتي الى مقالك في تعقيب أخر إن سنحت لي الفرصة والوضع لأن الوضع رغم خطورته فهو مؤلم، ولكن لنأخذ الأستقبال الحافل للبطريرك ساكو عند وصوله لأربيل. إنه إستقبال يثلج الصدر من ظاهره، ولكن هل لنا أن نناقش ما في باطنه، أي أن نتعمق أكثر وندرس الأسباب والمسببات – حسب ثعلب البراري – لهذا الاستقبال الأسطوري وفرش السجادة الحمراء؟

أكراد أربيل في خلاف ربما وصل الى خلاف وجودي مع أكراد السليمانية، هذا اولا. أكراد أربيل – جماعة البارزاني متحالفين مع السعودية والإمارات، وأكراد السليمانية – جماعة الطلباني متحالفين مع إيران، هذا ثانيا. الطيف السياسي العراقي معقد جدا ويحتاج الى روية وحكمة لسبر أغواره، هذا ثالثا. فترى أن أربيل والسليمانية على خلاف حاد قد يفلت من عقاله في أي لحظة. وثمة الطيف الشيعي متحالف مع طيف أكراد السليمانية، وكذلك هناك جماعات سنية عربية قليلة متحالفة مع أكراد أربيل، وهناك جماعات سنية كثيرة متحالفة مع أكراد السليمانية.

أي عاقل ذو عينين أظن سيرى في الأستقبال الحافل للبطريرك ساكو أن أكراد أربيل يبحثون عن مصلحتهم أولا وأخيرا– وهذا جزء من السياسة لا غبار عليه – وذلك من خلال إستقبالهم الحافل للبطريرك، الذي ليس حبا بالبطريرك والمسيحيين بل نكاية بأكراد السليمانية وجماعة إيران، ورئيس الجمهورية من السليمانية.

وإن لم يكن هذه التحليل صحيحا، ليوقف أكراد أربيل أي الأسايش – أجهزة سياسية أمنية مخابراتية عسكرية مشتركة تابعة لأربيل  – إضطهادهم للمسيحيين في منطقة نهلة، وهذا يجري على قدم وساق وعندما حطت طائرة البطريرك في مطار أربيل كان ولا يزال الاضطهاد قائما. هذا فقط مثال بسيط. سؤال: هل سيصدر البطريرك بيانا يدعو حكومة أربيل لإيقاف اضطهادها الفضيع للمسيحيين في سهل نهلة؛ هذا فقط في سهل نهلة ولن أتحدث عن مناطق أخرى.

والبطريرك استجمع قواه من ظاهر الاستقبال هذا وأكد هو بنفسه على ذلك والذي أنا أرى أنه جرى لغاية في نفس إقليم كردستان. ففي مؤتمره الصحفي – كعادته مع الأسف – وضع شروطا غير قابلة للنقاش، وهاجم رئيس الجمهورية العراقية بعبارت غير مقبولة دبلوماسيا وأدبيا، وعرج على الشيخ الكلداني وميليشياته مرة أخرى بتوصيفات نابية أنا لا أقول ليست صحيحة ولا تتطابق مع الواقع، ولكن أي مسؤول له ذرة من الدبلوماسية واللياقة الأدبية لما تفوه بها في مؤتمر صحفي وعلى الهواء.
 
وثمة، وقد لا يعرف أغلب شعبنا، هل تعلم عزيزي الدكتور، كمّ التقارير الدولية التي نشرتها منظمات حقوق الإنسان الغربية والأمريكية وتتهم الأكراد وأسايشهم بإضطهاد الأقليات وعلى الخصوص المسيحيين وحصرا في سهل نينوى والمناطق التي هي خاضعة لحكومة أربيل؟ هذه التقارير متوافرة على الشبكة العنكبوتية وبعضها خطير جدا. هل سنحصل على بيان من البطريرك يندد بهذه الممارسات كما ندد وبشدة وبطريقة غير دبلوماسية ولبقة برئيس الجمهورية العراقية ونعته بصفات غير حميدة ....

هذا ما كان في جعبتي وليكن الله في عون الكلدان ....


30
المنبر الحر / رد: طلب كشف (IP LOCATION )
« في: 09:42 22/06/2023  »
ههههههههههههههههههههههه



عمة (عينك) زيد ..
[/size]


أي والله الف مرة عمة عينك. عذرا هذا قولك عن نفسك وليس قولي. ووصفك بقهرمان الشتائم ليس قولي بل قول صاحب القلم الأنيق والنظيف الدكتور صباح قيا. وهكذا حتى نفسك لم تفلت من شتائمك  وتختفي خلف اسم مستعار مستخدما ذات الشتائم التي ترددها بإسمك الصريح
ألم أقل إنك تشتم نفسك أيضا.


31
المنبر الحر / رد: طلب كشف (IP LOCATION )
« في: 07:24 22/06/2023  »
وانا لم ولن اهاجم ابينا الباطريرك، حتى لو لم اتفق بجزيئة فساختلف كأبن واخ له في كنيسة المسيح وليس بوساخة وسفالة مثل البعض
ولم اشتم نفسي ابدا يا كذاب بل اعطيت الحرية لمن يريد ان يقول طز،  والطز هنا حالة من الاستياء الذي لا يفهمه دكطور اكاديمو بحجمك
اما عن الاسم المستعار،  فهذا لا انت ولا غيرك يمنعه طالما هو مسموح في الموقع

هناك الكثير مما يستدعي أن أسترعي انتباه القراء إليه، ولهذا قد أحتاج أكثر من تعقيب.

تقول إنك لا تشتم نفسك. أنا أقول هذا ليس صحيحا بل تشتم نفسك بطريقة مبتذلة ومهينة، وهذه صفة في الغالب ترافق الشتامين الكبار من أمثال قهرمان الشتائم في صفوف الكلدان؛ رغم أن الشتيمة هي اولا وقبل أي شيء أخر صفة ملازمة لمطلقها وتعكس من هو.

وتقول إنك لم تشتم المطارنة الكلدان والبطريرك الكلداني. صحيح أنك فقط قلت إنهم فتحوا ابواب أبرشياتهم لكل الاوغاد، ويصافحون الأوغاد وأيديهم نجسة لأنهم يصافحون الأوغاد وكل واحد منهم إله. أنت لا تعتبر هذه شتيمة لأنك شتام والشتام يرى الشتائم حسنة.

 وأخير وليس أخرا، أنك ضمنيا تعترف أن David Hozi هو أنت، أي قهرمان الشتائم. أنا لست ضد أن تستخدم اسما مستعارا، بل ضد أن تستخدم الاسم المستعار كواجهة للشتائم والبذاءات. هل تعرف مقدار الشتائم والبذاءات التي أخرجها David Hozi أي زيد ميشو من فمه خلال أسبوعين فقط رغم أن لم يكن فيها أي جديد لأنها جزء من قاموس الشتائم لصاحبه قهرمان الشتائم؟ وهل تعلم يا زيد يا قهرمان الشتائم كمّ الشتائم التي اطلقتها أنت بالذات في حق الأسماء المستعارة في الموقع لأنهم فقط يستخدمون الأسماء المستعارة؟


32
المنبر الحر / رد: طلب كشف (IP LOCATION )
« في: 23:22 21/06/2023  »

لم يكتف قهرمان الشتائم بإسمه المعرف فظهر بإسم مستعار. هذا أنت قهرمان الشتائم بإسم مستعار، هذا أسلوب الشتامين لأنهم لا يرتوون من الشتم بإسمهم الصريح فيلجأون ألى اسم مستعار. من اول ظهور لك بهذا الإسم كنت معرفا بالنسبة لي: قهرمان الشتائم بإسم المستعار.

33
المنبر الحر / رد: طلب كشف (IP LOCATION )
« في: 20:35 21/06/2023  »
ليون برخو.. ليش الكذب والتدليس،

ليس هناك أي كذب أو تدليس. قل لي أي من الشتائم والبذاءات في "معجم الشتائم" لصاحبه "قهرمان الشتائم" لم ترد أغلبها على لسانك في شتم الكلدان؟

وفي مقال أخير لك شتمت الصامتين من الكلدان وبينهم الأساقفة الكلدان الصامتون ووصفتهم "بالأوغاد والانتهازيون" وفي متن المقال وتلعيقاتك ما لم ينزل به الله من سلطان.

ولكن الطامة الكبرى والتي جذبت إنتباهي إنك قلبت على عقب كشتام من الطراز الأول أي "قهرمان الشتائم" بحق الكلدان قلبت 180 درجة حيث اعتذرت للصامتين وهاجمت البطريرك، أي إنقلبت الآية والشتيمة، لأنه استقبل وفدا من الحركة الديمقارطية الأشورية وهذا الدليل:


كلمة واسحبها...موقف والغيه..الم واخدره..  مقال واعتذر عنه
اساقفتنا الاجلاء
من قرا هذا المقال فلينهيه بكلمة طز بكل كلمة فيه وبصاحبه
افتحوا ابواب ابرشياتكم لكل الاوغاد، صافحوهم وان نجست اياديكم،  تعاملوا معهم وان قبلتم خيراتهم على مضض
المهم كونوا عادلين ولا تفرقوا بين وغد ووغد،  كل منكم قائد واله ولا اله في كل ابرشية غير الاسقف،  ولا اله يعلو رؤوسكم

ليس هذا فقط بل نشرت تعقيبا على الخبر في الموقع البطريركي بهذا المفهوم، أي شتمت البطريرك في عقر داره. وأحتفظ بنسخة من تعقيبك.

وهذا ليس كل شيء، بل وصلت كقهرمان للشتائم الى درجة شتم الذات، أي أنك حتى بدأت تشتم نفسك، وهذا أعلى وأرفع درجة في سلم الشتمية، كما تفعل في الإقتباس في أعلاه وأماكن أخرى بشكل أكثر وضوحا.

أما القسم، فأنت أقسمت بالإنجيل والصليب أن تكون وفيا؟ قل هل كان القسم في الهواء الطلق، أم انك أقسمت للهواء الطلق كي تكون وفيا؟

وأكرر:
السؤال، لماذا الشتائم صارت خاصية لخطاب بعض الكلدان من أمثال هؤلاء يوجهون شتائمهم ضد الكلدان حصرا؟

والسؤال الأخر، لماذا فقط الكلدان يظهر في صفوفهم شتامون في هذا الموقع من دون مكونات شعبنا الأخرى؟

34
المنبر الحر / رد: طلب كشف (IP LOCATION )
« في: 10:22 21/06/2023  »

السيد نيسان المحترم

صحيح هذه ليست صفحتنا ودخلنا دون استئذان ولكن لأن الصفحة مفتوحة للنقاش فمعناه من حق أي قارىء أن يدلو بدلوه.

وعذرا لأنني فهمت أن حضرتك قد لا ترى القسم مهما. وشكرا للتوضيح.

هناك فرق بين القسم لصدام حسين كز عيم دكتاتوري لنظام شمولي، والقسم على الإنجيل والصليب في كنيسة.  وهناك فرق بين القسم الرسمي والقسم العادي الذي قد نقوم به في حديثنا العابر. دائما السياق هو الذي يحدد أهمية أو عدم أهمية ما يقع من حدث. القسم لصدام حسين شيء، والقسم على الأنجيل والصليب في كنيسة شيء أخر. والقسم بالشرف او الكتاب الذي يراه المرء مقدسا في السويد شي، والقسم لصدام حسين شيء أخر.

وشكرا مرة أخرى للتوضيح وأنا مدين لك للتعقيب على النقطتين الأخريين لاحقا بعون الله.

تحياتي

35
المنبر الحر / رد: طلب كشف (IP LOCATION )
« في: 09:04 21/06/2023  »

السيد نيسان، شكرا للمداخلة.
 
لدي تعقيب على أهمية القسم. حضرتك لا تراه مهما، ولكن لا أهمية فوق القسم حتى في الدول العلمانية الحديثة. نكث القسم، أي كان، وفي أي مجتمع غربي حاليا جريمة يعاقب عليها القانون بشدة ودون رحمة. وهناك أمثلة كثيرة لسياسين كبار وأناس أصحاب شأن خسروا كل شيء وأختفوا عن الأنظار بعد أن تبين أنهم نكثوا القسم الذي أدوه.

ولأهمية القسم، حتى الدول العلمانية تفرض على موظفيها القسم على ما يرونه مقدسا من كتاب او نص. العلماني في السويد مثلا يقسم بشرفه، وهذا يرقى الى القسم لدى المتدين الذي يقسم على كتابه المقدس.

النقطتان الأخريان قد أعرج عليها لا حقا.

36
المنبر الحر / رد: طلب كشف (IP LOCATION )
« في: 07:26 21/06/2023  »
مو قديمة شوية ليون؟ عندك جديد؟

يا زيد يا "قهرمان الشتائم" – هذه الصفة  أطلقها عليك الزميل الدكتور صباح قيّا ولست أنا ولكنها في محلها تماما لأنك بإمتياز قهرمان البذاءات والشتائم.

وأنظر كيف وصفت الأساقفة والكهنة والرهبان الكلدان الصامتين بأنهم "أنذال  وأوغاد" لأنهم لم يقفوا في صف البطريرك في صراعه مع الشيخ ريان الكلداني وثم رجعت ووضعت حتى البطريرك في تلك الخانة.

 وبسببك وأمثالك صارت المقولة المأثرة للزميل الدكتور صباح قيا واقعا وهي "لا تعول على الكلدان كثيرا لأنهم سيخذلونك لأول وهلة."

وفعلت ذات الشيئ مع رجل دين كلداني أخر وأقسمت أمامه بالصليب والإنجيل على البقاء وفيا وانقلبت عليه، رغم أن لا تقسم باسم الله بالباطل" واحد من وصايا الرب العشرة. هل تريدني أن أنشر صورتك وأنت تؤدي القسم واليمين على الإنجيل والصليب أمامه للبقاء وفيا وعدم الخيانة، وعندما سنحت الفرصة وجهت سهامك من الظهر؟


37
المنبر الحر / رد: طلب كشف (IP LOCATION )
« في: 22:27 20/06/2023  »
سيد ليون عجيب امرك، 

المريب (قهرمان الشتائم لدى الكلدان دون منازع) لم يتحمل ساعة حتى ورفع يده وقال: "أنا هو. أنا الذي أشتم الكلدان بأساقفتهم وبطركهم وكهنتهم. أنا الشتام صاحب قاموس الشتائم لدى الكلدان."

38
المنبر الحر / رد: طلب كشف (IP LOCATION )
« في: 19:26 20/06/2023  »

"هذه المُلة العجيبة الغريبة !"

والله صدقت:  https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1045278.0.html



السؤال، لماذا الشتائم صارت خاصية لخطاب بعض الكلدان من أمثال هؤلاء يوجهون شتائمهم ضد الكلدان حصرا؟

والسؤال الأخر، لماذا فقط الكلدان يظهر في صفوفهم شتامون في هذا الموقع من دون مكونات شعبنا الأخرى؟

39
المنبر الحر / رد: طلب كشف (IP LOCATION )
« في: 18:02 20/06/2023  »

لا اظن ان من صالح ادارة الموقع فسح المجال لكل من هب ودب ان يسيء الى اعضاء الموقع بصلافة وقلة الادب كما جاء في المقتبس والمئات من امثاله.

ادارة الموقع مطالبة بوضع حد لمثل هذه التجاوزات.
[/size]

الأخ عبدالاحد سليمان المحترم

هل هذا يشمل ما  يخصكم من أمور تراها مسيئة وحسب؟

ماذا عن هذا القاموس من الشتائم والبذاءات التي تقريبا كلها وردت من طرفكم في غضون الأسبوعين الماضيين فقط، أي الطرف المناصر للبطريرك ساكو، وهي شتائم لم ينزل الله بها من سلطان، وادرجت فيها بعض المسبات التي وردت على لسان البطريرك ساكو ذاته من على المذبح المقدس وهي يؤدي الذبيحة الإلهية. هذه تبقى  سمن وعسل ونسيم وكأنه المسك بالنسبة إليك، بدليل إنك لم تنتقدها لا بل كنت تشيد بالتعليقات التي تحتويها. أما لأن هناك بعض الكلمات تراها مسيئة وهي لا ترتقي الى هذه المعجم الرهيب من الشتائم، والتي لم تتنتقدها، هنا تطلب من إدارة الموقع التدخل. في أدناه بعض النماذج وهي غيض من فيض لأن في حوزتي المزيد:

مستنفع من اوغاد، كلداني شاطح عقله، منافق، منافقون، عهر، عاهر، متملقون، عدو، الخونة المنشقون، خونة، مخرفين، منجرفين، القوميات الصنمية، الحاقدين، المتخلفين، المنبوذين، عجوز، مخرف، عار، متملقون، جاهل، حاقدون، مدفوع الثمن، تبولوا عليها، أرجل الخنازير،  يهوذا، الماكر، جقلمبة، شيطان، عجوز مخرف، أصلع، متملق،  خائن، الماجور،المدفوع الثمن، الجاهل، عار، حاقد، قلم مأجور، كتابات مسمومة،  خرف، المنشقين، الحاقدين، أنذال، مناكيد، المتعجق، هرطقي، متملقون جبناء، مزدوجي القومية، الإسخريويطي، الصعلوك، هؤلاء الدجالين، التابع الذليل، عملاء مأجورين، هزة ذيل، هزازي الذيول، العهر، السافل الوضيع، أسفلم (لهجة موصلية)، حديقة حيوانات، حثالة، القذارة، قرقوز، المهزوز التافه، الخفاش، الشلة التعبانة، العهر والرذيلة، الخفاش الجبان، الوجه القبيح، فليتا، عاصي، عبىء بالخرج، متعفنين، نتهازيين، عقروب، كلاب تنبح، حقير، أخس، عفن، ......

40
المنبر الحر / رد: طلب كشف (IP LOCATION )
« في: 15:48 15/06/2023  »
المريب (هرقل الشتائم) يقول خذوني.

41
المنبر الحر / رد: طلب كشف (IP LOCATION )
« في: 09:00 15/06/2023  »
الأخ حسام سامي المحترم

هل أتاك حديث قهرمان الشتائم؟ هل أنت ملم بقاموس الشتائم الذي ألفه؟ إن لم تكن، أرجو التواصل مع الزميل صاحب القلم الأنيق الدكتور صباح قيّا.

وإن لم تكن لك دراية بقاموس الشتائم بقلم قهرمان الشتائم - والشتائم هذه التي قد تشكل معجما كاملا كلها موجهة ضد الكلدان ولا يستثني قهرمان الشتائم حتى الأساقفة الكلدان والكهنة الكلدان ومؤسسة الكنيسة الكلدانية والبطريرك الكلداني - هاك بعض النماذج:

"مستنفع من اوغاد، كلداني شاطح عقله، منافق، منافقون، عهر، عاهر، متملقون، عدو، الخونة المنشقون، خونة، مخرفين، منجرفين، القوميات الصنمية، الحاقدين، المتخلفين، المنبوذين، عجوز، مخرف، عار، متملقون، جاهل، حاقدون، مدفوع الثمن، تبولوا عليها، أرجل الخنازير،  يهوذا، الماكر، جقلمبة، شيطان، عجوز مخرف، أصلع، متملق،  خائن، الماجور،المدفوع الثمن، الجاهل، عار، حاقد، قلم مأجور، كتابات مسمومة،  خرف، المنشقين، الحاقدين، أنذال، مناكيد، المتعجق، هرطقي، متملقون جبناء، مزدوجي القومية، الإسخريويطي، الصعلوك، هؤلاء الدجالين، التابع الذليل، عملاء مأجورين، هزة ذيل، هزازي الذيول، العهر، السافل الوضيع، حثالة، القذارة، قرقوز، المهزوز التافه، الخفاش، الشلة التعبانة، العهر والرذيلة، الخفاش الجبان، الوجه القبيح، ......"

هذا من جهة، ومن جهة أخرى هناك قهرمان كلداني أخر للشتائم  في صف المعارضة له معجمه الخاص، قد لا يفوق القهرمان هذا قهرمان الشتائم الكلداني الذي أشير إليه، ولكن الأثنين سيان، ووافق شن طبقة.

السؤال، لماذا الشتائم صارت خاصية لخطاب بعض الكلدان من أمثال هؤلاء يوجهون شتائمهم ضد الكلدان حصرا؟

والسؤال الأخر، لماذا فقط الكلدان يظهر في صفوفهم قهرمان للشتائم من دون مكونات شعبنا الأخرى؟

تحياتي


42
قرأت المقال هذا الصباح وأنا أقراءه ونباح الكلاب يصدح في أذني. لن يعلق عليه أحد، لا أظن. الشعب المسكين، المغلوب على أمره، والغلبان، لم يعد يكترث إلا للشتائم، يبدو لي.

وألم تكن الكلاب المدللة تشتم بعضها بعضا وحتى أصحابها، وعند مقدم العدو، لم تتمكن حتى من شتمه؟ وأليس هذا وضعنا، أم أنا مخطىء.

أكرر شكري لعودتك. كتاباتك، رغم أن سهامهك تصيبني أيضا، تشكل خطا منفردا أرى أننا بحاجة إليه.

تحياتي


43

السيد نيسان سمو

شخصيا لا خلاف لي مع البطريرك ساكو خارج نطاق التراث والهوية واللغة والطقوس والفنون الكلدانية، على الإطلاق. ولهذا لا علاقة لي بمواقفه السياسية مثلا وخلافه الأخير مع شيخ الكلدان ومواقفه الأخرى. إن ذكرت هذه الأمور فهي من باب الشيء بالشيء يذكر.

ولهذا أنا شخصيا أرى أن مواقف البطريرك ساكو وعلى الخصوص مواقف البابا فرنسيس، الذي أراه بوصلة الأخلاق الإنسانية والمسحيية في العالم، في النظرة الى الأديان الأخرى ومنها الإسلام، فإنها نابعة من جوهر رسالة البشارة والمسرة (الإنجيل).

وها هو شيح الأزهر، أحمد الطيب، يقول في مقابلة تلفزيونية "إنني أتغنى بموعظة المسيح على الجبل وتدمع عيني وأنا أقرأها". وأنا لم ألحظ أي مسلم كفره او أنبه بكونه أصبح نصرانيا:

شيخ الأزهر : أتغنى بموعظة المسيح على الجبل وتدمع عيني وأنا أقرأها .. روعة - YouTube

https://www.youtube.com/watch?v=I2ycjRV3hLQ


وشخصيا أنا لا أرتزق أبدا. يكفيني ريع كتبي وواحد منها كان لمدة طويلة الأكثر مبيعا في موضوعه. أنطلق من مفهوم وموقف فكري يقترب مما لدى البابا فرنسيس وهو أن الأديان والمذاهب وكتبها كلها مقدسة لدى أصحابها وأن كل دين أو مذهب يرى بسهولة ويسر مثالب في كتاب ودين ومذهب الأخر. وأنا أحمل درجة الأستاذية في علوم اللغة والاعلام وتحليل الخطاب وحاليا   مكنني الله ان أصبح أستاذا مستقلا  Freelance Professor  حيث ألبي طلبات  القاء المحاضرات وعمل أبحاث وكتابة مقالات لجامعات ووسائل إعلامية عديدة في العالم . وانا هنا في المنتدى إنسان بسيط جدا لا أستخدم الألقاب وأحاور بكل محبة وتسامح رغم ما أتلقاه أحيانا من توصيفات نابية، ابتسمم لها لا بل أضحك بملء شدقي، كما تفضلت، لأن مردودها عكسي.

وحواراتنا وجدلنا لن يصل الى نتيجة لا بل سيزيد الشقاق لأننا حقا لا نعرف كيف نتحاور ولهذا لن نتفق ومن المستحيل أن نتفق، لأن أي موضوع مهم كان، مثل موضوعك هذا، نخرجه خارج سياقه لغايات الشخصنة والهجوم المباشر، اي نحن في خانة    ad hominem  أي غايتنا تسقيط الشخص بأي وسيلة والتهرب من مناقشة الموضوع، وهذه حالة بائسة ومحبطة ويائسة حقا.

وأخيرا، شكرا لتلبيتك طلبي بالعودة الى الموقع ولو بصورة مؤقتة. لن أنسى هذا ابدا.

تحياتي


44

لا أعلم ماذ يحدث ولا علم لي إن كان هناك تلاعب بالشريط الأصلي وأمل أن لا يقع ذلك لاننا نتحدث عن وسيلة إعلامية مسيحية شهيرة جدا وأي تلاعب بالشريط سيؤثر على مصداقيتها سلبا. الشريط لدي يعمل حتى هذه اللحظة لأنني حفظته بطريقة خاصة. وكنت قد سجلت المقطع الأخير من الحوار الذي جرى على الشكل التالي. وفي إمكاني إرسال التسجيل الى صاحب الشريط، السيد نيسان سمو، إن أرسل لي رقم هاتفه على الواتس أب.

أجرى الحوار القس نبيل حداد في 6 تموز، 2022، في الساعة السابعة ضمن البرنامج الحواري "عين على المشرق":

القس نبيل حداد: في عهدكم  ... إحنا نتمنى أن يكون دروسا وعبر للأخرين حتى تنهض لأنو ... نحن بحاجة، بحاجة لكم سيدنا ... بحاجة لفضيلتكم ولقيادتكم لنا ... إحنا نقتدي بكم ... شكرا سيدنا الحديث معك لا يمل سيدنا أنا بودي أن أكمل؟ حقا ...

البطريرك ساكو: أبونا شكرا كثير، بس أنا ما بقالي كثير ...أنا ... أنا أصل للسن القانوني أنا أترك ... أبد، أبد.

القس نبيل حداد: "وأيش السن القانوني يا سيدنا .

البطريرك ساكو: خمس وسبعين سنة..أبد أترك، مصر أنا.

القس نبيل حداد: إحنا بلا إياك ...

البطريرك ساكو: لا، لا، لا، لا، أبد ... خلي يجي واحد شاب، خلي يجي واحد ... هايي ما هي وراثية أو شنو يعني ... إلا فرد يوم أطلع .... ليش ما أطلع بعز وكرامة ... وبعدين أبقى كبير ويصير تنازل عكسي.

القس نبيل حداد: يا سلام


45

https://www.facebook.com/Noursat.JO/videos/422705399738022/?extid=CL-UNK-UNK-UNK-IOS_GK0T-GK1C-GK2C&ref=sharing

https://fb.watch/erJ80RY4sY/?fs=e&s=clJö

ملاحظة: التصريح في نهاية المقابلة في الدقيقة 1:00:33.


السادة المهتمين والسيد سردار الكردي : انا سمعت المقطعين والمقطع مع نبيل حداد مجزء او غير متأكد منه ! بحثتُ كثيراً عن اللقاء الكامل الذي اجراه نبيل حداد مع البطريرك فلم اجده ! إنني سأتكد بنفسي عندما اسمع اللقاء كاملاً ! هل لأحد رابط اللقاء كاملاً أم لاء ! اللقطة المجزئة هذه لا تفي الغرض ! حتى لا نعيد ونكرر اود مشاهدة اللقاء كاملاً !
إذا لم يكن هناك رابط اللقاء كاملاً إذاً لنترك الموضوع !
تحية طيبة


46
البابا الذي هو قديس في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية يقبل القرآن أمام أنظار الكاميرات وشيخ مسلم وبطريرك كلداني.  الهجوم مع شخصنة واستخدام كلمات بذيئة لا تليق ترتد على أصحابها، وسيقدمون التبرير لهذا العمل ويقولون هذا بابا وهذا بطريرك، رغم أننا في يوم الدينونة، وهو أهم يوم ويوم الأيام، لن يكون لنا أي فضل على الأخر من كنا ولن نتكئ إلا على أعمالنا.

وبما أن البابا هو قدوة الكاثوليك وهو بالنسبة لهم المسيح على الأرض وما يحله هنا محلول في السماء أدعوهم الى القيام بذات العمل.

وهناك الكثير في جعبتي يخص البطريرك ساكو مثلا ولكن كما قلت هذا لا يهمني. أذكره فقط كرد على النفاق والكذب والشتائم وهي حيلة رخيصة للتهرب من النقاط التي ذكرتها في أعلاه حول كيف أن البطريرك ساكو كان السيف المسلول في يد النظام السابق لتعريب الكلدان ومؤسستهم الكنسية ولا يزال ولم يبق تقريبا شي من تراثهم ولغتهم وطقسهم إلا وعربه:


47

كوركيس أوراها منصور

ما كتبته هنا ينطبق عليك حرفيا لأنك كنت من أشد المدافعين عني في هذا الخصوص وفي هذا المنتدى وأنقلبت لأنني أنتقد البطريرك، ساكو، إذا خلاف فكري جعلك تشتم وتفتري وتكذب وتكتب ما لا يليق ومردوده عكسي تماما مائة في المائة، أي ينعكس عليك.

كل هذا الكم من الأفتراء والكذب والتحوير وإنتقاء عبارات بذيئة وإخراج ما أكتبه خارج سياقه. المراسلات بيني وبين القرني لا علاقة لها بالدين أبدا. لها علاقة بالقضية الفلسطينية وحسب حيث حوالي 40 في المائة من الفلسطينيين مسيحيين والدفاع عنهم هو دفاع عن المسيحيين. وليطلع أي قارىء على حيثيات المراسلات بيننا دون إنتقاء عبارة من هنا وهناك وإخراجها خارج النص لغاية الكذب والإفتراء والتسقيط. لم تخرج المراسلات عن إطار القضية الفلسطينية  وإطار التسامح. وتأتي بكل هذا الكم الهائل من الكذب والإفتراء والتسقيط والشتائم والبذاءات باسم التدين.

ولهذا نصحتك أن تقرأ بصمت ولم تسمع.

نصحتك أن ترفع صوتك عاليا جدا جدا وفعلت وقبلت النصيحة ولكن صاحب الصوت العالي المزعح لا يشعر عسى أن تشعر ولكن لا أظن لأن صاحب هكذا صوت لم ولن يشعر وتضرب به الأمثال.


يا الله كيف تستطييع أن تكذب وتفتري وتنافق بهذا الشكل. وتسخدم هكذا لغة مشحونة وكيف تستطيع ان تنقلب 180 درجة بعد أن كنت مناصرا لكتاباتي ومدافعا  عني تحولت الى ما أنت عليه من بؤس يستحق الشفقة. يا أخي أكذب وأفتري ونافق ولكن بلطف كي لا تنكشف.

تقوم بكل هذا لأنني أنتقد البطريرك ساكو وأنت قلت ذلك علانية وفي مراسلات أي الخلاف فكري تؤطره بإطار ديني.

وإن كان هناك شخص مهادن ومناصر للإسلام والمسلمين ودينهم فهو البطريرك ساكو الذي يدعو رعيته الى صيام شهر رمضان وقراءة القرآن في القداس وتدريس الرقآن في المدارس المسيحية وغيرها كثير، ولكن هذا لا يعنيني البتة خلافي معه حول الثقافة واللغة والفنون والطقوس الكلدانية وحسب.



ا
والخلاف ليس دينيا على الإطلاق. يكفرك أي يدينك لأنك تخالفه فكرا، وإن إتفقت معه ليرفع من شأنك  ويجعل منك قديسا. الخلاف فكري بإمتياز. عندما لا يطيق المرء على إيراد الحجة المقابلة ومناقشة المطروح من الأراء، يلجأ الى إدانة الأخر بالقول إنه ليس من الدين الذي هو عليه أو خارج عنه، وهذه تهمة جاهزة وأظن لا يلجأ إليها إلا الفاشلون والذين ليس في إمكانهم المحاججة والنقاش حول الحديث او المكتوب فيرمون سهاهم على المحدث وشخصية الكاتب.

وما علاقة المسيحية التي ليست دين – الدين معناه إدانة الأخر والمسيحية لا تدين بل هي إقرار بالمسيح وممارسة إنجيله وأركانه الأربعة المحبة والتسامح والعطاء والغفران - بما يجري على ساحة هذا المنتدى من فضائح وتلاسن وشحن طائفي ديني إيديلوجي بلغة محنطة بالدين. قل لي بالله عليك أين نحن الذين نقول إننا مسيحيون من هذه الأركان مع الكم الهائل من الشتائم والبذاءات والإسقاط والكذب والرياء والنفاق الذي نطلقه. نعم نحن دينيون من الدين ولكن أن نكون مسيحيون من الإقرار بالمسيح وممارسة إنجيله، في رأي هذا شأن نحن بعيدون عنه.


تحياتي


48


السيد نيسان سمو المحترم

أقدم اعتذاري لأن يبدو حتى ان تعقيبا بسيطا لي في أي مقال يجعل القراء الكرام يسلطون الضوء عليه وينسون المقال.

وهذا يظهر ما يحدث بالنسبة لمقالك المهم هذا حيث جرى تحويل البوصلة ، رغم أنني أرى أن مقالك أهم بكثير من ذلك.

وبالنسبة لي أرى هذا الأمر إيجابيا لأن ماأكتبه يبدو أنه يؤثر جدا حيث يتركون المقال ويركزون على كاتب التعقيب وينسون فحوى التعقيب، ولكنهم ينسون أنهم بذلك يرفعون من شأن المقال وكذلك التعقيب حيث ترى أن عدد قراء المقال ازداد بشكل مضطرد وكذلك عد المعقبين، وهذا ما كنت أنا شخصيا أبتغيه.

والخلاف ليس دينيا على الإطلاق. يكفرك أي يدينك لأنك تخالفه فكرا، وإن إتفقت معه ليرفع من شأنك  ويجعل منك قديسا. الخلاف فكري بإمتياز. عندما لا يطيق المرء على إيراد الحجة المقابلة ومناقشة المطروح من الأراء، يلجأ الى إدانة الأخر بالقول إنه ليس من الدين الذي هو عليه أو خارج عنه، وهذه تهمة جاهزة وأظن لا يلجأ إليها إلا الفاشلون والذين ليس في إمكانهم المحاججة والنقاش حول الحديث او المكتوب فيرمون سهاهم على المحدث وشخصية الكاتب.

وما علاقة المسيحية التي ليست دين – الدين معناه إدانة الأخر والمسيحية لا تدين بل هي إقرار بالمسيح وممارسة إنجيله وأركانه الأربعة المحبة والتسامح والعطاء والغفران - بما يجري على ساحة هذا المنتدى من فضائح وتلاسن وشحن طائفي ديني إيديلوجي بلغة محنطة بالدين. قل لي بالله عليك أين نحن الذين نقول إننا مسيحيون من هذه الأركان مع الكم الهائل من الشتائم والبذاءات والإسقاط والكذب والرياء والنفاق الذي نطلقه. نعم نحن دينيون من الدين ولكن أن نكون مسيحيون من الإقرار بالمسيح وممارسة إنجيله، في رأي هذا شأن نحن بعيدون عنه.

وحضرتك حر وأنا شخصيا لم ولن أطلب من أحد أن يدافع أو يرافع عني، على العكس أرى أن ما أكتبه مؤثر جدا وأنظر ما حدث لمقالك ومقال أخر أيضا حيث أنهما في الصدارة الأن بعد أن دخلت معقبا عليهما.

تحياتي

49
إذا أنت شجاع لن أقول جبان لأن هذا مصطلحك أن تقول إن صمت رمضان أم لا كما أوصااك البطريرك ساكو؟
أو أنك قرأت الفاتحة في القداس كما طلب منك؟
أو وصفت القداس الإلهي بأنه حديقة حيوانات كما فعل.
والله أنا لا أريد أن أدخل في هذه التفاصيل لأن لا شأن لي بها ابدا بل تركيزي هو على الثقافة واللغة والطقس ولكن كان بودي أن أعرف عن تجربتك وأنت والبطريرك تصومان رمضان.

وأكرر في إمكاني أن أستخدم الإهانة والشتمية بكل سهولة وأطلق عليك المنصور بالله الشيخ حمد عليى كوركيس أوراها منصور، الذي تجمعه روابط قوية مع الإرهابيين من "المسلمين" ولكن حاشى أن أسيء الى جدك، رحمه الله، الذي لا ناقة ولا جمل له بإختلاف وجهات نظرنا. أنا أستخدمت هذا فقط للتذكير بأنك تسيء الى نفسك كثيرا جدا.
وكنت قد نصحتك أن تقرأ بصمت ولا تكتب، ولم تعمل بالنصيحة.
فنصحتك أن ترفع صوتك عاليا جدا جدا .... وسمعت النصيحة ونعم ما فعلت لأن صوتك من العلو في مكان حتى صار مزعجا جدا ولكن صاحب مثل هذا الصوت لا يحس ولا يشعر بذلك. عسى أن تشعر.

كل ما تأتي به إفتراء في إفتراء ومحض كذب فاتق الله يا رجل، هذا تسقيط ولكن كل هذا مرتد عليك اولا وأخيرا.

ولا تتصور أنك بهذا ستمنعني عن انتقادي للذي يهدم لغتنا وطقسنا وتراثنا ويعرب الكلدان في وضح النهار في حملة لا هوادة فيها وأنظر ماذا فعل بكتبهم وشعرهم وآدبهم وطقوسهم. إذا من هو المدافع الصنديد عن الإسلام والتعريب والعربية؟



50
لاخ كوركيس أنا في إمكاني أن أستخدم الإهانة والشتمية بكل سهولة وأطلق عليك المنصور بالله الشيخ حمد عليى كوركيس أوراها منصور، الذي تجمعه روابط قوية مع الإرهابيين من "المسلمين" ولكن حاشى أن أسيء الى جدك، رحمه الله، الذي لا ناقة ولا جمل له بإختلاف وجهات نظرنا. أنا أستخدمت هذا فقط للتذكير بأنك تسيء الى نفسك كثيرا جدا.
وكنت قد نصحتك أن تقرأ بصمت ولا تكتب، ولم تعمل بالنصيحة.
فنصحتك أن ترفع صوتك عاليا جدا جدا .... وسمعت النصيحة ونعم ما فعلت لأن صوتك من العلو في مكان حتى صار مزعجا جدا ولكن صاحب مثل هذا الصوت لا يحس ولا يشعر بذلك. عسى أن تشعر.

كل ما تأتي به إفتراء في إفتراء ومحض كذب فاتق الله يا رجل، هذا تسقيط ولكن كل هذا مرتد عليك اولا وأخيرا.

ولا تتصور أنك بهذا ستمنعني عن انتقادي للذي يهدم لغتنا وطقسنا وتراثنا ويعرب الكلدان في وضح النهار في حملة لا هوادة فيها وأنظر ماذا فعل بكتبهم وشعرهم وآدبهم وطقوسهم. إذا من هو المدافع الصنديد عن الإسلام والتعريب والعربية؟



51
ألاخ كوركيس أنا في إمكاني أن أستخدم الإهانة والشتمية بكل سهولة وأطلق عليك المنصور بالله الشيخ حمد عليى كوركيس أوراها منصور، ولكن حاشى أن أسيء الى جدك، رحمه الله، الذي لا ناقة ولا جمل له بإختلاف وجهات نظرنا. أنا أستخدمت هذا فقط للتذكير بأنك تسيء الى نفسك كثيرا جدا.

وكنت قد نصحتك أن تقرأ بصمت ولا تكتب، ولم تعمل بالنصيحة.

فنصحتك أن ترفع صوتك عاليا جدا جدا .... وسمعت النصيحة ونعم ما فعلت لأن صوتك من العلو في مكان حتى صار مزعجا.


قارن الزعماء العرب والعرب بصورة عامة واستماتتهم بالدفاع عن اللغة الأم الى درجة أن الزعماء والملوك والقادة العرب اصدروا قرارا بذلك واجب التطبيق وقارن بالزعيم الذي تدافع عنه حيث جعل من تهميش ومحاربة وتزوير وانتحال وتعريب اللغة والثقافة والفنون والآداب  هدفا لا يحيد عنه.

والسبب فيي أن يتخذ الزعماءالعرب قرارا مثل هذا هو لإيمانهم بدور اللغة اللأم – العربية بالنسبة لهم – وها أنتم تدافعون عن زعيم لا إيمان له باللغة الأم ويحمل معولا هداما يهدم أركان التراث واللغة والفنون والطقوس والأدلة جلية.

نعم أكتب كثير في الصحافة العربية والعالمية عن دور اللغة الأم ونعم لهذه المقالات صدى كبيرا ويقال أنها كانت سببها في أن يتخذ الزعماء العرب قرارا بالحفاظ على لغتهم الأم.

لماذا لا يتخذ الزعيم موضوع البحث هنا قرارا شجاعا مثل الزعماء العرب رغم كل ما كتبناه في هذا الموقع وغيره أن لغتنا الأم  - سمها ما شأت – هي ركن من أركان الهوية الوطنية ولب خصوصية كنائسنا المشرقية، بل يعمل العكس وأنظر منشوره المهين هنا الذي ينضح بالبذاءة والكره للغة الأم وتراثها وطقوسها وفنونها وآدابها. قارنه بالزعماء العرب وأي زعيم أخر في الدنيا.


52
لا يا أخي العزيز عبدالأحد لا أريدك أن تغادر . من طرفي مرحب بك وأنا استمتع كثيرا بما  تكتبونه أنتم في الموالاة، أي من أنصار البطريرك ساكو، لأنكم بحق تهدمون البيت على رأس البطريرك من خلال ما ترونه أنه دفاع ولكنه هجمان بيت.

والله الناظر الى خطابكم سيضرب عشره على رأسه ويلطم للحال الذي أوصلتمونا مع البطريرك ساكو إليه، ولا أكرر واقعة ساحة التحرير والهزيمة المنكرة للبطريرك أمام صعلوك مليشاوي يطلقون عليه شيخ الكلدان.

ولا أذكر كيف تصفون ليس المعارضين بل الصامتين من الكلدان وهم الغالبية الساحقة بأساقفتهم وكهنتهم ورهبانياتهم وكنائسم بأنهم أوغاد وأنذال ومناكيد لأنهم بقوا صامتين أمام معركة دونكيشيتية أثارها البطريرك ساكو وعواقبها الوخيمة كانت مكتوبة على الحائط. وثم تعودون القهقري وتضعون حتى البطريرك ساكو في ذات الخانة أي تشتمونه هو أيضا. مبروك عليكم هذه الشتائم وهذا الرياء والنفاق والكذب.

أنا في حاجة ماسة إليكم وإلى خطابكم لأنه يفضحكم مع البطريرك الذي تدافعون عنه، الذي صار عبئا على نفسه وعلى شعبه وكنيسته والسبب هو أنتم.

لا تتصور يا أخي الكريم أنني اتأثر أو أحزن قيد شعرة بخاطابكم، بل هو مادة سعادة وإنشراح وابتسامة عريضة وضحك وقهقهة لما أوصلتمونا إليه من هوان حيث صرنا مضحكة ليس أمام شعبنا بل أمام الإعلام وكاميراته وتلفزيوناته ... مبروك عليكم هذا الهوان الذي أنتم السبب في إيصالنا إليه.

وحضرتك مرحب بك دائما مع أنني أحترم أي قرار تتخذه.

53

الأخ جلال برنو المحترم

حسنا فعلت بنقل هذاالمشنور المسيء جدا وفيه شتم وكلمات نابية لا تنم عن كياسة وأخلاق وكذلك بعيد عن مفهوم الثقافة واللغة والآداب والفنون ودورها في تكوين الهوية الوطنية لأي شعب وتشكيل الخصوصية الكنسية لأي كنيسة في الدنيا.

أن يلجأ البطريرك ساكو الى خطاب بذيء فيه كلمات نابية لا تليق بمقام رجل عابر وليس من يحمل منصب البطريرك فلعمري هذا شأن خطير، وقد تغلغل في أفراد الرعية فأخذ الكثير يقلدونه في الشتائم واللغة النابية.

شيئان يخطران في بالي وأنا أقف أمام هذا المنشور:

أولا، توقيته حيث أتى والبطريرك ساكو في خضم معركة حامية الوطيس مع الشيخ الكلداني. فيبدو  بعد هزيمته المنكره أما هذا الشيخ الصعلوك، والهزيمة أتت بعد مظاهرة قادها بعض الكلدان في ساحة التحرير في بغداد ورفعوا صورا مهينة له داسوا عليها بالأقدام أمام كاميرات التلفزة العراقيية والعربية، أراد أن يظهر أنه لا يزال صاحب سلطة بينما بعد الأحداث هذه كان يجب عليه الرحيل فورا لأن الحدث في ساحة التحرير خطير وجعل منه ومن منصبه كرئيس مؤسسة أضحوكة حقا.

ثانيا، يريد البطريرك أن تشكره على اقترافه ما يرقى الى جريمة إبادة ثقافية لشعبه وكنيسته من خلال شنه حملة كبيرة لتهميش وتزوير وانتحال وتعريب التراث واللغة والطقوس الكلدانية برمتها، يريد أن تشكره على ما لا  لا يفعله اعتى الأعداء لأي شعب في التاريخ. العدو قد يقتل الجسد ويقترف إبادة جماعية ولكن أن يعمل بهذا  الشكل المنهجي المتعمد في إلغاء تراث ولغة وطقوس وآداب وفنون شعب عريق وكنيسة عريقة دون أن يرف له جفن فهذا لعمري أمر  لن يحدث إلا إن كان الشعب ذاته في سبات تام.

تحياتي


54

إنك تكتب بخبث لا يليق بك يا أخ عبدالاحد والخبث هذا صار جليا لكل ذي  عينين، الى درجة الهجوم على الشخص وسماته الخلقية أي إن كان أصلعا أو كثيف الشعر. بالله عليك وأنت تقول إنك تدافع عن شخصية تراها مقدسة (وهي ليست كذلك) هل بهذا الأسلوب يكون الدفاع، أم أنك تهجم بيت البطريرك ساكو على رأسه، وأن البطريرك هو اولا  ضحية كتاباتكم الضحلة في الدفاع عنه بهذا الشكل المقزز الذي يتناول شخص الكاتب أي الكاتب ذاته وليس المكتوب أي الخطاب والحجج الواردة فيه. أي شخص عاقل أنت؟

وأنا أيضا بإستطاعتي استخدام البذاءات والشتائم، والله لدي ملكة لغوية أستطيع فيها أن أبز أكبر شتام وصاحب بذاءات في الدنيا وأوصفك وأخاطبك (طبعا حاشى، لأن هذا أسلوبكم ولن أنزل الى مستواه ولكن أنقله وناقل الكفر ليس بكافر):

"يا محمد عليى المنصور بالله عبدالاحد سليمان،  يهوذا، الماكر، جقلمبة، شيطان، عجوز مخرف، أصلع، متملق، محمد علي، الدليمي، خائن، الماجور،المدفوع الثمن، الجاهل، عار، حاقد، قلم مأجور، كتابات مسمومة،  خرف،"  ... وغيرها كثير
   

أهكذا يدافع المرء عن شخصية دينية محور منصبها هو العبادة والخشوع  والسلوك الحسن المسيحي المستند الى البشارة والمسرة؟

ولكن لماذا العجب إذا كان صاحب البيت بالدف ناقر ... إي إن كان البطريرك يشتم ويستخدم كلمات نابية غير لائقة لا تنم عني كياسة وأخلاق في منشوراته لا بل من على  المذبح المقدس وفي أدائه الذبيحة الإلهية فماذا تكون شيمتكم؟

إنني غيرت من نظرتي الى البطريرك لأنه يستخف ويستهزىء ويزور ويهمش وينتحل اللغة والتراث والطقس والفنون بشكل عدائي لا يقترفه حتى أعتى الأعداء لأي شعب في التاريخ، ولا  أظن أن التاريخ أنجب  او سينجب شخصية تكره لغة وتراث وطقوس شعبها مثل البطريرك ساكو الذي يقترف ما يرقى الى جريمة إبادة ثقافية بحق شعبه وكنيسته، والأدلة على ذلك كثيرة جدا. هذا  هو سبب الخلاف وليس غيره


55
امثال الأخ عبدالاحد سليمان وغيره هم الذين  يحددون اليوم من هو المسيحي وكيف ينبغي على المسيحي ان يؤمن وكيف تكون علاقته بالإنجيل والمسيح وعلاقته بالرسالة والمسرة والعهد الجديد وملكوت السماوات واليوم الأخر وبالحضارة.

أمثال الأخ عبدلاحد هم الذين يجب أن يقرروا لك ماذا تقرأ، وماذا تكتب، وكيف تفكر معتمدين في ذلك على موقفهم ورؤيتهم الشخصية الخاصة بالمسرة والبشارة والإنجيل ومسيحه.

لا أظن أي عاقل سيقبل مثل هذا النفاق والرياء ذو الوجيهين، لأن لا علاقة للإنجيل والمسرة بما يكتبه الأخ عبدالاحد وغيره لأنهم يختزلون المسيحية والإيمان والإنجيل ومكلوت السماء واليوم الأخر بموقفهم وحسب، أي إن كنت على نهجهم، أي مباركا للبطريرك ساكو فأنت من المؤمنين ومكانك السماء وفي اليوم الأخر ستقف عن يمينه حتى لو اقترفت من الموبقات ما لم ينزل الله به من سلطان، وإن إنتقدته لن يحاججوك بل يحكمون عليك بالجهنم وبئس المصير.

هكذا مواقف لن تهز شعرة في رأسي وتقدم الدليل الدامغ أن موقفي من البطريرك ساكو في ما يخص التراث واللغة والطقوس والفنون موقف صائب وفي محله.

56

الأخ نيسان،

يرد في أحد تعقيباتك ما أراه بالغ الأهمية بالنسبة للكلدان ومؤسستهم الكنسية وسبب الوضع المزري الذي هم عليه والهوان لا بل الحضيض الذي وصلناه. أنت تسميه "الأسباب" وأنا أطلق عليه "السياق":

"وأنا اقول : لا أكترث او لا يهمني اسماء واعداد المنشقين عن الكلدان والكلدانية وكنيستهم بل همني سبب ذلك الإنشقاق ! وهنا تكمن الخطورة ويجب معالجتها قبل أن نعاج المنشق نفسه ! والله فكرة !"

الكلدان، وكما يردد الزميل الدكتور صباح قيّا مرارا: "لا تعول على الكلدان أبدا"، لن يقبلو بمناقشة السياق أي الأسباب أبدا. إما أنت معهم، في خانة البطريرك ساكو أو ضدهم (في المعارضة) وإن كنت في المعارضة فقد يأتيك ما لم ينزل الله به من سلطان من الشتائم. أي الكلداني يشتم كلداني فقط لأنه معارض، ورغم أن المعارض له أسبابه كما أن الذي هو في الموالة له أسبابه، والطريق للوصول الى حل هو من خلال الحوار ومناقشة الأسباب أي السياق.

هذا من جهة، من جهة أخرى شكرا على التعقيب الطويل. لدي بعض النقاط:

أولا، أنا لم أقل إن البطريرك ساكو كان مسجلا في صفوف حزب البعث، بل قلت وأنا صديقه منذ الصبا ورافقت مسيرته، أنه كان عرابا لا بل سيفا في يد النظام البعثي في جريمته النكراء وهي جريمة الإبادة الثقافية بحق الكلدان، ونجح البطريرك ساكو في هذا نجاحا منقطع النظير، وهذا في رأي إنجازه الوحيد.

ثانيا، كان من المستحيل مقاومة الكاهن ساكو في حينه لأن تصور ماذا ستفعل مع علاقاته الأخطبوطية مع البعثيين وهو رافع راية التعريب. الكل كان يخشاه لا بل البعض ترتعد فرائضهم منه وحتى الأساقفة والبطريرك في حينه ....

ثالثا، شن البطريك حملة كبيرة مدعوما من النظام لتعريب الكلدان ومؤسستهم الكنسية في منتصف السبعينينات من القرن المنصرم، ولم تمض إلا سنين قليلة، أي في منتصف الثمانينيات، وكانت حملته قد أتت أكلها في كثير من المناطق والكنائس.

رابعا، حاول مرؤوسية ثنيه ولكن دون فائدة ولم يكن في يدهم حيلة لاتكائه على النظام في حملته. فحاولوا نقله من مكان الى أخر، ولكن لم ينفع حيث كاان يطبق التعريب مسنودا من قبل النظام في أي منطقة او مكان حل فيه.

خامسا، لا أظن أن مؤسسة الكنيسة الكلدانية سيرأسها أي شخص غير البطريرك وهو يحمل معولا هداما في يديه لتخريب التراث واللغة والطقوس بحجج واهية لا معنى لها غير كره داخلي لكل ما هو كلداني من حيث الهوية الوطنية والخصوصية الكنسية التي لا مكان لها دون اللغة الوطنية والتراث الوطني والآدب الوطني والشعر الوطني والفنون الوطنية.

سادسا، كل هذا يفعله البطريرك ساكو وهو يدعو الى طمس التراث الكلداني بلغته وطقسه وفنونه وآدابه، فإنك لن ترى حتى عربيا أميا جاهلا يوافق على طمس لغته الوطنية وآدابه وشعره وطقوسه وتراثه ولن يقبل بذلك أي فرنسي او الماني او سويدي او كردي، ولكن البطريرك ساكو يرى عكس ذلك. لا أعلم من أي طينة هو.

سابعا، لا أتفق مع تشاؤمك من أن القادم، اي الذي سيرث الكرسي البطريركي بعد ان يتنحى البطريرك ساكو حسب عهده، سيكون مثله أو أسوأ منه. منذ نعومة أظفاري وأنا جزء من المؤسسة الكنسية الكلدانية ولم وأكاد أجزم لن يقع ما وقع من سلبيات وكوارث مثل التي وقعت في السنين الثلاث عشرة العجاف الأخيرة.

ثامنا،  حتى الأن لم أفهم لماذا أقحم البطريرك ساكون نفسه في معركة دونكيشوتية خاسرة من أساسها مع شيخ الكلدان، صاحب الميليشيا المنفلته، شأنه شأن الزعماء الميليشياويين على طول العراق وعرضه. وها هو قد هُزم شر هزيمة أمام الشيخ الكلداني حيث تراجع عن كل أقواله ومواقفه وصارت الساحة مفتوحة على مصراعيها أمام شيخ الكلدان الذي دعا أنصاره الى رفع صور مهينة للبطريرك والدوس المجاني عليها بالأحذية في ساحة التحرير، مع كل هذا إنسحب البطريرك ساكو أمامه في خيبة لا بعدها خيبة.

تاسعا، رغم كل الهوان هذا، شمر البطريرك عن أنيابه في منشور قبل أيام مهاجما بعبارات بذيئة تفتقر الى الأخلاق والكياسة الكلدان المحبين للغتهم وتراثهم وطقسهم، وصدق المثال: "أبوي ما يقدر إلا على أمي."

تحياتي


57

سيدي الكريم،

أظن أن المقارنة الوحيدة التي تصح في هذا المضمار هي تلك التي بين سياسات النظام الشمولي السابق ورئيسه في فرض التعريب على الأقليات غير العربية ومنها الكلدان وتطبيق نهج يرقى الى جريمة الإبادة الثقافية وبين ممارسات البطريرك ساكو عندما صار يملك السلطة وما قبلها.

ما يحز في القلب أن الأقليات الأخرى دون استثناء قاومت بشدة ومنها من قدم الشهداء في سبيل المحافظة على اللغة الوطنية والتراث الوطني بأدبه وفنونه وتقاليده وطقوسه عدا الكلدان، ومع الأسف الشديد.

  وكان عراب التعريب (التأوين) في حينه، سيف النظام الشمولي السابق في جريمته النكراء هذه، اي الحملة لتعريب الكلدان، هو البطريرك ساكو، كان  عندئذ كاهنا.

وهناك من الأدلة ما يوقف شعر الرأس وعلى الخصوص مقالاته في جريدة الحدباء الموصلية البعثية في حينه التي كانت مصدر رعب للمرحوم مطران الموصل الكلداني كوركيس كرمو، الذي كان محبا ومناصرا ومشجعا للحفاظ على الهوية الكلدانية بلغتها وطقوسها وتراثها.

لم ينجب أي شعب زعيما كان عدوا للغة شعبه وتراث شعبه وطقوس شعبه وأداب وفنون شعبه مثل البطريرك ساكو، الذي شارك مع النظام السابق، وهذا مثبت، في إقتراف جريمة الإبادة الثقافية بحق الكلدان، فهو كان يحمل سيف النظام في يده في هذا المضمار ويحرق كتب التراث ويرميها في سلال المهملات ووصل به الأمر الى حرق الحوذرا، رغم أن قدسيتها وأهميتها لدى الكلدان تأتي بعد الكتاب المقدس.

وتكتب:
"ولكن في نفس الوقت لا انسى مطالبتي للبطريرك ساكو بالوفاء بوعده والتنحي كما صَرّح هو بإرادته ! أي بقاء إضافي صادقاً سوف لايأتي إلا بنتائج اسوء من التي سبقت ! فالتحسين نحو الافضل والتغير في تلك المنطقة يستحيل تحقيقه في الظروف المعقدة التي تُغطي سماء ذلك البلد الدموي ! أترك وارتاح ودع المطالبن يُبرهنون كلامهم ! بما إن الإنقسام وقع في الشعب فلا فائدة مرجوه منه" !

نعم هذا صحيح وهنا يختلف الأمر إختلافا جوهريا لأن هذه الخطوة او الاجراء الشجاع الوحيد للبطريرك ساكو، هذا إذا نفذه، وموعده قريب، أقل من شهر، أي في الرابع من الشهر القادم (تموز).

 وفي هذا التعقيب أذكر البطريرك  ساكو بوعده وعهده، الذي فيه سيكرم المرء او يهان. إن نفذه فسيذكره التاريخ بالإكرام والتقدير لأن سينظر الناس إليه كصاحب عهد وكلمة، وإن لم ينفذه فلا أعلم كيف سينظر الى نفسه ومكانته لأن عند الإختبار يكرم المرء او يهان حقا، ولا أتمنى له الثانية.

فبعد الذي حصل في ساحة التحرير في بغداد حيث رفع بعض الكلدان صورا مهينة له وداسوا عليها بالأقدام، فإن لم ينفذ عهده، سيكون في وضع أسواء من ذلك، لأن ليس أشنع من نكث العهد، وهو قد قطع عهدا  على نفسه وعلى الملأ بمغادرة موقعه في الرابع من تموز القادم.

تحياتي


58

فاتك القطار ولم تتمكن فك الطلاسم في مقال الأخ نيسان، يا أخ كوركيس اوراها.

أنا أخاطبك بإحترام وسأتجنب لغتك المشحونة جدا التي تلجأ إليها وفيها أحيانا كلمات نابية، ليكن الله في عونك. وفي إمكاني أن أستخدم مثلها وأقسى منها، ولكن اللغة المشحونة تعكس أصحابها.

العجوز الخرف وما حدث له من سقطة أو سقطات واضح واللبيب في إمكانه اكتشافه بسرعة جدا، ولكنك لم تتمكن من ذلك ومع الأسف. المقال المهم هذا يشير الى الهوان الذي أوصلنا إليه صاحب الشأن ومن أمثاله  ...

ألم أقل لك إقرأ بصمت ولا تكتب، ولكنك لم تسمع نصيحتي.

ولكنك التزمت بنصيحتي الأخرى وهي أن تقرأ بصوت عال جدا جدا ... استمر على ذات النهج.


وقد أكون منبوذا لديك وكافرا وإرهابيا. وإن أتتني هذه المذمة  من حضرتك او بعض الأخوة الأخرين، وهم أقل من أصابع اليد الواحدة، عندها إعلم  بأني محبوب لدى شعبنا وكنائسه والدليل العشرات الالاف من المتابعين والمعجبين على شبكات التواصل وكلهم تقريبا من ابناء وبنات شعبنا.

وليكن الله في عونك.








59

والله هذا مقال في محله، ويظهر عبقرية الكاتب في الاتكاء على السخرية لتعريتنا كشعب ومؤسسات كنسية. والله أظن أن الكاتب "ثعلب الصحراء" حقا. لقد أصبت بسخريتك التي أقحمتني فيها (رغم أن لا ناقة لي فيها ولا جمل) أصبت الهدف بإتقان ومقالك بالنسبة لي وقرأتي السريعة له يشبه الضربة القاضية وقنبلة الموسم.

سأنتظر لأرى إن كان هناك من القراء الكرام من سيتمكن من تفكيك اللغز الكبير الذي يحمل هذا المقال الكبير في طياته.

وأنا لا أخشى إن نسيتني أم لا او جعلتني هدفا لسخريتك، ولكن سخريتك هنا فاقت حتى سخرية الكتاب الكبار في جعل السخرية مصدرا لتوصيل رسالة خطيرة.

تحياتي

60

 
اللبيب بالإشارة يفهم ومن مثلك حيث تقرأ حتى بين السطور وفوقها.

ولكن لا بأس، سأحاول اللجوء الى نظرية أكاديمية حديثة تطرق حاليا ابواب علم الاجتماع نطلق عليها  Critical Realism  أي الواقع النقدي او الواقعية النقدية، وهي نظرية مهمة جدا لفهم وأستيعاب العلاقات المعقدة بين تراكيب أو مجاميع أو وكلاء أو عملاء يحملون في يدهم السلطة.

وعلم الأجتماع لا يجوز أن يكون متحيزا في تطبيق نظرياته، أي أن أطبق او أمد أو أمط أو أقوم بتحوير النظرية لغايات خاصة مثل ما يحدث عند الكتابة في مواقع شعبنا، حيث يتم جرّ النظرية وسحبها عمدا لموائمة جهة على حساب جهة أخرى، ما ينتج تفسيرا متحيزا وذاتيا لا يمكن قبوله.

وسأستخدم بعض الأطر الخطابية التوليدية يلجأ إليها الباحثون كثيرا لتوضيح وتطبيق النظرية:

1.   البطريرك ساكو تعهد انه سيغادر منصبه عند بلوغه الخامسة والسبعين
2.   في شهر تموز القادم سيبلغ البطريرك ساكو الخامسة والسبعين
3.   المفروض أن البطريرك ساكو سينفذ الوعد الذي قطعه على نفسه ويغارد في شهر تموز القادم

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
1.   الشيخ الكلداني قال البطريرك ساكو سيغادر منصبه في تموز
2.   المذيع قال للبطريرك إن الشيخ الكلداني قال "إنك ستغادر موقعك في شهر تموز"
3.   البطريرك قال إن الشيخ الكلداني " هو (الذي) طلّع هل كذبييى هو إنسان كذاب خلي يكذب يكذب الى أن يتعب"


نظرية الواقعية النقدية اليوم صارت واحدة من أهم النظريات في العلوم الأجتماعية قاطبة ومنها علم الاجتماع.


61
بصراحة الشغلة مُحيّرة ! بعدين منو هو الكذاب ! أنا لم افهم الفيديو ! ارجو التوضيح !
تحية




هناك شريط أخر يجب وضعه هنا ومن ثم وضع حديث ونرفزة وتشنج البطريرك ساكو في المقابلة التلفزيونية الكارثية – وما أكثرها – ضمن سياقها كي نستوعب ما حدث.

كان هناك مقابلة أخرى مع الشيخ الكلداني – أظن في نفس القناة – حول الخلاف مع البطريرك الكلداني، فيها إشارة من الأول أن الأخير سيرحل في تموز هذا العام. بالطبع أصبحنا نحن الكلدان مهزلة يتلاعب الإعلام بشيخنا وبطريركنا الجليل الذي لا يجهل  الأساسيات البدائية للتعامل مع الإعلام، بل يتخبط تخبط العشواء في كل واد سياسي وإعلامي يهيم فيه.

أظن أن الشيخ الكلداني كان يشير الى عهد قطعه البطريرك ساكو على نفسه والصليب على صدره ومن على منصة تلفزيونية مسيحية شهيرة حيث تعهد وبإصرار شديد يصل درجة العهد والقسم أنه سيغادر منصبه حال بلوغه الخامسة والسبعين من عمره. والبطريرك ساكو سيبلغ هذا السن في تموز القادم، أي بعد شهر ونيف.

ربما الأن قد تستوعب ما جرى.

ولكن أسأل البطريرك ساكو: لماذا كل هذا التشنج والنرفزة والعصبية ولغة الجسد غير المقبولة من خلال الإشارة الى الاخر والى النفس بنرجسة غريبة وعجيبة؟

ومن ثم، يا غبطة البطريرك، لماذا كل هذا الابتذال في استخدام عبارات نابية بهذا الشكل ومن منصة إعلامية شهيرة وإقحام عبارة مشينة غير مقبولة. كان في الإمكان أن تقول : "أظن أن ما أتى به السسيد فلان غير صحيح" وكفانا لله شر القتال وشر الهوان الذي أوقعتنا فيه حيث لأول مرة في التاريخ يتظاهر بعض الكلدان رافعين صورا مهينة لبطريركهم ويدوسون عليها بالأقدام والأول مرة في التاريخ لدينا سيل جارف لخطاب بطريركي الذي يفتقر الى الكياسىة والأخلاق.

فماذا ستقول يا غبطة البطريرك إن نقلنا للقراء أنك الأن تتوسل المصالحة مع هذا "الكذاب" ومع هذا "من هو" و"أنا مرجعية" وغيره؟

وماذا ستقول والكل تقريبا يرى كيف أن تخبطكم جعل من الشيخ الكلداني رقما صعبا ليس في صفوف الكلدان وشعبنا بمؤسساته وكنائسه المختلفة وحسب بل رقما سياسيا صعبا في العراق أشأنا أم أبينا – والدليل أنظر من يزوره وأنظر نشاطاته التي سحبت البساط من تحت أقدامكم التي لم تقف على أرض صلبة في السنين العجاف منذ عام 2013.

وماذا تقول بعد ان حول تخبطكم في الإعلام والسياسة وفشلكم المدوي في جمع شمل الكلدان والحفاظ على هويتهم – لغتهم وطقوسهم وفنونهم وآدابهم – الى مجاميع متناحرة كنسيا وسياسيا وكيف أنهم تقريبا بأغلبيتهم المطلقة إكليروسا وعلمانيين يقفون على مسافة تبدو واحدة بينك وبين "هذا الكذاب"؟


62


الأخ جاك الهوزي المحترم

بعد الأستئذان من الأخ نيسان سامو

هناك عبارة مهمة ترد بصيغة فرضية في تعقيبك في أعلاه وهي في غاية الخطورة وفي غاية الأهمية والتي يجب أن تناقش عند التطرق على الوضع المأساوي الذي يعيشه الكلدان حاليا ومع مؤسستهم الكنسية، ولكن نتجنبه ومع الأسف، حيث تكتب وثم تسأل، لماذا:

"هل تعتقد بأن الكلداني "البسيط" في الداخل والخارج مهتم بما يجري بين غبطة البطريرك والشيخ " الكلداني".. انا متأكد ان اكثر من ٩٠٪؜ من الكلدان في الداخل والخارج لا وقت لديهم ولاتهمهم هذه المسألة او لديهم شعور بأنها لا تعنيهم بشكل مباشر لماذا ؟"

كل فرضية تحتاج الى مثال وتمحيص وأختبار وبرهان ومن ثم التطبيق والوصول الى نتائج.

أخذ مثال وأحد وهو الرهبنة الهرمزدية الكلدانية، التي كانت طوال التاريخ المعاصر للكلدان جوهر هويتهم وخصوصيتهم الكنسية. ماذا حلّ بها في عهد البطريرك ساكو؟

البطريرك ساكو نصب لها العداء والرئيس العام للرهبنة مهمش بينما حتى في عرف الفاتيكان، فإن الرئيس العام للرهبانيات يتقدم على الأساقفة ويحضر المجاميع المسكونية وكذلل المجاميع السنهادوسية.

هل رأيت رئيس الرهبنة الكلدانية يحضر اجتماعا للأساقفة الكلدان؟ هل رأيت البطريرك ساكو يزور الرهبنة؟ هل رأيته يفتتح مشاريعها؟

الذي يزور الرهبنة الكلدانية اليوم ويتقدم صفوفها هو بطريرك كنيسة المشرق الأشورية – وهذا شأن مرحب به لأننا في العمق كنيسة واحدة – ولكن أليس من الأولى ان يكون البطريرك ساكو في مقدمة الصفوف؟

العداء الذي نصبه البطريرك ساكو للرهبنة الكلدانية مخيف لأن بوده أن ينهيها عن الوجود. يشتكي عليها عند الكرسي الرسولي وعند السفير الفاتيكاني! ساعد بصورة مباشرة في أن يترك عدد من الكهنة الرهبان رهبانيتهم وينضموا إليه نكاية بالرهبنة وأسمائهم موجودة لدي، كل هذا بعد إثارته لزوبعة كبيرة جدا في مستهل فترته أن أمريكا هي التي تقوم بتهريب الرهبان الكلدان! ووصل الأمر الى منع حتى أي مطران كلداني من زيارة الرهبنة الكلدانية.

هناك المزيد حول هذا الموضوع لأنه يهمني شخصيا حيث أنا والبطريرك شربنا سوية من ماء هذه الرهبنة وأكلنا من عنبها وتينها وساهمت الرهبنة في تنشئتنا نحن الأثنين وتثقيفنا ولولاها لما كنا نحن الأثنين نتكلم اليوم اللغات العديدة ونمتلك ناصية معارف متعددة. كيف يكون المرء ناكر الجميل بهذا الشكل؟ والله لست أدري.

صدقني أخي العزيز، وضع الرهبنة الكلدانية ينطبق على الشمامسة الكلدان، والمطارنة الكلدان، والقسس الكلدان، والراهبات الكلدان، وكل الكلدان المحبين لتراثهم ولغتهم وفنونهم – أي هويتهم – التي داس عليها البطريرك ساكو بأقدامه، وربما الكلدان بصورة عامة، ولهذا ليس هناك من مكترث رغم الفجيعة التي وقعت في ساحة التحرير وامام كاميرات والتلفزة وخطورة الوضع.

فلا تتعجب، لأن الكلدان ضاقوا ضرعا بالوضع القائم وينتظرون التغيير بفارغ الصبر.

تحياتي


63


الأخ نيسان سمو المحترم

شكرا لعودتك وبما أنك أفصحت أن ذلك تم بعد طلب من "ثعلب الصحراء" فلك الشكر من الأعماق، رغم أن ثعلب الصحراء هذا كان مرارا هدفا لسخرياتك التي كنت استمتع بها وابتسم لها رغم قساوتها.

الكلدان بحاجة ماسة الى إشغال العقل والمنطق والابتعاد عن العواطف الجياشة التي لا  تغني ولا تسمن بل ترتد وبالا في الغالب.

ليس هناك من يقف في صف الشيح ريان الكلداني ضد البطريركية الكدانية (الكلدان يميزون بين الصرح البطريركي والشخصية التي ترأسه)، ولكن مهما كان فإن ريان هذا حوله البطريرك ساكو الى رقم صعب جدا، ومنحه بسبب أخطائه الكثيرة مكانة لم يحلم بها وها هم المسؤولون العراقيون والأجانب ورؤوساء الكنائس يزورنه، وفي قدرة قادر، ونتيجة للأخطاء الكارثية للبطريرك صار ندا وترسخت مكانته.

ومن هنا وحتى اللحظة لم تصدر أي مؤسسة كنسية في العراق بيانا رسميا بالوقوف في صف البطريرك ساكو.

وأزيد من الشعر بيتا أقول، إن أغلب الكلدان وأساقفتهم وكنائسهم في الوطن والشتات يغلب عليهم السكوت؛ لم نرى ولم نلحظ أن كان هناك تظاهرة في أي بلدة كلدانية في العراق او تجمع كلداني في المهجر لمناصرة البطريرك الكلداني والتنديد بالشيخ الكلداني.

هذا لا يعني أن الكلدان لا يقفون في صف كنيسة المشرق الكلدانية الكاثوليكية، ولكنهم يميزون بين البطريركية كصرح ورمز والشخصية التي تترأس البطريركية.

ونحن الذين ننتقد الشخصية التي تقود بطريركية بابل على الكلدان أجزم أننا أكثر حبا للصرح البطريركي من الأخوة الذين يقفون في صف الشخصية هذه ويرفضون رؤية الأخطاء وهي كثيرة جدا وأخرها ما أراه مسرحية الخلاف والتلاسن  وما حدث في ساحة التحرير وغيره.

في أقل تقدير نحن المنتقدين، كما فعلت حضرتك، نقدم بعض الحلول والمقترحات التي أراها غائبة تماما في خطاب الأخوة الذين يدافعون عن شخصية البطريرك.

التظاهرة في ساحة التحرير التي كما طرق سمعنا كانت ترهيبا وليس ترغيبا من قبل البطريرك، حيث فرض على الكهنة والراهبات إخراج الكلدان في التظاهرة لمناصرته وكانت كارثة بحق وسيخلدها التاريخ كنقطة سوداء على جبين أي كلداني مخلص لهويته وكنيسته.

والأن في إستطاعتي أن اؤكد كلامك أن البطريرك ساكو، بعد كل هذه المعمعة والجعجعة والمقابلات الصحفية الكارثية وتصريحاته بالمطلق أنه لن يتنازل لهذا "الكذاب" يعني الشيح الكلداني، يبذل وسعه كي يتصالح معه ويتواصل معه؛ فقط يريد شيء  لحفظ ماء الوجه؛ والشيح ريان الكلداني سياسي وميليشياوي سيمنحه هذا برحابة صدر بعد أن يكون قد حقق ما لم يحلم به نتيجية تخبط البطريرك ساكو في كل شيء تقريبا.

وأكرر ماقلته قبل سنين أنه آن الأون ان يشكل الأساقفة الكلدان لجنة أسقفية لإدراة البطريركية والطلب بكل محبة واحترام من البطريرك ساكو الجلوس جانبا كما وعد هو بنفسه، عسى ولعل نعيد نحن الكلدان بعض الاعتبار لأنفسنا وهويتنا التي في ظني لم يبق لنا البطريرك ساكو منها شيء.

تحياتي وشكرا لتلبية طلبي.


64

والأخ نيسان سمو يسأل: ماذا يحصل في البيت الكلداني؟ ومن ثم يردف مستفسرا: لماذا وكيف؟

لن نجاوب نحن الكلدان على أسئلة مصيرية مثل هذه ابدا. هل تعرف لماذا؟ لأن ليس لدينا أي ثوابت. وما هي الثوابت؟ الثوابت هي الهوية الكلدانية. وما هي الهوية الكلدانية؟ الهوية هي لغتنا وطقوسنا وفنوننا وأدابنا وثقافتنا التي بمجملها تشكل جوهر هوية أي أمة وتقع في رأس قائمة ثمار الحضارة الإنسانية.

هل رأيت أمة بدون لغة، أو بلا تراث، بلا شعر، بلا فنون، بلا أداب؟ هل رأيت أمة قائدها وزعيمها صار له ثلاث عشرة سنين عجاف، وقبلها أمض كل عمره، وهو يحتقر ويزدري لغة الكلدان وطقسهم وتراثهم وفنونهم وأدابهم ويشن حملة تعريب هوجاء لتغريب وتزوير وانتحال وتهميش تراث شعبه وكنيسته مقترفا ما يرقى الى جريمة إبادة ثقافية بحقهما؟

هل رأيت مثل هذا الزعيم في أي شعب في الدنيا؟ وهل رأيت شعبا يقبل بزعيم مثل هذا، ويقف في صفه وهو يقترف كل هذا؟

ولهذا لا تستغرب أن يصل الأمر بهكذا زعيم ان يرفع بعض الكلدان صور مهينة له في أشهر ساحة ليس في بغداد بل الشرق الأوسط وسحقها تحت أقدامهم.

أين اوصلنا هذا الزعيم، وإن لم يجلسوه جانبا، الله يستر، وحذرت من هذا منذ عام 2015 عندما كتب منشورا يحتقر فيه اللغة والطقوس والفنون الكلدانية.

يا صاحب نقطة الصفر، لماذا رميت حجرك في بركتنا الأسنة وجعلت رائحتها النتنة تفوح في كل مكان. ألم يكفيك حجرك هنا وأتيت ورميت حجرا أكبر في هذا الرابط وصارت رائحة بركتنا الكلدانية تزكم الأنوف.
https://ankawa.com/forum/index.php?topic=1044720.0


65
"للاسف نقول:أهلا بكم في العراق حيث الاساءات والتسقيط اللااخلاقي صفة ملاصقة للكباش السياسي.
نتمنى انتهاء التراشق خاصة بعد دخول مستشار الأمن القومي، السيد قاسم الاعرجي، على الخط وزيارته لغبطة البطريرك ساكو والسيد ريان الكلداني في نفس اليوم."


الخوري عمانوئيل يوخنا المحترم

شكر للمقال والتحليل

الذي يقحم نفسه في السياسة – وهي مهنة أصحابها لا ناقة لهم ولا جمل بتعاليم المسيح السمحاء وأركانها الأربعة: المحبة والغفران والتسامح والعطاء – لا يستطيع أن يتكئ على “إيماننا المسيحي” لأن وضعه سيكون بمثابة الذي يخلط ويجمع بين قيصر والله خدمة لمنفعة الأول وتنفيذا لمأربه.

وأغلب المواقف التي يتخذها البطريرك ساكو والبيانات التي ينشرها – وما أكثرها – لها غايات سياسية وأغراض خاصة وأهداف للنيل من معارضيه ومنتقديه وتصفية حساباته معهم رغم أن جلّهم من الكلدان. ولا يمكن النظر الى معركته الدونكيشوتية الأخيرة مع الشيح الكلداني خارج إطار هذا المنظار.

ولكن مع الأسف البطريرك ساكو لا يتقن لعبة السياسة ولا لعبة الإعلام. يتصور أن الدنيا هي تحت أقدامه مثلما داس بأقدامه على  التراث واللغة والطقس والفنون والأداب الكلدانية – أرقى ثمار الحضارة الإنسانية – ودمرها وقام بتأوينها (تعريبها) وتهميشها وتزويرها وانتحالها وتغريبها مقترفا ما يرقى الى جريمة إبادة ثقافية بحق شعبه وكنيسته ومع ذلك له من يناصره من الكلدان، فتصور انه سيفعل ذات الشيء في السياسة، وخاب ظنه، حيث جرى العكس وداس المتظاهرون في ساحة التحرير على صور مشينة له بالأقدام.

وهكذا ترى كيف حول تخبط البطريرك ساكو وجهله المطبق بالسياسة والإعلام غريمه الشيخ الكلداني الى رقم صعب لا يمكن تجاوزه بعد الآن، نتيجة تعثر البطريرك في الإعلام وغيره الى درجة أن الدولة العراقية وحتى المسؤولين الأجانب صاروا بسبب الفشل المدوي للبطريرك الكلداني يمنحون الشيخ الكلداني أهمية كبرى– والشكر لتخبط البطريرك ساكو – يمنحون الشيخ الكلداني أهمية ليست مساوية للبطريرك الكلداني، بل تفوقه بكثير: والدليل زيارة المسؤولين العراقيين والأجانب له في مقره تأخذ الأن منحى تصاعديا الى درجة أنه أصبح ندا في السياسة للبطريرك الكلداني، الذي أرى أن نجمه السياسي أخذ في الأفول.

الحكومة والسفراء والأجانب يقفون تقريبا على مسافة واحدة من الطرفين، والدليل أن السيد الأعرجي يتفاوض لإصلاح البين، والسفراء يطلبون من البطريرك التهدئة والتوقف عن شق صف المسيحيين والمبعوثين الأوروبين يزورون الشيخ الكلداني ...
 
الى أين ستأخذنا يا غبطة البطريرك ساكو، بعد أن حطمت تراث ولغة وطقوس وفنون أعرق كنيسة في الدنيا، الم يحن الآوان ان تجلس جانبا وتترك تشبثك بمسك الدفة بيد مرتجفة وسفينتنا تقاذفها الرياح العاتية؟

السياسي براغماتي لا علاقة له بالمحبة والغفران والتسامح والعطاء، أركان “إيماننا المسيحي” الأربعة. مصلحته تأتي قبل الدين الذي هو عليه. السياسي مشهود له أنه يمط النصوص، أي نصوص مقدسة كانت او نصوص قانونية او دستورية لأغراضه الخاصة ومنها إسقاط خصومه.

والذي يؤسس حزب وله قائمة انتخابية ويريد ان يصبح عضوا في برلمان مثل برلمان العراق وإن كان مسيحيا فكونه سياسي عليه بالبراغماتية أي إتباع أي وسيلة تحقق غايته وأغراضه ولن يستطيع اتخاذ “إيماننا المسيحي”، أي الإنجيل، نبراسا في تصرفاته ابدا.

قيل لسياسي هل أنت تكذب؟ أجاب: لماذا لا أكذب. أنا أقتل وأشن الحروب وأرمي الناس في السجون وأتحايل وغيره من أجل مصلحتي ومصلحة حزبي وبلدي فلماذا لا أكذب.

وقيل لسياسي لو لديك قديس ومجرم على وشك ان تلتهمها النار وبإمكانك أن تنقذ فقط شخصا واحدا، فمن تنقذ، قال: أنقذ الذي لي معه مصلحة. قيل له، حتى وإن كان المجرم؟ قال: إن كان المجرم يحقق لي مصلحتي فسأترك القديس يحترق ولا أكترث وأنقذ المجرم.

هذه هي السياسة وهذا هو مفهوم المحبة والعدل لدي السياسيين وكل من يلج هذا الدرب ويقحم نفسه فيه حتى وإن كان رجل دين على صدره صليب وتحت أبطه نسخة من الإنجيل هذا يكون ديدنه ولن يستطيع الخروج من إطار سيناريوات مثل هذه.

(نقلت الأمثلة أعلاه بتصرف من فيلسوف العلوم السياسية William Godwin وكتابه الذائع الصيت ” An Inquiry Into Political Justice ” )



66

وقعت عيناي على هذا النص للأخ نيسان سمو، ويبدو أنه تعقيب على ردي الثاني في أعلاه ولا أعلم لماذا لم يضعه هنا او لماذا لم ينشره كنص مستقل، حيث أراه تحليلا منطقيا لما يمكن أن نطلق عليه أبرز حدث سياسي في تاريخ شعبنا بعد عام 2003، وهو حدث مأساوي يظهر ما وصلنا إليه من هوان بعد أن وصل الأمر بالكلدان الى التظاهر واحد ضد الأخر في ساحة التحرير في بغداد ومن رفع صور مشينة والدوس علهيا بالأحذية لأهم شخصية دينية وروحية لدينا:
لماذا وطئة وداس الكلداني صوّر بطريرك الكلدان في شوارع بغداد!


نيسان سمو
سوف لا ندخل الى التفاصيل الدقيقة في ما جرى ويجري بين الشيخ الكلداني وبطريرك الكنيسة الكلدانية ولكننا سنتعرج عروج الكرام!

عندما اراد الشيخ ريان تشكيل ميلشيات او حزب او بارتي للجماعة المسيحية استند الى جهه تدعمه وتسانده للوصول الى مبتغاه. وهذا امر مشروع في عالم السياسة! والشيخ اتكل على ظهر العامري ( الرجل السوبر في العراق ) كي يتمكن من الوصول الى ما يصبو إليه! والعامري هو الآخر وقف وساند الشيخ لإعتبارات عديدة لا داع للغوص في ثناياها اليوم!

مَن هو الشيخ! ماذا يريد! من أين جاء! لماذا! ماهو هدفه وووووووووو الخ ليس بالمهم الآن! المهم هو ماذا كان رد البطريرك على تأسيس حزب او جماعة او بارتي او فصيل كلداني في العراق! في اليوم الأول صرّح البطريرك بأنه لا شيخ للكلداني والمدعو ريان مُزوّر ومحتال ولايمثل الكلدان! لا تنسو هذه المقولة، راح نرجع إليها! وأكثر من الصلوات والدعوات عسى ولعله يتخلص من هذا المحتال الجديد ( ليش منو خْرب بيتنا غير تلك الصلوات ) ! بصراحة البطريرك لم يُفكر في وقتها إلا بالكرسي ( ردت فعله تقول ذلك وليس انا ) ! هل درس البطريرك القضية! هل سأل نفسه لماذا لا يكون لنا نحن الكلدان حزب او فصيل كباقي الأقوام ( حتى الحمير في العراق لهم حزب إلا الكلدان ) ! هل تأنى لمعرفة دوافع ونوايا الشيخ! هل جلس معه مرة ومرتين وعشرة للتقريب بين الوجهات وخدمة الكلدان! هل تعامل معه بإحترافية ومهنية سياسية! ولا شي حقيقي من هذا حصل! كل ما فعله هو رفضه له وزيادة الصلاة ( راح تنفعك في الآخرة مو على الارض ) ! البطريرك كان يعتقد بأنه الممثل السياسي والروحي للكلدان ولا منافس في الساحة! هذا كان الإعتقاد الكامل ولا غيره!!!!!!

عظمت  وإتسعت المنافسة على نفس الكرسي وهذا غير ممكن! وصل الامر الى شعور البطريرك بزحزحة الكرسي من تحت حوضه! البطريرك كان يعتقد بأنه ولي امر الكلدان في العراق، وتناسا بأن الدين لا يتفق ويتماشا مع السياسة ( لم ينسى بل تناسا ) . السياسي مهما كان واينما كان وكيفما كان يتعامل مع السياسي كسياسة وليس مع رجل الدين! وبما إن العراق خالي من حزب وسياسي كلداني فالشيخ قام بملئ الفراغ واضحى امر واقع. ممثل الكلدان في الساحة السياسية! نقطة!

البطريرك تحرك الكرسي (السياسي) من تحته فقام واراد ان يسحبه من جديد ولكنه سقط بعد ان ابتعد الكرسي عن مكانه! ومن ثم بدأت المناوشة بينه وبين الشيخ في الباب الشرقي! لم اتابع الاحداث بشكل دقيق ( أنا مشغول في باخموت ) ولكن اغلب المواقع نشرت صوّر ومقالات وتقارير عن تلك المواجهه ( يعني الموضوع مو من عندي بل من عند مواقعكم الكلدانية ) !

المواجهه كانت بين فريق البطريرك (الكلداني) وفريق الشيخ الكلداني! انتهت وحسب الصور والشهود والاقوال بتكسير ووطئة صُوَر البطريك بالأقدام! امر اغرب من الخيال، ومع هذا سوف لا ادخل الى تلك الحادثة الغريبة الفريدة لأنني اعلم بطول لساني ولا ارغب أن يتم تقليمه! بالرغم من إنه يمتلك حصانة ضد التقليم! كل ما قلته الى الآن لا قيمه له ولكن الآتي هو المهم! سؤال اليوم!

سؤال لم يسأله احد او لم يتطرق إليه كلداني إما بسبب الجهل والتخلف او بسبب الخوف، وقد يكون للنفاق دور مهم فيه! مَن هو الكلداني الذي داس ووطئة صُوَر بطريركه ولماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ……………….؟

لا احد يعاتبني او يتهمني بشيء أنا اليوم لا اتدخل بل أسأل! إي والله، وأنا لا اكذب إلا عندما اقسم بالله! مَن هو هذا الكلداني المجرم! كلداني إفغاني! منغولي! منشوري! عميل مندس (هاي نسيناها) ! كلداني عماني! جزائري وووووو مَن هو ومن اي قسم من الكلدان آت! ألم يكن كلداني عراقي! لماذا لم تتطرقوا الى هذا الموضوع الأهم! سأترك الجواب للشطار فقط!

والسؤال الثاني لماذا! لماذا يدوس الكلداني العراقي ابن الكنيسة الكلدانية صُوَر بطريكهم! الكلداني! لا احد تحدث عن هذا الموضوع الأهم في كل هذا المنازلة!

ألا يعني هذا بأن الكلدان (الذين داسوا) هُم معترضين على البطريك! ألا يعني هذا بأنهم لا يثقون به! ألا يعني هذا بأنهم يقولون له بأنك لا تمثلنا! ألا يعني هذا بأنهم لا يقرون به وبسياسته! ألا يعني هذا بأنهم يرغبون التخلص منه ومن بلاويه عليهم! ألا يعني هذا بأنه السبب في الوضع المزري الذي وصلوا إليه! ألا يعني هذا بأنه لا يصلح كرجل دين وسياسي في آنن واحد! ألا يعني وألا يعني وألا يعني للصباح القادم من شهر شعبان الجاي!

هذا هو السؤال الاهم !

ألم تقول يا سيادة البطريك في اليوم الأول بأن الشيخ مزيّف وغريب ولا يمثل الكلدان! مَن هُم إذن الكلدان الذين ساندوا الشيخ ضدك وداسوا بصُوُرك في الشوارع! ماذا ستقول عنهم! وماذا ستقول إن تم الإتفاق بينك وبينه ( وهذا الذي سيحصل ) لأن حلاوة الكرسي اجمل وافضل من كل الكلدان في العالم وحتى من الكنيسة نفسها لا بل حتى من ال …….. لا كافي عيب! ماذا ستقول في يومها عن الكلدان الذين داسوا الصُوَر! عادي العراقيين متعودين يدوسون صُوَر بوش! هَم فكرة!


67

الأخ العزيز وليد حنا بيداويد المحترم

شكرا للتعقيب وشكرا لأنك لا تشخص أحدا؛ الشخصنة والمباشرة لا تدلل على الكياسة.

ولكن أرجو أن يتسع صدرك للسؤال وهو: لماذا اتى تعقيبك المهم هذا في هذه الصفحة بالذات وليس في صفحات أخرى؟ إن رأيت أن هذه الصفحة فيها سلبيات، فإن سلبياتها لا أظن تقل عن ما هو متوافر في الصفحات المقابلة.

وبالطبع ألامر متروك إلى محرر الموقع الأخ مالح، ولكن كإعلامي أرى أن موقعه يميل صوب الليبرالية من حيث حرية التعبير أكثر من أي موقع أخر في صفوف شعبنا؛ أي هو ربما المتنفس الوحيد للأراء والأفكار المتعارضة، وهذا سجل إيجابي في مسيرة حياته المهنية، أمل أن يحافظ عليه ويتشبث به.

وفي كل قضية او خلاف هناك طرفان، وأي كان الأمر من الواجب الأخلاقي ان نسمع للطرفين.

ولنقل لا بل نقر أن الشيخ الكلداني داعشي، شيطان، مجرم، سارق، وعدو لشعبنا وكنائسنا وقل ما شئت من التوصيفات السلبية التي تلصق به.

بيد أن المسيح ذاته دخل في حوار ونقاش مع الشيطان في الإنجيل وهذا مثبت، وأفحمه بالمنطق والحجة والجدال والحوار، رغم، حسب المفهوم المسيحي، أن يسوع المسيح هو الله وابن الله. إذا كان الله يحاجج الشيطان، أليس من الأولى ان نحاجج الشيخ الكلداني الذي يبدو أن البطريرك ساكو، من حيث يدري او لا يدري او ربما بسبب تخبطه في كل شيء تقريبا، قد حوله الى رقم صعب لا يمكن تجاوزه بعد الأن نتيجة تعثر البطريرك في الإعلام وغيره الى درجة أن الدولة العراقية وحتى المسؤولين الأجانب صاروا بسبب الفشل المدوي للبطريرك الكلداني يمنحون الشيخ الكلداني أهمية كبرى– والشكر لتخبط البطريرك ساكو – أهمية ليست مساوية للبطريرك الكلداني، بل تفوقه بكثير: والدليل زيارة المسؤولين العراقيين والأجانب له في مقره تأخذ الأن منحى تصاعديا الى درجة أنه أصبح ندا في السياسة للبطريرك الكلداني، الذي أرى و أن نجمه السياسي أخذ في الأفول.

من هذا المنطلق، أرى، والأمر متروك للأخ مالح، أن يمنح الفرصة للتعبير عن الأراء، ويمنع الشتيمة والبذاءة والكلمات النابية واستخدام االمفردات القبيحة والمشحونة والتي تعكس أصحابها وحسب وترتد عليهم وتظهرهم بلا عقل وحجة، ولكنها ومع الأسف ترد في الطرف المقابل، أي من طرف البطريرك والأخوة الذين يقفون في صفه أكثر من الطرف الأخر.

مع الشكر الجزيل لسعة صدرك

تحياتي


68


الشماس الإنجيلي قيس سيبي المحترم

جذبني قولك: "تعـتـقـدون بأنكم تدافعـون عـن غـبطة البطرك ساكو ، لكـن الحقـيـقة والـنـتـيجة هي بالعكس تماماً." وهذا أراه صحيحا.

وأرى ايضا نحن الذين ننتقد البطريرك نحبه ونأمل الخير له أكثر من هؤلاء لأننا في أقل تقدير نؤشر على الأخطاء مع الدليل وكذلك نقدم بعض المقترحات والحلول، دون ان ننزل الى مستوى البذاءات والشتائم والكلمات النابية واستخدام االمفردات القبيحة والمشحونة والتي تعكس أصحابها وحسب وترتد عليهم وتظهرهم بلا عقل وحجة.

شخصيا لا أتدخل في أي أمر لا علاقة له بالتراث واللغة والطقوس والأداب والفنون الكلدانية، التي حطمها البطريرك ساكو، ومع كل الأدلة القاطعة لما يقوم به من جريمة إبادة ثقافية في حق الكلدان يناصرونه حتى في هذا المسلك الذي يخشى حتى الأعداء من القيام به إن سيطروا على مقدرات شعب ما.

ولكن للننظر من ناحية علمية وأكاديمية على كتابات البطريرك ساكو في الموضوع الذي أنتم في صدده. وأنقل فقرة واحدة من كتابه "اباؤنا السريان" الذي نشره قبل أن يرتقي سدة البطريركية.
 
"يثبت الأباء بتولية مريم، اثناء الحبل والولادة. وبإعتقادي أنه لا يقصدون المفهوم المادي الضيق، بل يشيرون الى المفهوم الروحي العميق والخصب. مريم بكر في قلبها ..."

هذا قول خطير واعتداء على الرصانة العلمية في الكتابة ويظهر أن الكاتب لا يحترم أبسط المبادىء العلمية والأكاديمية والأخلاقية والمهنية عند الكتابة والنقل ومن الأخرين، وهذا ما نطلق عليه انتحال وتزوير   plagiarism  لماذا؟ لأنه ينسب أمرا كريها وخطيرا وخطيئة كبيرة الى أباء كنيسة المشرق دون دليل ودون مصدر. الكاتب الرصين عند إيراده مسائل خطيرة وحساسة مثل هذا يجب أن يرفقها ب  reference (source) ومن ثم quote . أين المصدر وأين الاقتباس واتحداه أن ياتي لنا بكلمة واحدة من أباء كنيسة المشرق يؤيدونه في هذا. وفي أي جامعة رصينة لو قام أستاذ بهذا لطردوه لأن plagiarism خطيئة لا تغتفر في الجامعات بينما يقترفها البطريرك ساكو بالجملة ...

وعلى هذه الشاكلة هي أغلب كتاباته، يطلق العنان لقلمه ويكتب دون اكتراث للأخلاق المهنية التي  يجب أن ترافق أي كتابة أكاديمية رصينة وهذا تحددها مناهج أسلوب الكتابة العلمية الأكاديمية وفي مقدمتها تأتي  APA        .

ومع الأسف وعلى هذه الشاكلة هي أغلب بياناته في الإعلام ولقاءاته الصحفية وتاويناته المدمرة والهدامة.

وأحيانا أقول، لولا المعارضة الكلدانية القوية لنهجه المدمر هذا لكان حدث أسوأ من الكارثة التي وقعت في ساحة التحرير في بغداد.

تحياتي


69

ملاحظة اخيرة للشعب ( نائم ، صاح ما اعرف ) : إذا ما وقفت مع احدهم ونصرته على الآخر فهذا سيكون على حساب دينك وعقيدتك وكنيستك وقوميتك ! سيتم بيعها وبالتالي بيعك في الخفاء ( هذا إذا باق شيء منها لم يُباع )  ! نفس المسؤول سيبيعها ويبيعك ليبقى على نفس الكرسي ! دعهم لوحدهم ليجدوا الحل الذي يرضيك وليس الذي يرضيهم ! فاهم ما اعنيه وما اقوله ! حرام !

نيسان سمو 21/05/2023



بهذه الفقرة رمى الأخ نيسان سمو بعد غياب طويل حجرا كبيرا في البركة الأسنة هذه ومن شدة وساختها ونتانة الرائحة التي خرجت منها بعد رميه للحجر فيها، لم يتقرب إليها أحد.

ولكن ذلك لا يلغي مصداقية الفقرة في أعلاه، وفي رأي إنها أصدق ما كُتب حول هذه المهزلة، مهزلة الصراع بين البطريرك الكلداني والشيخ الكلداني، الذي لا علاقة له بالدفاع عن الكلدان او المسيحيين على الإطلاق.

إنه صراع على من يجب يكون الأقرب عند السلطة الفاسدة في بغداد، وعندما رأى البطريرك الكلداني أن الشيخ الكلداني صار ندا له عند الحكومة والسطلة ويسرق منه الأضواء كان ماكان من لقاءات كارثية مع الصحافة والإعلام وبيانات متتالية يوازيها في المقابل لقاءات وبيانات من الشيخ الكلداني.

ولكن هذه سقطت بيد البطريرك ساكو اولا لجهله المطبق بالطريقة التي يعمل فيها الإعلام، وثانيا لجهله بالتركيبة السياسية الحالية في البلد التي تفضل الشيخ الكلداني على البطريرك الكلداني.

وكذلك سقطت بيد البطريرك ساكو اولا لجهلة او عدم قبوله بحقيقة أن مكانته ليست على ما يرام في صفوف الكلدان، وثانيا أن الكثير من الأساقفة والكهنة والرهبان الكلدان قد ملوا منه ومن حروبه الدونكيشوتية.

وهكذا نرى رئيس الجمهوية يأخذ الشيخ الكلداني مرافقا له في زيارته الى السليمانية متجاهلا البطريرك الكلداني.

في التظاهرة التي دعا إليها البطريرك الكلداني لنصرته رافقتها تظاهرة للشيخ الكلداني في أشهر ساحة في العراق، رأينا فيها رهبانا وراهبات وقسس ومسيحيين مساكين خائفين وقد أخذهم الرعب عندما ظهرت لهم جماعة الشيخ الكلداني وهي ترفع صور مهينة ومشينة للبطريرك الكلداني وتدوس عليها بالأحذية.

زيارة السفراء الى البطريرك الكلداني التي كانت صفعة على الخد حيث اصدروا بيانا مربكا هزيلا لم يلقوا الائمة على الشيخ الكلداني بل على البطريرك الكلداني، قابلته زيارة وفد أوروبي  الى الشيخ الكلداني.

والطامة الكبرة هي الزيارة التي قام بها مستشار الأمن القومي العراقي للبطريرك الكلداني لبحث خلافه مع الشيخ الكلداني وأعقبها بزيارة الى الشيخ الكلداني وكل أصدر بيانا يثير عجب العجاب. الشيخ الكلداني الأن يساوي لدى الحكومة أكثر من البطريرك الكلداني، وهذا ما يؤرق البطريرك الكلداني ويحرمه من النوم.

خلف الكواليس، سيتنازل البطريرك الكلداني للشيخ الكلداني شريطة ان يسحب الأخير أوامر استقدام البطريرك الكلداني الى المحكمة ويتعهد بعدم رفع أي ملفات أخرى ضده الى المحاكم، وهي ثقيلة ومنها شطحاته في مقابلاته التلفزيونية حيث كان يهدد إنه لن ولن يقبل التنازل وثم يتهم حتى أشقائه رؤوساء  الكنائس والمطارنة بتلقي رشاوي من ريان، وهذا تشهير وإن أتى في مؤتمر صحفي وفي لقاء متلفز فإن عقوبته شديدة وغرامته لا حساب لها.

نعم إن الأثنين باعوا الكلدان بثمن بخس وباعوا المسيحيين بثمن بخس، وصراعهم كان على الكرسي والجاه والتمثيل والمكانة لدى الحكومة في بغداد وحسب وليس دفاعا عن الكلدان او المسيحيين، والحكومة يبدو فضلت الشيخ الكلداني على البطريرك الكلداني واحجمته وهمشت مكانته بدليل أنها لم تقف الى جانبه ومعها حتى السفراء وبينهم سفير الفاتيكان وأوروبا قاطبة وبالمطلق (والله لا أعرف كيف ولماذا أقحم البطريرك ساكو أوروبا في الموضوع).

الخاسر الوحيد من هذه الجعجعة هم اولا الكلدان والشعب المغلوب على أمره.

ولكن خسارة الكلدان رهيبة، لأن شخصيا لا أصدق كيف يصطف كلداني بجانب شخصية همهمها تدمير تراثهم ولغتهم وطقوسهم وفنونهم وآدابهم وشعرهم وإرثهم، وهذا بالضبط ما يفعله البطريرك الكلداني، وأخيرا كانت معركته الدونكيشوتية التي خسرها وانهزم فيها امام غريمه الشيخ الكلداني.

إنتصر الشيخ الكلداني وخسر الكلدان. وإن كان قد ربح البطريرك الكلداني المعركة لخسر الكلدان أيضا لأنه يدافع عن الكرسي والجاه والمكانة وليس عن الشعب.

المحصلة، كما أتت في الفقرة الأخيرة من مقال الأخ نيسان وأنقلها هنا للتأكيد:
" ملاحظة اخيرة للشعب ( نائم ، صاح ما اعرف ) : إذا ما وقفت مع احدهم ونصرته على الآخر فهذا سيكون على حساب دينك وعقيدتك وكنيستك وقوميتك ! سيتم بيعها وبالتالي بيعك في الخفاء ( هذا إذا باق شيء منها لم يُباع )  ! نفس المسؤول سيبيعها ويبيعك ليبقى على نفس الكرسي ! دعهم لوحدهم ليجدوا الحل الذي يرضيك وليس الذي يرضيهم ! فاهم ما اعنيه وما اقوله ! حرام !"
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1044622.0.html


70


الأخ حسام سامي المحترم

نعم إنها جعجعة بلا طحين، أو زوبعة في فنجان لها غايات مبيتة وصارت مكشوفة منها عشق حب الظهور من خلال خلق مشاكل، وما أكثرها، وكلها سببها ومسببها هوالبطريرك ساكو لغايات ليست ابدا لمصلحة الكلدان ومؤسستهم الكنسية وكذلك لا تمت بأي صلة للدفاع عن المسيحيين المشرقيين.

وهاك الأدلة القاطعة:

أولا، أنظر كيف اختلطت الأمور بحيث لا تعرف ما هي القصة وما هي الفرضية وما هو المطلوب ولماذا وكيف عندما يحدق المرء في هذا الصراع الجهنمي الذي سببه ومسببه هو البطريرك ساكو، الذي لا يستطيع أن يعيش بدون عشق الظهور في الإعلام فلا بد وأن يكون له غريم وعدو. ها هو الشيخ ريان يأخذه معه رئيس الجمهورية العراقية مع الوزيرة في زيارة رسمية للسليمانية. أظن أن البطريرك ساكو يقول الأن واحسرتاه حتى جماعة الطلباني، وهم كانوا  من أهلي ورعيتي، قلبوا علي ولم يأخذني الرئيس معه بلا أخذ ريان الكلداني الذي فعل ما فعل بي. أخي العزيز وكما تقول وتصف، فإن  هذه سياسة والسياسة فساد ومفسدة وكذب ودجل وحرام وحرام وحرام وألف حرام على من يحمل الصليب ولقب بطريرك بابل على الكلدان أن يكون جزءا منها وأن ترفع صور مهينة له في الساحات وتداس بالأقدام والسبب لأنه أقحم أنفه فيما لا يعنيه:


https://www.youtube.com/watch?v=fa4gGMEjWk4

https://www.pukmedia.com/AR/Details/178506

ثانيا، الزيارة غير المتوقعة التي قام بها مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي ليس للبطريرك ساكو وحسب بل لريان الكلدان أيضا. إقرأ التصريح الذي أصدره ريان الكلداني وأقرأ التصريح الذي أصدره البطريرك ساكو وترى العجب العجاب. ولكن بين ألاسطر اللبيب يقرأ أن البطريرك ساكو نزل من على حصانه وصدق قولك إنها لم تكن إلا مسرحية أججها البطريرك ساكو لخداع هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره، وشاهد الأمرين وعلى الخصوص رفع صور مهينة ومشينة له في أشهر ساحة في بغداد والدوس عليها بالأحذية.

ثالثا، كل هذا بعد أن تيقن الكثيرون من أبناء شعبنا المسكين أن الصراع وصل العظم، وكأنه صراع وجود، وأرد أن يقنعنوننا بالبيانات الكاذبة المليئة بالغش والخداع التي كان يصدرها البطريرك ساكو بإن أوروبا قاطبة بالمطلق تقف خلفه وأن سفراء أوروبا معه قلبا وقالبا بينما الواقع كان العكس حيث نشر السفراء بيانا كان بمثابة صفعة على الخد بالنسبة للبطريرك ساكو وبين الأسطر انتقاد شديد له حيث بطريقة غير مباشرة يلومونه على "التناقضات القائمة بين المسيحيين" ويدعونه الى "تجاوز خلافاته" معهم كلهم دون استثناء ومعهم ريان الكلداني، بعد تشديدهم على أننا "لاحظنا التناقضات القائمة" في صفوف المسيحيين.

رابعا، كل يتمناه البطريرك ساكو حاليا هو أن يسحب ريان استقدامه للمحاكمة لأن الملفات ثقيلة وعلى الخصوص الشطحات في الإعلام حيث كان يهدد كثيرا ويتهم حتى أشقائه رؤوساء  الكنائس والمطارنة بتلقي رشاوي من ريان، وهذا تشهير وإن أتى في مؤتمر صحفي وفي لقاء متلفز فإن عقوبته شديدة وغرامته لا حساب لها.

خامسا، وهو ينزل من على حصانه، أي مجبر على احتواء المشكلة كما اعترف بذلك في أخر منشور له بعد أن كان يجيش مناصريه ونفسه ويرفض أي حل، حيث كان يكرر في لقاءاته الصحفية الكارثية "يعني هذا منو حتى أنا أنزل الى مستواه هيك ... هذا كذاب ، هذا منو أنا عندي شهادتين دكتوراه .. يعني" لا أعلم ماذا يخبئه هذا الرجل لنا من مصائب إن لم يغارد كما وعد.

وخامسا، لم أقرأ أصدق فقرة من تلك التي كتبها الأخ نيسان سامو وهو يختتم مقاله بعد غياب طويل: " ملاحظة اخيرة للشعب ( نائم ، صاح ما اعرف ) : إذا ما وقفت مع احدهم ونصرته على الآخر فهذا سيكون على حساب دينك وعقيدتك وكنيستك وقوميتك ! سيتم بيعها وبالتالي بيعك في الخفاء ( هذا إذا باق شيء منها لم يُباع )  ! نفس المسؤول سيبيعها ويبيعك ليبقى على نفس الكرسي ! دعهم لوحدهم ليجدوا الحل الذي يرضيك وليس الذي يرضيهم ! فاهم ما اعنيه وما اقوله ! حرام !"
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1044622.0.html

وأخيرا أكرر وأقول: إن الذي يزور ويهمش ويغرب وينتحل ويعرب ويلغي ويستبدل لغة وتراث وفنون وطقوس شعبه من خلال حملة تأوين هوجاء، دون أن يرف له جفن، فتوقع منه أن يفعل أي شيء أخر.

تحياتي


71
أهلا وسهلا أخ نيسان بعد غياب طويل.

ما الوضع في باخموت (مفرمة اللحم البشري، حسب الصحافة الغربية) ومن يحتلها وأي ميليشيات أوروبية غربية تسيطر عليها؟

لم يعلق أحد على مقالك رغم أنني أراه من الأهمية في مكان. أظن كان عليك ان تضع اسم ثعلب الصحراء في العنوان - ليون برخو - وكنت سترى كيف كان الأن في مقدمة المنتدى وأول مقال في الواجهة؟

فقط سؤال أخير/ أين نقطة الصفر؟

أمل أن تستمر، رغم أن الكتابة في مواقع شعبنا من أعسر الأمور.

تحياتي


72


الأخ جلال برنو المحترم

هذا ثاني مقال مهم تكتبه في فترة قصيرة، وفاتني التعقيب على مقالك الأول، فعذرا.

بخصوص هذا المقال، أنا لست في وارد التعقيب على جمعية مار ميخا وموقفها اوالجمعيات الكلدانية الأخرى.

كما تعلم، القضية بالنسبة لي لا تتجاوز اللغة والتراث والطقس والفنون والآداب الكلدانية وحسب، والتي في مجملها تشكل أهم ركن من أركان الهوية (القومية) الكلدانية وهوية وخصوصية مؤسسة الكنيسة الكلدانية.

هنا، أنا معك مستغرب ومتعجب كيف يقف من يقول إنه كلداني مع البطريرك ساكو الذي لا هم له إلا تزوير وتهميش وتغريب وتعريب التراث واللغة والطقوس والفنون والآداب الكلدانية، ليس هذا فقط بل لا تفت مناسبة دون أن يهاجمها ويزدريها ويحتقرها. وهذا مثبت وهناك أدلة كثيرة، ووصل به الأمر في مقابلته الكارثية مع قناة الشرقية أنه سرد وبعنفوان وزهو أن أهم إنجازاته هي تعريب الطقوس والتراث وأستهزأ في المقابلة بشكل فج بالتراث الكلداني وهذا مثبت في المقابلة.

أسأل، كيف يقول المرء إنه كلداني، والأنكى، قومي كلداني ويصطف مع شخصية تهدم أركان تراثهم ولغتهم وطقوسهم؟

هل يعلم الكلدان (وأعتقد أن أغلبهم على دراية) بالكم الهائل من التزوير والتغريب والتهميش والتعريب والانتحال والسرقة التي يقوم بها ضمن حملة التأوين الهوجاء التي ما هي الا تدمير للتراث والطقوس واللغة والفنون والثقافة الكلدانية؟

هل يعلم الكلدان إنه أحرق حوذرتهم المقدسة لشدة كرهه للتراث واللغة والطقس الكلداني، و هل يعلمون ماذا فعل بتراثنا وميراثنا من الميامير وعونياثا وشوحلابى ومدراشى وشورايى وسوغياثا وتشبوحياثا ونقباثا وماذا فعل بالحوذرا وكتاب دقذام ودواثر وأداب الباعوثا وبوركاثا وعشرات وعشرات الدرر التراثية الكلدانية ومنها ما هو باللهجة الكلدانية الساحرة والدارجة في ألقوش وسهل نينوى التي ربما لا مثيل لها في الدنيا وأستبدلها وزورها وعربها وغربها وأحل محلها نصوصا عربية هجينة ...وغيرها وغيرها كثير.

طمس لغة وثقافة وفنون وطقوس وتراث أي أمة معناه قتلها، وهذا ما يفعله البطريرك ساكو في حملة التأوين التي يتباناها التي ترقى في كثير من تفاصيلها الى جريمة إبادة ثقافية.

أما عن الرهبنة الكلدانية، فهو عدوها اللدود. أه لو تعلم ماذا فعل ويفعل بالرهبنة الكدانية ....

لا أظن شهدت الدنيا شخصية تحمل مسؤولية شعبها وتقترف كل هذه بحق تراثه ولغته وطقسه وفنونه وآدابه وثقافته، لم تشهد ولن تشهد كذلك أن هناك في هذا الشعب من يسانده في إقتراف جريمة مثل هذه والتي كما قلت ترقى الى جريمة الإبادة الثقافية، أي قتل شعب وهو حي.

هذا هو بالنسبة لي بيت القصيد ونقطة الخلاف وأكرر إن الذي يزور ويهمش ويغرب وينتحل ويعرب لغة وتراث وفنون وطقوس شعبه من خلال حملة تأوين هوجاء، دون أن يرف له جفن، فتوقع منه أن يفعل أي شيء أخر.

هذا خلاصة موقفي ، أما الأمور الأخرى فثانوية بالنسبة لي.

تحياتي


73
وانكشف حقيقة المزيف الدجال


والله أخي الكريم لم تعد نعرف من هو الدجال، وبكل صراحة، في هذا الصراع الجهنمي الذي سببه ومسببه هو البطريرك ساكو، الذي لا يستطيع أن يعيش بدون عشق الظهور في الإعلام فلا بد وأن يكون له غريم وعدو.

الذي تصفه "بالدجال"أخذه معه رئيس الجمهورية العراقية مع الوزيرة في زيارة رسمية للسليمانية. أظن أن البطريرك ساكو يقول الأن واحسرتاه حتى جماعة الطلباني، وهم كانوا  من أهلي ورعيتي، قلبوا علي ولم يأخذني الرئيس معه بلا أخذ ريان الكلداني الذي فعل ما فعل بي.

أخي هذه سياسة والسياسة فساد ومفسدة وكذب ودجل وحرام وحرام وحرام وألف حرام على من يحمل الصليب ولقب بطريرك بابل على الكلدان أن يكون جزءا منها وأن ترفع صور مهينة له في الساحات وتداس بالأقدام والسبب لأنه أقحم أنفه فيما لا يعنيه.

https://www.youtube.com/watch?v=fa4gGMEjWk4
https://presidency.iq/Details.aspx?id=11085#:~:text=%D8%B2%D8%A7%D8%B1%20%D9%81%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%A9%20%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1,%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9%20%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9

74
الاخ عوديشو يوخنا،

شكرا جزيلا للسؤال، ولكن متى أنا أدين البطريرك ساكو، او أي شخص أخر، ومن أنا كي أدين أي كان؟ الذي يدين إن كنا مسيحيين صالحين او طالحين هو الرب الديان.

وانا لا أحاسب أي كان إن كان مسيحيا أم لا متدينا أم لا. هذه الشؤون متروكة للرب يوم مجيئه. فحاشى لي أن أحاسب أي كان.

وأوكد لك لا بل أجزم أن  الذين يعارضون إدارة البطريرك ساكو، وأنا واحد منهم، أكثر حبا وإخلاصا اولا للكرسي المقدس الذي يجلس عليه سعيداـ وله كبطريرك أيضا، لأننا نشخص ما نراه ما هو خطأ ومن ثم نقدم الحلول، التي قد يراها البعض غير مقبولة، ولكنها أفضل من المسبات والشتائم والتسقيط وحسب، دون تقديم أي حل للمعضلة لا بل الهاوية التي صرنا فيها بسبب سياسات وإدارة البطريرك ساكو: أنظر أنا هنا أذكر سياساته وإدارته ولا أدينه ابدا.

هل تعلم الكم الهائك من التزوير والتغريب والتهميش والتعريب والانتحال والسرقة التي يقوم بها ضمن حملة التأوين الهوجاء التي ما هي الا تدمير للتراث والطقوس واللغة والفنون والثقافة الكلدانية؟

هل تعلم إنه أحرق الحوذرا لشدة كرهه للتراث واللغة والطقس الكلداني، و هل تعلم ماذا فعل بتراثنا وميراثنا من الميامير وعونياثا وشوحلابى ومدراشى وشورايى وسوغياثا وتشبوحياثا ونقباثا وماذا فعل بالحوذرا وكتاب دقذام ودواثر وأداب الباعوثا وبوركاثا وعشرات وعشرات الدرر التراثية الكلدانية التي ربما لا مثيل لها في الدنيا وأستبدلها وزورها وعربها وغربها أحل محلها نصوصا عربية هجينة ...

طمس لغة وثقافة وفنون وطقوس وتراث أي أمة معناه قتلها، وهذا ما يفعله البطريرك ساكو في حملة التأوين التي يتباناها التي ترقى في كثير من تفاصيلها الى جريمة إبادة ثقافية.

أما عن الرهبنة الكلدانية، فهو عدوها اللدود. أه لو تعلم ماذا فعل ويفعل بالرهنية الكدانية ....

هذا هو بالنسبة لي بيت القصيد ونقطة الخلاف وأكرر إن الذي يزور ويهمش ويغرب وينتحل ويعرب لغة وتراث وفنون وطقوس شعبه من خلا حملة تأوين هوجاء، دون أن يرف له جفن، فتوقع منه أن يفعل أي شيء أخر.

هذا خلاصة موقفي ، أما الأمور الأخرى فثانوية بالنسبة لي.

وشكرا جزيلا مرة أخرى لأن من خلال منشورك هذا استطعنا أن نوصل صوتنا وكذلك منحت الفرصة للأخوة الأخرين أن يوصلوا صوتهم.


75
بودي أن  أشكر الأخ العزيز أوديشو يوخنا لإتاحته الفرصة لنا في منشوره  للتعبير عن رأينا في البيان الهزيل والمقتضب جدا (أنظر قرأتي للبيان في أعلاه) الذي أصدره بعض سفراء دول اوروبا الغربية في بغداد والذي ما هو إلا صفعة على خد البطريرك ساكو، وأمل وأنا إنسان عادي، أن يكون درسا له، وأن يكف عن التدخل في الإعلام والسياسة والدبلوماسية لانه جاهل بها ولا يعرف ألف باء هذه الأمور.

ومرة أخرى أدعو الأساقفة الكلدان الى حزم أمرهم لأن الوضع لا يطاق وتشكيل لجنة أسقفية لإدارة بطريركية بابل على الكلدان والطلب الى البطريرك ساكو الجلوس جانبا، وهذا ما دعوت إليه قبل سنين، وأنظر الطامة الكلبرى التي حلت بنا حيث وصلنا الى رفع صور ميهنة ومشينة لبطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم في أشهر ساحة ليس في بغداد بل الشرق الاوسط والدوس عليها بالاقدام. وأسفاه على الكلدان، وعلى أساقفتهم، وعلى مثقفيهم: تنبهوا واستفيقوا وإن لم تفعلوا فإن القادم سيكون سقوطا عظيما.


76
وعندما يأت الرب في مجده العظيم ونقف كلنا إما عن يمينه او عن يساره ويصدر حكمه. في ذلك اليوم العظيم لن نتكئ إلا على أعمالنا، ولن يشفع لنا إن كنا باباوات او بطاركة او كرادلة أو مطارنة أو قسس او دكاترة او شمامسة او رؤوساء او وزراء أو أغنياء أو علماء أو أميين أو غيره. الرب سيحاسبنا على أعمالنا وحسب بغض الطرف عن من نحن. إذا كلنا واحد.

77
الأخ مايكل المحترم

لن أدخل في معترك مواقف وممارسات البطريرك ساكو في هذا المضمار حيث رفع راية الإسلام في القداس وطلب قراءة آيات محكمات من التنزيل الحكيم (القرآن) في القداس الإلهي وتدريس القرآن في المدارس المسيحية وطلب من الكلدان من أتباع كنيسته صوم شهر رمضان مع المسلمين وغيرها كثير... هذا بحث أخر.

ولكن الغريب ان أرى مسيحي يعيبني بأنني أرسلت تهنئة الى الاخوة المسلمين في عيد الفطر في صفحتي في الفيسبوك التي لها عشرات الالاف من المتابعين والمعجبين والمشاهدين وبينهم مسلمون وهم مرحب بهم على الدوام. هل تعرف لماذا؟ لأن هذا الموقف يذكرني بموقف الشيوخ والمجموعات التكفيرية من المسلمين الذين يحرمون تهنئة المسيحيين في عيد الميلاد او عيد القيامة.

ولله في خلقه شؤون.

وأزيد من الشعر بيتا وأقول إن التعليق خارج نطاق الموضوع دلالة فقدان الحجة والفشل وأن قرأتي لبيان السفراء والخبر الكاذب الذي نشره البطريرك ساكو حوله صحيحة وسليمة.

وأزيد أن شخصنة الموضوع من خلال كتابة توصيفات مسيئة وبذيئة ترتد اولا وأخيرا على أصحابها وهي أسهل ما يمكن للمرء أن يفعله عند النقاش ولكن ترتد على أصحابها وتظهر فشلهم المبين.


فبدلا من تقديم حلول لإخراجه من الورطة الكبيرة التي أوقع نفسه فيها بعد أن رفع متظاهرون صور مشينة ومهينة له في أكبر واشهر ساحة في بغداد وداسوا على تلك الصور المهينة بأقدامهم  وكيف أن الكل تخلى عنه في محنته الكبيرة هذه، يعرجون على أمور غير ذات علاقة تعزز ما أكتبه وتزيد من مداه ويعرف القراء مدى الغش والخداع  والكذب الذي صار سمة من سمات الإعلام البطريركي بقيادة البطريرك ساكو وكذلك ومدى التزوير والتغريب  والتعريب والتشويه والتحريف الذي تعرض ويتعرض له التراث والطقوس واللغة والفنون الكلدانية في سنيه العجاف الثلاث عشرة.

تحياتي

78

الأخ كوركيس أوراها منصور المحترم

لم تسمع نصيحتي أنه أفضل لك أن تقرأ بصمت كي تفهم ولا تكتب.

فضلت نصيحة أن ترفع صوتك عاليا متصورا أن الناس لن تعرفك ولا تهتم بك إلا من خلال ذلك فهنيئا لكا لأن صوتك العالي والمزعج جدا  هو الحل. ما شاء الله عليك .




79
أخي العزيز،

ما أتيت به ليس البيان الأصلي. البيان الأصلي في حوزتي، وهو مسيء للبطريرك ساكو، وقدمت قراءتي له وأكررها هنا:


شكرا لما اقتبسته من الخبر في موقع الفايتكان على ما أظن ولكن أين الاقتباس من البيان الذي فيه تؤكد أوروبا أنها بالمطلق ضد  "بابليون" وريان الكلداني في صراعهم مع البطريرك ساكو؟

وأين إي إشارة  في إقتباسهم من البيان أن قارة أوروبا بالمطلق تتضامن مع البطريرك ضد ريان الكلداني؟

الصراع وصل العظم، وكأنه صراع وجود بين البطريرك ساكو وريان الكلداني والسفراء يعلنون تضامنهم مع البطريرك دون الإشارة الى الصراع ذاته ولا الى ميليشيات بابليون العائدة لريان الكلداني التي يقول البطريرك إنه صار يخشى بسببها حتى على حياته.

ومن ثم يقولون هناك هجمة، أي هجمة ومن من؟ أنظر السفراء يخشون ذكر صاحب الهجمة الكبيرة على البطريرك ساكو التي وصلت الى رفع صور مهينة له في أكبرساحة في بغداد والدوس عليها بالأحذية؟

إن قرأتي لبيان السفراء – او سمه بيان قارة أوروبا كم يحلو للإعلام البطريركي تسيميته – ضربة على الخد بالنسبة للبطريرك ساكو وبين الأسطر انتقاد شديد له حيث بطريقة غير مباشر يلومونه على "التناقضات القائمة بين المسيحيين" ويدعونه الى "تجاوز خلافاته" معهم كلهم دون استثناء ومعهم ريان الكلداني، بعد تشديدهم على أننا "لاحظنا التناقضات القائمة" في صفوف المسيحيين.

ويقولون، حسب البيان الهزيل الذي نشروه وكأنهم خائفون، إننا "عبرنا عن رغبتنا في أن يحاول المسيحيون تجاوز خلافاتهم" أي على البطريرك أن يتجاوز خلافاته مع المسيحيين الأخرين وبينهم ريان الكلداني.

إنه بيان إسقاظ فرض وبيان هزيل كتب انتقادا للبطريرك ساكو وليس نصرة له، ويرقى الى إدانته أكثر من مديحه والوقوف في صفه.

والله، أي كان لحزم أمتعته وغادر بعد كل هذا، وأنا شخصيا دعوته الجلوس جانبا منذا سنين، وموقف "قارة أوروبا" كما يحلو له أن يسميه، او سفراء اوروبا، لخير دليل على ان ليس هناك من يقف معه.

80


أخي الكريم،

شكرا لما اقتبسته من الخبر في موقع الفايتكان على ما أظن ولكن أين الاقتباس من البيان الذي فيه تؤكد أوروبا أنها بالمطلق ضد  "بابليون" وريان الكلداني في صراعهم مع البطريرك ساكو؟

وأين إي إشارة  في إقتباسهم من البيان أن قارة أوروبا بالمطلق تتضامن مع البطريرك ضد ريان الكلداني؟

الصراع وصل العظم، وكأنه صراع وجود بين البطريرك ساكو وريان الكلداني والسفراء يعلنون تضامنهم مع البطريرك دون الإشارة الى الصراع ذاته ولا الى ميليشيات بابليون العائدة لريان الكلداني التي يقول البطريرك إنه صار يخشى بسببها حتى على حياته.

ومن ثم يقولون هناك هجمة، أي هجمة ومن من؟ أنظر السفراء يخشون ذكر صاحب الهجمة الكبيرة على البطريرك ساكو التي وصلت الى رفع صور مهينة له في أكبرساحة في بغداد والدوس عليها بالأحذية؟

إن قرأتي لبيان السفراء – او سمه بيان قارة أوروبا كم يحلو للإعلام البطريركي تسيميته – ضربة على الخد بالنسبة للبطريرك ساكو وبين الأسطر انتقاد شديد له حيث بطريقة غير مباشر يلومونه على "التناقضات القائمة بين المسيحيين" ويدعونه الى "تجاوز خلافاته" معهم كلهم دون استثناء ومعهم ريان الكلداني، بعد تشديدهم على أننا "لاحظنا التناقضات القائمة" في صفوف المسيحيين.

ويقولون، حسب البيان الهزيل الذي نشروه وكأنهم خائفون، إننا "عبرنا عن رغبتنا في أن يحاول المسيحيون تجاوز خلافاتهم" أي على البطريرك أن يتجاوز خلافاته مع المسيحيين الأخرين وبينهم ريان الكلداني.

إنه بيان إسقاظ فرض وبيان هزيل كتب انتقادا للبطريرك ساكو وليس نصرة له، ويرقى الى إدانته أكثر من مديحه والوقوف في صفه.

والله، أي كان لحزم أمتعته وغادر بعد كل هذا، وأنا شخصيا دعوته الجلوس جانبا منذا سنين، وموقف "قارة أوروبا" كما يحلو له أن يسميه، او سفراء اوروبا، لخير دليل على ان ليس هناك من يقف معه.


81
أخي سام أنت تعرف أنني أعتذر إن ظهر أنني على خطأ، وهذا بالنسبة لي أبسط شيء، ولكنني هنا على صواب.

إقرأ البيان وأقرأ الاقتباسات من البيان في ذات الخبر ولا ترى أي إشارة أن "أوروبا بالمطلق تساند البطريرك ساكو" في صراعه مع ريان الكلداني. ليس في الاقتباسات من البيان أن السفراء ودولهم يقفون في صف البطريرك ساكو ضد صاحب الميليشيا المنقلتة ريان الكلداني.

المهم البيان الرسسمي الذي أصدره السفراء وكما أتت اقتباسات منه في خبر الفاتيكان بالإنكليزية لم ترد فيه ولو إشارة بسيطة تدعم موقف البطريرك ساكو ضد ريان الكلداني، بالعكس يبدي السفراء أسفهم لما آلت إليه الأمور من صراع مسيحي-مسيحي ويدعون الى حل "التناقضات القائمة بين المسيحيين" ما معناه على الأطراف المسيحية دون استثناء المصالحة "وتجاوز الخلافات."

لم يذكروا ريان الكلداني بالإسم ولم يذكروا أنه صاحب ميليشيا وأنهم يستنكرون أعماله وأقواله ووقوفه بالضد من البطريرك ساكو. شخصيا أرى أن ما قام به السفراء عملا هزيلا وإسقاط فرض ليس إلا، لأن الاقتباسات من بيانهم حسب الخبر في موقع الفاتيكان تساوي بين ريان الكلداني والبطريرك ساكو كمسيحيين وأنداد وعليهم "تجاوز الخلافات".

والأنكى، والعهدة على الاقتباسات في موقع الفاتيكان يدعون السفير البابوي الى إصلاح ذات البين بين البطريرك ومعارضيه، والمقصود ريان الكلداني.

ومن ثم أين هو البيان  statement  لماذا لم يلحقوه برابط وينشروه إن كان في البيان كل ما يدعون.

والله لوكا في البيان أن أوروبا بالمطلق تساند البطريرط ساكو في صراعه مع ريان الكلداني لهلهل البطريرك له ونشره في أعلى صفحته. وإن كان صادقا فيما يقول أن أوروبا والسفراء يدعمونه في صراعه وتراشقه الكلامي خصيصا ضد ريان الكلداني لينشر البيان.

الطريقة التي أخرج فيها البطريرك ساكو الاجتماع ونقلت الفاتيكان عنه ومواقع أخرى فيها من الكذب ولإسفاف والتجني والخدعة والغش ما لم ينزل به الله من سلطان، ولكن هذا ليس غريبا عليه، لأن الذي يعرب ويزور ويغرب ويشوه وينتحل تراث ولغة وطقوس وفنون وإرث شعبه وكنيسته فتوقع أن يفعل أي شيء أخر.


82
أخي العزيز سامي

الكذب والغش والخداع واضح وضوح الشمس في الخبر باللغة الانجليزية في صفحة الفاتيكان، ولكن تبقى لا تصدق وهذا شأنك وموقفك.

أي قول في الصحافة الرصينة أتى في العنوان او الفقرة الرأسية (الأولى) والفقرتين اللتين تليهما، يجب ان يكون معززا بإسناد. هذه ألف باء الصحافة النزيهة والموضوعية وإن لم يكن معززا بإسناد معناه أن الخبر كاذب والملعومة غايتها الغش والخداع.

أنظر أخي الكريم عندما يأتي في العنوان وفي مقدمة الخبر ..... European countries express support for Cardinal فلابد أن يكون هناك إسناد من البيان نشره الأوربيون او سفرائهم يقولون فيه ذات القول وكذلك يضعون رابطا للبيان من أجل المصداقية وإلا فإن هذا يكون محض كذب وافتراء،ة.

ومن ثم أنظر مصطلح European countries  أي الدول الأوربية، أي دول أوربية، هل هي الشرقية ام الغربية أم الاسكندنافية ام دول البلطيق ام دول البحر الأبيض المتوسط أم الاتحاد الأوروبي؟

 يا أخي قل للبطريرك ساكو وهو صديق الصبا وصديق العمر هذا إعلام، هذا سيف بتار، وكل مرة يخرج فيها للإعلام ويكتب في الإعلام فإن ذلك يرتد عليه وبالا لأنه مع جل احترامي جاهل بالإعلام وجاهل بالسياسة والدبلوماسية وعليه الانسحاب منها فورا قبل فوات الآوان إن لم يكن قد فات، وأنظر شطحاته الواحد تلو الأخر، ومع كل هذا يتصور أنه العالم العليم وليس مثله في الدنيا.

لماذا لم يضعوا رابطا للبيان إن كانوا صادقين؟ ولماذا لم يصدر الموقع البطريركي البيان ذاته وبدلا منه نشر خبرا كاذبا، رغم أن نشر الأخبار الكاذبة سمة من السمات البارزة للموقع البطريركي وخاصية يمتاز بها البطريرك ساكو حصرا وهناك أكثر من دليل على ذلك.

تحياتي

83
الأخ سامي ديشو المحترم

أظن أن هناك مشكلة لديك، مشكلة كبيرة، لأنك لا تقرأ بصورة صحيحة ومع كل احترامي:


ليس هناك في الاقتباسات من البيان في الخبر باللغة الانجليزية أن اوروبا تدعم بالمطلق البطريرك ساكو أو أن السفرا قالوا في بيانهم الذي لا رابط له أنهم يساندون البطريرك ساكو في صراعه وحربه الكلامية مع ريان الكلداني. مقدمة الخبر ترجمة للخبر الذي ظهر على الموقع البطريركي وهو غير صحيح.

إن كان الموقع البطريركي صادقا او الخبر صادقا لينشروا البيان الذي أدلى به السفراء او رابط له.

وليس في االخبر في موقع الفاتيكان بالانجليزية - حسب الاقتباس من البيان - أن هناك بيان أوروبي وأن الحكومات الاوروبية تقف مع  البطريرك ساكو ضد ريان الكلداني.

ماذا تسمي هذا: أليس هذا كذب وغش وخداع وافتراء وإسفاف في مخاطبة الناس؟ وإلى متى؟

على العكس، وحسب الاقتباسات من بيان السفراء (وهذا بيت القصيد) في الخبر المنشور باللغة اللانجليزية في الموقع الفاتيكاني  فإن السفراء نادوا وطلبوا المصالحة والتوافق والكف عن الصراع، وليس ضمن الاقتباسات من بيان السفراء في الخبر أي ذكر لوقوفهم مع البطريرك ساكو ضد ريان الكلداني.

إقرأ يأ أخي الخبر بتمعن.

لا يجوز أن تأخذنا العاطفة، وهذا ليس وقت العاطفة، هذا وقت إشغال العقل والحكمة في تدبر أمور مؤسسة الكنيسة الكلدانية التي تمر في عاصفة هوجاء لن ينقذها إلا تشكيل مجلس أسقفي لإدرارة البطريركية والطلب من البطريرك ساكو الجلوس جانبا. هذا رأي، وقلته قبل سنين، وأنظر ماذا يحدث.

تحياتي


84
كلا أخي العزيز وشماسنا الوقور وشلاما دمارن قبّل

ناقل الكذب ليس بكاذب، المصدر الأصلي الذي نقل وحور وزيف وزور وانتحل الخبر هو الكاذب.

هؤلاء دبلوماسيون مخضرومون يزنون كلماتهم بماء الذهب، ولا يمكن تحت أي ظروف أن يتخذوا جانب هذا وذاك في معركة كلامية شرسة وصلت الى التظاهر المهين والمشين في أشهر ساحة في بغداد.

ولهذا يطلق على الدبلوماسي "دبلوماسي" لأنه يزن كلماته، ولهذا لم ولن يقفوا بجانب البطريرك ساكو ضد ريان الكلداني او العكس لأن الصراع صراع داخلي وهو مسيحي-مسيحي كما يصفونه في المقتطفات من بينانهم.

تحياتي


يعني كل المواقع التي نشرت هذا الخبر كاذبة يااستاد ليون ...؟؟؟؟

https://www.alhadathcenter.net/index.php/iraq-news/108315-2023-05-17-04-50-32?utm_campaign=nabdapp.com&utm_medium=referral&utm_source=nabdapp.com&o

85
الأخ سامي ديشو المحترم

هذا الخبر أنا على علم به ولكن ليس خبرا صحيحا لأن:

أولا: أين البيان الأصلي، أي لا يوجد رابط للبيان الأصلي.
ثانيا: ليس في البيان، أي ضمن الاقنباس من البيان، وهذا الأصل والمهم،  أن اوروبا تدعم البطريرك ساكو في معركته الحامية الوطيس -  التي فيها تتطاير الشتائم والبذاءات يمينا ويسارا في موقعه ولقاءاته الصحافية الكارثية - وبين زعيم ميليشيا مسلحة منفلته يصغره على ما أظن بأربعين سنة.
وأخيرا وليس أخرا، أنظر الاقتباسات من البيان وبين الخبر المنشور الذي جله كذب وغش وخداع، وأقول مع الأسف أن يصل الإسفاف بالبطريرك ساكو وإعلامه الى هذا الدرك من الكذب والغش والخداع، لأن العبارات بين الأقواس تقريبا تساوي بين الطرفين وتدعو الى التهدئة:

The statement then goes on to appeal to the country’s Christians to work together, noting that “the existing contrasts do not help their role in the Iraqi society”, and expressing the wish that “problems be overcome and ever greater cooperation among the Churches be achieved.”


"We also observed that the existing contrasts among Christians do not help their role in the Iraqi society, and expressed the wish that problems be overcome and ever greater cooperation among the Churches be achieved," note the ambassadors' statement. "We also ensured our support to that aim and emphasised our attachment to creating an understanding and a peaceful dialogue among the different components of the Iraqi people and to the preservation of the Country's diversity, which is one of its main assets."


شتان بين هذا وبين ما يروج له إعلام البطريرك سالكو المليء بالإسفاف والكذب والغش والخداع.


86
أخي العزيز عوديشو

أظن هذا أكبر مثال او ربما مثال كلاسيكي يجب تدريسه في كليات الإعلام والصحافة في كيفية كتابة الأخبار الكاذبة ومع الاسف أن يكون البطريرك ساكو وإعلامه الهزيل يصل الى هذا النوع من الإسفاف والكذب والغش والخداع:

https://www.vaticannews.va/ar.html

هذا موقع أخبار الفاتيكان وليس فيه حتى اللحظة أي ذكر لهذا الخبر الكاذب، وسيكون خبرا ملفقا حتى لو نشرته الدنيا ما لم يصدر بيان من اوروبا تؤيد القول الكاذب هذا. مرة أخرى مع الأسف يصل البطريرك ساكو وإعلامه الى هذا الإسفاف.

تحياتي




استناذنا العزيز الشماس ليون برخو
تحية ومحبة
{ ومن ثم الخبر هذا، ومع جل احترامي لناقله وهو الأخ العزيز عوديشو يوخنا خبر عنوانه كاذب ومحتواه فيه الكثير من الغش والتلاعب وغير موجود على موقع الفاتيكان، ومع الأسف يصل الإسفاف بالإعلام البطريركي الى هذا الدرك.}

https://www.alquds.co.uk/%D8%AA%D8%B6%D8%A7%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A-%D9%85%D8%B9-%D8%A8%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1/

https://e7s.net/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9/%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%86-%D8%AF%D8%B9%D9%85%D8%A7-%D9%85%D8%B7%D9%84%D9%82%D8%A7-%D9%84%D8%A8%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D8%AF%D8%A7/


87

الأح سامي ديشو المحترم

دع البطريرك ساكو يدافع عن نفسه، ولا أظن يحق لي ولك ولأي شخص أخر أن يقرأ ما في دماغه، ولكن أنا قرأت ما كتبه وتفسير الأخ مايكل سبي لما يرمي إليه البطريرك ساكو صحيح، وهذه ليست أول مرة، وكان يصرح بذلك ويكرر ذلك حتى في كرازاته مستندا الى أباء كنيسة المشرق وهذا جرم وكذب وبهتان أن يقحم قديسين وطوباويين مثل ملافنة كنيسة المشرق في هذا. إذا دعه هو ينفي ويفسر لماذا كتب ما كتب ولماذا كان يعلم ويشرح ويكرز بذلك.

وأكرر التعقيب لأهميته، ومع الأعتذار:

ليس هناك اي نص او حتى إيماءة او تنويه من قريب او بعيد يثير حبة خردل من الشك في بتولية العذراء مريم لدى اباء كنيسة المشرق، وأتحدى البطريرك ساكو أن يجلب لنا نصا من كنيسة المشرق يجعل أي لاهوتي او متضلع بآداب كنيسة المشرق، لا بل أي كان أن يروج أن مريم كانت فقط بتول في قلبها حسب رؤى أباء كنيسة المشرق، هذا افتراء ومحض كذب؛ وهذا تجن كبير على تعليم كنيسة المشرق، وهذا جزء من التأوين أي الكارثة التي حلت بمؤسسة الكنيسة الكلدانية في السنين العجاف الأخيرة.

ومن ثم الخبر هذا، ومع جل احترامي لناقله وهو الأخ العزيز عوديشو يوخنا خبر عنوانه كاذب ومحتواه فيه الكثير من الغش والتلاعب وغير موجود على موقع الفاتيكان، ومع الأسف يصل الإسفاف بالإعلام البطريركي الى هذا الدرك.

88
ال الأخ سامي ديشو المحترم
الأخ بيث نهرانايا المحترم

ليس هناك اي نص او حتى إيماءة او تنويه من قريب او بعيد يثير حبة خردل من الشك في بتولية العذراء مريم لدى اباء كنيسة المشرق، وأتحدى البطريرك ساكو أن يجلب لنا نصا من كنيسة المشرق يجعل أي لاهوتي او متضلع بآداب كنيسة المشرق، لا بل أي كان أن يروج أن مريم كانت فقط بتول في قلبها حسب رؤى أباء كنيسة المشرق، هذا افتراء ومحض كذب؛ وهذا تجن كبير على تعليم كنيسة المشرق، وهذا جزء من التأوين أي الكارثة التي حلت بمؤسسة الكنيسة الكلدانية في السنين العجاف الأخيرة.

ومن ثم الخبر هذا، ومع جل احترامي لناقله وهو الأخ العزيز عوديشو يوخنا خبر عنوانه كاذب ومحتواه فيه الكثير من الغش والتلاعب وغير موجود على موقع الفاتيكان، ومع الأسف يصل الإسفاف بالإعلام البطريركي الى هذا الدرك.

تحياتي



89
الأخ ظافر شنو المحترم

إنه ليس أمر محزن بل مخزي أن ترفع صور البطريرك الكلداني وعليها علامة إكس في أشهر ساحة ليس في العراق بل في الشرق الأوسط، وهي ساحة التحرير في بغداد.

هذا ما حذرنا منه بسلسلة مقالات قائلين إن الذي يهين ويزور وينتحل ويغرب ويشوه ويعرب ويقترف ما يرقى إلا جريمة إبادة ثقافية في حق لغة وتراث وطقوس وفنون وأدب شعبه، توقع أن يفعل أي شيء مهما كان وأن يصدر منه أي شيء مهما كان وأن يقع في أي مطب او حفرة مهما كانت. وأنظر الكارثة.

وحقا أعجبي قول الأخ بيداويد :
 نحن من برا هلا هلا ومن جوه يعلم الله
نملئ الدنيا صراخا واعتراضا
ولا نملك حلولا ولا مواقف


كل ما نراه هو إنشاء وأشعار وخطابات وتراشق كلامي يحمل الكثير من البذاءة والشتيمة بين الكلدان، يقودهم فيها الذي رفعت صوره في ساحة التحرير بشكل مهين غير مسبوق في تاريخ المشارقة.

وإن قدمت حلا واقتراحا او حاولت  شرح لماذا وكيف وصلت الأمور الى ما وصلت إليه، لما اكترث احد او ربما أصابك بعض رذاذ التراشق الكلداني-الكداني الذي تتخلله الكثير من الشتيمة والبذاءة.

كنت على يقين أن هذا وأخظر من هذا سيقع إن لم يتدارك الكلدان وعلى الخصوص الأساقفة الكلدان الأمر وعلى الخصوص بعد المقابلة الكارثة التي أجراها مع قناة الشرقية ووقوعه في فخ محكم نصبه له  ثلاثة صحافيين ماكرين أذكياء جعلوه: أولا، أن يزهو بأنه قام بتعريب التراث الكلداني وجعل العربية هي السائدة، ثانيا، وهذا الأخطر أن يستخدم عبارة تبدو للمتلقي وكأنه يستهزىء بكربلاء والنجف، ثالثا، هاجم الكل وكان وقع الهجوم على السلطة الحاكمة. قلت في نفسي لن يغفروا له هذه المرة، وها هو يتوسل بالحكومة أو أي مسؤول حكومي ان يصدر ولو تصريح بسيط لمناصرته ولم يجد ولن يجد لقد تخلى الكل عنه .

وثم البيانات المتتالية وكلها لا داعي لها، والمؤتمر الصحافي الذي فيه يهاجم اشقائه وإخوته البطاركة والأساقفة ويتهم بعضهم بأنهم يتلقون الرشاوي من ريان الكلداني صاحب الميليشيا المنفلتة شأنها شأن كل الميليشيات العراقية من شماله الى جنوبه. أليس هناك عاقل أن يقول له إن هكذا لقاءات صحافية وإطلاق المرء العنان للسانه في الإعلام قد يقود الى كوارث، حيث في إمكان الذين اتهمهم بتلقي الرشاوي وفي إمكان صاحب المليشيا ريان الكلداني مقاضاته بكل سهولة بتهمة تشوية السمعة، وهذه عقوبتها كبيرة جدا لأنها أتت في مؤتمر صحفي؟

والله ما كنت أحسبني أحيا الى زمن مخزي ومحزن ومحبط مثل هذا الزمن.


90
الأخ حسام سامي المحترم

ترددت في التعقيب لأن كما يحصل في الغالب أن ما أكتبه أحيانا من تعليق بسيط يصبح مثار النقاش ويترك القراء الموضوع الرئيسي. هذه ظاهرة حسنة ومحببة لأن معناه ما أكتبه مؤثر جدا حتى ولو كان تعقيبا بسيطا، ولكن المهم ليس التعقيب بل الموضوع.

مقالك هذا ربما أفضل مقال قرأته حول سيل المقالات في هذا الخصوص.

نحن امام قضية جنائية بسيطة ضخمها البطريرك ساكو بما يأتي به من بيانات متكررة غير مدروسة وسائبة ما جعلها حديث الساعة والإعلام العراقي والعربي والاف والاف التعليقات المسيئة جدا للصرح البطريركي الكلداني وللمسيحية والكلدان على الخصوص.

وكان المؤتمر الصحفي الذي عقده كارثة بكل ما للكلمة من معنى، ولم يتماسك وأطلق تهمة خطيرة ضد إخوانه من رؤوساء الكنائس الأخرى وأساقفتها واتهم بعضهم علنا وامام حشد من الصحافيين بأن ريان الكلداني اشتراهم بفلوسه ويتلقون رشاوي منه.

يا ويلاه  لما ابتلي به الكلدان. هل يعلم البطريرك أن تهمة كبيرة مثل هذه وأمام الصحافة تؤدي به وبنا في داهية، بمعنى لو هبط مستوى رؤوساء الكنائس العراقية الأخرى الأجلاء الى المستوى الهابط للبطريرك ساكو لنشروا بيانات أدانوه فيها لهذا الاتهام الخطير لا بل لأستقدموه الى المحاكم.

والأنكى، يستمر في اتهام إخوانه الأساقفة، وبينهم كلدان، ورؤساء الكنائس بأن ريان الكلداني قد اشتراهم بفلوسه بنشر صور لقاءتهم معه وبينهم أساقفة كلدان. يا للكارثة.

هل ليس هناك عقلاء في البطريركية ينصحون البطريرك أن أول شيء يفعله المدعى عليه (الذي تطلب المحكمة استقدامه) هو عدم الإدلاء بأي تصريح والصمت، وإن اراد أن يتحدث يكون ذلك من خلال محاميه. هذه ألف باء المحاكم، وتنبطق على الشخص العادي والشخص رفيع الشأن.

كل بيان وكل ظهورفي الإعلام ومع الأسف يزيد من طين البطريرك ساكو بلة.

وأدعو مرة أخرى الأساقفة الكلدان الى تشكيل لجنة أسقفية لإدراة البطريركية الكلدانية في هذه الظروف العصيبة والمريرة والقاسية التي تمر فيها مؤسستهم الكنسية والشعب الكلداني الأبي.


91


والله أخ ديفيد هوزي (بالطبع هذا ليس اسمك، بل اسم حركي أكاد أجزم أنني توصلت إليه، ولكن لا ضير في ذلك لأن استخدام الأسماء المستعارة شيء مقبول في هذا اليوم)، والله كنت بحاجة أن أبتسم بعد سيل المقالات والاف والاف التعليقات المسيئة المشينة التي تملأ صفحات التواصل وكلها تقريبا تسيء الى البطريرك ساكو والمسيحية والكلدان بصورة خاصة بعد المقابلة الكارثة التي أجراها مع قناة الشرقية. فشكرا لك على هذا الخطاب الراقي الذي يقترب كثيرا من الخطاب الذي نقرأه في هذه الأيام على منصة البطريرك ساكو، أي موقع البطريركية الكلدانية. أستمر بهكذا دفاع عقائدي صنديد عن مؤسسة الكنيسة الكلدانية والبطريرك ساكو بالذات لأن هذه الوسيلة الوحيدة لحل مشاكله والفوضى العارمة التي تعصف بالكلدان ومؤسستهم الكنسية. بارك الله فيك على هذا الخطاب، والى الأمام وليخسأ الخاسئون:

كورة الزنابير تخرج من جحرها.
   فريق كامل من العطالين البطالين ... ركام التعاسه ... نسج خيال مريض ... كالعرفات الغجر ، متنقلين من كذبة الى كذبه ... 
صاحب الصوت الزنبوري ... تعسى ... هذا الافاك ا ...  مواخير البطاله ... و... مستخدماً ورقة استحصل عليها من سوك مريدي في دولة اسكندنافية ... هذا الكذاب الاشر ... تطرف غبي لقلب الحقائق التاريخية ... انفصام الشخصية ... راية كورة الزنابير ... .
هذا الرعديد ...باقي الشلة التعبانه ...اسمائهم السقيمة ... هؤلاء العناكب .
 ..لصيق للشيطان ... انه كان يستخدم ( الضراط) ... .
 اسباني الفكر والمعتقد... يكذب ويقول انه اعلامي


والله امتعتني وأنا في إنتظار المزيد وفي حاجة الى الابتسامة بعد كرب ألم بي.

92


الأخ حسام سامي المحترم

هناك وعد قاطع من البطريرك ساكو أنه سيغادر منصبه، والوعد قطعه من على شاشة تلفزيون ديني مسيحي ويرقى الى العهد والقسم، ومن وصايا لله العشر عدم نكث العهد والقسم.

وإن لم يلتزم بما تعهد به وأقسم عليه بدليل القطعية في قوله إنه سيغادر، فإن ذلك سينعكس عليه سلبا لا بل وبالا لأنني لا أعرف كيف سينظرالى نفسه وكيف سينظر اتباع كنيسته إليه وكيف ستكون له مصداقية بعد أن يحين الآوان الذي حدده هو بنفسه وهو قريب جدا.

وأعيد وأكرر أتوسل أن يغادر، وإن مقابلته الكارثية مع قناة الشرقية أظهرت أنه عبء كبير على نفسه اولا وعلى شعبه وكنيسته.

أما ما دار ويدور في موقعه الكنسي أي موقع البطريركية من رشق كلامي ومناكفات خطابية مليئة بالإساءة وهابطة جدا حد السوقية، فهذا لعمري أمر مشين ويستوجب أقسى التنديد والاستنكار.

الموقع الكنسي والبطريركي لا يجوز أن ينزل الى مستوى من هو رئيس حزب وميليشيا منفلتة مهما كان، ولكن الذي صار هو أن الرشق الكلامي في الموقع البطريركي أكثر سوقية.

وأمل من كل الذين يناقشون الرشق الكلامي بين ريان الكلداني صاحب حزب سياسي وميليشيا منفلته شأنها شأن الميليشيات في طول العراق وعرضه وبين البطريرك ساكو أن يبعدوا ذكر المسيحية، لأن هذا ليس من المسيحية في شيء، بل جعل من المسيحية والكلدان بصورة خاصة مسخرة ومضحكة حيث الرشق الكلامي مستمر وحيث التغطية الإعلامية العراقية والعربية مستمرة مع الاف والاف التعقيبات المسيئة جدا.

علما أنني توسلت فيه، كصديق الصبا، أن يغارد منذ اليوم الذي بدأ حملته الهوجاء الكبيرة في الهجوم على اللغة والفنون والطقس الكلداني وشرع بتعريبه وتزويره وتغريبه دون أن يرف له جفن الى درجة أنه تباهى بذلك في مقابلته الكارثة مع الشرقية وفي المقابلة شن هجوما على التراث الكلداني. وأسفاه على بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم.

كم خسر الكلدان في السنين العجاف منذ عام 2013؟

تحياتي


93
 
 نعم عزيزي هذا الذي اتكلم عليه اليوم هو ( اخ ) للذي تكلمت عليه سابقاً وانتظر موعد وعده ( بالتقاعد ) انا ساكت منذ اللحظة التي اعلن فيها عن قرب تقاعده ... فإن اوفى ( خَلُص و خَلًّص ) وان لم يوفي ( فلكل مقام مقال ) ... نعم فخيوط اليوم هي من ذات البكرة ونسيجها كراهية وحقد وحسد ازكم انف الله والبشر ...
 
   


الأخ حسام سامي المحترم

دعني أنتهز فرصة ما اقتبسته من خطابك أعلاه وأتوسل الى غبطة البطريرك ساكو أن يغادر الساحة في الآوان الذي وعد به أي بعد أشهر قلائل. هناك وعد يصل الى درجة القسم أطلقه في أشهر قناة تلفزيونية مسيحية وهذا نصه:

"أنا ما بقالي كثير انا اصل للسن القانونية انا اترك، ابد ابد، ابد ابد انا مصر ..."

إن وعد الحر دين، وإن الذي لم يف بوعده لن يعد حرا.

أتوسل به أن يغادر كما وعد، لأنه استنفد كل شيء وصار عبئا اولا على نفسه ومنصبه الرفيع المقدس وكذلك على شعبه وكنيسته وتراث ولغة وفنون وطقوس وتقاليد شعبه وكنيسته.

المنصب الذي يحمله أرفع منه مقاما، وكان اللقاء الكارثي الذي أجراه مع قناة الشرقية مؤخرا أكبر دليل على أن عليه أن يغادر "ورحم الله أمرئ عرف قدر نفسه فأراح وأستراح."

لقد وقع بسهولة منقطعة النظير فريسة سهلة لثلاثة صحافيين أذكياء من قناة الشرقية استدرجوه الى أقوال ومواقف أوقعته في حفرة أظن لن يخرج منها سالما؛ وما يدور على ألسنة الصحافة العراقية ومواقع التواصل بعد هذا اللقاء الكارثي والاف التعليقات المسيئة له ولمنصبه - بمعنى المسيئة لنا كشعب كلداني أبي ومؤسسة كنسية عريقة مجيدة كاف أن يكون سببا أن يراجع النفس ويترك.

ما يدور في الصحافة ومواقع التواصل جعل من الكلدان كشعب ومؤسستهم الكنسية مضحكة والسبب البطريرك ساكو.

كم محكمة يتم استقدامه إليها وكم محكمة خسرها ودفع الملايين وكم كتاب طقسي مزور مشوه ومنتحل ومع نصوص هجينة يطبعها ويفرضها كصلوات وهي لا تستحق حتى القراءة.

أتوسل الى غبطته أن يغادر لأن الكيل طفح والحفرة التي أوقعته قناة الشرقية فيها أخشى أنها من العمق بمكان هذه المرة سيكون من العسر عليه الخروج منها سالما.

وبياناته المتكررة التي ينشرها بعد اللقاء المليئة بالمغالطات والمسيئة اولا إليه والى منصبه الرفيع وثانيا ولنا كشعب كلداني ومؤسسة كنيسة بابل على الكلدان لخير دليل ان ليس هناك دخان بلا نار.

غبطة البطريرك آن الآوان أن تغارد and sooner the better

تحياتي


94
الأخ بولص آدم المحترم

ما يحدث في الصف الكلداني ومؤسسة الكنيسة الكلدانية شيء لا يصدقه العقل، بدءا ببيانات وتصريحات وأقوال وممارسات ومقابلات البطريرك ساكو  وما يروج له في منبره الإقصائي (الموقع البطريركي) من بعض المقالات الإنشائية التي قد لا تساوي الحبر الذي كتبت فيه من التي تشير إليها.

وقد أشرت الى من مثل بعض هذه لأمور في تعقيباتي على مقال الأخ سركيس كانون: https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1043333.0.html

وقبل أن أعرج على النشيد الجميل في الرابط الذي تذكره في أعلاه وببعض التفصيل https://www.youtube.com/watch?v=r5GXK-aLrF8 هاك بعض الحقائق عن الواقع الكلداني والوضع المزري الذي تمر فيه مؤسسة الكنيسة الكلدانية.

كل الامم تنهض وتنبعث من جديد بالعودة الى تراثها ولغتها وفنونها وطقوسها، عدا الكلدان وهنا اتحدث عن نفسي وأنا واحد منهم، حيث ترى من يقول إنه بروفيسور؟ وباحث في علم الاجتماع! يلتف حول شخصية أساسا لا تعترف بالتراث واللغة والفنون  والطقوس والأزاياء والأعلام الكلدانية وقد أعملت وتعمل معولها الهدام في نسف أركان  اللغة والهوية الكلدانية التي يراها متخلفة فلاحية زراعية ونصوصها نصوص الصرصار والجراد. شيئ مؤسف حقا.

ومن ثم، الكلداني الذي يواجه هذا النهج الهدام للتراث واللغة والفنون الكلدانية، التي هي أساس نهضة أي أمة، يضعه ضمن شلة يراها مصابة بالأمراض العقلية، هذا حسب علم الاجتماع الذي يمده ويطويه ويمطه ويخطفه ويحرفه لأغراض لا يعلمها إلا الله.

وهل هناك باحث لا يميز بين جمل مثل هذه من حيث الفرق بين المطلق والنسبية: "أدافع عن الحق" وبين "أدافع عن ما أراه أنه الحق". الذي لا يميز بين الجملتين ويخفق في رؤية النسبية والمطلق الذي يميزهما لا يحق له أن يقول حتى إنه أكاديمي وباحث اجتماعي أو يحمل شهادة دكتوارة، ولكن هذا كان، وكان هناك مقال مطول يفتقر حتى الى التميز بين الجملتين، فيه تشويه وتطويع وتمديد ومط وتحريف لعلم الاجتماع لغاية لا يعرفها إلا الله. شيء يوقف شعر الرأس.

والطامة إنه يكتب تعليقا على ألأغنية في أعلاه ما يلي: "شكرا على الالتفاتة الجميلة لاهداء الاغنية الاشورية لنا، وقد شاهدتها وسمعتها، واكون صريحاً معك لم افهم منها سوى ثلاث او اربع كلمات التي يتداولها الكلدان مثل مذيتا."

هل هذا صحيح؟ كيف؟ إن لهجتها شبيهة جدا باللهجة االدارجة في سهل نينوى والتي يشترك فيها الكلدان والسريان والأشوريون ويستخدمونها للتواصل بينهم.  وقد قدمت حضرتك ترجمة عربية لها مشكورا، ولكن أنظر وكأن المنشد او المغني يخاطب الكلدان قبل الأشوريين. أكتب ثلاثة أبيات بالكرشوني كمثال كي يعلم القراء أننا امام تشويه ومد ومط وتحوير تزوير للواقع الاجتماعي وليس لعلم الاجتماع وحسب:

مذيتا دمذيناثا كركوك
طنتا دطنياثا كركوك

ارعا دپالاخي وهكارى 
قلتا دأريي وكباري

مذيتا ديرى و امرانى
و أپسقوبي ومطرانى

لا أريد أن أكتب بقية القصيدة بالكرشوني، ولكنها واضحة وكأنها مكتوبة باللهجة الكلدانية.

لقد وقع الكلدان، وأنا واحد منهم، ومع الأسف، وعلى الخصوص في السنين  العجاف منذ عام 2013 فريسة أكبر حملة تضليل وغش وخداع  وتزوير وتغريب وتعريب لأسمى تراث ولغة وفنون  وطقوس وآداب عرفها العام،  قادها من قادها، ، وواحد منهم المفروض أن يكون قيما وحافظا لتراثهم ولغتهم وفنونهم وطقوسهم بدلا من ذلك يقترف جريمة ترقى الى جريمة الإبادة الثقافية بحقهم ، وكل هذا، والكلدان في سبات،  وكل هذا هناك من يقرأ على رأسنا أن هناك نظريات في علم الاجتماع تساند وتقف وتعضد وتعزز موقف من يقترف جريمة إبادة ثقافية بحق شعبه وكنيسته...

تحياتي


95
الأخ شوكت توسا المحترم

كنت مترددا بالتعقيب لأن هناك البعض من يشكك في ان Lucian لوسيان هو ليون برخو. أنا لن أنفي او أوكد ذلك.

موضوعك شيق ليس لأنه يتناول الأخ لوسيان، بل لأنه يتناول ظاهرة أدبية علمية وصحافية شائعة على نطاق واسع ولجأ ويلجأ إليها الكثير من المفكرين والأدباء والشعراء والعلماء والسياسيين وفي شتى العصور والمضمامير – الا وهي ظاهرة الأسماء الحركية او مجهولة الهوية او المستعارة.

استخدام الأسماء المستعارة ظاهرة لا غبار عليها، وهي شائعة حتى يومنا هذا. ليس المهم إن كان الاسم حركيا او مجهولا او مستعارا، المهم ما يظهر تحت الاسم من فكر ومعرفة وخطاب. الاسم لا يعكس الشخص؛ ما يكتبه او ينطقه الشخص هو الذي يعكس من هو.

اختلفنا او اتفقنا معه، فإن الأخ لوسيان يشكل ظاهرة كبيرة في هذا المنتدى.

وأهم ظاهرة في رأي إنه وضع أسسا للقومية والهوية الوطنية التي أركانها اللغة والتراث والطقوس الأزياء والأعلام والمشاركة الواسعة في الاحتفالات برموز هذه الهوية والحث على تعلم اللغة الأم وإرسال الأطفال الى المدارس التي تدرس اللغة الأم.

ومن هذا المنطلق يرى لوسيان  - وهو صائب في رؤياه – أن القومية ممارسة ونشاط ثقافي وتراثي في المقام الأول وسياسي وإعلامي وتضحية ونضال في المقام الثاني وفي سبيل هذه الأركان يقدم المؤمنون بها تضحيات تصل درجة الشهادة ، وبرهن بالدليل القاطع أن هذه الأركان تتمثل خير تمثيل في الأشورية كقومية وأن الكلدان – أغلب الكلدان حسب رأيه –  مثلا أبعد عن ذلك بعد السماء عن الأرض لأنهم، حيث لا يحبون لغتهم ولا يمارسونا وليسوا على استعداد بالتضحية من أجلها، على العكس يساندون الذي يقوم بتعريبها وتشويهها ويقفون في صف الذي يزدري التراث واللغة والأزياء ويهدم أركانها.

ويتخذ لوسيان اللغة والتراث معيارا للهوية القومية، فهو مثلا ينتقد البطريرك ساكو لإزدرائه وتغريبه وتشويهه وتزويره لتراث شعبه وهويته وطقوسه وإزيائه ولغته وشنه حملة تعريب هوجاء لنسف الهوية الكلدانية، لأن التراث عماد الهوية، ولكن لوسيان لا ينتقده في أمور أخرى.

وأظن فإن لوسيان نجح نجاحا باهرا  في وضع أسس علمية وفكرية وأكاديمية رصينة للهوية والقومية وبرهن أن الأشورية هي حتى الآن الظاهرة القومية الحقيقية والوحيدة في صفوف شعبنا وضمن مكوناته، وهي الوحيدة التي في إمكانها ان تجمع شعبنا بإختلاف أسمائه ومذاهبه تحت مسمى واحد وهوية واحدة.

وهو يؤكد – ولوسيان كلداني بالمناسبة – أنه سيعترف فورا بوجود اللغة الكلدانية والهوية الكلدانية عندما ينهض الكلدان ويمارسونها ويقاومون الذي يعربها ويهمشها ويزورها ويزدريها وعندما تصبح ظاهرة ويقفوا صفا واحدا ضد الكلداني الذي يزدريها ويشوهها ويعربها ويزورها.

لوسيان يستهجن مواقف قومية كلدانية إنشائية دون ممارسة والممارسة هي أن تقول ان هناك فيلا في الشارع، وعندما تذهب الى الشارع ترى الفيل، وهذا ينطبق على الأشورية كقومية، وعندما تقول هناك فيل في الشارع ولكن عندما تذهب الى الشارع تراها خاليا، هذا ينطبق على القومية الكلدانية، لغياب ممارسة التراث والهوية واللغة والفنون والمدارس وتعليم اللغة والطقوس وغيرها من أركان الهوية، لذا يستهجن لوسيان المقالات التي يسطرها من يقول إنهم قوميون كلدان لأنه يراها بعيدة عن الواقع المعاش لدى الكلدان.

 وبرهن لوسيان أن الأخوة الكلدان – ولوسيان كلداني – نقاشاتهم في المنتدى في الغالب هي من نوع ad homenium بمعنى عدم التطرق الى الحديث او القول او الخطاب بل الى المتحدث أو القائل او  الاسم، ومن ثم تجنب التطرق الى القول او الخطاب والتشبث بالاسم، وهذا دليل فشل مبين.

تحية لك أخي شوكت للموضوع الشيق هذا وتحية للأخ لوسيان.


96
الأخ سركيس كانون المحترم

عيد قيامة مجيد مع تمنياتي لك ولكل المعقبين هنا ومعهم القراء الكرام بدوام الصحة والعافية.

بودي التعقيب على مقولة لك في أدناه، موضحا أنني نعم "شخص مشرقي" في كل شيء ولكن نشاطي في مضمار إحياء مشرقيتي وبعثها، وهذا لن يتم إلا من خلال إحياء تراثها ولغتها وفنونها وطقوسها وآدابها، قد أخذ منحى كبيرا وهو على قدم وساق خارج نطاق هذا المنتدى. وهذه بعض النماذج:

https://www.facebook.com/leon.barkho/videos/990359731761369/?mibextid=MB985L

https://fb.watch/jNo7YsaqSm/?mibextid=MB985L

https://fb.watch/jNog28Wc3c/?mibextid=cr9u03

أخصص جهدا ووقتا كبيرا لإحياء التراث وبعث الحياة في هويتنا المشرقية ومعي ابني العزيز نينوس حيث حول بيتي في السويد الى ما يشبه كنيسة مصغرة لكنائس المشرق، كل شيء فيه مشرقي وصدى التراث المشرقي يرن في كل زاوية منه.

وكما تلاحظ فإن موقعي في الفيسبوك يؤمه عشرات الالاف والقصيدة في أعلاه حصدت في موقعي فقط على أكثر من 30 ألف مشاهدة واكثر من 250 تعليقا، اما المدى الذي وصلته من خلال المشاركات فلا أستطيع متابعته لأنه فاق كل توقعاتي.

وأبذل كل هذا الجهد رغم أنني لا زلت أعمل استاذا جامعيا بداوم كامل.

كان هذا تعقيبي على مقولتك: "أنا أستطيع القول كشخص مشرقي بأني لم أجد شخصا يدافع عن الطقس الكنسي المشرقي بالشراسة التي تدافع أنت بها وذلك من خلال التراتيل والمقالات التي تنشرها في هذا الموقع."

تحياتي


97
الأخ عبدالاحد سلميان بولص المحترم

تحية طيبة وعيد قيامة مجيد،

أمل لك الشفاء العاجل وحزنت حقا لمعرفتي انك تعاني من امور صحية. فطول العمر أخي الكريم مع العافية والصحة والسلامة لكم ولأحبائكم.

لن أعقب على ما أتيت به، رغم عدم صحته وبعده عن االواقع، احتراما للمناسبة وكذلك تقديرا للوضع الصحي الذي أنت فيه، وأمل أن هذا الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب.

متمنيا لك السؤدد والصحة والعالفية.

ليون


98
الأخ سركيس كانون المحترم

عيد قيامة مجيد لك ولكل الأخوة القراء والمعقبين

أرى أن إخراج الموضوع عن السياق يزيد من متانة الحجج التي أتيت بها وعلى الخصوص التي ورت في التعقيبات. فبدلا من الدفاع عن ما ذكرته في التعقيبين اللذين لدي في أعلاه  حول الشؤون التي ذكرتها والتي تخص الزميل الدكتورعبدالله رابي في شق منها، أرى أن بعض الأخوة يحول الموضع الى مسار غير ذات علاقة، مقدمين الدليل القاطع على أن ما أتيت به في هذا المضمار صحيح.

وكذلك الشأن في ما ذكرته عن البطريرك ساكو ومسألة اقترافه ما يرقى الى جريمة إبادة ثقافية في حق شعبه وكنيسته - والله أنا لست القائل بل اقتبست هذا الاتهام الخطيبر له وهو في محله من أستاذ كبير يعمل في جامعة رصينة في إحدى الدول الغربية- وأنه هو الذي  أحرق التراث ومنه كتاب الحوذرا (وهذا العمل لوحده يستحق اقصائه من منصبه) وشنه حملة كبيرة لتهميش وتزوير وتغريب مجمل التراث الكلداني وانتحال نصوص الأخرين لأغراض تدمير الطقس والتراث الكلداني (وحتى مفردة هينكا ܗܝܢܓܐ التي كان يستهجنها منذ أن أصبح قسا في الثمانينات من القرن المنصرم وهي تراثية أصيلة لم تسلم من معوله الهدام وكذلك مفردة بابل) وغيره من الأمور التي حتى الأعداء يتوروعون عن القيام بها.

وفي كل مرة يرفعون من شأن المقال المهم هذا ويصبح في مقدمة المنتدى ويعرف القارىء الحقائق التي ذكرتها في أعلاه ويعرف أنها صحيحة لأن اول إشارة الى صحة القول هو التهرب منه والأتيان برد خارج السياق واللجوء الى أمور غايتها تشويه السمعة ليس إلا. أي في الواقع يتفقون معنا في الموقف من مقال الدكتور رابي ويعززون من متانة موقفي عن البطريرك ساكو ويتركونه لوحده في العراء متشبثين بشخصنة الموضوع ويزيدون من طينه بلة، بدلا من الدفاع عنه من خلال البرهان والدليل.

فشكرا جزيلا لهم لأنهم برهنوا على متانة المقال هذا وما أتي به كاتبه المبدع ومن ثم برهنوا على أن تعقيباتي في المضمارين صحيحة وواقعية وليس في إمكانهم دحضها، واتمنى مزيدا من التعليقات مهما كانت كي يصل المقال هذا والتعقيبات التي أتت فيه الى اقصى مدى ممكن.

تحياتي


99

الأخ كوركيس أوراها منصور المحترم

كنت قد نصحتك ان تقرأ ولا تكتب، ولكن هذا متروك لك لأن ما تكتبه يرتد عليك وبالا.

أريدك أن تقرأ ما كتبه البطريرك ساكو عن رمضان وعن المسلمين وكيف دعاك أنت وأنا وغيرنا من رعيته أن نصوم هذا الشهر كي ننهل من فضائله، رغم أنني هنا لا أنتقده. الخلاف بيننا حول الثقافة واللغة والطقس ليس إلا.

وكنت أريدك أن تقرأ رسالة الفاتيكان بمناسبة شهر رمضان لترى كيف تنظر الكنيسة الكاثوليكية الى المسلمين وصومهم.

فأرجو، وهذا رجاء أخوي، أن تقرأ وبصوت عال جدا كي تستوعب وتكف عن التعليق لأن ما تكتبه يرتد عليك، والأمر متروك لك، بيد أنني أمل أن تاخذ بنصيحتي.

شيء واحد أنصحك القيام به هو أن تنسخ مقالاتي في الصحافة العربية او العالمية وتضعها هنا في هذا الموقع كما فعلت في أعلاه، وأن تستمر على قرأتها وبصوت عال جدا، فألف شكر على نشر المقال وكذلك على متابعتك لمقالاتي في الصحافة العربية ولكن لا تنسى ان تقرأ بصوت عال جدا.

تحياتي

100


الأخ سركيس كانون المحترم

تذكر في أحد تعقيباتك وكأن هناك مشكلة بيني وبين الزميل الدكتور عبدالله رابي حيث تكتب: "أنا لا أتدخل فيما حصل بين الدكتور ليون برخو والدكتورعبد الله رابي من قبل  فبإمكانهما أن يحلا مشاكلهما."

في الحقيقة ليس هناك أي مشكلة بيننا، والذي يتدخل، غرضه غير سليم، فشكرا لعدم التدخل وهذا موقف نبييل.

ما بيننا مسألة أكاديمية علمية بحثية بحتة.

هناك محاولة خداع من قبل د. رابي حيث يريد في الإنشاء الذي يكتبه أن يراه القارئ وكأنه بحث علمي وأكاديمي رصين. هذا إن إنطلى على البعض من الذي لا دراية له بالبحث العلمي، فإن ذلك لن يعبر على المتمكنين من البحث العلمي والأكاديمي من الذين أسسوا مجلات أكاديمية علمية في غضون عقد من الزمان وصلت الى قمة الترتيب الأكاديمي في حقلها.

وأقول مرة أخرى أي علم اجتماع وأي نظرية أجتماعية تدافع عن جريمة الإبادة الثقافية التي يقترفها البطريرك ساكو بحق شعبه وكنيسته؟ نعم إنه يقترف إبادة ثقافية، ونعم الذي يدافع عن جريمة الإبادة الثقافية هو د. عبدالله رابي، والدليل موجود وقاطع؟

ما هي جريمة الإبادة الثقافية؟ جريمة الإبادة الثقافية في أبسط تعريف لها هي محاولة طمس وتدمير وإلغاء وتغريب ثقافة ولغة وفنون وقيم ورموز وطقوس أمة او مكون إثني. في الغالب يقوم بهذا الأعداء ولكن هنا الذي يقوم بهذا هو البطريرك ساكو حيث لا يمارس لغة الكلدان وطقوسهم وفنونهم كما وصلت لهم كسكان أصليين في بلاد الرافدين، بل يحرق كتبهم (الحوذرا) ويشن حملة كبيرة وواسعة لإلغاء اللغة والطقوس والفنون الكلدانية بتعريبها وتهميشها وجلب كل ما هو دخيل وأجنبي محلها وهو البطريرك الوحيد الذي جعل اللغة العربية اللغة البطريركية الرسمية بدلا من الكلدانية، وهذا لم يتجرأ القيام به أي بطريرك منذ ألفي سنة. هذه هي بالضبط جريمة الإبادة الثقافية وهذا بالضبط أهم إنجاز للبطريرك ساكو.

أي عالم او باحث اوكاتب في علم الاجتماع يؤيد شخصا يقترف جريمة الإبادة الثقافية بحق شعبه وكنيسته؟ وأي نظرية اجتماع هذه تساند موقف باحث كهذا؟

والأنكى، فإن د. رابي يصف الذي ينتقدون ممارسات البطريرك ساكو التي ترقى الى جريمة إبادة ثقافية بحق الكلدان بأنهم أناس في حاجة الى طبيب نفسي.

حاليا، هذه هو الخلاف بيننا، هناك نقاط أخرى ولكنها ثانوية.

تحياتي


101
الأخ ظافر شنو المحترم

شكرا للمقال.

أتوقع من خبرتي الشخصية ومتابعتي والسنين التي أمضيناها سوية ان يكون ما يقوم به البطريرك ساكو هو تصقية حسابات. البطريرك أوا أستأثر باهتمام كبير لدى الكلدان من المحبين لتراثهم ولغتهم وفنونهم وطقسهم الذي يقوم البطريرك ساكو بإهانته وتهميشه وتعريبه وتزويره وأستبداله بالهزيل والركيك من النصوص العربية بشكل منهجي دون أن يرف له جفن.

وتصفية الحساب تأتي بعد الاستقبال غير المسبوق للبطريرك أوا في إبرشيات كلدانية في الشتات ومن ثم أيضا في داخل العراق ومنها افتتحاه ومشاركته لمناسبات كثيرة منها ما يخص الرهبنة الكلدانية – التي يكرهها البطريرك ساكو ربما كرهه للشيطان وحل بها الدمار بسبب مواقفه (وهذا مثبت)، والمشاركه النشطة للبطريرك أوا في أغلب النشطات العائدة للرهبنة الكلدانية بمعية أساقفة كلدان او النشاطات العائدة للكنائس المشرقية الأخرى.

أنا صديق الصبا للبطريرك ومتابع له وسوية عشنا وأمضينا سنين تلاميذ في الرهبنة الكلدانية التي لها دين في عنقي وعنقه لتنشئتها لنا، ولكنه ينكر جميلها. لا يقبل البطريرك ساكو، حسب رأيه، أن تسرق منه الأضواء حتى من أقرب الناس إليه، وإن حصل لأنتقم، وهذا حدث لمطارنة كلدان وقسس ورهبان كثيرون. لا يغرنك الكلام المعسول.  لذا لا بد وان هناك اتفاق ضمني من نشر المقال في موقع عنكاوة ومن ثم  قيام موقع البطريركية الكلدانية بنشره على موقعها الرسمي.

والموقع كما هو معلوم يديره ويتحكم فيه شخص واحد وهو البطريرك ساكو. وأمل أن يحذف المقال إن كان له ذرة من الحرص على المحبة المسيحية والمسرة والبشارة ونحن في أسبوع الألام، أقدس فترة في المسيحية، كي لا يحدث شرخا كبيرا أخر. يكفيه ما تعانيه مؤسسته الكنسية من تشرذم وفوضى عارمة بسبب سياساته وممارساته وبياناته.

هناك تناغم وتواصل بين كاتب المقال  والبطريرك، وهذا جلي، فالذي يمحو اسم بابل من تسمية كنيسته ويشوه ويهدم ويزور ويعرب لغة الكلدان وتراثهم وطقوسهم والأنكى يحرق حوذرتهم المقدسة (أسمى وأقدس نص يمتلكونه بعد الكتاب المقدس والإنجيل) واصفا أياها بأقبح التوصيفات لا أظن يهمه يوم أكيتو او يكترث له. رسالته للكلدان بهذه المناسبة فيها أكثر من "إن" وأنظر أنها أتت بيومين في الأقل بعد أن نشر البطريرك أوا رسالته.

كنت أمل من الزميل الدكتور عبدالله أن يتسخدم قلمه لحث البطريرك لإيقاف حملة التشويه والتزوير والتعريب والتغريب التي يقوم بها ضد التراث واللغة والطقوس والفنون االكلدانية، ولكن مع الأسف. إن كانت الكلدان أثنية، كما يقول، فهل هناك أثنية بلا لغة وتراث وطقوس وفنون؟وكيف تقبل الأثنية هذه أن يقودها او يرشدها شخص يحمل معوله الهدام ويهدم أهم ركن من أركان الهوية الأثنية؟

ومن ثم أي فكر هذا وأي مفكر هذا يكال له المديح بهذا الشكل وهو في ذاته إقصائي لا ينشر حرفا واحدا في موقعه لا يتماشى مع فكره ويحارب دون هوادة كل من انتقده من ابناء وبنات كنيسته ويشمت فيهم، وإن كانوا يعملون في معيته، أي من سلك الكهنوت او الرهبنة، دمر حياتهم. أقول هذا ولدي الدليل القاطع؟

إذا المسألة مدبرة ومرتبة بين د. رابي والبطريرك الذي نشر مقال د. رابي رغم الكم الهائل من التشويه الذي فيه دون مراعاة ما يمكن أن يحدثه نشره له في موقعه البطريركي الرسمي من شرخ في علاقاتنا كشعب وكنائس مع بعضنا. هل هذا صاحب فكر نير منفتح أم إقصائي ونرجسي الى أقصى أحد؟

وأنا بانتظار نشر مقالك تبدي فيه رأيك وملاحظتك حول مقال الزميل الدكتور عبدالله رابي.

تحياتي

102

الأخ سركيس كانون المحترم

هناك نقطتان يجب تسليط الضوء عليهما كي يطلع شعبنا المسكين المغلوب على أمره:

اولا، ما أتيت به في تعقيبي في أعلاه حول أن مقال الزميل الدكتور عبدالله رابي ما هو إلا قلب للحقائق ومحاولة واضحة للتشويه وكذلك يفتقر الى أبسط المقومات الأساسية لتحليل النص ولا سيما مقوم social practice (الممارسة الاجتماعية) هو قيام موقع البطريركية الكلدانية بنشر المقال، والموقع كما هو معلوم يديره ويتحكم فيه شخص واحد وهو البطريرك ساكو. وأمل أن يحذفه إن كان له ذرة من الحرص على المحبة المسيحية والمسرة والبشارة ونحن في أسبوع الألام، أقدس فترة في المسيحية، كي لا يحدث شرخا كبيرا أخر. يكفيه ما تعانيه مؤسسته الكنسية من تشرذم وفوضى عارمة بسبب سياساته وممارساته وبياناته.

ومن خلال تطبيق معايير social practice هناك تناغم وتواصل بين الكاتب والبطريرك، وهذا جلي، فالذي يمحو اسم بابل من تسمية كنيستهم ويشوه ويهدم ويزور ويعرب لغتهم وتراثهم وطقوسهم والأنكى يحرق حوذرتهم المقدسة (أسمى وأقدس نص يمتلكونه بعد الكتاب المقدس والإنجيل) واصفا أياها بأقبح التوصيفات لا أظن يهمه يوم أكيتو او يكترث له. رسالته للكلدان بهذه المناسبة فيها أكثر من "إن" وأنظر أنها أتت بيومين في الأقل بعد أن نشر البطريرك أوا رسالته.

ومن ثم أي فكر هذا وأي مفكر هذا يكال له المديح بهذا الشكل وهو في ذاته إقصائي لا ينشر حرفا واحدا في موقعه لا يتماشى مع فكره ويحارب دون هوادة كل من انتقده من ابناء وبنات كنيسته ويشمت فيهم، وإن كانوا يعملون في معيته، أي من سلك الكهنوت او الرهبنة، دمر حياتهم. أقول هذا ولدي الدليل القاطع؟

إذا المسألة مدبرة ومرتبة بين د. رابي والبطريرك الذي نشر مقال د. رابي رغم الكم الهائل من التشويه الذي فيه دون مراعاة ما يمكن أن يحدثه نشره له في موقعه البطريركي الرسمي من شرخ في علاقاتنا كشعب وكنائس مع بعضنا. هل هذا صاحب فكر نير منفتح أم إقصائي ونرجسي الى أقصى أحد؟

ومن ثم عن أي علم اجتماع او بحث علمي تتحدث. ليس هناك علم اجتماع في ما يكتبه الزميل الدكتور عبدالله رابي، وأقول جازما، ومع كل اعتذاري، إنه ليس باحثا علميا او باحثا أكاديميا.

وهنا لدي الدليل أيضا. البحث العلمي هو الذي يحمل شارة نشر في مجلات علمية محكمة جرى فهرستها في   Scopus أو Web of Science    أو كانت جزء من الخانة الأولى أو الثانية او في أقل تقدير الثالثة من four quartiles: Q1, Q2, Q3 and Q4

لن يعتد بأي بحث علمي أو أكاديمي في الجامعات الرصينة اليوم إن لم يكن ضمن هذه المقاييس.

وأوكد ان د. رابي ومع أحترامي الشديد ليس له حرفا واحدا منشورا ضمن هذه القياسات، لا في الانكليزية ولا في العربية. فعن أي بحث علمي وأكاديمي يتحدثون؟

تحياتي

103

الأخ سركيس كانون المحترم

أتفق معك أن هناك قلبا للحقائق يصل درجة التشويه في مقال الزميل د. عبدالله رابي.

وأذكره بأن أسلوبه هذا في قلب الحقائق لأغراض لا يعلمها إلا الله هو ذات الأسلوب الذي إتبعه عندما كان مناصرا ومدافعا صنديدا للمطران سرهد جمو الى درجة أنه أقسم بالإنجيل والصليب على أنه لن يخون أمانة النهضة الكلدانية التي ألقاها على عاتقه، ولكنه استدار استدارة كاملة.
 
وأذكره أن هذا الأسلوب هو ذاته الذي أدى الى أن تصبح النهضة الكلدانية "نكسة" مدوية، وهذا حسب ما كتبه هو بذاته.

واذكره أيضا أن اسلوبه هذا سيؤدي الى نكسة كبيرة أخرى للكلدان ولا أظن أنهم سيفوقون منها، وهو يتحمل وزر النكستين.

أنظر كيف إنقلب على المطران جمو وصار يناصر البطريرك ساكو، رغم أن أن الأخير لم يبد قولا وعملا وممارسة أي احترام لثقافة ولغة وطقوس وشعر وآداب وتراث ورموز الكلدان، التي في الواقع عمل معوله الهدام فيها وأخرها إزالته لتسمية "بابل" من المؤسسة الكنسية رغم أن تسمية بابل أكثر تعبيرا عن الهوية الكلدانية من أكيتو.

ومن ثم هناك مغالطات وهفوات لا حصر لها في مقاله حيث لا يميز بين الكثير من المفاهيم مثل الفكر والمفكر، ويمط ويمد بعض المفاهيم لللغرض الذي هو فيه مثل الأثنية التي يخفق في تعريفها والتي لا تنطبق على شعبنا كلدانا ام أشوريين أو سريانا لأننا أثنية واحدة بدليل ما نحمله من مشتركات مثل اللغة والتاريخ والطقوس والتراث والشعر والأدب. لماذا ينكر كل هذا؟ لأنه، وليسمح لي، لا علم له بلغة شعبنا التي هي وعاء التراث والآدب والفنون والطقوس والتاريخ وغيرها والتي هي مشتركة بيننا، وهي من مقومات أي أثنية.

والأنكى، فإنه محاولته تحليل نص الرسالتين، للبطريرك أوا وللبطريرك ساكو، تحليل فاشل ومتحيز. تحليل النص ليس هكذا له مقوماته الأساسية  ما نطلق عليها order of discourse or text analysis وهي كالأتي: communicative order, social practice order, critical order, historical order, contextual order, inter-textual order, and cultural order.

ليس هناك أي مقوم من هذه المقومات في التحليل الذي يقدمه.

وأخيرا كم كنت أتمنى ان لا يلصق مقاله بالمصادر. هذا أسلوب ضعيف لأن غايته أن يتصور القارىء أننا امام بحث أكاديمي وهذا ليس صحيح لأن المقال حسب علمي ومعرفتي لا يعدو إلا مقالا عاديا شأنه شأن ما يظهر على صفحات هذا المنتدى.

تحياتي

104

الأخ بولص آدم المحترم

شكرا على المقال الذي يحمل في طياته رسائل ضمنية مهمة في أكثر من اتجاه.

ولكن، وبصراحتي المعهودة، سأكون أكثر مباشرة.

أي مكون من مكونات شعبنا، كلداني كان، أم أشوري، أم سرياني، يحمل مكونا أخر مسؤولية ما هو فيه من هوان وفوضى وضياع، يشبه مثله مثل الذي في عينه خشبة كبيرة ويريد ان يخرج القذى من عين أخيه.

البارحة (21 شباط) كان يوم اللغة الأم. كل الأمم الحية تحتفي بهذا اليوم وتراه مناسبة الى العودة الى الجذور والتراث والطقوس والآداب والفنون وكذلك التشبث المطلق باللغة الأم.

هاك مثالين:

البطريرك الأشوري (بطريرك كنيسة المشرق الأشورية) نشر بيانا حث فيه رعيته وكنيسته وشعبه في كل مكان التشبث بلغتهم الأم لأنها هويتهم وأن ضياعها ضياع هويتهم ووجودهم كشعب، ويشيد بالمدارس التي أسستها إبرشيات وخورنات كنيسته لتدريس اللغة الأم والطقوس الكنسية ويطلب المزيد، ويختم بما معناه أن حياة الأشوريين كهوية وأمة مرتبطة إرتباطا وثيقا باللغة الأم.

للنظر الى الجانب، الأخر، وهو شقيقه البطريرك الكلداني (بطريرك كنيسة المشرق الكلدانية) الذي أمض عمره الكهنوتي وثم سنيه الثلاث عشرة العجاف من بطريركيته وهو يستهزى ويهمش ويعرب ويزدري ويزور وينتحل ويمزق ويحرق أيضا التراث واللغة والطقوس والفنون الكلدانية، وهناك أدلة دامغة على الأذى الذي أوقعه باللغة والتراث والفنون الكلدانية وأخرها آداب الباعوثا حيث قام بتزويرها وتعريبها ومن ثم تطبيق الألحان الكلدانية الآخاذة على الهجين والركيك والمبتذل من الترجمة العربية التي جمعها من هنا وهناك ووضع اسمه عليها بالخط الأحمر والأنكى يفرضها كطقوس ملزمة.

هل تتصور أن يقوم كردي بعمل مثل هذا بالتراث والفلكلور الكردي ويعربه ويطبق عليه الألحان الكردية ويفرضه على الشعب الكردي؟


إذا من هو الخطر على شعبنا؟ ومن يجب على الكلدان أن ينتقدوا في المقام الأول؟

الى هنا أكتفي.

تحياتي

105

الشماس نمئيل بيركو المحترم

شكرا لتعقيبك الثاني ومرة اخرى عذرا للتأخير في الرد لكثرة المشاغل.

لا يجوز اتخاذ حجة عدم فهم التراث وعدم استيعابه عكازة لإلغائه. لو فعلت الأمم الحية ذلك، كما يفعل عراب التأوين لدى الكلدان ومؤسستهم الكنسية، أي هدم وتدمير التراث واللغة بحجج واهية مثل هذه، لما بقيت هوية في الدنيا، ولخسر العرب مثلا شعرهم وفنونهم وآدابهم وأعلامهم وكذلك الفرس والانكليز والأتراك والفرنسيون وقس على ذلك أي أمة حية أخرى.

لا يجوز الهروب من التراث وهدمه بحجة أننا لم نعد نفهمه. المعلقات والموشحات والمقامات  والأندلسيات والغزليات وغيرها ومن الاجناس الأدبية بالعربية مثلا صعبة ولكن يدرسها الناس ويتغنون بها الى يومنا هذا ويقومون بتدريسها وإنشاهدها.

عندما تعود الأمم الى تراثها وتحيه وتحدثه بلغته فإنها تحي نفسها وهويتها؛ هي بهذا لا تعيش في الكهوف كما يقول عراب التأوين في تسفيهه وتسطيحه وهجومه غير المبرر لهدم التراث الكلداني.

مواكبة التطور للحفاظ على الهوية هو من خلال اللغة الأم ،وأزيدك علما ان لدى الكلدان تراث غني ضخم بلهجتهم المحكية ولكن حتى هذه يزدريها عراب التأوين ويفضل الغريب والدخيل والهجين محلها وبلغة عربية ركيكة تجعل من كاتبها ومع الأسف مثالا للتندر.

ودعني هنا ومن محب لكنيسة المشرق الأشورية أحذر – وبتواضع – من  محاولات التلاعب بالتراث – هي في بدايتها ولكن ستكون لها عواقب وخيمة.

أمامي نسخة من الأنشودة الخالدة "ماران إيشوع" باللهجةالأشورية، أقول جازما إنها لا تستحق أن تتلى في الكنائس لأن الترجمة غير محكمة والوزن لا يتطابق مع الأصل، ومن ثم وفي عصرنا الخوارزمي (الرقمي) هذا هناك  وسائل ناجعة وعملية للحفاظ على التراث وإحيائه، وإن الأنشودة بلغتها الأصلية وبشعرها ونصها الأخاذ ووزنها الدقيق قريبة جدا من لهجاتنا الحالية.

وكم كنت أتمنى الا تذكر المطران الكلداني أدي شير في ما يبدو لي أنه مقارنة مع عراب التأوين. شتان بين هذا وذالك, الأول، كان همه إحياء تراث شعبه وكنيسة، والثاني ما هو إلا pretender على شعبه وكنيسته غايته هدم التراث واللغة والفنون الكلدانية واللجوء الى التزوير والانتحال والتعريب والدليل إن كراريسه وكتبه الطقسية بالعربية ما هي إلا سرقة من اخرين ولا يخشى ولا يتورع من وضع اسمه عليها كمؤلف، رغم أنها كانت تراجم ركيكة كانت غايتها المساعدة على فهم النصوص التراثية ولكنه جعلها كتبا طقسية رسمية.

أما أن نكتب باللغة العربية أم الانجليزية، فاليوم من النادر ان ترى عالما او متبحرا في أي علم لا يكتب في أكثر من لغة. أن أكتب مثلا باللغة الانجليزية او العربية فهذا لا يعني أنه علي أن أهدم أركان تراثي ولغتي وفنوني وآدابي وأستبدلها بالعربية؛ فقط الشعوب التي هي على هامش التاريخ وصارت عبئا على نفسها ولم تعد تكترث لهويتها تفعل ذلك.

تحياتي


106


الشماس نمئيل بيركو المحترم

شكرا لتعقيبك الذي ينم عن معرفة معمقة بالشعر السرياني وأراه إضافة تغني الموضوع الذي نحن في صدده، وكذلك عذرا للتأخير في الجواب لظروف قاهرة.

وتعليقا على ما أتيت به من أراء ومواقف أقول:

أنا لست معصوما من الخطأ أبدا؛ بل أخطأ وأشكرك وأشكر كل قارىء يؤشر على خطأ قد أقع فيه.

فقط لدي تصحيح مفاده أن المقطع الصوتي syllable الذي يعد أساس الشعر السرياني لا علاقة له بحروف العلة ܗܸܓ̣ܝܵܢܵܐ ، لأن كثيرا من المقاطع الصوتية تتألف من السواكن consonants وحسب، فالمقطع الصوتي الأول في كلمة ܗܸܓ̣ܝܵܢܵܐ المتألفة من ثلاثة مقاطع صوتية ليس فيه حرف علة. وهناك الكثير من المقاطع في قصيدة مار أفرام هذه ليس فيها حرف علة.

ونعم، لم يكن أسلافنا حتى حوالي القرن العاشر يهتمون بالقافية. فالشعر السرياني الأصيل غير مقفى، وهو يعد فتحا في الشعر العالمي وأقرب الى الشعر الحر الذي لم تعرفه أوروبا إلا في القرن الثامن عشر ولم يعرفه العرب إلا في القرن العشرين.

أما عن التراتيل التي تنشد قبل قراءة الإنجيل، فأظن أنك تشير الى تفاسير مار عبديشوع الصوباوي التي، واليوم حسب الفاتيكان، تعد من أسمى التفاسير الإنجيلية طرا، واشد على أيدى كنيسة المشرق الأشورية وكنيسة المشرق القديمة للحفاظ حتى الأن على هذا التراث الذي هو أقرب الى المسرة والبشارة من أي تراث كنسي أحر.

أما بالنسبة الى مؤسسة الكنيسة الكلدانية، فقد ضربها زلزال قبل حوالي ثلاث عشرة سنة أطاح بأسسها وخصوصيتها وتراثها وهويتها ولغتها وطقوسها وريازتها وفنونها وموسيقاها الكنسية التي تأخذ بالألباب.

ما يحدث في مؤسسة الكنيسة الكلدانية ومع الأسف الشديد في سنيها العجاف هذه أمر غير مقبول حيث تمر في فترة عصيبة ويرأسها، ومع كل الأسف، شخصية لا تتورع عن تشويه وتزوير وانتحال التراث وتعريبه بشكل فج ومسيء وكتابة نصوص تذكرني  بمسلسل موسى الحلاق وحجي راضي وهو يقرأ رسالة "نحباني للو" ولأنكى يفرضها كصلوات بعربيتها المكسرة على الكلدان ومؤسستهم الكنسية وليس هناك من يحرك ساكنا.

مؤسسة الكنيسة الكلدانية في فوضى عارمة، وهناك اليوم عدة كنائس كلدانية وقائمة القسس (الكهنة) الذين هربوا منها او الذين تخلوا عن دير الرهبنة الكلدانية بالعشرات، أما الذين يغادرون مؤسسة الكنيسة الكلدانية ويلتحقوق بكنائس أخرى او لم يعد يرتادون الكنيسة فهنا حدث ولا حرج.

كنت اتمنى الا تثير السؤال حول إن كانت مؤسسة الكنيسة الكلدانية تنشد لمار عبديشوع الصوباي. إنها تنشد ما يسطره من هزيل الكلام عراب التأوين، عراب التزوير والانتحال والتعريب.

تحياتي


107
تسلم دكتور  ليون على تقديمك لهذه الانشودة الرائعة سواء كانت  للسروجي او لمار افرام  تبقى محتفظة بقوتها معانيها الايمانية   وجزالتها الشعرية ولغتها الارامية السريانية الثرة   ، منذ صغرنا ونحن نعرف ان القصيدة تعود الى مار افرام 
تقبل محبتي

الأستاذ بطرس نباتي المحترم

شكرا لتعقيبكم المقتضب. وأتفق معك أن الجدال حول مؤلف القصيدة لا طائل منه. المهم أنها قصيدتنا وبلغتنا وأنها رائدة وتمثل فتحا ليس في الشعر السرياني بل العالمي وعلى الخصوص في الجنس الشعري الخاص بالتصوف.

ونعم منذ صغرنا ننشدها ونسمعها، وهذا الشعر والأدب والطقوس والفنون من أرقى ثمار الحضارة الإنسانية وتشكل في مجملها ركنا مهما من أركان هويتنا القومية وخصوصيتنا الكنسية.

ومن هنا، يأتي نقدي القاسي لحملة التأوين الهوجاء وعرابها لأنها تلغي كل هذا التراث – أي تطمس هويتنا – وتقوم بتعريبه وتزويره وتشويهه وإدخال نصوص هجينة ركيكة لا تصلح للقراءة حتى في صف ابتدائي.

خطورة أمثال هؤلاء على شعبنا أكثر من خطورة الأعداء لأنهم قادة والقائد لا يخون الأمانة وليس هناك قائد يشوه ويزور وينتحل أدب وفنون وطقوس شعبه وكنيسته كما يحصل لدينا اليوم. إنهم يقترفون الخيانة العظمى بحق شعنبا وكنائسنا المشرقية.

تحياتي


108
الفنان والآديب ليون برخو
أنت مبدع بكل معاني الكلمة ... تحية لابداعك

الأستاذ نزار حنا الديراني المحترم

شكرا لطيب الكلمات، وأنتم المبدعون أيضا ولكم أرفع القبعة لما تقومون به من نشاط للحفاظ على لغتنا وتراثنا وأدابنا وطقوسنا وفنونا، التي هي من أرقى ثمار الحضارة الإنسانية والتي بمجملها تشكل هويتنا القومية وخصوصيتنا الكنسية المشرقية.

نحن لسنا أمام تراث وطقوس ولغة وفنون عادية. إنها أسمى ما انتجته القريحة البشرية، وهي أعمق ما لدى الإنسانية حيث كل نشيد وكل قصيدة وكل لحن عميق بعمق حضارة وادي الرافدين.

تحياتي


109
الى سريانية أنا مع جزيل الاحترام

أولا أسف على التأخير في الرد على التعقيب المهم حول مؤلف هذه القصيدة الرائعة والرائدة في أدبنا السرياني وذلك لظروف قاهرة.

منذ نشري لهذه القصيدة، والحديث يدور حول مؤلفها إن كان مار أفرام او مار يعقوب السروجي. وكنت في نقاش مع بعض الأخوة السريان بينهم صديقنا العزيز العلامة في لغتنا السريانية الدكتور بشير الطوري.

يبدو لي أن البيت الأخير من القصيدة هذه والذي يرد فيه ذكر لمار يعقوب موجود فقط في الطقس السرياني وغير متوفر في النسخ الأصلية كما اتتنا في المخطوطات.

وهذا البيت على الأرجح أضيف لاحقا، لأن لم يكن من شيمة ابائنا وملافنتنا السريان في الفترة حتى القرن العاشر ذكر اسمائهم أو اضافتها الى نصوصهم كما يحدث في البيت الأخير من القصيدة في الطقس السرياني حيث يرد ذكر اسم مار يعقوب.

هذا الأسلوب دخل ادبنا كما قلت بعد القرن العاشر، حيث صار المؤلفون يطلبون من المنشدين والقراء الصلاة من أجلهم ويذكرون اسمهم بصورة صريحة.

فمثلا، لو قرأت ميامير مار أفرام ومار نرساي ومار يعقوب لأ اظن سترى أن أي منهم يذكر او يكتب اسمه في مياميره. ومن هنا الشكوك كبيرة في أن القصيدة هذه من تأليف مار يعقوب.

تبقى مسألة إن كان مار أفرام قد استخدم البحر الشعري السرياني 4 + 4 + 4= 12 . هنا لا أظن في إمكان أي باحث الجزم لأن ما كتبه مار أفرام من القصائد والميامير قد لا يحصى فبعضه ضاع وبعضه لا زال حبيس المخطوطات ونحتاج الى مجموعة بحثية كاملة لتقرير ذلك.

وعلى أية حال، أرى أن ما هو أهم من هذا وذاك أن نحافظ على هذه الرائعة او التحفة الشعرية التي تعد في رأي رائدة ليس في ادبنا السرياني بل الأدب العالمي من الضياع وننشدها ونتشبث بها لأنه الشعر والأداب والفنون من ارقى ثمار الحضارة الإنسانية وتشكل ركنا مهما من أركان الهوية لأي أمة حية تحترم نفسها وتراثها وهويتها.

تحياتي



الأخ الفاضل والاستاذ الدكتور ليون برخوالمحترم
شكراً لابداعك واهتمامك بالتراث السرياني
فقط للتنويه فإن هذه القصيدة هي للشاعر السرياني مار يعقوب السروجي (451-521م) وليس لمارأفرام السرياني

مع تحياتي

110

في البداية هذا البحر يُدعى بالبحر الأثني عشر ورائده هو مار نرساي قيثارة الروح ولديه كذلك ܐܲܒ̣ܵܐ ܕܩܘܼܫܬܵܐ ، ܒܲܫܒ̣ܝܪܚܘ̣ܬܘ̣ܢ آوا وقوشتا وبَشويخوثهون على نفس البحر . النقطة الثانية لديك بعض الأخطاء في النقل : ܥܛܝܼܦܲܝ̈ ܒܲܪ̈ܩܹܐ ܠܵܐ ܦܲܪ̈ܩܹܐ ، ܓܲܠܝܵܢ ܠܵܐ ܟܲܠܝܵܢ ̣ النقطة الثالثة كلمة عطيبا تعني المتلحف او المتوشح وليس اللابس بمعنى متوشحوا البريق او المتوشحون بالابراق ، كلمة شيطا تعني المحتقر او الذليل وليس الفقير والأصل يأتي من الجذر ܫܵܵܐܸܛ  ܫܲܛ  ܫܲܝܸܛ ܐܲܫܛܵܐ ، ܫܝܛܵܐ  هو اسم المفعول من هذا الجذر . كلمة مثقَنْ يعني يصنع او يجعل من ܬܲܩܸܢ ̣
مع التحية


الشماس نمئيل بيركو المحترم

تحية طيبة

شكرا للتعليق، وبداية أقول نعم أنا قد أخطأ، وهذا وارد والذي يؤشر الى خطأ اقترفته أشكره شكرا جزيلا. فلك الشكر الجزيل، ولكن ليتسع صدرك:

اولا، انا قلت في متن المقال أن الوزن الشعري يتألف من ثلاث خانات كل خانة فيها ثلاثة مقاطع لفظية أو صوتية syllable والمقطع يتألف من حرف متحرك أو صوت علة  vowel  مع توابعه من السواكن consonants، وكتبت المعادلة وقلت إن مجموع المقاطع 12. بمعنى أخر نطلق عليه الأثني عشري، وأضفت أنا وبتواضع ضمن اختصاصي في علم اللغة مفهوم الخانات ، لأن الشعر السرياني خانات (مجموعة مقاطع لفظية) ومجموعة هذه الخانات تشكل البحر الشعري، وهنا مجموعها إثنا عشر، ولهذا الأثني عشري، وإن كانت سبعة أطلقنا عليه المسبع، وإن كانت ثماينة أطلق عليه المثمن وهكذا دواليك.

وأشكرك على الإتيان بمعاني بعض المفردات، ولكن بودي تذكيرك أن المعاني التي أتيت بها معجميا صحيحة ولكنها ناقصة، والترجمة لا يجوز أن تكون معجمية بل سياقية. فمثلا "توشح" باللغة العربية تعني "لبس" والأختيار بين المفردتين يقرره السياق، وليس المعجم.

وتذكر مفردة "الفقير" وتنسى أن "الفقير" بلسان الضاد من الأسماء التي تطلق على التصوف والمتصوفين والدارويش وكذلك على الذي لا قوة ولا فعل له وهذا بالضبط ما يقصده مار أفرام في قصيدته التي كما قلت ألهمت الدنيا وصارت منارة للتصوف.

وأشكرك مرة أخرى، أولا لسعة صدرك، وثانيا، للنقاط التي ذكرتها والتي انتجب حوارا مفيدا.

تحياتي


111


تقدمة جميلة جدا و اداءك للقصيدة رائع ايضا !


الأخ ادريس ججوكا المجترم

شكرا للكلمات الطيبة، بيد أن هناك من يؤديها أفضل مني بكثير. ربما ما كتبته عنها يختلف، وكذلك أظن أن الترجمة ربما هي أقرب الى النص الأصلي من أي ترجمة أخرى، هذا وفقا لقرأتي.

الأهم، أن نحافظ على هذا التراث، وهو تراث ثمين وثر وغني ويشكل هويتنا القومية والثقافية واللغوية والفنية والطقسية، وبدونها لا وجود لنا والذي يهمشها او يستبدلها او ينتحلها او يزورها أو يلغيها، كما يفعل البعض مع التراث، فإنه يقترف خطيئة كبرى، لا بل خيانة عظمى بحق شعبه وأصله وكنيسته وهويته.

تحياتي

112


الأخ ابو نينوس المحترم

اللغات لها علومها الخاصة بها، أي هناك علم اللغة، وهو أكثر العلوم الاجتماعية اليوم شيوعا وتداولا وتأثيرا على مستوى العالم. واللغة خطاب، ولو أضفنا دراسات تحليل الخطاب التي تسنتد الى علم اللغة، لكنا أمام حقل معرفي تأثيره يتجاوز العلوم الاجتماعية والإنسانية.

أخي الكريم، اللغة السريانية الفصيحة او الرسمية أكاد أجزم إنها أقرب اللغات الى لهاجتها منها الكلدانية والأشورية. نحن على كفت عفريت حين يتعلق الأمر بلغتنا، لأننا، ومع الأسف، أكثر أمم الدنيا أمية بقدر تعلق الأمر بلغتنا الأم، السريانية.

كل الأمم تدرس لغتها الرسمية الفصيحة في المدارس. درس اللغة العربية او السويدية او الانجليزية أو الفرنسية، وقل ما شأت، يرافق منهاج التربية والتعليم في كل المراحل الدراسية.

الأمم الحية تحافظ على اللغة الرسمية او الفصيحة لأن فيها تحيا وفيها تتشكل هويتها وثقافتها ووجودها الحضاري بعمقه، وينتهي العمق الحضاري والثقافي والتشكيل القومي بإنتهاء وزوال اللغة، ونحن قاب أو قوسين أو أدنى الى ذلك.

اللهجة الأشورية ليست موحدة، لأن من المستحيل ضبط اللهجات ضمن اللهجة الواحدة، ولكن من اليسر في مكان ضبط اللغة الرسمية.

واللهجة الكلدانية ليست موحدة، لأن الكلدان والسريان في العراق لهم لهجات متقاربة جدا وهي واحدة مثلا في كرمليس وبرطلة وبغديدا.

وإن تحدثنا عن التراييل في اللهجات المحكية، فيأتي الكلدان في مقدمة مكونات شعبنا، حيث لهم إرث غني ومتنوع وكبير، ولكن مع الأسف جرى ويجري طمسه بحجة التأوين، الحركة الهجينة التي ترقى الى الخيانة العظمى والتي صارت أخطر ما يواجهه الكلدان في تاريخهم المعاصر، وكتبنا الكثير عن هذا الخطر المحدق والخطر الذي يشكله عراب التأوين على الهوية الكلدانية، ولكن ما من مجيب.

تحياتي


113
هاو دنورانى: عندما يلمس البشر "النور" الذي تخشى الملائكة النظر إليه (قصيدة مار أفرام التي ألهمت الدنيا)
ܗܘ ܕܢܘܪܢܐ: ܙܝܥܝܢ ܡܢܗ: ܕܥܒܝܕܐ ܠܡܪܝ ܐܦܪܝܡ



ودي أن أدشن العام الجديد بقصيدة ليست مثل كل القصائد، شرقا وغربا، وبأي لغة كانت. هذه قصيدة التي يزيد عمرها عن 1600 سنة ألهمت الدنيا وعبرت الثقافات ولأديان والجغرافيا، منذ أن سطرتها أنامل عميد أدبنا وطقوسنا وفنوننا السريانية، مار أفرام، الذي صار اليوم ليس معلم الكنائس المشرقية وحسب بل معلم الكنيسة الجامعة وملهم التصوف في العالم.

"النور" (أم "النار" أم "العليقة") التي بحث عنها الذين سبقو ولادة "النور" وأشتاق إلى رؤيته الأنبياء ولم ولن تتمكن الملائكة من رفع ناظرها صوبه بل تعمد الى تغطية وجهها بأجنحتها النورانية، يتحدث معه مار أفرام لأنه صار في متناول يد البشر بعد ولادة "النور" (الطفل المعجزة) وحلوله وتجسده (ناسوته):

https://fb.watch/i4Yf4iq6sS/

صار البشر بعد ولادة "النور" أرفع مرتبة من الملائكة لأن "النور" حل فيهم. وهذا الحلول الذي يشرحه لنا مار أفرام بكلمات نورانية وبشعر بديع موزون بعناية فائقة ومفردات منتقاة من لغة مقدسة، هي لغة الملائكة، هو "النور" الذي يهدي التصوف والمتصوفين في الدنيا أجمع.

ولأن "النور" حل فينا نحن البشر – ومن هنا إيمان المتصوفة بمفهوم الحلول حسب الفلسفة واللاهوت الأفرامي – صرنا نحن والسماء واحد، وصار السماوييون ينزلون لتسبيح "النور" ، وصار "النور" والبشر واحدا "ليكون الجميع واحدا كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك ليكونوا هم (البشر) أيضا واحدا فينا".

هذا هو الناسوت وهذا هو الحلول الذي رفع من شأننا، وفي سبيله قدمت المسيحية المشرقية، وكنيستي، كنيسة المشرق على الخصوص، أنهارا من الدماء فحق لها لقب "كنيسة الشهداء"، وفي سبيله قدم ويقدم المتصوفة من كل الاشربة والألوان والأديان تضحيات جمة.

و"ما بين سكون الليل وظلاله" ظل المتصوف يبحث عن "النور" وأهتدى إليه وذاك "النور" نقف به والهين، متولهين، متهللين، متألهين.

كم متصوف ذاب في هذا "النور"، ولكنه دفع حياته ثمنا لذوبانه فيه.

ويرى المؤمن "النور" على المذبح ويرى كيف ان الملائكة تحوم حوله وتخشى رفع أبصارها، ولكنه يتقدم إليه ويلمسه براحته ويحل فيه  – يا لها من مكانة وحظوة وسمو ورفعة أن يلمس المؤمن "النور" بينما الملائكة تخش رفع أبصارها كي تحظى بلمحة منه. هذا باختصار شديد ما يعلمنا إياه ومعنا البشرية جمعاء ملفاننا وقديسنا وعميد ثقافتنا وأدبنا وطقوسنا وفنوننا، وشماس المشارقة أجمعين، مار أفرام السرياني.

لن أطيل عليكم أحبائي، بيد إنني أقول ليس هناك، من خلال تحليلي، قصيدة ترقى الى مصاف هاو دنورانى زيعين منه ܗܘ ܕܢܘܪܢܐ: ܙܝܥܝܢ ܡܢܗ لعملاق أدبنا السرياني ومشرقيتنا المسيحية مار أفرام ܡܪܝ ܐܦܪܝܡ .

والقصيدة جزء من تراث ثر وغني بغنى الحضارة الإنسانية، ونشترك فيه كلنا كلدانا أم سريانا أم أشوريين أم موارنة، وهو مكتوب بلغتنا السريانية المقدسة ومؤشر أننا شعب واحد وأثنية واحدة، ولا أظن أن ناطق بأي لهجة من لهجاتنا ومتضلع فيها كتابة ونطقا سيصعب عليه فهم هذا الشعر السامي والنبوي والسماوي.

والقصيدة رباعية الوزن، أي كل شطر يتألف من ثلاثة خانات، وكل خانة لها أربعة مقاطع صوتية والمجموع 12 مقطعا صوتيا. وهذا الوزن عصي إلا على عمالقة مثل مار أفرام وهو أيضا عصي على الترجمة. تحت يدي ترجمة عربية يدعي صاحبها أنها تتبع ذات الوزن الرباعي لدى مار أفرام، ولكن مع جل احترامي أنها ببعد الأرض عن السماء وهناك إخفاق شديد في المعنى والوزن والمفردة.

قمت بترجمتها نثرا مستندا الى معرفتي المتواضعة بالشعر السرياني وأمل أنني توفقت.

لننشدها سوية وأنا معكم، ولها الحان كثيرة، ولكن هذا اللحن بالذات شائع، وعلى الخصوص لدى كنيسة المشرق الأشورية بشقيها، وهو على مقام الدشت، وما ابهاه وأبدعه.

أترككم مع ابيات منتقاة من القصيدة بخطوط ثلاثة: الخط السرياني، والكرشوني وثم الترجمة والتي أنشدتها على آلة الكمان:

https://fb.watch/i4Yf4iq6sS/


ܗܘ ܕܢܘܪܢܐ: ܙܝܥܝܢ ܡܢܗ: ܕܢܚܘܪܘܢ ܒܗ. ܒܠܚܡܐ ܘܚܡܪܐ: ܕܠܗܘ ܚܙܝܬ: ܥܠ ܦܬܘܪܐ.
هاو دنورانى: زيعين منه: دنحورون به. بلحما وحمرا: لهو حازيت: على پاثورا.
إن الذي يخشى الملائكة النظر إليه، ها أنني اراه على المذبح في الخبز والخمر.

ܥܛܝܦܝ ܦܪܩܐ: ܐܢ ܚܙܝܢ ܠܗ: ܝܩܕܝܢ ܡܢܗ. ܘܥܦܪܐ ܫܝܛܐ: ܟܠܝܢ ܐܦܘܗܝ: ܟܕ ܐܟܠ ܠܗ.
عطيپي برقى: إين حازينله: يقدين منه. وعپرا شيطا: كلين أپاو: كذا أخيليه.
ولابسو النار لإحترقوا لو ألقوا عيونهم عليه، وأنا التراب الضعيف اتناوله سافر الوجه.

ܐܪܙܘܗܝ ܕܒܪܐ: ܢܘܪܐ ܐܢܘܢ: ܒܝܬ ܥܠܝܐ. ܘܣܗܕ ܥܡܢ: ܐܦ ܐܫܥܝܐ: ܕܚܙܐ ܐܢܘܢ.
رازو دورا: نورا انون: بيث علايى. وساهذ عمّن: أپ اشعيا: دحزا انون.
هذه الأسرار التي منحها الابن لنا هي العليقة لدى العليين، ويشهد على ذلك (النبي) إشعيا الذي رأهم.

ܗܠܝܢ ܐܪܙܐ: ܕܐܝܬܗܘܐ ܒܥܘܒܐ: ܕܐܠܗܘܬܐ. ܥܠ ܦܬܘܪܐ: ܗܐ ܡܬܦܠܓܝܢ: ܠܝܠܕܘܗܝ ܕܐܕܡ.
هالين رازى: ديثوا بعوبا: دالاهوثا. عال پاثورا: ها مثپلغين: يلداو داذم.
هذه الأسرار التي كانت في أحضان الله، ها هي نتقاسمها نحن اولاد آدم.

ܡܬܩܢ ܡܕܒܚܐ: ܐܝܟ ܡܪܟܒܬܐ: ܗܝ ܕܟܪܒܐ. ܘܟܪܝܟܝܢ ܠܗ: ܚܝܠܘܬܐ: ܕܫܡܝܢܐ.
مثقان مذبحا: أخ مركوثا: هاي دخروى. وخريخين له: حيلواثا: دشميانى.
يشبه المذبح مركبة يئمها الكروبيون، وتتحولق حوله قوات السماويين.

ܥܠ ܦܬܘܪܐ: ܗܐ ܣܝܡ ܦܓܪܗ: ܕܒܪ ܐܠܗܐ. ܘܡܙܝܚܝܢ ܠܗ: ܝܠܕܘܗܝ ܕܐܕܡ: ܥܠ ܐܝܕܝܗܘܢ.
عال پاثورا: ها سيم پغره: دوار ألاها. ومزيحين له: يلداو داذم: عال إيذيهون.
وعلى المذبح موضوع جسد ابن الله، وأولاد آدم يحملونه على راحة أيديهم ويسبحونه.


[/quote]

114
الاخ بولص آدم المحترم

تنقل عني: "وكم متصوف ذاب في هذا النور" وأصل الذوبان في النور قصيدة من أروع وأقدم ما  سطرته القريحة البشرية ولا زالت  دارجة حتى يومنا هذا في كنائسنا المشرقية وتقدم دليلا دامغا على أننا شعب وأثنية واحدة وأصحاب لغة واحدة وتراث واحد.

أنقل النص الأصلي الذي سبق الدنيا وألهم التصوف فيها كما أتى في مقال نشرته في صفحتي في الفيسبوك؛ ويجب ان يغمرنا الفخر والسعادة أننا أصحابه وأن عمره أكثر من 1600 سنة ولا زلنا نقرأه ونستوعبه، هذا بالنسبة للذين يقرأون ويكتبون لغتهم الأم، وكما قلت ومع الأسف الشديد نحن شعب أكثر أمية من أي شعب أخر في الدنيا بقدر تعلق الأمر باللغة الأم.
تحياتي

هاو دنورانى: عندما يلمس البشر "النور" الذي تخشى الملائكة النظر إليه (قصيدة مار أفرام التي ألهمت الدنيا)
ܗܘ ܕܢܘܪܢܐ: ܙܝܥܝܢ ܡܢܗ: ܕܥܒܝܕܐ ܠܡܪܝ ܐܦܪܝܡ
[/size]


https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0rNFAx9zfwy3dqvF1Sj3QzcQVcDF3DCeC3qC3dLhtFaR9LpbxvnffD9UXPjoA3Gskl&id=100002844373838


ودي أن أدشن العام الجديد بقصيدة ليست مثل كل القصائد، شرقا وغربا، وبأي لغة كانت. هذه قصيدة التي يزيد عمرها عن 1600 سنة ألهمت الدنيا وعبرت الثقافات ولأديان والجغرافيا، منذ أن سطرتها أنامل عميد أدبنا وطقوسنا وفنوننا السريانية، مار أفرام، الذي صار اليوم ليس معلم الكنائس المشرقية وحسب بل معلم الكنيسة الجامعة وملهم التصوف في العالم.

"النور" (أم "النار" أم "العليقة") التي بحث عنها الذين سبقو ولادة "النور" وأشتاق إلى رؤيته الأنبياء ولم ولن تتمكن الملائكة من رفع ناظرها صوبه بل تعمد الى تغطية وجهها بأجنحتها النورانية، يتحدث معه مار أفرام لأنه صار في متناول يد البشر بعد ولادة "النور" (الطفل المعجزة) وحلوله وتجسده (ناسوته).

صار البشر بعد ولادة "النور" أرفع مرتبة من الملائكة لأن "النور" حل فيهم. وهذا الحلول الذي يشرحه لنا مار أفرام بكلمات نورانية وبشعر بديع موزون بعناية فائقة ومفردات منتقاة من لغة مقدسة، هي لغة الملائكة، هو "النور" الذي يهدي التصوف والمتصوفين في الدنيا أجمع.

ولأن "النور" حل فينا نحن البشر – ومن هنا إيمان المتصوفة بمفهوم الحلول حسب الفلسفة واللاهوت الأفرامي – صرنا نحن والسماء واحد، وصار السماوييون ينزلون لتسبيح "النور" ، وصار "النور" والبشر واحدا "ليكون الجميع واحدا كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك ليكونوا هم (البشر) أيضا واحدا فينا".

هذا هو الناسوت وهذا هو الحلول الذي رفع من شأننا، وفي سبيله قدمت المسيحية المشرقية، وكنيستي، كنيسة المشرق على الخصوص، أنهارا من الدماء فحق لها لقب "كنيسة الشهداء"، وفي سبيله قدم ويقدم المتصوفة من كل الاشربة والألوان والأديان تضحيات جمة.

و"ما بين سكون الليل وظلاله" ظل المتصوف يبحث عن "النور" وأهتدى إليه وذاك "النور" نقف به والهين، متولهين، متهللين، متألهين.

كم متصوف ذاب في هذا "النور"، ولكنه دفع حياته ثمنا لذوبانه فيه.

ويرى المؤمن "النور" على المذبح ويرى كيف ان الملائكة تحوم حوله وتخشى رفع أبصارها، ولكنه يتقدم إليه ويلمسه براحته ويحل فيه  – يا لها من مكانة وحظوة وسمو ورفعة أن يلمس المؤمن "النور" بينما الملائكة تخش رفع أبصارها كي تحظى بلمحة منه. هذا باختصار شديد ما يعلمنا إياه ومعنا البشرية جمعاء ملفاننا وقديسنا وعميد ثقافتنا وأدبنا وطقوسنا وفنوننا، وشماس المشارقة أجمعين، مار أفرام السرياني.

لن أطيل عليكم أحبائي، بيد إنني أقول ليس هناك، من خلال تحليلي، قصيدة ترقى الى مصاف هاو دنورانى زيعين منه ܗܘ ܕܢܘܪܢܐ: ܙܝܥܝܢ ܡܢܗ لعملاق أدبنا السرياني ومشرقيتنا المسيحية مار أفرام ܡܪܝ ܐܦܪܝܡ .

والقصيدة رباعية الوزن، أي كل شطر يتألف من ثلاثة خانات، وكل خانة لها أربعة مقاطع صوتية. وهذا الوزن عصي إلا على عمالقة مثل مار أفرام وهو أيضا عصي على الترجمة. تحت يدي ترجمة عربية يدعي صاحبها أنها تتبع ذات الوزن الرباعي لدى مار أفرام، ولكن مع جل احترامي أنها ببعد الأرض عن السماء وهناك إخفاق شديد في المعنى والوزن والمفردة.

قمت بترجمتها نثرا مستندا الى معرفتي المتواضعة بالشعر السرياني وأمل أنني توفقت.

لننشدها سوية وأنا معكم، ولها الحان كثيرة، ولكن هذا اللحن بالذات شائع، وعلى الخصوص لدى كنيسة المشرق الأشورية بشقيها، وهو على مقام الدشت، وما ابهاه وأبدعه.
أترككم مع ابيات منتقاة من القصيدة بخطوط ثلاثة: الخط السرياني، والكرشوني وثم الترجمة.

ܗܘ ܕܢܘܪܢܐ: ܙܝܥܝܢ ܡܢܗ: ܕܢܚܘܪܘܢ ܒܗ. ܒܠܚܡܐ ܘܚܡܪܐ: ܕܠܗܘ ܚܙܝܬ: ܥܠ ܦܬܘܪܐ.
هاو دنورانى: زيعين منه: دنحورون به. بلحما وحمرا: لهو حازيت: على پاثورا.
إن الذي يخشى الملائكة النظر إليه، ها أنني اراه على المذبح في الخبز والخمر.

ܥܛܝܦܝ ܦܪܩܐ: ܐܢ ܚܙܝܢ ܠܗ: ܝܩܕܝܢ ܡܢܗ. ܘܥܦܪܐ ܫܝܛܐ: ܟܠܝܢ ܐܦܘܗܝ: ܟܕ ܐܟܠ ܠܗ.
عطيپي برقى: إين حازينله: يقدين منه. وعپرا شيطا: كلين أپاو: كذا أخيليه.
ولابسو النار لإحترقوا لو ألقوا عيونهم عليه، وأنا التراب الضعيف اتناوله سافر الوجه.

ܐܪܙܘܗܝ ܕܒܪܐ: ܢܘܪܐ ܐܢܘܢ: ܒܝܬ ܥܠܝܐ. ܘܣܗܕ ܥܡܢ: ܐܦ ܐܫܥܝܐ: ܕܚܙܐ ܐܢܘܢ.
رازو دورا: نورا انون: بيث علايى. وساهذ عمّن: أپ اشعيا: دحزا انون.
هذه الأسرار التي منحها الابن لنا هي العليقة لدى العليين، ويشهد على ذلك (النبي) إشعيا الذي رأهم.

ܗܠܝܢ ܐܪܙܐ: ܕܐܝܬܗܘܐ ܒܥܘܒܐ: ܕܐܠܗܘܬܐ. ܥܠ ܦܬܘܪܐ: ܗܐ ܡܬܦܠܓܝܢ: ܠܝܠܕܘܗܝ ܕܐܕܡ.
هالين رازى: ديثوا بعوبا: دالاهوثا. عال پاثورا: ها مثپلغين: يلداو داذم.
هذه الأسرار التي كانت في أحضان الله، ها هي نتقاسمها نحن اولاد آدم.

ܡܬܩܢ ܡܕܒܚܐ: ܐܝܟ ܡܪܟܒܬܐ: ܗܝ ܕܟܪܒܐ. ܘܟܪܝܟܝܢ ܠܗ: ܚܝܠܘܬܐ: ܕܫܡܝܢܐ.
مثقان مذبحا: أخ مركوثا: هاي دخروى. وخريخين له: حيلواثا: دشميانى.
يشبه المذبح مركبة يئمها الكروبيون، وتتحولق حوله قوات السماويين.

ܥܠ ܦܬܘܪܐ: ܗܐ ܣܝܡ ܦܓܪܗ: ܕܒܪ ܐܠܗܐ. ܘܡܙܝܚܝܢ ܠܗ: ܝܠܕܘܗܝ ܕܐܕܡ: ܥܠ ܐܝܕܝܗܘܢ.
عال پاثورا: ها سيم پغره: دوار ألاها. ومزيحين له: يلداو داذم: عال إيذيهون.
وعلى المذبح موضوع جسد ابن الله، وأولاد آدم يحملونه على راحة أيديهم ويسبحونه.


115

الأخ بولص آدم المحترم

أظن علي تقديم الشكر لك لما بذلته من مشقة لتقريب وجهات النظر، وعلى الخصوص جهدك لمد جسر بيني وبين غبطة البطريرك ساكو. كان جهدا حميدا وإن لم يثمر حتى الآن.

للعلم، البطريرك ساكو صديق الصبا وأكن له احتراما كبيرا، وكنت من أشد المدافعين عنه.

خلافي معه بدأ بعد مقال للبطريك  يهاجم فيه اللغة التراث والطقوس والفنون الكلدانية، وهذا لم يكن نظريا، بل ممارسة، حيث شهدت فترته وحتى يومنا هذا هدما وتغريبا وتهميشا وتعريبا يرقى في كثير من الأحيان الى التزوير والانتحال للتراث الكلداني. هذا هو لبّ الخلاف وليس أي شيء أخر.

https://ankawa.com/forum/index.php/topic,791774.0/nowap.html

ولكن قل لي، أي أمة في الدنيا نهضت وأحيت هويتها وقوميتها وخصوصيتها دون الاتكاء على اللغة والتراث؟ خذ الأكراد كأبسط مثال!

وقل لي أيضا، هل قرأت لمن يقول إنه ناشط قومي، او منظر لنهضة ما، وهو لا يشجع فقط بل يقف في صف من يحطم ويهدم ويدمر تراث ولغة وطقوس وفنون شعبه؟

نعم، هناك، مع الأسف من شجع هذا التيار ووقف معه وأخذ ينظّر له ويضع ما يقول إنه علمي وأكاديمي، وهو ليس إلا حجي جرائد، في خدمة هذا النهج الهدام، أي تعريب وتغريب وتشويه وتزوير التراث، وهنا نحن لا نتحدث عن تراث عادي بل تراث غني بغنى الحضارة الإنسانية؟ وهذا قد سجلته لدي والعبارات تصل حدّ البذاءة بحق التراث، والأنكى أن البطريرك نشر هذا في موقعه وجعل منه حجة لتبرير سياساته الهدامة بحق التراث والطقس الكلداني.

ولا أريد أن أذكر أكثر من هذا، ولكن أنا شخصيا لم أقرأ ولم أسمع عن من يقول إنه باحث وعالم وأكاديمي ويقف بصف من يهدم تراث شعبه وكنيسته ويهاجم هذا التراث بأبشع العبارات من التي لم ينزل الله يها سلطان، ولكن بتغيير المصالح تغير النهج وصار البطريرك هدفا لهجومه.

وأبقى أنا مدينا للكلدان وأديرتهم العريقة التي التقيت علومي الأولية فيها، ولها يعود الفضل في تنشأتي حيث أمضيت عقدا كاملا في دير الرهبنة الهرمزدية الكلدانية ودرست التراث الكلداني وتعلمت اللغة السريانية والأنجليزية والفرنسية والعربية. إن تصور امرء أن لي شيئا حسنا وحميدا، فالفضل في ذلك يعود لدير الرهبنة الكلدانية.

أما ماذا فعل البطريرك ساكو بالرهبنة الكلدانية التي كنا سوية تلاميذها، وهذا أيضا ضمن نقاط الخلاف، فالحديث هنا ذو شجون.

تحياتي

116
الأخ bet nahrenaya المحترم


كلا لن أنزعج ابدا. أنا لا أنزعج من الذي يشتمني ويأتي بما لم ينزل الله فيه من سلطان من أكاذيب بحقي، فكيف لي أن أنزعج منك وأنت صاحب قلم يشي بالكياسة والأخلاق.

وليس هناك مثالية من جانبي. بالعكس أتحدث عن الواقع وربطه بمعرفتي المتواضعة.

مثلا تقول إن اللغة السريانية لغة كلاسيكية وهذا ليس صحيحا لأن اللغات الكلاسيكية مثل اللاتينية لغات ميتة، ولكن اللغة السريانية لم تمت، بدليل أن ما لدينا حاليا من لهجات قريبة جدا من هذه اللغة وفي إمكاني أن أعطيك ليس مثالا واحدا بل الاف الأمثلة من جمل هي متشابهة بين اللغة السريانية واللهجة الأشورية.

ومصطلح اللغة الفصحى يعني اللغة الرسمية، والفصيح من اللسان معناه الكلام السليم الخالي من التعقيد وعابر اللهجات وهو بالضبط يعني اللغة الرسمية التي تستخدم في المدارس والمعاهد والجامعات والصحافة وغيرها.

ونعم هناك معايير وأسس ثابتة تنطبق على كل اللغات ولهذا لنا علوم معرفية وأقسام علمية تدرس هذه الامور ضمن علوم اللغة مثل linguistics, morphology, semantics, pragmatics, syntax وغيرها.

وكذلك لا يجوز أن نقول ان هذه اللهجة صارت اللغة الرسمية لدى الأشوريين وحسب، لأن ذات اللهجة ليست لغة مستقلة اولا، وثانيا ليست حصرا على الأشوريين.

وأستشهدت مرارا في الآونة الأخيرة بالكتاب المنسوب الى "داويذ كورا" وهو مكتوب باللهجة الكلدانية ولكن هذه اللهجة هي الدارجة أيضا لدى الأشقاء السريان في العراق وهي ذات اللهجة التي هي دارجة لدى الكثير من الأشقاء الأشوريين وليس هناك صعوبة أبدا لأي ناطق بأي لهجة من لهجات لغتنا السريانية فهما والحديث بها.

إذا الكلدانية لهجة وهي ليست لهجة خاصة بالكلدان كلنا نشترك فيها، وهكذا قس على اللهجة الأشورية، وبيت القصيد أن اللهجة الكلدانية واللهجة الأشورية ليستا لغتان مستقلتان بل لهجتين من اللهجات الكثيرة للغة الأم وهي السريانية.

تحياتي

117

الأخ بولص آدم المحترم

ما يهمني هنا هو فرز المتطفلين على العلم والمعرفة الأكاديمية الرصينة ونعم هناك تطفل على البحث العلمي الرصين. وما نشاهده ليس إلا نسخ ولصق من هنا وهناك وإيراد اسماء واقتباسات في محاولة فاشلة للإيحاء بأن كتاباتهم علمية وأكاديمية وهم عن النشر العلمي الرصين بعيدون كما قلت بعد السماء  عن الأرض.

من المعيب جدا ان ندعي ما ليس لنا فيه وما لا نستحقه ولم يمنح لنا رسميا من الألقاب الأكاديمية وندعي أننا باحثون أكاديميون ولم ننشر حرفا في مجلة او وسيلة علمية أكاديمية رصينة. هذه طامة كبرى غايتها خداع شعب مسكين على شفا الزوال، واستغلال منتدى شعبي كل من هبّ ودب باستطاعته أن يدلو لدلوه فيه.

ولهذا أتت الطروحات سطحية إنشائية فيما يخص اللغة وعلاقتها بالتراث والثقافة والواقع الاجتماعي، وكذلك واقع اللهجات الدارجة في صفوف شعبنا وعلاقتها مع اللغة الرسمية السريانية أي اللغة الأم ومسألة الإثنيات وغيرها كثير.

حقا إنه إمر مقلق جدا أن ندعي ما لسنا نحن فيه، لأننا سننكشف وستكون فضيحة مدوية.

أنظر النظرة السطحية وغير العقللانية والعملية وليس العلمية والأكاديمية فحسب لكتاب شهير باللهجة المحكية الدارجة لدى الكلدان وهو كتاب "داويذ كورا"، حيث يتخذونه حجة لوجود لغة خاصة بالكلدان، وهذا بالطبع ليس صحيحا لأن هذه اللهجة بالذات دارجة لا بل هي لهجة الأشقاء السريان في العراق وهي لهجة تؤم مع اللهجة الأشورية واللهجتان أكثر قربا من اللغة الفصيحة الرسمية أي السريانية من أي لهجة أخرى من حيث علاقتها بلغتها الفصيحة.

والأنكى، ولأن الأمر فيه "إن" هناك مطبات لا يقع فيها شخص عادي، من مثل جعل الكتاب هذا  أى "داويذ كورا" واللهجة التي كتب فيها أنها خاصة بالأشقاء الكلدان. هنا تظهر بجلاء عدم معرفة حتى بالواقع العام لشعبنا، لأن الكتاب هذا أكثر شيوعا وتداولا وممارسة لدى السريان وهو متداول أيضا وبنشاط وحتى يومنا هذا لدى شريحة كبيرة من الأشقاء الأشوريين.

وأتذكر مهرجانا حضرته  للتراتيل الكنسية نظمته الكنيسة الكلدانية في السويد وشاركت فيه جوقات سريانية. في الوقت الذي أنشدت فيه الجوقات الكلدانية أناشيدها بالعربية، إنبرى الأشقاء السريان وهم ينشدون من روائع "داويذ كورا"، فعن أي بحث علمي وأكاديمي يتحدثون. إنهم يخطفون شعبا مسكينا مغلوبا على أمره بإدعاءاتهم الباطلة.

تحياتي
 

118


الأخ مايكل سبي المحترم

كل عام وأنتم بألف خير

أظن الجدال حول التسمية وتثبيت ذلك من خلال الولوج في التاريخ العميق او المستندات والاقتباسات والتفاسير لن يجدي نفعا.

وأظن ان ما يخص الكلدان، وهذا ينطبق على المكونات الأخرى، هو الاستناد الى بعض الثوابت، وفي مقدمتها اللغة والتراث والشعر والأدب والفنون بشتى مضاربها، لأن هذه في مجملها تشكل أرقى ثمار الحضارة الإنسانية.

ماذ سيفيد الكلدان لو أن نبوخذنصر او أن تسمية "سوريا" او غيره أو الأثنية هذه او تلك او غيره كانت هذا وذاك إن لم يكن لهم لغة وتراث وشعر وفنون.

وللكلدان كل هذه، ولكن أين هي، وأين صارت؟ هل احدثك عن التأوين، وعن التعريب، والتغريب، حيث صرنا لا نستطيع ذكر اسم شاعر واحد لنا، وليس في إمكاننا قراءة بيت شعري واحد في لغتنا، وصرنا أكثر شعب في العالم أمية نسبة الى اللغة الأم، فعن أي تسمية او فلسفة او تسطير إنشاء هزيل ونحسبه بحثا علميا ونحن لم نكتب حرفا في مجلة علمية رصينة محكمة، مثلا، نتحدث.

هل هناك شعب بلا لغة وشعر وشعراء وأدباء وفنون وموسيقى؟ نعم. نحن الكلدان وحسب. هذا الواقع لماذا لا نعترف به.

يذكر البعض ممن يدعي البحث العلمي وهو بعيد عنه بعد الأرض عن السماء لا بل متطفل عليه "كتاب دوايذ كورا". صحيح إنه كتاب أشعار كلدانية ساحرة، وهي أقرب الى لغتنا الفصيحة من حبل الوريد، ولكن أين صار؟ الا سيتهزئون به، ويجلبون الدخيل والغريب والهجين كي تحل محل أشعاره الساحرة؟

الطريق الى الهوية هو اللغة والتراث والطقوس والشعر والأدب والفنون. الأمة التي ليس لها هذه، ليست أمة، فقط بالمخيال يتصور بعض أفرادها ذلك، وهم على خطأ كبير.

إذا، لنعد الى هويتنا – لغتنا وتراثنا وفنوننا وشعرنا وأدبنا ونعلمه ونمارسه وندرسه، في اللحظة التي قمنا بذلك نصبح كلدانا. طالما ليس لدينا هذه، هويتنتا تشكلها اللغة التي نكتسبها شئنا أم ابينا.

تحياتي




إسم البـلـد ( Syria  ) .... وشعـبها يسمى ( Syrian  )

تعـلــّـمنا في دراستـنا الإبتـدائية والمتوسطة أن الشعـوب الـقـديمة في بلاد الرافـدين ( السومريون ، الأكـديون ، البابليون ، الكلـدانيون ، الآشوريون )
ولم نـقـرأ أن هـناك شعـباً بإسم (( السريانيون ))
ولكـن بعـد قـبول الـسوريين الوثـنيين برسالة المسيح ، وإكـراما لهم ، لم تعـد تـسميتهم بالوثـنيين في ( Syria  ) وإنما بالشعـب السوري ( Syrian  )

119
الأخ بولص آدم المحترم

سنة جديدة مباركة ملؤها الأفراح والمسرة.

شكرا للمقال الجميل وهذا الشكر والامتنان والتقدير موصول للاقتباس أيضا.

وأضع المقال الأصلي الذي اقتبست منه للقراء الكرام للإطلاع وهو جزء من منشور لي عن قصيدة لمار أفرام التي تجمعنا كلنا بإختلاف اسمائنا وكنائسنا وتقدم الدليل القاطع أننا شعب واحد نتقاسم لغة وتراثا وفنونا وهوية واحدة وتبطل ادعاءات من مثل الإثنيات المختلفة او ما شابهها من عدم تمييز بين التراث والثقافة واللهجة واللغة الرسمية الفصيحة وغيرها من الذي يأتي به من لا دراية لهم بعلم اللغة ولا حتى في إمكانهم ربما كتابة اسمهم بلغتنا الأم السريانية مع كل هذا التطفل يظهرون أنفهسم حجة كي تنبطبق مقولة أننا حقا شعب مسكين، غلبان ومغلوب على أمره:

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid02v8YrVF8nFjKqJ3ZXHSDwwL9iT3AKBGWZBL2iBd73nvwQdbRRVVD5kTgHYRw9PVdMl&id=100002844373838

تحياتي

تحياتي

120

سبق وأن تطرقت إلى معضلة اللغة في مسلسلي المنشور قبل عدة سنوات على هذا المنبر والموسوم " ألواقع الكلداني والطموح الآشوري. أقتبس منه بعض السطور لعلاقتها بواقع لغة الأجداد. أعتقد أن السطور تعكس واقع لغات إثنيات شعبنا كافة.
تحياتي
بعض ما جاء في مقالي الموسوم " ألواقع الكلداني والطموح الآشوري-ألجزء الأول"

https://ankawa.com/forum/index.php/topic,859422.msg7554659.html#msg7554659
"جوابي لمن يشكك بحيوية لغته ويزدريها بأن اللغة العبرية لم تكن يوما لغة الأم ولم تكن سوى لغة محدودة التداول لألفين عام مضت , وكانت في طريقها للإنقراض لولا تمسك رجال الدين اليهود بها واستمرارهم بممارسة الطقوس الدينية باللغة العبرية لا غيرها .... ومن ثم تمت هندسة إحيائها كلغة محكية  في القرن التاسع عشر وبالتحديد عام 1881 ببراعة المهاجر من لتوانيا إلى أورشليم المدعو "أليعازر بن يهودا " والمتوفي سنة 1922 أي قبل إعلان ولادة الدولة العبرية بربع قرن . ومن الجدير بالذكر بأن سلطات الإنتداب البريطاني اعترفت بالعبرية كلغة يهود فلسطين عام 1922 أيضاً . إذن من الممكن إحياء اللغة الكلدانية إذا كان هنالك من يؤمن يكلدانيته بصدق ونقاء , ويقع الدور الأول والاساسي على رعاة الكنيسة الكلدانية بالإستمرار في ممارسة الطقوس الكنسية بها من جهة وبنشر تعليمها بطريقة أو أخرى من جهة أخرى  , ويبقى الدور التكميلي لأبناء الرعية . ولا يختلف إثنان بأن الطقس الكلداني بلغته الأصلية من أرقّ وأجمل الطقوس ويتمتع بلحنه حتى الذي لا يفهم لغته ..... حضرت قبل بضعة أشهر حفل زفاف يهودي في الكنيست . بدأت وانتهت مراسيم " البراخ "  الطويلة نوعاً ما باللغة العبرية , وقد علمت من العروس بأن العديد من الحضور اليهود لا يتقن العبرية  ورغم ذلك تتم الطقوس بأنواعه باللغة العبرية ,,,, فهل سيتعلم الكلدان من الدرس العبري ؟ ومتى يولد مهندس إحياء اللغة الكلدانية ؟"
[/color]


الزميل الأكاديمي الدكتور صباح قيّا المحترم

كل عام وأنتم بخير

اقتبس من تعقيبك الجميل الموزون بدقة الفقرة في أعلاه – وهذا ليس جديدا على الكياسة والأخلاق والرصانة التي تتحلى بها كتاباتكم.

أتفق معك في هذه الجزئية وعلم اللغة ذاته يؤكدها، حيث في الغالب هناك بونا شاسعا بين اللغة المحكية واللهجات واللغة الرسمية أي الفصيحة في أي لغة.

فأنا مثلا رغم أنني املك شهادة عليا في قواعد اللغة الانجليزية ولدي مؤلف تربع على قائمة الأكثر مبيعا لفترة طويلة في هذا المضمار إلا أنني باكالد استطيع التواصل مع اللهجة الانجليزية الدارجة في لندن مثال والتي يطلق عليها Cockney.

لا تكترث لما يكتبه بعض المتطفلين وينسبون جزافا العلم والأكاديميا والبحث العلمي الى أنفسهم وهم لم يكتبوا حرفا علميا أكاديميا رصينا في مجلة علمية محكمة معتمدة في Scopus مثلا. هذا منتدى شعبي يسبح الكل في مسبحه حتى وإن كان مرتديا لباسا وسخا.

لهجاتنا وعلى الخصوص اللهجة الكلدانية هي قريبة جدا من اللغة السريانية الفصيحة والذي ينكر ذلك لأنه أساسا لا يتقن اللغة السريانية ومن ثم يتكم في غير اختصاصه ومن تحدث في غير فنه اتى العجائب.

وكذلك أنظر أن ذات اللهجة الكلدانية ليست خاصة بالكلدان، با هي الدارجة أيضا لدى الأشقاء السريان في سهل نينوى، واللهجة الأشورية وهي توءم للهجة الكلدانية. فعن أي ثقافة او علم يتحدثون؟

وأفضل مثال هو الكتاب الكلداني الشهير "داويذ كورا" فهو كتاب في لهجة كلدانية ساحرة صافية ذو علاقة مباشرة لا بل وليدة السريانية الفصيحة.

اللغة تشكل الواقع الاجتماعي والثقافي ومعهما الهوية،والواقع الاجتماعي والثقافي ومعهما الهوية يعكس اللغة.

شكرا مرة أخرى للاقتباس الذي أتى في محله، ولكن لا تنسى نحن الكلدان نتكلم كثيرا جدا لهذا لا تعول علينا ابدا لأننا حتى لهجتنا الساحرة هذه التي هي ربما أكثر اللهجات في العالم التصاقا باللغة الأصلية (السريانية) نهمشها وننبذها ولا نكتب فيها ولا نحي تراثها وشعرائها ولا نحتفي بهم ونفضل الغريب والهجين والدخيل عليها.

تحياتي


121


الأخ bet nahrenaya المحترم
   
كل عام وأنتم بخير ومسرة

إن سمحت لي، وإن إتسع صدرك، دعني اوضح بعض الأمور.

أولا، إن اللهجة الدارجة لدى الأشقاء الأشوريين هي الأقرب الى اللغة السريانية الفصيحة ربما من أي لهجة أخرى، وهي ليست إلا لهجة من لهجات اللغة السريانية والتي اشتغل عليها الأشقاء الأشوريون ولكن لم ولن تصل الى مرتبة لغة مستقلة لأنها لا زالت تدور في فلك السريانية الفصيحة.

ثانيا، هناك لهجة أخرى ومتماسكة وقوية من حيث النحو والصرف، وهي أيضا قريبة جدا من السريانية الفصيحة، وهي اللهجة الدارجة لدى الأشقاء الكلدان والسريان في العراق، وهذه اللهجة هي جامعة أي تجمع شعبنا أكثر من اللهجة الدارجة لدى الأشقاء الأشوريين، ولها نحو وصرف خاص بها، ولكن مع الأسف حركات التأوين/التعريب (التي تحدثت عنها كثيرا في هذا المنتدى دمرت هذه اللهجة أيضا). هذه اللهجة بالذات شهدت نهضة كبيرة وشاملة في مستهل القرن العشرين وحتى منتصفه، ولكن معول التأوين الهدام وأصحابه من الكلدان كانوا لها بالمرصاد كما هو ديدنهم حيث فضلوا التعريب على لغتهم الوطنية، وحدث ما حدث.

ثالثا، اللهجتان، ليس فيهما أي نكهة بابلية أو أشورية، لأن أساسا ليس هناك لغة بابلية أو أشورية (وهنا أتحدث كأكاديمي). فيهما نكهة أكدية نعم، وهذا لا يجوز اتخاذه ابدا دليلا للانتماء الى الماضي السحيق، لأن هناك نكهة كبيرة وواضحة لكل اللغات السامية مع بعضها البعض ولغتنا السريانية ولهاجتها (الأشورية والكلدانية) فيهما نكهة كل اللغات السامية وعلى الخصوص العبرية والعربية والحبشية.

رابعا، لغة الطقوس والفنون والثقافة والآداب التي هي السريانية الفصيحة إن ماتت مات الشعب كهوية وتموت الكنائس كخصوصية مشرقية.

خامسا، إن ماتت اللغة السريانية الفصيحة معناه موت تاريخنا بمجمله الممتد من حوالي الألف الأول قبل الميلاد عندما صارت هذه اللغة ما يشبه اللغة العالمية في منطقة الشرقين الأوسط والأدنى وحتى حوالي القرن السابع بعد الميلاد، وبالنسبة لنا حتى يومنا هذا. لماذا لأن كل الأدب والفنون والشعر والتراث الذي لدينا هو في اللغة السريانية .

سادسا، اللهجتان، الكلدانية والأشورية، هما امتداد للسريانية الفصيحة؛ القول إنهما لغتان مستقلتان لا يعتد به وإن استندنا إليه، كما قلت، فإننا نلغي كل تراثنا، وبدون التراث ليس هناك هوية.

تحياتي

رابي ليون برخو،

فلنكن واقعيين ولا نعيش في الأحلام والأوهام، اللغة السريانيه سوف لن تعود وتصبح لغة شعب مهما حاولنا ونحاول،
لأن ذلك يتطلب مجهود عملي ومادي هائل لا يمكن توفيره إلا على مستوى دوله، كل هذه اللقاءات والبيانات  سوف لن تنفع، لسببين رئيسيين،
وهذان السببان متعلقان ببعضهما البعض، فأولاً: لا توجد رغبه بين الناس لتعلم هذه اللغه، وثانيا: لأنها ليست لغه عصريه،
 بل بقيت في جمود بدون تجديد وتحديث، وحتى أنها لم تعد سلسه على اللسان نطقا،
 والسبب هو في أنها بقيت حبيسة الطقوس والقراءات الكنسية. وليست لغة كلام يومية،
 فالتعريب كان تحصيل حاصل لهذا السبب بالتحديد، أي نفور المجتمع من وقع هذه اللغه على الأذن واللسان.
 نستثني هنا طبعا الجزء الآشوري، لأنه قد إستطاع حقا أن يحافظ ويصون ويطور لغه ذات نكهه نهرينيه (اكدية بابلية اشوريه)،
وطريقة لفظه للكلمات تغيرت مع الزمن لتواكب العصرنه، فلذلك تراه يعتز بها ويتفنن أحيانا في طريقة كلامه ليظهر للسامع موهبته بها.

تحياتي!

122

الزميل الأكاديمي الدكتور صباح قيا المحترم

عيد ميلاد مجيد وكل عام وأنتم بخير وعز وسؤدد

شكرا لنشر المقابلة الجميلة هذه. استمتعت بقراءتها. شكرا للأجوبة التي تنم عن ذكاء حاد، وشكرا للأسئلة التي تظهر مقدرة كبيرة على إدراة الحوار.

لم يبدع طبيب ولم يرتق الى مصاف الكبار إلا وله من الفنون والأداب موضعا، إن كان في الرسم او الموسيقى او الآدب. وها نحن أمام قامة علمية رصينة في اختصاصه الطبي، يرفقها بتضلع في الكتابة وتأليف الشعر السلس الجميل يعكس فيه حالة شعب هو صادق في حبه له ومن شدة حبه يأتي نقده كي يرفع ويسمو به، فهل من مجيب؟

تحياتي




123

مع الأسف أن يصل بنا الأمر الى الحضيض حيث تغلب الشتائم والشخصنة والمباشرة والتسقيط  خطابنا، وكل هذه علامات على أننا على شفا الهاوية والزوال، ومع كل هذا نقول إننا مسيحيون وأتباع "النور" الذي اتانا في هذه الأيام المباركة والأرض والسماء تصدحان " المجد لله في العلى وعلى الأرض السماء.

وكل هذا ونحن نناقش موضوعا جله يتعلق بالتراث المشرقي الكنسي المسيحي وعليه يستند مصيرنا كأمة وكنائس مشرقية، ولكن لما العجب ... الأ نهرطق (نكفر) الواحد الأخر استنادا الى ميول ونصوص كانت سائدة قبل أكثر من 1600 سنة ... أنظر المنتدى وترى العجب العجاب حيث التشبث بالهرطقة والحكم على الأخر ... واستخدام أحط العبارات لإسقاط الأخر ... 



124


 حول المدارس السريانية فانا ساذكر لك الحقيقة كما هي: من احيا المدارس السريانية بشكل حقيقي وجدي لتمتلك اساس ولتتحول الى ظاهرة قابلة للمشاهدة والملاحظة كانت الحركات الاشورية. وليس فقط بدور الحركات الاشورية لوحدها وانما لدور المئات من العوائل الاشورية التي امتلكت ايمان راسخ بضرورة الحفاظ على اللغة الام وبالتالي ارسلت ابنائها الى هذه المدارس بدون ان يعتبر احد منهم بان ما يفعله مضيعة للوقت، وانما كان هناك حب للتضحية من اجل اللغة الام.




الأخ لوسيان المحترم

كل عام وأنتم بخير

أتفق مع هذه الجزئية وأن الحركات الأشورية بصورة عامة تستخدم تسمية "اللغة السريانية" في كل أدبياتها، ولها يعود الفضل في إنشاء المدارس ليس في العراق وفي مناطق في سوريا، بل ربما في أي بقعة أخرى، وكذلك جعل "اللغة السريانية" هدفا يجب النضال من أجله وتقديم الشهداء في سبيله وأنها ركن من أهم أركان هويتنا كشعب وخصوصيتا ككنائس مشرقية.

هناك البعض من يطلق عليها تسميات أخرى مثل "الكلدانية" او "الأشورية"، وهنا لدي مالاحظتان:

الأولى، هذا لا يضر طالما الهدف كان احياء اللغة وممارستها في أي فرصة تسنح بذلك.
الثانية، تبقى مناقشاتنا هنا في هذا المنتدى الشعبي وغيره عقيمة لا تقدم ولا تؤخر لأننا، كما وضحت في أعلاه شعب أمي بقدر تعلق الأمر باللغة الأم وكذلك شعب لا نملك ناصية لغتنا ولا نتحكم فيها لأن حاليا ناصيتها بيد العلماء من غير ابناء جلدتنا الذين يدرسونها ويقومون بتعليمها والبحث فيها والنشر فيها وجمع وتحقيق تراثها ودراسة لهجاتها.

هناك أكثر من مائة جامعة في العالم تدرس وتبحث في لغتنا السريانية، قولوا بحق السماء كما عالم من ابناء شعبنا في هذه الجامعات؟

تحياتي


125
الأخ وسام المحترم

ܝܠܕܗ ܕܬܕܡܘܬܐ ܪܒܬܐ ܒܪܝܟܐ ܥܠܝܟܘܢ ܘܫܢܬܐ ܚܕܬܐ ܡܠܝܬ ܒܘܪܟܬܐ

كما وضحت للأخ ادريس فإن ما يجب أن نركز عليه بعد البيان التاريخي لبطاركة المشرق الأجلاء هو الوقوف في صفهم وهم قد وعدوا أن يبذلوا ما وسعهم لإحياء اللغة السريانية بتراثها وطقوسها وفنونها وآدابها وتعليمها وتدريسها.

أظن أن المناوشات وإلغاء الأخر في هذا المنتدى الشعبي لن تجدي نفعا.

لن يكون بمقدور كتاباتنا وتعليقاتنا في المنتدى الشعبي هذا وغيره تغير الواقع أن لغتنا سريانية وتراثنا كذلك وهو تراث وإرث كنائسنا المشرقية المجيدة.

ولماذا كل هذا الصراع ونحن صرنا شعب أكثر أمية ربما من أي شعب أخر في الدنيا بقدر تعلق الشأن باللغة الأم، واكاد أجزم أن الأمية في صفوفنا في هذا المضمار قد تصل الى 99% وهي ربما أعلى نسبة في العالم.

ولن نستطيع تغيير الواقع العلمي والأكاديمي إن اقتبسنا كلمة من هنا وهناك وغيرنا لفظ من هنا وهنا وكلها خارج سياقها.

ومن ثم، نحن الشعب الوحيد في العالم لم نعد نملك حق الحكم على لغتنا الوطنية، التي تشكل ركنا مهما وأساسيا من هويتنا القومية وخصوصيتنا الكنسية.

هل تعرف لماذا؟

لأن علماء ومختصي لغتنا في الجامعات التي تبحث فيها وتدرسها كلهم تقريبا ليسوا من جلدتنا، وهذا مؤشرأخر لمدى تفشي الأمية في صفوفنا.

وأحيلك الى العمل الجليل الذي قام به عالم سويدي مختص بلغتنا السريانية وتراثها  Professor Lars J. Lindgren، وهو زميل أكاديمي يحمل درجة الأستاذية في جامعة لند السويدية، وهي واحدة من أرقى الجامعات في العالم.

https://www.dukhrana.com/

أنظر ما قدمه من خدمة لن يكون في إمكاننا نحن الذين نتصارع على التسمية والمذهب أن نقدم واحدا في المليون مما قدمه خدمة لتراثنا السرياني بلغته.

ولن يتمكن الكون كله من تغيير قناعة هذا العالم الكبير من أن لغتنا هي السريانية وأن تراثنا سرياني، ونبقى نحن ندور وندور في حلقة مفرغة من الأمية بلغتنا الأم، وهذا ما يرقى الى كارثة.

إذا، لنقف في صف البطاركة الأجلاء عسى ولعل نلحق ونعيد مجدنا التليد وذلك بإحياء لغتنا  وتراثنا وطقوسنا وفنوننا، ونترك المهاترات والجدال والنقاش هذا الذي لن يغير في واقع الأمر والواقع شيئا.

تحياتي


126

الأخ أدريس ججوكا المحترم

عيد ميلاد مجيد وسنة مباركة ملؤها المحبة والغفران والعطاء والتسامح جوهر البشارة والمسرة التي نحتفي بها اليوم.

وأنا أشكرك على تعقيباتك وتواصلك معنا، ودي أن أثير معكم ومع اشقائنا الأعزاء من القوميين السريان، منهم من أدلى بدلوه في هذه الصفحة ومنهم من له مقالات منفصلة في المنتدى الشعبي هذا.

إن كنا حقا نحب لغتنا السريانية وتراثها، كان يجب علينا أن نقف في صف بطاركة المشرق الأجلاء الذين وضعوا الخلافات المذهبية والمناطقية وإختلاف التسميات جانبا وعقدوا العزم على إحياء إرثنا وتراثنا ولغتنا وفنوننا وطقوسنا، لان لا حياة لنا كشعب وكنائس مشرقية مجيدة بدون هذا التراث والبناء عليه.

إن ما تقدمونه من وثائق لا غبار عليه، ولكن يفقد قيمته العلمية والأكاديمية وحتى المنطقية والعقلية عندما يتم تجيره لأغراض مذهبية ومناطقية وخدمة لتسمية محددة على حساب تسمية أخرى.

في البحث العلمي، لا مكان للعواطف والميول التي نحن عليها، بمعنى أخر لو أنا من مذهب فلاني وأرى المذهب الذي لدى الأخر باطلا او هرطقة او كفرا، وأقحم ذلك في كتاباتي، فإن ذلك لعمري  يعد خطيئة كبيرة نقترفها بحق العلم والمعرفية والأكاديميا.

عندما نجعل من ميولنا، مهما كانت، دينية، مذهبية، تسمية، حكما وندعي العلمية والأكاديمية ، فإننا لو جلبنا وثائق الدنيا ومصادرها لن يكترث أي أكاديمي وعالم رصين لنا، لا بل يضحك علينا ونجعل من أنفسنا أضحكوة في أروقة العلم والمعرفة.

كان من الأولى ان نترك صراع المذاهب والطوائف والتسميات، تيمنا وتشبها بالبطاركة الأجلاء الذين وضعوا كل ذلك جانبا، احتراما للخصوصيات، وركزوا على التراث والثقافة واللغة والفنون والطقوس.

لنتعلم منهم، ونغادر جعل ما لدينا مقدسا وما لدى الأخر فاسدا، ثنائية مثل هذا قاتلة وأول من تقتل تقتل أصحابها.

ومن ثم أخي الكريم، لو أخذنا بهذه الفرضية التي تركزون عليها، لكان علينا تغيير وجه الدنيا برمته. كل شعوب الشرق الأوسط تقريبا والكثير من الشعوب في أسيا وأوروبا وكل الشعوب في أفريقيا والأمريكيتين يحملون اليوم تسميات تشير الى هويات جرى تثبيتها بعد الحرب العالمية الثانية، أي قبل 70 سنة.

وتسميات شعبنا، التي أنا أجلها كلها، إن لم تكن ذات عمق تاريخي، فإنها أقدم بكثير من كل التسميات من مثل العراقي، والتركي، والأردني والإماراتي والسعودي، والقطري، والتشيلي، والأرجنتيني، والبرازيلي، والليبي، والنيجيري، والتنزاني، والروديسي وعشرات التسميات التي تؤشر الى هويات وجنسيات ثابتة.

إذا، أخي العزيز، لنبق ضمن إطار اللغة، ولا ضير لدي حتى إن سماها البعض بغير تسميتها العلمية والأكاديمية "السريانية" طالما مارسناها ولم ننساها وتشبثنا بتراثها وطقوسها وفنونها وآدابها.

هذا هو بيت القصيد، وغيره، في رأي، لا ولن يجدي، وهذا ما توصل إليه بطاركتنا المشرقيين الأجلاء، نعم توصلوا الى معيار ومرجعية وقياس يجمعنا مع احترام خصوصياتنا التي تحمل تقاليد رسولية مختلفة (مذاهب مختلفة) وتسميات مختلفة.

لنكن بقدر المسؤولية التي وضعها بيان البطاركة الأجلاء على أعناقهم أولا، وعلى أعناقنا ثانيا، ونغادر الصراع على أي مذهب هو قويم وأي مذهب هرطوقي، وأي تسمية صحيحة وأي تسمية غير صحيحة.

تحياتي


127
"اتأسف اليوم لأقول، يوجد انقسام على التسميات بين كنائس أمتنا، وانقسام حول من يكون في السُلطة، من الأول والثاني، وكل هذه الأشياء حذّرنا المسيح من التقرب منها، وها نحن اليوم مع جل احترامي للجميع، نتصارع فيما بيننا ونعزز الانقسامات.

وبهذا يجب ان نصل الى نتيجة اننا إخوة، وأبناء وبنات تاريخ واحد، وأمة واحدة، وتراب واحد. "

مار آوا الثالث
بطريرك كنيسة المشرق الآشورية في العالم.

128
https://www.youtube.com/watch?v=uain46F5m8U
ܫܘܒܚܐ ܠܟ ܡܪܢ ܘܐܠܗܢ ܕܝܗܒܬܠܢ ܬܕܡܘܕܬܐ ܪܒܬܐ ܒܗܢܐ ܝܘܡܐ.
ܫܘܒܚܐ ܠܟ ܡܪܢ ܘܐܠܗܢ  ܕܐܝܬ ܒܢ ܕܢܨܠܐ ܠܟ ܒܠܫܢܐ ܕܐܒܐܗܬ ܢ ܩܕܝܫܐ.
ܫܘܒܚܐ ܘܐܝܩܪܐ ܘܣܓܕܬܐ ܠܝܠܕܐ ܬܡܝܗܐ  ܕܐܬܝܠܕܠܢ ܘܠܗܘ ܢܫܒܚ ܟܠܢ.
.....................................................
ܒܰܣܡܐ ܓܰܢܘܟ ܡܰܠܒܰܢܐ ܠܶܝܘܢ ܒܰܪܟܳܘ܀



الى البراعم في الصورة في أدناه التي تصدح بمديح الطفل المعجزة بذات اللغة التي سلم لنا فيها رب الكون مسرته وبشارته.

أقبّل وجناتكم وجباهكم وأقف لكم إجلال. إنكم الجيل القادم المشبع بتراثنا ولغتنا المقدسة وطقوسنا المجيدة وفنوننا السامية التي هي من أرقى ثمار الحضارة الإنسانية وفي مجملها تشكلنا وهوياتنا وخصوصيتنا المشرقية المسيحية المجيدة.

وأنا معكم وإن شاء الله سنتجاوز بعض العوائق الأكاديمية والتحق استاذا محاضرا في كلية نصيبين الآشورية للاهوت في سدني التي أسسها الاسقف الأشوري الغيور على هوية ولغة وطقوس وفنون شعبه وكنيسته،المطرابوليط مار ميليس زيا.

وبهذه المناسبة أدعو قداسة البطريرك مار أوا روئيل الى نشر واستنساخ تجربة المطرابوليط ميلس في الإبراشيات والخورنات التابعة لكنيسة المشرق الأشورية في أرض الأجداد والشتات، حيث يكون لكل خورنة كورال خاص بفنون وطقوس وأناشيد ومياير ومداريش ومزامير كنيسة المشرق المجيدة، ونبتارى كلنا في حب هذه الكنيسة وتراثها وأدبها وفنونها وطقوسها.

واقف إجلال لقداسة مار أوا الذي بكل تواضع إنضم الى عشرات الالاف من متابعي صفحاتنا في الفيسبوك التي غايتها إحياء لغتنا بتراثها وفنونها وطقوسها ويشاركنا ويتفاعل معنا.

ويا أيها الأطفال البراعم، إنكم نموذج حي لأمتكم وكنيستكم على أننا أحياء؛ أن لغتنا حية وأننا لا زلنا وفي إمكاننا أن نقدس ونشكر ونبجل ونسجد ونصلي للطفل المعجزة باللغة التي نطق بها وباللغة التي صلى فيها ملافنتنا القديسون.

ولشدة فرحي بكم أهديكم أيقونة أناشيد الميلاد التي هي من يراع ملفاننا وقديسنا مار باباي الكبير، الراهب الناسك، التي وضعها في نهاية القرن السادس بنغم بهي وكلمات سامية سماوية. علينا الحفاظ على هذا التراث وأمل أن أرى أنكم ستقومون بإنشاد نماذج منتقاة منه في القريب العاجل.

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid02tmUc7h2k399crC8FJ27Jk9fraDzAguMth8HqBHPSLjAhTViK6zNxtUKkQmxj8b9rl&id=100002844373838

تحياتي وتمنياتي لكم، يا جيل المستقبل، بالتوفيق والسؤدد والصحة والعافية.

ليون


129
الدكتور ليون برخو المحترم

اجمل التهاني بمناسبة عيد الميلاد المجيد والسنة الجديدة.

كم فرد يا ترى يقدر ان يحل لغز لغةٍ اباءكم  القديسين هذه؟ اللغة التي نتباهى بها وكل ينسبها لنفسه هي بالاساس اللغة الفينيقية وليست لا سريانية ولا ارامية ولا كلدانية ولا اشورية.

هذه اللغة حاليا في غرفة الانعاش والاجهزة التي تديم تنفسها شبه الصناعي هي الطقوس الكنسية واظن انه يكفينا ان نركض وراء سراب . 



الأخ عبدالاحد سليمان بولص المحترم

شكرا لمروركم وتهانيكم الرقيقة الطيبة بمناسية عيد ميلاد الطفل المعجزة.

وأبادلكم التهاني من أعماق القلب متمنيا لكم الصحة وموفور العافية.

ما تفضلت به صحيح الى درجة كبيرة، ولكن إن خسرنا لساننا، خسرنا هويتنا لأن اللغة والتراث والفنون والأداب ركن حيوي من أركان الهوية.

وكذلك، لماذا اليأس والقنوط. لغتنا لم تمت حتى وإن كانت في غرفة الانعاش فهناك أمل أن تعود الى الحياة.

هناك أكثر من مائة جامعة في العالم تقوم بتدريسها ودرساتها مع تراثها وفنونها وأداباها ولهجاتها.

ولدينا اليوم بيان يثلج الصدر من البطاركة الأجلاء لنمنحهم الفرصة ونقف في صفهم ونشجعهم لأن قد لا تكرر فرصة ذهبية مثل هذه.

وأخيرا، كي لا يدب اليأس في صفوف شعبنا وكنائسنا المشرقية المجيدة بشتى مذاهبها وخصوصياتها ومرجعياتها، لنأخذ التاريخ المعاصر والشعوب التي تقطن أراضينا (او بالأحرى تحتل أراضينا) مثالا.

كان كثير من الأكراد في فترة التعريب الشرسة قد وصلوا درجة اليأس أن لغتهم انتهت وعليهم تبني العربية، وبذلك كانوا سيفقدون هويتهم. لننظر كيف استطاع الأكراد إحياء لغتهم وما قدموه من تضحيات في سبيل ذلك.

كانت العربية على شفا الإندثار في نهاية حكم الدولة العثمانية بعد 400 سنة من سياسة التتريك العنيفة، وإذا بها تعود الى الحياة وتصبح واحدة من أهم اللغات في العالم اليوم وعلما أن الذي أحياها هم نحن المسيحيين المشرقيين بعد أن عربنا أنفسنا.

وأنظر العبرية التي كانت شبه ميتة كيف بث اليهود الحياة فيها ولم ينسوها رغم كل الظروف.

وأنظر الأمازيغية وكيف تعود الى الحياة بعد موتها.

وهناك الكثير من الشواهد التي تجعلنا الا نيأس.

وأمل ان يشمر البطاركة الأجلاء عن سواعدهم لتنفيذ مقررات بيانهم التاريخي.

ووعدا امام الله وأمامك أن أضع نفسي وقلمي وما أملكه من معرفة متواصعة في خدمتهم.

تحياتي


130
ܫܘܒܚܐ ܠܟ ܡܪܢ ܘܐܠܗܢ ܕܝܗܒܬܠܢ ܬܕܡܘܕܬܐ ܪܒܬܐ ܒܗܢܐ ܝܘܡܐ.
ܫܘܒܚܐ ܠܟ ܡܪܢ ܘܐܠܗܢ  ܕܐܝܬ ܒܢ ܕܢܨܠܐ ܠܟ ܒܠܫܢܐ ܕܐܒܐܗܬ ܢ ܩܕܝܫܐ. 
ܫܘܒܚܐ ܘܐܝܩܪܐ ܘܣܓܕܬܐ ܠܝܠܕܐ ܬܡܝܗܐ  ܕܐܬܝܠܕܠܢ ܘܠܗܘ ܢܫܒܚ ܟܠܢ.

131


عيد ميلاد مجيد لكل القراء الكرام واعتذر من الأخوة المعقبين الذين سأعرج على تعليقاتهم لاحقا.

السؤال والسياق يدور حول الفرضيتين  المهمتين  التاليتين:

الفرضية الأولى، العربي يقدس اللغة العربية لأنها لغة القرآن ولا يستبدلها ولا يسمح بتهميشها.
الفرضية الثانية، الكلداني لا يقدس اللغة السريانية (سمها ما شأت) رغم أنها لغة المسيح ويعربها ويستبدلها ويسمح بتهميشها.


في الفرضية الأولى في الإمكان أن نضع أي فاعل (اسم) أخر محل العربي مثل فارسي، كردي، فرنسي، تركي، ألماني أو مفعول به (اسم) أخر محل اللغة العربية  مثل الكردية، الفارسية، الألمانية، الفرنسية، التركية وغيره والفرضية لا بد وأن تكون صحيحة وفي الإمكان إثباتها والتحقق منها.

في الفرضية الثانية لا نستطيع أن نضع أي فاعل (اسم) أخر محل الكلداني  أو مفعول به (اسم) أخر محل اللغة السريانية إلا والفرضية تسقط ولا يمكن التحقق منها.

هذا هو بيت القصيد: لماذا لا يقبل الكردي (لعربي، الفرنسي، التركي، الفارسي الخ) أن يتم تعريب لغته ولماذا يقاوم الكردي التعريب بالسلاح ويقدم الشهداء في سبيل حماية لغته وتراثه ولكن لماذا يقبل لا بل يفرض الكثير من الكلدان وعلى الخصوص أصحاب الشأن فيهم ان يتم تعريب وتغريب وتشويه وأستبدال تراثهم ولغتهم وفنونهم أي نحن بأنفنسا نستعمر شعبنا وأنفسنا ثقافيا والاستعمار الثقافي هو قتل للنفس والجسد في آن واحد.

هذا هو السؤال المصيري أما تحويل النقاش الى شخصنة وهجوم وإيراد قصص غير صحيحة مثل قيامي بزيارة سرية لقطر او زيارات مستمرة لقطر او تقاضي عشرات الالاف من الدولارات او البحث أين سافرت وإلى أي بلد فهذه أمور شخصية اولا وثانيا زياراتي الى بلدان مختلفة في العالم جزء من عملي كأستاذ Professor  لمادة حساسة ومطلوبة على مستوى العالم، علما أن راتب الأستاذ الجامعي في السويد الذي اتقاضاه هو الأرفع في العالم ويصل الى راتب الوزير او عضو البرلمان وهذا ليس سرا.

فأمل البقاء ضمن سياق الموضوع ومحاولة مناقشة الفرضيتين في أعلاه.

تحياتي


132

السادة قراء موقع عنكاوا كوم الكرام

بربكم هوهو الذي قال في مقاله نفسه إنه متواجد في بلد عربي أثناء إقامة نهائيات كأس العالم في الدوحة - إمارة قطر الإسلامية الإخوانچية والتي أعتاد السيد برخو زيارتها ولكن لماذا يزورها ؟؟ لا أحد يعلم السر ؟؟ صراحة يا سيد برخو تستحق مكافأة كبيرة جدا على هذا المقال وحتما إنك قد نلتها وهي الدافع الحقيقي لهذا التمجيد ؟؟؟؟

القراء الكرام

لم يكن بودي تعكير جو عيد الميلاد أبدا لأن الموسم موسم فرح وغفران ومحبة ولكن هناك تجني كبير ووعدم صدق فاضح في أعلاه ولا سيما لأن الأخ كوركيس وكان صديقا ويبقى كذلك يخاطب قراء موقع عنكاوة وكأنه اكتشف شيئا مذهلا وهو ليس كذلك.

فأقول لقراء الموقع الكرام ما يلي لإظهار مدى التجني وعدم الصدق:

اولا، منذ حوالي خمس سنوات وأنا ممنوع من دخول قطر بسبب مقال يعري هذا البلد وأنا مصدره كتبه صحافي مخضرم من البي. بي. سي. ونشره في واحد من أشهر المواقع الإخبارية الغربية الرقمية:

https://www.opendemocracy.net/en/north-africa-west-asia/qatars-university-of-fear/

ثانيا، ومن أسباب المنع قيامي بتعرية الإعلام القطري في بحث نشرته في أشهر مجلة أكاديمية في علوم الصحافة الإعلام لا سيما حول تغطية الحرب في سوريا:

https://journals.sagepub.com/doi/full/10.1177/1464884919841797?casa_token=qjWiQEzrgjcAAAAA%3AztweG0_GimbVumBl-ivN_yzgMNHZ6HLeGoYyx9FHE5uiApxZgHwoqwfUpCtGgV92nKZDk2pYJs4c

ثالثا، أشهر الجامعات الأمريكية ومنها جامعات مصنفة ضمن العشرة الأولى في العالم مثل  Northwestern لها فروع كبيرة في قطر:

https://www.qatar.northwestern.edu/

رابعا، جامعة قطر مع كل ما يقال تعد من الجامعات الثلاثمائة الأولى في العالم وأول جامعة في الشرق الأوسط.

إذا لماذا كل هذا  التجني.

يا أخي كلنا قد نكذب ولكن بلطف.


ولنبق في سياق الموضوع المهم هذا قدر الامكان.

ومع الأسف ومع العذر الشديد، لم يكن بودي تذكيرك بهذا إلا أنك خاطبت القراء من خلال سلسلة من الامور لم تحاول التحقق منها.
تحياتي أخي العزيز وعيد ميلاد مجيد ومع الاعتذار الشديد مرة أخرى.


133


الأخ كوركيس اوراها منصور المحترم

عيد ميلا مجيد اولا وسنة مباركة ملؤها المحبة والسؤدد.

شكرا من الأعماق لنقلك المقال وللعلم فإننا كلنا الآن نكتب بهذه اللغة (لسان الضاد) لا بل البعض يعرب تراثه الى هذه اللغة ويكتب نصوصا كي تتلى في الكنائس والكنائس جرى تعريبها اعتزازا بهذه اللغة، أي العربية، فمن هو الذي يفتخر بلسان العرب، الذي يقف خلف التعريب ويفرضه فرضا والذي يقبله طواعية أم الذي يدعو الى ممارسة اللغة الأم.

وللعلم العرب يفتخرون بلسانهم ولا يتنازلون عنه وكتبت مقالات لا تتجاوز أصابع اليد فقط عن العربية، وصار لها صدى كبير وتدرس أحيانا وتقرا في المؤتمرات.

صار لي سنين وباح صوتي وأنكسر قلمي وأنا أدعو الى ممارسة اللغة الأم (السريانية) ولكن سمها ما شأت وكتبت عشرات المقالات وكل هذا لم ينفع ولا يزال البعض وفي صفوف الكلدان مثلا مصرا على حب لغة القرآن حيث يشن حملة تعريب بلا هوادة ويحول كل التراث الكلداني الى هذه اللغة ويصفق له الكثيرون وحضرتك من ضمنهم مع الأسف، فمن هو الذي يروج للغة القرآن؟

ونعم كرة القدم جمعت العرب في كل أقطارهم ووقفوا خلفها وخلف فرقهم، وحضرتك بدلا من أن تقف خلف هذا المقال والبيان تحاول إخراجه عن سياقه لغايات المباشرة والشخصنة.

لنبق ضمن الموضوع لأن اللجوء الى أسلوب  AD HOMINEM في النقاش الذي غايته التشهير وتوقظه العاطفة والهجوم الشخصي، وحضرتك لم تقصر منذ فترة بعد أن كنت من أشد المتحمسين لكتاباتي.

كل من يلجأ الى أسلوب AD HOMINEM يدخلنا في مجادلات عقيمة وهو تكتيك الذين لا حجة لهم.

وعيد ميلاد مجيد مرة أخرى وتقبل أطيب التحيات.


134

من تخلى عن إرثه حفر قبره.




الأخ بولص آدم المحترم

عيد ميلاد مجيد

كم كنت أتمنى أن نستغل هذه الفرصة ونقف صفا واحدا مع البطاركة الأجلاء لإحياء لغتنا وتراثنا. لأول مرة ربما في التاريخ يلتئم رؤوساء الكنائس ويجمعوا على خارطة طريق لبث الحياة في تراثنا ولغتنا وفنوننا التي في مجملها تشكل ركنا مهما وأساسيا من هويتنا القومية وخصوصية كنائسنا المشرقية.

أحزن كثيرا وينتابني القنوط عندما أرى أن الموضوع المصيري هذا نحوله إلى صراع حول التسمية وأحقية أي واحد منها وكذلك ما يجرحني ويقطع الأمل هو أن أرى أصواتا لا زالت تؤمن بهرطقة (تكفير) كنائس مشرقية شقيقة. هذا الأمر لا يطاق.

لنبق ضمن سياق هذا البيان ونتجنب اللغة المشحونة ونحترم التسيمات وإن كان يراها البعض حديثة فإنها أقدم بكثير من تسميات أخرى صارت مقبولة على مستوى العالم مثل لبنان، الأردن، الإمارات، سوريا، ليبيا، الجزائر وغيرها، هذا على مستوى الشرق الأوسط، أما في الغرب فهناك الكثير إن في أوروبا أو غيرها، وأغلب التسميات في الأمريكيتين حديثة.

لنبق ضمن إطار الموضوع المهم وهو اللغة وإن أطلقت عليها اسما غير اسمها السرياني فهذا لعمري لا ضير فيه طالما أننا نحبها وندرسها ونمارسها على أوسع نطاق ممكن.

ولكن حتى وإن تشبثنا بتسمية محددة غير تسميتها في الأورقة العلمية والأكاديمية لكننا نكرهها ونرفضها وننعتها بصفات مثل الميتة او اللغة التي عفى عليها الزمن، فنكون نحن أعدا أنفسنا، وكما تفضلت نحفر قبرنا.

ملاحظة: لقد أخذت الصفحة بالخط السرياني المنقولة من مخطوطة سريانية لكتابنا الخالد والمقدس "الحوذرا" بألبابي وبقيت أنظر إليها مدة طويلة لجمالها الآخاذ.

تحياتي


135

 بعد هذا البيان التاريخي يجب أن يكون شعبنا واعيا، ويجب على كنائسنا المشرقية وأتباعها ان يكونا على قدر المسؤولية.
 
لا داعي للتحسس، ولا داعي لإلغاء الأخر، وعلينا احترام خصوصيات مكوناتنا ومذاهبنا وكنائسنا.
 
القول إن البيان ألغى المكون الفلاني بخصوصيته وتسميته قول مبالغ فيه ومن ناحيتي لا أقبل به، لأن البيان ذاته يدعو الى احترام الخصوصيات. فالموارنة يبقون موارنة، والكلدان والأشوريين والسريان كذلك.
 
ولهذا أدعو شعبنا أن يكون واعيا ومقالي هذا هو للتوعية وحسب وكذلك إنطلاقا من فرحتي العارمة بهذا البيان الذي أفسره من خلال هاتين المعادلتين:
 
الأولى، على شعبنا وكنائسنا أن تعلم ان أنها تملك لسانا (لغة) وإن شئت ان تقتل هذا الشعب وتزيل خصوصية كنائسه من الوجود إقطع لسانه إي الغي لغته.

الثانية، وهناك شق أخر لا يقل أهمية وهو انه على شعبنا وكنائسنا أن تعلم أنها تملك أرضا، ورغم الصعوبات والمحن يجب التشبث بالأرض لأنك إن أردت أن تقتل شعبنا احتل أرضه وأخرجه منها.

بقدر تعلق الأمر بالمعادلة الثانية، يبدو لي أن الأرض خسرناها او في طريقنا الى خسارتها لأننا حلقة ضعيفة جدا امام أمواج الفوضى الخلاقة والعارمة التي تجتاح المنطقة.
 
لذا، لم يبق لنا غير المعادلة الأولى، وهذه في إمكاننا تحقيقها لو توفرت الإرادة، وما بيان البطاركة التاريخي هذا إلا دليل على أن الطريق سالك إن أشأنا.
 
تحياتي


136
لقد نشر موقع الفاتيكان البيان الصادر عن الاجتماع الذي عقده بطاركة المشرق حول تراثنا السرياني ولغتنا السريانية المشتركة. وهذا لدليل أن روما تدعم الكنائس الشرقية المتحدة مع الفاتيكان في سعيها لإحياء لغتها وتراثها وطقوسها الكنسية.

وهناك قوانين فاتيكانية يجب أن تكون ملزمة حول التراث والطقوس للكنائس المتحدة مع الفاتيكان وفيها إشارة واضحة الى الطقس الانطاكي (الكنيسة المارونية وكنيسة السريان الكاثوليك؛ والطقس الكلداني/ كنيسة المشرق الكلدانية)، أقتبس منها ما يلي:

"البند 2- الطقوس المعنية في هذه المجموعة هي، إن لم يثبت غير ذلك، المتأتية من التراثات الإسكندرية والأنطاكية والأرمنية والكلدانية والقسطنطينية.
6-  وليعلم الشرقيون كلهم علماً يقيناً أنه بإستطاعتهم بل يجب عليهم أن يحفظوا دوماً طقوسهم الليتورجية الشرعية ونظامهم، وألا تطرأ عليها تغييرات الا ّ بسبب تقدمهم الذاتي والعضوي. وعلى الشرقيين بالذات أن يحافظوا إذاً على هذه الأشياء كلها بكل أمانة. وعليهم أيضاً أن يحصلوا فيها معرفة أحسن، وأن يمارسوها ممارسة أكمل. وإذا ما أبعدوا عنها إضطرارياً، بفعل ظروف الزمان  والأشخاص، فليجتهدوا أن يرجعوا الى تقاليد أجدادهم."



وحتى المجمع الفاتيكان الثاني له مقررات خاصة بالكنائس الشرقية الكاثوليكية حيث يرد في مقرراته الخاصة: "إنّ الكنيسة الكاثوليكيّة تعتبر إعتباراً كبيراً مؤسّسات الكنائس الشرقيّة، ورتبها الطقسيّة، وتقاليدها الكنسيّة ... وعلى كل الكاثوليك (الشرقيين) أن يحتفظوا بطقسهم الخاص ... أن يحفظوا طقوسهم الليتورجيّة ونظامهم بأمانة ، دون تغيير."

والمشارقة من الكاثوليك يشكلون حجما كبيرا من الكنائس ذات التراث السرياني وتشمل الكنيسة المارونية وكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك (لم يحضر ممثل لها الاجتماع) والكنيسة السريانية الكاثوليكية وكنيسة المشرق الكلدانية.

https://www.vaticannews.va/ar/church/news/2022-12/primo-incontro-patriarchi-di-tradizione-siriaca-medio-oriente.html


137
بطاركة المشرق والخطوة الجبارة لإحياء لغتنا السريانية بطقوسها وتراثها وفنونها وريازتها

بعد طويل انتظار، اتحفنا بطاركة المشرق الذين يرئسون كنائس مشرقية عريقة ببيان يثلج الصدر.

وإن جرى تنفيذ ما أتى في البيان على أرض الواقع، سنكون كلنا شعبا بمسمياته المختلفة، وكنائس بمذاهبها المختلفة، على اعتاب نهضة تعيد مجدنا التليد، هوية وخصوصية مسيحية مشرقية تمتد جذورها في أعماق الرافدين والهلال الخصيب.

والبيان مشترك، بمعنى أن البطاركة أجمعوا على ما أتى فيه.

وإن كان لنا أن نزيد شرح أهمية هذا اللقاء، فإن التسمية التي رافقته وأنعقد تحت لوائها كافية لإنارة العقول وشحذ الهمم:"اللقاء الأول لبطاركة الكنائس ذات التراث السرياني" الذي انعقد في لبنان في منتصف شهر كانون الأول لعام .2022

وإن أردنا معرفة مفصلية هذا اللقاء، فمجرد القاء نظرة على قائمة المشاركين فيه كافية لبعث الأمل في النفوس بعد ضياع طويل وتشتت.

لقد حضر اللقاء رؤوساء الكنائس ذات التراث السرياني وهي الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، والكنيسة السريانية الكاثوليكية، والكنيسة المارونية، وكنيسة المشرق الكلدانية، وكنيسة المشرق الأشورية.

البيان طويل بعض الشيء، وهذا كان لا بد منه، لأنه أول بيان يصدر عن أول لقاء كبير وعال بهذا المستوى.

وفي هذا المقال سأركز على ما أراه أهم النقاط فيه وهي الموقف الموحد حول التشديد على أن "كنائسنا تعتز بتراثها السرياني العريق الذي يجمعها ويشكّل إرثاً تاريخياً مقدّساً غنياً ينبع من وحدتنا التاريخية ولغتنا السريانية الواحدة وطقوسنا الكنسية والليتورجية المشتركة."

لابد وأن نزل البيان بردا وسلاما على محبي تراثنا ولغتنا السريانية. حقا إنه ليوم مشهود أن نقرأ بيانا مشتركا من قادة الكنائس المشرقية وهم يوعدوننا فيه بالسعي والعمل "على نشر تراثنا السرياني وتسليط الضوء عليه والمحافظة عليه بكلّ حرص كلؤلؤة ثمينة ووديعة مقدّسة."

نعم، تراثنا السرياني هو "الوديعة" التي يجب ان نحافظ عليها بأحداق عيوننا وهو "اللؤلؤة" التي لا أظن تملك أمة أخرى أو كنيسة أخرى ما يرقى الى ثمنها وسموها ورفعتها، ونحن أولى بالمحافظة عليها.
"
وهناك التأكيد على "إنّنا شعب واحد بتراثه السرياني المشترك، متجذّر في صلب هذا الشرق الحبيب وفي أساس تكوينه، رغم تعدّد كنائسنا وتنوّع تقاليدنا الرسولية."

انتظرنا طويلا لسماع وقراءة خطاب مثل هذا، بعد فشل القيادة السياسية لشعبنا – هذا إن جاز لنا هذا التعبير لأن في رأي لا نملك قيادة سياسية بالمعنى الصحيح.

وفي البيان فقرة خاصة بالشتات حيث يقطن الغالبية من المشارقة اليوم. وما شدني في هذه الفقرة هو التأكيد على "التمسك بإيمان آبائهم وأجدادهم وهويتهم وتراثهم ونشر هذا التراث التاريخي المجيد في المجتمعات والأوطان الجديدة التي يعيشون فيها."

وهذا بالتأكيد بالغ الأهمية، لأن في اللحظة التي تفقد فيها تراثنا السرياني بلغته، فإننا نخسر هويتنا وخصوصيتنا المسيحية المشرقية التي هي أمانة في أعناق البطاركة الأجلاء اولا واعناقنا نحن ثانيا.

ونوه البيان "بجهود الباحثين ومبادرات المؤسسات التي سعَت وتسعى لدراسة إرثنا السرياني المشترك ونشره." وأمل أن التنويه يعقبه اعمال وممارسات على أرض الواقع.

وربما لاول مرة نرى بيانا مشتركا يعبر فيه بطاركة المشرق بالإجماع عن رغبتهم "بإيجاد آليات مشتركة لتعليم اللغة السريانية التي تكلّم بها الرب يسوع ورسله القدّيسون، والعمل على نشرها والتعمّق بدراستها بالوسائل المتاحة من تقليدية وحديثة."

لنا الأمل الكبير ان يضع البطاركة المقررات هذه، وهناك المزيد لا يقل أهمية عنها، حيز التنفيذ، ونرى خطوات ملموسة في المضامير هذه لإحياء لغتنا السريانية وتراثها وطقوسها وفنونها وريازتها.

ولنا الأمل ان تبدأ عقارب الساعة في بعض الكنائس بالدوران عكس ما حل بشعبنا وكنائسنا من تغريب وتعريب وإقحام لتراث ونصوص غريبة هجينة على شبعنا وكنائسنا.

وكلنا أمل أيضا أن يبدأ البطاركة بمبادرات لتدريس اللغة السريانية وتراثها وأن نشهد مهرجانات للتراث السرياني والطقوس والفنون والأناشيد والآداب السريانية وعلى مستويات شتى.

إن التراث والفنون والآداب هي من أرقى ثمار الحضارة الانسانية. وإن كانت لغتنا السريانية وتراثها لؤلوءة، كما وصفها البيان، فأقول جازما ليس لأمة او كنيسة أخرى "لؤلؤة" و"وديعة"  ثمينة مثل التي لدينا .

يكفينا مار افرام، ومار يعقوب، ومار نرساي، ومار ماروثا وغيرهم كثيرون أن نفتخر بهم بين الأمم والكنائس، ولكن كيف لنا الى ذلك سبيلا إن همشنا وغادرنا تراثنا ولغتنا وطقوسنا وأستبدلناها بالدخيل والأجنبي والركيك والغريب من النصوص والفنون.

لساننا السرياني حضارة. لغتنا السريانية وتراثها لا يجمع كنائسنا وحسب بل يجمعنا كشعب واحد تحت خيمة واحدة.

لا أظن بإستطاعتنا القول إننا شعب صاحب هوية إن خسرنا لغتنا السريانية وتراثها. لساننا السرياني هو البوتقة التي ننصهر فيها جميعا، شعبا وكنائس.

إن أردنا الحفاظ على هويتنا وفنوننا وآدابنا وتراثنا لا بل وجودنا، ، ما علينا إلا الحفاظ على لساننا السريان وتراثه.

من هنا كان البيان خطوة كبيرة تحتاج الى مؤازرتنا كلنا شعبا، بإختلاف أسمائنا، وكنائس، باختلاف مذاهبنا.

138

الزميل الأكاديمي الدكتور صباح قيا المحترم

تحية محبة،

لا أظن في إمكاننا نحن معشر الكلدان تفنيد النقد البناء الذي تتحفنا به من خلال أبيات شعرية جميلة صارت تأخذ بألباب الكثيرين من ابناء وبنات شعبنا.

ونعم "لا تعول على الكلدان لأنهم سيخذلونك لأول وهلة" وهذه المقولة صارت أشهر من نار على علم في صفوف الكلدان وصفوف شعبنا.

لماذا؟ لأن لم ينبر أي معارض لها ليبرهن لنا أنها غير صحيحة، وإن إنبرى فذلك لا يكون إلا من خلال ad hominem وهو مفهوم فلسفي يوناني وواحد من خمسة مفاهيم أساسية تؤشر الى أن المحاور فاشل لأنه بدلا من إشباع الموضوع الذي نحن في صدده نقاشا يلجأ الى التشهير والعاطفة والقذف وإشباع النزوات والهجوم الشخصي والمهاترات ومجادلات عقيمة كلها مؤشر الى تكتيكات الضعفاء والمفلسين فكريا.

ولهذا، لم يدخل حتى الآن أي من الأخوة المعارضين في نقاش بناء معك، أي أن يقدم لنا أجوبة شافية عن بعض الأسئلة في أدناه، وهي على سبيل المثال لا الحصر لأن هناك العشرات منها من التي ترد في أشعارك:

لماذا مؤسسة الكنيسة الكلدانية دون المؤسسات الكنسية الأخرى هي هدف للهجوم والنقد وجله من الكلدان؟
لماذا تشرذمت مؤسسة الكنيسة الكلدانية حيث صار لنا عدة كناس شبه مستقلة وكنائس مناطقية حيث إن إنتقلت من منطقة الى أخرى وكأنك في كنيسة محتلفة تماما؟
لماذا يتم تهميش وتغريب اللغة والتراث والطقوس والفنون الكلدانية ضمن حملة منهجية لإلغاء اللغة والتراث الكلداني من قبل أصحاب الشأن من الكلدان وأغلب الكلدان صامتون؟
لماذا عندما ينضم الكلداني الى كنيسة  حرة مثلا ذات ميل مختلف ينسى أنه كلداني وينسى تراثه ولغته وطقوسه بينما الأشوري حتى وإن انضم الى كنيسة أخرى يبقى متشبثا بأشوريته ولغته وتراثه وطقوسه؟
لماذا أغلب اللغة والمفردات المشحونة (أي البذاءات والشتائم) صارت جزءا من خطاب الأخوة من الكتاب الكلدان دون غيرهم، وإن لم تصدقني أنظر هذه الصفحة في المنتدى الشعبي هذا وسترى عجب العجاب؟
لماذا يقبل الكلدان ومؤسستهم الكنسية بتعريب وتغريب لغتهم وتراثهم وكأن لا تراث ولا لغة ولا آداب ولا فنون لهم؟
لماذا من النادر أن تجد كلدانيا في إمكانه ذكر اسم واحد لشاعر كلداني او يحفظ بيتا واحدا من الشعر الكلداني؟

هذا غيض من فيض، يدلل على أن مقولتك في أعلاه صحيحة وأن أشعارك في محلها ومرحب بها.

فلا تكترث للأصوات التي لا تستطيع ان تخرج من قيد مفهوم ad hominem.

تحياتي

139

شكرا جزيلا لجعل قراء ومتابيعي الموقع يطلعون على الموضوع المهم هذا.

هناك رد من البطريرك ساكو، لن أعلق عليه، لأن شخصيا الخلاف بين وبينه هو حصرا في الموقف من التراث واللغة والطقوس والريازة والفنون ولآداب الكدانية، لذا الموضوع خارج اهتماماتي. في أدناه الرد الرد من البطريرك:
https://saint-adday.com/?p=51534

وهو رد يرتد على صاحبه مع الأسف وكم كنت اتمنى الا يرد ويدخل في مزاريب ومتاهات وحفر مثل هذه. وكان التعقيب من قبل الأخ داني أسمرو صاعقا حقا.

بالمناسبة كان هناك موضوع أخر في شبكات التواصل وأظن كان له مدى وصدى كبيرا، ربما أكثر من الصدى والمدى الذي وصل إليه المقال المهم والبديع الذي كتبه الأخ داني اسمرو تحتب عنوان" غبطة البطريرك لويس ساكو: هذا ليس انجازا؛ بل هذا خراب البيت".
تحياتي

140
"واقع الكلدان كنيسة ورعية واقع مؤلم جداً، ولن يتغير هذا الواقع إلا بمعجزة، ولكن متى؟"

الزميل الأكاديمي الدكتور صباح قيا المحترم

ارتأيت ان اجعل مقولة أخرى رائعة لكم عنوانا لهذا التعقيب على مداخلتكم الشاملة، ولأهميتها أدرجها في أدناه كما هي.

وتسرد قائمة من سبع نقاط بالواقع المرير الذي صرنا فيه في السنين العجاف منذ عام 2013، بيد أنني أقول إنها غيض من فيض، وأنقلها هنا، مع إضافة سبع نقاط أخرى خطرت بالبال على عجل أما والتي لم تخطر هي أكثر بكثير. لم تكن مؤسسة الكنيسة الكلدانية هكذا أبدا ولم يكن الكلدان في وضع مرير مثل الذي هم فيه:

1- هناك كاهنان كانا السبب بوفاة أحد المطارنة الروحانيين.
2- هناك كاهنان لهما كنيسة مستقلة بسبب قصر بصرهما من جهة وفقر إدارة الطرف الآخر من جهة أخرى. أضيف العدد وصل الى ستة كهنة المعروفة أسمائهم، أما الذين يساندونهم في الخفية فهم أكثر من ذلك بكثير.
3- هناك كاهن سلّمه مطرانه إلى القانون رغم اعترافه عنده وبذلك خان المطران سرّ الاعتراف. خيانة سر الاعتراف في مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية جرم كبير، ولم يحرك أي مسؤول ساكنا.
4- هناك كاهن تحوّل إلى الكنيسة الإنجيلية بسبب تعنّت القيادة الكنسية الكلدانية الكاثوليكية. ليس وحده هناك أخرون، أيضا حيث التحقوا بكنائس أخرى.
5- هناك كاهن آخر غدى مبشراً بعد سنة سبتية فرضتها عليه القيادة الكنسية لسبب أو آخر.
6- هناك كاهن ثانٍ منح لنفسه أو أيضاً أُجبر على التمتع بسنة سبتية وغادر إلى منطقة سكناه من كندا إلى العراق.
7- هناك كهنة تم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم بعد تدخل الشرطة الفيدرالية الأمريكية.
8- هناك رهبان كلدان جرى إغوائهم من قبل القيادة الكنسية لترك رهبنتهم الهرمزدية الكلدانية.
9- هناك إصرار من قبل القيادة الكنسية على تهميش لا بل هدم أسس الرهبنة الهرمزدية الكلدانية.
10- هناك مئات من الشمامسة الكلدان الذين ضاقوا ضرعا بالقيادة الكنسية وهاجروا، منهم صوب وسائل التواصل الاجتماعي ومنهم صوب كنائس أخرى ومنهم من ترك وصمت.
11- هناك هجرة وبأعداد كبيرة للالتحاق بالكنائس الأخرى، وعلى الخصوص الحرة، لا سيما في العراق وواحد من الأسباب الرئيسية هو تخبط  قيادة المؤسسة الكنسية.
12- هناك خطاب غير مقبول ويخرق الآداب الإنسانية ظهر في السنين العجاف الأخيرة وأقتحم المذبح المقدس في مؤسسة الكنيسة الكلدانية.
13- هناك هدم منهجي ومتعمد للتراث واللغة والطقوس والريازة وكل ما يؤشر الى الهوية والخصوصية.
14- هناك فوضى في كل شيء تقريبا والفوضى عارمة حيث لا توافق وتناسق بين كاهن وأخر وكنيسة وأخرى حتى ضمن نطاق منطقة واحدة في العراق، مثلا ما يجري في الكنيسة الكلدانية في كركوك يختلف تماما عما يجري في الكنيسة الكلدانية في أربيل، وهذا ينطبق على الشتات حيث تقريبا يعمل كل على ليلاه.
15- وهناك وهناك وهناك ...

وتسأل ما الغاية من الإعلان، المبكر جدا، حول الاستقالة؟ هناك غايات شخصية كثيرة وستميط الأيام اللثام عنها.

والراعي لا يكترث لأنه يعرف أن الرعية لا تبالي مهما كان حتى وإن تم حرق حوذرتهم المقدسة في ساحة الكنيسة، وهذا ما فعله دون أن يرف له جفن واليوم الحريق يلتهم ما تبقى.

وتبقى، كما تفضلت، النقاط هذه والتي في تعقيبك الذي انقله هنا كما هو صائبة وصحيحة طالما ليس هناك دليل او حجة او برهان يثبت نفيها او عكسها.

تحياتي




سلام المحبة
رغم أن قرار تنحّي غبطة البطريرك الكاردينال لويس ساكو الكلّي الطوبى هو قرار شخصي, إلا أن الإعلان عنه عبر وسائل الإعلام سابق لأوانه. كان من الأفضل التكتّم عن نيته لحين إنعقاد السينودس وعندها يُنفّذ ما يرغب به. هنالك العديد من المشاريع تظلّ حبيسةً بجعبة صاحبها بعد الإعلان عنها. سيشهد توقيت تنفيذ القرار فيما إذا كان الإعلان مجرد مشاعر عاطفية ظرفية أم قناعة ذاتية لها ما يبررها.
ألسؤال المشروع: ما هي الغاية من الإعلان؟ وهل ما صرّح به غبطته حصل عفوياً؟ هنالك عدة إحتمالات أتحفظ على درجها ومناقشتها. لكن ما أتمكن من قوله بثقة بأن غبطته قد أبدى امتعاضه من الكلدان في أكثر من مناسبة, وإحدى شواهدها هي إجابة غبطته على مداخلتي على مقاله في موقع البطريركية. لقد عبّر عن ما أردده "لا تعوّل كثيراً على الكلدان, حيث سيخذلونك من أول فرصة", ولكن بإسلوبه الخاص: ألكلدان مشتتون, إتكاليون, ومدمنون على الإنتقاد وليس النقد البناء..ليكن الله في عونهم. وقوله في ردٍ على مداخلتي على مقال آخر له: علّم أصحابك على التواضع والإعتذار والكف عن الإدمان على الإنتقادات الهدامة وغير الصحيحة.
يتبادر السؤال التالي: هل المقصود بالكلدان هم العلمانيون فقط ؟ أم يشمل ذلك الإكليروس؟.
ما هو معروف أن الراعي لا يكترث برأي الرعية عموماً, ولو إكترث السينودس لما أزال كلمة "بابل" من كنية البطريركية. كما أن الإنتقاد الهدام والنقد البناء طال غبطته منذ تسلمه كرسي البطريركية تقريباً ولم يُعر لذلك أيّ اهتمام. فهل من المعقول أن مجرد تجريح هذا وذاك, إن صحّ التعبير, تضطره لإتخاذ مثل هذه الخطوة, وهنالك العديد من المدافعين عن موقفه وشخصه بدون حدود وبالحق وبالباطل؟. قد يكون للعلمانيين تأثيراً على قرار غبطته لكني أشك بأنهم السبب الوحيد للإعلان عن مثل هذا القرار الخطير.
هنالك حقيقة لا تخفى على الكثيرين بأن أغلب رواد الكنيسة لا يهمهم من هو الراعي, ولا تفرق عندهم إن كان س أو ص من الكهان. وتبقى أقلية محدودة جداً من تختلف مواقف البعض عن بعضها الآخر. هنالك "مافيات الكنائس" التي تحرص على تواجدها على الدوام وفي كل الظروف وخلف ستار أيّ كاهن. وهنالك من يخدم بتجرد ويتحمّل محاربة مافيا الكنيسة المتسلطة. وهنالك من يمارس النقد البناء, ويظل نفر ضئيل لا يرضى حتى لو صعد القديس بطرس على المذبح. وهنالك فئات مبعثرة لها نوازعها المختلفة الأهداف والمصالح. كل هذه الأنماط ليست سوى أقلية محدودة أمام الكمّ الهائل من الأغلبية الصامتة التي لا يهمها من يرعى الكنيسة ومن يغادرها.
ممكن الإستنتاج من هذا العرض المقتضب عن الحقيقة التي لا تقبل الشك, ألا وهي عدم الإهتمام والتفاعل بما أعلنه غبطته عن نيته. أي أن الأغلبية لا تكترث سواء غادر غبطته أم ظلّ جالساً على كرسيه. من لا يقبل هذا الرأي عليه إثبات العكس وبالدليل.
أما عن الشق الثاني الذي يخص الإكليروس وتأثير واقعهم على قرار غبطته؟ بصراحة, رغم تحفظي عن كشف المستور, لكن ذلك لا يمنع من تبيان أن كاهنين كانا السبب بوفاة أحد المطارنة الروحانيين, وأن هنالك كاهنان لهما كنيسة مستقلة بسبب قصر بصرهما من جهة وفقر إدارة الطرف الآخر من جهة أخرى, وهنالك كاهن سلّمه مطرانه إلى القانون رغم إعترافه عنده وبذلك خان المطران سرّ الإعتراف,وهنالك كاهن تحوّل إلى الكنيسة الإنجيلية بسبب تعنّت القيادة الكنسية الكلدانية الكاثوليكية, وكاهن آخر غدى مبشراً بعد سنة سبتية فرضتها عليه القيادة الكنسية لسبب أو آخر,  وهنالك كاهن ثانٍ منح لنفسه أو أيضاً أُجبر على التمتع بسنة سبتية وغادر إلى منطقة سكناه من كندا إلى العراق. وهنالك كهنة تم إتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم بعد تدخل الشرطة الفيدرالية الأمريكية. هذا غيض من فيض مما حصل للإكليروس في السنوات الأخيرة في كل من الولايات المتحدة وكندا, والحبل على الجرار.
إذن هل هنالك عوامل إكليروسية دفعت ولا تزال تدفع غبطته للإعلان عن قراره بالتنحي عند بلوغ ال 75 سنة من العمر؟ هذا الإحتمال وارد, و"خبر بفلوس بكرى بلاش" كما يُقال.
واقع الكلدان كنيسة ورعية واقع مؤلم جداً, ولن يتغيرهذا الواقع إلا بمعجزة, ولكن متى؟
ولا بد أن أعيد ما سبق أن كررته: لو اتفق الملاك مع الشيطان لن يتفق مع بعضهم الكلدان, وأضيف: ولا أستثني منهم الكُّهان.
تحياتي
[/size]

141
لماذا لا ينظمون مظاهرة يطالـبـونه فـيها بعـدم تـرك منـصبه

نعم أخ مايكل، هذا الأمر كان في الحقيقة صدمة لي، لأنني توقعت حال نشر ما يبدو أنه تصميم قطعي من البطريرك ساكو أنه سيترك منصبه، أي سيتنحى، سيكون هناك هبّة من الأخوة الذين وقفوا معه وناصروه وأغلب الأحيان بدون إيراد الحجة لتفنيد ما يأتي به معارضوه.

ولهذا تريثت في نشر الخبر ظنا مني أن ستكون هناك هبّة في أقل تقدير جمع تواقيع، ولكن هذا لم يحدث حتى الآن. وإن نظرنا الى تعقيبات الأخوة المؤيدين له لرأينا أنها تنحو منحى الشخصنة والهجوم على ناقل الخبر ولم ألحظ أن هناك مثلا مسحة من الحزن أو الأسى للتصميم الفجائي للبطريرك على مغادرته منصبه.

وأظن أن البطريرك ساكو، وصل الى هذا الاستنتاج ولو متأخرا حيث قال في تعقيبه على رسالة للزميل الأكاديمي صباح قيا: "الكلدان مشتتون، اتكاليون ... ليكن الله في عونهم،" في تناص ربما غير مقصود مع المقولة المأثرة لزميلنا العزيز صباح: "لا تعوّل كثيراً على الكلدان، حيث سيخذلونك من أول فرصة".

وشكرا على مداخلاتك وما أتيت به من أفكار التي تبقى صائبة ما لم يتم دحضها بالحجة والمنطق والدليل.

تحياتي


142
مصداقية البطريرك على المحك فله سوابق مع التصريحات الرنانة التي يطلقها ويتنصل عنها نذكر منها على سبيل المثال اللاءات الثلاثة المشهور ( لا لا لا انا ليبي ) مع الاعلامي المرحوم  ولسن يونان فهو أبدى فيها عدم رغبته بالترشيح للبطريركية لكن عند الفعل طرح نفسه منافسا .. وفي أحد المرات قال انه قدم استقالته للسينودس لكن السينودس رفض ؟
من هذه السوابق لا يمكن الاعتماد كثيرا على تصريحه فربما سيجد مخرجا له كأن يقول الفاتيكان رفض فكرة تقاعدي  او السينودس رفض تقاعدي  ...

 
سيزار هرمز
[/size]


الأخ سيزار ميخا هرمز المحترم

شكرا لما سطرته من تعقيبات. كان لها أثر محسوس  ليس في إغناء الموضوع وحسب، بل في القاء مزيد من الضوء عليه ووضعه ضمن سياقه وضمن مسيرة الإدارة البطريركية الحالية التي يرأسها البطريرك ساكو.

لا أظن أن مصداقية البطريرك ساكو على المحك. المسيرة تظهر بالدليل القاطع انه لم تعد هناك مصداقية، وقرأتك صحيحة أن إقحام تصميمه الذي يبدو قاطعا على الاستقالة في المقابلة له غايات شخصية بحته كالتي ذكرتها.

إن أراد امرىء او مسؤول الاستقالة، يستقيل فيريح ويستريح، ولكنه بث أمر الاستقالة التي يقول إنها قطعية (أي لا رجعة عنها) ولكنها في نفس الوقت مشروطة، لأن من تجربتي أعرف أن البطريرك ساكو لن يغادر منصبه إلا مرغما.

وهذا مثال على عدم المصداقية حيث يربط البطريرك استقالته بالسن القانوني، أي حوالي سنة من الآن، رغم إنه يدرك والكل تدرك أنه كبطريرك ليس مشمولا بالسن القانوني.


ومن ثم بيان وتوضيح إعلام البطريركية يربط الاستقالة بموافقة البابا.

إثارة مسألة الاستقالة بهذا الشكل له غايات لا يعلمها إلا الله، ولكن هناك نتيجة باهرة عكست التطلعات من إثارة هذا الموضوع الحساس وبهذا الشكل ومن خلال وسيلة إعلامية مسيحية شهيرة وهي أن غالبية الكلدان لا تكترث لا بل تنتظر بفارغ الصبر مغادرته لمنصبه عاجلا وليس آجلا.

وفي أدناه كتابة صوتية لما قاله البطريرك ساكو حول استقالته لقناة نورسات، حيث تفاجأ المحاور الذي أراد أن يختم المقابلة بعد أن أثنى عليه وشكره، لدعم قرأتك للموضوع:

البطريرك ساكو: شكرا  كثير، بس أنا ما بقالي كثير. أنا أصل السن القانوني، أنا أترك، أبد  أبد.
االبطريرك ساكو: 75 سنة. أبد، أترك، مصر أنا أترك.
البطريرك ساكو مقاطعا: خل يجي واحد شاب. هاي ما هي وراثيةـ، أو شنو يعني إلا فرد يوم أطلع ليش ما أطلع بعز وكرامة وبعدين أبقى كبير ويصير تنازل عكسي.

وسأقوم بإيراد الحوار كاملا مع شرح للغة الجسد المرافقة له لأن فيها دلالات كثيرة. وحول  المقابلة أقول إنها تفتقر الى أبسط مقومات المقابلة الإعلامية الرصينة، حيث أن المحاور لا يمل من كيل المديح للبطريرك والبطريرك يكيل المديح لنفسه

تحياتي


143

الأخ سامي ديشو المحترم

الكذب هو عدم قول الصدق أو قول شيء يخالف الواقع، وأوضح مثال تقويل شخص ما لم يقوله. ومعادلة الكذب (والكذب جزء من الغش والخداع) واضحة وضوح الشمس رغم أنك تحاول اخفائها بالغربال:

1_الإعلام البطريركي قال إن البطريرك ساكو قال في المقابلة مع قناة نورسات إنه سيقدم استقالته الى قداسة البابا فرنسيس.
2_البطريرك ساكو لم يقل ذلك في المقابلة أبدا ولم يعرج على ذكر قداسة البابا فرنسيس عندما أقحم أمر تنحيته القطعي من منصبه حال بلوغه الخامسة والسبعين.
3_اإذا، لإعلام البطريركي قوّل البطريرك ساكو ما لم يقله، أي قال شيء مخالف لما قاله البطريرك ساكو
4_ وعليه، الإعلام البطريركي يكذب.


أكرر مرة أخرى أنكم بخطابكم وما على شاكلته ساهمتم في هدم المؤسسة البطريركية الحالية والسبب لأن المؤسسة البطريركية صدقتكم وباركت لكم كتاباتكم وسارت على هداكم ونشرت لكم على موقعها وأهملت النقد لا بل نبذت وذمت وشتمت أصحابه وكانت النتيجة انتكاسة كبيرة حيث كما قلت الهرم البطريركي يحتضر ويحترق وأغلب الكلدان متفرجون لا بل فرحون وسعداء.

تصورت – وكم كنت مخطئا – أنه ربما يهب من يقول إنه يحبه ويناصره ويغدق عليه المديح ويسطر له التعاليق والمقالات من سلك الكهنوت او الكلدان بصورة عامة للقيام بما يشبه مظاهرة او انتفاضة او الشروع بحملة تواقيع لإقناعه بعدم ترك منصبه. ولكن حتى الآن السائد هو السكوت، والسكوت علامة الرضا، وأظن أن غالبية الكدان في أحر من جمر للحظة التي يتنحى فيها البطريرك ساكو.

تحياتي


144
اخي العزيز سامي
 هذا اقتباس من ردك الاخير:"وعندما يحن الأوان أي بلوغك السن القانوني، فستقوم حتماً بتقديم الطلب الى الشخص المعني في دائرة عملك. أليس كذلك؟ في هذه الحالة، هل أنت خدعت محاورك، لانك لم تقل له بانك ستقدم طلب الاستقالة الى المسؤول المعني أثناء المقابلة؟ بالطبع الجواب هو كلا. هذا ما أتى في الأعلام البطريركي، لان الاستقالة لا تأتي أوتوماتيكيا، بل بتقديم الطلب الى الشخص المسؤول، وهنا طلب استقالة البطريرك يقدّم الى قداسة البابا."

يؤسفني القول إن حضرتك قمت بتحوير اي تزوير كلامي من خلال تقويلي ما لم اقله.

يا اخي اقرأ بتمعن، فإن تعقيبي يخص الفقرة التي فيها يقول اعلام البطريركية الكلدانية إن البطريرك ساكو ذكر في المقابلة مع قناة نورسات إنه سيقدم استقالته الى قداسة البابا فرنسيس.

البطريرك ساكو لم يقل ذلك في المقابلة، اي ان الإعلام البطريركي يكذب بتقويل البطريرك ساكو ما لم يقله.

وانا انقر في اذنك وانا اخوك الصغير ومنك نتعلم انك بهكذا خطاب وما على شاكلته اوقعتم البطريرك في حفرة ولم تقفوا عند هذا الحد بل استمريتم في الحفر كي يزداد عمقها ويصبح الخروج منها مستحيلا.

وهذا ما حدث حيث نفض الكل تقريبا يديه وتركوا البطريرك في العراء واولهم انتم وها هو يستنجد بروما ولكن لا اظن سيكون هناك من مستجيب.

تحياتي

145
كيف صارت عدم المصداقية سمة وميزة لا تفارق إعلام البطريركية الكلدانية؟

نشر إعلام البطريركية الكلدانية (ولا نعلم من يمثل هذا الإعلام وإن كان هناك لجنة او شيئ ما) توضيحا حول لقاء البطريرك ساكو مع قناة نورسات الذي هو موضوع المقال هذا.

وجاء في التوضيح (رابط في أدناه) أن البطريرك ساكو أشار في اللقاء "الى أنه سوف يقدم استقالته الى قداسة البابا عند بلوغه السن القانونية 75."

هذا لم يرد في اللقاء ولم يكن هناك أية إشارة الى "قداسة البابا فرنسيس"  عندما أقحم البطريرك ساكو موضوع الاستقالة بغتة وخارج سياق اللقاء. كان هناك تأكيد قطعي على لسان البطريرك ساكو أنه سيغارد منصبه ولا تراجع في قراره ابدا عند بلوغة 75 من السنين وأن أمر التنحي مفروغ منه.

فقط أسأل لماذا هذا التعمد في تبني سياسة الغش والخداع التي ترقى الى الكذب؟ وهذه ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة.

من وراء هذا الغش والخداع؟ ومن هو صاحب القناع الذي يكتب تحت مسمى "إعلام البطريركية" والى متى يتلاعب هذا الإعلام بمصائر مؤسسة الكنيسة الكلدانية وإكليروسها وأتباعها ويضحك على الذقون؟

أمل ان استقالة البطريرك ساكو التي يبدو ان الكلدان ينتظرونها بفارغ الصبر ستضع نهاية لهكذا ممارسات.


https://mangish.net/%d8%aa%d9%88%d8%b6%d9%8a%d8%ad-%d8%b9%d9%86-%d8%ad%d8%af%d9%8a%d8%ab-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%b3%d8%a7%d9%83%d9%88-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%82/



146
و هل هناك حسب علمك في مطارنة الكلدان من سيعمل على محو التعريب؟
و هل في الكلدان القوميون الجدد و  معظم كهنة الكنيسة الكلدانية  من مهتم باللغة الام؟
و هل البطريرك الجديد سيكون افضل من ناحية عدم التعريب  ؟ معظمهم يحب العربية و التعريب اكثر من  لغتهم الام؟

الأخ ماجد هوزايا

أوقفني تعقيبك كثيرا لأنه في الصميم. ما تقوله بصورة عامة صحيح. وفي الحقيقة ليس هناك في الدنيا أمة تدعي الهوية والقومية والناشطون فيها للغتهم وتراثهم وفنونهم وشعرهم كارهون ويفضلون لغة وفنونا وشعرا وآدابا أجنبية دخيلة.
 
"إن  الذي لا يؤتمن على لغة شعبه وتراث شعبه، وفنون شعبه، وآداب شعبه، وطقوس شعبه، لا يجوز ابدا ائتمانه على أي شيء اخر."

وأضيف :" قومية بدون تراث مميز وبدون لغة مميزة وبدون فنون مميزة وبدون آداب مميزة وطقوس مميزة لن تسمى قومية، بل هي ضحك على الذقون.
فعن أي قومية او هوية او مؤسسة كنسية مميزة ذات خصوصية يتحدثون؟
 
وأحسب أحيانا أنني أصارع طواحين الهواء مثل دون كيشوت.
 
ولكن هناك حس لدى بعض الأخوة الكلدان بدأ في الصعود، وأظن أن لكتاباتي ونشطاتي تأثير في ذلك، بدأ بعض الكلدان  يتحدثون عن الثوابت وفي مقدمتها اللغة والآداب والفنون والطقوس. ولا أخفيك سرا بينهم مطارنة وقسس وجمهور من المثقفين. هذا ما يحفزني على الاستمرا وإلا لغادرت الساحة مهزوما.
 
تحياتي

147
الأخ سامي ديشو المحترم

تكتب: "لا أرى أي مشكلة ان يطرح قداسة البطريرك في الاعلام رغبته في تقديم الاستقالة"

إذا لماذ ترى مشكلة في أسقف كلداني يعبر عن رأيه في الإعلام، ولماذا ترى مشلكة في علماني ينقل تصريح غير مدروس وفجائي للبطريك ساكو في الإعلام.

أخي العزيز، أرجو أن تعذرني،  موقفك غير صحيح من وجهة نظري، لأن يمكن القول: "لا أرى مشكلة في استخدام قداسة البطريرك عبارات نابية غير حميدة  من على المذبح وهو يؤدي الذبيحة الإلهية". الحياة قياس.

وأظن انكم بمواقف كهذه أسأتم الى البطريرك ساكو تظنون تدافعون عنه إلا أنكم أوقعتموه في الوضع المؤسف الذي هو فيه حاليا.

والله نحن الذين ننتقده نحبه أكثر منكم بكثير لأن لو تعامل بجدية مع نقدنا لما وصلنا الى الوضع المأساوي الذي نحن فيه حيث الهرم الكنسي يحترق ويحتضر الأن وأصبحنا أضحكوة أمام العالم.

تحياتي


148
أخي العزيز زيد

الكل إخوتي وأنت منهم، ولكن الكراهية والحقد اللذين في داخلك، يا "هرقل الشتائم"، مع الاعتذار للدكتور صباح قيا، تصيبانك بالهولوسات وتنتابك بسبب ذلك كوابيس مزعجة أثناء النوم، ومع الاعتذار للدكتور صباح قيا للاتكاء على رأيه فيك، فإن هذا يعكس مركّب النقص الذي يعشعش في داخلك لعدم تمكنك من تحقيق أيّة كنية تتشرق بها أو تُشرّفك غير كونك "هرقل الشتائم."

لذا يا أخي العزيز، الف مرة


عمة زيد ..
[/size]

وألف الف مرة أخرى "عمة زيد" لأن بسببك وأمثالك صارت المقولة المأثر للزميل الدكتور صباح قيا واقعا وهي "لا تعول على الكلدان كثيرا لأنهم سيخذلونك لأول وهلة." وأنظر كيف خذلتم البطريرك بعد ان نفض الكل تقريبا يديده عنه وتركوه في العراء، وأخذ يستجدي الفاتيكان.

ألم تفعل ذلك مع رجل دين كلداني أخر وأقسمت أمامه بالصليب والإنجيل على البقاء وفيا وانقلبت عليه، رغم أن لا تقسم باسم الله بالباطل" واحد من وصايا الرب العشرة. هل تريدني أن أنشر صورتك وأنت تؤدي القسم واليمين على الإنجيل والصليب أمامه للبقاء وفيا وعدم الخيانة، وعندما سنحت الفرصة وجهت سهامك من الظهر؟

ولهذا غسل حتى البطريك ساكو يديه منك ومن أمثالك في رده على الدكتور صباح قيا حيث قال إنه ليس متفائلا بالكلدان لأن "الكلدان مشتتون، اتكاليون ... ليكن الله في عونهم".

أي والله ليكن الله في عون الكلدان من أمثال "هرقل الشتائم" وكم كان الدكتور صباح قيا محقا في تسميته هذه لك لأن في تعقيبك الأخير تعترف بانك تلجأ الى البذأت والشتم وبالنسبة لك هي بمثابة الصلاة وفي نفس الوقت تدعي التدين والقرب من الكنيسة؟ أي كنيسة تعلم الناس الشتائم؟ ولكن إن كانت الشتائم تجري من على المذبح وضمن الذبيحة الإلهية في مؤسسة الكنيسة الكلدانية في سنيها العجاف الأخيرة فلا عتب.

ونعم ألف مرة "عمة زيد" وهذا قولك، لأن الهرم الكنسي يحترق وبدلا من عمل شيء ما مثل جمع تواقيع دعم ومساندة، أنت مهووس ومجبول بكراهية ليون برخو، ومع الاعتذار مرة أخرى للدكتور قيا لكثرة الاقتباس منه.

مع محبتي وتحياتي أخي العزيز زيد


149

أخي زيد ميشو وكأنك ما غزيت لأنك عدت الى الشتائم بعد كل الذي صار والشتائم سلاح المفلسين:

ودعني أخي الكريم أذكرك بعبارة أنت قلتها بنفسك، أي أنقلها وباعتذار شديد، وكما يقال فإن ناقل الكفر ليس بكافر:



عمة زيد ..
[/size]
[/size][/color]

بالمناسبة هذا قولك في وصف نفسك وليس قولي لأن يبدو ان الشتائم تعمي صاحبها لأنها ترتد عليه وبالا.

تحياتي

150

البطريرك ساكو يهاجم منتقديه ويقول إن مثلهم "مثل الفريسيين لا يخافون الله ولا يستحون من البشر"

مرة أخرى يستغل البطريرك ساكو المذبح وهو يؤدي الذبيحة الإلهية مهاجما منتقديه واصفا إياهم بالفريسيين الذين "لا يخافون الله ولا يستحون من البشر."

الانتقاء من الإنجيل والنص المقدس لأغراض شخصية ونفعية ومصلحية لإسقاط الأخر أسهل ما يكون. لأن النص ذاته قد ينعكس على صاحبه، او لا بد من وجود نص أخر مشابه له ينطبق عليه. من هنا خطورة استغلال النصوص التي يراها أصحابها مقدسة ومدها ومطها كي توائم ما نحن عليه للدفاع عن أنفسنا.

غبطة البطريرك، وأنا أمل لكم تقاعدا مريحا وأتمنى أن يكون في صومعة في دير الرهبنة الهرمزدية الكلدانية، عسى ان تكفر عن بعض من الإساءة والهدم الذي قمتم به لهذا الصرح الكلداني في سني عهدكم العجاف، وهناك تكفوا عن مدّ ومطّ النص المقدس ومن على المذبح المقدس لمهاجمة الأخرين.

وأذكر إن ما تقومون به من تأوين، ما هو إلا تشويه وتزوير وتغريب وتعريب لللغة والتراث والطقس الكلداني ولن يجرأ على القيام به حتى الأعداء.

واعطيكم أمثلة حية على ما تقومون به، حيث ترون ان التراث واللغة والطقوس "جوفاء" وهي لعصر غير عصرنا ولا تتماشى مع ما نحن عليه، ولكن ما تقدمونه ليس إلا تزويرا وتهميشا وتعريبا لا يجوز لأي كلداني صاحب غيرة على كلدانيته وشعبه وكنيسته السكوت عنه ابدا.

أعطيكم مثال، بأي حق تهاجمون ميامير الباعوثة وتدعون الى تأوينها وهذا ما قمتم به، بعد اتهامكم الباطل والشنيع لمار أفرام على أنه يجعل من المرأة مركز الشهوة؟

وبأي حق تزورون وتعربون نصوص الكشكول والحوذرا وثم تضعون اسمكم عليها، أليس هذا تزويرا؟

وإن لم يكن لدينا معرفة بعلم اللغة وكيف تلعب المفردات دورها فيها، علينا ان نكف عن التأوين.

مثلا تقول إن مفردة ܡܲܠܟܹ̈ܐ (الملوك) التي ترد في نصوصنا الكلدانية مرارا ضمن أشعار من أبدع ما يكون وتقوم بتأوينها لأن اليوم ليس لدينا فقط ملوك بل رؤساء وزراء ورؤساء جمهوريات وغيرهم.

أليس هذا موقف لا ينم عن أي قدر من المعرفة باللغة وكيف تعمل؟ أليس هذا استخفاف بعقول الناس ومحاولة للغش والخداع والكذب على الذقون؟

غبطة البطريك، مفردة ܡܲܠܟܹ̈ܐ هذا اسم جنس يدل على الماهية وكل ما من جنسه وما يرافقه، أي أنها بصيغتها تعني الرؤساء العلمانيين بشتى أصنافهم.

وهكذا مفردة ܟܵܗܢܵܐ (الكاهن او الكهنة) بصيغة المفرد او الجمع فإنها تشير باللغة الى الماهية وكل من جنسه وما يرافقه إن كان قسا، او خوريا او أسقفا او بطريركا او مطرابوليطا او بابا ...

وأعطيك مثال أخر. خذ مفردة ܫܒܲܥ أو ܫܒܲܥ ܫܲܒܼܥܝܼܢ او ܫܒܲܥܡܵܐܐ (سبعة، سبعة وسبعون وسبعمائة) هذه تؤنها وتستهزئ بها – عندما أقول تؤنها بمعنى تشوه وتزور وتعرب النص الذي تأتي فيه، بينما مار أفرام يستخدمها لتناصها مع المسرة والبشارة حيث ترد سبعة وسبعة وسبعين وسبعمائة للدالة البلاغية وفي الغالب على الكثرة في الإنجيل والكتاب المقدس، وهذا متوافر في عمق التراث البابلي.

هذا غيض من فيض لما تقوم به من تأوين أي هدم وتدمير للغة والتراث والطقوس والفنون الكلدانية، وكانت النتيجة نصوصا ركيكة مزورة سمجة – لأن لا يحق التلاعب والاستخفاف بالتراث لأنه الذاكرة والمخيال الجمعي الذي يشكل هوية وخصوصية الكلدان ومؤسستهم الكنسية.

ومن ثم تتهمنا أننا فريسيون لا نخاف الله ولا نستحي من البشر، ومن على المذبح وانت تؤدي الذبيحة الإلهية.

وتقول  "نسال الله ان ينير  قلوبهم وضمائرهم"

ونحن بدورنا ومع الاعتذار نسال الله ان ينور قلوبكم وضمائركم وترفعوا يدكم الثقيلة التي تعبث باللغة والتراث والطقوس وهي لا تدري لماذا يستخدم الملافنة الكلدان مفردات مثل ܡܲܠܟܹ̈ܐ و ܟܵܗܢܵܐ و ܫܒܲܥ أو ܫܒܲܥ ܫܲܒܼܥܝܼܢ او ܫܒܲܥܡܵܐܐ.

كل التبريرات والأعذار التي تقدمونها لتشويه وتزوير وتغريب وتعريب اللغة والتراث والفنون والطقوس الكلدانية غير منطقية ولا تنم إلا عن كره داخلي لها ولممارسيها. نعم، قد نحتاج الى تحديث الطقوس والتراث والآداب ولكن إنطلاقا من الجوهر والصلب الذي أتت فيه وبلغتها بعد مرورها على لجنة من المختصين الأكفاء.

أمل أن تكف غبطة البطريرك وأنت في أشهرك الأخيرة كما تقول – والعلم عند الله – عن استخدام المذبح المقدس والذبيحة الإلهية لمهاجمة الأخرين. هل يفعل البابا فرنسيس هذا؟ أليس هو قدوتك؟ وأمل ان تكون هناك في الأشهر الأخيرة هذه  إعادة نظر ومراجعة للنفس.

https://saint-adday.com/?p=49911

151

القراء الكرام والأخوة المعقبون المحترمون

أمل البقاء ضمن مسار وسياق الموضوع لأن هذا دليل نقاش حضاري. ودعنا نناقش الحدث المهم هذا، الذي ومع الأسف الشديد كان عشوائيا، غير مخطط له، ولا يجوز أن يصدر بهذا الشكل وبهذا اللغة وفي وسيلة إعلامية وتفاجأ الجميع ومنهم المحاور الذي ادار اللقاء.

الخروج عن مسار الموضوع وشخصنته والهجوم على الكاتب واستخدام عبارات مشينة ونابية ترقى الى الشتائم واللجوء الى الإنشاء علامة عدم تملك الحجة والمنطق في الحوار ودليل فشل. شخصيا، هكذا تعقيبات ومواقف لا تحرك شعرة من رأسي لا بل هي إشارة الى صواب موقفي وحجتي.

وترد أحيانا أمور تعكس النص الذي كتبته وتحور في معناه، وهذا غير جائز وغير مقبول، مثل القول إن البطريرك كان قد أعلن سابقا عن أنه سيستقيل. شخصيا لم أقرأ أو أسمع قرارا قطعيا من البطريرك أنه سيتنحى بهذا القطعية المطلقة مع "ثلاث لاءات" وثلاث" أبدا" والتأكيد على كلمة "أترك."

ومن ثم أنا لم أطلب العودة الى نهاية عهد المرحوم البطريرك دلي. أنا قلت رفع التجاوز والتزوير والتشويه والتغريب والتعريب الذي أقحمه البطريرك ساكو عنوة ضمن سياسة منهجية لتدمير اللغة والتراث والطقس الكلداني والعودة في شأن اللغة والطقس والتراث الى سابق عهده، أي كما كان في عهد البطريرك دلي.

وإن كان البطريرك دلي ترك الخزينة خاوية (وهذا ليست مثبت بل كان هجوما غير موثق ومبرر من البطريرك ساكو على سلفه)، فإن خزينة البطريرك ساكو "صفر" لأن ليس فيها شفافية بحجم خردلة. تسلم عشرات الملايين من الدولارات فقط في عام 2014 وهذا بشهادته نقلا عنه وربما كانت كافية لبناء مدن؟ أين صارت وكيف أنفقت؟ هذا لا يعلمه إلا الله. هذه هي خزينة "كل من إيدو إلو" أي الخزينة الخاوية.  لن أشير الى الإكراميات والعطايا هنا وهناك وهي أحيانا بمئات الالاف من الدولارات. هل هناك جرد وحساب؟ سيترك البطريرك ساكو ليس خزينة خاوية، بل خزينة مليئة بالقيل والقال وصل صداها الى الإعلام الوطني في العراق.

وسأنقل لكم النص الصوتي المكتوب transcription للمقابلة التي ومع الأسف تظهر عشوائية وتلقائية وعدم مسؤولية وعدم اكتراث للمنصب.

تحياتي


152

الأخ كوركيس أوراها منصور المحترم

هذه بعض التعابير التي تراها جميلة او ربما أنك حققت فتحا فيها وأفحمتني: "الإنسان الحاقد ... هذا الكاتب وشلته ... لا ينطقها العاهر ... حيث سبق لكاتبهم الألمعي ليون برخو قد زار إمارة الشر هذه لأسباب لا يعرفها غير الذين ينفذون أجندة الإسلام السياسي ... قوانته المشروخة ... بأن برخو موجه لتدمير كنيستنا الكلدانية ومعها الفاتيكان .... ونظريات ويكتبها باللغة الانكليزية وجميعها مضللة وهي للتشويش والضحك على ذقون القراء"

أخي الكريم ناقش الحدث وليس المتحدث. كنت محتاجا الى انشراح الصدر والابتسامة العريضة، وما كتبتبه من تعليق فيه شتائم بحقي ولكنها تفرحني وتزيدني سعادة ...

ألم اقل إنكم تسيئون الى البطريرك وأقعتموه في حفرة لن يستطيع الخروج منها، وحتى وهو في وضعه المحزن هذا والميئوس منه حيث نفض الكل يده عنه وتركوه على ما يبدو وحيدا لم تدافعوا عنه وتركتموه أنتم أيضا في العراء، وبدلا من أن تكتب كلمة لمناصرته او ترسل له برقية قمت بشتم ليون برخو.

أخي أكتب جملة مفيدة كي نتحاور. أي واحد في استطاعته أن يشتم ...

ومرحبا بك وبشتائمك وأنا بإنتظار المزيد وسأقرأ لك تعقيبات أخرى كثيرة مليئة بالشتائم بعون الله وابتسم أكثر وأكثر.

تحياتي

153
في ظني البطريرك ساكو في حاجة الى قرار شجاع أخر –  وهذا ما ينتظره الكثير من الكلدان

الإعلام الغربي ومعه الإعلام العربي منشغل بالزيارة التاريخية التي يدشنها البابا فرنسيس الى كندا.

لماذا التاريخية؟ لأن، حسب ما وصفتها قناة نورسات التي أجرت اللقاء مع البطريرك ساكو، إنها "زيارة التوبة" التي فيها سيطلب الصفح والمغفرة، أي أنها حسب وصف المصادر الكنيسة ذاتها إنها "رحلة التكفير عن الذنب" لما اقترفته البعثات التبشيرية الفاتيكانية من جرائم مروعة لا توصف وهي وصمة في الجبين لن تمحو ابدا بسبب تعاملهم غير الإنساني مع عشرات وعشرات الالاف من الأطفال من السكان الأصليين، وهذه الجرائم المروعة استمرت حتى العصر الحديث.

لن أدخل في تفاصيل هذا الزيارة الرائعة التي تأتي من البابا فرنسيس الذي صار بحق بوصلة الأخلاق الإنسانية الرفيعة والسامية – وزيارته وتوبته وطلبه الغفران – تقع في ذات السياق.

بيد أنني أطلب من البطريرك ساكو أن يزيد من شجاعته ويستكملها ويستجمعها في رحلة للتوبة والتكفير عن الذنب وطلب الصفح من عشرات الكهنة الكلدان المساكين الذين ظلمهم في سنيه العجاف، ومن الرهبنة الكلدانية التي دمر أسسها، ومن جمهرة الشمامسة الكلدان الذين لم يترك فرصة إلا وأهانهم وأستهزأ بهم، ومن الكثير من الناس الذين أساء إليهم بكلمات نابية هو يؤدي الذبيحة الإلهية وغيرها كثير.

والشجاعة تستدعي ممارسة أخلاق وأعمال البابا فرنسيس الذي هو للكاثوليك بمثابة المسيح على الأرض، من هذا المنطلق ادعوه الى  استجماع شجاعته وطلب الصفح والغفران من الكلدان المحبين لطقسهم ولغتهم وفنونهم  وآدبهم وريازتهم لما ألحقه من تدمير وتزوير وتشويه وتغريب بالثقافة والتراث، ويزيل كل هذا التشويه والتعريب والتزوير قبل عزله لنفسه في القريب العاجل.

عندها سيتنحى حقا بكرامة كما يقول، وعداها تكون الشجاعة ناقصة.


154
قرار البطريرك ساكو بالتنحي قرار شجاع رغم أنه متأخر؛ القرار يثير جملة أسئلة وشجون ويترك وراءه تركة ثقيلة ومؤسسة كنسية جريحة متشظيه


في أخر لقاء للبطريرك ساكو جرى في السادس من تموز من هذا العام (2022) على قناة نورسات، ودون سابق إنذار (أي بغتة)، صرح بما لا يقبل الشك واللبس أنه سيتنحى عن منصبه وأن قراره هذا لا رجعة فيه "أبدا، أبدا ... ابدا، أترك، مصر أنا."

في الوقت الذي اشد علي يديه وأبارك له القرار الشجاع هذا ومن على منصة تلفزيونية مسيحية شهيرة، في ذات الوقت أقول إن القرار جاء متأخرا كثيرا.

وحسب رأي الشخصي، كان على البطريرك مغادرة منصبه من اليوم الذي صرح فيه ان اللغة والتراث الطقوس والفنون الكلدانية  ماتت وأصبحت "جوفاء" وأنها بمجملها لا تتماش مع العصر ويجب استبدالها أي تأوينها (تعريبها).

https://www.facebook.com/Noursat.JO/videos/422705399738022/?extid=CL-UNK-UNK-UNK-IOS_GK0T-GK1C-GK2C&ref=sharing

https://fb.watch/erJ80RY4sY/?fs=e&s=clJö

ملاحظة: التصريح في نهاية المقابلة في الدقيقة   1:00:33 وأتي التصريح دون سابق إنذار، أي أنه لم يكن ردا على سؤال في هذا الخصوص، بل أقحمه البطريرك في نهاية المقابلة.


مع ذلك، أرى ومن وجهة نظر شخصية أن القرار صائب، رغم ان مواقع التواصل الاجتماعي ومنتديات كلدانية عديدة كانت سابقا قد أشارت الى نيته بمغادرة منصبه، ولكن لم يتم التأكيد على ذلك بهذا الشكل القطعي مثل ما ورد على لسانه في المقابلة مع قناة نورسات ضمن برنامج "عين على الشرق" الذي أداره القس نبيل حداد.

 ولا يخفى أن هناك معارضة شديدة في صفوف الكلدان للنهج الذي اتخذه البطريرك ساكو لا سيما هجومه المستمر على التراث واللغة والطقوس والفنون الكلدانية، ومن ثم تدشينه لحملة تعريب وتشويه وتهميش وتزوير وتغريب (وهذا كله مثبت) للتراث والميراث والآداب والفنون الكلدانية.

وفي رسالة الى الأساقفة الكلدان في عام 2018 كنت قد رجوتهم فيها أن يجلسوه جابنا أو أضعف الإيمان أن يشكلوا لجان أسقفية لإدارة البطريركية وعلى الخصوص في الشؤون اللغة والطقس والتراث والفنون الكلدانية وكذلك شؤون الإعلام:

https://ankawa.com/forum/index.php/topic,874065.msg7577389.html#msg7577389

لا نعرف الكثير عن حيثيات وخلفيات هذا القرار وما بعده وما وراءه، بيد أن "وعد الحر دين" وها هو البطريرك وعد بما لا يقبل خردلة شك أنه مغادر منصبه عما قريب.

في المقابلة يقول إنه سيتنحى عندما يبلغ السن القانوني؛ رغم أن سن التقاعد القانوني للأساقفة في مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية هو 75 سنة، إلا أنه لا يشمل رؤساء الكنائس منهم بابا الفاتيكان وبطاركة الكنائس المشرقية من الكاثوليك.

ما الدافع وما السبب أن يصل الأمر بالبطريرك ساكو الى القول الفصل وفي وسيلة إعلامية مسيحية شهيرة أنه سيتنحى حال بلوغه الخامسة والسبعين (أي أقل من سنة من الآن) لست أدري ولن أدخل في باب التخمين.

وكنت على علم بهذا القرار الفصل للبطريرك ساكو حال نشره في نورسات، إلا أنني تريثت النشر، حيث تصورت – وكم كنت مخطئا – أنه ربما يهب من يقول إنه يحبه ويناصره من سلك الكهنوت او الكلدان بصورة عامة للقيام بما يشبه مظاهرة او انتفاضة لإقناعه بعدم ترك منصبه.

وكان البطريرك حاذقا في تصريحه الذي في ظني ربما أراد منه أن يكون ما يشبه جس نبض للشارع الكلداني، ولكن الشارع الكلداني لم يكترث، ولم أقرأ - حتى كتابة هذا المقال - سطرا واحدا او كلمة واحدة ترجوه الرجوع عن قراره.

مؤسسة الكنيسة الكلدانية تمر في فوضى عارمة. شهدنا في السنين العجاف الأخيرة ما يوقف شعر الرأس من القضايا والمشاكل والمحاكم ونشر الغسيل، والأنكى شهدنا هدما منهجيا متعمدا للطقس واللغة والتراث الفنون الكلدانية التي تعد عماد الهوية والخصوصية.

وغابت الشفافية، او بالأحرى لم تكن هناك أي بصمة للشفافية وعلى الخصوص في الأمور المالية، ما أثار الكثير من العتاب والشكوك ووصل الأمر الى اتهامات على نطاق واسع كانت وسائل والقنوات الإخبارية والإعلامية العراقية مسرحا لها.

لن أستبق الأمور وأكتفي بهذا القدر وأترك ما يدور في خلدي ربما للتعقيبات في القادم من الأيام، إلا أنني أتطلع الى إدارة بطريركية جديدة تأخذ مهمة الخصوصية والهوية الكلدانية المتمثلة بلغة الكنيسة الكلدانية والكلدان بصورة عامة مع التراث والفنون والطقوس والميراث الكلداني نبراسا وتزيح كاهل وثقل السنين العجاف منذ عام 2013.

وأول قرارات للإدارة الجديدة – هذه رغبة شخصية – أمل أن يكون إلغاء ما أتانا من الدخيل والركيك والرتيب والسمج من النصوص والتشويهات التي حدثت للغتنا وطقسنا وتراثنا وأن نعيد الأمور الى ما كانت عليه في نهاية ادارة المرحوم البطريرك عمانوئيل دلي ومن هناك ننطلق ونطلق حملة نهضة وحداثة تكون فيها لغتنا وطقسنا وتراثنا وفنونا الكلدانية هي الأساس وعليها نبني.


155

الزميل الأكاديمي الدكتور صباح قيا المحترم

تحية طيبة

في الحقيقة تأثرت كثيرا بردك المرقم 1791. وأنا معك أن الشتائم والبذاءات من أي أتت تجرح وتؤلم على الخصوص في مجتمع ضيق وصغير مثل مجتمعنا.

ولكن ليعلم كل من يشتم ويستخدم البذاءات أي كان، أنه يسيء الى نفسه أولا وأخرا، وان الشتائم والبذاءات سلاح المفلسين فكريا والفارغين إنسانيا.

وما أتى في ردك المنوه عنه في أعلاه يتطابق كثيرا مع النظريات والفلسفات التي تفسر لنا خطاب الشتيمة، invective discourse وهو فرع من فروع علوم اللغة والخطاب ندرّسه ومن خلاله نحلل شخصية وفكر الذي يلجأ الى لغة غايتها شتم الأخر واستخدام البذاءات في حقه على أي مستوى.

شخصيا، لا أكترث ابدا للشتيمة والإساءة، لأنها حقا تجعلني ابتسم وأضحك، وأفرح وأنشرح، لأن الشتّام يخسر قضيته ويرمي ليس قدمه بل قلبه بطلقة، ومثله مثل الذي يجرجر الموضوع الى مسائل شخصية، أي يلجأ الى أد هومينم ad hominem  الذي ذكرته سابقا في تعقيب أخر.

ونعم، لن أنجر الى الشتائم والبذاءات ابدا، ولن أحاول أن أكون  أد هومينم  ad hominem أي أسحب الموضوع خارج سياقه. أظن أن الشتّام وصاحب البذاءات، أي كان، ومعه الذي يلجأ  الى أد هومينم  ad hominem  لا يتكئ على العقل البشري الذي منحه لنا الله، بل يلجأ الى نصفه أو أقل منه عند الحوار.

ولا حاجة للشعور بالأسف لأن جرى استهدافي بالبذاءات والشتائم رغم أنني، يشهد الله، كنت أجهد الا تصل الأمور الى ما وصلت إليه.

ونعم اطلعت على موقع الفيسبوك الذي أشرت إليه، وهو موقع شخصي profile. كم أتمنى من الأخ زيد أن يقوم بحذف كل ما ورد بخصوص الخلاف بينكما من موقعه الشخصي في الفيسبوك. لا يجوز أن نستخدم مواقعنا الشخصية في وسائل التواصل لأغراض مثل هذه، لأن المواقع الشخصية هي بمثابة مواقع العائلة والعشيرة او القرية، ولا يحق لنا أن نؤجج المشاعر العشائرية او القروية في خلافات فكرية وتباين في مواقف ضمن صفحات هذا المنتدى قدر المستطاع.

تحياتي


156


وقع على قفاه او ظهره من الضحك مصطلح مجازي باللغة العربية معناه ضحك كثيرا، وهو مصطلح متداول.

وأتمنى أن يبرهن الكدان بطلان مقولة الدكتور صباح قيا "لا تعول على الكلدان ..." ويقوموا بنهضة شاملة أساسها لغتهم وفنونهم وطقوسهم، ولكن أشك في ذلك.

من جانبي، صار لي زمن طويل وأنا ابذل جهدا ووقتا طويلا لإحياء التراث واللغة والفنون والطقوس والآداب والروائع التي تشكل الكلدان هوية وخصوصية قومية وكنسية ويشتركون من خلالها مع مكونات شعبنا الأخرى. وأبحث عن دعم ومشاركة من الكلدان ومؤسستهم الكنسية اولا ومن الأشقاء من السريان والأشوريين أيضا. ونشاطنا في مواقع التواصل يرتاده عشرات الالاف وله مدى وصيت، والحمد لله.

وتمنيت كثيرا وتدخلت مرارا كي لا يصل الأمر الى الرد المضاد من قبل الأخ زيد، ولكنه حصل. هذا من حقه، ولكن لا أظن من حقنا اللجوء الى الشخصنة والمباشرة بالشكل الذي قام به الأخ زيد.

ولأخ زيد يكتب اسمه مؤخرا باللغة الإنكليزية (الأحرف اللاتينية) ولكنها غير صحيحة.

وأنصحه (وهذا ليس تكبر، ولكن جزء من الاختصاص) ان يغيره لأن كما هو حاليا Zaid Misho يقرأ: زايد وليس زيد.

الأصح: Zayd Meesho

وتحياتي للجميع حتى الذين اختلفنا معهم لأننا كلنا اخوة وأبناء وبنات شعب واحد وإن تقصينا بعض الشيء لربما نكون أقارب بعضنا البعض.


157

أخي زيد،

تحية طيبة

وهل تعلم كم أستأنس بكتاباتك التي تخصني بها. والله كتاباتك التي تستهزئ فيها بي والكتابات المشابهة الأخرى تدخل الابتسامة الى قلبي، ومقالك الذي تستفتحه "بالمزرتة" جعلني أقع على ظهري من الضحك منذ أن نشرته وحتى اليوم.

هل تعلم لماذا؟ لأن الزميل صباح أشار إلا ان هناك شخصا ما يشتم الناس ويستخدم البذاءات دون هوادة ولم يحدده، وانبريت حضرتك وقلت إنك المقصود.

د. صباح يخاطبني مباشرة بهذا الأمر في إشارة الى شخص دون تحديد يشتم الناس يمينا ويسارا وعلى الخصوص ليون برخو. ثق بالله وأقسم لك باليمين، في داخلي لم تكن أنت على بالي ابدا بل شككت بأشخاص أخرين.

ولكن إذا بك تكتب مقالا مليئا بالشتم والمقال ليس إلا "مزرتة" حسب وصفك له ولنفسك، لا تزعل، هذا ما قمت به، وبرهنت أنك تشتم الناس وتستخدم البذاءات وأتى مقالك "المزرتة" دليلا دامغا.

أخي العزيز:

"الشتائم رأس مال المفلس" أي كان، وأنت شتمت وأهنت بطريقة شنيعة حيث لم تترك حتى العمر والشخصية والإنسان ونشرت غسيلا أقل ما يقال عنه إنه غير حميد مهاجما ومهينا ومسيئا للدكتور صباح قيا.

وهذا الذي شتمته بأسلوب غير مقبول، وأسمح لي غير أخلاقي أيضا، كان صديقا لك ومقربا منك وكلداني، وأنت كنت من أشد المدافعين عنه. إشارة غير مباشرة قد تعني أي شخص بيد أنك سحبتها على نفسك وأهنته ليس بمهنته ومنصبه بل حتى بعمره وشخصيته وإنسانيته.

وبهذا، لا تزعل أخي العزيز، قدمت دليلا قاطعا أخر على المقولة المأثرة للزميل صباح وهي: "لا تعول على الكلدان لأنهم سيخذلونك لأول وهلة." وها أنت خذلت كاتبا وشخصية كلدانية بارزة في منتدى شعبي مؤثر ضمن النخبة لدى شعبنا.

النصيحة التي اقتبسها الدكتور صباح حول أن "الشتائم رأس مال المفلس" فلا يجوز اللجوء إليها، كانت نصيحة عامة، ولكن بعد الذي حدث لم تعد كذلك ولا سميا بعد "ألمزرتة" التي قمت بها.

"وأكرر، إن "المزرتة" هي من بنات أفكارك وهي عنوان مقالك، وبرهنت في هذا المقال  كيف بسببك وأمثالك من الذين يستندون الى "المزرتة" بدلا من العقل والحجة والرصانة في الحوار والتعامل صار الواقع الكلداني "مزرتة" في أغلب حلقاته ولا أستثني المؤسسة الكنيسة (مع التشديد على المؤسسة)

تحياتي


158
هاي صار ردين تبين انت خربان من الضحك ... حاول تلزم نفسك خصوصا بالصيف، لأن اللي راح يصير عندك ميضيع كدام الناس بس اذا مطرت


أخي زيد ميشو المحترم

"المزرتة" من بنات أفكارك وهي عنوان مقالك، وبرهنت في هذا المقال  كيف بسببك وأمثالك من الذين يستندون الى "المزرتة" بدلا من العقل والحجة والرصانة في الحوار والتعامل صار الواقع الكلداني "مزرتة" في أغلب حلقاته ولا أستثني المؤسسة الكنيسة (مع التشديد على المؤسسة).

يا أخي العزيز، أكتب فكرة وجملة مفيدة ليس فيها شتائم وبذاءات وهجوم وشخصنة.

ونعم أنا ابتسم وأبتسم، أضحك وأضحك على "المزرتة" وسأظل ابتسم وأضحك وأتذكر القول المأثرة للزميل صباح: "لا تعول على الكلدان لأنهم سيخذلونك لأول وهلة".

تحياتي

159

الزميل الأكاديمي الدكتور صباح قيا المحترم

هذا تعقيب على اقتباس من الأخ سامي ديشو يقول فيه: "عبثاً يحاول الدكتور برخو تعميم كلام الدكتور قيا".

أعترف ان جهودي ذهبت عبثا، ونجح الأخ سامي ديشو في مسعاه لتأجيج الوضع وصب الزيت على النار، وكانت نتيجته مقال تهجم وإهانة تتخلله بذاءات وشتائم صاغه يراع الأخ زيد ميشو.

ورغم أنني لم أنبس ببنت شفة سلبية تجاه الأخ زيد ميشو، فإنه صبّ جام غضبه علي وأتتني منه الإساءة بعد الإساءة في مقاله وفي أغلب تعقيباته.

لنفترض جدلا، أنك أخطأت بحق الأخ زيد ميشو، هل من المسيحية في مكان أن يتم تأجيج الوضع بهذا الشكل وأن نرد الصاع صاعين، أي العين ليس بعين بل بعينين أو أكثر؟

هذا في رأي ما قام به الأخ زيد في رده الذي عنونه "المزرتة" وفيه الكثير من الشتائم والمسبات والإهانات ليس تفنيدا على ما كتبته من شعر بحقه - حسب ما يعتقد، او والرد على حديثك - بل انهال على المحدث أي على شخصك سبا وشتما من خلال نشر غسيل غير حميد.

ولم أسلم منها أنا شخصيا رغم أنني لم أسيء له بمفردة واحدة ولن أفعل، لأن الإساءة والشتيمة والبذاءة من أي أتت مردودها سلبي ينعكس على صاحبها وقائلها.

وأخيرا ادعو كل الأخوة الى قراءة أشعارك بعناية ومن ثم قراءة "المزرتة" – حسب ما ورد في عنوان الأخ زيد – ومن ثم يحكموا.

حتى وإن كنت حضرتك - جدلا - قد أسات الى الأخ زيد، وهذا غير صحيح حسب قراءتي لشعرك، فإن رد الأخ زيد فيه أضعاف وأضعاف من الإساءة والابتذال والشتيمة.

وعليه، علينا أن نكون منصفين في مقاربتنا ومقارنتنا.

وأهنئ الأخ سامي ديشو اولا لأن محاولاتي ذهبت عبثا، وهو نجح نجاحا باهرا في مسعاه كي يرد الأخ زيت ويرد الصاع، ما يدل، ومع كل الأسف، أنه استخدم بعناية فائقة خلاف شخصي معك لغايات خاصة.

وانقلبت الآية: فبعد ان كنت "الدكتور العزيز صباح قيا المحترم" بالنسبة للأخ زيت ميشو أصبحت ليس "السيد" بل صاغ إهانات  وبذاءات بحقك. وبقدرة قادر تحول "سامي ديشو" الى "الشماس العزيز سامي ديشو" لديه.

بالنسبة لي، أنا ابتسم وأبتسم أضحك وأضحك على "المزرتة" هذه وأتذكر قولك المأثرة: "لا تعول على الكلدان لأنهم سيخذلونك لأول وهلة."

تحياتي


160
الزميل الأكاديمي الدكتور صباح قيا المحترم

الأخوة المتحاورون والقراء المحترمون

الذي يقرأ تعقيباتي في هذه الصفحة أظن سيخرج بنتيجة مفادها أنني أجهد في التوفيق بين الآراء والمواقف، ولم أقل مفردة سلبية واحدة بحق أي كان.

والدكتور صباح لم يذكر اسم شخص محدد، أومأ وأشار، وكرر وأكد أنه لا يقصد شخص محدد بعينه.

وأخذ الأخ زيد ميشو الأمر وكأنه يعنيه مباشرة، وفي تعقيباته هناك سخرية تصل حدّ الإهانة موجهة لي.

وها هو كتب مقالا طويلا فيه مباشرة وشخصنة، حيث يذكر بالاسم الصريح الدكتور صباح، وفيه إهانة وسخرية وتجريح وإساءة وبذاءات.

وأكثر ما شدني وألمني هو نشر الغسيل الذي يرد في ثنايا المقال.

وتقرأ حقا عن "مزرتة" (بهذه العبارة المسيئة يستفتح الأخ زيد مقاله).

ونعم أقول للأخ زيد، لقد صار الواقع الكلداني بسببكم وأمثالكم "مزرتة" في أغلب حلقاته ولا أستثني المؤسسة الكنيسة (مع التشديد على المؤسسة).

لن أنقل العبارات الخشنة والبذيئة التي ترقى الى الشتم في حق الدكتور صباح قيا بالاسم الصريح، تهينه ليس بمهنته كطبيب وأستاذ جامعي وحسب بل بعمره وسلوكه وشخصيته.

أنا لا أدافع عن الدكتور صباح، ولكن أقول للأخ زيد هناك فرق بينك وبين الدكتور صباح فرق الأرض والسماء ومقالك الذي تستفتحه بعبارة "المزرتة" خير دليل.

هل تعرف لماذا؟ لأن لا أتصور ابدا أن ينزل الدكتور صباح قيا الى مستوى ما اتيت به من بذاءات وإهانات وشخصنة وشتم بالاسم الصريح في مقالك. هذا  هو الفرق، حسب رأي، بينك وبين الدكتور صباح، ليست الشهادة العلمية او المهنة، إنها السلوك والأخلاق والتصرف الإنساني التي يشير إليها الدكتور صباح بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون.

وثم أخي الكريم أنت لست عدوي كما تقول في مقالك. أنت تحسبني عدوا لك. أنا أراك مدافعا صنديدا لي، لأن ما تكتبه عني يرفع من شأني من حيث لا تدري.

وهل تعلم كم أستأنس بكتاباتك التي تخصني بها. والله كتاباتك التي تستهزئ فيها بي والكتابات المشابهة الأخرى تدخل الابتسامة الى قلبي، ومقالك الذي تستفتحه "بالمزرتة" جعلني أقع على قفاي من الضحك.

وللعلم كنت أتمنى ان تبحث عن معنى   tenured . هناك  tenured professor وهناك  professor   . والفرق بينهما كبير في التدرج والسلم الأكاديمي. على أية حال!

وشخصيا لا أكترث للألقاب ولا استخدم ابدا لقب الدكتور او البروفسور في كتاباتي بأي لغة كانت.

وأثبت مقالك الذي تستفتحه "بالمزرتة" المقولة المأثرة للدكتور صباح: "لا تعول على الكلدان لأنهم سيخذلونك لأول وهلة". وها أنك تخذل لأول وهلة صديق لك كلداني يعيش معك وقريب منك في مقال فيه الكثير من الشتائم الشخصية والإهانات والبذاءات لم يفلت منها حتى عمر الرجل حيث أهنته بأنه سبعيني. كم عمرك يا زيد؟

ودعني أخي الكريم أختم ردي هذا بعبارة أنت قلتها بنفسك، أي أنقلها وباعتذار شديد، وكما يقال فإن ناقل الكفر ليس بكافر:

 

عمة زيد ..
[/size]

بالمناسبة هذا قولك في وصف نفسك وليس قولي.

تحياتي

161
الخوري عمانوئيل يوخنا المحترم

تحية طيبة

شكرا للمقال الذي يضع بعض النقاط على الحروف، وبجراءة ونزاهة، بغض الطرف عن الانتماء.

نعم! لقد تبدد الفرح وتجدد وتعمق الجرح لأن الأسباب التي ألقيت على مسامعنا حول فشل مساعي الوحدة لم تكن جوهرية، بل جزئيات كان - وأمل الا يزال وقبل فوات الآوان أن لم يكن قد فات - تجاوزها.

وكنت قبل حوالي أسبوع من إنعقاد جلسات الوحدة في مدينة شيكاغو في أمريكا قد كتبت دعوة على مواقع التواصل، ويبدو أن محاولتي لرفع المعنويات والدعوة الصريحة الى عدم تفويت القرصة قد ذهبت أدراج الرياح.

أنقل نص ما كتبته في 1 أيار، أي ثمانية أيام قبل إنعقاد جلسات الوحدة في مدينة شيكاغو في أمريكا:

عيوننا وقلوبنا ترحل الى مدينة شيكاغو، لماذا؟

أظن أن عيون الكثير من أبناء وبنات كنيسة المشرق المجيدة ترنوا الى الاجتماع الذي ستعقده لجنة أسقفية تمثل شطرين من هذه الكنيسة العريقة المتمثلة بكنيسة المشرق الأشورية وكنيسة المشرق القديمة.

ليس العيون وحسب، بل القلوب تخفق منتظرة يوم التاسع من هذا الشهر (أيار) حيث ستلتئم هذه اللجنة لوضع لبنات لوحدة صف كنيستنا المشرقية المجيدة.

ليس عيون وقلوب المنتمين الى الشطرين – المشرقي الأشوري والمشرقي القديم – بل عيون وقلوب أشقائهم من كنيسة المشرق الكلدانية ستكون منصبة على هذا الاجتماع. ليس هذا وحسب، بل سترافقهم عيون وقلوب المشارقة أجمعين.

لا أريد أن أستبق الأمور، بيد أنني أقول إن اللجنة هذه امام لحظة تاريخية ومصيرية قد تقرر مستقبل هذه الكنيسة التي كانت في عزها أعظم كنيسة في الدنيا من حيث الانتشار الجغرافي وعدد المنتمين.

ربما ليس هناك حاضرة في الشرق برمته لم تترك فيها هذه الكنيسة بصماتها. وبين الفينة والأخرى، لنا اكتشاف جديد، او مخطوط يرفع الغبار عنه، او تصويب يزيد هذه الكنيسة بهاء ورونقا وأصالة.

شيء من تاريخ كنيستنا المشرقية، ولو باختصار شديد، لا بد منه كي نعلم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق الهرم الكنسي للشطرين.

هل أذكر نفسي ومتابعي الكرام بالباغودا pagoda في الصين (أنظر الصورة) التي ظهر أنها كنيسة من كنائس كنيسة المشرق بنيت في القرن التاسع الميلادي، وهي اليوم واحدة من أهم النصب في العالم.

هل اذكر نفسي ومتابعي الكرام بروائع هذه الكنيسة في الهند وأتباعها بالملايين (الذين خسرناهم في غفلة من الزمن) وما بنته هذه الكنيسة هناك من بنى تحتية مشرقية لا زال بعضها شاخصا.

والقائمة تطول لأن ليس هناك بقعة في الشرق إلا ولكنيسة المشرق نصيب فيه.

وليس هناك حجر او شجر لم يسقيه الدم الزكي الذي سكبه شهداء هذه الكنيسة وهم قد لا يحصون.

أخاطب نفسي أولا وأظن من حقي أن أخاطب الهرم الكنسي للشطرين، وأقول إننا أمام مؤسسة كنسية كل حرف ومزمور وعونيثا ومدراشا وشورايا وشوحلابا وطقس وريازة وألحان وتراث ولغة وموسيقى وفنون تركته لنا كنيستنا قد سقته بدمها الزكي.

ولهذا أين ما ذهبت هذه الكنيسة كانت تحمل تراثها ولغتها وفنونها وريازتها وطقسها وإرثها وتراثها وثقافتها معها جنبا الى جنب المسرة والبشارة.

أخاطب نفس ومتابعي وأقول كنيستنا كنيسة تعليم ܡܠܦܢܘܬܐ  وطقسها وتراثها برمته هو ܡܠܦܢܘܬܐ.

أخاطب نفسي ومتابعي وأقول كنيستنا في صلاتها وطقوسها تمنح التعليم ܡܠܦܢܘܬܐ مكانة خاصة.

فها هو مار ماروثا ܡܪܝ ܡܪܘܬܐ يصدح في أناشيده البديعة التي تؤرخ لشهداء كنيستنا وقبل أكثر من 1500 سنة قائلا: ܫܪܓܐ ܘܢܘܗܪܐ ܐܝܬܘܗܝ ܝܘܠܦܢܐ أي "العلم سراج ونور"؛ ومن مار ماروثا، رائد من رواد أدبنا الكنسي، اقتبستها أمم أخرى واليوم صارت لديها من الحكم الرأسية.

وهذا مار نرساي ܡܪܝ ܢܪܣܝ الذي سبق مار ماروثا ببعض سنين ونيف، يصدح في تسبيحة النور وفي تناص مع المسرة والبشارة، ويجعل التعليم والعلم بمثابة التجارة بالوزنات التي تثمر، ومن خلال الثمرات هذه سنستحق سماع قول المخلص تعالوا ورثوا ملكوت السماء: ܒܟܟܪܐ ܕܡܠܬ ܝܘܠܦܢܐ ܢܬܬܓܪ ܥܕ ܚܝܝܢܢ. ܕܢܫܬܘܐ ܕܢܫܡܥ ܗܘ ܩܠܐ ܕܬܘ ܩܒܠܘ ܡܘܠܟܢܝܟܘܢ.

وها هو مارعبد يشوع بار بريخا الصوباوي ܥܒܕܝܝܫܘܥ ܒܪ ܒܪܝܟܐ ܕܨܘܒܐ يصرخ فينا كل يوم أحد في طلباته وتراجمه ܬܘܪܓܡܐ أيها المؤمنون ܐܘ ܕܡܗܝܡܢܢ كي نهتف سوية وتحت خيمة كنيسة واحدة؛ وبار بريخا ܒܪ ܒܪܝܟܐ ليس فيلسوف وعالم لاهوت خاص بكنيستنا، حيث تستحوذ مؤلفاته اليوم على اهتمام بارز في العالم المسيحي برمته، وأخرها كان المؤتمر العالمي الذي عقده الفاتيكان لإحياء ذكراه ومؤلفاته.

لو لم يكن لكنيستنا غير مار ماروثا ومار نرساي وبار بريخا لكفاها فخرا بين الأمم والكنائس، ولكن هم ليسوا إلا نجوم ساطعة في سماء كنيسة مليئة بالنجوم.

أذكرهم كي أذكر نفسي واذكر وبتواضع جم اللجنة التي ستلتئم في التاسع من هذا الشهر (أيار) في شيكاغوا ومعها أساقفة الشطرين اننا كلنا أمام مسؤولية كنسية إنجيلية تاريخية وأخلاقية لتوحيد شطري هذه الكنيسة وأن الدخان الأبيض هو ما ننتظر.

الدخان الأبيض سيمنحنا فرصة إعادة التعليم والعلم لهذه الكنيسة التي ليست إلا كنيسة الكلمة والتعليم ܡܠܬܐ ܘ ܡܠܦܢܘܬܐ. الدخان الأبيض سيجعلنا نبني المدارس والجامعات في أي بقعة من الدنيا يتواجد فيها أبناء وبنات كنيسة المشرق، كما كان عهدها ابان ازدهارها.

ولو لم نر الدخان الأبيض أخشى أننا سنضيع فرصة تاريخية قد لا تقع مرة أخرى ومعها نضيع كلنا ونندثر

162


لا تُعوّل كثيراً على الكلدان, حيث سيخذلونك من أوّل فرصة.


الزميل الأكاديمي الدكتور صباح قيا

تحية محبة،

قولك في أعلاه أراه شخصيا بمثابة مأثرة، لأنه صار حقا قولا مأثورا.

لا أظن في إمكان الكلدان تفنيده. نعم أي قراءة تأخذ الشكل اللغوي للمقولة، قد تراه عمومي المنحى، بيد أننا إن وضعناه ضمن سياق ما يجري في صفوف الكلدان وحاولنا سبر أغواره، لربما صار جليا أنه قول فصل.

ولا أظن أن الكلدان سيحاولون مناقشته بموضوعية، أخذين في عين الاعتبار لماذا شخصية كلدانية معروفة علميا وأكاديميا وصلت في اختصاصها الطبي النادر الى درجة CONSULTANT إضافة الى ملكة الشعر، تضطر الى صياغة قول محبط يثير الكثير من التشاؤم حول الكلدان كشعب ومؤسسة كنسية حاضرا ومستقبلا.

وبدلا من مناقشة هذه المقولة، نلحظ أن أي تأكيد عليها والبرهنة على أن الأطروحة التي تتضمنها لا غبار عليها من خلال إيراد أمثلة حية من الواقع الاجتماعي الذي يعيشه الكلدان، أدخلنا المتحاورون في لب  ad hominem "أد هومينوم" الذي شرحناه في أعلاه.

ويشعر كثير من الكلدان بالإحباط الذي تراكم وبات إرثا ثقيلا على الخصوص في السنين العجاف الأخيرة. شخصيا أعزو هذه الظاهرة المحزنة جدا الى العوامل أو الأسباب التالية:

أولا، ليس هناك ثوابت لدى الكلدان، ثوابت او اركان للهوية والخصوصية إن كانت وطنية (قومية) او كنسية.
ثانيا، تذبذب وتبدل المواقف بصورة ملفتة للنظر.
ثالثا، صراع على مستوى الأشخاص والمجاميع يضرب حاليا صفوف النشطاء القوميين، ويعصف لا بل يسحق مؤسسة الكنيسة الكلدانية التي لم تكن ابدا في الهوان والفوضى والإرباك الذي هي عليه الآن.

ولهذا، هناك الكثير من الغرابة وشيء قد لا يصدق أن ترى مثلا كلدانا، منهم من هو على قمة الهرم، وهم للغتهم وتراثهم وطقوسهم وفنونهم وريازتهم وآدابهم وشعرهم كارهون، يفضلون التعريب، ويمارسون التهميش والتزوير والإهمال لأقدس ما يملكه أي شعب في الدنيا، ومنهم، من علية القوم، وصل به الأمر الى الاشمئزاز من تراث ولغة وطقوس وشعائر شعبه وكنيسته مفضلا كل غريب ودخيل وركيك وهزيل على الدرر التي يملكها  الكلدان.

ولهذا، دعني بتواضع، اضيف مقولة أخرى الى مقولتك المأثرة، لا أعمم فيها، بلا أحاول بتواضع تشخيص الخلل:
 
"إن الكلداني الذي لا يؤتمن على لغة شعبه وتراث شعبه، وفنون شعبه، وآداب شعبه، وطقوس شعبه، لا يجوز ابدا ائتمانه على أي شيء اخر."
وهنا اسأل: كيف يجوز لأي شخص يقول إنه كلداني أن يناصر شخصية او مجموعة مثل هذه؟

وأضيف :" قومية بدون تراث مميز وبدون لغة مميزة وبدون فنون مميزة وبدون آداب مميزة وطقوس مميزة لن تسمى قومية، بل هي ضحك على الذقون.
فعن أي قومية او هوية او مؤسسة كنسية مميزة ذات خصوصية يتحدثون؟


ملاحظة: قارنت ما أوردته حضرتك من نص مقتبس من النسخة الورقية من مجموعة أشعارك مع النسخة الالكترونية Kindle التي في حوزتي وأرى أنهما متشابهان. أنا اقتبست الجزء الموائم، حسب وجهة نظري.

تحياتي


163

هنالك من أشار أكثر من مرة إلى الشعر الذي كتبته انا. يا حبذا لو نشر المقدمة والشعر كما في الكتاب. أنا لست ملزماً أن أدرجه هنا رغم كوني من نظمته. من أشار إليه عليه أن ينشره ما دام هو يتحجج به. ولا بد لي أن أؤكد له بأني مقتنع بكل كلمة جاءت ضمن الأبيات الشعرية أو المقدمة.
تحياتي


الدكتور صباح قيا المحترم

أنقل القصيدة التي تشير إليها مع اقتباس من مقدمتها وذلك نزولا عند رغبتك في أعلاه:

كلمات القصيدة موجهة الى الكاتب الإعلامي زيد ميشو تحثه في نصفها الأول على إعادة النظر في قراره بهجر الكتابة في مواقع التواصل الاجتماعي:

ليست نصيحة

أبسط يراعك وقرطاسك يا أخي
وعد زيدا لنقدك اللاذع الشمخ
بعض يجول برأيه متباهيا
حتى الشتائم لا تنجو من النفخ

لا فخر من حل همه جرح غيره
كتقشيب نسوة في زوايا المطبخ
فامنح غريمك فرصة المتسامح
والحب لا يقاس بمال أو فرسخ

ليس التغاضي عن الإساءة شحة
بل هي الدليل بأنك أنت السخي
أهديتك مقرظا أولى قصائدي
ناديت يا نفسي للتهديد لا ترضخي

أعدت ما هجرت من زمان منشدا
هي المبادئ تداوي سمح الأصلح
حسبت من يسعى الى الإصلاح صادقا
لكني مع الأيام أيقنت سلخي


164
لأخ سامي ديشو المحترم

هذان اقتباسان من تعقيباتك تشي، حسب قراءتي، ان هناك محاولة من قبلك لتأجيج الوضع وحث "الشخص المعني" – حسب قولك – على الرد والدخول في اشتباك خطابي مع الدكتور قيا.

أخي العزيز، حضرتك شماس إنجيلي، وهذه درجة كهنوتية في مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية، والشماس الإنجيلي معناه يحمل الإنجيل في المناسبات التي تؤرخ لحياة المسيح، وأركان الإنجيل هي المحبة والتسامح والعطاء والغفران، وهي لب المسيحية.

فقط أريد معرفة لماذا كل هذا الجهد لتأجيج الوضع بهذا الشكل:

مثلا تقول: " ثم لماذا يذكر الدكتور قيا في شعره اسم الشخص المعني بالذات؟ "
ثم تضيف:" تفسيرك للثاني غير صحيح أبدأ، فان النفي يعني: ان كلامه عمومي في بيت القصيد، كما اتى في ردودك. ولانه الشخّص المعني في شعره، فلا يستطيع النفي".

هل قرأت ماذا يقول الدكتور قيا في شعره عن "الشخص المعني"؟ والله لو قرأ "الشخص المعني" ما سطرته أنامل الدكتور قيا حوله، لأنزعج منك كثيرا ولطلب الغفران من الدكتور قيا.

ونزولا عند رغبة الزميل الأكاديمي الدكتور صباح قيا في رده المرقم 53، فإنني سأنقل ما كتبه في مقدمة القصيدة عن "الشخص المعني" وكذلك نص القصيدة هذا المساء. والقصيدة عن "الشخص المعني" متوافرة في الصفحة 52 من نسخة Kindle  الالكترونية التي في حوزتي.

وأخيرا أخي العزيز، كيف توصلت الى هذه الخلاصة او النتيجية: "رابي شوكت توسا وضع النقاط على الحروف بامتياز، ولا حاجة للاستمرار في النقاش."

تحياتي


165

نراك دكتور في ترنيمتك القادمة من روائع كنيستنا المشرقية. تحياتي...

سامي ديشو - استراليا

على الرحب والسعة، ولا تحرمنا من ملاحظاتك وتصحيحاتك على ما أسرده من معلومات وكذلك ترجمة النصوص السريانية.
العمل القادم أتعبني كثيرا من حيث اللحن، أمل أن يأخذ مداه.
والحمد لله، المتابعون والأصدقاء والمعجبون في ازدياد مضطرد ونحن في طريقنا الى عبور سقف العشرين ألف من المسجلين.
وأمل الاتفاق مع المشرفين على المنتدي للموافقة على تدشين صفحة خاصة لنقل ما أنزله في مواقع المتواصل في الصفحة الأمامية لأن إن خسرنا لغتنا وتراثنا وآدبنا وطقوسنا نخسر هويتنا لا محالة:
https://www.facebook.com/leon.barkho


166
الوسيلة الحقيقية لكي يخدع المرء هي أن يعتقد أنه أذكى من الآخرين
لاروشفوكو

حقيقة كنت على وشك الاقتناع ان اعمل بالمساعي الطيبة من احد الاعزا

المثقفون يأتون لحل المشاكل بعد وقوعها، والعباقرة يسعون لمنعها قبل أن تبدأ.
ألبرت أنشتاين


مشكلة هي الاقتباسات لأننا غالبا نختار ما يوائم ميولنا، وهي مشكلة أيضا لأن غالبا ما هناك اقتباس معارض حتى في النصوص التي يراها أصحابها من السماء.
سعيت في مداخلاتي كي أمنع الاشتباك لا سيما بين حضرتك والدكتور قيا.  كنتم (وأمل لا زلتم) أصدقاء أعزاء وأسستم على ما أتذكر "الصالون الكلداني"،وكثيرا ما وقفتم واحد"ا بصف الأخر في هذا المنتدى.
ما قدمته هو قراءتي الخاصة وحاولت دعمها قدر الإمكان. ولكن كل نص له قراءات مختلفة، باختلاف البشر والثقافات والسياقات والجغرافيا والتاريخ وغيره.


167

الأخ سامي ديشو المحترم

في أخر تعقيب تكتب: " سأل الدكتور قيا ان كان هو المقصود في الفقرة التي نناقش حولها، بيت القصيد، ولم يجب !!!!"

أظن هذا دليل أكثر من عرضي على أن الدكتور قيا لم يقصد شخصا بعينه بدليل الفطنة التي أظهرها بعدم الرد بسلب او إيجاب على السؤال الذي أتاه حول هذا الأمر، وذلك لسببين وجيهين:

الأول، إن رد بالإيجاب، عندئذ سيكون الدكتور قيا في وضع الشخصنة والمباشرة، وهذا ما لم يفعله.
الثاني، إن رد بالنفي معناه أن هناك حقا شخصا محددا أخر في ذهنه، وهذا ما لم يفعله.

في كلتا الحالتين إي عدم الجواب بالنفي او الإيجاب، في رأي الشخصي، يظهر الدكتور قيا فطنة وذكاء وفروسية أساسها ان ما قدمه من موقف فكري حول أساليب النقاش والحوار في هذا المنتدى وبين "النخبة" المثقفة لشعبنا موقف عمومي وليس شخصاني مباشر.

وعليه، أرى أن الموقف الفكري الذي أتى به الدكتور قيا في هذا الخصوص موقف سليم وهذا الواقع الاجتماعي الذي نعيشه.

تحياتي


168
الأخ سامي ديشو المحترم

أؤكد مرة أخرى أن الفقرة التي تكررها وتبني عليها واحيانا تجرها خارج سياقها من كلام الدكتور صباح قيا سليمة في إطار الواقع الاجتماعي الذي نعيشه.

أشم في تكرارك محاولة للشخصنة أي جر النقاش وجعله "أد هومينم"، أي أن الدكتور صباح يقصد شخصا محددا لغرض محدد، وهذه ليست قراءتي. قراءتي تقول إن الدكتور صباح لم يسم شخصا معينا ولم يحدد، ولهذا قد يكون أي واحد منا معني بما أدلى به، كما وضحت سابقا.

نعم أتفق معك على "الخصوصية" وليس المساواة، وكذلك "التفاضل" أي ان الناس ليسوا مثل أسنان المشط.

واتفق معك لأننا لدينا "خصوصية" والخصوصية فيها تفاضل، فلا يستوي الكل، وعلى الخصوص لا يستوي الذي يعلم مع الذي لا يعلم (هنا لا أشخصن ابدا)، ولا يستوي الذي له السلطة مع الذي ليس له السلطة، ولا يستوي العبد والسيد، ولا يستوي أصحاب البشرة المختلفة وقس على ذلك أي خصوصية (ميزة) أخرى، وهي كثيرة.

تحياتي


169
لا تتعمق كثيرا، جميعنا نولد عراة، وجميعنا نرحل بكفن، ولكن ليس هذا بيت القصيد. بيت القصيد هو ما بين الحدثين. كل واحد منا له خصوصيته في الحياة، هذا ما يميّزنا عن بعضنا البعض، وليس تفاضل الواحد على الآخر. تحياتي...

سامي ديشو - استراليا

الا× سامي ديشو المحترم

تحية طيبة

المسألة ليست بالبساطة التي تشير إليها. "المساواة" التي جعلتها حضرتك مادة للنقاش واحدة من أهم المسائل والمواضيع التي تقض مضاجع الأكاديميين والمفكرين والفلاسفة والناس بصورة عامة.

المساواة مقرر وموضوع من المواضيع الرئيسية التي تدرس في الجامعات، واخر نظرية في هذا المضمار وهي النظرية العرقية النقدية  critical race theory خرجت من قمقمها الأكاديمي وهي اليوم مادة للصراع والمناقشة على مستوي الإعلام والسياسة والمجتمع في أمريكا. لن أخوض في مضمارها رغم أنني كتبت عنها عدة مقالات وبعضها باللغة العربية.

عالمنا يفتقر الى المساواة في شتى المضامير عرجت على بعضها فقط على سبيل المثال لا الحصر.

ومن ثم القول "جميعنا نولد عراة، وجميعنا نرحل بكفن" لا يتعدى شلكه اللغوي واللفظي او الكتابي، أي ظاهره شيء وباطنه شيء أخر.

نحن لا نولد عراة، وهذا ليس إلا مجاز وصيغة تعبيرية سطحية للإشارة الى المساواة، لأننا نولد ونحمل الكثير من المميزات من والدينا وبيئتنا، منها ما هو فيزيولوجي ومنها ما يتعلق بصفات أخرى كثيرة. وهكذا تعبير "الكفن" الذي ما هو الا صيغة مجازية تؤشر الى الفروقات الكبيرة التي بيننا.

بيت القصيد، كما تقول، هو "الخصوصية". هنا حضرتك تؤيدني، لأن الخصوصية هي الخلاف الو الميزة التي نحملها إن كانت تتعلق بالعرق او اللون او الجنس او الثقافة او اللغة او الآدب او الدين او المذهب الو الكتاب الذي يراه البعض مقدسا او المستوى العلمي او غيره.

العالم برمته (وهنا أتحدث عن البشر) عبارة عن طبقات  ranking or status إن على كستوى الأفراد او المجتمعات وهذه متوافرة في كل مستوى وكل طبقة لها تفاضل خاص بها إما يرفع من شأنها او يقلل من مكانتها.

وحتى الكتب التي يراها أصحابها مقدسة فيها الكثير من ranking، ولكن هذه الكتب كنصوص وخطاب حمالة للأوجه، يمطها ويسحبها ويعصرها لا بل يخطفها أصحابها لتثبيت ما لديهم من ranking و  status  .

شكرا لطرح الموضوع حيث شخصيا استمتعت بمناقشته والدلو بما لدي من معلومات متواضعة عنه.

تحياتي

170
الاخ سامي ديشو المحترم

"خلق الله البشر متساوين، ويرحلوا من هذا العالم متساوين".  هذا  اقتباس من اخر تعقيب لحضرتك.  هذا قول سليم من حيث الشكل واللفظ ولكنه غير صحيح في اطار الواقع الاجتماعي للاسباب التالية.

عندما نقول "خلق الله البشر متساويين" علينا الاشارة الى او تعريف الحالة او الصنف او الميزة التي نقصدها. قد يكون في منحى مساواة وفي منحى اخر قد لا نجد انملة من المساواة، لاننا نولد غير متساويين. كصنف species نحن ولدنا بشرا متشابهين ومتساويين اي انا انسان وانت انسان، بعدها تدخل فروقات كبيرة حيث  تلعب الجغرافيا والثقافة والدين والمذهب والتحصيل العلمي والمكانة الاجتماعية وعوامل اخرى كثيرة دورا كبيرا في تقرير من نحن وهناك امثلة عديدة حول الفروقات الشاسعة. مانكتسبه حال تكويننا ونحن في بطن امنا فيه فروقات واختلافات ، كبعد  السماء والارض لتدخل عوامل كثيرة بحيث لن يبقى مكان للمساواة .

وهل حقا نرحل عن هذا العالم متساوين؟. نعم نحن متساوون من حيث ان الموت قدر لا بد وأن نذوقه ولكن هل عملية الوفاة واحدة وهل طقوس الوفاة واحدة وهل نتعامل مع كل وفاة بصورة متساوية؟ وماذا عن ما يعقب  الوفاة؟ هل نحن متساوون، اي ان الله والكتب التي يراها البشر مقدسة تمنحنا المساواة في الموت وما يعقبه؟ ان كنا كلنا متساويين في الموت وما  يعقبه (وما يعقب الموت جزء من الموت) لذهبت الاديان والمذاهب ادراج الريح . اذا كان الله  يرى ان المسيحي والمسلم واليهودي ومذاهبهم المتعددة لا فرق بينها اطلاقا وهي متساوية لما كان هناك  حاجة لكل هذا النضال والصراع من اجل ادياننا واننا على حق في الموت وعقب الموت والاخر على باطل وما كان حاجة للتبشير  وغيره.

وهذا ينسحب بطريقة او اخرى على مسالك الحياة تقريبا برمتها.

تحياتي

171
"على صاحب المقال اذا كان صادقاً مع ذاته، ان يعتذر"

هذا ما دعا اليه الاخ سامي حسب قراءته.

قراءتي ترى ان الدكتور صباح اصاب  ورغم ان هذا شأن شخصي  فان ما اتى به جزء من الواقع الاجتماعي الذي نعيشه فلا داع للاعتذار.

تحياتي

172

أخي العزيز سامي

ليس هناك أي لف ودوران وأظن العكس صحيح.

وأظن، وعذرا، أنك حضرتك تنطلق من مواقف مسبقة سلبية ولهذا تقحم عبارت مثلا "الاستعلاء والدونية" وغيره وهي لم ترد في خطاب الدكتور صباح.

مع مودتي وتحياتي


173


الأخ سامي ديشو المحترم

قراءتي لما أتى في تعقيب الدكتور صباح قيا تختلف عن قراءتك. حسب قراءتي لا أظن أن الدكتور صباح يقصد "نظرة استعلائية او دونية". هذا قراءتك، وكما قلت هناك من يقرأ بمنظار مختلف، وهذا جزء من الطبيعة البشرية.

ولكن حال وجود فروقات من أي شكل او مضمون، ومن ثم نتصرف نحن في الواقع الاجتماعي على ذات الوقع، معناه أننا لا ننظر بمنظار واحد على الكل، أي ليس هناك أسنان مشط.

البشر حال أن يحصلوا على ميزة، أي كانت مادية عرقية جنسية، قل ما شئت، يستغلونها لمصالحهم ويبنون عليها

"النظرة الاستعلائية والنظرة الدونية" لم ترد في ثنايا تعقيب الدكتور صباح، حضرتك أقحمتها وفسرتها حسب قراءتك.

بيد أن في اللحظة التي يتعامل الواقع الاجتماعي مع ميزة مهما كانت، مثلا قتيل أمريكي ويسبغ عليه الهالة ويهرع الإعلام الى تغطية خبر قتله وتصوير جثمانه ولفه بالعلم وتأبينه ودفنه وغيره ولا يكترث لمقتل عشرات ومئات العراقيين، هنا القراءة تصح أن هناك "نظرة استعلائية ودونية" للأخر.

والأديان والأعراق والمذاهب والأجناس والجنس وغيره لا يقف على اعتاب الخصوصية أبدا، بل كل ميزة نذهب بها حدا بعيدا الى درجة التقليل من شأن الميزة المقابلة والنظر إليها بمنظار مختلف.

ومن هنا صاحب العلم والمعرفة او الأكاديمي او صحب شهادة يرى فيما يملكه ميزة ويضفي الواقع الاجتماعي هالة على هذه الميزة من حيث المكانة والراتب والجاه وغيره.

حتى في هذا المنتدى هناك تعامل مختلف بمقدار الهوة بين الأرض والسماء، حيث أسماء محددة لها ميزة الظهور في قمة الصفحة الرئيسية ولها ميزة أن يبقى ما يكتبونه في اعلى الصفحة أياما او أسابيع بينما الأخرون مثلا ترمى مقالاته في قعر الصفحة وتختفي سريعا.

قراءتي أن الزميل الأكاديمي الدكتور صباح قيا أصاب في قوله.

تحياتي

174


الأخ سامي ديشو المحترم

تحية طيبة

أظن أنك أثرت قضية مهمة وحساسة يئن من ثقلها البشر منذ نشأة الكون وهي هل حقا نحن متساوون وأن قيمتنا من حيث إنسانيتنا وجنسنا ولوننا وميولنا وأدياننا ومذاهبنا وهلم جرا هي حقا كأسنان المشط.

وما شجعني على الدخول في النقاش هو إن ما طرحته يقع ضمن مسار وسياق الموضوع حيث ورد نص في تعقيب للزميل الأكاديمي الدكتور صباح قيا في هذا الخصوص.

وفي أخر تعقيب لحضرتك تقول: "ما تقصد به هنا، ليس ما يقصده الدكتور قيا، والفرق واضح بين نظرتك حول الفروقات بين البشر، ونظرة الدكتور قيا. فلا يمكن ان ترى الفرق بين البشر كالفرق بين السماء والأرض!!!! هذا تمييز عنصري وغير مقبول في المجتمعات، خصوصا الغربية والديمقراطية منها، وانت أدرى بذلك. فكما يقول الدكتور قيا: لا تجامل على حساب الحق."

المساواة يسيرة قولا ولفظا ولكنها بعيدة عن الواقع الاجتماعي بعد السماء عن الأرض.

نحن كبشر طبقات مهما قلنا عن المساوة ضمن إطار المؤسسات (جامعة او جيش ... الخ) او الأديان او المذاهب او العرق او الجنس. وأغلب مشاكلنا تنبع من أننا لسنا متساويين.

الأديان ليست متساوية القيمة أرضيا وسماويا وإلا لما كان هناك صراع ديني كما نشاهده. كل دين يرى ما لديه أكثر قداسة وأنه الطريق الى السماء او أسهل طريق الى السماء، ولهذا نبشر لأن نريد خلاص وإنقاذ الأخرين. ومن هنا الحروب الدينية.

والمذاهب أيضا كذلك. كل مذهب يرى أنه الأسمى والأرفع شأنا والأقرب الى السماء، ومن هنا الحروب المذهبية.

تتحدث عن الغرب، هل تعلم أخي العزيز الكم الهائل من الأبحاث العلمية الأكاديمية الرصينة التي تدلل بالبرهان القاطع مقدار العنصرية المتوافرة في الغرب، وهذا استنادا الى الجامعات الغربية ذاتها وكيف أن اللون والبشرة لا يتساويان في الواقع الاجتماعي الممارس رغم أن القوانين صريحة في فرض المساواة؟

هل جندي أمريكي او إسرائيلي مساو لجندي أفغاني او عراقي او سوري، مثلا؟ مقتل جندي أمريكي له من القيمة أضعاف وأضعاف مقتل مائة عراقي او ربما ألف عراقي، هذا حسب أبحاث علمية أكاديمية رصينة تحلل الخطاب واللغة والتغطية الإعلامية التي ترافق مقتل جندي أمريكي وهلاك ملايين العراقيين بالحصار او بسبب، مباشر او غير مباشر، للغزو الأمريكي.

هل السكان الأصليين في أمريكا او كندا و أستراليا متساوون مع البيض الذي قدموا أو غزوا بلادهم؟ الى اليوم يكتب العلماء والباحثين الغربيين أنفسهم عن أنهم ليسوا متساوين، وأنه جرى قتلهم واغتصاب أراضيهم وغيره ولا يزال.

هل نحن المسيحيين في الشرق متساوين مع المسلمين؟

هل رجال الدين كلهم متساوون؟ لأنهم ليسوا متساوين، لا يستطيع أصحاب المذاهب المختلفة إقامة الذبيحة الإلهية سوية، ولا قراءة الانجيل سوية ضمن صلاة طقسية رسمية؟

هل النساء والرجال متساوون؟ كلا،أخر بحث واستبيان على مستوى السويد أظهر أن المراءة السويدية مضطهدة من حيث الوظيفة والراتب، حيث يفضل الرجال على النساء، ويمنح الرجال رواتب أعلى بكثير من النساء لذات الوظيفية. إذا كان هذا في السويد، فما عساك في بلدان أخرى؟

واللاجئون ليسوا متساوين مع المواطنين الأصلين في السويد ذاتها، هنا أنقل من مصادر علمية أكاديمية بحثية رصينة.

وأنظر الطريقة التي تعاملت بها الدول الغربية مع اللاجئين من أوكرانية مقارنة باللاجئين من بلدان أفريقية مثلا، ووصل الأمر الى القول أن الأوكرانيين لهم نفس عيوننا وبشرتنا وهم منا، بينما الأخرون ليسوا منا.

وحتى على المستوى الجامعي الأكاديمي، نحن لسنا متساوين، في كثير من المضامير. حامل لقب الأستاذية ليس مثل حامل لقب المدرس او مدرس مساعد او أستاذ مساعد. ليس في الراتب وحسب، بل في محل الجلوس، حيث لحامل الأستاذية غرفة كبيرة خاصة به، بينما يحشر ثلاثة أو أكثر من الأخرين في غرفة واحدة.

نعم هناك فروقات مثل التي بين الأرض والسماء بين أبناء البشر، بين الأديان، بين المذاهب، بين الأعراق، بين الجنسيات، وهلم جرى.

ولهذا لدينا نظريات، البحث فيها على قدم وساق مثلا نظرية العرق، النظرية النسوية، النظرية الجندرية، نظرية الأديان، نظرية السلطة، وهلم جرا، كلها تظهر لنا أن المساواة مفقودة في مجتمعاتنا.

والنظرية الماركسية ذاتها، والتي صار لها شأن كبير وتأثير عميق في الأروقة الأكاديمية منذ الأزمة المالية في عام 2008 مبنية أساسية على عدم المساوة وكيفية الحد من شرها، ولكن عند تطبيقها ظهرت عدم المساواة بأشكال أخرى ربما أكثر إيلاما من السابق.

تحياتي


175
١الدكتور ليون برخو: أستاذ مشارك في الإعلام وعلوم الاتصال ومدير برنامج التأثيرات والممارسات الإعلامية في جامعة يونشوبينغ السويدية.
صحفي وكاتب إعلامي ومترجم.
*****[/b]

الزميل الأكاديمي الدكتور صبا قيا المحترم

تحية محبة،

لدي ثلاث ملاحظات أراها من الأهمية في مكان:

الأولى تخص التعريف في أعلاه. دعني بتواضع جم أقول إن المعلومة قديمة حيث أنني ومنذ سنين أحمل درجة الأستاذية مدى الحياة أي full-time tenured professor وبكل تواضع مرة أخرى، فإن هذا منصب من أرفع المناصب في السويد من حيث المكانة والراتب والمخصصات وغيرها.

الثانية لأول مرة يقع ناظري على اسمك الثلاثي "صباح ميخائيل يعقوب". وبحثت عنه في دوائر المعارف العلمية ولاحظت أنك كنت عضوا في هيئة تحرير المجلة الطبية الأكاديمية العراقية الراقية، وعرفت أن حضرتك فنان ورسام ووقفت طويلا امام بعض لوحاتك في مجموعتك الشعرية.

الثالثة تتعلق بالاقتباس التالي الذي أورده الأخ سامي ديشو وعقب عليه الأخ كوركيس أوراها منصور: "(هنالك من يتساوى معك ومعي فقط كونه كما نحن من خلق الله لا غير.  ولكن لا يعي أن بينه وبينك وبينه وبيني فارق جسيم وهوّة كبيرة في كافة المعايير الحياتية الأخرى كالمسافة بين الأرض والسماء وأكثر. حتماً مثل هذا المرء يحاول أن ينطح الصخر المتمثل بما تتميز به أنت وما اتميّز به أنا كتعويض لمركبات النقص التي تقض مضجعه ولفشله في معظم الحقول التي جرّبها لفقدانه القابلية السويّة لتحقيق أبسط درجات النجاح.)

تعقيبا أقول، إن ما أتيت به حضرتك سليم من ناحية الواقع الاجتماعي الذي نعيشه في أي بقعة في العالم. المساواة ليست أفلاطونية، وهناك فروقات كبيرة بين البشر في كل شيء، وفي كل مكان وفي كل مؤسسة ودين ومذهب وهرم وواقع اجتماعي. سأعقب على ذلك موضحا حال أن تسنح لي الفرصة.

تحياتي

176

الزميل الأكاديمي الدكتور صباح قيا المحترم

تحية طيبة

سأركز هنا على ما أتى في تعقيبك المهم ذي الرقم (6).

في رأي، أنك تقدم مفهوما فكريا وفلسفيا للنقاش والحوار، منتقدا ما يجري على صفحات هذا المنتدى، وما يدور من مناقشات ومماحكات ومناكفات ة في أكثر من مستوى ومضمار في صفوف الكلدان أولا، وبين أطياف الشعب المسيحي في العراق بصورة عامة.

ولهذا، لا أظن أنك تؤشر الى او تشخص كاتبا او فردا معينا بذاته، بل تقدم لنا إطارا فكريا لما يجب أن يكون عليه النقاش والحوار.

وهنا أرى تناصا في المفهوم الذي تقدمه مع أسس وشروط النقاش والحوار بين البشر او بين إنسان وأخر التي وضعها الفلاسفة اليونان قبل الميلاد بحوالي قرنين.

ويضع الفلاسفة خمسة مؤشرات إن تبناها المناقش وجعلها محور حديثه، فإنه بهذا لا يبغي الحقيقة ولا يسعى الى حوار إنساني هدفه زيادة المعرفة، بل الى الفوضى ومجرد الدخول في النقاش لتخريبه ليس إلا.

وأول هذه المفاهيم التي تعيق النقاش والحوار الإنساني السليم يطلق الفلاسفة عليها مصطلح ad hominem (اد هومينم) وهو مصطلح لاتيني يشير الى أن اللجوء الى الشخصنة والمباشرة لتشويه السمعة وتحويل مسار الموضوع اول علامات ودلات الفشل وأن العقل المناقش عقل معاق.

وهناك أربعة مفاهيم أخرى مهمة جدا تعيق النقاش وتشير الى عقل معاق وهي: ad baculum, ad populum, ad verecundiam and bandwagon. . ليس لدي الوقت الكافي لمناقشتها وشرحها، بيد إن كان هناك حقل لتطبيقها فيه، فإن حقل ما يدور في صفوفنا ككلدان وكذلك في صفوف مكونات شعبنا الأخرى يعد أرضا خصبة جدا.

من هنا، أرى أن أي واحد منا قد يكون معنيا بالمفهوم الفكري الذي اتيت به وليس شخصا معينا بحد ذاته.

وأمل من الآن فصاعدا، ان نستخدم مصطلح "اد هومينم"  ad hominem وننعت به أي تعليق او مناقشة او تعقيب يخرج الموضوع الذي نحن  في صدده عن مساره ويلجأ صاحبه الى الشخصنة والمباشرة وتشويه السمعة.

النقاش يجب ان يكون حول الحديث ومساره وليس عن المتحدث كشخص، هذا ما تريد ان تعلمنا إياه، أليس كذلك؟

ولكن لا أظن أن هذا سيفيد معنا، لأن الأمم التي تكون على الهامش والكل فيها يرى في نفسه المفكر اللامع والفيلسوف الذي لا يشق له غبار تكثر فيها "اد هومينم" والمفاهيم الأخرى التي تعيق النقاش وتشير الى عقل معاق. ونحن لسنا على الهامش وحسب، بل على كف عفريت.

وبالمناسبة، فإنني اقتنيت نسخة الكترونية Kindle من مجموعتك الشعرية المذهلة حقا. اللغة العربية من أجمل ما يكون والشعر والرباعيات سلسلة وكما قلت تدخل القلب دون قرع، اما اللوحات الفنية المرفقة فإن كل واحدة منها قصيدة لوحدها.

لدي ملاحظات حول الترجمة الى الإنجليزية، والتي في رأي، لم ترق الى النص العربي ولا بمستوى اللوحات الفنية المرفقة.

في نيتي كتابة مقال منفصل عن الكتاب وعن مداخلتك (رقم 6) المهمة هذه.

تحياتي


177
الزميل الأكاديمي الدكتور صباح قيا المحترم

تحية محبة واعجاب

تهانينا للاصدارالجديد والرباعيات التي تدخل القلب دون طرق.

وأظن أغلب قراء هذا الموقع لهم المام برباعياتك الجميلة، التي فيها ترسل رسائل نقدية قوية تخترق الأعماق، وعلى الخصوص حول وضعنا الحالي وواقعنا الاجتماعي غير الحميد.

ودعني هنا أشكر الدكتور عامر فتوحي للمقدمة الرائعة للكتاب وعلى الخصوص شرحه الوافي لأوزان الشعر الشعبي العراقي الذي يستقي من الشعر في العراق القديم.

وبودي الإشارة ان الرباعيات مثل هذه متوافرة وبأبدع ما ممكن ان تصله القريحة الشعرية في التراث والطقس الكلداني، ولكن، ومع الأسف الشديد، ولجهلهم المطبق بالشعر والآدب وعلوم اللغة، يطلقون عليها "سجع" ويزدرونها ويأخذونها علة، لمحدودية ثقافتهم، لتهميش وتزوير وتعريب هذا الطقس والتراث الذي بمجمله يشكل هويتنا الوطنية والكنيسة.

مبروك مرة أخرى.

تحياتي

178


الأخ زيد ميشو المحترم

قيامة مجيدة مع التمنيات بالتوفيق وتحقيق الأماني.

هناك، حسب قراءتي، نقطتان في تعقيبك.

الأولى تخص الأخ مايكل والوضع في أستراليا بصورة عامة. هنا أقول: نعم لدي أصدقاء اعزاء من الشمامسة الكلدان في إبراشيتنا هناك وأكن لهم احتراما كبيرا.

وإن كان ما أتيت به صحيحا حول خروج الأخ مايكل عن نص القراءة (مثلا رسالة بولس الرسول) عند أدائه لها في الكنيسة، فهذا غير مقبول. في الكنيسة نلتزم بالنص المخصص للقراءة لا يحق لنا تقديم تفاسير او تغيير حتى مفردة واحدة من النص.

وهذا ما تعاني منه مؤسسة الكنيسة الكلدانية بصورة عامة، وهو تحصيل حاصل للعملية التي أطلق عليها "التأوين"، وهي ممارسة هدامة وفي رأي واحد من الأسباب الرئيسية لما وصلنا إليه من حال محزن حقا.

وإن حاسبنا الأخ مايكل على ما يقوم به (والدليل غائب حتى الآن)، فإننا من الأولى ان نحاسب وندين الذي أدخل التأوين في كنيستنا؛ والتأوين ما هو إلا عملية تلاعب بالنصوص وتهميشها وتشويهها وتعريبها وحتى تزويرها. هنا لدينا أدلة كثيرة وواضحة.

شخصيا أخشى – وهذا حدسي – أن يكون لما تنشره بعض المواقع الكلدانية المعارضة للإدارة البطريركية الحالية صاحبة التأوين ضلع في الخلاف بين الأخ مايكل ومطرانه حيث شخصيا وقع ناظري على كتابات وقصص أولا إنها لا بد وأن تكون ملفقة وثانيا كيف لنا الكلدان أن نفضح بعضنا بعضا بهذا الشكل المهين وغير المقبول.

ولكن أيضا وقعت عيناي على اسم حركي وهو "زاخو كلدو" او "زاخونايا". ما يكتبه هذا الشخص في هذه المواقع او ما ينقل عنه لا يأتي إلا من شخصية لها إطلاع مباشر على كل خفايا واسرار البطريركية الكلدانية والمؤسسة الكنسية بصورة عامة وفي علاقة مباشرة برأس الهرم، وهناك من يقول إنه استطاع الوصول الى الاسم المستعار هذا وقدم ما يقول إن عنوانه الرقمي يعود للبطريركية ذاتها.

أتيت بهذه المعلومات لأنها مهمة جدا وخطيرة جدا وعلى الخصوص ما يكتبه الاسم الحركي "زاخو جلدو". من هو هذا اللعين الذي يكتب بدون ضمير وبدون أخلاق ما لم ينزل الله به من سلطان ويهاجم كل معارض كلداني ويلصق به تهما تجعل منا اضحكوة حقا.

إن كان هذا صحيحا – ونحتاج الى الدليل – يجب تقديم "زاخو كلدو" هذا الى المحاكمة وكذلك طرده من صفوف الكلدان وإن كان من الإكليروس يجب مقاطعته لأن ما يكتبه يندى له الجبين، لذا ادعو أصحاب الدليل الى تقديم دليلهم ونشره وكذلك رفعه الى الجهات الكنسية المختصة لإنزال اشد العقوبات فيه.

وقد تقول ما علاقة ما قدمته بسؤالك. له علاقة وطيدة، لانني قرأت في هذه المواقع أمورا لا يجوز حتى التفكير فيها تنتقص من مطراننا الجليل في أستراليا، وهو واحد من أنشط أساقفتنا، محافظ على طقسنا وتراثنا ولغتنا وفنوننا الكلدانية وقد جعل من إبرشيته وكأنها قرية كلدانية في المهجر وأستطاع الإفلات من سطوة التأوين.

وهنا، أدعو الأخ مايكل ومن منطلق اخوي صرف ومن منطلق لقائنا انا وهو في حبنا لطقسنا ولغتنا وتراثنا وفنونا الكلدانية ودفاعنا المستميت عنها أن يتصل بمطرانه ويزوره ويوضح موقفه لأنني لا اظن أن له يد في الإساءة الموجهة لمطرانه في هذه المواقع.

والأخ مايكل يكتب باسمة الصريح وشخصيا لم ألحظ أي هجوم بالشكل المهين الذي يظهر في هذه المواقع في كتاباته، علما أن الكتابات التي تنتقص من مطراننا الجليل تظهر تحت أسماء مستعارة.

وأزيدك علما فإنه يبدو هناك كتاب جديد من تأليف أحد القسس الكلدان وهو مجموعة قصائد شعرية، جميلة ومحبوكة  بشكل مثير لانتباه من حيث الأسلوب، ولكنها قاسية جدا بحق البطريرك. وهذا حسب ظني ثاني كتاب يطبع وهو مناهض للبطريرك من تأليف الإكليروس الكلداني. متى كان البطريرك الكلداني هكذا؟ ومتى كان الكلدان هكذا؟

أتي الآن الى النقطة الثانية حول ألقوش التي يقول عنها بعض الأخوة أنها "يما دمثواثا". هنا نحن أمام استعارة جميلة من الناحية الأدبية والأسلوبية. وهذا ما نردده في لهجتنا الكلدانية السهلية الساحرة، حيث نستخدم مفردة الأم "يما" للدلالة على إنجاز او مكانة كبيرة.

وإن أخذنا المسألة الاستعارية جانبا، فإن لألقوش مكانة بارزة في تاريخنا كلدانا وأشوريين تجعل منها حقا "يما دمثواثا". عندما ضاقت الدنيا ببطاركتنا نتيجة الاضطهاد في القرن الثالث عشر لم يكن لهم ملجأ او مكان يحميهم غير ألقوش التي يكفيها فخرا سلسلة البطاركة من بيت ابونا الذين لولاهم لربما لم يكن هناك أشوري او كلداني اليوم.

ومن ثم في سلسلة البطاركة الكلدان لدينا شخصيتان ألقوشيتان لولاهما لأصبح الكلدان وتراثهم وطقسهم ولغتهم وفنونهم وريازتهم أثرا بعد عين.

تحياتي


179


القرار الذي اتخذه المطران  قرار غريب ضمن السياق الذي تعيشه مؤسسة الكنيسة الكلدانية والفوضى العارمة إداريا وطقسيا وثقافيا ولغويا التي تمر فيها والتي استفحلت بسبب سياسات التأوين المطبقة في السنين الأخيرة.

وما يزيده غرابة ان يأتي من مطران كلداني محب لطفس ولغة وفنون وثقافة شعبه وكنيسته وممارس لها ويقود واحدة من الإبراشيات الكلدانية القليلة التي لا زالت تقاوم كوارث التأوين فكرا ونهجا وممارسة.

وأنا أبارك للمطران عيد قيامة الرب وأتمنى له موفور الصحة والعافية، أرجو منه أن يراجع القرار الذي اتخذه بحق الأخ مايكل لأن لا سند كنسي وطقسي وقانوني له في سياق مؤسسة الكنيسة الكلدانية في خضم السياسات والممارسات التأوينية الهوجاء الحالية.

لم يعد هناك من هو شماس مرسوم او شماس غير مرسوم في مؤسسة الكنيسة الكلدانية في العهد التأويني هذا.

وأذكر المطران الجليل ألم تكن الكاروزوثا هي التي كان يجب على شماس مرسوم قرأتها بصوت رخيم؟ ألم يتم استبدالها بطلبات هزيلة ركيكة لا معنى لها ولا فكرة مركزية لها ومليئة بالأخطاء؟ أين صارت الكاروزوثا التي تركها لنا اباؤا واجدادنا من الملافنة والقديسين؟ ألم يتم استبدالها بالهجين والركيك من اللغة والأسلوب والنص الذي لا يستحق حتى القراءة وهي الآن يقرأها كل من هب ودب في الكنيسة؟

وقس على ذلك العديد من النشاطات الطقسية والكنسية التي كانت جزءا من مهام الشماسية، مثلا عونياثا دقنكي وغيرها، ألم يزدريها التأوين وصارت تراتيل من هنا وهناك وبلغة عربية وكل يجلب على هواه ويؤديها في القداس؟

أمل الا يكون وراء القرار هذا نوع من "إن"، لأن كما قلت لا حيثيات طقسية وقانونية وكنسية وراءه في عهد لم يعد للطقس مكانة في المؤسسة الكنسية لطغيان عملية التأوين غير الحمدية التي تستهين وتزدري وتهمش وتزور الطقس واللغة والتراث تقريبا برمته.

وبكل تواضع أذكر أن الأخ مايكل له قلم مؤثر في صفوف الكلدان وأكرر أن لمقالاته وكتاباته تأثير ولا يكتب عن باطل ولا ينطلق منه بل له مصادره وأرشيفه الخاص الذي يتكئ عليه، وأقول لم ألتق كلدانيا من الإكليروس وغيره إلا وأشاد بكتاباته.

وأمل أن يزول الخلاف بينه وبين مطرانه المحب لطقسه ولغة شعبه وكنيسته.

مؤسسة الكنيسة الكلدانية في أمس الحاجة الى أمثال الأخ مايكل، الذي رغم الخلاف في المواقف بيننا ونقده أحيانا اللاذع لي، فإنني أراه من الثابتين على العهد الذي قطعه لنفسه في الدفاع عن كلدانيته وكنيسته الكلدانية.

تحياتي

180

أتفق معك حول مسألة المحافظة على اللغة والتراث ولكن أختلف في رمي الذنب على غبطته لأنك تعلم أن البطريرك قد استلم الكنيسة على هذه الصورة .


الأخ الشماس نمئيل بيركو المحترم

تحية طيبة،

لم يكن الكلدان ومؤسستهم الكنسية بالوضع المزري والمحزن الذي هم عليه قبل استفحال حملة التأوين الهدامة التي أسس لها في الثمانينيات في حينة القس لويس ساكو، وطبقها وفرضها بشكل واسع منذ تسنمه سدة البطريركية.

لم يستلم البطريرك ساكو الكنيسة الكلدانية على هذه الصورة ابدا من حيث التشبث باللغة والثقافة والطقوس والريازة والفنون. وأتحدث هنا كمنتم وملتزم وممارس.

كانت بغداد شعلة للغة وممارسة الطقس الكلداني وكانت الكنائس تعج بالشمامسة والشماسات والكل يقرأ ويمارس اللغة والطفس الكلداني.

واتذكر أخر عيد شمامسة حضرته في بغداد حيث اجتمع مئات الشمامسة والشماسات في نهاية التسعينيات في كنيسة أم المعونة في بغداد لحضور احتفاء بهي بعيد مار اسطبانوس مع جمع من الكهنة والراهبات وكانت الكنيسة تهتز بالأناشيد والألحان الكلدانية ومنها باللهجة الكلدانيىة الساحرة التي كان كل الشعب يشترك فيها.

وأقام القداس (الرتبة الثانية) المرحوم البطريرك بيداويد بمعية أربعة أساقفة ولم يتم استخدام كلمة عربية واحدة في الاحتفال الذي استمر حوالي أربع ساعات.

لم يستلم البطريرك ساكو الكنيسة الكلدانية بهذا الشكل أبدا.  سيحاسبه التاريخ على ما ألحقه من دمار في هذه الكنيسة العريقة.

وفي الموصل، أخر زيارة لي مع مجموعة من الصحافيين للمدينة رتب لنا لقاء مع المرحوم المطران كرمو وكان يوم السبت وتأخرنا حوالي ساعة ونصف لأنه كان منشغلا بصلاة الرمش وحضرتها وكان معه أربعة كهنة وجمع من الشمامسة وحشد من المؤمنين والصلاة كانت قمة في الأداء وممارسة الطقس الكلداني بألحانه البهية الساحرة الملائكية. هذا كان أيضا في التسعينيات.

مع جل احترامي للبطريرك ساكو إلا أنه السبب وراء الهدم والخراب والتسيب الذي تعاني منه مؤسسة الكنيسة الكلدانية التي تمر حاليا في فوضى عارمة.

لا أريد أن أذكر ماذا حل بالمعهد الكهنوتي والرهبانات في عهده العتيد وسنيه العجاف.

قل لي متى رأيت البطريرك ساكو يمارس لغة وطقوس وفنون وريازة شعبه وكنيسته، ومتى قرأت له مقالا يدافع عنها ويحث شعبه وكنيسته على التشبث بها وممارستها؟ وقل متى كتب البطريرك ساكو حرفا بلغة شعبه وكنيسته ومتى طبع كتابا بلغة شعبه وكنيسته؟


إن كان للبطريرك ساكو انجاز، فهو ينحصر في هدم لغة وتراث وطقوس وفنون وريازة شعبه وكنيسته، وإن أردت ان تزيل شعبا من الوجود اهدم ثقافته وينتهي.

أتفق معك في مسألة أن هناك بعض الكلدان قد لا يحبون لغتهم وطقوسهم ويفضلون ما يأتي به البطريرك ساكو من تعريب وتغريب وتشويه وتزوير للغتهم وطقوسهم وفنونهم واستبدالها بالدخيل ولأجنبي، إلا ان الغالبية الساحقة من الكلدان تعشق لغتها وطقوسها وفنونها وهناك بوادر معارضة شديدة للبطريرك في صفوف الكلدان حاليا وسببها حملته التأوينية الظالمة التي تهمش وتطمس التراث واللغة والطقوس والفنون الكلدانية وتستبدلها بالدخيل والهزيل من النصوص وغيرها.

تحياتي


181
الأخ لوسيان :

2- أنت تقول ما يلي : "  ولهذا اقول ايضا بان البطرك لم يمتلك فرصة تسير بشكل طبيعي وانما تعرض الى عمليات ابتزازية بشعة منذ اليوم الاول وهذه طبعا تطورت وصاحبها عدة ردات فعل مختلفة والتي كلها لم تاتي بطريق طبيعي..."
 
وكأني بك تُدافع عن غبطة البطريرك ساكو عندما تقول بأنه " لم يمتلك فرصة تسير بشكل طبيعي ...
أعتقد هذا الكلام يحتاج الى توضيح ؟
البطريرك ساكو إستهان بلغة طقس الكنيسة التي يرأسها وإحتقر لغته الأم ولغة رعيته ُ وهذا الذنب كبير بحد ذاتهِ ولا يُغتفرعلى الأقل من قبل شريحة واعية من أتباع هذهِ الكنيسة التي لا أعلم لماذا يصر كهنتنا على تسميتها بِ ال"كلدانية"، في الوقت الذي نراه ونسمعه ونلمسهُ : انها عربية بما لايقبل الشك ولا نحتاج الى برهان .

 

 

الأخ جلال برنو المحترم

تحية طيبة،

رغم أن التعقيب ليس موجه لي، بيد أنني ارتأيت التفاعل معه لأهميته.

لا يجوز الدفاع عن أي شخصية او حتى شخص على المستوى العادي يقوم باستهانة وتشويه وتغريب وتعريب وتزوير واستبدال تراثنا ولغتنا وفنوننا وريازتنا الكلدانية بالدخيل والهجين والغريب، لأنه بهذا السلوك والتصرف يقتلنا ونحن أحياء، ولا يقتلنا جسدا بل وجودا وثقافة وتاريخا وهوية وطنية وكنسية.

العدو يقتل الجسد. نعم هذا صحيح، وقد جرى قتلنا وربما لنا من الشهداء ما ليس لدى أي شعب مسيحي أخر، بدليل أن الكنائس في العالم تتفق على إطلاق تسمية "كنيسة الشهداء" على كنيستنا المجيدة.

إلا أن الذي يشوه ويزور ويغرب ويعرب ويستبدل لغتنا وتراثنا وطقوسنا وفنوننا يقترف ما يرقى الى الإبادة الجماعية بالمفهوم الثقافي، وليس هناك إبادة أقسى على أي امة من الإبادة الثقافية.

ومع جل احترامي للبطريرك ساكو فإن حملة التأوين التي دشنها في مستهل الثمانينيات وطبقها قولا وممارسة على أوسع نطاق منذ تسنمه سدة البطريركية ترقى الى الإبادة الثقافية لشعب أصيل وكنيسة مجيدة. استبدال اللغة والطقوس والفنون والريازة والآدب وتعريبها وتغريبها وتشويهها وتزويرها ينهي مسيرة أية أمة تتعرض لحملة مثل هذه ويفصلها عن ماضيها وتراثها وتتشكل منها أمة هجينة لا مكان في التاريخ لها.

أدعو البطريرك ساكو لا بل اتوسله ان يراجع النفس ويعيد النظر في نهجه هذا كي يصلح ولو بعض الشيء الضرر الكبير لا بل الخراب الذي سببته حركته التأوينية غير الحميدة هذه.

تحياتي

182
لم يكن لنا منذ رحيل المطران اسطيفان بابكة من كرمليس من يجيد اداء هذه الالحان

الأخ بطرس نباتي المحترم

تحية طيبة،

تذكر في واحد من ردودك قامة كلدانية رفيعة كان لها أثر بالغ في الثقافة الكلدانية وتوحيد الطقس الكلداني والالحان والفنون الكلدانية.

كان المرحوم المطران اسطيفان بابكة قمة شامخة ومعه المطران أفرام بدى وتبعهم المرحوم القس يوحنا جولاغ. هؤلاء الثلاثة يعدون رواد النهضة الكلدانية الحديثة ورواد التجدد والحداثة في الكنيسة الكلدانية، وعلى الكلدان أن يسطروا اسمائهم بماء الذهب.

ولكن أريد تذكيرك ان الذي حارب هؤلاء بدون هوادة هو البطريرك ساكو. ولنا شهود حيث كنا جمهرة من الشمامسة الكلدان نتلقي علومنا علي يد القس الجليل يوحنا جولاغ وكان حديث القس ساكو في حينه واستهزائه وازدرائه بنا وبالعمالقة الكلدان الثلاثة لا يغيب عن أي جلسة.

لم يظهر البطريرك ساكو حبا واحتراما للتراث واللغة والفنون والريازة الكلدانية مطلقا قولا وممارسة. وهذا أظن يتفق عليه أغلب الشمامسة الكلدان في الموصل.

وقبل تغلغل حركة التأوين (الحركة الهدامة التي قادها البطريرك ساكو وطبقها دون هوادة في السنين التسع العجاف من ادراته)، كانت هناك نهضة كلدانية شامخة وواسعة. قد لا يعرف الكثير من الكلدان إلا ان العقود الأولى من القرن العشرين والعقود الثلاثة التي تلت منتصفه شهدت نهضة كبيرة.

هذه النهضة استندت الى إحياء التراث والتأليف باللهجة الكلدانية الساحرة. فظهرت لنا مؤلفات كثيرة ومجموعة كبيرة من الأناشيد والأشعار باللهجة الكلدانية وصارت على كل لسان، لا بل انتقلت الى مكونات شعبنا الأخرى من الأشوريين والسريان أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: "بشما دبابا وبرونا" و"مشتاقيون من لبا" و"بثولتا صبيثا " وعشرات لا بل مئات من الأناشيد النبوية الملائكية التي كان الكلدان وغيرهم يرنموها ليس في الكنائس فحسب بل النزهات والاحتفاء بالتذكارات الكنسية.

أين صارت هذه النهضة؟ وهنا أخاطب البطريرك ساكو الذي ائتمنه الكلدان قائما وحافظا على تراثهم ولغتهم وفنونهم وطقوسهم الكنسية.

 وأنا أكتب هذه الكلمات أتذكر المرحوم القس إغسطين صادق النوهدري الذي له عشرات من الأناشيد والقصائد النبوية باللهجة الكلدانية.

وهناك أخرون من أمثال المؤلفات الكلدانية الذائعة الصيت باسم داويذ كورا، وهناك القس أبلحد الهوزي، والخوري يوسب بهرو والقس فرنسيس أليشوران والقس دوميانوس الألقوشي وأخرون من سلسلة المبدعين الكلدان ورواد نهضتهم الحديثة التي اطفأ التأوين شعلتها.

أقول بجزم إن البطريرك ساكو يكره كل هؤلاء ولا يطيق ذكر اسمائهم لأن لو لم يكن الأمر كذلك لطبع لنا مؤلفاتهم وأحيا لنا أشعارهم وهي بلهجة كلدانية ساحرة يفهمما الغالبيبة الساحقة من الكلدان ومن رواد الكنيسة الكلدانية بدلا من تأليف كتب بعربية ركيكة لا ترقى الى إنشاء مدرسي وفرضها على الكلدان وهي لا تستحق حتى القراءة ضمن حملة التأوين البطريركية الحالية؟

وأخاطب البطريرك ساكو وأقول له يا غبطة البطريرك هذا التراث وهذه الطقوس بلهجتنا المحكية هي نموذج حي للتأوين وليس كتابة نصوص بعربية هشة ركيكة مليئة بالأخطاء ومن ثم فرضها كصلاة جماعة.

هل هذه النصوص بلهجتنا الكلدانية أيضا زراعية وفيها صلاة للجراد والصرصار وهي جوفاء؟

الوضع في مؤسسة الكنيسة الكلدانية محزن حقا!

تحياتي

183

 لناخذ كمثال الدكتور ليون برخو.
الدكتور ليون برخو صرح بنفسه ولعدة مرات حول لماذا هو يوجه انتقادات للبطريركية، حيث قال بان ذلك من اجل اللغة والطقس والتراث، وصرح بنفسه بانه لن يتوقف عن الانتقاد الى ان تقوم البطريركية بما يريده . وانا متاكد بانه اذا راى تغيير في موقف البطريركية فانه سيتوقف عن الانتقاد وسيسلك طريق اخر...


الأخ لوسيان المحترم

تحية طيبة،

قولك في أعلاه سليم وهو بيت القصيد. خلافي مع البطريرك ساكو ينحصر في موقفه غير الحميد من اللغة والطقس والفنون والآداب الكنسية الكلدانية.

لا علاقة لي من قريب او بعيد بالشؤون الأخرى وإن عرجت عليها فلأجل المقاربة والمقارنة ورد الحجة وتفنيد ما يأتي به بعض الأخوة من نقد في الغالب يقع خارج سياق الموضوع.

وأكرر هنا إن ما يقوم به البطريرك ساكو من تأوين (إي تعريب وتشويه وتزوير وتغريب للتراث الكلداني) فلعمري إنه أمر خطير، لا يقوم به حتى الاعداء، لأن حتى العدو يتورع ويفكر كثيرا قبل الإقدام على تعريب وتغريب وتزوير وتشويه تراث غريمه.

تصور لو قام زعيم كردي بأي مستوى بما يقوم به البطريرك ساكو من تعريب وتشويه وتزوير واستبدال للتراث واللغة والآداب الكردية؟ ماذا يمكن أن يحدث؟ لأقام الأكراد عليه الدنيا ولم يقعدوها. ضع مكان الكردي أيى زعيم او شخص أخر.

لا يجوز الوثوق بأي شخصية قيادية في أي شعب تعمد الى تعريب وتزوير وتشويه وتغريب واستبدال لغة وتراث وطقوس وآداب شعبها بالدخيل والغريب والأجنبي، هذه خيانة.

وكما قلت في ردي على الأخ بطرس نباتي، أكرر "إن الذي لا يؤتمن على لغة شعبه وتراث شعبه، وفنون شعبه، وآداب شعبه، وطقوس شعبه، لا يجوز ابدا ائتمانه على أي شيء اخر."

تحياتي

184

الأخ بطرس نباتي المحترم

تحية طيبة،

أسف للتأخير في التعقيب على ما أتى في ثنايا ردودك. وها أنا أعرج عليها لأهميتها ولأنها تسلط الضوء على ركيزة مهمة من الموقف وموضوع المقال والنقاش الذي نحن في صدده.

هذا اقتباس مهم من واحد من الردود:
 "أنا لا اود مطلقا من السيد ليون ... ان يوسع دائرة خلافاته مع  سيادة البطريرك لاننا بحاجة اليوم الى التكاتف."

دائرة الخلاف مع البطريرك بقدر تعلق الأمر بي محصورة وضيقة ولا تتجاوز مسألة اللغة والتراث والطقوس والآدب الكنسي للكنيسة الكلدانية.

موقف البطريرك وممارساته في هذا المضمار غير حميدة وتعمد الى تشويه وتعريب وتغريب وتزوير واستبدال اللغة والتراث والطقس والفنون والآداب الكلدانية بالدخيل والهجين وبلغة عربية ركيكة لا تستحق القراءة.

ليس هناك مسؤول في الدنيا يعمد وبهذا الشكل المنهجي إلغاء تراث ولغة وفنون شعبه وكنيسته وبإصرار مثل الذي يقوم به البطريرك ساكو. وهنا اتحدث كعارف ومتابع وصديق له، تابع مسيرته منذ تعيينه كاهنا في الموصل وحتى تسنمه السدة البطريركية.

لقد وصل كره وازدراء التراث واللغة والطقوس الكلدانية بالبطريك ساكو درجة حرق حوذرتنا المقدسة ورمي كتب التراث الكنسي أين ما حل في القمامة، وهناك شهود على ما أقول وهناك جمهرة من الشمامسة وتلامذة السيمنير لهم دراية وعلم بهذا.

ليس هناك ربما حتى على المستوى الفردي، كرديا كان، أم فارسيا، أم تركيا، أم انكليزيا ام المانيا ... قل ما شئت، يتعامل مع لغة شعبه وتراثه وفنونه وطقوسه بالطريقة  المهينة لا بل المشينة التي يتعامل بها البطريرك ساكو مع تراث شعبه.

أنظر التاريخ، فقط الأعداء يعمدون الى تشويه وتزوير وتعريب وتغريب واستبدال لغة وتراث وفنون شعبهم. لا أعلم كيف يقول البطريرك ساكو أنه منتم الى الشعب الكلداني وأن الكنيسة التي يقودها كلدانية وفي نفس الوقت يحارب لغة وتراث وفنون وطقوس والآدب الكلدانية؟

وبسبب هذا فإن دائرة الخلاف في اتساع، واتساع كبير. ظهرت كتب في العراق والشتات تهاجم البطريرك لمسيرته غير الحميدة بقدر تعلق الأمر باللغة والتراث، وهناك كهنة منشقون عن مؤسسته ودائرة المعارضة له في اتساع وصلت الى نشر الغسيل الوسخ، ووصل الأمر الى ان ينزل البطريرك ذاته او من ينوب عنه باسم حركي وينشر ما لم ينزل الله من سلطان، والذي قد لا يكتبه او يقوم به إنسان عادي.

المعارضة للبطريرك ساكو في صفوف الكلدان في اتساع، والسبب في رأي موقفه من اللغة والتراث والطقس.

وأخيرا تقول أخي الكريم:
"وانا على يقين بان كنائسنا لا تستطيع الاستغناء عنه (اللغة والتراث والطقس الكنسي) ابدا لان كل كلمة فيه وكل وتر فيه قد صيغ بدماء عشرات الشهداء."

نعم هذا بيت القصيد وهذا الصحيح، ونعم ان كل كلمة ونغمة في لغتنا وتراثنا وفنوننا صيغت بدماء عشرات الشهداء." فبأي حقق يقوم البطريرك ساكو بتشويه وتزوير وتعريب وتغريب واستبدال هذا التراث، الذي يمثل الوجود لنا كأمة وكنيسة، ولا يرف له جفن.

الذي لا يؤتمن على لغة شعبه وتراث شعبه، وفنون شعبه، وآداب شعبه، وطقوس شعبه، لا يجوز ابدا ائتمانه على أي شيء اخر.

تحياتي


185
  البابا فـرانسيس قال : مارتـن لـوثـر كان مصلحاً كـنسياً
إذن : ماذا نـقـول اليوم عـن محاكم التـفـتـيش ؟ كـيـف نـقـيّـمها ؟

أخ مايكل

البابا فرنسيس يمارس على المستوى اليومي رسالة المسرة والبشارة في كل صغيرو وكبيرة، وهو اليوم بوصلة مكارم الأخلاق الإنسانية النابعة من جوهر رسالة الإنجيل في المحبة والتسامح والعطاء والغفران.

هل تعلم ماذا يقولون عنه لقربه اليومي من الإنجيل؟ يقولون إنه هرطوقي، مع ذلك لم ينبس ببنت شفة منتقدا او حتى مدافعا عن نفسه:
https://www.politico.eu/article/pope-francis-heretic-vatican-liberal-conservative-war/

ومحاكم التفتيش فكرا وممارسة غادرتها الكنيسة الرومانية الكاثوليكية مع طلب الغفران والتسامح والوعد أنها لن تصبح مرة أخرى حتى جزءا من خطابها ولهذا ألغت مفردة هرطقة وتكفير الأخر إن كان من مذهب مسيحي مختلف او دين مختلف او حتى لا ديني، وشرعت عقيدة خلاص غير المؤمنين.

تحياتي

186
انا لست مجمع العقيدة والايمان كي احكم على ليون برخو  وكتاباته ، هل هي ايمانية او شرك وكفر  ؟ ولست ايضا عضو في محاكم التفتيش كي احاكمه بالزندقة و لاصدر  اوامري بحرق كتاباته

الأخ بطرس نباتي المحترم

تحية طيبة،

أركز في هذا التعقيب على مقولتك في أعلاه، ومن ثم سأجعل ما أدليت به حول اللغة والتراث والفنون ثنايا ردودك مسك الختام للمقال.

ما هي "محاكم التفتيش؟" محاكم التفتيش هي احتكار الحديث باسم الله والإنجيل. وهذا الاحتكار يجعل الدين بضاعة، التي يجب احتكار تجارتها لتكديس الأرباح.

واحتكار التجارة يعني التقليل من شأن لا بل محاربة من يعرض بضاعة منافسة ومشابهة.

هذا يحدث لدى محتكري البضاعة وكذلك لدى محتكري الدين والنص والتفسير حسب هواهم.

كي تخرج تاجر يتعامل بذات البضاعة من السوق عليك محاربته بأي وسيلة حتى وإن تضمنت الكذب والتسفيه والتسقيط والابتزاز وتشويه السمعة والاستفزاز.

أظن ما ينطبق على احتكار البضاعة ينطبق أيضا على كل من يحتكر الدين والله والكتاب وتفسيره لنفسه.

وهذا يقع ليس ضمن الأديان المتنافسة، بل ضمن المذاهب والفرق المتنافسة ضمن الدين الواحد، وقد يقع في إطار المذهب والفرقة الواحدة حيث يتنافس رجال دين ذلك المذهب فيما بينهم وكأنهم تجار في السوق.

هذا كان سبب محاكم التفتيش التي وحسب الإحصاءات الكنسية الرومانية الرسمية أدت الى احراق أكثر من 60,000 ألف امرأة بحجة السحر والشعوذة وحسب ضمن طقوس كانوا يرفعون فيها الصليب ويقرأون الانجيل وغيره.

وكان المشارقة وعلى الخصوص كنيسة المشرق من أكبر ضحايا محاكم التفتيش حيث طبقوا عليها نسخة من أقسى ما يمكن تصوره، وفي العصر الحديث، وما وقع من مآس يندب له الجبين.

وهناك أيضا صكوك الغفران، حيث التجارة بالدين هنا لا تختلف عن التجارة بأي بضاعة واحتكارها.

أظن الاستناد الى الدين وتفسيراته في محاولة لتهميش وازدراء الأخر وميوله وثقافته مؤشر للانحطاط الفكري والتخلف الذهني، لأن كل موقف من الدين والنصوص ما هو إلا تفسير وميل شخصي واجتهاد قد يصح او لا يصح.

في الحقيقة، أعجبني الموقف وسرني وأضحكني على أنني لست مسيحيا او لا أستحق أن أكون مسيحيا ويجب إخراجي من كل الكنائس، او ما يشبه الفتوى التي تقول إنني استخدم "التقية" وأنه لن يفيد أي دفاع عني ابدا استنادا الى اقتباس خارج سياقه، وهذا يشبه محاكم التفتيش المرعبة لأن القائمين فيها كانوا يقتبسون على هواهم ويفسرون على هواهم للحكم على ألاخر ومن ثم اضطهاده بأبشع الآت الاضطهاد التي عرفتها البشرية وحرق كل كتبه إن كانت له مؤلفات وربما حرقه وهو حي.

نلجأ الى التسقيط والاستفزاز وتشويه السمعة والابتزاز فقط عند غياب الحجة، ونظهر بذلك قلة الحيلة وضحالة الفكر والأنكى فنحن بدلا من الدفاع عن الموقف او الفكر او الشخص الذي يقع تحت مطرقة النقد نسيء له إساءة بالغة.

تحياتي


187
البطريرك يقول: قصة يونان النبي هي رمزية تعليمية، وليست واقعة تأريخية. بجملة واحدة انت ماذا تقول: هل هي رمزية تعليمية، ام واقعة تاريخية؟؟؟

أخي العزيز،

البطريرك أيضا يقول إنها درامة او دراما، بمعنى مسرحية او تمثيلية، ويتحدث عن "صلعة يونان" واليقطينة التي وقته من الحر ... وغيره كثير.

أقول وأكرر ما قلته عن سيمائية الرمز او الأسطورة. للمؤمن هي واقع تاريخي مقدس ورباني ومليارات البشر حتى لا يشكون في ذلك، لغير المؤمن لا واقع تاريخي لها وهي مجرد درامة او دراما، اي تمثيلية او مسرحية. وهنا أنا أحاول أن اشرح استنادا الى العلوم السيمائية أي semiotics وحسب.

وأقول إن أصبحت هذه القصة مجرد رمزا بلا واقع وعمق تاريخي وعمق سماوي رباني، ينسحب هذا على كل المعجزات الأخرى لأنها لا تختلف عن قصة يونان. لا يجوز ان نختار ونمد ونمط النصوص على الهوى الذي نحن عليه والذاتية التي تتملكنا.

تحياتي

188

ولانك لم تجاوبني لحد الآن على سؤالي الذي كرّرتُه عدة مرات، اكرره للمرة الاخيرة: هل قصة يونان النبي واقعة تأريخية حدثت فعلا، أم قصة رمزية تعليمية ذات هدف رباني واضح؟؟؟

الاخ سامي ديشو المحترم

تحية طيبة،

لقد أجبت عن السؤال عدة مرات في ثنايا المقال والتعقيبات وأسلط الضوء عليه في التعقيب الأخير الذي أنقله للفائدة العامة في أدناه.

خذ سيمائية العلم الوطني. هذا العلم إن لم يعود إليك هو مجرد قطعة قماش لا أهمية او واقعا،او قدسية له، لنقل درامة او دراما، بمعنى مسرحية او تمثيلية. وإن كنت أنت صاحبه، أي تؤمن به، يؤدي التلامذة التحية له كل صباح في المدارس، ويقبلونه، وينشدون له من خلال طقوس معينة، ويحاربون تحت رايته ويموتون من أجله. وهذا ينطبق على أي رمز أخر في الحياة.

وقصة يونان النبي وباعوثا نينوى للمؤمنين بها هي أسمى بكثير وأرفع شأنا ومنزلة بشكل لا يتصور من العلم الوطني لدى أصحابه. وكما العلم الوطني هو واقع في مخيلة الشعب والوطن، كذلك قصة يونان النبي وباعوثا نينوى يراها المؤمنون بها واقعا  تاريخيا مقدسا وربانيا في ذاكرتهم وثقافتهم وطقوسهم وممارساتهم؛ وللعلم، فإن هؤلاء بالمليارات من الناس، لأن النبي يونان يجمع جميع الأديان التي ترى أنها من السماء. للمؤمنين هؤلاء يونان النبي واقع تاريخي مقدس ورباني بغض الطرف عن ما يقوله العلم والجغرافيا والتاريخ والأركيولوجيا. وشأن معجزة يونان شأن أي معجزة أخرى يراها أصحابها معجزة ...

وفي الفيديو في أدناه   في الدقيقة : 1:16:16  .. يُجيب الكاهنى (اللاهوتي والعالم) الكاثوليكي على السؤال الأهم وهو إن كانت نبوءة يونان النبي مجرد "درامة" او دراما بمعنى مسرحية او تمثيلية أم أنها واقع تاريخي مقدس رباني لدى المؤمنين بها:
https://www.youtube.com/watch?v=2FawN9dm5e8

والسيمائية هذه واضحة، في ظني، في المختصر الذي قدمته:

تحياتي

القراء والمتابعون الكرام: هذا ملخص للمقال والتعقيبات التي أدليت بها حتى الأن


كل شيء تقريبا في الحياة هو رمز أو وله رمز – والحياة ما هي إلا مجموعة من الرموز – وكل رمز له في أقل تقدير خاصيتان: الأولى إنه مجرد علامة دالة او مؤشر؛ والثانية مدلول ومبيّن.

وللرموز مدلولات مختلفة باختلاف السياق والثقافات.

العلم الوطني هو مجرد قطعة قماش مع بعض الألوان، بيد أن هذا الرمز له مدلول ومبيّن له طقوسه الخاصة من أناشيد ورفع وتنكيس الى درجة فداء النفس من أجله في ساحة المعركة. كم جندي قتل وهو يرفع علم بلاده في ساحات الوغى؟

إذا، كلما ازدادت أهمية رمز في عيون أصحابه، رافقته طقوس ترقى الى الأهمية ذاتها؛ وكلما قلت أهمية رمز في عيون أصحابه، رافقته محاولة لتهميش وتغريب وتزوير وحتى إلغاء طقوسه واستبدالها بالدخيل والأجنبي.

وإن حدث وأن جرى تهميش او تغريب او تزوير او استبدال لرمز، عمد أصحاب هذا النهج الى طمس واحتقار وازدراء الطقوس التي ترافقه – كما تفعل ومع الأسف الشديد رئاسة مؤسسة الكنيسة الكلدانية حاليا.

لأننا عندما نجعل من رمز نبوءة يونان وباعوثا نينوى مجرد درامة او درامة بمعنى مسرحية او تمثيلية، نتعامل مع الطقوس التي ترافقها ذات النظرة، والذي تابع طقوس باعوثا نينوى التي مارستها رئاسة مؤسسة الكنيسة الكلدانية هذا العام وعلى الخصوص إن كان متضلعا بالتراث والطقس الكلداني، لا أظن أنه يخرج بانطباع غير أنه كان حقا أمام مسرحية او تمثيلية.

وقس على ذلك، أي رمز أخر؛ إن جردناه من واقعه التاريخي وقدسيته وربانيته، نهمش أيضا الطقوس المرافقة له لأن لن تعد هناك حاجة إليها إن فقد الرمز أهميته في المخيال الشعبي والتكوين الثقافي والتاريخي لهذا الشعب.

وهذا ينطبق على نبوءة يونان وباعوثا نينوى كما ينطبق على كل الرموز الأخرى التي يسبغ عليها اصحابها هالة من الأهمية والقداسة والربانية، إن كان الصليب أم القيامة أم بتولية العذراء أم الولادة المعجزة للمسيح أم التجلي وغيرها من الرموز التي يراها المسيحيون مثلا أنها واقع تاريخي وقدسي ورباني.

عندما نستهين او نخرج رمز من واقعه التاريخي وقدسيته وربانيته، تنحدر أهمية الطقوس المرافقة له في عيوننا.

وهذا أيضا واقع الحال، ومع الأسف الشديد، لدى الرئاسة الحالية لمؤسسة الكنيسة الكلدانية حيث أنها ترى واحدة من أقدس القصص ذات الواقع التاريخي والرباني لدى  المسيحية طرا ألا وهي قصة النبي اشعيا والعليقة والملائكة وهم يرددون قدوس، قدوس، قدوس –– حسب ما يرد في وصف اشعيا – ترى هذه المؤسسة العتيدة أن الطقوس المرافقة لها بمثابة "حديقة حيوانات" وتزدري وتستهين بالملائكة التي تغطي وجهها من إشعاع النور – كما يقول اشعيا – وتشير الى "أسفلم" ... عندها لا نتورع ان نجعل من الطقوس المرافقة للرموز هذه على أنها "جوفاء" ونأتي بالدخيل والأجنبي كي يحل محلها.

وهكذا ترى أن الرئاسة العتيدة هذه تعير الشمامسة الكلدان بصورة قبيحة، محاولة إلغاء دورهم وذلك لأن الشماس الكلداني "يعلعل" وأن الصنج الكلداني الذي يرافق الطقوس ما هو إلا "طاپ وطيپ."

مع الأسف الشديد، هذه النظرة الى التراث والطقس والريازة واللغة والفنون الكلدانية صارت واحدا من أهم إنجازات الإدارة البطريركية الكلدانية الحالية، وبدلا من أن تعيد النظر في منهجها الهدام هذا تصر عليه بتعمد وقصد لغايات غير حميدة.


189


القراء والمتابعين الكرام: هذا ملخص للمقال والتعقيبات التي أدليت بها حتى الأن


كل شيء تقريبا في الحياة هو رمز أو وله رمز – والحياة ما هي إلا مجموعة من الرموز – وكل رمز له في أقل تقدير خاصيتان: الأولى إنه مجرد علامة دالة او مؤشر؛ والثانية مدلول ومبيّن.

وللرموز مدلولات مختلفة باختلاف السياق والثقافات.

العلم الوطني هو مجرد قطعة قماش مع بعض الألوان، بيد أن هذا الرمز له مدلول ومبيّن له طقوسه الخاصة من أناشيد ورفع وتنكيس الى درجة فداء النفس من أجله في ساحة المعركة. كم جندي قتل وهو يرفع علم بلاده في ساحات الوغى؟

إذا، كلما ازدادت أهمية رمز في عيون أصحابه، رافقته طقوس ترقى الى الأهمية ذاتها؛ وكلما قلت أهمية رمز في عيون أصحابه، رافقته محاول لتهميش وتغريب وتزوير وحتى إلغاء طقوسه واستبدالها بالدخيل والأجنبي.

وإن حدث وأن جرى تهميش او تغريب او تزوير او استبدال لرمز، عمد أصحاب هذا النهج الى طمس واحتقار وازدراء الطقوس التي ترافقه – كما تفعل ومع الأسف الشديد رئاسة مؤسسة الكنيسة الكلدانية حاليا.

لأننا عندما نجعل من رمز نبوءة يونان وباعوثا نينوى مجرد درامة او درامة بمعنى مسرحية او تمثيلية، نتعامل مع الطقوس التي ترافقها ذات النظرة، والذي تابع طقوس باعوثا نينوى التي مارستها رئاسة مؤسسة الكنيسة الكلدانية هذا العام وعلى الخصوص إن كان متضلعا بالتراث والطقس الكلداني، لا أظن أنه يخرج بانطباع غير أنه كان حقا أمام مسرحية او تمثيلية.

وقس على ذلك، أي رمز أخر؛ إن جردناه من واقعه التاريخي وقدسيته وربانيته، نهمش أيضا الطقوس المرافقة له لأن لن تعد هناك حاجة إليها إن فقد الرمز أهميته في المخيال الشعبي والتكوين الثقافي والتاريخي لهذا الشعب.

وهذا ينطبق على نبوءة يونان وباعوثا نينوى كما ينطبق على كل الرموز الأخرى التي يسبغ عليها اصحابها هالة من الأهمية والقداسة والربانية، إن كان الصليب أم القيامة أم بتولية العذراء أم الولادة المعجزة للمسيح أم التجلي وغيرها من الرموز التي يراها المسيحيون مثلا أنها واقع تاريخي وقدسي ورباني.

عندما نستهين او نخرج رمز من واقعه التاريخي وقدسيته وربانيته، تنحدر أهمية الطقوس المرافقة له في عيوننا.

وهذا أيضا واقع الحال، ومع الأسف الشديد، لدى الرئاسة الحالية لمؤسسة الكنيسة الكلدانية حيث أنها ترى واحدة من أقدس القصص ذات الواقع التاريخي والرباني لدى  المسيحية طرا ألا وهي قصة النبي اشعيا والعليقة والملائكة وهم يرددون قدوس، قدوس، قدوس –– حسب ما يرد في وصف اشعيا – ترى هذه المؤسسة العتيدة أن الطقوس المرافقة لها بمثابة "حديقة حيوانات" وتزدري وتستهين بالملائكة التي تغطي وجهها من إشعاع النور – كما يقول اشعيا – وتشير الى "أسفلم" ... عندها لا نتورع ان نجعل من الطقوس المرافقة للرموز هذه على أنها "جوفاء" ونأتي بالدخيل والأجنبي كي يحل محلها.

وهكذا ترى أن الرئاسة العتيدة هذه تعير الشمامسة الكلدان بصورة قبيحة، محاولة إلغاء دورهم وذلك لأن الشماس الكلداني "يعلعل" وأن الصنج الكلداني الذي يرافق الطقوس ما هو إلا "طاپ وطيپ."

مع الأسف الشديد، هذه النظرة الى التراث والطقس والريازة واللغة والفنون الكلدانية صارت واحدا من أهم إنجازات الإدارة البطريركية الكلدانية الحالية، وبدلا من أن تعيد النظر في منهجها الهدام هذا تصر عليه بتعمد وقصد لغايات غير حميدة.

190
ا ادع الأمر لتحكيم القراء الكرام بعد ما هو معلوم لدى رب الأرباب الديّان العادل.
         حنا شمعون / شيكاغو
           

أخي العزيز،

علينا كلنا أن نتركها لرب الأرباب الديان العادل:

« وَقَالَ لِقَوْمٍ وَاثِقِينَ بِأَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ، وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرِينَ هذَا الْمَثَلَ: إِنْسَانَانِ صَعِدَا إِلَى الْهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا، وَاحِدٌ فَرِّيسِيٌّ وَالآخَرُ عَشَّارٌ. أَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَوَقَفَ يُصَلِّي فِي نَفْسِهِ هكَذَا: اَللّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ، وَلاَ مِثْلَ هذَا الْعَشَّارِ. أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ، وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ. وَأَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ، لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلاً: اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ. أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا دُونَ ذَاكَ، لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ، وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ» (لوقا 18: 9-14).

تحياتي

191

"اللهم أنا حنا شمعون، أنا أصوم باعوثا منذ صغري وإيماني ليس فيه ازدواجية ولي رب واحد. اللهم شكرا لك لأني لست مثل هذا الأكاديمي الهزيل المختفي بهيئة الحمل وهو ذئب مفترس ...وملا في جامع ... وأجبرته على جواب ملزم بنعم ام لا إن كان يصوم الباعوثا ... وهددته وقلت له: أنت الآن طارق بن زياد فالعدو من أمامك والبحر من وراءك، وحنا شمعون هو بانتظار جوابك ... وقررت الا أرحمه هذه المرة ..."

وتقول: "إنه يضحك علينا." حاشى. إنني أضحك فقط على الذي تقوده ذهنية مثل هذه.

كتبت حتى الآن أكثر من 2500 كلمة وفيها من الشتائم والشخصنة والتجريح ما لا يخطر بالبال وهذا لسان حالك.

أخي العزيز، خذ قسطا من الراحة لأنني لم أدخل صفحتي إلا وأراك هناك في الليل والنهار وأعود إليها بعد ساعات وحضرتك هناك؛ أنام وبعد ست ساعات أعود وأراك هناك، هذا منذ أن أنشأتها في 13 من الشهر المنصرم وحتى هذا اليوم.

هل تعلم مدى سروري بتواجدك ليل نها في هذه الصفحة: وهل تعلم كم ضحكت ووصلت قهقهاتي عنان السماء بعد أن قمت بتويب الشتائم  التي ترد في ثنايا تعقيباتك الى درجة أنني وقعت على ظهري. وسأقوم أنا بنفسي نشرها في رد منفصل كي تنام قرير العين.

لذا، أرجوك الا تحرمني من السعادة والغبطة والمسرة التي أنا فيها وأرجوك أيضا عدم مغادرة صفحتي هذه والبقاء فيها على الدوام، ومرحبا بتعقيبك او تعقيباتك القادمة وألف تحية لما ستأتي به من هجوم وشتائم، لأنني حقا في حاجة للحبور والجذل والطرب والابتسامة العريضة. فشكرا لك ومع أطيب التحيات.

192
الأخ بطرس نباتي المحترم

تحية طيبة،

شكرا للتعقيب الأول وأيضا للتعقيب الثاني. كل تعقيب يستحق رد منفصل من قبلي.

سأركز هنا على تعقيبك الأول في أدناه.

نعم، التراث والطقس والفنون واللغة  والريازة التي نملكها (سريانية كانت أم كلدانية أم أشورية أم أرامية) هي ركن مهم من هويتنا الوطنية (القومية) وهويتنا الكنسية المشرقية.

لو ذهب التراث والطقس والفنون واللغة والريازة وجرى طمسها ومغادرتها واستبدالها بالأجنبي والدخيل، لانتهينا كأمة ذات خصوصية وكنيسة مشرقية، عندها في رأي لا يفيدنا كهوية إن كنا في العراق او الشتات، في الجبل او السهل.

في الإمكان وبسهولة تجديد وتحديث هذا التراث الغني، الذي أكاد أجزم قد لا تملك امة أخرى مثله وتحسدنا كنائس الدنيا عليه، بطرق علمية حديثة يستوعبها الكل إن استعان المسؤولون بأصحاب الاختصاص.

واستكثر بعض الأخوة قيامك بترشيحي، ولكن إن كنت تقصد ضمن نطاق رئاسة مؤسسة الكنيسة الكلدانية، فهذه أبعد ما تكون عن التراث والطقس واللغة والفنون حيث أمضت تاريخها وهي تحارب دون هوادة هذا التراث قولا وممارسة وعملت وتعمل ما وسعها لطمسه وإلغائه واستبداله بالدخيل والأجنبي ، وما نهج "التأوين" الذي تصر عليه رغم خطورته على وجودنا كهوية وطنية وكنسية إلا دليل قاطع على ما أقول.

لن أغوص في التوصيفات والممارسات التي تقوم بها رئاسة مؤسسة الكنيسة الكلدانية لأنني ذكرتها في متن المقال والتعقيبات، إلا أنني أجزم أن ليس في الدنيا كلها مسؤول يقوم بإهانة وطمس وتغريب وتشويه وتزوير وتعريب تراث ولغة وفنون وريازة شعبه وكنيسته مثل الذي شاهدناه في السنين التسع الماضية والحبل على الجرار.

أما المشاحنات والمناكفات، لا بل الإساءة والشتم واستخدام عبارات بذيئة من خلال حملة شخصنة ومباشرة، فهذه لا تؤثر في قيد أنملة وهي تسيء الى أصحابها  أولا وأخرا، وأزيدك إنها تجعلني ابتسم كثيرا وبعض البذاءات والشتائم التي وردت جعلتني أقع على ظهري من الضحك.

وقد قمت بتويبها وسأنشرها أنا بنفسي هنا لأنني لم أضحك في حياتي مثلما ضحكت وأنا أجمعها من ثنايا تعقيبات محددة ومن شخص واحد وحسب.

وأزيدك علما وفرحا، بأن أخر نشاط لي في مضمار الحفاظ على التراث وتجديده وتقديمه بحلة جديدة عصرية جرى ترجمتها من قبل مؤسسة كاثوليكية في أوروبا وهي تشيد بكنيسة المشرق المجيدة، وجرى نشر النشاط في موقعها مدشنة بذلك وجودا لنا خارج المواقع العربية.
https://www.facebook.com/100002844373838/posts/4493186350786133/?d=n

وأزيدك غبطة، هناك تواصل من بعض الجمعيات في الغرب لأرشفة هذا التراث ومن ثم العمل على إحيائه.

وكي تنام قرير العين، أقول أنني الآن جزء من مجموعة من الأساتذة والعلماء بطقس وفنون ولغة وريازة وآداب كنيسة المشرق المجيدة تحت خيمة  Sydney College of Divinity  الشهيرة وبمعية أعلام مثل البطريرك آوا، بطريرك كنيسة المشرق الأشورية. ليوفقنا الله في هذا المسعى الذي سأبذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيقه ونجاحه.

وأشكرك جدا لمتابعة صفحاتنا في مواقع التواصل التي والحمد لله يزداد مداها ومتابعيها وأصدقائها. وكذلك أحمد الله أن صفحاتنا يتقاطر إليها الكل من أفراد وكنائس وأطياف شعبنا بأسمائه ومذاهبه المختلفة

تحياتي



الاخ ليون اسمح لي ان اقول  ولجميع اصحاب الردود سواء  تلك المعارضة او المؤيدة   ، لندع جانبا  المناكفات  والمشاحنات الكلامية والقيل والقال ، طقسنا ثر جدا بالحانه وتراتيله وتراثنا الايماني الذي  وصلنا بلغتنا الام ( سريانية كانت. او كلدانية او اشورية )  سواء كان زراعيا او مستمدا من طبيعة اراضينا  هو  فخرنا واعتزازنا وانا ارى من اجل الحفاض  على هذا الارث الثقافي الغني على  رؤساء كنائسنا تقع مهمة المحافظة  وصونه من الزوال  والاضمحلال   وارى ضرورة تجديده وفق  طرق فنية علمية  من حيث الاداء  وعلى النوطة الموسيقية ، وخير من يجب ان تناط به هذه المسوولية هو الاخ ليون برخو  وبصحبة بعض الشمامسة والكهنة الذين يقوم هو بترشيحهم ليكونوا اساتذة اللحن المشرقي في المدارس الكهنوتية  والاديرة ،  لتخريج كهنة وشمامسة ملمين بهذا التراث العظيم وهنا اود ان اشيد بشمامسة عنكاوا وعلى راسهم الشماس الجليل ( سليم منصور ) الذي يتقن جميع الالحان كنيستنا الكلدانية والتي تم جمعها  في ( الحوذرا) ويعمل على نشرها عبر اليوتوب ومواقع التواصل الاجتماعي ، هذه المهمة الجليلة يجب ان تناط بالشماس ليون برخو ومعه اخوانه من محبي هذا التراث المشرقي ، دمت استاذا وعازفا ومرتلا ..

193
هذان اقتباسان مهمان من الأخ لوسيان يقعان ضمن سياق شق مهم من مادة ومتن المقال الا وهو إن كانت نبوءة يونان النبي درامة او دراما – بمعنى مسرحية او تمثيلية أم واقعا تاريخيا ربانيا وسماويا لدى أصحابها

الاقتباس الأول:
إحدى اهم القصص التي تملك عندي مصداقية كبيرة جدا هي قصة Therese Neumann

الاقتباس الثاني:
لكن عدم الاعتراف بكل هذه القصص ومن ضمنها قصة النبي يونان لا يعني إطلاقا بانها لم تحدث.

في الحقيقة ما أتى في تعقيب الأخ لوسيان يلقي الكثير من الضوء على شق مهم من الموضوع الذي نحن في صدده، وهو سيمائية المعجزة او الرمز او النبوءة.

يقول الأخ لوسيان إن قصة تيريزا نيومان لها مصداقية كبيرة لديه. وأشرح أكثر وأقول: ليس لديه بل لدى مليارات من المسيحيين، والكاثوليك على الخصوص. وهي قديسة، بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية الرومانية.

وقمت بعد قراءتي لتعقيبه، بإلقاء نظرة بعجالة على ما يسطره العلماء والأكاديميون في أبحاثهم الرصينة عن ظاهرة تيريزا نيومان، أقول الرصينة أي المنشورة في مجلات علمية أكاديمية رصينة ومعتمدة وهي مسجلة في Web of Science        وكذلك معتمدة في    SCOPUS  ، ولها عامل تأثير Impact Factor  وهي المقاييس الثلاثة المعتمدة  في الأروقة الجامعية للرصانة الأكاديمية والعلمية، بمعنى إن النشر او البحث يعد علميا وأكاديميا إن ضمن الشروط الثلاثة هذه وما يتبعها من أحكام. وأظن ان الأخ لوسيان له إلمام بشروط النشر الأكاديمي العلمي الرصين والمعتمد.

العلماء والباحثون بصورة عامة لا يناقشون تريزا نيومان على أنها قديسة وأن قصتها لها مصداقية. العالم في الطب النفساني وطب الأمراض العقلية  يحللها من خلال ما متوافر لديه من علم ونظريات في اختصاصه، مثلا. أغلب ما وقع ناظري عليه لا يراها معجزة بل حالة تقع في حقل psychotic disturbances أو hysterical stigmata  والتأكيد أن الحالة هذه ليست محصورة في المسيحية أو دين محدد بل تحدث لأشخاص من أديان أخرى وأخرين لا دينيين.

وجاء في  The American Journal of Psychiatry   وهي واحدة من أرقى المجلات الأكاديمية الرصينة في حقل العلوم الطبية العقلية والنفسية ما يلي، أترجمه أيضا بعجالة لضيق الوقت: "إن تيريزا نيومان كانت تعاني من سمات هستيرية ... وأن الدراسات الحديثة المفصلة حول الأشخاص الموشومين من أمثالها تظهر أنها كانت امرأة تمر في حالة اضطراب نفسي شديد ولها شخصية هستيرية صارمة الى درجة أن المرء يشك أنها كانت تعاني من اضطرابات ذهانية قبل ظهور الوصمات على جسمها."

بيد أن ما يقوله العلم هنا شيء وما يؤمن به الأخ لوسيان، في رأي شيء أخر. العلم لا يضفي المصداقية على قصتها كونها معجزة، بل حالة بشرية نادرة لا ينحصر وقوعها لدى المسيحيين او الأديان الأخرى بل هناك حالات مشابهة حدثت لأشخاص لا دينيين.

في العلم الاختراع (المعجزة) يجب أن تتكرر. مثلا، لو توصل العلماء الى إيجاد دواء او القيام بعملية لإعادة البصر لضرير، ذات الدواء والعملية إن لم تصبح مشاعة (التعميم)  generalized ، أي في الإمكان تطبيقهما والقيام بها في أي حالات  مشابهة تقريبا وفي أي مكان تقريبا ضمن ذات السياق والخواص، لا يعتد بها.

المعجزة الدينية لعمري حالة فريدة لدى أصحابها، تحدث نادرا وفي أغلب الأحيان مرة واحدة ولا تقبل التعميم. المسيح أقام شخصا من الأموات مرة واحدة، وحول الماء خمرا مرة واحدة، والعذراء أنجبت من الروح القدس (دون زواج) مرة واحدة، ويونان النبي هو الوحيد ضمن إطار وحبكة معجزته.

كما ان الأخ لوسيان يؤمن بتريزا نيومان (يرى مصداقية كثيرة في قصتها)، كذلك هناك مليارات من البشر يؤمنون بالواقع التاريخي وقدسية وسماوية وربانية رموزهم وقصصهم، لأن إن لم يمنح الأخ لوسيان قصة تريزا مصداقية، فإنه يرفع عنها هالة القداسة والمعجزة ومعها المصداقية كما هو الحال مع الأبحاث التي ألقيت عليها نظرة عاجلة في الساعات الثمانية والأربعين الماضية، والتي تضع كل القصة ضمن الإطار العلمي وإطار الطب النفساني او العقلي  او غيره.

عندما نزيح رمزا او قصة من إطار الوقائع التاريخية مع ما يرافقها من قدسية وسماوية وربانية تصبح مسألة عادية يتداولها العلم والبحث الأكاديمي كظاهرة ضمن إطار قوانين العلم والطبيعة، أي مسألة طبيعية، والدين بصورة عامة، كما قلت، يتناول الغيبيات التي تفسر للناس الكثير من الألغاز والأسرار والأسئلة التي تراود مسيرة حياتهم على هذه الأرض والتي يفشل العلم في الإجابة عنها ...

من هنا تأتي قيمة السيمائية الخاصة التي تمنح الرموز الدينية لدى أصحابها مدلولا واقعيا، تاريخيا واقعا ومقدسا وسماويا، وهذا ينطبق على نبوءة يونان النبي ومعجزته وكذلك المعجزات الواردة في الإنجيل.

 ليس في استطاعتنا انتقاء معجزة ونقول هذه درامة او دراما – مسرحية او تمثيلية وهذه معجزة حقيقية من حيث الواقع التاريخي وهالة السماوية والربانية. إن سقطت قطعة من الدومينو تسقط كل القطع الأخرى.

وأتفق مع الأخ لوسيان أن العلم إن لم يعترف بقصة او رمز او معجزة دينية هذا أيضا لا يعني أنها لم تقع إطلاقا. العلم لا يؤمن بالمطلق. يؤمن بالتجريب، والتجربة تتكرر مرات ومرات والبحث يكرر مرات ومراث في سياقات مختلفة وقد نأتي بنتائج مختلفة.

194
الأمر متروك لك أخي العزيز، ولكن يبدو لي أنك حتى تطاوع العقيدة المسيحية الكاثوليكية والإنجيل لأغراضك الخاصة ولغاية أقول مرة أخرى خبيثة في نفسك، وإلا إن كنت متدينا كما تدعي لابد وأن كنت على إطلاع وعلم بقرار المجمع الفاتيكاني الثاني بشأن عقيدة خلاص غير المؤمنين، أي حتى غير المؤمن إن كانت أعماله حسنة له الخلاص من أي دين كان وحتى اللا ديني. وهذه عقيدة وجزء من الإيمان المسيحي الكاثوليكي، وتشمل عقيدة الخلاص المسلمين أيضا. وللمجمع فصل خاص يشيد بالإسلام وعلى الخصوص المكانة الكبيرة التي يمنحها للعذراء مريم.

وتأتي بمحاولة استفزاز خبيثة كي تشوه السمعة أمام القراء وتصدر قرارك وحكمك وكأنك الرب - حاشى - في يوم مجيئه، بأنني "مسلم" وأنني هالك لا محالة، مع كل احترامي للأخوة المسلمين لأنني لا أدين أحدا أبدا ولا أفضل ما أنا عليه من ميل او دين او ثقافة او مذهب على ميل أي كان، ولا علم لي إن كان ملكوت السماء حكرا على هذا وذاك ولكنني أعلم أننا لن نتكىء إلا على أعمالنا.

وهذا اقتباس من الفصل الخاص بالإسلام في مقررات المجمع الفاتيكاني الثاني: "المسلمون يحاولون الخضوع بكل قواهم لقرارات الله ، حتى وإن كانت مخفية ، مثلما خضع إبراهيم لله والذى يتخذه الإيمان الإسلامى طواعية مثلا له. وعلى الرغم من أنهم لا يعترفون بيسوع كإله ، فهم يبجلونه كنبى؛ ويوقرون أمه العذراء ، مريم ، وأحيانا يتوسلون إليها بتضرع. كما أنهم ينتظرون يوم الحساب، الذى سيجازى فيه الله البشر بعد بعثهم ، وهم يقدرون الأخلاق، ويقدمون عبادة ما لله خاصةً بالصلاة، والزكاة والصوم."

وأرجو مرة أخرى عدم تحويل الموضوع عن مساره، لان الخروج عن سياق الموضوع علامة غياب الحجة.

الموضوع حول التراث واللغة والطقس والفنون والريازة الكنسية وكذلك حول سيمائية الرموز والمعجزات لدى الأديان.

وأكرر دعوتي للقراء والمتابعين الكرام لصفحتنا هذه عدم الاكتراث لما يرد من استفزاز. أفضل رد لاستفزاز مثل هذا هو تجاهله ولكنني ارتأيت هذه المرة التفاعل لكشف الأقنعة.


[/color][/size]

انت تكرر نفس الكلام الفارغ ولدي خبرة سنوات طويلة عن قابليتك للتلون ولا استعداد لي بعد هذا للاستمرار في اضاعة الوقت معك.

195

وهكذا حكم الذي بعد مخاض جبله من جديد ولكن لسوء الحظ لم يلد إلا فأرا أخر على أخيه في دينه وكأنه الديان الذي يأتي في نهاية الزمان ليدين الأحياء والأموات.

محاولة أخرى غير ناجعة لتحويل مسار الموضوع والاستفزاز، لأني أقول صراحة في ذات المقال "إنني لست مسلما" وأقول "مرتلا" أي لجمال الترتيل والأداء وليس شيئا أخر.

ونعم مريم العذراء وأي نص عنها يتناص مع قصتها في الإنجيل من قريب أو بعيد أثر في وكما أثر في الحبر الأعظم البابا فرنسيسى والعذراء تؤثر  في وجودي وتكويني وعلاقتي مع الكون وخالقه وحياتي في هذه الأرض وما بعدها - هذا المراد وهذا القصد. اما ما ترمي إليه فهو لغاية خبيثة في نفسك، لأنني لو اتفقت معك حصريا في الموقف من البطريرك ساكو لكنت مسيحيا من الطراز الذي في قياسك، كما كنت في السابق عندما كنت أقف في صفه.

ولكن ماذا تقول عن هذا، الذي ليس هو قولا بل ممارسة:

عند تلاوة قانون الايمان، طلب البطريرك ساكو من المسلمين الحاضرين تلاوة سورة الفاتحة، فالاثنان يعبّران عن الايمان بإلهٍ واحد.
https://saint-adday.com/?p=3428

وماذا تقول عن الذي قال إن العذراء مريم لم تكن عذراء (بتول) حيث يردد: "أن مريم العـذراء ليست بتـولاً بالمعـنى المادي الضيق !!! وإنما هي مسألة معـنـوية ؟" هل تعرف من القائل؟

وهل تعرف أن هناك تناص اي استناد يرقى أحيانا الى اقتباس حرفي في الجزء المكي من الاسلام من المسيحية والانجيل.

وهل تعلم ان الإسلام والمسلمين يؤمنون بطهارة وبتولية العذراء والولادة المعجزة للمسيح، ولكنك لا تنتقد من يقول"إن مريم العذراء ليست بتولا".

ومن ثم، ماذا عن الحبر الأعظم، البابا فرنسيس، الذي وقف خاشعا في الجامع وبدأ يصلي عندما تلى إمام جامع ذات الآية على مسامعه.


وعندما سوئل كيف لك وأن تصلي في جامع وبمرافقة إمام للمسلمين، قال إنه ذكر مريم العذراء، مشيرا الى ذات الأية. وهذه الأقوال تأتي في ذات الإطار لأنها العذراء مريم.

وماذا عن الذين قبلوا القرآن أمام الكاميرات والعالم ومنهم من وضعه على رأسه؟ هل تعرف من هم؟

تمخض جبلك للمرة الثانية ولكن لسوء الحظ  لم يلد إلا فأرا أخر.

وأرجو عدم تحويل الموضوع عن مساره، لان الخروج عن سياق الموضوع علامة غياب الحجة.

الموضوع حول التراث واللغة والطقس والفنون والريازة الكنسية وكذلك حول سيمائية الرموز والمعجزات لدى الأديان.

وأكرر دعوتي للقراء والمتابعين الكرام لصفحتنا هذه عدم الاكتراث لما يرد من استفزاز. أفضل رد لاستفزاز مثل هذا هو تجاهله ولكنني ارتأيت هذه المرة التفاعل لكشف الأقنعة.




196

وتكاد تجعل من نفسك الديان، تقرر ليس من هو مسيحي ام لا بل تظهر وكأن في يدك مفتاح ملكوت السماء وتمنحه حسب مشيئتك.

محاولة أخرى غير ناجعة لتحويل مسار الموضوع والاستفزاز، لأني أقول صراحة في ذات المقال "إنني لست مسلما" وأقول "مرتلا" أي لجمال الترتيل والأداء وليس شيئا أخر.

ولكن ماذا تقول عن هذا، الذي ليس هو قولا بل ممارسة:

عند تلاوة قانون الايمان، طلب البطريرك ساكو من المسلمين الحاضرين تلاوة سورة الفاتحة، فالاثنان يعبّران عن الايمان بإلهٍ واحد.
https://saint-adday.com/?p=3428

وماذا تقول عن الذي قال إن العذراء مريم لم تكن عذراء (بتول) حيث يردد: "أن مريم العـذراء ليست بتـولاً بالمعـنى المادي الضيق !!! وإنما هي مسألة معـنـوية ؟" هل تعرف من القائل؟

وهل تعرف أن هناك تناص اي استناد يرقى أحيانا الى اقتباس حرفي في الجزء المكي من الاسلام من المسيحية والانجيل.

وهل تعلم ان الإسلام والمسلمين يؤمنون بطهارة وبتولية العذراء والولادة المعجزة للمسيح، ولكنك لا تنتقد من يقول"إن مريم العذراء ليست بتولا".

ومن ثم، ماذا عن الحبر الأعظم، البابا فرنسيس، الذي وقف خاشعا في الجامع وبدأ يصلي عندما تلى إمام جامع ذات الآية على مسامعه.


وعندما سوئل كيف لك وأن تصلي في جامع وبمرافقة إمام للمسلمين، قال إنه ذكر مريم العذراء، مشيرا الى ذات الأية. وهذه الأقوال تأتي في ذات الإطار لأنها العذراء مريم.

وإنني كتبت كثيرا في تبجليها ووضعتها في أسمىى مرتبة لدى البشر ما أتاني هجوما قاسيا من المتشددين المسلمين.

وماذا عن الذين قبلوا القرآن أمام الكاميرات والعالم ومنهم من وضعه على رأسه؟ هل تعرف من هم؟

تمخض جبلك ولكن لم يلد إلا فأرا.

وأرجو عدم تحويل الموضوع عن مساره، لان الخروج عن سياق الموضوع علامة غياب الحجة.

الموضوع حول التراث واللغة والطقس والفنون والريازة الكنسية وكذلك حول سيمائية الرموز والمعجزات لدى الأديان.

وأكرر دعوتي للقراء والمتابعين الكرام لصفحتنا هذه عدم الاكتراث لما يرد من استفزاز. أفضل رد لاستفزاز مثل هذا هو تجاهله ولكنني ارتأيت هذه المرة التفاعل لكشف الأقنعة.


197


الأخ كوركيس اوراها منصور المحترم

تحية طيبة،

تعقيباتك مرحب بها في أي شكل أتت لأنني استأنس لها وابتسم كثيرا بعد قرأتها، ولكن لدي اقتراح ربما يوصلنا الى حل او شبه حل.

كما تعرف حضرتك أن نقدي له وجهة محددة ذات علاقة مباشرة بالتراث واللغة والفنون والطقوس الكنسية الكلدانية، التي هي حقا من أسمى وأرفع ما أتت بها القريحة المسيحية طرا.

هنا بيت القصيد. عداه لا علاقة لي بصورة مباشرة او غير مباشرة بما يقوم به او يمارسه او يقوله البطريرك ساكو، وإن عرجت عليه، كما كان في الرد على الأخ عبد الأحد فمن باب المقاربة والمقارنة ليس إلا.

هل في الإمكان توجيه طلب او رجاء – وأنا قمت بذلك عدة مرات – الى البطريك ساكو ان يكف عن تشويه وتعريب وتزوير وتغريب  وازدراء (وهذا كله صحيح) تراث ولغة وطقوس وفنون وريازة شعبه وكنيسته، وأن مثلا يشكل لجنة من الأساقفة المحبين للطقس والتراث واللغة والفنون الكلدانية الكنسية عسى ولعل نحافظ على تراثنا ونحييه ونحدثه ونقوم بعصرنته وبلغته وبذلك نحافظ على هويتنا المشرقية الكنسية الكلدانية وهويتنا الوطنية؟
 
التأوين (التعريب) هو حملة للقضاء على الهوية المشرقية الكلدانية بلغتها وطقوسها وفنونها وريازتها، وأغلب النقد والمواقف المعارضة للبطريرك ساكو تأتي من الكلدان وهي كثيرة وفي ازدياد وارتفاع وسببها تشبثه بحملته غير الحميدة وهي التأوين، أي القضاء على التراث من خلال حملة التعريب والتغريب والتشويه والتزوير التي يقودها وهي على قدم ساق مذ كان كاهنا وحتى يومنا هذا.

عندها ستسكت كل الأقلام المعارضة ومن ضمنها قلمي، وعداه أؤكد لك أن المعارضين من الكلدان لن يسكتوا والصف الذين يقفون عليه صلب جدا لأن البطريرك وتأويناته هي التي تزيدهم حجة ومنطقا وقوة.

تحياتي


198

الأخ كوركيس اوراها منصورالمحترم

 تحية طيبة،

بعد أن وصلت تعقيباتك الى دزينة كاملة في هذه الصفحة أقول ناصحا لك مرة أخرى:

أنك كلما تعقب ترتسم على وجهي ابتسامة عريضة مشفقة.

تهاجم المتحدث وتترك الحديث، وتسيء الى الذي تدافع عنه قبل نفسك.

أرجو المزيد - دزينة اخرى في أقل تقدير - لأنني بحاجة ماسة لابتسامة عريضة مشفقة، في صباح يوم ربيعي جميل مشمس في الريف السويدي.


199

محاولة أخرى غير ناجعة لتحويل مسار الموضوع والاستفزاز، لأني أقول صراحة في ذات المقال "إنني لست مسلما" وأقول "مرتلا" أي لجمال الترتيل والأداء وليس شيئا أخر.

ولكن ماذا تقول عن هذا، الذي ليس هو قولا بل ممارسة:

عند تلاوة قانون الايمان، طلب البطريرك ساكو من المسلمين الحاضرين تلاوة سورة الفاتحة، فالاثنان يعبّران عن الايمان بإلهٍ واحد.
https://saint-adday.com/?p=3428

وماذا تقول عن الذي قال إن العذراء مريم لم تكن عذراء (بتول) حيث يردد: "أن مريم العـذراء ليست بتـولاً بالمعـنى المادي الضيق !!! وإنما هي مسألة معـنـوية ؟" هل تعرف من القائل؟

ومن ثم، ماذا عن الحبر الأعظم الذي وقف خاشعا في الجامع وبدأ يصلي عندما تلى إمام جامع ذات الآية على مسامعه.


وماذا عن الذين قبلوا القرآن أمام الكاميرات والعالم ومنهم من وضعه على رأسه؟ هل تعرف من هم؟

تمخض جبلك ولكن لم يلد إلا فأرا، مع جل احترامي لشخصك؟

وأرجو عدم تحويل الموضوع عن مساره، لان الخروج عن سياق الموضوع علامة غياب الحجة.

الموضوع حول التراث واللغة والطقس والفنون والريازة الكنسية وكذلك حول سيمائية الرموز والمعجزات لدى الأديان.

وأكرر دعوتي للقراء والمتابعين الكرام لصفحتنا هذه عدم الاكتراث لما يرد من استفزاز. أفضل رد لاستفزاز مثل هذا هو تجاهله ولكنني ارتأيت هذه المرة التفاعل لكشف الأقنعة.


200
الأخ سامي ديشو المحترم

يبدو أن حضرتك لم تقرأ المقال وما كتبته من تعقيبات. هذا ما ورد في متن المقال:

"حقا، فإن باعوثا نينوى مأثرة عظيمة من مآثر كنيسة المشرق المجيدة وعلينا الاحتفاظ بها وإحياء تراثها وبهذا نبث الحياة في أنفسنا ونرتشف من الكرمة التي غرستها رسالة المسرة والبشارة.

كم نحن بحاجة الى أن نقوم بتأوين (أي إحياء) تراث باعوثا نينوى. أقول "تأوين" ليس على شاكلة الذين يهاجمون نصوصا نبوية وربانية مثل التي بين يدينا ويفضلون عليها نصوصا ركيكة هزيلة لا تستحق حتى القراءة ويفرضونها على بعض الكنائس. أقول وبأسى شديد إن ما يقومون به ربما أخطر من أي خطر واجهنا ونحن نحث الخطى للحفاظ على هويتنا كشعب وكنيسة مشرقية مجيدة.

والمؤوينون وما أدراك ما المؤوينون. ربما لم يتركوا شيئا من التراث إلا وهاجموه وعربوه وشوهوه وزوره وغربوه وحتى باعوثا نينوى وتراثها الخالد الذي هو جزء مهم من تكويننا وانتمائنا وهويتنا ... لم يسلم من تأوينهم ."

وهذا ما ورد في واحد من التعقيبات:

"
وخذا هذا التسلسل المنطقي الأخر:

1_أي زعيم أو مسؤول يحترم شعبه او يحس بالانتماء إليه لن يهين ويشوه ويغرب ويعرب ويزور ويستبدل ابدا لغة هذا الشعب وتراثه وطقوسه وفنونه
2_الزعيم أو المسؤول هذا يرى اللغة والتراث والطقوس والفنون العائدة لشعبه جزء من ذاكرة شعبه ووجوده وتاريخه ومستقبله
3_لذا هذا الزعيم أو المسؤول يهتم بلغة شعبه ويكلف نفسه وسعها للحفاظ على تراثه وطقوسه وفنونه ولن يقبل أبدا تشويهها وتغريبها وتعريبها وتزويرها واستبدالها بالدخيل والأجنبي


لنقل هذا الزعيم كردي، فارسي، تركي، أرمني، قل ما شئت، وسترى أن الاشتقاق اللغوي والمنطقي في أعلاه حول اللغة والتراث والطقوس والفنون لن يتغير.

ولكن حال أن تضع الزعيم أو المسؤول (البطريرك) الكلداني، يتم نسف وإسقاط هذه المعادلة المنطقية التي تتشبث بها كل شعوب وزعماء ومسؤولي الدنيا ذوي الحس الوطني والمحبين لشعبهم وأصلهم وتراثهم عدا - ومع الأسف الشديد - البطريرك ساكو.

من هنا أرى أن نقد البطريرك ساكو وفي ما يخص هذ النقطة بالذات والتي هي سبب الخلاف بيننا والتي هي محور الحديث،  الا وهي  اللغة والطقس والفنون والتراث والريازة الكلدانية، في محله، وأي كلداني لا يجوز أن يقبل تعريب وتغريب وتشويه وتزوير واستبدال لغته وطقسه وفنونه وتراثه، حاله حال أي منتم لأي شعب أخر حيث سيثور على زعيمه او مسؤوله إن قام بتعريب وتغريب وتشويه وتزوير واستبدال لغته وتراثه وطقسه وفنونه وأي مكون أخر من مكونات هويته الوطنية او الكنسية."





الاخ بطرس نباتي المحترم

يبدو ان حضرتك، وكما وضّح الاخ الموقر كوركيس اوراها منصور، لم تقرأ الموضوع بتمعّن والنقاش حوله من أصحاب الردود الكرام.

فردك الذي أتيت به لا يخص الموضوع لا من قريب ولا من بعيد. اقترح، وانت الاخ الاكبر، ان تقرأ الموضوع والردود ثانية، وتُعيد صياغة ردك من جديد، لكي نتعرّف على رأيك في الموضوع. تحياتي...

سامي ديشو - استراليا

201

الأخ بطرس نباتي المحترم

تحية طيبة،

شكرا لتعقيبك الذي أتى في صلب الموضوع  الذي له شقان: الأول يخص الموقف غير الحميد للبطريرك ساكو من اللغة والتراث والفنون حيث يعمد وبإصرار ضمن حملة منهجية لتشويه وتعريب وتغريب وتزوير واستبدال اللغة والتراث والطقس والفنون الكلدانية بالدخيل والأجنبي، وما شاهدناه من مواقف وممارسات له وعلى الملأ في أيام باعوثا نينوى لخير دليل؛ والشق الثاني يخص السيمائية كمفهوم فلسفي وفكري حول لماذا وكيف يرى المؤمنون من الديانات المختلفة رموزهم على أنها وقائع تاريخية تحمل معجزة ربانية سماوية ليس في استطاعة البشر والعلم سبر أغوار كنهها.

وسأعقب على تعقيبك المهم في رد منفصل بعون الله

وأرجو من متابعي وقراء صفحتي هذه عدم الاكتراث لمحاولات غايتها الاستفزاز وتشويه السمعة وإيراد معلومات ليست موثقة وغير صحيحة بغية إخراج الحديث والمناقشة عن مسارهما.

لن أنجر الى ذلك أبدا، لأن الرد العقلاني على الاستفزاز هو تجاهله.

تحياتي


202
الأسطورة لها وجهان: الأول يراها "خرافة او درامة او دراما – مسرحية او تمثيلية"، والثاني يراها حقيقة تاريخية يضفي عليها هالة من التبجيل والقداسة

قلت في ثنايا المقال والتعقيبات أن الأديان تستند الى كثير من "الغيبيات" ومن ثم هي تراكم للتراث الذي سبقها.

وضعت "الغيبيات" بين علامات التنصيص، لأن ما أره أنا "غيبي"، أي لا واقع تاريخي (درامة او دراما)، قد يراه غيري أنه جزء ليس من الواقع التاريخي وحسب بل المعاصر وينسبه الى معجزة ربانية وسماوية.

والأديان بصورة عامة ترى أن ما يراه الاخرون "خرافة، او درامة او دراما – مسرحية او تمثيلية" بمثابة حقيقة تاريخية لا غبار عليها وتنسبه الى السمائيات والربانيات وتضع له طقوسا ويصير جزءا من تراثها لا بل يصبح ركنا من هويتها ليس فقط الدينية بل الوطنية أيضا.

لنستند الى الاستدلال العقلي والاشتقاق المنطقي من خلال مقاربات لغوية كي نسبر أغوار ما تطرقت إليه من فرضيات:

القيامة والله المتجسد يراهما المسيحي معجزة من السماء
القيامة والله المتجسد بالنسبة للمسيحي ليسا أسطورة (خرافة، درامة او دراما)
لذا المسيحي يرى أن القيامة والله المتجسد معجزة وواقعة تاريخية ربانية سماوية


ومن هنا في استطاعتنا الوصول الى الواقع الاجتماعي لمختلف المشارب الثقافية. لنأخذ موقف الشخص الملحد  او ا الا ديني:

الملحد لا يرى القيامة والله المتجسد معجزة من السماء
القيامة والله المتجسد بالنسبة للملحد أسطورة (خرافة، درامة او دراما)
لذا الملحد يرى أن القيامة والله المتجسد ليسا معجزة تاريخية ربانية سماوية


وفي الإمكان أن نضع محل "المسيحي والملحد" أي موقف فكري او منتم الى دين أخر – مسلم أو يهودي مثلا – وكذلك أي قصة يراها أصحابها أنها مقدسة ومن السماء وأنها ربانية وواقعا تاريخيا محل القيامة والله المتجسد. وهنا لا اعمم او أبغي الشمولية، بيد أن التسلسل العقلي والمنطقي قد ينطبق على أكثر الحالات ضمن الأديان وحتى المذاهب المختلفة: ليس هذا فقط بل قد يجري على المواقف الإيديولوجية مثلا والموقف من اللغة والتراث والطقوس والفنون.

لنأخذ أولا لب المقال هذا وهو قصة يونان النبي وبعدها والموقف ومن اللغة والتراث:

معجزة يونان النبي والمعجزات في الإنجيل يراها المسيحي وقائع تاريخية ومعجزات من السماء
معجزة يونان النبي والمعجزات في الإنجيل بالنسبة للمسيحي ليسا أسطورة (خرافة، درامة او دراما - مسرحية او تمثيلية)
لذا المسيحي يرى ان معجزة يونان النبي والمعجزات في الإنجيل وقائع تاريخية ربانية سماوية


لو غيرت مفردة المسيحي الى "ملحد" أو منتم الى دين أخر، لحدث تغيير هائل في الموقف من "معجزة يونان النبي والمعجزات في الإنجيل."

وخذا هذا التسلسل المنطقي الأخر:

1_أي زعيم أو مسؤول يحترم شعبه او يحس بالانتماء إليه لن يهين ويشوه ويغرب ويعرب ويزور ويستبدل ابدا لغة هذا الشعب وتراثه وطقوسه وفنونه
2_الزعيم أو المسؤول هذا يرى اللغة والتراث والطقوس والفنون العائدة لشعبه جزء من ذاكرة شعبه ووجوده وتاريخه ومستقبله
3_لذا هذا الزعيم أو المسؤول يهتم بلغة شعبه ويكلف نفسه وسعها للحفاظ على تراثه وطقوسه وفنونه ولن يقبل أبدا تشويهها وتغريبها وتعريبها وتزويرها واستبدالها بالدخيل والأجنبي


لنقل هذا الزعيم كردي، فارسي، تركي، أرمني، قل ما شئت، وسترى أن الاشتقاق اللغوي والمنطقي في أعلاه حول اللغة والتراث والطقوس والفنون لن يتغير.

ولكن حال أن تضع الزعيم أو المسؤول (البطريرك) الكلداني، يتم نسف وإسقاط هذه المعادلة المنطقية التي تتشبث بها كل شعوب وزعماء ومسؤولي الدنيا ذوي الحس الوطني والمحبين لشعبهم وأصلهم وتراثهم عدا - ومع الأسف الشديد - البطريرك ساكو.

من هنا أرى أن نقد البطريرك ساكو وفي ما يخص هذ النقطة بالذات والتي هي سبب الخلاف بيننا والتي هي محور الحديث،  الا وهي  اللغة والطقس والفنون والتراث والريازة الكلدانية، في محله، وأي كلداني لا يجوز أن يقبل تعريب وتغريب وتشويه وتزوير واستبدال لغته وطقسه وفنونه وتراثه، حاله حال أي منتم لأي شعب أخر حيث سيثور على زعيمه او مسؤوله إن قام بتعريب وتغريب وتشويه وتزوير واستبدال لغته وتراثه وطقسه وفنونه وأي مكون أخر من مكونات هويته الوطنية او الكنسية.

203
ويقول الرب
ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين فانهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين. الحق اقول لكم: انهم قد استوفوا اجرهم. واما انت فمتى صمت فادهن راسك واغسل وجهك لكي لا تظهر للناس صائما بل لابيك الذي في الخفاء. فابوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية. متى 6 16-19

الأخ بولس يونان المحترم

تحية طيبة،

شكرا للاقتباس الذي يلقي المزيد من الضوء على الحوار الحالي.

كيف ومتى يبدأ الشر؟

أساس الشر، حسب الفيلسوفة حنا أرنت، هو عندما نرى أنفسنا وما نحن عليه من دين او ميل او ممارسة أننا أفضل وأسمى من غيرنا، وعلى غيرنا أن يكون مثلنا وإلا نزيحه ونسقطه ونفضحه.

ويبدأ الشر عندما نستخدم توصيفات نراها نحن غير حميدة او قبيحة ضمن واقعنا الاجتماعي (أي الثقافة والسياق الذي نحن فيه) لتشويه السمعة والاستفزاز.

تقول الفيلسوفة إن الشر يبدأ عندما تسأل عن دين شخص ما او عن مذهبه او حتى قوميته او بلده او جنسه، وتأثيرا بهذه الفيلسوفة المتنورة ألغت الكثير من الدول توصيفات مثل هذه في بطاقات الهوية.

خذ مثلا المسيحي او المسلم الذي يتبجح بدينه ويظهر نفسه أنه المتدين الملتزم.

إن أراد أن يهين المسلم الشخص الذي على دينه، اول توصيف قبيح، حسب رأيه، يقع عليه هو "نصراني" أو "يهودي".

وإن أراد المسيحي المتدين ظاهريا والمتبجح بأنه يصوم ويصلي مثلا، وأراد أن يهين أخيه المسيحي وصفه بأنه "قورذايا" او "موشلمانا" أي مسلم او "ملا في جامع" او "يوذايا" يهودي.

وهذه لا تبقى على هذا المستوى، بل تنسحب الى داخل الدين الواحد.

لنأخذ حالنا نحن المسيحيين، حتى على مستوى هذا المنتدى، لا زال البعض في محاولة لإسقاط الأخر، ينعته بأنه "نسطوري" او يطلق توصيف "الهرطقة" أي الكفر على مذهب أخر او أتباع كنيسة أخرى.

المسيح، كما يوضح اقتباسك، يدين هؤلاء، وهو قبل الفيلسوفة حنا أرنت، يعلم البشر، أن التبجح بالتدين والمظاهر والميول التي نحن عليها يرقى الى مستوى الشر.

والاقتباس الذي أوردته، وهو رباني ومقدس، يقع ضمن هذا الإطار.

وهناك اقتباسات أخرى مثل الفريسي والعشار والسامري الصالح، هذه تدين أشد إدانة المظاهر والأقوال وهذه كثيرا ما نسمعها ونقرأها.

ويذهب البعض بعيدا – مع الأسف – ويبدو أنه يضع نفسه مكان الرب الذي عندما يأتي بمجده العظيم، ويتصورون إنه سيسألهم إن كانوا على هذا الدين او ذاك او كانوا قد كتبوا كثيرا وافتخروا أنهم متدينون وقاموا بإدانة الأخرين على أنهم كذا وكذا.

نحن لسنا الأقوال والتبجح. المسيحية ممارسة على المستوى اليومي. والمسيحي الحقيقي لا يدين أحدا بل يدين نفسه أولا.

والطريق الى الملكوت يحدده يسوع عند مجيئه حيث يكون الناس عن يمينه ويساره. لا يسألهم من أي دين أنتم ومن أي مذهب وإن كنتم قسانا او أحبارا، يهودا أو نصارى، ملالي في جوامع او قسس في الكنائس، تعبدون البقرة أو الصنم، تدينون الشيطان أم تجلونه ... سيكون الكل واحد أمامه باختلاف الدين والمذهب والميل والبشرة والعنصر والجنس وغيره. الأمر الوحيد الذي يأخذه الرب في الاعتبار هو العمل الإنساني، أي البعد الإنساني، الذي يأتي قبل الدين والتدين والمذاهب والميول وغيرها؛ هذا لست أنا قائله بل الرب ذاته.

وأكرر دعوتي للقراء الكرام والمتابعين الا يكترثوا لمواقف غايتها الاستفزاز وتشويه السمعة لغرض اخراج الموضوع عن سياقه من خلال تقديم معلومات غير موثقة وغير صحيحة ومن ثم لا علاقة مباشرة لها مع الموضوع الذي نحن في صدده.

وأعدهم ان استمر في تقديم شروحات أخرى للموضوع الرئيسي الذي تدور حوله هذه الصفحة، وأستميحكم عذرا للتأخير لكثرة المشاغل والالتزامات الوظيفية.

تحياتي


204
القراء الكرام

هناك محاولة او ربما محاولتين غايتها الاستفزاز وتشويه السمعة وإيراد معلومات ليست موثقة وغير صحيحة بغية إخراج الحديث والمناقشة عن مسارهما.

لن أنجر الى ذلك أبدا، لأن الرد العقلاني على الاستفزاز هو تجاهله.

ولدي المزيد مما بودي طرحه عليكم ضمن إطار هذا الموضوع المهم الذي نحن في صدده.

فأبقوا معي.

تحياتي



205
الأخ كنارا دروخا المحترم

تحية طيبة،

شكرا للإضافة والرابط الذي ألحقته.

أظن ان المسائل والممارسات الخطيرة جدا التي يثيرها ويقوم بها بين الفينة والأخرى البطريرك ساكو لا تنحصر بباعوثا نينوى ونبوءة يونان، بيد أنه يستغل هذه المناسبة التي  هي بالنسبة للمشارقة بصورة عامة ركنا مهما ليس فقط ضمن إطار إيمانهم ومسيحيتهم بل أيضا جزءا من هويتهم الوطنية والكنسية.

التركيز على النبي يونان لا بد وأن يكون وراءه غايات غير حميدة، كما أشرت في أعلاه.

وثمة، هناك خلط للأوراق لتحقيق غايات غير حميدة وإسقاط رمز يراه مليارات البشر مقدسا وواقعا تاريخيا بغض الطرف عن ما تأتي به الكشوفات الأثرية وما يقوله العلم.

والهجوم على باعوثا نينوى منهجي ومتعمد لأن – وهذه قراءتي – البطريرك ساكو أساسا لا يؤمن بباعوثا نينوى وتراثها، حيث ورد عنه جزافا أن ميامير باعوثا نينوى تجعل من المراءة مركزا للشهوة، ولهذا يدعو صراحة الى نبذها، وإن مارسها فعلى مضض وبلغة عربية ركيكة هزيلة.

وله باعوثته الخاصة، يسميها باعوثا بغداد، وهي لا تعدو كونها نصا هجينا ركيكا هزيلا يحاول جهده فرضه، وقد نجح ضمن نطاق بغداد، وأمل أن يرفضه الأساقفة الكلدان لأنه نص ركيك بلغة عربية سمجة.

للكل الحق رؤية ما يراه الأخرون مقدسا وربانيا وسماويا وواقعا تاريخيا على أنه "قصة-درامة" وهو عندما يكتبها بهذه الصيغة يظهر انه يتعمد في ذلك، وإلا لنشر توضيحا او حتى اعتذارا. إذا الذي يرى أن نبوءة يونان ما هي إلا مجرد "قصة-درامة" هذا رأيه وهو حر فيه، ولكن أن يأتي هذا من رئيس كنيسة عريقة، فإنه لعمري أمر يثير الشكوك، وهذا أقل ما يقال.

حتى في الصف الأكاديمي في الجامعة، عندما ندرس او نحلل نصا مثل نبوءة يونان، لا نفرض عليه رؤية واحدة. كل نص يحمل أوجها كثيرة، وكل وجه يعكس واقعا اجتماعيا محددا في الحياة. واقع العلم والفيزياء والاركيولوجيا شيء، وواقع الدين شيء أخر، ولن يجتمعا، وإن اجتمعا سقط الأخير.

الواقع الاجتماعي للبطريرك ساكو، حسب ظني، هو واقع رجل دين، رئيس كنيسة عريقة، وعليه يجب أن ينطلق من واقعه، او يخرج من هذا الواقع ويغادر منصبه كرئيسي لكنيسة عريقة ومن ثم يصرح بحرية ان نبوءة يونان ما هي الا مجرد "قصة-درامة" وهذا صحيح لواقع اجتماعي علماني لا ديني.

البطريرك ساكو يخلط بين ما هو أسطورة legendary والتي لها وجهان مختلفان من حيث تعريفها العلمي الأول إنها "دراما" والثاني " "واقعة تاريخية" في عيون المؤمنين بها، وإن لم تكن لسقطت هالة القداسة والربانية والسماوية والتبجيل التي يسبغونها عليها.

والبطريرك ساكو يخلط بين ما هو مقدس وما هو تاريخي، ويقع في هفوات ومطبات قد لا يقترفها صحافي في جريدة محلية، مثل جعله من نمرود شخصية تاريخية وحتى منحه فترة في سلسلة ملوك أشور، بينما اسمه لم يرد على الإطلاق في الكشوفات التاريخية.

لأن نمرود لن يشف غليل الغايات الغير حميدة لديه يجعل منه واقعا تاريخيا، بينما يونان الذي هو نبي كتابي ومحور مركزي في الإنجيل يجعل منه "قصة-درامة" بمعناها القبيح او حتى "دراما" بمعنى تمثيلية او مسرحية.

كما قلت، إسقاط رمز كتابي كبير في المسيحية بالطريقة التي يقوم بها البطريرك ساكو وهو النبي يونان له تبعات خطيرة لأن هذا يسري على القصص الأخرى في الإنجيل او الأسفار الأخرى من العهد الجديد التي ستصبح هي الأخرى فيه مجرد "قصة-درامة" او "دراما" بمعنى تمثيلية او مسرحية وينطبق عليها ظل اليقطينة التي "وقت صلعة يونان" من الحر الشديد – أنظر الاستخفاف والاستهانة بما يراه مليارات من البشر على أنه نص مقدس ورباني وتاريخي، بينما مفردة "صلعة" لم ترد في نص نبوءة يونان.

وهذه ليست المرة الأولى كما قلت ولا الثانية لأن البطريرك ساكو لا يقف عند القول بل يعمد الى ممارسة هذه الأقوال، وهذا ما حدث عند إشارته الى النبي إشعيا، وهو يعد عمدة العهد القديم وأكثر ربطا وتناصا مع العهد الجديد (الانجيل) من كل النصوص التي يسبغ عليها المسيحيون القداسة والربانية والواقع التاريخي.

وحادثة (قولا وممارسة) تشبيه نص من أهم النصوص في النبي اشعيا ب "حديقة حيوانات" ولغة الجسد التي مارسها من على المذبح في الكنيسة مؤشر للخطورة التي أشرت إليها.

هنا نحن لسنا في صف في الجامعة كما قلت. البطريرك يحمل صليبا ويرأس كنيسة فعليه إخراج الكلمات من شفتيه بقناطير وميزان وكذلك ممارساته وظهوره وتعامله مع طقس ولغة وتراث وفنون وريازة كنيسته التي هي كنيسة طقسية في الأساس.

تحياتي

206

... هـل يمكـن للاهـوتي أن يـبـرّر مقولة :
أن مريم العـذراء ليست بتـولاً بالمعـنى المادي الضيق !!! وإنما هي مسألة معـنـوية ؟
إذن ، ماذا كان دور الملاك جـبرائيل ؟ وإيـن صارت الكلمة ؟
حـقا قال الـفـقـيه  : ((( الكلمة هي أنا وأنتَ وأنـتِ )))

الأخ مايكل سبي المحترم

تحية طيبة،

شكرا للثناء الذي لا أستحقه.

ويبدو لي أخي الموقر أننا في ورطة كبيرة وامام ممارسات وخطاب بطريركي، ومع الأسف المعني هو بطريرك بابل على الكلدان، فيه تسقيط واضح للرموز التي يراها ليس الكلدان بل مليارات من البشر على أنها حقيقة تاريخية ربانية سماوية.

إذا كان يونان النبي ونصه مجرد او بمثابة "القصة – الدرامة" أي تمثيلة او مسرحية، وهذا واحد من المعاني الشائعة ل"دراما" عندما تكتب بالألف اما كما يكتبها صاحبها بالتاء المربوطة فهنا الكارثة.

وإن سقط هذا الرمز "يونان النبي" وقد أسقطه البطريرك ساكو بالضربة القاضية – أي جعل منه نصا تعليميا او لاهوتيا أخلاقيا إنسانيا ليس إلا، أقول إن قصة يونان النبي كنص أدبي صرف "القصة-الدرامة" لا ترقى في حبكتها وأسلوبها وتشويقها وتعليمها وانسانيتها وأخلاقيتها الى مستوى أي قصة أدبية أو شعرية شائعة في الأدب الإنساني العالمي.

إسقاط هذا الرمز والتأكيد عليه من قبل البطريرك ساكو أكثر من مرة أرى أن له فيه غايتان:

 الأولى، غاية في نفسه غير حميدة ولها أبعاد شخصية نرجسية سياسية، وإلا لماذا فقط يونان النبي، لأن كل الأنبياء الأخرين تأتي نصوصهم في ذات الخانة التي يضع فيها البطريرك ساكو قصة يونان النبي ومنهم قصة يسوع المسيح. إذا لا بد، في رأي، ان تكون له غاية، وغاية غير حميدة.

الثانية، غاية خطيرة لأن بهذا لا تسقط تاريخية قصة يونان بل قدسية وربانية النص أيضا لأنه "درامة" او حتى "دراما" – تمثيلية او مسرحية. وفي هذا فهو يسقط كل القصص تقريبا في الكتب المسيحية ومعها المعجزات التي رافقت ولادة المسيح وكرازته وموته وقيامته ورفعه الى السماء. كلها تصبح مثل "صلعة يونان"، لأن إن كانت قصة يونان "درامة" والتي هي محور رئيسي في الإنجيل، إذا تسقط الرموز الأخرى أيضا. وحضرتك تؤشر أحيانا الى محاولات له، ومع الأسف يرأس كنيسة بحجم وعراقة الكنيسة الكلدانية، التي فيها يرى ان بتولية العذراء مريم أيضا "درامة" أي لا تحمل وقائع تاريخية مؤكدة.

كأكاديمي، هذه الأمور ليست غريبة عني وأقرأ عنها كثيرا وأحيانا أدرسها ضمن علوم تحليل الخطاب.

المشكلة هي "المسيحية" كدين وأسس، لأن إسقاط الرموز ونعتها بألقاب قبيحة - أشرت الى بعض هذه التوصيفات التي يمارسها ويأتي بها البطريرك ساكو في أعلاه - وجعلها تمثيلة او مسرحية "درامة" او لنقل "دراما" في رأي يشكل أكبر خطر على المسيحية كدين، لأن يجردها من وقائعها كحقيقة تاريخية سماوية ربانية لدى أصحابها وتصبح مجرد فكر فلسفي أدبي قصصي.

والأمر متروك للكلدان، الذين طال سباتهم.

تحياتي


207
الأخ حنا شمعون المحترم

تحية طيبة،

شكرا على الرد المطول. في الحقيقة كلما دخلت على صفحتي وجدتك فيها، وأعود إليها بعد ساعات وأراك منكبا وحضرتك هناك.

ولن أدخل في نقاش مطول وسأتجاوز ما أتى من تعابير سلبية ضدي في تعقيبك.

ولكن كي ازيل عن كاهلك التعب، هذا ما قاله البطريك ساكو  "تُشير القصة – الدرامة" وهو كان متوافرا في الرابط في أدناه وربما لا يزال، وقمت بتصوير الصفحة لأن قد يقوم بحذف هذه العبارة، لأنه مشهود عنه أمورا كهذه:

https://saint-adday.com/?p=41211

وأساعدك في معنى "درامة" باللغة العربية، هذه بعض المعاني التي ترد في المعاجم العربية:

الدَّرَّامَة من النساءِ: السَّيئةُ المَشي القصيرةُ مع صِغَر
الدَّرَّامَة: الأرنبُ
الدَّرَّامَة: القُنْفُذُ
الدَّرَّامَة من النساءِ:
السَّيئةُ المَشي القصيرةُ مع صِغَر.

ورأيك عن صوتي وإنشادي وعزفي على آلة الكمان وجهة نظر، رغم الكره الباطن فيها، إلا أن عدد متابعي وأصدقائي المسسجلين في الفيسبوك فقط يعبر خمسة عشر ألفا - 15000.

تحياتي


208
ا
اما ان تتشبّث بامور ثانوية وتنسبها الى البطريرك، مثل الاسطورة وبعدئذ الدرامة(وكلتا اللفظتان، لم تردا في مقالة البطريرك) والآن صلعة يونان وامور ثانوية اخرى، لا تقدّم ولا تؤخر من التعليم العميق الذي يحمله النص. فلم تأت بشيء جديد سوى التكرار والابتعاد عن جوهر الموضوع.
سامي ديشو - استراليا

فلم تأتي بش

الاخ سامي ديشو المحترم

تحية طيبة،

مع جل احترامي لشخصكم الكريم، إلا أنني أكرر مرة أخرى أن مواقف مثل التي تتبناها هي واحد من الأسباب الرئيسية لضياع البطريرك ساكو ومعه بطريركيته وهي أيضا وراء السنين العجاف من إدارته.

البطريرك يقول إن "قصة" يونان النبي "لا تحمل وقائع تاريخية" وهذا هو تعريف الأسطورة.

ومن ثم، هو يقول بعظمة لسانه من خلال قلمه وكتاباته أن نبوءة يونان النبي التي لها حضور خارق في الإنجيل ما هي إلا "درامة" بالتاء المربوطة. وهل تعلم ما معنى ذلك؟

ويتحدث بصريح العبارة دون وجل او خشية او خشوع وهو رئيس كنيسة عريقة وبطريرك باستخفاف واستهزاء عن "صلعة يونان." هذا يجوز من شخص علماني او عادي، بل كيف لرئيس كنيسة أن يستهزىء بنبي يشكل ركنا مهما من أركان الإنجيل هكذا؟

أخي العزيز،

أنا أقبل النصيحة دائما والنقد أيضا واتعامل معه بروح إيجابية، ولكن من الأولى ان توجهه الى البطريرك ساكو لأن الوضع الذي هو فيه في حاجة ماسة الى النصيحة والنقد لأنه حقا في وضع لا يحسد عليه.

تحياتي


 

209
الأخ سامي ديشو المحترم
الأخوة والأخوات،

في أدناه تعقيب عام رغم إنني أخص فيه الأخ سامي ديشو الذي اتحفنا بتعليقين، من وجهة نظري تزيدان طين الذي يدافع عنه بلة وإحراجا، وليعذرني أيضا القول إن مواقف مثل هذه ساهمت في ضياع البطريرك ساكو وضياع بطريركيته التي أراها أسوأ إدارة بطريركية مرت على الكلدان ومؤسستهم الكنسية في العصر الحديث وإن ما أحدثته من خراب وفوضى وتشويه وتغريب وتزوير وتعريب قد لا يفيق منه الكلدان مستقبلا.

أنقل لكم فقرة واحدة وحسب من منشور البطريرك ساكو الأخير حول باعوثا نينوى. أقول إن أي مثقف بسيط في رأسه عينان لما أوقع نفسه في هكذا مطب الذي يشي بسطحية الفكر والثقافة والاطلاع أيضا، ومن ثم يعمد الى إهانة رمز كبير يراه مليارات البشر أنه حقيقة تاريخية ربانية وسماوية مقدسة.

أرجو قراءة هذا الاقتباس من منشور البطريرك ساكو بتمعن:

"هذا ما يقوله جميعُ علماءِ الكتاب المقدس المعاصرين1. ثمة عناصر خيالية مثل الحوت الذي ابتلع يونان وبقي في جوفه ثلاثة أيام بلياليها، واليقطينة التي وَقَتْ صلعة يونان من حرّ الصيف! وعناصر غير تاريخية، فنينوى دُمَّرت تماماً سنة 612 ق.م.، وهكذا نمرود ملكها العظيم مؤسس العاصمة الاشورية في كالح كان متوفيّاً."

لقد شرحت كيف أن أي كاتب يعمد الى بث العلم والمعرفة الرصينة حتى على مستوى بسيط لن يقبل تعميما مثل: "هذا ما يقوله جميع علماء الكتاب المقدس المعاصرين." أنظر الرد رقم  18.

ولاحظ مقدار الاستهانة بالرمز حيث يستخدم البطريرك ساكو مصطلح "صلعة يونان" في ما يرقى الى احتقار واضح للنبي ورسالته. كيف عرفت، وأنت البطريرك رئيس واحدة من أعرق كنائس الدنيا، أن النبي يونان كان "أصلعا"؟ هذا لا يأتي إلا من الذي يكره الدين ويستخف بالمقدسات. ولكن لماذا العجب، إذا كان لا يرف له جفن وهو يعرب ويغرب ويشوه ويزور تراث ولغة وطقوس وآداب وفنون وريازة شعبه وكنيسته وينشر نثرا لا يرقى الى مستوى إنشاء مرحلة المتوسطة بلغة عربية ركيكة هزيلة ومتن خال من أي معنى ويفرضه صلاة في الكنائس. العتب على الكلدان الذين يسمحون لكل هذا أن يحدث لا بل منهم من يطبل له.

ولاحظ سطحية التفكير والقراءة والاطلاع حيث لا يميز بين ما هو أسطورة legendary وما هو تاريخ historical وما هو مقدس Biblical. ويحشر نفسه في التاريخ الذي يبدو ان لا معرفة له به بدليل يجعل من "نمرود" شخصية تاريخية ويضع له تواريخ حكمه بينما ليس هناك ملك بهذا الاسم في تسلسل الملوك الأشوريين المستقى من قراءة النصوص المسمارية الأكدية التي تركوها لنا.

من ناحية يهاجم النبي يونان بأبشع العبارات مكررا أن قصته لا تحمل وقائع تاريخية رغم أن مليارات البشر تسبغ عليه وعلى النص الذي تركه لنا هالة من القداسة والواقعية التاريخية، ومن ناحية أخرى يجعل من شخصية أخرى أيضا ترد في الكتاب المقدس وهي حسب الكشوفات الأثرية والعلم مجرد أسطورة، يجعل منها واقعة أو حقيقة تاريخية.

يجب وضع حد لهذه المغالطات التي قد لا يقترفها كما قلت مثقف بسيط في مقال في جريدة، فكيف برئيس واحدة من أعرق كنائس الدنيا.

كل هذه المغالطات في فقرة واحدة. أليس هناك من يقف شامخا ويصرخ أن الكيل قد طفح او ان يفرض عليه عدم النشر او التصريح قبل ان تتم معاينة النص من قبل لجنة مختصة؟

الكلدان ومؤسستهم الكنسية يمرون في فترة عصيبة وفوضى عارمة، سببها البطريرك ساكو ونهجه وكبريائه ونرجسيته التي يرى فيها أنه يملك كل العلم وفي كل شيء ولكن الواقع يقول إننا كلنا لا نعرف إلا القليل جدا من العلم، ولهذا يخضع المقال الذي يكتبه أكبر عالم أكاديمي في الدنيا الى تمحيص وامتحان وقراءة متأنية من أقرانه لتقرير إن كان يصلح للنشر أم لا.

نعم، يحتاج البطريرك ساكو الى لجنة مثل هذه تفحص كل كتاباته وتصريحاته ومن ثم تلغي تأويناناته والأهم أنها تمسك بزمام الأمور التي هي مع الأسف في فلتان.

تحياتي


210
مرة أخرى هذا رد سريع على ما أتي به الأخ سامي ديشو مشكورا.

ليس هناك، حسب قراءتي واطلاعي، منشور كاثوليكي يصف نبوءة يونان توصيفا قبيحا مثل ما يرد في شرح البطريرك ساكو وذلك باستخدامه مفردة "درامة" وأغلب الظن إنه يكتبها بالتاء المربوطة بصورة متعمدة، لأنه يعيش هوس الرد والرد المضاد في إعلامه الغزير الممل جدا.

وليس هناك تهرب من الموضوع لأن "التأوين" لا يقصد البطريرك ساكو به تغريب وتعريب وتشويه وتزوير التراث واللغة والطقس الكلداني الذي هو على قدم وساق رغم المعارضة الشديدة لهذا النهج، بل إنه يؤن ما يراه موائما لمواقفه السياسية وغيرها من الرموز التي يراها  المؤمنون بها أنها واقعة حقيقة وربانية سماوية مقدسة.

وما تركيزه في كل زمن باعوثا نينوى على نبوءة يونان النبي إلا لغاية غير حميدة في نفسه، لأن إن سقط هذا الرمز الكبير الذي يرد في الإنجيل بصورة خارقة، لسقطت كل الرموز الأخرى، أي لأصبحت "درامة". أنظر خطورة الأمر.

وهذه ليست المرة الأولى او الثانية ولن تكون الأخيرة لأن الهدف هو تطويع رموز محددة لغايات سياسية شخصية وجزء من المناكفة التي يقع في خضمها كما فعل هذا في هجومه غير المبرر على اشعيا  النبي بعد مناكفة مع الفاتيكان، ولا أريد أن أكرر مسألة "حديقة الحيوانات" و"أسفلم" مربوطة بلغة الجسد ومن على المذبح المقدس. أنظر لقباحة العبارة.

إذا كانت هذه "درامة" فكل شيء يصبح "درامة" حتى القيامة وبتولية العذراء والولاد المعجزة والمعجزات والقربان وغيره، لأن إن فقدت الرموز لدى الأديان واقعيتها وتاريخيتها وقدسيتها وربانيتها صار حالها حال أي رمز أخر مثل العلم، وتمثال في ساحة يؤرخ لبطل من أبطال الوطن، او نصب لشاعر الأمة الذي يجله الناطقون بلسانها وهكذا.


211

الشماس الإنجيلي القدير والشجاع قيس سيبي المحترم

تحية طيبة،

نعم، كان حدسك في محله، وحتى الآن تثبت الأمور والوقائع أننا أمام ظاهرة جديدة تبث الأمل والحياة في كنيسة المشرق المجيدة بشقوقها الثلاثة.

الأعين ترنو الى البطريرك أوا، كما وضحت في مقالك المهم، وكلنا أمل الا يخيب ظننا هذه المرة وأن نكون شهودا ومشاركين في نهضة كنيسة المشرق المجيدة مع قدومه.

بالمناسبة، البطريرك أوا، هو أول بطريرك بقدر تعلق الأمر بكنيسة المشرق وفروعها، ولد وترعرع ودرس خارج بلاد النهرين، أي الشرق، وهذا دليل على ان الشتات له مساهماته ولا يجوز إلغائه والهجوم عليه كما يفعل "الذين يحسبون حافظي إيماننا" وطقسنا وتراثنا ولغتنا وفنوننا المشرقية النبوية السامية.

ودعني أذكر "الذين يحسبون حافظي إيماننا" إن المعارضة في صفوف الكلدان لنهجهم غير القويم والسليم وعلى الخصوص في ما يتعلق بالتأوين على أشدها وليست محصورة، كما يتصورون جزافا بما يأتون به من توصيفات ومفردات نابية – وهذا ديدنهم – مثل "الفارغون، أصحاب، الكهف، السلفيون، الشلة، الزمرة، الأنبياء الكذابون، الدجالون" والى أخره من الخطاب الذي لا يليق بالمقالم ويعكس معدنهم قبل أي شيء أخر.

لهم أكرر النصيحة وأقول عليكم بمراجعة أنفسكم ونهجكم والتخلي عن "التأوين" لأنه يقطع جذور الكلدان بتاريخهم وعمقهم وثقافتهم ولغتهم وتراثهم وطقسهم وفنونهم، وأن الكلدان قبل التاريخ سيحاسبونكم عاجلا أم عاجلا على عمليات التشويه والتغريب والتعريب والتزوير لطقسهم وتراثهم ولغتهم وفنونهم وريازتهم، جوهر هويتهم الوطنية والقومية والكنسية.

على كل كلداني غيور على لغته وتراثه وطقسه وفنونه وشعره وآدابه وتاريخه وهويته الوطنية والكنسية أن يرفع صوته معارضا لهذا التأوين المدمر الذي يبدو أنه متعمد ومنهجي لتشتيت وشرذمة الشعب ومؤسسته الكنسية.

تحياتي




بعد اسابيع من رسامة قداسة الباطريرك مار آوا الثالث باطريركاً على الكنيسة المشرق الآشورية تأملت خيرا .
https://ankawa.com/forum/index.php?topic=1027250.0
وها هي لمساته تظهر على الساحة بجدارة وفي كل المجالات ، وبشجاعة يدلي برايه في ان الكتاب المقدس هو مقدس وليس كتاب اساطير كما ادعى البعض (موبخاً بشكل غير مباشر) الذين يُحسبون حافظي ايماننا، وبشكل خاص سفر يونان الذي استشهد به مخلصنا في موته وقيامته.
وبنفس الشجاعة وقف احد كهنتنا الابطال وبصوت عالٍ مُوبِّخا من اِدعى الاسطرة في الكتاب المقدس.

الشماس الانجيلي
قيس سيبي



212

"هذا ما يقوله جميعُ علماءِ الكتاب المقدس المعاصرين"
هذا التعميم أتى في أخر منشور للبطريرك ساكو حول باعوثا نينوى ونبوءة النبي يونان: أنظر
https://saint-adday.com/?p=47679&fbclid=IwAR1kjAcT90lqHF0Zqne6w-sn63DT2hTz7aXRClSA7uTf24Of9U27Ftqi3K0

هل هذا القول صحيح؟ بالطبع كلا، لأنه تعميم غير مقبول من ناحية البحث العلمي الرصين، وينم أن صاحب القول لا ناقة ولا جمل له بالبحث الأكاديمي الذي ينبذ هكذا تعميم لأن من الصعوبة في مكان التحقق من صدقيته.

ولا علم لي لماذا أقحم البطريرك ساكو ذاته في هذا المنحنى الخطير، إن لم تكن له غايات غير حميدة في نفسه،  حيث وصل التخبط به أن يستخدم المفردة المسيئة جدا الا وهي "درامة" لتوصيف نبوءة يونان. السؤال: كيف لهذا أن يأتي من شخصية ترأس واحدة من أعرق كنائس الدنيا؟

البطريرك ساكو، لأن ما يكتبه يفتقر الى الأكاديمية الرصينة والبحث العلمي الرصين، يتخبط كثيرا في منشوراته. وهذا لست أنا قائله وحسب. لقد نصحه الكثيرون بأن يكف عن ظهوره الإعلامي الممل جدا.

ولكن يبدو لي أن البطريرك يعتقد مع نفسه أنه يحمل العلم كله وفي كل شيء: الطقس، اللغة، الخطاب، تحليل النصوص، الألحان، اللاهوت، الجغرافيا، الإعلام ... وهلم جرا.

ومن هنا يأتي هذا القول غير المقبول وغير المستساغ من الناحية العلمية والأكاديمية وهو التعميم حيث يقول إن "جميع علماء الكتاب المقدس المعاصرين" يتفقون معه. لم يذكر عددهم ومن هم وإن كانوا مؤمنين ام لا، إكليروسا (كما هو حاليا) أم لا، هل يتحدثون كعلماء ومختصين يشرحون مسألة علمية أثرية فلسفية منطقية أم أنهم في خضم شرحهم لمعجزة يراها أصحابها حقيقة تاريخية وحقيقة ربانية وسماوية.

ولأنه يتصور أنه يملك العلم كله ولا يجاريه أحد في الدنيا، يستخدم عبارات ومفردات أقل ما يقال عنها إنها قبيحة مثل مفردة "درامة" لتوصيف نص يراه حوالي ملياري مسيحي مؤمن أنه نص مقدس ورباني وسماوي.

ويتحدث وكأنه الكنيسة برمتها ليس فقط الكاثوليكية التي ينتمي إليها – وهي أكبر كنائس الدينا – بل يتحدث وكأنه يملك الحقيقة عن كنيسة المشرق مثلا بتاريخها وفروعها حاليا والكنائس الأخرى وهي كثيرة جدا بميولها وتفسيراتها المختلفة.

وينسى أن ما يأتي به لا تشاركه فيه حتى الكنيسة الكاثوليكية التي ينتمي إليها. الكنيسة الكاثوليكية لا تخلط بين ما تأتي به الكشوفات الأثرية وما تنص عليه كتبها، ولهذا كانت غاية بابوات روما زيارة ما يرونه أنه حقيقة ربانية سماوية وهي مدينة أور، مسقط رأس النبي إبراهيم، حسب الكتاب المقدس ويقيموا احتفاء مهيبا هناك ويضعوا أسسا لانطلاقة إنسانية جديدة من هذه المدينة. أوليس هذا ما قام به البابا فرنسيس؟ ألم يكن بجانبه البطريرك ساكو؟ لماذا لم يصرح البطريرك بموقف مشابه لتصريحاته حول باعوثا نينوي ويقول: إن كون مدينة أور موطن النبي إبراهيم مجرد "درامة" لأن ليس هناك أيضا أي دليل مادي أثري أن إبراهيم سكنها.

ويخلط البطريرك ساكو بين ما يقوله او يدرسه مثلا عالم كاثوليكي في الجامعة حول نشوء الكون او علم الفيزياء وبين إيمانه المسيحي الذي يجعله يصلي الوردية كل يوم وهي مجرد تكرار لنص من عدة كلمات، هذا التكرار الذي يراه غير الكاثوليكي شيئا مملا وغير مقبول يكون بالنسبة له صلاة تقربه الى ربه ويسوعه وأمه العذاراء.

أن يقول البطريرك ساكو أن ما يأتي به يتفق عليه جميع اباء او علماء الكتاب المقدس قول حق يراد به باطل وما أكثر أقواله وممارساته التي يراها هو حق وهي مجرد باطل.

أنقل لكم موقف الكنيسة الكاثوليكية من نبوءة يونان حيث يجري التأكيد أن المسيح عندما أشار إليه وأشار الى اهل نينوى إنه كان يؤمن بالنص إيمان ثابتا أنه نص رباني سماوي وتاريخي وعلى هذا الأساس ترى الكنيسة الكاثوليكية ان الإيمان بالإنجيل وهذا الواقع لأن الإنجيل هو المحك يحتم عليها الإيمان بقصة يونان النبي على أنها حقيقة تاريخية وحقيقة ربانية وسماوية بغض الطرف عن ما يقوله العلم والكشوفات التاريخية:

وهذا (في أدناه) ما تعلمه الكنيسة الجامعة داخل التعليم الكاثوليكي ويظهر أن البطريرك ساكو يخالف الإيمان الكاثوليكي تماماَ ويا للغرابة.

الفيديوفي أدناه  كله وبخطوة خطوة تعليم يقع في صلب تعاليم الكنيسة الكاثوليكية لكن في الدقيقة : 1:16:16  .. يُجيب الكاهن الكاثوليكي على السؤال الأهم وهو إن كانت نبوءة يونان النبي مجرد "درامة" او مسرحية او مجرد سردية رمزية مجازية:
https://www.youtube.com/watch?v=2FawN9dm5e8

قارنوا بين هدوء وخشوع هذا العالم الكاثوليكي وهو في تناص وتناغم مع الإنجيل في كل كلمة يقولها وهو يشرح الإيمان، وبين ما نقرأه من مغالطات يكتبها البطريرك ساكو وممارسات يؤديها على الملأ ليس حول نص يونان النبي بل تقريبا حول أغلب ما يكتبه ويمارسه إن كانت الطقوس أو أي مسائل أخرى.


213
فقط تعقيب سريع على ما أتي به الأخ سام ديشو مشكوار، أقول إن البطريرك ساكو يذهب أبعد من ذلك ويكرر إنها قصة-درامة بالتاء المربوطة، وهذه كارثة لأن معنى "درامة" بالتاء المربوطة سيء جدا وغير مقبول، ولا علم لي كيف له أن يكتبها هكذا وهو رئيس كنيسة عريقة عليه أن يفكر قبل أن يكتب.

ومن ثم شرحه يجعل من نبوءة يونان حقا أسطورة لا تاريخ ولا دليل مادي أثري علمي لها. السؤال هل هناك دليل مادي أثري علمي منطقي لأغلب المعجزات في الانجيل مثلا منها ولادة المسيح وبتولية العذراء وتجليه وقيامته وكذلك أغلب ما يرد في الكتب، ولماذا التركيز على باعوثا نينوى وليس على مثلا كون أور مسقط رأس ابراهيم النبي لأن هذه ايضا لا تاريخ مادي لها بالمطلق؟

سأعود الى الموضوع هذا المساء.

تحياتي

214

ما هي الأسطورة وما هو الرمز وما الفرق والشبه بينهما

الأسطورة قصة او سردية خاصة تتألف من مجموعة من الرموز. وتعريف الأسطورة وباختصار شديد هو أنها قصة في الغالب قادمة من الأزمنة الغابرة هي في المخيال الشعبي حقيقة تاريخية رغم أنه لا يمكن التحقق (الوثوق) منها.

والأسطورة تتألف من رموز شتى. ليس هناك أسطورة دون رموز.

إذا، الأسطورة مهمة لأنها محفورة في المخيال الشعبي على أنها حقيقة ثابتة رغم ان التاريخ والاركيولوجيا والعلم والمنطق لا يؤكدانها.

عندما نأتي الى الأديان، ما يراه الأخرون أسطورة لا يمكن التحقق من صدقيتها، فإن هذه القصة (الأسطورة) ليست فقط حقيقة ضمن المخيال الشعبي بل يضاف إليها هالة من القداسة والتبجيل وترافقها الطقوس وغيره.

بذا، تكون قصة موسى والعصا وخروج العبرانيين (اليهود) من مصر والمعجزات وشق البحر مجرد أسطورة لدى غير المؤمن لأن لا يمكن التحقق منها من خلال التاريخ والكشوفات الأثرية والعلمية.

بيد أن هذه القصة برموزها منها العصا وموس ويوسف وكثير أخرون لها مدلولات سيمائية مقدسة ربانية لدى المؤمن.

وكل الأديان مجموعة من القصص والرموز هي في عين أصحابها ربانية سماوية مقدسة وحقيقة تاريخية. قصة صلب المسيح والتجلي والقيامة والمعجزات الكثيرة هي ليست مجرد قصص ورموز او أساطير لأن العلم او التاريخ او المنطق لا يقبل بها. هي قصص حقيقية ربانية سماوية لدى المؤمنين بها؛ لأن إن سقطت قصة واحدة ورمز واحد استنادا الى التوثيق التاريخي والمعرفي والعلمي، ستسقط القصص الأخرى تباعا. والمسيحية (كما هو شأن أي دين أخر) مجموعة من القصص والأمثال والرموز والمعجزات.

وبذا، إن كان مثلا البطريرك ساكو يراها مجرد أسطورة مع رموزها، هو حر، ولكن لا يحق له أن يكون الزعيم الروحي لجمهرة من المؤمنين الذين يرون فيها حقيقة ربانية سماوية مقدسة، لا بل عليهم إخراجه من صفوفهم لأن جوهر إيمانهم المستند الى أن القصة ليست حقيقة تاريخية وحسب بل ربانية وسماوية ومقدسة أيضا سيسقط ويصبح مجرد أسطورة لا يمكن التحقق منها.

وثمة للرموز أبعاد سيمائية مختلفة، منها ما غرسته فينا القصص والأساطير بمدلولاتها المختلفة (أي لدى بعضنا لا يمكن التحقق من صدقيتها ولدى البعض الأخر الذي يراها أنها حقيقة تاريخية او حقيقة ربانية سماوية).

وذكرت في تعقيب سابق كيف أن الكثير من السويديين لا يزالون يؤمنون ان الأشباح حقيقة، كما ان المسلمين يؤمنون ان الجن حقيقة. الأمر سيان، رغن اختلاف الثقافات والسيمائيات.

وخذ الملائكة. علميا وماديا ومعرفيا لا يمكن التحقق من وجودهم، في المخيال الشعبي هم حقيقة، ولدى المؤمن هم حقيقة ربانية سماوية.

إذا، الأسطورة هي قصة او مجموعة من القصص مليئة بالرموز، مدلولاتها السيمائية مختلفة، حيث يسبغ عليها المتلقي المعنى الخاص المستند الى السياق الذي هو فيه، والواقع الاجتماعي الذي يعيشه.

والمسيحية، وأي دين أخر، مجموعة من القصص. والانجيل والكتاب المقدس يتحدث إلينا من خلال القصص والأمثال والمعجزات.

معجزة وسردية (قصة)  الصليب يراها المسلم أسطورة لا يمكن التحقق منها حاكها تلامذة المسيح، ويرى في رمز الصليب مثلبة.

معجزة الصليب وسرديته يراها المسيحي حقيقة ربانية سماوية مقدسة وعماد الإيمان الذي هو عليه، ويرى في الصليب واقعا ورمزا وقصة الخلاص والحياة والطريق الى ملكوت السماوات.

وهكذا الأمر مع القصص والرموز الأخرى في الكتب التي يراها أصحابها أنها مقدسة. والرموز والقصص لها رتب في القدسية. قصة ولادة المسيح وقيامته ورفعه الى السماء وتجليه لها مكانة لدى المؤمن تختلف عن قصص أخرى منها قصة (نبوءة) يونان والرموز التي فيها، ولكن الفكرة والمفهوم والمدلول السيمائي واحد.

الذي ينكر (نبوءة) يونان ويراها أسطورة، ينكر أيضا معجزة ولادة المسيح وتجليه وقيامته ورفعه الى السماء، لأن كل هذه بالنسبة للعلم والمنطق والتكنولوجيا التقليدية والرقمية والفيزياء والذكاء الاصطناعي مجرد قصص وأساطير.

أما أن يختار البطريرك ساكو قصة (نبوءة) يونان النبي ويهاجمها ويقول إنها مجرد مسرحية أو أسطورة ويكرر ذلك كلما أتى زمن الباعوثا، فإنه يفعل ذلك لغاية غير حميدة في نفسه وانطلاقا من نرجسيته التي فاحت حقا.


215
الأخ وسام موميكا المحترم

تحية طيبة،

شكرا لمرورك، ولكن استميحك عذرا ومع احترامي لشخصك الكريم، لم أستطع سبر أغوار ما ترمي إليه.

كل الأديان مهما كانت تستند في آدبياتها الى الرموز والغيبيات، من العسر بمكان فك ألغازها.

وكل الأديان تسبغ هالة من القداسة والسماوية والربانية على رموزها بغض الطرف، كما أتى في المقال، إن أتت منسجمة مع العلم والمعرفة وحركة الأفلاك والكشوفات الأثرية أم لا.

لا يهم بالنسبة للمؤمن – المسيحي في هذه الحالة – إن كانت الكشوفات التاريخية تؤكد أم لا او العلم او المنطق يؤكد أم لا على قيامة المسيح من الأموات بعد ثلاثة أيام من وفاته على الصليب.

قيامة المسيح من الأموات حقيقة سماوية وربانية بالنسبة للمسيحي المؤمن، وليست أسطورة او مجرد رمز، وكذلك ولادته المعجزة. إن صار هذان الحدثان رمز وأسطورة، مثلا، لسقطت المسيحية ولا قيمة لها.

وهكذا المسيح هو الله. أين الدليل المادي او العلمي الو الفيزيائي لذلك؟ إن اعتبرنا هذا أسطورة او مجرد رمز، لسقطت أيضا المسيحية كدين. وقس على ذلك أغلب القصص والرموز والعجائب.

أخي العزيز، وهذا ينطبق على نبوءة يونان النبي وباعوثا نينوى.

ولم أفهم لماذا، حسب قراءتي لتعقيبك، يكون البطريرك ساكو محقا في موقفه من قصة نينوى، وأنا على خطا، وهو يكون على خطأ وأنا على صواب بقدر تعلق الأمر بأور وقصة إبراهيم النبي. القصتان من حيث الأدلة المادية والعملية والأركيولوجية صوان. الأولى، يهاجمها البطريرك ساكو لغاية في نفسه ونرجسيته، وأمام الثانية يقف صامتا ولا ينبس ببنت شفة لأنها تشكل واحدا من مشاريعه التي تنسجم مع حب الظهور الذي يعشقه.

وشخصيا، والأمر متروك لك، أرجو الكف عن مهاجمة الكلدان او الأشوريين استنادا الى مواقف تشوبها حسب ظني نظرة مذهبية وطائفية او موقف من التسمية.

حضرتك ناشط قومي سرياني، ونعم الموقف، ولكن الناشط همه الهوية الوطنية، واللغة ركنها الأساسي وما تحمله من طقوس وشعر وآدب وفنون. اللغة هي معيار الهوية وطنية كانت ام كنسية.

إذا كان الأشوري هو المحافظ على اللغة فهو أقرب الى الهوية الوطنية من الذي يعرب ويغرب ويزور اللغة والثقافة ويقلع مكون أصيل من شعبنا من جذوره. أوليس "التأوين" الذي يتبناه ويفرضه البطريرك ساكو على الكدان جزءا من حملة منهجية متعمدة لفصل الكلدان عن ثقافتهم وتراثهم وإرثهم ولغتهم وطقوسهم حيث أنها تضرب اللغة في الصميم وتقلعها من جذورها، أي تضرب هويتك السريانية في الصميم؟

العربي المسلم لا يهتم إن كان إيليا أبو ماضي مسيحي "نصراني" او "فيروز مسيحية " نصرانية" او الحلاج "زنديقا " (هرطوقيا). لأن هؤلاء أبدعوا باللغة العربية، فهم لدى العربي المسلم من أي مذهب قامات شامخة.

نحن شعب غريب الأطوار. نبني الثقافة والهوية الوطنية على أسس مذهبية وطائفية وتسموية.

بعض النشطاء القوميين السريان يهاجمون النساطرة بأبشع التوصيفات، ولكن الملافنة من النساطرة (أي كنيسة المشرق) يشكلون جوهر الثقافة والهوية والآدب الكنسي والوطني. أي قومية هذه؟ لا الناشط القومي الكردي يقبل بها ولا أي ناشط قومي أخر غير النشطاء القوميين في صفوف شعبنا.

ربما لم يقم أي مثقف من مثقفي شعبنا بما قمت أنا به من دفاع مستميت عن لغتنا السريانية قولا وفعلا في السنين الأخيرة، ومن ثم يأتي النشطاء القوميين السريان ويهاجمون كنيسة المشرق والنساطرة بأبشع العبارات. ولكن يا أخي العزيز أنا نسطوري ثقافة وإرثا ولغة وتاريخا وآدبا وشعرا وريازة وطقوسا. كوني كاثوليكي، هذا معتقد وميل وليس ثقافة ولغة وطقس وتراث وتاريخ. هل تعلم كم أتألم؟ ليس لأنكم تهاجمون أجدادي وتاريخي بل للوضع المزري الذي صرنا فيه.

وأمل ان تتقبل نقدي، لأنه نابع من محب لكم، ولا أعمم أبدا، لأن هناك من النشطاء القوميين السريان، وهم زملاء وأصدقاء، أقف معهم صفا واحدا، لأن لغتنا وثقافتنا وطقوسنا وإرثنا وشعرنا وفنونا وريازتنا واحدة ونحن بالعمق شعب واحد، ولا نكترث أبدا للفروقات المذهبية والتسموية، لأننا كمثقفين نسمو على ذلك.

تحياتي


216
ما هو رايك برواية الدكتور خزعل الماجدي !؟  عن نفسي  انا اتفق معه بكل ما سرده .
https://www.youtube.com/watch?v=WcrXxieUyis                                                         


الأخ مارتن البازي المحترم

تحية طيبة،

أنا متابع لبعض الأنشطة والكتابات للدكتور خزعل الماجدي. بكل تواضع أقول إن ما يأتي به ليس جديدا ابدا. درسناه وقرأناه وناقشناه بكثافة في الثمانينيات من القرن المنصرم مع علماء أثار في جامعة الموصل وهناك كتابات بالإنكليزية ولغات أخرى حول تأثير مجمع الآلهة  السومري Sumerian Pantheon الذي يعد أساسا لكل الاديان تقريبا ظهرت في الغرب قبل حوالي قرنين من الزمان.

وكما تعلم أمضى اليهود قرونا طويلة في بلاد الرافدين واكتسبوا ثقافة ولغة البلاد وطاوعوا تلك الثقافة ووطنوها مع مجمع الآلهة السومري ضمن نطاق ثقافتهم المحلية.

وللعلم فإن الكثير ما في الانجيل منه سلسلة الملوك حتى ولادة المسيح والولادة المعجزة وقصة مريم العذراء والعماد والتجلي  والقيامة وغيرها كثير أغلبها لها تناص مع مجمع الآلهة السومري (البابلي) وما وصلنا من كتابات حوله.

بيد أن هذا لن يؤثر على ربانية وسماوية النص والمعجزة لدى المسيحي المؤمن؛ سيبقى يسبغ هالة من القداسة والربانية والسماوية على رموزه شأنه شأن أي مؤمن ضمن نطاق الأديان الأخرى.

المؤمن، وهذا ما يراه وهو محق في ما يراه وما يؤمن به، يفصل بين ما يرد في الكشوفات الأثرية والعلمية وما يقوله العقل وبين رمزه الديني الذي يراه مقدسا.

وللعلم أيضا، فإن غالبية الأمريكيين اليوم، وأمريكا قوة علمية تكنولوجية رقمية اقتصادية عسكرية ولجامعاتها وعلمائها وابتكاراتها لم يعرف العالم لها مثيلا، يؤمنون بقداسة الرموز الكتابية لا بل حتى حرفيتها. هذا ليس غريبا علينا نحن البشر.


كتابات وأقوال مثل التي يأتي بها الدكتور الماجدي لن تجد صدى لها في الغرب أبدا لأنها أشبعت نقاشا منذ أمد بعيد والسيمائية شرحت لنا لماذا نتشبث بقداسة وسماوية وربانية رموزنا رغم الكم الهائل من الأدلة المضادة لما نؤمن به.

ولهذا ينجح الدكتورخزعل الماجدي في طروحاته التي عفا عليها الزمان في الغرب ضمن البيئة التي يعيش فيها، ولهذا أيضا إن لم أكن مخطئا، لم ألحظ، حسب الكشف الذي قمت به، أي أثر علمي او بحث رصين معتمد له في الدوريات ودور النشر الأكاديمية الرصينة في الغرب.

تحياتي


217

وبهذه المناسبة ارفع أسمى آيات التقدير وأفحترام مقرونة برفع القبّعة لغبطة البطريرك مار آوا الجزيل القداسة لإيمانه العالي وتمسّكه القوي الشديد بتاريخ وتراث الآباء حفظه الله من كل سوء وله منّي كل التقدير والإحترام، وإننا نأمل كل الخير في قداسته بأنه هو المختار من عند الله ليوحد مسيحيي العراق وكنيسة المشرق (بشقيها الكلداني والآثوري) ويسير بها نحو طريق الخلاص بعد أن قادها الآخرون إلى طريق الهلاك. تحياتي وتقديري.
أخوكم نزار ملاخا في اليوم الثالث لصوم الباعوثا المصادف التاسع من شباط / 2022


رابي أخيقر يوخنا المحترم

تحية طيبة،

نعم قرأته أولا بلغة الأم، السريانية، وكذلك بالعربية والانجليزية.

وأحيلك الى ما قاله الأخ نزار ملاخا في أعلاه، وهو ناشط قومي كلداني له دور بارز في الساحة القومية الكلدانية. وشخصيا أكن له احتراما كبيرا لعصاميته وثباته، رغم ما بيننا من اختلاف في بعض المسائل وهذه لا تفسد الود الذي بيننا.

في الحقيقة أن يأتي هذا من الأخ ملاخا، فلعمري هذا دليل على نضج كبير وأن أغلب النشطاء القوميين الكلدان، حسب ظني، صاروا يفكرون جليا بثوابت الهوية والقومية التي من أهم أركانها اللغة وما تحمله من إرث إن كان أدبا او طقوسا او فنا او شعرا او موسيقى او ريازة.

وأظن ان البطريرك اوا الثالث صار له مكانة كبيرة لدى الكلدان وكنائسهم لتشبثه بلغتنا القومية التي هي لغة الطقس والتراث الكنسي، الطقس والتراث الذي يجمع الكلدان والأشوريين سوية، وهو تراث كنيستهم المشرقية المجيدة.

ويلتف الكثير من الكلدان حول البطريرك اوا حاليا، ليس لأنهم لا يرغبون بصرحهم البطريركي. على العكس. الكلدان يبجلون كرسيهم وبطريركهم، ولكن الوضع الحالي الذي تفرض عليهم سياسات التأوين، والتي ليست إلا تعريبا وتهميشا وازدراء وتغريبا وتزويرا للتراث والطقس الكلداني، فهذا يدفعهم الى أي كرسي أخر لكنيسة المشرق المجيدة يتشبث بمقومات وثوابت الهوية الكنسية والوطنية.

وأنقل لك صور يظهر فيها البطريرك أوا مزهوا بين أشقائه الأساقفة الكلدان في أمريكا وكذلك كله غبطة وهو يفتتح مجمع للرهبنة الكلدانية في عنكاوة في غياب متعمد للبطريرك ساكو لأسباب ذكرتها في مقالات سابقة وكذلك وهو يقود صلاة الوحدة بين جمع من الأساقفة بينهم كلدان وسريان وغيرهم.

البطريرك اوا يذكرني بالأشهر لأولى لتولي البطريرك ساكو سدة البطريركية الكلدانية، ولكن مع الأسف ذهبت بطريركيته ادراج الريح وتعد الآن من أسواء الفترات التي مرت على الكلدان في تاريخهم المعاصر حيث تعصف بالكلدان مشاكل جمة وتشتت لم يسبقه له مثيل ومؤسستهم الكنسية تعيش في فوضى عارمة سببها الرئيسي تشبث البطريرك ساكو بمنهج التأوين، الذي هو خطر محدق وخطير يواجه الكلدان.

أملي أن يجمع البطريرك اوا، يجمع الكل تحت خيمته وأن يكون للكل مكانهم البارز الذي يستحقونه مع ما لهم من تسميات ومذاهب وميول.

الهوية الكنسية والوطنية التي لا تجمع أبنائها وبناتها بشتى مشاربهم لن تفلح ولن يكتب لها النجاح.

ما أخشاه، وهنا لا أعني أنني أخشى القول، بل أخشى المستقبل، هو الغلو في التشبث بمواقف انهكتنا وشتتنا. الغلو في التسمية والغلو في المذهب.

البطريرك اوا وكنيسته لهم فرصة ذهبية كي يجمعوا لا بل ينقذوا الكلدان من التأوين، ولكن أرى أنه علينا ان نقبل الواحد الأخر كما هو وليس كما نريده نحن. هذا في رأي المتواضع هو مفتاح نجاح مار اوا. هو يسير عليه الآن وأمل الاستمرار، لأن الفروع الثلاثة لكنيسة المشرق واحدة في العمق والتاريخ واللغة والطقس والثقافة والفنون والريازة والتراث الكنسي. الوحدة تحتاج قبولنا الواحد للأخر. وأمل الا يخيب ظني.

أتركك مع الصور الناطقة، الصورة أهم من ألف كلمة، كي ترى كيف يلتئم الكلدان حول البطريرك اوا. أمل مرة أخرى الا يخيب ظني:



218
الزميل الأكاديمي الدكتور صباح قيا المحترم

تحية طيبة،

شكرا جزيلا للتعقيب الذي يسلط مزيدا من الضوء البهي على الموضوع برمته. وكذلك أشكرك على الأبيات الشعرية السلسة بأسلوبها السهل الممتنع.

نعم هناك مبالغة في القول والممارسة ان النص الذي يراه المسيحيون مقدسا مجرد رمز. أتفق معك هناك خطورة كبيرة في هذا التوجه والذي مع الأسف الشديد يقوده البطريرك ساكو ضمن الحملة التي يطلق عليها "التأوين،" وهو مصطلح هجين رنان طنان خاوي المعنى.

يضيفون إدراكا بشريا على ما ليس في طاقتنا إدراكه. أي رمز صار في إمكاننا إدراكه يفقد قدسيته. قدسية النصوص تأتي من غيبيتها وأنها سر خارج نطاق إدراكنا.

نحن لا ندرك المعجزة التي رافقت ولادة المسيح، ولا ندرك كنه أن الله صار بشرا وحل فينا. إن كانت هذه مجرد رمز وموعظة وقصة تعليمية، ماذا سيبقى من المسيحية.

وهؤلاء الذين يأخذون العلم والعقل والتجربة والتجريب والمادة والكشوفات الأثرية منهجا لإماطة القدسية عن الرمز الديني ينسون أن ما يأتون به قديم قدم الزمان.

المسيحية كدين تعرضت الى هجوم مثل هذا وأشد بكثير وصمدت. هل كان هناك أقسى على المسيحية من التفسير المادي الصرف للتاريخ والحياة الذي أتت به الماركسية (الشيوعية) في الاتحاد السوفيتي السابق وأغلقت بموجبه الكنائس وكانت النظرة الى الرمز المقدس مشابه الى ما يأتي به "صاحب التأوين" الآن.

ماذا حدث؟ بعد زوال الاتحاد السوفيتي عادت أوربا الشرقية حصنا منيعا للمسيحية وبسرعة مذهلة.

وحتى في دول شمال أوروبا ذات النهج اللوثري المنفتح هناك عودة الى الرموز وقدسيتها. في السويد مثلا، تلعب الكنائس اللوثرية في الوقت الحاضر دورا بارزا في حياة الناس، يرتادها الناس بكثرة وهم للرموز الكتابية مقدسون ومبجلون.

والكنيسة السويدية واحدة من أقوى المؤسسات في السويد، حيث يجلها الغالبية من الناس ويتبعونها لما تقوم به من عمل إنجيلي من صلب المسرة والبشارة وكذلك، وهذا هو الأهم بالنسبة للمواطنين هنا، هو دورها الرائد في الحفاظ على اللغة والثقافة والفنون الكنسية السويدية، وهذا ما حدا بالدولة ان تعهد تعليم وتدريس السويدية خارج السويد للكنيسة السويدية.

قارن كل هذا بما يقوم به "عراب التأوين" في الكنيسة الكلدانية.

الهجوم على الأديان أمر سهل وبسيط. أي واحد في إمكانه القيام به بوضع العقل قبل النقل. ولكن هنا ننسى أن العقل ذاته يقبل النقل ويحث عليه، لأن النقل جزء من العقل.

كل رمز ديني كتابي لدى أصحابه حقيقة ثابتة ومعجزة خارقة وإن لم يكن فلا قدسية له، ومن هنا مخيالنا وثقافتنا محشوة بالرموز التي نراها مقدسة – أي أنها تمثل لدينا الحقيقة التي لا غبار عليها.
 
وأنقل لك قصة حدثت معي مع طلبة كلية الهندسة هنا في السويد. كنت أدرسهم اللغة الإنكليزية للأغراض الخاصة. وهنا في السويد التدريس عملي أكثر مما هو نظري.

طلبت من الطلاب إقامة معرض تجاري يعرضون فيه منتجاتهم واختراعاتهم باستخدام اللغة الإنكليزية فقط. واستنبطوا 25 شركة، أي كان المعرض يتألف من 25 جناحا.

هل تعلم أستاذنا ودكتورنا العزيز أن 12 جناحا منها كانت شركات تنتج أدوات خاصة لإخراج الأشباح من البيوت؟

وهل تعلم أن مسألة وجود الأشباح في السويد ليست مجرد رمز بل يراها الكثيرون وكأنها الحقيقة المطلقة وهناك شركات تعني بهذه الامور، وينفق البعض الكثير للتخلص منها، وأغلبهم يلجأ الى النصوص الكتابية لدرء أخطارها؟ هذا في بلد مثل السويد، وهو فائق التمدن والتطور.

ومن هنا "الطفل المعجزة" والكلمة صار بشرا وحل فينا ليست رموزا لدى المسيحي المؤمن، بل حقائق ربانية سماوية، ولن يكترث المؤمن لما يقوله العقل، لأن العقل الذي لدينا أساسا يخفق في إدراك الكون.

والذي لا يؤمن بربانية المعجزة وسماويتها وقدسيتها ويراها رمزا او مسرحية هو حر، ولكن يجب عليه الا يكون الزعيم الروحي للجماعة ابدا وعلى الجماعة إخراجه من صفوفها.

تحياتي


219
السيد نيسان سامو المحترم

تحية طيبة،

تثير ثلاث نقاط، الواحدة أهم من الأخرى، وارتأيت التركيز على واحدة منها واقتباسها في أدناه، على أمل أن أعرج على النقاط الأخرى، هذا إن أسعفنا الوقت.

كل يرى ما لديه من مقدس أنه حق وحقيقة. هذا لا يعني أن الاخرين يشاركونه في ما يراه أنه حق وحقيقة.

ودعني أدخل في فلسفة اللغة، رغم أن حضرتك يبدو أنك لا ترغب فيها.

اللغة العربية كخطاب تركز على المطلق، أي لم تعرف العربية كخطاب وأسلوب الإشارة الى ان الحقيقة التي تتحدث عنها من خلالها أمر نسبي وليس حتمي ومطلق.

ولو تمنعت في الأسلوب القرآني وأسلوب الحديث لما وقع ناظرك على عبارات تمنح فرصة لإقحام بعض النسبية لدى إيراد الحقيقة.

لم تعرف العربية الإشارة الى أن الحقيقة التي نأتي بها فيها نسبية، أي ليست مطلقة، إلا في العصر الحديث، وذلك من خلال ما نطلق عليه  loan words or loan expressions الكلمات او العبارات او الأساليب التي جرى إقراضها من اللغة الإنجليزية وعلى الخصوص بواسطة جملة القول:reported speech or reporting verbs   

فمثلا هناك بون شاسع بين العبارتين التاليتين:
(1) "هذه هي الحقيقة او هذا هو الحق"
(2) "هذا ما أرى أنه الحقيقة او الحق."

العبارة الثانية (2) نسبية، لا بل فيها الكثير من النسبية لأن "الحقيقة والحق" يمتان لما أنا أراه وحسب ولا يحق لي التعميم.

الأديان تتحدث وتتخذ مواقف تتماشى مع رقم (1) وعلى شاكلة: أنا الحق، هذا نبي الله، الذي ليس معي هو ضدي، كل من لا ... سيدخل الجحيم او جهنم ... خاتم الأنبياء ... الذين لا ... بشرهم ب .... الخ من العبارات المطلقة التي تطفو على سطح الكتابات التي يرى أصحابها أنها من السماء.

وإن لاحظت، فإنني حاولت أن أكون حذرا جدا عند التحدث عن الحق والحقيقة في المقال، فأستند الى أفعال القول او جمل القول وهي ترجمات قرضناها من الإنجليزية لتبيان ان الحقيقة لدى أي كانت هي حقيقة لديه او هو يراها حقيقة وحسب.

إذا، الحقيقة هي لدى أصحابها حقيقة والكتب المقدسة لدى أصحابها حقيقة مطلقة لا شائبة فيها ومن هنا إسباغ هالة كبيرة من القدسية عليها.

لو قال صاحب دين "إن كتابه مقدس"، هذا معناه حقيقة لا تقبل الشك وأن الكتب الأخرى غير مقدسة. وإن قال: "هذا ما أراه أنا أنه الحق او كتاب مقدس" لغويا معناه هناك نسبية كبيرة في الأمر، أي ان القداسة حدها ضمن نطاق وجهة نظره والتي من حقه أن يدافع عنها.

 وأتذكر مرة أنني قلت في تعقيب لي: " وأنا أكاديمي أقول ما أراه الحق مهما كان الثمن الذي سأدفعه" مستندا الى ملكتي اللغوية كي أبين أن الحق حسب ما أراه أنا ومن حقي ان أدافع عن ما أراه أنا أنه الحق، وهنا لن أغمط حق أي أخر لا يرى مثل ما أراه، وإذا بزميل أكن له احتراما شديدا كتب مقالا طويلا عن النسبية وكأنني قلت أنني أملك الحق بالمطلق. الزميل ومع احترامي الشديد مرة أخرى يبدو أنه غابت عنه الفروقات الجلية في الخطاب اللغوي بين ما هو مطلق وما هو نسبي.

لا علم لي إن افلحت في الإجابة عن سؤالك الثاني المهم جدا، ولكن ثق حاولت جهدي.

تحياتي






النقطة الثانية : اذا كان المسلم يعتبر الحجر الاسود مقدس والهندي يقدس البقرة وصاحب العمامة يعتبر عمامته مقدسة واصحاب القصص السردية القديمة اعتبار قصصهم مقدسة فهذا لا يعني إنهم على حق ! انت تعلم ما اعنيه بالضبط !
اغلب العالم يحترم هذه المقولات او التوجهات او الاعتقادات ولكن ليس بالضرورة ان يجدها حقيقة !
اعتقد كنتُ واضحاً ووصل المرادف ! 
 /color]


220
باعوثا نينوى هبة من كنيسة المشرق الى كنائس الدنيا وخصيصا المشرقية منها؛ ونبوءة يونان النبي ليست مسرحية أو أسطورة، بل حقيقة ربانية سماوية

في كل سنة تحل فيه باعوثا نينوى تراودني بعض الأفكار والمنطلقات الفكرية المستندة الى تاريخ كنيستنا المشرقية العظيمة. أقول عظيمة لأن لو لم يكن لها زمن مثل زمن باعوثا نينوى وحسب لكفاها فخرا وعزا وتألقا بين كنائس الدنيا ولا سيما الكنائس المشرقية منها.

بوضعه طقوسا وأدبا وتقاليدا وليتورجيا خاصة بباعوثا نينوى أحيا فينا جاثاليقنا الكبير مار حزقيال في القرن السادس ومعه أسقف نينوى مار سبريشوع، أحيا فينا روحنا المشرقية التي هي في تناص تام مع المسرة والبشارة ومن ثم سقى بماء السماء غصن تراثنا وطقوسنا وفنوننا المشرقية الكنسية كأبناء وبنات حضارة النهرين وذلك ببث الحياة في نينوى، رمز كبير للتواصل مع ماض مجيد.

وبإقراره لباعوثا نينوى، حفظ لنا جاثاليقنا الكبير كما هائلا وغنيا وساميا ورفيعا ونبويا من أدبنا السرياني، حيث لولاه ومعه مار سبريشوع أسقف نينوى لضاعت كل هذه الميامير والمداريش والتسابيح والألحان والفنون والتقاليد الخاصة بهذه الباعوثا وصومها المقدس وضاع بذلك ركنا مهما من هويتنا المشرقية الوطنية والكنسية.

وما أتى به جاثاليقنا الخالد من صوم سماه باعوثا نينوى صار جزءا مهما من هويتنا الوطنية والقومية والكنسية، وكذلك جمعنا كلنا نحن المشارقة تحت سقف واحد حيث لم تقتصر باعوثا نينوى التي استنبطها على اتباعه أبناء وبنات كنيسة المشرق بل صارت بوتقة انصهر وينصهر فيها كل المشارقة بشتى أسمائهم ومذاهبهم.

حقا، فإن باعوثا نينوى مأثرة عظيمة من مآثر كنيسة المشرق المجيدة وعلينا الاحتفاظ بها وإحياء تراثها وبهذا نبث الحياة في أنفسنا ونرتشف من الكرمة التي غرستها رسالة المسرة والبشارة.

كم نحن بحاجة الى أن نقوم بتأوين (أي إحياء) تراث باعوثا نينوى. أقول "تأوين" ليس على شاكلة الذين يهاجمون نصوصا نبوية وربانية مثل التي بين يدينا ويفضلون عليها نصوصا ركيكة هزيلة لا تستحق حتى القراءة ويفرضونها على بعض الكنائس. أقول وبأسى شديد إن ما يقومون به ربما أخطر من أي خطر واجهنا ونحن نحث الخطى للحفاظ على هويتنا كشعب وكنيسة مشرقية مجيدة.

والمؤوينون وما أدراك ما المؤوينون. ربما لم يتركوا شيئا من التراث إلا وهاجموه وعربوه وشوهوه وزوره وغربوه وحتى باعوثا نينوى وتراثها الخالد الذي هو جزء مهم من تكويننا وانتمائنا وهويتنا ومعها النبي يونان (يونس، صاحب الحوت، ذو النون) لم يسلم من تأوينهم حيث يكررون في كل مناسبة أن قصته ونبوءته مجرد "مسرحية" أو أسطورة.

أنصحهم أن يحترموا أنفسهم ويصمتوا، وهذا أضعف الإيمان، إكراما للذين يسبغون القداسة على نصوصهم وكتبهم. أن يأتي هذا من ملحدين وأناس عاديين هامشيين، فلعمري هذا امر قد لا يثير الغرابة. بيد أن يأتي هذا من علية القوم، فهذا شأن لا يجوز المرور عليه مرور الكرام.

تشغل قصة يونان النبي ومعها باعوثا نينوى مقاما معظما بين أصحاب الكتب السماوية عموما، والمسيحيون المشرقيون على وجه الخصوص. ربما ليس هناك قصة ذات بعد إنساني تساوي بين البشر باختلاف مشاربهم وميولهم وثقافاتهم من خلال عبرة أخلاقية إلهية مفادها أن الله هو إله الكل ورحمته تسع حتى الذين لا يعرفونه مثل قصة يونان النبي.

وقد لا نجافي الحقيقة إن قلنا إن ليونان النبي في مسيرة شعبنا وكنيستنا المشرقية المجيدة تأثير لا يضاهيه تأثير أي نبي أخر؛ والسبب واضح وهو الإرث الأدبي والقصصي والشعري والإنشادي الغزير الذي يرافق صوم باعوثا نينوى، والذي يشكل ركنا من أركان هويتنا المسيحية المشرقية والوطنية أيضا.

يجب الاعتناء بهذا الإرث واحيائه وتأوينه والكف عن التلاعب بالتراث وتعريبه وتهميشه وتزويره وازدرائه – الازدراء الذي لم ينج نبي مثل النبي يونان منه.

وللنبي يونان حضور جلي في الإنجيل، حيث يشير إليه وبكلمات خارقة يسوع المسيح ويذكر قصته لأن المسيح يرى نبوءته والحوت الذي بلعه وكرازته في نينوى حقيقة ربانية وسماوية ويحترمها ويستشهد بها ويطبقها على حياته ومسيرته. المسيح لدى المسيحيين هو الله ويذكر قصة يونان في إنجيله بكل تبجيل واحترام كحقيقة سماوية ربانية أخلاقية إنسانية لا غبار عليها؛ وعلية القوم اليوم يقولون إنها "مسرحية."

الإيمان والأديان قصص تصبح واقعا في مخيالنا وثقافتنا، ونتصرف على منوال هذا المخيال والواقع وليس على أساس إن كانت تتطابق مع جغرافية الأرض ومكان البحار والأنهار والمحيطات والمناخ ودوران الأفلاك.

والإنجيل ذاته مليء بالقصص والمعجزات مثل معجزة النبي يونان، ويتحدث المسيح لنا من خلال قصص ومعجزات لا علاقة لها بالجغرافية والخرائط والعلم ولكنها أصبحت ضمن مخيالنا واقعا ملموسا لا بل حقيقة سماوية، نقبل بها فكرا وممارسة وتعبدا وقداسة.

النصوص السماوية لها سيمائية خاصة بها لأن المؤمنين بها لا يرونها ضمن الإطار الإركيولوجي او الجغرافي او التجريب العلمي والمختبري. هذه أرفع شأنا من العلم وحتى العقل لدى أصحابها.

وحتى المتضلع في العلوم الطبيعية والتجريبية والصرفة منها، إن كان مؤمنا، فإنه يرى في كل رمز او إشارة في كتابه حقيقة ويتصرف من حيث التعبد والإيمان  بموجب هذه الحقيقة لديه.

العالم بالفيزياء الكاثوليكي يتحدث في الصف عن العلوم والمعارف الفيزيائية ولكنه يخر ساجدا أمام أيقونة للعذراء مريم ومسبحة الوردية في يديه.

ويخر ساجدا أمام القربان المقدس لأنه يؤمن إيمانا ثابتا أن الخبز هذا هو جسد المسيح والخمر دمه.

وكذلك البقرة التي هي بمثابة إله لدى الهندوس. يقدسون البقرة ويعبدونها وعندما يسرق مسلم في الهند بقرتهم ويذبحها ويأكل لحمها يقولون: "إنه ذبح إلهنا".

والسيخ يتشبثون بعمامتهم المقدسة حدّ الموت ولا يقبلون تحت أية ظروف نزعها مهما كان من أمر. قد يراهم الأخرون أشبه بالمجانين ولكن لديهم العمامة حقيقة مقدسة وليست عمامة مثل أي عمامة أخرى.

الحجر الأسود في مكة، يقول العلم عنه إنه نيزك (أي جرم سماوي) بيد أنه لدى المسلم حقيقة مقدسة وبيت إبراهيم النبي وينطلق في عبادته وسلوكه الديني وتصرفاته على هذا المنوال.

ولمار بولس قول في رسائله يقع ضمن جوهر العلوم السيمائية التي ترشدنا اليوم في فهم لماذا وكيف يقدس الناس رموزهم ونصوصهم ويرونها حقيقة ثابتة.

يقول بولس إن كلمة (رمز او إشارة) الصليب لدى اتباع يسوع المسيح هي حياة وفخر، أما لدى الأخرين فهي شتيمة.

قد يضحك أصحاب العقل والعلم على مجريات مثل هذه، بيد أنها لدى أصحابها حقيقة وهم على استعداد للشهادة من أجلها.

نعم، إن القصص الكتابية لها بعد أخلاقي وتعليمي، ولكن هذا لا يجعلها دراما او مسرحية او مجرد موعظة او نصيحة او تعليم كما هو شأن كتاب كليلة ودمنة.

يسبغ المؤمنون بها هالة من القدسية عليها ويؤمنون بها حقا وحقيقة وإن كانت تعارض العقل والمنطق والإركيولوجيا والجغرافيا.

لا أعلم ماذا يقول صاحب التأوين الذي لم يؤن (يعرب ويشوه ويزور) تراث ولغة وفنون وطقوس شعبه، بل صار يؤن حتى النصوص الكتابية، ماذا يقول عن بتولية العذراء مريم ليس في انجابها للمسيح بل في ولادتها هي أيضا حيث المعتقد الكاثوليكي يقول إنها هي أيضا حبل بها بلا دنس؟

التأوين الذي يقوم به صاحبه أمر خطير لأن منطلقه سطحي لا عمق سيمائي له، علما أن السيمائية صارت اليوم نظرية معرفية طاغية ليس في العلوم الاجتماعية، والنصوص الكتابية تقع ضمن العلوم الاجتماعية، بل حتى وصل مداها صوب العلوم الطبية أيضا.

رجل الدين المسلم الذي يقول إن الحجر الأسود "مسرحية" او رجل الدين الهندي الذي يقول إن البقرة مجرد مسرحية او رجل الدين السيخي الذي يرى أن العمامة "مسرحية" يجب الا يبقى ضمن الجماعة التي تسبغ القداسة والحقيقة على الحجر الأسود والبقرة والعمامة.

والمسيحية كذلك لها نصوصها الكتابية ورموزها وإشارتها التي قد يراها الأخرون من علماء وغيرهم أنها مجرد مسرحية، فإن اتباعها يسبغون عليها القداسة ويرونها حقيقة ثابتة ولا يكترثون أن كانت تتطابق مع الجغرافية والمختبر والتجربة العلمية والكشوفات الأثرية.

إن وضعنا الأديان تحت مطرقة العقل والمنطق والعلم وجعلنا منها نبراسا لقياس القداسة والحقيقة لسقطت هي وكتبها.

وفي طقس كنيسة المشرق المجيدة، الذي قام بتأوينه غير مكترث لما يسببه من ضرر، تتكرر مرارا عبارة  ܠܐ ܡܕܪܟܢܐ   لا ندرك وغير مدرك، عند التطرق مثلا الى مفهوم الثالوث المقدس.

إن ذهبنا وراء الإدراك البشري لتفسير النصوص التي نراها مقدسة فنحن علمانيون او لا دينيون لأن الأديان غالبا ما تقع خارج الإدراك البشري.

من ينظر الى تصريحات صاحب التأوين التي يكرر فيها ان نبوءة يونان النبي "مسرحية" يلمس ان هدفه الاستفزاز ليس إلا، لأن الأمور هذه من ناحية عمل العقل والمنطق والتجربة العلمية نوقشت بكثافة في عصر التنوير في القرن الثامن عشر في أوروبا وغادرها الناس وحتى المستشرقون والعلماء لم يعد يذكرونها لأن السيمائية كنظرية معرفية وضعت الأمور في نصابها وعلمتنا أن الرموز والاشارات (واللغة والنصوص الكتابية رموز) لدى الأديان لها مدلولا ومعنى وحقيقة خارج نطاق العلم والمنطق.

أقول الغاية هي الاستفزاز لأن كثرتها بمناسبة او غير مناسبة والظهور الإعلامي الغزير يستغله لمناقشة مواضيع مثيرة للشكوك لدى الناس وإثارة شهية القراء.

وإن لم تكن غايته الاستفزاز وحب الظهور في الإعلام لإثارة الصخب لكان الأولى به الوقوف ضد زيارة البابا فرنسيس للعراق وخصيصا لمدينة اور، موطن إبراهيم النبي، حسب النص المقدس، لأن ليس هناك أي دليل علمي او اثاري ملموس أن إبراهيم قدم من أور على الإطلاق.
ما يأتي به صاحب التأوين ليس ابتكارا او اختلاقا قدر ما هو إعادة لسردية كانت متوافرة في الغرب منذ عصر التنوير وشائعة في الأروقة الأكاديمية الغربية التي اليوم من النادر ان تناقش أمورا مثل هذه دون الرجوع الى سيمائية الرمز او الإشارة من حيث مدلولاتها المختلفة وكيف أنها ارتقت الى مصاف القداسة والحقيقة الثابتة لدى المؤمنين بها.

نعم صار صاحب التأوين ظاهرة لافتة تستحق التوقف عندها، ليس لأنه يقدم لنا شيئا مفيدا وجديدا، بل لأنه صار جزءا من "السلبطة" همه الظهور الإعلامي وإثارة الصخب ليس إلا، وأكاد أجزم ان أغلب ما يأتي به ضعيف من حيث التحليل والربط المنطقي وفيه غياب لمنهج التحليل السليم المستند الى عقل سليم.

إنه، ومع الأسف، يقع ضحية جدله الخطابي، وألفاظه الرنانة، والمصطلحات الطنانة الخاوية من أي معنى مثل مصطلح "التأوين".

221
الأخ ظافر شنو المحترم

تحية طيبة

لماذا كل هذه الإصرار على تعريب (تأوين) شعب عريق وكنيسة عريقة بينما كل الأسباب الموجبة لذلك باطلة؟ كل سبب او علة او حجة يذكرها عراب التأوين باطلة وما هي إلا جزء من حملة الغش والخداع ترقى الى الكذب المبين.

في أخر منشور له، مليء بالتعابير البذيئة لا تعكس الا نفس وماهية صاحبها، يقول إن ما يقوم به من تعريب (تأوين) يوافق أو يأتي منسجما مع منهج الفاتيكان، وكلنا يتذكر قبل أشهر عديدة الرسالة التي أتته من الفاتيكان بواسطة السفير البابوي وفيها تنبيه واضح يرقى الى تأنيب لما يقوم به من تجدد (تأوين)، الرسالة التي جعلته يخرج من اطواره وفي رتبة القداس قال من الكلام ما لا يجوز حتى نطقه، ولم ينج الأنبياء وبعض الكنائس والكتاب المقدس من أقوله التي لا ينطقها حتى عابر سبيل.

وكذلك هذا محض افتراء لأن للفاتيكان والمجمع الفاتيكاني الثاني قوانين ومقررات خاصة بالكنائس المشرقية الكاثوليكية التي تشرعن الحفاظ على التراث والطقوس وتدريسها وتعلمها وأن تكون ممارستها ليس محصورة بالإكليروس.

ونعم لا يجوز التلاعب برائعة مثل موناليزيا بل تحفظ في ماء الذهب وتصبح جزءا من الإرث الوطني والذاكرة والمخيال الوطني للشعب ولأمة والمؤسسات.

وكل قطعة من التراث الكلداني بلغته وإشعاره وأناشيده  ونثره وموسيقاه وفنونه وريازته ما هو إلا موناليزيا، نعم كل قطعة من هذا التراث تساوي موناليزيا. إن ما يفعله عراب التأوين بالتراث الكلداني يشبه تشويها للوحة الموناليزيا. ماذا سيفعل الشعب الإيطالي إن قام مسؤول له بتشويه الموناليزيا وقطعها إربا ووضع صورة رسمها هو وهي لا تساوي الحبر الذي رسمت به؟ تصور ماذا كانوا سيفعلون به؟

ماذا يضع محل الموناليزيات الكلدانية بعد ان مزقها إربا، أي عربها وجلب الدخيل محلها؟ هذا نموذج حي لما يفرضه على الكلدان بلسان ليس لسانهم وهو ليس إلا غيض من فيض ولا يمثل إلا جملة مبتذلة هشة ركيكة لا تعبر إلا عن عقل مشوه ومشوش ومع ذلك تفرض كقراءة  جماعية وهي جزء من كتاب تم توزيعه على الكنائس ويحمل اسم صاحبه:

"من أجل أن يكتشف كل واحد منا دعوته الخاصة ويتجاوب مع نداء اتكال من عشة على طول الطريق .."
"من أجل أن تجمع تلامذ تكال من قسم ينتحت سلطة ابي كالواحد فيقدوا أن يقدموك للعالم نورا وحبا وخلاصا ..."


أين هم الأساقفة الكلدان، وأين هم الكلدان بصورة عامة، وكيف يسمحون لهكذا نصوص دخيلة مشوشة مشوهه أن تحل محل موناليزيا "شوحا لرحميك دشلوحوخ صيدين مشيحا ملكا ..." التسبحة والطلبات النبوية الملائكية الخاصة بسابوع الدنح التي لوحدها تساوي موناليزيا. نعم إن ما يقوم به أسوأ من تشويه وتمزيق الموناليزيا. الفرق لو فعل ذلك أي كان في شعب يملك الموناليزيا، فإن أضعف الإيمان لحاسبوه وأقالوه من منصبه ومن ثم حاكموه.

ما يقوم به عراب التأوين لا يفعله إلا أهل الكهف والفارغون.

ما يحدث من "تأوين" شيء خطير، ولا يجوز السكوت عنه أبدا.

وشكرا لمثال الموناليزيا. إنه حقا مثال يوضح لماذا على كل كلداني مقاومة التأوين، أي تعريب وتشويه وتغريب وتزوير تراثهم الذي ما هو إلا مئات من الموناليزيا التي يشوهها عراب التأوين.

تحياتي




تخيل ان يأتيك اليوم رسام جديد ويطلب أن يوؤن في لوحة العشاء الأخير الأصلية! على أعتبار أن السيد المسيح لم يتناول الفصح مع تلاميذه على طاولة! ويُطالب بتصحيح الرسمة الأصلية وإزالة الطاولة منها!! تخيل وقتها كيف سينظر العالم الى هذا الفنان الجديد وافكاره النيرة ومطالبته بتأوين رسمة غيره من الفنانين!؟؟.

على كل حال الفنان ليوناردو دا فينشي عندما رسم اللوحة عام 1498 نجد فكر التأوين عندهُ واضح جداً فيها! فحسب رؤيته أنه ليس من اللائق أن يرسم السيد المسيح جالساً على الأرض يتناول عشاء الفصح مع تلاميذه! لانه فكر بعد عدة قرون ستصبح هذه موضة قديمة لا تليق بالسيد المسيح والتلاميذ والمسيحيين من بعدهم!! فرسمها بفكر القرن الواحد والعشرين!!.


من يريد أن يقوم بعملية (التأوين) فليقم بها على راحته وكما يشاء في نتاجاته ومجهوداته لكن بعيداً عن مجهودات ونتاجات الغير!.

شلامي قابل رابي ليون.

                                           ظافر شَنو

222
الأخ أدريس ججوكا المحترم

تحية طيبة،

شكرا لمرورك وما أضفته من معلومات. في الحقيقة، أحاول قدر الإمكان تجنب مناقشة التسمية. شيئان أهكلا شعبنا: الأول، الغلو في التسمية التي نحملها، والثاني، الغلو في المذاهب التي نحن عليها.

أما التاريخ فحدث ولا حرج حيث نتصور كلما زدنا تعلقنا في عمق التاريخ الذي لا تواصل وجداني ولغوي لنا معه تعظم شأننا وهذا ليس صحيحا البتة.

بالنسبة لي التاريخ يبدأ من اول قصيدة او نص او أنشودة  (الآداب والفنون) التي أنا في تواصل وجداني وإنساني عميق معها، وهي اللغة.

ومن هنا، المسمى، أي ممارسة وتعلم والحفاظ على اللغة بالثقافة التي تحملها والطقوس والفنون والآداب والتراث الذي تحفظه لنا، أهم بكثير من الاسم.

ماذا يبقى من السريانية او غيرها من التسميات لو أضعنا لغتنا وطقوسنا وتراثنا. كما قلت في تعقيب أخر، ماذا بقي من سريانة الموارنة بعد أن عربوا أنفسهم، واكتسابهم للثقافة العربية واللغة العربية والفنون العربية والآداب العربية، ليس هذا فقط بل أصبحوا روادا للنهضة العربية من خلال إحياء التراث الناطق بهذه اللغة.

أظن علينا التركيز على حملات تعريب وتشويه وتهميش وتزوير لغتنا وتراثنا وطقوسنا وفنوننا التي تحصل حاليا على نطاق واسع. حملات مثل هذه أراها تشكل خطرا وجوديا علنيا، ولهذا يجب دحضها وفضح أصحابها ومروجيها.

ولهذا تلاحظ تأكيدي في كل مضمار أخوضه على اللغة والتراث ولآداب والفنون والطقوس التي حفظتها لنا لأنها تشكل جوهر هويتنا.

وشكرا لك وللأشقاء السريان الذين يتابعوننا بشغف كبير في منصات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك.

تحياتي

223

الأخ جلال برنو المحترم

تحية طيبة،

ليس هناك من هو مهتم بالتأوين في صفوف الكلدان غير "عراب التأوين". كل هذه البلبلة وكل هذا التغريب والتشويه والتزوير مع حملة تعريب كبيرة يقوم بها "عراب التأوين" وليس غيره، ويطرحها في السينودس الكلداني (مجمع الأساقفة) ومن ثم يقول جرى التصويت عليها بالإجماع.

وأتي رده على المقال هذا متشنجا (أنظر الواجهة في عنكاوة.كوم) فيه عبارات لا تمت للأخلاق والكياسة بشيء ولا أظن سيكتبها أو ينطقها في الفضاء العام شخص بسيط وبثقافة محددة، ولكن ماذا تتوقع من شخصية تهين تراث ولغة وطقوس وهوية شعبها وكنيستيها ولا يرف لها جفن.

ينعت محبي وممارسي الهوية الكلدانية الكنسية أي لغتهم وتراثهم وطقوسهم التي تشكل ركنا مهما من هويتهم الوطنية بأنهم "شلة" و"سوبر كلدان" وزمرة" ... الخ بدلا من التحاور معهم لأنهم جزء من الكنيسة العريقة التي يجلس على كرسيها الرسولي سعيدا.

ولكن التوصيف القبيح – وما أكثر هذه التوصيفات التي ينطقها حتى في تقديمة الذبيحة الإلهية – هو وصفه لمحبي وممارسي لغتهم وتراثهم وطقوسه من الكلدان بأنهم "أهل الكهف."

لا يا غبطة البطريرك، لم تصيب الهدف في منشورك – كما هو الحال في اغلب منشوراتك – وأن السهم الذي أطلقته يرتد عليك.

هل تعلم من هم "أهل الكهف؟ "أهل الكهف" هم الهمج والبرابرة الذين لم تنلهم الحضارة والمدنية وأين ما وصلوا أحرقوا كتب التراث ورموها في الأنهار وشوهوا الثقافة والطقوس واللغة واستبدلوها وأتوا محلها بالغريب والأجنبي. هذا ما يقوم به الأعداء، ولكن ومع الأسف الشديد هذا ما قام ويقوم به البطريرك ساكو، أي يضع نفسه في خانة أعداء قومه.

وأمل أن يهب الناشطون القوميون الكلدان ويبرهنوا عكس النظرية التي تأتي بها في تعقيبك في أدناه  من أنهم سيصبحون في خبر كان جراء ما يقوم عراب التأوين، وذلك بفرض احترام وممارسة لغتهم وتراثهم وشعرهم وفنونهم وآدابهم ويوقفوا مد التأوين الهدام حفاظا على هويتهم الوطنية والكنسية.

تحياتي


هذا الپطريرك الذي تعود جذوره إلى قرية صغيرة نائية، قرية  لا أعتقد أن كنيستها مهتمة ب (التأوين = التعريب) أو ربما  سكانها لا يحسنون  التحدث بالعربية!!!  اليوم هو يصر على تحويل الطقس الكلداني إلى العربية وليس إلى لغات أخرى... أضف إلى ذلك  إزدراءه للغة آبائه وأجداده وإستخفافه بها.

هذا الپطريرك هو منا وفي ذات الوقت عدو لنا، فهنيئا" للنشطاء القوميين وخصوصا" من يدعون أنهم نشطاء كلدانيين  لأنه وإن كان ليس هو  من بدأ بالتعريب ولكنه هو الذي سوف يقضي على ما تبقى من طقوسنا بلغة آباءنا، وعندئذ سوف تبحث عن الكلدان فتجدهم لقد أصبحوا في خبر كاااان!

224
الأخ نزار ملاخا المحترم

تحية طيبة

شكرا لمروك الثاني الذي فيه تثير نقاط عديدة. لضيق الوقت لن أعرج على كلها بل أنتقي منها ما أراه في صلب الموضوع.

في البداية، لا أعلم كيف توصلت الى أنني أطعن بالهوية الكلدانية" او أحاول "تجريد الكلدان من هويتهم". أنا قلت ليس هناك ثوابت تجمع الكلدان حول هويتهم، أي لا نمتلك تعريفا نتفق عليه حول ماهية "الهوية الكلدانية".

نأخذ مثالا بسيطا: اسأل تقريبا أي كردي او عربي او انجليزي او غيره عن كبار شعرائه وأدبائه وأعلامه لسرد لك العديد منهم وقرأ لك أبياتا او قصائد بلغته. كم كلداني اليوم في إمكانه إيراد اسم شاعر كلداني واحد او قراءة بيت من الشعر بلغته؟ ليس لأننا لا نملك، بل لأننا فقط نتكلم ولا نفعل أي شيء.

أنظر "التأوين" الذي هو أخطر حركة يواجهها الكلدان في العصر الحديث لأن نتائجها كارثية، أي ستلغي ما بقي من لغتهم وتراثهم وطقوسهم، بمعنى أخر ستغسل وتلغي كل ما يعد من ثوابت الهوية الكلدانية. حتى في ردك الأول والثاني، وحضرتك ناشط قومي بارز في الساحة الكلدانية، لم تتطرق إليه، بل ذهبت الى أمور، في رأي المتواضع، هي ثانوية لا علاقة لها بالهوية التي هي في خطر شديد بسبب التأوين.

وأستشف من تعقيبك – هذه قراءتي الشخصية – أن البطريرك ساكو لو قال إن اللغة هي "كلدانية" وهذه هي التسمية الصحيحة والتسميات الأخرى خاطئة وعلينا تثبيت أن اللغة هي "كلدانية" لصار نبراسا وشعلة للنشاط والعمل القومي الكلداني حتى وإن كان عرابا للتأوين، والذي ما هو إلا تعريب وتغريب وتشويه وتزوير للغة والتراث والطقوس أي طمس الهوية برمتها.

من هنا "التسمية" ليست ذات أهمية بل الممارسة. وكل اسم ليس مهما بقدر أعمال المسمى. إطلاق الاسم او ما نسمي به الأشياء أمر يقبل التغيير ولكن حتى إن غيرناه فإن ما يشير الى الاسم من ممارسة وما يحمله من رمزية وثقافة وعلم ومعرفة وتراث وفنون وشعر وآداب هي المعيار.

"الكلدانية" ممارسة وثوابت أي هوية. ما هي هذه الثوابت؟ هل هي "الف لام كاف لام نون ياء" أم أنها عمل ونشاط ونضال من أجل ثوابت وفي مقدمتها تأتي اللغة والتراث والطقوس والفنون والشعر والأدب والنثر. اليوم كل هذه الثوابت في خطر، وهي في طريقها الى الزوال، والتأوين خير شاهد. ماذا سيبقى من الاسم  لو زالت الثوابت؟

خذ الموارنة. الموارنة سريان، ولكنهم مهما قالوا إنهم سريان او حتى موارنة هذا لن ينقص حبة خردل من عروبتهم، لأن ثوابتهم هي اللغة العربية والثقافة العربية والشعر العربي والموسيقى العربية والفنون العربية. الموارنة رواد النهضة والقومية العربية ولن ينفعهم كونهم سريان حتى وإن صعدوا على الجبال وصاحوا بأعلى صوتهم أنهم سريان. ولهذا فيروز والرحابنة رواد قمة في الفن والشعر والموسيقى واللغة العربية، ولهذا ينهض العرب من الخليج الى المحيط ويسمعون موسيقاهم وشعرهم في الصباح الباكر. وهذا ينطبق على كل من استعرب من السريان او الكرد او الفرس او غيرهم. الا ترى أخي العزيز أن الكلدان في هذا النهج سائرون، وإلا ما هي قضية التأوين، وهل يحتاج شعب صاحب هوية عمرها الاف السنين تمتد الى عمق حضارة الرافدين، إي يكتشف بعد الاف السنين أن ثوابته – لغته وفنونه وطقوسه وشعره – لم تعد ذات فائدة وان اللغة العربية هي الأفضل.

أما إن وصل شخص من فئة ما الى منصب فهذا لا يعني أنه قدم خدمة لهويته. طه ياسين رمضان كردي وطارق عزيز كلداني. نعم وصل الكثير من الكلدان الى مناصب رفيعة ولكن لم نمارس ثوابت هويتنا وفضلنا الثوابت العربية على الثوابت الكلدانية، والموقف من التعريب وسيادة اللغة العربية على حساب لغتنا القومية هو السائد ومع الأسف هذا هو الحال منذ أمد، غير أنه طفح في عهد البطريرك ساكو وصار التعريب "التأوين" هو النهج وهو الثوابت التي ندافع عنها باستماتة، أقول ذلك لأنني لم ألحظ نقدا او مقاومة شديدة للتأوين وسياسات التعريب بينما الأكراد مثلا قاوموها ولا يزالون وبشراسة.

وأن يخصص البابا الفلاني كرسيا في جامعة باسم "الكلدانية" او "اللغة الكلدانية" هذا لا يعني أن الجامعة تدرس لغة اسمها "الكلدانية". الكرسي هو كرسي الأستاذية، وأي صاحب مال في إمكانه تخصيص كرسي في الجامعة لأستاذ يحمل درجة الأستاذية كي يحمل الاسم الذي يريده، ولكن هذا لا يعني ان الأستاذ الجامعي صاحب الكرسي سيعمل وفق مشيئة الذي خصص المال لهذا الكرسي ويحول مثلا تسمية قسم اللغة السريانية الى اللغة الكلدانية. خذ مثل أخر، فأنا أحمل لقب     Hamrin Professor  أي أن ممولي هذا اللقب خصصوا كرسيا لأستاذ يختارونه هم وشرطهم أن يكون كرسيه يحمل اسم Hamrin، ولكن ليس في إمكانهم التأثير علي كي أحول مثلا قسم اللغة السويدية الى اللغة الحمرينية. في الحقيقة لا يحق لهم التدخل. إذا لقب كرسي الأستاذية الذي يحمل اسم الشخص المتبرع شيء والرصانة العلمية شيء أخر. وتذكر معاهد او مؤسسات دينية، هذه بصورة عامة لا يعتد بها أكاديميا، وللعلم فإن جامعة الموصل مثلا، والتي كنت أستاذا فيها، لم تعترف بشهادات جامعات الفاتيكان ورفضت تعين أي من أصحابها ضمن الهيئة التدريسية، هذا كان في وقت الخير.

وأكرر ليس هناك جامعة رصينة في العالم لها قسم لتدريس لغة اسمها أشورية او كلدانية، بينما هناك عشرات الجامعات – حوالي مائة حسب إحصائية قمت بها قبل فترة – ومن ضمنها أرفع الجامعات في العالم مثل أكسفورد وكمبردج وشيكاغو ومانجستر وغيرها لها أقسام أو فروع تدرس اللغة السريانية وتقدم الأبحاث فيها.

كل هذا لا يعني أنه لا يحق لنا أن نطلق تسمية نختارها على أي شي في بالنا. في إمكاننا هنا في المنتدى كما يحدث ان نسمي اللغة ما نشأ، وشخصيا لا أكترث، ولهذا لنطلق عليها اللغة الكلدانية شريطة ان نمارسها ونحبها ونقدسها، نعم نقدسها لأن تراثها ونصوصها وفنونها كلها تقريبا تدور حول المسرة والبشارة، ولكن مع ذلك هذه اللغة صارت هدفا لهجوم شنيع – نعم شنيع – من عراب التأوين ووصل الأمر الى درجة أن بعض الناشطين القوميين الكلدان يسايرون نهجه.

تبقى مسألة واحدة وهي اللهجات، وأنا قلت في المقال اللهجة المحكية الكلدانية الساحرة، هذه لهجة من لهجات اللغة السريانية او الأرامية.  لنا – للكلدان – فيها تراث ضخم، وأغلبه في تناص مع المسرة والبشارة ولكن لا أظن ستفلت من المعول الهدام لصاحب التأوين.

هل تدرّس هذه اللهجات – اللهجة الكلدانية واللهجة الأشورية – في الجامعات الرصينة؟ نعم تدريس على نطاق ضيق ولكن فيها أبحاث كثيرة ومنشورة في أمهات المجلات الأكاديمية ذات الاختصاص وهناك كتب تتناولها. في الجامعات التسمية الدارجة للهجات هذه هي الآرامية الحديثة Neo-Aramaic.

هذا ما أراه أنا انطلاقا من معرفتي الأكاديمية المتواضعة وهذا هو الحاصل في الأروقة العلمية والأكاديمية. هنا في المنتديات نحن أحرار، ولكن مهما علا صوتنا لن نغير في الواقع الأكاديمي شيئا.

هناك ولع أكاديمي كبير باللغة السريانية والسبب لسنا نحن بل أجدادنا الذين تركوا تراثا كل اكتشاف جديد له من قبل الجامعات يضيف لبنة مشعة ومنيرة الى صرح الحضارة الإنسانية، أما نحن فمنشغلون بتأوين هذا التراث، أي تشويهه وتغريبه وتعريبه وتزويره ورميه جواهره في القمامة او احراقها كما فعل "أهل الكهف" (أهل التأوين) أين ما حلوا، ونحن منشغلون بالصراع على أي تسمية هي الأفضل في المنتديات التي لا تأثير لها خارج نطاق روادها.

وأخيرا، حاشى لي أن أطعن بالهوية الكلدانية او محاولة تجريد الكلدان من هويتهم. هذا اتهام غير صحيح. بالعكس أحث الكلدان على التشبث بهويتهم ومقاومة أفة التأوين التي لا يقوم بها إلا "أهل الكهف" حيث ديدنهم رمي كتب التراث في القمامة او إحراقها او نعتها بصفات قبيحة. أقول آفة لأن التأوين يضرب ثوابت الهوية الكلدانية في الصميم.

وأنا اختتم هذا التعقيب المطول مرة أخر يحضرني قول مأثور للزميل الدكتور صباح قيا، وأرى أنه يؤشر الى واقع حال الكدان بصوة جلية: "حتى لو اتفق الملاك مع الشيطان, لن يتفق مع بعضهم الكلدان."

تحياتي

225

 الأخ نوار حنا بطرس المحترم

تحية طيبة

ما تذكره من سلبيات يشعر بها ويتحسسها كل كلداني غيور على تراثه ولغته وطقسه وفنونه وتقاليده وثقافته.

وكما تؤكد، فإننا عندما نؤشر الى ما نراه مواقع خلل، هذا لا يعني أننا لم نعد نكترث للكرسي الرسولي (البطريركية ذاتها). على العكس، هذا الكرسي له مكانة لا يعلى عليها أظن لدى الأغلبية الساحقة من الكلدان.

ما ننتقده هي تقريبا ذات النقاط التي تضعها حضرتك بلغة سلسلة وسهلة الاستيعاب. هناك إشكال، هناك خلل، هناك مشكلة كبيرة، هناك فوضى عارمة تمر فيها مؤسسة الكنيسة الكلدانية وما تذكره من نقاط خير دليل.

ليس هناك احترام للأزياء وللغة والطقس والريازة والفنون والآداب الكنسية. كل شيء تقريبا مرتجل.

لا نعرف من أين نبدأ، ولا نعرف الى أي لغة سننتقل او الى أي نص او نشيد.

هذا الارتجال هو جزء من التأوين نلاحظه كثيرا ويقلقنا. الطقس هو النظام وفي غياب النظام تعم الفوضى.

عندما يكون التراث والفنون والطقوس واللغة والريازة "جوفاء" فلعمري هذه ربما هي النهاية؛ وما نلاحظه من فوضى عارمة فأل غير حسن.

لا ترى قسان يرتديان ذات اللباس حتى في أداء الطقوس، مثلا. واليوم إن ذهبت من كنيسة كلدانية الى أخرى وكأنك تدخل في إطار طقسي وثقافي وتراثي ولغوي مختلف تماما.

وتأتي بأمثلة، وكلها صحيحة. الريازة الكنسية أصبحت في خبر كان، والتراث الكنسي الكلداني بروائعه التي تأخذ بالألباب يستهزأ به ويهمش ويستبدل بالدخيل ولأجنبي.

شيء محزن وأنت تقارن مثلا الصلوات والمراسيم في كنيسة برطلة للسريان الأرثدوكس حيث الأطفال والنساء والشيوخ يشاركون بلغتهم السريانية المقدسة رغم الصعوبات. وهذا هو الشأن حتى في المهجر. تتبعت زيارة البطريرك السرياني الأرثوذكسي للسويد ودول أخرى وعند مقارنته بما لدينا تشعر بألم كبير لما آل إليه الحال.

وما تذكره عن البطريرك أوا الثالث بطريرك كنيسة المشرق الآشورية صحيح. الأنظار منصبة تجاهه وفي أشهر قليلة جذب الكثير من القلوب والعقول حتى خارج نطاق كنيسته. له حضور بهي. ولكن للعلم فإن البطريرك أوا الثالث درس في الفاتيكان وتلقى علومه هناك. والشعار الذي رفعه لا مكان فيه "للتأوين" حيث يقول: "التعليم بلغة الاباء والاجداد مسؤوليتنا جميعا كنائس احزاب منظمات افراد لأنه اذا فقدنا لغتنا خسرنا قوميتنا"

لم نكن نحن الكلدان هكذا أبدا. كل هذا التغيير صوب الأسواء سببه التأوين والسنين الثمان الأخيرة كانت ثقيلة جدا وتركتها قد لا تتحملها الجبال.

مع كل احترامي، أنقل للقراء والكلدان منهم خصوصا صورتين: الأولى لبطريرك أصيل كانت الكنيسة الكلدانية في عهده في صعود وفي نهضة، والثانية لبطريرك التأوين والفوضى الكبيرة التي سببها. ويقال إن الصورة خير من ألف كلمة:



226
اقتباس (والتأوين وما أدراك ما التأوين)
ونحن ندرك ان بعض الأوقات التاوين يودي الي انزلأقات لأيمكن حلها ونحن نحذر الكنيسه الكلدانيه تضع نفسها في هذا الموقف ولنا الثقه في المطارنه سوف لأيخاطرون  في هذا انزلأق لأنه التاريخ يبين لنا ان بعض التاوين كان مشكله لأصحابها 
فمثلأ عندما حاول مار ايشاي شمعون عندما صدر قرار تغيير التقويم الكنسي من شرقي يولياني الى غربي غريغوري في يوم الاحد عيد الشعانين سنة ١٩٦٤
كيف قام الأخوه الأثورين انفصال الي كنيسه ثانيه ولم يتمكنوا من توحيدها الي يومنا هذا فهل هذا التاوين كانوا ضروريا

وصف دقيق لواقع الحال في مؤسسة الكنيسة الكلدانية في عهد البطريرك ساكو، والمقاربة والمقارنة مع ما حدث مع الشق الثاني لكنيسة المشرق، أي الأخوة الأشوريين، في محله.

ونحتاج الى بعض الجرأة كي نبني على الماضي ولا سيما الماضي القريب. "التأوين" الذي أدى إلى انشاق الشق الأشوري من كنيسة المشرق الى شقين أخرين لم تكن هناك حاجة إليه وكان من الأفضل في رأي البقاء على الروزنامة المشرقية لأن الثمن الذي دفعه الشق الأشوري كان باهضا جدا.

والتحذير من قبل Soraita في محلة والكتابة على الحائط بالنسبة للشق الكلداني الكاثوليكي من كنيسة المشرق والسب هو "التأوين" الذي لا حاجة إليه ابدا كما وضحت في المقال، وهو يفرضه صاحبه لغايات في نفسه، والأنكى أن ثمنه باهض جدا وثقله كبير على كاهل المؤسسة الكنسية ولن تفلح في حمله.

وبوادر مساوىء التأوين بادية للعيان. تغريب أغلب المثقفين الكلدان من المتضلعين بطقسهم ولغتهم وفنونهم وآدابهم - جوهر هويتهم الكنسية والوطنية. هناك هجرة كبيرة لهؤلاء وتراهم ينشطون في كنائس أخرى او ضمن فضاء الثورة الرقمية التي هب إليها خيرة المثقفين الكلدان وأسسوا مواقع يتابعها الالاف وفيها تشم نسمة المعارضة للتأوين وصاحبه والوضع القائم.

ومن ثم المناطقية التي ينتشر علهيا الكدان فيها تراتبية. كلما بعدت عن العراق تقلصت السلطة الادارية البطريركية وتضمحل في مناطق مثل أمريكا وأوروبا وحتى أستراليا حيث الغالبية من الكلدان وحيث الحس الوطني بالانتماء الى كنيسة محلية وطنية ذات خصوصية طقسية ولغوية وثقافية خاصة بها على أشده.

لا يخفى هناك بوادر تململ قد ترتقي الى ما يقرب من الانشقاق في المستقبل إن لم يتدارك الأمر وبسرعة، هذه قرأتي الشخصية بالطبع وتسنتند الى التعقيب المهم لسوريتا.

وحتى في داخل العراق، نلاحظ بوادر مناطقية كلدانية. في أخر نشاط مهم جدا وهو الاحتفاء بعيد القديس انطونيوس شقيع الرهبنة الكلدانية كان غياب البطريرك ساكو جليا وظهور بطريرك الشق الأشوري جليا بمعية رئيس الرهبنة الكلدانية وأساقفة كلدان وهو يرأس الاحتفال.

البطريرك ساكو جعل من نفسه عدوا للرهنبة الكلدانية ويبدو أن في داخله ضغينة وكره لهذه الرهبنة حيث ينبذها ويستنكف حتى زيارة أديرتها ويرفض حضور الرئيس العام للرهبنة الذي هو بمقام الأسقف المجاميع الأسقفية الكلدانية.

لست أدري لماذا كل هذا الكره وبهذا الشكل المبين للرهبنة الكلدانية التي هي القلب النابض للكلدان، ولكن إن علمنا موقفه من اللغة والطقس والتراث الكنسي الكلداني لبطل العجب.

مع العلم أن للرهبنة الكلدانية فضلا كبيرا على تنشئة البطريرك ساكو وتعليمه حيث أمضى سنين عديدة في احضانها في مرحلة الابتدائية وما بعدها. وكل من أمضى حتى أشهر في الرهبنة الكلدانية يذكرها بالخير والعرفان وعلى الملأ يقول إنه مدين لها، هذا عدا البطريرك ساكو الذي يستنكف حتى ذكر هذه المرحلة المهمة من مسيرته الكنسية في سيرته الذاتية.


تعقيب مهم وشكرا جزيلا.

227
وردني هذا التعقيب على مجريات الطقوس الكلدانية الخاصة بالرسامة الأسقفية التي جرت برئاسة والإشراف المباشر للبطريرك ساكو في دهوك. وبعد الأستئذان أضعه هنا للإطلاع، وسأعقب عليه، بيد وكأنه ينطق بلسان حال كل كلداني غيور على لغته وتراثه وفنونه وثقافته التي تشكل هويته الكنسية والوطنية:

"انه ليوم حزين ومؤلم حقا. رغم فرحة رسامة المطران الجديد لمدينة نوهدرا العريقة، فالحزن والاسف يعصران قلبي. تعريب الصلوات والليتورجية في كنيسة دهوك صدمة قوية وخطيئة لا تغفر. ان يُتْلى قانون الايمان بالعربية في كنيسة مار ايث الاها امر لا يُصَدق.

لا يا بطرك ساكو لا. انك ذهبت بعيدا. كأنك تخجل وتستحي ان تصلي وتقدس باللغة الكلدانية المقدسة لغة المسيح (......)

ان اهل دهوك يعشقون الكلداني والسورث وهم متمسكون بجوهر هذه اللغة العريقة المقدسة.

اهذا هو التاوين الذي دوختَ العالم به. التاوين هو ان نحافظ على لغتنا وتقاليدنا الحلوة ونُشجع الكلدان ان يعبروا عن ايمانهم بلغة ابائهم.

اتمنى للاسقف الجديد الموفقية والنجاح في رسالته الرسولية. ارجو ان يحافظ على اللغة الكلدانية لغة ابائه واجداده."


https://www.facebook.com/100000451035591/posts/7172774139414216/?d=n

228

الأستاذ نزار ملاخا المحترم

تحية طيبة

شكرا لمرورك وأنا أثمن ما أتيت به، بيد أن هناك نقاط غاية في الأهمية لا بد من الإشارة إليها والتركيز عليها.

أولا، التسمية ليست ذات أهمية. ما يهم هو الممارسة. كما أن الاسم لا يدل على المسمى، بل ما يقوم به المسمى ويمارسه. ونحن الكلدان بصورة عامة لا نمارس لغتنا ووصل الأمر ببعض الناشطين القوميين الكبار والمؤثرين من الكلدان ليس فقط الى مناصرة البطريرك ساكو في سياسة التأوين التي لا مكانة لها للغتنا وتراثنا وطقوسنا ولهجتنا المحكية الساحرة بل الوقوف معه وتشجيعه على موقفه من أن التراث شي غير مهم ويجب تغيره وتهميشه وإلغائه واستبداله ووصل الامر بهم الى احتقار التراث. وما يحز في النفس أن البطريرك ساكو نشر طروحاتهم في موقعه واتخذها نبراسا لسياساته التأوينية التي أراها أخطر ما يتعرض له الكلدان لأنها تمس وجودهم.

ثانيا، التسمية لا معنى لها إن لم نمارس ونحب وندرس ونفضل اللغة الأم في أي مضمار ممكن على عداها في البيت والمدرسة والكنيسة والمعهد وأي مضمار أخر. أرى أن الكلدان لم يعد يكترثون لتراثهم ولغتهم وأنظر الممارسات في الكثير من المناسبات الكبيرة حيث تعريب وتغريب واستبدال وتهميش التراث على قدم وساق.

ثالثا، أنا أكاديمي ورغم ان المنتدى هذا منصة شعبية عامة لا تحرير وغربلة فيها للمحتوى أي كان، إلا أنني أحاول جهدي البقاء في صف المعرفة الأكاديمية الرصينة. وقد لا تتفق معي، وهذا أمر طبيعي، ولكن حسب علمي ومعرفتي ليس هناك جامعة في الدنيا تدرس لغة اسمها الأشورية او الكلدانية. الاسم العلمي والأكاديمي الدارج للغتنا الفصيحة هو السريانية او الأرامية.

رابعا، نعم لدينا لهجة كلدانية ساحرة ولكن هذه مهمشة ويستنكف منها ومن ممارستها أصحاب الشأن ويرونها لهجة الفلاحين (فليحي). ومن ثم لا تنسى فان اللهجة المحكية الدارجة لدى الكلدان ليست حصرا بهم، يشترك فيها معهم السريان في العراق ويشكلون نسبة كبيرة من شعبنا ويشترك فيها معهم بعض الأخوة الأشوريين.

خامسا، وهنا بيت القصيد. نحن الكلدان لا نملك ثوابت لتثبيت هويتنا الوطنية او الكنسية. كل شيء مرتجل وآني وذاتي وغير موضوعي ونرجسي شأنه شأن التأوين وعرابه، عذرا إن ذهبت بعيدا. وفي الحقيقة كدت أنهي مقالي هذا بمقولة شائعة ورائعة لزميلنا الأكاديمي د. صباح قيا وهو يرددها بين الفينة ولأخرى ومفادها: "لا تعول على بالكلدان لأنهم سيخذلونك في أول وهلة."

تحياتي


229
لتكن رسامة أسقف كلداني لأبرشية دهوك مناسبة للبطريرك ساكو لمراجعة النفس وإعادة النظر في "التأوين،" أي تعريب وتغريب وتهميش وتشويه اللغة والطقس والتراث والفنون الكلدانية

توطئة

سيكون لدهوك (نوهدرا) أسقفا جديدا يوم الجمعة المصادف 21 كانون الثاني 2022. وبهذه المناسبة أقدم التهاني للأسقف الكلداني الجديد صبري شابا متمنيا له التوفيق والنجاح في إبرشية كانت حتى الماضي القريب مركزا لشعلة نهضوية كلدانية قل نظيرها في العصر الحديث.

وبهذه المناسبة أرجو من البطريرك ساكو، وهو الذي سيرأس مراسيم الرسامة والتنصيب في كاتدرائية مار (إيث آلاها) في دهوك، أن يقوم بمراجعة النفس وإعادة النظر في سياسات التأوين التي يروج لها ويمارسها ويفرضها على أوسع نطاق.

ويسأل البعض عن التأوين

والتأوين وما أدراك ما التأوين، إنه اجراء يراد به حق وهو باطل، لأن ظاهره الحداثة والعصرنة والنهضة وباطنه هجوم وتشويش وتغريب وتعريب وتشويه لا بل تزوير للتراث واللغة والفنون والطقوس والآداب الكلدانية التي بمجملها تشكل الهوية الكنسية والوطنية للكلدان.

وقبل ان أدخل في خضم التأوين وأبرهن أن التبريرات والأسباب او بالأحرى الحجج التي يأتي بها البطريرك ساكو لفرضه وممارسته لا يعتد بها ولا يجوز الركون إليها، لنلقي سوية نظرة وبعجالة على النهضة الكلدانية التي سبقت حركة التأوين التي دشنها البطريرك ساكو عندما كان كاهنا في منتصف ونهاية الثمانينيات وروج لها وطبقها على نطاق واسع في السنين الثمان من تسنمه سدة بطريركية بابل على الكلدان.

نهضة كلدانية شامخة

قبل تغلغل حركة التأوين، كانت هناك نهضة كلدانية شامخة وواسعة. قد لا يعرف الكثير من الكلدان إلا ان العقود الأولى من القرن العشرين والعقود الثلاثة التي تلت منتصفه شهدت نهضة كبيرة.

هذه النهضة استندت الى إحياء التراث والتأليف باللهجة الكلدانية الساحرة. فظهرت لنا مؤلفات كثيرة ومجموعة كبيرة من الأناشيد والأشعار باللهجة الكلدانية وصارت على كل لسان، لا بل انتقلت الى مكونات شعبنا الأخرى من الأشوريين والسريان أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: "بشما دبابا وبرونا" و"مشتاقيون من لبا" و"بثولتا صبيثا " وعشرات لا بل مئات من الأناشيد النبوية الملائكية التي كان الكلدان وغيرهم يرنموها ليس في الكنائس فحسب بل النزهات والاحتفاء بالتذكارات الكنسية.

أين صارت هذه النهضة؟ وهنا أخاطب البطريرك ساكو الذي ائتمنه الكلدان قائما وحافظا على تراثهم وفنونهم وطقوسهم الكنسية.

موقع نوهدرا في النهضة الكلدانية

وكان لدهوك ومنطقة زاخو قصب السبق في هذه النهضة. وأنا أكتب هذه الكلمات أتذكر المرحوم القس إغسطين صادق النوهدري الذي له عشرات من الأناشيد والقصائد النبوية باللهجة الكلدانية. ولا يمكن أن نذكر دهوك أو إبرشية دهوك دون أن نذكر هذا القس الجليل ومؤلفاته الكنسية وباللهجة الكلدانية الساحرة.

ألم يكن من الأفضل طبع ديوان الشعر الكنسي لهذا المؤلف الكلداني، أي إحياء أشعاره، بدلا من تأليف كتب بعربية ركيكة ما هي إلا إنشاء مدرسي وفرضها على الكلدان وهي لا تستحق حتى القراءة ضمن حملة التأوين البطريركية الحالية؟

وهناك أخرون من دهوك أي نوهدريين من أمثال المؤلفات الكلدانية الذائعة الصيت باسم داويذ كورا، وهناك القس أبلحد الهوزي، والخوري يوسب بهرو والقس فرنسيس أليشوران.

وظهرت مؤخرا قامة أخرى فنية كبيرة من هذا المنطقة كانت لفترة تدير المعهد الكهنوتي الكلداني ولا نعرف حتى الآن سبب إقالتها وتعينها في خورنة نائية في أوروبا.

غبطة البطريرك هذا التراث وهذه الطقوس بلهجتنا المحكية هي نموذج حي للتأوين وليس كتابة نصوص بعربية هشة ركيكة مليئة بالأخطاء ومن ثم فرضها كصلاة جماعة.

هل هذه النصوص بلهجتنا الكلدانية أيضا زراعية وفيها صلاة للجراد والصرصار وهي جوفاء؟

تبريرات وأسباب

ونأتي الآن وباختصار شديد الى التبريرات او الأسباب او بالأحرى الحجج التي يرددها البطريرك ساكو لتمرير سياسة التأوين، التي ما هي إلا ممارسة هدامة تشكل خطرا وجوديا على الكلدان كنيسة وهوية.

هذه التبريرات والحجج باطلة وما هي إلا، ومع احترامي الشديد، جزء من سياسة ومواقف لا تنطلق إلا من الذي يحمل ضغينة او كرها لتراث ولغة وطقوس شعبه. كل الحجج او الأسباب او التبريرات التي يكررها البطريرك ساكو لتبني وفرض التأوين ذاتية وغير موضوعية فيها مسحة من النرجسية وغير منطقية وليست صحيحة وهي مجرد أقاويل لا يمكن التحقق منها أبدا، أذكر منها على سبيل المثال الا الحصر:

أولا، التراث والطقوس الكلدانية طقوس فلاحية زراعية.
ثانيا، التراث والطقوس الكلدانية جوفاء
رابعا، التراث والطقوس الكلدانية طقوس الجراد والصرصار
خامسا، التراث والطقوس الكلدانية فيها سجع (هذا شأنه شأن النقاط الأخر ليس صحيحا رغم أن السجع واحد من أجمل الأجناس الأدبية)
سادسا، في آداب الباعوثا هناك إشارة الى كون المراءة مركز الشهوة ..
سابعا، المجمع الفاتيكاني الثاني او الفاتيكان يدعو الى التأوين.

أكتفي بهذا القدر لأن النقاط في أعلاه ما هي إلا غيض من فيض من التعابير والتوصيفات والممارسات الجارحة والمسيئة التي أطلقت على التراث واللغة والطقوس الكلدانية في السنين الماضية.

كيف يكون او لا يكون التأوين

التأوين ليس إلغاء ما موجود وتقديم الغريب والدخيل لغة وفنا وأسلوبا وآدبا.

والتأوين ليس up-to-date كما يقول البطريرك في أخر منشور له، وهنا خطأ في الترجمة.

التأوين هو النهضة والعصرنة استنادا الى التراث وانطلاقا منه وبلغته.

هذا ما فعله الفنانون العراقيون عندما استقبلوا البابا بأنشودة تراثية لفاضل عواد مثلا وذاع صيتها وحصدت الملايين من المشاهدات. هكذا تكون الحداثة والعصرنة وليس تأليف أنشودة بالإيطالية.

هذا ما فعله الأدباء المسيحيون من لبنان عندما قاموا بتأوين التراث العربي. إيليا ابو ماضي وميخائيل نعيمة واليازجي ومعلوف وغيرهم انطلقوا من التراث العربي وأبدعوا.

التأوين هو مثل آلة موسيقية غير متوافرة في ثقافة ما ولكن يتم توطينها. هذا ما حدث عندما أدخل بليغ حمدي آلة الساكسفون الى الموسيقى العربية حيث الآلة غربية ولكنها تنطق بالعربي وقس على ذلك آلة الكمان حيث تعزفها كل الأمم ولكن كل أمة تقوم بتوطينها كي تنطلق الأوتار من الثقافة المحلية وليس الغربية.

الشعوب والمؤسسات تقدس تراثها وترى في المناسبات الكبيرة فرصة لتقديمه وإحيائه.

التأوين البطريركي يرى العكس. المناسبات هي فرصة لازدراء التراث وتهميشه واستجلاب الدخيل والأجنبي نصا ولغة وفنا وتأدية لنيل الحظوة لدى الأخرين.

ما الداعي مثلا الى إنشاد قصيدتنا الخالدة بمناسبة السعانين "كلخون عممى قوش كبا" بالكردية او العربية؟ أوليس هذا هو التأوين؟ وأي امة تفعل ذلك او اي شعب يقبل ذلك؟

والتأوين لا يعني تشويه وتزوير كتب التراث وتعريب نصوص بلغة مشوهة ومشوشة ومن ثم وضع أسمائنا عليها وإدراجها ضمن مؤلفاتنا. هذا نطلق عليه plagiarism وهذا أمر خطير.

مراجعة الموقف والنفس

أكرر رجائي الى البطريرك ساكو أن يقوم بمراجعة النفس على أصعدة عدة، بيد ما يهمني شخصيا هو إعادة النظر في سياسات التأوين التي يروج لها ويمارسها ويفرضها.

أملي ان يراجع البطريرك المواقف وعلى الخصوص الموقف من اللغة والتراث.

إن فعل، أكاد أجزم أن الأصوات المعارضة من الكلدان، علمانيين وإكليروسا، ستصمت وتصطف وراءه لإحداث نهضة كلدانية حقيقية أصيلة.

وهناك المئات او ربما الالاف من الكلدان المتضلعين بلغتهم وتراثهم وفنونهم سيكونون على أهبة الاستعداد للمساعدة وتقديم الخدمات.

أغلب هؤلاء الآن ينشطون في الفضاء الافتراضي ولهم متابعين بعشرات الالاف. ذهبوا الى الفضاء الافتراضي لأن التأوين الذي يقوم به البطريرك ساكو لم يبق لهم محل من الإعراب. آن الأوان لجمعهم وتشجيعهم وتقديمهم.

الثورة الرقمية وثورة الذكاء الاصطناعي تمكننا اليوم من التواصل وكذلك تساعدنا في ترجمة نصوصنا الآدبية الكنسية كي يستوعبها الحاضرون، وبذلك نبقي على الأصالة، وإن أردنا الحداثة والعصرنة فلنا تراث كبير وغني ونبوي وسام ورفيع بلهجتنا الكلدانية الساحرة.

230


لا تثق بهم مطلقا
انها مجرد صورة تذكارية في ابريشية سان دييكو
نواياهم غير سليمة  ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليس كل ما نعرفه نسطيع الافصاح عنه

تحياتي
فاروق عكو
سان دييكو


أخي العزيز، تعقيبك المقتضب ذكرني بمقولة أظن أخذت تدور على الألسنة في صفوف الكلدان يرددها زميلنا الأكاديمي الدكتور صباح قيا وتقول: "لا تعول على الكلدان لأنهم سيخذلونك لأول وهلة او فرصة."

أسحب تعقيبك على الكلدان لأننا في وضع مزري وأزمة شديدة عارمة يجري فيها انتهاك كل الخطوط الحمراء وأي كانت، وأنت سيد العارفين.

وأنا أنظر الى الصور، تذكرت كيف خذل الناشطون القوميون الكلدان المطران سرهد جمو، الذي كان رائد النهضة الكلدانية، خذلوه بعد أن أدوا القسم أمامه على الإنجيل والصليب المقدس. لأول فرصة، ركضوا وراء شخصية لا تكن للتراث الكلداني ولغته وفنونه وشعره حبة خردل من الاحترام، وترى أنهاء "جوفاء" وتفضل كل دخيل وغريب وأجنبي عليها، وأخيرا حتى تنكرت لتسمية "بابل".

لا افهم ابدا كيف نشكل هوية وقومية او أثنية ونحن للغتنا وتراثنا وأزيائنا وفنوننا وشعرنا وثقافتنا وطقوسنا كارهون، لا نقبل ممارستها ونقف صفا واحدا مع الذي يراها "جوفاء" ويؤلف نصوصا ركيكة هزيلة غير منطقية بلغة عربية لا ترقى الى مستوى إنشاء مدرسي ويفرضها على الكلدان.

غياب الثوابت لدى الكلدان وأهمهما اللغة والتراث والطقوس والريازة والفنون والشعر والأدب أوصلنا الى الوضع الذي تصفه وصفا دقيقا في تعقيبك المقتضب.

تحياتي

231
مرحبا   و صباح الخير
عن اي منصب تتحدث  و لماذا كل هذا خلط  للامور و تمويهها ,الخبر واضح - الكاردينال يعادل درجة الوزير - و هذا ليس تعيين مجرد تعريف فقط  و هذا فقط لطريقة التعامل معه في الدولة و الاتكيت المناسب  . 
تحياتي



الأخ غانم كني المحترم

بعد طلب السماح من الأخ مظفر شانو

تحية طيبة

لا يا أخي العزيز. نشر ما كتبه رئيس مكتب رئيس ديوان أوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية السيد رعد جليل كجه وكأنه انجاز او اكتشاف جديد أمر اراه لا يليق بالمقام لا بل معيب جدا.

لو كان التعريف صدر من البرلمان او رئيس الوزراء، عندها لاتخذ الأمر صيغة رسمية، ويتم في هذا الحال منح البطريرك ساكو منصب وزير بدون حقيبة، أي وزير دولة، ويصبح عضوا في مجلس الوزراء.

السيد رعد مجرد مدير عام في الدولة العراقية العتيدة، التي ينخرها الفساد من الرأس حتى أغمص القدم.

وهل حقا هو بحاجة الى هذا اللقب او المنصب؟

لعلمك أخي العزيز ان منصب "بطريرك بابل على الكلدان" أرفع شأنا ومنزلة من الوزير وكذلك الكاردينال، ولكن متى كان منصب "بطريرك بابل على الكلدان" عزيزا عليه ...

ولعلمك أيضا منصب الكاردينال لا يعادل منصب الوزير ابدا. إنه منصب فخري ليس إلا.

الفاتيكان دولة ملكية، وهي أخر ملكية مطلقة باقية في الغرب، بمعنى أن الذي يرأسها يملك سلطات مطلقة تجمع السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية، وهو البابا.

وللبابا رئيس وزراء ومجلس يتألف من تسع وزارات يرأس كل واحدة منها  وزيرا (كاردينال).

ولعلمك، فإن البطريرك ساكو تابع وتحت رئاسة الوزير (الكاردينال) الذي يرأس المجمع الشرقي.

ولعلمك أخي العزيز أيضا، هناك بطاركة مشارقة كاثوليك رفضوا ولا يزالون منحهم لقب الكاردينال لأن لقب ومنصب البطريرك أكبر وأسمى وأعلى من الكاردينال بكثير، ولكن مع الأسف ليس لدى البطريرك ساكو.

اليس هناك من يقرأ النصوص قبل نشرها في الموقع البطريركي؟

وأخيرا، يأتي ويقول هناك منتقدون كثيرون ويدين المنتقدين بدلا من التعامل معهم بروح رياضية وحوار كي لا نقع في هفوات كبيرة مثل هذه.

متى تدرك البطريركية الحالية ان الناس تقرأ، وتقرأ بين الأسطر ولها الحق ان تنتقد وتعلق؟

يقول الفيلسوف ميخائيل بختين إن اللغة، حتى ولو على مستوى مفردة واحدة، تصرخ في وجه القارئ او السامع ان يدخل في حوار نقدي معها.

إن أردنا الا ينتقدنا الناس، علينا الكف عن الكلام او الكتابة،او التفكير بعواقبهما مليا.

وكم أتمنى أن يفكر البطريرك ساكو مليا قبل نشر بياناته وتأويناته، لأن أغلبها ينعكس عليه سلبا؛ لا بل من الأفضل أن يكف عن الكتابة والكلام لفترة محددة لمراجعة النفس ..,.

https://saint-adday.com/?p=46603

تحياتي


232
الشماس الإنجيلي قيس سيبي المحترم

تحية طيبة،

موضوع مهم حقا، فيه مقاربة ومقارنة ما أحوجنا إليها، مفادها أن اللغة والتراث والثقافة والفنون والطقوس هي التي تجمعنا كنسيا وقوميا وبمجملها تشكل هويتنا ومن خلالها نعرف من نحن.

القرب منها هو القرب من الوحدة ضمن المكون الواحد وضمن مكونات شعبنا وكنائسنا، والبعد عنها أي تأوينها (بمعنى تعريبها وتشويها وتغريبها وتزويرها، كما هو الحال في السنين العجاف الأخيرة) هو بعد عن الوحدة لا بل ضربة قاصمة للوحدة حتى ضمن المكون الكلداني ذاته كشعب وكنيسة، وكذلك ضربة لوحدة شعبنا بمكوناته الأساسية.

الوحدة ليست تقبيل الأيدي والادعاءات الفارغة. الوحدة التي تجمع الكلدان كشعب وكنيسة هي اللغة والتراث والطقوس والفنون، والذي يؤنها (يعربها ويغربها ويشوهها ويزورها) هو عدو الوحدة.

والشعار الذي رفعه البطريرك آوا الثالث:
"التعليم بلغة الاباء والاجداد مسؤوليتنا جميعا كنائس احزاب منظمات افراد لأنه اذا فقدنا لغتنا خسرنا قوميتنا"
هو أساس الوحدة، وننتظر تطبيقه على أرض الواقع. الأشقاء الأشوريون لهم خطط لتطبيقه كنسيا ومدنيا، وأظن في إمكان الكلدان الاستفادة من تجربتهم.

وكان الاستقبال المهيب للبطريرك آوا الثالث في أمريكا من قبل أربعة أساقفة كلدان وجمهور من الكهنة والراهبات الكلدان وجمع من الكلدان خير دليل ومثال للوحدة حيث اختلطت الحناجر وهي تؤدي الفنون والطقوس الكنسية بلغتنا المقدسة، وتناوب الأساقفة الكلدان والأشوريون قراءة ذات النصوص من لغتنا وتراثنا وليتورجيتنا وطقسنا المقدس وإنشادها سوية.

وما شدني كان الاستقبال الرائع الذي فيه تتجلى الوحدة، التي تجعلنا كلنا ننشد ونقرأ ذات النصوص والتراث سوية، وهذا هو الذي يجمعنا قبل أي شيء أخر، هوية وثقافة.

وأكثر ما شدني كانت مظاهر من التراث الكلداني بلغته وفنونه وطقوسه في هذا الاستقبال، حيث شاهدنا إكليورس كلداني بزيه التقليدي، الغارق في عمق بابل وبلاد الرافدين، كما هو شأن الزي التقليدي لأشقائهم الأشوريين.

كان حقا استقبالا مهيبا، أظهر أننا شعب واحد، وأظهر ان اللغة والتراث والفنون والطقوس هي التي تجمعنا وتوحدنا وهي الطريق الى الحفاظ على هويتنا.

ولست عالما بالغيب، إلا أن الاستقبال البهيج هذ للبطريرك آوا الثالث ربما يرسل رسائل عدة، أظن قد يكون أحدها موجها صوب بغداد حيث التأوين (تغريب وتشويه وتعريب وتزوير التراث) قائم على قدم وساق.

بيد أن الرسالة المهمة التي خرج منها هذا الاستقبال الاستثنائي وغير المسبوق لبطريرك من مؤسسة كنسية بقيت صامدة على مذهب الأجداد القويم والسليم والمقدس، رغم أهوال الزمن، كانت موجهة الى عامة الشعب وعلى الخصوص من الكلدان والأشوريين مفادها ان الشعب سئم التأوين وبوده المحافظة على التراث وعصرنته بلغته وجواهره وتقديمه بحلة جديدة وليس معربة ومشوهة ومزورة كما يحدث الآن.

هذه الرسالة تقول إن الشعب بمؤسسته الكنسية يقف صفا واحدا مع المحافظين على التراث واللغة من أي جهة، او ميل، او تسمية، او مذهب كانوا، ويدينون أي محاولة للتأوين بالمفهوم الكارثي الذي يحدث الآن ومن أي أتت.

وكما نوهت حضرتك في المقال، الشعب والمؤسسة الكنسية بودهم الفرز بين هذا وذاك، وشتان بينهما.

تحياتي


233


(التعليم بلغة الاباء والاجداد مسؤوليتنا جميعا كنائس احزاب منظمات افراد لانه اذا فقدنا لغتنا خسرنا قوميتنا)
مار آوا الثالث رويل


الأخ أنطوان الصنا المحترم

تحية طيبة،

أمل أن تكونوا بخير.

استوقفتني المقولة في أعلاه للبطريرك مار آوا الثالث رويل. إنه حق لأمر يثير الفخر والاعتزاز أن يكون في صفوف شعبنا قادة كنسيين بارزين يحملون أفكارا نيرة مثل هذه.

نعم لغتنا هويتنا. خسارتنا للغتنا معناه خسارة الهوية بشقيها الكنسي والقومي، لأن اللغة هي الوعاء الذي فيه ومن خلاله نحفظ التراث والثقافة والفنون والطقوس والآداب التي بمجملها تشكل هوية أي شعب في الدنيا.

اكتساب لغة جديدة معناه اكتساب هوية جديدة، لأن اللغة تشكلنا وتعكس هويتنا من خلال هذا الوعاء، ونحن عندما نمارسها نعكس ونشكل الوعاء الثقافي الذي تنتمي إليه هذه اللغة.

والعكس أيضا صحيح. فإن الذي يهمش او يعرب او يغرب او يزور او يشوه التراث واللغة والطقوس فإن ذلك ينعكس على الهوية بصورة مباشرة ومؤكدة.

اللغة ليست وسيلة تواصل وحسب. إنها الثقافة والآدب والفنون والشعر والأناشيد والتاريخ والطقوس التي من خلالها نعرف من نحن. خسارتنا للغتنا معناه خسارة لأنفسنا، لأننا بخسارة اللغة الأم لن نعود من نحن، بل نصبح أصحاب ثقافة جديدة، خسارين لهويتنا، وهذه خسارة لا بعدها خسارة.

لذا كل من يحاول تهميش وتغريب وتعريب وتزوير وتشويه واستبدال لغتنا على أي مستوى، فإنه يقتلنا لأنه يقتل هويتنا وثقافتنا وقتل الثقافة والهوية أشد وقعا من قتل الجسد.

ولهذا كان للحفاوة والاستقبال الباهر للبطرير آوا من قبل أشقائه من الأساقفة الكلدان في إبرشية كبيرة في أمريكا وقع كبير على أبناء وبنات شعبنا، حيث أظهر الاستقبال المهيب هذا ان اللغة هي التي تجمعنا وهي الوسيلة الوحيدة الباقية لنا من أجل الوحدة، حيث شارك الكلدان والأشوريين في ممارسة الفنون الطقسية المشتركة وبذات اللغة مع الأناشيد وكلمات الترحيب وكأنهم واحد. الكل كان يقرأ من كتاب واحد ويرنم ويزمر بوحدة منقطعة النظير. أما الاختلاف المذهبي فيبقى هذا وجهة نظر ولن يغير في أمر وحدة اللغة (الهوية والثقافة) شيئا.

وكلي أمل أن نرى مدارس وكليات ومعاهد رسمية لكنيسة المشرق الأشورية في اصقاع الأرض المختلفة تيمنا بما هو الحال حاليا في استراليا حيث لنا ما يرقى الى نظام تعليمي وتربوي متماسك يبعث الأمل بالمستقبل الذي فيه نحافظ على هويتنا.

ولي الفخر أن أكون ضمن الهيئة التدريسية لواحد من المعاهد والكليات ضمن المجموعة التربوية والتعليمية لكنيسة المشرق الأشورية في أستراليا، وكذلك أنه شرف كبير أن يكون البطريرك مار آوا ضمن هيئتها التدريسية أيضا.

تحياتي


234


الأخ ادريس ججوكا المحترم

تحية طيبة،

شكرا للتواصل.

ما تذكره حضرتك عن مار افرام ليس إلا قطرة في بحر ملفاننا ومعلمنا وعميد فنوننا وآدابنا. إنه ليس معلمنا بل هو اليوم معلم الكنيسة الجامعة وكان ولا يزال لكتاباته وأناشيده واشعاره ومياميره ومداريشه تأثير بالغ ليس علينا نحن المشارقة بل على الكنائس الأرثدوكسية واللاتينية بصورة عامة، بمعنى أن تأثيره على المسيحية يكاد يكون طاغيا.

فهو ليس شاعر وكاتب وحسب، بل فنان وملحن من الطراز الأول.

فهو بالنسبة لنا نحن المشارقة بمثابة دجلة والفرات لأرض الرافدين والنيل لأرض مصر. تحتل كتاباته مرتبة سامية تأتي مباشرة بعد الكتاب المقدس بعهديه.

وكل امة تفتخر بقامة من قاماتها الشامخة، فالإنجليز مثلا لهم شكسبير، والفرنسيون فولتير والفرس الرومي والشيرازي والأتراك باقي وحكمت، والعرب البحتري وأبو تمام والقباني  ونحن لنا مار افرام.

الفرق يكمن في أن شعوب الدنيا برمتها تحتفي بعمالقتها من الأدباء والفنانين وتشكل مؤلفاتهم مادة للدرس والتعلم والممارسة على المستوى اليومي، بينما نحن نهمشهم لا بل نزدريهم كما فعل عراب التأوين عندم هاجم مار افرام وبعض نصوصه وطقوسه ووصفاء بالجوفاء وأنها موجهة ومكتوبة لمجتمع زراعي ودشن حملة لتعريب وتغريب وتشويه وتزوير التراث برمته ....

وإن كانت الأمم تتباهي بعباقرتها مرة واحدة في السنة مثلا من خلال المهرجانات والتجمعات والسباقات، فمار افرام بالنسبة لنا ليس شاعرا وعبقريا عاديا، بل أنه يجمع مع عبقريته الشعرية وفنونه السامية قداسة تقربه من المسرة والبشارة وهو نديم لها منذ القرن الرابع وحتى اليوم، حيث يبشر بخطابه وشعره وفنونه الرفيعة بالمسرة بأسلوب نبوي راق صار مثل الينبوع والمطر والماء لا بل الهواء الذي بدونه لا تكتمل مشرقيتنا المسيحية.

وشكرا للرابط والأنشودة السريانية التي تتغني بثقافتنا ولغتنا. لقد استمعت بها أيما استمتاع. وهنا لا بد من التنويه ان هناك بوادر نهضة في الكنيسة السريانية الأرثدوكسية وأتابع هذه النهضة بشوق ولهفة وفخر لأننا كلنا مشارقة مار افرام واختلاف المذهب لا يغير في ذلك ابدا. وما يجذبني الى هذه النهضة المجيدة هو الهدوء الذي يرافقها حيث ليس هناك تباه بل عمل دؤوب دون كلل لإحياء اللغة السريانية وتراثها وثقافتها وفنونها وطقوسها في شتى المضامير. وهناك تأكيد على إحياء الثقافة والطقوس من السلطة الكنسية العليا، ويزيدنا فخرا ان نرى ان الأشقاء من السريان الكاثوليك يشاركون كنيستهم الشقيقة الأرثدوكسية في نهجها النهضوي هذا.

تحياتي


235

الزميل الدكتور صبح قيا
 الشماس نمئيل بيركو

تحية طيبة،

شكرا لكما للإضافات المهمة والاهتمام الكبير بتراثنا ولغتنا وثقافتنا وفنوننا التي بمجملها تشكلنا كهوية قومية وكنسيةـ لأن الفنون من أرقى ثمار الحضارة الإنسانية، والأمة التي لا فنون لها لا وجود لها، والأمة التي تتبنى فنون غيرها، لن تعد ذاتها بل تكتسب هوية ولباس القوم الذين تمارس فنونهم وتراثهم ولغتهم.

تراثنا السرياني ثر وغني ورائد، بمعنى أنه يسبق اللغة العربية شعرا ونثرا وفنا وثقافة، ولهذا للسريانية ثقافة ولغة وفنا تأثير بالغ على العربية، وعلى أهم كتاب فيها هو القرآن.

لن ادخل في هذه التفاصيل، أولا لحساسيتها وثانيا لضيق الوقت، ولكن أقول إنني لست ضليعا بأوزان الشعر، وعلى الخصوص باللغة العربية.

درست اوزان الشعر باللغة الإنجليزية   rhythm and meter وهي تعتمد على المقاطع اللفظية  vocalic syllables  المشددة وغير المشددة stressed and unstressed  وتقع في خمس خانات او بحور أساسية.

شخصيا أرى أن شعرنا السرياني أقرب من حيث rhythm and meter من الشعر الإنجليزي منه من العربية، لأن اوزان شعرنا السرياني تستند الى vocalic syllables وليست التفعيلات كما هو الشأن بالعربية، وهذا رأي الشخصي.

وفي رأي هذا ما ساعد ملافنتنا وأدباءنا التطرق الى الحالة الإنسانية وعلاقة الإنسان بالماورائيات metaphysics. وأنت تقرأ مار افرام مثلا او اقرانه من الذي سبقوه وعلى الخصوص الذين ساروا على نهجه من أمثال مار نرساي تلحظ تصوفا وحوارية وجدلية شخصيا لم امر عليها في أي شعر قرأته من خلال اللغات التي اتحدث فيها. ومن ثم، فإن هذا الأدب الكنسي البهي يتحدث إلينا بمواضيعه وثيماته وكأنه كتب خصيصا لعصرنا ويومنا هذا.

علينا إحياء تراثنا ولغتنا، هذا إن أردنا البقاء وعدم الفناء، وعلينا رفع وإزالة "التأوين"، أي العملية الجراحية السيئة التي غايتها تعريب وتغريب وتشويه وتزوير التراث، ومع الأسف هي حاليا على قدم وساق في مؤسسة الكنيسة الكلدانية.

يحدث كل هذا، بينما للكلدان ادب ضخم جله كنسي بلغتهم المحكية الساحرة. التأوين يجب ان يكون بإحياء هذا الأدب وليس بتغريبه وتشويهه وتعريبه وتزويره كما يحدث الآن.

236

الأخ نمئيل بيركو المحترم

أرجو أن يسمح لي زميلنا الأكاديمي الدكتور صباح قيا بالتعقيب.

استمعت الى الترتيلة التي كتبها المرحوم البطريرك دنخا الرابع. القصيدة نونية أي لها قافية، وهي على الوزن (البحر) الأفرامي السباعي.

والقافية، كما أشرت في المقال، رافقت أدبنا السرياني الكنسي بعد مجيء العرب والمسلمين. الأسباب كثيرة، ولكن في رأي، شعرنا وأدبنا السرياني غير المقفى، أي الذي يعود للفترة قبل القرن السابع، فيه من الإبداع والسمو والعلو والبلاغة والتناص مع المسرة والبشارة ما يفتقر إليه أغلب الأدب الكنسي الذي أتانا بعده.

وما يميز ادبنا الكنسي، وعلى الخصوص في الفترة ما قبل القرن السابع، هو أن مواضيعه وأسلوبه وثيماته تتحدث إلينا وكأنها قيلت اليوم.

وهنا يجب الا نغمط حق الأدب الكنسي المقفى، لأن فيه الكثير من الأدب الرفيع واللغة الرفيعة، والتعليم المسيحاني النبوي.

وفي هذا الخصوص نذكر مار عبد يشوع بار بريخا الصوباوي ܥܒܕܝܝܫܘܥ ܒܪ ܒܪܝܟܐ ܕܨܘܒܐ وهو واحد من عمالقة التعليم المسيحي واللاهوت والأدب الكنيس ليس في كنيسة المشرق بل المسيحية جمعاء، حيث برز نجمه في العصر الحديث وخصص له الفاتيكان احتفالا مهيبا في ذكراه قبل حوالي عامين.

مار عبديشوع مثلا يستخدم القافية وهذا ما يفعله في تراجمه (تفاسيره للإنجيل) حسب القراءات الخاصة بكنيسة المشرق، ولكن هذه التفاسير صارت الآن مادة لعلماء اللاهوت والمختصين بشؤون التفاسير، مادة للدرس والتعلم والتعليم. هذه التراجم لا تزال ترتل في كنيسة المشرق الأشورية والقديمة، ولكن كنيسة المشرق الكلدانية تخلت عنها مع الأسف واستبدلتها بنصوص عربية ركيكة لا هي صلاة وليست لغة ومليئة بالأخطاء ولا تستحق حتى القراءة، ... ولكن هذا الواقع مع الأسف.

علما أن مار عبديشوع عاش في القرن الثالث عشر.

وهنا لابد من القول إن كنيسة المشرق الكلدانية كانت السباقة في انتاج أدب كنسي ولحني وموسيقي خلاب وأخاذ في اللهجة الكلدانية الدارجة في القوش وسهل نينوى، حيث لدينا تراث ضخم في هذا المضمار، له ولا يزال مكانة كبيرة في قلوب وعقول الكلدان – هذا قبل مقدم التأوين (التعريب والتغريب والتشويه والتزوير) وتغلغله في أروقة مؤسسة الكنيسة الكلدانية ولا سيما في السنين الأخيرة.

تحياني


237
الأخ قشو ابراهيم نيروا المحترم

تحية طيبة،

شكرا جزيلا لوضع نسخة من رائعة مار افرام "مارن إيشوع" ܡܪܢ ܐܝܫܘܥ باللهجة الدارجة لدى الأشقاء الأشوريين.

وقبل أن ابين رأي في هذه النسخة، بودي القول إن اللهجة التي لدى الأشقاء الأشوريين والمتداولة في كنيستهم (المشرق الأشورية والمشرق القديمة) هي حاليا اللهجة الوحيدة من لهجات اللغة السريانية المعاصرة يحق لنا أن نطلق عليها مصطلح "اللغة" من دون كل اللهجات الأخرى الشائعة في صفوف شعبنا.

والسبب لأن هذه اللهجة هي الوحيدة التي نما فيها الشعر والنثر والفنون الموسيقية والأدبية الأخرى من رواية وترجمة وتدريس ونحو وصرف وغيره؛ ومن ثم لدينا فيها كتب للتدريس وللمراحل المختلفة من الابتدائية وحتى الثانوية وغيرها من المراحل.

هذا لا يعني أن اللهجات الأخرى قاصرة. كلا. اللهجة الدارجة لدى الأشقاء الكلدان، مثلا، وهي اللهجة السهلية الدارجة في ألقوش وقرى سهل نينوى، كان لها عصر ذهبي في مستهل القرن العشرين وحتى بعد منتصفه. فيها كتب الشعر والنثر ولها كتبها الخاصة من نحو وغيره، بيد أن نجمها خفا بعد بروز التأوين وأتباعه. وهنا أقصد التأوين المشوه وليس التحديث، التأوين الذي همه تعريب وتغريب وتشويه وتزوير واستبدال اللغة والتراث، ومع الأسف هذا اللون من التأوين السيء طفا على السطح لدى الاشقاء الكلدان وكنيستهم في مستهل الثمانينيات وهو المستحكم حاليا، ونتائجه كارثية.

وبعد قراءة متأنية للنص الذي وضعته حضرتك لرائعة مار افرام باللهجة الدارجة لدى الأشقاء الأشوريين، أقول إن القصيدة فيها بعض الخلل من حيث الوزن الشعري، ولهذا لا يمنح النص نفسه بسلاسة للحن او الألحان الخاصة بهذا الوزن الرقراق الجميل.

وكذلك ألحظ أن اللهجة هذه قريبة جدا من اللغة الفصيحة. فعدا بضع من الكلمات لا تتجاوز أصابع اليد ليس هناك ما هو جديد او مستجد فيها. السؤال: هل نحن إذا بحاجة الى تحوير لغة القصيدة بروعتها وجمالها الى اللهجة المحكية التي لا تحاكي ابدا الأصل؟

ومن ثم الاحظ أيضا أن عدم التناسق في النص الذي اوردته، فمثلا مفردة ܕܢܚܐ ومشتقاتها تظهر مرة مثل ما هي ومرة أخرى تستبدل ب  ܙܪܩܠܗ.

والأهم من كل هذا هو الدعاء الى الله ان يبعد كنيسة المشرق الأشورية والقديمة والكنائس السريانية الثابتة على اللغة والتراث والفنون والطقوس التي تشكل ركنا حيويا من الهوية القومية والخصوصية الكنيسة، أن يبعدها عن شر التأوين والمؤنين (بمعنى تعريب وتغريب وتشوية واستبدال وتزوير التراث).

تحياتي


238

الزميل الدكتور صباح قيا المحترم

تحية طيبة،

أخذ في هذه الجولة الحوارية الجزئية الثانية من تعقيبك المهم، وتخص إعادة الصياغة لترجمة القصيدة الأفرامية التي نحن في صددها.

حضرتك شاعر وتبهرني رباعياتك ومعها بعض أقوالك التي صارت مضربا للمثل، وعلى الخصوص قولك المأثور: "لا تعول كثيرا على الكلدان، حيث سيخذلونك من اول فرصة،" الذي أرى فيه الكثير من الصحة.

وكي أبرهن ان هذا القول المأثور صحيح، أدعو القارئ الى قراءة القصيدة مرة أخرى إن كان ضليعا بالسريانية، وإن لم يكن أدعوه الى قراءة تهذيب الترجمة العربية التي قدمته حضرتك وبأسلوبك الرائع.

وكي أساعد القارئ وأسهل له الأمر، سأضع النص المترجم لقصيدة مار افرام الذي قمت بتهذيبه، وبعده مباشرة نص أخر أقحمه صاحبه ضمن حملة واسعة لتعريب وتغريب وتشويه وتزوير التراث والطقس الكلداني. وهذا ليس إلا غيض من فيض لأن في السنين العجاف الأخيرة ظهرت الى السطح كتابات معربة ركيكة مثل النص الثاني في أدناه المليء بالأخطاء وتغيب فيه فكرة مركزية ولا يستحق الحبر الذي كتب فيه وبعيد كل البعد عن التناص مع المسرة والبشارة وشتان بينه وبين قصيدة مار افرام او أي جملة أخرى كتبها مار افرام او أي جملة ترد في طقسنا المجيد.

النص الأول:
النص المترجم لقصيدة مارن إيشوع التي هذب عباراتها الزميل الدكتور صباح قيا:

ربنا يسوع الملك المسجود له الذي غلب بآلامه الموت العاتي
ابن الله الذي وعدنا حياة جديدة في ملكوته العالي
أزل عنا كل الأضرار وأحل في وطننا الأمن برحمتكَ
كي في يوم إشراقك ننبعث امامك ونخرج للقائك حسب مشيئتكَ
وبالسعانين نهلل لاسمك من أجل نعمك على خلقكَ
فقد فاضت مراحمك علينا كبشر وغمرتنا نحن المائتين بحبكَ
ومحوت آثامنا بغفرانك فالمجد لاسمك على عطيتكَ
 عزّ جلالك في عرشك يا غافر الخطايا برحمتكَ
وبنعمتك أهّلنا جميعا لنشكر ونسجد لألوهيتكَ
وفي كل حين نرفع التسبيح آمين وآمين لربوبيتكَ


النص الثاني:
النص الذي أقحم في طقس القداس الكلداني، ضمن الحملة الواسعة لتعريب وتغريب وتشويه وتزوير التراث الكنسي الكلداني. أنقله كما ورد، بعد أن تمت قرأته في الكنيسة بدون تشكيل نحوي صحيح ما أثار استهجان من يتقن العربية في الكنيسة، وأساسا النص ركيك لغة وفيه أخطأ لأن لم يتم تحريره وهو ركيك بما للكلمة من معنى، وأنقله هنا كما هو:

... ان تقاليد الناس من أعراف وعادات ورثناها عن الأسلاف فأصبحت بحكم الزمن شرعا ثابتا وكأنليس لكل زمان عاداته، من أجل ان نميز بوضوح ما هو أساسي وجوهري في كل هذه العادات والتقاليد والممارسات نطلب منك.
... من أجل أن نقنع بأن الحرام هو ما يؤذي الأخرين والحلال هو ما ينفعهم ويبنيهم، أساسه مبادئنور وقيم حق وأفعال محبة، نطلب منك.
... من أجل كل الذين يسعون جاهدين للسير على خطى المسيح في تحرير ذاتهم واخوتهم من كل ما يسلبهم أصالتهم، حريتهم، حقوقهم، نطلب منك.


كيف يقبل الكلدان ان يتم تعريب وتغريب وتشويه وتزوير تراثهم بهذا الشكل واستبدال طلبات مار افرام وغيره من قديسي كنيستهم بنصوص ركيكة معربة كثيرة مثل هذه، والله لست أدري. أظن أن الجواب في قولك المأثور: "لا تعول كثيرا على الكلدان، حيث سيخذلونك من اول فرصة،"

تحياتي


239


الزميل الدكتور صباح قيا المحترم

تحية طيبة،

لأهمية تعقيبك، سأقوم بالرد عليه في جزأين. وفي الحقيقة، فإن التعامل الصحيح مع ما طرحته من نقاط مهمة قد يحتاج الى مقال منفصل، ولكن لا أريد أن اعدك لكثرة الأشغال والالتزامات.

لنناقش الفقرة المهمة التالية في تعقيبك:

"ما أفهمه بأن دخول القافية أدبنا السرياني بعد القرن السابع يعني بعد ظهور الإسلام. مع العلم ان الشعر العمودي مع القافية كان شائعاً في العصر الجاهلي, وهنالك من مشاهير الشعراء يُعزى شعرهم إلى ذلك العصر, كما أن هنالك ديوان بعنوان شعراء النصرانية قبل الإسلام وآخر بعنوان شعراء النصرانية بعد الإسلام, وقد قرأت الإثنين في مرحلة دراستي الثانوية. هذا مع العلم أن ألخليل بن أحمد الفراهيدي واضع بحور الشعر وُلد في القرن الثامن. لا أعلم إن كان الإقتباس أعلاه يستند إلى مصدر محدد أم مجرد استنتاج شخصي؟
ألترتيلة يعود زمنها إلى القرن الرابع الميلادي وهي غير مرفقة بالقافية حسب الإقتباس. هل هنالك تراتيل مرفقة بالقافية انتشرت بعد القرن السابع لدعم منطوق الإقتباس أعلاه؟ ألغاية من السؤالين هي من أجل زيادة ثقافتي المعرفية ليس إلا.
"

تتحدث عن "شعراء النصرانية" واظن أنك هنا تشير الى الموسوعة التي كتبها القس الكلداني لويس شيخو تحت نفس العنوان. نعم إن ما كتبه لويس شيخو صار مرجعا كبيرا عن دور النصارى في الثقافة العربية. وكما كان الأمر في العصر الحديث حيث انبرى النصارى في إحياء القومية والهوية والثقافة العربية بعد سبات او بالأحرى موت سريري لقرابة 400 سنة من الحكم العثماني، هكذا تقريبا كان الأمر مع العرب الأميين الذين دخلوا الإسلام أفواجا وقاموا بفتوحات (غزوات) شاسعة شملت أغلب الأراضي التي كان يقطنها المسيحيون، وهنا أعني المشرقيون اجداد المشارقة الحاليين.

قد يطول الحديث، ولكن هنا أحيل حضرتك الى ما أراه أهم كتاب في الأدب والثقافة العربية طرا في العصر الحديث وهو "في الشعر الجاهلي" لطه حسين الذي أصدره في عام 1926 وعمره لم يتجاوز 36 عاما. هذا الكتاب كاد يؤدي بعميد الأدب العربي الحديث (طه حسين) في داهية، حيث قدم الأزهر شكوى في المحاكم تتهمه بالزندقة، إلا أن طه حسين تنازل في تقديم إفادته، ولكن الكتاب بقي كما هو.

في هذا الكتاب، يقول طه حسين ويبرهن أن الشعر الجاهلي منحول، بمعنى لم يكتب جله قبل الإسلام، بل بعد الإسلام. وكما تعلم فإن تفاسير القرآن سابقا ولا يزال تستند الى معاني المفردات في الشعر الجاهلي لتفسير ما يرد في كثير من السور. طه حسين يقول إن هذا الشعر كتب بعد الإسلام ونسب الى ما نسب إليه والغاية كانت لتفسير القرآن حسب ما يريده المفسرون وليس حسب ما أتت فيه المفردات والعبارات القرآنية، ولهذا يجب اتخاذ القرآن مرجعا لتفسير الشعر وليس العكس ...

هذا بحث طويل وحساس جدا وعلى الخصوص في مساحة منتديات لها في الغالب منحى دينيا وفكريا محددا، بيد أن ما لم يقله طه حسين كان أن الكثير من هؤلاء الشعراء كانوا نصارى ويهودا التجأ إليهم العرب كي يفسروا لهم القصص القرآنية والآيات والسور التي تقترب في معانيها وثيماتها ما اتى في الكتاب المقدس والانجيل او تستقي منها وعلى الخصوص السور المكية.

على أية حال، أظن أنني اضفت بعدا أخر الى ما طرحته حضرتك، وظهر جليا تأثير شعراء النصرانية ليس على الأدب والثقافة العربية بل على التفاسير أيضا، وليس في العصر القديم بل الحديث أيضا.

عندما أقول إن ادبنا السرياني وعلى الخصوص الشق الكنسي منه (والأدب السرياني جله كنسي او له بعد مسيحاني في الغالب)، فإنني أستند الى دراسة وتحليل النصوص التي وصلتنا ولا سيما النصوص السريانية التي سطرتها يراع ملافنة قبل ظهور الإسلام من أمثال مار افرام ومار باباي الكبير ومار باباي النصيبيني ومار حنانا ومار يزدين ومار شمعون بر صباعي ومار أوا قاثوليقا وأخرون وكل الطلبات (كارزواثا) الخاصة بكنيستنا والواردة في كتب الصلوات. بعد دراسة معمقة – حسب علمي – لم  ألحظ شعرا مقفى للفترة حتى القرن السابع.  القافية تدخل بعد القرن السابع، ونعم لنا نصوصا مقفاة.

وفي الحقيقة، يبدأ نجم أدبنا السرياني الكنسي بالأفول شيئا فشيئا ورويدا رويدا، وأكاد أجزم أن ما أتانا بعد مقدم العرب المسلمين بصورة عامة أقل رونقا وبهاء وسموا وعلوا من حيث التناص مع المسرة والبشارة والأسلوب واللحن من الذي كان سائدا في فترة ما قبل الإسلام.

وأقدم النصوص ترد في "كثاوا دقذام ودواثر" وفي الطلبات والميامير والمداريش والتسابيح وهذه تحف فنية وشعرية في رأي من أروع وأبدع ما اتت به القريحة البشرية لأنها أدب رفيع ومن ثم نبوية من حيث قربها وتناصها مع البشارة والمسرة.

وعندما أذكر "كثاوا دقذام ودواثر" فإنني أستثني النسخة المعربة والمشوهة لا بل المزورة التي يفرضها صاحبها عنوة على بعض الكنائس والأديرة الكلدانية. هذه نسخة لا يعتد بها ولا يجوز قبولها ولا التحكيم إليها لأن فيها من التزوير والتشويه واللغة الركيكة والنصوص الهشة ما لا يليق بمقام كنيسة بحجم الكنيسة الكلدانية أبدا.

أما بقدر تعلق الأمر بالتحوير الذي قمت به للنص المترجم الذي قدمته، فهذا يستحق ردا منفردا وربما مقالا لأنه احتلني حقا. وكنت أمل أن تقرأ السريانية وكنت حينئذ توصلت الى قناعة أن التسابيح التي لدينا والصلوات التي لدينا والنصوص التي لدينا لا يعلى عليها لسموها وتناصها مع المسرة والبشارة ولهذا استطاعت قصيدة مار افرام هذه البقاء معنا والتأثير فينا والتأثير في شاعر ومثقف بقامتك بلحنها ولغتها وكلماتها رغم عدم تملك ناصية اللغة التي كتبت فيها. عندما أقرأ تسابيحنا وأنشدها يهتز كياني وأحس وكأن الملائكة تقرأ وتنشد معي.

تحياتي

240


هذه الترتيلة الجميلة ظهرت قبل قرون عديدة ولا زالت حية في رتبة القداس وبعد المقارنة والاستماع للفيديو الذي انزله الاخ الدكتور ليون برخو ارى ان هناك بعض التحوير في اللحن من قبل الدكتور ليون برخو وان اللحن في الفيديو الذي انزله الاخ bet nahrenaia هو الاقرب الى الاصل الذي سمعته منذ صباي.

على مر العقود ضاعت الكثير من الالحان الجميلة في طقسنا واستبدلت بالبسيط الذي لا يحمل جمال الاصيل. الذي اتمناه هو الحفاظ على الالحان المتبقية قبل ضياعها كليا عن طريق تثبيتها في نوطة موسيقية من قبل المختصين.


الأخ عبدالأحد سليمان بولص المحترم

تحية طيبة،

القصيدة هذه عمرها حوالي 1600 سنة، ومن النادر، وأكاد أجزم من المستحيل ان يكون هناك نص أدبي، وفي حالنا كنسي مقدس، ربما في العالم برمته، استحوذ على قلوب وعقول شعب وكنيسة مثل شعبنا وكنائسنا المشرقية لكل هذه الفترة الطويلة ولحد يومنا هذا.

هذه القصيدة تدشن عصرا ذهبيا فيها تتجلى هويتنا كشعب وكنيسة لأنها أرخت لجنس أدبي وفني وكنسي شكلنا كشعب، حيث توالت القصائد البهية تقتفي أثرها ووزنها ذو المقاطع الصوتية الثمانية، أبدع فيها عمالقة أخرون من أمثال مار نرساي ورائعته تودي لطاوا ܬܒܕܝ ܠܛܒܐ ومار كيوركيس مطرابوليط نصيبين ورائعته شوحا لرحميك ܫܘܒܚܐ ܠܪܚܡܝܟ التي ترافق سابوع تقديس البيعة الذي نحتفي به هذه الأيام وغيرها من التسابيح البهية لا يتسع المجال هنا لذكرها.

أما من حيث اللحن، فهناك الحان كثيرة وليس لحنا واحدا توائم الوزن الثماني في ادبنا السرياني الكنسي، وكان لكل منطقة من تخوم كنيسة المشرق الشاسعة الحانها الخاصة بها لهذا الوزن الشعري السلس والرقراق الذي كما قلت يجري مثل الحلاوة في الحلق.

ربما هناك لحن دارج بقي معنا، إلا أنني وبعد تمحيص ودرس اكتشفت ان قصيدة مارن إيشوع ܡܪܢ ܐܝܫܘܥ التي في الغالب كانت تتبع اللحن الذي تكون عليه التسبحة الخاصة بالسابوع كانت تنشد في حوالي 12 لحنا مختلفا.

وأتفق معك أنه آن الأون لأرشفة وتنويط هذا التراث النبوي وتأوينه updating أي تحديثه (وليس تعريبه وتغريبه وتشويهه وتزويره كما يحدث الآن ومع الأسف).

وكم كنت أتمنى أن يشمر البطريرك ساكو عن ساعديه وهو قادر على ذلك ويؤلف لجنة ذات صلاحيات من أجل تأوين  updating التراث النبوي هذا ونشره وتنويطه وتدريسه وممارسته على أوسع نطاق وحيث حل الدهر بأبناء وبنات رعيته بدلا من تمضية وقته في كتابة وترجمة نصوص بلغة عربية أقول أسفا وعن دراية أنها من الركاكة وغياب الأسلوب الرفيع والمتن والسياق والتناسق والتناص مع البشارة والمسرة ما يجعلها غير صالحة حتى للقراءة. أسف هذا رأي الشخصي ونابع من اختصاصي في علم تحليل الخطاب.

تحياتي


241

الأخ بيث نهرانايا المحترم

تحية طيبة،

هناك الكثير في تعقيبك ما يستوجب الوقوف عنده، بيد أنني سأحاول الاختصار.

تكتبت: "على ذكر التأوين، ربما لا يعجبك ما سأقول، ولكن هذه هي وجهة نظري حول الموضوع، نحن دائما نقارن معنى التأوين بالتعريب،  ولكن هذه ليست دائما الفكره من التأوين، والذي أقرب معنى له هو (update) على ما أعتقد،"

في الحقيقة أعجبني ما قلته. نعم معنى التأوين هو updating ، وهذا يعني تحديث التراث والموروث الثقافي والفني وتقديمه بلغته ولكن بحلة جديدة. أقرب مثال هو تحرير او تنقيح نص من حيث التشكيل (إضافة الحركات مثل الفتحة والكسرة) والترقيم (مثل الفارزة وعلامة الاستفهام والنقطة) والتنقيط (وضع النقاط على الحروف في العربية). التأوين حسب ما يجري في مؤسسة الكنيسة الكلدانية حاليا كارثة لم يقم بها ولم يتجرأ على تطبيقها حتى الأعداء ضد خصومهم، لأن معناها ازدراء التراث ونكرانه واستبداله لغة ونصا، أي تعريبه وتغريبه وتشويهه وتزويره. كيف يقبل الكلدان بهذا، لست أدري.

تكتب: "سبب مداخلتي هنا يخص بالتحديد هذا النشيد الرائع، فعلى سبيل المثال، إذا قمت بانشاد هذه التسبيحة بين مجموعة من الكلدان أو الأشوريين الذين لم يسمعوه من قبل، فأنهم بالتأكيد سوف لن يفهموه كاملة، حتى وأن كانوا يجيدون التحدث بالسوريث (الآشورية/الكلدانيه)   إلا إذا شرحت لهم معناه أو قمت بترجمته الى لغه أخرى يفهمونها."

لا يجوز أن نأخذ عدم الفهم حجة للتأوين حسب المفهوم الخاطئ الشائع حاليا في مؤسسة الكنيسة الكلدانية مثلا. لو قام كل شعب بهذا لما بقي هناك تراث. هل يجوز أن يقوم الإنجليزي بتأوين شكسبير او الفرنسيون فولتير او غيرهم من الشعوب بتأوين عمالقة أدبهم وشعرهم وفنونهم متخذين عدم الفهم حجة؟ مار افرام مثلا أسمي بكثير من هؤلاء لدينا لأنه بقامتهم أدبا وشعرا ومن ثم أرفع شأنا منهم قدسية وكنسيا. في إمكاننا اليوم ان نساعد على فهم مار افرام والثورة الرقمية تساعدنا في ذلك دون تأوينه على الطريقة الدراجة حاليا في مؤسسة الكنيسة الكلدانية وذلك بتعريبه وتغريبه وتشويهه وتزوير نصوصه او كتابة نصوص بعربية هزيلة وركيكة لا منطق وسياق ومتن لها ومن ثم فرضها كصلوات. أي شعب في الدنيا لرفض ذلك.

تكتب: "الحل الأول: هو بتدريس اللغه السريانية القديمه لجميع الناس ليتمكنو من فهم هذه الصلوات دون تدخل أحد لترجمتها لهم. طبعا هذا شيء مستحيل. لذلك أصبحت هذه اللغه شبه منقرضه، فالذين يجيدونها مقصورين فقط على المستوى الكنسي، وأغلبهم يحفظون الصلوات من دون حتى أن يدركوا معناها، ولي تجربه حية مع الكثير من الشمامسه والقسان، هذا بالاضافه (ربما ستنزعج من هذا الكلام) أن الذين يجيدون اللغه القديمة يشعرون بالمباهاه تجاه الأخرين، غير مكترثين بخطورة القادم!"

دعني هنا أختلف معك أيضا. اللغة السريانية قريبة جدا من لهجاتنا المحكية والغالبية الساحقة من الشعب تتحدث هذه اللهجات. من خلال بذل جهد بسيط في إمكاننا فهم كل شيء. مرة قمت بكتابة النص السرياني مع الكرشوني (لاتيني)  ومع ترجمة باللغة الإنجليزية لنصوص طقسية كلدانية امام حشد من المتحدثين بالإنجليزية وأشهد أن الكل خرج وهو يفهم النص ويتابعه ولكن قبل كل شيء استذاق الفن والموسيقى، وطقسنا موسيقى من طراز خاص ترقى الى ما نطلق عليه المقطوعات الكلاسيكية، فهي من ناحية لغة عالمية لأنها موسيقى سامية.

تكتبت: "أما الحل الثاني فهو: القيام بترجمه كل هذه الأناشيد الى لغة حديثه مفهومه (بالتأكيد ليس المقصود هنا العربيه) مع الحفاظ على اللحن الأصلي قدر الإمكان."

هذا أمر خطير وشخصيا أراه يرقى الى خيانة التراث. هناك مئات ومئات  لا بل الاف النصوص والأناشيد التي لا  تحتاج الى تحويرها الى اللهجة المحكية ابدا لأنها قريبة منها وكما قلت بجهد بسيط وبالاستعانة بالثورة الرقمية في الإمكان استيعابها لو  كانت لنا الغيرة على هويتنا القومية والكنسية أولا وثانيا الحرصى على الكنوز التي لدينا.

وحضرتك من أتباع الكنيسة الكلدانية، كما أنا أيضا. هل تعلم أن هناك تراثا ضخما وساميا ويرقى في كثير من تفاصيله الى التراث المكتوب باللغة الفصيحة كله متوافر باللهجة الكلدانية السهلية الساحرة؟ هذا التراث ظهر ابان نهضة كلدانية في مستهل القرن العشرين ومنتصفه واستمرت حتى بروز حركة التأوين الهدامة في مستهل الثمانينيات وكان هدفها طمس التراث الكلداني برمته الفصيح والمكتوب باللهجة الكلدانية السهلية الساحرة. وهذا ما يحدث حاليا بالضبط ومع الأسف الشديد.

أسف على الإطالة.

تحياتي


242
الأخ إدريس ججوكا المحترم

تحية طيبة،

في البدء، شكرا لمرافقتنا في مواقع التواصل الاجتماعي، وشكرا كذلك للأشقاء السريان الذين يتابعون صفحاتنا في هذه المواقع، وبينهم نخبة من المثقفين اللامعين.

قرأت تعقيبك وسأركز على نقاط ثلاث فيه، أراها من الأهمية في مكان.

تقول: " {اولا}  انت نجحت في احياء تراثنا الارامي السرياني و التذكير به و في اداء التراتيل."

بكل تواضع، أقول إن هذا صحيح، ليس على مستوى مواقع التواصل، التي هي المحك والفيصل في عالمنا الافتراضي هذا اليوم، بل حتى في المواقع الإخبارية لشعبنا، ومنها الموقع المهم هذا الذي نكتب فيه.

وأظن من حقي القول إنني فخور لأن كتاباتي ونشاطاتي، وبكل تواضع مرة أخرى، جعلت من لغتنا وثقافتنا وتراثنا وطقسنا وفنوننا وآدابنا مادة للنقاش، وأخذ الكثير منا ينظر إليها اليوم بعيون مختلفة حيث يرى فيها لب الهوية التي تشكلنا شعبا أبيا وكنائس مشرقية مجيدة.

وتقول: " {ثانيا}  في منشوراتك دائما تذكر " مار افرام " دون ذكر لقبه * السرياني * المرتبط به اينما تتم الاشارة الئ قداسته ...!!!!"

نعم إن مصطلح "مار افرام السرياني" واحد من الألقاب الفخرية الشائعة لقديس وملفان المشارقة والكنيسة الجامعة لا بل المسيحية بصورة عامة.

بيد أنني اود التوضيح ان المصطلح ليس الوحيد. هناك مصطلحات وألقاب فخرية كثيرة لهذا الملفان والقديس الكبير، الذي تحتفي به اليوم الكنيسة الرومانية الكاثوليكية الغربية أيضا. لا يتسع المجال لذكرها لضيق الوقت فعذرا، ولكنها متوافرة للباحثين ولا أظن تغيب عن متابع ومثقف من أمثالك.

وتقول: " واضح ان حضرتك لا زلت تجامل المتكلدنين و المتاْشورين."

رغم أنني لا أحبذ الانتقاص من أي مكون من مكونات شعبنا وأحبذ استخدام التسميات الدارجة رغم ما لها وما عليها، فإن جوابي هو كلا أخي العزيز، إنني لا أجامل أحدا، وبسبب ذلك تعرضت وأتعرض الى هجوم يصل حدّ التجريح والاستفزاز وتشويه السمعة، ليس في مواقع شعبنا وحسب بل في الصحافة والمواقع العربية أيضا.

قد أكون حذرا وليس مجاملا لأن غايتي هي، مثلا في ما يخص مار افرام، الحفاظ على روائعه والوقوف ضد محاولات تأوينه، وأعني الحملة المنهجية لتعريبه وتغريبه وتشويهه التي تصل الى حد التزوير.

فإن قال أمرئ إن مار افرام سرياني ولكنه يدشن حملة تأوين (حسب مفهومه) لتعريب وتشويه وتغريب وتزوير التراث الافرامي وتراث من أتوا بعده من عمالقة ادبنا الكنسي، فما الفائدة في ذلك.
   
ولكن إن قال أمرئ إن ما افرام كلداني او أشوري ولكنه يعارض حملة تأوينه وتعريبه وتغريبه وتشويه وتزوير التراث والطقس والفنون والآداب التي تركها لنا ويتشبث بها ويحيها، فهذا لعمري أفضل لنا بكثير من الشخص الأول الذي يتخذ من التأوين – أي التعريب – مطية لهدم التراث الافرامي برمته.

 وأقول ليس بمقدورنا تغيير الحقائق الأكاديمية، وهنا أعني ما توصل إليه علماء لغتنا والتاريخ وما تدرسه الجامعات الرصينة وما تكتبه وتنشره الحوليات والدوريات العلمية والأكاديمية حول تاريخنا وتراثنا ولغتنا.

وأختم وأقول، إننا ربما  أكثر شعوب العالم أمية بقدر تعلق الأمر باللغة الأم، وهذه هي الكارثة التي ستزيلنا إن لم نستلحق ونغير وجهتها لأنها ستمحينا كما يمحو الموج الكتابة على رمل الساحل.

تحياتي

243
ا

من اعظم قصائد التسبيح  لمار افرام، كل صباح الاحد بعد تناول القربان المقدس ننشد هذه القصيدة الرائعة والجميلة وهي احدى من كنوز كنيستنا المشرقية العظيمة

ܡܪܢ ܐܝܫܘܥ ܡܠܟܐ ܣܓܝܕܐ ܕܙܟܐ ܒܚܫܐ ܠܡܘܬܐ ܛܪܘܢܐ
ܒܪܐ ܕܐܠܗܐ ܕܐܫܬܘܕܝܠܢ ܚܝܐ ܚܕܬܐ ܒܡܠܟܘܬ ܪܘܡܐ

الأخ عوديشو يوخنا المحترم

تحية طيبة،

أتفق معك أن نشيد مارن إيشوع ܡܪܢ ܐܝܫܘܥ يعد من اهم وأكثر التسابيح شيوعا ليس لدى أبناء وبنات كنيسة المشرق من الكلدان والأشوريين الحاليين  بل المشارقة بصورة عامة من السريان والملكيين والموارنة.

ولمار أفرام قصائد أخرى عظيمة وشائعة في صفوف المشارقة منها طلبات ܒܥܘܬܐ التي كان تقريبا الكل ينشدها حتى وقت قريب وهي ܡܪܢ ܐܬܪܚܡܥܠܝܢ وله تسبحة النور ܢܘܗܪܐ ܕܢܚ وغيرها كثير.

مار افرام ملفان (معلم) المشارقة وعميد آدابهم وثقافتهم الكنسية.

ومار آفرام كذلك ملفان (معلم) الكنائس الغربية ومنها كنيسة روما اللاتينية الكاثوليكية، ولكتاباته تأثير عظيم في المسيحية جمعاء، ما دعا البابا بندكتوس (بابا روما السابق والفخري حاليا) الى إطلاق لقب جديد عليه وهو "طبيب الكنيسة، وهو لقب يضاف الى الألقاب الفخرية الكثيرة التي حصل عليها.

واللقب الذي منحه البابا بندكتس على مار افرام وهو "طبيب الكنيسة" يعد مفخرة للمشارقة.

وقد تبع مار افرام ملافنة عظام من كنيسة المشرق في تسطير أناشيد وتسابيح وطلبات وعونياثا وغيرها منهم مار نرساي ܡܪܝ ܢܪܣܝ ومار باباي الكبير ܡܪܝ ܒܒܝ ܪܒܐ ومار أوا قاثوليقا ܡܪܝ ܐܒܐ ܩܬܘܠܝܩܐ وآخرون.

هذا تراثنا وهذه لغتنا وثقافتنا وتاريخ أي شعب يبدأ بلغته وفنون وطقوسه وآدابه ويعيش طالما عاشت هذه الفنون ويندثر باندثارها.

تحياتي


244
فهذا تراثنا وهذه الحاننا ونحن نعتز بها ونفتخر  بكنيستنا ومكانتها .
تحياتي
جاني
والبقية تأتي

الأخ جان يلدا خوشابا المحترم

الأمة، او الشعب او المؤسسة، مدنية او كنسية كانت، لا تحترم تراثها ولغتها وطقوسها وثقافتها وفنونها لا تستحق الحياة، ووجودها يشبه الكتابة على الرمل في موازاة شاطئ البحر، وأي موج مهما كان يزيلها.

وأخشى أننا في وضعنا الحالي قد نشبه في بعض الأوجه من حيث النظرة الى التراث واللغة والفنون ولآداب والطقوس والثقافة، الني تشكل ركنا أساسيا من الهوية القومية والكنسية، نشبه الكتابة على الرمل في موازاة الساحل.

وأحيانا، ينتابني الأمل عندما أرى التهافت الكبير وغير المتوقع في وسائل التواصل على وصلات التراث التي أقوم بتأوينها.. فمثلا، المدى الذي وصلته هذه التحفة الفنية والأدبية فاق كل توقعاتي.

والتأوين معناه إحياء التراث وتقديمة بلغته وكما أتانا من اجدادنا العظام وبطرق حديثة.

كل أمة نهضت كان معها تراثها ولغتها وفنونها وثقافتها. وكل أمة انتكست وأصبحت هباء منثورا حدث ذلك بسبب إهمالها لتراثها ولغتها وثقافتها.

تحياتي


245
هـل أن الألحان الـقـديمة ( هـذا وغـيره من الألحان ) ورثـناها منـوّتة مكـتـوبة موسـيـقـياً ، أم بالتـواتـر إنـتـقالاً من جـيل إلى جـيل ؟

الأخ مايكل سبي المحترم

تحية طيبة

سؤال وجيه ومهم. جوابه له شقان.

الشق الأول له علاقة مباشرة بالتواتر، أي كيف حافظ المشارقة المسيحيين على هذا التراث الثري بلغته وأنغامه الشجية؟ التواتر له دور، ولكن الدور الأكبر يعود لأجدادنا، أجداد الكلدان والأشوريين على وجه الخصوص، لأنهم الورثة الشرعيون لكنيسة المشرق المجيدة بلغتها وتراثها وطقوسها  وفنونها الرائدة. قد لا يعرف الكثيرون، فإن اجدادنا استنبطوا واخترعوا نوتة موسيقية، تبدو بدائية أمام ما لدينا اليوم، إلا أنها كانت كافية للحفاظ على التراث وتواتره. فمثلا، التسابيح لها مفاتيح لحنية محددة، يؤشر الى المفتاح في مقدمتها ومنه نستدل على اللحن، أي هناك دليل لحني لما يجب أن يكون عليه لحن التسبحة، وهكذا مع كل الأجناس الأدبية الأخرى التي تشكل طقسنا المقدس وهي كثيرة جدا. وهذا كان قبل حوالي 1600 سنة من تأسيس اول نوتة موسيقية في العالم.

الشق الثاني يدور حول إن كانت تراتيل وأنغام وأناشيد كنيسة المشرق قد تم تنويطها بالنوتة الحديثة. حسب علمي، ليس لدينا كتاب علمي وأكاديمي رصين بهذا الخصوص. ولكن، والحمد لله، هناك حاليا محاولات جادة لتنويط هذه الألحان والأناشيد والقصائد البهية التي تشكل مع أدبنا الكنسي وطقوسنا المقدسة ركنا من أركان هويتنا المسيحية المشرقية وكذلك هويتنا الوطنية. وهذه المحاولات تتبناها حاليا كنيسة المشرق الأشورية، حيث لديها معهد أكاديمي لتدريس الفنون والتراتيل الكنسية بشكل علمي رصين وهناك محاولات لتأليف كتب منهجية علمية حديثة لتدريس الطقوس الكنسية في هذا المعهد. وأنا فخور بالانتماء الى الهيئة التدريسية فيه، بعد ان تم اعتمادي أكاديميا للعمل هناك من قبل الهيئة العلمية المختصة بالاعتماد الأكاديمي في أستراليا.

وأظن، علي إضافة أن ما يحز في القلب لا بل ما يبعث على الحزن العميق هو تخلي كنيسة المشرق الكلدانية الكاثوليكية في السنين  الاخيرة عن تدريس اللغة والثقافة والطقس الكلداني في المعهد الكهنوتي، وكذلك القيام بتأليف ما يسمى كتب طقسية حديثة، وهذه ليست كتب بل أشباه كتب لما تحتويه ومن تعريب وتغريب وتشويه وتزوير للتراث والثقافة واللغة والطقس الكلداني. بمعنى أخر، أن مؤسسة الكنيسة الكلدانية في السنين الأخيرة ابتعدت كثيرا عن مشرقيتها وعربت وغربت التراث وشوهته في كثير من المناحي مع كم كبير من التزوير، ولا أعلم كيف نطلق على اشباه كتب طقسية مثل هذه تسمية "الصلاة."

تحياتي


246
نشيدنا الخالد مارنْ إيشوع لمار افرام بلحن نادر ܡܪܢ ܐܝܫܘܥ ܕ ܥܒܝܕܐ ܠܡܪܝ ܐܦܪܝܡ

أقدم لكم برفقة ابننا العزيز نينوس واحدة من أبدع ما أتت به قريحة المشارقة طرا، وهي قصيدة (تسبحة) مار افرام، مارن إيشوع، ܡܪܢ ܐܝܫܘܥ، القصيدة الأكثر شيوعا بين المشارقة المسيحيين بأطيافهم المختلفة في العراق وهلال الخصيب:

https://www.facebook.com/100002844373838/posts/3947853581986082/?d=n

https://m.youtube.com/watch?v=wRMXdpdbvno

والقصيدة مثمنة، أي كل بيت فيها له ثمانية مقاطع صوتية. والوزن الثماني في أدبنا السرياني الكنسي سلسل رقراق يجري مثل الحلاوة في الحلق، وأكاد أجزم ان ليس هناك من أبدع في هذا الوزن الشعري مثل مار افرام ولن يكون، ليس في السريانية بل أي من اللغات التي أنا على معرفة بها.

الوزن الافرامي الشائع والمعروف هو السباعي ويكنى شعرياً بالبحر المزدوج، وفيه ينظم مار أفرام ميامير الباعوثة ومداريشها.

بالرغم من ان البحر الثماني في السريانية مسجل باسم أنطون التكريتي، فإن مار أفرام هو الذي يبدع فيه ويؤسس له في هذه التسبحة البهية، التي أخذت بألباب المشارقة المسيحيين منذ ان وضعها ملفاننا الكبير، لا بل عميد أدبنا السرياني، في القرن الرابع الميلادي وإلى يومنا هذا.

وعلى منوال هذه القصيدة الشجية بألحانها المتعددة ووزنها البديع وسلاسة كلماتها بنى عمالقة أخرون نتاجاتهم الأدبية الكنسية من رواد وملافنة كنيسة المشرق المجيدة.

واليوم لدينا في كنيسة المشرق المجيدة جنس أدبي كنسي خاص هو "أدب التسابيح"، حيث لكل شاووعا او سابوع تسبيحته الخاصة، ولكل توقيت للصلوات تسبحته الخاصة ومن ثم لكل أنافورة قداس تسبحته الخاصة.

والبحر الشعري في السريانية لم ترافقه القافية، وكان يقترب في بعض تفاصيله من الشعر الحر، وهذا ما نلاحظه في هذه القصيدة البهية. القافية دخلت أدبنا السرياني بعد القرن السابع، تأثرا بالعرب وشعرهم، حيث القافية ركن أساسي فيه.

وقصيدة مار أفرام هذه، شأنها شأن، كل كتاباته، فيها سياق وحبكة وفكرة مركزية. قراءة متأنية تمنحنا فكرة ومغزى لكل بيت حيث إن الصدر من البيت الشعري مرتبط بالعجز، والأبيات مبنية مثل البنيان المرصوص لو رفعت أي جزء منه لسقط البنيان برمته.

وبهذه القصيدة يكون مار أفرام قد دشن جنسا ادبيا تتبعه فيه ملافنة كبار من كنيسة المشرق، حيث توالت التسابيح البهية وكلها تقتفي اثره ووزنه الشعري البديع.

وكانت دهشتي كبيرة حيث كان لهذه القصيدة وبهذا اللحن بالذات وقع كبير على أبناء وبنات شعبنا بكنائسهم المختلفة وتسمياتهم المتباينة.

في صفحتي في الفيسبوك وحسب هناك – حتى كتابة هذه السطور – أكثر من 170 تعليقا Comment وأكثر من 800 لايك Like وأكثر من 25 ألف مشاهدة.

وهناك أكثر من 500 مشاركة Share وكان من العسر تتبع حركة المشاركات وما يتبعها من لايكات وتعليقات، لأن كل مشاركة أساسية وفرعية لها إحصاءاتها الخاصة بها.

وأهم قياس في شبكة التواصل العملاقة هذه هو Reach أي المدى، وهنا كان التواصل مع مار أفرام وقصيدته الخالدة، مارن إيشوع، مذهلا بكل القياسات.

وفي أدناه تأوين لنص قصيدة مارن إيشوع لمار افرام بالكرشوني ومن ثم بالسرياني وبعدها أرفق ترجمة تكاد تكون حرفية باللغة العربية لغرض فهم النص السرياني، وأمل ان يتمكن قرائي الكرام من مرافقة اللحن بيسر وانشاده وحفظه بلغته السريانية وتطبيقه على كل تسبحة تتبع في تأليفها البحر الثماني البديع حيث لكل من صدر ورجز البيت الشعري ثمانية مقاطع صوتية:

https://www.facebook.com/100002844373838/posts/3947853581986082/?d=n

https://m.youtube.com/watch?v=wRMXdpdbvno


مارنْ ايشوع ملكا سغيذا دزخا بحشه لموتا طرونا
ܡܪܢ ܐܝܫܘܥ ܡܠܟܐ ܣܓܝܕܐ ܕܙܟܐ ܒܚܫܐ ܠܡܘܬܐ ܛܪܘܢܐ
ربنا يسوع الملك المسجود له الذي غلب بآلامه الموت العاتي

برا دالاها داشْتَودي لَنْ حَيِّى حَثِّى بمَلكوثْ رَوْما
ܒܪܐ ܕܐܠܗܐ ܕܐܫܬܘܕܝܠܢ ܚܝܐ ܚܕܬܐ ܒܡܠܟܘܬ ܪܘܡܐ
ابن الله الذي وعدنا حياة جديدة في ملكوت العلي

بَطّلْ منَّنَنْ كولْ نخْيانينْ واشْرا باثْرَنْ شَيْنا ورَحْمِى
ܒܛܠ ܡܢܢ ܟܠ ܢܟܝܢܝܢ ܘܐܫܪܐ ܒܐܬܪܢ ܫܝܢܐ ܘܪܚܡܐ
أزل عنا كل الأضرار وأحل في وطننا الأمن والرحمة

دَوْيومْ دنْحاخْ نحِى قذاميكْو نپْوقْ لورْعاخْ اخْ صوْيانخْ
ܕܒܝܘܡ ܕܢܚܟ ܢܚܐ ܩܕܡܝܟ ܘܢܦܘܩ ܠܐܘܪܥܟ ܐܝܟ ܨܒܝܢܟ
(لكي) في يوم إشراقك ننبعث امامك ونخرج للقائك حسب مشيئتك

بيِذْ اوشَعْنِى نَوْدِى لَشْماخْ عَلْ طَيبوثاخْ دَلْوثْ كنْسَنْ
ܒܝܕ ܐܘܫܥܢܐ ܢܘܕܐ ܠܫܡܟ ܥܠ ܛܝܒܘܬܟ ܕܠܘܬ ܓܢܣܢܢ
وبالسعانين نهلل لاسمك من أجل نعمك على جنسنا

دَزْغيوْ رَحْمَيكْ صيذْ ناشوثَنْ وَذْنَحْ حوبَخْ عَلْ ميثوثَنْ
ܕܙܓܝܘ ܪܚܡܝܟ ܨܝܕ ܢܐܫܬܢ ܘܕܢܚ ܚܘܒܟ ܥܠ ܡܝܬܘܬܢ
فقد فاضت مراحمك علينا كبشر وأشرق حبك علينا نحن المائتين

وَعْطَيتْ حَوبَينْ بيَذْ حوسايَخْ شوحا لَشْماخْ عَلْ مَوهَوثاخْ
ܘܥܛܝܬ ܚܐܘܒܝܢ ܒܝܕ ܚܘܣܝܟ ܫܘܒܚܐ ܠܫܡܟ ܥܠ ܡܘܗܒܬܟ
ومحوت آثامنا بغفرانك فالمجد لاسمك على عطيتك
 
بريخْ ايقارَخْ منْ كَوْ اثْراخْ شاوقْ حوبِى مطّولْ رَحْماوْ
ܒܪܝܟ ܐܝܩܪܟ ܡܢ ܓܘ ܐܬܪܟ ܫܒܩ ܚܘܒܐ ܡܛܠ ܪܚܡܗܘܝ
عزّ جلالك في عرشك يا غافر الخطايا برحمتك

وَوْطَيْبوثاخْ اشْوا لخولَنْ دنَودِى ونسْكوذْ لالاهوثَخْ
ܘܒܛܝܒܘܟ ܐܫܘܐ ܠܟܠܢ ܕܢܘܕܐ ܘܢܣܓܘܕ ܠܐܠܗܘܬܟ
وبنعمتك أهلنا جميعا لنشكر ونسجد لألوهيتك

وَلْماروثاخْ بخولْ عدّانينْ نَسقْ شوحا آمين وآمين
ܘܠܡܪܘܬܟ ܒܟܠ ܥܕܢܝܢ ܢܣܩ ܫܘܒܚܐ ܐܡܝܢ ܘܐܡܝܢ
ولربوبيتك في كل حين نرفع التسبيح امين وامين


247

تصور الان ... لو ان غبطة بطرك الكنيسة الكلدانية قال ما يلي : " سنجعل طقوسنا كلها بالعربية لأنـنا شـئـنا أن أبـينا فإن ثـقافـتـنا الأدبـية هي عـربـية منـذ رياض الأطفال وحـتى الجامعة "

ماذا كنت ستفعل عندها؟ ها؟ بالتاكيد كنت ستنتقده بشدة.

[b
الأخ لوسيان المحترم

الأخوة المتحاورون المحترمون

وبعد طلب السماح من كاتب المقال الأخ موفق السناطي المحترم

تحية طيبة

لا غاية لي بالتدخل في الخلاف في المواقف، وقبل أن أعقب على الاقتباس في أعلاه بودي الإشادة بالأخ قشو إبراهيم نيروا الذي يتحفنا بكتاباته وتعقيباته باللغة الأم. إنه نموذج علينا الاحتذاء به، وشخصيا أقرأ تقريبا كل ما يكتبه. فله مني كل الشكر والتقدير والثناء.

أتي الى الاقتباس في أعلاه وأقول نعم إن البطريرك قال أكثر وأسوأ من هذا مستخفا ومستهينا بلغة شعبه وكنيسته وطقوسهم وتراثهم. ليس قولا بل ممارسة، وليس اليوم بل منذ مستهل الثمانينيات حيث دشن حملة التأوين، التي غايتها تعريب وتغريب مؤسسة الكنيسة الكلدانية بلغتها وتراثها وطقوسها وآدابها وفنونها وريازتها ...الخ، وكان ما شاهدناه في السينودس الأخير والطقوس التي قام بها في فترة الجائحة والتي جرى نقلها في الفضاء الافتراضي خير دليل.

ليس هذا فقط، بل هناك حملة منهجية متعمدة في هذا المضمار، وهناك تعريب وتغريب وتشويه لا بل تزوير للتراث واللغة والطقوس والثقافة الكلدانية على نطاق واسع من قبله.

هذا ما وددت توضيحه، وعداه فلا دخل لي في النقاش.

تحياتي

248

 الشماس الأنجيلي قيس سيبي المحترم

تحية طيبة

شكرا للموضوع وللطرح النزيه وعلى الخصوص المقارنة والمقاربة التي تجريها في مقالك بين قس عادي ومسؤول كنسي مؤسساتي يرأس كنيسة عريقة بحجم الكنيسة الكلدانية.

ثلاث فرضيات أساسية وجوهرية دونها لن نعرف الحقيقة او حتى لن نتوصل الى تخومها: (1) المقاربة، (2) المقارنة، (3) السياق.

تفلح في الأولى والثانية حيث تقارب وتقارن بين القس سرمد وبين رأس مؤسسة الكنيسة الكلدانية وتظهر كيف أننا نعتمد الازدواجية في تقيمنا وتحليلنا ومن ثم القاء اللوم ومحاسبة الضعيف على حساب القوي، الماسك بزمام الأمور والتي مع الأسف فلتت من يديه واختلط بسبب ذلك الحابل بالنابل وصرنا في فوضى عارمة وشديدة لم تشهدها مؤسسة الكنيسة الكلدانية في تاريخها المعاصر.

والقس سرمد وأي قس أخر ضمن التراتبية الهرمية في المؤسسة الكنسية لا حول ولا قوة له.

السلطة وصاحب السلطة هو الأسقف. الأسقف له سلطات مؤسساتية مطلقة، في إمكانه وبجرة قلم ان يجمد القس (الكاهن) ويوقفه ويطرده من جغرافيته، والقس المسكين لا حول ولا قوة له، حيث لا نقابة تحميه ولا هناك محامون يهبون للدفاع عنه.

بالطبع، هناك بعض القوانين في مؤسسة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية التي تحمي الذي هو برتبة القس، ولكن هذه تحتاج الى علم ودراية والمال لإحقاق الحق.

وهناك حادثة مهمة وقعت حيث استطاع قس كلداني على رفع دعوة قضائية على بطريرك (الكاردينال) الكنيسة الكلدانية لرفع الغبن الذي أوقعه عليه وأنصفته روما وخسر البطريرك القضية ورد اعتبار الكاهن وحاليا يعمل في ابرشية كلدانية في المهجر رغم أنف الكاردينال.

هذه سابقة تدلل على الهوان الذي وصلت إليه مؤسسة الكنيسة الكلدانية في العهد الغير الزاهر لعراب التأوين، حيث الفلتان في كل شيء تقريبا وما نقرأه على صفحات هذا المنتدى وشبكات التواصل يوقف شعر الرأس للحضيض الذي نحن فيه.

وأنظر، كيف أن البعض يتغاضى الطرف عن المسائل التي تذكرها مثل الشكوك في بتولية العذراء، وعذريتها وحبلها بلا دنس حجر الزاوية في الإيمان المسيحي، ليس هذا فقط بل أن حسب المعتقد الكاثوليكي فإن والدة مريم حبلت بها بلا دنس. لا يحاسبون عراب التأوين على اقوال مثل هذه، ويهاجمون قسا بسيطا في إمكان الأسقف الذي يتبع إليه أن ينهيه.

ولا يرون أي مثلبة او ذنب في ما أتى من أقوال بذيئة ولغة جسد مهينة وسيئة وغير مقبولة على الإطلاق وذلك عند تقديمه للذبيحة الإلهية. وهذا موثق وسأعزف عن إيراد الشريط (الفيديو) لأن لا أظن إنسان سوي يقوم بهكذا حركات ومن على المذبح.

وهناك أشرطة كثيرة، ما يرد فيها من أقوال وحركات وأمور أخرى لا ترقى الى واحد بالمائة مما قام به القس سرمد، ولكن يتغاضون عن كل هذا ويناصرون القوي المذنب على حساب الضعيف البريء.

وأنظر كيف ان البابا فرنسيس يقول إنه يشعر بالعار والحزن والخجل وصلى قائلا: "لك يا رب المجد ولنا العار" بعد الكشف عن الانتهاكات والاعتداءات الجنسية الخطيرة ضد القصار في فرنسا، بينما عراب التأوين وفي شريط مهين أخر له (أعزف عن وضعه هنا للبذائة التي فيه) يدافع عن مسائل مثل هذه بصورة مخجلة ومباشرة.

الكلدان ومعهم مؤسستهم الكنسية في أزمة وأزمة عارمة وشديدة استفحلت في السنين العجاف الأخيرة، ووصل الأمر حتى الى القبول لا بل الدفاع عن سياسات منهجية لتعريب وتغريب وتشويه لغتهم وتراثهم وطقوسهم، والبعض ليس لا يكترث بل يدافع عن تغريب وتعريب وتشويه تراثه ولغته وفنونه.

ولله في خلقه شؤون.

وتحية للزميل الأكاديمي الأستاذ الدكتور صباح قيا حيث لخص لنا الوضع بمقولة معبرة، تجري حاليا كمثل على لسان الكثير من الكلدان:
 "لا تعول على الكلدان لأنهم سيخذلونك لأول وهلة."

تحياتي


249
الزميل الدكتور صباح قيا المحترم

تحية طيبة

لقد ورد اسمي أكثر من مرة في موضوعك المهم هذا، وكذلك ورد بصيغة حركية من الأخ نيسان سامو حيث أطلق علي تسمية "ثعلب الصحراء" فله مني الشكر الجزيل لأنني حقا استمتع "بتحرشاته."

وهناك ثلاثة أمور مهمة في المقال والتعقيبات، أعرج عليها على انفراد:

أولا، مسألة التبشير، أراني هنا أقف بجانب صاحب "نقطة الصفر." التبشير في المسيحية هو تقديم نموذج إنساني إنجيلي يراه الأخرون، ويرون النور وطوعيا ودون أي محاولة فرض او حتى إقناع يسبحون الرب الذي في السماوات لأن ما عاينوه ولاحظوه قولا وممارسة يسمو بصيغته الإنسانية عن ما لديهم، عدا هذا أي تبشير هو اعتداء على إنسانية الإنسان لأنه يخرج عن نطاق المسرة والبشارة. وهذا بالضبط موقف البابا فرنسيس حيث يدين أي محاولة في التبشير المسيحي تتبنى  proselytizing. وعانى الكثيرون من التبشير العنيف وعلى رأسهم الكلدان، حيث تعرضوا الى مأساة كبيرة وظلم لا يوصف من قبل المبشرين الغربيين، وكل هذا موثق حتى بالتفصيل الممل أحيانا في أرشيف مؤسسة الكنيسة الكلدانية وأرشيف الفاتيكان والبحث الأكاديمي المستقل. لا أعلم ماذا يقول صاحب "نقطة الصفر" إن علم أن كان هناك أفواج من المبشرين الغربيين مدعومين دبلوماسيا وسياسيا وعسكريا لفرض تفسيرهم الخاص على مسيحيين أخرين مثل الكلدان وفي العصر لحديث، وهذا مع الأسف يحدث اليوم رغم غياب العنف المفرط الذي استخدمه المبشرون الغربيون ضد الكدان مثلا.

وكذلك هنا لا يسعني إلا أن اتفق مع الدكتور صباح من حيث إن للمسيحة أركان أربع وهي: المحبة والعطاء والغفران والتسامح". إن خرجت المسيحية عن هذا الإطار، لن تعد إنجيلية المنحى، بل مؤسسة شأن أي مؤسسة او سلطة أخرى. وشخصيا استخدم هذه الأركان الأربعة دائما عند تحدثي عن المسيحية.

ثانيا، هناك شخصان او قسان يحملان لقب "باليوس" القس الذي نحن في صدده، وهو "سرمد" وقس أخر باسم "صميم باليوس". هل الاثنان اشقاء، او هل هما واحد ويحملان اسمين مختلفين؟ ارجو التوضيح. وفي هذه النقطة بالذات أتفق مع حضرتك ومع الزميل الدكتور رابي ان للغة الجسد أهمية لا تصور في إضفاء المعنى عند الحديث. يقول علماء اللغة إننا نستقي حوالي 60 في المائة من المعنى من خلال لغة الجسد عند الحديث. والقسان، صميم وسرمد، يبدو لي متشابهان جدا في لغة الجسد ولهما باع طويل في التأثير في المقابل من خلالها. وأظن ان ما يأتي به القس سرمد من أقول او حركة الجسد مقبول جدا (هنا لا اتحدث كلاهوتي، لأن هذا ليس اختصاصي) وما يقوله القس سرمد لا غبار عليه ابدا إن قارناه بحركات الجسد لرأس الكنيسة الكلدانية وأقواله التي تعبر كل الخطوط الحمراء ليس مسيحيا بل حتى من حيث اللياقة والكياسة والأخلاق الإنسانية.

ثالثا، أنا لا أستغرب ابدا ما يحدث في مؤسسة الكنيسة الكلدانية لأن اضعه في سياقه، وهو سياق السنين العجاف للإدارة العرجاء الحالية لهذه المؤسسة التي هي في أزمة عارمة وشديدة، شتتها الإدارة الحالية ليس الى كلدان الداخل وكلدان الشتات بل الى مناطق حيث تختلف بغداد عن أربيل وأربيل عن ألقوش والرهبنة البطريركية عن الرهبنة الحبرية والسويد عن باقي أوروبا وأوروبا عن أستراليا، وجنوب السويد وفي بقعه منه عن بقعة أخرى في جنوب السويد، وهلم جرا. ما نشاهه فلتان نتاج ادرأه فلتت منها زمام الأمور وتعيش في عالم خيالي، نرجسي ترى فيه عكس الواقع الاجتماعي الذي تعيشه. لقد تشتتت الكنيسة الكلدانية الى كنائس مناطقية عديدة تشبه ما يحدث لدى الكنائس الحرة غير الرسولية، مع احترامي الشديد لها.

ثالثا، القس سرمد، بمهاراته الخطابية وعلمه وما كتبته حضرتك عنه، وأصدقك لأنك إنسان صادق، في إمكانه تأسيس وبكل سهولة كنيسة حرة او كنيسة مستقلة لأن له أتباع كثر من الكلدان، وهذا سيشتت المؤسسة أكثر مما هي عليه حاليا، والشكر كل الشكر لعراب التأوين، لأن ما يجري ما هو إلا إفرازات لسياساته العقيمة هذه وما يعتمده من تأوين، وهو عكس المراد حيث يعمد الى تعريب وتغريب وتشويه التراث الكنسي الكلداني بلغته وفنونه وطقوسه وثقافته وريازته وأزيائه وكل ما يدلل على هويته الكلدانية وكان أخرها المؤامرة الكبيرة لإلغاء مفردة بابل من التسمية المغروسة في المخيلة والتذكار الجمعي الكلداني وهي "بطريركية بابل على الكلدان" ، والحبل على الجرار.

تحياتي


250
المنبر الحر / رد: صلاة السنة
« في: 15:13 02/10/2021  »

الأستاذ ميخائيل ممو المحترم

نشارك مصابكم الكبير وكذلك نكبر فيكم ما ابديتموه من رباطة جأش وصبر على المصاب الأليم، وهذا ليس غربيا لأنكم قدوة لمثقفي شعبنا وادبائه وكتابه من خلال نتاجكم الأدبي والثقافي الذي لم ينقطع رغم الألم الكبير بفقدان فلذة كبدكم.

سيبقى نتاجكم شعلة والكتب المنهجية التي ألفتموها لتدريس لغتنا القومية منارا لنا في الشتات ودليلا للاقتداء وكذلك برهانا أن شعبنا فيه من الكفاءات ما يكفي للحفاظ على الهوية.

نلتقيكم غدا (الأحد) في الكنيسة بعون الله.


251

الأخ شمعون كوسا المحترم

تحية طيبة،

موضوع شيق ورزين وفي محله.

ماذا بقي من الهوية الكنسية او القومية التي يبتغيها الكلدان ومؤسستهم الكنسية بعد طمس وإلغاء واستبدال تراثهم ولغتهم وفنونهم وآدابهم وطقسهم؟

عن أي تسمية او هوية كنسية او قومية نتحدث في غياب اللغة والتراث والشعر والفن والآدب والموسيقى؟

نعم بعد 2000 سنة يظهر في صفوفنا من يرى أن التراث واللغة والفنون والطقوس الكلدانية كلها  "جوفاء" ويفرض علينا طقسا غريبا بلغة غير لغتنا ونصوص ليست منا وبأداء لا علاقة لنا به تاريخا وثقافة ووجودا كأمة وكنيسة كلدانية مشرقية أصيلة وعريقة.

إن اردت ان تلغي هوية أي وجود أي مؤسسة مثل مؤسسة الكنيسة الكلدانية او شعب مثل الشعب الكلداني ما عليك إلا باستبدال لسانه وجعله يمارس هويته بشتى الألسن واللغات (عدا لغته الأم طبعا)، ومع الأسف هذا صار الواقع الذي تم فرضه في السنين العجاف الأخيرة ضمن حملة منهجية مبيته لاستئصال الأصيل وجلب الدخيل بحجة "التأوين".

هذه هي البلبلة بعينها والفوضى العارمة التي تلحق أي أمة أو مؤسسة تستبدل لسانها وتراثها وثقافتها بلسان او ألسن دخيلة، وهذا كان شأن الذين انتفضوا في الكتاب المقدس ضد إرادة الله حيث استبدل ألسنتهم وتناثروا وتفرقوا وصار الواحد لا يعرف الأخر. هذا بالضبط هو ما يفعله "التأوين" أي التعريب بمؤسسة الكنيسة الكلدانية والشعب الكلداني حيث تجتاح الساحة لغات ونصوص وفنون دخيلة وأجنبية على حساب الأصيل.

إنها سياسة منهجية مبيته لتغريب وتعريب وتشويه اللغة والتراث والطقس الكلداني.

وأزيدك علما، ان سياسة "التأوين" أي الهدم التي هي على قدم وساق حاليا في مؤسسة الكنيسة الكلداينة لا تقبل بها أي كنيسة كاثوليكية في الغرب مثلا.

خذ مثلا السويد، حيث تحافظ الكنيسة السويدية الكاثوليكية بأمانة على تراثها الطقسي بلغته ولن تغير حرفا منه من أجل عيون الكلدان الكاثوليك الذي يرتادون الكنائس الكاثوليكية السويدية بكثرة، ويرفضون إدخال حتى قراءة واحدة كلدانية في طقسهم رغم الأعداد الكبيرة من الكلدان الذين يرتادون كنائسهم.

يهجرون كنيستهم الكلدانية زرافات هربا من "التأوين" الذي ما هو إلا فوضى بعينها، فوضى شديدة وعارمة غايتها استئصال اللغة والتراث والطقس، ويغض عراب هذه السياسة الطرف عن كل هذا النقد والمعارضة الشعبية لسياساته وإدارته.

يهربون لأن لم يبق تقريبا شي من الأصيل لممارسته حيث صارت طقوسنا لغات عديدة، فيها نصوص غريبة وعجيبة بلغة ركيكة لا ترقى الى كتابة إنشاء مدرسي.

نعم الطقس الكلداني تراث وهيبة وفن ومدرسة وهوية وموسيقى تدخل القلب دون استئذان وترفع الأنفس صوب السماء، وأكاد أجزم قد لا تملك أي كنيسة أخرى في الدنيا من الألحان الكنسية البهية مثل الكلدان.

وللكلدان أيضا، كما تعرف حضرتك، تراث ضخم بهي سام لا بل سماوي بلهجتهم المحكية الساحرة. كل هذا يجري طمسه وتشويهه واستبداله وأحيانا إهانته على حساب حملة "التأوين" الهدامة التي ترى أن التراث والطقوس والفنون الكلدانية "جوفاء".


متي يستفيق الكلدان للدفاع عن هويتهم، أي أنفسهم ووجودهم الذي صار في خطر مبين؟

أنا شخصيا قرعت ناقوس الخطر الوشيك قبل ست سنوات ولم يسمع أحد:

https://ankawa.com/forum/index.php?topic=791774.0

وأنظر ماذا آلت إليه الأمور.

تحياتي


252

كلام عمومي واتهامات مكررة هو كل ما متوفر لديك.



الأخ عبدالاحد سليمان المحترم

بعد الاستئذان من صاحب الشريط السيد نيسان المحترم

تحية طيبة

حضرتك تعيد هذه العبارة في أعلاه كلما اتينا بأدلة دامغة على أن الإدارة الحالية لبطريركية بابل على الكلدان في أزمة، وأزمة شديدة وعارمة، وينعكس ذلك على مؤسسة الكنيسة الكلدانية برمتها وأنه آن الأوان لانتخاب لجنة أسقفية لإدارة البطريركية.

ويبدو أن حضرتك لم تشاهد الفيديو ولم تسمع كيف أن حتى الفاتيكان مستاء من "التجدد والتأوين" الذي يقوم به، وهو عملية واسعة لتغريب وتعريب وتشويه التراث واللغة والليتورجيا والثقافة الكلدانية.

ولم تلحظ لغة الجسد والإشارة الى "اسفلم" وهو يقدم الذبيحة الإلهية، أي القداس، وهو أقدس طقس في المسيحية طرا! وهل تعرف ماذا تعني هذه المفردة باللهجة الموصلاوية التي يتقنها البطريرك ويبدع فيها، أم ستتهمني مرة أخرى بأن هذا تكرار؟

https://m.youtube.com/watch?v=RcYe9T_Vmyk&t=5s

وليس هناك وحدة (بمفهوم الاندماج) بين كنيسة المشرق الكلدانية وكنيسة روما اللاتينية (الفاتيكان) إلا قبل حوالي 150 سنة.

كنيسة المشرق كانت في فوضى نتيجة للظروف في حينه، ولم تكن هناك أي وحدة، بمعنى قبول اللاتينية كثقافة وسلطة روما المطلقة على مقدرات الكنيسة الكلدانية ( مثل انتزاع سلطات البطريرك وإدخال أيقونات وتساعيات وصلاة الوردية وممارسات لاتينية دخيلة وغيرها) إلا في حوالي مستهل ومنتصف القرن التاسع عشر، أي بعد الفترة التي أطلق عليها "الاتحاد الثاني" حيث جرى فرض اشكال من الثقافة اللاتينية وانتزاع السلطات البطريركية وجعل منصب البطريرك مساو لأسقف تابع للكنيسة اللاتينية، وهذا حدث في عهد البابا بيوس التاسع وبعد سنة 1869 أي المجمع المسكوني العشرين (مجمع الفاتيكان) وأعلنت اثناء الاجتماع العصمة البابوية في 1870

وللعلم فإن الكنيسة الكلدانية متمثلة ببطريركها في حينه كانت من أشد الرافضين لا بل من الذين انتفضوا على البابا بيوس التاسع رافضين سلطاته المطلقة عليهم من خلال العصمة ورفضوا الوحدة (التبعية) رفضا قاطعا، إلا أن سطوة المبشرين الذين قدموا زرافات الى المنطقة والتأثير السياسي وغيره أجبر الكنيسة الكلدانية (ليس رغبة بل ترهيبا) لقبول مبدأ العصمة وهنا حدثت الوحدة أي التبعية). أنظر ما كتبه البطاركة وأحبار الكنيسة الكلدانية في هذه الفترة.

أما بخصوص عدم مصداقية البطريرك ساكو، فإنه مشهور عنه التزوير والتلاعب بالوثائق الرسمية، وهذه ليست اول مرة، ولن تكون الأخيرة. في الوثيقة التي أشير إليها هناك تشويه ومحاولة للغش والخداع لا بل التزوير في الترجمة، وهذا ديدنه وهذا ما يفعله بأقدس ما يملكه الكلدان وهو تراثهم.

ومن ثم  تقول اعطني الدليل، إلا أن التجربة علمتني إن أعطيت الدليل لن تصدق مهما كانت صدقية الدليل. في إمكانك وضع النص الأصلي في غوغول كي ترى المدى الذي يذهب إليه البطريرك ساكو في غش وخداع الناس وعلى الخصوص الكلدان.

https://saint-adday.com/?p=45543

وأستميحك عذرا كي أعيد ما قلته سابقا، إن الأخوة المدافعين عن البطريرك - وهذا حقهم وكنت أنا في مقدمتهم في بداية عهده - لا يحبون البطريرك ولا الكنيسة الكلدانية مثل منتقديه. المنتقدون لهم نقاط محددة، وحضرتكم، مع احترامي، لكم تكرار ممل في الدفتاع، وهو مجرد إنشاء بدون أدلة تفند او حتى تناقش ما نأتي به.

تحياتي


253
ا
 نعم أنا عايشت عدة بطاركة ابتداءا من مثلث الرحمات بولص شيخو ومن أتوا بعده ولكن طيلة عمري لم أسمع بمثل هذا التجاوز على أي واحد منهم مثلما يحدث مع غبطة البطريرك ساكو منذ اليوم الأول من انتخابه ولا اريد الخوض في الدوافع التي أعرفها جيدا  لكني ارجو الله أن ينير العقول وأن يرفع غلو الحقد والحسد من قلوب الجميع.



الأخ عبدالاحد سليمان بولص المحترم
بعد طلب السماح من صاحب الصفحة السيد نسيان المحترم

تحية طيبة،

لكل موقف في الحياة هناك موقف قد لا يتماشى معه. لك موقفك مثلا مما ورد في أعلاه، وأنا لدي موقفي.

كنت قريبا جدا وعاصرت البطاركة الأجلاء شيخو وبيداويد ودلي.

في رأي العكس ينطبق، لأن هؤلاء لم يحدث أن استخدموا الإساءة بهذا الشكل المبين مع سبق إصرار كما يفعل البطريرك ساكو.

أنا من حقي وحرية ابداء الرأي تمتحني حق القول :
نعم أنا عايشت عدة بطاركة ابتداءا من مثلث الرحمات بولص شيخو ومن أتوا بعده ولكن طيلة عمري لم أسمع بمثل هذا التجاوز على المقدسات والطقس والثقافة الكنسية وممارسة الغش والخداع والعبارات النابية مثل ما يقوم به غبطة البطريرك ساكو منذ اليوم الأول من انتخابه ولا اريد الخوض في الدوافع التي أعرفها جيدا  لكني ارجو الله أن ينير العقول وأن يرفع غلو الحقد والحسد من قلوب الجميع."

مقولتي المؤشرة بالأحمر، التي هي ترديد لمقولتك ولكن حسب رأي، لها أكثر من دليل. أنظر الى هذا الفيديو المسيء جدا ومن على المذبح المقدس وخلال الذبيحة الإلهية، وهو غيض من فيض.
https://m.youtube.com/watch?v=RcYe9T_Vmyk&t=5s

وعندما أقول إنه يمارس الغش والخداع، لا بل الكذب والتزوير، فلدي عدة أدلة، أضعها دائما امام القارئ وأخرها الترجمة غير الأمينة (المزورة) التي قدمها لكتاب رسمي من دولة الفاتيكان لمنحه منصبا جديدا (لدي دليل الغش والخداع في هذه الترجمة).

https://saint-adday.com/?p=45543

حضرتك علقت على المنصب الجديد قائلا: " الكأس يلمع وعيونهم تدمع". هذا من حقك

وأرجو الا تحرمني ابداء رأي بالقول: "الكأس لم يعد يلمع وليس في إمكانه اللمعمان،. علينا بكأس جديد."

وكذلك الا تحرمني الاستشهاد بالإنجيل المقدس، كما فعلت حضرتك (ولك الحق) والقول بعد مشاهدتي لهذا التزوير الذي جرى قبل الأيام.

يقول الرب: "الأمين في القليل أمين في الكثير." فإذا كان البطريرك ساكو لم يكن أمينا في القليل (ترجمة رسالة رسمية من دولة الفاتيكان)، كيف يكون امينا على الكثير، لأن غير الأمين في القليل لا يجوز أن يؤتمن على الكثير.

ومن حقي أن أضيف، أي خدمة سيقدمها البطريرك ساكو للتربية الكاثوليكية وهو غير أمين في تقديم ترجمة صادقة لكتاب تعينه في هذا المنصب؟

ويا أخي العزيز، فقد للتذكير، فإن الفلاسفة يضعون خمسة شروط فكرية وعقلانية ومنطقية للحوار غير المسيء، وأولها: Ad Hominem بمعنى، علينا ان نبقى ضمن سياق الحديث، مثلا ضمن نطاق النقاط  المؤشرة في أعلاه، أي البقاء ضمن الحديث الذي نحن في صدده. وأي منا يخرج من إطار الحديث الى المتحدث، يفقد الحجة ويدخل ضمن نطاق الحوار او المداخلات المسيئة، هذا حسب فلاسفة الخطاب والحوار الإنساني السليم.

تحياتي

254

الأخ (السيد، سيدي الكريم، الأستاذ، اختار ما تشاء) نيسان سامو المحترم

الأخوة المتحاورون مع الأخ (السيد، سيدي الكريم، الأستاذ، اختار ما تشاء) نيسان سامو المحترم
(أنظر حتى فقدنا البوصلة في مخاطبة الأخر ...)

ليس دفاعا عن كاتب المقال في هذه الصفحة وفي صفحة أخرى صارت مثارا لنقاش حام بين الأخوة.

وربما أكون أنا (الأكاديمي السويدي) أكثر عرضة لسخرية الكاتب، حيث كانت تنهال علي سياطه تقريبا في كل مقال بصورة مباشرة او غير مباشرة، وتجعلني ابتسم حقا.

مؤخرا لم ألحظ ذلك وفقدت شفتاي الابتسامة الحلوة حين قراءة مقالات الأخ (السيد، سيدي الكريم، الأستاذ، اختار ما تشاء) نيسان، التي أحاول الا تفوتني قراءتها قدر المستطاع.

الأخ (السيد، سيدي الكريم، الأستاذ، اختار ما تشاء) نيسان  يسخر منا، واظن نستحق في أغلب الأحيان؛ قد يتجاوز ما نراه نحن خطا أحمر، ولكن لا أظن أنه يعني الإساءة؛ هذا رأي الشخصي رغم كما قلت أنا كنت وإلى وقت قريب هدفا من أهداف سخريته التي افتقدها حقا.

وأت لكم بمثال. في مرة من المرات كتب الأخ (السيد، سيدي الكريم، الأستاذ، اختار ما تشاء) نيسان تعقيبا على مقال في هذا الموقع حول التراث الكنسي الكلداني، يدافع فيه كاتبه عن ما يقوم به البطريك ساكو من تأوين وتعريب وتغريب وتشويه للتراث الكلداني. في تعقيبه هذا سار الأخ (السيد، سيدي الكريم، الأستاذ، اختار ما تشاء) نيسان مع التيار القومي الكلداني مهاجما التراث بأقسى العبارات وبسخرية منقطعة النظير.

في داخلي، قلت إنه يمزح ويريد ان يسحب البساط من تحت أقدام النشطاء القوميين الكلدان،  وإذا بهم يؤيدونه لا بل أتوا بعبارات أقسى وأكثر سخرية وتعابير فجة تهاجم التراث، وهو التراث الكنسي الكلداني، أي تراثهم؛ عندها ابتسمت لا بل وقعت على ظهري من الضحك.

أنظر ما قاله الأخ (السيد، سيدي الكريم، الأستاذ، اختار ما تشاء) نيسان حول موضوع التراث الكنسي الكلداني، وبعدها انهال المديح له من قبل القوميين الكلدان (تصور قومي كلداني او حتى أي شخص يقول إنه كلداني يتفق مع هذا الهجوم على تراثه الذي يشكل هويته).
 
أنا لا أظن أن الأخ (السيد، سيدي الكريم، الأستاذ، اختار ما تشاء) نيسان يرى التراث بهذا المنظار ولكنه، حسب ظني، كتب ما كتب كي يسحب البساط من تحت أقدام الناشطين الكلدان ويبرهن أن دعوتهم القومية ليست بجدية على الإطلاق. إنه كان يشير، في رأي، الى الفكر الديني والمواقف التي تستند الى الدين، وليس التراث ممارسة ولغة وطقسا وتاريخا وذاكرة حية لدى الشعوب. أنه نجح في استدارجهم الى السخرية من تراثهم الكلداني كممارسة وطقوس ولغة وهم قوميون كلدان كي يبرهن عدم جديتهم، ولم يدر بخلدهم أن غايته شيئا أخر.

والأنكى، أن البطريركية الكلدانية متمثلة بشخص البطريرك ساكو نشرت بيانا (وما أكثر بياناتها) تشيد بهذا المقال وما أتى به، أي تشيد بمواقف مثل هذه، رغم أن الأخ (السيد، سيدي الكريم، الأستاذ، اختار ما تشاء) نيسان، في رأي، كان يسخر من الكل:

"أنا لا اجيد الاكاديمية لهذا سيكون ردي شعبي سخري كما هو معروف عني ( فهلوي كوميدي لا يفقه شيء غير السخرية ) والله فكرة !!!
سيدي الكريم صادقاً واكررها  صادقاً ، كل مَن يقف في طريق التغير والتحديث العقلاني في تراث وحضارة الكنيسة هو ، أما متخلف وحجري ولكنه عائش في عصر التنوير أو كذاب ومنافق ودجال ! لا يوجد مفهوم آخر  .
أما معتوه ومتخلف او دجال ومنافق وكذاب وحتى ارهابي بطريقه او اخرى !
يجب وضع خطة متكاملة ومدروسة في تحديث كل التراث الديني إن رغب اهل ذلك التراث في إطالة عمر تراثهم قدر المستطاع ! غير ذلك فالفجوة ستتسع ويسقط اهل التراث القديم في تلك الفجوة ولا يخرجوا منها ابداً ( يعني راح يفطسون ويدفنون في نفس الفجوة )"


هذه اللغة السخرية القاسية التي وراءها غاية لم يفطن إليها القوميون الكلدان واتفقوا معه وأخذوا يسخرون من تراثهم ومعهم البطريركية الكلدانية متمثلة بشخص البطريرك ساكو.

وبعهدها بعدة أشهر شطب البطريرك ساكو تسمية "بابل" التراثية من اسم الكنيسة الكلدانية، وهب الكلدان منتقدين مدافعين عن تراثهم.

وبعدها تم تغريب وتعريب وتشويه التراث الكنسي الكلداني برمته تقريبا (والتراث الكنسي يشكل الهوية الكلدانية لأن خاج نطاقه لا يملك الكلدان تقريبا أي شيء) وهبوا للدفاع عن تراثهم.

نعم، من حق الأخ (السيد، سيدي الكريم، الأستاذ، اختار ما تشاء) نسيان أن يسخر منا كلنا ويضحك علينا.

ولله في خلقه شؤون.

تحياتي


255


الأخ أديب كوكا المحترم

أمل ان تسمح لي الرد على تعقيب مسؤول إعلام بطريركية بابل على الكلدان في العراق والعالم في أدناه. التعقيب نموذج صارخ للغش والخداع الذي يتعرض له الكلدان في العهد العتيد للإدارة البطريركية الحالية، وابدأ بهذه النقطة التي يتخذها صاحبها شماعة كما يفعل عند إيراد اقتباسات قصيرة من التراث والطقس الكلداني ويوظفها خارج سياقها او يشوهها لتمرير مسيرة التأوين (التعريب الهدامة التي يتبعها).

يقول: "نرى ان  ما كتبته تهمة باطلة ولا يعبر عن توجه الكنيسة الكاثوليكية خصوصا بعد المجمع الفاتيكاني الثاني."

بينما لوا راجعنا مقررات المجمع الفاتيكاني الثاني لرأينا هناك مقررات خاصة بالكنائس الشرقية ومنها الكنيسة الكلدانية (راجع قرارت المجمع الفاتيكاني الثاني في الكنائس الشرقية الكاثوليكية)، أي أن المجمع يستثنيها من المقررات العامة الخاصة بالكنائس الغربية اللاتينية، لخصوصية الكنائس المشرقية الكاثوليكية.

وهذه الفقرة (في أدناه) من قرارات المجمع الفاتيكاني الخاصة بالكنائس الشرقية الكاثوليكية (ومنها كنيستنا الكلدانية) تدحض تعقيب البطريركية وتظهر المدى الذي تذهب فيه في حملتها الشنيعة على التراث واللغة والطقس الكلداني.

اما ما أتت به البطريركية في بيانها حول اللغات وتطور اللغات فإنه ينم عن جهل مطبق بعلم اللغة وكيف تطورت اللغات الجرمانية Germanic languages والللغات الرومانية (اللاتينية) Roman languages في اوروبا، وإن وضع الكلدان ولغتهم وطقسهم وتراثهم يختلف تماما وله خصائصه وخصوصيته وعمقه وحضوره اليومي.

وسأعقب على هذه النقطة الخاصة باللغات الأوروبية التي يستشهد بها تعقيب البطريركية لاحقا لتبيان مرة أخرى المدى الذي تذهب إليه الإدارة البطريركية الحالية في تبني الغش والخداع لتمرير ما سميته حضرتك "بالتيار المميت". إنه حقا "تيار مميت" لأنه لا يتورع من اللجوء الى الغش والخداع والكذب لتمرير "تياره المميت."

اقتباس من قرارت المجمع الفاتيكاني الثاني في الكنائس الشرقية الكاثوليكية:

6–  وليعلم الشرقيون كلهم علماً يقيناً أنه بإستطاعتهم بل يجب عليهم أن يحفظوا دوماً طقوسهم الليتورجية الشرعية ونظامهم، وألا تطرأ عليها تغييرات الا ّ بسبب تقدمهم الذاتي والعضوي. وعلى الشرقيين بالذات أن يحافظوا إذاً على هذه الأشياء كلها بكل أمانة. وعليهم أيضاً أن يحصلوا فيها معرفة أحسن، وأن يمارسوها ممارسة أكمل. وإذا ما أبعدوا عنها إضطرارياً، بفعل ظروف الزمان  والأشخاص، فليجتهدوا أن يرجعوا الى تقاليد أجدادهم. أما الذين، بفعل وظيفتهم أو خدمتهم الرسولية، هم دوماً بإتصال بالكنائس الشرقية والمؤمنين المنتمين إليها، فيجب عليهم لخطورة الوظيفة التي يمارسون أن يتثقفوا باهتمام بالغ في معرفة وتقدير ما يختص بالشرقيين من طقوس وأنظمة وعقيدة وتاريخ وميزات خاصة (6). ومن المطلوب بالحاح من الجمعيات الرهبانية ومؤسسات الطقس اللاتيني التي تعمل في بلاد المشرق أو بين مؤمنين شرقيين، أن تنشىء لها على قدر المستطاع، وذلك في سبيل رسالة أكثر فعالية، أديرة أو أقاليم ذات طقس شرقي (7).

[/size]
  الشماس أديب كوكا المحترم

اعلام البطريركية

 مقالك : بعد 2000 سنة الكنيسة الكلدانية في بغداد تتخلى عن الكلدانية والطقس الكلداني.

مع جل احترامنا لشخصك الكريم، نرى ان  ما كتبته تهمة باطلة ولا يعبر عن توجه الكنيسة الكاثوليكية خصوصا بعد المجمع الفاتيكاني الثاني.

اللغة ليست هدف الكنيسة، هدفها نقل الايمان المسيحي،  ومساعدة المؤمنين على فهم طقوسهم والصلاة بلغتهم ايا كانت،  ليلتزموا بها في سلوكهم اليومي. ما تفضلت به حصل للاتينية  ايضا  واليونانية كلغة وكطقوس وهي ايضا منذ ما يقراب الفي عام.. هذه الكنائس  تستعمل  حاليا في طقوسها اللغات المحكية كالانكليزية والالمانية والفرنسية والسلافية والروسية. وقامت بتجديدها و تأليف طقوس جديدة تتلاءم مع العقلية والثقافة الحالية. .. هذه سنة الحياة.

احفاد احفادك في استراليا سوف يكونون استراليين ولن يتكلموا سوى الانكليزية.. اليوم لنا كهنة في أمريكا لا يتكلموت سوى الانكليزية، هل ينبغي ان نطردهم؟

الهجرة هي التي افرغت قرانا من الكلدان مثلما من الاشوريين، لو بقوا فيها لتمسكوا بلغتهم و أرضهم  وهوبتهم  خصوصا ان البيئة تساعد على حفظ اللغة والتراث..البطريركية تؤكد انها حارسة الايمان وليست حارسة اللغة، والطقس وسيلة وليس غاية...

من المؤسف ان يتغلغل التعصب الى بعض الكلدان فلا يقرأون علامات الازمنة والتغييرات،  ولا يرون  غير الماضي الذي يتباكون عليه،  من دون انت يقدموا شيئا ء للكلدان..

ماهر يوسف

مسؤول اعلام البطريركية



256
الأخ اديب كوكا المحترم

تحية طيبة

لقد وصلني أكثر من إشعار من خلال المسنجر والفايبر ومن أكثر من مصدر، للدلالة أن مقالك المهم هذا يقع ضمن الثيمات التي اركز عليها في كتاباتي ومواقفي ليس نظريا وحسب بل عمليا وممارسة.

وأنا منشرح الصدر أن أرى ما أركز عليه وما أحذر منه في مضمار اللغة والتراث والطقس صار موضوعا حيويا وحديث الساعة لدى الكلدان.

العرض الذي قدمته جميل وفيه آليات للعمل تنسجم مع ما أتطلع إليه، ولكن أمل أن تسمح لي أن هناك غياب لخطة واضحة للتنفيذ.

كيف نقوم بتنفيذ أي من الآليات التي ذكرتها وهناك على قمة الهرم من يكره ويهين ويهمش ويشوه التراث واللغة والطقس دون وازع او ضمير وهو صاحب قرار بحكم منصبه؟

إن لم نضع يدنا على السبب والمسبب لما وصلنا إليه وكيفية إيقاف المد التأويني (التعريب) عند حده، فإننا لن نصل الى أي نتيجة، لأن الفأس وقع على الرأس والتأوين (تعريب وتغريب وتشويه الطقس واللغة والتراث الكلداني) أصبح واقعا في السنين العجاف الأخيرة من الإدارة البطريركية الحالية.

أنا صديق البطريرك ساكو وهذا ليس سرا  بل صديق الصبا، والله لو وضعوا القمر والشمس عن يمينه وشماله لما غير موقفه السلبي من الطقس واللغة والتراث الكلداني.

البطريرك ساكو  يكره اللغة والطقس والتراث والثقافة الكلدانية ويشمئز منها ويصعب عليه ممارستها، حتى الزي البطريركي الكلداني، الذي فيه من الرموز العميقة في التاريخ ومسيرة الكلدان كشعب وهوية وثقافة مشرقية مسيحية رماه جانبا ويستنكف ارتدائه حتى في المناسبات، وهذه مسيرته مذ كان كاهنا وأسقفا وعندما أصبح بطريركا حدث ما حدث حيث عم التعريب والتغريب والتشويه على نطاق واسع.

والبطريرك، لنكن صريحين، لا يتورع عن اللجوء الى الغش والخداع لا بل الكذب لتمرير سياساته التأوينية.

أنطر الرابط الذي أتى به الأخ جورج أوراها في أعلاه:

https://m.youtube.com/watch?v=RcYe9T_Vmyk&t=5s

هذا الرابط مليء ليس بالغش والخداع بل الكذب وإهانة الكتاب المقدس وكلمات غير لائقة ولغة جسد مهينة يأتي بكل هذه الشطحات والسلبيات واللغة الفاقدة للكياسة والأخلاق وهو يؤدي الذبيحة الإلهية لتبرير سياساته التأوينية الهدامة؛ وهذا حتى أن الفاتيكان ممتعض من سياساته التأوينية التي يرى، والفاتيكان محق، أنها لا تنسجم لا بل تعاكس وحدة كنيسة المشرق التي يدعو إليها الفاتيكان وبصدق حاليا.

يقول بيننا وبينهم 500 سنة. ما هذا الافتراء؟ الخط البطريركي الذي انشق من خلال الفاتيكان في منتصف القرن السادس عشر هو الخط البطريركي الحالي لكنيسة المشرق الأشورية، أي هذا معناه أن منذ 1550 حتى حوالي منتصف القرن التاسع عشر لم يكن هناك انشقاق لأن الأمور  بقيت كما هي دون المساس بالتقاليد والطقس والتراث واللغة والريازة ولم يكن هناك ايقونة لاتينية في الكنائس في العراق الا بعد قدوم أمواج المبشرين بعد القرن التاسع عشر.

الانشقاق المذهبي وقع في مستهل القرن التاسع عشر حيث يطلق المؤرخون على هذه الفترة مصطلح الاتحاد الثاني، حيث تغلغلت اللاتينية كثقافة وممارسة وفي هذه الفترة جرى تثبيت الكثلكة كمذهب.

مع ذلك بقيت الأمور الطقسية والتراثية واللغوية كما هي، أي في العراق لم تكن تميز بين الشق الكاثوليكي لكنيسة المشرق والشق الذي بقي على مذهب الأجداد كثيرا من حيث الطقس والتراث واللغة، ولهذا كن الكثير من القسس وغيرهم يتبادلون المواقع بين الكنيستين دون أن يحدث وأن يشعروا أن هناك ثقافتين مختلفتين.

متى جرى الاختلاف او الانشقاق الثقافي؟ هذا حدث على يد عراب التأوين الذي نحن بصدده وأمثاله، أي التعريب صار مبدأ وممارسة منذ مستهل الثمانينيات من القرن الماضي وعلى يد وبمباركة القس لويس ساكو في حينه (وهناك شهود وهم على قيد الحياة على مواقفه من "الكزا" كنز الكلدان التراثي) وأوقع فأسه على الراس عند تسنمه منصب البطريركية.

وعراب التأوين هو اليوم السبب والمسبب للانشقاق داخل الكنيسة الكلدانية، حيث يرى الكلدان المتضلعين بطقسهم ولغتهم وثقافتهم أنهم أصبحوا غرباء لأن جرى تعريب وتغريب وتشويه تراثهم وطقسهم ولغتهم.

وهناك هجرة واسعة للشمامسة والمثقفين الكلدان المتضلعين بطقسهم ولغتهم من الكنيسة صوب الفضاء الافتراضي او جهات أخرى، وأنظر الإساءة والاهانة في هذا الشريط للشمامسة ومن على المذبح وهو يقدم الذبيحة الإلهية:

https://m.youtube.com/watch?v=RcYe9T_Vmyk&t=5s

إذا بيننا وبينهم "التأوين" وبين الكلدان وثقافتهم وطقسهم وتراثهم ولغتهم عراب تأوين وتغريب وتعريب وتشويه التراث واللغة والطقس والثقافة الكلدانية.

الذي يسمع هذا الشريط ويرى بأم عينيه حركات الجسد سيكتشف فورا  الكارثة التي وقعت. إن لم نزيل السبب والمسبب لما نحن فيه ونضع ثوابت محددة للحافظ على لغتنا وتراثنا وثقافتنا وطقسنا الكلداني، فإن السنين القادمة من الإدارة العجفاء هذه ستشهد ما لم يكن في الحسبان وما لم ينزل الله فيه من سلطان:

https://m.youtube.com/watch?v=RcYe9T_Vmyk&t=5s

تحياتي

257

الزميل الدكتور صباح قيا المحترم

تحية طيبة

مصطلح " حق الخلافة" او الخلافة (مع ال التعريف) له مدلولات ومعان تختلف كثيرا عن جذر الكلمة لأنه لم يعد من حيث المعنى والمدلول اسم noun مشتق من الجذر بل اسم تأسيسي nominalization محشو بالثقافة والإيدييولوجيا ideology الخاصة بالإسلام كدين وممارسة وثقافة. فحضرتك محق أن للمصطلح مدلولا خاصا ضمن إطار الثقافة العربية والإسلامية وأي استخدام له سيبقى ضمن إطاره العربي والإسلامي.

أمور مثل هذه تدرس ضمن العلوم الاجتماعية على مستوى البكلوريوس هنا في السويد، لأن اللغة سلطة وسطوة وقوة وثقافة.

و استخدام nominalization بصورة عامة أمر خطير لأن لها سلطة إيديولوجية وفكرية تؤثر في المتلقي ويتقبلها وكأنها حقيقة حتى وإن كان من ثقافة مختلفة، رغم أن اللغة هي الثقافة، ومشعلها وبوتقتها.

ولا أظن تفيد النصيحة او النقد بأي شكل أتى مع البطريركية الكلدانية. البطريرك مع احترامي الكبير لا يصر على الخطأ فقط بل أحيانا كثيرة يقوم بممارسات رغم أنها خاطئة لا يمكن قبولها ردا على منتقديه، كي يظهر لهم أنه لا يكترث. ومثله هنا مثل الذي يطلق النار على قدميه.

ولهذا لم أستغرب أن ينتقدك بصورة غير مباشرة في منشور ومن ثم يصر على استخدام المصطلح بصيغته ومفهومه الثقافي في اللغة العربية.

وأتفق معك ومع الزميل الدكتور عبدالله رابي أن هناك إشكال في الخطاب البطريركي، لأن فيه أخطاء وهفوات لغوية وغيرها. ونحن الثلاثة كلدان ونحمل أرفع الشهادات في اختصاصاتنا، ونرى نحن الثلاثة أن هناك خلل في الخطاب البطريركي ونرى سوية أن رفع مفردة "بابل" من التسمية الخاصة بكنيستنا لم يكن موفقا وندعوه العدول عن قرارة ، لأن "بابل" جزء من الثقافة والمخيلة الجمعية للكلدان وأن القرار احدث شرخا وفرقة وأصبح حجر عثرة في المجتمع الكلداني؛ مع كل هذا فإنه لا يكترث.

ومع كل هذا، هناك إصرار على كتابة صلوات باللغة العربية او تقديم نصوص مشوهة ومعربة للتراث وفرضها على الكلدان في الكنائس. هذه النصوص لا تستحق حتى القراءة، واظن كان سيرفضها مدرس إنشاء لبيب على مستوى المدارس المتوسطة.

ولكن لماذا الشكوى، لأنك إختصرت وضعنا المزري بمقولتك الشهيرة: "لا تعول على الكلدان لأنهم سيخذلونك لأول وهلة."

ومع ذلك أيضا فإن اللغة تعكس الثقافة ولأن الكلدان بصورة عامة وعلى الخصوص مؤسستهم الكنسية عربوا أنفسهم وقبلوا طواعية باللغة العربية كي تصبح اللغة الأم، فإن الثقافة التي تحملها هذه اللغة، وهي الثقافة العربية ولإسلامية، تصبح جزءا من واقعهم الاجتماعي.

وليس هناك لغة في العالم تعكس ثقافة حامليها مثل اللغة العربية، لأنها لغة الإسلام كدين.

وليس هناك لغة في العالم تعكس ثقافة حامليها مثل اللغة السريانية، لانها تعكس المسرة والبشارة (الإنجيل)، أي ثقافة ودين الناطقين فيها.

كل من يتكلم العربية ويتبناها اللغة الأم يتشبع بثقافتها شاء ام ابى.

وكل من يتبنى السريانية اللغة الأم بتشبع بثقافتها شاء ام ابى.

وفي نيتي الرد على مقالك المهم هذا، إن سنحت لنا الفرصة. فصل الخريف على قدم وساق في الجامعات في السويد، والجائحة زادت من الأعباء كثيرا.

تحياتي


258

الأخ ظافر شنو المحترم

تحية طيبة

قراءتك  فيها الكثير من الانصاف والتعمق في التاريخ القريب جدا وليس البعيد للعلاقة بين الكنيسة الكلدانية والفاتيكان. التاريخ هذا في أغلبه فيه من الدموع والاضطهاد ما يدمي القلب، هذا حسب شهادة الأحبار الكلدان أنفسهم.

والعلاقة ليست شراكة، هي تبعية تامة، كما تفضلت.

ولكن يجب ان نقرأ أيضا بعيون مفتوحة، لأن فاتيكان اليوم ليس فاتيكان الأمس. هناك مساحة او هامش كبير للاستقلالية في الشؤون الثقافية (أي الطقس واللغة والتراث والفنون)، فهذه والحق يقال متروك شأنها منذ مستهل القرن العشرين وحتى يومنا هذا الى البطريركية الكلدانية.

السؤال: لماذا لا تستغل البطريركية الكلدانية الحالية هذه الصلاحية الكبيرة لأحداث نهضة ثقافية كنسية فيها نحي طقوسنا وتراثنا ولغتنا أين ما كنا في العالم؟

ما يحدث هو العكس تماما، فنحن في خضم حملة تأوين او تجدد غايتها الأساسية تغريب وتعريب وتشويه التراث والثقافة واللغة ولطقوس والفنون الكلدانية وهذا جار على قدم وساق رغم معارضة الفاتيكان الشديدة لهذه الحملة.

وأخرها، كانت رسالة الشكوى او التأنيب التي تلقتها البطريركية الكلدانية والتي على أثرها حدثت ضجة كبيرة – لن أدخل في تفاصيلها لأن جرى التطرق إليها كثيرا – ردا على حملة التأوين القائمة، والتي رأى فيها الفاتيكان إنها أي هذه الحملة لها مردودات سلبية حتى على وحدة كنيسة المشرق التي ينشدها اليوم الفاتيكان.

حاليا، الفاتيكان يمنح هامش من الاستقلالية والحرية للكنائس الشرقية، ولكن هناك من يرى ان التراث والطقس والفنون واللغة، أي الثقافة والهوية، هذه كلها زراعية وجوفاء. العلة فينا وفي التأوين وحملة التأوين وأصحابها.

وأنقل لحضرتك قوانين الفاتيكان في هذا الخصوص كي ترى أن العلة فينا في هذا المضمار وليس في الفاتيكان وأن التأوين وأصحابه ينتهكون حتى  قرارات الفاتيكان ذاته في هذا الخصوص بالذات:

ق. 28
البند 2 - الطقوس المعنيّة في هذه المجموعة، هي المنحدرة من التقليد الأرمني والإسكندري والأنطاكي والقسطنطيني والكلداني، ما لم يتضح غير ذلك.
ق. 39
إنّ  طقوس الكنائس الشرقية يجب حفظها ودعمها بورع، لكونها تراث كنيسة المسيح بأسرها، يشعّ فيه التقليد المنحدر من الرسل عن طريق الآباء، ويؤكّد بتنوّعه وحدة  الإيمان الكاثوليكي الإلهيّة.

ق. 40
البند 1 - على الرؤسـاء الكنـسـيّين الذين  يرئسـون الكنائـس المتمتعة بحكم ذاتي، وعلى جميع الرؤساء الكنسيّين الآخرين، أن يُعنوا عناية بالغة بصَون طقسهم بأمانة وحفظه بدقّة ولا يقبلوا أيّ تغيير فيه، ما لم يكن في سبيل نموّه الذاتي والحيوي، واضعين مع ذلك نُصب أعينهم المحبة المتبادلة بين المسيحيّين  ووحدتهم.
البند  2 - على سائر الإكليروس و جميع أعضاء مؤسّسات الحياة المكرّسة أن يحفظوا بأمانة طقسهم ويكتسبوا على الدوام معرفة له أعمق وممارسة أكمل.
البند  3 - وكذلك على سائر المؤمنين أن يعزّزوا معرفة طقسهم وتقديرهم له، كما يجب عليهم أن يحفظوه في كل مكان، ما لم يستثن الشرع أمرا ما.
 


تحياتي


259
الأخ bet nahrenaya المحترم

تحية طيبة،

أتفق معك، حيث ألحظ فرحة كبيرة وفسحة أمل بانتخاب مار أوا جاثاليقا لدى محبي كنيسة المشرق المجيدة، المتطلعين الى وحدتها وتماسكها وثباتها ونهضتها.

وأقبل الملاحظة اللغوية برحابة صدر وأيضا أتفق معك أن مفردة "شقوق" جمع "شق" ليست شائعة بين الناس للدلالة على الخلاف والتباين، رغم انها لغويا صحيحة.

وتقول العرب: "خطأ شائع خير من صحيح ضائع." ولهذا أرى من الأولى تجنب استخدام صيغة الجمع لأنها بقدر تعلق الأمر بالمتلقي هنا قد تكون غير موائمة رغم صحتها.

تحياتي


260

الأخ  قشو ابراهيم نيروا المحترم

تحية طيبة

شكرا لك واشاركك التهاني التبريكات بانتخاب البطريرك الجديد لكنيسة المشرق الأشورية، وكلي أمل أن يدشن عهده نهضة شاملة وأزدهارا يوازي ما كانت عليه كنيسة المشرق في فترتها الذهبية حيث كان لها عدة جامعات ومدارس بالعشرات ان لم يكن بالمئات قبل حوالي 1500 سنة.

تحياتي

261

الأخ ماجد هوزايا المحترم

تحية طيبة

أمل ان يتسع صدرك للنقاط الخمس التي سأسردها في أدناه  تعقيبا على مقالك الحساس والمهم في آن:

أولا، اتفق معك هناك أزمة فكر ورؤى لدى النشطاء القوميين الكلدان. أستثني "الأخلاق" لأنها مسألة نسبية وتجريدية. وأزمة الفكر والرؤى في رأي يعاني منها الناشطون القوميون بدرجة أقل بكثير من أزمة الفكر والرؤى التي تعاني منها مؤسستهم الكنسية التي هي في فوضى عارمة.

ثانيا، لن تتحقق الوحدة بشطب اسم هنا وهناك واضافة مفردة هنا وهناك، او بتقبيل الأيدي والوجنات. الوحدة ممارسة وفكر، أي أن نعتز ونحب ونمارس ثقافتنا المشتركة المتمثلة باللغة والطقوس والفنون والآداب والريازة والرموز. أي فرع او كنيسة او حتى صاحب شأن عندما يقوم بتغريب وتعريب وتشويه وتزوير التراث والفنون والثقافة والطقوس المشتركة، فلا يجب أن نصدقه انه يدعو الى الوحدة. إنه يدعو الى التشرذم والضياع.

ثالثا، أنا أعيش في مؤسسة الكنيسة الكلدانية وأقول عن تجربة انها في ضياع لأن لم يعد تجمعها ثقافة ولغة وطقوس وفنون وحتى نصوص مشتركة، أي الطريق الى الوحدة لم يعد قائما داخل مؤسسة الكنيسة الكلدانية؛ لنحقق الوحدة داخل مؤسسة الكنيسة الكلدانية التي تعصف فيها الريح ومن ثم نفكر في وحدة كنيسة المشرق.

رابعا، حتى الفاتيكان شعر ان مسار التأوين والتجدد او التجديد – أي تغريب وتعريب وتشويه وتزوير الثقافة والتراث والطقس -أمر خطير وعلى الخصوص على وحدة كنيسة المشرق التي يسعى إليها الفاتيكان حاليا بجدية، وهناك رسالة تنبيه الى الإدارة البطريركية من المجمع الشرقي في هذا الخصوص.

خامسا، كان سابقا كاهن او شماس او أسقف او شخص عادي كلداني او اشوري عندما ينتقل من كنيسة الى أخرى او يرتاد نشاط في كنيسة أخرى يشعر وكأنه في كنيسته. اليوم الكنيسة الكلدانية جرى تغريبها وتعريبها وتشويه نصوصها وصارت مؤسسة متباعدة مناطقيا وأبرشيا ولغويا وطقسيا. لذا الطريق الى الوحدة صار شائكا وأكثر تعقيدا وعسرا.

تحياتي


262
انتخاب مار أوا روئيل بطريركا جديدا لكنيسة المشرق الأشورية


أنهى مجمع synod كنيسة المشرق الأشورية اليوم الأربعاء جلساته ومناقشاته لأختيار بطريرك جديد خلفا للبطريرك كيوركيس الثالث صليوا الذي تقاعد لأسباب صحية.

وجرى انتخاب مار أوا روئيل أسقف كاليفورنيا في الولايات المتحدة البطريرك الجديد على كرسي ساليق وقطيسفون لكنيسة المشرق ألأشورية.

مبروك لكنيسة المشرق الأشورية ونتطلع الى اليوم الذي تتحد فيه كنيسة المشرق بفروعها الثلاثة - الكلدانية والأشورية والقديمة.

إن الكنيسة الكلدانية والكنيسة الأشورية بفرعيها في الجوهر والعمق كنيسة واحدة هوية ولغة وثقافة وطقسا ولغة وإرثا وميراثا وفنونا وآدبا وتاريخا، رغم الخلاف المذهبي والتسميات التي برزت في العصر الحديث.

نتطلع الى من يجمع شمل هذه الكنيسة العظيمة، الى من في أقل تقدير يجعل الكلدان والأشوريين المسيحيين يصلون ويقدسون ويحتفون وينشدون ويرتلون سوية. كلنا نقرأ ذات الإنجيل في بيوتنا، فلماذا مثلا لا نقرأءه سوية في الكنيسة، وطقس وتراث كنيسة المشرق مبني على مسيرة المسيح وإنجيله والكتاب المقدس، فلماذا لا نمارسه سوية في الكنيسة.

أقدم التهاني للبطريرك الجديد، الحبر الجليل مار أوا روئيل، وأدعو الله أن أحيا الى زمن أرى فيه الشقوق الثلاثة لهذه الكنيسة المجيدة كنيسة المشرق وقد صارت كنيسة جامعة واحدة.



263
مَن لا يميـز بـين موقـفـيـن متـناقـضين نـقـول عـنه إنه ضحـية داء الغـباء ( أو لـنكـن رُحـماء معه فـنـقـول إنه يتـغابى )
والقـصـد من هـذا هـو ما ذكـره الـدكـتـور لـيـون :
((( البعض ضاقت به الدنيا ــ فـرحاً ــ عندما قدم البطريرك ساكو طلبا لإضافة التسمية الكلدانية كقومية مستقلة في مشروع دستور إقليم كردستان ، وفي الـوقـت ذاته غمرته السعادة عندما جرى حذف تسمية "بابل"))).


بعد الاستئذان والاعتذار من لأخ ظافر شنو المحترم

الأخ مايكل سبي المحترم


مقولتك في أعلاه رغم أنها ليست اقتباسا كاملا إلا أنها في رأي أفضل ما قرأته في مواقع شعبنا عن حال وواقع الكلدان، بعد الرباعيات الرائعة التي يصف فيها الزميل صباح قيا الحال أبلغ وصف.

قد يسأل بعض الأخوة لماذا؟ لأن الأخ مايكل يبدع هذه المرة ويظهر أن قلمه ثمين ومؤثر وأن الكلمة تسحر وتجذب وتحكم وقد تصيب الهدف مباشرة. وهذا ما قام به الأخ مايكل.

الأخ مايكل، ربما من دون دراية منه او ربما عن قصد، أعطانا درسا في علم التناص في الأسلوب الأدبي، أي الاتكاء على نص ومن ثم إقحامه في نص أخر للقفز الى المراد الأسمى، وهذه العملية الأسلوبية نطلق عليها في علم تحليل الخطاب: intertextualization

أنا كتبت: "ضاقت به الدنيا عندما قدم البطريرك ساكو طلبا لإضافة التسمية الكلدانية كقومية مستقلة في مشروع دستور إقليم كردستان، ولكن غمرته السعادة عندما جرى حذف تسمية "بابل" ".

واتى الأخ مايكل في تناص مذهل وكتب:" ((( البعض ضاقت به الدنيا ــ فـرحاً ــ عندما قدم البطريرك ساكو طلبا لإضافة التسمية الكلدانية كقومية مستقلة في مشروع دستور إقليم كردستان ، وفي الـوقـت ذاته غمرته السعادة عندما جرى حذف تسمية "بابل"))).
 
نعم أخي مايكل، "بابل" هي جزء من المخيلة الجمعية للكلدان، وإزالتها بجرة قلم ترقى الى استئصال الكلدان، لأن البشر رموز ومخيلة وخطاب وذكرى وتذكار.

ولكن أليس من الأولى ان ننهض من أجل اللغة والتراث والطقس والفنون والثقافة والآدب والأشعار والريازة الكلدانية التي هي في خطر كبير؟ الذي لم يكترث لهدم التراث والثقافة والطقس والفنون الكلدانية، ما له وبابل. إن كانت "بابل" مجرد اسم بلا مسمى (أي بلا هوية ثقافية ولغوية وطقسية وفينة وأدبية)، ستكون مثل النحاس الذي يطن. الذي ينهض من أجل "بابل" الأولى به أن ينهض من أجل الثقافة واللغة والفنون والطقوس الكلدانية التي حل بها تقريبا دمار شامل في السنين العجاف الأخيرة.

وأليس من الأولى أن نقف صفا واحدا ضد الحملة الهوجاء لتغريب وتعريب وتشويه التراث والطقس والفنون والآداب والثقافة الكلدانية التي هي على قدم وساق.

وهنا تحضرني كلمات الأخ والزميل الأكاديمي الدكتور صباح قيا، التي فيها يقرع الجرس:

هذا ديدن الكلدان في هذا الزمان. لذلك أكرر:
لا تعوّل كثيراً على الكلدان, حيث سيخذلونك في أول فرصة"
وأيضاً:
"حتى لو اتفق الملاك مع الشيطان, لن يتفق مع بعضهم الكلدان"


تحياتي


264
الأخ عبدالاحد سليمان بولص المحترم

تحية طيبة

المبادرة للصلاة في الجامع مع الإمام المسلم (المفتي) قام بها البابا، أي البابا طلب من الإمام ان يصليا سوية. والبابا ذاته يقول إنه صلى وأن صلاته في الجامع مع الإمام كانت صلاة صادقة sincere prayer

https://www.youtube.com/watch?v=8g2gzed5fRo

ومن ثم في المسيحية، أفضل صلاة هي صلاة التأمل، لأن المسيح كل صلاته كانت تأمل، وهذا واضح في الإنجيل.

ولم يكن هناك بروتوكول، وليس هناك برتوكول يفرض على كاردينال وبطريرك كنيسة مثلا ان يجمع الأئمة في الكنيسة ويصلي معهم سورة الفاتحة في القداس أي الذبيحة الإلهية.

ومع جل احترامي، فإن منصب البطريرك لا يحمل أي صفة سياسية او بروتوكولية على الإطلاق. نعم البابا يحمل منصبا سياسيا وهو رئيس دولة.

تحياتي
 

الأخ الدكتور ليون برخو المحترم

أنت تغالط نفسك وتكابر من جديد.

ليس من حقك أن تقرر كون حرصي ليس على الانجيل والكنيسة والمسيحية.القضية بيننا ليس فيها شخصنة كما تريد اظهارها .المعرفة بيننا تنحصر في ما نكتبه وخلاف ذلك لا يعرف أحدنا الآخر وأنت حر في أن تجارينا أم لا لكني أقول وأكرر بأن لكل فعل رد فعل وإن من يتجاوز على الغير يجب أن
يتحمل رد الفعل المعاكس.

موقع جريدة The Guardian الذي تعتمده يقول بأن البابا فرنسيس صلى بصمت في قلبه ولم يقل أن عيونه قد اغرورقت بالدموع عندما تليت عليه آيات تخص السيدة العذراء كما حدث معك ولا يمكننا التكهن بمضمون الصلاة التي أداها بينه وبين ربه.

قداسة البابا فرنسيس زار تركيا ممثلا الكنيسة الكاثوليكية التي لها من الأتباع ما يزيد عن 1.3 مليار نسمة وعليه أن يتصرف بروتوكوليا بما يناسب موقعه كرئيس دولة  وبما يخدم مصالح أتباعه وغبطة البطريرك ساكو هو رئيس كنيسة وحفاظا على المتبقي من أتباعه في الظروف الشاقة التي يمرون بها عليه أن يكون مرنا .إذا كان لك خلاف معه حول الثقافة والهوية واللغة والطقس والى آخر القوانة فمن حقك أن أن تعرض وجهة نظرك عليه بأسلوب حضاري وليس بالتهجم والانتقاص والشخصنة .أنت كفرد تمثل نفسك فقط ولا يحق لك أن تقارن نفسك بالبابا والبطريرك.

265
خارطة طريق وحدة كنيسة المشرق أضعها أمام الأساقفة الأجلاء الملتئمين في مجمع لانتخاب بطريرك جديد لكنيسة المشرق الأشورية ومعهم أشقائهم من الكلدان وأشقائهم في كنيسة المشرق القديمة

تردني الكثير من الرسائل، وهناك العديد من المحاولات والجهود الثمينة للاتكاء على صفحتنا في الفيسبوك من أجل إحياء التراث واللغة والفنون والآداب الخاصة بكنيسة المشرق، والتي تشكل ركنا أساسيا من أركان هويتنا المشرقية المسيحية وكذلك هويتنا الوطنية والقومية.

بيد أن محاولة الأخ إيشو سورا ميشو بث الحياة افتراضيا لكنيسة دمرها التكفيريون والظلاميون في سوريا على أنغام كنيسة المشرق المجيدة التي أديتها على آلة الكمان تمس شغاف القلب:
https://www.facebook.com/100002844373838/posts/3611355052302605/

وهذه كانت كانت كنيسة مريم العذراء في تل نصري-ولطو/ الخابور سوريا
ܥܘܡܪܐ ܕܡܪܬܝ ܡܪܝܡ/ ܬܠ ܢܨܪܐ/ ܘܠܛܘ/ ܚܒܘܪ/ ܣܘܪܝܐ
St. Mary/ Tel Nasr-Walto/ Syria

 
الفيديو القصير هذا الذي أخرجه الأخ العزيز إيشو ببراعة يؤرخ لكنيسة من كنائس المشرق التي دمرها المجرمون تحكي قصة كنيسة مقدسة رسولية جامعة – كنيسة المشرق المجيدة – المليئة بالاضطهاد منذ نشأتها وحتى يومنا هذا، فحق إطلاق لقب "الكنيسة الشهيدة" عليها.

الموسيقى التي ترافقه هي لحن جنائزي من روائع الأناشيد الجنائزية التي ترتل في أسبوع الألآم وفي مناسبة الجمعة العظيمة حصرا.

كثيرة هي الأديرة والكنائس التي دمرها المجرمون من كل حدب وصوب وفي عصرنا هذا بالذات، ولكن يجب ان نقول لهم إن دمرتم الحجر فلن تستطيعوا قلع حب مشرقيتنا المسيحية بتراثها وآدابها وشعرها وتسابيحها وأناشيدها ولغتها وفنونها وطقوسها وريازتها من قولبنا.

فكما نحمل قلوبنا معنا اين ما كنا وأين ما حل الدهر بنا، كذلك سنحمل مشرقيتنا المسيحية معنا بكل ما تعنيه من تراث وطقوس ولغة وفنون وريازة وآدب وشعر ونثر وموسيقى.

الأساقفة الأجلاء:

هذا هو الرد على تدمير كنائسنا وتهجيرنا من ديارنا وسلبنا أديرتنا وأوقافنا وبيوتنا وأراضينا. في اللحظة التي ننسى او نهمش هويتنا المشرقية المسيحية بما تحمله من إرث وتراث وطقوس ولغة وفنون وريازة نكون قد ساهمنا عن قصد او غيره في إيقاف نبض قلوبنا، ونندثر ونصبح هباء منثورا.

والطريق الى الثبات والبقاء رغم المصاعب وفي أي بقعة من الأرض كنا هو الثبات على الثقافة والهوية (طقوس ولغة وفنون وموسيقى وآداب وشعر ورموز كنيستنا، كنيسة المشرق المجيدة).

ووحدة كنيسة المشرق قد لا تتم مذهبيا، ولكن ما يجمعنا ويوحدنا هو الطقوس والثقافة والفنون والريازة واللغة والآداب الكنسية لكنيسة المشرق، هذه تجمعنا في نطاق كل كنيسة من كنائسنا الثلاثة ومع بعضنا بعضا سوية.

القرب من الثقافة والهوية المشرقية الكنسية والحفاظ عليها لحنا ولغة وطقسا وإنشادا وفنا معناه قربنا من الوحدة، وبعدنا عنها معناه التشرذم والفناء في النهاية ككنيسة مشرقية مجيدة رغن اختلاف تسمياتها ومذاهبها.

من هذا المنطلق، أمل النجاح لمجمعكم وأمل أن يكون الحفاظ على إرث وتراث وطقوس ولغة وأشعار وثقافة وفنون وموسيقى كنيستنا، كنيسة المشرق المجيدة بشقوقها الثلاثة، الأشورية والكلدانية والقديمة، في صلب مناقشاتكم وأن تكون هناك إجراءات عملية ملموسة في ذلك.

وأمل أن تبقى كنيسة المشرق – بفروعها الثلاثة – جامعة، بمعنى أن كل فرع من فروعها يعود لنا جميعا كلدانا أو اشوريين، والحفاظ على ثقافة وهوية هذه الكنيسة لغة وطقسا وفنا وريازة وأدبا وشعرا وإنشادا هو الطريق الصائب لوحدتنا.

أمل ان تبقى كنيسة المشرق بفروعها الثلاثة منفتحة على كل من يحمل إرثها وتراثها وطقسها وفنها وريازتها ولغتها، وأن نتجنب الاقصاء بحيث نلمس كلنا كلدانا وأشوريين أننا أبناء وبنات هذه الكنيسة الجامعة رغم تباين المذاهب والتسميات.

وكان لوجود أساقفة من الهند في صفوفكم وقع كبير ومؤشر على الاضطهاد والألم والظلم الذي كان مرافقا لهذه الكنيسة المجيدة منذ نشأتها وحتى يومنا هذا.

شكرا لكم وأتمنى التوفيق والنجاح لمجمعكم الذي تستمر جلساته بهدوء دون ضجيج إعلامي.

وشكرا لك أخي العزيز إيشو ومن خلالك أقول لكل أبناء وبنات كنيسة المشرق ولكل الأخوة والأحبة من أبناء وبنات الكنائس المشرقية الشقيقة الأخرى، إنكم احرار في نقل ما أضعه في صفحتي في الفيسبوك وتنزيله في أي موقع أخر، شريطة عدم التلاعب به لأنه جزء من التراث وللتراث قدسية لأن من خلاله نعرف من نحن ومن خلاله نستدل على مشرقيتنا المسيحية وهويتنا الوطنية أيضا:
https://www.facebook.com/100002844373838/posts/3611355052302605/

266
لا تضخم الامور شماشا ، من أين أتيت بعشرات الالوف متابين لصفحتك ، أنت عندك 442 متابع فقط ، ما هذه النرجسية التي انت فيها ، الله يشفيك .

أدناه معلومات منقولة من صفحتك

Lives in Jönköping, Sweden

لا يا أخي العزيز سالم. المعلومة التي لديك من ال profile فقط حيث أيضا هناك 5000 صديق وهذا الحد الأقصىى المسوح به وإلا لعبر الى اضعاف ذلك. أذا ذهبت الى الصفحة فستشاهد أكثر من 5000 متابع أخر، وإن ذهبت الى الموقع فستشاهد 1500 متابع أخر وإن أخذنا ال Likes فيه بالاف وإن أخذنا ال Reach وهو أهم قياس في الفيسبوك فهناك في كثير من الأناشيد والأشعار التي اقوم بتؤينها وترجمتها أحيانا أكثر من 10000 الاف. اما المشاهدات views فتعبر 10000 في كثير من الأحيان والتعليقات بالعشرات و ال shares قد تصل أحيانا الى أكثر من 200. من الصعوية حصر المدى الذي أصله لأن الكثير من ال shares غير ظاهر للعيان.

وملاحظة: لم ألحظ أي نشاط تراثي لك منذ آمد بعيد. وتحياتي الحارة الى الأخوة من الشمامسة الكلدان النجباء في استراليا المتضلعين بلغتنا وتراثنا ولهجتنا وطقوسنا لنشاطهم الثر في مواقع التواصل. كم كنت أتمنى ان تحتضنهم البطريركية لأنهم ثروة لا تثمن ولا يهجروا كما هاجرنا صوب الفضاء الافتراضي بسبب الحملة الحالية لتغريب وتعريب وتشويه التراث القائمة على قدم وساق.

وملاحظة اخرى: كنت أمل الا تقفز الى النتيجة وتتهمني بالنرجسية، يسامحك الله. ولكن أن تدعو الله لشفائي، نعم أنا احتاج الى رحمته وغفران الخطايا. هل ستدعو الله أن يغفر لي، بعد أن صححت المعلومة التي لديك. وشكرا مقدما إن فعلت او لم تفعل.

تحياتي



267
الأخ سامي ديشو المحترم

تحية طيبة

أنا مسيحي مشرقي وإيماني ثابت بالمسيح والوهيته ومريم أمه وغيره، وهناك مقالات في الصحافة العربية اذكر ذلك صراحة، وهذه اقتباسات خارج السياق ومحاولات لتشويه السمعة والاستفزاز وإخراج الموضوع من سياقه.

تحياتي

268


ونطالبك بالكف .. وان تدعنا لحالنا وعند ذلك سوف لن تتسلم منا اي رد او مداخلة وعكس ذلك لك ان تتوقع من الردود ما لا يرضيك.
   


الأخ عبدالاحد سليمان بولص المحترم

هنا بيت القصيد وليس حرصك على الإنجيل او حرصك على الكنيسة الكاثوليكية او المسيحية او معارضتك للإسلام او ما تقوم به المجموعات الإرهابية الإسلامية. المسالة وما فيها هي: إن لم أجاريكم اي أكف عند انتقاد نهجكم فسأرى، حسب رأيك، ما لا أرضاه.

ما رأيك عندما وقف البابا فرنسيس خاشعا وهو يصلي بعدما ترجمت على مسامعه نصوص تخص العذراء مريم في القرأن في جامع في استنبول:

https://www.theguardian.com/world/2014/nov/29/pope-francis-turkey-pray-blue-mosque-islam-cooperation

وما رأيك بالبطريك ساكو وهو يردد مع أئمة ورجال دين مسليمن سورة الفاتحة في قداس في كنيسة ويكرر، وهو في هذا يستند على مواقف الفاتيكان، أن إله المسيحيين والمسلمين إله واحد؟
وما موقفك من ازدراء واحتقار نصوص نبوية وربانية من الكتاب المقدس والإنجيل ترافقها لغة جسد مهينة التي قام بها البطريرك ساكو وهو يقدم الذبيحة الإلهية؟

أنا لا أنتقد البابا - حاشى لأنني أجل هذه الشخصية العظيمة - ولا البطريرك ساكو، خلافي مع البطريرك هو حول الثقافة والهوية واللغة والطقوس والفنون الخاصة بالكنيسة الكلدانية وحسب.

إذا دخولكم على خط النقاش ليس نابعا من غيرتكم على الإنجيل او حرصكم على المسيحين في المشرق او المسيحية بصورة عامة، إنكم هرعتم تدافعون عن رأي ووجهة نظر ومواقف شخصية وحسب.

تحياتي


269
المقنع الخفاش لوسيان هو ليون برخو نفسه،

إن ما تكتبه يرتد عليك سلبا، لغة وأسلوبا وسياقا لأنه ومع احترامي لشخصك الكريم يشي بضحالة الفكر والثقافة. تجعلني حقا ابتسم.


270

الأخ لوسيان المحترم

تحية طيبة

شكرا لما أتيت وأمل ان تزور صفحتي في الفيسبوك وهناك المزيد من عميلة التأوين للتراث (ليس تغريب وتعريب وتشويه التراث، كما يحدث حاليا) ومتابعين بعشرات الالاف.

وأنا لست بحاجة الى المال ابدا لأنني life-time tenured professor في جامعة سويدية وراتب حامل درجة الأستاذية ومخصصاته تقترب من راتب وزير في هذا البلد، وثم هناك ريع كتبي ومنها من يتربع على الأكثر مبيعا في حقله.

هناك انتقاء لمقال محدد او عبارت محددة لعمود صحفي صار له حوالي 15 سنة يتطرق الى شتى مناحي الحياة جلها اقتصادية واجتماعية وثقافية والقليل منها جدا سياسية المنحى. التركيز على مقال او مقالين من مجموع الالاف المقالات هو إخراج الامور من سياقها، رغم إنني أكتب وأختار كل مواضيعي بحرية كاملة إن في الصحافة العربية او في أي مكان أخر.

وبعض الردود التي تجعلني حقا ابتسم وأضحك ليست نابعة من حرص على المسيحية او المشارقة من المسيحيين، ابدا. إنها تأتي فقط لأختلاف في الرأي، أي لو سايرتهم لأغدقوا المديح علي كما يحدقونه الواحد على الأخر.
تحياتي



271

الأخ كوركيس المحترم

فقط اضافة بسيطة

ومع كل احترامي، الأن أتوقع أن يأتي الاخ عبدالاحد سليمان بولص وأن يدلو بدوله ويدافع عنك ويكيل المديح لك

وبعدها تأتي حضرتك وتخاطبه وتكيل المديح له، وهكذا دواليك.

عاشت اقلامكم

272
الأخ كوركيس اوراها منصور المحترم

تحية طيبة،

أكرر على مسامعك النصيحة إن كانت النصيحة تنفع، لأنني حقا بدأت أشفق عليك، رغم أن كل مرة تعقب فيها ابتسم كثيرا واحيانا أكاد أموت من الضحك.


فلقد كنت قد نصحتك سابقا كصديق أكن له مودة خاصة أن تقرأ بصمت ولا تكتب، لأن حقا إن ما تكتبه يرتد عليك سلبا، لغة وأسلوبا وسياقا لأنه ومع احترامي لشخصك الكريم يشي بضحالة الفكر والثقافة.

الأن أنصحك مرة أخرى كصديق أكن له مودة خاصة أن تقرأ بصوت عال عسى ولعل تستوعب ما تقرأ وألا تكتب إلا بعد أن تفهم ما تقرأ.

والأمر متروك لك.


مع أطيب التحيات.

273

أستميح الأخ ظافر شنو عذرا لأن لم أكن أتصور ان يطغى تعقيب صغير لي على الموضوع برمته

الأخ عبدلاحد سليمان بولص المحترم

تحية طيبة

لدي سؤال بسيط: هل أن دخولك على خط النقاش هنا كان بسبب غيرتك على الإنجيل (لأن الكنيسة والمسيحية كاثوليكية او غيرها هي الإنجيل وحسب وليس غير) أم لأمر أخر، أي الدفاع عن الأخ كوركيس، حيث يدخل كل واحد على الخط دفاعا عن الأخر مكيلا المديح له.، وهذا حق ولكن أكرر هل وجودك هنا بالذات او حتى في أمكنة أخرى هو دفاعا عن الكنيسة او الإنجيل؟

وما علاقة الكنيسة (الكاثوليكية) والمسيحية في نقاشنا وسجالاتنا. لو كنا مسيحيين أي نتبع الإنجيل بصورة صحيحة، لما كنا اسأنا الى الأخر قيد أنملة، ولكان هدفنا الأساسي ممارسة المحبة والعطاء والغفران والتسامح.

وكل هذا النقاش خارج الموضوع، وحتى الفلاسفة اليونان وضعوا شروطا خمسة للنقاش الحضاري، هذا قبل الميلاد ومنه أن يبقى المتحاور ضمن سياق الموضوع وحال محاولة أي منهم إخراجه عن سياقه معناه أنه فاشل ولا حجة له.

أنا لا انتقد الكنيسة او الكنيسة الكاثوليكية لأنني جزء منها وعضو فيها. أنا أنتقد الممارسات المؤسساتية، وعندما أنتقد البطريرك ساكو أنتقد ممارساته الإدارية مثلا طريقة إقحامه مشروع تغيير اسم الكنيسة في السينودس ورفع اسم "بابل" بينما هذه النقطة لم ترد في جدول الأعمال الذي نشره، وهو مدرك العثرة التي سيحدثها والشرخ الذي سيقع إن فعل ذلك.

من حقي هنا أن أقول إن هذا جزء من سياسة الغش والخداع والتزوير التي يمارسها وجزء من ممارسات لتعريب وتغريب وتشويه وتزوير لغة وتراث وطقس وثقافة وآداب وشعر الكنيسة الكلدانية، أي الهوية الكلدانية الكنسية برمتها التي تشكل جوهر الهوية الكلدانية، وذلك لأغراض لا يعلمها إلا الله.

وأزيد، ان البطريرك ساكو يسيء الى الانجيل والكتاب المقدس ومن على المذبح وفي الذبيحة الالهية. هل تريد الدليل؟

هل أنا بقولي هذا أسأت الى الكنيسة والمسيحية او الإنجيل؟ هذا قول له براهين وأدلة كثيرة أسردها دائما ولكن لا يتم التعامل معها ويجري القفز على أمور شخصية لا علاقة لها بسياق الحديث كما الأمر في النقاش الدائر الآن.

ومن حقي أن أرد وهنا أقول إنكم بخطابكم ومديحكم ودفاعكم بهذا الشكل تسيئون الى البطريرك ساكو وهذا سبب من أسباب الهوان والأزمة الشديدة والعارمة التي تمر بها إدارته.

هنا أنا أنتقد رجل دين وليس الكنيسة وليس المسيحية. قد تكون وجهة نظرك مختلفة ولكن لا يجوز حصر أي دين او مذهب او حتى مؤسسة بأكملها  برجل واحد مهما كان، وإن حدث فإن هذا يعد كارثة بالنسبة للمنتمين إليها.

وحتى البابا فرنسيس يرفض دائما مفهوم أن البابا هو الكنيسة. يقول إنه عضو فيها منح مهمة إدارتها ولهذا يقبل النقد القاسي أحيانا يصل الى درجة اتهامه بالهرطقة من الكرادلة والأساقفة والكهنة والناس وأتباع كنيسته بصورة عامة.

وكي أكون صريحا، أنا لا انتقد البطريرك سالكو بل ادعو جهارة الى تأليف لجنة أسقفية لادارة البطريركية وتنحيته جانبا. هذا موقفي. موقفك معارض انا احترمه وأناقشه ولكن لا أشخصن الموضوع وأختبئ تحت جلباب إنك تهاجم الكنيسة والمسيحية والكاثوليكية مثلا. هذا أسهل ما يكون وفي إمكان أي منا استخدامه ولكن مردوده عكسي.

تحياتي


274
مع الاعتذار للأخ ظافر شنو

كيف لتعقيب بسيط يهز البعض بهذا الشكل. يبدو أن البعض لم يتحمل الجزء الأول (الفقرة المؤشرة بالأحمر في أدناه)، الذي ضاقت به الدنيا عندما قدم البطريرك ساكو طلبا لإضافة التسمية الكلدانية كقومية مستقلة في مشروع دستور إقليم كردستان، ولكن غمرته السعادة عندما جرى حذف تسمية "بابل".

ما تذكره لا علاقة له بالتعقيب، وكما قال أحد الأساقفة امام الرئيس الفرنسي في الموصل وكأن داعش نزلت من السماء. أتت من سوريا وترعرعت في احضان المنظمات الإرهابية التي كانت في حماية الدول الغربية ومن ضمنها فرنسا وسارت في سيارات مكشوفة وأسلحة فتاكة (هذه كلها نزلت من السماء) وقطعوا مئات الكيلوميترات بعد أكثر من سنتين من التدريب المضني في سوريا أمام مرأى الأقمار الصناعية والجواسيس، ولهذا اللبيب شاهد كيف تحولت ملامح الرئيس الفرنسي عندما واجهه الأسقف نيقاديموس بالحقائق وبجراءة قل نظيرها. بالطبع داعش هذه منظمة إرهابية شريرة ووحشية حتى المسلمين المختلفين عن نهجها لم ينجو من شرها ، ولكن ما علاقة داعش بما كتبته في أدناه.

وكل هذا لأن ما أتيت به في تعقيبي في أدناه (المؤشر بالأحمر) أقض مضاجعه من منطلق قروي. أنا لا أريد ان أجرح او أكون مباشرا لأن مردود ذلك سلبي، ولكن أرى أن وصف الأخ ظافر لك كشارب لبطل ونصف عرق بعشيقا سادا في محلها حقا، لأن إخراج الموضوع من سياقه لغرض الشخصنة حقا نوع من الهذيان.


وفي أدناه التعقيب الذي اشرت إليه أنفا والذي جعله يخرج مكنوناته من الحقد الدفين (أنظر كمية الكراهية الشخصية في رده):

"بودي التعقيب على أمرين: الأول يخص الزميل الأكاديمي الدكتور صباح قيا وما دار من حديث هنا حول موقف او مواقف له؛ وثانيا حول كتابات الأخ ظافر.

ففي الأمر الأول، أرى من الأولى ان يتم تقديم اعتذار علني وواضح وعلى منصات التواصل ومنتديات شعبنا من قبل الرابطة الكلدانية للدكتور صباح قيا. المسألة ليست النسيان او الغفران هنا. المسألة تخص رفع الغبن والإساءة التي تعرض لها الدكتور صباح.

وفي ذات الموضوع، أشيد بكتابات الدكتور صباح قيا ورباعياته التي فيها يصف بإبداع وواقعية وموضوعية واقع الحال المزري للكلدان والفوضى العارمة التي تمر فيها مؤسستهم الكنسية في السنين العجاف الأخيرة. ولقد تحولت بعض أقواله الى ما يشبه الأمثلة التي يستقيها البعض لوصف الحال.

وفي الآن نفسه، أنا شخصيا لا أعرف الدكتور جورج مرقس وكان المقال الذي وضع رابط له الأخ حنا شمعون اول مقال أقراءه له. ومع جل احترامي، فأنا شخصيا أرى المقال إنشائي المنحى وثنائي التوجه، فيه تكديس للمديح لطرف وذم لطرف أخر، وفيه ذكر لإنجازات أراها شخصيا غير متوافرة على أرض الواقع، ومع جل احترامي ما هي الا إنجازات وهمية يعج بها الموقع البطريركي وإعلامه الذي صار وبالا على المؤسسة البطريركية والكلدان كشعب. وأتحدث كمتخصص وأستاذ لعلوم التواصل والإعلام وأقول ليس هناك إعلام فاشل وردئ وسيء يفتقر الى ابسط مقومات الكياسة والنزاهة وحتى أخلاق المخاطبة مثل إعلام الإدارة البطريركية الحالية، وعلى الخصوص منشوراتها وبياناتها.

وأتي الى الامر الثاني، وهو يخص كتابات الأخ ظافر شنو. شخصيا أشيد بها، لأنها ليست إنشائية وتكديس المديح في غير موقعه. ما يقوم به الأخ شنو هو عبارة عن رد على خطابات تصدرها البطريركية من منشورات وبيانات عديدة واحد يناقض الأخر، وفيها معلومات مغلوطة ولغة غير مقبولة وفي كثير من الأحيان تفتقر الى آداب المخاطبة، ويزيد وقعها سوءا لأنها صادرة باسم شخصية رسمية دينية تجلس على كرسي بابل للكلدان. وما يقوم به الأخ ظافر هو مجرد تحليلها. في الحقيقة إن الأخ ظافر يقدم خدمة مجانية كبيرة للبطريركية لأنه ينبهها الى هفواتها وأخطائها وشطحاتها الكثيرة في شتى المضامير، والدليل هو المرات العديدة التي صححت نفسها بعد تحليل له لبيان صدر عن البطريركية. وكذلك أرى أن الأخ ظافر له رؤى تاريخية صحيحة حول كنيسة المشرق بتسمياتها واختلافاتها الحالية، ويرى، كما يرى الأخرون، أنه يجب إيقاف حملة التغريب والتعريب والتشويه للتراث واللغة والطقس والفنون الكلدانية التي تفاقمت وبلغت حدودا لا تطاق في السنين العجاف الأخيرة.

وأليست حماية الهوية الثقافية للكلدان والتي تتجسد بثافتهم وهويتهم الكنسية من لغة وطقوس وتراث وميراث وفنون وآدب وأشعار وريازة في صلب مهمام الرابطة الكلدانية العالمية؟ الا ترى هذه الرابطة العتيدة كيف يتم هدم أركان هذه الثاقفة والهوية؟ نعم الكتابة على الحائط والكل تقريبا بدأ يعرف السبب والمسبب لهدم هذه الثقافة، ولكنها لا تحرك ساكنا.عجبي؟





275
الاخ الدكتور ليون برخو المحترم

الروابط التي انزلتها معظمها تعود لسنة ٢٠١٨.
 


أستميح كاتب المقال وصاحب الصفحة الأخ ظافر شنو عذرا

الأخ عبدالاحد سليمان بولص المحترم

بعد التحية،

وهكذا تبرهن على أن النصيحة التي أسديتها للأخ كوركيس، وهي نصيحة عامة، وكما قلت حتى أنا شخصيا مشمول بها، صحيحة وأتت أكلها.

هل تعرف لماذا؟ لأن إشغال العقل وإعمال العقل والقراءة النقدية التي تضع الأمور في مسارها وسياقها الصحيح كانت ستحكّم على أي صاحب بصيرة أن يبذل جهدا يسيرا وسيرى أن هناك عشرات الروابط في الصحافة العالمية تبرهن على وجهة نظري وهي صادرة في غضون هذه الأيام لا بل هذا اليوم بالذات:

https://www.al-monitor.com/originals/2021/08/qatar-praised-senate-leader-assisting-us-afghanistan-evacuation
https://insider-voice.com/qatar-praised-for-role-in-afghanistan-evacuations-taliban-news/
https://apnews.com/article/middle-east-afghanistan-qatar-6c1e9e4ef1a9f0c3d19eac20b9321339

وكل هذا لم أكن أنا سببه. كتبت تعليقا بسيطا فيه وجهة نظر وموقف في تعقيب في أعلاه، وأخرجتم الموضوع من مساره ولم يتم حتى مناقشة التعقيب او أي نقطة وردت فيه بل تم شخصنة الموضوع بصورة مباشرة مع معلومات غير صحيحة او موثوقة مثل أنني قمت بزيارة قطر بصورة سرية. كيف سرية وعرفتم بها? ومن ثم، إن زرت قطر، لماذا أقوم بذلك بصورة سرية؟ ومن ثم أيضا، لقطر مصالح كبيرة في السويد ذاتها، هذا للعلم، حيث تقوم الخطوط الجوية القطرية برحلتين يوميا الى السويد. إذا، السويد أيضا لها يد في الإرهاب.

وأمل ان تخرجوا الكنيسة من النقاش او المسيحية من سجالاتنا، لا الكنيسة تغتزل برجل دين مهما علا شأنه ومقامه، أما المسيحية فسعتها الكون وأحد أركانها الا ندين كي لا ندان، وفلكها المحبة والتسامح والعطاء والغفران، ولهذا لا أحمل ضغينة وكرها او بغضا، ولكما، حضرتك والأخ كوركيس، كل الحب والمودة والاحترام.

تحياتي.

276

الأخ عبدالاحد سليما بولص المحترم

تحية طيبة

أولا، شكرا جزيلا على تعقيبك المقتضب الذي يقدم الدليل على أن ما قدمته من نصيحة أخوية للأخ كوركيس اوراها منصور وأمل أن يأخذ بها، والأمر متروك له، كانت في محلها.

وهنا تحاول الدفاع عن موقفه بصورة مضمرة ولكن النتائج عكسية، لأن لو استخدمنا وأعملنا العقل لرأينا ان الموقع الثاني الذي نقلت عنه يعود للإمارت والخبر نشره الموقع عندما كانت العلاقات بين البلدين سلبية جدا، أما لأول لا علم لي لمن يعود، لأنه، حسب ظني موقع مغمور. هنا أنا لا أبرىء ساحة قطر او أي دولة أخرى ولا أتهم أحد. فقط أحاول إشغال العقل.

مع ذلك، أنا لم أقل من هو الإرهابي ابدا لأن كما يقول الفيلسوف الأمريكي الكبير برنشتاين لصق صفة الإرهاب بالأخر وجهة نظر نطبقها على المختلف عنا وليس على أنفسنا.

وكم كانت سعادتي غامرة عندما صرح البابا فرنسيس، الذي يمثل بوصلة الأخلاق الإنسانية في عالم اليوم، بمواقف مشابهة.

وأنا لم أقل إن كانت قطر إرهابية ام لا. أنا قلت إن كانت إرهابية او بؤرة الإرهاب او إمارة الإرهاب كما هي الحال في التعقيبات التي يطلقها الأخ كوركيس دون قراءة وتمحيص وإشغال العقل، إذا لماذا تحبها وتساندها وتدعمها في كل شيء الولايات المتحدة الأمريكية وتبني فيها قاعدة عسكرية هائلة وتجيز الجامعات الأمريكية الرصينة على فتح فروع لها في قطر حيث تحولت الدوحة الى مركز للتعليم العالي بسببها في الشرق الأوسط وجامعة قطر الى جامعة رائدة في العالم حيث تحتل مركزا بين الجامعات ال 250-300 الأكثر رقيا في العالم؟

لا يتحرك طير في قطر كما هو الشأن في الدول الخليجية الأخرى دون علم وموافقة أمريكا، وفي قطر بالذات الأمريكيون متواجدون في كل حلقة من حلقات الحياة في الجامعات والوزارات والبنوك  وغيرها.

ولماذا تمنح أمريكا قطر ودول الخليج الأخرى كل هذه الحماية إن كانت قطر او غيرها إرهابية؟ هذا هو السؤال، والإجابة عليه تحتاج الى إشغال العقل.

وأنظر كم المديح الكبير الذي يكدسه المسؤولون الأمريكيون والغربيون لقطر، هذا نقلا عن مواقع غربية رصينة، وأنظر التسامح معها في شراء الشركات والعقارات والأسهم والنوادي وتكديس ثرواتها حيث ان قطر اليوم تملك في لندن من عقارات وحسب أكثر مما تملكه العائلة المالكة البريطانية، وهكذا الحال في باريس وبدأت أرصدتها المستثمرة في الغرب تدر عليها أرباحا طائلة تكفيها ربما لعقود حتى دون الاعتماد على تصدير النفط او الغاز الذي تعد أكبر مورد له في العالم؟ سؤالي، كيف للغرب وأمريكا بالذات قبول قطر وهي كما تقول إنها إرهابية؟ إذا، الغرب شريك في الإرهاب.

وهذه روابط لمواقع صحافية غربية التي تنقل عن مسؤولين أمريكيين وغربيين ومسؤولين من الحلف الأطلسي بينهم رؤساء أمريكا مديحهم وتثمينهم لدور قطر في مساندتهم في حربهم لمكافحة الإرهاب منها دورها في مساندة طلبان تشغيل المطار وتقديم مساعدات عاجلة لهم. لن اترجم أي شيء لأن حضرتك تقرأ  الإنكليزية بسلاسة:

https://www.france24.com/en/20180130-us-praises-qatar-ties-calls-gulf-unity
https://www.bbc.com/news/world-middle-east-43724576
http://www.xinhuanet.com/english/2018-12/28/c_137703024.htm
https://www.firstpost.com/world/qatar-emerges-as-key-player-as-america-races-to-wind-up-afghan-evacuation-9924251.html

وهناك العشرات من التصريحات والمواقف الأمريكية وكل رؤساء أمريكا يشيدون ويمتدحون قطر! إذا كيف تكون قطر إمارة الإرهاب وأمريكا معها قلبا وقالبا؟ هذا هو السؤال الذي أثرته وانا اؤشر او أحاول تفكيك النصيحة الأخوية التي قدمتها للأخ كوركيس، ليس له، بل لكلنا كي نعمل العقل ونضع الأمور في سياقها من خلال القراءة المستديمة التي تزيدنا معرفة واطلاعا وعندما نكتب لا نبدو وكأننا في صف لمحو الأمية.

وبالمناسبة، من الأمور التي يثيرها سلبا الأخ كوركيس عني أنني عقبت عليه والساعة هي الخامسة صباحا في السويد. كأخ، أقول له أنني احتسي فنجان القهوة الثاني في الخامسة صباحا واظل أقرأ حتى العاشرة صباحا قبل أن أبدا العمل في الجامعة. هذا برنامج حياتي وسيبقى معي حتى أخر يوم في حياتي.

تحياتي

هدية للدكتور ليون برخو عن دور قطر في الارهاب الدولي بموجب ما ورد في الرابطين التاليين  ومئات غيرهما موجودة على النت

https://hawarnews.com/ar/haber/qtr-dwlh-sghyrh-tbhth-an-dwr-kbyr-abr-alialam-wdam-alirhab-h52722.html


https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1399126-قطر-الخيرية-ستار-الدوحة-المفضوح-لتمويل-الإرهاب


277
الأخ كوركيس اوراها منصور المحترم

تحية طيبة

باسم المودة التي بيننا والتي أمل الا ينقطع شعرها أعيد النصيحة الأخويةا. ولهذا اكررها على مسامعك وستكون حاضرة عند الضرورة دائما:

"كنت قد نصحتك سابقا كصديق أكن له مودة خاصة أن تقرأ بصمت ولا تكتب، لأن حقا إن ما تكتبه يرتد عليك سلبا، لغة وأسلوبا وسياقا لأنه ومع احترامي لشخصك الكريم يشي بضحالة الفكر والثقافة.

الأن أنصحك مرة أخرى كصديق أكن له مودة خاصة أن تقرأ بصوت عال عسى ولعل تستوعب ما تقرأ وألا تكتب إلا بعد أن تفهم ما تقرأ."

هل تعلم لماذا، لان ما تكتبه يشي حقا بضحالة المعلومات والفكر والثقافة. لأنك لو كنت تملك من الثقافة والمعلومات ما فيه الكفاية، لما مثلا قلت إن قطر هي إرهابية وأم الإرهاب وغيره دون اشغال العقل، لأن قطر وغيرها من الدول الخليجية في شراكة استراتجية عميقة في كل المضامير مع أمريكا والغرب والأن اسرائيل وستزول عن الخارطة دون هذه الشراكة العميقة. وقطر أقرب حليف استراتيجي لأمريكا ربما من أي دولة أخرى في العالم، وأنظر المديح الذي يأتيها من أمركيا ووزير خارجية أمريكا في طريقه لزيارتها لتقديم الشكر لها لشراكتها في محاربة الإرهاب حسب قولهم، أي أن المثقف والمطلع والذي يقرأ بصوت عال ويفهم لانتقد أمريكا قبل ان ينتقد قطر او انتقدهما سوية لأن بدون أمريكا ليس هناك قطر او أي دولة خليجية أخرى. وفي قطر أكبر قاعدة أمريكية في العالم وفيها فروع لأشهر عشر جامعات أمريكية وهذه الجامعات حولت قطر الى واحة للدراسات الجامعية الرصينة والأبحاث العلمية، يعمل فيها الاف الأساتذة والعلماء من أمريكا وبريطانيا ودول غربية أخرى، وفي قطر يلتقي المسؤولون الأمريكيون مع الطلبان وجها لوجه ويخططون سوية، والطلبان هي صنيعة أمريكا وداعش نمت وترعرعت في المناطق التي تحتلها المنظمات الإرهابية في سوريا بدعم مباشر من أمريكا والغرب وحيلقتهم تركيا.

في إمكاني تفنيد كل ما تذكر لأنه مع الأسف ينم عن قصور في المعلومات والقراءة ويشي بضحالة الفكر والثقافة، لذا أنصحك مرة أخرى ومن أعماق القلب وسأكرر النصيحة كل مرة:
 
"أن تقرأ بصمت ولا تكتب، لأن حقا إن ما تكتبه يرتد عليك سلبا، لغة وأسلوبا وسياقا لأنه ومع احترامي لشخصك الكريم يشي بضحالة الفكر والثقافة. أنصحك أن تقرأ بصوت عال عسى ولعل تستوعب ما تقرأ وألا تكتب إلا بعد أن تفهم ما تقرأ."

بقي شيء أشكرك من أعماق القلب عليه وهو أنك نقلت المقال في الصحافة العربية كما هو، وسأكون شاكرا لك لو قمت بهذا العمل مع نشر أي مقال أخر لي، لأن المقال لو قرأته بتعمق فهو تحليل أراه جيدا لأن في أغلبه يستند على الصحافة الغربية وأحد الفلاسفة الغربيين الكبار ومؤرخ غربي كبير واسمائهم متوافرة في المقال والفيلسوف هذا أمريكي وكتبه تدرس في الجامعات حول العالم وفيها يشن هجوما عنيفا مستدا الى أكاديميته وعلميته على الحروب التي تشنها أمريكا باسم محاربة الإرهاب، والفشل لا بل الهزيمة المنكرة لأمريكا في أفغانستان اوصلت كتبه الى قمة المبيعات وعلت من شأنه ومكانته العلمية والمؤسساتية وعلى مستوى الإعلام أيضا.

تحياتي

278

الأخ ظافر شنو المحترم
الأخوة المتحاورون والقراء الكرام
تحية طيبة
استلمت رسالة تهديد من خلال البريد الشخصي للموقع (عنكتاوة.كوم)، لحذف تعقيب لي وإلا ...
الأمور لا تسير هكذا. لن أحذف كلمة اوحدة.
لو تنازل كل كاتب او مفكر عن مبادئه ومواقفه حال ورود رسالة تهديد الكترونية، لاصبحنا في وضع لا يحسد عليه.
بيد أن هذا مؤشر الى أن التعقيب الذي اوردته في هذه الصفحة كان له أثر، وأثر كبير.
تحياتي

279
الأخ كوركيس اوراها منصور المحترم

تحية طيبة،

كنت قد نصحتك سابقا كصديق أكن له مودة خاصة أن تقرأ بصمت ولا تكتب، لأن حقا إن ما تكتبه يرتد عليك سلبا، لغة وأسلوبا وسياقا لأنه ومع احترامي لشخصك الكريم يشي بضحالة الفكر والثقافة.

الأن أنصحك مرة أخرى كصديق أكن له مودة خاصة أن تقرأ بصوت عال عسى ولعل تستوعب ما تقرأ وألا تكتب إلا بعد أن تفهم ما تقرأ.

والأمر متروك لك.

مع أطيب التحيات.


الأخ عبدالاحد سليمان المحترم

تحية طيبة،

نعم أطلب ليس فقط من الأخ كوركيس ذلك بل مع كل الاحترام والتقدير أطلب من حضرتك ذلك أيضا.

وما تأتي به في تعقيبك لا أظن انه صحيح، لا بل العكس. رغم إنني لا اطلب المديح من أحد او الإشادة بل النقد هو الذي أحبذه، لأن النقد معناه ان الفكرة وصلت.

 وأنظر ماذا فعل تعليق بسيط لي على مقال لأخ ظافر منشور في صفحته. ترك المقال وجرى التركيز على التعقيب ولكن لم يناقش التعقيب بل جرى الهروب الى الشخصنة والمباشرة وامور ثانوية واقحام مقال لي في الصحافة العربية الذي جله اقتباسات مباشرة وتعبيرية من فلاسفة ومؤرخين في الغرب حول ما يدور في الصحافة  الغربية عن الحدث الذي هو بمثابة الزلزال الذي لا أظن سيكون العالم كما قبله ... كل هذا وتقول إن كتاباتي لا تؤثر!!!

أما قولك ان القراء معكم وكلهم ضدي فهذا غير صحيح. لو أنقل لك الاحصاءات الخاصة بمدى انتشار صفحتي في الفيسبوك وعدد المتنابعين والمعجبين والأصدقاء والتعليقات وإشارات الاعجاب، ذلك لوحده يدحض ما تأتي به.

وأكرر أن مديحكم وكتاباتكم وتعقيباتكم مع الأخوة الذين هم في نفس الاتجاه يسيء جدا الى البطريركية  بشخص البطريرك لا بل كان ولا يزال سببا لما نلحظه من هوان، وإن لم تصدق أنظر الكم الهائل من النقد والهجوم وجله من الكلدان على سياسات ومواقف الإدارة البطريركية الحالية.


تحياتي

280
الأخ كوركيس اوراها منصور المحترم

تحية طيبة،

كنت قد نصحتك سابقا كصديق أكن له مودة خاصة أن تقرأ بصمت ولا تكتب، لأن حقا إن ما تكتبه يرتد عليك سلبا، لغة وأسلوبا وسياقا لأنه ومع احترامي لشخصك الكريم يشي بضحالة الفكر والثقافة.

الأن أنصحك مرة أخرى كصديق أكن له مودة خاصة أن تقرأ بصوت عال عسى ولعل تستوعب ما تقرأ وألا تكتب إلا بعد أن تفهم ما تقرأ.

والأمر متروك لك.

مع أطيب التحيات.

281

الأخ ظافر شنو محترم

الأخوة المتحاورون

بعد التحية،

بودي التعقيب على أمرين: الأول يخص الزميل الأكاديمي الدكتور صباح قيا وما دار من حديث هنا حول موقف او مواقف له؛ وثانيا حول كتابات الأخ ظافر.

ففي الأمر الأول، أرى من الأولى ان يتم تقديم اعتذار علني وواضح وعلى منصات التواصل ومنتديات شعبنا من قبل الرابطة الكلدانية للدكتور صباح قيا. المسألة ليست النسيان او الغفران هنا. المسألة تخص رفع الغبن والإساءة التي تعرض لها الدكتور صباح.

وفي ذات الموضوع، أشيد بكتابات الدكتور صباح قيا ورباعياته التي فيها يصف بإبداع وواقعية وموضوعية واقع الحال المزري للكلدان والفوضى العارمة التي تمر فيها مؤسستهم الكنسية في السنين العجاف الأخيرة. ولقد تحولت بعض أقواله الى ما يشبه الأمثلة التي يستقيها البعض لوصف الحال.

وفي الآن نفسه، أنا شخصيا لا أعرف الدكتور جورج مرقس وكان المقال الذي وضع رابط له الأخ حنا شمعون اول مقال أقراءه له. ومع جل احترامي، فأنا شخصيا أرى المقال إنشائي المنحى وثنائي التوجه، فيه تكديس للمديح لطرف وذم لطرف أخر، وفيه ذكر لإنجازات أراها شخصيا غير متوافرة على أرض الواقع، ومع جل احترامي ما هي الا إنجازات وهمية يعج بها الموقع البطريركي وإعلامه الذي صار وبالا على المؤسسة البطريركية والكلدان كشعب. وأتحدث كمتخصص وأستاذ لعلوم التواصل والإعلام وأقول ليس هناك إعلام فاشل وردئ وسيء يفتقر الى ابسط مقومات الكياسة والنزاهة وحتى أخلاق المخاطبة مثل إعلام الإدارة البطريركية الحالية، وعلى الخصوص منشوراتها وبياناتها.

وأتي الى الامر الثاني، وهو يخص كتابات الأخ ظافر شنو. شخصيا أشيد بها، لأنها ليست إنشائية وتكديس المديح في غير موقعه. ما يقوم به الأخ شنو هو عبارة عن رد على خطابات تصدرها البطريركية من منشورات وبيانات عديدة واحد يناقض الأخر، وفيها معلومات مغلوطة ولغة غير مقبولة وفي كثير من الأحيان تفتقر الى آداب المخاطبة، ويزيد وقعها سوءا لأنها صادرة باسم شخصية رسمية دينية تجلس على كرسي بابل للكلدان. وما يقوم به الأخ ظافر هو مجرد تحليلها. في الحقيقة إن الأخ ظافر يقدم خدمة مجانية كبيرة للبطريركية لأنه ينبهها الى هفواتها وأخطائها وشطحاتها الكثيرة في شتى المضامير، والدليل هو المرات العديدة التي صححت نفسها بعد تحليل له لبيان صدر عن البطريركية. وكذلك أرى أن الأخ ظافر له رؤى تاريخية صحيحة حول كنيسة المشرق بتسمياتها واختلافاتها الحالية، ويرى، كما يرى الأخرون، أنه يجب إيقاف حملة التغريب والتعريب والتشويه للتراث واللغة والطقس والفنون الكلدانية التي تفاقمت وبلغت حدودا لا تطاق في السنين العجاف الأخيرة.

وأليست حماية الهوية الثقافية للكلدان والتي تتجسد بثافتهم وهويتهم الكنسية من لغة وطقوس وتراث وميراث وفنون وآدب وأشعار وريازة في صلب مهمام الرابطة الكلدانية العالمية؟ الا ترى هذه الرابطة العتيدة كيف يتم هدم أركان هذه الثاقفة والهوية؟ نعم الكتابة على الحائط والكل تقريبا بدأ يعرف السبب والمسبب لهدم هذه الثقافة، ولكنها لا تحرك ساكنا.عجبي؟

تحياتي


282


الزميل الأكاديمي الدكتور صباح قيا المحترم

تحية طيبة،

تعقيبك فيه نقاط ذات أهمية بالغة، قد تحتاج الى مقال منفصل للتعامل معها.

بيد أنني سأركز على بعضها، وهذا لا يعني أن النقاط الأخرى ليست بمستوى أهميتها.

أتفق معك أن كنيسة المشرق، وشقها الكلداني الحالي، لم يروجا لمفهوم قومي حسب التعاريف الدارجة للقومية حاليا.

ولكن، كنيسة المشرق، وشقها الكلداني الحالي، كانتا على الدوام متشبثتان بثقافة وفنون وطقوس ولغة هذه الكنيسة، ولم يتخليا عنها أبدا لأنها كانت جزء من البشارة والمسرة، وهي كذلك.

إن تراث الكنيسة الكلدانية تراث مسيحي، تراث المسرة والبشارة. هذا التراث بفنونه وطقوسه ونصوصه وأناشيده وموسيقاه ونثره وشعره يشكل الثقافة او الهوية الكلدانية وهو في ذاته واحد من المقومات القومية، لأن الآداب والفنون من أرقى ثمار الحضارة الإنسانية.

من هنا يأتي خطر التأوين الذي استفحل كثيرا وصار يهدد الكيان الثقافي والتراثي للكنيسة الكلدانية وشعبها في آن واحد، لأن تاريخيا حتى الذين لم يكونوا كلدانا مثل ملايين الهنود قبل فصلهم عن كنيستهم الأم عنوة، كانوا يعتزون بالتراث الكلداني والطقس الكلداني وقسم منهم لا يزال حتى اليوم، فما أحرانا نحن الكلدان ان نعتز بهذا التراث ونحافظ عليه.

وأتفق معك أن التجديد والحداثة والتأوين واجب، وهذا ما قامت وتقوم به كل أمة تريد أن تحيا وتبقى، ولكن ليس على شاكلة تغريب وتعريب وتشويه وتزوير التراث كما يحدث الآن ضمن حملة منهجية لفصل الكلدان عن جذورهم وهي لغتهم وتراثهم وطقسهم وفنونهم وشعرهم ولغتهم المحكية الساحرة التي لها أدب وفنون غفيرة وثرة وسامية وجلها مسيحي وكنسي ينحو صوب المسرة والبشارة. التأوين الحالي كارثة، أقولها وأكررها وأحذر الكلدان منه ومن عرابه. أقول هذا عن تجربة شخصية في صفوف الكنيسة الكلدانية.

وأنظر الجلبة الحالية، التي لم نكن في حاجة لها ابدا، وهي لن تزيدنا إلا ضعفا وشرذمة لأن لا داعي ابدا لتغير تسمية كنيستنا، لان التسمية هذه جزء من المخيلة والذاكرة الكلدانية الكنسية والعلمانية، وهذا لا يضر إن كان عمر التسمية هذه سنة او عقد او قرن او عشرات القرون. التلاعب بالتسمية والتراث والطقس واللغة والنصوص والفنون بهذا الشكل العبثي لا يقوم به حتى الاستعمار، لأن حتى الاستعمار يحسب ألف حساب قبل ان يتلاعب بذاكرة ومخيلة ورموز وحتى أساطير أي شعب تحت سيطرته.

وأضم صوتي الى صوتك وأردد معك:
"لا تعول كثيرا على الكلدان، حيث سيخذلونك من أول فرصة"
"حتى لو اتفق الملاك مع الشيطان، فلن يتفق مع بعضهم الكلدان."


تحياتي

283

الأخ قشو ابراهيم نيروا المحترم

تحية طيبة

شكرا للرد وشكرا للمتابعة حيث يسعدني تواجدك على صفحتي هنا وحضرتك تكتب بلساننا المقدس، ومن ثم تتابعنا على صفحات التواصل الاجتماعي.

تغمرني السعادة عند مشاهدتي كلماتك المعبرة المكتوبة بالخطوط السريانية المختلفة التي تتألق وكأنها لوحات فنية.

ما تأتي به صحيح حول الوضع الحالي لمؤسسة الكنيسة الكلدانية، ولكن أرجو ان يتسع صدرك كي أصحح خطأ شائعا وهو أن الكنيسة الكلدانية انشقت عن الكنيسة الأم، كنيسة المشرق، قبل حوالي 500 سنة. هذا ليس صحيحا ابدا، لأن التيار الذي اتصل بروما وأتباعه بقوا على مذهب الأجداد ولم يغيروا او يبدلوا في التراث والطقس والثقافة قيد شعرة.

الانشقاق الحقيقي وقع في حوالي منتصف القرن التاسع عشر مع قدوم موجات كبيرة من المبشرين الغربيين وسيطرتهم على اصقاع شاسعة وفصلهم للهند عن الكنيسة الأم.

ولهذا يطلق المؤرخون الكنسيون على ما حدث في حوالي منتصف القرن التاسع عشر "الاتحاد الثاني او بالأحرى الاتحاد الاندماجي،" عندها جرى الانشقاق الحقيقي نتيجة لما غرسه المبشرون من كره لمذهب الاجداد (النساطرة) وهرطقتهم وتكفيرهم.

من هذه الفترة، انشقت كنيسة المشرق الى شقين مختلفين، ولكن في الجوهر والعمق من حيث الطقس والليتورجيا والثقافة واللغة والفنون والريازة بقيت تقريبا كنيسة واحدة عدا ما حدث لملايين من اتباعها في المناطق حيت تم فصلهم عنوة ومن خلال حملات عنيفة حدث فيها اضطهاد قلما عرف التاريخ الكنسي مثيلا لملايين من أتباع هذه الكنيسة.

في رأي، فإن الانشقاق بدأ يزداد سعة والهوة اتساعا في السنين العجاف الأخيرة بسبب التأوين (حملة التعريب والتغريب والتشويه) التي حدثت للثقافة والطقس واللغة والفنون والثقافة لدى مؤسسة الكنيسة الكلدانية.

تحياتي

284
الأخ سيزار ميخا هرمز المحترم

تحية طيبة

لقد استغرق الكثير من الكلدان وقتا طويلا لاكتشاف ما يتعرضون له من هدم وتدمير منهجي متعمد لهويتهم (قوميتهم) وعلى الخصوص الأركان المهمة التي تشكلها وهي اللغة والثقافة والفنون والطقوس والريازة والآدب والشعر.

ومضى وقت طويل لأصوات تحذر من المؤامرة على الهوية الكلدانية لغة وطقسا وتراثا وثقافة وفنونا وشعرا وموسيقى، بيد ان لا حياة لمن تنادي.

غير أنني سعدت بمقالك هذا الذي يحذر الكلدان مرة أخرى وبلغة وأسلوب أخر عسى ولعل يقع على مسامعهم ويستفيقوا من السبات الذي هم فيه لأن المعول الهدام المتمثل بحملة التأوين والتجديد (التخريب) الهمجية هذه بدأ ينخر في الأسس والبنيان أيل للسقوط وسيكون سقوطه مدويا.

إن أردت ان تشتت وتبدد وتبلبل شعبا واحدا متماسكا مثل الشعب الكلداني، اجعله يتحدث بعدة ألسنة وقم بتعريب وتغريب وتشويه ثقافته وطقوسه ولغته وأجعله يقرأ نصوصا هزيلة ركيكة تنم عن عقل مشوش وهي مكتوبة بغير لغته.

إن أردت أن تسحق شعبا وتقطع كل صلة له مع جذوره وتشتته شذر مذر، افعل به ما يفعله عراب التأوين بالشعب الكلداني.

شكرا للمقال وللجراءة التي بين السطور.

تحياتي


285
الأخ سامي هاويل المحترم

تحية طيبة،

لأهمية تعقيبك، اقتبسه كما هو في أدناه.

وجوابي عن سؤالك "هل ستقوم قائمة لهذا الأمة؟" هو كلا لأن هكذا أمة ليست في سبات وحسب، بل قد ماتت واندثرت، لأنها أساسا قد أفقرت وأقفرت من ناحية ممارسة هويتها والتشبث بمقوماتها الأساسية وتأتي اللغة والفنون والتراث والطقس والآداب في مقدمتها.

ليس هذا فقط، هذه الأمة في واد والهوية القومية في واد أخر، وهذا جلي من الموقف من الكم الهائل للتغريب والتعريب والتشويه للأركان الأساسية التي تشكل هذه الهوية. لا أطن هناك أمة حية تقبل أن يحدث لها ما يحدث لنا حاليا، حيث نتحسس ونشعر أننا صوب الهاوية ذاهبون، ومع ذلك لا نحرك ساكنا.

شكرا لمرورك.

تحياتي



تُرى هل ستقوم قائمة لهذه الأمة، إذا كان من يعتبر نفسه كاتب وناشط حريص على (قوميته) ولم يطرق مسامعه صوتك العالي عبر المقالات المتكررة التي دائما دعوتَ فيها الى الأهتمام (بمقومات القومية)؟. ينطبق على هؤلاء المثل القائل "عندما تشير بأصبعك الى ألسنة النار وهي تلتهم غابة بأكملها، لن يركزوا أنظارهم إلا على رأس أصبعك!!!". هذا دليل قاطع بأن الشأن القومي لا أهمية له عندهم، بل كل ما في الأمر هو التدين،
 والتطرف الطائفي.

286
الأخ Bet Nahrenaya المحترم

تحية طيبة

استهل التأخير في التعقيب على ردك بالاعتذار لك وللأخوة الذين ردوا على هذا المقال المهم، بيد أنه لم تسنح لي الفرصة للتفاعل معهم.

وأنا أعود إليه، وفاء  لبعض الأقلام الماسية، والتي في رأي يقع قلمك في مقدمتها، ومن ثم لأن المقارنة هذه تصيب وذات علاقة مباشرة بما يدور حاليا من نقاش في هذا المنتدى.

مفردة "الهوية الكردية" ومقارنتها مع "الهوية الكلدانية" قائم وصائب حتى لو استبدلناه بهوية أي شعب أخر: "الهوية العربية، التركية، الفرنسية، الفلومنكية، الألمانية، الفارسية، وهلم جرا.

مع كل اعتزازي واحترامي، نحن الكلدان لا نملك حاليا ولا نمارس أي من مقومات الهوية (القومية). هذا لا يعني أنها ليست متوافرة. إنها متوافرة كما هي في أي هوية أخرى. المسألة أن الكلدان ضائعون، ومن العسر حاليا جعلهم يميزون بين الطائفة والمذهب من جهة والهوية من جهة أخرى، ومن هنا ليس هناك حضور او ممارسة لأي من مقومات الهوية التي أسردتها في المقال ضمن نقاط محددة؛ على العكس هناك حاليا، وعلى الخصوص في السنين العجاف الأخيرة، حملة لتغريب وتعريب وتشويه هذه المقومات.

وأتفق معك أننا "بدأنا نفقد بوصلة المنطق، هل هو اختلاف في وجهات النظر (اتمنى ذلك)، أم اننا فعلا بدأنا نفقد بوصلتنا". لأن إن كان الكرد شعبا هجينا وشعبا لا عمق تاريخي له ولا عمق ثقافي لغوي وفني وتراثي وطقسي وليتورجي له – حسب أقوال بعض الأخوة – مع ذلك أفلح في إحياء هويته (لغته وتراثه وطقوسه وفنونه)، بينما هناك شعب عمقه عمق الحضارة الإنسانية ولم يفلح حتى في الحفاظ على أبجديته، عرفنا الحكمة من قولك إننا فقدنا البوصلة.

تحياتي

287

الأخ Adris Jajjoka  المحترم

تحية طيبة

"الأمم الحية ترى أن اللغة والتراث والثقافة عماد الهوية القومية."

هذا صحيح، وأشكرك على الاقتباس، وشخصيا أكرره في أغلب كتاباتي. ما بقي لنا في العصر الحديث هذا هو "اللغة والتراث والثقافة والطقوس والآداب والفنون".

ولكن لاحظ أخي العزيز، إن التأكيد هنا هو على "الأمم الحية" – ضع تحت المصطلح عدة خطوط للتأكيد مرة أخرى.

سؤالي: "هل نحن حقا أمة حية؟" لو كنا كذلك لما قمنا بتغريب وتشويه وتعريب وتزوير لغتنا وتراثنا وطقوسنا وآدابنا واستبدلناها بالدخيل والهجين والركيك والهزيل ولأجنبي، وهللنا للذي يقود حملة مثل هذه.

في أي "أمة حية" الذي يقم بتعريب وتغريب وتشويه اللغة والتراث والطقوس لأخرجوه من صفوفهم.

ولهذا، لا أظن نحن "أمة حية". نحن أمة على شفا الزوال والاندثار، لأننا لم نعد نأخذ بمقومات هويتنا وعماد قوميتنا – أعني اللغة والتراث والثقافة.

اما من حيث التسمية، وكأكاديمي، أتفق معك أن لغتنا سريانية، هذا اسمها في الأروقة الأكاديمية، وهذا اسمها التاريخي الذي رافقنا لأكثر من ألفي سنة.

بيد أن التسمية في رأي لم تعد ذات أهمية كبيرة لأن أساسا لم نعد نهتم بلغتنا؛ وترى الحملة الكبيرة التي تشن حاليا لتعريب وتغريب وتشويه هذه اللغة والتراث الثر الذي تحمله.

ومع ذلك، علمتني التجربة أنه من العسر في مكان إزاحة المخيلة الجماعية لدى أي مكون او مجتمع. بعض التسميات حديثة ولكن في المخيلة الجماعية راسخة فينا منذ القدم. وإن راعينا المخيلة الجماعية فهذا لعمري أمر جميل، ولا يعني التخلي عن العلمية والأكاديمية.

فمثلا، تسمية "بابل" - وكا تلاحظ الصراع الكلداني-الكلداني الوطيس حولها -أضافها البابا بيوس الثامن في حوالي منتصف القرن التاسع عشر بعد اندماج الكنسية الكلدانية متمثلة ببطريركها في حينة في كنيسة روما، ويطلق على هذا تاريخيا "الاتحاد الثاني او الاتحاد الاندماجي" لأن قبله لم يكن هناك تبعية او اندماج او حتى اتحاد.  وحتى التسمية الكلدانية لم تترسخ إلا بعد هذا الاندماج. ولكن تسمية "بابل" مثلا والتسمية "الكلدانية" صارتا جزءا من الثقافة والمخيلة الجماعية لدى الكلدان؛ ومن هنا من حقهم الدفاع عنهما، ومن هنا أيضا علينا احترام هذا الخيار.

تحياتي

288
الأستاذ شمعون كوسا المحترم

تحية طيبة،

ما تذكره في تعقيبك المقتضب البالغ الأهمية خطير. الخطر على الكلدان يتمثل في خسارتهم لهويتهم (لغتهم وثقافتهم وطقوسهم وفنونهم)، وليس الصراع على التسمية الذي لا طائل منه ولا فائدة ترتجى منه.

أنظر أستاذنا العزيز الكم الهائل من الجهد الذي نبذله في صراعنا على التسمية (خذ تسمية بابل كمثال)، وكيف نشحذ اقلامنا دفاعا عن تسمية او اسم ما ولا نكترث للمسمى، وهو اللغة والتراث والثقافة.

ملاحظتك في محلها ويعاني منها الكلدان ربما قاطبة؛ وهذه ظاهرة قاتلة مميتة، أي شعب يقع ضحية لها يصبح هباء منثورا، بمعنى يغارد هويته (قوميته) وخصوصيته ويكتسب هوية جديدة.

إن غابت اللغة والطقوس والآداب والفنون وتم استبدالهم بالعربية، معناها ضاعت الأصالة والهوية،؛ لأن ليس الإنسان وحسب بل حتى الأرض تنطق لغة الذين يعيشون عليها ...

تحياتي

الاستاذ ليون برخو
ابتداء احيي فيك اخلاصك وتمسكك بالطقس الكلداني وباللغة الكلدانية.
كلما احضر قداسا باللغة الكلدانية اراني في قداس لا يختلف عن السريان والموارنة والملكيين ، لان جل صلواتهم باللغة العربية . لماذا يسمى طقسنا اذا بالطقس الكلدانس ، فلنقل عنه انه الطثس العربي . باعتقادس صلوات القداس والكثير من صلوات الفروض الاخرى هي شبه مقدسة لا يجب المساس بها . اذا كان الناس لا يفهمون ، على الكاهن شرح الصلاة وبعدئذ تلاوتها بالكلدانية ، ام ان هذا سوف يتعبه ويكلفه وقتا!!! أليس الطقس الوسيلة الواحدة الباقية للحفاظ على لغتنا وتراثنا؟ موضوع مهم جدا جدا لذا احببت كتابة هذين السطرين لجلب الانتباه.

289

الأستاذ نزار ملاخا المحترم

تحية طيبة

تسألني عن اللغة، وتحصر اللغة بالتسمية وحسب. فمثلا، لو قال البطريرك ساكو إن اسم اللغة هو "الكلدانية" عندها لا يهم إن مارسها ام استبدلها بالعربية. وهذا ما استشفه من الصراع الكلداني-الكلداني الدائر حاليا.

قارن مقررات السينودس الكلداني مع السينودس السرياني حيث هناك فقرات وإجراءات عملية للحفاظ على اللغة والطقوس. في السينودس الكلداني هناك العكس.

 وأنظر مثلا، الصراع الكلداني-الكلداني حاليا حول تسمية "بابل." الصراع كبير حو تسمية الكنيسة، وليس حول هوية وثقافة وخصوصية هذه الكنيسة التي تأتي اللغة والطقوس والفنون والآداب الكلدانية في مقدمتها، والتي لم يبق منها شيء تقريبا. فما فائدة التسمية في غياب مسمى؟ هنا أحيل جنابك الى الرد رقم (1) حيث أوضح فيه موقفي:

https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1022447.0.html

اما عن القومية، فالقومية هوية وممارسة. وكتبت مقالا في هذا الشأن قارنت فيه الهوية (القومية) لدى الكلدان مع الهوية (القومية) لدى الأكراد، والمقارنة صالحة مع أي هوية او قومية أخرى:

https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1021418.0.html

عندما نصبح نحن الكلدان مثل الأكراد مثلا من حيث المحافظة والاهتمام وممارسة هويتنا، عندها بالطبع ستكون هناك هوية وقومية كلدانية، وعداه فإنني حتى الآن لم الحظ أي جدية او اهتمام او ممارسة للهوية، على العكس هناك مسعى حثيث لهدم أركان هذه الهوية متمثلة باللغة والتراث والميراث والثقافة والطقوس والفنون الكلدانية، التي صارت جزءا من الأرشيف؛ وحتى بطريركية بابل الكلدانية في السنين العجاف الأخيرة صارت عربية صرفة تقريبا وصارت منبرا لتعريب وتغريب وتهميش وتشويه اللغة والتراث والطقوس والفنون الكلدانية.

وكي أقطع الشك باليقين، أقول إنني كلداني وأعتز بتسميتي وترى إنني أكرر أكثر من مرة على الكلدان التشبث بلغتهم دائما وما تحمله من طقوس وفنون وأشعار وآداب ونثر وغيره، وأكرر على الكلدان احياء لهجتهم الكلدانية الساحرة التي كتبوا فيها شعرا وآدبا وطقوسا ولحنوا فيها أشعارا وترانيم من أبدع ما يكون، ولكنهم أهملوها واليوم يتغنون بالعربية حتى داخل السينودس الكلداني وأروقة الكنيسة الكلدانية. أنظر تعقيب الشماس والمثقف الكلداني الأصيل شمعون كوسا في أعلاه (الرد رقم 4).

أين نحن، وماذا ينتظرنا، بعد السنين العجاف الأخيرة، والله لست أدري.

تحياتي


290

الأخ مايكل سيبي المحترم

تحية طيبة

شكرا لنقلك مشاعر المؤمن الكلداني والذي أكاد اجزم ان الغالبية الساحقة من الكلدان، وأخص الكلدان المؤمنين والممارسين لهويتهم (قوميتهم) التي تشكل اللغة والطقوس والفنون والآداب والموسيقى والريازة الكلدانية عمادها يشاركون هذا المؤمن حرصه على تراثه وميراثه وهويته التي صارت هدفا للطمس والتشويش والتغريب والتعريب والتزوير في السنين العجاف الأخيرة.

إن هذا المؤمن يؤمن – كما أؤمن انا – أن الكلدانية ليست صراخا وشعارات ومناكفة، بل هوية يجب ممارستها، هي لغة يجب إحيائها، هي طقوس وفنون وتراث وآداب يجب تأوينهم، أي إحيائهم وتبسيطهم وشرحهم وتعليمهم وتدريسهم بلغتهم وتفضيلهم على كل دخيل وأجنبي عربي كان أم غيره.

إن قلنا نحن كلدان وهمشنا لغتنا وتراثنا وطقوسنا وفنوننا وآدابنا فإننا نكذب أولا على أنفسنا ومن ثم نجعل من أنفسنا أضحوكة، لأن ليس هناك صاحب هوية ويعتز بهذه الهوية ويحرص عليها وهو لا يحب او يهمش او يعرب ويزور لغته وتراثه وطقوسه وآدابه وشعره وفنونه، كما هو شأن صاحب حملة التأوين التي غايتها طمس التراث الكلداني ومعه الهوية الكلدانية.

كيف يجوز للذي ائتمنه الكلدان حافظا لطقسهم ولغتهم وتراثهم وفنونهم وريازتهم الكنسية أن يتجرأ ويشن حملة طمس لهذا التراث بحجة التجديد.

لو أي أمة حاولت ان تجدد مثل التجديد (التأوين) الذي يحدث للكلدان، لخسرت نفسها.

طبق التأوين البطريركي على أي شعب أخر، وستراه في غضون جيل واحد قد خسر لغته وتراثه وميراثه وطقوسه (هويته) وتبنى تراثا ولغة وميراثا وهوية دخيلة أجنبية.

خذا الأكراد او الفرس او الأتراك أي شعب أخر، فلن يقبلوا أبدا أن يفعل أي كان بلغتهم وتراثهم وطقوسهم وفنونهم وموسيقاهم ما يفعله صاحب التأوين في سنيه العجاف بالكلدان ومؤسستهم الكنسية، المؤسسة الوحيدة التي يملكونها.

التأوين يقترحه ويفرضه شخص واحد في الكلدان، وهو بصورة عامة عملية وممارسة منبوذة من كل كلداني محب وممارس للغته وهويته (قوميته).

ليس هذا فقط، هناك حملة ضد كل من يحب ويمارس الهوية الكلدانية داخل المؤسسة حاليا، حيث هناك هجوم على الشمامسة المتضلعين بلغتهم وطقسهم وفنونهم الكلدانية وكذلك هجوم على الموسيقى والألحان الكلدانية والآلات الموسيقية الكلدانية وحضرتك تؤرشف مواقف مثل هذه وتمدنا اياها ليس بالشهر واليوم الذي حدثت او قيلت فيه بل في الدقيقة والثانية التي أتت فيها.

لن تقوم قائمة للكلدان إن لم ننهض سوية ونحي لغتنا وتراثنا وطقسنا الكلداني الكنسي، لأن جل ما نملكه كنسي المنحى.

وهناك، للكلدان الذين قد لا يعرفوا المدى والسمو الذي وصله تراثهم وطقوسهم وفنونهم بلغتهم المحكية الساحرة، هناك تراث ثر وغني وكبير باللهجة الكلدانية المحكية الساحرة.

بدلا من ان نحي هذا التراث المكتوب بلهجتنا المحكية الساحرة، وهو يمثل العصرنة والحداثة والتأوين بذاته لأنه يستقي من الينبوع الرقراق للميراث، نرى تعريبا وتغريبا وتشويشا وتهميشا وتزويرا على مستوى كبير لا يجوز القبول به لأنه يرقى الى جريمة في حق الكلدان وهويتهم وخصوصيتهم (قويمتهم).

فقط لا أستطيع تصور كيف يهادن او يقبل او يسكت الكلدان على حملة التأوين التي يشنها صاحبها ضد كل ما هو كلداني أصيل حيث يعرب ويهمش ويشوش ويزور ويزدري ويفضل العربية لغة على الكلدانية بحجج واهية ومن ثم يفرضها فرضا على المؤسسة.

هذا لا يحدث لدى أي شعب حريص على هويته (قوميته) ولا يقبل به أي إنسان يقول إنه حريص على هويته (كلدانيته).

تحياتي


291

البيان الختامي للسينودس الكلداني – جعجعة بلا طحين

وهكذا أنهى السينودس أعماله، ونشر بيانا ختاميا. لن أغوص في تحليل البيان ولكن إن كان لابد من كلمة فيه، فإن البيان عمومي لا يرقى الى الطموح ويتناول مسائل عامة غير ذات علاقة بما تعانيه مؤسسة الكنيسة الكلدانية من أزمة عميقة وشديدة.

ولكن ما أسترعى انتباهي وتركيزي، كانت نقطتان، وهنا مرة أخرى أستميح الأساقفة الأجلاء عذرا كي يقبلوا أن ادلو بدلوي انطلاقا من حرية ابداء الرأي.

النقطة الأولى تخص ما ورد في ذيل البيان، حيث يقول إن الأساقفة الكلدان "عبروا بحماسة عن اعتزازهم بهويتهم الكلدانية." هذا حقا أمر جميل، ولكن مع جل احترامي إنه حبر على الورق ليس إلا.

وإن لم يكن حبر على الورق، لكان هناك قرارات للالتزام بالهوية الكلدانية لمؤسسة الكنيسة الكلدانية. العبارة الفضفاضة "الاعتزاز بالهوية الكلدانية" تبقى حبرا على ورق إن لم تتبعها إجراءات للالتزام بهذه الهوية؛ وهوية أي مؤسسة هي لغة شعبها وطقوسه وفنونه وشعره وآدابه وموسيقاه وريازته.

في الحقيقية، هالني ما شاهدته من تشويه وتغريب وتعريب للهوية الكلدانية في نشاطات السينودس التي كانت تبث على الهواء.

هذه لم تعد الكنيسة الكلدانية التي نعرفها ابدا، لغة وتراثا وطقسا وهوية. كمّ التشويه والتغريب والتعريب الذي وقع في السنين العجاف الأخيرة مهول وسيصبح تركة ثقيلة على كاهل إي إدارة جديدة التي إن كان لها ذرة من الحرص على الهوية لرفعت وأزالت فورا كل هذا الكم الهائل من التشوية والتعريب والتغريب والتزوير للهوية الكلدانية.

وكان الكراس الذي فرض على الأساقفة لقراءته والنصوص العربية الركيكة والدخيلة التي أقحمت فيه مثال صارخ أن القول الذي ورد في البيان من حيث الاعتزاز بالهوية الكلدانية مجرد قول فارغ وحبر على الورق. كان الأجدر بالأساقفة رفضه لأن الكراس دخيل وفيه تهميش وتعريب وتغريب وتزوير صارخ للهوية الكلدانية.

كان الأولى العودة الى الكراس الأصيل الذي تم تزويره في السنين الأخيرة، والنهل منه.

إن حجة أن الناس لم تعد تفهم، حجة أكل عليها الدهر وشرب. في الإمكان ترجمة النصوص وبيسر رقميا على الشاشة كي يتابعها الناس وتبقى النصوص على أصالتها لغة ونصا وتناصا ولحنا.

هل يعلم الكلدان ان الكراس هذا فيه تزوير كثير وتشويه وتغريب وتعريب لهويتهم، فكيف يقبلون به؟ أي شعب حي، واي مسؤول يقول إنه يعتز بهويته، لرفض التعامل مع كراس مزور مثل هذا.

ولهذا لا استطع مع جل احترامي تصديق المقولة هذه من أن الأساقفة حقا يعتزون بهويتهم الكلدانية، لأن إن كان الأمر كذلك لرفضوا التعامل مع كراس لا يمت لنا بصلة لما فيه من تشويه وتزوير وتغريب وتعريب لهويتنا. الهوية هي ممارسة والتزام وليس أقوال.

والنقطة الثانية، تخص التركيز على كتاب القراءات، وهذا كتاب دخيل أخر نصوصه كتبها صاحبها بعربية ركيكة هزيلة، أكاد أجزم، كما قلت في متن المقال إنها تفتقر الى جملة مفيدة واحدة من حيث التركيز والسياق والتساوق والتناص مع المسرة والبشارة؛ والأفكار والثيمات التي فيه تدلل على عقل مشوش يفتقر الى التركيز وغياب ملكة لغوية وخطابية حتى باللغة العربية والنصوص لا ترقى حتى إلى مستوى إنشاء في مدرسة اعدادية.

أين الاعتزاز بالهوية الكلدانية ونحن نؤلف نصوصا بعربية هزيلة سمجة ليس فيها جملة مفيدة ونفرضها على شعبنا الكلداني كي تحل محل نصوص نبوية من قراءات في تراثنا وبلغتنا فيها من التناص مع البشارة والمسرة ما يبهر الأبصار ولها موسيقى وألحان تأخذ بالألباب. وكل جملة فيها وكأنها ميزان لروعة الأسلوب وتسلسل الأفكار وعمق المتن والمعنى والتناص المباشر مع المسرة والبشارة.

ليقارن أي منصف قراءة لملفان من ملافنة الكنيسة الكلدانية مع هزالة نصوص القراءات هذه التي ليس من الانصاف ابدا توصيفها كقراءات، لأنها حقا لا تستحق القراءة، ناهيك عن هزالتها لغة ونصا ومتنا وغيره.

بعد كل هذا الكم الهائل من التشويش والتشويه والتغريب والتعريب والتزوير للتراث والهوية الكلدانية، يأتي ويقرأ مزاميره علينا ويقول هذا انطلاقا من الاعتزاز بالهوية الكلدانية.

أقول لن يقبل أي شعب حي ما يحدث من تهميش وتشويه وتغريب وتزوير للهوية على يد من ائتمنه الكلدان  الحافظ على هويتهم.

لدي نص الكراس الذي فرضه صاحبه على الأساقفة في السينودس وأكرر وأقول إن صاحب الهوية والمعتز بالهوية لرفض اعتماده مهما كان من أمر.

في رأي جعجعة السينودس خرجب بلا طحين لأن البيان الختامي ومع الأسف الشديد مجرد إنشاء، حيث لا قرارات فيه ولا إجراءات عملية للمتابعة ما يجعل المرء يضرب عشره على رأسه لاجتماع دام حوالي أسبوع ولم يعرج على ذكر أي من المسائل العويصة التي تعاني منها المؤسسة الكنسية والتي هي تقريبا على لسان أغلب الكلدان وأتباع هذه الكنيسة.

وليكن الله في عون الكلدان.


292
الزميل الأكاديمي الأستاذ الدكتور صباح قيا المحترم

تحية طيبة

شكرا للتعقيب الذي يسلط مزيدا من الضوء على الموضع.

ويبدو لي أن الرباعيات الجميلة التي تقرضها لتوصيف حالنا صارت دليلا كي نعرف من نحن وأين نحن وما موقعنا من الإعراب.

ويبدو كذلك، أن الكلدان شرعوا في اقتباسها للتأشير الى مواطن الخلل لديهم، وهي كثيرة وفي رأي خطيرة لأن تصرخ في وجهنا وتقول: "أيها الكلدان بينكم وبين الحفاظ على هويتكم (قوميتكم) هوة شاسعة لن تستطيعوا ردمها على ما أنتم عليه، وأنكم ضائعون وفي كل واد تهيمون؛ لا نقطة انطلاق لكم، وليس هناك ملتقى او نقطة لقاء ستجمعكم."

وبدوري اقتبس منك لوصف الحال الحزين الذي نحن فيه وأردد معك: "لا تعول على الكلدان لأنهم سيخذلونك لأول وهلة."

وأردد معك أيضا: "حتى لو اتفق الملاك مع الشياطان فلن يتفق مع بعضهم الكلدان."

وها هو الأخ نزار ملاخا يقتبس منك في أدناه، مطاوعا رباعيتك شارحا صدره وما يرمي إليه.

تحياتي


293
"علينا أن نُهمل كل الدراما غير النافعة في مسيرة حياتنا، وأن نشطب كل من يحمل أو يُسبب لنا تلك الدراما وأن نعيش حياتنا بأقل ما يُمكن من خسارات وأزمات ومطبات.

وأهم ما في الموضوع هو أن لا نحمل تلك الأحجام المخيفة الرهيبة من الضغائن والكراهية ضد بقية البشر مهما كانت الأسباب، لإن الحقد والكراهية أسلحة مُدمرة ذات حدين .

الحياة برأيي هي عملية عطاء أكثر منها عملية أخذ، لِذا لا تعيشوا حياتكم منتظرين أن تأخذوا، لإنكم في هذه الحالة ستنتظرون طويلاً وستعيشون حياة ذل وحرمان وقحط وإنتظار مُجدب وقاتل .
 
منشوري هذا ليس وعظاً لإني اكره الوعظ والوعاظ ، فكلنا سيخرجُ من هذه الحياة ذات يوم، فلنحاول أن نخرج ونحنُ سعداء، لإنه ليس هناك ما يستحق السعادة أكثر من القناعة بالخروج المُريح الذي لا عودة بعده . "

(مقتبس من أخر مقال قرأته للحكيم البغدادي، الاسم الحركي الذي كان غالبا ما يذيل به صديقي طلعت مقالاته)

الأخ زيد ميشو المحترم

كان لخبر وفاة الأخ والصديق طلعت ميشو وقع الصاعقة علي. شخصيا سأخسر متابعة ما كان يبدعه يراعه في مقالاته الفكرية التي من خلالها كنت استشف أنه إنسان رائع محب لا بل كله محبة وينبذ التعصب والكراهية والحقد.

مصابكم أليم كما تشي كلمتكم التعبيرية هذه، ووفاء لطلعت أقترح - والأمر متروك لكم - انتقاء مجموعة من مقالاته الفكرية ونشرها في كتاب. الانتقاء سيكون صعبا لأن المرحوم غزير الانتاج وانتاجه بمجمله راق وسام فكريا ولغويا. ومن طرفي كصديق له، إن احتجتم الى مساعدة او مشورة لهذا المشروع، فلن أبخل في تقديم المستطاع.

ليون

294
الأخ لوسيان المحترم

تحية طيبة

هناك اقتباسان في تعقيبك الذي يسلط الضوء على الموضوع.

لنأخذ الاقتباس الأول: "يا رب خلصنا من الجراد والحشرات الدابة والحر الذي يحرق الزرع ..." أولا، هذا الاقتباس، ومع كل احترامي، جزء من حملة التضليل والغش الذي يتعرض لها التراث واللغة والطقس والفنون الكلدانية، لأنه محض افتراء، رغم أن صاحبه يكرره حد القرف منذ بداية الثمانينيات من القرن المنصرم وحتى اليوم. ثانيا، الاقتباس خارج سياقه تماما وليس جزء من صلاة الجماعة في الكنيسة الكلدانية وأنا أصبح لي عقود في هذه الكنيسة ولم نعرج عليه ولو مرة واحدة. والاقتباس جزء من نص سام أدبي رفيع مكتوب بلغة سلسلة شعرية جميلة، بيد أنه ليس ابدا جزءا من صلاة الجماعة. إذا لماذا التشبث به وتكراره؟ ومن ثم ورغم عدم كونه جزء من صلاة الجماعة، النص يتماشى مع الحاضر وكأنه قيل اليوم، لأننا لا زلنا نعاني من آفات كثير وحشرات (فيروسات) وجراد (آفات زراعية) بالكاد نحمي أنفسنا وزرعنا منها.

والاقتباس الثاني: " لكن ثمة عائق آخر هو أن طقوسنا الحالية تعود إلى أكثر من ألف سنة، البعض منها ولد في بيئة جدلية كريستولوجية. المضمون أحيانا واللغة واسلوب الأداء لا يرتبط بحاضر معاصرينا وحساسيتهم وظروفهم. فمن غير المنطقي التمسك بحذافير هذه الطقوس. ونحن نواجه مثل هذه التساؤلات: ما هي نظرتنا للمستقبل؟ وما هي استراتيجيتنا للمرحلة القادمة؟" أيضا غير صحيح وجزء من حملة الافتراء والغش والخداع التي يتعرض لها الكلدان منذ الثمانينيات من القرن المنصرم وحتى اليوم تحت لافتة "التأوين" – أي التعريب والتغريب والتشويه التي يعرض لها الميراث والتراث والثقافة الكلدانية ومع الأسف على يد الذي ائتمنه الكلدان على ميراثهم. للعلم، فإم كريستولجيا المشرقية الكلدانية الطقسية هي اليوم مثار إعجاب واعتزاز من لدن الكنيسة الرومانية الكاثوليكية (الفاتيكان) التي ترى فيها قربا من المسرة والبشارة ما لم تصله أي كريستولوجية كنسية أخرى.

وأخيرا، التحديث والعصرنة ليسا في إلغاء التراث وتعريبه وتغريبه وتشويهه بل في إحيائه وتبسيطه بلغته وضمن سياقه ومحيطه ولحنه وموسيقاه وثقافته ولا سيما لغته، وإن زدنا عليه يجب ان يكون ما نؤلفه يستقي من ذات الينبوع ويضيف إليه ماء رقاقا وليس أسنا كما يحدث الآن.

وهذا هو حال أي تحديث وعصرنة (تأوين) حيث نحي فيه الماضي ونضيف إليه ضمن سياقه والذي يضيف اليوم يجب ان يكون بقامة عمالقة آدابنا وفنونا الكنسية وليس كل من هب ودب لا ملكة لغوية له، وإن كتب فإن ما يكتبه هو بلغة دخيلة وأجنبية وأسلوبه لا يرقى باللغة العربية التي يكتب فيها الى أسلوب إنشاء لطالب في الإعدادية. ليس هناك شعب يقبل أن يتم تعريب وتغريب وتشويه تراثه بهذا الشكل ويسكت مالم يكن قد دخل في سبات ربما لا نهوض منه، وإلا كيف يقبل الكلدان ان يهدم بيتهم – هويتهم – (تراثهم ولغتهم وطقوسهم وآدابهم وفنونهم) بهذا الشكل المنهجي المتعمد دون أن يحركوا ساكنا؟

تحياتي

295
الأساقفة الكلدان: الرجاء إيقاف تغريب وتعريب وتشويه لغة وتراث وثقافة وطقس وفنون (هوية) الشعب الكلداني وكنيسته الكلدانية الكاثوليكية

يلتئم الأساقفة الكلدان حاليا في اجتماع مهم (سينودس) في بغداد. الكل ليس حاضرا، ولكن الأغلبية الساحقة تحضر الجلسات.

وبفترة ليست قصيرة، طالعنا الإعلام البطريركي بجدول الأعمال. ولأن بعض جلسات الاجتماع ونشاطات الحاضرين من الأساقفة نقلتها وتنقلها وسائل الإعلام، لذا فإن ما يجري مع محتوى جدول الأعمال أصبحا جزءا من الفضاء العام، ومن حق أي كان وعلى الخصوص الكلدان وأتباع الكنيسة الكلدانية التعليق والتعقيب والمناقشة.

وأنا استخدم حق إبداء الرأي انطلاقا من أن جدول الأعمال وبعض الجلسات وقسم كبير من النشاطات تبث على شبكات التواصل. والتعبير عن الموقف والرأي مصان وحق في عالم اليوم، الذي فيه صرنا كلنا أصحاب منصات تمكننا بث ما تختلجه صدورنا.

وبعد قراءتي لجدول الأعمال بتمعن ومشاهداتي، أرفع هذا النداء من أعماق القلب الى الأساقفة الأجلاء ادعوهم فيها الى إيقاف ما نشاهده كتابة وممارسة وقولا من تغريب وتعريب وتشويه للغة وتراث وثقافة وطقس وفنون (هوية) الشعب الكلداني وكنيسته الكلدانية الكاثوليكية.

أرفع رجائي إليهم أن يوقفوا حملة التعريب (التأوين) هذه، لأنها لا تليق بشعب أصيل مثل الشعب الكلداني وكنيسة عريقة مثل الكنيسة الكلدانية.

أرفع رجائي إليهم أن يوقفوا القراءات والترجمات والكتابات الركيكة من هنا وهناك التي يجري إقحامها في الطقس والتراث والثقافة والفنون الكلدانية.

أرفع رجائي إليهم أن يوقفوا التلاعب بالفنون والموسيقى والتراث الكلداني الأصيل الذي لا مثيل له حقا والعمل على إحيائه بأسلوب عصري حداثي وليس أسلوب من هنا وهناك حيث لا أصالة ولا حداثة غير تغريب وتعريب وتشويه.

أرفع رجائي إليهم أن يوقفوا تشويه كتب التراث والطقس وإقحام الغريب والدخيل فيها وأحيانا تزويرها وادعاء تأليفها بوضع اسمائنا عليها.

أرفع رجائي إليهم حذف ورفع ما تم إدخاله من نصوص ركيكة هشة أكاد أجزم ليس فيها جملة مفيدة واحدة من حيث نسق المعنى وتساوق الأفكار وتركيزها ومركزيتها وتناصها مع المسرة والبشارة.

 أرفع رجائي إليهم عدم الركون الى نصوص دخيلة مترجمة بعربية ركيكة، بل الحفاظ على النصوص الأصيلة النبوية وإن كان لا بد من ترجمة لتكن عامل مساعد وليس كما هو الآن حيث تحل محل الأصيل وتزيحه.

أرفع رجائي إليهم جمع شمل المثقفين الكلدان من الشمامسة وغيرهم بعد هجرتهم الجماعية في السنين الأخيرة صوب الفضاء الافتراضي كنتيجة مباشرة لسياسات التعريب والتأوين والتغريب.

أرفع رجائي إليهم بث الحياة في المعهد الكلداني الوحيد الباقي لنا وذلك بإعادة تدريس لغتنا وتراثنا وطقوسنا وفنونا وموسيقانا الكنسية فيه.

أرفع رجائي إليهم إيقاف الحملة على الرهبنة الكلدانية وكان أخرها منشور فيه من الابتذال ما لا يجوز ابدا أن يصدر عن هرم مؤسسة كنسية بحجم الكنيسة الكلدانية.

أرفع رجائي إليهم أن يجعلوا من أداء الإعلام البطريركي نقطة أساسية ومهمة في جدول أعمالهم وأن يشكلوا لجنة تراقب ما تصدره البطريركية من خطاب للارتقاء به الى مستوى مدني حضاري مقبول.

أرفع رجائي إليهم ان يكشفوا لنا مصدر التسريب الذي يرقى الى نشر غسيل من العيار الثقيل لمعلومات حول أساقفة وكهنة كلدان لا يجوز ان تصبح ضمن الفضاء العام، علما أن هذه المعلومات الخطيرة لا يملكها إلا هرم المؤسسة وعلما أنه يتم بثها في الفضاء العام من خلال أسماء مستعارة.

أرفع رجائي إليهم ان يكشفوا لنا حيثيات المحاكم التي كانت البطريركية طرفا فيها، إن في العراق او خارجه، لأن أصبحت مادة للقيل والقال في فضاء الإعلام ووسائل التواصل.

أرفع رجائي إليهم ان يوقفوا تدخل مؤسسة الكنيسة الكلدانية ممثلة بالبطريركية في دهاليز السياسة الفاسدة في العراق.

أرفع رجائي إليهم أن يحافظوا على خصوصيتنا كشعب كلداني وكنيسة كلدانية ذات خصوصية من خلال إحياء تراث وثقافة ولغة وطقوس هذه الكنيسة العظيمة وليس تغريبها وتشويهها وتعريبها.

أرفع رجائي إليهم أن ينسقوا ويتعاونوا مع المثقفين الكلدان من المتضلعين بثقافة ولغة وطقس وفنون شعبهم وكنيستهم للاستفادة من إمكانيتهم في إحياء الهوية الكلدانية الأصيلة.

أرفع رجائي إليهم ان يتعاونوا مع المختصين والعلماء والمثقفين الكلدان للاستفادة القصوى من الثورة الرقمية وتطويعها لإحياء التراث واللغة والطقس والفنون الكلدانية.

أرفع رجائي إليهم إن يبثوا الحياة في الآدب الكلداني من شعر ونثر وفنون وجله كنسي.

أفع رجائي إليهم ان يلموا شمل كنيستهم ويجمعوا الكل تحت خيمتها وعلى الخصوص المعارضين لنهج الإدارة الحالية.

أرفع رجائي إليهم ان يمنحوا المعارضين من الكلدان – وهم ليسوا أقلية كما يتصور حسب ظني – ويسمعوا لهم ويناقشوهم بروح رياضية ويتقبلوا نقدهم ويتعاملوا مع النقاط التي يثيرونها برحابة صدر للوصول الى قاسم مشترك يجمعنا كلنا.

وأخيرا وليس أخرا، أرفع رجائي إليهم بث الحياة في الآدب الكلداني الكنسي المكتوب باللهجة الكلدانية الساحرة وهو آدب ثر وغني أبدع فيه الكلدان في مستهل القرن العشرين وحتى منتصفه قبل أن تزيحه حملة التعريب والتغريب في بداية الثمانينيات من القرن ذاته.

أظن هناك نقاط أخرى كثيرة  يتمنى الكلدان أن تصبح مثار نقاش في السينودس بدلا من جدول الأعمال الحالي الذي لا يرقى الى الطموح ويقترب كثيرا في المتن والنقاط واللغة من منهج سفرة مدرسية.

296
وفي السياق الذي نحن فيه، تردني العديد من المبادرات الجميلة بلغتنا الأم من الأصدقاء والصديقات والمتابعين والمتبابعات والأخوة والأخوات في مواقع التواصل وهم بالالاف والحمد لله.

وهذه مبادرة جميلة من الأخ بدران عمرايا بلغتنا الأم، وهي بمثابة لوحة فنية تظهر جمال الخط السرياني، الذي له من السحر والجمال، ومع احترامي الشديد، ما يفوق الخط العربي. الفرق أن العرب ملتزمون بلغتهم وخطهم وفنونهم وشعرهم وتراثهم وآدابهم شأنهم شأن كل الشعوب الحية ونحن لسنا كذلك ومع الأسف الشديد.

ولنبادر كلنا لجعل لغتنا شعارا لهويتنا القومية والكنسية ونحاول في أقل تقدير تعلم أبجديتها المقدسة وكذلك في أقل تقدير أيضا كتابة اسمائنا بها وكتابة العناوين والتسميات المؤسساتية بها أيضا:

297
ابجديتنا المقدسة: ܐܒܓܕ ܗܘܙ ܚܛܝ ܟܠܡܢ ܣܥܦܨ ܩܪܫܬ (ابجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت): من كنيسة المشرق الى الأشقاء السريان مع تحية من القلب والأعماق

تغمرني السعادة وأنا أرى ان الأطياف او القوس قزح الذي يشكل شعبنا الواحد رغم التسميات المختلفة، إضافة الى كنائسنا المشرقية الواحدة، رغم ميولها ومذاهبها المتعددة، تثمن الجهود التي أبذلها لنشر وتعليم لغتنا وتراثنا وثقافتنا وطقوسنا وآدابنا وفنونا وأشعارنا على وسائل التواصل وتتفاعل معها بجدية وإيجابية:

https://www.facebook.com/leon.barkho

حقا هذا يدخل الفرحة الى النفس والقلب ويجعلني أبتهج ويحفزني الى تقديم المزيد من روائع كنيسة المشرق المجيدة.

واللغة والآدب والثقافة والفنون والطقوس العائدة لنا مشرقية الهوى والمنحى تعبر عن المسرة والبشارة بنفس وميل مشرقي أصيل يعود لنا كلنا باختلاف تسمياتنا ومذاهبنا، ويصرخ في وجهنا قائلا: إننا شعب ابي، شعب واحد له لغة مشتركة وثقافة واحدة وآدب وفنون وطقوس مشتركة، وهذه من أرقى ثمار الحضارة الإنسانية؛ وفي العمق والجوهر، ماضيا وحاضرا ومستقبلا، تشكلنا كأمة وهوية قومية وثقافة كنسية مشتركة.

وكانت سعادتي لا توصف عندما أرسل لي أحد المتابعين في تعقيب له على أخر نشاط قمت به، وهو النشيد الملكي المشرقي، وقد كتبه بالخط الشائع لدى الأشقاء السريان، وفيه اعتذار لأن لم يسعفه الحاسوب كتابته بالخط الاسطرنجيلي، وهو الخط الساحر، خط ملوكي من الخطوط السريانية البديعة الساحرة التي تجمع شقي شعبنا وكنائسنا من المشارقة والمغاربة (شرق وغرب نهر الفرات).

أعزف عن ذكر اسمه وأترك الأمر له، بيد أنني أقول إنك يا أخي العزيز برهنت ان الثقافة واللغة والطقوس والريازة والشعر والآدب والفنون التي نملكها هي التي تشكل هويتنا وخصوصيتا كأمة ذات هوية مميزة (قومية) وكنائس مشرقية مجيدة.

وأنا بدوري أهدي له الصفحة الخاصة بالنشيد الملكي الذي نحن في صدده في حوذرتنا المقدسة المشتركة لكنيسة المشرق الكلدانية-الأشورية، التي يعدها المختصون والأكاديميون والعلماء جوهرة ولؤلؤة الآداب والفنون الكنيسة في المسيحية طرا، شرقا وغربا، ويظهر فيها الخط الاسطرنجيلي بجلاء.

فإلى اشقائي السريان أرسل تحية من الأعماق تحية محب لإرث وتراث كنيسته المشرقية المجيدة وكذلك من محب لتراث وإرث ولغة وفنون وطقوس الكنيسة السريانية المجيدة بفرعيها الأرثدوكسي والكاثوليكي والفروع الأخرى التي تشترك معهما في العمق ونحن وهم انصهرنا في بوتقة واحدة مشكلة سبيكة لا تتجزأ ابدا.

ولكل من يحمل إرث ܐܒܓܕ ܗܘܙ ܚܛܝ ܟܠܡܢ ܣܥܦܨ ܩܪܫܬ (ابجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت) أقول إنكم احفاد أبجدية ولغة صاحبة ثقافة وفنون وطقوس وآداب سامية لا ترقى الى سموها أي أبجدية أخرى.

وتتذكرون أنها الأبجدية التي كتبها الرومان على الصليب في الجلجة ونطق بها المصلوب، ابن الأنسان.

وأن ابجديتكم هي أصل اللغات السامية حيث إن النبطية التي عنها تطورت الأبجدية العربية أصلها ܐܒܓܕ ܗܘܙ ܚܛܝ ܟܠܡܢ ܣܥܦܨ ܩܪܫܬ

ومن هذا المكان أدعوكم الى التشبث والتمسك وعدم التهاون في الحفاظ على ܐܒܓܕ ܗܘܙ ܚܛܝ ܟܠܡܢ ܣܥܦܨ ܩܪܫܬ وذلك من خلال إحياء هذه اللغة وما تحمله من تراث وفنون وآداب وثقافة ما استطعنا الى ذلك سبيلا.


وكذلك انتهز هذه الفرصة كي أحثكم لا بل أطلب منكم الوقوف في وجه أي مسعى لتهميش هذا التراث وهذه الثقافة وهذه الفنون، فنون ܐܒܓܕ ܗܘܙ ܚܛܝ ܟܠܡܢ ܣܥܦܨ ܩܪܫܬ، التي هي هويتنا ومؤشر لوجودنا ماضيا وحاضرا ومستقبلا.

إن الذي يهمش هذه اللغة وهذه الفنون وهذا التراث ويستبدله، أي كان وأي كان شأنه ومركزه وطائفته وتسميته وميله، يقتلنا، شأنه شأن الذين اضطهدونا وقتلونا وهججونا وطمسوا ثقافتنا وأحرقوا كتبنا إن كانوا في الشرق او الغرب.

الأعداء قد يقتلون الجسد، ولكن الذي يحارب اللغة والثقافة والطقوس والفنون والآدب والشعر والريازة، يحارب ويضطهد ذاكرتنا الجمعية التي تراكمت عبر التاريخ، وبهذا ينفينا من الوجود وخطره أشد علينا من خطر أي عدو أخر.


وأنتهز هذه المناسبة أيضا كي أخاطب اشقائي السريان ومعهم مؤسستهم الكنسية وذلك بالإشادة بمقررات السنهادوس (المجمع المقدس) الذي عقدته مؤخرا حيث كانت فيه فقرات واضحة تدعو الكل الى التشبث بالطقس واللغة والريازة الكنسية والعمل الحثيث على احياء التراث والفنون الكنسية بلغتها السريانية المقدسة لتي تعد ركنا من أركان مسيحيتنا المشرقية وهويتنا الوطنية.

ونحن في أحر من الجمر في انتظار نهضتكم ونهضة كنيستكم المقدسة ومعكم اللغة وما تحمله من فنون وثقافة وآداب واشعار وأناشيد وطقوس التي في مجملها تشكلنا كلنا سوية في إطار الأمة الواحدة والكنيسة الواحدة، رغم التباين التسموي والاختلاف المذهبي الذي فرضته علينا عوادي الزمن.

واهيب بكل اطياف شعبنا  ان  تكون لغتنا مع الثقافة والفنون والطقوس والآداب التي تحملها والتي تشكلنا هوية  قومية واحدة ومسيحية مشرقية  جامعة هي المحك والمعيار  للتنافس والتعبير عن هويتنا  القومية والكنسية وليس الصراع على التسميات واحقية المذاهب التي نحن عليها.


298

الاخوة المعلقون والمتابعون الكرام

تحية طيبة

المقارنة مع الأكراد واردة وفي محلها لأن التركيز فيها هو على الثقافة واللغة والتراث والفنون والطقوس التي تشكل اليوم ركنا مهما وأساسيا من أركان الهوية (القومية) الكردية. أما بالنسبة للكلدان، فإنها ليست ذات أهمية، بل أن الكثير من مثقفيهم، وكما نلاحظ على صفحات هذا المنتدى، يناصرون الشخصية التي تكره وتنبذ وتحارب وتشوه هويتهم من حيث اللغة والثقافة والفنون والطقوس وغيره، وهي الأركان الأساسية للهوية (القومية).

والى الاخوة مناصري البطريرك ساكو، أرجو عدم المزايدة، لأن مناصرتكم له في كل صغيرة وكبيرة من خلال خطاب إنشائي مردودها عكسي تماما، بدليل تجاهلكم للنقاط العشر المذكورة في هذا المقال والمسائل الأخرى الواردة فيه والتركيز على الدفاع من اجل الدفاع.

 اختلافي الجوهري مع البطريرك ثقافي يخص اللغة والتراث وكل النقد الموجه له يقع في هذا الإطار وسببه موقفه غير الحميد من الثقافة واللغة وممارساته التأوين (التعريب وتهميش وازدراء الثقافة واللغة والطقس) الذي استفحل في عهده ووصل حدا لا يمكن السكوت عنه.

ومن ثم المقارنة قائمة وفي محلها لأنها ستنطبق حتى لو غيرت كلمة الاكراد الى "الأتراك" او "الفرس" او "العرب" او غيره من الأمم الحية التي ترى ان اللغة والتراث والثقافة عماد الهوية القومية.

وذكر البطريركية الحالية في محله لأن في الرسالة الى البرلمان الكردستاني يطالب البطريرك بالقومية والحقوق الثقافية، وهذه بالنسبة لي أشبه بنكتة، لا بل نكتة العصر. لأنني أسأل أين صارت الحقوق الثقافية للكلدان في عهد هذه البطريركية العتيدة؟ ألم تهينها بتكرار وتزدريها حتى اليوم؟ ما هو الذي قدمته للثقافة الكلدانية غير الهدم المستمر وتشويه النصوص وازدراء الفنون واللغة والطقس .

إنها مفارقة عجيبة وغريبة ان تطالب البطريركية بالحقوق الثقافية للكلدان وهي بالأساس لا تعترف ولا تمارس لا بل تستهين وتزدري وتهمش هذه الحقوق وتستجلب الدخيل والهزيل والركيك كي يحل محلها. والشواهد كثيرة على هذه الممارسات منذ آمد بعيد وحتى اليوم؟ فعن أي حقوق ثقافية للكلدان تتحدث يا غبطة البطريرك؟

إن كنت حقا صادقا وجديا في مسعاك، لجمعت الالاف من المثقفين الكلدان المتضلعين بلغتهم وطقسهم وثقافتهم وفنونهم وشعرهم وكتبت ولو بيانا واحدا من سلسلة بياناتك غير الجدية وغير المفيدة تدعوهم فيها الى أخذ مكانتهم في المؤسسة التي تقودها ولا تحاربهم وتزدريهم وتشمت فيهم (وهذا مثبت وله شواهد).

ليس هناك أي جدية في المواقف الأخيرة للبطريرك ساكو حول القومية والحقوق الثقافية للكلدان. إن كان هناك جدية لالتف الالاف من المثقفين الكلدان حوله بدلا من هجرتهم لمؤسسته والسباحة في الفضاء الافتراضي كما نفعل كلنا اليوم.

البطريرك ساكو كتب ما كتب أخيرا واتخذ هذا الموقف لأن الأرض التي يقف عليها صارت رخوة جدا لاشتداد المعارضة الكلدانية لإدارته وتراكم الملفات الساخنة ضده من استدعاء للمحاكم وملفات تخض الفساد المالي (وهذا مثبت وعلى العلن) والتخبط في المواقف السياسية وولوجه في المزاريب الفاسدة وغير الحميدة للسياسة العراقية الحالية وأخرها الأستدعاء للمحاكمة في حضرة الفاتيكان حيث واجه قسا كلدانيا بسيطا وخسر القضية.

نعم (هذا مثبت) خسر البطريرك ساكو قضية في محكمة فاتيكانية التي حكمت لصالح القس الكلداني وأعادته الى منصبه ورفعت الغبن عنه والقس هذا يعمل اليوم في إبرشية كلدانية معزز مكرم حتى الآن، ولا أريد أن ادخل في التفاصيل لأنها كثيرة ولأنها محزنة وتشير الى هوان لا بعده هوان.

والله أي ادراي ومسؤول بعد أن حكم الفاتيكان لصالح كاهن بسيط ضد بطريرك الكلدان في العراق والعالم (الكاردينال) لأحترم نفسه وتنحى جانبا.

هذا هو الوضع. الوضع الكلداني أصبح لا يطاق لأن المؤسسة الكنسية في أزمة وأزمة شديدة.

تحياتي


299
الأخ عبدالاحد سليمان بولص المحترم

تحية طيبة

شكرا للتعقيب ولكن مع اعتزازي واحترامي الشديديبن أرى ان المسائل التي تثيرها تؤيد مسار المقال والنقاط التي ترد فيه، أي أتت الفكرة معاكسة تماما، حيث يبدو ان حضرتكم تحاول تفنيد النقاط التي أوردتها، بينما تعقيبك يقدم الدليل والبرهان الواضحين لصوابها.

ومن ثم، اؤكد لحضرتك ان الدفاع عن مسيرة البطريرك ساكو والمديح الذي يغدق عليه إن كان من قبلك او من بعض الأخوة الأخرين يسيء بصورة جلية الى مكانة البطريرك ويهمشه ويقدم الدليل الواضح أن النقد الموجه إليه، من محبيه من أمثالي، صحيح ومديحكم ودفاعكم عنه إنشائي وفي غير محله ومسيء له في آن واحد.

وأنظر يا أخي العزيز استخدامك للعموميات بدلا من مناقشة أي من النقاط العشر وغيرها من النقط في المقال. والعموميات التي تأتي بها عبارة عن لغة تجريدية مشحونة التي في الغالب ممكن تطويعها كي تنطبق حتى على قائلها وأحيانا ترتد وبالا.

أنظر مثلا استخدامك لعبارة "الجحوش" للإشارة الى بعض الأكراد الذي كانوا في مفهوم حزب البعث العروبي القومي صاحب حملة التعريب "فرسانا".

هل تعلم أن هؤلاء "الجحوش" (بالمناسبة هذه عبارتك وليست عبارتي وأنا بريء من استخدامها) كانوا يكرهون اللغة الكردية (وهم أكراد) ويحبذون ويناصرون التعريب ويرسلون أولادهم الى المدارس العربية ويفضلون التعريب على لغتهم الأم والثقافة التي تحملها من شعر وأدب وطقوس ورموز وأعلام وفنون ويستهينون بالرموز الكردية ويرون في الثقافة الكردية أنها ثقافة "جوفاء" ويكتبون بلغة عربية ركيكة هزيلة ويتحدثون لهجة عربية ركيكة كانت هدفا للضحك والسخرية ... أنظر الإساءة الآن ...أنظر ماذا فعل خطابك غير المدروس، بمعنى "الجحوش" من الأكراد (وأكرر هذا قولك وهذه عبارتك وأنا بريء منها) كانوا ضد الثقافة واللغة والرموز وحتى والآداب والفنون الكردية ويحاربونها ويفضلون التعريب او أي نصوص هجينة هزيلة مشوشة على نصوص كردية أصيلة ....

ولا تصيب عند التحدث عن اللهجة. كل لغات الدنيا فيها لهجات، ولكن كل الشعوب التي لها هوية تميزها لها ما نطلق عليها القاسم المشترك أي common core وللأكراد common core وهي اللغة الرسمية لغة الأدب والصحافة والتعليم والتدريس والكتابة والتخاطب الرسمية شأنها شأن أي لغة أخرى متداولة بصورة رسمية في العالم.

ولا تصيب أيضا عند انتقاصك من الأكراد لأن لا أبجدية لهم ... كل اللغات الأوربية تقريبا لها أبجدية واحدة هي اللاتينية وكذلك التركية ولغات الهندو أوروبية أخرى، وهذا لا ينتقص من كونها لغات مستقلة تحمل ثقافة وفنون وطقوس وإرث شعوبها أي هوية (قومية) شعوبها.

وعبارات أخرى ترد في تعقيبك مثل "عملاء خونة ومأجورون" جزء من لغتك المشحونة التي وصفتها في أعلاه.

وما علاقة الهوية (القومية) بالطائفية حيث تستهجن او تهاجم ما تطلق عليه بعض الكلدان وتصفهم ب"المنشقين الملتحقين بطوائف أخرى او ربما اديان أخرى." هذا نفس مذهبي طائفي غير مقبول ولا علاقة له بالهوية ولا يقبل به الكردي المحب لهويته (قوميته) وثقافته، لأن الهوية الحقيقية عابرة للطوائف والمذاهب ولأديان ولهذا الأكراد أصحاب الهوية (وليس الجحوش، وهذه عبارتك وأنا بريء منها) لا يكترثون للمذهب او الدين ولا علاقة لهم بالنجف او الأزهر او قم، بل بهويتهم، أي لغتهم وثقافتهم وفنونهم وطقوسهم ورموزهم التي تجمعهم كأمة ذات خصوصية ...

ونعم إن البطريرك ساكو يعمل الكثير ما هو سلبي للكلدان وعلى الخصوص تهميشه لا بل هدمه لأركان ثقافتهم وهويتهم المتمثلة بلغتهم وطقوسهم وفنونهم وموسيقاهم ورموزهم وأعلامهم وريازتهم قولا وممارسة ويراها كلها "جوفاء" وهذا ليس قولي وموقفي بل قوله وموقفه وممارسته على المستوى اليومي. وهناك دلائل كثيرة جدا عن حملة تعريب هوجاء إن كانت ترجمة ركيكة او تأليف بلغة عربية هزيلة وفرضها على الأديرة والكنائس وهناك تزوير وتشويه للتراث والثقافة والهوية من قبله وعلى نطاق واسع. لماذا الهروب من الواقع، ولماذا نخفي رؤوسنا في الرمل مثل النعامة. إن كنا نحب البطريرك علينا القول إن المسار هذا مسار هدام مدمر لمؤسسة كنسية عريقة وشعب أبي كل ثروته هي مؤسسته الكنسية ...

وليس هناك كما تدعي "كثرة الردود التي تفند" ما أتي به، لأن في الحقيقة لم الاحظ حضرتك مثلا قمت بتفنيد أي نقطة من النقاط التي ذكرتها في المقال او أي نقطة أخرى يردها معارضو البطريرك من الكلدان، الذين أكاد أجزم أكثر حبا واحتراما له من الذين يمتدحونه من خلال عموميات التي في الغالب تسيء له بدلا من تعزيز موقفه.

تحياتي


300
الأخوة المعقبين والقراء الكرام

فقط أريد توجيه الانتباه الى ان المقال ليس مقارنة بين الأكراد وتاريخهم وسياساتهم ولغتهم وأحزابهم ولهجاتهم.

المقارنة خاصة بموقف وحب وممارسة وتشبث الأكراد بلغتهم والثقافة والفنون التي تحملها هذه اللغة من آداب وأشعار وإرث كتابي وفنون وموسيقى وأزياء وريازة وطقوس مع ما هو متوافر لدى الأشقاء الكلدان من عزوف يصل حد الكره للغة والثقافة والفنون والطقوس والموسيقى، التي بدونها ليس هناك هوية (قومية).

وذكر الادارة البطريركية الحالية مرده إلى أنها تمثل قمة استهجان وتهميش وازدراء اللغة والثقافة والفنون والطقس والآزياء والآداب والشعر والريازة وغيره من الشؤون الثقافية الأساسية للهوية، وهذه من أهم أركان الهوية والخصوصية، في مسيرتها المهنية قبل 2012 ولا سيما بعده وذلك في مسيرة منهجية وتصميم وإصرار لهدم اللغة والتراث والثقافة والطقوس والفنون والريازة الكلدانية، والمؤشرات على هذا النهج الهدام أكثر من أن تحصى حقا.
وأختم وأقول:

بالنسبة للأكراد الهوية (القومية) هي لغتهم المميزة وفنونهم المميزة وآدابهم المميزة وموسيقاهم المميزة وتراثهم المميز واشعارهم المميزة والتواصل الوجداني والثقافي مع الماضي بصوة مميزة القريب والبعيد منه، ومن هنا الأكراد لهم هوية مميزة.

الكلدان ومع الأسف وأقول هذا بحسرة وانا واحد منهم وأعتز بذلك، الهوية (القومية) لم تعد تشمل لغتهم المميزة وفنونهم المميزة وآدابهم المميزة وموسيقاهم المميزة وتراثهم المميز وأشعارهم المميزة والتواصل الوجداني والثقافي مع الماضي بصوة مميزة القريب والبعيد منه، ومن هنا الكلدان لم تعد لهم هوية (قومية) مميزة ضمن هذا الإطار مقارنة بالأكراد. ذكرت البطريركية الحالية لأنها تمثل كل هذا خير تمثيل في مسيرتها على رأس المؤسسة الوحيدة التي بقيت للكلدان ذات أثر وتأثير.

إذا، المقارنة محصورة بين الهوية الكردية والهوية الكلدانية ضمن هذا الإطار وحسب وهذا واضح في المقال وضوح الشمس، وأمل البقاء ضمن هذا الإطار.

تحياتي

301
مقارنة بين الهوية الكلدانية والهوية الكردستانية – على هامش رسالة البطريرك ساكو الى البرلمان الكردستاني حول التسمية وشؤون أخرى

أثارت رسالة البطريرك ساكو الى البرلمان الكردستاني الكثير من الشجون. وفي هذا المنتدى بالذات، أعادتنا حوالي عقد الى الوراء حيث كان الصراع الخطابي حول التسميات على أشده.

وأثارت الرسالة زوبعة وأنبرت أقلام هي ذاتها تشحذ الهمم وكأننا أمام معركة مصيرية ووجودية.

وتريثت حتى تنقشع الزوبعة كي أدلو بدلوي. وها هي الزوبعة قد هدأت، ولكن الى حين، والحين قريب لأننا كشعب لم يبق لنا تقريبا شيء غير الخطابة والكلام المكرر على صفحات المنتديات ومواقع التواصل.

وكي ألقي بعض الضوء على ما آل إليه وضعنا المحزن كشعب كلداني ومؤسسة كنسية كلدانية، سأجري مقارنة مبسطة من نقاط عشر بين مفهوم وممارسة الهوية (القومية) لدى الأكراد، ومفهوم وممارسة الهوية (القومية) لدى الكلدان، متمثلين بالإدارة البطريركية الحالية.

أولا، الاكراد قاوموا ويقاومون التعريب (التعريب بمفهوم فرض لغة وثقافة دخيلة كي تحل محل لغتك وثقافتك الوطنية - هويتك). الكلدان، ومع الأسف الشديد ومتمثلين بالإدارة البطريركية الحالية، يرغبون في التعريب لا بل يحثون عليه وكانوا يناصرون ويشجعون أي مسعى للانتقاض من اللغة الأم والثقافة التي تحملها؛ والشواهد كثيرة هنا وعلى الخصوص في مسيرة ومنهج وممارسة البطريركية الحالية.

ثانيا، الأكراد يحترمون رموزهم وكتابهم وأعلامهم وآدابهم وشعرهم. الكلدان متمثلين بالبطريركية الحالية يستهينون بالرموز  الكلدانية والكتاب الكلدان والآداب والشعر الكلداني، والشواهد كثيرة.

ثالثا، الأكراد يقرأون شعرهم ويحفظون اشعارهم ويرددونها ويمنحون تراثهم مكانة لائقة. الكلدان لم يعد يعرفون من هم شعرائهم ومن هم أدباءهم ومن النادر ان تلحظ كلدانيا يحفظ بيتين من الشعر بلغته.

رابعا، الأكراد لا يستهينون بتراثهم الكتابي ولا ينعتونه بصفات سلبية غير لائقة. الكلدان متمثلين بالبطريركية الحالية يهمشون التراث الكتابي ويطلقون عليه توصيفات غير حميدة ويفضلون أي دخيل او أجنبي عليه.

خامسا، الأكراد يحترمون كل ما له علاقة بهويتهم وثقافتهم ومن ضمنها مثلا الأزياء. الكلدان متمثلين بالبطريركية الحالية يستهزئون بما له علاقة بتراثهم وهويتهم ومنها الأزياء.

سادسا، الأكراد يجمعون ويشجعون ويدافعون ويدعمون مثقفيهم المتمكنين من لغتهم وتراثهم وفنونهم. الكلدان متمثلين بالبطريركية الحالية يستهزئون بالمثقفين المتمكنين من لغتهم، واليوم هاجر الالاف من المثقفين الكلدان صوب الفضاء الافتراضي حيث لم تعد مؤسسة الكنيسة الكلدانية تقبلهم حتى يغيروا أي يؤنوا (يعربوا) أنفسهم (ثقافتهم).

سابعا، الأكراد يحبون ويشجعون فنونهم وموسيقاهم وآلاتهم الموسيقية. الكلدان متمثلين بالبطريركية الحالية يستهجنون الفنون الكلدانية والموسيقى الكلدانية والآلات الموسيقية الكلدانية.

ثامنا، الأكراد يؤنون (يحيون) ثقافتهم وتراثهم وإرثهم وآدابهم بلغتها ويقدمونها للجيل الجديد كي يشكل هويته انطلاقا من التراكم الثقافي للأكراد كشعب. الكلدان متمثلين بالبطريركية الحالية يؤنون، ولكن عكس مفهوم التأوين لدي أي شعب يريد ان ينهض بنفسه، ولهذا التأوين لدى الكلدان هو إلغاء التراث واستبداله بالكتابة والتأليف بأي لغة لا سيما العربية وبأسلوب ركيك، هزيل، مليء بالأخطاء ويشي بعقل مشوش وأفكار لا منطق أو سياق وتساوق لها.

تاسعا، الأكراد يطبعون بلغتهم ويحاولون جهدهم التحدث بها كلما سنحت الفرصة وتدريسها على كافة المستويات. الكلدان متمثلين بالبطريركية الحالية يطبعون باللغة العربية ويتحدثون بلهجة عربية عامية ركيكة ويمنعون تدريس لغتهم في المعهد الوحيد الباقي لديهم في العراق.

عاشرا، الأكراد لديهم مثقفين يقفون بالمرصاد لأي كان ومهما علا شأنه ومنصبه إن حاول تهميش لغتهم وتراثهم وثقافتهم وفنونهم وأعلامهم وطقوسهم ورموزهم، الأركان المهمة التي تستند إليها هوية (قومية) أي شعب. الكلدان لديهم مثقفين يقفون بصف الذي لا هم له إلا تهميش لغتهم وتراثهم وفنونهم وطقوسهم ومهاجمتها، دون وجه حق، ونعتها بصفات غير لائقة بدلا من تنبيهه ان المسيرة هذه هدامة وتشكل خطرا وجوديا عليهم. والأنكى، إنهم يكررون طروحاته غير المنطقية والتي لا سند علمي او نظري او تطبيقي لها وكأنها مسلمات.

هذه مقارنة مبسطة للتأوين الكردستاني والتأوين الكلداني، أي مقارنة بين مفهوم الهوية (القومية) لدى الأكراد ومفهوم الهوية (القومية) لدى الكلدان متمثلين بالإدارة البطريركية الحالية.

علما، أن التسمية الكلدانية متوافرة في الدستور الاتحادي ضمن "القوميات" التي يتشكل منها العراق منذ عام 2005، وهذا أهم بكثير من دستور إقليم كردستان الذي لا يجوز ان يناقض نصه أي مادة في الدستور الاتحادي.

ولكن التسمية المثبتة في الدستور الاتحادي لم تضف الى الهوية او الشعور القومي الكلداني مفهوما وممارسة قيد خردلة. عل العكس جرى طمس الهوية الكلدانية من خلال التأكيد على الموقف السلبي والمعاكس من خلال الممارسة اليومية لتهميش وهدم ما يؤشر ويدعم هذه الهوية بأسلوب يتحكم فيه الإصرار والمنهجية والتصميم منذ عام 2012.

ولهذا لم استوعب حتى الآن لماذا وكيف وما الذي دعا البطريرك ساكو ان يكتب تلك الرسالة التي أحدثت شرخا وانقساما في صفوف شعبنا المسكين، وكأن الشرخ الذي احدثته إدارته في صفوف المؤسسة الكنسية التي يقودها لم يكن كافيا.

وسأحاول الإجابة على "لماذا، وكيف، وما" الذي جعل البطريرك ساكو يسطر بعجالة رسالة غير مدروسة بعناية من حيث المتن واللغة والدبلوماسية والمعلومات والمنطق والكياسة، ومن ثم إرسالها الى أعلى مؤسسة تشريعية في إقليم كردستان العراق عند التفاعل مع التعقيبات والردود التي ستأتينا، وأمل ان تكون في صلب الموضوع؛ او من خلال إضافات وايضاحات سأكتبها بين الفينة والأخرى في هذه الصفحة.

302
الأخ قشو ابراهيم نيروا المحترم

تحية طيبة

شكرا لك ولكلماتك الطيبة والأحرف المقدسة التي تكتب بها واللغة الساحرة التي تسطرها.

هذه الاحرف وهذه اللغة لخير دليل على أننا شعب واحد رغم تعدد التسميات وكنيسة مشرقية مجيدة واحدة رغم اختلاف المذاهب.

هذه اللغة والآداب والثقافة والفنون والتراث والإرث الذي تحمله تصهرنا في بوتقة واحدة وتجمعنا سوية في سبيكة لا ينفصم عراها.

تحياتي

303

الأخ Munir Biro المحترم

تحية طيبة

شكرا للسؤال. فكرت فيه عند كتابة المقال القصير حول تسبحة القيظ لكنيسة المشرق المجيدة، بيد أنني تجاوزته كي لا يثير شجون التسمية او الخلافات.

مفردة ܢܘܼܣܵܪܕܹܝܠ حسب ما يرد في كتاب ܚܘܼܕܼܪܵܐ (الدائرة) – أي اهم كتاب طقسي في كنيسة المشرق الذي يشمل مدار السنة – معناه ܥܹܐܕܼܵܐ ܕܐܲܠܵܗܵܐ أي "عيد الله"، لأن "مجمع الآلهة"  pantheon  في المسيحية هو إله واحد من ثلاثة أقانيم (الله، الابن، الروح القدس - إله واحد) ، وهذا العيد خاص بالأقنوم الأول. وفي المسيحية هناك مجموعة كبيرة من الشفعاء والقديسين الذين لا يرقون الى مرتبة الآلهة بيد أن لديهم القدسية وهي بدرجات، وهذا كان شائعا في كل الأديان في الحضارات القديمة ومستمر وبأشكال مختلفة، كل هذه تشكل ما نطلق عليه pantheon لدى الحضارات القديمة.

هناك الكثير ما يمكن قوله حول مفهوم pantheor    في الحضارات القديمة وتأثيره على الأديان مثل اليهودية والمسيحية والإسلام، ولكن لحساسية الموضوع من الأفضل عدم الخوص فيه ونحن في منتدى شعبي.

نعود الى مفردة ܢܘܼܣܵܪܕܹܝܠ التي هي مفردة مركبة من كلمة رئيسية ولاحقة. الكلمة الرئيسية أظن أصلها فارسي وتأتي من ܢܘܼܣܵܪܕܐ وهو النوروز وهو عيد كبير (راس السنة) لدى الفرس، ولاحقة ܐܹܝܠ أي الله التي تلحق الكثير من التسميات في لغتنا السريانية،  نطقها المسيح من على الصليب.

و ܢܘܼܣܵܪܕܹܝܠ عيد الرشاش في صفوف شعبنا. والماء مهم في كل الأديان منذ القدم وكان ركنا أساسيا من الطقوس الدينية في مجمع الآلهة في العراق القديم. وهذا قد يحتاج الى مزيد من التفصيل.

وبالمناسبة، كان للعراقيين القدماء إله (شفيع) مختص بالمياه والأنهار والسواقي ويحتفى به في موسم قريب من الموسم الذي نحتفي فيه بهذا العيد، وهو أول أحد من القيظ.

وقد أكتب بإسهاب عن هذا الموضوع عند إنشادي للنشيد الملكي الذي يرافق  ܢܘܼܣܵܪܕܹܝܠ.

تحياتي


304
الأخ بولص آدم المحترم

تحية طيبة

أمور ثلاثة تأتي بها والتي أثارت اهتمامي لعلاقتها المباشرة بما يجري على ساحة شعبنا وكنائسنا.

الأمر الأول، اللقاء مع الأستاذ الدكتور جيفري خان، الذي يعد اليوم أبرز عالم في لغتنا وثقافتنا (أي هويتنا القومية). أذهلني إتقانه لناصية اللهجة المحكية الساحرة لدى الأشقاء الأشوريين، اللهجة الوحيدة في صفوف شعبنا التي تحولت الى لغة رسمية حيث استطاع الأشقاء الأشوريين تنقيتها وتعميمها وتقريبها من اللغة الفصيحة قدر الإمكان وفيها يكتبون اليوم الشعر والنثر والرواية والقصص وإليها يترجمون روائع من الآدب العالمي وفيها يتم التدريس في كل مراحل التدريس في مدارسنا السريانية حيث تمت ترجمة العلوم الحديثة إليها.

الأمر الثاني، وهو في غاية الأهمية، وهو الثقل الذي يمنحه هذه العالم البارز لأهمية اللغة في الحفاظ على الهوية. الدكتور جيفري خان يحتل كرسي الأستاذية في جامعة أكسفورد وهو كرسي خاص بدراسة اللغة الأرامية ولهجاتها. يقول الدكتور خان ان الأشوريين لم ولن يتمكنوا من إعادة ما أغتصب منهم من أرض في أرضهم المقدسة في أشور ونينوى، ولكن لهم سلاح الحفاظ على هويتهم (قوميتهم) وذلك بالحفاظ على لسانهم ووعدهم بأنه سيعمل ما بوسعه لتمكين الأشوريين الحفاظ على لغتهم وحثهم على التشبث باللغة لأن اللسان هو الهوية اليوم وهو الأرض والثقافة أيضا.

والأمر الثالث الذي تشير إليه هو مقولتي التي خصصت العرب بها ناصحا إياهم أنه يجب ان يتوقفوا عن شعارهم وممارساتهم التي تقع في خانه التخريب وإزعاج الأخر، رافعا لهم شعار "لا تخرب، لا تزعج." ولكن مع الأسف يبدو ان هناك في صفوف شعبنا من أصحاب الشسأن من لا غاية ولا عمل له إلا التخريب والإزعاج.

تحياتي


305
الأخ سامي ديشو المحترم

تحية طيبة

كل مرة وفي كل تعقيب تبهرنا بمعلوماتك المذهلة عن تراث ولغة وفنون وثقافة (التي بمجملها تشكل الهوية القومية) لشعبنا وكنائسنا.

كم نحن في حاجة للحفاظ وتأوين (إحياء) هذا لإرث والميراث بلغته والإضافة إليه بلغته تساوقا مع سموه وليس بلغة غريبة ودخيلة علينا نكتب فيها نصوصا مليئة بالأخطاء وهي هشة ومشوشة الفكر والتنسيق والمعنى.

الشعب الذي يحترم هويته وخصوصيته (قوميته) يؤن (يبث الحياة في) تراثه ويستخدم شتى الطرق لبث الحياة في لغته وفنونه وثقافته وشعره وموسيقاه ولا يستهجنها ويستبدلها بالدخيل والأجنبي.

إستبدال اللغة والثقافة والتراث والفنون هو قتل للهوية القومية وأستبدال لها بأخرى دخيلة.

شكرا للمعلمومات القيمة هنا وفي مواقع التواصل حيث تتحفنا دائما بالجديد الذي نستسفيد منه كثيرا ويساعدنا على الأستمرار.

تحياتي



نعم ، هاتان التسبحتان مؤلفهما على الأرجح واحد، لكنه غير معروف، وغالبا لا يذكر المؤلف اسمه تواضعاً.

التسبحتان على الوزن الثماني الأفرامي، اذ يتناسب مع هذا الوزن ألحان مختلفة كما ذكرت، واللحن الذي أدّيته بامتياز، معروف ويُنشد في الكثير من كنائسنا، وهو اللحن الحزين عند مرافقة جناز الميت أثناء الخروج من الكنيسة في الطريق الى المقبرة. ولهاتان التسبحتان لحن شائع آخر، مثل لحن الردّة (هباختا) للتذكارات (دوخراني) بعد القانون الثاني لصلاة الليل، وتليها التسبحة المعروفة المجد للصالح (شوحا لطاوا) بذات اللحن.

ان صفّي المصلّين المتقابلَين، قذمايي على يمين المذبح (يسار المصلين) وأحرايي على يسار المذبح (يمين المصلين)، وعلى رأي المؤرخين الكنسيين، أدخلها البطريرك الشهيد مار شمعون برصباعي +341 في كنيستنا النشرقية.

ولا بد من التنويه ان الصلوات في سابوع القيظ عموما، لها طابع التوبة وطلب المغفرة والانسحاق في طقسنا المشرقي، كما أتى في هاتين التسبحتين.

نحن بانتظار الحلقة القادمة من هذه الروائع. تقبل تحياتي...

سامي ديشو - استراليا

306


الأخ أوشانا نيسان المحترم

تحية طيبة

شكرا للمقال الهادئ والمعبر. لدي نقاط محددة أسلط الضوء فيها على التاريخ والحاضر للفائدة العامة:

أولا، إعلام بطريركية بابل على الكلدان في العراق والعالم أصبح وبالا، ويرتد وبالا أولا على صاحبه وثانيا على شعبه وكنيسته، لأنه لا يتجاوز ردة فعل مفاجئة سريعة غير مدروسة لغة ومتنا ومعنى لكل صغيرة وكبيرة وتشي بمزاج "عصبي" وطبع "سريع الانفعال" وأسلوب "شخصاني وانتقائي". أي فرد له مثل هذه الخصائص لا يجوز أن يمنح دفة القيادة حتى على مستوى مدرسة ابتدائية.

ثانيا، عن أي قومية او تسمية يتحدث. هل يتحدث عن حملة التأوين (التعريب) التي فرضها على شعبه وكنيسته في سنيه الثمان العجاف ام عن هدم تقريبا كل ما تبقى من ركن أركان الكلدان شعبا وكنيسة بخصوص هويتهم ولغتهم وثقافتهم.

ثالثا، الهوية (القومية) التي ليس لها لغة مميزة وفنون مميزة وآداب مميزة وموسيقى مميزة وتراث مميز وتواصل وجداني وثقافي مع الماضي بصوة مميزة القريب والبعيد منه ليست قومية، بل ضحك على الذقون.

رابعا، أرى مرة أخرى ان المذهب والطائفة يعدان من مقومات الهوية (القومية)، وهذه طامة كبرى. الهوية القومية عابرة للمذاهب والطوائف والأديان. هذا المنحى المذهبي والطائفي كان سبب نكسة النهضة الكلدانية الأولى برعاية المطران سرهد جمو، ومن المحزن ان يتخذها الرعاة حاليا عاملا لتشكيل الهوية. النهضة السابقة (أسف النكسة السابقة، حسب قولهم) ة كانت مذهبية وطائفية بامتياز وانهارت رغم أنها لم تتشبث بالتأوين، أي هدم اللغة والثقافة والتراث والطقوس كما هو الحال الآن. النهضة الحالية التي يرعاها أيضا رجل دين نراه يمنحها بعدا طائفيا ومذهبيا (أي كالنكسة السابقة)، وفي نفس الوقت يحطم ويهمش أركان الهوية الكلدانية المتمثلة باللغة والثقافة والفنون والموسيقى والطقوس. فعن أي تسمية او هوية يتحدثون؟

وأخيرا، الانفصال عن الكنيسة الأم، كنيسة المشرق المجيدة، لم يقع في عام 1953 (يقصد 1553). هذا خطأ. والتاريخ ثابت. لم يتغير أي شي وحتى حرف واحد. لم تتشرذم كنيسة المشرق إلا بعد مقدم حملات تبشيرية تساندها حملات عسكرية (البرتغال في الهند مثلا) ووقعت أحداث مؤسفة بعضها يرقى الى جرائم ضد الإنسانية بسببها (لن أغوص فيها ولكن التاريخ ثابت) ورغم القساوة المفرطة لم تثبت الكثلكة اقدامها في ربوع كنيسة المشرق إلا في حوالي منتصف القرن التاسع عشر حيث أقحمت الإيقونات مثلا وغيرها من الممارسات اللاتينية وجرى سحب السلطات البطريركية الكلدانية ولم يعد البطريرك إلا مجرد أسقف وتم فصل ملايين الكلدان عن الكرسي البطريركي وفرض الثقافة اللاتينية عليهم عنوة.

تحياتي


307
من روائع تراث التسابيح لكنيسة المشرق: تسبحة ܐܘ ܠܟܝ ܢܦ̮ܫܐ التي ترافق سابوع القيظ الذي نستهله بعيد نوسرديل ܢܘܼܣܵܪܕܹܝܠ التراثي الجميل (عيد الرشاش)

تستهل كنيسة المشرق المجيدة(بشقيها الأشوري والكلداني) سابوع القيظ الذي نحن فيه بمناسبة تراثية من أجمل ما يكون هو الاحتفاء بعيد نوسرديل ܢܘܼܣܵܪܕܹܝܠ، وهو واحد من أجمل المناسبات التراثية الجميلة لشعبنا وكنائسنا المشرقية.

وبهذا المناسبة ارتأيت تقديم تسبحة ترافق هذه الفترة الطقسية مستفتحا بها وثم معرجا على تسبحة مار أفرام الخالدة الا وهي مارن إيشوع ܡܪܢ ܐܝܫܘܥ:

https://www.facebook.com/leon.barkho/posts/3752719098166199

ونوسرديل ܢܘܼܣܵܪܕܹܝܠ كان يجب كلنا ان نحتفي به سوية لأنه جزء مهم من تراثنا الغارق في القدم وفي عمق حضارة وادي الرافدين

لقد ترك لنا اجدادنا العظام تراثا غنيا بهذه المناسبة، وهو مجوعة أشعار وأناشيد ونثر موزون وألحان شجية يجب ان نحافظ عليها ونقوم بتأوينها أي إحيائها بلغتها ولحنها، والتطور التكنولوجي الرقمي والذكي يساعدنا على ذلك ويسهل الأمر لنا.
.
وترافق هذا السابوع، سابوع القيظ تسبحتان، واحدة لكل أسبوع حسب رقمه، المفرد (ܩܕܡܝܐ قذمايى، حيث يقف الشخص الأول والمقدم او الرئيس مع صفه من المنشدين على يسار المذبح) والزوجي (ܕܐܚܪܝܐ دحرايىى، حيث يقف الصف الثاني مع المنشدين علي يمين المذبح). وهذا تقليد تراثي وثقافي جميل له بعد وعمق في الكتاب المقدس والإنجيل.

لم أفلح في الحصول على كاتب التسبحتين الذي يبدو أنه شخص واحد، لتقارب الأسلوب بينهما. وأي تحليل للخطاب سيظهر ان التسبحتين كتبتا قبل القرن السادس لقربهما من أسلوب مار أفرام ومار نرساي أولا، واستخدامهما الأحرف الأبجدية السريانية في استهلال كل بيت ثانيا، وثالثا وهو الأهم لاتباعهما الشعر الموزون غير المقفى، هو سمة رافقت آدابنا وتراثنا السرياني حتى مقدم العرب المسلمين الى ديارنا وطردهم للفرس منها.

لن أستطرد رغم ان هناك الكثير مما يمكن قوله حول هاتين التسبحتين الرائعتين، بيد أنني أتذكر إنشادي لإحداهما مرة في كنيسة كلدانية وطلبت من الجوق مرافقة ذات اللحن عند إنشاد مارن إيشوع ܡܪܢ ܐܝܫܘܥ التي تشترك معهما في الوزن الشعري السرياني الثماني السلس والعذب.

بعد نهاية القداس ذهب أحد الشماسة من أصدقائي الحميين وأشتكى لدى القس قائلا: إن التسبحة واللحن لا يجوز انشادهما في الكنيسة الكلدانية لأن النص واللحن نسطوريان من الكنيسة الأشورية.

شرح له القس أن هذا خطأ جسيم وأن التسبحة واللحن جزء من التراث والثقافة الكلدانية، وكون معلوماته فقيرة جدا عليه أن يتعلم ويدرس لغته وتراثه كي يعرف من هو وما هي هويته وثقافته (أي قوميته).

بالمناسبة اللحن الذي أعزفه على آلة الكمان وأنشده هو الشائع في دير السيدة والأديرة الكلدانية برمتها وأظن في ألقوش أيضا، أي انه نص ولحن كلداني أصيل.

ولله في خلقه شؤون.

ܬܫܒܘܚܬܐ ܕܚܕܒܫܒܐ ܕܩܕܡܝܐ ܕܫܒܘܥܐ ܕܩܝܛܐ
البيت الذي نستهل فيه تسبحة سابوع القيظ في الأسابيع المفردة التي يقودها رئيس صف المنشدين على يسار المذبح
ܐܘ ܠܟܝ ܢܦ̮ܫܐ ܕܥܬܩܬ ܒܥܘܠܐ. ܩܘܡܝ ܐܬܚܕܬ ܒܬܝܒܘܬܐ* ܒܚܫܐ ܘܕܡܥܐ ܡܕܟܝ ܣܡܐ. ܘܥܨܘܒܝ ܬܒܪܐ ܕܨܠܡܟܝ ܕܢܦܠ

ܬܫܒܘܚܬܐ ܕܚܕܒܫܒܐ ܕܐܚܪܝܐ ܕܫܒܘܥܐ ܕܩܝܛܐ
البيت الذي نستهل فيه تسبحة سابوع القيظ في الأسابيع التي يقودها رئيس صف المنشدين على يمين المذبح
ܐܘ ܠܟܝ ܢܦ̮ܫܐ ܕܕܡܟܬ ܒܥܘܠܐ: ܩܘܡ ܘܐܬܢܦܨܝ ܡܢ ܕܡܟܘܬܟܝ* ܒܬܝܘܬܐ ܗܪܛܝ ܘܐܬܓܘܣܝ: ܕܕܡ ܢܬܪܥܐ ܟܐܢܐ ܒܕܡܥܝܟܝ

https://www.facebook.com/leon.barkho/posts/3752719098166199

308

المقال يثير أهم سؤال أثير حتى الأن بعد الزوبعة في فنجان التي أثارها المنشور البطريركي الموجه لبرلمان كردستان.

صدقية ومصداقية أي موقف من التسمية يبدأ بحب التراث واللغة والآداب والفنون الكلدانية إن كانت باللغة الرسمية (الطقسية) او اللهجة السهلية الكلدانية الساحرة.

إن كان صاحب المنشورصادقا (هناك علامات استفهام كثيرة هنا)، عليه وضع خطة طريق للنهوض باللغة والثقافة والفنون والريازة الكلدانية.

ومن ثم، وهذا الأهم أن يوقف او يضع حدا لنير التأوين (التعريب) الذي فرضه على كاهل شعبه وكنيسته في فترة إدارته وقبلها حيث حلّ.

أخطر ما يواجه الكلدان كنيسة وشعبا ومعهم هويتهم (قوميتهم) وثقافتهم هو التأوين (التعريب) ومعناه أي لغة وأي نصوص عدا لغتنا ونصوصنا. التأوين كارثة، والذي يقبل به بشكلها الحالي الذي تمضي فيه البطريركية دون هوادة لا يجوز ان نصدق أنه يحب الكلدان ومهتم بهم وبتسميتهم وبلغتهم وثقافتهم وفنونهم وطقوسهم.

ألم تلغي البطريركية الحالية تدريس اللغة الكلدانية والطقس والفنون والثقافة الكلدانية في المعهد الييتم الذي يملكه الكلدان وهو المعهد الكهنوتي؟ كيف نصدق صاحب المنشور.

الا تحارب البطريركية دون هوادة الرهبنة الكلدانية لأنها محافظة على التراث واللغة والفنون والبطريركية تريد تأوينها أي تعريبها؟ فكيف نصدق صاحب المنشور.

ألم تعرب البطريركية الرهبنيات التي تحت أمرتها وتلغي اللغة والثقافة والطقوس الكلدانية في ممارساتها؟ فكيف نصدق صاحب المنشور.

ألا تقوم البطريركية بتأليف نصوص ركيكة هزيلة مليئة بلأخطاء وباللغة العربية وتفرضها على الكنائس كي تحل محل روائع لغتنا وطقسنا الكلداني؟ فكي نصدق صاحب النشور؟

هل صاحب المنشور على استعداد لاتخاذ الخطوة الأولى لإحداث نهضة كلدانية من خلال إحياء اللغة والتراث والثقافة والفنون، كما يفعل الأكراد مثلا أو أي شعب أخر؟

بالمناسبة، للكلدان تراث غني وكبير بلهجتهم المحكية حيث كان هناك نهضة كبيرة في مستهل القرن العشرين وحتى ما بعد منتصفه، إلا ان اسستفحل أمر التأوين الذي أشاع أصحابه ممارسة وقولا ان التراث الكلداني "تراث الصرصار والجراد" وتراث زراعي لا يوائم عصر اليوم، وأدخلوا بدله نصوصا عربيبة هزيلة ركيكة لا تساوي مادة إنشاء في المرحلة الابتدائية.

إن كان صاجب المنشور حقا مهتما بلغتنا وثقافتنا الكلدانية وتسيميتنا، وليس هناك "بعض إن وراءه" فليفعل، وإلا لا يعدو الأمر والمنشور إلا فرصة ينتهزها صاحهبا لتحقيق أغراضه  ومأربه الخاصة، وما أكثرها.

تحياتي

309
عودة ميمونة ومرحب بها بعد طول غياب، وكنت على وشك الاستفسار عنك والطلب منك الا تغارد.

وأظن يجب الا تهتم إن منح برستلي او غيره مكانة مرموقة وظهر في المجلس متكئا على الصدارة وحضرتك ومن أمثالي على عتبة الباب حيث ... وكلما دخلنا تم جرجتنا الى العتبة كي يكون لبرستلي وأمثاله الصدارة ... حقا افتقدناك ... ولا تنسى هذا الأكاديمي اللعين من السويد في كتاباتك لربما هو السبب في كل ما جرى ويجري لشعنبا وكنائسنا.

مرحبا




السيد ابرم : كما تعلم فأنا ابتعدتُ عن هذه المشاحنات الفارغة ولا ارغب العودة إليها ولكنني اليوم اعود فقط للتوضيح لك ولغيرك لا اكثر .   انا كنتُ من الأوائل الذين طالبوا بالتوحد والتقارب ونبذ العنصرية والطائفية المقيتة ، انا اكثر واحد ندد بتلك العنصرية وذلك التخلف . انا اكثر واحد ناديت وكتبتُ بعد السقوط عن اهمية التوحد الخارجي ( الداخلي ليكن لكل واحد علم خاص يرفعه على داره ) ، وكررت بأن المواجه لإستحصال بعض الحقوق سوف لا يأتي مطلقاً إلا بتوحد الطلب . طالبت اكثر من مرة بأخذ النموذج الاسرائيلي كدليل ارشاد لنا في التوحد عند المصاعب الخارجية والداخلية تبقى داخلية ولكن !!!!!! حتى زوعا في وقتها التي نشرت لي بعض السخريات رفضت ان تنشر تلك السخرية ومن بعدها اهملوني وانا بدوري كذلك ! انتم ماذا كان ردكم ! انا واثق بأنك رميت الكلمة في سلة المهملات كغيرك من الكُتاب الآشوريين ، هل تعلم لماذا ! انا عدتُ اليوم لأقول لك لماذا ( لهذا السبب عدتُ ) لأنكم ومعكم كل افراد احزابكم اعتقدتم بأن الفرصة موالية لكم لقطع الكعكة وشحنها معكم للدار ! انتم وبعض من احزابكم وافرادكم القليلي الخبرة توهمتم بأنكم ستحصلون على كل التموين ( يمكن تصورتم بأنكم فعلاً ألفس ) ! لهذا انفردتم لوحدكم في الساحة دون الاكتراث للآخرين . وبعد عقدين من الوهم والفشل وبعد ان باع اصحابكم انفسهم وحقوقهم للآخرين وبعد ان تيقنتم بأنكم كُنتم واهمين ومخطأين تعودون محاولين المطالبة بالتصحيح ! لقد تم سرقة كل شيء بسبب ضعفكم وعنصريتكم وتفعيل مصالحكم الشخصية والحزبية ووووو الخ ! اعتقد لقد تأخر الوقت فلا افراد ولا احزاب مسيحية عراقية لها القدرة على المطالبة او المواجهه بعد الآن ! وانا واثق اذا ما رموا الاكراد لكم اليوم فتاة من الخبز اليابس ولكن مكتوب عليه أشوري سوف تُهلهلون وترقصون على ذلك الفتاة وتعودون الى عنصريتكم وتخلفكم وجهلكم وتُفضلون ذلك الفتاة على كل حقوق المسيحي التاريخية في العراق ! لقد تأخر الوقت وبعدتم انفسكم وتاريخكم وحقوقكم فلا فائدة بعد اليوم ( إلا اللهم قطعة خبز يابسة تلتهون بها ) طبعاً هذا الكلام يشمل جميع الطوائف المسيحية واحزابها ولكنكم في المقدمة .
راجع نفسك ولكن قبل ذلك رئيس احزابكم وتحاوروا وناقشوا مع الجميع عسى ولعله ان يكون هناك ضوء خافت يمكن الحصول عليه ! ولكن هذا الشيء سوف لا يحصل ( اقولها مقدماً ) هل تعلم لماذا ! لأن لازال المنتفع هناك مستمر ومصر على تغليب مصلحته الشخصية على كل المسيحية العراقية ! كلهم ( اغلبهم ) كذابون ، منافقون ، محاصصون ، يُهرولون خلف الكّرسي والجيب الى آخر الرمق ! لهذا لقد فات الاوان ! لقد كررتها اكثر من مرة ! اقسم لك ولكل الاحزاب والمسؤولين ورجال الدين جميعاً بأن لا نهايه لكم ولا حقوق ستحصلون عليها ( يمكن قطعه يابسة هنا او هناك ) وسيأتي اليوم ( لا تنسى هذا الكلام ) ستتوسلون بالپارطي او الشيعي او السني ليُعاملكم كمواطنين عراقيين لا اكثر ولا اقل وقد لا تحصلون على ذلك ايضاً بشكل حقيقي ! لا تنسى هذا الكلام ! زمن ألفس وترافولتا وجاكسون وجورج كويني قد انتهى ! كلمة ختامية مهمة : سأختبرك إن كان كلامك صادق ! اذا رغبتم في الحصول على اي امل ضئيل باقي عليكم الآتي : الجلوس الى طاولة مستديرة ( إنشالله مفعوصة ) والاعتراف بكل الاخطاء السابقة والاعتذار لما جرى ومحاولة البدأ من نقطة الصفر التي كان يجب ان تبدأون بها ! هل ستوافقون على ذلك ! الايام بيننا ! يجب ان تعلم غير محو كل السابق والاقرار بأخطائه والاعتذار عنه ووضع اليد ( الثلاثة ) بيد والبدأ من الصفر لرسم صورة مغايرة تماماً لا طريق ولا امل لكم جميعاً ! ولكنني اتحدى ان تصلوا الى تلك النقطة بتاتاً كلما هناك حزب او مسؤول منتفع من الوضع الحالي الشاذ ! اذاّ نعود ونكرر لقد تأخرتم وفات الميعاد ! نعم ستبقون تتسلون في هذا المنبر او غيره ولكن هذا فقط للتسلية الداخلية ( يعني للأطفال ) ….


310

تصريحات البطريركية ... لا تتعاملون معها بجدية لتصفونها كما هي حقيقتها وانما تعطونها اوصاف لا تستحق مثل انها جهود عظيمة الخ. كيف لهكذا نوع من الحزورات ان تصبح جهود عظيمة؟

انا في مجال عملي في الشركة، عندما بالاخص ياتي اشخاص جدد ولا يكون الطريق واضح لهم فاني اساعدهم في ان يجدوا الطريق الصحيح وبكل جدية. انا لا اتركههم يضيعون في متاهات.

لماذا اقول لك ذلك؟ لسبب مهم جدا وهو انني في كل مرة اقراء مداخلات ... من الذين  يدافعون عن البطرك في كل مناسبة او غير مناسبة فاني اقسم لك باني اشعر بعطف شديد على غبطة البطرك، وهذا لانكم تقومون بخداعه.



الأخ لوسيان المحترم

ما اقتبسه هنا مشابه الى حد كبير ما كتبته أنا شخصيا بخصوص المدافعين عن البطريرك. إنهم حقا يسيئون إليه. تدخل البطريك في شؤون ليست من اختصاصه وليست ضمن واجباته وعلى الخصوص عمله الدؤوب والحثيث لاجتثات اللغة والتراث والثقافة الكلدانية قولا وممارسة وبشكل منهجي ومتعمد وممارساته الإعلامية غير السليمة ولغته أي خطابه الذي صار معضلة كبيرة وكتابته لنصوص هزيلة بعربية ركيكة جدا وفرضها كصلوات وأناشيد ملزمة للكلدان كلها أمور لا يجوز السكوت عنها ولا يقبل بها أي شخص له ذرة من الإيمان بهويته وثقافته. فإذا كان للكدان الذين يمتدحون البطريرك شعور بالهوية ومسؤولية تجاهها، فإن أول شيء عليهم القيام به هو انتقاد البطريرك على نهجه وخطابه وممارساته المعادية للهوية واللغة والثقافة والطقوس الكلدانية.

مقالات وتعقيبات المديح التي تعقبها ردود يمتدح فيها الواحد الأخر كلها إشادة ومديح متبادل دون قراءة نقدية للسياق وإعمال العقل لأن ما يقوم به البطريرك غير مقبول بالمرة تزيد الطين بلة وتؤشر الى عدم الجدية لأن كيف يكون المرء جديا وهو يحارب ويهدم لغته وتراثه وإرثه وطقوسه من خلال حملة تأوين (تعريب) هوجاء تعرب شعبا أبيا وكنيسة عريقة؟

تحياتي

311
كل الزوبعة (وهي زوبعة في فنجان) التي اثارها منشور البطريرك ساكو تجنبت اثارة اسئلة محددة ومهمة، مثل لماذا الآن وبعد ثمان سنين عجاف من ادارته التي فيها كان اقل تعبير سوء يستخدمه لوصف النشطاء الكلدان هو بالقومجية" وينهال فيها ولا يزال على اللغة الثقافة  والطقوس الكلدانية ممارسة وخطابا ويسميها "جوفاء" وتراثهم تراث "الصرار والجراد" وغيرها من التعابير الهابطة التي لا يقبل اي مثقف على اي درجة من النطق بها …

ولكن ما يثير السجون وما يمكن ان يشكل نكتة العصر في الخطاب والخطاب الدبلوماسي على وجه الخصوص هو التهديد المبطن في المنشور الموجه  الى برلمان اقليم كردستان حيث يرد فيه ما معناه انه اي البطريرك سيلجأ الى المحافل الدولية ان اخفق البرلمان في تلبية طلبه. حقا ان هذه العبارة تثير الضحك والسخرية في آن لافتقارها الى اللياقة والكياسة وادب المخاطبة …

ان كنا نملك هكذا مكانة وسلطة لماذا لا نستخدمها لوقف الاكراد عند حدهم لوقف اضطهادهم للكلدان وسلب ممتلكاتهم وقراهم واراضيهم؟

وكذلك لماذا لا نستخدمها للضغط على المنظمات الدولية مثل يونسكو للمساهمة في الحفاظ على الثقافة الكلدانية، اما ان لا حاجة لذلك لان "التأوين" التعريب يفي بالغرض.

حقا نحن شعب مسكين ومغلوب على أمره والا لما سمحنا لاصحاب هكذا خطاب وممارسات حتى التفكير في البت في أي شأن من شؤوننا.

وليكن الله في عون الكلدان.

312

الأخ سامي هاويل المحترم

تعقيبي هذا رد على طرح تكرر كثيرا في الموضوع المهم الذي نحن بصدده، ألخصه بنقطتين:

النقطة الأولى، هي عبارة "ردة فعل"، بمعنى ان الأشقاء الكلدن كل ما يفعلونه او يريدونه هو "ردة فعل" على الأشقاء الأشوريين وحسب، وليس انطلاقا من مفاهيم وأسس جوهرية لمقومات الهوية الثقافية (ركن أساس من أركان القومية ودونها ليس هناك قومية). وهذا شيء غريب وعجيب، ولن يقبل به أي شخص له هويته الخاصة به. هل يجوز ان تكون الهوية الكردية ردة فعل للعرب؟ الأكراد قاوموا التعريب بقوة ودفعوا دماء في سبيله؟ هل سيفعل الأشقاء الكلدان ذلك ويقاموا التأوين (التعريب) الذي يفرضه عليهم البطريرك ساكو عنوة؟

وثانيا، حتى في ثنايا البيان او المنشور الذي أصدره البطريرك ساكو والبيانات التوضيحية اللاحقة (وما أكثرها) يقول ما مفاده إن رسالته الى البرلمان الكردستاني ودعوته للحفاظ على الثقافة الكلدانية (أنظر المفارقة، يدعو للحفاظ على الثقافة الكلدانية وكل همه التأوين – التعريب) أتت كردة فعل على الاشقاء الأشوريين. هل هذا مؤشر الى وجود الهوية، بحق السماء؟

أقول هذا ليس انتقاصا لأنني كلداني وأعتز بكلدانيتي، ولكن الكلدانية ثقافة ولغة وثوابت لا يجوز ان تكون هبة او ردة فعل او تأوين.

ولا أظن ان البطريرك ساكو يعترف ان هناك ثقافة او لغة او تراث لدى الكلدان، لأنه أمض عمره وهو يحارب الثقافة واللغة والتراث والطقس الكلداني – أقول ذلك وأنا والبطريرك أصدقاء – أصدقاء الصبا – أعرفه أكثر مما أعرف نفسي.

تحياتي.

313
الأخ قشو ابراهيم نيروا المحترم

تحية طيبة،

 ما أجمل ما كتبته بلغتنا الساحرة الجميلة المقدسة وخطها الذي كل لون منه يمثل لوحة فنية رائعة.

إن كنا لا نحب هذه اللغة وهذه الخطوط والفنون والتراث والميراث الذي تحتزنه لنا، فلا أظن يحق لنا أن نقول إننا أصحاب هوية؟ في غياب هذه اللغة وفنونها وآدابها وشعرها وموسيقاها وريازتها، عن أي هوية نتحدث؟

شكرا للكلمات الطيبة التي تضمنها النص، بيد أن الخط وطريقة كتابته سحرني حقا، لأنه يعكس هويتي ومن أنا.

وشكرا لمتابعتك لنا على منصات التواصل.

تحياتي



314
الأخ سامي ديشو المحترم

شكرا للتعقيب والمعلومات القيمة التي تضيفها. تعقيباتك ثمينة وأستفيد منها كثيرا في دراستى لتراث ولغة وثقافة شعبنا، التي بمجملها تشكل هويتنا القومية والكنسية، ليس هنا وحسب بل في منصات التواصل حيث لدينا والحمد لله حضور كثيف مع عشرات الالاف من المتابعين والمعجبين.

أتفق معك ان من العسر في مكان أحيانا معرفة منشأ ومؤلف النص، لأن اجدادنا العظام كانوا من التواضع بمكان، تشبها بسيدهم، حيث كانو يحجمون عن وضع اسمائهم على مؤلفاتهم.

بيد أن علم تحليل الخطاب يسهل علينا لأمر اليوم حيث صار في إمكاننا التوصل وبنسب نجاح  عالية الى المصدر والمنشأ.

فمثلا لو نظرنا الى قصائد الشهداء لنرى انها شعر رفيع وموزون بدقة ولغته سلسلة وسهلة على الهضم حتى للذين لا يكتبون او يقرأون السريانية، بمعنى إن كنا نتحدث إحدى لهجاتها فهذا سيمكننا من فهم الكثير من المفردات والجمل.

والخاصية الأخرى أن الشعر موزون ولكنه غير مقفى، وهذا سمة بارزة لأدبنا وشعرنا قبل ان يتأثر كتابنا ومؤلفونا بالعرب الذين قدموا من الجزيرة العربية حيث أن القافية جزء أساسي وحتمي للشعر لدى العرب قبل العصر الحديث.

كل هذه دلائل أننا امام نصوص كتبت في القرون الأولى للمسيحية. وفي إمكان الإسهاب في هذا المنحى، ولكن لنتركه إلى مقال منفصل إن سنحت لنا الفرصة.

أما طلبك لي أن أكمل المشوار وأحقق نغما وموسيقى ولغة وخطابا وتحليلا بقية القصائد، فإني أضع طلبك أمام البطريرك ساكو، الذي بحكم منصبه هو القيوم  والحافظ على تراث ولغة وطقوس كنيستنا الكلدانية، ان يشكل لجنة لدراسة هذا الجنس الأدبي الفريد من نوعه في الآداب والشعر على مستوى العالم ، كي نعيده ونحيه وننشده كلنا سوية.

ولا يفوتني أن أذكر دعوته الى رفع نير تأوين هذه القصائد والترث عن كاهل شعبه وكنيسته، أي تشويها وتزويرها لحنا ولغة وجعلها عربية، ولكن بعربية ركيكة مليئة بالأخطاء: هل هكذا يكون الدفاع والمحافظة على الثقافة الكلدانية؟ هل يقبل كردي أمي ان يقوم مسؤول أي كان في صفوفه بتعريب تراثه بهذا الشكل  وفرضه على الناس والمؤسسات؟

 أدعو مؤوسسة الكنيسة الكلدانية الى لم شمل المثقفين البارعين في لغة وثقافة وتراث شعبهم، بعد أن هاجروا بالجملة الى الفضاء الرقمي في السنين الماضية نتيجة للهجمة الشرسة على اللغة والتراث والطقس التي وقعت وأسبابها معروفة، إن كنا حقا صادقين وجديين في القول إننا سندافع عن الثقافة الكلدانية، كما أتى في أخر منشور للبطريرك.

تحياتي



315

الأخ سامي هاويل المحترم

حقا أعجبني طرحك، اولا للمنطق الذي يحتويه، وثانيا لأن الطرح نموذج لما نطلق عليه في التحليل العلمي بالعلاقة السببية أي causal relationship

وأبدع الأخ بيث نهرانايا في تقديم أجوبة او أدلة وبراهين على العلاقة السببية، ومفادها أنه هناك علاقة سببية بين الأشقاء الكلدان والبعد الذي يصل الى حد ازدراء كل ما له من وشائج بمقومات الهوية القومية وعلى الخصوص اللغة والثقافة والتراث التي تشكل الهوية القومية.

والأخ نهرانايا في الغالب يكتب تعاليق هي بمثابة مسك الختام، وعلى القارئ ان يعمل العقل كي يسبر كنهها.

وكذلك أشيد بمداخلات الأخ لوسيان، رغم أنني قد اختلف معه في بعض توجهاته، حيث أظهر من خلال العلاقة المنطقية logical representation or relationship أن ليس هناك جدية في طرح البطريرك ساكو والمقالات التي تشيد به. مجرد إنشاء دون خارطة بسيطة للتشبث بالهوية وإحيائها.

وبدلا من أن يركز الأشقاء الكلدان على خارطة طريق لإحياء الهوية الكلدانية مع ثقافتها ولغتها، لم نلحظ غير مقالات إنشائية لا تختلف ابدا عن تلك التي كانت سائدة في عهد النهضة الكلدانية تحت راية المطران سرهد جمو، تلك النهضة التي لم تخرج عن إطارها المذهبي والطائفي ومع الأسف.

والغريب ان منظر النهضة الأولى برعاية المطران جمو هو ذاته الذي أطلق عليها "نكسة" والسب كان غياب خارطة طريق وتغلب الإنشائيات وتقديمها لشعبنا المسكين المغلوب على أمره وكأنها طروحات اكاديمية علمية وهي لا تتجاوز حكي جرائد.

لم ألحظ أي جدية في طرح البطريرك ساكو لإحياء الهوية الكلدانية، لأن أي إحياء للهوية والقومية ينطلق من الثقافة واللغة وهذا ما فعلته كل الأقوام التي أرادت ان تنهض. على العكس هناك هبة غير منطقية وتضرب الهوية الكلدانية التي تمثلها الثقافة واللغة في الصميم.

والبطريرك يذكر الثقافة الكلدانية ويقول إنه سيدافع عنها ولكن لا يعرفها او يشرحها، ولا يقدم أي خطوات لإحيائها او التشبث بها. والأنكى فإن أغلب ممارساته في هذا المضمار تضرب الثقافة الكلدانية في الصميم وتعاديها علانية.

وللهروب من الواقع او الهروب الى الأمام هناك طروحات لا علاقة لها مع ما تقدمه العلوم الاجتماعية من أفكار ونظريات التي تبرهن على العلاقة الجوهرية، العلاقة التي لا تنفصم بين الهوية والثقافة واللغة؛ غياب اللغة هو غياب للهوية.

الادعاء أن نظريات العلوم الاجتماعية الحديثة لا تأخذ اللغة ركنا أساسيا من أركان الهوية ادعاء فارغ وحكي جرائد ويبدو أنه لا ينطلي إلا على بعض المساكين في صفوف شعبنا.

لا أعرف كيف أن هوية الشخص هي شعور ولا أعرف ولا أعرف كي نكون أثنية ونحن لغتنا الأم العربية (ثقافتنا وتراثنا عربي) ولكن الانتماء الشعوري كلداني. شيء لا يصدقه العقل ابدا. الشعور غير موضوعي وغير نزيه ونحاول التخلص منه اوفي أقل تقدير تحجيمه عند الكتابة الأكاديمية الرصينة.

وهناك أيضا طروحات غريبة وعجيبة عن القومية حيث تخلط هذه المقالات الإنشائية بين المفاهيم الأربعة nationality, culture, identity and language.

ليس هناك جدية في طرح البطريرك ساكو عن الثقافة الكلدانية لأنه يخفق في تقديم وسائل أحيائها ونشرها والتشبث بها، وليس هناك حبة خردل من الجدية في المقالات الانشائية التي صدرت ومع الأسف من المنظرين ذاتهم الذي كانوا وراء النهضة السابقة  – أسف النكسة السابقة على حد قولهم هم بأنفسهم – وأخشى ، وأخشى أنهم يقودون الكلدان الى نكسة أسواء منها.

ولهذا لم نلحظ أي طرح منطقي علمي او أكاديمي من قبلهم لوضع خارطة طريق للنهضة غير الهبة الإنشائية.

وكان الله في عون الكلدان.

تحياتي



316
موسيقى مار ماروثا الميافارقيني - كنيسة المشرق (الكلدانية-الأشورية)، القرن الرابع الميلادي: ܡܘܣܝܩܐ ܕܡܪܝ ܡܪܘܬܐ- ܕܪܐ ܪܒܝܥܝܐ


هذه قطعة موسيقية من القرن الرابع الميلادي رافقت نشيدا بهيا لمار ماروثا الميافارقيني. ومار ماروثا من عمالقة الأدب والفنون الخاصة بكنيسة المشرق المجيدة:

https://www.facebook.com/leon.barkho/posts/3641716632599780

عرفتكم به سابقا ضمن كتاباتي في هذا الموقع رغم أنه من الواجب أن يكون غني عن التعريف، لأنه ركن من أركان ثقافتنا ولغتنا وفنونا التي بمجملها تشكل حضارتنا وهويتنا كأمة عريقة وكنيسة مشرقية مجيدة.

ومار ماروثا الميافارقيني من أبرز علماء وأدباء اللغة السريانية، لغتنا وهويتنا حاملة ثقافتا وتكويننا كأمة عريق وكنيسة مجيدة. كان راهبا متقشفا مسكينا، بيد أنه كان شعلة من النار لحماية كنيسته وتراثها ولغتها وفنونها وطقوسها.

أرخ لنا اضطهاد المسيحيين المشارقة في القرنين الرابع والخامس، ويعد من أبرز اللاهوتيين والعلماء الذين أنجبتهم كنيسة المشرق حيث ساهم في إرساء هويتها وتفسيرها وممارستها للرسالة والبشارة التي أوصلتها الى أقاصي الأرض.

لا أظن أن أي مطلع على طقوس وإرث وفنون وآداب واشعار وموسيقى كنيسة المشرق المجيدة لم يتأثر بمار ماروثا ومؤلفاته عن سير الشهداء ومدائح الشهداء التي كانت تتلى وترتل في الكنائس وحتى قبل فترة قصيرة.

مدائح الشهداء التي ترافق طقوس وصلوات الصباح والمساء من أبدع الفنون الكنسية ودشنت جنسا أدبيا في الإمكان أن نطلق عليه أدب الشهداء والذي، حسب علمي، لا تملك مثله أي كنيسة او أمة أخرى.

وهذا ليس بغريب على كنيسة المشرق التي عُرفت ولا يزال – دون كل كنائس الدنيا – بالكنيسة الشهيدة او كنيسة الشهداء.

كم نحن بحاجة اليوم الى الحفاظ على مؤلفات أدباءنا وملافنتنا وشعرائنا وقديسينا من أمثال مار ماروثا.

لو جمعنا ادبنا السرياني وحفظناه من حملات التشويه كالتي يطلق عليها "التأوين" لساهمنا في تعزيز وإعلاء شأن هويتنا ووجودنا وثقافتنا وحضارتنا وكذلك لساهمنا في إغناء وإعلاء شأن الأدب والثقافة والحضارة العالمية.

والقطعة الموسيقية التي أقوم بتأديتها على آلة الكمان واحدة من اثنتا عشرة قصيدة مغناة ألفها ولحنها مار ماروثا لاستذكار شهداء كنيسة المشرق قبل حوالي 1600 سنة.

وللأشقاء من المشارقة من أتباع الكنائس السريانية الغربية ملفان لا يقل شأنا عن مار ماروثا الميافارقيني ويحمل ذات الاسم أيضا، وأمل ان يتسنى لي الوقت لتعريفكم به، لأننا في العمق شعب واحد وكنيسة واحدة رغم تباين التسميات والمذاهب.

https://www.facebook.com/leon.barkho/posts/3641716632599780

317

الأخ الزميل الأكاديمي الأستاذ الدكتور صباح قيا المحترم

تحية طيبة

رسالتك السابعة تتربع على قمة إبداعك لأنك تختمها برباعيات صارت بمثابة الكتابة على الحائط التي يراها ويقرأها كل كلداني، ويحسها ويلمسها على أرض الواقع كل كلداني يعتز بهويته وتاريخه وثقافته وشعره ولغته وكنيسته المجيدة، ولكن مع الأسف الشديد نخفي رؤوسنا في الرمال مثل النعامة متصورين ان الخطر الذي يرقى الى تدميرنا ومعنا تراثنا وطقوسنا ولغتنا وتاريخنا وكل ما يشكل هويتنا مجرد خيال بيد انه الواقع، الواقع المرير الذي نعيشه.

هذه رسالتك السابعة وما من مجيب رغم ما تكتنفه من حقائق ووقائع دامغة وعلى الخصوص رباعياتك الجميلة. إنهم بحذفها يشبهون النعامة التي تضع رأسها في التراب.

ونعم، الكنيسة الكاثوليكية تقبل النقد، ولو تقرأ الصحافة الكاثوليكية وغيرها لرأيت كما هائلا من النقد بعضه يمس الحبر الأعظم، وهو نقد قاس جدا حيث هناك من الكرادلة ورؤساء الأساقفة ومن الكاثوليك من يهرطق بعض أقواله وممارساته ومع كل هذا لم ينبس ببنت شفة ولم يعرف – حاشى ألف حاشى – الكلام السلبي وليس البذيء طريقا الى شفتيه.

والأنكى، فإنه رغم كونه الحبر الأعظم يتعامل بإيجابية مع كل نقد يأتيه ويحاور ويصحح ويعدل من سياساته وممارساته استنادا الى النقد الذي يأتيه.

رسالتك هي السابعة موجهة الى ما تقول إنه "الراعي". وأنا أسأل بحسرة أن الكلدان بدون راع منذ سنين ثمان عجاف. لقد ترك الراعي الرعية بعد أن شتتها، وصارت كما يصفها يراعك وهو يقرض لنا هذه الرباعيات الجميلة.

الراعي كان سيستجيب لو قمت بديباجة إنشاء في مديحه، ولأرسل لك مراسل ربما مع هدية ورسالة جميلة فيها كل عبارات الود والمحبة.

أي راع تتحدث عنه وهو ينشر بيانا فيه تقويل لقناة إعلامية شهيرة والبيان جله غش وخداع وكذب؟ الراعي لا يغش ولا يخدع رعيته ولا يقاوم مسيرتها الثقافية والطقسية والتراثية الكنسية بل يعززها.

الكلدان بدون راع وصار لهم ثمان سنين عجاف يتم غشهم وخداعهم، وصار لحضرتك مدة طويلة حتى وصل عدد رسائلك سبع رسائل، والراعي لن يكترث حتى ولو كتبت ثمانين، لأنه أساسا ليس براع.

 كم كنت صادقا عندما كتبت في تعقيب على اخر مقال لي: " ممكن المساومة على قضايا حياتية متعددة ولكن لا يجوز  المساومة على الحقائق العلمية المتفق عليها."

وكم كنت صادقا عندما ذكرتنا بالدليل التشخيصي العالمي للجمعية الأمريكية للطب النفسي DSM-5 الذي يعد أساس العلوم التشخيصية للأمراض النفسية؛ ذكرتنا كم نحن شعب مسكين وغلبان ومغلوب على امره. وعذرا لم أتمكن من التفاعل مع تعقيبك المهم في حينه.

أؤكد لك مرة أخرى ان الكلدان بدون راع. الراعي الذي تقصده في واد والدنيا في واد. همه وأد ما يشكل الكلدان هوية وثقافة وطقسا وفنونا ولغة، وهو في طريقه الى إلغاء كل ما يمت إلينا بصلة.

صار لي حوالي ستة عقود وأنا أعيش في كنف الكنيسة الكلدانية، وأشهد وأقول إنني لم الحظ الهوان الذي نحن صرنا عليه في السنين العجاف الأخيرة بسبب هذا الراعي.

وأختم وأقول، مكررا لمقولتك الشهيرة: "لا تعول على الكلدان، لأنهم سيخذلونك لأول وهلة."

تحياتي


318
الأخ بطرس نباتي المحترم

تحية طيبة،

شكرا للمقال، بيد أنني أمل أن يتسع صدرك للرأي المقابل. النقاش والحوار هما الطريق لتحقيق أي إنجاز.

في رأي، أن معارضي ومنتقدي البطريرك ساكو، وجلهم من الكلدان، في الغالب لهم نقاط محددة، وفي رأي أيضا يتجنب الأخوة في الجانب الأخر من السياج ومعهم البطريركية رغم ماكينتها الإعلامية التي لا تكل ولا تمل، التعامل مع هذه النقاط او حتى مناقشتها لعل نصل الى حل وسط.

سأركز هنا على نقطتين وحسب. أشرح الأولى ببعض الإسهاب، وأشير الى الثانية، وأترك البقية، على أمل ان نتمكن من مناقشتها يوما ما، رغم أنني أشك ان يتقبل الطرف الأخر ذلك.

نشر الموقع البطريركي سلسلة بيانات مؤخرا، سأتناول إثنين منهما كي أظهر أن فيهما الكثير من الغش وعدم المصداقية ومحاولة متعمدة للتضليل؛ هذا إضافة الى عبارات نابية، ومع الأسف، لا تليق بالمقام ابدا، لا بل غير لائقة لا يجوز استخدامها مع أي مقام.

نشر الموقع بيان ادعى فيه ان موقع "الأعظمية نيوز" الذي نشر على صفحته في الإنترنت اتهام المحكمة للبطريرك بالتحايل وقرار الاستدعاء من قبل الشرطة، الأمر الذي كلنا وقفنا ضده، أن هذا الموقع قدم اعتذارا، وأنقل البيان في أدناه (رابط 1) كما هو. السؤال: أين رابط هذا النص؟ في غياب الرابط او المصدر، ستكون هناك علامات استفهام كبيرة.

ومن ثم، ما هذه اللغة الركيكة: "أعلمنا أحد الأصدقاء" ونشر قرار القاضي على صفحة تحمل اسم وشعار "الأعظمية نيوز." هذه إهانة كبيرة لمقام البطريرك، لأنه شخصية معنوية ودينية كبيرة ولا تمثل نفيا ولا اعتذارا ولا هم يحزنون ... إنه إنشاء فارغ، لكنه ينشر في الصفحة الرئيسية للبطريركية ويتبناه البطريرك ويستشهد به في البيانات اللاحقة  ... 

ومن ثم يقول البيان إن موقع "الأعظمية نيوز" نفى صلته بموقع الإنترنت الذي نشر القرار المشؤوم للقاضي؟ هل حقا هذا صحيح؟ القرار المشؤوم للقاضي لا يزال في الموقع وعلى الصفحة الخاصة التي تحمل ذات الاسم والشعار والمهمة، وإن كانت كما يدعي بيان البطريركية صفحة مزورة تستخدم وتنتحل موقع "الأعظمية نيوز" لكانت هذه القناة القوية جدا (وسنأتي الى ذلك) بكلمة واحدة منها أجبرت المزور على شطب التزوير أي إلغاء موقعه المزور على الإنترنت فورا.

وهذا الرابط الى موقع أخبار "الأعظمية نيوز" الذي يحمل ذات الشعار والاسم الذي استخدمه الإعلام البطريركي، حيث لا يزال قرار القاضي واستدعاء الشرطة قائمين (رابط 2).

إن فشل موقع البطريركية في منحننا رابطا الى قناة الأعظمية نيوز فيه هذا الخطاب الهزيل وغير اللائق وغير المقبول إعلاميا عند النفي والاعتذار (رابط 1) لأنه في واقع الأمر يمثل صفعة أخرى ولكن بشكل أخر  ، وأمل ان يكون لديها هذا الدليل، عندها سنكون وجها لوجه أمام تلاعب خطير في إمكان أصحابه اتخاذه دليلا لابتزاز البطريركية، وأمل مرة أخرى ان يكون لدى البطريركية مثل هذه الدليل كي تسبق ما قد لا يحمد عقباه إن استمرت على نهجها الحالي في التدخل لا بل التطفل على السياسة والإعلام في العراق، أقول "تطفل" لأن لا علم لها بكنه وماهية الصراع المرير بين الشيعة – والشيعة ، والسنة – والسنة وبين الشيعة والسنة، ولا علم لها ببديهيات وأساسيات الأعلام والخطاب الإعلامي والسياسي.

هل هذه الجملة الهزيلة تمثل نفيا او اعتذار؟ بأي قياس، إنها تمثل صفعة أخرى، ولكن، لن أكمل ...

"علمنا احد الاصدقاء ومتابعين الصفحة الرسمية لمنبر الاعظمية نيوز عن نشر خبر يخص البطريرك ساكو #رئيس الطائفة المسيحية في احدى الصفحات الوهمية المنتحلة نفس الاسم والشعار التي لاعلاقة لنا بها من قريب ولا بعيد لذا اقتضى التنويه".

من المصدر؟ الناطق الرسمي بإسم الوكالة؟ وهل "الأعظمية نيوز" حقا منبر؟ ومن كتب هذه؟ رئيس القناة؟ محررها؟ جملة غريبة وعجيبة جدا وهزيلة كتابة وأسلوبا وخطابا، ...

ومن ثم أنظر الخطاب، هل عبارات مثل "خدام الشياطين و"الشلة الضالة" لائقة؟ وكيف يكون "قائد" الشعب المسيحي بهذا المستوى؟ وقد تكون هذه عبارات تلطيفية إن اقتبست عبارات أكثر قسوة وأقل لياقة بكثير.

وفي مكان أخر يقول إن السومرية أيضا اعتذرت بدون دليل او رابط يظهر أنها اعتذرت حقا.

اعلام البطريركية
4.  البطريركية رفعت دعوى ضد المشتكي مهدي وعلى السومرية التي قدمت اعتذارها عن نشر  الوثائق المزيفة و قامت بنشر بيان البطريركية. كذلك موقع  الاعظمية نيوز نفت ذلك وقالت انها نسخة مزورة مثلها مثل الفيس بوك الكلداني.. اسأل  عن من زورهما؟


هل تدرك البطريركية من يقف خلف "السومرية" ومن يقف خلف "الأعظمية نيوز"؟ والله انا قلق على الوضع. هاتان القناتان من اقوى وسائل الإعلام في العراق، الأولى تدعمها أمريكا والتيار الشيعي المناوئ لإيران ... الثانية تميل صول الحزب الإسلامي، وهم الإخوان المسلمون ... واللبيب تكفيه الإشارة .. ولكن البطريركية وإعلامها لن تكيفهما مئات الإشارات، ... ولكن إن لم نتعلم الدرس هذه المرة فأخشى أن العواقب ستكون وخيمة، والدرس هو انسحاب البطريركية من المزاريب الفاسدة النتنة للسياسة في العراق، ومغادرة الإعلام لأنه أصبح وبالا عليها.

والبيان الأخر الذي كان قبل يوم او يومين يثير علامات استفهام كبيرة على القضية التي نحن بصددها، وهو الاستدعاء للمحكمة بتهمة التحايل. كيف يجوز منح وكالة عن عقار لا أملكه أو ليس مسجلا بإسمي؟ كاتب العدل لن يسجل الوكالة دون سند يثبت ان العقار مسجل بإسمي؟  هذه ألف باء الوكالات العامة والخاصة، وتلتزم السفارات العراقية به، وكثير منا عمل وكالات لأشخاص في العراق وهو مقيم في الخارج، ولن يتم تمشية أي وكالة دون وثائق كهذه؟ إن منحت البطريركية وكالة لشخص ما حول أرض لا تملكها، هذه جنحة كبيرة  ...  وهذا ما يؤكده البطريرك في سلسلة بيانات غير مدروسة بعناية بأسلوب ركيك يعكس الحال ... ماذا حدث، لن نعرف كنهه للغياب الشبه المطلق للشفافية لدى الإدارة البطريركية الحالية ...

اعلام البطريركية
المشتكي طالب استثمار قطعة ارض ولما راجع مديرية تسجيل العقارات ظهر له ان الارض باسم شحص آخر. وعليه سقطت الوكالة. هذا الموضوع يعود الى سنة 1915.  المشتكي لم يدفع فلسا واحدا. هذا مجرد كذب وابتزاز. فلا يوجد وصل استلام وتسليم في الدائرة المالية البطريركية ولا عند المشتكي والا كان قد ابرزه.


ولا أريد الاسترسال، ولكن أؤكد لك، وأنا عشت طوال عمري في أحضان مؤسسة الكنيسة الكلدانية، أؤكد إن هذه المؤسسة الكنسية بإدارتها، وشفافيتها، وإعلامها، وخطابها، وبماليتها، وعقاراتها (أوقافها) وتراثها وطقسها ولغتها وفنونها وثقافتها لم تكن في الفوضى والهوان والضعف الذي هي عليه كما هو الآن وهناك الكثير من الأدلة ...

اشكرك لسعة صدرك، وتبقى اخا عزيزا وصديقا حميما.


تحياتي[/b]

رابط 1
http://saint-adday.com/?p=43373
"توضيح من الاعظمية نيوز حول استهداف البطريرك ساكو

توضيح # اعلمنا احد الاصدقاء ومتابعين الصفحة الرسمية لمنبر الاعظمية نيوز عن نشر خبر يخص البطريرك ساكو #رئيس الطائفة المسيحية في احدى الصفحات الوهمية المنتحلة نفس الاسم والشعار التي لاعلاقة لنا بها من قريب ولا بعيد لذا اقتضى التنويه.

ملاحظة إعلام البطريركية: الجهة نفسها هي التي انتحلت “الفيس الكلداني” وراحت تلفق الاكاذيب بغية تشويه السمعة وكسب ثقة الناس، لكن الناس اكتسفت خدام الشياطين مثل هولاء ومثل  الشلة الضالة  التي تكتب  في الواقع."

رابط 2
https://www.facebook.com/aladhamiyanewsofficial/posts/532325711470263?__cft__[0]=AZUb54wmfn72Np5KaCjrMzD3awcvyQoDcwOXO_-U9XS64bxUuKmjQUo6d3SOe7Cikns1xJNlQjnqEbMZk74nVZmLjWjda-_fr999uJGUxMFiatMvY08MDAMUdbtMwQmz4q2xLBOC7RssbYMhjoB3M2ip&__tn__=%2CO%2CP-R

https://www.facebook.com/aladhamiyanewsofficial/posts/532325711470263

319
الأخوة أصحاب الردود والقراء الكرام

توخي العلمية والأكاديمية او المنطق في الخطاب ينطلق او يتأسس في الغالب على أجوبة شافية عن أسئلة تبدأ ب "ما وماذا وكيف"، الأسئلة التي لا بد من إثارتها إن أردنا التقرب من الحال الذي يقع فيه الواقع الاجتماعي الذي نسعى لدرسته وتمحيصه.

لو حاولنا الإجابة عن "ما ولماذا وكيف" لما وقعنا في مشاكل وأوقعنا أنفسنا في معضلات كبيرة.

مثلا، هل سألنا أنفسنا "ما" هي التشكيلية السياسية والطائفية او ما هو الواقع الاجتماعي الشيعي في العراق، والذي يبدو أن البطريركية الكلدانية غارقة فيه؟

الواقع الاجتماعي الشيعي في العراق متشرذم. على السطح يظهر ان الكل تتبع السيستاني وأن الكل إيرانية الهوى. هذا ليس صحيحا. هناك صراع شيعي-شيعي يصل الى درجة الاقتتال والقتل والصراع الذي قد يفني الحرث والنسل.

ولهذا، فإن حصر الشيعة بالسيستاني وإيران وجماعتهما، خطأ كبير.  ومن ثم فإنه خطأ مميت إن أصبحت أقلية او طائفة دينية صغيرة (كما هو حال البطريركية الكلدانية) مروجة او بالأحرى أسيرة لخط سياسي او طائفي محدد ضمن الطائفة الشيعية.

ومع كل احترامي وتقديري، فإن البطريركية الكلدانية أقحمت نفسها في السياسة، والشيعية منها على الخصوص، من أوسع أبوابها – وهذا خطأ كبير، أولا لأنها غير مدركة للأخطار والتركيبة السياسية والطائفية والاختلافات البينية الجوهرية التي تعصف بالمرجعية للشيعة؛ وثانيا، الموقف السياسي هذا الذي تجاهر به البطريركية الكلدانية لا بل تتبجح به مع تصميم وتضخيم إعلامي، أكبر من حجمها بكثير ويخالف رسالتها ومسؤولياتها التي تنحصر في الحفاظ على الطقس والإرث الثقافي والتراثي والأدبي والشعري واللغوي الكنسي لأتباعها، لأنها كتابعة للكنيسة الكاثوليكية الرومانية، فإن دور وصلاحيات البطريرك محدودة جدا وشبيهة بما لدى أي أسقف كاثوليكي أخر.

هل نعلم مثلا أن هناك، إضافة الى السيستاني، هناك خمس مرجعيات شيعية قوية في العراق هي مرجعيات الحكيم والنجفي والفياض  والواعظي  والصرخي ، بعضها مستقلة لا بل تعادي مرجعية السيستاني وهي قريبة من أمريكا وبعض الدول السنية التي تقدم لها دعما ماديا وعسكريا كبيرين. 

أنظر وكيف ان هذه المرجعيات المختلفة لم تتفق حتى في فرض زكاة عيد الفطر، حيث كل واحد منها فرض ما يساوي مبلغا من المال حسب مصالحه.

والصرخي على سبيل المثال، علانية يعارض السيستاني وله ميليشيات قوية جداـ تتقاضى رواتب مجزية،  تكتسح مدنا في الجنوب أحيانا، ويكره إيران وهو وراء حرق قنصلياتها في الجنوب وعلى الخصوص في النجف وكربلاء، وأخرها قبل أيام الهجوم على القنصلية الإيرانية في كربلاء.

هل البطريركية الكلدانية هي على معرفة بهذه الأمور؟ وهل يعرف البطريرك، مع جل احترامي، الثمن الذي سيدفعه بتقربه لا بل توسلاته بلقاء وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف فقط لمجرد التقاط صورة؟

وهل يعرف الثمن الذي سيدفعه برفع مكانة السيستاني الى السماء بعد زيارة البابا فرنسيس له والمديح الذي اغدقه بابا الفاتيكان على السيستاني، حيث قال إنه "منارة،" والمنارة من النور و"النور" تناص مع الإنجيل في توصيف يسوع المسيح. ومن جملة ما قاله البابا أيضا إن السيستاني "رجل الله العظيم الحكيم" وأردف أن لقاءه من المرجع الشيعي "كان مفيدا لروحه."

اول الغيث قطرة، والاستدعاء للمحاكمة بهذا الشكل المهين وغير المقبول، هو في وجهة نظري اول الغيث.

ومن هنا، ومن أعماق القلب أنصح البطريركية الكلدانية الانسحاب من مزاريب المفسدة والقاتلة للسياسة في العراق قبل فوات الأوان، لأنها أعقد وأكثر اشتباكا من أن تتمكن أمهات شبكات التجسس الغربية ومنها سي. أي. أي. من فك رموزها وألغازها.

ولكن متى سمع او تقبل البطريرك ساكو النقد او النصيحة او حتى الاستشارة؟ لو قبل ذلك لما وقعت البطريركية الكلدانية في كل هذه المطبات ولما كان وضع مؤسسة الكنيسة الكلدانية في الحال المحزن والمزري الذي هي عليه.

تحياتي


320
الأخوة أصحاب الردود والقراء الكرام

تحية طيبة

ما كتبته في هذه الصفحة هو مجرد رد وتعقيب على تشخيص في رأي غير موفق ويبتعد ليس عن العمل الأكاديمي الرصين والبحث العلمي الرصين، بل عن المنطق أيضا.

وضع المنتقدين والمعارضين للبطريرك ساكو كلهم في خانة واحدة، وأغلبهم كلدان، وأنا واحد منهم وهذا ليس سرا، وهي خانة "الشخصية المريضة" غير موفق وكان يجب التعقيب عليه.

وهناك إشارات عديدة في مقال الزميل والصديق د. رابي يصف فيها معارضي البطريرك ساكو بأنهم أصحاب "الشخصية المريضة،" حيث يرد في المقال أن تشخيصه هذا "لم يأت اعتباطاً ولمجرد قراءة عن المرض النفسي او لاجتهاد شخصي."

وكذلك يرد في المقال: " فكل تصرفاتهم تُفسر كما اشرت أعلاه من عدم تمكنهم التكيف في المجتمع، والحصول على قبول من المجتمع او الشك في حالتهم بان تلك المناصب التي يقلدونها جاءت بطرق او في سياقات هم أنفسهم غير راضون عنها."

ويمضي د. رابي قائلا في مكان أخر: "... احذر أصحاب هذه المواقف بانها مؤشر نحو الإصابة، لان تصرفاتهم هي اعراض للمرض النفسي ..."

وهناك تأكيد وتأييد لردود بعض الأخوة أن د. رابي محق في وصفه للمعارضين والمنتقدين للبطريرك بأنهم يعانون من مرض نفسي ويقعون في خانة "الشخصية المريضة"، حيث يؤكد د. رابي ذلك ويثني على توصيفهم للمعارضين والمنتقدين بأنهم مرضى نفسانيون ويتفق في تصنفيهم ضمن خانة "الشخصية المريضة"، حيث يقول : " هم مرضى ... إن هؤلاء الذين لا يرتاح بالهم لما يقوم به غبطة البطريرك الكاردينال ساكو، انهم يتميزون بشخصية قلقة واعراض مرضية لكن مثل هؤلاء مرضى في تفكيرهم واعمالهم كسياسيين ومعهم اشباه الكتاب الذين يؤازرونهم."

ومن ثم، يستطرد د. رابي في متن مقاله، مضيفا: " ليس بمقدوري تشخيص اية حالة بانها مصابة بمرض نفسي" رغم ذلك يحذر المعارضين والمنتقدين بأن لديهم مؤشرات تدل على اصابتهم بمرض نفسي وأن شخصيتهم مريضة، حيث يمضي قائلا: "... احذر أصحاب هذه المواقف بانها مؤشر نحو الإصابة، لان تصرفاتهم هي اعراض للمرض النفسي ...". ما هذا التعارض وعدم التوافق وفي فقرة واحدة.

 ولهذا كان لا بد من الرد والتعقيب. هذه ثنائية غير مقبولة على الإطلاق من أي أتت: أنا ومن معي، ولأننا ندافع عن ونغدق المديح على شخصية معينة، نقع في "خانة الشخصية السوية"، أما المعارضون والمنتقدون لخطنا كلهم دون استثناء يقعون في خانة "الشخصية المريضة."

واعتذر عن التأخير في التفاعل مع الاخوة المعقبين، وسأحاول التفاعل مع أغلبها حال أن تسنح الفرصة وأنتهي من افراغ ما جعبتي.

تحياتي


321
هل أن منتقدي ومعارضي البطريرك ساكو حقا مصابون بالأمراض النفسية ويقبعون في خانة "الشخصية المريضة"، حسب ادعاء الدكتور عبدالله رابي

أثار الاستدعاء المشؤم وغير المقبول بالمرة ضمن السياقات العراقية والموجه للبطريرك ساكو للمثول امام محكمة تحقيق الكرخ في بغداد الكثير من الشجون.

وقرأنا عددا لا بأس به من مقالات على هذا الموقع وأضم صوتي الى أصوات الإدانة لهذا القرار وطريقة التبليغ والتسريب الإعلامي التي كانت لها غايات سياسية واضحة وبعيدة كل البعد عن تحقيق العدالة.

بيد انني أرى أن المقال الذي كتبه الزميل والصديق د. رابي فيه الكثير من العاطفة وفي رأي الشخصي إنشائي وليس فيه حتى مسحة بسيطة من الأكاديمية والعلمية والمنطق، شأنه شأن أغلب مقالات المديح او النقد التي يسطرها في هذا الموقع.

وفي غياب الميزان العلمي والأكاديمي، يغيب المنطق وإعمال العقل، ونخفق في إثارة أسئلة محددة وعلى الخصوص "كيف ولماذا" حدث ما حدث من أمر مؤسف.

ولهذا، فإن القارئ اللبيب سيخرج بعد قراءة المقال أن الكاتب الموقر بدل المديح، أوقع نفسه والذي يدافع عنه، أي شخصية البطريرك – الذي وقع عليه غبن كبير في حادثة الاستدعاء للمحكمة – في وضع حرج.

وليتسع صدر الزميل العزيز د. رابي، فإنه ليس هناك في مضمار العلم والأكاديمية، ولا سيما في العلوم الاجتماعية، من يقبل تعميما مثل الذي أورده حيث اتهم كل منتقدي ومعارضي البطريرك ساكو بأنهم يعانون من أمراض نفسية.

ويؤسفني القول إن الأسس التي وضعها د. رابي في المقال لتقييم وقياس "الشخصية المريضة" نفسيا و"الشخصية السوية" نفسيا هشة وعامة وحكي جرائد.

هل في الإمكان ان أسأل د. رابي الموقر؛ هل نشرت بحثا في مجلة علمية رصينة ومعتمدة عن "الشخصية المريضة" و"الشخصية السوية"، واستنادا الى هذه الدراسة "القيمة" المنشورة في مطبوع علمي وأكاديمي معتمد استطعت ان تصل الى هذا الفرز الثنائي: إن منتقدي البطريرك يقعون في خانة "الشخصية المريضة" ومداحي البطريرك يقعون في خانة "الشخصية السوية."

 مع كل اعتزازي دكتورنا الغالي والعزيز، فإنني أجريت بحثا وكشفا معمقا لمعرفة إن كان هناك ولو مقال يتيم او كتاب يتيم واحد يحمل اسمك في إحدى المجلات العلمية الرصينة او دور نشر أكاديمية معتمدة التي تعني بعلم الاجتماع ولم أعثر عليه. والقائمة بأسماء هذه المجالات المعتمدة ودور النشر متوافرة على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت).

وذهبت أيضا الى محركات البحث العلمي المعتمدة دوليا وأكاديميا (أي على مستوى الدول والجامعات) ولم أعثر ليس على مقال لحضرتكم، بل حتى على ذكر اسمكم او اقتباس واحد لكم.

فعن أي أكاديمية وبحث علمي نتحدث؟

وكما تعلم، هذه المجلات ومحركات البحث العلمي هي مقياس العلم والمعرفة الأكاديمية والبحث العلمي الرصين. ووباء كورونا أظن منح حتى الإنسان العادي مقدارا من المعرفة بشؤون البحث العلمي الرصين، حيث لا يتم اعتماد أي دواء او لقاح إن لم يتم نشره أولا في إحدى المجلات العلمية المعتمدة، أي ان يتم تحكيمه وقبوله من علماء ثقاة يشار لهم بالبنان. وهذا هو الدارج في كل فروع ومضامير البحث العلمي والأكاديمي.

الجامعات الرصينة في العالم، شعارها publish or perish . إن كان لدينا نشر علمي في المجلات العلمية المعتمدة ودور النشر الأكاديمية فنحن جزء من البحث العلمي والأكاديمي، أي في خانة publish، وإن لم يكن لدينا نشر علمي أكاديمي فنحن في خانة perish أكاديميا.

ولأنك يا عزيزي وأخي د. رابي حضرتكم في الخانة الثانية – على قدر علمي والبحث والاستقصاء الذي قمت به وإن ظهر لي عكس ذلك فسأعتذر على الملأ – أرجو ان يتسع صدركم مرة أخرى للقول إن ما تكتبه لا يعدو كونه إنشاء يفتقر الى أبسط المعايير الأكاديمية والمعرفية والعلمية.

ولهذا جاء مقالكم الذي نحن بصدده عكس مراده، وأي قراءة متأنية لا بد وأن تخرج بهذا الاستنتاج، بمعنى بدلا من أن تمدح أو تدافع عن البطريرك في محنته والظلم الذي وقع عليه، في ثنايا مقالك هناك إساءة له؛ عن قصد او غير قصد فهنا العلم عند الله.

تعريفك للمرض النفسي والحالة المرضية او الشخصية المريضة – وحضرتك تنقل نصا من نصوص البطريك – تشير أيضا الى الحالات العصبية التي تنتاب بعض الأشخاص وفيها يفتقدون السيطرة على الأمور وتبدر منهم شؤون وأقوال وممارسات لم تكن في الحسبان وقد تكون غير سوية.
             
ألم تنقل عن البطريرك في مقالك إنه يعترف بأنه "عصبي" المزاج وفي مكان أخر حسب قول البطريرك "إن طبعي سريع الانفعال" و "أسلوبي شخصاني وتلقائي،" أي في مفهوم علم النفس هذه إشارة واضحة الى  nervousness syndrome or anxiety syndrome.  ولن استطرد لأن الشرط الأول الذي يضعه علماء النفس والباحثون الأكاديميون للذي يعاني من nervousness syndrome or anxiety syndrome هو أنه يجب، لا بل أنه أمر ملزم، عدم منحه دفة القيادة في أي حلقة كانت وتحت أية ظروف.

أنظر يا دكتورنا الغالي والعزيز ماذا يفعل غياب العلمية والأكاديمية وأنظر ما تسببه الكتابات الإنشائية التي طابعها المديح دون إثارة سؤال لماذا وكيف وصلنا الى ما وصلنا إليه – وهنا اقصد مؤسسة الكنيسة الكلدانية – التي ومن تاريخي الطويل معها حيث ولدت وترعرعت ونشأت في أحضانها، تمر في وضع لا يحسد عليه ولم تكن في هكذا حال محزن ابدا.

منتقدو ومعارضو البطريرك – وفي ظني لم يسيئوا الى البطريرك كشخص – لديهم قضايا مهمة تخص أسلوب الإدارة والشفافية والإعلام والسياسة والبيانات والعلاقات وكذلك شؤون مصيرية تخص الكلدان وثقافتهم وتراثهم وطقوسهم ولغتهم وفنونهم وموسيقاهم وآدابهم وشعرهم والتي هي من أرقى ثمار الحضارة الإنسانية وتشكل جوهر الهوية والخصوصية.

فبدلا من انتهاز حدث الاستدعاء الى المحكمة، الذي ندينه أشد إدانة، للم الشمل والتقارب والحوار حول قضايا الاختلاف، تأتي حضرتك وتضع – استنادا الى أبحاث أو دراسات ميدانية تقول إنك أجريتها في نهاية العقد السابع من القرن المنصرم ولكن لا أثر لها – كل من يعارض وينتقد البطريرك في خانة "الشخصية المريضة" نفسيا.

وهذا ما حدث بالضبط مع النهضة الكلدانية بمعية المطران سرهد جمو، حيث كنت حضرتك من المنظرين الكبار لهذه النهضة وأقسمتم على الإنجيل والصليب للبقاء أوفياء لها. هذه النهضة كانت ضحية خطابات مثل التي تكتبها حاليا في مديح البطريرك؛ في حينه في مديح النهضة وأصحابها. ولكن تلك النهضة تحولت بقدرة قادر حسب قلمكم الى "نكسة" بعد ظهور البطريرك على الساحة.

بيد انه حسب رأي الشخصي، نحن نمر الآن في "نكستين" وليس "نكسة" واحدة، وحضرتك أقرب الى الماسك بدفة سفينتنا الغارقة مما كنت عليه مع ماسك دفة نهضتنا الفاشلة السابقة والذي أقسمت امامه على البقاء وفيا لها.

وشكرا لسعة صدركم وأرجو المعذرة ولم يكن بودي الرد والتعقيب، ولكن لاحظت ان حضرتك تكتب مقالات ما هي الا ديباجة مديح ونقد ضمن ثنائية تفرز فيها "المريض" نفسيا عن "السوي" نفسيا دون سند علمي او أكاديمي او منطقي، وفيها إشارات وإيماءات مبطنة كما هو شأن المقال الذي نحن في صدده، لذا استوجب مني التوضيح.

هناك الكثير ما يمكن ان يقال، ولكن اترك ذلك للتفاعل مع التعقيبات.
+++++++++++++++++++++++
رابط مقال د. رابي:
https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1016207.0.html

322
الشماس الإنجيلي قيس سيبي المحترم

تحية طيبة،

   بعد قراءة متأنية لمقالك مرة أخرى والتعقيبات الكثيرة التي رافقته ومن ثم التطورات اللاحقة والأحداث المتعاقبة في مؤسسة الكنيسة الكلدانية التي لم تتوقف وأغلبها سلبي ومحزن وأحيانا مربك في السنين الثمان الماضية، أرى أن الكرة الآن في ملعب البطريرك ساكو.

لقد ظهر لي أن الأخ مايكل، وشخصيا قد لا اتفق مع كل طروحاته، يقف على أرضية صلبة. فبالإضافة الى عصاميته وثباته على الموقف، لم ألحظ أن هناك أجوبة مقنعة لما يطرحه من أسئلة. الردود، مع احترامي الشديد لأصحابها وأقلامهم، عمومية او تطرح أفكارا وطروحات للدفاع من اجل الدفاع عن البطريرك وليس لدحض النقاط المثارة ضد خطابه وممارساته وادارته.

وقد أثار الأخ ميخائيل ديشو ما يراه حلا وسطا. ما أعجبني في الرابط الذي أرفقه هو شجاعة الأسقف الذي قدم توضيحا شافيا واعتذارا على الملأ لأنه تفوه بكلمة واحدة غير مقبولة في الكنيسة، وهي كلمة يتيمة يتفوه بها لأول مرة بعد مسيرة كهنوتية يقول دامت أربعة عقود.

الكلدان امام ظاهرة بطريركية غريبة وغير مقبولة على الإطلاق، لأنها لا تعرف الرحمة والاحترام للمقابل من الكلدان، ولا تحترم التراث واللغة والرموز الكلدانية والطقس الكلداني وتقريبا كل ما يمت للكلدان كهوية وأخيرا حتى بعض الرموز الكتابية من أسفار مقدسة.

وإن كان الأسقف الذي ذكره الأخ ميخائيل ديشو اعتذر على العلن بعد أن تفوه بكلمة نابية واحدة،

فماذا عن عشرات الكلمات النابية والخطاب غير المقبول منه ومن على المذبح ومنه في بيانات؟

وماذا عن التشهير بالكهنة وحتى الأساقفة في بيانات في الإعلام؟

ماذا عن تشويه التراث والطقس والتلاعب به وتهميش اللغة والتلاعب بالنصوص الذي يصل درجة السرقة الأدبية؟

ماذا عن إيراد اقتباسات في غير محلها وخاطئة وغير مقبولة على الإطلاق لأنها ليست صحيحة ولا يمكن التحقق منها لمعاداة التراث واللغة الطقس؟

ماذا عن الكهنة وهم كثر الذين جرى اضطهادهم منهم من تم طرده من مؤسسة الكنيسة الكلدانية (هذه لأول مرة في التاريخ نسمع طرد الكهنة وهم كاثوليك من مؤسسة كنسية تابعة للكنيسة الكاثوليكية الرومانية) ومنهم من غادر الى كنائس أخرى ...؟

ماذا عن الإعلام البطريركي الذي لم يتعلم أي درس رغم مرور ثمان سنوات على تدشينه ورغم ما أثير وكتب عنه؟

ماذا عن المحاكمات التي نعرف عنها فقط ومنها محاكم مدنية عراقية خسرتها البطريركية بعد أن أنفقت الملايين، ومنها محاكم كنسية أقيمت ضد البطريركية وأظن خسرتها ولا أريد الاسترسال لأن الأمر معيب ومحزن؟

ماذا عن التدخل بالسياسة من أوسع أبوابها والفشل المدوي كل مرة لأي تدخل مما أثار عداء سياسيين محددين الذين ظهروا في قنوات الإعلام العربية والعراقية ومنتديات شعبنا وانهالوا على البطريركية نقدا وهجوما؟

ماذا عن الإساءة المباشرة للأنبياء مثل اشعيا ويونان واستخدام لغة مهينة مع لغة جسد غير مقبولة أبدا ومن على المذبح بحق أحدهم؟

وهذا أخر لماذا كي لا نسترسل رغم انها كثيرة، وهو أخطرها، وهو غيض من فيض. ظهر مؤخرا وبالدليل القاطع ان للبطريركية بصورة مباشرة او غير مباشرة في بعض المنتديات الكلدانية ووسائل التواصل حضور بأسماء مستعارة، وأخرها فجر قنبلة محكمة كنسية وأفشى اسرارا تمثل نشر غسيل فريد من نوعه مع كلمات بذيئة جدا وتهديد لأسقف وأخرين وكهنة وعلى الخصوص كاهن محدد، وهناك تهديد وويل لهذا الكاهن والأسقف، وكل هذه المعلومات حسب التقليد الكنسي يجب ان تبقى طي الكتمان والمعلومات هذه ليست بحوزة إلا المتنفذين في المؤسسة؟ ماذا يحدث في مؤسسة الكنيسة الكلدانية بحق السماء؟

وهناك ماذا وماذا وماذا ....

منذ نعومة أظفاري وأنا اخدم في مؤسسة الكنيسة الكلدانية ولم ألحظ ولم أر هوانا وفوضى وإرباكا وسلطوية مطلقة على المقادير من أصغرها الى أكبرها وحب الانتقام والقصاص وفقدان الرحمة والمحبة وازدراء وتهميشا للغة والتراث والطقس مثل الذي أشهاده الآن، ويا ليتني لم أحيا كي أكون شاهدا له.

وأنا أكتب هذه السطور الحزينة، ادعو الأخ مايكل – والأمر متروك له – الى عدم رمي قلمه الثاقب جانبا. الكلدان ومؤسستهم الكنسية بحاجة الى قلم ثاقب مثل قلم الأخ مايكل في مثل هذه الظروف، وأكرر له أنني لم التق أي كلداني من أي شريحة إلا وأشاد به وبكتابته.

وأنا أكتب هذه السطور خطرت ببالي مقولة لكاتب كلداني اخر، هو زميل وأستاذ أكاديمي أكن له الكثير من الاحترام والتقدير، حيث يقول: "لا تعول على الكلدان، حيث سيخذلونك على حين غرة" ...

تحياتي



323
الشماس قيس سيبي المحترم

إن ما يكتبه الأخ مايكل ليس السبب. مايكل يدافع عن قوميته ودينه ومذهبه وتراثه ولغته وطقسه. القول إن مايكل يهاجم البطريرك ساكو أظن قول فيه إجحاف، لأن كل ما يفعله هو دفاع وردة فعل لفعل ونتيجة لهجوم غير مبرر من البطريرك ساكو على ما يراه مايكل من مقدسات وكتب مقدسة ونصوص مقدسة وهوية ولغة وطقوس وتراث تشكلت عبر الاف السنين وفجاءة يرى مايكل ان كل هذا صار في خطر.

النقد والنصيحة يجب توجيههما الى السبب والمسبب، وهو البطريرك ساكو، الذي يهاجم ويزدري ويستخف ويستخدم عبارات ولغة لا تنم عن كياسة ولا تليق بمقام رجل دين في مركزه، وأخرها هجومه واستخفافه بلغة غير مقبولة على الإطلاق واستخدام لغة جسد مهينة في القداس بحق أحد أنبياء الكتاب المقدس. أما هجومه وازدراؤه للتراث والطقس واللغة وتشويهه لأقدس ما يملكه الأخ مايكل ككلداني فهنا حدث ولا حرج.

ومن ثم، أرى أن الأخ مايكل، وهو من الذين ربما لا يكنون الود لي – بيد اننا يجب ان نقول الحق – عصامي، حيث أقسم على الإنجيل والصليب المقدس عندما كان ضمن نشطاء النهضة الكلدانية على أنه لن يخون الأمانة، أمانة النهضة ضمن الأطر التي وضعت في حينه بمعية أسقف وكاهن. الأخ مايكل بقي أمينا لقسمه ولم ينكث القسم. ماذا عن البقية التي أقسمت مثله، الم ينكثوا القسم؟ أقول هذا ليس لأنني أتفق مع تلك النهضة، ولكن هذا كان الواقع في حينه؛ وأنظر واقع اليوم فالكلدان مشتتون وفي فوضى عارمة هم ومؤسستهم الكنسية.

أقول فوضى عارمة لأن الانقسام والشرخ كبير والسبب والمسبب هو البطريرك ساكو، ومن ثم الصراع هو كلداني-كلداني بامتياز يغديه البطريرك ساكو حيث لا يخرج من ورطة ومعمعة وتصريح مسيء إلا وأقحم نفسه في ورطة أخرى، وأخرها وصفه لسفر في الكتاب المقدس بأنه مسرحية، وكان قبلها وصف سفر أخر بعبارات قاسية مشينة لا تأتي حتى من أناس ملحدين او علمانيين ولم يستثن الأخ مايكل في كرازته المنقولة على الأثير حيث أطلق عليه عبارات نابية لا تخرج من فم شخص عادي.

المحصلة، الأخ مايكل نتيجة وما يكتبه نتيجة لسبب وهو البطريرك ومواقفه وتصريحاته وممارساته. إن بطل السبب بطل العجب.

وفي الخاتمة، أقول إنني لم التق كلدانيا، ومن ضمنهم الإكليروس بمختلف طبقاتهم إلا وأشاد بكتابات الأخ مايكل ومواقفه، وقد يكون الأخ مايكل أكثر كاتب كلداني قراءة في الوقت الحاضر.

تحياتي

324
الزميل الدكتور عبدالله رابي المحترم

كل عام وأنتم والعائلة الكريمة بألف خير.

شكرا لهذه اللفتة الجميلة بتقديم كتاب أستاذنا الشماس سامي ديشو، وأنتهز هذه المناسبة لتقديم الشكر الجزيل له، اولا بمناسبة صدور المطبوع المهم هذا، وثانيا لإهدائه نسخة لي والتي وصلتني وبشق الأنفس بسبب الجائحة.

اطلعت على بعض الفصول من الكتاب، وانطباعي الاول هو انه كتاب مهم واضافة مهمة لمكتبة لغتنا الجميلة.

وأتى الكتاب بالنسبة لي في وقت اتطلع فيه الى استلام مهمامي كأستاذ محاضر في كلية  نصيبين اللاهوتية لكنيسة المشرق الأشورية في سدني، منسقا لواحدة من أهم المواد التي ستدرسها الكلية وهي Hymnology وأقرب ترجمة إليها هي "نظم التراتيل الخاصة بكنيسة المشرق" حيث ستكون لغتنا الوسيلة المعتمدة في المحاضرات.

وسيكون كتاب الاستاذ سامي واحدا من الكتب الأساسية التي سأعتمد عليها عند التطرق لشؤون الصرف والنحو في لغتنا، ومدى تاثيرهما على الشعر والنصوص الموزونة التي يتألف منها تراثنا الكنسي.

فمني لأستاذنا سامي التحية والشكر الجزيل لهذا الجهد.

تحياتي

325
أخي العزيز زيد

في هذه الايام المباركة أيام البشارة أدعو الله ان يمنحك الصبر والسلوان في مصابك الأليم.

فقدان احد الوالدين مؤلم مع ذلك هذا قانون الحياة وسنتها غير القابلة للرد.



326
قرائي الكرام ومعهم الأخوة المعقبين،

قد لا أتمكن من الرد على كل التعقيبات على انفراد ولكن أمل أن ما أنقله بين الفينة والأخرى سيغطي اغلب الأسئلة المثارة في هذا الموضوع المهم والذي بعد مرور أكثر من أسبوع عليه لا يزال يستأثر بالاهتمام الكبير في هذا المنتدى وكل منتديات شعبنا ومعها الصفحات الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي.

وهنا بودي القول إن الطريقة المسيئة التي فيها يعبر البطريرك ساكو عن نص نبوي ورباني بالنسبة للمسيحية جمعاء بكافة مذاهبها وطوائفها وكنائسها، لا وجود لها في تراث وطقوس وآداب كنيسة المشرق. ليس هناك نص على الإطلاق قريب ولو عن بعد ولا حتى ايماءة او إشارة بسيطة الى الوصف المسيء الذي اتى في كرازته:

"كلو هل خيال عربات وأجنحة بالسماء وملائكة، ست اجنحة تغطي وجّْجمْ وتغطي اسْفَلمْ وتغطي ماعرف إيش ... شنو نحنا بالحديقة مال حيوانات."
 

وكذلك اؤكد ان تراث وطقوس وآداب كنيسة المشرق لا تقتبس اقتباسا حرفيا ما سطره النبي اشعيا والذي يشير اليه البطريرك ساكو بطريقة مسيئة.

"شَاهَدْتُ السَّيِّدَ جَالِساً عَلَى عَرْشٍ مُرْتَفِعٍ سَامٍ، وَقَدِ امْتَلأَ الْهَيْكَلُ مِنْ أَهْدَابِهِ، 2 وَأَحَاطَ بِهِ مَلائِكَةُ السَّرَافِيمِ، لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ، أَخْفَى وَجْهَهُ بِجَنَاحَيْنِ، وَغَطَّى قَدَمَيْهِ بِجَنَاحَيْنِ، وَيَطِيرُ بِالْجَنَاحَيْنِ الْبَاقِيَيْنِ. 3 وَنَادَى أَحَدُهُمُ الآخَرَ: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ الرَّبُّ الْقَدِيرُ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ."

كنيسة المشرق تقتبس اقتباسا حرفيا هذه الكلمات وحسب، وترددها في أناشيدها وترانيمها وأي كلداني وأشوري يتردد على الكنيسة لا بد وان يسمعها او ينشدها في أي نشاط وهي: " قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ الرَّبُّ الْقَدِيرُ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ."

عداه، تتم الإشارة الى النص من خلال اقتباسات تعبيرية جميلة سامية أظن دشنها مار أفرام في رائعته هاو دنوراني   ܗܒ ܕܢܘܪܢܐ ܙܝܥܝܢ ܡܢܗ ܕܢܚܘܪܘܢ ܒܗ. ܒܠܚܡܐ ܘܚܡܪܐ ܠܗܘ ܚܙܝܬ ܥܠ ܦܬܘܪܐ، والنشيد هذا فيه من الاستعارة والمجاز ربما ما لم يبلغه شاعر، حيث يذكر مار افرام الملائكة التي تخشى النظر الى عرش الرب ويربط ذلك بالمسيحي المؤمن الذي منحه الله حق النظر الى القربان المقدس وتناوله، أي ان عرش الرب الذي ذكره اشعيا هو القربان الذي يتناوله المسيحي.

شتان بين هذا وذاك.

 والاقتباسات التعبيرية لنص اشعيا النبي في أعلاه هي ادب كنسي رفيع ما احوجنا الى ممارسته وقراءته وانشاده اليوم، بدلا من الاستهزاء به وتهميشه والغائه واستبداله بالدخيل والهجين والركيك من النصوص وبلغة عربية غير مقبولة وفرضه على الكنائس عنوة.

ومع الأسف كما وضحت فإن ما قدمه البطريرك ساكو من توضيحات حتى الان تقع في خانة "العذر أسواء من الذنب."

327

قرائي الكرام

ما هي قصة 500 سنة بيننا وبينهم (أي بين كنيسة المشرق الكلدانية وكنيسة المشرق الأشورية)، التي رددها البطريرك سأكو أكثر من مرة مؤخرا، وهل هذا صحيح من حيث التاريخ وروابط اللغة والطقس والتراث؟

بالطبع هذا ليس صحيحا، والشاهد هو التاريخ وكتب وحوليات اباء الكنيسة؛ إنه ابعد من الحقيقة والواقع بعد السماء عن الأرض؟

مر تاريخ علاقة كنيسة المشرق مع الفاتيكان في مرحلتين رئيسيتين تختلفان اختلافا جوهريا عن بعضهما.

المرحلة الأولى بدأت في منتصف القرن السادس عشر واستمرت حتى حوالي منتصف القرن التاسع عشر. في هذه الفترة التي يطلق عليها البعض "الاتحاد الأول" لم يتغير فيها أي شيء يذكر، بقي التراث والطقس واللغة كما هي، وكان بعض البطاركة يتحولون في حياتهم من جهة الى أخرى ويتصورون أن الجهتين (أي التواصل مع روما او عدم التواصل سيان)، ولم يظهر فيها أي تأثير يذكر للكنيسة الرومانية اللاتينية مثل الايقونات (الصور والتماثيل والتساعيات والورديات وغيرها).

المرحلة الثانية يطلق عليها الاتحاد الثاني، وثبتت اقدام هذا الاتحاد وترسخت في عهد البابا بيوس التاسع أي منتصف القرن التاسع عشر بعد قدوم موجات كبيرة من المبشرين الذين هرطقوا كنيسة المشرق وأتباعها وحملوا سلطة من خلال الفرمانات التي منحت لهم من الباب العالي (السلطان العثماني). في هذه المرحلة بدأ حرق المخطوطات السريانية وبأعداد غفيرة او رميها في النهر حيث تصوروا أنها تحمل فكر الهرطقة.

وتم فيها عزل مناطق شاسعة عن الكرسي البطريركي وطبقوا عليها محاكم التفتيش وفرضوا عليها قسرا الطقس والتراث اللاتيني للكنيسة الكاثوليكية الرومانية وألغوا الطقوس المشرقية.

بيد انه ظهرت بوادر مقاومة شديدة للحملات التبشيرية وفرض الطقس اللاتيني في صفوف الكلدان في العراق وهناك انتقاضه واسعة وقعت في الموصل ومناطق أخرى من شمال العراق اضطر فيها الفاتيكان الاعتراف بالطقس المشرقي للكنيسة الكلدانية مع فرض بعض الرموز اللاتينية مثل الأيقونات  وبعض التساعيات.

ومع هذا، نستطيع القول ان فترة الاتحاد الثاني أبقت على اللغة كما هي والطقس والتراث كما هما مع تغييرات طفيفة وحسب.

وأستطيع القول ان هناك الاتحاد الثالث، او الاندماجي، الذي بدأ في منتصف الثمانينيات من القرن المنصرم وكان يقوده في حينه القس لويس ساكو وهو ان اللغة والطقس والتراث قد عفا عليها الزمان وأن اللغة العربية يجب ان تصبح اللغة الرسمية للكنيسة الكلدانية، وطبق هذا التوجه في أي مكان حل فيه حيث أخرج ورمى كتب التراث في سلال المهملات وبدأ يمارس طقوسا خاصة به وباللغة العربية.

لن اتحدث عن ما وقع بعد منتصف الثمانينيات وحتى الان ولا سيما في السنين السبع الأخيرة لأن أشبعته نقاشا.

ولكن أؤكد ان القول "بيننا وبينهم 500 سنة" غير صحيح وبعيد عن الواقع. في الحقيقة بيننا وبينهم مغادرة اللغة والطقس والتراث وتهميشها وازدرائها واستبدالها باللغة العربية ونصوص عربية ركيكة.

إذا، ما يفرقنا ويقف حجرة عثرة في طريق وحدتنا هو النهج الذي فرض على الكنيسة الكلدانية في منتصف الثمانينيات وحتى اليوم، لان أتذكر ان أساقفة كنيسة المشرق بفرعيها كانوا يأتون لتلقي الدروس في اديرة الرهبنة الهرمزدية الكلدانية حتى نهاية السبعينيات وأن الكهنة الذين كانوا ينتقلون من الشق الكلداني الى الشق الأشوري او كنيسة المشرق القديمة او بالعكس لم يكونوا في حاجة حتى الى دخول دورة بسيطة في أداء الطقوس واللغة والتراث لأنه كان واحدا.

وأصحح وأقول بيننا فترة قصيرة جدا، وهي الفترة التي دشن فيها عهد جديد لتعريب الكنيسة الكلدانية ورمي التراث واللغة والطقس الكلداني في سلة المهملات، وهذا العهد بدأ في منتصف الثمانينيات من القرن المنصرم. هذه الفترة القصيرة التي نحن شهود لها هي أصعب فترة وأكثرها إيلاما في تاريخ كنيسة المشرق الكلدانية.

تحياتي


328

القراء الكرام

إن استثنينا الخطاب ولغة الجسد اللتان التجأ إليهما البطريك ساكو في أقدس نشاط في المسيحية، وهو الذبيحة الإلهية، وما أثارتا من ضجة وشقاق قد يقترب الى درجة "الفتنة" – إن أخذنا ما يدور في الفضاء الافتراضي من مقالات وتعقيبات لا تنقطع ومواقف كنائس مشرقية أخرى بمختلف المذاهب حولهما– فإن أغلب النقد الموجه إليه يأتي من الكلدان المعارضين لنهجه واسلوبه وممارساته وخطابه وإدارته.

وهو قدم حتى الان توضيحين – واحد كتابة والأخر من خلال الفيديو (أرفقه في أدناه) – وفي الحالتين لا يقدم ولا يؤخر، لا بل يزيد من طينه بلة وطينة، وتنطبق عليهما عبارة: العذر أسواء من الذنب.

وأنظر كيف يتخذ من حادثة واحدة – لا نستطيع التحقق من مصداقيتها – وهي أن امرأة قالت له ان النص في الانجيل او في الكتاب المقدس الذي فيه يجري قتل الأطفال (وهذا النص كل مسيحي مطلع عليه) ويدعي ان تلك المراءة قارنته بداعش ... ويتخذ من قول هذه المراءة عذرا او دليلا لما نشاهده من هدم وتغيير وتبديل للتراث واللغة والطقس الكلداني واستبداله بلغة ونصوص دخيلة وأجنبية وبلغة غير لغتنا.

ومن ثم يتحدث عن الشهادات!؟ التي يحملها وعن النظرة الى النصوص القصيرة والطويلة حيث تدرس هذه الأمور في الجامعات، كما يقول.

وكي أصحح له وأقول لا أظن هناك عالم خطاب او لغة سيؤيد ما قاله من أن النص القصير أفضل من النص الطويل. هذا أمر غريب حقا وعجيب، وغير مقبول أكاديميا وعلميا، كما هي الحال في أغلب ما يكتبه او ينطقه.

أعود الى المراءة المسكينة التي تحدثت معه – ورغم أننا لا نستطيع التحقق من صحة ذلك – وأقول: قول واحد من امرأة اثر فيك؛ لماذا لا تؤثر فيك الاف والاف الانتقادات التي أغلبها في محلها وأغلبها من الكلدان وهم شعبك وكنيستك حيث امتلأت صفحات المنتديات والفضاء الرقمي بها وهي تدعوك الى مراجعة النفس والمواقف والممارسات والظهور الإعلامي الممل وإيقاف حملة التشويش والتشويه واستبدال التراث واللغة والطقس الكلداني بالغريب والدخيل والأجنبي ونصوص عربية ركيكة هزيلة مليئة بالأخطاء والتي لا تستحق حتي القراءة. مجرد سؤال:

الرابط
https://www.youtube.com/watch?feature=youtu.be&v=ylVwr52-lW8&app=desktop


329

"الكلدان بحاجة الى مجلس طوارئ لإنقاذ أنفسهم وكنيستهم من الخطر الوجودي الذي يداهم ثقافتهم والفوضى العارمة التي اقحمتهم الإدارة البطريركية الحالية فيها – رد على بيان"
https://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,833933.msg7516042.html#msg7516042

في مقال في هذا الموقع، وقبل حوالي ثلاث سنوات، توجه صاحب السطور الى الأساقفة الكلدان والسينودس الكلداني والشعب الكلداني برمته الى أخذ زمام المبادرة قبل أن تستفحل الأمور ، وكان عندئذ قد طفح الكيل.

الأساقفة الكلدان أمام مسؤولية أخلاقية وكنسية أمام شعبهم اولا وكنيستهم ثانيا الى التحرك وإزالة هذه الغيمة السوداء في سماء كنيستهم.

لم تتحركوا عندئذ، وكان هذا الحصاد المر، وإن لم تتحركوا وتسستفيقوا الأن فإن القادم سيكون من الذي لم ينزل به الله من سلطان.

330
تعقيبا على الضجة والبلبلة التي يحدثها البطريرك ساكو في صفوف الكلدان وكنيستهم ومعهم الكنائس الشقيقة الأخرى، وما يدور من مواضيع وتعقيبات تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي ولثلاثة أيام متصلة دون إنقطاع، أقول:

إن التصريحات المسيئة والمهينة بحق الكلدان ومؤسستهم الكنسية وتراثهم ولغتهم وطقوسهم وميراثهم التي أطلقها البطريرك ساكو في هذا الشريط  قبل حوالي ثلاثة أيام، ليست الأولى. إن إهاناته وتهميشه لا بل هدمه للتراث واللغة والطقس الكلداني جارية على قدم وساق ومنذ منتصف الثمانينيات من القرن المنصرم وزادت واستفحلت في السنين السبع العجاف من جلوسه على كرسي بطريركية الكلدان في العراق والعالم.

فهو لا يصرح بهكذا مواقف مسيئة ومهينة للكلدان وتراثهم ولغتهم وطقسهم وحسب بل يمارسها على أرض الواقع، وفي زمن الجائحة لم يكترث إن كان ما يأتي به من إهانة لشعبه وكنيسته يتم تصويره وبثه على الشبكة العنكبوتية.

لو أسرد لكم الإهانات قولا وممارسة فقط في الأشهر الأخيرة، لوقف شعر رأسكم، فهو يهين ويحتقر اللغة واللهجة الكلدانية ويهين الشمامسة الكلدان ويهين الصنج الكلداني، وهو رمز من رموز الكنيسة الكلدانية ،ويهين حتى ردة (لازمة)  قدسية ترافق تراتيلها مثل "هيا وهنكا." أما إهاناته ممارسة وقولا للغة الكلدان وتراثهم وميراثهم وترانيمهم الكنسية بلغتهم ولهجتهم الساحرة فحدث ولا حرج.

بيد أن ما أتى به في شريطه المصيبة، رغم أنه موجه أساسا ضد شعبه الكلداني وكنيسته الكلدانية، تجاوز كل حدود اللياقة والأخلاق الإنسانية البسيطة وهو يؤدي الذبيحة الإلهية حيث تجاوز على قدسية نص نبوي رباني وأستخدم عبارات ولغة جسد غير لائقة بالمرة.

ولا يتصور امرىء ان الكلدان بكافة أطيافهم لا يستشيطون غضبا. لم ألتق كلدانيا إلا وعبر بأقسى العبارات عن إدانته واشمئزازه وغضبه من الإدارة البطريركية الحالية للكلدان، شأنهم شأن الأطياف الأخرى من الكنائس المشرقية وغيرها التي هالها ما يقوم به البطريرك من ممارسات وما يتفوه به من أقوال.

وحسب علمي، فقد قام الغيارى من الكلدان بترجمة كلماته وعباراته المهينة هذه في شكوى أخرى للكرسي الرسولي في الفاتيكان طالبين علانية تجميده او توقيفه او فرض الاستقالة عليه.

وهذا طلب يثلج الصدر وهو بالذات ما دعا إليه عدد من المثقفين والكتاب الكلدان في مقالاتهم ومن على منير هذا الموقع.


331

تعقيب على الرد رقم 6
 
ارجو الانتباه على أنني أجريت تصحيحا طفيفا، حيث رفعت كلمة "حد الاعتذار" لأن بعد قراءة متأنية استشفيت ان ليس هناك اعتذار ولا هم يحزنون، بل أن البطريرك ساكو يزيد من طينه طينة، وبدلا من إيقاف عملية الحفر في الهوة التي أسقط نفسه فيها، يزيد من عمقها.

في توضيحه، الذي أوردته كما هو في الرد 6 ، هناك مرة أخرى أخطاء ومفارقات وتشويه للحقائق ووقائع تخص ماضي وحاضر كنيسة المشرق بكافة فروعها وتاريخها المعاصر وكذلك التراث واللغة والطقس والميراث.

وفيه إشارات غير علمية وبعيدة عن المنطق السليم للبرهنة على موقفه من التراث واللغة والطقس الكلداني، إشارات لا يجوز أن ترد في خطاب أي مثقف يقول إنه باحث او حامل لشهادة جامعية رصينة. وسأشرح ذلك بقدر من التفصيل في تعقيباتي القادمة.

332

وهكذا وحبر ما أتى في كرازته قبل يومين لم يجف بعد، إذا بالبطريرك ساكو ينشر توضيحا، اقل ما يقال عنه إنه عذر أسواء من الذنب.

يتودد للأشقاء من الأشوريين، بيد أن الإساءة في كرازاته المهينة كانت موجهة أساسا لأبناء وبنات كنيسته من الكلدان وتراثهم وإرثهم وطقسهم ولغتهم وتاريخهم.

قلت مرة إنه لا يكترث البتة لشعبه من الكلدان وكنيستهم ويرى فيهم وكأنهم اتباع لا عيون لهم يرون فيها ولا آذان يسمعون بواسطتها، فله الحق ان يفعل ما يريد حتى وإن اهان تراثهم وطقسهم وتاريخهم ولغتهم وكل ما له علاقة بهم كشعب وهوية وكنيسة.

كل كلمة من 170 كلمة التي نطقها في الشريط موجه أصلا ضد الكلدان ولكنه يتودد للأشقاء من الأشوريين في توضيحه. كل كلمة من 170 كلمة مهينة بحق الكلدان كشعب وكنيسة ولكنه لا يكترث، مع الأسف.

أضع في أدناه تصريحه الجديد، وما أكثرها، والذي هو توضيح على تصريح، وما أكثر التوضيحات، للإطلاع، وسأعقب لاحقا:



توضيح حول ما ورد في عِظة البطريرك ساكو مساء الثلاثاء

إعلام البطريركية

في وعظة القداس لمساء الثلاثاء 20 تشرين الاول 2020 شدد صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، على ان عملية تجديد الطقوس مرتبطة برعاة الكنيسة الكلدانية، وليس بغيرهم، ولا بمجمع الكنائس الشرقية ومسؤوليها الذين لا يعرفون لغتنا وثقافتنا… رعاة الكنيسة الكلدانية يعرفون اللغة التي ولدت فيها طقوسها والبيئة الثقافية التي اختلفت اليوم عمّا كانت عليه في القرن الثالث والخامس. ثم اشار الى انه توجد خمسة قرون بين الكلدان والاخوة الاشوريين. حصل هذا على اثر قيام الكنيسة الكلدانية بتجديد رتب القداس كونها ضرورة راعوية وروحية كما أكد المجمع الفاتيكاني الثاني والانتقادات التي اُثيرت من قِبل بعض المحافظين.

 اليوم، لا نقدر ان نستعمل رموزا وعبارات غير مقبولة وتثير الاستغراب. ذكر مَثَل العربة والاجنحة الستة.. وبأن الكنيسة ليست حديقة حيوانات. إنه لم يقل ابداً ان كنيسة المشرق الاشورية وطقوسها هي حديقة حيوانات؟؟ هذا كلام حُرِّفَ واُخرج عن سياقه لأسباب معروفة..

توجد في الكنيسة الكلدانية والكنيسة الاشورية ثلاث رُتَب للقداس: اداي وماري وهي من بيئتنا المشرقية بينما رتبتا القداس الثاني والثالث هما من بيئة بيزنطية – يونانية مختلفة عن ثقافتنا، ولا تستعملان مصطلحاتنا، لذا هما بحاجة الى التجديد.

في قداس اليوم التالي ذكر غبطته على سبيل المثال، كيف ان سيدة كلدانية ذهبت مع حفيدها لحضور القداس وكانت القراءة الاولى من سفر الخروج، تحكي خبر إرسال الله ملاكاً ليقتل أبكار المصريين، فقال لها الصغير: جدتي كيف يمكن أن يقتل الله اُناساً أبرياء كما يفعل داعش.

هذه النصوص ان اردنا قراءتها ينبغي تقديم شرح عنها للمؤمنين، تفادياً للالتابس.

البطريرك ساكو يحترم كنيسة المشرق الاشورية ولقد نشر عدة كتب عن تراثها الفريد. لذا اقتضى التوضيح.

333
يبدو أنه كان لقاء عاصفا ذاك الذي جرى بين السفير البابوي في بغداد والكاردينال البطريرك ساكو؛ وما هي قصة "حديقة الحيوانات" في الكنيسة الكلدانية

السرية تكتنف عمل المؤسسات السلطوية، وعلى الخصوص الدينية منها.

ولكن يبدو ان لقاء عاصفا جرى بين السفير البابوي في بغداد والبطريرك ساكو. ويبدو ان السفارة استدعت الكاردينال لتبلغه بمحتوى رسالة خاصة فيها شكوى ترتقي الى تأنيب.

بالطبع، مراسلات مثل هذه تحكمها السرية، لا بل يقسم كل أسقف عند رسامته على المحافظة على سرية المراسلات وأحكامها القاسية والصارمة، وخرقها يعد انتهاكا للقسم.

ويظهر أن ما تم تبليغ البطريرك ساكو به، في استدعائه لدى السفير، كان من الحدة او ربما القسوة بمكان، الى درجة لم يتحمل كتم السر بل عمد الى كشفه بطريقة لا تليق بالمقام وبقدسية النشاط الكنسي الذي كان يقوم به، وهو تأديته للذبيحة الإلهية.

وبالمناسبة، فإن مراسيم القداس الافتراضي الذي يقوم به البطريرك ينقل على الشبكة العنكبوتية، وصارت المراسيم وطريقة أدائها وعلى الخصوص الكرازات والمواعظ مادة دسمة للتندر في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الكلدانية المعارضة.

وأفشى البطريرك ساكو ما دار بينه وبين السفير البايوي (سفير دولة الفاتيكان) في بغداد في كرازته في القداس يوم الثلاثاء الفائت، أي أكتوبر 20.

https://www.youtube.com/watch?feature=youtu.be&v=RcYe9T_Vmyk&app=desktop

ولا أظن أن أي قارئ لبيب ستفوته ملاحظة النرفزة الشديدة وحركات الجسد المتكررة والمتشنجة التي رافقت شريط الكرازة  الذي انتشر بسرعة وعلى مساحة واسعة في عالم الإنترنت.

وفي هذا الشريط وما يدور فيه من حديث في لهجة عربية شبه موصلية هجينة ركيكة لا تليق بالمقام ولا بالنشاط الكنسي المقدس الذي يؤديه، يكشف البطريرك ساكو بعض حيثيات اللقاء في حوالي 170 كلمة أغلبها هجوم عنيف ليس تحديدا على السفير ولا الفاتيكان ولا مرسل رسالة العتاب (رغم أنه لا يستثنيهم)، بل على كنيسته الكلدانية وتراثها ولغتها وطقوسها ورتبة قداسها ولم يستثن حتى الكتاب المقدس والأنبياء (أنظر في أعلاه او الرابط في أدناه).

وفيها قراءة غير سليمة للتاريخ واجحاف وتشويه بحق التاريخ الكنسي لمؤسسة الكنيسة الكلدانية.

إنها حوالي 170 كلمة، بيد ان أي مطلع على تاريخ الكنيسة الكلدانية وتراثها وطقوسها وأنافوراتها والكتاب المقدس لكتب مقالات عديدة عنها ولهاله ما وصلت إليه هذه المؤسسة الكنسية العريقة من حضيض وفوضى عارمة في السنين السبع الأخيرة.

بعد أن عبر البطريرك ساكو عن امتعاضه من استدعائه من قبل السفير وعلى الخصوص رسالة التأنيب التي أتته من روما (الفاتيكان)، يقول إنه رفض فتحها، أي انه لم يقرأها، ولكن إذا به يكشف عن مضمونها. فكيف رفض فتحها وقرأتها؟

وحسب الكرازة هذه (والكرازات يبدو أن أغلبها تحول الى تصفية حسابات ومع الأسف)، يقول البطريرك أن الرسالة فيها شكوى من أن منهجه في ما يطلق عليه "التجديد" قد ذهب بعيدا وأن الفاتيكان يطلب منه مراجعة النفس.

ويقول إن رسالة الفاتيكان (التي قال في بداية كرازاته إنه لم يفتحها)، طلبت منه أن يأخذ في عين الاعتبار العلاقة مع "الكنيسة الشقيقة"، ويبدو أن هذا الطلب من الفاتيكان يأتي في أعقاب التوقيع التاريخي على الإعلان الكريستولوجي المشترك بينهما والذي يعد خطوة كبيرة على طريق الشراكة بين الكنيستين الكاثوليكية الرومانية والمشرق الأشورية.

ردّ البطريرك على هذه النقطة بالذات فيه مفارقة وخطأ وتشويه لتاريخ وتشبث الكلدان بطقسهم ولغتهم وأنافوراتهم التي التزموا بها الى حوالي منتصف الثمانينيات من القرن المنصرم. سأغادر هذه النقطة رغم أهميتها البالغة، مركزا على نقاط ذات علاقة مباشرة بالموضوع الذي نحن في صدده.

والمثير هو الطريقة التي يستهزئ فيها البطريرك من الطقس الكلداني ورتبة القداس الكلداني حيث يستخدم عبارات غير حميدة ويشوه اقتباس نبوي رباني من نبوءة اشعيا التي ترتلها وتقدسها كل الكنائس في المعمورة، وهو يستخدم لغة الجسد بطريقة مهينة. أنقل النص كما هو، محذرا القارئ مقدما من خطورة هذا الأقوال. فبعد سردة لرتب القداديس في الطقس الكلداني، يردف البطريرك قائلا:

" كلو هل خيال عربات وأجنحة بالسماء وملائكة، ست اجنحة تغطي وجّْجمْ وتغطي اسْفَلمْ وتغطي ماعرف إيش ... شنو نحنا بالحديقة مال حيوانات."

في هذا الاقتباس، هناك إشارة استخفاف واستهزاء لما يرد في نبوءة اشعيا وعلى الخصوص النص في أدناه والذي هو جزء من كل الرتب القداديس ليس في طقس الكنيسة الكلدانية وحسب بل، حسب معرفتي، في كل الطقوس المسيحية، مشرقية كانت أم غربية:

" شَاهَدْتُ السَّيِّدَ جَالِساً عَلَى عَرْشٍ مُرْتَفِعٍ سَامٍ، وَقَدِ امْتَلأَ الْهَيْكَلُ مِنْ أَهْدَابِهِ، 2 وَأَحَاطَ بِهِ مَلائِكَةُ السَّرَافِيمِ، لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ، أَخْفَى وَجْهَهُ بِجَنَاحَيْنِ، وَغَطَّى قَدَمَيْهِ بِجَنَاحَيْنِ، وَيَطِيرُ بِالْجَنَاحَيْنِ الْبَاقِيَيْنِ. 3 وَنَادَى أَحَدُهُمُ الآخَرَ: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ الرَّبُّ الْقَدِيرُ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ."

هل هذا النص النبوي الرباني، حاشى، "حديقة مال حيوانات؟"

ومن ثم هناك تبريرات غير منطقية وغير مقبولة البتة يسردها  البطريرك كحجج لما يطلق عليه "التجديد" الذي أقحمه في الكنيسة الكلدانية وأكاد اجزم أن غالبية الكلدان مع إكليروسهم لا تقبل به وترفضه، لا بل ستقاومه بعد ان تسمع ما قاله في هذا الشأن.

يقول البطريرك ان التجديد أتى خدمة للأخوة من المسلمين:

" احنا نريد نصلي بعدين احنا همينك عايشين في مجتمع 96 في المائة هيم مسلمين ما لازم نحكي معاهم ما لازم يفهمون صلاتنا يعني وين وريحين؟"

إذا التجديد ليس خدمة للكلدان، إنه يضرب التراث واللغة والطقس والإرث الكلداني في الصميم، بل جاء خدمة للأخرين، ورغم أن المنصب والكرسي الجالس عليه سعيدا يجب ان يكون أولا وقبل أي شيء أخر خدمة للكلدان في العراق والعالم.

وكنت أتمنى الا يذكر البطريرك اللغة "الكلدانية" بل يكتفي باللغة "العربية" لأن هو أبعد ما يكون عن اللغة والطقس والتراث والميراث الكلداني في تاريخ الكلدان المعاصر.

ولم يستثن في هجومه من على المذبح حتى الفاتيكان والمصدر الذي أرسل رسالة "التأنيب" هذه إليه، قائلا:

" احنا مدعوين أيضا ان نفهم ونصلي بكلمات ولغة اللي نحنا  نعيشى. هيم من وين يعرفون  الليتورجيا مالنا، اش مفهمم. لا يعرفون كلداني ولا يعرفون عربي ولا يعرفون ايش يعرفون من وين يعرفون  ... هيم ما لم حق علينا. هيم ما وصايا علينا. كلو هذا قتولو للسفير ايضا."

رابط 1

https://www.youtube.com/watch?feature=youtu.be&v=RcYe9T_Vmyk&app=desktop

334
الأخ حسام سامي المحترم

تحية طيبة

النقاط الأربع التي ذكرتها في تعقيبك سليمة وتصيب الهدف بدقة، وعلى الخصوص قولك إنه "لا يوجد هناك شئ اسمه الموقع الأعلامي للبطريركية فكل ما يصدر هو من غبطة البطريرك وارشاده فأي بيان او تعليق او ابداء رأي لا يصدر إلاّ بكتابته شخصياً من قبل البطريرك او بالمصادقة عليه منه ... إذاً فموقع البطريركية هو ذاته غبطة البطريرك."

وعليه فهو يتحمل المسؤولية المباشرة عن الخطاب الذي يصدر في هذا الموقع وعن البيانات المتناقضة والمواقف والتشويش والتحوير والخداع والغش والتزوير الذي يبدو أنه صار سمة ملازمة مع إصرار على التشبث رغم ما يأتيه من نقد بناء لتصحيح المسيرة.

ولم يعد بإمكان أي مثقف كلداني له إلمام وتضلع بالثقافة واللغة والطقس والفنون والريازة والأناشيد الكلدانية الساحرة القفز فوق حقيقة باتت مسلمة في الساحة الكلدانية، وهي أن فشل الإدارة البطريركية الحالية في السنين العجاف السبع من عمرها لم يعد فشلا ينطوي على تداعيات هنا وهناك، بل أخذ يتحول الى إخفاق له تبعات خطيرة على حاضر ومستقبل الكلدان كشعب ومؤسسة كنسية.

هناك إخفاق شبه تام في أغلب التوجهات ويبدو أن ذلك يعود الى غياب الفهم والمعرفة والذكاء للمؤشرات الدالة على حجم التهديد والخطر والتهميش الذي سببته هذه الإدارة لأعز ما يملكه الكلدان كشعب ومؤسسة كنسية وهو لغتهم وطقسهم وريازتهم وأزياءهم وفنونهم وحوذرتهم المقدسة.

وأنظر الإصرار في المضي على المسير على خط الهدم والإخفاق، حيث جاء فر الرد على هذا المقال اتهام باطل وفيه يقول صاحبه في تعقيب يزيد من طينه بلة: "علما ان  نفس الشخص غير المتزن  الذي  اعتبر خبر الموقع مزورا،  كان قد قام بحملة تكذيب ترشيح البطريرك ساكو لجائزة نوبل، وادعى انها مفبركة بالرغم من كل الوثائق."

أؤكد هنا مرة أخرى أن البطريك لم يكن مرشحا رسميا لنيل جائزة نوبل، كل ما حدث كان رفع اسمه من قبل مؤسسة مغمورة لتسجيل اسمه كمرشح، وفي كل عام يتم رفع الاف والاف الأسماء لغرض الترشيح لنيل الجائزة ومن ثم يتم اختيار قائمة مرشحين محددين واسمه لم يكن في القائمة.

ات لك بمثال: أنظر في أدناه كيف أن البرلمان الأوروبي يدرج اسم المطران نجيب ميخائيل رئيس أساقفة الكلدان في الموصل لنيل جائزة سخاروف المرموقة، ضمن قائمة المرشحين. ولقد نقلت الصحافة العالمية والعربية الخبر على صدر صفحاتها.

الان أتحدى البطريرك ساكو ان يعطينا ورقة صادرة من البرلمان النرويجي ولجنة نوبل النرويجية في أوسلو التي تختار المرشحين لجائزة نوبل للسلام تظهر ان البرلمان هذا وضع اسمه ضمن قائمة المرشحين. الكلدان ومؤسستهم الكنسية في أزمة شديدة وعاصفة وخطيرة، وما نسمع ونشاهده بأعيننا وأذاننا من نقل مباشر من الكاپلا لخير دليل وبرهان:


https://www.europarl.europa.eu/news/en/headlines/society/20200917STO87301/sakharov-prize-2020-the-nominees

335
الأخ لوسيان المحترم

تحية طيبة،

رغم أن المداخلة كتبتها بسرعة، كما تقول، إلا ان ما أتيت بها صحيح ويتوافق مع أبسط مبادئ أخلاق الكتابة وكذلك أسس الكتابة الصحافية.

وحسنا تفعل عندما تشير الى ان ما قام به إعلام البطريركية الكلدانية هو "تحوير،" وهذه مفردة تلطيفية euphemism لما نطلق عليه التزوير والانتحال والغش والخداع.

والخش والخداع ظاهران في العنوان حيث يتم خلط دون وجه حق المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية مع الاعلام البطريركي في محاولة أخرى للغش والخداع وكأن الإثنين متفقان سوية على نشر البيان بالصيغة المزورة هذه، وهذه قمة أخرى في التزوير والانتحال لم أكن أتوقعها ابدا.

لا يحق أن أضع التسمية التي لي لمؤسسة ما بجانب تسمية لمؤسسة أخرى ومن ثم أبدأ بتحوير المحتوى، وصدقت حقا عندما قلت إنه هناك ضرورة لأشخاص "يمتلكون ذكاء" لإدارة الإعلام البطريركية الذي حقا يفتقر الى "ذكاء" لأنهم (او بالأحرى لأنه) "لا يملكون معرفة،" وأنا أزيد وأقول هناك حاجة ملحة لأناس يمتلكون ذكاء ومعرفة لإدارة البطريركية الكلدانية.

ودعني أختلف عنك في تأكيدك "أن البطريركية لم تفعل ذلك بشكل متقصد." الشكل لا يكون متقصدا عندما يحدث مرة او مرتين ومن ثم حال تنبيه صاحبه، يكون هناك توضيح واعتذار.

"التحوير" صار جزءا من ثقافة الإدارة البطريركية الحالية في مسائل مصيرية مثل النصوص التراثية والطقس والريازة والأزياء والخطاب والفنون والأناشيد والتراتيل واللغة وتقريبا كل ما له علاقة بالكلدان ومؤسستهم الكنسية المجيدة كهوية. وهناك ادلة كثيرة.

وكي أظهر المدى الكبير الذي ذهب فيه صاحبه في "التحوير" والتشويه والتزوير والخداع، ليقارن أي منصف بين ما نشره إعلام الطائفة المندائية (الصابئة) حول المأدبة ذاتها والتي حضرها الريش امه ستار جبار حلو رئيس الطائفه المندائية بالعراق والعالم الذي كان أيضا من المدعوين وبين ما نشره إعلام البطريركية الكلدانية، حيث كل ما فعله إعلام الطائفة المندائية كان وضع جملة هي اقتباس تعبيري في بداية البيان الرئاسي ونقلوا البيان الرئاسي دون تشويه وتزوير وتحوير، وحتى في الجملة التي كتبوها أشاروا بوضوح الى حضور رؤساء وزعماء الطوائف الدينية:

"بدعوه من فخامة رئيس الجمهوريه الدكتور برهم صالح حضر فضيلة الريش امه ستار جبار حلو رئيس الطائفه بالعراق والعالم اليوم الأربعاء 2/9/2020 مأدبة الغداء الكبرى التي اقامها فخامته في قصر بغداد على شرف زيارة الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون والوفد المرافق له. وأكد فخامته خلال المأدبه.،التي حضرها رئيسا مجلسي الوزراء والنواب مصطفى الكاظمي ومحمد الحلبوسي ورئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس المحكمه الاتحاديه ورئيس إقليم كردستان الاستاذ نيجيرفان البرزاني وكبار المسؤولين من الجانبين ورؤساء وزعماء الطوائف الدينيه،"

تحياتي


336
الأخ عبد الاحد سليمان المحترم

تحية طيبة

نحن ملزمون بعدم التلاعب بالنصوص التي لا تعود لنا. أي تلاعب يدخل في باب التزوير والانتحال والتشوية، وفي الاروقة الاكااديمية يعد جنحة لها تبعات خطيرة على القائم بها.

في الإمكان الاقتباس من نص كما هو من خلال عملية الاسناد attribution وهذا يعني علينا ذكر من أين اخذنا النص مشيرين الى اسم المصدر والصفحة، وإن اضفنا علينا عدم غش وخداع القارىء وذلك بإعلامه بالاضافة التي من عندنا وإن حذفنا كذلك علينا عدم غش وخداع القارى وإعلامه أن الحذف نحن قمنا به من خلال إشارات وتراكيب واضحة يتقنها اي كاتب له قدر ضئيل من المهنية.

اما نشر نص برمته وكما اتى من مصدره وهو منسوب الى مصدره (في حالنا رئاسة الجمهورية)، فنص مثل هذا يجب ان يظهر كما هو دون إضافة او حذف حتى حرف واحد.

النص الأصلي كما نشره إعلام رئاسة الجمهورية مكتوب بعناية فائقة وفيه تدارك للخطأ الذي وقعت فيه الرئاسة حيث لم تدعو رؤساء الطوائف الأخرى لمأدبة العشاء المقامة على شرف الرئيس الفرنسي، لذا ارتأت ذكر عبارة "ورؤساء الطوائف العراقية" ولم تذكر اسم البطريك ساكو في بيانها لأنها على معرفة بالحساسيات وحسابات المحاصصة والطائفية حتي في صفوف المسيحيين الذين قد لا يتجاوز عددهم اليوم 150-250 الف نسمة.

ومن ثم، وحسب الصور المنشورة من قبل الرئاسة، كان بين المدعوين، على ما يبدو، رئيس الطائفة المندائية (الصابئة)، فبأي حق يحذف البطريرك ساكو عبارة "ورؤساء الطوائف الأخرى"، فإن لم يكن هذا تزويرا وخداعا وغشا، فماذا عسى أن يكون؟

ما قام به البطريرك ساكو هو أنه نشر النص ذاته مع الرأسية التي تؤكد ان النص يعود الى رئاسة الجمهورية، هذا يعني انه تحت التزام أخلاقي ومبدئي ان ينشر النص كما هو دون أية أضافة او حذف حتى على مستوى حرف واحد.

ولكن تجاوز البطريرك هذا الالتزام الأخلاقي ومن ثم تجاوز على تدارك الخطأ الذي قامت به الرئاسة، أولا من خلال حذفه للعبارة "ورؤساء الطوائف العراقية" التي وضعتها الرئاسة كي تصحح خطأها في عدم دعوة رؤساء الطوائف الأخرى وذهب بعيدا في عملية التزوير والانتحال حيث وضع اسمه مباشرة بعد أسماء الرئاسات في العراق.

وأوكد مرة أخرى ان قام به ليس إلا مثالا صارخا أخر للتزوير والانتحال.

كان في إمكان البطريرك ان يعيد الصياغة كما أشر بعض الأخوة، أي ان يكتب خبرا منفصلا ولا يعمد الى تمويه وغش وخداع القارئ وكأن ما يقرأه هو ذات النص الرسمي الذي نشرته رئاسة الجمهورية.

وهذه ليست المرة الأولى.، ومع الأسف الشديد.

والتلاعب بالنصوص التراثية والتاريخية وغيرها وسحبها وجرها لمأربنا الشخصية والطائفية والمذهبية والتسموية صارت ومع الأسف الشديد جزءا من ثقافتنا كشعب وأفراد ومؤسسات، وهذا ما أراه شخصيا واحدا من الأسباب الرئيسية لما نحن فيه من وضع يرثى له.

تحياتي



لا غرابة أو تناقض في نص العنوان الصادر عن موقع عنكاوا لأن غبطة الباطريرك ساكو كان بالفعل مدعواً لمأدبة الغداء موضوع البحث.

اعلان رئاسة الجمهورية العراقية اخباري تمت على ما يبدو كتابته قبل بدء المأدبة .....

المكتب الاعلامي للباطريركية الكلدانية موقع مستقل له توجهاته الخاصة وليس ملزماً بالنقل الحرفي لما جاء ببيان رئاسة الجمهورية ولا أرى موجباً لمثل هذه النظرة السلبية التي تشير الى وجود تحريف أو تزوير

على من له اعتراض على الجملة المقتضبة التي نطق بها غبطة الباطريرك أن يثبت كونها اضافة تزويرية تم اقحامها من قبل غبطة الباطريرك أو مكتب البطريركية الاعلامي .. حتى يقتنع المتابع بمبالغات الأخ الدكتور ليون برخو ومغالطات بعض المعترضين وتضخيمهم غير المبرَّر للأمر.



337
الأخ سامي ديشو المحترم

تحية طيبة،

أسف على التأخير في الرد.

كلا، لم يحدث ذلك سهوا، بل تعمدت استخدام "إلا" وهي صيغة استثناء تفيد إثبات ما فيه شك كي اجذب الانتباه الى خطورة التلاعب بالنصوص التي لا تعود لنا، وهذا ما قام به البطريرك ساكو حيث تلاعب بنص رسمي يعود لرئاسة الجمهورية.

قمت بتنبيهي، وهذا صحيح وأرحب به وكان علي لا بد من التوضيح. ولكن لم تلاحظ حضرتك الأحرف الانكليزية في نهاية الرد رقم عشرين، وهي اختصار لما نطلق عليه digital ethongraphy، لمعرفة ردة الفعل وإن كان المحاورون والمناقشون والباحثون ينظرون الى الحادث او الواقع الاجتماعي بصورة أفقية ام عمودية.

فبما أنك نبهتني الى الخطأ، ارجو ان تنبه البطريرك ساكو أيضا الى الخطأ لأنه زور وانتحل وتلاعب ببيان رئاسة الجمهورية كما انا زورت تعقيبا لك. فهل ستفعل ذلك؟

ومن ثم، أنا وضحت موقفي ومستعد للاعتذار لك إن سببت لك أي اشكال. هل سيقوم صاحب التزوير والانتحال والتلاعب ببيان رئاسة الجمهورية بذلك؟

وأخيرا، ماذا سيكون موقفك لو اسردت لك الكم الهائل من التزوير والتلاعب والانتحال والتشويه الذي جرى ويجري من قبل صاحبه للتراث واللغة والطقس والريازة والفنون الكلدانية في السنين السبع العجاف من ادارته؟ هل ستقوم بتنبيهه؟

تحياتي



لا أدري من أين أتيتَ بحرف الاستثناء الّا، إذ أن الجملة الاولى من ردّي تُقرأ هكذا:

لا يمكن أن نقول:....بدون الّا. لربما حدث ذلك سهوا،


338
في أخر كرازة للبطريرك، هناك إشارة مبطنة لشماس "معفن" في استراليا:

"ما مثل ما واحد قاعد بأستراليا هم يدعي أنو شماس بس شماس معفن يعني ..."

 (أحتفظ بالشريط ولكن لم أتمكن من تنزيله هنا، وهذه العبارة التي لا تليق بالمقام ترد في في الدقيقة 1:18

أضعه هنا وأقول هذا لا يليق بمن يحمل منصب بطريرك الكلدان  في العراق والعالم، ولا يجوز ان يكون ضمن الكرازة بعد قراءة الإنجيل وفي داخل الكنيسة. أذا كان هذا شأن بطركنا فماذا عن الباقي.

ومن ثم اؤكد لغبطته ان الشماس الذي يومئ إليه ويصفه بهكذا توصيفات غير حميدة لا تليق يحبه أكثر من الذين يمتدحونه.

وأؤكد له نحن منتقديه (وسبب انتقادنا أصبح واضحا الأن والشريط هذا دليل أخر على صواب موقفنا)، نجله ونحبه ونحترمه أكثر من الذين يمتدحونه.

وكم أتمنى ان يفتح حوارا معمقا مع منتقديه من الكلدان وهم كثر لأنهم ابنائه وبناته ومعهم  الشماس هذا لأنه ليس "معفن" ابدا، بل كلداني أصيل يحب كنيسته حبا جما ومعنا نحن الذين نرى ان هناك خللا كبير في الإدارة البطريريكة الحالية في ما يخص اللغة والتراث والريازة والفنون والطقس الكلداني، التي في مجملها تشكل هويتنا ومن نحن وفي غيابها نحن لا شيء.

تحياتي


حـقا قال المسيح : إن عـرفـتم الحـق فالحـق يحـرركم


339
الأخ بولص آدم المحترم

الأخوة المتحاورون المحترمون

تترد كثيرا في الآونة الأخيرة في هذا المنتدى وغيره من المنتديات التي تبحث شؤون شعبنا مسألة العلمية والأكاديمية والبحث العلمي.

ورغم شدة وحدة النقاش وتشبث الأطراف بمواقفها، لم يسرد لنا، حسب علمي، أي مشترك في النقاشات في هذا المنتدى الشروط التي يجب توافرها في كتاب او بحث او مقال كي يرتقي الى كتاب او بحث او مقال علمي وأكاديمي.

وقبل أن أسرد وبإيجاز شديد أهم بعض الأركان العامة للبحث العلمي والأكاديمي، أؤكد أنني أتي بها للفائدة العامة وليس دحض طرف او الوقوف بصف طرف أخر، بل الفائدة العامة.

أهم المبادئ العامة في البحث العلمي هي النزاهة والمصداقية والصدق والتوازن في إيراد البيانات والمعلومات والارتكاسية.

وهذه أركان عامة فقدان أي منها لا فائدة ترجى من أي كتاب او بحث او مقال بقدر تعلق الامر بالعملية والأكاديمية، أي يصبح شأنه شأن أي مقال عادي يقترب في كثير من الأوجه ما نكتبه في هذا المنتدى مثلا.

وسأكتفي في إيراد مثالين للبرهنة على بعض الأركان العلمية والأكاديمية العامة التي يجب ان ترافق أي كتاب او بحث كي يرتقي الى مصاف الأكاديمية والعلمية.

إن كتبنا كتابا او بحثا وفيه توصيفات وأطر خطابية تعكس ذاتيتنا وميولنا مثل الفكر الذي نتبناه والثقافة التي نحن عليها وموقفنا من ناحية الدين او المذهب او اللون او الجنس او الطبقة الاجتماعية او غيره، ننزع صفة الأكاديمية والعلمية عن أنفسنا وعن أي محتوى نكتبه او ننشره. مثلا، لو كتب شخص من مذهب او دين او بشرة او لون او ثقافة محددة كتابا او بحثا يطلق فيه صفة الهرطقة او التكفير على المختلف عنه او يلغي الأخر انطلاقا لما هو عليه من ميل، اقرأ على كتابه او بحثه السلام مهما احتوى من مصادر ووثائق وغيره.

ثانيا، إن كتبنا كتابا او بحثا وفيه نستخدم اطرا او توصيفات خطابية هي كريهة لدينا وذات مدلولات تنتقص من الأخر وأطلقناها على المستجيبين (المادة أو الأشخاص الذين هم هدف بحثنا)، ننزع صفة الأكاديمية والعلمية عن أنفسنا وعن أي محتوى نكتبه او ننشره. مثلا، لو كتب شخص كتابا او بحثا يطلق فيه توصيفا يراه غير محبب مثل ألنصراني او اليهودي او المسلم او الزنجي او لواطي وغيره لأنه يرى ان ما هو (الكاتب) عليه أسمى مما لدى الأخر، اقرأ على كتابه او بحثه او كتاباته السلام مهما احتوت من مصادر ووثائق او غيره.

ولهذا قبل ان يدخل أي كتاب او بحث خانة الأكاديمية والعلمية الرصينة، يجب غربلته وتقييمه من قبل علماء وأكاديميين كبار في ذات الاختصار للتأكد ان المادة تتوافر فيها كل الشروط العلمية والأكاديمية العامة، مثل التي ذكرناها، والخاصة بالاختصاص الدقيق، وهي عديدة لا يستع المجال لذكرها قبل قبوله للنشر.

وهذا ما تفعله الدوريات العلمية والأكاديمية الرصينة ودور النشر العلمية والأكاديمية الرصينة.

وهنا لا أقصد أي كتاب او بحث بالتحديد، بل أوجه سؤالا عاما وأقول أي كتاب او مقال جرى نشره بالعربية في العصر الحديث حول شعبنا ولغتنا وثقافتنا وتاريخنا وكنائسنا تنطبق عليه هذه الشروط؟

تحياتي


340
الأخ العزيز بولص ادم المحترم

تحية طيبة

مبروك الاصدار الجديد وأتوقع أن تكون له لمسات محسوسة على أدب السجون باللغة العربية.

سنحت لي الفرصة قراءة قصتين قصيرتين منه ورأيت فيهما من الحبكة والتناسق ودقة العبارة ونقل التجربة الإنسانية ما ذكرني في بعض التفاصيل بقصص جيمس جويس The Dubliners بفرق واضح وهو انك تجسد الألم الإنساني في سجن طارت شهرته الأفاق في عهد دكتاتورية مقيته واحتلال أكثر مقتا وسوءا.

القصة القصيرة من أبدع الفنون الأدبية وأكثرها صعوبة ولا يتمكن منها الا المتضلعون لغة وفكرا وقراءة وتواصلا مع الإرث الإنساني.

مبروك مرة أخرى ونحن في انتظار المزيد.

تحياتي

341
الدكتور برخو المحترم

لا يمكن إلا أن نقول: هناك تزوير وتحوير وانتحال وتشويه كما وصفتَ الإعلام البطريركي.

تحياتي.....

سامي ديشو - استراليا

الأخ سامي ديشو المحترم

تحية طيبة،

شكرا جزيلا، نعم ان ما وصفته حضرتك هو الصواب لأن هناك تزوير وتحوير وانتحال في ما قام به البطريرك ساكو.

تحياتي


spt

342
الأخ ظافر شنو المحترم

تحية طيبة،

المفروض ان نحب النقد ونتفاعل معه أكثر من المديح، وهذا هو السبيل الى السمو والمدنية والحضارة. وعلينا ان نشكر منتقدينا إن وضعوا أصبعهم على مكامن الخطأ لدينا، لأننا كبشر أحيانا كثيرة لا نشعر او نحس أننا على خطأ.

وإن اخطأنا اي جرى تأشير الخطأ، علينا الاعتذار، او اضعف الايمان، عدم تكرار الخطأ.

البناء على الخطأ يزيد من طيننا بلة، وهذا سبب من الأسباب الرئيسية لما نحن فيه.

ولهذا لا أظن سنتعلم الدرس ولا أظن أن بعض الأخوة سيغيرون من نهجهم وهو الوقوف في صف الخطأ رغم تكراره.

تحياتي



كلام سليم 100% وكفيت ووفيت لكن هل المعني بالامر سيتعلم من هذا التنبيه الذي تستحق منه عليه الشكر والثناء ؟؟ كلا والف كلا, فالمعني بالامر لن يتعلم , مع انه (كليشه بسيطه من سطرين) كانت ستخرج الموقع الاعلامي من هذا الخطأ الذي يعتبر سرقه اعلاميه لمواضيع الغير وانت وضحت هذا الامر مشكورا.

                                 ظافر شَنو

343

أدناه رد الموقع الإعلامي لمؤسسة البطريريكة الكلدانية على المقال للإطلاع. أقل ما أقول عنه إنه غير متزن ويعالج الخطأ بالخطـأ وبدلا من الاعتراف بأنه قام بالتلاعب بنص البيان الرئاسي وتزويره وتحويره لغايات غير حميدة، يقفز على هذه الحقيقة ويتحدث عن امور غير ذات علاقة. يشي البيان بخوف كاتبه من اكتشاف هذه الحقيقة وتخبطه الى درجة انه لم يضع حتى رابط للمقال كي يعرف القارئ ما هي القصة. يشبه مثل هذا الموقع وصاحبه حال الشخص الذي يقع في حفرة وبدلا من الخروج منها يبدأ بالحفر كي يزيد عمقها:


حول مأدبة الغذاء على شرف الرئيس ماكرون وحضور البطريرك ساكو
Maher ‏12 دقيقة مضت اخبار البطريركية, اخر الاخبار اضف تعليق 15 زيارة

حول مأدبة الغذاء على شرف الرئيس ماكرون وحضور البطريرك ساكو

اعلام البطريركية

دعي غبطة البطريرك ساكو الى المشاركة في مأدبة الغذاء التي اقامها فخامة رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح. وتأخر الرئيس ماكرون على الموعد أكثر من ساعة. وعندما جاء دور البطريرك للتحية  قال له الرئيس ماكرون  مرتين: سمعت عنك امورا جميلة.. فاجابه غبطته: شكرا لك على الزيارة التي جاءت دعما للعراق واعطاء امل في الاصلاح..

مع العلم ان غبطته قبل أشهر كان قد استلم رسالة  خطية من الرئيس ماكرون نفسه، وطلب فيها  من البطريرك ان يزوره في باريس عندما يتسنى له ذلك.

البطريرك لم يكن يفكر  ان ينشر الخبر، لكن عندما ظهر خبر مكتب رئاسة الجمهورية مع الصور، فاراد الموقع نشره مع هذه الاضافة.

 لقد تعودنا على الانتقادات،  ولا نهتم بها. علما ان  نفس الشخص غير المتزن  الذي  اعتبر خبر الموقع مزورا،  كان قد قام بحملة تكذيب ترشيح البطريرك ساكو لجائزة نوبل، وادعى انها مفبركة بالرغم من كل الوثائق.. وقد يفكر  أيضاً ان الكرامة الكاردينالية التي منحت له هي  الاخرى مزورة.   لا نعرف لماذا ينشر كذا امور غير دقيقة. سامحه الله !

الموقع البطريركية  أحب ان  يوضح الامر للقراء  حول هذه الافتراءات التي  تزيدنا عزما وقوة للمضيء الى الامام

https://saint-adday.com/?p=39218

344


كل التعليقات مرحب بها، في أي اتجاه سارت، بيد أنني أريد التأكيد على أن:

أولا، مسألة تواجد البطريرك ساكو لا علاقة له بالمقال وما كتبته. هذا ليس بيت القصيد. الصور تؤكد حضوره وانا لم أثير مسألة حضوره من عدمه.

ثانيا، النقطة المثارة او الإشكال هو في التزوير الذي قام به البطريرك ساكو والانتحال الذي أجراه من خلال نشر بيان الرئاسة ليس كما هو بل قام بحذف جزء منه وأضاف جزءا من عنده. هذا بيت القصيد.

ثالثا، التلاعب بالنص الأصلي من خلال الحذف والإضافة غير مقبول وهذا هو ما نطلق عليه ب التزوير   forgery  والانتحال plagiarism  والذي يقوم بهكذا أمور غير مقبولة يجب ان يحاسب كائن من كان، وعلى الخصوص إن كان مسؤولا واكثر من ذلك إن كان صاحب شهادة أكاديمية معتمدة.

رابعا، التزوير والانتحال بهذا الشكل له تبعات قانونية، ليس في العراق بالطبع، ولكن في أي مؤسسة إعلامية كانت او غيرها تحترم نفسها وقرائها.

خامسا، أمل توجيه النقد والنصيحة الى البطريرك ساكو كي يكف عن هكذا أمور لأنها ترتد أولا عليه وبالا وتظهره في مظهر غير لائق لا يليق بالمقام وترتد على المؤسسة العريقة التي يقودها وعلى منتسبيها أيضا.

سادسا، يتعامل، ومع الأسف، البطريرك ساكو مع الصرح البطريركي الكلداني مع التراث والطقس واللغة والفنون والكلدان بصورة عامة وكأنهم ملكه (ضيعة) يعمل ما يشأ ويفعل ما يشأ ويغير ويبدل وينتحل ويزور دون اكتراث والشواهد كثيرة جدا وما يحدث غير مقبول على الإطلاق.

أنظر كيف ان التزوير (التلاعب) بالنص والانتحال (إقحام اسم وفقرة في النص) دون ذكر كيف ولماذا حدث ذلك ودون اكتراث وحتى الان لم يصدر من الإعلام البطريركي أي توضيح او اعتذار:


345

أحييك على النفس الطويل والأمل الذي لديك في تغيير الأمور نحو الأحسن ..
هل تعتقد بعد كل هذه السنوات هناك أمل في التغيير ؟؟

كتبنا و انتقدنا لمعالجة الأخطاء  .. النتيجة هي الإصرار على معالجة الخطأ بخطأ وزيادة الطين بله


الأخ سيزار ميخا هرمز المحترم

تحية طيبة،
 
لا أظن بقي أمل. الأمل الوحيد هو تغيير الإدارة وهذا من الصعوبة بمكان. الوضع الحالي فيه تسيب وفلتان ويبدو ان الذين في يدهم التغيير مرتاحون له، لقد تركوا صاحب الشأن يغني على ليلاه وهم يفعلون ما يريدون.

لم تكن مؤسسة الكنيسة الكلدانية في وضع يرثى له مثل الذي عليه اليوم.

عندما يصل الأمر الى التزوير وبهذا الشكل الفاضح وليس لمرة واحدة بل لمرات عديدة، حيث هناك اتهامات في كتاب القس كمال بيداويد واتهامات بتزوير التواقيع جرى نقلها في الصحافة العربية والعراقية

وهناك تزوير وتشويه وانتحال للنصوص التراثية والطقسية وبشكل فاضح أيضا وهنا الكارثة، وكل هذا مثبت، ويمارس في الكنائس دون اكتراث من أحد.

هذه امور خطيرة لها مدلولات ذات عواقب على الحاضر والمستقبل.

تحياتي

346
عنوان مثير ويليق بالمقام ! 

سيدي الكريم

هناك نظرتان للعالم حولنا، حسب علماء السيمائية ، وهو علم يعني بالرموز والعلامات التي تشكل حياتنا. النظرة الأولى نظرة افقية سياقية نسقية، وهي لا تتجاوز رؤية أنفسنا والعالم ومن حولنا من وجهة نظر واحدة فقط رغم عدم رصانتها ومعارضتها للواقع الاجتماعي، وهذا ما حدث مع البيان الرئاسي حيث جرى تزويره ومن ثم نقله مع التزوير ونشره في هذا الموقع وعلى صدر صفحته الأولى.. هنا ليس هناك ما هو مثير، لأن النظرة أفقية.

النظرة الثانية نظرة عمودية وترى أن النظم الأفقية لا تقربنا لحقيقة الواقع الاجتماعي، لأن هناك أكثر من واقع حال إن استبدلنا القيم المتوافرة أفقيا حتى في جملة واحدة. أنظر مثلا لو قام ليون برخو بتزوير بيان رئاسي ووضع اسمه فيه كي يعلي من شأنه وكأنه شخصية سياسية مهمة جدا وحذف وأضاف ونشر البيان مع التحريف ولقفه أحد الأخوة ونشره، ماذا كان سيحدث؟ أجزم ان المقال كان سيكون في صدر الصفحة الأولى، وانسابت التعليقات مثل المزاريب في يوم ماطر. هنا ما هو المثير، المثير يقربنا للواقع الاجتماعي، ويسلط الضوء على أن النظرة الأولى غير عادلة وغير مقبولة.

والنقطة الثانية التي نعاني منها هي ان الشعوب غير المهمة، مثل شعبنا تماما، تشبه الناس غير المهمة، مثلنا تماما. فكما ان الناس غير المهمة تتوهم بسرعة أنها مهمة كذلك الشعوب غير المهمة تتوهم بسرعة انها مهمة وهي ليست كذلك، والشكر للمفكر اليهودي الامع والأمريكي الجنسية إيرفنغ كريستول الذي اضاء لنا الدرب كي نعرف خطر الناس غير المهمين الذين يتصورون جزافا وبسرعة أنهم مهمون. وهنا المثير أيضا.

تحياتي


347
الأخ كوركيس اوراها منصور المحترم

لم الحظ الصورة حيث اعتمدت على موقع الفيسبوك، ولكن هذا لا يعني عدم الاعتراف بالخطا وعليه اعتذر عن هذة السهو والخطأ غير المقصود.

ولكن من سيعتذر للقراء عن التزوير في نص بيان الرئاسة؟ وهو تزوير واضح للعيان وضوح الشمس. وأزيد هذا ليس التزوير الوحيد. هناك تزوير على نطاق أوسع ولدي الأدلة، وهناك محاولات عديدة للغش والخداع.

ومن سيعتذر عن حذف العبارة التي تشير الى وجود رؤساء الطوائف والتي حذفها البطريرك ووضع اسمه محلها واسمه اساسا غير موجود في نص البيان؟


تحياتي

348
الأخ سمير عبدالاحد المحترم

تحية طيبة،

ما أتيت به سليم ويعكس الواقع الاجتماعي لحالنا، حيث الانفرادية وعدم الاعتراف بالأخر. وإذا كان رؤوساء الكنائس متباعدون وليس بمقدورهم حتى الصلاة واقامة الاسرار سوية والعمل كفريق واحد، فكيف سيكون الواقع الاجتماعي للشعب؟

وللاستزادة، فان الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية لم ينشر أي صورة يظهر فيها البطريرك ساكو.

نشر الصور بهذه الكثافة شأنه شأن البيانات المتعاقبة له مدلولاته الاجتماعية والثقافية التي لا يصعب على محلل الخطاب كشفها من خلال ادوات تحليل رصينة.

وأتفق معك ان صاحب الشأن يتحمل المسؤولية ليس لتفرق الطوائف المسيحية بل ايضا المسؤولية المباشرة للوضع الحالي المزري الذي تمر فيه مؤسسة الكنيسة الكلدانية وضياعها للبوصلة والتراث.

تحياتي

 


هذه نتيجة عقدة ال " انا " و "الزعيم الاوحد" و التي كانت سببا رئيسا في تفرقة الطوائف المسيحية العراقية و الخروج عن الاجماع المسيحي لتمثيل مسيحي العراق، 
عقدة الذين يتراكضون للجلوس في مقعد ضمن منتصف الصف الاول . عسى ان يظهروا بصورة بجانب مسؤول مهم يلتقطها مصور طياري .
ينزعجون اذا طلبت منهم الجلوس بالصف الثاني . الموضوع له علاقة ب " عزة نفس "
ذكرتنا بصورة مؤتمر لندن للمعارضة ، حينها كل ثلاث نفرات جلسوا على كرسيين بالصف الاول ، زر على كل كرسي!!!
 تحياتي للدكتور ليون برخو و الف تحية للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي

سمير عبدالاحد


349
صاحب الغبطة: هذا لا يجوز وغير مقبول لأنه تزوير وانتحال لا يليق بالمقام


نشر موقع عنكاوة.كوم في صدر صفحته الرئيسية خبرا تحت عنوان "البطريرك ساكو يحضر مأدبة غداء على شرف الرئيس الفرنسي في بغداد" (رابط 1).

بيد ان عنوان الخبر كان في تناقض وتباين واضحين مع متن الموضوع.

الموضوع او الخبر او التقرير (من الصعوبة التمييز) لا علاقة له مع العنوان. الموضوع هو بيان صحفي صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية (رابط 2).

وهذا التناقض جذب انتباهي وأخذت بقراءة نص البيان، لأن العنوان خبري بينما المتن بيان صحفي.

وعند القراءة مررت على عبارة او جملة "والبطريرك لويس روفائيل ساكو عندما حياه الرئيس الفرنسي قال له غبطته: شكرا لكم على هذه الزيارة لدعم العراق واعطائه الامل."

هذه الجملة رأيتها خارج السياق تماما ولا يمكن لأي كاتب او صحافي أن يقترف خطأ بهذا الحجم، لأن يظهر أن الجملة جرى اقحامها عمدا في النص الأصلي وتظهر أنها ليست جزءا من البيان الرسمي الصادر عن رئاسة الجمهورية بل دست هناك دسا، لأنها تعارض المنطوق وتخرج عن انسياب الخطاب في الفقرة هذه.

 أنظر كيف جرى التحايل على هذه الفقرة كما وردت في موقع مؤسسة البطريركية الكلدانية والمنقول على صفحة عنكاوة.كوم، مقارنة مع نص البيان الأصلي الصادر عن رئاسة الجمهورية:

نص الفقرة الأصلية كما وردت في بيان رئاسة الجمهورية:


وأكد رئيس الجمهورية خلال هذه المأدبة التي حضرها رئيسا مجلسي الوزراء والنواب مصطفى الكاظمي ومحمد الحلبوسي ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق الزيدان ورئيس المحكمة الاتحادية مدحت المحمود ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني وكبار المسؤولين من الجانبين ورؤساء الطوائف العراقية، أنها مناسبة مهمة نجتمع كعراقيين للاحتفاء بضيفنا العزيز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونؤكد له على أهمية العلاقات التي تربطنا بفرنسا ونتطلع إلى تعزيز تلك العلاقة.


وأشار السيد الرئيس إلى أن هذه الزيارة تعد رسالة اهتمام نقدرها عالياً، متمنياً ان تنتج عنها نتائج فعلية تكون بمثابة خير وتعزيز لمصالح الشعبين الصديقين.


نص الفقرة التي وردت في ذات البيان الذي جرى تشويهه وتزويره ومن ثم نشره على موقع مؤسسة البطريركية الكلدانية وهو مؤشر بالأحمر:

وحضر هذه المأدبة رئيسا مجلسي الوزراء والنواب مصطفى الكاظمي ومحمد الحلبوسي ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق الزيدان ورئيس المحكمة الاتحادية مدحت المحمود ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني وكبار المسؤولين من الجانبين والبطريرك لويس روفائيل ساكو عندما حياه الرئيس الفرنسي قال له غبطته: شكرا لكم على هذه الزيارة لدعم العراق واعطائه الامل.

 وأكد رئيس الجمهورية خلال المأدبة، أنها مناسبة مهمة نجتمع كعراقيين للاحتفاء بضيفنا العزيز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونؤكد له على أهمية العلاقات التي تربطنا بفرنسا ونتطلع إلى تعزيز تلك العلاقة. وأشار السيد الرئيس إلى أن هذه الزيارة تعد رسالة اهتمام نقدرها عالياً، متمنياً ان تنتج عنها نتائج فعلية تكون بمثابة خير وتعزيز لمصالح الشعبين الصديقين.

.
جرى تلاعب وتزوير وتحوير وانتحال وتشويه لنص البيان من رئاسة الجمهورية في موقع مؤسسة البطريركية الكلدانية حيث تمت إضافة جملة غير متناسقة ومترابطة شوهت سياقها والنص الذي قبلها، ومن ثم تم حذف عبارة "ورؤساء الطوائف العراقية" التي حضرت المأدبة، حسب بيان رئاسة الجمهورية، وحصرته بالبطريرك ساكو، والذي أساسا لم يرد ذكره في البيان الأصلي.

هذا امر غير مقبول ولا يجوز ابدا ولا اظن سيقترفه أي شخص متعلم يقوده حس سليم.

هذا تزوير وانتحال وتشويه لنص لا يعود لنا وليس من حقنا ابدا التلاعب به لغايات شخصية او ذاتية او غيرها.

في المستوى الجامعي والأكاديمي، تنزل عقوبات صارمة على الذي يقترف امرا مثل هذا، تصل الى الفصل وسحب كل منشوراته وكتبه وأبحاثه من التداول.

لماذا جرى دس جملة لا محل لها من الإعراب في بيان رئاسة الجمهورية أولا، وثانيا لماذا جرى حذف عبارة "رؤساء الطوائف العراقية"، أليسوا هؤلاء اشقاء لكم؟ ومن ثم لماذا فقط تضع مؤسسة البطريركية الكلدانية ذاتها كل مرة تقريبا في موقف حرج يرتد عليها وعلى مؤسستها وأتباعها وبالا.

بيد انه يؤسفني القول ان هذا ليس غريبا على مؤسسة البطريركية بإدارتها الحالية.

التلاعب بالنصوص والتراث وتشويه الأمور والتزوير والانتحال يبدو أنها صارت من الأمور العادية في السنين الأخيرة، والدليل الكم الهائل من التشويه للنصوص التراثية والطقسية التي يجري فرضها على الكلدان وكنائسهم.

لماذا لا تستعين مؤسسة البطريركية الكلدانية وصاحب الشأن فيها بالمختصين والباحثين والأساتذة، وهم كثر في صفوف الكلدان والحمد لله، وهم على استعداد لخدمة مؤسستهم الكنسية كي لا نقع في هفوات ومطبات قاتلة مثل هذه التي صارت من الكثرة بمكان حيث أضحت جزءا من الإدارة والإعلام والخطاب البطريركي والممارسة البطريركية في السنين الأخيرة؟

رباط 1
https://ankawa.com/forum/index.php?topic=988668.0
رباط 2
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=4590269037649843&id=2598654653477968&locale2=zh_CN&__tn__=%2As%2As-R



350
زميلي الدكتور عبدالله رابي المحترم

تحية طيبة،

أسف على التأخير في الرد على تعقيبك؛ وموقفك من التراث اثمنه وأثني عليه.

ما قدمته في المقال مجرد طرح لوسيلة من الوسائل الكثيرة المتاحة ونحن في خضم ثورة رقمية لا حدود لخدمات التواصل التي تقدمها، وكذلك في خضم ثورة الذكاء الاصطناعي التي جعلت  من الآلة اليوم وسيلة لتنفيذ عمليات يعجز عقلنا البشري عن القيام بها.

فقط أريد التأكيد اننا اليوم وبفضل هذه الثورة الصناعيةالرابعة في أفضل وضع للحفاظ على هويتنا (لغتا وتراثنا وثقافتا) لو كانت لدينا الرغبة والإرادة والقيادة الحكيمة.

فقط لدي تعقيب حول لغة النص. النص قريب جدا من اللهجة المحكية الكلدانية في ألقوش او تلكيف والذي يتقن هذه اللهجة فإنه سيفهم مجمل النص ومن مجملة (69 كلمة) هناك تسع كلمات فقط تحتاج الى توضيح او ترجمة لأي شخص يتقن لهجة من لهجاتنا.

تحياتي



عمل ومجهود كبير لتحليلك نص الترتيلة هذه التي كنا نسمعها في الكنيسة وشرحك الوافي لمعانيها وابعادها النفسية واللاهوتية ولو لا هكذا شرح لما فهمت شيئاً عن ما يُرتل من قبل الشماس ،واصبحت اكثر وضوحاً وضعك الترجمة للنصوص .تسلم والى المزيد من هكذا محاولات لاحياء تراثنا الكلداني الديني وباسلوب يكون مفهوماً للمستمع ولاداء الجميل للترتيلة .
تقبل تحياتي

351
أخي العزيز أبرم شبيرا

كان لكلماتك وأنت تأبن الفقيد، الغالي علينا كلنا، وقع الصاعقة. نعم إنها خسارة كبيرة لا تعوض.

كان المرحوم إعلاميا متميزا بكل ما للكلمة من معنى. وكان محاورا لبقا، يتقن فنون الحوار الصحفي، واضافة الى ذلك يتقن لغتنا ويطوعها لهذا الجنس الكتابي الجديد (الصحافة) الذي دخل لغتنا وثقافتنا حديثا.

كان جسرا بيننا، حيث تلقى علومه الاولية في دير لكنيسة المشرق الكلدانية، كما هو شأني، وتأثر بذلك كثيرا، وكان يرانا بوتقة انصهرنا فيها وصرنا واحدا.

أمل ان نقوم بإحياء ذكراه وتأبينه وتقديره بعد رحيله عنا كما يجب وكما تفعل الأمم الحية عندما تفقد ركنا من أركان ثقافتها.

وأملي ان يسعى تلامذته، وبعضهم لدي معرفة شخصية معه، الى السير بدربه وإعلاء شأن الفقرة الإذاعية بلغتنا الأم في القناة والاذاعة الوطنيةالأسترالية الشهيرة SBS.

وللمرحوم دين في اعناقنا كلنا، فلنرفع الصلوات من أجله، ونحي ذكراه ونتعلم من مسيرته وخدمته لنا كشعب وثقافة ولغة.





352
القراء والمحاورون الكرام،

وبعد الاستئذان من الزميل الدكتور عبد الله رابي.

وكما هي عادتنا في النقاش، يبدو ان التعقيبات أخرجت الموضوع عن مساره وسياقه، وامل أنني لست مخطئا في ذلك.

وبعد قراءة متأنية لما سطره   د. رابي، أرى أن غايته نبيلة، ونابعة من حرص شديد على مستقبلنا كشعب، وأن المقال نابع من شخصية أكاديمية حريصة على هذا المستقبل.

وأكاد أجزم أن حرص د. رابي على لغتنا السريانية أكثر من حرص الكثير منا، لأنه أستاذ أكاديمي في علم الاجتماع، وأنه يفقه الدور المحوري للغتنا في تشكيل هويتنا ووجودنا ومستقبلنا كأفراد وشعب ومؤسسات مدنية أم دينية.

ومن ثم، أرى، وحسب قراءتي، فإن د. رابي لم يتخذ موقفا محددا ولم يميل لأي جانب، حتى لجانب المكون الذي هو منه.

غاية د. رابي من هذا المقال الذي أثار كل هذا الاهتمام اراها نبيلة، لأنه يؤشر الى ما يشبه الآفة التي ضربتنا كشعب وهوية وثقافة ولغة ومؤسسات دينية ومدنية.

والآفة شخصها بدقة متناهية وشجاعة قل نظيرها في العنوان وهو التحذير الذي أطلقه وهو تحذير في محله من رجال الدين عندما يتحدثون في شؤون اللغة او بالأحرى علم اللغة، وهو لم يستثن احدا.

هنا أقف بصف د. رابي، ولكن أقول إن الإنذار الذي يطلقه، وأظن هذا هو مقصده، لا يشمل التراث الذي وصل من ملافنتنا. الحذر حسب وجهة نظري يخص الفترة التي عصفت فينا الطائفية والمذهبية والصراعات العقيمة التي ولدتها، منها ما يختص التسميات ...

وأنا اضم صوتي إليه وأقول حذار، حذار، وحذار من كتابات رجال الدين التي سطرت في الفترة منذ بروز الخلافات الطائفية في العصر الحديث، وأشخص الفترة منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى اليوم.

وكيف نصدقها، إذا كانت أغلب الشهادات الأكاديمية التي يقولون إنهم يحملونها غير معترف بها في أغلب الجامعات الرصينة في العالم. ويتذكر د. رابي كيف ان جامعة الموصل لم تكن تعترف بشهادات الدكتوراه من جامعة الفاتيكان ولا تمنح حامليها حتى لقب مدرس مساعد، هو لقب حامل شهادة ماجستير. وحتى البطريك ساكو يذكر في سرد سيرته والتي ترجمت الى العربية ونشرها موقعه ان شهادة الدكتوراه التي حصل عليها من الفاتيكان لم تعترف الأكاديمية العراقية بها في حينه ...

ويثير د. رابي نقاطا عديدة من مصادر وأظن كلها ضمن الفترة التي حددتها، وهو محق في أغلب ما طرحه، ولكن هذا لا يعني أن وجهة النظر التي يحملها وأي وجهة نظر أخرى، لا تتحمل وجهة نظر معاكسة.

وأسرد لكم أمثلة لثلاث نماذج من عشرات وعشرات النماذج الأخرى:

في اول طبعة للحوذرا في مطلع القرن العشرين، وهي جوهر التراث الكنسي لدى الكلدان، جرى تلاعب كبير في النص الأصلي المتوارث من الأجداد. وهنا اركز على البعد الطائفي المقيت حيث جرى تغيير مفردة ܝܘܢܝܐ (اليونان) في   ܕܘܟܪܢܐ ܕܡܠܦܢܐ ܝܘܢܝܐ  ܘܣܘܪܝܝܐ  (تذكار الملافنة اليونان والسريان)  الى ܪܗܘܡܝܐ الرومان وصارت ܕܘܟܪܢܐ ܕܡܠܦܢܐ ܪܗܘܡܝܐ ܘܣܘܪܝܝܐ (تذكار الملافنة الرومان والسريان) والسبب لأن اليونان أرثدوكس وحسب الفاتيكان هم هراطقة ويجب حتى محو ذكرههم من كتب التراث، رغم ما تتضمنه هذه العملية من تشويه وتزوير. (رفع الحرم أظن قبل حوالي نصف قرن ونيف ولكن الخلافات الكبيرة لا تزال قائمة.

وكأن هذا لم يكن كافيا، فلقد جرى وقبل سنوات تزويرا أخر في هذا الكتاب الذي تأتي قدسيته لدى الكلدان بعد الانجيل والكتاب المقدس  حيث ألغيت مفردة ܣܘܪܝܝܐ وأستبدلت ب ܟܠܕܝܐ  وصارت ܕܘܟܪܢܐ ܕܡܠܦܢܐ ܪܗܘܡܝܐ ܘܟܠܕܝܐ (تذكار الملافنة الرومان والكلدان)، في تزوير أخر؛ وأي تزوير لا يخفى على المختصين والمتضلعين بالتراث كما أن الشمس لا تخفي بالغربال ويترك أثارا تجعل من صاحبه مضحكة لأن تراثنا تراث ضخم ويصعب على أعتى المزورين تشويهه.

وكأن أيضا هذا لم يكن كافيا، نشاهد اليوم تزويرا أخر فظيعا لمفردة ܣܘܪܝܝܐ  (السريان) حيث تكتب في كثير من الأحيان لدى الاشقاءالأشوريين ܐܣܘܪܝܝܐ في تزوير وتشويه أخر لواحدة من أهم المفردات التي ترد في تراثنا ولغتنا، وهي لم تكتب بهذا الشكل على الإطلاق إلا في هذا العصر، العصر الذي تعصف به الطائفية المقيتة والتسموية والمناطقية، وتغيب فيه العلمية والعقلنة والمنطق والأكاديمية الرصينة.

ولكن مع كل هذا التزوير، فإن القائمين به كانوا للغتنا وتراثنا محبين وممارسين ومدافعين، رغم التشبث والتعصب المذهبي والطائفي والتسموي والمناطقي.

بالطبع، أنا لا أقلل او أخفف من وطأة التزوير والمزورين – ويبدو ان كلنا مزورون – ولكن في أقل تقدير هناك إيجابية واحدة لصالحهم وهي تشبثهم وحرصهم على اللغة وتراثها وفنونها وطقوسها وشعرها وموسيقاها – وكل هذه تشكل أرقى ثمار الحضارة الإنسانية التي بدونها يفتقر أي شعب الى خصوصيته وهويته وأصالته.

السؤال، من هو الأفضل لنا الذي يحور (يزور) بعض الكلمات ولكنه متشبث بلغتنا ويمارسها ويدرسها ولا يهمش تراثها وطقوسها وفنونها وريازتها، أم رجل الدين الذي يطلق عليها تسميتها الحقة وهي السريانية ولكنه يزدريها ويزدري ويهمش لا بل يحتقر طقوسها وفنونها وريازتها وشعرها ونثرها وتراتيلها وأناشيدها ويقول فيه من التوصيفات السلبية ما لم ينزل الله به من سلطان. أليس هذا هو الحال الذي نعيشه ونحن شهود له في السنين الأخيرة؟ أترك الجواب للقراء الكرام.

أذا، حق القول، وهو القول الجريء لزميلنا د. رابي :" أحذروا من طروحات رجال الدين عن لغتنا. " هذا قول صائب وفي محله وفي اوانه.

وأختتم وأقول، لا أظن أن د. رابي يمس من قريب او بعيد ما يدور في أروقة الجامعات الرصينة حول لغتنا. د. رابي أكاديمي ويعرف حق المعرفة ماذا تطلق الجامعات على لغتنا وماذا تطلق على لهجاتها الحديثة التي هي قريبة جدا من اللغة الفصيحة لدينا الى درجة من الصعوبة تميز اللهجة عن الفصحى في كثير من الأحيان، ولا أظن أنه سيحيد عن ذلك.

كان هذا تعقيبا مطولا، ولكن أرى ان الموقف استوجب ذلك.

تحياتي

353
الأخ قشو ابراهيم نيرواالمحترم
   
أعقب بلسان الضاد على ردك الجميل المكتوب بلغتنا وأحرفها الساحرة للفائدة العامة.

أخي العزيز، إنك تثير مسألة في غاية الأهمية للشق الكلداني الكاثوليكي من كنيسة المشرق المجيدة.

وتقول إن الألحان والفنون الكنسية فيه قد استبدلت او جرى تغييرها وتومئ أنه جرى تشويهها او استبدالها (أي تأوينها، هذا حسب مفهوم التأوين الساذج والدارج حاليا لدى صاحب شأنها).

إن كنت تقصد ما تم اقحامه في مؤسسة الكنيسة الكلدانية من أناشيد وممارسات دخيلة وأجنبية، فهذا صحيح، وهذا لم يكن منهجا وجرت مقاومته بشدة في صفوف الكلدان ولم يدخل كممارسة واسعة فيها إلا في مستهل الثمانينيات من القرن المنصرم وتجاوز المدى وكل الخطوط في السنين الأخيرة، ولا حاجة الى التفصيل لأنني كتبت عن ذلك وأسبابه وأصحابه كثيرا.

أما بخصوص الالحان والأناشيد الأصيلة، مثل التي جرى تحليلها في هذا المقال، فهي لا زالت كما هي. ما حدث كان هجوما غير مبرر عليها من قلة قادها أصحابها في حملة منهجية لتشوية وتزوير التراث والثقافة الكلدانية والإرث الكنسي الذي تحمله.

ونظرا لظروف تاريخية وثقافية وجغرافية، بقيت الألحان الشهية الملائكية الغارقة في القدم لدى الأشقاء الكلدان وفي مؤسستهم الكنسية. هل تعلم يا أخي، إن القداس الاحتفالي (تريانا وعلى الخصوص تليثايا) لدى الكلدان فيه من الحوارية اللحنية بين المذبح والشمامسة والبيم والجوق والشعب ما قد يرقى  او يبز ما تقدمه أي أوركسترا كنسية او غيرها في الغرب، ولكن مع الأسف يبدو ان محاولات لتشويه هذا الإرث وإلغائه وجلب الدخيل والمشوه والمزور كي يحل محله جارية على قدم وساق.

وهناك نجاح باهر أخر حققه الكلدان في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين عندما شرعوا التأليف في لهجتهم المحكية الساحرة وظهر لنا نتاج أدبي ضخم من التراتيل والأناشيد، بيد ان هذا التراث الضخم تعرض ويتعرض الى ذات حملة التشويه والتهميش والتزوير التي تعرض ويتعرض لها التراث الأصيل منذ مستهل الثمانينيات من القرن المنصرم، ووصل الى درجة نعت اللغة واللهجة المحكية بتوصيفات غير حمدية أيضا لا يتفوه بها إلا من يحمل كرها في داخله للتراث واللغة والطقس والفنون، التي في مجملها تشكل أرقى ثمار الحضارة الإنسانية لأي شعب صاحب هوية في العالم، والذي يخسرها يخسر نفسه.

تحياتي


354
الأخ knara drokha المحترم

تحية طيبة

هناك خمسة مصطلحات علمية (فلسفية وفكرية) تؤشر الى فشل المحاور او المناقش، وارى ان واحدا من هذه المصطلحات بصورة عامة ينطبق على أي محاور يحاول جر الموضوع خارج سياقه وتحويله الى هجوم شخصي او الانتقاص من الأخر لأي سبب كان وبأي أسلوب كان، ومواقف مثل هذه نطلق عليها  Ad hominem (argument based on personal attack)           

وينسى أصحاب هذه المواقف ان الهجوم على الشخص بدلا من الحوار وتقديم الحجج المضادة لما هو مطروح، يرتد عليهم سلبا كاشفا فقرهم الفكري وضعف المقدرة العقلية، وينسون أن  Ad hominem تزيد في مكانة ومناعة الكاتب الذي يهاجمون شخصه بدلا من أفكاره.

تحياتي

355
الأخ زيد ميشو المحترم

تحية طيبة

النشيد الملكي لا علاقة له بمزمور 150، كما يرد في تعقيبك في أدناه على الإطلاق. مزمور 150 مزمور تسبحه وشهير جدا في كنيسة المشرق الكلدانية-الأشورية وهو "شبّاح لمريا بقودشه"، وأهديك إياه بصوتي وعزفي على آلة الكمان، ولكن بلحن نادر كان شائعا لدى الكلدان في القوش ودهوك وديار بكر:

https://www.youtube.com/watch?v=vPB5ycXE7UY

ربما كنت تقصد مزمور التوبة (مزمور 51)، ولكن النشيد الملكي الذي نحن بصدده لا علاقة له مع هذا المزمور أيضا.

وإن كنت تقصد نص النشيد الملكي، فهذا لا علاقة له مع المزامير والعهد القديم ابدا، ولا يأخذ منهما أي شيء.

النشيد الملكي يقتبس بصور تعبيرية جميلة من الإنجيل ومن قصة العشار وحسب ويبني عليها.

 نعم هناك اقتباسات من العهد القديم في ܨܘܪܬܐ صورتا والبيت الذي قبلها ولكنها متناثرة، أي كل اقتباس من مكان (سفر) وتم جمعها سوية بصورة متناسقة وكأنها تبدو نصا موحدا، والصورتا ܨܘܪܬܐ لا تعود للكاتب لأنها اقتباس، نص النشيد يعود للكاتب لأنه اقتباس تعبيري، أي هو كتبه بقلمه، والذي يستذكر قصة من الإنجيل وليس المزامير.

ومن ثم، المقال ليس كله تحليلا للنشيد او الترتيلة. نصفه تقريبا شرح لمصطلحات بلغتنا (هويتنا) ولغة اجدادنا، وهي مصطلحات تقريبا على كل لسان، ولكن القليل منا يفقه معناه وسياقها التاريخي.

وعن المديح، أظن أخي العزيز أنك لا تصيب هنا أيضا. أجزم أنني سعدت وفرحت بتعقيبك لا بل أنه ادخل البهجة الى قلبي، كما هو الحال دائما عندما تدخل في صفحتي او تكتب مقالا منفصلا عني او تومئ او تشير الي بصورة مباشرة او غير مباشرة في مقالاتك، حيث ابتسم كثيرا عند مروري على هكذا أمور، أكثر بكثير من أي رد يغدق فيه القراء الكرام مديحا على ما أكتبه. فلا تحرمني من هذه الابتسامة والبهجة لأنني بحاجة ماسة إليها في هذه الأزمنة الصعبة التي نمر كلنا فيها.

وأخيرا، أمل ان العملية التي اجريتها لإحدى عينيك – هذا ما قرأته في المنتدى – قد تكللت بالنجاح، وادعو الله ان يبعد عنك واحبائك كل مكروه وان يقبلنا وأياكم كم حدث مع العشار.

تحياتي




السيد ليون برخو
بعد قراءة العنوان اخذت قسطا من الراحة لان كلش طويل
بعد قراءة  المقدمة عبرت على نص الترتيلة حسب طلبك
بعد أن قرأت نص الترتيلة وصلت إلى نتيجة:
اما ابو سليمان اخذ مزمور ١٥٠ من كلمات الترتيلة أو مؤلفها استلهمها من المزمور
وهذا ما استنتجته في ٥ دقائق ويا ليتك اخذت رأيي في الموضوع بوفرة عليك الجهد الجهيد في التحليل
هناك احتمال وان كان ضعيف جدا باني ساقرا المقال مستقبلا في حالة تلقيك الكثير من المديح على أمل أن تجد سببا له
تحياتي

356
الأخ افسر بابكة حنا المحترم

تحية طيبة،

أخي العزيز، كلما اقرأ اسمك اتذكر المرحوم المطران الكلداني اسطيفان بابكة. لقد كان أخر العمالقة المتضلعين والمتشبثين بطقس وتراث وفنون كنيسة المشرق الكلدانية. أنا اسمع له وأتعلم منه.

كم أتمنى ان تحي الكنيسة الكلدانية إرثها وتراثها ولغتها ومعها رموز سامية من أمثال المرحوم اسطيفان بابكة.

لا أظن انجبت او ستنجب الكنيسة الكلدانية عملاقا طقسيا ملما بممارسة تراث وفنون وطقس الكنيسة الكلدانية مثل المرحوم المطران اسطيفان بابكة.

هل حضرتك من أقربائه؟ ويبدو لي ذلك، لذا أن تكون محبا لتراث وفنون وإرث وأدب وطقس كنيستك المشرقية فلا عجب في ذلك، لأنك من تلك الأرومة الطيبة.

وأهديك احدى روائع المطران بابكة، التي تشدني وتأسرني بلحنها بمعانيها وبعمقها، وقربها من المسرة والبشارة لحنا ومعنى وشعرا ووزنا:

https://www.youtube.com/watch?v=pJ0RohztezI

وشكرا لكماتك الطيبة.

تحياتي


تحية وتقدير لجهودك المضنية  لابراز هذا المورث الاصيل لقد ابدعت في الوصف والتحليل
لك كل الشكر لما تقدمه


357
الأخ سامي ديشو المحترم

تحية طيبة

شكرا جزيلا لإضافتك القيمة للمقال وعلى الخصوص النقطتين اللتين اقتبسهما في أدناه: (1)عن دور الترتيلية الملكية لدى أباء كنيسة المشرق المجيدة ودور التراتيل الملائكية التي تركوها لنا بصورة عامة في حياتنا، و(2) ما أضفته حضرتك حول مصطلح ܩܝܛܐ او القيظ. أترك القراء مع شرحك المفيد.

تحياتي


نعم، آباء كنيسة المشرق استغلوا هذه الترانيم الملوكية، التي كانت تقال للملوك الارضيين، ليقدّموها لملك الملوك،  كما وضّحتَ ذلك بكل اقتدار. وفي هذه الترنيمة، موضوع البحث، يستغيث المؤلف صاحب الكلمات، الخاطئ المقرون بالضعف البشري بالرب، من أجل شموله بمراحمه لينال الخلاص. هذا المفهوم، في فكر اللاهوتيين المشرقيين شائع جدا. ففي اغلب الترانيم والتسابيح والردّات والصلوات المشرقية اجمالا، نستطيع أن نميّز ثلاث محتويات أو أقسام في النص الواحد عموما. باختصار، الأول وهو المقدمة، اعترافنا بالرب القدير خالقنا ومخلصنا ومدحنا اياه، والثاني وهو لب الموضوع، ضعفنا البشري طالبين التوبة والرحمة بسبب خطايانا، والأخير وهو الخلاصة، شمولنا بالرحمة لأن الرب ببساطة ابونا، والاب لا يرد طلب الأبناء.

سابوع القيظ هو الوحيد الذي لا يحمل ظاهريا اسما أو معنى دينيا، لكنه في الواقع، وكما أشرتَ بكل صواب، هو زمن الشكر نقدمه للرب من أجل الغلّة بأنواعها. وفي ذات الوقت، يطغي طابع التوبة والمغفرة على هذا السابوع. وهذا جليّ في الصلوات عموما، كما الترنيمة التي نحن بصددها، وخصوصا في التسبحتين في نهاية صلاة المجلس الصباحية الموتوا للاسابيع الأولية والآخرية (قذمايي وأحرايي) لآحاد هذا السابوع.

سامي ديشو- استراليا
[/b]

358
الأخ صباح حنا المحترم

تحية طيبة،

شكرا للمعلومات حول الخط السرياني.

في البداية استخدمت خط بيت نهرين BetNahrian الذي اعشقه، وأرسلته الى الموقع، ولكن عند نشره ظهر ان نظام الموقع لم يتعرف عليه، فلم تظهر الحروف السريانية بل العربية محلها، وكان من الصعوبة قراءة النص.

اعدت الكتابة بخط أرشدني اليه مشرف الموقع وبسرعة وظهرت ثلاثة أخطاء املائية نبهني اليها أستاذنا العزيز سامي وقمت بتصحيحها.

تحياتي

359
. سيبقي حلمي وهو * وضع كل الالحان الطقسية الكنيسة بنوته موسيقية للحفاظ عليها من النسيان والاهمال ثم الاندثار *

الأخ صباح جولاغ المحترم

تحية طيبة،

ملافنة كنيسة المشرق المجيدة استنبطوا نوتة خاصة مبسطة للتراتيل أجمعها رغم كثرتها التي تعد بالمئات. كل خانة لها شارة خاصة تؤشر الى اللحن، وهذا الأمر ساعدنا في الحفاظ على الالحان الملائكية هذه رغم مرور حوالي الفي سنة عليها.

وأكاد أجزم ان ليس هناك امة في العالم لديها مفاتيح لحنية (نوتة) بقدم التي لدى كنائسنا المشرقية المجيدة، وربما ليس هناك شعب له كل هذا العمق الحضاري والفني مثل شعبنا، حيث تمكن من الحفاظ على ألوانه الشعرية والموسيقية كما اتته منذ فجر المسيحية في بلاد الرافدين.

وهناك مواقع الكترونية أسسها شمامسة وقساوسة، أغلبهم كلدان، لأرشفة هذه الألحان.

وقد لاحظت هجرة واسعة لا سيما للشمامسة الكلدان صوب العالم الافتراضي حيث يحاولون فيه ممارسة طقوس كنيستهم بعد ان تقريبا تخلت الكنائس عن إنشاد هذه التراتيل لأسباب أشبعناها نقاشا وكتابة.

أما من حيث النوتة الموسيقية الحديثة، اطمئنك فإن أغلب الألحان الدارجة في كنيسة المشرق الكلدانية قد تم ضبطها بنوتة حديثة، وهناك محاولة لوضع نوتة حديثة للألحان الدارجة في كنيسة المشرق الأشورية، وكنيسة المشرق (سوركاذا عتيقا)

تحياتي

360

الأخ وليد حنا بيدوايد المحترم

تحية طيبة،

المسألة لا تخص القناعة، لأن القناعة امر شخصي وذاتي، والقناعات شتى باختلاف البشر.

كون لغتنا سريانية مسألة محسومة علميا وأكاديميا، وفي أروقة عشرات وعشرات الجامعات التي تدرسها وتبحث فيها.

وكأكاديمي لا يسعني الا الجري وراء البحث العلمي الرصين وشواهد التاريخ وليس عواطفي وقناعاتي، وإن اختلفت ومهما كانت درجة أهميتها لي كوني من هذه الطائفة او هذا المذهب او هذا الدين او هذا البلد او ذاك.

ولم تكن ولن تكن لغتنا السريانية وتسميتها مثار نقاش وجدال وخلاف في تراثنا الكتابي وكل تراث متعلق بنا وكل الكتابات الأكاديمية العلمية الرصينة وكل الجامعات التي تعني بها. هي مسألة خلافية يأججها جدل عقيم في منتديات شعبنا وحسب وضمن نطاق ضيق جدا في صفوف شعبنا وهذا في الفترة الأخيرة، بدليل أن كل ملافنتنا وعلمائنا وإرثنا الكتابي يسبغ التكريم والثناء والمديح للغتنا السريانية، ويضعها الكثير منهم في مرتبة تقترب من القداسة لأنها حاملة إرثنا الكنسي بمجمله.

وإن كان شيء يجمعنا اليوم ويوحدنا فهو لغتنا السريانية، وفي اللحظة التي نجرجرها ونضعها تحت مطرقة سجالاتنا العقيمة ذات المنحى الطائفي والتسموي والمناطقي، فأقرأ علينا السلام.

وبدلا من السجال حو ل تسمية اللغة، ليكن المقياس والحكم والفيصل ممارسة اللغة والتشبث بها، ولنضع معايير وفرضيات وثوابت للأصالة والهوية الخاصة بشعبنا وكنائسنا المشرقية المجيدة.

لذا، ليكن صراعنا واختلافنا مع الذي يهمش هذه اللغة ويزدري هذا التراث ويبدله ويشوهه ويعربه ويأتي بالدخيل والأجنبي كي يحل محله. هنا الخطر المميت الذي يحق بنا.

وليكن الحكم والفيصل حب اللغة هذه بتراثها وأدابها وفنونها وتدريس وتعلم هذه اللغة هو الحكم وليس الصراع على ما هو اسمها.

وأختتم وأقول، الاسم دون مسمى هباء وريح صرر. المهم حب هذه اللغة وتراثها وممارستهما وتدريسهما على أوسع نطاق والحفاظ عليهما أين ما حل الدهر بنا.

ما فائدة الذي يقول إنها ليست سريانية ويهمشها، او يقول إنها سريانية ومن ثم يزدريها ويزدري تراثها وطقوسها وفنونها ويفضل الدخيل والأجنبي عليها؟

أمل أنني وضحت موقفي الذي كما ترى حضرتك له شقان، غير منفصلان.

تحياتي


361

قرائي الكرام

لا يسعني الا تقديم الشكر الجزيل لأستاذنا الجليل سامي ديشو الذي نبهني الى ثلاثة اخطاء املائية وقعت سهوا في النص السرياني، وقمت بتصحيحها، وهي:

1) الالف الأولى الزائدة في كلمة حادوثا في 2.3

2) الالف الأولى الزائدة في كلمة قانونا في 3

 3) تبديل الواو ال الباء المركخة في كلمة عبداخ في 3.3

شكرا للتنبية مع تحياتي



362
قرائي الكرام

أقدم اعتذاري لكم لعدم تمكن الكثير منكم التواصل مع المقال في البداية حيث كانت هناك إشكالات كبيرة في خط النص السرياني والاقتباسات السريانية، التي لم تظهر في البداية لعدم توافر الكيبورد الموائم لذات الخط في الموقع.

وأخيرا استطعت تصحيح الإشكال، والأن يظهر الخط السرياني بوضوح. وأقدم اعتذاري مرة أخرى.

تحياتي



363
الترتيلة الملكية: رائعة من روائع كنيسة المشرق الكلدانية-الأشورية – درس في تحليل وتفكيك وترجمة وأداء وتأوين لغة ونصوص تراثنا وفنونا الكنسية

توطئة 

يتناول المقال هذا رائعة أخرى من روائع كنيسة المشرق الكلدانية-الأشورية (1). وقبل الولوج في تقديم تحليل لخطاب النص الذي نحن في خضمه، سأحاول أولا شرح بعض المصطلحات السريانية الواردة فيه او التي ترتبط به، لأن فهمها واستيعابها يتطلب القاء الضوء على سياقها التاريخي والثقافي واللغوي والفني الذي بدونه يصبح من العسر تفكيك واستيعاب النص وهضمه.

وسأعرج بعدها على أهمية الرائعة هذه في تراث وإرث كنيسة المشرق، مركزا على النص ذاته وتحليله وترجمته وتأوينه كي يصبح في متناول القراء الكرام قراءة وأداء وحفظا وتأوينا ويتخذونه نموذجا لدارسة التراتيل الملكية الأخرى لدى كنيسة المشرق الكلدانية-الأشورية والتي تربو على 50 نشيدا.

 لقد استغرق الوقت مني طويلا وبذلت جهدا كبيرا في كتابة وإعداد هذا المقال، بيد أن السعادة غمرتني بعد قراءته للمرة الأخيرة، حيث وجدته بمثابة درس او نموذج يمكن الركون إليه للحفاظ على لغتنا وروائع تراثنا وفنوننا الكنسية التي تشكل ركنا مهما من اركان هويتنا وخصوصيتنا كمسيحيين مشرقيين أينما حل بنا الدهر.

وقبل الدخول في صلب الموضوع، ارجو من القراء الكرام تتبع النص في نهاية المقال قبل الشروع بالقراءة حيث وضعت ثلاثة خطوط: (1) النص بلغته السريانية، (2) الخط الكرشوني، (3) الترجمة الى العربية؛ وكذلك أرجو الاستماع الى الترتيلة الملكية هذه والأداء الشائع لها في الشق الكلداني من كنيسة المشرق وتتبع النص الوارد في الفيديو والذي أيضا يتألف من خطوط ثلاثة: (1) النص بلغته السريانية، (2) الخط الكرشوني، (3) الترجمة الى العربية:

https://youtu.be/elcmWDxy7xo

2 المصطلحات


وهذا شرح موجز لأهم المصطلحات الخاصة بهذه الترتيلة

2.1 ܕܒܣܠܝܩܐ الترتيلة الملكية

هذا المصطلح معناه "الترتيلة الملكية،" ومفردة ܒܣܠܝܩܐ أصلها يوناني اقتبسها الرومان من اللغة اليونانية الى اللغة اللاتينية ومنها دخلت الى اغلب اللغات الأوروبية بصيغة  Basalic  . للمصطلح اللاتيني معان كثيرة في لغة اليوم إلا ان المعنى الشائع في العصور الأولى للميلاد كان يخص كل ما له علاقة بالملوك، أي أن النشيد خاص بالملوك ويرتل في حضرتهم. ما يهمنا هنا أن لغتنا السريانية استعارت المصطلح وأونته وجرى توطينه لغويا وكنسيا حيث صار يشير الى أهم ترتيلة تنشد في صلاة الرمش ليوم السبت على الأحد. والرمش هذا بحق "ملكي" لغنى ألحانه وتراتيله، ولكن تبقى ܒܣܠܝܩܐ ذات مكانة وأهمية كبيرة، حيث يؤن معناها ملافنة كنيستنا، فبدلا من توجيه اللحن والنص والأداء صوب الملك الدنيوي الذي كانت تتلى في حضرته، منحوها بعدا انجيليا. فنحن المشارقة المسيحيون من أتباع كنيسة المشرق نخصص هذه الترتيلة الملكية لملك الملوك، وهو يسوع المسيح. ܥܘܢܝܬܐ ܕܒܣܠܝܩܐ، أي الترتيلة الملكية، لها خاصية لحنية تميزها عن التراتيل في مضامير شتى لا بل هي جنس لحني قائم بذاته، ويزداد رونقا وبهاء في الفترة التي نحن بصددها ܩܝܛܐ (القيظ) والتي تسبقها ܫܠܝܚܐ (الرسل).

2.2 ܥܘܢܝܬܐ التراتيل

ܥܘܢܝܬܐ وهي التراتيل الخاصة بكنيسة المشرق، وهي بالمئات ولها خانات لحنية بالعشرات، وهي ليست الا بابا واحدا او فصلا واحدا كبيرا من أبواب التراتيل الشجية التي تخص المكان والزمن واليوم والفصل الذي تقام فيه الصلاة او القداديس (أنظر 3). أكاد أجزم ومن خبرتي المتواضعة أنه قد لا تملك أي كنيسة أخرى في الدنيا ما لكنيسة المشرق من تراتيل. وهنا تجدر الإشارة الى ان أداء التراتيل بمختلف صنوفها يختلف لدى الكلدان عن ما هو عليه لدى الأشوريين، حيث حافظ الكلدان على جواهر الالحان الملائكية البديعة والتي من خبرتي الموسيقية المتواضعة قد ترقى الى سمفونيات لا مثيل لها. وللكلدان أيضا تراث ضخم من التراتيل بلهجتهم المحكية الساحرة، وهي لهجة نقية صافية ألف فيها ملافنة من القسس والشمامسة الكلدان في العصر الحديث.

2.3 ܨܘܪܬܐ (الاقتباس)

 أقرب ترجمة الى مصطلح ܨܘܪܬܐ كما ترد في الترتيلة الملكية هذه هي "المتن" في إشارة الى محتوى الكتاب المقدس، او "الاقتباس" في إشارة الى اقتباس من الكتاب المقدس؛ شخصيا أميل الى الترجمة الثانية، لأن ما يأتي بعد ܨܘܪܬܐ هو اقتباس من الكتاب المقدس، وعلى الخصوص المزامير وكتابات انبياء العهد القديم او العهد الجديد. وܨܘܪܬܐ هي جزء من مقدمة او مدخل ܥܘܢܝܬܐ. وفي حالتنا هذه تشكل جزءا من المدخل الى الترتيلة الملكية، يستهل بها رأس القراء من الجانب الأخر، لترديد الترتيلة ܬܢܝ. ܨܘܪܬܐ ليست متوافرة في استهلال كل ܥܘܢܝܬܐ. تتوافر على الخصوص في ܒܣܠܝܩܐ، ܠܠܝܐ، ܐܘܢܓܠܝܘܢ، ܐܪܙܐ لأيام الأحاد حصرا، علما أن يوم الأحد في كنيسة المشرق يبدأ من صلاة الرمش مساء السبت على الأحد وينتهي في رمش مساء يوم الأحد على الأثنين، حيث ينقلب النص في الطلبات من ܒܚܫܐ ܘܒܚܦܝܛܘܬܐ الشجن والاجتهاد، في الأيام العادية، الى ܒܚܕܘܬܐ ܘܒܦܨܝܚܘܬܐ الابتهاج والسرور في الأحاد والأعياد. سأعزف عن شرح وتفسير التراتيل الثلاث (ܠܠܝܐ، ܐܘܢܓܠܝܘܢ، ܐܪܙܐ) والدور المركزي للطلبات ܟܪܘܙܬܐ التي لا زالت تتحدث إلينا وتعيش معنا وكأنها كتبت اليوم، وذلك لضيق الوقت واختصارا للمقال، وربما نعرج عليها في التعقيبات او قد يقدم شرحا لها القراء في ردودهم.

2.4 ܩܝܛܐ القيظ

الترتيلة الملكية التي نحن في صددها جزء من زمن او أسابيع ܩܝܛܐ القيظ. وتترجم التقاويم الطقسية قيطا الى الصيف، وهذا خطأ شائع، لان مفردة "القيظ" العربية أصلها سرياني ܩܝܛܐ. وتشير الى صميم الصيف. ويرد في التفاسير والشروحات الأجنبية إضافة الى التي سطرها قسس كلدان او أشوريون من كنيسة المشرق ان مصطلح ܩܝܛܐ لا علاقة له مع التراث الكنسي في عهديه القديم والجديد، وهذا خطأ شائع أخر. مفردة ܩܝܛܐ في السريانية تشير ضمن معانيها الشتى، الى بركة الرب التي ترافق قطاف بواكير المحاصيل من حنطة وكروم وتين وزيتون، ولشدة الحر كانت تلزم الناس بيوتها وتشكر الرب على ما وفر لها من المحاصيل، وكانت أغلب الصلوات تقام في باحة الكنيسة او في البساتين. وفي زمن ܩܝܛܐ القيظ تذكارات ومناسبات وأعياد مهمة. وكان ܩܝܛܐ القيظ مناسبة لتجمعات الشباب والشابات في الحدائق والبساتين والغابات وإنشاد التراتيل باللهجة الفصيحة (والمحكية لدى الكلدان).

3 التحليل

بعد شرح مختصر لبعض المصطلحات ذات العلاقة المباشرة بالنص الذي نحن في صدده، أقدم في الجزء التالي تحليلا موجزا مبسطا للترتيلة الملكية ܒܣܠܝܩܐ الخاصة بالأحد الرابع من القيظ حسب طقس كنيسة المشرق الكلدانية-الأشورية. والترتيلة هذه واحدة من 52 ترتيلة ملكية ترد في السنة الطقسية. ورغم ان ܒܣܠܝܩܐ لا تمثل الا قطرة في بحر التراتيل الخاصة بكنيسة المشرق من ܥܘܢܝܬܐ وخانات لحنية أخرى مثل ܩܢܘܢܐ، ܗܦܟܬܐ، ܬܫܒܘܚܬܐ، ܩܠܬܐ، ܫܘܪܝܐ، ܡܪܡܝܬܐ، ܡܕܪܫܐ، ܣܘܝܟܐ، ܟܪܘܙܘܬܐ، ܗܘܠܠܐ، وغيرها كثير، الا أنها تعد ذات أهمية كبيرة وهي ربما الأكثر شهرة.

لنتتبع الترتيلة الملكية مركزين على كل قسم من أقسامها السبعة كل على حدة:

3.1 ܕܒܣܠܝܩܐ. ܒܐܠܗܐ ܒܪܚܡܐ. الترتيلة الملكية: بلحن . ܐܠܗܐ ܒܪܚܡܐ

لقد شرحنا مصطلح ܒܣܠܝܩܐ في (2.1). ونلاحظ عبارة ܒܐܠܗܐ ܒܪܚܡܐ تتبعه مباشرة. هنا نحن أمام مفتاح لمقام من مقامات كنيسة المشرق وهو السيكا القصير ولكنه ينطبق على وزن شعري محدد مع توزيع محكم يستند على المقاطع الصوتية للأبيات التي يتألف منها النص والتي يختلف عددها حسب الوزن الشعري وتطابقه مع المقام او اللحن. هنا لدينا المفتاح الموسيقي للترتيلة التي يجب إنشادها على نغم ووزن وإيقاع . ܐܠܗܐ ܒܪܚܡܐ وهو لحن نادر قليل التكرار، لكنه يدخل القلب دون طرقه وفيه بهجة وشجن. وهو لحن ثقيل بمعنى أنه من الروعة بمكان لأن المنشد في حوار وتواصل مع المعبود والمسجود له (يسوع المسيح) بدليل تكرار ضمير المتكلم وضمير المخاطب بصيغة منفصلة او متصلة او مستترة (أنظر 3.6 ). لقد أرخ وأرشف كثيرون لمقامات وألحان التراتيل الخاصة بكنيسة المشرق، إلا أننا في حاجة الى المزيد منها وتطويعها وتأوينها مستفيدين من الثورة الرقمية الحالية كي تبقى معنا كأهم مؤشر لهويتنا الوطنية والكنسية. وكل ترتيلة وبأنواعها المختلفة من التي ذكرناها في (3)  وغيرها لها مفاتيحها الخاصة بها التي تحمل بعض الشبه بالنوتة الموسيقية الحديثة التي يجب ان تسير عليها الفرقة الموسيقية او المنشدون. ولعمري فإن هذا اختراع مذهل توصل إليه اجدادنا في تأليفهم للنصوص الكنسية وجمعهم للتراث حيث من خلاله حفظنا على لحن وموسيقى ومقام هذه الأناشيد كما وردت من نبعها الأصلي، النبع النهريني لأرض الرافدين Mesopotamia قبل حوالي 1500 سنة من ظهور النوتة الموسيقية الحديثة.

3.2 ܐܠܗܢ ܢܪܚܡܥܠܝܢ ارحمني يا الله

هنا يأتي دور المنشد الأول، في أي صف او جوقة ܓܘܕܐ كان، إن من يمين او يسار المذبح. ودور واختيار المنشد الأول في أي صف من على يمين او يسار المذبح او في أي مكان أخر مخصص للمنشدين في ريازة كنيسة المشرق الكلدانية-الأشورية يعتمد على اجادة الألحان والصوت والأداء الجيد وقراءة المفاتيح بصورة صحيحة ولا يجوز ان يكون اعتباطا او يُستفرد به استنادا الى الأقدمية. فطريقة أداء ܐܠܗܢ ܢܪܚܡܥܠܝܢ لها دور محوري في استجابة أعضاء الجوق والحاضرين من المؤمنين في إنشاد الترتيلة الملكية. أشبّه أداء ܐܠܗܢ ܢܪܚܡܥܠܝܢ وأي استهلال لأي ترتيلة بعازف البيانو في الأوبرا الذي يعطي النغمة او التون tone  للفرقة او المغني للبدء في الإنشاد، وهذه النغمة تحدد الطبقة، وهذا ركن مهم من أركان اختيار المنشد الأول في أي صف او مكان كان ضمن الريازة الكنسية. وفي الغالب يكرر المنشد الأول أداء استهلال الترتيلة  ܐܠܗܢ ܢܪܚܡܥܠܝܢ مرتين.

3.3 ܕܨܘܪܬܐ ܐܠܗܐ ܚܘܢܝܢܝ ܠܚܛܝܐ. ܐܬܦܢ ܥܠ ܨܠܘܬܗ ܕܥܒܕܟ ܘܥܠ ܒܥܘܬܗ ܡܪܝܐ ܐܠܗܝ. ارحمني انا الخاطئ يا الله، والتفت الى صلاة عبدك ودعواته، ربي وإلهي.

شرحنا ܕܨܘܪܬܐ في (2.3)  . ويجب ملاحظة ان  ܕܨܘܪܬܐ لا تشمل ما يأتي بعدها. في الحقيقة هي تبدأ بالذي ما قبلها، وهناك علامة ترقيم خاصة تؤشر الى بدايتها وهي ":" ونشاهدها في  ܐܠܗܢ ܢܪܚܡܥܠܝܢ:  وما يميز ܕܨܘܪܬܐ كما قلنا إنها اقتباس، فنلحظ اقتباسا من الكتاب المقدس في النص الذي قبلها والنص الذي بعدها ومن اليسر الوصول الى النصوص الأصلية ومرجعها. فالمنشد الأول من الصف المقابل يكرر الترتيلة الملكية مستهلا ب ܕܨܘܪܬܐ ويبدأ مباشرة بعد علامة الترقيم ":".  والاقتباس بصنفيه المباشر وغير المباشر (التعبيري) نسق خطابي مهم في نصوص كنيسة المشرق ويبرز بصورة جلية في الترتيلة الملكية هذه. والاقتباس في ܕܨܘܪܬܐ ليس اعتباطا بل يتم بعناية فائقة ويؤشر الى تضلع وتبحر مهولين بالكتاب المقدس، لأن كل اقتباس منسق وسياقه يوائم المناسبة واليوم والذكرى او العيد او غيره، ويتطابق مع قراءة الإنجيل ليوم الأحد. وسأذكر المزيد عن الاقتباس ودوره عند الدخول في صلب الترتيلة.


3.4 ܚܘܢܝܢܝ ܡܪܝ ܐܝܟ ܕܠܡܟܣܐ. ܓܥܢܐ ܠܘܬܟ ܡܪܝܐ ܐܬܪܚܡܥܠܝ: حن علي يا سيدي كما حنت على العشار، وهـأنذا أرفع صوتي إليك فارحمني.

ندخل هنا في نص الترتيلة الملكية، ومن اول سطر هناك ربط مباشر بنص الإنجيل الذي يقرأ في قداس يوم الأحد الذي ترد فيه قصة زكا العشار. النص من الانجيل المخصص لهذا اليوم (الأحد الرابع من القيظ) يصبح محور التراتيل التي تشبع النص تفسيرا وشرحا وقربا من حياتنا ووجودنا. وهناك نقطة يجب ان تكون مثار فخر لنا، لأننا نرى في نصوصنا الكنسية التراثية الغارقة في القدم اول ظهور لبوادر الترقيم في لغتنا، وهذا قبل ان تدخل علامات الترقيم اللغة العربية مثلا بحوالي الفي سنة. وهنا أشير على علامة النقطة ( . ) التي تلعب دور الفارزة وعلامة النقطتين الواحدة فوق الأخرى ( : ) والتي تلعب دور النقطة. فوجود علامة ( : ) معناه نهاية ثيمة او جملة تحمل فكرة محددة. وهذا ما يساعد على الفهم والقراءة. وهذا ما ساعدني على تقسيم النص الى أقسام محددة. وهناك خاصية أخرى للغة السريانية حيث لا تحبذ العطف او ادواته كثيرا. أغلب العطف في السريانية الفصيحة والنصوص الكنسية مستتر أي غير ظاهر. عند ترجمة النصوص السريانية التراثية الى العربية مثلا او أي لغة أخرى نحتاج الى أدوات العطف من أجل توصيل المعنى او الفكرة؛ وهذا بالذات باب يحتاج الى البحث ومزيد من التحليل.


3.5 ܡܦܢܐ ܫܐܠܬܐ ܠܕܫܐܠܝܢ ܠܗ. ܘܦܬܚ ܬܪܥܗ ܠܕܢܩܫܝܢ ܒܗ. ܦܬܚܠܝ ܡܪܝ ܬܪܥܗ ܕܚܢܢܟ. ܘܗܒܠܝ ܚܘܣܝܐ ܠܣܟܠܘܬܝ. ܕܥܘܗܕܢܗܝܢ ܡܣܪܕܠܝ:يا ملبي دعوات الذين يسألونه، والفاتح بابه لطارقيه، افتح لي باب حنانك، وامنحني غفران خطاياي لأن ذكراها يفزعني.


كما هو الحال في أغلب نصوصنا الكنسية التراثية هناك نسق مذهل في النص رغم قصره (نص الترتيلة الملكية هذه يتألف من 49 كلمة وحسب). الجملة او الثيمة الأولى من النص (أنظر 3.4) تتألف من ثمان كلمات، وهي تشكل المقدمة، يطلب فيها المنشد او العابد او المصلي الحنان والرحمة والغفران ويخاطب مباشرة المعبود والمسجود له (يسوع المسيح)، دون شفاعة او واسطة، كي يحن عليه وينزل رحمته عليه كما فعل مع زكا العشار الذي تقرأ قصته في الجزء من الإنجيل المخصص للأحد الرابع من القيظ والذي تنشد فيه الترتيلة الملكية هذه. وفي هذا القسم  هناك اقتباسين تعبيريين أخرين من الإنجيل يستشهد بهما المصلي او العابد او المنشد في حواره مع المعبود والمسجود له، يسوع المسيح، لتعزيز موقفه ودعوته له كي يغمره برحمته وغفرانه، ويقدمهما دليلا على أن الرب سيقبل الصلاة والدعاء حسب ما يرد في إنجيله حيث يقول إن كل من يسأل سيجاب له والقارع سيفتح له، ويستند النص على هذه الآية من الانجيل ويطلب فتح باب الرحمة وغفران الخطايا.


3.6 ܝܕܥܢܐ ܓܝܪ ܘܥܗܕܢܐ ܠܣܘܪܚܢܝ. ܘܠܐ ܡܨܝܐ ܡܪܝ ܕܐܬܕܟܐ ܕܠܐ ܪܚܡܝܟ: إنني عارف خطاياي وذاكر لها، ولن يكون بمقدوري أن اتطهر منها دون رحمتك.

3.7 ܐܢܬ ܕܝܢ ܒܛܝܒܘܬܟ ܗܒܠܝ ܕܐܬܡܪܩ. ܡܢ ܨܐܬܐ ܕܚܘܒܐ ܕܟܬܡܘܢܝ. ܦܪܘܩܐ ܡܪܚܡܢܐ ܡܪܟܠ ܫܘܒܚܐ ܠܟ. (فتعال) واغسلني بنعمتك من دنس الذنوب التي تلوثني، يا أيها المخلص الرحيم سيد الكل، لك المجد.


هنا يعود النص الى مناجاة النفس soliloquy مرة أخرى والتأمل العميق والخشوع والاعتراف بالذنب وثقل الخطايا ومن ثم مناجاة ومخاطبة المعبود والمسجود له لأن الخطايا لن تمحى دون توبة حقيقية تتبعها رحمة منه. ودعنا هنا ندخل في تحليل دقائق اللغة. نحن أمام شخصين، المتكلم (المصلي او المؤمن) من جهة وملك الملوك المسجود له من جهة أخرى، دون شفيع او واسطة.   ولهذا يلجأ مقدم الصلاة في هذا الجزء من الترتيلة الملكية لأول مرة الى ضمير المخاطب المنفصل ܐܢܬ "أنت"، بعد ان يأخذ الخشوع منه مأخذه وبعد رحلة في رحاب العهدين القديم والجديد يصبح قريبا من يسوع في جو من التصوف الرباني الذي يذوب فيه العابد مع المعبود. هناك إشارات أخرى الى المعبود ولكن كلها من خلال ضمير المخاطب المتصل او المستتر مثل ܠܘܬܟ، ܪܚܡܝܟ، ܒܛܝܒܘܬܟ، ܡܦܢܐ، ܦܬܚ. في الحقيقة، تشكل الترتيلة الملكية خارطة معجمية ونحوية ودلالية لمناجاة النفس من خلال ضمير المتكلم والحوار مع المعبود من خلال ضمير المخاطب وبأشكالهما المختلفة من ضمير متصل ومنفصل ومستتر.  في النص حوارية عجيبة dialogism  يتناوب فيها العابد في مخاطبة ومناجاة نفسه ومن ثم المعبود، متكئا على تداخل النصوص intertextualization بصيغة مباشرة في الفقرات التي تسبق الترتيلة والتي تنشد فرادا من قبل المنشد الأقدم ومن ثم بصيغة اقتباس وتداخل نصي غير مباشر في متن الترتيلة التي تنشد جماعيا. ويختتم النشيد الملكي بجملة اسمية تشي بوصول العابد او المنشد او المصلي (نخمن كاتب النص او منشده او قارئه لمجهوليتهم) الى مبتغاه، حيث ترد جهرا وصراحة ثلاثة ألقاب (أسماء حسنى)  للمعبود والمسجود له ܦܪܘܩܐ، ܡܪܚܡܢܐ، ܡܪܟܠ، (مخلص – فاروق – رحيم - سيد الكل) – وهذه ألقاب للمسيح تتبعها المجدلة ܫܘܒܚܐ ܠܟ المجد لك، وهي من صيغ المخاطبة الخاصة بالرب (3.7). وعلى ذكر المجدلة ܫܘܒܚܐ او ܫܒܚ (المجد للآب والابن والروح القدس) فإنها تشكل الاستهلال الأخير لتكرار الترتيلة الملكية ܒܣܠܝܩܐ او أي خانة من خانات التراتيل العديدة والمتنوعة التي هي بحق كنز من أثمن الكنوز لدى شعبنا وكنيستنا والتي علينا الحفاظ عليه وتعزيزه وتعميمه وتدريسه وممارسته حيث ما استطعنا الى ذلك سبيلا.

4 خلاصة

هذا كان تحليلا موجزا لركن واوحد من اركان روائع تراث كنيسة المشرق الكلدانية-الأشورية، وكما قلت فإنه لا يمثل الا قطرة في بحرها.

وحاولت شرح المصطلح قدر الإمكان وتقديم تحليل يتضمن المعاني واللغة والأداء والأهمية والترجمة.
وطريقة تقديم النص في حد ذاتها تعد نموذجا للتأوين الذي غايته الحفاظ على الأصيل وتقديمه بحلة تجعله سهل التناول والممارسة والحفظ والفهم.

التأوين هو احياء للتراث وتعزيزه من خلال بعث الحياة فيه وممارسته قدر الإمكان، وإن أتينا بما هو جديد او حديث فيجب ان يجري في ذات العروق ويمتد فيها ويستقي منها ويكون بمستواها او قريب منها لغة وسموا وعلياء وقربا وذوبانا في المسرة والبشارة.

وكما لاحظنا فإن النص محكم ومنظم ومتناسق، وكل جزء او قسم فيه مرتبط بالأخر وينهار النص بمجمله لو رفعنا أي جزء منه او حتى لو غيرنا في تسلسله.

هذا التنسيق والسياق والنسق ميزة ترافق أغلب نصوصنا الكنسية التراثية، التي علينا الحفاظ عليها وإبقائها معنا لأنها العمود الذي عليه تم تشيد هويتنا كشعب وكنيسة.

وفي أدناه نص الترتيلة الملكية وأمل من القراء الكرام، كما رجوتهم في المقدمة، تتبع النص حيث وضعت ثلاثة خطوط: (1) النص بلغته السريانية، (2) الخط الكرشوني، (3) الترجمة الى العربية. وأمل ان يتمكن محبو تراثنا الكنسي، وهم كثر حسب ظني، من متابعة الترتيلة بشعرها الأخاذ ولحنها الجميل من خلال متابعة النص والاستماع الى الأداء المتواضع (الفيديو) الذي من خلاله في الإمكان متابعة الترتيلة باللغة لسريانية الفصيحة ومن ثم بالخط الكرشوني للمساعدة في القراءة واللفظ وأخيرا من خلال الترجمة:

الفيديو بدون موسيقى، فقط مع الصوت الكلمات واللفظ والترجمة:

https://youtu.be/elcmWDxy7xo

الفيديو مع موسيقى:

https://www.youtube.com/watch?v=LD5Mo7oHPIA

نص الترتيلة الملكية ܒܣܠܝܩܐ لرمش يوم السبت على الأحد، وهي جزء من التراث الكنسي المخصص للأسبوع الرابع من ܩܝܛܐالقيظ:

3.1
ܕܒܣܠܝܩܐ. ܒܐܠܗܐ ܒܪܚܡܐ
واساليقى: بألاها برحمى
الترتيلة ملكية: بلحن ܐܠܗܐ ܒܪܚܡܐ

3.2
ܐܠܗܢ ܢܪܚܡܥܠܝܢ: ܐܬܦܢ ܥܠܝ ܘܪܚܡܥܠܝ. ܡܛܠ ܕܠܘܬܟ ܗܘ ܡܨܠܝܢܐ
الاهن نرحمعلين: اثپن علاي ورحمعلي. مطل دلواثاخو مصلينا.
ارحمني يا الله، التفت الي وارحمني، لأنني لك أصلي.

3.3
ܕܨܘܬܐ. ܐܠܗܐ ܚܘܢܝܢܝ ܠܚܛܝܐ. ܐܬܦܢ ܥܠ ܨܠܘܬܗ ܕܥܒܕܟ ܘܥܠ ܒܥܘܬܗ ܡܪܝܐ ܐܠܗܝ.
دصورتا. ألاها حونين لحطايا. اثپن عال صلوثه دعوداخ وعال باعوثه مريا الاه.
ارحمني انا الخاطئ يا الله، والتفت الى صلاة عبدك ودعواته، ربي وإلهي.

3.4
ܚܘܢܝܢܝ ܡܪܝ ܐܝܟ ܕܠܡܟܣܐ. ܓܐܥܢܐ ܠܘܬܟ ܡܪܝܐ ܐܬܪܚܡܥܠܝ:
حونين مار أخ دلمخسا. كاعينا لواثخ اثرحمعلي:
حن علي يا سيدي كما حنت على العشار، وهـأنذا أرفع صوتي إليك فارحمني.

3.5
ܡܦܢܐ ܫܐܠܬܐ ܠܕܫܐܠܝܢ ܠܗ. ܘܦܬܚ ܬܪܥܗ ܠܕܢܩܫܝܢ ܒܗ. ܦܬܚܠܝ ܡܪܝ ܬܪܥܗ ܕܚܢܢܟ. ܘܗܒܠܝ ܚܘܣܝܐ ܠܣܟܠܘܬܝ. ܕܥܘܗܕܢܗܝܢ ܡܣܪܕܠܝ:
مپنى شئلاثا لذشألينله. وپاثح ترعه لذنقشين به. پثحلي مار ترعه دحنانخ. وهولي حوسايا لساخلواث دعوهدنهين مسرذلي:
يا ملبي دعوات الذين يسألونه، والفاتح بابه لطارقيه، افتح لي باب حنانك، وامنحني غفران خطاياي لأن ذكراها يفزعني.

3.6
ܝܕܥܢܐ ܓܝܪ ܘܥܗܕܢܐ ܠܣܘܪܚܢܝ. ܘܠܐ ܡܨܝܐ ܡܪܝ ܕܐܬܕܟܐ ܕܠܐ ܪܚܡܝܟ:
ياذعنا كير وعاهدنا لسورحاني. ولا مصيا مار داتدكى دلا رحميك:
إنني عارف خطاياي وذاكر لها، ولن يكون بمقدوري أن اتطهر منها دون رحمتك.

3.7
ܐܢܬ ܕܝܢ ܒܛܝܒܘܬܟ ܗܒܠܝ ܕܐܬܡܪܩ. ܡܢ ܨܐܬܐ ܕܚܘܒܐ ܕܟܬܡܘܢܝ. ܦܪܘܩܐ ܡܪܚܡܢܐ ܡܪܟܠ ܫܘܒܚܐ ܠܟ
ات دين بطيبوثاخ هوالي ديثمرق. من صأثا دحوبين دكتمون. پاروقا مرحمانا ماركل شوحا لاخ.
(فتعال) واغسلني بنعمتك من دنس الذنوب التي تلوثني، يا أيها المخلص الرحيم سيد الكل، لك المجد.

-------------------------
رابط (1)
ظهر او مقال لي يتناول دراسة وتحليل نشيد من روائع تراث كنيسة المشرق الكلدانية-الأشورية في هذا الموقع وعلى الرابط التالي:
https://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,946125.0.html

364
المعيب اكثر هو الا يكون من وكل اليه امر الحفاظ على هذا الموروث امينا على ما اوكل اليه

مقال مهم ورسالة مؤثرة جدا، بيد أن الاقتباس اعلاه أصدق ما جاء فيها. نعم أن المعني غير أمين على تراث ولغة وإرث وطقس وميراث وريازة وتقليد وفنون كنيسته وشعبه، وهناك عشرات وعشرات الأدلة والبراهين، ليس اليوم بل منذ مستهل الثمانينات وتهميش وهدم وتعريب اللغة والتراث الكنسي على قدم وساق على يديه.

للكلدان حسب معرفتي أربعة عمالقة في علوم اللغة وأي منهم سيستهجن الأقوال التي وردت على لسانه حول اللغة واللهجة الكلدانية المحكية الساحرة لأن هذه الأقوال غير منطقية ولا يجوز أن تصدر من أي مثقف مهما كان، وكذلك ممارساته في هذا الشأن تقع في هذه الخانة.

شكرا للموضوع.

365
الدكتور عزيز عمانوئيل الزيباري المحترم

تحية طيبة،

شكرا للتعقيب. فقط بودي القاء الضوء على نقطتين تثيرهما في تعقيبك.

الأولى تخص الموقف من الهوية المتمثلة باللغة والتراث الكنسي بفنونه وريازته وتقاليده وأدابه وطقوسه. ركزت على هذه النقطة في مقالك المؤثر والجميل لأن في رأي كانت مهمة للغاية، بل أراها بيت القصيد. وأكرر هنا لا يجوز الانجرار وراء صاحب الدعوة وحتى تصديقه او حتى التوقع منه أن يفعل شيئا ما للمصلحة العامة لشعبه. والسبب واضح. هل سيصدق الكردي او العربي او التركي او الفارسي او الفرنسي او السويدي او الألماني او الروسي او أي امرىء من أي هوية في العالم شخصية بين ظهرانيه إن كانت تستهجن تراثه وتسيء الى طقوسه ولغته وتهينها وتزورها وتستبدلها بالدخيل والأجنبي وتغيرها وتشوهها أو تلغيها وغيره من الأمور غير الحميدة بحق تراث شعبها؟ هكذا شخصية يتم استبعادها. الذي لا يكترث لتراث ولغة وإرث وهوية شعبة، لا يجوز الوثوق به.  ومن ثم، المؤسسة التي يديرها والمنتمين إليها أي شعبه تعصف بهم الرياح، وشتتهم وشرذمتهم سياساته ومواقفه وممارساته  غير الحميدة من التراث واللغة. أليس من الأولى به ان يشكل خلية ازمة ويوجه الدعوة للم شمل كنيسته وشعبه أولا ويعيد احياء لغتهم وتراثهم وإرثهم وهويتهم بدلا من هدمها كي يصدقه الأخرون أنه يكترث لمصيرهم؟

الثانية تخص موقف الشعب الإسرائيلي من اللغة الوطنية، أي العبرية. اللغة العبرية تعد الركن الأساسي لهوية إسرائيل كشعب، وهي اللغة الأولى ولغة المدارس والمعاهد والجامعات والكل يتحدثها ويتعلمها وهناك أبحاث أكاديمية رصينة في هذا الصدد، وأنظر أي دائرة معارف او المجموعات المعرفية الرقيمة الأكاديمية وستلحظ عشرات الأبحاث العلمية التي تؤكد على الدور الكبير الذي لعبته اللغة العبرية في تشكيل الهوية القومية والدينية لإسرائيل وكيف كانت ولا يزال دافعا وعاملا قويا لنمو الوعي القومي الجمعي لديهم.

تحياتي


366
الدكتور عزيز عمانوئيل المحترم

تحية طيبة،

اقتباس:
"لنصلي إلى أمنا العذراء باكين كما بتنا نبكي في طقسنا الكنسي المشرقي لمئات السنين ونحن نرفع آلامنا البشرية ونمزجها بآلام المسيح مرتلين في مقامات فيها شجن وحزن ورجاء وفرح ليأتي أبونا البطريرك ساكو ويسكتها وربما إلى الأبد! أليست هذه  ضربة موجعة لتراثنا وثقافتنا وطريقتنا في الصلاة والتعبير عن إيماننا كما يرقص المسيحيون الأفارقة في كنائسهم؟"

أظن هذا الموقف لوحده يجعل كل من له عينان في رأسه ان لا يأخذ الصرخة وصاحبها محمل الجد. لا يجوز لأي عاقل ان يركض ورا من يقول إنه قائد لشعبه وفي نفس الوقت يهمش تراث ولغة وثقافة شعبه. هذا لن يقبل به أي شعب حي له ذرة من الغيرة على هويته وخصوصيته، فكيف لشعب عريق مثل شعبنا ينخدع بما يطلقه من صرخات لا أظن أنه يعنيها. إن كان حريصا على لم الشمل فالأولى به ان يلم شمل شعبه وكنيسته التي تعصف فيها الريح بعد أن هزت أسسها مواقفه وممارساته المعادية للتراث والثقافة واللغة وأخرها هجومه غير المبرر على "السورث" ومن على المذبح المقدس الذي جعل منه ومن منصبه في وضع لا يحسد عليه في وسائل التواصل ما استوجب رد منه والرد كما هو شأن اغلب ردوده زاد من طينه بلة.

شكرا للموضوع ومن ثم للأسلوب الراقي في الكتابة والتمكن من ناصية اللغة، وهذا ما أذهلني حقا.

تحياتي

367
الأخ سيزار هوزايا

تحية طيبة

شكرا على المقترح الثاني الذي يتضمن وعلى الخصوص في شقه الأول مسائل ترتبط بمصير لغتنا والتي هي بحق ركن مركزي من أركان هويتنا كشعب ومؤسسات.

نعم نحن بحاجة الى معجم رقمي digitized or online lexicon. ما لدينا حاليا لا يلبي أدنى مستوى من الشروط وهو ليس بمستوى الإرث والتراث والثقافة التي تحملها لغتنا الجميلة،         

وأخشى ان صراعنا حول التسمية ان يبعثر الجهود ونخفق في هذا المسعى أيضا.

الحاجة ماسة الى قاموس رقمي، أساسه اللغة الفصيحة، ويكون الشرح أولا بلغتنا السريانية وبعدها بلغات أخرى.

وعلم المعاجم يتبع علم اللغة، لا سيما الفرع التطبيقي منه. وهكذا ترى أن أغلب المعاجم بالإنكليزية ومؤخرا بالعربية (معجم المعاني الرقمي مثلا) تتبع نهج الدراسات الوظيفية التطبيقية، حيث ينصب الاهتمام بسياق المفردة، أي بوضع كل معنى من معانيها في جملة مفيدة مستقاة من التراث الأدبي للغة التي يتناولها المعجم.

والمعجم الرقمي الذي يعتمد النهج الوظيفي للغة سيكون له أثر بالغ في الحفاظ على لغتنا، لأن العناية لن تكون بالمفردة وشرحنا لها بل على وظيفتها ضمن السياق والسياق يكون اقتباس من الأدب والتراث.

اما الشق الثاني الذي تتناوله، والذي تضعه ضمن الإشكاليات، أرى أن المسألة لن تخلق أية مشاكل حال أن وظفنا المفردات هذه ضمن السياق، أي عندما تؤدي وظيفتها ضمن جمل مفيدة.

وقبل أن أعطي بعض الأمثلة، اذكر القراء الكرام ان التشكيل (الحركات) لم يدخل لغتنا إلا في مراحل متأخرة، وعندما أقول متأخرة فإنني أعني قبل حوالي 1500 سنة.

والتشكيل (الحركات) يعد مفخرة لنا كشعب عرف طوال تاريخه من خلال لغته الساحرة. العربية اخذت التشكيل منا، وهذه حقيقة تاريخية.

بيد ان التشكيل مفيد فقط في مراحل التعليم الابتدائية وحسب، وقد تنتفي الحاجة إليه لو أضفنا الصوت الى النصوص.

أنظر مثلا فإنني لم استخدم التشكيل (الحركات) في التعقيب هذا، ولم تستخدمه حضرتك في المقال، والعربية تكتبت اليوم بدون تشكيل.

وهذا كان شأن السريانية، عدا ثلاث حركات تنقيط في أغلب الخطوط وليس الخط الاسطرنكيلي وحسب، وحتى هذه لا حاجة لها للذي يملك ناصية لغتنا السريانية.

خذ هذه الأمثلة:

ܪܲܒ ܓܘܼܫܹ̈ܐ ܕܚܲܝܠܵܐ (مع التشكيل)
ܪܒ ܓܘܫܐ ܕܚܝܠܐ (بدون تشكيل)
في المثال الثاني السياق يقول إن الإشارة هي الى ܕܚܲܝܠܵܐ وليس ܒܲܚܝܠܐ
ولن يختلف الأمر إن كان حرف الوصل السابق ܒ:
ܒܚܝܠܐ ܕܐܠܗܐ هنا الإشارة هي الى ܚܲܝܠܵܐ
ܒܚܝܠܐ ܠܐ ܪܚܡ هنا الإشارة هي الى ܒܲܚܝܠܐ


أظن في الإمكان تقديم أمثلة عديدة كي أظهر أننا قد لا نكون في حاجة الى تغيير التهجئة والإملاء، بل نحن في حاجة ماسة الى تعلم لغتنا وامتلاك ناصيتها، وحال تحقق ذلك ستضمحل أغلب الإشكالات التي نعاني منها.

هذا، إضافة إلا ان اللغة كوظيفة معناه ان المفردة نعرف معناها ضمن سياق الجملة، فإن الجملة وما تحويه من أقسام الكلام (اسم وحرف وفعل وظرف وضمير وغيره) له علاقة وثيقة بما يسبقها وما يليها cataphoric anaphoric وهذه مفاهيم حديثة ضمن تحليل الخطاب نلجأ إليها لتفكيك النصوص وتساعدنا في تمييز المعاني المختلفة للمفردات والعبارات ضمن الجملة الواحدة وعلاقتها بما قبلها وما بعدهاوما يقع خارج نطاق النص حيث لزمكانية النص وقائله والموضوع والثقافة وغيرها من الأمور التي يضمرها النص (المفردة مثلا) تأثير بالغ في تحديد المعنى.

تحياتي

368
الأخ سيزار هوزايا

تحية طيبة

موضوع ممتع وشائق. يستحق القراءة حقا.

له جانبان مؤثران. الأول، مكتوب بأسلوب صحافي أخاذ، من حيث الاستهلال بفكرة رئيسية وتواترها تباعا. والأفكار تسترسلها في جمل تشكل فقرات تحمل كل فقرة فكرة فرعية واحدة. ومن ثم، تتبع العنوان الرئيسي عناوين فرعية تسهل تتبع الفكرة الرئيسية.

بيد أن الإبداع الحقيقي تتضمنه ثنايا المتن، الذي يدور حول لغتنا السريانية الجميلة، السماوية، المقدسة. وهنا يرتكز موضوع المقال، وهو يمثل الجانب الثاني.

ولا علم لي إن كان لديك إطلاع على علم اللغة التطبيقي applied linguistics وعلى الدراسات اللغوية النحوية الحديثة التي نطلق عليها  ألسنية وظيفية أو النحو الوظيفي systemic or functional grammar.

وفي الحقيقة، المعارف هذه لم تدخل حتى اللغة العربية إلا من باب ضيق، حيث أغلب الدراسات في النحو في العربية تركيبة المنهج، أي لا تستند الى الوظيفية.

ما هي الوظيفية، ياترى؟

الوظيفية تعني أن اللغة إضافة الى دورها في تشكيل هوية وثقافة أي أمة، تلعب دورا وظيفيا على مستوى كل اقسام الكلام من المفردة حتى الجملة المفيدة.

والوظيفية تعني أن المفردة كدالة ومدلول لا نستطيع تحديد معناها ووظيفتها إلا ضمن سياقها، أي عندما تصبح جزءا من نص او سياق لغوي لما قبلها ولما بعدها.           .

وإن طبقنا مبادئ النحو الوظيفي، قد تكون مسألة علامة الجمع التي تتحدث عنها عديمة الوظيفة، لأن الجمع في اللغة السريانية له من العلامات ما يجعل السيامي في أغلب الحالات إن لم يكن كلها – ربما عدا استثناءات قليلة – علامة إسراف redundaancy وليس وظيفة. لنأخذ بعض الأمثلة:

ܡܲܠܟܵܐ     ܡܲܠܟ̈ܐܹ

نلاحظ في المثال الثاني ܡܲܠܟ̈ܐܹ ان هناك علامتين للدلالة على الجمع: الأولى "سيامي" الثانية " زلاما بشيقا.

والإسراف اللغوي يظهر جليا إن وضعنا المثال الثاني " ܡܲܠܟ̈ܐܹ" ضمن السياق، أي في جملة ذات وظيفة. لن أدخل في التفاصيل، ولكن المتضلعين بلغتنا المقدسة على دراية ان الأفعال والضمائر والنعوت سيتغير تركيبها من حيث الصرف لتميز المفرد " ܡܲܠܟܵܐ" عن " ܡܲܠܟ̈ܐܹ":

ܢܠܒܲܫ  ܡܲܠܟܵܐ ܥܲܫܝܼܢܵܐ
ܢܠܒܫܘܢ  ܡܲܠܟ̈ܐܹ ܥܫܝܢ̈ܐܹ
ܙܡܲܪ ܠܡܲܠܟܵܐ
ܙܡܲܪܘ ܠܡܲܠܟ̈ܐܹ


في المثال الثاني والرابع، كل قسم من أقسام الكلام في الجملة له دلالة من دلالة الجمع، بمعنى أن هناك إسراف لغوي، أي هل حقا نحن في حاجة وظيفيا الى كل هذه العلامات وفي جملة من ثلاث كلمات (الجملة الثانية)، وفي جملة من كلمتين (الجملة الرابعة).

هذا السؤال ليس يسيرا وحله من العسر في مكان. اللغة هي ذاكرة الأمم وتحمل الكثير من هويتها في أدق وأضغر تفاصيلها نحويا وصرفيا، وتشكل هويتها وثقافتها، وثقافة وهوية الأمم تعكسها اللغة.

وهذا معناه،أن الإسراف اللغوي له مدلولات تاريخية، ثقافية، فنية تشكلنا وتتشكل اللغة من تاريخ الأركان التي تشكلنا كأمة.

وهذا شأن كل اللغات. أنظر الإسراف اللغوي في العربية عند الجمع في المثالين الثالث والرابع في أدناه:

الطفل يلعب
الأطفال يلعبون
الملك قوي
الملوك أقوياء


وفي الإنكليزية كذلك عند المفرد في المثالين الثالث والرابع في أدناه:

They play
He plays
Boys play
A boy plays


الأمثلة جلية هنا أيضا للمتضلعين بالعربية والإنكليزية حيث الإسراف اللفظي ظاهر للعيان.

هل يقبل العرب والإنكليز التلاعب بلغتهم لأن هناك أكثر من إشارة الى ذات الوظيفة في اللغة؟

على أية حال، ما أثرته موضوع مهم يناقش حاليا على مستوى علم اللغة والنحو التطبيقي في أروقة الجامعات وفي المناهج والكتب الأكاديمية التي تعني بشؤون اللغة.

نحن في حاجة الى دراسات مثل هذه، ولكن قبل هذا وذاك علينا الوقوف والتأمل مليا أننا على شفا خسارتنا للغتا، أي هويتنا كأمة وشعب.

وأنهي تعقيبي المطول هذا، بالعودة الى بدايته حيث قلت إن لغتنا جميلة؛ لأن السريانية لغة موسيقية، فعدا حروف العلة لنا الحركات الكثيرة ومنها حركة الجمع؛ وهي لغة سماويةـ لأن بشهادة علماء اللغات السامية أغلب التسميات التي تطلق على ما له علاقة بالسماء من الملائكة مثلا سرياني المنشأ؛ وهي لغة مقدسة لأنها احتوت مثل الوعاء تاريخ وإرث مسيحيتنا المشرقية ولأن اغلب التراث السرياني الذي لدينا تراث مسيحي مشرقي عمقه البشارة والمسرة.

تحياتي

369
وهذا تقديم وتعريف مطول بعض الشيء حول الكتاب في صحيفتين عربيتين أخريين. التقديم او التعريف بأي منشور لا يتناول المتن تحليلا ونقدا، بيد أنه مهم لرواج المنشور:

https://diffah.alaraby.co.uk/diffah/books/2020/5/28/%D9%86%D9%82%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A

https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2020/05/10/521861.html


تحياتي

370

هذا عرض مفصل للكتاب في الزمان، الجريدة رقم واحد في العراق. أرفقه للإطلاع:

https://www.azzaman.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A8%D8%B1%D8%AE%D9%88-%D9%86%D9%82%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9/

ونظرا للإهتمام الذي أحدثه التعريف المقتضب في المنتدى بالكتاب، سأوافيكم تباعا إن ظهرت عروض أخرى له في الصحافة العربية.

ما كتبه الأخ بولص آدم ليس عرضا بل تعريفا. العرض يتناول الكتاب بإسهاب والتحليل المعمق.

تحياتي

371

الزميل الأكاديمي صباح قيا المحترم

تحية طيبة

في البدء، الحق معك وأمل ان تتقبل اعتذاري لأنني لم اهنئك على إصدار مجموعتك الشعرية. راجعت مقال الأستاذة شذى مرقس وقرأت الرباعيات (الأبيات) هناك وأسرتني حقا.

وكنت قد قرأت لك أيضا رباعيات في تعقيب على مقال لي، وكانت من أجمل ما يكون.

بيد أن، وفي رأي المتواضع، أسمى ما قرأت لك، ضمن القليل الذي أنا متطلع عليه، كانت رباعية فيها تعبر عن عمق إنساني تتأمل وتتمنى فيه وحدة الوجود الذي فيها تتسامى إنسانيتنا على ميولنا.

والرباعية هذه أقرب لأبيات أسرت وتأسر الألباب وهي مترجمة الى عشرات اللغات لشاعر عربي متصوف أندلسي هو ابن عربي. هو سبقك بقرون ولكن حدسي يقول إنك لم تتطلع على شعره بل انطلقت من أركان المسيحية الأربعة التي غالبا ما تكررها في مقالاتك: المحبة، التسامح، العطاء، الغفران.

وأتفق معك اننا (وكاتب السطور في المقدمة) بعيدون كثيرا عن الأركان الأربعة، وأحيانا نركنها جانبا ونلتجئ الى قاعدة العين بالعين والسن بالسن التي يمقتها الإنجيل وليست من الفضائل المسيحية، لا بل نبزها كما تقول وقد تصبح عينين او أكثر مقابل عين واحدة ...

وشكرا من الأعماق لتهانيك على صدور الكتاب.

تحيات
ي

372
أقدم الشكر لكل المعقبين بإختلاف أرائهم.

وقبل أن احاول التفاعل مع بعض التساؤلات التي وردت فيها، أقول أحيانا كثيرة يحصل المرء على مبتغاه من خلال النقد او المسعى لإلغاء او تهميش الأخر.

وهذا ما حصل في هذا التعريف المختصر الذي قدمه الأخ بولص آدم لكتابي الجديد.

وكما نلاحظ، ساهم الأخوة المعقبين، بغض الطرف عن متن تعقيباتهم، في الترويج للكتاب والتعريف به بدليل سعة المشاهدات والتعقيبات وما وصلني من طلبات حول أمثل طريقة للحصول على نسخ منه.

وسأحاول التفاعل مع بعض الردود التي فيها تساؤل او تحتاج إلقاء مزيد من الضوء حسب ما تسنح الفرصة لا سيما ونحن في نهاية فصل الربيع في الجامعات السويدية حيث العمل الكثيف لإنهاء الدرجات والامتحانات قبل بدء العطلة الصيفية.

والأمور أكثر تعقيدا من السابق بسبب الجائحة حيث التدريس والإشراف والعمل برمته حاليا نقوم به عن بعد، بعد أن أوقفت السويد التدريس في الصفوف في جامعاتها.

تحياتي

373

 من اعمل لديهم كونهم يأتمنوني على بضاعة على الأقل بمليون دولار (شلون راح اضربهم بوري)، وبدربك اعرج على المحلات الشرقية في وندزور كوني اتعامل معهم دون حساب


إذا يبدو أن المسألة وكل ما فيها هي الخشية على مصير بضاعة وتجارة "على الأقل بمليون دولار" من مقاطعة المسلمين لشرائها وليس الدفاع  عن البطريرك والرابطة والكلدان والكنيسة وغيره.

وإذا، صاحب التعليق - أنا نقلت المعلومة فحسب وعليك ان تتعامل مع قائلها - له ما يبرر اتهامه لك بدليل ما أتى في أعلاه.

وإذا أيضا، فإن كل بكائك وهجومك ونشرك لهذا الغسيل الوسخ الذي يزكم الأنوف "ليس حبا في حسين بل حبا في أطباق الثريد".

374
الزميل الدكتور صباح قيا المحترم

سلام المحبة

لم أنس تعقيبك المهم وتهانيك وتبريكاتك وكنت سأعقب عليها حال ان تسنح الفرصة وبإسهاب لأهميته، وهذا ما سأفعله.

بيد لنركز على تعقيبك الثاني في أدناه حول الأخ زيد ميشو. صار للأخ زيد مدة طويلة جدا وهو يهاجمني بشخصنة ومباشرة في كل مقال وتعقيب تقريبا وأنا أبتسم لا والله أضحك بقوة أحيانا.

ولكن في تعقيبه الأخير لم يهاجمني او يشتمني حتى، لانني لا أكترث للهجوم الشخصي ابدا وأراه علامة قوة وتأثير من جانبي، ولكن هجومه غير المبرر طال هذه المرة كل من يساندني او يجاريني او يجاملني وحشره بألقاب غير حميدة.

حضرتك دكتور تتفق معي وجاملتني هنا وباركت كتابي الجديد ومعك إخوة أخرون وتقول إنك تعرفه معرفة شخصية وصديق له، فكيف يقبل أن يضع الكل في هذه الخانة؟

شخصيا احترم الكل ومن النادر ان أبادل الإساءة لأن كما تقول مبادلة الإساءة ليست من المسيحية في شيء وهذا صحيح لأن كما تكرر المسيحية أركانها المحبة والتسامح والعطاء والغفران، وأنا اؤمن بذلك أيضا.

وسأعرج على تعقيبك المهم الأخر بعون الله قريبا.

تحياتي



ألزميل ليون برخو
سلام المحبة
ربما لم تطًلع على تعليقي. لكن ليس هذا المهم بل ما ارغب تأكيده أن ما ذكرته أنت عن الأخ زيد ميشو نقلاً عن الراوي وعهدته لا يمكن تصديقه بأي حال من الاحوال. ألأخ زيد معروف بأمانته, وأنا على ثقة بأنه حتى أشد غرمائه يتفق معي عن أمانته. أعرفه ما يقارب عقداً من الزمان, ولنا مع البعض اعتزاز متبادل رغم أننا نتفق فقط ب 25% من الآراء وربما أقل.
 بصراحة, حينما قرأت هذه النقطة قلت بصوت مسموع مع نفسي: لا يا دكتور ليون. كما تعلم "أبو العادة لا يغيّر عادته", فلو كانت يد الاخ زيد طويلة لمارسها هنا ايضاً, لكنه أبعد الناس لأن يمد يده على أموال غيره.
ألقرار متروك لك ولكني عبرت عن الحقيقة كما أعرفها ويعرفها كل من يعرفه في وندزر الكندية.
تحياتي


375

بهذه المناسبة أطلب من الدكتور ليون برخو أن يتكرم باهدائي نسخة من كتابه الجديد هذا لأطلع عليه تجاوزاً لبعض الاختلافات في الرأي بيننا حول مواضيع محددة ( والاختلاف في الرأي لا يفسد لود قضية).قد أبدو بخيلاً عند عدم شراء الكتاب وطلبي للحصول عليه مجاناً وقد  يكون السبب في ذلك فقداني للكثير من مجاميع الكتب نتيجة انتقالي من مدينة الى أخرى ومن بلد الى آخر طيلة حياتي.



على الرحب والسعة أخي العزيز عبد الأحد. استلمت عشرين نسخة حصة المؤلف وبقي لدي نسختان لكثرة الطلب، سأبقي واحدة لي والأخرى لك. أرسل لي عنوانك. سأحاول شراء بعض النسخ لأن حسب العقد لدي تخفيض كبير عن السعر الرسمي ولاذي يبلغ حوالي  30 دولارا مع أجور البريد.

تحياتي

376
عودة ميمونة للمنتدى سيدي متي أسو وأمل انك بخير وأن يجنبك الله شر الأيام العصيبة والمريرة التي يمر بها العالم اليوم.

وجميل ان يكون أي شيء يخص ليون برخو يستأثر بكم هائل من الأهتمام، الى درجة تتم الاشارة إليه بطريقة مباشر وغير مباشرة في كل شاردة واواردة من قبل البعض في هذا المنتدى.

كل المشرق ضحيتي أنا حتى الحصار الخانق على المسيحيين في فنزويلا الذي يدمر الحرث والنسل من قبل أشقاء لهم من مسيحيين في شمال أمريكا أنا سببه.

وداعش والقاعدة أنا خلقتها واضطهاد المسيحيين في مصر والعراق وسوريا من قبل المتطرفين الذين يدعمهم الغرب أيضا انا سببه.

وحضرتك أيضا ضحية بسببي.

لا اريد تصفيق من أحد. صفقوا بينكم لبعضكم.

وكنت أمل ان تكون لك طلة فيها تجديد بعض الشيء ولكن في كل فقرة هناك همس ولمز.

هل ليون برخو بهذه القوة؟ نعم لأنك سميته "ظاهرة" في رأيك سلبية، ولكن النظرة الى أي ظاهرة ذات اوجه.

ولحضرتك أكرر ما كتبته سابقا في مقال عنوانه:

حملة التشهير على "ظاهرة ليون برخو" ترتد عليك وتزيد "الظاهرة" تألقا وتأثيرا واستقطابا؛ ومن أقامك يا متي اسو حكما او ديانا على مسيحية الأخرين؟

https://ankawa.com/forum/index.php/topic,959302.0/nowap.html

وليس لدي المزيد ولم أريد أن أعيد ولكن حضرتك أجبرتني لأبين موقفي وهذا حق كما لك الحق في أن تقول ما تريد.

تحياتي



377
نعم أخي بولص آدم، إنها حقا لعنة عوليس وليست غيرها.

واللعنة تحل والكل شعبا ومؤسسات على كف عفريت وعلى شفا الزوال.

لست أنت الذي تغادر. غادر أخرون وسيلحقك أخرون.

نبي القرية منبوذ، ومطربة الحي لا تطرب.

تحياتي

378
أظن مفردة "الفاسد" تنطبق عليك قبل غيرك، لأن كل المشكلة التي أثرتها في كندا وصار بسببها بني جلدتك الكلدان ومعها الرابطة التي أسسها البطريرك اضحوكة امام الدنيا، كانت، حسب ما ورد في تعليق على مقال "نَعَم إن الكلدان في خطر حقيقي ومُهلك ...ليون برخو أرفعُ لك القُبعه" بسبب قرار المسلمين مقاطعة المحال التجارية التي يديرها الكلدان. وخشية على مصالحك التجارية او مصالح اصحابك نشرت كل هذا الغسيل الوسخ وأخذت تهادن المسلمين  وأهل البيت(وشخصيا لا أضمر كرها او حقدا لأحد لأن أرى الكل سواسية) على حساب بني جلدتك، هذا حسب ما نقله أحد الأخوة في تعقيبه.

والفساد يتبع الذي ترافقه صفة صاحب البذاءات والشتائم أو زعيمها في هذا المنتدى والتي لم ينزل الله بها من سلطان، وخففت عنها بعض الشيء ليس خشية من الله او لتدينك الظاهري بل خشية من مقص الرقيب في المنتدى.

والفاسد، والعهدة على الراوي، هو الذي كان يسرق، أيضا حسب ما يرد في هذا المنتدى، المعونات المخصصة للاجئين العراقيين من الكلدان في لبنان. ستنفي كل هذا، ولكن النفي شيء والواقع شيء أخر.


379
الأخ سامي عطا الله المحترم

تحية طيبة

الأكاديمية تعترض على الأشياء غير العلمية، وتحمي نفسها من الأشياء غير العلمية من خلال ما نطلق عليه الحرم الأكاديمي او الجامعي المتمثل بشبكة التواصل العلمي من مجلات علمية ونشر علمي أكاديمي محكم.

والأكاديمية هي ممارسة وتطبيق ومنفعة، ضمن إطار ما نطلق عليه نظرية الممارسة. والأكثر أهمية، الأكاديمية لا تحبذ الغلو، ولهذا تأخذ بالقياس وما هو شائع ومقبول بصورة عامة شريطة الا يضر ولا يؤدي الى ضرر اجتماعي، أي من حيث الممارسة له فوائده ومنافعه:

https://press.uchicago.edu/ucp/books/book/distributed/T/bo26236709.html

خذ مثلا مصطلح "المقام العراقي". هذا فن من فنون الشعر والغناء والموسيقى. لغته عربية، ولكن نطلق عليه "المقام العراقي"، و"الفن العراقي" و"التراث العراقي" و"الغناء الموصلي" و"تراث الأهوار" وقس على ذلك "الغناء العراقي" واللهجة العراقية او المصرية، او الغناء اللبناني ...

المهم الا يضيع المقام العراقي والمهم الا يضيع "الطقس الكلداني" و"الفن الكلداني" و"التراث الكلداني" و"اللهجة الكلدانية" و"الغناء الكلداني" و"الموسيقى الكلدانية" ... الخ.

هذه مصطلحات متداولة ومقبولة حتى على المستوى الأكاديمي لأن إن كنا نتحدث عن الفن المصري والغناء المصري لماذا لا نتحدث عن الفن الكلداني او الأشوري او السرياني.

المهم الممارسة التي بدونها تفقد المصطلحات كل معانيها.

ما الفائدة من التشبث بمصطلح ونحن على أرض الواقع ننتهك قيمته ومعناه؟

ولهذا أرى ان أن محاربة المصطلح نوع من الغلو بينما الممارسة يجب ان تأتي في المقدمة.

ومن هنا، ارفع القبعة للأخوة الأشوريين الذين أحيوا لهجتهم القريبة لا بل ربما الأقرب الى لغتنا السريانية الفصحى من أي لهجة أخرى، وكتبوا فيها الشعر والنثر والقصص والروايات وترجموا إليها بعض النوادر من الأدب العالمي والمناهج التدريسية من الابتدائية حتى الثانوية، وإن سموها اللهجة الأشورية للغة الأم السريانية فلا ضير.

المهم فتح مدرسة او جامعة تدرس لغتنا بأي لهجة كانت لأن لهاجات لغتنا السريانية ربما هي الأقرب من اللغة الفصيحة مقارنة بأي لغة أخرى في العالم.

إذا هناك تراث كلداني وهناك طقس كلداني وهناك أناشيد كلدانية وفنون كلدانية ومقام كلداني وغناء كلداني وتراث كلداني، وهذه حقيقة وانا أعيشها ككلداني وأعرفها ومتضلع فيها كما هناك تراث حلبي وقدود حلبية – وقس على ذلك لدى كل المناطق والفئات التي تنطق بالعربية.

وهكذا الأمر مع الأشقاء الأشوريين والأشقاء السريان.

كل هذا لا يقلل ابدا من شأن أن لغتنا الأم هي السريانية.

وكل هذا يجب ان ترافقه الممارسة. 

والذي يمارس هو الذي يحق له "المصطلح" الذي يفضله، والذي لا يمارس كالذي يصرخ في البرية.

والذي يمارسها حقا هم الأشقاء الأشوريين أولا ضمن مؤسستهم الكنسية التي هي بمثابة شعلة للحفاظ وتدريس وتعليم التراث الكنسي بلغته وكمؤسسات مدنية أيضا، ويا ليتنتا كلنا نقتدي بهم ونحاول إحياء لغتنا ولهجاتنا وتراثنا ونكف عن الصراع الذي لا طائل منه حول الأحقية والمصطلح.

وتبقى الأكاديمية ضمن حرمها الذي وصفته ولن تتزعزع. فلو كتبت مثلا عن الوضع القائم لدى الأشقاء الأشوريين في بحث أكاديمي لقلت إنهم احيوا اللهجة الأرامية (السريانية) الحديثة الدارجة في صفوفهم وألفوا فيها الكتب وأسسوا المدارس والجامعات لتدريسها ويطلقون عليها "الأشورية الحديثة" وهو مصطلح غير دارج في الأروقة الأكاديمية.
[/color]

380

الزميل الدكتور صباح قيا المحترم

تحية طيبة،

والله ابتسمت كثيرا وأنا أقرأ عن الكلدان في كندا. الكلدان دائما يدخلون البهجة الى القلب وأنت طبيب القلب، واستشاري (أي أستاذ في واحد من أندر الاختصاصات).

لن ادخل في المعمعة وسأبقى على مستوى الردود على مقالك، التي، من وجهة نظري، قد يفتقر بعضها الى الإنصاف والموضوعية.

ودعني اخذ الموقف من الأخ والصديق العزيز كوركيس اوراها منصور (أقول ذلك لأنه حقا صديق لي واعتز بصداقته). هذا الموقف يوضح لماذا ابتسم كثيرا وانا أجول في هذا المنتدى الشعبي الذي يعكس خطابه ما نحن عليه ويشكلنا كما نحن نشكله.

كان هناك موقف مساند للأخ كوركيس، وأنا شخصيا أتفق مع الأخوة الذين ساندوه لأنك ربما تعجلت في الجواب او كنت قاسيا بعض الشيء.

وعندما لم يرد عليك الأخ كوركيس رغم قساوتك، قلت في نفسي نعم الصديق، وهذه هي الروح المسيحية، ان نسكت أحيانا ونتقبل القسوة وحتى الإهانة او التجريح لأن معلمنا يسوع المسيح يأمرنا بذلك.

ولكن في الحقيقة صدمت برده ذي الرقم (30) لأن ليس فيه قاعدة العين بالعين والسن بالسن بلا عينان وأكثر مقابل عين واحدة وسنان وأكثر مقابل سن واحدة.

وبهذا يكون الأخ والصديق كوركيس في موقفه معك أكثر قسوة منك.

السؤال: هل سيطلب الأخوة الذين لاموك على موقفك القاسي من الأخ كوركيس وحثوك على الاعتذار له، هل سيطلبون ذات الشيء من الأخ كوركيس؟

مجرد سؤال.

ومن ثم، نعم أتفق معك قلبا وقالبا أن مقولتك: "لا تعول كثيراً على الكلدان, سيخذلونك من أول فرصة،" هي مقولة الدهر لهذا الزمن الرديء والمحبط والمحزن الذي يمر فيه الكلدان.

وليكن الله في عون الكلدان من تخبط الكلدان.

تحياتي


381
الأخ بولص آدم المحترم

تحية طيبة،

وبعد أن أشبعنا هذا المقال نقاشا وحوارا، لا يسعني الا تقديم الشكر الجزيل أولا للبطريرك ساكو الذي عقب على مقترحك الخاص بالحوار وأن الحوار هو الطريق السليم لخلخلة وحل الخلافات وتقريب المواقف المتباينة.

مهما يكن من أمر، فإن استجابتي لمقترحك ستكون إيجابية وكذلك سأضع في الحسبان ما اتاني من نصح وتوضيح من الأخوة الذين تفاعلوا مع المقترح من خلال تعقيباتهم وكذلك الأخوة الذين تجشموا عناء كتابة مقالات منفردة.

وأنا سأنتظر بفارغ الصبر أية إشارة او تعليمات من البطريرك ساكو حول البدء في نقاش المسائل المثارة هنا. وإذ أقول ذلك، أكرر أنني لست ندا للبطريرك بل تابعا للكرسي الذي يجلس عليه.

وإذ لا أمثل أية مجموعة وإذ لا حق لي أيضا التحدث باسم أي من الأخوة والأخوات الذين هم في صف السياج الذي أنا عليه، حدسي يقول لي والتجربة تؤكد ان اللغة والتراث والفنون والآداب والإرث الطقس والإنشادي الكنسي الذي يملكه الكلدان يشكل نقطة خلاف رئيسية وحلحلتها ستجمع الكل تحت الخيمة البطريركية.

وأقول جازما إن للبطريرك ساكو طاقة وإمكانية ولو أراد ان يحي اللغة والتراث والطقس والفنون الكنسية الكلدانية، فالنجاح سيرافقه لان هناك ليس عشرات بل مئات من الكلدان المتضلعين بلغتهم وتراثهم وطقسهم سيهرعون للمشاركة في أي حملة لإحياء التراث ويساهمون ويقدمون ما لديهم وسيكونون رهن إشارته.

وكما تذكر في تعقيبك الأخير (الذي اقتبسه في أدناه لأهميته) فإن التراث الإنشادي والموسيقي والفني الكنيسي في الغرب وعلى الخصوص لدى مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية لم ولن يندثر لأن الكنائس تقوم بتدريسه والحفاظ عليه كل بلغته والمدارس والمعاهد والجامعات رغم علمانيتها تدرسه لتلامذتها.

حتى في السويد، التي تعد من أكثر بلدان العالم علمانية، التراث الكنسي السويدي لم ولن يندثر وبلغته وينشده ويرتله الأطفال والكبار والنساء والرجال والشيوخ.

ويعد الإنشاد الكنسي جزءا من الإيمان لأنه النصوص كلها تستند الى الإنجيل وتعالميه وتعاليم الكنيسة.

والموسيقى الكنسية والفنون الكنسية في الغرب علم وعالم خاص بذاته يحبه ويبجله الكل ويلتزمون به.

وليس محاباة او تملقا او تضخميا، إلا ان الكلدان يمتلكون إرثا كنسيا زاخرا من الأناشيد والترانيم والقصائد في شتى الصنوف يحسدهم العالم عليه.

أي أمة حية وأي مؤسسة تكن الاحترام لشعبها الذي تمثله لا يمكن ان تهمش تراثا زاخرا وغنيا مثل هذا الذي لم يسمع به او يطلع عليه عالم او مختص إلا وانحنى امام عظمته وهيبته، فكيف لنا وهو يمثل هويتنا الكنسية ووجودنا كشعب وكنيسة، كيف لنا تهميشه او تشويهه او استبداله او ركنه جانبا.

تحياتي


مقتبس من:  link=topic=974728.msg7704249#msg7704249 date=1589575269
ونحن نعيش فترة مابعد مبادرتنا المتواضعة من أجل تنقية الأجواء وما أعقبها من شفافية في حوارات توالدت منها مقالات وردود ونقاشات، كلها على الأغلب كانت حوارات أخوية لم تفسد بأختلافاتها اي شئ يذكرإلا ما خلا من تقاطعات قليلة جدا، فنتقدم بالشكر والتقدير للجميع.
لابأس أن نطلع على شئ من التاريخ..
 قال موزارت، بأنه لو تمكن من وضع نشيد ولحن غريغورياني واحد فقط، لرمى كل ماألفه من موسيقى جانباً.
 من المعلوم مثلا بأن أسقف ميلان القديس أمبروزو، كان من أكثر الناس شغفا بالموسيقى الدينية في التاريخ وهو الذي الف ( صلاة الشكر لله  Te Deum) وقالوا أنه قام بها بالأشتراك مع تلميذه الشهير القديس أوغسطين، كما قام داخل أسقفيته بتأسيس نظام الطقوس الدينية يشمل تحديد الأدعية والأناشيد التي تلقى في المناسبات طوال السنة وقام بنفسه بكتابة عدد كبير من هذه الأناشيد الدينية كما وضع كلماتها بنفسه ايضاً.
 بالرغم من أن الكنيسة كانت تسيطر على معظم البلاد الرومانية الا أنها لم تستطع أن تفرض نظاما موحداً للطقوس الدينية بها جميعا.
 اليك مقتطف مما ورد في كتاب تاريخ الموسيقى/ برنارد شامبينيول :

  (نشأت في جميع الأقطار ألوان من الطقوس الدينية المحلية مما ولد اليأس عند أسقف روما من جراء تلك الفوضى .. وفي أواخر القرن السادس خشي البابا غريغوري الأكبر، بصفته الراهب والراعي الأول للكنيسة الرومانية ورئيس أساقفتها، من ضياع وحدة الكنيسة فقام بمحاولة لتوحيد الموسيقى الدينية. ولقد كان هو نفسه الى جانب صفته الدينية موسيقيا بارزا ولهذا فقد نجح في محاولته.)
البابا غريغوري الأكبر اعتمد على الأغاني القديمة التي جمعها من مختلف الجهات وتلك الشرقية ذات الحس الشديد. نتج عنها ( كتاب الكتب ) و الكورال الغريغوري، وصار للكورال مكان في التخطيط المعماري اللآحق للكنائس والكاتدرائيات .
شكراً مع التقدير

382
مقتبس من:  link=topic=974728.msg7704947#msg7704947 date=1589841438

يجمع العلماء والأكادميون أن التاريخ هو الوثيقة
وبما انك أكاديمي وتؤكد أن اللغة هي سريانية لان ذلك موثق تاريخيا فسوالي لحضرتك محدد
 ممكن أن تدرج لنا كتاب أو وثيقة أو حتى عبارة قبل القرن السادس عشر باسم طقس أو تراث كلداني


الأخ سامي عطا الله المحترم

تحية طيبة

ليس هناك اختلاف في الأروقة العلمية والأكاديمية على القضايا التي نناقشها في هذا المنتدى، ومنها اسم لغتنا الأم. العلماء والباحثون متفقون ومجمعون ان لغتنا اسمها "السريانية" ومنهم من يطلق عليها "الأرامية" ويطلقون على لهجاتها المحلية "الأرامية الحديثة."

وكنت قد اعددت جردا بالجامعات التي تدرس لغتنا في العالم، وهي حوالي 100 جامعة. كل الأقسام العلمية في هذه الجامعات ومنها جامعات راقية مثل أكسفورد وكمبردج وشيكاغو وغيرها ليس فيها من يطلق على لغتنا غير "السريانية:"
https://ankawa.com/forum/index.php?topic=651598.0

التسميات التي نطلقها على لغتنا غير التسمية "السريانية" هي فقط دارجة في المنتديات الشعبية ومنصات التواصل، وهذه لا يعتد بها من حيث المعرفة العلمية الرصينة.

وليس حاجة أن نذهب الى فترة ما قبل القرن السادس عشر، كما تذكر. ليس هناك أي وثيقة علمية وأكاديمية رصينة تطلق على لغتنا غير "السريانية" قبل ساعة كتابة هذه السطور.

عندما أقول "علمية وأكاديمية رصينة" بمعنى ان المادة جرى غربلتها حسب الرصانة العلمية ونشرها في مجلة او كتاب عن دار نشر أكاديمية رصينة وجرى تحكيمه حسب قواعد النشر العلمي ولأكاديمي المعمول بها في الجامعات الغربية الرصينة.

وأظن ان تسمية لغتنا لم تعد مسألة خلافية لأن الدور والمؤسسات التربوية في العراق وسوريا ولبنان متفقة على ان لغتنا هي "السريانية.

والأخوة الذين يريدون إطلاق تسميات أخرى عليها في المنتديات الشعبية، مثل المنتدى هذا، ووسائل التواصل الاجتماعي، هذا لا ضير فيه لأنه يشبه الوصفات الطبية الكثيرة التي تشيع في هذه المنتديات والمنصات للشفاء من مرض كورونا والتي لن يقبل أن يوصي بها أي طبيب او عالم اوبئة.

ومع كل هذا، شخصيا أرى ان لا ضير في استخدم البعض على المستوى الشعبي تسميات يرونها موائمة ولكن شريطة ان يتم الالتزام باللغة وممارستها وتدريسها.

إن كان مثلا الأشقاء الكلدان يطلقون عليها تسمية "الكلدانية" فشخصيا لن أعترض إن كانت الغاية الحفاظ عليها وممارستها لأن ذلك لن يغير في الحقيقة العلمية والأكاديمية في شيء.

ومهما كتبنا في هذه المنتديات ومهما قلنا في منصات التواصل وفي الحديث بيننا ليس عن تسمية لغتنا بل عن أي حقيقة علمية أخرى، فلن يغير في الواقع العلمي والأكاديمي حبة خردل. الواقع العلمي والأكاديمي يتبدل عند تقديم أبحاث علمية وأكاديمية رصينة في نطاق النشر العلمي المعترف به فحسب.

تحياتي


383
الأخ غانم كني المحترم

تحية طيبة

شكرا لتواصلك وأنا سعيد بحضورك في هذه الصفحة وإغنائك للنقاش، وهذا تعقيب على النقاط الثلاث التي وردت في ردك الأخير ذي الرقم (55).

النقطة الأولى:
اقتباس: "(أن) تقوم (ليون برخو)  بفتح مدرسة تعلم اللغة و طلبت منك ان تدعوا انشاء خلية ازمة لإنقاذ اللغة و التراث  حسبما تراه انت وارجو ان تترك نعم تترك  فكرة حصرك كل الامر بيد البطريرك ساكو ؟"

الجواب:
البطريركية الكلدانية، لأنها تابعة لروما وقوانينها، فإن صلاحياتها حسب هذه القوانين محصورة بالتراث والطقس واللغة والميراث والإرث الكنسي الكلداني. كلمتها في هذا المضمار سارية في بلد الأجداد وفي الشتات. التمس من البطريرك ساكو أن يأمر

(1)  ان كل الأناشيد في الكنائس الكلدانية يجب ان تكون كلدانية ومستقاة إما من اللغة الفصحى او اللغة المحكية (ولنا فيها تراث زاخر)، كبادرة حسن نية، وما على الكل إلا التنفيذ وعلى الكاهن التنفيذ أيضا وسنحاسبه إن لم ينفذ القرار البطريركي لأن هذا ضمن صلب صلاحيات البطريرك وحتى الفاتيكان لا يستطيع التدخل فيه وحتى الأساقفة ليس من حقهم عدم تنفيذه.
(2)  ومن ثم يأمر البطريرك بتشكيل خلية أزمة من المختصين والمتضلعين الكلدان ويمنحها صلاحيات وسأكون لو رغب غبطته في ذلك اول المشاركين فيها والداعمين لها.
(3)  يأمر البطريرك ان تكون لكل خورنة مدرسة مصغرة لتعليم اللغة والطقس والتراث والكل سينفذ، لان هنا صلاحياته سائرة على كل الكنائس وفي استطاعة أي كلداني محاسبة أي كاهن او شماس او جوق كنسي إن لم ينفذ.
(4) كما تلاحظ لا يجوز ان نرمي الكرة في ملعب الأخرين، ملعبي مثلا وأنا فرد لا سلطة لي على عضو في جوق كنسي. الكرة في ملعب البطريرك وله طاقة وسلطة وهو رئيس مؤسسة لها إمكانيات هائلة وفي إشارة منه للحفاظ على التراث والطقس واللغة ضمن سياقات كالتي في أعلاه وغيرها، سترى عشرات لا بل مئات الكلدان المتضلعين بلغتهم وتراثهم وطقسهم وفنونهم ولغتهم يقفون في صفه وتحت خيمته ورهن اشارته.
(5) عندما أؤشر او أوكد على اللغة، أعني أن لغتنا لغة كنسية. أي عندما يتم تدريسها في الكنائس والخورنات، فهذا هو بمثابة تدريس التعليم المسيحي لأن نصوصنا الكنسية تعليمية تستند الى الإنجيل والكتاب المقدس. أي نصوصنا الطقسية وبلغتنا كلها صلاة وعبادة وخشوع.

وتذكر حضرتك أمورا أخرى ضمن هذه النقطة مثل:
(أ) المجمع الفاتيكاني الثاني. أقول هناك قرارات خاصة من المجمع بشأن الكنائس الكاثوليكية المشرقية (غير اللاتينية) وهي يجب ان تكون السائرة وهي متوافرة. لماذا يتم تجاوزها، وما هي الغاية يا ترى، حيث تؤكد على الميراث واللغة والطقس المشرقي لهذه الكنائس.
(ب) وكذلك تذكر الترجمة في مؤسسة الكنيسة اللاتينية. هذه مقارنة غير مقبولة لأن كان هناك فرض للغة محددة على لغات وثقافات أخرى. وليست هناك وشائح بين اللاتينية والفنلندية او الإنكليزية او السويدية او الألمانية، هذه صارت لغات مستقلة مختلفة تماما عن اللاتينية.  وضع شعبنا يختلف حيث الوشائح مع اللغة الطقسية كبيرة جدا ومن ثم لدينا تراث زاخر بلهجتنا المحكية.
(ج) لو كان الحاضرون في نشاط طقسي في الكنيسة الألمانية الكاثوليكية أغلبهم كلدان لما سمحوا بقراءة واحدة او نشيد واحد او كلمة واحدة  بلغة غير الألمانية. في مؤسسة الكنيسة الكلدانية، لو قال شخص واحد إنه كردي، لغيروا كل النشاط الى الكردية ولم يعيروا أية أهمية للبقية.
(د) وأخيرا، لم يحدث في تاريخ الكلدان ان تم تعريب الطقس والدعوة الى تعريبه (بمعنى تحويله الى أي لغة كانت) إلا في السنين الأخيرة، ولم يحدث ان تخرج كاهن وهو ليس متضلع بلغتنا وطقسنا إلا في السنين الأخيرة، ولم يحدث ان تم استهانة وتهميش وتشويه لغتنا وطقسنا وتراثنا إلا في السنين الأخيرة، وهناك من الأدلة الكثير على ما أقول. ولن أزيد

النقطة الثانية:
موضوع كتاب القس كمال، فإنني قلت رأي فيه وكتبت عرضا مطولا عنه وكتب أخرون. والكتاب مؤثر جدا في صفوف الكلدان شئنا أم أبينا، واظن أفضل رد فعل للنقد هو ليس تجاهله بل التفاعل معه.

قلت أنا في طريقي الى فتح صفحة جديدة، وسأكلف نفسي وسعها الالتزام بالمعايير التي ترافق التوق الى الحوار واللقاء مع الطرف الأخر كتابع وليس كند، برغم الألم الذي ينتابني وأنا أرى المؤسسة الكنسية في الوضع الذي هي فيه، بالطبع هذا من وجهة نظري ومن وجهة نظر الكثيرين، وهناك وجهة نظر أخرى كالتي تحملها حضرتك. وفي هذا النقطة تعرج حضرتك على القس كمال مرة أخرى وأقول إن كتابه يعد سابقة خطيرة في تاريخ مؤسسة الكنيسة الكلدانية.

النقطة الثالثة:
أكرر، أنا حريص على فتح صفحة جديدة والدخول في حوار ونقاش حول المسألة الخلافية والتي شرحتها بإسهاب في هذه الصفحة كتابع وليس كند، وأمل من الطرف الأخر الدخول في حوار مع الذين يقفون في الصف الذي أنا فيه، لأن مهما كان عددنا فنحن أبناء وبنات هذه الكنيسة وعليها الالتفاف إلينا وسماع شكوانا. وهنا تذكر القس كمال مرة أخرى أظن أنني أجبت على ذلك في أعلاه.

تحياتي


384
سيدي الكريم (ههههه التحية هذه  من استنباط نقطة الصفر، أيام زمان؟؟؟)

تحية طيبة،

أنا سعبد بهذا المقال لأن حسب ظني، وأمل الا يكون بعض الظن إثم، انه المقال او ربما التعقيب اليتيم، إن صدق حدسي، لم يرد فيه همس أو لمز  للأكاديمي او الاسكندنافي، او الاكاديمي الإسكندنافي، او ثعلب الصحراء، او الهجرة الى السويد، أو الهجرة صوب الشمال، او صاحب العناوين الطويلة، ابو القراءات الكثيرة او غيره من الإشارات عددها أظن أكثر من أصابع اليد الواحدة.

على أية حال لا أكن لك غير الاحترام والتقدير وأمل أن تكون أنت والعائلة الكريمة بخير وصحة وعافية ونحن  والعالم معنا (وعلى الخصوص الذين في أعمارنا) يمرون في أوقات مقلقة وعصيبة جدا.

وأنا استأنس بالسخرية التي تأتي بها بشأني، لم اتألم او اتضايق منها ابدا الا مرة واحدة، ولن أذكرها لأن كما تقول قصيدة سريانية طقسية لدى كنيسة المشرق الكلدانية الأشورية (الأن قد يشحذ البعض السكاكين ههههه) في مرثية عن جائحة ألمت بشعبنا قبل حوالي 1400 سنة:

ܗܐ ܡܘܬܐ ܒܟܘ ܕܪܬܢ ܪܥܐ ܘܐܟܠ ܟܠ ܒܣܪ
ها هوذا الموت في ديارنا يرصد ويلتهم الكل


وأشتغل حاليا على تحليلها وإنشادها كرائعة من روائع تراث كنيسة المشرق الكلدانية-الأشورية.

ومزحة بسيطة (بالطبع لا ترقى الى سخرياتك ابدا)، إن اردت أن يزداد عدد قرائك ويصبحوا بالالاف كما هو عدد قرائي ههههه لا تنس ان تضع ليون برخو في العنوان.

تحياتي




385
الأخ سيزار ميخا هرمز المحترم

دعني أقتبس من الزميل الدكتور صباح قيا:
"طالما كنت معجباً بسلوك هذا الإنسان, وقد تأكدت الآن أن إعجابي به لم يكن مبنياً عن سراب بعد أن مررت على مقالك بإمعان."

قول في محله. الأسقف محبوب جدا، ويلتف الكلدان حوله وله علاقات مسكونية رائعة مع الكنائس الرسولية الشقيقة.

وأخر الأخبار، أن عشرات الكلدان تجمهروا على مقربة من المستشفى الذي يرقد فيه وهم يعلقون الشموع ويقرأون الانجيل وويصلون من أجل شفائه وكل المرضى الذين يعانون من هذا المرض المستعصي.

أخي سيزار:

بما أنكم بالقرب منه ونحن بعيدون أكثر من 350 كلم عنه، رجائي ان تمدنا بتفاصيل صحته من خلال صفحتك هنا لأن الكثيرين يتصلون بي ويتصورون أنني بالقرب منه. مع الشكر الجزيل.



386
المطران سعد سيروب في المستشفى بعد أصابته بوباء كورونا – لنبقيه في صلاتنا وأفكارنا

يرقد المطران سعد سيروب، الزائر الرسولي على الكلدان في أوروبا، في المستشفى، بعد اصابته بفيروس كورونا.
 
وهو يعاني من أعراض المرض، أدعو أولا العذراء مريم، امنا، ان تكون بجانبه وتشفع له ولنا.
 
ولقد كان لخبر إصابته وقع الصاعقة ليس على الكلدان فحسب، بل على الكنائس الشقيقة الأخرى، حيث انهالت الاتصالات والرسائل في وسائل التواصل تدعو له الشفاء العاجل.
 
ونحن نستقبل الخبر بحزن عميق، ادعو الى التواصل مع بعضنا الأخر ومؤازرة الواحد الأخر في هذه الظروف العصيبة والمقلقة التي يمر فيها العالم.
 
وتشير إحصاءات الإصابات والضحايا في السويد أن اعدادا كبيرة من أبناء وبنات شعبنا يضربهم هذا الوباء الخبيث، وأن نسبة الإصابات في صفوفنا الى أعدادنا أكثر بكثير من السكان الأصليين في البلد.
 

388

الأخ سامي ديشو المحترم

تحية طيبة،

شكرا لتواجدك المستمر في صفحتي في هذا المنتدى. إنك تزيده بهاء، اتفقنا أم اختلفنا.

وإذ أعود اليك مرة أخرى، كان في رأي من الأولى الا تجري أي مقارنة بين العهد الزاهر للمرحوم البطريرك بولس شيخو والعهد البائس والمحزن والمثير للشفقة الذي نحن فيه الآن.

حرام يا أخي ان تقول إن ما يتعرض له الكلدان ومؤسستهم الكنسية من حملة تعريب أصفها بالهوجاء والشرسة في العهد الحالي كان متوافرا أيضا في عهد المجيد للبطريرك المرحوم شيخو.

أنا كنت قريبا منه وشماسه المفضل في الدير وحامل حقيبته (أقول ذلك بفخر) في نهاية الستينات ومستهل السبعينات من القرن المنصرم.

البطريرك شيخو أنقذ شعبه ومؤسسة الكنيسة الكلدانية من التعريب وكل دخيل وأجنبي لا سيما الثقافة والطقس والممارسات اللاتينية (هنا أشير الى الطقس فحسب).

البطريرك شيخو بجهوده الجبارة حصل على استقلال إداري وطقسي للكنيسة الكلدانية لم يحصل عليه أي بطريرك منذ منتصف القرن التاسع عشر، حيث أخذ زمام الرهبانيات الكلدانية كلها وحولها من حبرية الى بطريركية وأخرج اللاتين من المعاهد البطريركية وصارت الأديرة والمعاهد الكلدانية في زمنه شعلة في اللغة والثقافة والإرث والميراث والفنون والطقس الكلداني.

كنا نتبارى في تدريس وحفظ وتعلم اللغة والطقس والفنون الكلدانية وبإشرافه المباشر وبأمر منه في عهده ونجري المسابقات بين الأديرة والمعاهد الكلدانية المختلفة.

أخرج هذا البطريرك الغيور على هويته الكلدانية كل دخيل وأجنبي وكان يقاوم التعريب بشدة وينبذه.

وأكبر إنجاز له إنه جلب كل المناطق التي يتواجد فيها الكلدان في شتى بقاع العالم تحت الخيمة البطريركية من حيث اللغة والطقس والثقاة الكلدانية وصارت وكأنها فريق او جوق موحد رغم التباعد الجغرافي.

وأعاد التواصل مع ملايين الكلدان في الهند وجلب المتضلعين بلغتنا وطقسنا من الهنود وجعلهم قيامين ومدرسين في المعهد الكهنوتي بدلا من اللاتين وأنا شخصيا تلقيت بعض دروسي في الطقس واللغة السريانية من هؤلاء القسس الكلدان من الهند.

لا أريد الإطالة، ولكن ليقارن ويقارب أي منصف بين ما حدث ويحدث في هذا العهد الحزين المحبط وبين العهد المزدهر والذهبي للكلدان في فترة إدارة البطريرك شيخو.

هل تعلم، في عهد المرحوم البطريرك شيخو كان الكثير من قسس وأساقفة كنيسة المشرق الاشورية بشقيها يتلقون علومهم في اللغة والطقس والثقافة لدينا وفي معاهدنا. أنظر ماذا حل بنا اليوم!

وللتاريخ، فإن سبب فشل المرحوم البطريرك شيخو لا سيما في سياساته وإصراره على لم شمل الكلدان في أي مكان كانوا تحت خيمة ثقافتهم ولغتهم وطقسهم، في الهند او قبرص او أمريكا او الاتحاد السوفيتي في حينة او تركيا او غيرها، كان المخبرون الذين عملوا لمصلحة دولة الفاتيكان وفضلوا الدخيل والأجنبي اللاتيني والمعرب على الأصيل. ولن أزيد لأن حقا أريد فتح صفحة جديدة.

وإن كانت الصورة تنطق فأظن الصور أدناه تدل بوضوح كيف كنا في عهد زاهر تواصل مع الأجداد والتراث والهوية في كل شيء وكيف ازدانت فيه هويتنا ولغتنا وطقسنا وتراثنا وثقافتنا وصارت تشع كما يشع القمر في سماء ليلة صافية، وكيف صرنا في زمن لم يعد لهويتنا الكنسية وهوية شعبنا من لغة وطقس وثقافة وتراث وميراث وتواصل مع الأجداد وماضينا المجيد أي احترام وتقدير، وصرنا مرة أخرى تحت رحمة اللاتين والتعريب، أي خسرنا الاستقلالية التي ناضل في سبيل الحصول عليها البطريرك شيخو من عام 1958 الى 1989 وهي فترة بطريركيته، وهي أكثر العهود ازدهارا في العصر الحديث بالنسبة للكلدان ومؤسستهم الكنسية.

تحياتي

389

الأخ غانم كني المحترم

تحية طيبة،

شكرا لتواصلك وحضورك الدائم في صفحتي في هذا المنتدى، بيد أنني أمل الا يضيق صدرك وانا أعقب على بعض النقاط التي وردت في كتاباتك.

أولا، لا يجوز ان ترمي علي، مسؤولية خسارة الكلدان للغتهم وتراثهم وطقسهم. أنا شخص بسيط وعضو لا حول ولا قوة له في مؤسسة الكنيسة الكلدانية. أنا لا أستطيع أن افرض أي شيء على الشاب الذي يقود الجوق الكنسي ولا الكاهن عندما يشوهون ويعربون ويدخلون نصوصا دخيلة أجنبية ركيكة في الكنيسة. هل تعلم لماذا؟ لأنهم يستشهدون بالبطريرك ساكو الذي يقول لهم أي لغة وأي نشيد وأي شي مناسب يجوز. البطريرك هو يمسك القيادة. هو الذي يقرر ماذا يفعل الكل لأن سلطته، كتابع للفاتيكان، محصورة في الطقس والتراث واللغة فحسب. وهذا دوره، وكم كنت أتمنى ان يلعب هذا الدور كي يحدث نهضة كلدانية كنسية وكان التاريخ سيذكره بحروف من نور بسببها.

ثانيا، كتاب القس كمال بيداويد يعد سابقة خطيرة في مؤسسة الكنيسة الكلدانية. القس كمال ليس شخصية عادية. أظن أن كتابه بمثابة القشة التي كسرت الظهر بالنسبة للمؤسسة البطريركية، لأنها كانت سببا للمتذبذبين حتى الآن للقفز الى الصف المعارض لها ولممارساتها وسياساتها وعلى الخصوص التأوينية (التعريب) منها. ومن ثم، هل قرأت الكتاب؟ هناك في الكتاب إشارات واضحة مباشرة وغير مباشرة الى حملة تشويه التراث في السنين الأخيرة. ولن أزيد. ولكن كنت أتمنى ألا تذكر القصر الجمهوري او أية إشارة ظاهرة او مبطنة الى صدام حسين عند الحديث عن القس كمال، لأن هذا ليس صحيحا بقدر تعلق الأمر بالقس كمال أولا،  ومن ثم يضع الطرف الذي تدافع عنه في موقف لا يحسد عليه، ثانيا. ولن أزيد أيضا.

ثالثا، تقول إنني أضخم وتأتي بمثال أنني أقول: "ظهور كتب" فيها من الأدلة والبراهين والإدانة ما لا يجوز السكوت عنه. أخي العزيز، هذه اللغة العربية ومن خصائصها النحوية خروج القرائن بالجمع بينما الإفادة هي المفرد. أي فقيه بلغة الضاد لأستوعب ان الجمع هنا إفادته المفرد. ومن ثم، كتاب يظهر في مؤسسة الكنيسة الكلدانية يدين الإدارة الحالية ومؤلفه واحد من أنزه وأصدق وأكثر كهنتها شعبية، أليست هذه سابقة خطيرة؟ متى كنا في هذا الحال المزري والمعيب؟

رابعا، لا يجوز ترك مسائل مصيرية مثل الهوية الكنسية وهوية الشعب المنتمي إليها الى افراد، أي كل مسؤول عن نفسه. هذا بالضبط يمثل الخطأ الفادح لسياسية الإدارة البطريركية الحالية، كل يستخدم اللغة التي يريدها وكل يستخدم الأناشيد والتراتيل المناسبة والنصوص التي يراها موائمة ... هذا تسيب وفلتان. الحفاظ على الهوية – اللغة والتراث والطقس والفنون – مسؤولية كبيرة ويتحملها الذي يقع على رأس الهرم من حيث المسؤولية وليس ليون برخو الذي كما قلت لا يستطيع إقناع قس او مسؤول جوق كنسي أن للكلدان إرث إنشادي زاخر وغني باللغة الرسمية وباللهجة المحكية ربما لا تملكه أي امة أخرى. ممارسة وإحياء هذا الإرث يتحملها مباشرة البطريرك لأن صلاحياته حسب القوانين الفاتيكانية تنحصر في الحفاظ على الإرث الكنسي ...

خامسا، القول إن البطريك ساكو أدخل التعريب من أوسع أبوابه لا بل يتحمل مسؤولية تعريب المؤسسة الكنيسة وشعبها قول له ما يؤيده وله من البراهين الكثير منذ بداية الثمانينيات وحتى اليوم. سأعزف عن الدخول في تفاصيله لأن حقا أنا في انتظار فتح صفحة جديدة.

سادسا، الخلاف ليس حول الترجمة. الخلاف هو حول حملة التعريب الشرسة والهوجاء التي هي على قدم وساق ولها من الأدلة الكثير. الترجمة مهمة إن كانت لفهم النصوص، وليس كي تحل محل النصوص. إن حلت محل النصوص التراثية هذا تعريب وليس ترجمة. ولن أتحدث عن التشويه المتعمد والتعريب الممنهج لكتب تراثنا وروائع أدبنا الكنسي وتراثنا وفنونا وإدخال نصوص هجينة بلغة عربية ركيكة جدا وفرضها على الكنائس ... وغيره كثير ...

تحياتي


390

اقتباس ( ان لكبت دمساكر شموخ ، نطور لشانا ديموخ ; بمعى ; ان اردت الحفاظ على وجودك ،فاهم بلغتك الام !!!
اللغة احدى مقومات وجودنا ....

                                              صباح جولاغ

رابي اخيقر يوخنا المحترم

تحية طيبة،

لا أعلم إن كانت المقولة لك او أنها تعود للأخ صباح جولاخ.

مهما يكن من أمر، إنها الصواب وعين الصواب.

وهاك مثال حي من الواقع الذي نعيشه اليوم.

كل الأمم الحية تقريبا التي تحترم نفسها وتحترم لغتها وتراثها، تسهب اليوم في إبراز ادب  المراثي والطواعين والجوائح.

وهناك هبة لإعادة طبع الشعر والقصص والنصوص كل بلغته التي سطرها الكتاب والشعراء والفنانون وكل بلغته.

وأنا مولع بأدب المراثي وأشاهد كيف ان كل أمة تتكىء على لغتها وتاريخها وإرثها وفنونها لبث الحياة في هذا الأدب الرفيع.

فقط نحن من دون شعوب الأرض لا نكترث لا بل نهين لغتنا وتراثنا ولهذا نقرأ عن أدب الجوائح والطواحين بلغات أخرى ولأننا إكتسبناها صارت هوية لنا، شئنا أم لا.

هل لدينا ادب وشعر وقصص ونصوص في هذا الطراز الادبي الرفيع؟ نعم، ومن أبدع ما أتت به القريحة البشرية.

لماذا لا نعرف عنه أي شيء؟ لأننا لا نعرف لغتنا ونحن أميون بقدر تعلق الأمر باللغة الأم ولأننا استبدلنا هويتنا من خلال حملات التعريب الشرسة والهوجاء الى لغات (هويات) أخرى.

هذا ما يفعله التعريب والاستناد الى لغة غير لغتنا، يحرمنا حتى من ادبنا  وشعرنا الرفيع والتعلق بتاريخنا وماضينا المجيد, نخسر الماضي والحاضر والمستقبل ونقبل بالهوية الجديدة من خلال اللغة التي تحولنا إليها.

تحياتي.

391

الأخ وليد حنا بيداويد المحترم

تحية طيبة،

اقتباس:
"كنت امل ان يتم البحث في هذه الامور التي تنقلها حضرتك لهم من ارض الواقع وانا شخصيا اراها مفيدة جدا للمستقبل وللأجيال التي ولدت وترعرعت في دول الاغتراب."

كلنا أمل ان يتم إعادة النظر في الموقف. أظن أن إي مراجعة للواقع المؤلم الذي نعيشه يرفع الغبن ويلم الشمل ويجمع الشتات على القاسم المشترك بيننا وهو لغتنا وتراثنا وطقسنا وإرثنا الكنسي سيكون له تبعات حميدة على مختلف الأصعدة ويدعم ويعزز مكانة المؤسسة الكنسية والقائمين عليها.

تحياتي

392


الشماس الأنجيلي قيس سيبي المحترم

تحية طيبة،

لا يسعني إلا إعادة صياغة ردك الجميل واقتباس أجزاء منه وأمل أنه وقع على آذان صاغية، رغم الألم الذي يعصر قلب كل كلداني غيور على لغته وطقسه وهويته وتراثه الكنسي على ما آلت إليه الأمور حيث لم يتشرذم الكلدان كشعب ومؤسسة كنسية بل تعرض ويتعرض تراثهم ولغتهم وميراثهم وطقسهم الى حملة تعريب هوجاء وشرسة.

نعم وليكن هذا واحد من الثوابت والمعايير المهمة وهو " من يُحذّر ويُنبّه ويقدم ويخشى على مستقبل الكنيسة ويدعو الى الالتزام بتاريخها وتراثها والتشبث بما تركه لنا الأجداد لا يمكن ان يكون الّا مُنتمٍ غيور على تلك الكنيسة" وليس الذي يهمش ويهين ويعرب ويشوه ويستبدل هذا التراث، الذي يفعل ذلك لا أظن أنه منتم لها ولهويتها.
 
ولا أظن أن المؤسسة الكنسية ستحتضن الذين لهم غيرة على التراث واللغة والطقس والذين يخافون على مستقبلها ومستقبل شعبها. أظن أنه جرى ويجري تهميش واستبعاد وأحيانا معاقبة كل من يطالب الحفاظ على ما نملكه من تراث وثقافة وتقاليد وطقوس.

وبسبب هذه السياسات غير الحكيمة وغير المدروسة والاعتداد بالنفس غير المبرر وغير المستند الى الاختصاص: "لم تسلم ابعد قرية في العراق من التعريب، القوش وعنكاوة مثلا، وليس التعريب فقط من ناحية اللغة ، بل تغيير كل ما هو اصيل من الحان تراثية تتميز بها كنيستنا باجتهادات الكهنة الشباب او الفنانين وإدخال تراتيل عربية غريبة وبالحان ركيكة تؤلم آذان السامع ، اِما لجهلهم الالحان الاصلية او لعدم اكتراثهم باللغة واصالة التراث والطقس واستقلالية الكنيسة وتميزها."

ونعم وهذا هو الواقع المرير الذي ينتظر الجميع وسببه ومسببه التعريب وتهميش اللغة والتراث الكنيسي:
" إذا فقدت كنيستنا هويتها،" كلنا نسأل "لماذا (الالتزام) بالذهاب الى كنيستنا الكلدانية ان كانت تحتفل باللغات الأجنبية؟ فالكنيسة المحلية (الكاثوليكية) اقرب الى بيتنا" ولا حاجة الى البقاء في مؤسسة كنسية قد هجنت وشوهت وعربت نفسها وتراثها وطقوسها ولغتها وميراثها واستبدلتها بالدخيل والأجنبي لغة ونصوصا وممارسة، وهذا لن يقبل به أي شعب حي، كيف يقبل به الشعب الكلداني، لست أدري.

وأخيرا شكرا على رابط المقالتين بقلمكم الجميل حول الموضوع ذاته.

تحياتي



393
لأخ عبدالاحد سليمان بولص المحترم

تحية طيبة،

نعم من حقنا أن نعبر عن رأينا، ولكن حضرتك، وأقول أسفا، ومع جل احترامي، تسيء كثيرا الى البطريرك ساكو من خلال ما تقول إنه دفاع عنه.

حضرتك لا تدافع عن البطريرك بل تسيء إليه، لأن غايتك هي الهجوم علي بأي ثمن حتى ولو كان على حساب التقليل من شأن ومكانة البطريرك، وكأنك تقول لي رد وأستمر في خلافك وموقفك وذكر الأخرين بالإخفاقات الفشل المؤسساتي في الإدارة وغيره ... ولكنني لن أفعل وأنتظر عسى نلتقي كلنا سوية .

وأنظر مثلا تتحدث عن صفقة؟ أي صفقة يا أخي؟ نحن شعب مسكين غلبان ومغلوب على امره وشعب صغير على شفا الزوال ومن فيه بإمكانه عقد صفقة ومع من؟ هل نحن اقطاب العالم او دوله العظمى او حكومات او أحزاب؟ أمنح القراء دليلك عن الصفقة بينما الكل كان مستعدا والى اليوم دون شرط الذهاب الى البطريركية وتقديم الولاء شرط إيقاف التأوين (التعريب) والتمسك بالهوية الكنسية.

واما ما يحدث للتراث فهذا شأن أخر، وهناك أكثر من دليل وتحدثت عنه سابقا بإسهاب كيف يتم تعريب العونياثا وفرضها باللغة العربية وكيف يتم تشويه النصوص وإدخال نصوص وممارسات دخيلة وأجنبية وعدم الاكتراث لتدريس الطقس واللغة حتى في المعاهد الكهنوتية وتخريج قسس لا يعرفون أبجدية لغتنا ولا حرفا من طقسنا؛ وهناك سلسلة من الأقوال المهينة بحق الطقس أعزف عن الإتيان بها لأن الغاية هي فتح حوار إن أمكن لأن أخشى ان الأمور ستستفحل كما هو الحال مع نشر الغسيل الوسخ، هو وسخ جدا ولكن أغلبه نحن شهود له ... ولن أقول المزيد.

أنا كنت من أشد المنتقدين للمطران سرهد نهضته الكلدانية، ولكن رأيت أن لديه موقفا سليما من البطريرك ساكو، كل ما يتمناه هو التشبث باللغة والطقس والتراث وإحيائه وعدم تأوينه أي تعريبه. هذا ما توصلت إليه، والكل مستعد وعلى الدوام إعلان الولاء للكرسي ولكن حتى الان ليس هناك إشارة مشجعة منه.

اما عن الآيات المرتلة وتقبيل الرؤوس، اسأل أصحاب الشأن الذين رتلوها في الكنائس وجلبوا الشيوخ كي يرتلوها في القداس، وزينوا المذبح المقدس بالآيات البينات، وأسأل الذين قبلوا ويقبلون القرآن امام الإعلام، وأسال الذين يصلون في الجوامع ويوقعون مع الشيوخ مواثيق ويصلون سوية وأخرها صلاة الجائحة (وباء كورونا) المشتركة بين البابا فرنسيس (الذي أجله وهو النموذج الذي احتذي به)  وشيخ الأزهر، وغيره كثير.

اكرر، ان تعقيبك ليس دفاعا عن البطريرك بل هجوما علي، هذا أقبله ولكنه يسيء الى البطريرك لأن موقفه من كل النواحي التي تذكرها ضعيف جدا، ... ولن أغوص في التفاصيل لأن حقا بود الكل فتح صفحة جديدة ومنها الأسماء التي تذكرها وحضرتك بدلا من فتح صفحة جديدة تصر على ما أخشى أنه موقف شخصي لك من بعض الرموز ... الوقت هو وقت المصالحة والحوار وليس وقت الشخصنة والتشبث بالمواقف السابقة، الوقت وقت لم الشمل وليس زيادة الجرح والإيلام.

هل تعلم الكم الهائل من نشر الغسيل الوسخ الذي يدور في الإعلام الرقمي ببن الكلدان وأغلبه موجه ضد البطريرك ويقوم به خصيصا الكلدان ما اضطر البطريرك ذاته على الرد عليه بأكثر من بيان ومنشور؟  لو كنت حقا تدافع عن البطريرك ساكو لعملت المستحيل لاصلاح ذات البين كي يتوقف هذا النزيف الذي أصبحنا أضحوكة بسببه ويجري فيه تعريتنا وفضحنا كلنا أمام الملأ، أي العالم، وليس فقط الكلدان بل المكونات المسيحية الأخرى صارت على دراية به وكل من هب ودب يدخل الى الإنترنت ويستهزئ بنا وما آل إليه وضعنا في السنين الأخيرة. هل يرضيك هذا، أم ستكلف نفسك وسعها على الحد منه وإيقافه من خلال إجراء حوار على نقاط الخلاف؟

تحياتي

394

الأخ بولص آدم المحترم

تحية طيبة،

تتحفنا مرة أخرى بموضوع مهم (وهو ترجمة موفقة لمفكر عملاق) يمس الواقع الاجتماعي لشعبنا ومؤسساتنا كنسية أم مدنية.

والعملاق هذا، إرنست رينان، من مفكري القرن التاسع عشر الذي وضع النصوص التي يراها أصحابها مقدسة تحت مشرحة النقد وإعمال العقل.

عارضته مؤسسة الكنيسة الكاثوليكية في حينه معارضة شديدة، بيد أنه اليوم صار نبراسا لتفكيك النصوص الأزلية وجلبها إلينا بدلا من ذهابنا إليها.

ودعني أعيد صياغة العنوان المذهل الذي يجمع الموقف من الثقافة والتراث وكيف ما نحن عليه متعلق بما نحن كنا عليه، وإن لم نكن على ما كنا عليه، صرنا في بودقة ما تحولنا إليه وانصهرنا فيه.

المعادلة الأولى: أنا، أنت، نحن ما كنا عليه، يشكل لنا ما نحن عليه في الحاضر وفي المستقبل.

المعادلة الثانية: أنا، أنت، نحن إن غيرنا ما كنا عليه (حولنا واستبدلنا لغتنا وتراثنا وثقافتنا وطقوسنا)، يشكل ما تبدلنا إليه ما نحن عليه في الحاضر وفي المستقبل.

المعادلة الثالثة: أنا، أنت، نحن لسنا إلا ما نحن عليه وما نكسبه ونمارسه من ثقافة وطقوس وفنون باللغة التي نحن عليها.

تحياتي


395

الأخ عبد الاحد سليمان بولص المحترم

تحية طيبة

شكرا على الاستفسار مرة أخرى حول النقطتين التاليتين اللتين وردتا بصيغة المثبت في تعقيب لي على الأخ جاك الهوزي الذي أمل أنه وعائلته الكريمة في صحة جيدة ومن هنا اناجيه وأقول إننا نفتقده كثيرا؛ ويبدو أن حضرتك تود إعادة صياغتهما كسؤال:

النقطة الأولى: لا أظن ان البطريركية تقبل فتح قناة حوار. إنها مصممة على ما قلته ولا أريد تكراره وقد سدت اذانها وعيونها والله الساتر.

النقطة الثانية: ولكن لا أخفيك سرا - وهذا أقوله لأول مرة اعتزازا بك - أنني كنت قد فتحت خط حوار مع المطران سرهد جمو والقس نوئيل كيوركيس.

النقطة الأولى، صارت جلية وواضحة. منذ كتابة هذا المقال وذلك لأول مرة في عام 2015 والذي ادعو فيه بكل محبة وتقدير الصرح البطريركي ومع الولاء التام، هناك دعوة من جمهور غفير من الكلدان بكل أطيافهم لوقف حملة التأوين (التعريب) والكف عن مهاجمة التراث واللغة وتشويه التراث مع دعوة صادقة للحفاظ على اللغة والتراث الكنسي من الضياع.

هذه النقطة بالذات والمقال الذي حمل في حينة عنوان "الكلدان في خطر! والذي ظهر اول مرة في عام 2015 وأعدت نشره هنا، صار تقريبا قاسما مشتركا بين أغلب أطياف المعارضة الكلدانية وكان الكل على استعداد للدخول في حوار كأبناء وبنات مع البطريرك ساكو والعمل على ما يمكن إنقاذه من الهوية الكلدانية من خلال الحفاظ على اللغة والموروث والتراث.

وضمن الذين تبنوا الأفكار التي وردت في المقال في حينة (النقطة الثانية) كان المطران سرهد جمو والقس نوئيل كوركيس الراهب وأخرون كثيرين ويسعدني القول إن حضرتك بالذات كنت معي قلبا وقالبا في الدعوة التي ضمنها المقال للحفاظ على اللغة والتراث الكنسي وعدم التلاعب به وتعريبه وتهميشه ومعك إخوة كلدان اخرون كثيرون وأخص بالذكر زميلنا الدكتور عبد الله رابي.

أي لو تجاوب البطريرك ساكو في حينه على المقترحات في هذا المقال الذي نشر في عام 2015 لربما كنا الآن في وضع أفضل بكثير من الذي نحن فيه من نشر غسيل من العيار الثقيل جدا وصل الى تأليف كتب لدحض وفضح الممارسات ... الوضع هذا لا يقبله منطق سليم وحتى الأخلاق الإنسانية الأساسية ناهيك عن الممارسة الإنجيلية .

هل تعرف اخي العزيز ماذا كان رد وجواب البطريرك ساكو في حينه على المبادرة في هذا المقال الذي نشرته لأول مرة في عام 2015؟ أنقله لأن المقال في هذه الصفحة هو من أجل الشفافية وكي يطلع شعبنا الأبي على حيثيات الموقف والخلاف.

بدلا من التواصل وإجراء حوار وكنا في حينه كلنا ومعنا أغلب أطياف المعارضة الكلدانية على استعداد للذهاب حتى الى بغداد لتقديم الولاء وتجديده شريطة إعادة النظر في السياسات السلبية والهدامة بخصوص اللغة والطقس والتراث وإيقاف حملة التعريب وبدلا عنها تدشين حملة نهضة كلدانية بقيادة البطريرك من خلال إحياء اللغة الكنسية وتراثها وإرثها وفنونها وأناشيدها وريازتها، بدلا عن التجاوب مع المبادرة، نشر البطريرك ساكو بيانا ناريا، وهل تعلم ما جاء فيه؟

في ذلك البيان الناري، أطلق البطريرك ساكو علينا توصيفا مهينا فيه احتقار لنا ونحن أبنائه وبناته وازدراء وإهانة لا تأتي من أناس عاديين وفي حوار في مقهى شعبي ... نعم أطلق علينا توصيف "أنبياء الشؤم."

ومنذ حينه، أي بعد البيان الناري وغير المقبول هذا، واللغة المهينة والتوصيف الذي فيه احتقار لنا واستعلاء وفوقية لا مبرر لهما بينما في المبادرة في عام 2015 هناك تأكيد على الولاء لكرسي الأجداد والوقوف معه وفيها فقط طلب بسيط لمناقشة سبل الحفاظ على اللغة والطقس والتراث والفنون الكنسية الكلدانية، عندئذ تحولت من صف مساندي وداعمي البطريرك ساكو الى صف معارضيه.

وهذا المقال في هذه الصفحة، المعاد نشره، هو بمثابة إحياء لذات المبادرة من أبنائه وبناته. الأخوة والأخوات في الصف المعراض أنذروني وقالوا إن البطريرك لا يحب الحوار مع الكلدان ولن يقبل الجلوس معهم لمناقشة مسائل مصيرية مثل اللغة والطقس والفنون وكيفية الحفاظ عليها وإحيائها وهو مصمم على مواقفه مهما كانت سلبية في هذا الاتجاه.

أمل ان يبرهن البطريرك أن النظرة هذه خاطئة وأنه أب (بطريرك جاثاليق) حقيقي أولا للكلدان الذين هم بناته وأبنائه في أي صف وقفوا، قبل الأخرين، مثلا المسلمين والسياسيين العراقيين الفاسدين من أعلى رأسهم حتى أغمص أقدامهم، الذين هو في حوار دائم معهم.

تحياتي


396

الزميل صباح قيا المحترم

سلام المحبة،

هناك الكثير ما يمكن أن يكون موضوعا لحوار معمق حول المسألة الخلافية التي نحن بصددها في هذا المقال.

وكما تلاحظ حضرتك، فإن مسألة اللغة والطقس والتراث والإرث الكلداني لا تخص ليون برخو. إنها جوهر الخالف بين البطريركية وجمهور عريض من الكلدان معهم كهنة وأساقفة.

وبدأت الأمور تستفحل من خلال منشورات ومقالات وكتب على منصات التواصل الاجتماعي التي هي اليوم أكثر تأثيرا من أي صحيفة او منتدى وفيها من نشر الغسيل من العيار الثقيل جدا.

نعم، "ليس ما قيل عن البطريركية هو الصح أو الخطأ, وليس ما قيل عن الاخ ليون هو الصح أو الخطأ أيضاً".

 هذا بيت القصيد، وهو أن على الطرفين الجلوس الى مائدة حوار وتشكيل لجان او لجنة عليا للبت في نقاط اللقاء والخلاف.

وكنت قد قرأت المقالين الذين تشير إليهما حول كيف حافظ الأشقاء الأشوريين على الهوية ومعم الأخوة الأرمن.

السؤال، لماذا لا يستطيع الكلدان الحفاظ على هويتهم، لغتهم وتراثهم الغني الزاخر بهذه اللغة ومنه ميراث واسع بلهجتهم المحكية الساحرة؟

الكنيسة الكلدانية لم تكن مزيجا من اللغات ابدا. أقحمت اللغات (العربية حصرا) في العصر الحديث لا سيما في الثمانينيات من القرن المنصرم ضمن حملة مبرمجة وشرسة ولا تزال على قدم وساق لتعريب الكنيسة لأغراض لا أريد الغوص فيها مع أدلتها لأنني حقا أرغب في فتح صفحة جديدة.

التركماني او العربي الذي يرتاد الكنيسة الكلدانية هويته تركمانية او عربية وليست كلدانية.

والكلدان كاثوليك، فاستبدال اللغة لا يبقي أي خصوصية للكنيسة والشعب ويلغي الهوية.

الكاثوليكي العربي كل الكنائس الكاثوليكية العربية كنائسه، وقس على ذلك اللغات الأخرى، أي لا داعي للبقاء في الكنيسة الكلدانية عندما يتم استبدال أي تعريب اللغة، وهذا ما يحدث في الواقع والكتابة على الحائط ولكن ليس من مكترث.

ما يشد الكلداني لمؤسسته الكنيسة هي هويتها وخصوصيتها وتراثها وفنونا وريازتها وأناشيدها ومياميرها وغيره وكل هذه تشكلها لغته الأم، أي لغته الوطنية وليس أي لغة أخرى.

عندما أكتب شعرا بالعربية، فإنني أساهم في الثقافة والهوية العربية وأدعمها، ولهذا لا يتورع ولا يتحسس ولا يهرطق ولا يكفر العرب شعراء مسيحيين من أبناء شعبنا بل يغدقون المديح عليهم ويتغنون بأشعارهم ويدرسونها  لتلامذتهم في المدارس ويقيمون النصب والتماثيل  لهؤلاء الشعراء.

مهما تبجحنا وتفاخرنا بأننا كلدان مثلا، ولكن لا نهتم للغتنا وطقوسنا وميراثنا وأدبنا وشعرنا وفنوننا، فإننا ننتمي الى هوية اللغة التي استبدلنا وتحولنا إليها.

فيروز سريانية كاثوليكية، ولكن الفنون واللغة التي مارستها كانت ولا تزال دعما للهوية العربية والقومية العربية ويسمعها العرب صباحا من محيطهم حتى خليجهم وهي أيقونة بالنسبة للناطقين بالعربية.

وهكذا تفتخر العرب بفيروز والرحابنة الذين دشنوا مدرسة فنية بالعربية ساهمت في سمو الفنون العربية ووضعها على خارطة الفن العالمي، أما كونها سريانية او تقول إنها سريانية فهذا لن يشفع لأن هويتها، لغتها التي تألقت فيها أوصلت العرب والفن العربي الى العالمية وليس فن هويتها ولغتها السريانية.

مع العلم، أن الرحابنة سرقوا الكثير من الفنون السريانية وعربوها وقدموها على طبق من الذهب للعرب المسلمين الذين اليوم يتباهون ويتفاخرون بها ويعدونها مؤشرا لوحدتهم وتماسكهم بها ونحن خسرناها وإلى الأبد وتشرذمنا وصرنا على شفا الهاوية لأننا تخلينا عن لغتنا وتراثنا وطقوسنا وفنوننا.

الكلدان في هذه الخانة اليوم ودفعوا ويدفعون الى ذات الموقف الذي وجد فيها الرحابنة أنفسهم منذ بداية الثمانينيات وحتى اليوم ضمن حملة تعريب شرسة وهوجاء ستأتي على القليل الذي بقي لنا من لغة وفنون وتراث وريازة التي تشكل الهوية والفنون بلغتها من أرقي ثمار الحضارة الإنسانية.

هويتنا لغتنا التي نتكئ عليها في التواصل الحضاري مع تاريخنا. ولهذا، عندما تكون اللغة العربية لغتي أي هويتي، هذا يعني أنني أفقه شعرها وتاريخها وأعرف الكثير عن شعرائها وشخصياتها التاريخية وأعلامها وأتي بالأمثال العربية في حديثي وأستقي من تراثها الديني والمذهبي في كتاباتي ... الى أخره. وأعود وأقول أنا كلداني! نعم التسمية كلداني كما هي تسمية الجبوري والبرزاني والتكريتي، ولكن هذه تسميات دون مسمى، المسمى هو اللغة والثقافة والتراث والميراث والفنون التي نستخدمها ونمارسها.

تحياتي


397
الأخ اسطيفان هرمز المحترم

تحية طيبة

كلي أمل ان تعيد البطريركية النظر في موقفها وحساباتها من اللغة والطقس والميراث الكنسي، الذي صار محور خلاف كبير بينها وبين جمهرة عريضة من أبنائها وبناتها من الكلدان.

حضرتك كتبت مقالا منفصلا جميلا عن الموضوع، أقول جميلا رغم عدم اتفاقك معي، والخلاف لا يحله إلا الحوار المبني على أسس منطقية.

البطريركية ترى في الحوار مع الأخر المختلف من الأديان والأحزاب والميول السبيل الى خلخلة وحل الخلافات وتدعو إليه سياسيا ودينيا ومذهبيا عند تعلق الأمر بالأخر المختلف، وهذه سمة إيجابية.

ولكن أليس من الأولى ان تحاور بناتها وأبنائها الذين يختلفون عنها في قضية وجودية لها كمؤسسة وهوية الشعب الذي تمثله؟

ستحقق البطريركية إنجازا كبيرا بعد الإخفاقات المتتالية في أغلب المضامير لو دشنت حوارا مفتوحا مع معارضيها من الكلدان حول مسألة مصيرية لها علاقة مباشرة بحاضر ومستقبل مؤسسة الكنيسة الكلدانية والشعب الذي تمثله.

بدون قناة حوار، أخشى ان يزداد الشرخ ويستفحل الخلاف.

أنا من اتباع هذ المؤسسة البطريركية منذ نعومة أظفاري ومعي البطريرك ساكو. أقسم إنني لم ألحظ أن المؤسسة البطريركية كانت في أزمة شديدة مثل التي هي فيه الآن، حيث نشر الغسيل من العيار الثقيل في المنتديات وسيل من المقالات ووصل حد تأليف كتب، كلها تقلل من شأن الصرح البطريركي وترتد على الكلدان ومؤسستهم الكنسية سلبا.

آن الأوان ان تفتح البطريركية ذراعيها لكل أبنائها وبناتها وتحضنهم وتسمع لهم وتلبي مطالبهم، وهذه المطاليب ليست إلا لإعلاء شأنها وشأن المؤسسة الكنسية التي تقودها، لأن إحياء اللغة والطقس والفنون والريازة ما هي إلا إحياء للمؤسسة وجمع شمل أبنائها وبناتها.

تحياتي

398
الأخ لوسيان المحترم

تحية طيبة

يبدو لي ان تعقيباتك في هذه الصفحة ذات شأن عام ونزعتها الفكرية والمنطقية موجهة الى شعبنا بصورة عامة في إطار حوار معمق رفيع ومتسام مع الأخ سامي ديشو، لذا رأيت من الواجب الدلو بدلوي.

وأرجو ان تسمح لي تلخيص مع إعادة صياغة طفيفة لبعض المنطلقات والفرضيات الفكرية والفلسفية التي حاولت إدخالها في الحوار والتي أرى أنها مهمة للغاية وقد تشكل منطلقا لأرضية حوار بين الكلدان الذين يقفون اليوم في صفين مختلفين من سياج اللغة والتراث والطقس والفنون والريازة التي تشكل ركنا أساسيا للهوية.

الفرضية الأولى: كلما ازداد تعلق أبناء شعبنا بلغة الأجداد وبتراث الأجداد وطقوس الأجداد وبخصوصية الأجداد، زاد تعلق أبناء شعبنا بأرض الأجداد وكنائس الأجداد.

الفرضية الثانية: كلما قل تعلق أبناء شعبنا بلغة الأجداد وبتراث الأجداد وطقوس الأجداد وبخصوصية الأجداد، قل لا بل زال تعلق أبناء شعبنا بأرض الأجداد وكنائس الأجداد.

الفرضية الثالثة: إذا اردت ان تقنع أبناء شعبنا في الخارج بأن يخرجوا غدا في تظاهرات من أجل حقهم في العيش في أرض الأجداد ولكي يتضامنوا مع من بقي في الداخل ، فهنا المنطق يقول عليك اذن ان تشجعهم بأن يتعلقوا بما ورثناه من الأجداد، من لغة وتراث وطقوس لكي يتشجعوا اكثر وليتمسكوا اكثر بارض الأجداد وكنائس الأجداد.

الفرضية الرابعة: البطريركية التي لا تهتم بلغة الأجداد وتراث الأجداد وطقوس الأجداد، لا تهتم بأرض الأجداد ولا بعلاقة الذين هم في الشتات بأرض وكنائس الأجداد وكذلك لا تكترث إن ضاع وتشتت الكل بين لغات وثقافات وكنائس وميول شتى وصار الشعب والكنيسة في خبر كان.

الفرضية الخامسة: إذا اردت ان تقنع أبناء شعبنا في الخارج بأن يخرجوا غدا في تظاهرات من أجل حقهم في العيش في أرض الأجداد ولكي يتضامنوا مع من فضل البقاء في الداخل كي لا يهاجر الكل، فهنا المنطق يقول عليك اذن ان تشجعهم بأن يتعلقوا بما ورثناه من الأجداد، من لغة وتراث وطقوس لكي يتشجعوا أكثر وليتمسكوا أكثر بارض الأجداد وكنائس الأجداد. فالإنسان يكون متعلقا بأرض الأجداد لأنه يكون راغبا بممارسة خصوصيته هناك، في أرضه التي تحوي كنائسه القديمة وتراثه وطقوسه وذكرياته وذكريات اجداده وثقافته التي هي موجودة في تعابير لغته.

ولأن البطريركية في سياساتها وممارساتها تفعل عكس المنطق والحس السليم في الفرضيات الخمس التي أتيت بها حضرتك، فإنك تصل الى السبب والمسبب والنتيجة الحتمية للوضع المأساوي للشعب والمؤسسة الكنسية حيث تقول ما معناه:

البطريركية تلعب دورا كبيرا جدا جدا في عدم عودة أبناء شعبنا الى العراق، وتتحمل مسؤولية تشتت وتشرذم الشعب الكلداني والأزمة العارمة في مؤسسته الكنسية التي أساسها الموقف من اللغة والتراث والطقوس والريازة والفنون الكلدانية الكنسية.

تحياتي

399
لأخ بولص آدم المحترم

تحية طيبة،

ما يرد في تعقيبك من نقاط واقتراحات ينطبق على الواقع الاجتماعي للمكون الأشوري من شعبنا، حيث الالتزام باللغة يعد ركنا مهما من أركان الهوية (القومية).الأشقاء الأشوريين لهم مؤسسات مدنية ونلاحظ ظهور مؤسسات مثل هذه لدى الأشقاء السريان بمشاربهم المختلفة.

مع ذلك، يبقى للمؤسسة الكنسية دور مؤثر وكبير في الحفاظ على التراث والإرث الكنسي بلغته وفنون وطقوسه وريازته، وهذا ما نلاحظه لدى الأشقاء الأشوريين ولدى الغالبية من الأشقاء السريان حيث هناك هبة لدى الشق الأرثوذكسي والكاثوليكي في التمسك باللغة والإرث الكنسي الزاخر، الذي نشترك نحن الكلدان والأشوريين معهم فيه وفي اغلب حلقاته وأهم أركانه وهو اللغة.

الأشقاء الكلدان لا مؤسسات مدنية لهم ولن يكون. نتيجة لظروف تاريخية محددة، الكلدان لا وجود لهم خارج إطار المؤسسة الكنسية وإن تخلت المؤسسة الكنسية عن اللغة والطقس والتراث والثقافة الكلدانية، سيصبح كل شيء في خبر كان – وأخشى انه في طريقة الى ذلك؟
الدعوة الى الأشقاء الكلدان لاتباع الأخوة الأشوريين في تأسيس مؤسسات مدنية لا تعدو كونها التهرب من المسؤولية، لأن الدعوة بالأحرى يجب ان تكون للأساقفة الكلدان الى اتباع اشقائهم من الأساقفة الأشوريين في الحفاظ على الإرث الكنسي.

وتحدثت حضرتك عن اللهجة الدراجة، أقول حدثت نهضة كبيرة لدى الأشقاء الكلدان في مستهل القرن العشرين وحتى بداية السبعينيات منه بواسطة المؤسسة الكنسية لاستخدام اللهجة الكلدانية السهلية الساحرة وهناك مؤلفات كثيرة وإرث زاخر وغني في هذا المجال، ولكن مع الأسف حملة التعريب الهوجاء والشرسة في مستهل الثمانينيات  من القرن المنصرم والتي لا تزال على قدم وساق لم تطمس كل هذا التراث فحسب بل لم تعد تشجعه ووصل الأمر الى تفضيل الدخيل والأجنبي وبلغات شتى عليه.

تحياتي

400
أخي العزيز يوحنا أراك متفائلا جدا حيث تتحدث عن مسافة قرن من الأن عن الذي سيحل بالكلدان ومؤسستهم الكنسية إن غادروا لغتهم وتراثهم وفنونهم وطقوسهم وثقافتهم.

الفأس يسقط على الرأس الأن أي في الحاضر الذي نحن فيه، وأنظر التسرب والهجرة من المؤسسة الكنسية في داخل العراق لما تبقى من شعبنا الى درجة ان أي احصاء موثق ورصين سيكون بمثابة كارثة لأعداد الكلدان الذين تركوا وهاجروا مؤسستهم الكنسية.

أما في الشتات فحدث ولا حرج.

اليوم الذين يتقنون لغتنتا وتراثنا ومصرين على التمسك بهويتهم ولغتهم هم القلة وأغلبهم قد وهن العظم منهم وأشتعل رأسهم شيبا.

من النادر ان ترى في مجموعة كلدانية تتقن اللغة وتمارس الطقس والتراث (المقومات الأساسية للهوية) شبابا يافعين من الجيل الثاني، أي ولدوا في بلدان الشتات.

وأجزم أننا اليوم أكثر شعوب العالم أمية بقدر تعلق الأمر باللغة الأم والأمية في صفوفنا قد تصل 99.99 في المائة.

حقا، إن أردت ان تبلبل شعبا بلبل لغته، وهذا كان أقسى عقاب أنزله الله على أهل بابل وشتتهم وأنهى مشروعهم.وما يحدث للغتنا وطقسنا من طمس وتهميش وأستبدال بالدخيل والأجنبي يشبه تماما ما حل بأهل بابل، ونحن ندعي أنهم أجدادنا، وهكذا يكرر التاريخ نفسه.

شكرا لتنويرنا بأهمية اللغة وكونها ركنا أساسيا من أركان الهوية والوجود لأي أمة، وأستبدالها هو استبدال للهوية والثقافة والوجود.

تحياتي

401
لأخ نوار حنا بطرس المحترم

تحية طيبة

تعقيبك مهم ويؤشر الى الخلل، بيد ان الخشية هي أن الذين في يدهم تصحيح المسار، كما تومئ بين السطور، قد خرجوا عن طور الحب والاعتزاز باللغة والموروث والطقس والتراث والميراث – الذي من خلاله نعرف من نحن ودونه لا نساوي شيء، كما هو شأن أي مؤسسة او أمة حية تحترم نفسها – وتقمصوا طور وثوب كره الموروث والنظرة إليه بدونية والنظرة الى الدخيل والأجنبي من لغة ونصوص بتسام واحترام.

وتذكر حضرتك امثلة كثيرة وتقدم اقتراحات، ولكنني أخشى أن الطرف المقابل يتصور أنه لا يملك العلم والمعرفة فحسب بل يحتكرها، وهذه أخطر مراحل الاضطهاد الثقافي واللغوي، وهو أقسى أنواع الاضطهاد.

الموقف السلبي من اللغة والثقافة والطقس والموروث الذي جرى تأسيسه في السنين الأخيرة لا أركان منطقية ورعوية وكنسية له ويتعارض حتى مع القوانين الكنسية للكنيسة الجامعة، ولكن يبدو ان هناك إصرارا كبيرا على المضي بحملة التعريب الشرسة الى نهايتها– ليس تفضيل العربية فحسب بل تفضيل أي لغة وأي ممارسة أخرى على تراثنا الزاخر والغني.

أكاد أجزم أن ليس هناك امرء او مسؤول في أي شعب او مؤسسة في الدنيا ينظر هذه النظرة الدونية السلبية الى تراثه ولغته وميراثه وطقوسه وينعتها بصفات غير حميدة – لا أريد اقتباسها لأنها مهينة بحق الكلدان حقا؛ ولا أظن هذا يحدث لدى أي شعب او مؤسسة إلا لدى الكلدان ومؤسستهم الكنسية.

وأقول لحضرتك إن طقوسنا ونصوصنا وتراتيلنا وأناشيدنا هي أقرب إلينا في العصر الذي نحن فيه من العصر الذي كتبت فيه، وإنها أسمى في كل المضامير لغة ومعنى وقربا من المسرة والبشارة من الهزيل من النصوص وبلغة ركيكة هجينة التي تفرض علينا حاليا.

تحياتي

402
الأخ سامي ديشو المحترم

تحية طيبة،

كنت امل ان تدلني على إشارة واحدة او دليل يتيم حول ما تقول إنه تضخيم من قبلي لهكذا مواضيع.

وكيف ان الدعوة الى الالتزام بالموروث واللغة والتراث والطقس وعدم تهميشها وتشويهها ما هي  "إلا للإثارة وتحريض المؤمنين ضد الرئاسة الكنسية؟"

هل المؤمنون بهذه البساطة حيث مقال في منتدى يقرأه عدة مئات من الأشخاص يحرضهم ضد الكنيسة والدين والمذهب؟ لو كانت الأمور بهذه البساطة، لما بقي دين ومذهب ومسؤول ورئيس في منصبه في الدنيا.

أنا أستطيع من اجل المحاججة أن أعيد صياغة ما كتبته وأقول إن دفاعك، الذي ومن وجهة نظري، يفتقر الى المنطق والحس السليم عن ما يراه الكثيرون من الكلدان أنه تشويه وحملة تعريب هوجاء وشرسة بحجج واهية ما هو " إلا للإثارة وتحريض المؤمنين ضد الرئاسة الكنسية."

أسهل شيء للهجوم والشخصنة والمباشرة وفقدان المنطق والأتيان بالحجة مقابل الحجة هو تكرار اقوال او أسطوانات مشروخة غايتها النيل من تدين الأخر والإدعاء بالتدين الظاهري والولاء والادعاء أن منتقدنا ضد الدين والمؤسسة الدينية  والكنيسة ورئاستها وغيره. هذا لا يصح، لان الدين والمذهب والمؤسسة الدينية التي يهزها مقال في منتدى مداه لا يتجاوز بضعة الالاف من شعبنا المسكين الغلبان والمغلوب على أمره حقا أساسها الرمل وليس الصخر. 

أما كوني أضع نفسي ندا ، فلا والله أنا لست ندا لأن البطريركية هي التي تملك  مفتاح الحل وحلحلة الوضع المتأزم جدا الذي تمر فيه مؤسسة الكنيسة الكلدانية، هذا لو أرادت ذلك، وأمل ان يجتمع البطريرك  بمعارضيه من الكلدان وهم كما يؤشر في منشوره الأخير "كنيسة اللغة أم لغات الكنيسة؟" كثر وفي زيادة مضطردة ولا أظن سيرتاح لهم بال ما لم يغير موقفه من اللغة والتراث والطقس والريازة الكنسية، وهم أبنائه وبناته في نهاية المطاف.

وأسألك وباحترام والمحبة التي تجمعنا: متى مارس البطريرك ساكو لغة وطقس وأزياء وريازة  شعبه وكنيسته ومتى صار مثلا قدوة لهذه الممارسة؟ والتراث هنا لا أعني الطقس او اللغة الرسمية الفصحى فحسب بل أيضا التراث الثري باللهجة الكلدانية . متى مارسه ومتى دعا الكنائس وشعبه الى التشبث به وعدم السماح بإحلال الدخيل من اللغة والتراتيل محله.

من منا سمع مرة واحدة الجوق البطريركي ينشد من تراثنا او رأى البطريرك يقيم احتفاء دينينا قداسا كان او أي ممارسة أخرى بلغتنا وكما ورثناها من اجدادنا؟

كلما زاد بعد البطريرك عن تراث ولغة وطقس وفنون كنيسته وشعبه وزاد تهميشه لها، قلت مكانته في عيون الكلدان وزادت وتيرة النقد والهجوم على سياساته وممارساته.

ما هو الداعي للكلدان في ألمانيا والسويد وفرنسا وغيرها من دول الشتات وحتى في أرض الأجداد  وغيرها من الدول البقاء في مؤسسة تبدل وتهمش وتشوه لسانهم وطقوسهم وتراثهم وثقافتهم بحجج واهية مثل التأوين، وهذا ما نلاحظه حيث هناك تسرب وهجرة كبيرة صوب الكنائس الأخرى  – والبطريركية على دراية تامة بذلك.وأظن أن السبب الرئيس في هذا هي السياسات والممارسات الحالية والموقف السلبي جدا للبطريركية من التراث واللغة والفنون والطقس والميراث والثقافة الكلدانية.

تحياتي

403
حول المنشور البطريركي المعنون: "كنيسة اللغة أم لغات الكنيسة؟"

أشار بعض الأخوة الى المنشور البطريركي الأخير https://saint-adday.com/?p=37588 وكأنه تعقيب على هذا المقال، علما حسب ظني فإن المنشور ظهر بفترة قصيرة قبل أن يرى المقال في هذه الصفحة النور.

وفي الحقيقة والواقع، فإن هذا المنشور بالذات أي "كنيسة اللغة أم لغات الكنيسة؟" رد على النقد الكبير والمتعاظم والمعارضة الكبيرة لتوجهات وسياسات وممارسات الإدارة البطريركية الحالية وموقفها السلبي من الطقس واللغة والميراث والإرث والثقافة الكلدانية التي هي هدف حملة شرسة لتعريبها وتشويهها وتهميشها، ويأتي هذا النقد والهجوم في مواقع التواصل الكلدانية وشخصيا لا دخل لي بها لأنني أساسا لا استخدم هذه المواقع.

وما نقرأه في مواقع التواصل الخاصة بالكلدان وبعض المنتديات الكلدانية هو جزء من المعارضة المتنامية للإدارة البطريركية الحالية وصل الى درجة تأليف كتب خاصة وتوزيعها على نطاق واسع. بعض المواقع الكلدانية في التواصل الاجتماعي وغيره تنشر أمورا خطيرة وصلت الى الشخصنة ونشر الغسيل. إنها مخجلة ومرعبة في آن لأنها تؤشر الى تاريخ قريب والكثير منا شهود له .... ولا أقول أكثر من هذا. أنا لا علاقة لي في ما تكتبه المواقع الكلدانية المعارضة من تقارير، وما يكتبونه ويقولونه امر جلل وخطير، ولست في مرد دحضه او تثبيته.

وشخصيا لا علاقة لي مع هذه الكتابات التي كان يجب على البطريرك ساكو كأب ان لا يسمح للأمور أن تتطور الى هذه المنحنيات الخطيرة، وأمل ان تعيد البطريركية النظر في مواقفها وممارساتها من التراث والطقس واللغة والفنون والريازة الكلدانية وترفع نير التأوين لأن لا أظن أن الأصوات الكلدانية المعارضة ستسكت  إن استمر النهج الحالي المتمثل بالهجمة الشرسة على التراث واللغة والطقس وحملة التعريب الشرسة أيضا التي لا تزال على قدم وساق.

وقد عرج بعض الأخوة المعلقين على المنشور البطريركي الأخير المعنون "كنيسة اللغة أم لغات الكنيسة؟"  وكأنه يؤشر الى موقف جديد حول التراث واللغة والطقس والفنون والريازة الكلدانية التي هي محور الخلاف بين البطريركية وجمهور عفير من معارضيها وجلهم كلدان، أي، اتباعها، بناتها وأبنائها.

ليس هناك أي التزام باللغة والطقوس والفنون والتراث فيه، بل هناك كما يبدو دعوة أكثر من مبطنة الى استبدال اللغة والثقافة والتراث الكنسي الكلداني الزاخر بالأجنبي والدخيل والتعامل مع التراث الكنسي وكأنه عجينة في إمكان أي كان صنع منها ما يريده من شكل او تمثال، حسب ما يلائم.

والمنشور من وجهة نظري لا يقدم ولا يؤخر وهو حتى لا يساوي بين لغة شعبه وكنيسته ولغات أخرى بل يمنحها الأفضلية بين الأسطر حيث يدعو صراحة إلى التخلي عن اللغة والطقس والتراث وذلك لأنه يبدو أنه يرى في استخدم " الفرنسية والالمانية والسويدية والفلامكنية" والعربية في مقدمتها أمرا محببا جدا وأكثر نجاعة، وهذا ما يقوله، فماذا أبقى للكلدان؟

وهنا انا لست في صدد الرد على المنشور، لان كالعادة فيه مغالطات تاريخية كثيرة، وإشارات غير موفقة الى المجمع الفاتيكاني الثاني واقتباسات خارج سياقها جرى مدها ومطها خدمة لأهداف ومواقف شخصية اثبتت التجربة بطلانها كما هو الحال في أغلب البيانات والمنشورات البطريركية، ولكن سأعزف عن الإشارة إليها.

لا أريد المزيد لأنني حقا أريد فتح صفحة جديدة والدخول في حوار، لأن الذين يقفون على جانب السياج الذي أنا فيه جمهرة كبيرة من الكلدان ومعهم أساقفة وكهنة وشمامسة وكل يوم اعدادهم في ازدياد. والمعارضون جلهم كلدان.

تحياتي

404
الصديق يوحنا بيداويد

أفضل ردعلى على مقالك المهم هذا هو اقتباس من تعقيب لك في مكان أخر وأنقله هنا كما هو:

الامة التي تأكل من فتاة الامم الاخرى هي بين الامم الزائلة.
اية امة او شعب او حتى انسان يجهل اهمية التاريخ سيجهل  الحقيقة او حتى ظلالها كما يقول افلاطون ( بالنسبة له لا يمكن الوصول اليها مطلقا في هذا العالم).

وكما قلت في الندوة التعريفية للرابطة الكلدانية في ملبورن قبل حوالي  شهر: " اي شعب او  اية امة تفقد لغتها تفقد روحها، فلا وجود  هوية لاي شعب او قوم بدون  وجود اللغة ).

شكرا لمقالك الذي يركز بصورة تحليلية عن اهمية اللغة في ضمير الشعوب.

المخلص
يوحنا بيداويد

شكرا لكم

405
قرائي ومتابعي الكرام

تحية طيبة،

تغمرني السعادة ان يتحول موضوع اللغة والتراث والطقس والفنون ولإرث الكنسي الذي نملكه الى موضوع ساخن للمناقشة.

فقط أريد التوضيح أن اللغة ليست ابدا وسيلة للتواصل فحسب. إنها العمق التاريخي والثقافي والاجتماعي والأدبي والفني لأي شعب. اللغة التي نتبناها تقرر لنا هويتنا وثقافتنا.

فقداننا للغتنا معناه فقداننا لثقافتنا وعمقها التاريخي برموزه وممارساته التي تشكل هويتنا. اللغة هي الهوية وهي الثقافة التي تشكلنا ونحن نشكل ونكون اللغة التي نتبنناها.

ومن هذا المنطلق، يكون مثلا جبران خليل جبران عربيا هوية وثقافة رغم كونه مسيحيا سريانيا. إن كان مارونيا، مثلا، هذا لا يعني أن ثقافته مارونية ابدا. اللغة التي كتب بها جبران هي هويته ولهذا يعد جبران عملاقا وفطحلا ومفكرا وعلما من أعلام الأدب العربي المعاصر، يحبه العرب وهو مادة تعليم وتدريس في المناهج على طول وعرض البلاد التي تنطق بالعربية.

وقس على ذلك أي شخص يتبنى العربية أو أي لغة أخرى او يستبدل لغته الأم بها. تصبح اللغة الجديدة هي هويته.

وبما أن المقال هذا يخاطب الكلدان، فإن الدعوة الى تبني لغات أي كانت معناه تبني هويات مختلفة على حساب هويتنا الكلدانية.

وعليه، فنحن الكلدان الذين لا نعرف لغتنا لم يعد بمقدورنا معرفة ما هي هويتنا، وستتحكم فيها، إن لم تكن قد تحكمت للتو، اللغة التي تبنيناها كي تحل محل لغتنا، أي العربية مثلا.

ولهذا، لأننا استبدلنا لغتنا القومية بالعربية تصبح قوميتنا (هويتا) عربية مهما ادعينا أننا كلدان، هذا لن يشفع لنا لأن ثقافتنا أصبحت عربية حيث نعرف الكثير عن الشعر العربي والتاريخ العربي والثقافة العربية والرموز العربية والفنون العربية والشعائر العربية والأمثلة العربية واللغة العربية أما كلدانيتنا كثقافة فإننا بتنا لا نعرف عنها أي شيء.

ومن هنا خطورة التعريب وحملة التعريب الشرسة التي تعرض ويتعرض لها الكلدان ومؤسستهم الكنسية في السنين الأخيرة. وسأعرج على هذا عند التعقيب على الردود.

وتغمرني السعادة ان المقال هذا له ردود، ثلاث مقالات منفردة في المنتدى حتى الآن، ووصل عدد التعقيبات الى حولي 30 تعقيبا.

نعم، أن مسألة اللغة والطقوس والفنون والريازة والثقافة والإرث الكنسي الكلداني الذي يتعرض حاليا إلى حملة وهجمة شرسة لإلغائه وتهميشه وتشويهه وتعريبه واستبداله بالدخيل والهجين، نعم تحتاج الى نقاش وحوار ولجان مختصة عسى نتمكن من إنقاذ ما يمكن انقاذه بعد الهدم الذي حدث.

تحياتي


406
المـكـلــّـف بالـهـدم يجـب أن يهـدم

الأخ مايكل سيبي المحترم

تحية طيبة

الذي يهمش او يلغي او يستبدل او يمقت نصوصنا وفنوننا ولغتنا وتراثنا – وكلها ذات طابع مسيحاني كنسي – من اجل عيون لغات دخيلة او نصوص هجينة ويدعو الى استخدام أي لغة كانت او أي نصوص او فنون كانت نعم غايته الهدم وليس البناء.

إن اردت ان تهدم أو تدمر شعبا او مؤسسة كما هو الوضع المأساوي لشعبنا الكلداني ومؤسسته الكنسية بلبل لسانهم وهذا ما يحدث الأن، وهذه كانت أقسى عقوبة لأهل بابل عندما بلبل الله لسانهم وتشتتوا في وجه الأرض.

والدعوة لا بل فرض ألسنة او لغات شتى ونصوص وممارسات لم ينزل الله بها من سلطان  يبلبل الشعب الكلداني ومؤسسته الكنسية ولن يمضي وقت طويل وبمسافة جيل واحد إلا ويكون كل شيء قد تبلبل أي زال وأصبح في خبر كان.

إن أردت ان تهدم شعبا او مؤسسة بلبل لسانها ونصوصها وثقافتها وفنونها وطقوسها وهذا ما يحدث لنا ككلدان ومؤسسة كنسية.

وما لا أفهمه هو أين صارت قرارات السينودس الوحيد الذي حضره كل الأساقفة الكلدان في عام 2017 وتوقعنا كلنا مرحلة جديدة من التآزر والتكاتف للحفاظ على موروثنا اللغوي والثقافي والأدبي والفني الكنسي، هويتنا المشتركة الوحيدة كشعب كلداني ومؤسسة كنسية كلدانية حيث اتى في القرار رقم 8 http://saint-adday.com/?p=19673 : "درس الإباء الوضع العام في العراق وسوريا وإيران وبلاد الانتشار ومستقبل المسيحيين والكلدان بشكل خاص، واكد الإباء على التمسك بالهوية الكلدانية واللغة قدر الإمكان." بحق السماء ما الذي يحدث وكيف ولماذا يقف الآباء (الأساقفة) موقف المتفرج والهجمة على تراثنا وثقافتا في استفحال والتعريب الشرس على قدم وساق. من نصدق؟ وهل هناك من يشرح لنا ماذا يحدث في الكواليس ووراء الكواليس؟

تحياتي


407
قرائي ومتابعي الكرام

أعدت نشر هذا المقال مع مقدمة قصيرة ردا على ما أتى في تصريح للسيد ماهر يوسف، مسؤول إعلام البطريركية، الذي يقول فيه إن لا علم له في سبب التغيير المفاجئ الذي طرأ على موقفي من السدة البطريركية.

هذا المقال كان قبل حوالي خمس سنوات، كتبته بكل محبة تابع أمين أشدد فيه على "ولائي وحبي لكرسي اجدادي، كرسي كنيسة المشرق الذي تمثله رئاسات ثلاث اليوم – الكلدانية والاشورية والقديمة... لا مساومة على الولاء لكرسي ساليق/قطيسفون لأنني اعرف نفسي وهويتي – كما عرفتها أعلاه". بيد أنني سأعزف هنا عن الإشارة الى الرد السلبي الذي اتى من البطريركية والمواقف والممارسات التي أعقبته، لأنني حقا أريد فتح صفحة جديدة.

وفتح صفحة جديدة يعني ان تقبل البطريركية تدشين حوار جديد معمق مع الذين يقفون في الصف الأخر من سياجها (أي كلنا ضمن السياج الواحد) حول هذه المسألة الوجودية بالنسبة الى الكلدان ومؤسستهم الكنسية.

وهنا أنا لا أضع نفس ندا او مساويا لها كمؤسسة. أنا لا مؤسسة لي ولا حزب او مجموعة، ولكن هناك في صف السياج الذي أقف فيه مجموعة كبيرة جدا من الكلدان، أساقفة وكهنة ورهبان وشمامسة وجمهور غفير وأجزم أنهم الأغلبية، كل هؤلاء يرون في السياسات والممارسات البطريركية في السنين السبع الماضية فيما يخص الميراث واللغة والثقافة والطقس الكلداني خطرا وجوديا على حاضر ومستقبلهم ككلدان وأعضاء في مؤسسة كنسية يحبونها حبا جما.

إن كانت البطريركية حقا تبحث عن أبنائها وبناتها وترغب في لم شملهم، حان الأون لفتح قناة تواصل معهم وتشكيل لجان من أصحاب الاختصاص لإنقاذ الوضع.

ولا أظن أن أي من المرتكزات التي تستند إليها البطريركية في تهميشها وتعريبها وتشويهها الخطير للتراث والطقس واللغة والميراث والهوية يدعمها الحس السليم والمنطق والقوانين والتاريخ ومسيرة الشعوب والمؤسسات وكذلك مسار وتوجه الكنيسة الأم، الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.

كل ما تأتي به البطريركية لتبرير سياساتها وممارساتها في هذا المضمار لا يعدو كونه حجج واهية وفي الإمكان تفنيدها بسهولة.

وختاما، أرى ان المقال هذا بدأ يأخذ مداه أيضا من خلال التعقيبات التي سأعرج عليها وكذلك حيث ظهر حتى الان مقالين وأحدهما للأخ يوحنا بيداويد والأخر للأخ اسطيفان هرمز، وهذه ظاهرة مرحب بها في الطرح والمناقشة اتفقت مع توجهنا أم عارضته.

تحياتي


408
الكلدان في خطر! (كي يطلع شعبنا الأبي على تاريخ وحيثيات الموقف والخلاف بيني وبين البطريرك ساكو)

إذ كان كثيرون قد كتبوا وعقبوا على الخلاف الظاهر بيني وبين سياسات ومواقف وممارسات البطريرك لويس ساكو حول اللغة والميراث والتراث والفنون والطقس الكنسي الكلداني كما سلمه إلينا اباؤنا القديسين منذ القدم الذين لولاهم لما حفظنا على مسيحيتنا وهويتنا المشرقية كلدانا أم أشوريين أم سريانا، ارتأيت أن اضع امام شعبنا الأبي تاريخ وحيثيات والأسباب التي جعلتنا نفترق.  وقع الخلاف الظاهر قبل حوالي خمس سنوات كما يظهر من المقال أدناه الذي أعيد نشره، أملا ان تنظر البطريركية في الأمور المثارة فيه من خلال التواصل والنقاش والحوار لأنها في وجهة نظر أغلب الكلدان بمثابة ثوابت لا يمكن التنازل عنها ونقطة خلاف جوهرية مع الصرح البطريركي.  ونظرة سريعة على التعقيبات التي وردت على المقال يلاحظ القارئ اللبيب أن التراث واللغة والفنون والطقس والميراث الكلداني قاسم مشترك يتفق عليه أغلب الكلدان ويجمعهم لا بل هو الرابط بينهم دونه تنفك الأواصر ويتشتت الشمل وتصبح الوحدة التي ننشدها كلنا أمرا مستحيلا ليس ضمن نطاق ميولنا وتسمياتنا ومذاهبنا المختلفة فحسب، بل حتى ضمن نطاق مكون أصيل مثل الشعب الكلداني ومؤسسته الكنسية.


https://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=791774.0

*******


الكلدان في خطر!

ليون برخو
جامعة ينشوبنك – السويد

توطئة

نحن كشعب بأسمائنا ومذاهبنا المختلفة نمر في مرحلة خطيرة. ولكن الخطر الذي يداهم الكلدان، وهم مكون اصيل من شعبنا، خطر وجودي. ان لم يستلحق الكلدان ويشمروا عن سواعدهم، فإن وجودهم كشعب ومؤسسة كنسية وثقافة وليتورجيا وهوية وطقوس ولغة سيصبح في خبر كان.

والمتابع لما اكتبه لا بد وأن لاحظ انني اربط وجود أي شعب او امة او هوية او قومية بالتشبث بالثقافة والتقاليد والطقوس ومن ضمنها الآداب والشعر والفنون والغناء والأناشيد وحتى الأزياء وأسلوب الحياة الذي يتراكم بالتراكم الثقافي الذي يميز امة عن أخرى.

وخير ما يمثل الثقافة هي اللغة وما تكتنزه لنا من شعر وعلم وأدب وطقوس وفن وليتورجيا واعلام وغيره. قد يتمكن العدو من قتلنا جسديا وتهجيرنا – وهذا ما يحصل الأن لنا كما حصل ذلك طوال التاريخ.

بيد ان قتل الجسد والتهجير والاضطهاد – الذي كان ولا يزال جزءا من تاريخنا ووجودنا – لا ينهي وجود امة وشعب وهوية. الذي يقتل شعب وامة هو الذي يقتل الثقافة والطقوس والهوية المتمثلة باللغة وما تكتنزه حسب تعريفنا اعلاه.

اليوم الكلدان ثقافة ولغة وليتورجيا وطقوس وهوية في خطر. ومع الأسف أرى ان الخطر المحدق بالكلدان من حيث ثقافتهم وهويتهم ولغتهم وليتورجيتهم وطقوسهم وادبهم وشعرهم وفنونهم وغيره يأتي من داخل البيت الكلداني ومن ذات المؤسسة التي واحد من واجبتها يجب ان يكون كما كان طوال التاريخ الحفاظ على الطقوس والهوية والثقافة واللغة رغم الشدائد والهزات وحملات الإبادة والاضطهاد والتهجير الذي تعرضنا له ونتعرض له.

وما حفزني على كتابة هذا المقال وقرع جرس الإنذار هو ما ورد في اخر بيان او مقال في موقع البطريركية الكلدانية في الإمكان الاطلاع عليه على الرابط 1 ادناه لا سيما الحقل تحت عنوان: "مسألة الطقوس الكنسية" والذي أدرجه ادناه:

"طقوسنا كانت بالسريانية الشرقية وبعضها ترجم الى العربية والى السريانية المحكية ( سورث). أما اليوم فإن الغالبية لا تفهم هذه اللغة، ليس فقط من المؤمنين، لكن لا يملك ناصيتها العديد من الكهنة ممن يمارسون الصلوات الليتورجية باللغة الطقسية الأصلية. المؤمنون بحاجة لا فقط الى ترجمة الطقوس ترجمة حرفية، بل الى التأوين والتجديد لتتلاءم مع ثقافتهم الجديدة وحساسياتهم وواقعهم. فنحن بحاجة الى طقس مفهوم بالعربية والإنكليزية والكوردية والفرنسية والألمانية والفارسية والتركية والهولندية والفلامكنية.... الخ. وهذا ليس سهلا فمعظم طقوسنا تعود الى القرن السابع واعدت لمجتمع زراعي ولا تتماشى مع ثقافة المجتمع الجديد وعقليته وتنوعه. المهم ان نساعد مؤمنينا على الصلاة وليس على أداء طقوس غير مفهومة ولا تشدهم وتغني روحيتهم. الطقوس من اجل الانسان وليس العكس كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم.


السياق

وقبل الولوج في الموضوع من أوسع ابوابه اود القول إن ما اتى في السياق العام للرابط فيه نقاط مهمة وصحيحة وذات فائدة وتبرهن ما ذهبت اليه في كتاباتي في هذا المنبر. قد تحتاج الى بعض الشرح لوضعها في سياقها الصحيح.

وأمل ان يتسع صدر البطريركية للنقد. وأمل أيضا ان لا تتعجل بالرد كما هو شأنها اغلب الأحيان. الاعلام سيف بتار قد يرتد على صاحبه إن لم يستخدم بحكمة وروية.

وانا أرد على نقاط محددة، هذا لا يعني ابدا ان ولائي وحبي لكرسي اجدادي، كرسي كنيسة المشرق الذي تمثله رئاسات ثلاث اليوم – الكلدانية والاشورية والقديمة – قد شابه وهن او ضعف. لا مساومة على الولاء لكرسي ساليق/قطيسفون لأنني اعرف نفسي وهويتي – كما عرفتها أعلاه – من خلاله.

واظن ان الكثير من القراء – ان لم يكن كلهم – يضعونني في خانة المدافعين لا بل المستميتين في الدفاع عن كرسي بابل على الكلدان لا سيما في الصراع والأزمة التي لا زالت مستمرة حول السلطات والحقوق المؤسساتية للبطريركية على كافة الكلدان حيث تواجدهم لأننا اصبحنا شعبا مهاجرا يعيش اغلبنا في الشتات ومناطق متباعدة جغرافيا وغير مرتبطة ادارة وتنظيما ببعضها وتنسيقا ومنسلخة عن الرئاسة (الكرسي) في بلد الأجداد.

وأمل ان تنظر البطريركية من هذا المنطلق بالذات – أي ان النقد ادناه يأتي من محب لها ومدافع عنها. وفي الحقيقة انني أرى اغلب النقد الذي اتاها حتى الأن من هذا المنطلق. المؤسسة البطريركية بالنسبة للكلدان جزء من الوجود والهوية والثقافة حسب تعريفي لها.

استخدام الإعلام


بالطبع هناك الكثير من المقالات والبيانات الصحافية وغيره تصدرها البطريركية، واعلاميا هذا خطأ. اكاد اجزم ان عدد الردود والبيانات والتصريحات وغيره التي أصدرتها البطريركية قد يفوق ما صدر عن الناطق الرسمي باسم الحكومة في العراق او باسم حكومة الإقليم في كردستان العراق.

لن اتحدث عن أثر هذه التصريحات والبيانات والمقالات ولكن تحليلا خطابيا معمقا لها يظهر ان البطريركية في صراع دائم وعلى عدة جبهات في آن واحد. وأحيانا هي في صراع حتى مع نفسها. ولا تكاد تهدأ جبهة حتى تفتح جبهة أخرى.

وهذا دليل ايضا على ان البطريركية لا تكاد تنتهي من ازمة حتى تقحم نفسها في ازمة أخرى. وبدلا من التركيز على ازمة واحدة، تحاول معالجة عدة أزمات في آن واحد. ولن نجافي الحقيقة إن قلنا انها فشلت في حل او حلحلة أي من الأزمات التي تناولتها. خرجت من كل الأزمات وبعد صراع مرير مكسورة الجناح، ومنها الخلاف مع ابرشيات في المهجر والخلاف مع الفاتيكان المتمثل بالمجمع الشرقي ووزيره وغيرها من الأزمات.

الشعارات


وحتى الشعارات التي رفعتها والتي توسمنا خيرا فيها بقيت شعارات. لا الوحدة تحققت وأخشى انها لن تتحقق ولا الصلاحيات البطريركية المسلوبة والمناطق المغتصبة تم اعادتها. ولم يتحقق أي شيء من الأصالة.

بالعكس نحن مقبلون على خطر محدق والذي انا بصدده وهو التجديد والحداثة، بمعنى ان كل ما لدينا من ثقافة وطقوس ولغة وأناشيد وفنون وفلسفة ولاهوت تضمه ثنايا ليتورجيتنا وطقوسنا المقدسة هو "زراعي"، أي قروي متخلف علينا استبداله وتغيره وترك لغتنا وثقافتنا وطقسنا أي هويتنا واستبدالها بهويات (لغات) شتى (انظر الرابط 1 والاقتباس اعلاه).
 
الهجرة والشتات


لا اظن ان البطريركية حققت أي تقدم او نجاح يذكر في كل النقاط المذكورة في الرابط. الكلدان غالبيتهم في المهجر وليس بلد الأجداد. في المهجر كما في العراق هم مشتتون متباعدون حتى ضمن الدولة الواحدة ولم تحصل البطريركية على اية صلاحيات لتنظيم شؤونهم. بالعكس الأمور تشير الى تقليصها أكثر والصدام او الصراع المستمر والمتزايد مع الأبرشيات وبعض الالكيروس خير دليل وعدم التوافق والتباعد ضمن منطقة جغرافية واحدة في الإدارة والتنظيم واللغة والليتورجيا كما هو الحال في أوروبا مثلا دليل اخر.

اما الهجرة فليس بإمكان البطريركية ايقافها. نعم نقف اجلالا لما قامت به الكنائس بصورة عامة من اجل المهجرين ولكن كل الحلول وقتية ولن يمضي وقت طويل حتى يفرغ البلد تقريبا من كلدانه ومسيحيه.

الخطوط التي تمسك بالفوضى في المنطقة أكبر من حجمنا ومن حجم أي من مؤسساتنا بكثير وأكبر من حجم الحكومات هناك وحجم الأديان والمذاهب الكبيرة والقوميات التي تضم عشرات الملايين. نحن لسنا جزءا من الحل ولا المشكلة ولا تكترث أي مؤسسة او دولة غربية او شرقية دينية او مدنية لنا ولوجودنا وإن اجتمعنا بهم او اجتمعوا بنا وإن كتبنا لهم وكتبوا لنا فذلك لن يقدم او يؤخر في الأمر شيئا.

أمور إيجابية؟


بالطبع هناك افرازات ومخارج إيجابية لما قامت به البطريركية. كثرة خطابها الإعلامي ودخولها في حوار مع منتقديها كانت له ثمار طيبة رغم ان هذه الإيجابيات أتت عكس ما كانت تهدف اليه البطريركية. 

فمثلا، وبعد اخذ ورد وكتابات عارضها البعض بشدة وبأسلوب غلبته الشخصنة والمباشرة اعترفت البطريركية ذاتها ان هناك خط فاصل بين الكنيسة كرسالة انجيلية سماوية رسولية والكنيسة كمؤسسة أرضية حيث تؤكد البطريركية – وحسب معلوماتي هذه اول مرة – وبشكل شبه قطعي قائلة إنه "لا بد ان نميّز بين الكرسي الرسولي ودولة الفاتيكان". (رابط 1)

هذا امر جيد. لأن الكرسي يمثل رسالة السماء والدولة تمثل مؤسسة شأنها شأن أي دولة او مؤسسة أخرى. والفاتيكان حقا دولة، صغيرة ولكنها كبيرة ومؤثرة جدا، فيها مجلس وزراء ورئس وزراء ورئس دولة ووزراء الخارجية والمال والمستعمرات وفيها أيضا دائرة كبيرة بمثابة وزارة تعني بشؤون التجسس والمخابرات ولها علاقات وطيدة مع دوائر المخابرات والتجسس في العالم.

بيد ان البطريركية تفشل، في رأيي الشخصي ومن خلال قراءتي، في وضع الثورة الكلدانية ضد هذه الدولة ضمن سياقها التاريخي.

تقول البطريركية إن واحدا من البطاركة الكلدان العظام وهو "يوسف اودو قام بالتصدي الشجاع لهذه الظاهرة" أي ظاهرة ان تقوم دولة (دولة الفاتيكان) باستعمار مناطق وثقافات لا تعود لها بغية تطويعها وتغيرها وفرض ثقافة وليتورجيا وهوية بديلة دخيلة اجنبية عليها.

لقد كتبت عن هذه الثورة المباركة كثيرا وانا سعيد جدا ان ارى البطريركية اخذت بذكرها والتنويه بها. ولكن لنكن حذرين عند التعامل والتحدث واحياء هذه الثورة. أنها لم تكن من اجل السيطرة على كاهن هنا وكاهن هناك. كانت هذه الثورة من اجل الثقافة والطقوس والليتورجيا واللغة والهوية التي تميز الكلدان كشعب وكنيسة.

لقد نهض البطريرك الغيور اودو وثار ضد اللاتين وتدخلهم السافر في الشؤون الطقسية ومحاولتهم تبدليها والغائها وفرض اللاتينية محلها. هذا ما قاومه البطريرك بشدة ولولاه لكنا كلنا اليوم ومعنا كل الكنائس الشرقية الكاثوليكية لاتينية صرف من حيث الثقافة والطقوس.

نعم فشلت ثورته واسبابها كثيرة ولكنها نجحت الى حد ما في الحفاظ على الليتورجيا والطقوس والثقافة والهوية والفنون والاعلام الأناشيد واللغة كما اتتنا من ابائنا وقديسينا وملافنتنا العظام. ولكن قائدها خسر الصراع من اجل الاستقلال في إدارة وتنظيم مؤسسته الكنسية واضطر الى التنازل عن مناطق شاسعة وملايين الأتباع وخسر السلطة على الأساقفة. كان البطريرك اودو همه الأول الحفاظ على اللغة والثقافة الكلدانية والطقس الكلداني والهوية الكلدانية وحارب ودخل في صراع مرير مع دولة الفاتيكان من اجل ذلك.

لم يمس الكرسي الرسولي في روما ابدا، أي رسالة الانجيل، ولكنه كان قاسيا جدا على دولة الفاتيكان وحملاتها التبشيرية المدعومة من دول استعمارية لا سيما البرتغال حيث أطلق عليهم كلمات قاسية واوصاف يستحقونها مثل "الذئاب بلباس الحملان" و "الكروم الملعونة" و"المجرمين" فقط لأنهم ارادوا التلاعب بثقافتنا وطقسنا وليتورجيتنا ولغتنا ورموزنا واناشيدنا وانافوراتنا ومخطوطاتنا وفنوننا وريازتنا ودورتنا الطقسية وحوذرتنا وارادوا ان يرفعوا رموزنا ويضعوا محلها رموزهم اللاتينية. لن أسهب في هذا لأنني قد اشبعته نقاشا.

موقف البطريركية الحالية


موقف البطريركية من طقوسنا ولغتنا وليتورجيتنا الكلدانية التي قاتل من اجلها اجدادنا وثاروا على دولة الفاتيكان بسببها موقف خطير إن لم يتداركه أصحاب الشأن. البطريركية الكلدانية تعتقد لا بل تجزم، وهنا خطورة الموقف ان "معظم طقوسنا تعود الى القرن السابع واعدت لمجتمع زراعي ولا تتماش مع ثقافة المجتمع الجديد وعقليته وتنوعه." (انظر رابط 1 والاقتباس اعلاه)

أخشى ان البطريركية تعد العدة لإلغاء طقسنا وتبديله بحجة "زراعيته". وهل هناك شعب او مؤسسة صاحبة هوية تنعت تراثها وادبها وليتورجيتها ولغتها بأنها "زراعية"؟

أي ان مار افرام ومار نرساي وغيرهم من اعلام كبار وعظام ليس على مستوى شعبنا وكنيستنا بل على مستوى العالم وكنائسه الكبيرة والصغيرة ويشهد لهم بذلك الفلاسفة واللاهوتيون والمفكرون القدامى والمعاصرون من شتى الثقافات والكنائس "زراعيون" وما تركوه لنا "زراعي" علينا استبداله والغائه. وأن "مارن ايشوع" و "هاو دنوارنه" و "اوا دقوشتا" وكل الجواهر الثمينة التي نملكها وبدونها نخسر أنفسنا كشعب وهوية كنسية "زراعية". وكل كارزواثا "زراعية" وقروية فيجب تبديلها كما حدث بكتاب الطلبات بالعربية الذي فيه من الركاكة والممل والأخطاء فكرا ولغة وعلما وليتورجيا وتاريخا ما لا يجب ان يكون ولا يليق بكنيسة بحجم ومكانة كنيسة المشرق الكلدانية.

ما هو "الزراعي" فيما تركه لنا مار افرام ومار نرساي اللذان يعدان وبحق قيثارة الروح القدس ومن قبل كل كنائس الدنيا تقريبا. ومار افرام اليوم ترتل صلواته في الغرب ومنها صلوات الصبح "صبرا" وينشدها الرهبان في الأديرة في ارجاء العالم. فكيف صارت بقدرة قادر "زراعية" لا توائم العصر ويجب مسحها وتبديلها كما حدث مع الطلبات (كرزواثا) وغيرها مما تراه البطريركية مناسبا وهو غير مناسب وعصريا وهو غير عصري لأنه ممل ومكرر وملئ بالأخطاء ويفتقر الى الأصالة في الفكر والأسلوب والمتن والمحتوى وهو لا شيء لا بل صفر امام ما تركه لنا اجدادنا العظام الذين يشهد بأصالتهم وقدسيتهم ومواءمتهم لعصرنا بتنوعه الغرباء عن ثقافتنا وطقسنا ولكن بطريركيتنا تراهم "زراعيين".

 إن كان موقف البطريركية صحيحا فكل ليتورجيا الكنيسة الرومانية الكاثوليكية واغلب رموزها وطقوسها وفنونها وقديسيها يعود الى القرون الوسطى المظلمة حيث كان يسود الاقطاع الزراعي والظلم المؤسساتي الكنسي ومن ضمنها روائع الموسيقى الكلاسيكية الكنسية وفنون العمران والرسم والايقونات وغيرها. فهل سنسمي هذه الرموز والليتوريجا والاناشيد والموسيقى الكنيسة والطقوس والفنون التي تدرس في الكنائس وفي المدارس الحكومية وتتشبث بها كافة الكنائس الغربية ومعها المؤسسات المدنية وحتى الحكومات العلمانية لا بل تقدسها بأنها "اقطاعية زراعية ظلامية" وعلينا الغائها وتبديلها؟

اليوم بالذات المفروض ان نرتل صلوات عيد الصليب حسب الطقس الكلداني. وهذا سؤال موجه الى كل كلداني غيور على ثقافته وهويته ولغته، هل هناك منكم من يستطيع تأشير ما هو "زراعي" في طقس عيد الصليب؟ "الزراعي" هو فقط ما تم فرضه علينا من كتاب الطلبات وغيره من الأناشيد "المناسبة" واقحامها في طقسنا وليتورجيتنا بحجة الحداثة وهي بعيدة عن الحداثة والأصالة بعد السماء عن الأرض.

والعمود الفقري للطقس الكلداني هي روائع مار افرام وغيره من الملافنة والقديسين والأدب المريمي الذي لا مثيل له في العام. وكل هذه تدور حول الكتاب المقدس لا سيما مزامير داود، أي لا نستطيع ممارسة الطقس ابدا دون ان يكون للمزامير دورا رئيسيا. فهل المزامير "زراعية"؟ كنت أتوقع أي شيء ولكنني لم أتوقع ولم يدر في خلدي وحتى في الحلم انه سيكون هناك أساقفة كلدان ينظرون الى الطقس الكلداني نظرة كهذه.

طقوسنا مشتركة


ومن ثم نحن نشترك في هذه الطقوس مع كنائس وشعوب أخرى. احتراما للقدسية التي تنظر هذه الكنائس الى ما تراه البطريركية انه "زراعي" كان يجب عدم استخدام تعابير مثل هذه تنتقص من أغلى ما نملكه او ربما كل ما نملكه كهوية وثقافة وشعب وكنيسة ووجود.

إن هذا النهج خطير ويفتقر الى ابسط الأسس العلمية ويخالف النظرة لدى البطريركيات المشرقية الأخرى كاثوليكية او غيرها. فبطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية يرى لغتنا الطقسية وليتورجيتنا وطقوسنا مقدسة ويؤكد على ذلك في كثير من المواقف.

وبطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية يراها أيضا مقدسة ويوم تنصيبه كان احتفالا بهيّا بهذه الطقوس المقدسة التي ومع الأسف الشديد تسميها بطريركيتنا الكلدانية "زراعية" وتأخذ ذلك حجة غير سليمة وغير منطقية لإلغائها واستبدالها. والبطريرك السرياني الأرثوذكسي بدأ خطبة التنصيب بلغة اجداده واجدادنا – السريانية – مؤكدا على مكانتها الطقسية والوجودية في صفوف شعبنا وكنيستنا.

وبطريرك الروم الملكيين قال في طقسنا ولغتنا وما تركه لنا اجدادنا مثل ما افرام إن هذه الطقوس والليتورجيا بالنسبة الى المشرقيين المسيحيين هي مثل نهري دجلة والفرات لأرض ما بين النهرين، نستقي منها ونحيا فيها.

وهناك بوادر تغير وعودة للجذور الطقسية واللغوية لدى البطريركية المارونية ايضا حيث نلحظ زيادة ملحوظة في القداديس والمراسيم والطقوس للأناشيد الطقسية السريانية وجوقات تنشد فيها وتحيّها بعد ان كانت أصبحت شبهة منسية.

اما بطريركية كنيسة المشرق الاشورية والقديمة فالتزامهما بالطقوس لا مساومة عليه والحفاظ على ما تركه لنا اجدادنا بلغته وتعميمه وتدريسه جزء من الواجبات المؤسساتية.

القول إن بعض الكهنة لا يملك ناصية هذه اللغة عذر غير مقبول لأننا نعلم لماذا بعض الكهنة لا يتمكن من الطقس واللغة. هذا مرده الفترة التي تم رمي الكتب الطقسية واللغة الطقسية والحوذرا الطقسية في سلة المهملات في المعهد الكهنوتي وإطلاق تسمية "الجراد والصراصر" عليهما وبروز تيار "حداثي" لدى بعض الإكليروس الكلداني ذو فهم قاصر لمعنى الحداثة حيث لديهم وحسب تفكيرهم القاصر الحداثة تعني ضرب التراث والثقافة واللغة والطقوس عرض الحائط، وهذا ما لا يقبل به أي شعب او مؤسسة ذات هوية. ولكن هذا ما حصل ويحصل في الكثير من المناطق وأخشى ان يكون هذا هو التيار السائد في البطريركية. ولن أسهب في هذا كي نتجنب المباشرة. بدلا من التشبث بحجة عدم التمكن من ناصية اللغة علينا العمل على تدريسها وتعلمها وتعليمها.

التأوين وما أدراك ما التأوين


الحل لا يكون "بالتأوين والتجديد" لأن التجديد كما تريده البطريركية سيكون كارثة على الهوية لأنها تسعى الى استخدام كل اللغات ونحن لا نتجاوز عشرات الالاف من الكلدان من الذين نرتاد الكنيسة بصورة منتظمة. وهذا الأمر بالذات صار سببا للتسرب والتسيب حيث كل يوم لدينا طلبات واناشيد "مناسبة" مليئة بالأخطاء وركيكة اللحن والأداء والفكر والحبكة وركيكة اللغة بالعربية او غيرها ونحن في الشتات.

ان ترد كلمة او كلمتين تشيران الى الزراعة في طقوسنا لا يجوز ولا يحق لنا ان نأخذهما عذرا للهجوم على تراثنا وطقسنا. التجديد والحداثة لدى البطريركية صار هجوما على التراث واللغة والثقافة والطقوس وليس احياء لها.

ولهذا اليوم لدينا بطريركية كلدانية تكون الوحيدة بين البطريركيات المشرقية التي لم ترم حوذرتنا المقدسة جانبا بل الكثير من الرموز التي تميزنا وتشير الى ثقافتنا ومن ضمنها الزي البطريركي بينما كل البطاركة المشرقيين ملتزمي بأزيائهم.

اليوم لا يستنكف رئس الوزراء الهندي والماليزي والباكستاني والأفريقي من زيه ويرتديه في كل المناسبات.

وارى ان الاقتباس من القديس يوحنا فم الذهب الذي تكرره البطريركية ليس الأن ولكن منذ عقود في محاربتها للطقس في غير محله وخارج سياقه. يوحنا فم الذهب يقول إن رسالة الانجيل في المحبة والغفران والتسامح والعطاء تأتي قبل أي طقوس، أي انه لا يهاجم الطقس بالمفهوم البطريركي.

الطقس في خدمة الانسان وهويته وثقافاته.  وهذا لا يتنازل عنه الأفريقي الذي خرج للتو من الغابة الى الحضارة ويتشبث برموزه وطقوسه وتقاليده ولغته ويجعلها جزءا من ليتورجيته. فكيف بشعب علم الدنيا القراءة والكتابة والدورة الطقسية والأنافورا وغيره.

الطقس هو في خدمة الإنسان وثقافته وهويته وليس اضطهادا للإنسان وهويته. استبدال الثقافة والهوية والطقس واللغة وفرض ثقافة ولغة وطقس جديد بلغة غير لغتنا او طقس أجنبي ودخيل اضطهاد. كتابة طلبات من عندنا وبالعربية بركاكتها والقصور الواضح فيها مقارنة بما لدينا فكريا ولاهوتيا وفلسفيا وعلميا ومنطقيا كي تحل مكان الكرزواثا الطقسية اضطهاد. وتغير الطقس وكتابة أشياء جديدة وبلغات شتى اضطهاد.  يوحنا فم الذهب يريد ان يخدم الطقس هويتنا المسيحية وثقافتنا المسيحية وليس اضطهادنا، أي فرض ثقافة وهوية ولغة وليتورجيا دخيلة او جديدة علينا بحجج واهية.

خطر وجودي


لن يمض وقت طويل وسنرى ان الكلدان وكنائسهم وابرشياتهم كل له طقسه وبلغته الخاصة وكما يناسبه. ما هو الداعي الى تحويل القداس والليتورجيا الى اللغة السويدية والإنكليزية والفلومنكية والهولندية والفرنسية والدانماركية والفنلندية والالمانية وبأسلوب ركيك ورتابة وملل كما هو شان ما يأتينا بالعربية حاليا؟ اليس من الأحرى ان يحضر الكلدان القداديس والطقوس التي تقوم بها الكنائس الكاثوليكية في هذه البلدان وبلغاتها القومية؟

وهل الطقس من اختصاص البطريركية دون استشارة أصحاب الشأن؟ هناك في كنيستنا الكلدانية أساقفة كبار ومختصين لهم باع بالطقس ولهم إمكانية هائلة في فهمه وتفسيره وقراءته وانشاده وتدريسه؟ لماذا لا تلتجئ البطريركية إليهم لأحياء طقوسنا بدلا من الاتكاء في كل شيء على نفسها وكأنها مختصة في كل شيء؟

وما تقوم به البطريركية من تجديد لأنها ترى ان ما لدينا "زراعي" لا يلائم العصر شيء غريب وعجيب. كل الأدب العالمي تقريبا والذي يأخذ بألباب الدنيا يتكئ على الطبيعة. فهل نذمه ونلغيه لأنه زراعي؟

وموقف البطريركية يعارض مواقف اخرى لأساقفة كلدان اخرين الذين يرون ان طقوسنا مقدسة ويجب الحفاظ عليها لا سيما جواهرها التي لا تثمن.

وصفة لمشاكل قادمة


هذا الموقف ضد الطقس ولغته أخشى انه سيحدث شرخا اخر في الكنيسة التي أساسا لا زالت تعاني الأمرين ولم تفلح البطريركية حتى الأن في حل أي من معضلاتها ومشاكلها وما أكثرها.

إنه حقا وصفة لمشاكل كبيرة قادمة لأن الخلاف مع ابرشيات المهجر او لنقل بعضها ومع الأبرشيات الأخرى أساسه ثقافي لأنها ترى بالعين المجردة ان البطريركية ماضية دون هوادة في تهميش لا بل إزالة الطقس الكلداني ولغته من الوجود لأنه "زراعي" وهذا غير صحيح ابدا.

واظن ان البطريركية في موقفها هذا من الثقافة واللغة والطقس الكلداني ستزيد في مكانة معارضيها ومتحديها متانة لأنها تقدم لهم الدليل على انها لا تكترث للطقس والثقافة واللغة والهوية بينما الكلدان بصورة عامة يرغبون في الحفاظ على طقسهم ولغتهم وسيناصرون ويهرعون لمساندة كل من يلتزم بها ويعلّي من شأنها وليس الذي يهمشها ويصفها بأنها "زراعية".

مفارقة كبيرة


ومن ثم فإن المقولة والموقف هذا يتعارض أساسا مع نهج الكرسي الرسولي في الفاتيكان في العصر الحديث. وانقل هنا ما اتي في مقال لأسقف كلداني محب لطقسه وليتورجيته وهو ينقل من قوانين الكنائس الشرقية والذي يتعارض مع الموقف السلبي للبطريركية ضد الطقس الكلداني (رابط 2).

ق. 39- إن طقوس الكنائس الشرقية يجب حفظها ودعمها بورع، لكونها تراث كنيسة المسيح بأسرها، يشع فيه التقليد المنحدر من الرسل عن طريق الآباء ويؤكد بتنوعه وحدة الايمان الكاثوليكي الالهية.
ق. 40 بند 1- على الرؤساء الكنسيين الذين يرأسون الكنائس المتمتّعة بحكم ذاتي، وعلى جميع الرؤساء الكنسيين الآخرين أن يُعنوا عناية بالغة بصَون طقسهم بأمانة وحفظه بدقّة ولا يقبل ايَّ تغيير فيه، ما لم يكن في سبيل نموّه الذاتي والحيوي، واضعين مع ذلك نُصب اعينهم المحبة المتبادلة بين المسيحيّين ووحدتهم.
بند 2 – على سائر الإلكليروس وجميع اعضاء مؤسّسات الحياة المكرّسة ان يحفظوا بأمانة طقسهم ويكتسبوا على الدوام معرفة له اعمق وممارسة أكمل.
بند 3- وكذلك على سائر المؤمنين أن يعزّزوا معرفة طقسهم وتقديرهم له، كما يجب عليهم أن يحفظوه في كل مكان، ما لم يستثنِ الشرع أمراً ما.
 

هذه القوانين ستكون سندا للمعارضة الحالية للبطريركية ومواقفها بصورة عامة وموقفها من الطقس الكلداني ولغته بصورة خاصة وبإمكان المعارضين الاستناد اليها في رفض ما تقوم البطريركية بتأليفه بالعربية كما أسلفنا وارساله كفرض على الكنائس لا سيما في المهجر حيث أساسا لا سلطة إدارية لها على الأبرشيات والخورنات.

لماذا لا نتشبث بهذا القانون ونتمسك به لأنه يمنحنا حقوقا ثقافية ولغوية كاملة ويحفظ هويتنا ولغتنا وطقسنا وليتورجيتنا وتم سنّه بعد ان شعر الفاتيكان كدولة بخطئه لا بل خطيئته لاسيما في اضطهاده للكلدان وطقسهم ولغتهم وتراثهم ومحاولاته وحملاته الحثيثة وأحيانا العنيفة لإزالة كل ما يمت للكلدان من طقس ولغة وفنون وثقافة وفرض اللاتينية محلها.

نريد حقوقا تعيد لنا السلطة على الكهنة في الشتات وهذا جيد ولكن هناك حقوقا قد حصلنا عليها من الفاتيكان فلماذا لا نمارسها.

أكرر ان الموقف هذا وما تقوم به البطريركية من اعمال لتهميش اللغة الطقس الكلداني والحوذرة الكلدانية والليتورجيا برمتها هي وصفة لمشاكل عويصة حيث لا يزال بعض الأساقفة ومعهم ابرشيات كبيرة ومعهم عدد كبير من الكلدان ينظر بامتعاض الى هكذا مواقف وممارسات واظن ان الموقف سيزيد من المواجهة بدلا من إرساء التوافق والسلام والمحبة.

دعوة

على الكلدان واساقفتهم وأكليروسهم ومعهم كل الأشقاء من المحبين لهويتهم وثقافتهم ولغتهم وطقسهم الذي قاتل اجدادهم من اجله ولم يتركوه او يغادروه او يستبدلوه في ظروف اقس بكثير من التي نحن عليها اليوم إضافة الى الذين يشتركون معهم في طقسهم المشرقي القيام بحملة توعية وحملة تواقيع لإثناء البطريركية عن نهجها والطلب منها الالتزام بلغتنا وطقسنا وليتورجيتنا الكلدانية كما اتت لنا من ابائنا القديسين. بدونها لا هوية لنا. بدون لغتنا وطقسنا وثقافتنا سنصبح كالشعب والمؤسسة الكنسية التي هي على قارعة الطريق، كل واحد يدفع بها بالاتجاه الذي يريده. وهذا ما يحدث الأن بالضبط حيث كل واحد يأتي بما يناسبه.

واختتم وأقول إنني ما زلت على ولائي للبطريركية والكرسي الرسولي الذي تمثله وامل ان تنظر البطريركية الى ما اتيت به في هذا المقال بعيون منفتحة وبقلب واسع.

وكذلك امل من الأخوة القراء ان يناقشوا متن الموضوع وما اتى فيه من نقاط ويتركوا مسائل التسمية والأمور الشخصية جانبا.
 

رابط 1

http://saint-adday.com/permalink/7786.html
رابط 2

409

قرائي ومتابعي الكرام

اللغة ليست مفردات ووسيلة تخاطب فحسب. إنها الثقافة والإرث الأدبي والفني والتاريخي الذي يشكل هوية أية أمة. اللغة تعكس من نحن، ونحن نُعرف فقط من خلال اللغة التي نتبناها. ثقافتنا وطقوسنا وتقاليدنا وحتى طريقة خطابنا وتاريخنا تشكله اللغة. إن كانت لغتي عربية، اللغة العربية ستشكل ثقافتي وتقاليدي ورموزي التاريخية. نحن الذين لا نعرف لغتنا او جرى تعريبا ننسى تاريخنا ورموزنا ونعرف الكثير عن تاريخ وموز اللغة التي تبنيناها.

وهناك في رأي سوء فهم لبعض المصطلحات والمواقف.

خذ مثلا التعريب والفرق بينه وبين الترجمة.

التعريب هو فرض لغة غير اللغة الأم على شعب او مؤسسة، وفي الغالب يقوم بهذا الأمر الأعداء او الاستعمار لغايات غير حميدة لان يرون فيه الوسيلة الأنجع للسيطرة والاستحواذ على مقدرات الأخرين.

والتعريب هو إزاحة النص باللعة الأم وإحلال نص بلغة دخيلة وأجنبية محله وممارسته وجعله جزء من الثقافة والطقوس والتقليد.

أما الترجمة فغايتها الفهم. أي فهم النص باللغة الأم. ويبقى النص باللغة الأم هو السائد وهو المفضل والذي يجب ان يمارس. إن احتل النص المترجم النص باللغة الأم هذا تعريب وأمر جلل وخطير على حاضر ومستقبل أي شعب او مؤسسة.

وقلنا إن التعريب في الغالب تقوم به الجهة المعادية، وأي شعب حي يرفضه ويقاومه بشدة.

وأي فرد او عضو في مجتمع أو امة يمارس التعريب بالمفهوم الذي عرضته أعلاه، يقع في خانة أعداء هذه الأمة.

وأقرب مثل إلينا هم الأكراد، وأنا أنتقد قيادتهم، ولكن أرفع القبعة لهم لأنهم قاوموا التعريب وقدموا الشهداء في سيبل لغتهم.

السؤال هل ما يحدث لدينا نحن الكلدان مثلا ولدى مؤسستنا الكنسية هو ترجمة من اجل فهم النص باللغة الأم أم ممارسة النص باللغة الدخيلة وتقديمه وتفضيله على النص باللغة الأم؟

الجواب واضح. النص باللغة الدخيلة هو الذي يستحوذ ويحتل ويزيح النص باللغة الأم ممارسة. إذا، في الإمكان القول وبأمانة وثقة وبرهان، إن الحملة التي تعرض ويتعرض لها الكلدان ومؤسستهم الكنسية بأنها حملة "تعريب شرسة."

هل نستطيع تفنيد المواقف الأخرى التي تدعو الى استخدام وممارسة لغات غير لغتنا الأم، مثل حجة كوننا في شراكة مع الكنيسة الكاثوليكية الأم في روما، وحجة الأجيال الحديثة في المهجر، وإن كان المرحوم القس الجليل توما حنونا، الذي تخرج علي يديه عشرات وعشرات المتضلعين بلغتنا وطقسنا الكلداني المجيد وألف كتبا لا زلنا نستعين بها  أفضل للكلدان ومؤسستهم الكنسية أم قس جديد لا يعرف لغتنا وطقوسنا ويستهجن ممارستها ولا دور تعليمي له ودوره محصور فقط بتأدية القداس يوم الأحد وبأي لغة وبأي طريقة ومع أية تراتيل وكل كما يشأ الى ما غيره من الحجج التي لا أظن أن أي منها سيصمد امام الحس السليم.

على أية حال، أمل ان نتحاور. والموقف او القول إن الواقفين على الجهة الأخرى من السياج ما عليهم إلا الانصياع والطاعة العمياء لا أظن سيفيدنا.

كلي أمل ان تدشن البطريركية حوارا معمقا مع الواقفين في الصف الاخر من السياج، وهم كثر وليس أفراد: وحتى إن كانوا أفراد فالحوار الصادق هو الذي يولد الأرضية الخصبة التي تثمر.

غياب الحوار الصادق والتعالي وفرض الواقع كما هو اظن سيعقد الأمور أكثر وتكون عواقبه غير حميدة والكل سيعاني، لا سيما ونحن شعب صغير جدا وأعدادنا في تناقص وعدد كنائسنا أخذ في التقلص.

ممارسة او فرض لغات عديدة ونصوص جديدة وبلغات شتى لا حاجة لنا بها معناه نحن ندق ناقوس الخطر على أنفسنا بأنفسنا.

تحياتي


410
الأخ غانم كني المحترم

تحية طيبة

اقتباس:
"هذا الكلام يقودني لاطلب من الأخ الدكتور ليون برخو ان يشمر عن ساعده  و ان لا يحتاج الى الدعوة- هل تريد من غبطته ان يزورك و يطلب منك ذلك -  المفروض انك طوعا تقود  النهضة الكلدانية لاحياء اللغة و التراث و وضع الخطط الكفيلة لاحيائها و لجلب شبابنا المنتشرين في ارجاء المعمورة و ما يتناسب ثقافتهم الجديدة في بلد الاغتراب."

أنا لبيت الدعوة صادقا وإذا كان الجاثاليق يقول في أخر منشور له: "أعتذر عن كل إساءة الى أي شخص جازماً بأنها لم تكن مقصودة، واغفر من كل قلبي لجميع الذين انتقدوني!" https://saint-adday.com/?p=37535 فمن أنا، يا ترى؟

أتمنى ان يتم فتح صفحة جديدة في التواصل ولست انا المعني فحسب بل هناك شريحة من الكلدان – أي لسنا أفرادا – من المحبين للغتنا وتراثنا وريازتنا وطقسنا.

نحن شعب صغير وأكاد أجزم أن الكلدان الذين يرتادون الكنيسة بانتظام لن يتجاوز عددهم 50 الى 100 ألف شخص، فمن هو الذي سيجمع هذا القطيع الصغير المشتت في أنحاء المعمورة غير تراثه ولغته وإرثه وفنونه؟

الكلدان لا مؤسسة رصينة لهم ولن يكون غير مؤسستهم الكنسية، هي كانت الحافظة على هويتهم، وهي هوية كنسية أساسا، فإن تخلت عن الحفاظ على هوية الكلدان الكنسية المتمثلة جوهريا بثقافتهم ولغتهم وفنونهم وطقوسهم الكنسية، فلن يبقى لنا شيء.

كم لغة سنتكلم ونحن قطيع كلداني صغير وبكم لسان ستكون طقوسنا وكم عدد كنائسنا في كافة انحاء العالم: ربما 50-100 كنيسة؟ هل هذه تحتاج الى عشرات اللغات ام لغة واحدة بقدر الإمكان وحسب ما هو متوافر من إمكانيات وهي لا بأس بها إن تم استثمارها بصورة صحيحة؟

وبدون المؤسسة الكنسية ودعمها وبركتها وبشخص الجاثاليق لن نستطيع العمل، وسيكون عملنا مشتتا، كما هو الحال الآن حيث هجر أغلب محبي لغتنا وطقسنا وفنوننا الكلدانية الجميلة صوب الفضاء الرقمي ضمن مجموعات منها ما يضم مئات المتمرسين والمثقفين والمتعلمين.

أمل أن تكون الخطوة الأولى العمل على جمع هؤلاء كلهم تحت الخيمة البطريركية.

إن اردت ان تشتت شعبا او مؤسسة بلبل لسانها، وهذه كانت أقسى عقوبة لأهل بابل عندما بلبل الله لسانهم، حسب ما جاء في الكتاب المقدس، وتشتتوا في وجه الأرض.

والتعريب واستخدام أي لغة كانت او نصوص كانت يبلبل الشعب الكلداني ومؤسسته الكنسية ولن يمضي وقت طويل وبمسافة جيل واحد إلا ويكون كل شيء قد تبلبل.

تحياتي


411

الأخ قشو  إبراهيم  نيروا المحترم
شلاما

أولا، أمل أن تكون بخير وصحة جيدة في هذا الزمن القاسي والعصيب الذي شلّ حياتنا وأظهر ضعفنا البشري رغم التبجح والكبرياء التي تنتابنا.

نعم هذا الذي حدث كما تصفه في رسالتك بلغتنا الساحرة وكما هو مؤشر في عنوان المقال.

والمقال كما ترى حضرتك صار مدار الألسنة ليس في هذا المنتدى، الأوسع انتشارا في صفوف شعبنا، بل على ألسنة الناس في أرض الأجداد وفي الشتات.

وكما ترى فإنه تأثيره فات التوقع، حيث هناك حتى الان حوالي 15 مقالا في المنتدى تدور حول المحاور الأربعة التي ضمها والتي لا بد وأن تمسك بها أي قراءة حتى لو كانت سطحية.

ما أود قوله إن الكاهن السويدي الكاثوليكي متواصل مع العائلة المنكوبة بالصلاة والدعاء وأقام قداسا على نية المرحوم.

وهذا الكاهن بالذات بلغ كل الكلدان الكاثوليك في منطقته إنه يقترفون خطيئة لو لم يبلغوه عن أي مريض او متوفي بالفيروس الخبيث هذا وهو في حاجة الى الأسرار المقدسة.

وموقف هذا الكاهن السويدي الكاثوليكي صار مثار الحديث لدى الكلدان في السويد لا بل حث الأخرين الى تقليده وتقديم الأسرار والصلوات ومراسيم الدقن حسب العقيدة مع اخذ كل الاحتياطات الواجبة.

تحياتي


412
الأخ أخيقر يوخنا المحترم

شلاما

مرحبا بك بعد غياب طويل وأمل ان تكون مهاتفة الأسقف عمانوئيل يوسف فاتحة خير لنا زملاء القلم في هذا المنتدى كي تشاركنا النقاش.

أتفق معك ان الكتابة في مواقع شعبنا وهذا الموقع بالذات متعبة وتأخذ من الجهد والوقت الكثير، ولكن هذا شعبنا ونحن جزء منه وفخورون به في أي حال او حل او ترحال هو فيه.

وشكراجزيلا للمطران عماونئيل يوسف لإقناعك بالعودة إلينا.

مرحبا مرة أخرى

تحياتي



413

الشماس الإنجيلي القدير قيس سيبي المحترم

تحية طيبة

اقتباس:

"اما كنيستنا الكلدانية والتي كانت مدرسة كبيرة وغنية بالموروث الثقافي والروحي والفني فانها تعاني من حملة تعريبية شرسة قد تكون احدى معرقلات الوحدة ، لان الكنيسة الشرقية والتي توجهت قومياً بجانب توجهها الروحي ستخشى الوحدة والانصهار في بودقة التعريب ان كان في النصوص او في الموروث الثقافي والروحي والابتعاد المنظم عن كل ما هو اصيل ، ان كان جهلاً او مبرمجاً بمعرفة. ولا اريد الاسترسال اكثر من ذلك."

تؤشر الى العلة والسبب الذي يشكل الخطر المحدق بكنيستنا الكلدانية. نعم إن الكنيسة الكلدانية تتعرض الى حملة شرسة وأراها أنا متعمدة ومبيته ليس لتعريبها بالكامل بل تكريدها وفرنستها وجعلها لغات شتى بقدر لغات الأرض بينما مرتاديها الملتزمون والمنتظمون ربما لا يتجاوز عددهم 100 الف شخص ومن ثم وجعلها فروعا شتى من حيث الثقافة واللغة والطقس وفقدان المركزية الى درجة انت لم تعد تعرف ما هي الممارسة الطقسية وأنت تتحول من كنيسة كلدانية الى أخرى ربما في المدينة ذاتها ولم تعد تميز الكنيسة الكلدانية لأن لم تبق أية خصوصية.

حتى الشعب الألماني الجبار المشهود له تشبثه بلغته وأثنيته وثقافته وأدبه وشعره وفنونه سيتفتت لو تعرض الى حملة تعريب مثل التي يتعرض لها الشعب الكلداني ومؤسسته الكنسية.

أظن يجب الاستمرار من خلال مقالات عديدة للتأكيد على النقاط المثارة في هذا المقال والتعقيبات التي في ثناياه.

نعم التعريب  صار "حملة شرسة"  بينما الغالبية الساحقة من الكلدان إن يكن كلهم تقريبا يحبون طقسهم المشرقي بلغته وأناشيده وإرثه وميراثه الغني دون تشويه او تعريب او تكريد او تحويل او فرض زيادات لا حاجة لها وبلغت شتى.

إن اردت ان تدمر شعبا او مؤسسة بلبل لسانها، وهذه كانت أقسى عقوبة لأهل بابل عندما بلبل الله لسانهم وتشتتوا في وجه الأرض.

والتعريب يبلبل الشعب الكلداني ومؤسسته الكنسية ولن يمضي وقت طويل وبمسافة جيل واحد إلا ويكون كل شيء قد تبلبل أي زال وأصبح في خبر كان.

هل من منقذ؟ لست أدري، ولكنني غير متفائل لأن يبدو ان الكل تقريبا لم يعد يكترث مهما جرى حتى لو تم تعريب أي بلبلة الشعب بأكمله مع مؤسسته الكنسية، المؤسسة الرصينة الوحيدة التي يتحولق حولها الكلدان وأظن ان التعريب جعلها في مهب الريح أيضا.

تحياتي


414

قرائي ومتابعي الكرام

شكرا لكم في هذه الصفحة او في الصفحات الكثيرة الأخرى لأن هذا المقال بالذات اخذ من التأثير والانتشار في هذا المنتدى ما لم اتوقعه حيث لا يزال اثره محسوسا من حيث المقالات المنفردة (حوالي 15 حتى الآن) التي تناولته بصورة مباشرة او بصورة غير مباشرة.

اللغة والتراث والميراث والفنون والطقس المسيحي المشرقي الذي نشترك فيه والذي في بودقته ننصهر ويوحدنا ضمن مكوناتنا وضمن نطاق قربنا الواحد من الأخر كتسميات مختلفة ومذاهب شتى على المستوى المسيحي، يبقى العامل الرئيسي لوجودنا وبقائنا.

إن حافظنا عليه، في استطاعتنا المحافظة على أنفسنا كشعب وكنائس مشرقية.

إن همشناه او غادرناه، سنصبح هباء منثورا، أي في خبر كان، وبسرعة كشعب له تسميات مختلفة وكنائس تتبع مذاهب مختلفة.

هذه هي معادلة الحياة والموت لأي شعب في الدنيا.

وتغمرني السعادة أن موضوع اللغة والتراث صار واحدا من أهم المواضيع المثارة في هذا المنتدى، الذي يعد الأوسع انتشارا في صفوف شعبنا.

وأظن وبتواضع أن كتاباتي هنا وفي مضمار اللغة كان ولا يزال لها وقع وتأثير، وها نحن نشاهد مقترحات وكتابات من إخوة ربما هم مختلفون عني في التوجه ولكن يبدو ان هناك نية صادقة لعمل شيء ما للحفاظ على لغتنا وتراثنا وميراثنا وطقسنا المشرقي وثقافتنا المشرقية من الضياع.

ما نحتاجه هو تنظيم أنفسنا، وأمل ان تسنح الفرصة لي لكتابة موضوع في هذا الخصوص.

شكرا لكم


415

الأخ ماهر يوسف المحترم

بعد الاستئذان من الأخ بولص آدم صاحب المبادرة

تحية طيبة،

شكرا للرد لأنه يخصني رغم انا لا لم أكتب الرسالةالتي نحن في صددها ومع ذاك أشكر كاتبها شكرا جزيلا لأن النية طيبة.

أقول إنني لست وحدي الذي يقف في الصف الأخر حول الموقف من التراث واللغة والطقس والميراث، بل هناك مجموعة كبيرة من الكلدان في ذات الصف قاسمها المشترك لغتها وتراثها وميراثها الكنسي.

وأزيد إن اللجوء الى سياسة الغلبة والشوكة يفقدنا الرشد في أي صف وقفنا.

البطريركية في إعلامها تروج للحوار وتظهر أنها "ام الحوارات" وعندما تتعلق المسألة بالحوار مع أبنائها وبناتها، ولنقل أنهم مثل الخروف الضال، تشتبك عليها الأمور.

في هذا التعقيب المقتضب، فقط بودي تذكير القراء ان المسألة ليست "الترجمة" كما تقول في تصريحك ابدا بل حملة تعريب مبرمجة في كل مفاصل الكنيسة الكلدانية. والتعريب بمعنى إلغاء الإرث والميراث الغني الذي ربما لا نظير له للكلدان ومؤسستهم الكنسية. وهذا ما يحدث وأمل أن تدشن البطريركية الحوار مع الكلدان الواقفين في الصف الأخر، وهم كثر، لأن لا مصلحة شخصية لهم ابدا غير إعلاء شأن هذه الكنيسة.

هذه كنيسة صغيرة ذات خصوصية وهوية مشرقية بلغتها وطقوسها وميراثها وفنونها. إن تتشتت ثقافة وتراثا ولغة اقرأ السلام عليها وعلى مستقبلها وعلى مستقبل شعبها كأمة ومكون أصيل، لأن الشعب الكلداني لا مؤسسات له ولن يكون غير كنسته؛ ومؤسسته الكنسية زائلة لا محالة في أقل من جيل واحد إن إستمرت الأمور على ما هي عليه إن لم نتحاور ونكلف أنفسنا وسعها لبث الحياة فيها.

تحياتي


416

 الأخ بولص آدم المحترم
 
تحية طيبة،
 
مبادرة لم أكن اتوقعها ولكن من جانبي أثلجت صدري حقا. حبي لكرسي جاثاليق كنيسة المشرق كبير وإن تنازلت له وطلبت الاعتذار منه فهذا ابسط شيء، لا بل مستعد للذهاب اليه في مقره وتقديم الولاء لكرسي كنيسة المشرق الذي يمثله البطريرك ساكو كرئيس لأكبر كنيسة مشرقية كلدانية كاثوليكية وأشقائه البطاركة من الشقين الأشوريين لهذه الكنيسة المجيدة.
 
هناك حلول جاهزة لما أثيره في مقالاتي والذي يخص حصرا إرث وميراث تراث ولغة وطقس كنيسة المشرق بفروعها الثلاثة. خسارة هذا التراث والإرث واللغة هو خسارة كل شيء له علاقة بخصوصيتنا كلدانا ام أشوريين.
 
والحمد لله اليوم الكنيسة الكاثوليكية الرومانية التي تتبعها الكنيسة الكلدانية تشجع وتقدم كل الدعم لا بل ترفض التنازل عن ميراث ولغة وطقوس وإرث وفنون الكنائس المشرقية التابعة لها.
 
اظن لو تم حلحلة هذه النقطة سيكون مردودها إيجابيا على الكلدان بصورة عامة الذين لهم مواقف شتى حول ما يجري الآن وهو ليس امرا طيبا مهما كنا متفائلين، وسيزيل أهم هم يراود الذين يقفون في الصف الأخر، وأظن آن الأوان لجمع الكل تحت خيمة البطريركية دون استثناء وليس ليون برخو فحسب.
 
ودعني أؤكد لك لا بل أجزم ان الكلدان الذين لهم وجهة نظر مختلفة للواقع الحالي يكنون للصرح البطريركي وكرسيهم المقدس اعتبارا ومكانة تفوق ما ممكن تصوره.

لا أمثل أحدا ولا أستطيع التكلم باسم أحد، بيد أنني استشف من خلال اتصالاتي وعلاقاتي أن الكتاب والأخوة والأخوات الكلدان الذين لهم وجهة نظر مختلفة سيكونون اكثر سعادة مني لو جمعتنا كلنا خيمتنا البطريركية لتعزيز إرثنا وتراثنا وميراثنا ولغتنا وفنوننا وريازتنا الكلدانية الكنسية التي في ظلالها نعيش ودونها نتشتت ونصبح هباء منثورا
 
وإن تنازلنا للكرسي فهذا لعمري امر حميد ومفخرة لنا، بيد أننا نلتمس من الصرح البطريركي ان ينظر بعين العطف الى ما نشتكي منه وما نشتكي منه له حضور وحله سيكون له وقع محسوس على الحاضر والمستقبل، الذي أخشى أننا سنخسره بخسارتنا لتراثنا ولغتنا وأناشيدنا وطقوسنا وفنونا –الأسس التي بدونها لن نقاوم عوادي الزمن ولن يكون في إمكاننا الاستمرار ولا التقرب الواحد من الأخر.
 
وشكرا لك


417
الأخ نيسان سامو المحترم

تحية طيبة

ليس هناك بيننا مناوشات لأنني لم ارد على حضرتك بعد حوالي سنة من مناوشات من جانبك.

وانا شخصيا لا أحمل الا الود للكل وفي المقدمة الذي ينتقدني لأن أنا أرى النقد يرفع من شأن ما أكتبه كثيرا والدليل مقالي الأخير.

هذه المرة لم أتوقع ان تضع المرحوم في خانة موقفك مني. قل عني ما تشاء في المقال كا تفعل وفي أي أسلوب تشاء بل لا يجوز ان تقحم من لا ناقة له وجمل له بموقفك من كتاباتي وعلى الخصوص هو رحل عن هذا العالم وعائلته في فاجعة كبيرة. هل يجوز هذا؟

وهذا ما جعلني أرد وإلا لما فعلت.

وأنت حر فيما تكتب كما أنا ولكن لا أظن من حقي أن أقحم مرحوم لك كتبت حضرتك عنه حاشى مهما كانت دوافع كتاباتك ومواقفك.

لأن المرحوم إن كان من أقاربك أم لا فأنا لا أعرفه ومن ثم هو رحل عن هذه الدنيا وعائلته وأحبائه في فاجعة، فكيف يجوز لي أنا أهاجمه بعبارات نابية (حاشى من طرفي) لانني أختلف معك نهجا.

ولا تنسى ان تضع اسم "ليون برخو" في عنوان المقال (هذه كانت مزحتك أحيانا قبل ان تنقلب علي) حيث كنت تؤيد فكرة ان وجود اسم "ليون برخو" في العنوان يضع أي مقال ومن ضمنها مقالاتك في واجهة ومقدمة الصفحة الأولى في عنكاوة.كوم وليس قعره او إهماله. وهذا ما أتمناه لمقالك القادم.

ومقالك القادم ارحب به وسيجعل عدد المقالات التي أثارها مقال يتيم لي إحدى عشر بالعدد والمعدود اما االتعليقات فحدث ولا حرج. والله يستر بعد صدور كتابي الجديد في بيروت حول نقد الخطاب الإعلامي العربي وفيه فصل طويل اتناول فيه نقد النصوص التي يراها أصحابها أزلية في الإعلام.

وتقبل تحياتي وأنا اتطلع الى قراءة المقال.



418
الأخ بولص آدم المحترم

تحية طيبة،

صار للأخ نسيان سمو الهوزي أكثر من سنة وفي كل مقال له تقريبا هناك استفزاز وتجريح وكلمات نابية بحقي من خلال الهمس واللمز.

وهل تعلم لماذا لا أرد؟ لأن الرد على بعض الأخوة بصورة مباشرة يمنحهم الفرصة للبروز وكتابة مقالات او تعاليق فيها من الشخصنة الكثير واحيانا تصل الشتيمة ويأتيهم الدعم وهم قلة لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة ينتقلون من مكان الى أخر ومن مقال الى أخر.

وعدم الرد وإهمال هكذا خطاب هابط مباشر غرضه الشخصنة وليس الأفكار والحجج المثارة هو أكبر رد لأن الطرف الأخر يستمر في غييه ويتخيل أنه يحقق نقاطا لنفسه ولا يعرف أنه يسيء الى نفسه أولا وأخيرا.

وأنظر مثلا في قضية الأخ نيسان الذي نحن في صدده، كيف يغير المواقف ويتحول من مقال الى اخر ووصل به الأمر الى تسطير ما لا يقبله الحس السليم بحق أستاذة وكاتبة محترمة وبعدها يقول إنه يعتذر. يا أخي اذهب الى صفحتها وقدم اعتذارك. وكم مرة تعتذر. الاعتذار مقبول شريطة الا يرجع المرء الى ذات الخطأ الذي سبب الاعتذار.

وأنظر أيضا موقفه الفاقد للبعد الإنساني حول المرحوم وعائلته وهو لا يعرفه، مستخدما كلمات نابية بحق الميت الذي حتى في شريعة الإنسان الذي كان يعيش في الغابة لا يقبلها لأن احترام الميت كائن من كان جزء من الحس الإنساني السليم لا سيما المرحوم لم يؤذيه وهو لا يعرف من هو أصلا.

وأنظر حتى ان شريعة حمورابي التي تستند الى شرائع سومرية قبل حوالي خمسة الاف سنة تقول لا يؤخذ الابن بجريرة ابيه ولا العبد بجريرة سيده. أي كل مسؤول عن أفعاله. هذا قبل 5000 سنة وهذا البند من شريعة حمورابي موجود في الكتاب المقدس وهو جزء من الشرائع الإنسانية اليوم في كل مكان.

ماذا يفعل الأخ نيسان؟ لأنه يختلف معي – وأنا لا خلاف لي معه فقط أهمش مقالاته وتعقيباته وهذا من حقي ومن حق أي كاتب – يهاجم الميت الذي لا يعرفه مستخدما أبشع العبارات بحق المرحوم توفاه الله مع أهله.

يا أخي خلافك معي وأفكاري. قل ما تريد بحقي وأنت لم تقصر وصار لك سنة او أكثر وأنا ساكت لا أكترث وأعتبر ذلك دليلا أن ما أكتبه مؤثر جدا والدليل ان المقال الذي هو يهاجمه بطريقة غير إنسانية ومقبولة هو مدار هذا المنتدى لحوالي أسبوعين وجرى التعقيب عليه بعشر مقالات منفصلة وعشرات وعشرات التعقيبات. أنا أرى هذه هبة من الله لأن ما أكتبه ليس هنا بل في أي مكان او مجال يأخذ مدى كبيرا.

وليس هذا فقط. يدعي أنه يدافع عن البطريرك – والخلاف بيني وبين البطريرك وما دخلك به وأنا وهو نعرف بعضنا وأصدقاء الصبا وعشنا سوية وتلقينا تعلمينا من عبقري زمانه وهو العلامة بول نويا – وأنظر كيف يلجأ الى خطاب غير حميد البتة  في حق الأسقف والكهنة الكلدان والإكليروس الكلداني (والبطريرك جزء منهم)  ومن ثم يدعي أنه يدافع عن البطريرك والكنيسة الكاثوليكية رغم هجومه غير المقبول على واحد من أركان عقائدها، وكل هذا يأتيه بعض المديح من القلة التي هي في اعداد أصابع اليد الواحدة.

أنظر هذا رده على مقال ينزل صاحبه كالسوط على الإكليروس الكلداني ويصفهم بالخبثاء، وهذا ما يقوله الأخ نيسان سامو في حقهم معقبا أيضا:

"والله امركم عجيب غريب ! يعني انتو ليش راكضين وخاضعين للخبثاء (الكهنة الكلدان) كما تصفهم ! ليش مو كل واحد منكم يبتعد عن هذه البلوة  وهذا الخبث ويصبح كل واحد كاهن على حياته وبيته كما فعلت انا ! يعني لازم تركعون تحت الخبث ! شنو مو جابركم وبعدين كل يوم تأتون وتشتكون منهم ! هو ليش او بشنو مختلف عنك ! يا اخي كل واحد يصير كاهن على نفسه وبيته وعلاقاته مع الاخرين والحياة ستستقيم بشكل كبير جداً ودون الحاجة لهذا الخبيث او ذاك الدكتاتور وتتوقف هذه المجادلات التاريخية المستمرة دون اي فائدة لهذا الخبيث على الشعب والانسانية ( انت وصفتهم بالخبثاء وليس انا ) هههههه

انتم تتطالبون بأن يكون لكم كبير حتى تنحنوا له وتقبلوا اياديه وفي نفس الوقت تتطالبونه بعدم الخبثنة هذا هو الخطأ التاريخي الذي وقعنا فيه ! اذا تنحني لشخص وتقبل اياديه وتركع له فهو دكتاتورك بدون اي نقاش ! اذاً يجب عليك القبول بكل  تصرفاته ! اما خرجت من تحت ابطه وامره وخبثه فلا حق له عليك وانت لا تشتكي وهو سيحترمك شاء ام ابا ! شنو بهذا الخبث."

وأنظر الرد الأخر على مقال أخر يهاجم صاحبه الإكليروس الكلداني:

"أغلبهم يحملون الحقد والكراهية والطمع والجشع وركوب ظهور الغير وهم رسل المسيح كما تقول."

مع ذلك يضع نفسه ومن في خطه في خانة "ناقد بريء" والأخرين في خانة "ناقد شيطاني."

ولن أنقل ما يقوله في الطوائف المسيحية والأديان بصورة عامة لأنها شائعة ومهينة وحتى موقفه من  الجائحه وتشفيه بالأخرين مثل إيران عندما برزت فيها إصابات على نطاق واسع قبل أن تضرب الإنسانية برمتها.

وأنظر وأقرأ لهذا الخطاب  غير المقبول إنسانيا وأخلاقيا:

"على المواطن أن يفقى وأن يُفكر في الذي يضرب ذلك العالم المصلي وأن يقارن الحاصل بما يدعي رجل الدين لهم وعبر العصور . المرض عندما يضرب فلا يُفرق بين المصلي والعلماني ولا بين الراكع في الكازينو او في الحسينية او الكنيسة . حتى المرض علماني الهوى والتصرف ولا يُفرق بين هذا وذاك ولا يعي مَن هو المؤمن من غيره . وحتى العلاج لذلك المرض يأتي من علم العلماني وليس من رجُل الدين او المسجد او الدير . إذا كان المرض علماني والعلاج علماني فأين دور الدين في ذلك ! لماذا يتم نسب كل ما يحصل على الارض بإرادة ربانية ( شنو هل الرب عدو الإنسان ) ! ."

وقارنه وقاربه بهذا الشيخ المسلم السني المتصوف الجليل الذي صار نهجه وشعره وطريقته من أكثر الكتب مبيعا في الغرب:

لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي                          إذا لم يكن ديني إلى دينه دان
وقـد صـار قـلبي قابـلاً كل صورة                      فــمـرعـى لـغــزلان وديـر لــرهــبـان
وبــيــت لأوثـــان وكـعــبـة طـائـف                   وألــواح تــوراة ومــصـحـف قـــرآن
أديــن بــديــن الـحب أني تـوجـهـت ركــائــبــه     فـالــحـب ديـنـي وإيـمـانـي


العلمانية اليوم تؤمن بهذه المواقف لأن القلب هو الإنسانية التي تجمع الكل، وليس الإنسانية التي تشتم الموتى وتتشفى بضرب الجائحة للأخرين ولا تحترم حرمة الناس والأديان.

وأفضل رد عليه هو ما سطرته كاتبتنا وأستاذتنا النجيبة شذى مرقوس. لن أقتبس منه وأنا من النادر أحتفظ بالتعقيبات والمقالات ولكن عندما قرأته احتفظت به. لن أقتبس منه بعد اعتذاره، ولكن كما قلت كم مرة سيعتذر وان الاعتذار معناه تغيير النهج. فهل سيحدث هذا؟ لنرى ... والله أعلم.

تحياتي


419

الشماس الإنجيلي قيس سيبي المحترم

تحية طيبة

شكرا للمقال الذي جذب انتباهي حقا.

ولكن ما جذبني وشدني ليس المقترح بل الموقف من الإرث المشرقي لكنيستنا المشرقية المجيدة والذي يشترك المشارقة من الكلدان والأشوريين فيه.

لا أظن أن المقترح سيلفى أذانا صاغية، بيد ان التوصل الى المقترح وحيثياته تعد جوهرة في التعمق الفكري بمستقبل ميراث ووجود وتاريخ كنيسة المشرقة وموقف بناتها وأبنائها من المشارقة الكلدان والأشوريين.

والموقف هذا هو الذي يتبناه كل كلداني وأشوري متضلع بلغة وتاريخ وميراث وطقس وفنون كنيسة المشرق.

والموقف يمكن اختصاره، استنادا الى المقال، بكلمات قليلة ضمن فرضيات محددة يبرهن عليها واقع الحال في ما تبقى من كنيسة المشرق:

التمسك والتشبث بالتراث واللغة والطقس والثقافة والفنون والريازة هو الطريق الى الوحدة ومؤشر عليها بغض الطرف عن المذهب والميل والموقف الفكري لأبناء وبنات كنيسة المشرق من الكلدان والأشوريين.

كللما زاد القرب من الثقافة والطقس والميراث واللغة، تعمقت الوحدة بغض الطرف عن الميل والمذهب.

كلما بعد طرف من أطراف هذه الكنيسة المجيدة عن الثقافة والطقس والميراث واللغة بعدت الوحدة وتشتت الشعب والكنيسة.

ومن هنا يكذب علينا أي شخص يقول إنه يريد وحدة كنيسة المشرق بفروعها المختلفة وهو مستعد للتنازل عن كذا وكذا وتقبيل الأيادي ومن طرف أخر يهدم الميراث والطقس والريازة والفنون واللغة.

أقرب الناس الى الوحدة هم الذين يحافظون على ما يوحد أبناء وبنات كنيسة المشرق المجيدة من الكلدان والأشوريين وما يوحدهم هو لغتهم وطقسهم وتراثهم وريازتهم وفنونهم المشتركة.

فإن كان هناك أسقف يقول مثلا إنه لا يريد الوحدة وهو يمارس ويحافظ على لغة وطقوس وفنون وميراث كنيسة المشرق فهو الأقرب بكثير الى الوحدة من الأسقف الذي يصدر بيانا تلو بيان عن الوحدة ويتظاهر بتقبيل الأيادي في سبيلها والادعاء عن التنازل عن كذا وكذا من أجلها وهو في ذات الوقت يهدم ويشوه ويزور تراثها ولغتها وطقوسها وفنونها.

ولهذا حتى الكلداني او الأشوري الذي يبدل مذهبه (والمذهب تفسير او وجهة نظر للنص الأزلي ليس إلا) ولكنه محافظ على ثقافتها وفنونها ولغتها وطقوسها هو الأقرب الى الوحدة من الذي يزدري هذه الثقافة ويهاجمها قولا ويهدمها ممارسة ويجلب الدخيل والأجنبي كي يحل مخلها.

وأقرب شخص للوحدة هو الذي مثلا يدعو الى ممارسات مشتركة لإحياء ثقافة وفنون وتراث هذه الكنيسة المجيدة وبلغته.

إن تشتت اللغات وإن شجعنا على ذلك لا بل جعلناه ملزما، فنحن نحارب الوحدة مهما نشرنا من أقوال وبيانات.

أظن هذه إحدى الرسائل المهمة التي يحملها هذا المقال الذي كتبه متضلع بتاريخ وطقس ولغة وفنون كنيسة المشرق.

الوحدة ليست وحدة العقيدة والمذهب، لأن النصوص لا يمكن ان تفسر بطريقة واحدة وهي في ذاتها تحمل اوجها مختلفة. الوحدة هي وحدة اللغة والثقافة والفنون والطقوس وممارستها سوية.

فهل مثلا سنرى نشاطا مشتركا بين فروع كنيسة المشرق الكلدانية-الأشورية على مستوى الجوقات والكهنة والشمامسة مثلا فيها يتبارون بأداء روائع كنيسة المشرق من الشعر والآدب والفنون والأناشيد والطقوس وغيرها؟ نشاط مثل هذا ممكن ولا يحتاج الى قرارات صعبة، هذا إن كنا حقا نريد وحدة تجمع أبناء وبنات كنسية المشرق التي هي اليوم مشتتة وفي الشتات أيضا.

شكرا للمقال

تحياتي



420
الأخ بولص آدم المحترم

تحية طيبة

من الصعوبة بمكان تحديد مفهوم المثقف، لأن الثقافة بحد ذاتها صعبة التعريف وعلى الخصوص باللغة العربية. اللغة الانكليزية مثلا تميز بين     intellect and culture وأظن أن العربية ليس فيهما ما يميز بين الإثنين.

المثقف هو الذي يراعي مشاعر الناس ويحترم الكل وكافة المعتقدات مهما كانت حتى وإن اختلفت عن توجهاته وأفكاره ويحترم حتى الحيوانات.

من وجه النظر هذه، المثقف قد لا يكون له شهادة او اختصاص. قد يكون المرء مهندسا كبيرا او طبيبا لامعا ولكنه ليس مثقفا بمعنى لا يراعي مشاعر الناس ولا يحترم مشاعر الأخرين ويخلط الحابل بالنابل ولا تسلم منه أي خليقة

وإن وأجهته أتى لك بحجج ترد على لسان غير المثقفين أي الذين لا يحترمون مشاعر الناس ويستهزئون بكل شيء وهم لا يعلمون أنهم يستهزئون بأنفسهم.

ولهذا غير المثقف لا يفرق بين الميت واهل وأحباء الميت المنكوبين وبين من حضر جنازة الميت وهو لا يعرف حتى من هو ولا اسمه. الميت يرحمه الله لا يستهين به إلا غير المثقف كما اتى في تعريفك وحتى الحيوان لا يستهين به إلا غير المثقف. هناك حدود للحس الإنساني.

أن يهاجمني او ينتقدني كشخص هذا حقه ولكن ان يشتم الميت لذي أنا حضرت جنازته لأن تصرف من تصرفاتي لا يحبذه فهذا لعمري هبوط وانحطاط في البعد الإنساني والأخلاق الإنسانية.

ليس هذا فقط ينسحب الشتم على المراسيم والصلوات والعقيدة كلها بسبب أنني كتبت مقالا؛ بدلا من انتقادي يجري تسمية مجوعة كاملة من البشر بأنهم أوغاد وسفهاء وبؤساء ومعتوهين؛ نعم هذه تعابير غير المثقفين وتنسحب أولا وأخيرا عليهم.

وبعدها نأتي ونقول ان السبب في هذا لأن الشخص الذي كتب المقال يهاجم الكنيسة الكاثوليكية رغم ان المقال ذاته دفاع عن الكنيسة الكاثوليكية لأن الكنيسة الكاثوليكية لاتينية في مجملها تقريبا وهناك إشادة في المقال بالكاهن الكاثوليكي اللاتيني وكاتب المقال كاثوليكي أيضا وكاتب المقال لم ولن يمس العقيدة الكاثوليكية ولا غيرها ابدا ولا أي دين ابدا. انتقاد الأشخاص شيء والهجوم على شعائر وعقائد الناس والموتى وأهل الموتى شي أخر.

وانتقاد ممارسة او ممارسات محددة للبطريرك شيء ومهاجمة الكنيسة الكاثوليكية شيء أخر، والبطريرك صديق الصبا، لكن هناك خلاف كبير بيننا في النظرة الى التراث واللغة والطقس وليس العقيدة الكاثوليكية.

وغير المثقف يهاجم واحدة من اهم العقائد في الكنيسة الكاثوليكية وهو عقيدة المطهر (الموت وما يصاحبه) ومن ثم يتهم الأخر بأنه يريد "تفكيك الكنيسة الكاثوليكية والقائمين عليها".

 الدنيا والعالم برمته والحروب والطواعين والزوابع والشيوعية لم تستطع ولن تستطع تفكيك الكنيسة الكاثوليكية ولكن في رأي غير المثقف شخص في مقال هنا وهناك يفكك الكنيسة الكاثوليكية رغم أن في عقيدة هذه الكنيسة احترام الموتى وتقديم الأسرار للمرضى في أي حال من الأحوال هو جزء من العقيدة ويستحق الشهادة من أجله.

أظن أفضل تفسير لما ترمي إليه للتمييز بين المثقف وغير المثقف أتي في تعقيبين مهمين للأستاذة والأدبية شذى توما مرقوس في مقالها الأخير ضمن الرد رقم (2) والرد رقم (3). والردان على تعقيب جرى مسحه وهو خير دليل على ما ترمي إليه:

https://ankawa.com/forum/index.php/topic,972054.0.html

تحياتي


421
قرائي الكرام

لن أوجه الخطاب الى الأخ بولص وأسف لأن تم أخذ وجهة المقال خارج سياقه ولا أعلم لماذا؟

أحيانا لدينا فقر شديد لما تعنيه المفردة الواحدة ونصر على استخدامها  ضمن النطاق الضيق لمفهومنا وضيق أفقنا.

خذ مثلا مفردة "مقدس/ وقدس ويقدس، تقديسا ... الخ). هذه المفردة بالنسبة للبعض هي دينية وكنسية وطائفية فحسب، وهذا ضيق في الأفق والإدراك اللغوي.  "العلم مقدس" ليس معناه أنه علينا ان نهرطقه لأنه ضد ديننا وطائفيتنا ومذهبيتنا. وقس على ذلك اللغة مقدسة، وخدمة العلم مقدسة، وقدسية العلاقة بين الزوجين والتراث مقدس والدفاع عن الأرض عمل مقدس ... والنشيد الوطني مقدس وقس على ذلك كثير ... عندما نقول إن هذه القصيدة مقدسة (ولا أظن أنني استخدمت هذه المفردة حول القصيدة مثار البحث) ليس معناه أنها جزء من النصوص الأزلية المقدسة لدى أصحابها بل لها اعتبار كبير لدى الناس وهكذا الأهزوجة والفلكلور مقدس معناه لهما اعتبار كبير.

وكذلك عندما لا نعرف لغتنا وتراثنا وطقوسنا ونهاجمها ونتصور أن لا قيمة لها وهي ميتة، لا أظن يحق لنا التحدث بها او عنها. بارك ويبارك يعود أصلها الى المفردة السريانية التي جذرها ܒܲܪܹܟ  ܒܪܝܟܐ و ܐܬܒܪܟ و ܒܪܝܟ كذلك ܢܬܒܪܟ والمفردة الأخيرة هي التي ترد في النص الأصلي السرياني للأنشودة والتبرك بحضور  شخص معناه التشرف بمقدمه والسعادة الغامرة لوجوده. نقول بالعامية العربية "زادتنا البركة" أي حلت علينا البركة بمقدمك مثلا .

ويا أخي زيد اخاطبك بمحبة وأقول لا تتدخل في الأمور التي لا تفقه فيها لأن هذا أمر ينعكس سلبا على الذي يقوم به. وقلت مرة يا ريتك أن لك من العلم  ربع ما لدي من علم. هذا تواضع على مستوى القول ومهم ولكن يجب ان ينسحب على الممارسة.  بالطبع أنا لم أقل ولن أقول ابدا أنني أفقه منك، لكن علينا عدم التحدث وتفسير أمور لا نعرفها. إن لم أعرف الإنكليزية لا يجوز أن أقيم نفسي فقيها فيها.

وكلمة يبارك بالسريانية والعربية أيضا ليست خاصية يوصف بها الذي هو اعلى قداسة، أي لا يحق لنا استخدمها لمن هو أعلى وأسمى منا. هي كلمة اعتبارية لمكانة الشخص الذي قيلت فيه وأنه أسمى مرتبة ولهذا إن كنت تعرف لغة الأم وتحاول تعلمها بدلا من الاستهانة بها لعرفت اننا نبارك ومعنا الكاهن المسيح والله، ونتبارك بالمسيح والله والكاهن العادي يبارك القربان المقدس الذي هو الله ويبارك الله ونبارك العذراء مريم ونقول بالسريانية في الصلاة  ܒܪܝܟ ܐܠܗܐ  ܒܪܝܟ ܡܫܝܚܐ ܒܪܝܟܬ ܡܪܝܡ وفي كل اللغات تقريبا والرسل يباركون العذراء مريم وتتلقى هي البركة منهم ...

أنظر يا أخي التواضع مهم وأنت تبدو متواضعا أحيانا ولكن أرفق التواضع بالممارسة.

المتواضع لن يستخدم كلمة هرطقة ولن يلعن ابدا ومن ثم لن يتحدث بالمطلق ويبتعد عن ما هو ليس اختصاصه.

بابا روما اليوم يتجنب كلمة هرطقة ولعنة وأخرجتهما الكنيسة الكاثوليكية من قاموسها فأخرجها من قاموسك. ووصل الأمر بك على الحكم علي بأنني لست مسيحي  ... كيف ومن منحك هذه السلطة وكيف تقبل لنفسك ان يكون لك هذه السلطة وبابا روما بذاته وعظمته لا يفعل ولن يفعل ذك حتى مع أشرس منتقديه من الكاثوليك؟

وينطبق ما أتيت به هنا على الادعاءات الأخرى مثل أنا أنتقد الكنيسة؟ كلا ابدا. أنا أنتقد المؤسسة وشتان بين الكنيسة كمسرة والكنيسة كمؤسسة التي أنت صرت حاليا من أكثر المنتقدين لها بدليل مقالاتك الأخير حول الكهنة. الهجوم على الكنيسة هو عندما نستهين في إيمان الناس ومعتقداتهم ونصوصهم التي يرونها مقدسة وشعائرهم وطقوسهم وأسرارهم التي هي لديهم مقدسة. أنا أنتقد عملية هرطقة التراث وحملة التأوين وصاحبها (تأوين التراث معناه هرطقته أي تشويهه وتعريبه) وهذا لا يعني أنني أهاجم الكنيسة ابدا.

وهناك أيضا الكثير من الادعاءات التي لا سند لها وفي إمكاني تفنيدها ولكن أكتفي بهذا القدر لضيق الوقت وعدم جر الموضوع المهم للأخ بولص خارج سياقه. وكلها "أرشيفية" كما تقول ووصل الخوف منها والخشية من صاحبها أن حضرتك كلفت شخصا كي يبحث عنها. لو سألتني كنت منحتك الأرشيف برمته وجزء منه والحمد لله صار كتابا نشرته مؤخرا أكبر دار نشر عربية في بيروت. سأهديك نسخة لو أشأت كي تنتقدها لأنني حقا أحب النقد بأي شكل كان لأنه دليل التأثير والمكانة. الأفكار ميتة إن لم يبحث عنها الناس كما تبحث حضرتك عن أرشيفي كي تنتقده أي تبعث الحياة فيه.

تحياتي


422
الأخ بولص آدم المحترم

تحية طيبة

كتب الأخ زيد ميشو (الرد 23) مدافعا عن موقفه  حول هرطقة التراث ولعن اللغة، ويستشهد بقصيدة هي أساسا جزء من التراث الكلداني الصرف، أي نشيد كلداني غير طقسي، يقع في المريميات التي ينشدها الكلدان من منطقة أرادن وإينشكي:

https://m.youtube.com/watch?v=Cu1JvaxDBDs

وأقول، ليس دفاعا عن موقفي ابدا، وليس التماسا من حضرتك ان تدلو بدلوك لحسابي، أنا أترفع عن هذه الأمور، بل فقط أقول لا الكردي ولا العربي ولا أي شعب أخر يهرطق أهزوجة له بل يفتخر بها كما يفتخر العرب بهذه الأهزوجة:

" هري هري هري هري مثل النمر يمشي حولي حاني الظهر فاداعبه فوق حجري ..."

هل تعلم هذه الأهزوجة يدرسها العرب ضمن مناهجهم  التعليمية ودرسناها نحن في الابتدائية وفرضت علينا حفظا. لا يهرطق هذه الأهزوجة التي هي سجع أكثر منها قصيدة أي عربي ولم أقرأ أي شخص هرطق تراثه او قصيدة لشعبه يتغناها إلا في هذا الموقع ولدى قلة من الأخوة ومع الأسف أغلبهم كلدان، أي يهرطقون تراثهم ويلعنون لغتهم أي يفضلون التأوين (التعريب) عليها. الترجمة التي قمت بها لهذه الأهزوجة او القصيدة الكلدانية الرائعة هي ترجمة حرفية فحسب ولا يجوز هرطقة قصيدة أي قصيدة من التراث لأسباب مذهبية او دينية او طائفية ابدا او لأن الترجمة لم تروق لي او لا أحبذ المعنى ...

وأنظر في أدناه هذا السجع والأهزوجة لعرب الجاهلية أي قبل الإسلام وكيف يقدسها العرب المسلون اليوم لأنها جزءا من تراثهم ويدرسونها في مداسهم:

"أيها الناس، اسمعوا وعوا، وإذا سمعتم شيئا فانتفعوا، إنه من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت. إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا. ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج ..."

هل تعلم السجع في أعلاه لقس بن ساعدة قبل الإسلام وهو أسقف (مطران نجران) أي نصراني حسب المفهوم العربي الإسلامي ولكن يقدسون هذه السجع الذي تقريبا لا معنى له ويتغنون به لأنه جزء من تراثهم ويدرسونه في مدارسهم ولا يقولون هذا هرطقة لأن صاحبه نصراني، نحن نحرق كتبا ومخطوطات لأن في نظرنا هرطقة وتشير الى مار نسطوريس ... نحن حاجة غريبة وعجيبة ....

أنا حقيقة أفهم لماذا يهرطق المرء او يلعن ما لدى الأخر من لغة وتراث او ميل او دين او مذهب، ولكنني لم أكن اعرف ان هناك أشخاص يهرطقون تراثهم ويلعنون لغتهم وإرثهم وفصلهم وأصلهم مثل ما يحدث لدينا ...

وفي هذا لا أدافع عن نفسي بل عن تراثي ولغتي ككلداني والأنشودة او القصيدة مدار البحث كلدانية صرفة شائعة ولا تزال في صفوف أهل أرادن وإينشكي وقرى وقصبات كثيرة أخرى

ولك مطلق الحرية في الإجابة وأقول مرة أخرى أنني وضعت هذا التوضيح للعلم فحسب.

ولكن يحز في القلب ان ترى شخصا يهرطق تراثه مهما كان او يهاجم او يلعن لغته مهما كانت او يغيرها او يستبدلها او يستهجنها او يقول فيها توصيفات غير حميدة وهذا لم الاحظه لدى أي شعب ومع الأسف إلا لدى بعض الأخوة في هذا المنتدى ولدى بعض أصحاب الشأن ....

تحياتي


423
الأخ بولص آدم المحترم

تحية طيبة

شكرا لتعقيبك الذي يلقي المزيد من الضوء على أهمية التراث والطقوس في حياة البشر. اللغة والطقوس والفنون والآداب والشعائر من أرقى ثمار الحضارة الإنسانية. الشعب الذي لا يحترم او لا يكترث لتراثه ولغته وفنونه ويحافظ عليها ذخرا له وللأجيال القادمة، لا حياة له وهو فاقد الروح، أي جثة هامدة.

وكما تلاحظ فإن الموضوع صار له تأثير واضح وهناك ست مقالات مستقلة في المنتدى تدور حول ما أثرته في هذا المقال.

وتغمرني السعادة أن أرى كل هذا الاهتمام بما أثيره من مواضيع.

كثيرا ما ينتابني اليأس والقنوط ولكن عندما أرى كل هذا الاهتمام بما أكتبه (حيث صار لدينا ست مقالات منفصلة وعشرات وعشرات التعقيبات) أرى لزاما ان نستمر في خدمة شعبنا لأننا جزء منه وعلينا ان نفتخر بالانتماء إليه.

والانتماء لهذا الشعب ومؤسساته الكنسية مفخرة حقا لكل من يقدم الولاء والاحترام والتبجيل للغته وتراثه وإرثه وطقوسه وفنونه الغنية المتجذرة في عمق أبهى حضارة عرفتها البشرية الا وهي حضارة وادي الرافدين.

وسأبقى ضمن إطار هذا الموضوع، أعقب فيه بين الفينة والأخرى على المقالات المنفصلة والتعقيبات المهمة التي ترد فيها.

واخر مقال في هذا المضمار، وهو مقال مهم حقا، كتبه الأخ والصديق العزيز يوحنا بيداويد، وسيكون لي تعقيب منفصل عليه غدا بعون الله:

https://ankawa.com/forum/index.php/topic,971806.0.html

تحياتي


424

الأخ بولص آدم المحترم

تحية طيبة،

موضوع شيق أخر تبدع فيه من خلال طرح مسألة من المسائل الكبيرة التي يعاني منها شعبنا المسكين المغلوب على أمره وتؤشر على الخلل مع مراعاة الكياسة وأخلاق الكتابة الرصينة التي تبتعد عن الشخصنة والمباشرة.

وتقدم لنا المدرسة الفلسفية النقدية (الماركسية الحديثة) التي أسسها هورخيمر ومن روادها أدورنو ومن ثم العملاق غرامسي والمتألق هابرماس واليوم يقودها وبقوة وتأثير منقطع النظير المفكر والفيلسوف الأرجنتيني إرنستو لاكلو  تفسيرا لأغلب مناحي حياتنا العصرية  ومنها الموضوع القيم الذي تطرحه، حيث تقول في إحدى فرضياتها:

كلما قلت معرفة شعب ما، سهلت السيطرة عليه من قبل مدعي المعرفة.

واظن ان "السخرية" ليست المفردة السليمة في هذا المضمار، لان، القصد هو satire أي الهجاء وهو جنس أدبي يبدع فيه العرب إيما إبداع وكان له من التأثير والإنباء صدقية أكثر من السيف. وربما بيت شعري من الهجاء أجبر قبيلة بأكملها على هجرة ديارها ويقع كتاب "كليلة ودمنة"- درة الهجاء في الأدب العالمي وليس العربي فحسب - ومقامات حريري والهمداني وبعض مؤلفات الجاحظ وابو علاء المعري وغيرهم في مضمار الجنس الأدبي هذا.

وتسرد في مقالك  اسماء مجموعة من أشهر الهجائيين في الأدب العالمي والعربي ولكن ماذا عن ادبنا وشعبنا، الجواب: نحن نهرطق ونلعن ونهمش ونزور لغتنا وأدبنا بكل أجناسه، أي نقوم بتأوينه ومع ذلك يأتينا المديح على فعلتنا الشنيعة هذه – هذا نحن.

 وبودي إضافة قائمة كانت على رأس قائمة الكتب المنهجية عندما كنا طلبة في كلية الأداب، قسم اللغات الأوروبية، جامعة الموصل أتذكر منهم: جورج اورويل، جوناثان سويفت، هنري فيلدنغ، جيفري شوصر، جارلس ديكنز، جين اوستن.

وأضيف اسما لامعا من الصحافة العراقية التي عاصرتها وصادقتها وأحمل ذكريات طيبة ومؤلمة في آن لها وهو الصحفي اللامع المرحوم داود الفرحان الذي كان لعموده الهجائي الأسبوعي في مجلة ألف باء تأثيرا بالغا في القراء وكنا ننتظره بفارغ الصبر.

دأود الفرحان كان يكتب تحت عمود أسبوعي عنوانه "بلد صاعد، بلد نازل" وقبل وفاته جمع هذه المقالات البديعة في كتاب وفي الإمكان اقتنائه من خلال الشراء الالكتروني على غوغل او امازون او تحميله اياضا.

تحياتي


425
قرائي الكرام

يبدو أن هذا المقال أخذ من مدى أكثر بكثير من توقعاتي له، وهذه ظاهرة إيجابية ولعمري هي غاية ما أكتبه من مقالات في منتديات شعبنا أم في الصحافة العربية أم الإنكليزية او الكتب التي أؤلفها باللغتين.

حتى الأن هناك أربع مقالات منفصلة تتناول الموضوع من جوانب شتى، ويبدو ان هناك مقالات أخرى في الطريق.

وعدا هذه المقالات، كان هناك ولا يزال الكثير من الهمز واللمز والتعقيبات التي تدور حول ما طرحته في هذا المقال.

وأنا سعيد ان تكون مسألة اللغة والتراث وهرطقة اللغة والتراث والهرطقة بصورة عامة تأخذ الصدارة في هذا المنتدى الذي يعد من أكثر الوسائل الإعلامية تأثيرا في صفوف شعبنا.

ونهج الدفاع عن اللغة والتراث الذي ننتمي إليه كشعب له تسميات شتى ومؤسسات كنسية تتبع مذاهب مختلفة سيبقى الوجهة التي أرمي إليها في الغالب وأربطها في حياتنا المعاصرة.

وأعود وأقول إن التراث واللغة لأي شعب او مؤسسة هما الوجود ودونهما لا وجود لهما.

وأتقدم بالشكر الجزيل لكل من كتب مقالات منفصلة في هذا المضمار او عقب عليها:

هذه ظاهرة إيجابية جدا لأنها تعني ان مسألة اللغة والتراث مهمة ويفكر بها شعبنا ويناقشها بإسهاب.

وكي لا أشوش على الآراء المختلفة، لن اتداخل في الرد او التعقيب ضمن المقالات هذه. عقبت على الأخ بولص آدم لنبرته ونزعته الفكرية والفلسفية التي تجذبني وتشغل لي عقلي كي أتعمق أكثر في الفكر الإنساني الذي يصاحب هكذا نقاشات.

ولهاذ سيكون لي ردود وتعقيبات مقتضبة تتناول الأوجه المختلفة للموضوع بصورة عامة ضمن إطار هذا المقال فحسب دون الدخول في الشخصنة والمباشرة لأن الزمن الصعب والمخيف الذي نمر فيه يحتم علينا التباعد ليس الاجتماعي لحماية أنفسنا من الجائحة بلا أيضا التباعد من حيث المشاحنات الفكرية لحماية أنفسنا من نقاشات تشخصن الموضوع.

تحياتي


426
كيف ولماذا نهرطق التراث ونلعن اللغة

نأتي الى الشق الثاني من المسألة المهمة التي يناقشها الأخ بولص آدم في مقاله.

من قراءة عنوان المقال، قد يستشف القارئ الكريم أن هناك خللا كبير في الذين يخاطبهم الأخ بولص. لماذا؟ لأن قد لا يصدق المرء أن هناك من في إمكانه هرطقة او لعن الأخر او بالأحرى هرطقة او لعن تراث او لغة الأخر ونحن في العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين.

ولكن قد يصاب المرء بالشلل التام عندما يكتشف ان الأخ بولص يؤشر الى أن هناك من يهرطق تراثه ولغته الخاصة به. واللغة والتراث جوهر تكويننا كبشر ومن خلالهما نعرف من نحن ومنهما تتشكل هويتنا (قوميتنا)، فكيف يجوز لنا ان نهرطق ونلعن تراثنا ولغتنا، أي نهرطق أنفسنا؟

والأخ بولص كثيرا ما يلجأ الى الفلاسفة والمفكرين لتفسير الظواهر الاجتماعية. والهرطقة واللعن ظاهرة اجتماعية.

في الغالب يهرطق المرء ثقافة (الدين والمذهب ثقافة) او تراث او لغة الأخر. السؤال المحوري والذي يثير العجب هو كيف يصل الأمر بنا الى درجة ان نهرطق ونلعن تراثنا ولغتنا؟

وهل هناك مفكرون وفلاسفة او حركات فكرية وفلسفية تلقي الضوء على هذه الظاهرة العجيبة والغريبة؟ كيف لشخص او مؤسسة تهرطق وتلعن تراثها ولغتها؟
 
قد يقول قارئ هذه ظاهرة لا تفسير لها، لان لا يجوز ان تقوم مؤسسة او أفراد او مجتمع بلعن التراث واللغة الخاصة بهم، اللهم إلا ان يكون هؤلاء أساسا قد تخلوا عن ثقافتهم وتراثهم ولغتهم وتبنوا ثقافة وتراثا ولغة دخيلة وبهذا يكونوا قد اكتسبوا هوية دخيلة ولكنهم يتظاهرون بانتسابهم الى هويتهم الأصلية.

هناك حركة فلسفية وفكرية برزت في المانيا قبل الحرب العالمية الثانية نطلق عليها اسم "مدرسة فرانكفورت." هذا المدرسة تعد من أكثر المدارس الفلسفية والفكرية تأثيرا في نقد الظواهر الاجتماعية والتحليل والتفكيك النقدي.

وتستند هذه الحركة على أفكار ماركس، وهي ماركسية حديثة، ومن أشهر مفكريها هورخيمر وبولوك وبنيامين وادورنو، وطار صيتها الأفاق بكتابات غرامسي الماركسية التوجه وزادها هبرماس تألقا.

وواحد من أهم الأركان الفكرية لهذه المدرسة يتكئ على المفهوم النقدي لمصطلح الانعتاق emancipation وباختصار شديد فإن هذا المفهوم يستند الى علاقة المعرفة  بالسلطة knowledge and Power ، بمعنى كلما زادت معرفة الفرد والمجتمع، زاد انعتاقه؛ وكلما غابت او خفت معرفة الفرد والمجتمع، خسر انعتاقه. وكلما قلت معرفة الفرد والمجتمع، زاد استغلال أصحاب المعرفة لهذا الشعب والمجتمع؛ وكلما زادت معرفة الشعب والمجتمع، قل استغلال أصحاب المعرفة للشعب والمجتمع.

واحد من أبشع أنواع الاستغلال هو استغلال المعرفة من قبل السلطة في نطاق شعب لا معرفة له.

ونأتي الى التراث واللغة لدى شعبنا.

هنا نحن كشعب نمر في ما يشه الكارثة. السبب واضخ. معرفتنا بتراثنا ولغتنا تكاد تكون معدومة. أكاد أجزم ان الأمية في صفوفنا من حيث التراث واللغة الأم قد تصل الى 99.99 في المائة.

في وضع كهذا، يستغل أصحاب السلطة (واستغلال المعرفة جزء من السلطة) عدم معرفة المجتمع بتراثه ولغته لتمرير سياساتهم ومصالحهم ونزواتهم وغيرها تمشيا مع ميولهم.

ولأننا لا معرفة لنا بتراثنا ولغتنا، لا نكترث إن تم استغلالنا من خلال استغلال عدم معرفتنا بهما. ولأننا لا معرفة لنا بتراثنا ولغتنا، نؤيد بصورة مطلقة (عميائية) السلطة التي تهرطق وتلعن تراثنا ولغتنا.

وكما تلاحظ، فإنني هنا أخرجت الأفراد او الأشخاص من خانة هرطقة ولعن التراث واللغة. الفرد والشخص محدود او ربما معدوم السطلة ومهما قال فإن ذلك لا يعدو مسألة القول.

الخشية هي من صاحب السلطة الذي يهرطق ويلعن التراث واللغة ويستغل عدم معرفة الشعب بهما لأغراضه الخاصة وتمشية سياساته ومصالحه ونزواته على حساب التراث واللغة.

ومن هنا موقفي الحازم من التأوين، الذي يمثل خير تمثيل هرطقة ولعن التراث واللغة، ويستغل صاحبه حتى مفهوم المصطلح ويجيره لأغراضه الخاصة لهرطقة التراث واللغة.

ولأننا لا معرفة لنا بالتراث واللغة، يصل الأمر بنا الى مجاراة صاحب التأوين بطريقة عميائية ومعاداة الذي يحاول جاهدا إلقاء الضوء على هذه السياسات الهدامة للتراث واللغة، وإن ذهب التراث وذهبت اللغة أصبحنا هباء منثورا واحتلنا الدخيل والأجنبي واكتسبنا هوية غير هويتنا.

إذا لا خشية إن هرطق ولعن شخص التراث واللغة. سطلة الشخص محدودة او معدومة.

الحشية تأتي من السلطة التي تهرطق وتلعن التراث واللغة من خلال حملة تطلق عليها مصطلحا حميدا وهي ليست كذلك.

أمل أنني قدمت تفسيرا متواضعا يتكئ على مدرسة فرانكفورت الفلسفية للنقد لإلقاء بعض الضوء على حلمة هرطقة ولعن التراث واللغة التي هي على قدم وساق لدى مكون أصيل في مكونات شعبنا ومؤسسة عريقة من مؤسساته الكنسية.

تحياتي


427
لأخ مايكل سبي المحترم

تحية طيبة

ما تقتبسه من نصوص يشكل جوهر المسيحية حيث المحبة والعطاء دون شروط.

وهذا ما كان يمارسه المسيح حيث كان يلام من قبل منتقديه بأنه يعاشر الزناة والمرضى والخطأة.

والمسيح، وهذا ما نقرأه في الإنجيل، كان يحب المصابين بالأمراض المعدية ويفدي ذاته من اجلهم. ولو كان معنا والجائحة جعلتنا ندخل في جحور مظلمة من الخوف، لخرج الى الشارع وقال تعالوا إلي يا أيها المعذبين والخائفين والمصابين بكورونا كي أقبلكم.

وقد ينتقد البعض موقفك، بيد أنه يقع في صلب المسرة والبشارة وهو السلم صوب ملكوت الله الذي هو بيننا وفينا، أي في العلاقة مع قريبنا وعلى الخصوص القريب الذي هو في ضيق، حسب ما يرد في الإنجيل.

ومن هنا فإن الفيديو الذي سجله عراب التأوين (وكيف فاتك ولم تكتب تحليلا موثقا عنه) حول الجائحة يعد كارثه لاستهانته حتى بالمضحين من الكهنة الذين قضوا وهم يؤدون البشارة والمسرة وهم لدى بلدانهم أبطال قوميون وفي كنيستهم شهداء ولكن بالنسبة له عديمي الفطنة.

ولما الاستغراب من الذي هدم وشوه وزور وانتحل وبدل تراثا وإرثا ولغة وميراثا تستقتل الأمم من أجله بينما هو يدوس عليه بقدميه متخذا من مفهومه السمج للتأوين حجة.

ودعني أنهي هذا التعقيب بملاحظة أخص حضرتك بها، أقول:

إنني من النادر التقيت كلدانيا علمانيا كان او من طبقة الإكليروس، راهبا كان أم قسا ام مطرانا، إلا وأشاد بكتاباتك ومواقفك التي تريد الخير للكلدان وتخليصهم من العهد الأعجف الذي هم فيه. وإن بدا من عراب التأوين عدم الاكتراث، عندئذ ليكن لديك علم أن ما تكتبه حضرتك ينزل كالسوط ومؤثر. كل خروج إعلامي له، رغم هزالته وتكراره وعدم قيمته وبهاتته، ما هو في الغالب إلا رد عقيم وهزيل وسمج على النقد الموثق الذي يأتيه من قبلك ومن قبل أمثالك.

تحياتي



428
قرائي الكرام

هذا المقال في رأي أفضل مقال في هذا المنتدى بشقيه: الأول الذي يتناول البعد الإنساني والأخلاقي، والثاني الذي يعرج على الموقف من اللغة والتراث وهرطقتهما.

في هذا التعقيب سأركز على الشق الأول، وأترك الشق الثاني لتعقيب منفصل.

الجائحة التي اتتنا من حيث لا ندري، وهي شر مستطير، ألغت الكثير من المواقف والنظريات، وعلى رأسها نظرية الأخر، The Concept of the Other.

هذه النظرية نقدية أشبعها نقاشا كبار الفلاسفة والمفكرين من كانت الى لاكان؛ وباختصار شديد تفرز النظرية "أنا" او "نحن" Self من "الأخر" the Other.

وفيها نشيد بما لدينا وما نحن عليه ونلقي اللوم على الاخر او نراه لا يرتقي الى ما نحن عليه من سمو.

فإلهي أفضل من إله الأخر وأيقونتي او صنمي أقدس من أيقونة او صنم الأخر وكتابي أكثر قداسة لا بل هو القداسة وكتاب الأخر باطل، ورموزي وخطابي أسمى وأعلى درجة من الأخر.

وأين ما ألتفت أرى "أنا" و"نحن" وإن نظرت للأخر أنظر إليه وما هو عليه بمنظار مختلف لا يساوي ما لدي.

وهناك دراسات أكاديمية وأبحاث علمية وكتب بالآلاف حول النظرية هذه وتفسيرها في مختلف مناحي الحياة وفي مختلف المجتمعات باختلاف واقعها الاجتماعي والثقافي.

والنظرية ترى لها تطبيقات ليس على مستوى الشرق والغرب مثلا، بل على مستوى الشرق ذاته وضمن نطاق الأقلية ذاتها التي رغم انها ليست إلا "الأخر" في عيون "أنا" و"نحن" إلا انها تفرز مجتمعها الصغير على نفس المنوال.

لن أغوص في تفاصيل النظرية، لأن من غير الممكن منحها حقها في ثنايا تعقيب قصير.

بيد أن الخبيث (الجائحة) او الشر الذي اتانا من حيث لا ندري ضربنا كلنا وكلنا "أنا ونحن، وهو وهم" سواسية مثل أسنان المشط؛ أي لم يميز هذا الخبيث بين "أنا" و"نحن" من جهة و"الأخر" من جهة أخرى.

الكل سواسية امام هذا الشر الخبيث، ولكن نزعتنا البشرية صوب العنصرية والتمييز والفوقية جعلتنا في بداية الأزمة الكونية وحتى هذه اللحظة نتصور، ونحن مخطئون، ان الجائحة مثل أدياننا ومذاهبنا وميولنا وألهتنا وأصنامنا وأيقوناتنا والكتب التي نراها أزلية تفرز الناس وتصنفهم في خانتين: الأولى "أنا" و"نحن" – خانة الخير، والأخر "هو" وهم" خانة الشر.

وهكذا عندما ضربت الجائحة الصين هللت بعض الأصوات العنصرية في الغرب مبشرة بقرب سقوط التنين، وهللت بعض الأصوات من العنصريين والمتعصبين المسلمين أن هذا عقاب من الله ضد الصين لاضطهادها مواطنيها من الإيغور المسلمين.

عندما ضربت إيران، ظهرت أصوات كثيرة إن كان في هذا المنتدى او لدى بعض العنصريين من المسيحيين المتصهينين في الغرب التي ترى أن هؤلاء (الإيرانيين) يستحقون ومنهم من وصل به الأمر الى تبجيل ومدح الجائحة لأنها تضرب الشر (إيران) وتنسى أن في إيران 80 مليون إنسان أغلبهم أطفال ونساء وشيوخ وناس أبرياء.

وعندما ضربت الدول الخليجية مثل قطر والسعودية والإمارات ظهرت أصوات تصدح فرحا لأن الجائحة في نظرهم ضربت الشر ونسوا أن اغلب الناس في هذه الدول هم عمال أجانب والغالبية الساحقة منهم (حوالي 90 في المئة في بعض الدول) مسيحيين.

وإذا بالجائحة تضر ب الكل يمينا ويسارا، شرقا وغربا وتركع من كنا نتصور في إمكانه تركيع الدنيا.

إذا كانت الجائحة الشريرة تعاملنا بمساواة قل نظيرها، فما بقي لنا من رموز وميول مهما كانت تسقط وتسقط سقوطا مريعا إن كنا ننسبها الى الله او إلى أي فكر او إيديولوجيتا او فلسفة أخرى، لأن الله الذي هو الأب والرحمة في هذه الحالة لا يرقى بمساواته في التعامل معنا مثل الجائحة الشريرة من حيث ما ننسب له من كتب وأديان ومذاهب ورموز وعنصر وجنس ولون وميول وثقافات.

لن أؤشر على أي مواقف مثل هذه لدى شعبنا، ولكنني صعقت عند قرأتها او ممارستها حيث بتنا نميز حتى بين موتانا إن كان ضحية الجائحة فله مكانة متدنية (شرير) وإن لم يكن فله مكانة رفيعة.

ما فعلته الجائحة التي أقضت مضاجعنا أظهرتنا على حقيقتنا كبشر وكم نحن ضعفاء علما وتطورا ورقيا وكم نحن فقراء من حيث البعد الإنساني والأخلاقي.

وشكرا للأخ بولص على موضوعه الفكري الشيق واسلوبه الرشيق في طرح المادة.

تحياتي

429
الأخ وليد يوحنا بيداويد المحترم

تحية طيبة

أنا حقا سعيد لأن هذا المقال أثار ردودا كثيرة أغلبها غير مباشر فيها الكثير من الهمس واللمز. وهذه ما أرمي إليه وأكثر.

الكتابة التي لا تشحذ العقل وتشغله وتجعل الناس أن يفكروا كتابة عادية. بعض الردود وبعض الهمس واللمز يجعلني أبتسم وأضحك رغم أن الجائحة قد أسدلت ستارا من الكأبة على العالم.

وحضرتك ربما بطريقة غير مباشرة ترد على كل الهمس واللمز الذي يؤشر الى صواب الموقف وتفاهة الهمس واللمز.

إقامة صلاة الجناز جزء من العقيدة المسيحية لا سيما لدى الكاثوليك والصلاة للموتى عقيدة أساسية في الكنيسة، ولهذا يتبارى المكرسين لخدمة الموتى وإقامة الطقوس الجنائزية funeral liturgy كما يتبارى الأطباء لتقديم التطبيب للمرض وخدمة الموتى بطريقة تحفظ الكرامة الإنسانية التي  يرى البعض فيها "شرا"، يا للغرابة ويا للأسف.

إن حذفنا الموت وخدمة الموتى والصلاة لهم ومن أجلهم لانتهت الأديان وعلى الخصوص المسيحية لأن الموت ما هو الا الحياة – حسب المفهوم المسيحي – اما لدى العقيدة الكاثوليكية فإنها تذهب أبعد من أي مذهب مسيحي أخر في الطقوس الجنائزية والصلاة على الموتى التي ترى فيها خدمة انجيلية ومن صلب المسرة.

ولهذا يتفانى الكهنة في خدمة الموتى وعلى الخصوص في الكنيسة الكاثوليكية والذي يسقط يعد شهيدا.

اقرأ العقيدة والموسوعة الكاثوليكية وترى كيف أن الطقوس الجنائزية جزء لا يتجزأ من عقيدة المطهر. أنا أتحدث عن هذا كمطلع وقارئ نهم وليس كمتدين، يتبجح بتدينه او مذهبه او دينه.

مع كل هذا تقرأ عجب العجاب أحيانا، ومع ذلك أبتسم كثيرا وأضحك مع نفسي.

وتسألني: "ماهي رسالتكم الى رئاسة الكنيسة وللكاهن نفسه؟" أنا أضع القس خارج المعادلة لأن السبب والمسبب معروف وهو نتيجة عهد أعجف عكر صفو مؤسسة الكنيسة الكلدانية يقوده من لا يحترم لا بل شوه ويشوه حتى الطقوس الجنائزية ولا يحترم حرمة الموتى، ولدينا أدلة كثيرة على ذلك، ولكن ليس هذا مجال إيرادها.

تحياتي


430

الكنيسة الكلدانية في طريقها الى الهاوية والزوال بسبب ان الممسوحين فيها قد نفضوا وابعدوا عن انفسهم كل ما يمتُ بمهامهم الجليلة واصبحوا اسياد يسعون للصدارة بدل ان يكونوا خدام وامناء على الكلمة والاسرار والطقوس الكنسية!!!

الأخ بولس يونان المحترم

تحية طيبة

رغم أن تعقيبك موجه للأخ سيزار إلا ان حضرتك تثير نقاطا مهمة وعلى الخصوص في الاقتباس في أعلاه.

أتفق معك ان مؤسسة الكنيسة الكلدانية تسير صوب الهاوية، وقد تحدثت عن ذلك كثيرا وأظن ان الكثيرين من الكلدان يتفقون مع مقولتك رغم مرارتها.

بيد انه لا يزال هناك بصيص من الأمل، او بالأحرى، ضوءا خافتا في نهاية النفق، هذا إن وافق "الممسوحين" أن يكونوا ونحن معهم "خداما وامناء على الكلمة والاسرار والطقوس الكنسية" قبل فوات الأوان.

لا يزال في صفوف الكلدان مجموعة مثقفة ومتعلمة من الأساتذة والباحثين والمتضلعين بالتراث والإرث واللغة والميراث الكلداني.

والمطلوب عمله، هو فقط فسح المجال أمامهم ومنحهم الفرصة كي يضعوا خارطة طريق واضحة المعالم كي ننقذ مؤسسة الكنيسة الكلدانية ، كما تقول وهذا واقع مؤلم ولكنه حقيقي ونحسه، من الوقوع في الهاوية.

هل سيقبل أصحاب الشأن بهذا وينسحبوا جانبا ويفسحوا المجال للعلماء ولأساتذة والمختصين والفنانين من الكلدان – وما أكثرهم – وضع خارطة طريق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟

هنا مربط الفرس. تجربة السنين الماضية لا تشجع لأن بعض الإكليروس يتصور إنه يملك العلم برمته ويتصرف على قناعاته ونزواته ويراها صحيحة وهي أبعد ما تكون عن الصح وهي التي جعلتنا نسير صوب الهاوية.

هل سيفسحون المجال للمختصين من الكلدان دخول الساحة بقوة والعمل على إنقاذ الموقف؟

تحياتي

431
الأخ الشماس عوديشو يوخنا المحترم

ألمني كثيرا هذا الخبر وأملي ان يتعافى الأخ العزيز قشو ويعود اولا الى عائلته وأحبائه سالما معافي ومن ثم يعود إلينا زميلا وأخا وصديقا عزيزا.

مصابك مصابنا، عزيزي قشو. وإذ كنت تفتتح كل تعقيب لك بلغتنا الجميلة بعبارة ܒܫܡܐ ܕܬܠܝܬܐܝܘܬܐ فلن يتخلى عنك الثالوث المقدس كما لن يتخلى عنا ونحن كلنا نمر في أوقات عصيبة رهيبة.



432

الأخ سيزار ميخا هرمز المحترم

تحية طيبة

شكرا للاهتمام بالمقال والتواصل بشأنه.

هناك نقطة في غاية الأهمية أشير إليها في أغلب مقالاتي في مواقع شعبنا وأوكد عليها مرارا وهي أن المناسك والشعائر والأعمال والطقوس التي مع الفنون واللغة والأناشيد تشكل جوهر ثقافة (هوية) أي شعب او مؤسسة تمثله وبدونها لا وجود لهذا الشعب مهما تغني بتسميته وقدم تاريخه.

كيف نستدل على الثقافة (الحضارة)، لنقل السومرية مثلا؟ نستدل عليها من شعائرها ومناسكها وفنونها التي ضمنتها لغة شعب اسمه السومريون.

الكلدان ومع مطرقة التأوين يشهدون هدما وتدميرا للثقافة.

وهاك مثال من الواقع.

أنت كلداني مذهبك كاثوليكي. اذهب الى أي ممارسة في الكنيسة السويدية الكاثوليكية، لنقل طقوس جناز او دفن. سترى أن الالتزام بالمناسك والطقوس واللغة يعد أساسا. هناك كتاب طقس خاص يتبعه الكل هو واحد ولا يتلاعب به الكاردينال السويدي ويؤنه (يشوهه) حسب أهوائه ونزواته.

اذهب الى أي ممارسة في مؤسسة الكنيسة الكلدانية. لن تلحظ غير التسيب (التأوين) في أغلب الحلقات. لغة، كل على هواه؛ نصا، كل له كراسه؛ من أين نبدأ، لا نعرف؛ ومن يبدأ، لا نعرف؛ وكيف ننتهي، لا نعرف؛ كل شيء جائز وكل شيء غير جائز. قد يتحول طقس الجناز الى خطبة وكل يصلي حسب ما يريد.

هذا موت لأي شعب ولأي مؤسسة لأن يحرمه من شعائره وإرثه وتقاليده ولغته وطقوسه ويفرض عليه الفوضى والتسيب.

ومن هنا أنا لا ألوم القس ولم أذكر اسمه ولم أومئ إليه حتى.

ألوم عراب التأوين الذي أوصلنا الى هذا الدرك، حيث لم يبق لنا تقاليد ولغة وأناشيد وطقوس وليس هناك ضوابط او توازنات رقابية كي نلتزم بها ضمن إطار ثقاتنا كشعب ومؤسسة كنسية.

في الكنيسة الكاثوليكية السويدية هناك ضوابط وتوازنات لا يحيد عنها قيد أنملة حتى الكاردينال السويدي.

في مؤسسة الكنيسة الكلدانية رمى عراب التعريب كل الضوابط والتوازنات تحت قدميه وداس عليها برجليه ونحن صوب الزوال سائرون.

تحياتي


433

الأخ بولص آدم

تحية طيبة

لك تعقيبان وسأعرج على الاثنين كل على انفراد.

وبخصوص تعليقك الأول ذو الرقم 1 تذكر البير كامو وروايته الشهيرة "الطاعون" وشخصية الدكتور ريو. الجائحة الحالية، وأي جائحة، هي معركة، وإن كان كل صاحب مسؤولية يهرب منها فمعناه الهزيمة قادمة لا محالة، ويبدو أن البعض رغم واجباته التي تحتم عليه أن يكون في مقدمة الصفوف، يخاف حتى من المواجهة.

 شخصيا أنا لا ألوم القس الذي رفض حضور الجناز والدفن. ولهذا عزفت عن ذكر اسمه او حتى التلميح الى ذلك. المشكلة مؤسساتية ويتحملها مباشرة المسؤول المباشر فيها وهي نتيجة حتميه لسنيه العجاف على الكرسي البطريركي.

والله أخي العزيز المنشور الذي نشره صورة وصوت وفيديو عن الجائحة هجين كما هي الحال تقريبا في كل إطلالاته ولا أظن أي إنسان له ذرة من الإنسانية يتحدث هكذا وبلهجة غريبة لا ذرة فيها للرحمة والحنان والحب والناس حوله في خوف مرعب والجثث بعشرات الالاف في كل مكان. لم يقتبس كلمة من الإنجيل ولم يقل كيف علينا إظهار المحبة في كوارث مثل هذه وكيف علينا مراعاة المرضى وتقديم الأسرار لهم لا بل فيه استهانة بالكهنة الشهداء الأبطال الذي قضوا وهم يقدمون الأسرار لضحايا وقتلى الجائحة. شيء لا يقبله العقل السوي ابدا. وأعزف عن وضع رابط للفيديو لأنه لا يستحق حتى وضع رابط له. هذا هو السبب والمسبب وليس القس المسكين.

واشكرك على طلب الرحمة والغفران للميت. وشتان بين خطابك وخطاب بعض الأخوة الأخرين الذي يرقى الى الشماتة والتشفي وكتابة مفردات وتعابير غير حميدة إن كان هنا في هذه الصفحة او في أمكنة أخرى.

حتى حرمة الموتى ننتهكها وما تقتضيه الممارسة الأخلاقية والإنسانية في مثل ظروف كهذه لا نحترمها ومن ثم نتبجح بمسيحيتنا او إنسانيتنا.

تحياتي


434
كيف تعاملت الكنائس مع الجائحة مثل التي تجتاح عالمنا هذا اليوم

قرائي الكرام

الجائحة التي أدخلت الهلع في قلوبنا ليست جديدة. هناك آفات كثيرة ضربت البشر منها في التاريخ المعاص، في القرن العشرين مثلا. وربما لم يخلو قرن منها.

ضربت العالم ثلاث وجبات من الإنفلونزا التي تحولت الى جوائح لها كثير من الشبه مع الجائحة الحالية: الأولى في عام 1918 والثانية في عام 1957 والثالثة في عام 1968.

بيد أن أكثرها فتكا كانت الإنفلونزا الإسبانية في عام 1918 التي قتلت حسب بعض المصادر ما يقارب الخمسين مليون شخص.

لن أغوص في تاريخ وتأثير الجوائح مثل التي تعصف بنا حاليا وجعلت العالم يقف على نصف رجل وأجبرت دولا عظمة ان تزحف على بطنها.

ما يقع ضمن إطار الموضوع هو الطريقة التي كانت تعالج الكنائس بصورة عامة، الشرقية والغربية، جوائح مثل هذه ضمن واجباتها الروحية.

كنيسة المشرق لها تراث زاخر من الطقوس والصلوات والميامير والمداريش والعونياثا وغيرها التي كان يلجأ إليها المؤمنون في أزمنة عصيبة كهذه.

بيد أن ما لفت انتباهي وأسرني كان الطريقة التي فيها تعاملت الكنيسة الكاثوليكية في القرون الوسطى مع جائحة الطاعون التي كانت تبدد الجيوش والممالك وتسقط الأمم.

بعد تفشي المرض وازدياد أعداد المصابين والموتى، قررت الكنيسة السماح لمجموعة كبيرة من المؤمنين منح الأسرار في حالة عدم توافر كاهن، منهم الشمامسة والمؤمنين والمؤمنات.

وهناك قصص تقع في صلب المسرة، حيث تعترف الزوجة المصابة أحيانا لبنتها لنيل سر التوبة وتقدم البنت لها لأسرار الأخرى ومنها مراسيم الدفن.

ما أحوجنا الى مواقف مثل هذه والجائحة قد هاجت وحجرت علينا كلنا وتقتل بعشرات الالاف وتصيب مئات الالاف.

هناك الكثير من الناس يرون في الأسرار جزء من خلاص الأنفس وحماية الأجساد؛ هؤلاء يجب ان يحصلوا على الأسرار لان بالنسبة لهم تأتي في مقدمة الأولويات ربما قبل التطبيب.

تحياتي


435
قرائي الكرام


ارجو ملاحظة الصور المرفقة مع المقال وقراءتها والتركيز على القس الكاثوليكي السويدي ومقارنته ومقاربته بما هو الحال لدى الكلدان وقسسهم وعلى الخصوص الجالس سعيدا وكيف أنه يلجأ الى أبشع العبارات لتوصيف أزياء أسلافه من البطاركة والأزياء السائدة لدى كنيسته.

لدي فيديو عن أخر منشور له حول الجائحة، أعزف عن نشره، لأنه في رأي يرقى الى ما يشبه الكارثة صوتا وصورة وشكلا ومتنا.

ولم ألحظ وأنا ربما من أقرب الأشخاص إليه يوما ان الكاردينال السويدي الذي يقود الكنيسة الكاثوليكية في السويد ومرشح قوي لمنصب رفيع جدا في الفاتيكان أن ظهر إلا بزيه الكهنوتي الرسمي في الإعلام ولنقارنه ونقاربه مع الجالس سعيدا.

والقس البولوني الذي يخدم في السويد الأن أمضى ثلاث سنوات وهو يقرأ السويدية والطقس اللاتيني لأن الكنيسة الكاثوليكية السويدية لغتها وطقسها سويدي حتى وإن امتلأت بالكلدان وهذا ما يحدث حاليا هربا من التسيب وأشجع عليه لأن لم يبق شيء يستحق البقاء في مؤسسة يقودها عراب التأوين صوب الزوال والهاوية.

صاحب التأوين يرسم أساقفة لا يعرفون لغتنا وطقسنا ولا يعترفون بها ويحرم حتى على طلبة المعهد الكهنوتي تعلمها مع طقسها وفنونها وآدابها وشعرها وكله مسيحاني وإنجيله في عمقه.

إن ما حدث مع وفاة وجناز مؤمن من أتباع الكنيسة الكلدانية في السويد هو مثال صارخ للتأوين الذي يدعو إليه وهو أن كل شيء جائز وكل حسب ما يشأ ويريد وحسب الظروف والأمزجة ...

شتان بين القس السويدي هذا والقس الكلداني الذي رفض تنفيذ ما هو ملقى على عاتقه.

وهناك أصوات غريبة وعجيبة تقول لو إنها محل القس الكلداني لرفضت حضور الجناز. غريبة وعجيبة مواقف مثل هذه. كيف تكون مكان شخص كرس نفسه لخدمة الأنفس وأقسم على ذلك؟ هذه فرضيات أبعد ما تكون عن واقعنا الإنساني.

الكهنة الذين استشهدوا في إيطاليا لتنفيذ واجباتهم تحولوا الى أبطال ليس على المستوى الكنسي بل القومي والحكومة الإيطالية مزمعة إقامة تماثيل لهم في الساحات العامة. الحذر واجب ولكن أي مسيحي يؤمن بقدسية الأسرار وأنها جزء من الطريق صوب ملكوت السماء يجب ان يحصل عليها بأي طريقة كانت ومهما كلفت لأن هناك من كرس ذاته في سبيل تقديمها مثله مثل الطبيب بل أكثر اندفاعا.

مؤسسة الكنيسة الكلدانية واقفة على جرف وهاوية دفعها في هذا الصوب وبقوة منذ الثمانينيات من القرن المنصرم صاحب التأوين وهي على شفا السقوط، ومع الأسف.

تحياتي


436
قرائي الكرام

سأبقى معكم في هذه الصفحة لأن الموضوع أكثر من مهم. هناك ردود مع احترامي لأصحابها سأتجاوزها. وهناك إشارات الى المقال هنا وهناك، وهذا ظاهرة صحية لأن ما أكتبه يؤثر. وهناك من يستخدم توصيفات أقل ما يقال عنها أنها غير حميدة، ولأنها نسبية - بدليل أن أي شخص في إمكانه إطلاقها - فإن مردودها على أصحابها اولا وأخيرا.

هنا نحن نتحدث عن أشخاص تحت القسم كرسوا أنفهسم للمهات كهذه. لا يجوز أن يهرب ضابط من معركة بحجة أنه قد يصاب او يقتل. أختار ان يكون ضابطا كي يحارب وقد يقتل او يؤسر او يقع جريحا.

والذي يكرس نفسه لخدمة الأنفس حسب الكهنوت هذا واجبه حتى وإن تعرض للخطر.

ومن ثم التعليمات الصحية في السويد تختلف والتجمع مع شروط التباعد الأجتماعي (مسافة لا تقل عن متر) مسموح بها الى حد 50 شخصا.  الوضع في السويد يختلف عن الدول الأخرى وهو مثار نقاش في الأورقة الأكاديمية والعلمية والسياسية وقد أكتب مقالا او تعليقا حول ذلك.

أعود وأقول ما يحدث في مؤسسة الكنيسة الكلدانية غير مقبول وان المؤسسة كما قال ألاخ العزيز بولس في طريقها الى الهاوية والسبب والمسبب واضح ولكن الكلدان في سبات ومع الأسف.

تحياتي




437
الزميل الدكتور صباح قيا المحترم

تحية طيبة،

اقتباس:

"أسرد مثلاً لهرطقة القلم بإسلوبها المشين والتي صادفتني من أحد أدعياء الكلدان, علماً بأن كل الإساءات المهينة التي لحقتني خلال سنوات تواجدي على هذا الموقع وردت من الكلدان فقط, وأشدد نعم من "الكلدان فقط". شكراً للرب أن عددهم لا يتجاوز الرقم "خمسة" من بين مئات بل آلاف الكلدان الكرام من رواد الموقع, رغم أن واحداً منهم من الناكرين لكلدانيته ومن اللاهثين وراء الكسب والمنفعة الشخصية."

هذا ينطبق على كل من أراد الخير للكلدان، فإن السهام معدة للإنطلق على وجهه. لست أنت الوحيد الذي عانيت وتعاني من هذا الأمر.

أنا شخصيا عانيت منه كثيرا لأن التجريح والطعن والهمز واللمز المتكرر لم يأت إلا من الذين يقولون إنهم كلدان؛ وشكرا للرب أن عددهم في حالتي أيضا لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. يثيرون ضوضاء ولكن لا تكترث إنها جعجه بلا طحين.

ولكن بعد قولك ردا على أمثال هؤلاء: "لا تعول على الكلدان كثيرا، سيخذلونك في أية لحظة،" بدأت لا أكترث لهم وأهملهم وأظن هذا أفضل تدابير الوقاية، وأظن أن حضرتك تتبع ذلك في مقالاتك.

تحياتي

438
قس كلداني يرفض حضور مراسم الجناز والصلاة والدفن لكلداني كاثوليكي وافته المنية بسب كورونا؛ قس سويدي كاثوليكي يهرع للصلاة على راحته ويحضر مراسيم الجناز والدفن ويواسي عائلته

هذا الذي أتانا من حيث لا ندري. يتخفى ولا نراه ولكننا نحس أثره وهو ينتشر ويرعب ويقتل.

بعضهم ادعى في كرازات وبيانات مطولة أن يسوع المسيح سلم مفاتيح ملكوت الله له، وإذا به من صغير واهن يهرب.

الجائحة التي تضربنا أظهرت معدننا الأخلاقي وقربنا او بعدنا من إنسانيتنا التي تتجلي في إنجيلنا والأركان الأربعة للبشارة والمسرة – المحبة والتسامح والعطاء والغفران.

كل ما نراه من نصوص ازلية تسقط إن لم نتكئ على بعدنا الإنساني والأخلاقي والجائحة تضربنا من كل حدب وصوب.

وليس من حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه من أجل أخيه الإنسان، وفق وصايا الفادي، وخصوصا إن كنا قد أقسمنا على إنجيله على تكريس أنفسنا لخدمة أحبائنا وعدم حرمانهم من الأسرار وقتما يحتاجون إليها ومجانا.

ما فائدة نص أزلي وما فائدة كل رموزنا الدينية إن كنا للبعد الإنساني عازفين وكارهين، متعللين بتفاهات وأسباب غير مقنعة تنتهك أسس البشارة والمسرة السمحاء التي أتت بها.

***
[/b]
في يوم الأربعاء الفائت وهو اليوم الذي يسبق خميس الفصح حضرت جنازة دفن في السويد لعزيز وقريب فارقنا.

كنت على يقين ان الكاهن الكلداني الذي تقع المدينة ضمن خورنته ومعه الأسقف الكلداني في السويد سيحضران الجنازة، كما كان يفعل المرحوم البطريرك شيخو حيث كان يعاود المرضى ويشارك شعبه ومؤمنيه في مناسبات مثل هذه.

ولكن ما شاهدته صعقني. حقا لم أتصوران الهوان والتسيب والفوضى العارمة التي تمر بها مؤسسة الكنيسة الكلدانية ومنذ سبع سنين عجاف قد وصلت الى هذا الدرك.

القس الكلداني رفض رفضا قاطعا توسلات اهل الميت الصلاة على الجنازة او حضور وأداء مراسيم الدفن.

اتصلوا بالخورنة السويدية الكاثوليكية في مدينتهم، وأتاهم الرد بالإيجاب فورا وقام الكاهن بمواساة العائلة المنكوبة من خلال الهاتف والزيارة والصلاة وقراءة الإنجيل.

***
[/b]
ويوم الأربعاء حيث كان الموعد ان يوارى الفقيد التراب في مقبرة المدينة، كان الكاهن حاضرا قبل وصولنا، وهو يرحب بنا ضمن قواعد التباعد الاجتماعي المعمول بها في السويد لاحتواء الجائحة.

وهو بزيه الرهباني المتمثل بجلباب واسع مع غطاء للرأس وازار يشد به وسطه وحبل متدل – الزي هذا وغيره الذي يهينه ويستهجنه ويحتقره ويحاربه البعض من الكلدان اليوم -  شرع الكاهن في الصلاة حسب الطقس اللاتيني.

وبصوت جهوري وبقلب مليء بالمحبة والود والمسرة استقبل الجنازة بالصلاة ورسم شارة الصليب عليها ورش الماء المقدس على القبر.

كان عدد الذين حضروا مراسيم الدفن حوالي أربعين شخصا لأن الحد الأقصى للتجمع في السويد لا يجوز ان يتجاوز خمسين فردا حتى الآن، وفق التعليمات الصحية لاحتواء الجائحة في هذا البلد.

وكان الكاهن يرتل الأناشيد، وبين الفينة والأخرى يطلب من الحاضرين ان ينشدوا او يرددوا " på Kaldeiska" (أي باللغة الكلدانية او حسب الطقس الكلداني)، ولم يكن هناك من مجيب.

لم يعرف هذا الكاهن الجليل ان الطقس والتراث والميراث واللغة والتراث الكلداني قد جرى تأوينه وحتى العونياثا  السماوية والمداريش الجنائزية ذات الألحان الملائكية قد جرى تشويهها وتزويرها واستبدالها بالدخيل والغريب والهجين.

لن أطيل في هذا المقال، ولكن لا أعلم لماذا ركز الكاهن السويدي الجليل وذلك برفع نبرة صوته عند عروجه على آيات مزلزلات في الإنجيل التي فيها ترد الشروط لدخول ملكوت السماء:

ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي أبي، رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم. لأني جعت فأطعمتموني . عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فآويتموني. عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فأتيتم إلي

***
هناك أسقف كلداني في السويد وسبعة كهنة كلدان. والكلداني الكاثوليكي الذي وافته المنية لفظه كاهنه الكلداني الكاثوليكي ولولا الكاهن السويدي الكاثوليكي لجرى دفنه دون صلاة ومراسيم ولكان ذلك لأهله البسطاء المؤمنين والمتعلقين بكنيستهم بمثابة لعنة.

***
وللكلدان أقول بعدما ضاع طقسكم وجرى تشويهه وتعريبه وإهانته وتهميشه وتأوينه ومعه لغتكم وتراثكم وميراثكم وأزيائكم  وريازتكم وفنونكم وحتى طقوس دفن موتاكم  في السنين العجاف الأخيرة، ما الداعي للبقاء في مؤسسة يكتنفها الغموض والسرية والسيمونية والفوضى العارمة وأمامكم فرصة الانضمام الى الكنيسة الكاثوليكية الجامعة وهي كنيستكم أيضا وفي عهد زاهر بهي مثل عهد البابا فرنسيس الذي صارت فيه الممارسة الإنجيلية الحقة والبعد الإنساني هما مقياس الدخول الى ملكوت السماء؟

أقول هذا، لأن لم أكن أحسبني أحيا زمنا يُساء الى كنيسة صغيرة ولكنها عظيمة بتراثها وتاريخها وإرثها وميراثها وطقسها وفنونها وبشارتها ومسرتها كما الاحظه اليوم.

وأختتم وأقول إن المقصد ليس الشخصنة ابدا حيث حاولت تجنب ذكر الأسماء والأمكنة، لأن التاريخ القريب مليء بأمثلة إنزال عقاب على شخص محدد وكأنه إنجاز للتهرب من المسؤولية والقاء اللوم على الأخر.

ما حدث غير مقبول ويعارض أركان البشارة التي من أجلها يدخل المرء سلك الكهنوت.

بيد إنني أقول إن السبب والمسبب ليس الكاهن او الشخص. العلة مؤسساتية ومؤسسة الكنيسة الكلدانية إن لم يحزم الأساقفة أمرهم لن يمضي وقت طويل وستصبح في خبر كان.


439

الأخ سيزار ميخا هرمز المحترم

تحية طيبة،

ردك يضع الكثير من النقاط على الحروف وأتى تعزيزا لكثير من الحقائق الدامغة في الكتاب، وعلى الخصوص تلك التي جرى توثيقها.

الكتاب يغطي حوالي ثلاثة عقود ويركز على السنين السبع العجاف الأخيرة، تبدأ بعهد المرحوم البطريرك روفائيل بيداويد في مستهل التسعينيات من القرن المنصرم وحتى يومنا هذا.  في رأي، يبدع القس كمال في سرد الحوادث.

وشخصيا، وأظن أنني متضلع بعض الشيء باللغة العربية، فإن القس كمال يتقن لسان الضاد وأسلوبه بديع، سلس سهل الاستيعاب، ولم ألحظ لحنا او هفوات في اللغة والنحو.

وأهميته تنبع كذلك من كونه بمثابة كتاب مذكرات ينحو صوب التوثيق قدر الإمكان وبما هو متاح. نعم السرد مع بعض التوثيق يشكل لب الكتاب.

تبقى مسألة صدقية السرد من عدمه.

هنا لا أظن في إمكان حتى البطريرك ساكو الذي هو الهدف الرئيس للمذكرات دحض بالدليل القاطع ما يرد من اتهامات خطيرة لمسيرته مذ كان كاهنا وكيف أصبح أسقفا وماذا حدث في عهده.

لماذا نمنح سردية القس كمال درجة كبيرة من المصداقية؟ لأن كثيرامنا من شهود للوقائع والتواريخ التي ترد فيها.

تحياتي


440
الأخ سيزار هوزايا المحترم

تحية طيبة

تعقيبك جامع ويمنح كتاب القس كمال وما جاء في العرض الذي قدمته لكتابه والنقاط التي أثرتها في ردودي على التعقيبات المختلفة مزيدا من المصداقية.

نعم، إنه لأمر غريب حقا: "ان يطلق البعض تصريحات غير موزونة، فيها اتهام غير محسوب، و دون اي دراية." بعض الأخوة يتصور ان جملا إنشائية لا معنى لها وفيها ما يرقى الى التشفي والشتم والتجريح والشخصنة والمباشرة سيزيد من رصيده ورصيد الذي يدافع عنه. لهم أقول وبكل محبة أنكم مثل الذي يطلق النار على قدمه، وتنزعون ورقة التوت من المصداقية، هذا إن بقيت حبة خردل من المصداقية، عن الذي تدافعون عنه.
 
وأظن أن القس كمال ليس في حاجة الى تبرئة الساحة. ترك وراءه إرثا وتركة طيبة أين ما حل، ويشهد له تقريبا كل من كان له شرف أن يكون ضمن الخورنات التي عمل فيها في مسيرته الكهنوتية التي تمتد لخمسة عقود ونيف.

القس كمال ليس مثل الذي يحمل تركة ثقيلة جدا في مسيرته الكهنوتية حتى تربعه أعلى المناصب فيها من الدسائس والمؤامرات والخبث والكذب والغش والخداع والتزوير والانتحال والتفوه بألفاظ نابية شنيعة والى يومنا هذا ما لم ينزل الله به من سلطان. وشكرا للقس كمال لأنه كشفه كما يعرفه على حقيقته وليس كما يكتب عن نفسه من خلال إعلامه وخطابه الهزيل الركيك السمج المليء بالمغالطات والافتراء.

"الاب كمال حاول وبشتى الطرق لم شمل هذه الرعية، وعمل (بحسب ما راه صحيحا) على تطوير الكنيسة، وعلى (تقويم) ما راه لا يتناسب مع مسيرة الكنيسة.. رفض تدخلات البعض،  وافشل مخططاتهم.. ان نجح او فشل، فهذا ما سيقيمه ابناء الكنيسة في ملبورن، وليس غيرهم.. ونحن والحق يقال لم نضيق ذرعا بتصرفاته ولا بأسلوبه، ولا بتكبره.. فهذا غير صحيح.. و من يدعي هذا ليتفضل بأن ينشر استطلاعا للرأي اجراه لألف فرد على الاقل من ابناء الكنيسة الذين يتجاوز عددهم العشرون الفا، لنتمكن حينها من الرد باستطلاع اخر يخالف هذه الآراء."..

ونحتاج الى الكثير من الجهد كي نرتقي الى متن الاقتباس أدناه. ما تؤشر عليه يرقى الى آفة تفتك بنا كشعب مسكين مغلوب على أمره. لا تلغي أي فرضية ما أتى في كتاب القس كما من وثائق ووقائع وتواريخ. تبقى السردية، وهذه السردية معاصرة كما قلت نحن شهود لها كما أن حضرتك شاهد لمسيرة المسرة والبشارة التي هي الإرث الذي خلفه لنا هذا القس.

"ارفض رفضا قاطعا مبدأ الفرضيات المبنية على احداث الماضي..ومحاولة الاستخفاف بعقول القراء الى هذا الحد بان هذه الفرضيات تضع النقاط على الحروف..  ماذا لو ان صدام لم يغزو الكويت، ماذا لو ان اميركا لم تطلق القنبلة النووية على هيروشيما.. فرضيات غير منطقية لا تغير في واقع الاحداث شيئا."

تحياتي

441
الزميل الدكتور صباح قيا المحترم

تحية طيبة

ها أنا أتي الى النقطة المهمة الثانية في تعقيبك من خلا اقتباسين مؤشران بالأحمر:

الاقتباس الأول:
"هنالك واقع , ليقبله من يقبله وليرفضه من يرفضه,  بأن غبطة البطريرك لويس ساكو هو البطريرك الحالي للكنيسة الكلدانية, وقد حصل ذلك بفضل سيادة المطران المتقاعد ابراهيم ابراهيم, والذي أيضاَ بفضله أزاح سيادة المطران المتقاعد سرهد جمو من تحقيق طموحه في اعتلاء الكرسي الكنسي البابلي."

مؤخرا سمعت خطبتين للمطران ابراهيم ابراهيم فيهما جراءة منقطعة النظير وبين ثناياها ما يشبه صحوة ضمير ولو متأخرة جدا، ونقدا من العيار الثقيل للمؤسساتيىة الكنسية وطمسها حقائق وثوابت الحاضر والتاريخ وأسف عميق لما آلت إليه الأمور. اندهشت لأن من النادر ان تسمع او تقرأ شيئا فكريا للإكليروس الكلداني دون أن يكون مغلفا بالغلو المذهبي والطائفي. وإن كان الامر كما تفضلت، ويبدو أنه كذلك، فإن المطران ابراهيم إبراهيم من حيث يدري او لا يدري يتحمل جزء من وزر الفوضى العارمة والهوان والحضيض الذي وصلته مؤسسة الكنيسة الكلدانية في السنين السبع العجاف من عهد الجالس سعيدا. أنا في هذه الكنيسة وبنشاط منذ نعومة أظفاري وشهدت وعاصرت أربعة بطاركة وأقول جازما أن ما نمر فيه في هذا العهد عهد التأوين والتزوير والانتحال والغش والخداع والكذب كارثة بمعنى الكلمة.

الاقتباس الثاني:
"ما جاء في كتاب القس المتقاعد كمال بيداويد, وما سطره يراعك الثاقب وورد في المداخلات الداعمة منها أو الرافضة لن يقدم أو يؤخر قيد أنملة من الواقع الحالي.".

هنا تحضرني مقولة لحضرتك دكتور. وقد تكون أهم مقولة قيلت في الكلدان في العصر الحديث وقد تساق كحكمة في العهد الهزيل الذي نحن فيه، حيث تكتب: "لا تعول على الكلدان كثيرا، سيخذلونك في أية لحظة." وإلا كيف يجوز ان يستمر الجالس سعيدا جالسا على الكرسي وكل هذه الاتهامات والوثائق والوقائع والتواريخ والريبة الى درجة الانتحال والسرقة الأدبية من العيار الثقيل وهي تحيطه. أي شعب اخر لأنتفض وغير الوضع وأي مسؤول أخر لتنحى جانبا حبا بشعبه وكنيسته عسى ولعل يتم رفع جزء من غبار الهدم الذي أحدثه. ولكن من تنادي؟ في أي مؤسسة تحترم نفسها لو ظهر ان مسؤولا فيها ينتحل ويسرق جهود غيره ويضع اسمه على مؤلفات غيره مشوها للتراث والتاريخ والإرث والميراث الذي نحمله، وبدونه نحن لا شيء، لطردوه وهو لكان احترم نفسه وغادر. ولكن أنا معك: "لا تعول على الكلدان كثيرا، سيخذلونك في أية لحظة."

تحياتي


442
زميلي الأكاديمي الدكتور صباح قيا المحترم

سلام المحبة

تؤشر الى نقطتين مهمتين ومؤثرتين. وهاتان النقطتان لهما علاقة مباشرة بالموضوع ومحاولة جادة لإلقاء الضوء على أبرز نقطتين فيه وهما: الأولى وردت في مقالك من خلال الرابط والذي قرأته بشغف وفيه إشارة مهمة للتراث والإرث واللغة والفنون الخاصة بالكلدان كشعب وكنيسة، وثانيا موقف الكلدان وموقف مؤسستهم الكنسية الذي ورد في تعقيبك بعد أن ظهر أن هناك اتهامات خطيرة جدا للجالس سعيدا بعضها موثق يثير ريبة وشكوك كبيرة حول تسلقه السلم الكهنوتي وتصرفاته وأعماله منذ ان كان كاهنا؛ والأخر سردي ولكن السردية معاصرة الكثير منا شهود له.

ولهذا قررت أن أخص مقالك برد منفصل وأعرج اليوم مساء على التفاعل مع تعقيبك الثاني.

اقتباس من المقال:
"وجدته (المرحوم دلي) جالسا بزيه ألكنسي  بهدوء في صالة انتظار ألمرضى . بادرته "  سيدنا " أهلا وسهلا ، تبارك ألمكان بوجودك .. انشاء الله خير ... أجابني بصوته ألحنون ألمميز  .. انشاء الله خير ..وأضاف :  أتيت لزيارتك كما وعدتك ... ويا للعجب حينما اخبرني سكرتير ألعيادة بأن ألسيد ، وهذا ما أطلقه عليه ابن مدينة ألعمارة أصلا , ظل منتظرا حوالي ساعتين وأصر على ذلك لحين مغادرة أخر مريض وألح عليه أن لا يعلمني بوجوده أبدا." ...

فالنقطة الأولى تخص الأزياء الكنسية وتذكر المرحوم دلي وبزيه الكهنوتي الرسمي يجلس بتواضع في عيادتك في بغداد لساعتين منتظرا دوره. قد يستغرب بعض الأخوة تأكيدى عليها ولكن الزي واللون هي رموز مثل اللغة ومؤشر على الهوية والخصوصية. وزي بطاركتنا له عمق في الحضارة النهرينية البابلية وهرمها الكهنوتي كما أن زي الكرادلة وبابا روما له عمق في الحضارة الرومانية وزي هرمها الكهنوتي.

لن أغوص في العبارات والأقوال المبتذلة الشنيعة التي ترد على لسان الجالس سعيدا ضد أزياء أسلافه. أما عداوته للتراث واللغة والطقس والميراث الكلداني وأقواله وممارسته المناوئة والعدائية له فهنا حدث ولا حرج.

وإن كانت الصورة تحمل من المعاني أكثر من ألف كلمة، أنقل لك هنا صورة لإيقونة رئيس (بطريرك) الهرم الكهنوتي البابلي وقارنه وقاربه مع المرحوم بولس شيخو والمرحوم دلي ومع الجالس سعيدا الذي أكاد أجزم أن في داخله فوبيا ضد كل ما يميز الكلدان كشعب ومؤسسة كنسية صغيرة ولكنها كبيرة بتاريخها وتراثها وطقسها ولاهوتها وفكرها ورموزها ولغتها وفنونها وريازتها – كل هذه الهوية مسيحانية ولكن الجالس سعيدا يهينها ويحتقرها، والأدلة ربما أكثر من أن تحص:


443


الأخ حسام سامي المحترم

تحية طيبة،

في تعقيبك الثاني ذي الرقم 25، أرى – وأرجو تصحيحي إن كنت مخطئا – تأثيرا بين السطور بكتابات المرحوم القس يوحنا عيسى. هل التقيته؟ هل قرأت له؟

كان يرحمه الله خوري كنيسة مريم العذراء للكلدان في الدركزلية في الموصل. وهو كان متضلعا بدراسات العهدين القديم والجديد وكاتبا في مجلة الفكر المسيحي ومترجما لعدة كتب وتفاسير حديثة للنصوص المقدسة.

وكان يربط الكلمة ومعانيها وتسلسل معانيها بين العهدين القديم والجديد. وهذا ما تفعله في مداخلتك الفكرية الثانية.

أنا لست متضلعا ولا فقيها بعلوم الكتاب المقدس، بيد أنني احمل مقدارا متواضعا من المعرفة لإرث وتراث ولغة وفنون وطقوس وريازة وأزياء كنيستنا المشرقية الكلدانية – وهذه الأدبيات الكنسية ة كلها دروس في التعليم المسيحي وربط ومقارنة ومقاربة بين العهدين القديم والجديد.

وإن استوعبت مفهوم "الهدم" الذي تأتي به، فهناك الكثير من أمثلة حدثت وتحدث في السنين العجاف السبع الأخير وحبلها على الجرار، إن لم يتم وضع حدّ لها، غايتها "تظليل الشعب."

و"تظليل الشعب" يجري كما تؤكد عند إسباغ القداسة على أشخاص محددين على حساب الشعب، أي تحتكر المؤسسة القداسة لأغراضها الخاصة، وتأخذ معولا وتهدم المقدسات لتحقيق مأرب وغايات خاصة دون اكتراث "لمفهوم حرية الشعب المؤمن" لأنها تتصور أنها الشعب وكل ما تقوم به لمصلحة الشعب بينما العكس صحيح.

وتفسيرك للصلاة الربانية في محله، لأن كلنا نصلي "أبانا" ومعنا المسيح فكيف تم فرزنا الى نحن وهم، نحن قادة رؤساء وهم "رعاة وخرفان" نحن نعلم وهم لا يعلمون، بينما الصلاة هذه "يتساوى القادة مع الشعب فيها". أين الشعب في كل ما يحدث حاليا في مؤسسة الكنيسة الكلدانية؟

أتفق معك جرى الكثير من الهدم للصحيح الذي يزاح وتحل محله "المفاهيم الخاطئة". السؤال كيف يقبل الشعب بهدم الصحيح وإزاحته وجلب الخطأ المدمر كي يحل محله؟

ربما الجواب متوافر في ثنايا تعقيبك، حيث تعزو نجاح عملية الهدم والتدمير التي نشاهدها بأم أعيننا الى ما تصنفهم " حسب النظرية الدينية بـ ( المرائين ) والنظرية السياسية بـ ( الانتهازيين )."

تحياتي


444


الأخ حسام سامي المحترم

تحية طيبة،

أتيت بتعليقات ثلاثة. أقول وبثقة إن التعليق الأول لك مع الثاني يظهران تبحرا في الإيمان المسيحي المستند على البشارة والمسرة لم الحظه في هذا المنتدى.

وأنا لا أرد على الأخوة المعقبين إلا مرة واحدة حتى وإن أتوا بأكثر من تعقيب، اللهم إلا إن كان هناك سبب مهم جدا وأراه ذات فائدة كبيرة لقرائي الكرام مما يستوجب التفاعل أكثر من مرة.

ومعك في هذه الصفحة أرى نفسي ملزما للتفاعل مع تعقيباتك الثلاثة كل على انفراد.

وهنا سأخص مداخلتك التي تحمل الرقم 23.

وأنا أقرأ هذه المداخلة احتلتني عبارتك "المقدس هو الإنسان الذي يعمل فيه الروح القدس." والروح القدس يعمل فينا كلنا كبشر دون استثناء ونرتقي القداسة إن عملنا بمشيئته في أي طبقة من الهرم المؤسساتي كنا، وهناك نصوص في الإنجيل تقر ذلك وهناك إرث كنسي طقسي وأدبي يركز على ذلك.

وها هو طقسنا وميراثنا الكلداني المشرقي الذي يهينه ويحتقره ويهمشه ويستبدله ويعربه (يؤونه) بشكل فج مع انتحال وسرقة أدبية من العيار الثقيل الجالس سعيدا، يؤكد على أن المسرة والبشارة من خلال الروح القدس جعلت العبد والسيد واحدا.

إرثنا الكلداني المشرقي يرفع ويسمو بالإنسان الى مصاف الرب من خلال الروح القدس. أنظر عبارة ܡܪܐ ܒܥܘܕܐ ܐܬܚܠܛ التي ترد في طقسنا لا سيما في سابوع الدنح. مفردة "ܡܪܐ مارا" تشير الى الرب يسوع وترجمتها الى العربية او أي لغة أخرى من الصعوبة بمكان ومفردة "ܥܘܕܐ عَوْدا" تشير الى الإنسان أي إنسان ومفردة "ܐܬܚܠܛ إثْحَلَّطْ" تشير الى الإندماج والاتحاد، ترجمتها الصحيحة يجب ان تكون أن الإنسان ويسوع (الرب، الروح القدس) إندمجا او اتحدا وصارا واحدا.

حصر عمل الروح القدس في الطبقة العليا من الهرم المؤسساتي الكنسي وأنهم هم فقط ينتخبون ويعملون بوحي منه يعارض الأسس التي تستند عليها المسرة والبشارة.

الروح القدس متاح لقاعدة الهرم وعلى الخصوص البسطاء والمساكين والمعذبين والمضطهدين والفقراء والخطأة قبل القابعين في قمته من "الجاحدين المرائين" كما تصفهم.
 
وتتحدث عن "الشعب الجاهل" وهذا صحيح في كل الأزمنة، لأننا لا نقرأ نصوصنا الأزلية بأنفسنا ونستقي منها الروح القدس بل نتكئ على قمة الهرم التي تستغله لأغراضها ومنافعها. الروح القدس يعمل فينا كلنا بالتساوي وهو متاح لنا كلنا بالتساوي لأننا في نهاية المطاف وفي اليوم الذي يأتي بمجده العظيم لن نتكئ، كلنا من رأس الهرم حتى أخمص قاعدته، إلا على أعمالنا وليس ابدا على قمة هرمنا التي أفسدها "الغرور والكبرياء والمصالح الشخصية".

وأمام وضع مأساوي كهذا، يأتي دور ندائك وصرختك أن "الشعب كلٌّ مسؤول عن ايمانه ليحدد مصيره فقد خلّصهم الرب من عبودية سلطة الكراسي بتحريرهم منها." هذه صرخة للكلدان ومؤسستهم الكنسية لتغيير الوضع القائم قبل فوات الأوان.

نعم، سيكون لكتاب القس كمال بيداويد وقعا هائلا على الكلدان، وسيذكره التاريخ بأن غيرته على بيته وشعبه وكنيسته دفعته الى أن يضع نفسه في فوهة المدفع ويكتب ضميره دون أي اكتراث للعواقب؛ وتاريخ السنين العجاف السبع الأخيرة لمؤسسة كنيستنا الكلدانية فيه من الأمثلة الكثير عن الرعب والخوف والقهر الذي ينتاب أي فرد وعلى الخصوص طبقة الإكليروس حتى وإن همس منتقدا الجالس سعيدا.

وهكذا أتت الفقرة الأخيرة من تعقيبك في محلها وأنقلها كما هي لأنها تليق بمؤلف هذا الكتاب والكتاب ذاته ويكفيه أنه شحذ الهمم ووضع الكثير من النقاط على الحروف وأسكت الصوت النشاز ورفع النقاب عن الغش والخداع والكذب الذي صار سمة المرحلة البائسة التي نمر فيها: "هذا الكتاب ... سيكون مرجعاً تاريخياً لشعبنا الكلداني اولاً ودرساً مهماً لشعبنا المسيحي المتطلّع لعملية التغيير والأصلاح."

تحياتي


445
اما بخصوص المثلث الرحمات البطريرك دلي، فالكل يعلم أنه كان قد أصيب بمرض النسيان، وقالها حينها المطران ساكو في مقابلة معه على الهواء، ولم يدحض ذلك حتى الأساقفة المقربين من البطريرك. وعلى ضوء ذلك، تدخل الفاتيكان بشخص الكردينال ساندري الذي سافر إلى بغداد حينها، وأقنع البطريرك لتقديم استقالته.


الأخ سامي ديشو المحترم

تحية طيبة،

شكرا لتعقيبك الثاني والذي عند تحليله نقديا يظهر لا بل يبرهن مصداقية الوثائق والشواهد والمذكرات والتواريخ والسرديات التي أتى بها القس كمال في كتابه وفشل الذي ينتقده في دحضه.

لو أن الجالس سعيدا صادق حقا لكشف ما كان يقدمه كمخبر للسفير من معلومات وتقارير ضد البطريرك الراحل وكلها افتراء في افتراء والسفير بدوره كان يرفعها للكاردينال ساندري؛ وما أدراك ما الكاردينال ساندري الذي استطاع بفطنة سياسية ميكافيلية ان يجعل الجالس سعيدا أن يتناطح مع المطران سرهد جمو وهو يتفرج على صراعهما الذي كان يشبه صراع الديكة وهو يضحك عليهما بملىء شدقيه، يرفع هذا ويكبس ذاك إلا أن استطاع الجالس سعيدا إسقاط غريمه أرضا من خلال علاقات غير حميدة مع شخصيات محددة في دولة الفاتيكان.

لو للجالس سعيدا أي مصداقية لكشف المراسلات وهي بحوزته وبحوزة الفاتيكان. وبالمناسبة الفاتيكان كمؤسسة أرشيفية لا تبزها أي مؤسسة أخرى في العالم. والمؤسسة هذه في عهد البابا فرنسيس لم تعد تخشى كشف كل أرشيفها من أجل الشفافية ولا تخاف من تاريخها القريب والبعيد مهما كان سلبيا، وتعتذر باستمرار وبجدية وتواضع. أين الجالس سعيدا من هذا؟

القول إن المرحوم بطريرك دلي كان مصابا بداء النسيان او أي مرض عضال أخر استوجب ازاحته كلام حق يراد به باطل وهو محض كذب وافتراء شأنه شأن القول في بيان للجالس سعيدا أنه ألغى لقاء معدا له مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كي يتفرغ للوضع السياسي في العراق. يأتي الذي كان وراء عزل البطريرك ويشهد لنفسه مبررا ما قام به بشكل فج ودون أي دليل ومن ثم يؤكد في حينه أنه لا يريد المنصب كي يبعد الشبهات عن نفسه، وإذا به يحل محل الذي أزاحه!

شاءت الظروف أن اتحدث مع البطريرك الراحل دلي هاتفيا لحوالي ساعة وذلك ثلاثة أشهر قبل إزاحته في سابقة خطيرة غير حميدة أخرى مثل سابقة الرسامة الأسقفية المريبة والمثيرة للشكوك للجالس سعيدا. كان المرحوم في كامل قواه العقلية حيث ناقشني في مسائل فكرية ولاهوتية وطقسية وشجعني ولكن أيضا لامني كأب حنون في داخله رحمة وتسامح ومحبة واستعداد للأخذ والعطاء والحوار.

هناك الكثير الكثير على الجالس سعيدا القيام به من أجل المصداقية التي أرى أنه قد أضاعها ولن يجدها مرة أخرى إلا من خلال تشكيل لجنة محايدة وكشف المستور وتحمل المسؤولية.

تحياتي


446
الأخ غانم كني المحترم

تحية طيبة،

لديك نصيحة جميلة في تعقيبك حيث تريدني أن أكون "عنصر بناء وليس معولا هداما." أقبلها، بيد أنني أريد أيضا أن أضع ضمن سياقها بعض التساؤلات وإن بقيت بلا أجوبة فنحن (أنا) حقا سنكون معاول للهدم وليس للبناء.

سأكون معولا هداما لو صدر كتاب في السويد مؤلفه أستاذ جامعي عاصرني وفيه اتهامات خطيرة منها أن هناك شكوكا وريبة حول شهادتي (رسامتي الأسقفية)ورغم عرض هذه الاتهامات على نطاق واسع في الإعلام تظاهرت بعدم الاكتراث وكأن شيئا لم يكن متكئا على السلطة الدخيلة والأجنبية لأنها ستحميني لقاء خدماتي الجليلة لها.

سأكون معولا هداما لو صدر كتاب في السويد مؤلفه أستاذ جامعي عاصرني وفيه اتهامات أنني قمت بتزوير تواقيع الأخرين كما يرد من اتهامات للجالس سعيدا ضمن ثنايا كتاب القس كمال.

سأكون معولا هداما لو صدر كتاب في السويد مؤلفه أستاذ جامعي عاصرني وفيه اتهامات أنني اشتغلت مخبرا للدخلاء والأجانب – وليس حصريا لهم فحسب – للإيقاع بزملائي كما يرد من اتهامات للجالس سعيدا ضمن ثنايا كتاب القس كمال.

سأكون معولا هداما لو صدر كتاب في السويد مؤلفه أستاذ جامعي عاصرني وفيه اتهامات أنني اشعت جوا من الخوف والرعب في زملائي من خلال تأسيس علاقات غير حميدة مع سلطات أجنبية ودخيلة كما يجري من اتهامات للجالس سعيدا ضمن ثنايا كتاب القس كمال.

سأكون معولا هداما لو همشت وأهنت وبدلت وشوهت تاريخ ولغة وإرث وتراث وطقوس اجدادي وشعبي وكنيستي واستبدلته بالدخيل والأجنبي وقمت بشن حملة تعريب من أجل عيون الدخلاء وسحقا لتراث وميراث وإرث شعبي وكنيستي؛ او ليس هذا ما فعله ويفعله الجالس سعيدا.

وسأكون معولا هداما لو صدر كتاب في السويد مؤلفه أستاذ جامعي عاصرني وفيه اتهامات كثيرة منها ما هو موثق ومنها ما يقع في باب المذكرات ومن ثم تظاهرت بعدم الاكتراث لأن ظهري مسنود وأستمد سطوتي من منصبي ومن الدخلاء والأجانب الذي اوصلوني إليه.

وسأكون معولا هداما لو صدر كتاب في السويد مؤلفه أستاذ جامعي عاصرني وفيه اتهامات خطيرة ورفضت الدعوة الى تشكيل لجنة محايدة وفتح الأرشيف امامها كي تحدد المسؤولية وإن صدقت الاتهامات فسأتنحى وأتقاعد لأنني لا أستحق الاستمرار كأكاديمي وحامل لمنصب الأستاذية. هل سيشكل الجالس سعيدا لجنة محايدة للبت في الاتهامات الخطيرة الواردة ضده؟

هناك المزيد يا أخي غانم يؤشر الى المعول الذي يهدم بمؤسستنا الكنسية وبتراثها ولغتها وطقوسها وفنونها وريازتها متكئا على كل وسيلة مهما كانت لتحقيق غايته، ليس اليوم ولكن منذ الثمانينيات من القرن المنصرم.

أمل أنني قد أفلحت في القاء ضوء ولو خافت على المعول الهدام.

تحياتي


447
زميلي الدكتور عبد الله رابي المحترم

تحية طيبة وأمل أنكم في خير وسؤدد،

أسف للتأخير في الرد على تعقيبك وامل ان يتسع صدرك للرأي الأخر على ما أتيت به من نقاط.

أولا، لا أظن هناك تضخيم من قبل الكاتب او من قبل العرض الذي قدمته للكتاب. هناك أدلة وشواهد ووثائق. وهذا كتاب وثائقي ينحو صوب المذكرات. والمذكرات التي يتناولها الكثير منا شهود لها.

ثانيا، في تعقيبك، وأشكرك عليه، لم تتناول أي مسألة او قضية فساد او تزوير او دسيسة او مؤامرة منها الموثق ومنها الكثير نحن شهود له، وتقدم لنا وللقراء دليلا على بطلانها مثلا.

ثالثا، الاتهامات في الكتاب خطيرة جدا لأنها تخص الجالس سعيدا ومنها قيامه بالتزوير – حسب قول الشهود تحت القسم – وعمله كمخبر لأشخاص ودوائر خاصة في الفاتيكان - على سبيل المثال لا الحصر - للإيقاع ببني جلدته. أنا كأكاديمي أطلب من الجالس سعيدا فتح الأرشيف وتاريخ مسيرته ونحن شهود لها من أجل المصداقية ووضعه في متناول لجنة محايدة كما يفعل البابا فرنسيس في القضايا الخلافية. رفضه القيام بهذا والتظاهر بعدم الاكتراث يمنح المؤلف مصداقية على حساب الجالس سعيدا.

رابعا، كما أوردت في تعقيب منفصل أن الجالس سعيد له سوابق كثيرة يقترف فيها التزوير والانتحال والتضليل والسرقة الأدبية التي إن حدثت في أي مؤسسة او مجتمع أخر لأجبروه على التنحي من منصبه او لكان هو احترم نفسه وتنحى. وهنا زميلي العزيز أضع أكاديميتي وعلميتي على المحك وأقول لدي وثائق كثيرة ان الجالس سعيدا يقترف السرقة في وضح النهار والتزوير والانتحال من الوزن الثقيل. وأنت تعرفني إن قلت أملك وثائق فأعني ما أقول. وفي الانتحال غير الأخلاقي الذي يقترفه الجالس سعيدا هناك تشويه وتزوير لتاريخ شعب وكنيسة.

خامسا، شخصيا أختلف معك كون مستوى الكتابة متدني او ركيك. إنه أفضل بكثير مما يكتبه الجالس سعيدا من نصوص ركيكة سمجة هزيلة ويفرضها علينا كصلوات وهي لا تساوي القراءة في صف للأمية. القس كمال لم يفرض نصوصه ومستوى أسلوب الكتابة لديه والذي تراه متدنيا وكأنما "كتبه أحد المبتدئين ... والهواة" على الأخرين كصلاة وقراءة ملزمة. ماذا تقول للذي يكتب بأسلوب هابط جدا وركيك ومتدني حدّ الحضيض وهو الجالس سعيدا ويفرض هذا على اتباعه لقراءته كصلاة في الكنائس؟ ومن ثم، ألا تقع أغلب الكتب التي ألفها الإكليروس الكلداني ومنها التي للجالس سعيدا في هذه الخانة؟

سادسا، أنا معك أن الكتاب لا يدون المصادر بطريقة منهجية. كباحث أنا مهتم بالوثائق والتواريخ والشواهد التي هي جزء من حياتنا. عندما نقرأ أن القس ساكو حصل على درجة الأسقفية والكرسي البطريركي شاغر، وهذا سابقة غير حميدة، فأي باحث سيثير علامات استفهام كبيرة وبوده ان يعرف لماذا وكيف. التواريخ متقاربة لأن بعد وقت قليل من رسامته جرى تنصيب بطريرك جديد. لماذا لم ينتظر ويصبر لحين انتخاب بطريرك جديد؟ ولماذا وكيف أصبح القس ساكو أسقفا ستبقى مثار شبهات وشكوك حتى هو بذاته يكشف المستور عنها ولا أظن سيفعل ذلك لأنني أخشى أننا قد نكون أمام فضيحة أخرى تضاف الى ما هو متوافر في كتاب القس كمال. وشكرا للقس كمال لإثارته هذه النقطة المهمة.

سابعا، أتفق معك أن كتاب القس كمال لا يدخل ضمن المؤلفات العلمية والأكاديمية وأنا لم أقل ذلك في عرضي لكتابه. ما يهمني فيه هو الوثائق والهوامش والتواريخ والأحداث التي هي جزء من الواقع الذي عشناه. وعلينا كباحثين وأكاديميين أن نسعى لتصليت مزيد من الضوء عليها ونطالب بالشفافية والمعني هنا هو الجالس سعيدا قبل أي شخص أخر لأن الكتاب والوثائق والشواهد والتواريخ التي فيه – حسب رأي – تضرب مصداقيته في الصميم.

وأخيرا، أشكرك مرة أخرى وأمل أنك والعائلة الكريمة والأحباب والأخوة والأخوات في كندا وعلى الخصوص من ابناء شعبنا في خير والجائحة تطرق ابوابنا في كل مكان وتظهرنا كم نحن ضعفاء كبشر.

تحياتي

448
الأخ عبدالاحد سليمان المحترم

تحية طيبة،

تكفي الأدلة والبراهين والوثائق والوقائع والتواريخ التي قدمها القس كمال. لو صدر كتابه  في أي مؤسسة أخرى غير مؤسسة الكنيسة الكلدانية التي تعصف فيها الفوضى حاليا والسبب والمسبب معروف لأهتزت كثير من الرؤوس.

وأسلوب الكتاب وطريقة طرح الموضوع أفضل بكثير من السمج والغريب والركيك والممل من النصوص المكتوبة بلغة عربية ضحلة وتفتقر الى السياق والنسق وفكرة مركزية وفيها مفارقات وأخطاء عجيبة ومع ذلك تفرض على الكنائس كمادة صلاة.

تحياتي

449


كثرة الالحاح على موضوع محدد دون تقديم أدلة وشواهد دليل على ضعف الحجة وإنتقاؤك لبعض ما جاء بكتاب الأب كمال وردا بيداويد لتضيف عليه جزئيات مكررة لحد الغثيان من أفكارك الشخصية التي سبق لك وأن طرحتها مئات المرات يثبت ما أقول.

إتهام غبطة الباطريرك ساكو عندما كان كاهنا بتزوير التواقيع استناداً الى أقوال غير موثقة خطير والغاية منه التشهير ومن يقوم بتوجيه مثل هذه الاتهامات من دون تقديم دليل لا بد وأن يكون متحيِّزاً ويكتب ما يشاء دون الخوف من أن يطاله القانون لأن النت أصبح ساحة للتسيب يعرض فيها المنتتقد ما يجول بداخله.

قيام غبطة الباطريرك ساكو كما تقولون بالتأثيرعلى مسؤولين في الفاتيكان وتمرير آرائه عليهم يعني أن الفاتيكان مخترق ويعمل لغير الصالح العام للكنيسة الكاثوليكية وهذا تلفيق لا يمكن لكل انسان صادق مع نفسه أن يقبله.
 


لأخ عبد الأحد سليمان بولص المحترم

تحية طيبة

تثير نقاط ثلاث وهذا تعقيبي عليها.

أولا، لا أظن ان حضرتك قرأت الكتاب، وإن خاب ظني فمعذرة ولكن لا أشك في صواب ظني. و"كثرة الالحاح" التي تصل "الى درجة الغثيان" وجهة نظر، لأنها قد تنطبق على موقفك في الالحاح المكرر لدرجة الغثيان في الدفاع عن ما أراه أنا وأخرون انه باطل وتراه حضرتك صحيح. التكرار من قبلي هو لأن الخطأ متفشي ويتكرر. لو تم تصحيح الخطأ والعدول عنه لما كررنا التنبيه.

ثانيا، أنا لم أتهم البطريرك ساكو بالتزوير. في الكتاب هناك نقل عن شهود عيان تحت القسم إن البطريرك (عندئذ قس ساكو) زور تواقيعهم. وأمل أن يتسع صدرك: أن يقوم البطريرك ساكو بذلك فلعمري هذا أمر عادي بالنسبة إليه. وأمامي ألان وثيقة وصلتني قبل أيام فيها يوقع البطريرك عن الأخرين دون إنابة قانونية ومراعاة للقانون والأخلاق التي تتحكم بذلك. سأحتفظ بها.

ثالثا، علاقات البطريرك ساكو مع دولة الفاتيكان والسفراء والموظفين ليست علاقة حميدة. هناك أكثر من مؤشر إنه استغلها ويستغلها لأغراضه النفعية والشخصية وزرع الخوف والرعب في الأخرين وتمرير سياسته. وهذا ما حدث مع البطريرك المرحوم بيداويد والبطريرك المرحوم دلي. وكان الصراع بين البطريرك ساكو والمطران جمو على من ينال الحظوة ومن يستطيع ان يستميل المتنفذين في دولة الفاتيكان لجانبه وليس لأي شيء أخر والذي فاز في الأخير هو البطريرك رغم الخدمات الجليلة ودور المخبر الوفي الذي قام به المطران جمو شأنه شأن البطريرك ساكو. واليوم يعض المطران جمو أصابعه لأن كل ما قدمه من خدمة مجانبة وعلى طبق من ذهب للدخلاء والأجانب ذهبت أدراج الرياح. والبطريرك ساكو يعترف بعظمة لسانه بأن سطوته وسلطته هي مقابل خدماته الجليلة لدولة الفاتيكان. وهذا ليس غريبا، فنحن في الموصل شهود للخدمات الجليلة التي كان يقدمها لأصحاب السلطة في حينه وكيف كان يدخل الخوف والرعب في قلب أسقفه عندئذ وهو المرحوم كوركيس كرمو. هذا تاريخ وهناك المزيد والبطريرك يعرفه جيدا وأمل الا نضطر لكشفه لأننا عشنا سوية في إبرشية واحدة لسنين طويلة وكنا مجتمعا صغيرا نعرف الواحد الأخر. أما قصه رسامته أسقفا فهذا قصة طويلة ومؤلمة وتشير الى الهوان الذي نحن فيه.

وأخيرا، وكما قلت فإن كتاب القس كمال فيه الكثير عن المأسي والفواجع التي حلت بمؤسسة الكنيسة الكلدانية ويؤشر بجرأءة الى السبب والمسبب جاهدا في عرض ما في جعبته، وهو كثير من الأدلة والبراهين والتواريخ والوثائق والشواهد. وهذا يحتل أكثر من نصف الكتاب. أي الغرض الرئيسي لم يكن لماذا لم يصبح أسقفا، ولهذا قلت في عرضي للكتاب أن المؤلف أخفق في العنوان.

تحياتي

450

الأخ مايكل سبي المحترم

تحية طيبة،

لاحظت تفاعلك مع المقال. وشكرا على المسعى.

وأقول إن الكلدان يتابعون النشاط المعارض للإدارة البطريركية الحالية بشغف، بكل أطيافهم وعلى رأسهم طبقة الإكليروس.

 واكاد أجزم أن المعارضة للتوجه الهدام والمدمر لتراثنا ولغتنا وفنونا وريازتنا وأناشيدنا وأدبنا وشعرنا وتراثنا والوديعة التي تركها لنا أجدادنا العظام وأغلبهم قديسون وشهداء والمحاولات الحثيثة لتزوير وتشويه تاريخنا وتاريخ اجدادنا ضمن حملة منهجية مبيته بدأها صاحبها في الثمانينيات لتعريب كنيستنا المشرقية الكلدانية الكاثوليكية لأغراض سياسية بحتة، هذه المعارضة كلدانية أصيلة ويجب أن يزداد زخمها كي تأتي أكلها قبل أن يفلح معول التهديم في تدمير القليل الذي نجى بجلده من معوله.

وما أراه، أن المعارضة الكلدانية للإدارة البطريركية الحالية في تنام وأن الطرف الأخر في انحسار شديد لكثرة الوقائع والتواريخ والأدلة والبراهين والاستشهادات التي تدينه. ولكن حذار، حذار فإن هدف تدمير التراث والميراث والوديعة سيبقى هدفه الأوحد والوحيد، وإن لم نوقف هذا الهدم فسريعا سنقرأ السلام على الكلدان ومؤسستهم الكنسية.

ولهذا، فإن المعارضة لما يسميه القس كمال بيداويد ب "الفاجعة" التي حلت بالكلدان ومؤسستهم الكنسية، في حاجة الى رفع وتيرة وسقف الضغط وأن تجعل نبراسها تقديم مزيد من الأدلة والبراهين والوقائع والشهود والشواهد – وهي متوافرة وكثيرة جدا - على ما نحن فيه من فوضى عارمة والسبب والمسبب معروف، كما يظهر من صفحات كتاب القس كمال بيداويد.

وأظن آن الأوان ان تستجمع المعارضة الكلدانية أطيافها المختلفة وتضع ثوابت محددة لا يجوز الزيغ عنها وفي مقدمتها تأتي لغتنا بشقيها الكتابي والمحكي وكل تراث وإرث ابائنا وأجدادنا العظام منهم من عاش في قديم الزمان ومنهم من عاصرنا وكتب بلغتنا المحكية الساحرة أناشيد وتراتيل وميامير من أبدع ما يكون.

إن تشبثنا بهذا التراث وهو تراث كنسي لن نندثر وإن لا – أي همشناه ودمرناه وأحرقناه كما يفعل بنا التأوين وصاحبه - فإننا زائلون شعبا ومؤسسة كنسية.

تحياتي


451

سبق وأن اشرت في مقال حسب الرابط أدناه بأن الروح القدس أنهى مهامه منذ أن حل على التلاميذ في يوم العنصرة. ومن خلال مطالعتي لتاريخ الكنيسة أشعر بأن روح الشيطان تسود في كثير من الاحيان لذلك تُفرز سلوكيات أبعد ما تكون عن من يحمل قلنسوة رجل الدين. لكن يبقى حضور الروح القدس ماثلاً عندما أطالع حياة القديسين واللاهوتيين الذين ساهموا في تقوية ركائز الكنيسة منذ ولادتها ولحد اليوم. بصراحة, الروح القدس أبعد,  كبعد الأرض عن القمر, عن أي من رعاتنا الاجلاء مع احترامي لموقعهم الكنسي الوظيفي.

https://ankawa.com/forum/index.php/topic,956810.msg7679378.html#msg7679378



الزميل الدكتور صباح قيا المحترم

تحية طيبة،

أتفق معك أن ربط روح القدس بشريحة محددة من البشر مؤسساتية التوجه وذات سلطة هرمية وإدارة تكتنفها السرية المطلقة وتسودها المصالح الشخصية والنميمة والسيمونية والتأمر والدسائس والأستقواء بالدخلاء والأجانب ضد بني الجلدة، لعمري هذا أمر غير موفق البتة.

والتحجج أن مفتاح السماء هو بيد الشريحة هذه فحسب وأنها تمثل الكنيسة لوحدها وأنا الكنيسة التي تمثلها إلهية وبشرية في آن، فلعمري هذا أمر عسير الهضم لأنه يُتخذ حجة لتبرير ما لا يمكن تبريره حتى على المستوى الإنساني البسيط.

كتبت سلسلة مقالات عن الإيزيدية في الصحافة العالمية بعد لقاءات مطولة مع أميرهم عندئذ (تحسين بك) وقمة هرمهم الكهنوتي المتمثل بعائلة بابا شيخ.

ما أسرني كان تركيزهم على ان الأديان التي تعترف او تقول إن الله خلق الشيطان (الشر) او حول ملائكة عصاة الى شياطين لا تعرف الله، لأن الله، حسب ديانتهم الجميلة والمتسامحة، كله خير ومحبة ولا يمكن ان يخلق الشيطان او الشر.

ولهذه ما نراه نحن ضمن الديانات التي تقول إنها من السماء أنه الشيطان هو "ملك" لدى الإيزيدية أي نبي كريم أرسله الله للعالم كما، حسب قولهم، أن المسيحيين يؤمنون أن الله أرسل المسيح للعالم.

هناك الكثير ما يأسر القلب عند الإيزيدية كديانة وفيها الكثير ما يقترب من المسرة والبشارة، ولا أعلم كيف دخلت هذه التعاليم ديانتهم التي تسبق المسيحية.

أمل أن تمكنت من إلقاء بعض الضوء على تعقيبك ومقالك المهم، وشكرا لإضافة الرابط.

تحياتي


452

قرائي الكرام

هل تعرفون من هم المهرجون؟

المهرجون هم الذين لسبب ما كتبوا ردا مبطنا على هذا المقال ضمن بيان طويل عريض مليء بالمغالطات والشطحات ويشير الى عقل مشوش يفتقر الى التركيز ووعي مفقود ومع الأسف.

والمهرجون هم الذين يحورون لا بل يزورون التاريخ والأحداث لمراميهم الشخصية بالقول إن أجدادنا العظام مثل اللاهوتي يحيى بن عدي (+974)1، والجاثليق طيمثاوس الكبير(+823) ، وسكرتيره أبو الفرج، عبدالله ابن ألطيّب البغدادي والمطران ايليا برشينايا (+ 1046)4، والمطران عبديشوع الصوباوي (+1318) والبطريرك ايليا الثالث الحديثي الملقَّب بأبي حليم استخدموا التعريب كي يحل محل تراثنا. هذا عيب. هذا تعدي على التاريخ. هذا ليس صحيحا. هؤلاء تعلموا اللغة العربية لأنها صارت لغة عالمية في حينه كما نحن نتعلم الإنكليزية اليوم ولكنهم لم يقبلوا أن يعربوا اللغة والتراث والفنون والأناشيد  والطقس والريازة والأدب والشعر او يرموه تحت الأقدام او يحرقوه او يحرفوه او يستبدلوه كما يفعل المهرجون اليوم.

هؤلاء الأجداد العظام لم يقبلوا أن يصبحوا سيوفا في يد السلطة وفي يد الأجانب والغرباء ضد بني جلدتهم ولم يساوموا على تراثهم ولغتهم وفنونهم وطقوسهم التي حفظوها لنا وبسببهم نعرف من نحن كما فعل او يفعل المهرجون اليوم الذين يحتقرون هذا التراث ويوصفونه بألقاب قبيحة نابية لا تصدر حتى من الأعداء.

هؤلاء الأجداد العظام كانوا نواطير لهويتنا وتراثنا وفنونا ولغتنا وأناشيدنا وأدابنا التي تبز الدنيا. لم يكونوا مثل المهرجين الذين جعلوا أنفسهم نواطير في يد السطلة في حينة وهي تشن حملة التعريب وجعلوا من تعريب كنيستهم وسيلة سياسية للحصول على حظوة  لدى السلطة حينئذ لتخويف بني جلدتهم من المسؤولين.

والمهرجون هم الذين تدينهم الوثائق والتواريخ والهوامش والاتهامات التي يدرجها في كتابه القس كمال بيداويد والتي يخشى هؤلاء المهرجون مواجهتها.

وهناك المزيد ولكن أكتفي بهذا القدر وأتحسر وأتأسف لا بل يقطر قلبي دما عندما أرى من يقول إنه كلداني ويحب هويته وقوميته وتراثه ولغته وفنونه وريازته وشعره وعظمائه وهم يهانون بهذا الشكل ومع كل هذا يقفون في صف المهرجين الذين دمروا تراثا ولغة وأدبا وفنا وحتى هذا اللحظة يتفوهون ويمارسون التعريب وهدم التراث وتحطيم الوديعة التي اتتنا من ابائنا واجدادنا العظام من خلال دعوة وممارسة صريحة وبانت النوايا غير الحميدة التي في داخل المهرجين ضد شعبهم وتراثه ولغته وفنونه وعلومه وفكره وفلسفته وأدبه وشعره حيث شاء الزمن أن تكون وديعة لدى مؤسسته الكنسية وإذا بنا ونحن امام مهرجين يريدون تدمير كل هذا بحجج واهية لن تنطلي الا على الناس البسطاء والمساكين والمغلوبين على أمرهم.

تحياتي


453

الأخ سامي ديشو المحترم

تحية طيبة،

شخصيا قرأت كتاب القس كمال بيداويد بتمعن وروية. الوثائق والهوامش التي فيه لا غبار عليها. أما المسائل الأخرى التي ينقلها تبقى صامدة رغم عدم توافر وثائق طالما يخفق الطرف الأخر في تقديم أدلة او مواقف او شهادة مضادة.

وأقول إن الكتاب لو ظهر في أي مؤسسة أخرى غير مؤسسة الكنيسة الكلدانية التي فيها كل الأمور تقريبا سائبة وفي فوضى، وظهر في شعب غير الكلدان، الذي صار مشتتا اليوم ومنهكا جدا، لحدث ما لم يكن في الحسبان. بيد ان الكتاب والعرض الذي قدمته لن يغير في الأمر او الواقع شيئا لأن لم يبق شيء كي يتغير.

وأقول لولا تقديم خدمات جليلة وكبيرة ومستمرة للغرباء والأجانب من السفراء والمتنفذين في دولة الفاتيكان لكان البطريرك لايزال قسا حتى اليوم.

لا غبار أن يكون للمرء علاقات، ولكن استخدام هذه العلاقات كما يذكر الكتاب للأغراض النفعية والسلطوية والمنافع الشخصية والنميمة والسيمونية والتأمر على بني الجلدة هذا لعمري أمر مشين.

ولنكن صريحين، هل سيصمد أي كاهن كلداني لو فعل واحد في المائة مما اتخذه في حينه القس ساكو من مواقف سلبية عنيفة ومهينة بحق البطريرك الراحل بيداويد او البطريرك الراحل دلي؟ هل سيصبح ذلك الكاهن أسقفا ومن ثم بطريركا؟

وعندما تقول ومعك بعض الأخوة أن عنوان الكتاب شيء والمتن في الغالب شيء أخر، هذا دليل أن الغاية الرئيسية من تأليف الكتاب ليست الشكوى من أن المؤلف لم تتم ترقيته الى درجة الأسقفية. هذه المسألة بعد قراءتي للكتاب ثانوية. جوهر الكتاب مفاده ان الوضع صار لا يطاق وأن المؤسسة الكنسية في طريقها الى الانهيار وهي تمر في فوضى عارمة ويؤشر الكاتب بجراءة الى السبب والمسبب.

المعلومات والوثائق والتواريخ العديدة التي ترد في الكتاب اغلبها موثق وثابت وصارت في المتناول بعد أن كانت وراء الكواليس، وأظن أي تاريخ للسنين السبع العجاف الأخيرة لا بد وأن يستند الى ما ورد من وثائق وهوامش في هذا الكتاب. هذا المهم. أما لو كان قد أصبح أسقفا ام لا، هذه فرضية لا تؤثر في الثابت من المعلومات والوثائق والتواريخ التي في الكتاب.

تحياتي


454
كتاب بقلم قس كلداني يكشف أسرار المهنة والمخفي والمستور وما وراء الكواليس في مؤسسة الكنيسة الكلدانية لا سيما في السنين السبع الأخيرة

ونقرأ في الصفحة 141 عن رسالة البطريرك ساكو المهينة والمنتقصة من مكانة البطريرك الراحل روفائيل بيداويد.  وبالمناسبة الرسالة هذه معروفة على نطاق واسع في صفوف الكلدان وعنونها "لا بد من كلمة" والتي وجهها القس ساكو حينئذ الى جمهوره بتأريخ 17/6/2001 فيها ينتقد ويكتب "وبعنف وتطاول" لأن البطريرك أقاله من إدارة المعهد الكهنوتي. نص الرسالة متوافر في ملحق الكتاب.


قرائي الكرام

الكتاب الذي نحن في صدده له ما يربو على ستين هامشا ووثيقة. وقبل التفاعل مع المعقبين، أقول هل فكرتم مثلا بالرسالة التي يشير إليها مؤلف الكتاب وتطرقت إليها ونسختها هي جزء من الوثائق التي أرسلها الى البطريرك في حينه والتي وزعها على نطاق واسع؟ هذه وثيقة تدين كاتب هذه الرسالة القس ساكو في حينه وتظهر بطلانه وبطلان مواقفه وأظن تظهر بطلان الكثير من المواقف المساندة له.

ومن ثم نحن شهود لمواقف البطريرك ساكو مع البطاركة السابقين. بعد هذه الرسالة هناك حادثة أخرى نتذكرها كلنا في بغداد عندما وضع القس ساكو حينئذ ورقة في يد البطريرك الراحل وكاد يسقط أرضا لهول ما فيها. الكثير منا يتذكر هذا الموقف. بحكم منصبي في بغداد مديرا لمكتب وكالة رويترز نشأت علاقة قوية بيني وبين البطريرك في حينه.

ولكن لنحكم على الأمر هذا بأمانة وصدق. هل لو فعل كاهن كلداني حاليا ما فعله القس ساكو في حينه ضد البطريرك بعد الرسالة العنيفة وفي محتواها تطاول رهيب كان سينجو بجلده؟ لدينا امثلة كثيرة لما وقع من ظلم على كهنة وحتى أساقفة في السنين العجاف السبع الأخيرة وهم لم  يقترفوا من ذنب  واحد في المليون من الإهانة والتطاول الذي قام به القس ساكو ضد البطريرك.

السؤال: كيف نجا القس ساكو بجلده وهو يهين البطريرك بهذا الشكل العنيف والمفرط وهو مجرد قس؟ لماذا لم يعاقبه البطريرك في حينه مثلما هو يعاقب الناس اليوم ويبث الخوف في الأخرين من أعضاء الإكليروس وغيرهم؟

هل تعرفون السبب؟ لأن ظهره قوي. الدخلاء والأجانب من السفراء والمتنفذين في دولة الفاتيكان وقفوا سدا في وجه البطريرك في حينه ومنعوه من معاقبته لا بل فرضوا على الكل ان يرشح للأسقفية، ولا بل أجبروا الكل على رسامته في غياب بطريرك يجلس سعيدا على كرسي بابل في سابقة أراها خطيرة ومهينة للكلدان كشعب ومؤسسة كنسية.

أمل من الأخوة ان يجاوبوا هذه التساؤلات وغيرها كثير ومنها اتهامات خطيرة في متن الكتاب بدلا من القول إن الكاتب يستحق او لا يستحق ...  او لو أنه كان كذا لما ... هذه فرضيات بينما هناك وثائق دامغة في الكتاب مثل التي ذكرتها في أعلاه.


455
كتاب بقلم قس كلداني يكشف أسرار المهنة والمخفي والمستور وما وراء الكواليس في مؤسسة الكنيسة الكلدانية لا سيما في السنين السبع الأخيرة


كتاب القس كمال وردا بيداويد "لماذا لم أصبح أسقفا" من أهم ما صدر ضمن نطاق مؤسسة كنيسة المشرق الكلدانية على مدى سنوات. وما يزيد في مصداقية المحتوى، والذي يوقف شعر الرأس أحيانا، أن المؤلف قامة معروفة ومثقفة ومطلعة وملتزمة يكن لها كل من عرفها جل الاحترام والتقدير ومشهود لها خشوعها وورعها وممارستها الانجيلية وتشبثها بميراث وهوية ولغة وتراث شعبها وكنيستها.

أهمية الكتاب تأتي في الدرجة الأولى من صدق وأمانة الكاتب في سرده لمسيرة هذه المؤسسة في العقود الثلاثة الأخيرة وتركيزه على الدور غير الحميد الذي لعبه رجل دين فيها والذي يتحمل مباشرة وزر " الحالة المتردّية ... الصورة المريبة التي نراها اليوم، ولم تصل الحالة بالرؤساء ولا بالمؤمنين الى أن يتطاول أحدهم على الأخر بهذا الشكل المعيب." (ص 66)

هناك صراحة واضحة في الكتاب حول مجريات الأمور في العقود الثلاثة التي يركز عليها بيداويد وعلى الخصوص السنين السبع الأخيرة منها.

وفي الكتاب جهد كبير لتعزيز وتوثيق الوقائع المحزنة والمزرية والمسيئة والمؤسفة ليس للسلوك الإنجيلي ومبادئ المسرة والبشارة، بل لأبسط الأخلاق الإنسانية في التعامل ضمن الإطار الإنساني.

الكاتب كاهن أمضى أكثر من نصف قرن من الزمن في خدمة كنيسته الكلدانية ومؤمنيها ويشهد له الكل تقريبا أين ما حل إن في العراق او اوروبا او أمريكا او أستراليا بالنزاهة والصدق والأمانة وبذل الذات والعطاء.

والقارئ لما أراه واحدا من أهم الكتب في التاريخ المعاصر لمؤسسة الكنيسة الكلدانية، لا بد وأن يثمن إماطة المؤلف اللثام من خلال توثيق صارم وهوامش ومصادر عن أحداث ووقائع مدهشة، محزنة، مؤسفة، تظهر الانحطاط في التعامل وكأن القائمين بهذه الأمور المخجلة لا علاقة لهم بالكنيسة والبشارة فحسب بل وكأنهم يعملون ضمن نطاق مؤسسة سائبة لا تحكمها أي قوانين أو أية اعتبارات أخلاقية.

ويروي الكتاب، بالأدلة الدامغة، كيف تتكسر الأخلاق ومبادئ السلوك الإنساني السليم تحت وقع "الإغراءات" و"النميمة" و"الفساد" و"شراء الذمم" و"التزوير" و"السيمونية" والاتكاء على الدخيل والأجنبي والغريب لهدم مقررات المجامع الكنسية وصرح واحدة من أعظم كنائس الدنيا تاريخا وتراثا وميراثا وبشارة.

صدور هذا الكتاب قبل أشهر ورواجه الكبير في صفوف الكلدان يتزامن مع الذكرى السابعة للجالس سعيدا على كرسي بابل. وبينما أصدر الجالس على الكرسي بيانا ورديا غير موثق يفتقر الى أبسط مبادئ المصداقية يمتدح فيه عهده (رابط 1)، فإن الكتاب يقدم صورة قاتمة للوضع الذي تمر فيه مؤسسة الكنيسة الكلدانية معززا بالوثائق والأدلة والبراهين الدامغة التي تربو على ستين هامشا ووثيقة.

وشخصيا أرى أن الكاتب لم يوفق في عنوان الكتاب، لأن المتن (248 صفحة) لا يتطرق الى "لماذا لم أصبح أسقفا؟" فحسب. الكتاب فيه من التاريخ الكثير، وعلى الخصوص تاريخ مجامع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية ومجامع كنيسة المشرق وفيه سلال من المواثيق والقيم الإنجيلية ولأخلاقية التي تحدد التصرف والسلوك ضمن نطاق مؤسسة كنسية، وبعدها يحاول الكاتب تطبيقها على الحالة التي هو في صددها.

في البدء يبدو وكأن الكاتب يخشى ان يشير الى الذي يقصده مباشرة حيث يكرر عبارة ""أتحفظ عن ذكر اسمه حاليا،" او "بالمناسبة البطريرك (أحتفظ باسمه)" ... (ص 60).

وقد يسأل القارئ لماذا التحفظ على الاسم؟ أظن ان التحفظ جزء من التشويق والأسلوب السلس الذي يتبعه الكاتب في سرد الأحداث، لأنه يذكره باسمه الصريح بعدئذ.

ولكن سرعان ما يفصح عن اسمه قبل تقليبنا للصفحات التي تشير الى منتصف الكتاب ويذكر منصبه ككاهن قبل رسامته الأسقفية، التي عليها علامات استفهام كبيرة، ومن ثم تنصيبه بطريركا قبل سبع سنوات ولها من علامات الاستفهام ما لها، حسب ما يرد من أدلة في صفحات الكتاب.

المقدمة التاريخية للكتاب تأخذ حوالي نصف صفحاته والتي يجعل منها بيداويد بمثابة الأساس لسرد ما وقع من سلبيات قد لا تغتفر على يد الكاهن ومن ثم المطران وحاليا البطريرك لويس ساكو؛ حيث يذكره باسمه الصريح بعد صفحات من الإيماءة وعدم المباشرة.

والمقال هذا ليس عرضا مسهبا للكتاب، بل عرض موجز لأهم ما ورد فيه من نقاط موثقة تفصح لنا لماذا وكيف وقع الكلدان وكنيستهم في الأزمة الشديدة التي يمرون بها حاليا.

والكتاب فيه من الجراءة ما لم نشهده في تاريخ هذه المؤسسة من نشر علني لما يدور وراء الكواليس وما يقوم به بعض الإكليروس من دسائس ومؤامرات في الخفاء – ربما لم يدر في خلدهم أن سيكون هناك شخص يحمل من الغيرة على كنيسته وشعبه ما يجعله يضع نفسه في فوهة المدفع دفاعا عنها وعن إرثها وتراثها ووحدتها بعد أن صارت، حسب الكاتب، في وضع لا يحسد عليه.

في مقدمة الكتاب، يعرّف الكاتب بنفسه (ص 11)، قائلا: "نعم، أنا ابن كنيسة المشرق الكلدانية الكاثوليكية، الكنيسة التي وصفوها بالشاهدة ويسمونها شهيدة – لأنها عين الحق والحقيقة."

وله نظرة أراها منطقية حول ما يعصف بشعبنا الواحد المنشق على نفسه من حيث التسمية وكنيسته المشرقية الواحدة مشتتة مذهبيا ومناطقيا حيث يقول: "نعم لم يكن المسيحيون الأوائل بحاجة الى تسميات خاصة تعرفهم، عدا تسمية "مذنحايي، مشرقيين" وكنيستهم (عيتا دمذنحا، كنيسة المشرق)" (ص 12).

ويعزو الأزمة العارمة التي تعصف بمؤسسة الكنيسة الكلدانية الى "الأنانية، الطائفية، السيمونية، المنفعة الشخصية ...." (ص 54). وفي الصفحة 56 يثير سؤالا مهما للغاية: ""هل كانت سينودوسات كنيستنا الكلدانية شفافة ومستسلمة للروح القدس؟ أم كانت منقادة وتحت المؤثرات الخارجية التي ورد ذكرها في أعلاه؟"

 ومن ثم يعود الكاتب مقدما الدليل تلو الدليل أن لا علاقة بما يشاع أن الروح القدس يقود المجامع التي هو في صددها، بال الأنانية والمصلحة الشخصية والسيمونية.

وفي ذات الصفحة (54)، يبدأ الكاتب بوضع النقاط على الحروف للسبب والمسبب لما آلت إليه الأوضاع المؤسفة التي تمر بها مؤسسة الكنيسة الكلدانية، ولا نحتاج الى دليل لمعرفة الشخص الذي يعنيه، لأنه يسميه باسمه او بما يشير إليه دون لبس: "أريد قول ما أراه حقا وحقيقة، كفى للمداهنة وكفى للتملق، فمن هو المسؤول عن كل هذه الأخطاء والتجاوزات التي حصلت وتحصل في كنيستنا العزيزة وخاصة في هذا الزمان بالذات؟"

ويستمر في سرده للأوضاع في الصفحات اللاحقة: "العلمانيون لا وجود لهم  ... الكهنة المساكين لا شأن لهم ... إن رفعوا صوتهم  فالويل لهم، التهديد بالعودة إلى أبراشياتهم ليتلقوا درسا في الطاعة، او يوصفون بصفات غير لائقة ويعتبرون مارقين عصاة .. وإن رفع أسقف صوته معارضا ... اعتبروه شاذاً ومريضاً نفسياً يحتاج الى معالجة ويمنحوه سنة أو أكثر إجازة (سبتية sabbatical)  حتى يتوب ويرجع الى الحضيرة وأن يتعهد .... وإلا فالآتي أعظم."

وفي الصفحة 59 يتساءل الكاتب: "ومن سيصدق البطريرك؟" ويومئ هنا قبل سرد مستفيض في الصفحات القادمة الى الطرائق الملتوية التي استخدمها ويستخدمها لنيل الحظوة لدى دوائر الفاتيكان والمتنفذين فيها لنيل رغباته الشخصية والوقوف في وجه البطاركة الذين سبقوه وتخويف أقرانه وعدم الاكتراث لكل السلبيات لأن ظهره مسنود.

ويعرج الكاتب على القوانين الكنسية التي يخصص لها صفحات كثيرة وعلى الخصوص تلك التي تنظم العلاقات ضمن القوانين المرعية، ويرى من خلال ما يقدمه من وقائع أن القانون موضوع جانبا والسائد هو الفلتان تقريبا في كل شيء حيث صار العمل "حسب المعادلات الشخصية والصفقات المشبوهة والتعليمات المفبركة ... وهناك من خان ضميره الإنساني والمسيحي والكهنوتي في آن واحد" (ص 61) .

والإشارة في الفقرة في أعلاه واضحة وضوح الشمس، لأن ما أن يدنو القارئ من الصفحة 63 حتى ينتهي، بعد سرد جميل وموثق، الى "إننا في هذا الزمان السيء نتألم جميعا عندما نرى ونتلمس أين وصلت كنيستنا الكلدانية العظيمة."

ويضيف في ذات الصفحة أن الزمان السيء وعلى الخصوص السنين السبع الأخيرة صارت فيه "وسائل الإعلام تنهش فينا وتفضحنا" ويردف "نعم هذه هي حال كنيستنا،" ويشتكي بعد إيراد الدليل " من بعض الممارسات والقرارات المتسرعة ... في ظروف عصفت بالكنيسة الكلدانية نتيجة الإدارة اللاحكيمة والمزاجية."

وفي الصفحة 66 يميط اللثام الكاتب عن الشخص الذي في ذهنه والحالة والزمن الذي يقصده حيث يؤشر الى السبب الرئيسي الذي دعاه الى تأليف الكتاب: " الحالة المتردّية التي وصلت إليها كنيستنا في عهد البطريرك لويس روفائيل ساكو ... الذي وصلت الكنيسة في زمانه الى الصورة المريبة التي نراها اليوم، ولم تصل الحالة بالرؤساء ولا بالمؤمنين الى أن يتطاول أحدهم على الأخر بهذا الشكل المعيب."

وكم هو الكاتب صادقا ولا يتجنب الواقع قيد شعرة عندما يصف خطاب البطريرك ساكو (يذكره بالاسم بعد الصفحة 66) بأنه " خطاب وتصريح للإعلام والدعاية الذاتية بكل امتياز."

ويخاطب البطريك مباشرة: "ألا تعتقد أن هذه التصريحات والمقابلات والأحاديث وعقد المؤتمرات وحضور الندوات الداخلية والخارجية لم تعط ثمارها حتى الآن؟"

وعن أسلوب معالجة ما يعصف بالكنيسة الكلدانية من أزمات ومشاكل، بعد ذكر العديد منها، يتساءل الكاتب: "ماذا فعلتم لحد الآن في حلّها؟ لا شيء، فأنتم ترون بأمّ عينكما أن الأمور ساءت أكثر من قبل وتعقدت الأوضاع."

وفي الصفحة 69 يعزو الفشل المريع للإدارة البطريركية الحالية الى الانفرادية بالقرار والاعتداد بالنفس وتجاهل النقد، ويخاطب البطريرك قائلا: ""أنكم أنتم فقط الحاكم بأمر الله؟"

وبعد تقديم ادلته، يقول الكاتب: "إن الرئاسة في هذا الزمان الرديء أصبحت دائرة لجمع معلومات مغرضة ومدمرة لكل شخص لا يعلن وفاءه وولاءه المطلق لها، لكي تغطي فشلها في إدارة شؤون البطريركية والكنيسة بصورة صحيحة لائقة معتمدة. والدليل على ذلك راجعوا تصاريح وبيانات البطريركية منذ تسنم غبطته سدتها، إنها مليئة بالمتناقضات، مما يدل على ضحالة الإعلام وعدم تماسك المعطيات فيما بينها. إنها باختصار عاجزة ومزاجية، فلأمور لا تدار بهكذا صورة يا صاحب الغبطة."

وبعد سرد شيق ومثير والمثبت بالأدلة، يخلص الكاتب في الصفحة 73 إلى أن " القاصي والداني من المؤمنين أتباع الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية يعرفون تمام المعرفة ان حالة كنيستنا قد ازدادت تدهورا وتعقيدا في زمن البطريرك ساكو."

ويرى الكاتب بعد طرحة لوقائع جديدة وبالدليل القاطع إن خوف الاكليروس الكلداني من البطريرك ساكو يعود الى بداية تسنمه درجة الكهنوت حيث كان يستقوي بالمتنفذين خارج مؤسسة الكنيسة الكلدانية وكان يخافه حتى البطاركة السابقين والعاملين في معيته وضمن نطاقه وذلك للدور غير الحميد الذي لعبه في جمع المعلومات والعمل كمخبر لدى دوائر متنفذة في السفارة ودولة الفاتيكان للإيقاع بالأخرين وتعزيز مراميه الشخصية: "وكنتم متيقنون أن الشعب يخافكم ويخاف طروحاتكم ومن مزاجيتكم لأنه على يقين بمواقفكم تجاه البطريركين المثلثي الرحمة بيداويد ودلّي." (ص 74)

ويرد أمثلة حية على سطوته واعتداده بنفسه، حيث يضيف الكاتب في الصفحة 75 قائلا: "ألم تقصوا أساقفة لأنهم لم يكونوا حسب مرام غبطتكم ونرجسيتكم في إدارة أمور كنيستنا الكلدانية ... الكهنة ... الذين تحاولون ليل نهار ضربهم وإشهارهم كعصاة مارقين لسلطتكم، وما ذنبهم وخطأهم إلا كونهم ليسوا من خطكم ومؤيديكم، كم كاهن ترك الكهنوت في زمانكم وبسببكم."

ومن الأقوال الشائعة للبطريرك ساكو ينقل عنه الكاتب قوله: "إلما يقتنع خلي ينقلع" ويعقب: " أنتم بهذا التصرف الغير المتوقع أبدا من غبطتكم، أبعدتم ذاتكم من الوداعة الأبوية بالمرة."

ولا يجافي الكاتب الحقيقة عند قوله إن النشاطات السياسية للبطريرك لا تقدم ولا تؤخر شيئتا وأن غايتها حب الظهور و"تخدير الناس البسطاء ... لم أسمع ولم أقرأ يوما أن صدر بيان من المسؤولين الحكوميين العراقيين ولا من السفراء الدوليين المعتمدين ولا من المبعوثين الخاصين نتيجة اللقاء مع غبطته، أن اللقاء تمخض عن كذا وكذا قرارات ومواقف حتمية مصيرية وجب تنفيذها بالسرعة الممكنة لمصلحة الشعب والوطن.

"في اعتقادي لم تتعد البروتوكولات والمجاملات والمصافحات اليدوية والتقاط صور تذكارية وبثها عبر وسائل الإعلام لتخدير الناس البسطاء في أن البطريرك ومنذ تسنمه المسؤولية الكبيرة (رئاسة كرسي بابل العظيمة) وهو لا يهدأ، يصول ويجول، ويتحرك كالمكوك في كل حدب وصوب من أجل شعبه ووطنه الجريح العراق. ولكن الحقيقة تبقى على أرض الواقع، لم يتحقق شيء يذكر." (ص 88)

وبعد عبورنا منتصف الكتاب يدخل القارئ في الدهاليز المظلمة، أصفها بالمظلمة لأن لا أظن أن أمورا كهذه تحدث في أكثر المؤسسات فسادا في العالم حيث نقرأ عن وقائع تظهر "أن الكذب والنفاق هما ديدن الرئاسات ... والتمادي في ممارسة اللامصداقية واللّف والدوران ... " (ص 138)

ونقرأ في الصفحة 141 عن رسالة البطريرك ساكو المهينة والمنتقصة من مكانة البطريرك الراحل روفائيل بيداويد.  وبالمناسبة الرسالة هذه معروفة على نطاق واسع في صفوف الكلدان وعنونها "لا بد من كلمة" والتي وجهها القس ساكو حينئذ الى جمهوره بتأريخ 17/6/2001 فيها ينتقد ويكتب "وبعنف وتطاول" لأن البطريرك أقاله من إدارة المعهد الكهنوتي. نص الرسالة متوافر في ملحق الكتاب.

ونقرأ أيضا بذهول كيف صار الكاهن لويس ساكو ندا للبطريرك حينئذ وفي الصفحة 151 يذكر الكاتب نقلا عن البطريرك ساكو ذاته قوله إنه كان وراء قرار الفاتيكان ومن خلال علاقاته مع السفير جوزيبي لازاروتو وكذلك من خلال التوسط لدى أصدقائه في الفاتيكان بينهم المونسنيور كوجيرتو إلغاء مقررات مجمع الكنيسة الكلدانية الذي انعقد في بيروت في شهر آب عام 1999 .

 ويؤكد الكاتب ان المضبطة التي قدمها الكاهن ساكو في حينه للسفير لازاروتو وصديقه المونسنيور كوجيرتو ضد البطريرك الراحل كان فيها تزوير واضح لتواقيع كهنة من الموصل الذين أقسموا إنهم لم يروا المضبطة ضد البطريرك ولم يوقعوا عليها. وهذا ما ينقله الكتاب عن البطريرك ساكو في حديث مباشر معه:

"التقيت البطريرك روفائيل بيداويد وقلت له: أنت تريد أن تجعل القس كمال مطرانا لأنه من أقاربك، أنا سأعمل جهدي لإلغاء المجمع وقرارته ... وأضاف غبطته البطريرك ساكو القول: وفعلا قدرت على ذلك لأن السفير كان معي ... وأيضا كان لي صديق يعمل في دوائر الفاتيكان، وهو المونسنيور كوجيرتو، حيث بمساعدته استطعنا الغاء قرارات المجمع." (ص 177)

علاقة البطريرك ساكو بالمتنفذين الحكوميين في العراق منذ مستهل الثمانينات لغايات شخصية وسياسية لها أكثر من دليل وبعضنا شهود على ذلك. وأستخدم هذه العلاقات ولا سيما علاقاته وخدماته المجانية للسفراء والموظفين في دولة الفاتيكان للإيقاع بالأخرين وتقوية مركزه وتمرير سياساته ومشاريعه دون اكتراث من أحد، حسب ما يرد في الكتاب.

وينوه الكاتب بالرسامة الأسقفية للبطريك ساكو في تشرين الثاني 2003 وفي دير ما كوركيس في الموصل وذلك في الصفحة 144. هنا لا أعرف لماذا يخفق الكاتب في إيراد الوقائع كما هي من حيث الرسامة ومن حيث الترشيح للأسقفية، لأن هناك أكثر من علامة استفهام وسؤال محير لا يزال يحوم حولهما.

 وتعد الرسامة الأسقفية للبطريرك ساكو سابقة غير حميدة في الرسامات الأسقفية في مؤسسة الكنيسة الكلدانية لأنها ربما الوحيدة تتم والكرسي البطريركي شاغر، أي بدون وجود بطريريك كلداني جالس سعيدا على كرسي بابل. كيف تم ذلك وكيف حصل ولماذا، كلها أسئلة كبيرة تحوم حول الترشيح والرسامة الأسقفية؟ أمل أن يتم تجاوز غياب المعلومات الموثقة هنا لأنها متوافرة ومعروفة لدى المطلعين عند طبع الكتاب ثانية او نشر نسخة إلكترونية منه.

وكذلك أظن أن أي قارئ لهذا الكتاب الرصين والمهم والمؤثر كان سيتمنى إلقاء مزيد من الضوء على لماذا وكيف تمت إزاحة البطريرك الراحل عمانوئيل دلي في 15 كانون الأول من عام 2012، في سابقة أخرى غير حميدة في تاريخ الكنيسة الكلدانية لأن القاصي والداني يعرف أن الإزاحة كانت بسبب تيار معارض يسمى "مطارنة الشمال" كان يقوده مطران كركوك أي البطريرك الحالي ساكو (أنظر ص 178). للكلدان الحق في معرفة الشكاوى والمضبطات وربما غيرها من الأمور مثل التي حدثت مع البطريرك الراحل بيداويد في التعامل الخفي والمراسلات التي لا أظن من العسر الحصول عليها.

رغم الشرح المقتضب لهذه المعلومات المهمة إلا أن الكاتب يضع علامات استفهام ثلاث وبالخط الغليظ والعريض عند اقتباسه عبارة من البيان الذي صدر في حينه وأزيح البطريرك دلي من منصبه بموجبه، حيث ترد "وذلك لأسباب صحية؟؟؟ (وردت هكذا في الصفحة 147)، والخط الغليظ في الكتابة الرصينة دليل وجود علامات استفهام كبيرة على كون أن الأمر كان محض أسباب صحية كما ادعى صاحب البيان في حينه.

وكذلك أظن على الكاتب تقديم مزيد من الإيضاحات والوثائق حول المجمع الاستثنائي الذي عقده البطريرك ساكو في 20 شباط عام 2015 والذي كان من مقرراته "عزل المطران سرهد جمو – وأن 14 أسقفا قد وافقوا على هذا العزل."  (أنظر ص 168). هذه معلومة خطيرة، رغم أن القارئ سيرى في حياكة المؤامرات والدسائس من خلال الغش والخداع والاستقواء بالغرباء على بني الجلدة وكأنه صار أمرا عاديا منذ بروز الشخصية موضوع الكتاب.

ويصف الكاتب في الصفحة 159 المسيرة في العقود الثلاث الماضية وعلى الخصوص السنين السبع الأخيرة بمسيرة "المساومات وشراء الذمم الخسيسة."

وهو يقترب من نهاية سرده (ص 158) الذي يأخذ بالألباب ويدمي القلوب ويبلل المأقى على الفاجعة التي حلت بمؤسسة الكنيسة الكلدانية، يسطر الكاتب فقرة ربما هي على لسان كل محب لهذه المؤسسة: "كنا نأمل ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين، أن العنصرية، الانفرادية، الحزبية، الصفقات الشخصية المنفعية قد انتهى عهدها وتأثيرها السلبي ومفعولها التخريبي ... وذلك بمجيء بطريرك جديد، وهو غبطة البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو. لكن مع الأسف فان المعطيات على أرض الواقع تشير الى أن هذه الأمور... باقية ... لا بل ستزداد وتكون نتائجها أمرّ من الأول."

أظن أي قارئ لهذا الكتاب، الذي اراه فتحا في أدب النقد الكنسي في إطار مؤسسة كنيسة المشرق الكلدانية الكاثوليكية وإماطة اللثام عن الخبايا والمستور وكشف السبب والمسببات لما حل ويحل بمؤسسة كنسية بحجم الكنيسة الكلدانية، لا بد وأن يتفق مع العبارة التي ترد في الصفحة 158 حول مواقف وسياسات وأعمال الكاهن وبعدها الأسقف ومن ثم البطريرك ساكو التي جرى ويجري طبخها في "مطبخ غير نظيف البتة."

كتاب القس كمال بيداويد مهم وممتع ومفيد ومؤثر وأمل أن يزيد في منّعَة وقوة المعارضة الكلدانية للوضع الحالي، ويؤدي في النهاية الى تغيير تستعيد فيه مؤسسة الكنيسة الكلدانية الهيبة التي افتقدتها في السنين السبع العجاف الأخيرة والخسارة التي قد لا تعوض بسبب سياسات التأوين التي عربت وحورت وهدمت الإرث الثقافي والكتابي والفني والموسيقي والأدبي والإداري والعمراني الذي تحمله هذه الكنيسة المجيدة، السياسات التي شتتها لا بل مزقتها وجعلت كل يعمل على هواه من حيث اللغة والطقس والإدارة والتراث والتراتيل واللجان الخورنية والمالية والجوقات وغيره.

ويأتي الكتاب – وهذه نقطة مهمة جدا – ومؤسسة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في الفاتيكان – التي تتبعها مؤسسة الكنيسة الكلدانية – صارت تعتمد في عهد البابا فرنسيس الشفافية تقريبا في كل شيء، وتفتح خزائن الوثائق والمراسلات للباحثين عن الحقيقة. البابا فرنسيس يقول إن الكنيسة تحب التاريخ ولا تخشى من الكشف والمحاسبة، ويؤكد أننا كلنا في حاجة الى شيء من التاريخ كي نعرف أنفسنا.

القس بيداويد في كتابه هذا طبق موقف البابا فرنسيس في عدم الخشية من التاريخ مهما كانت التبعات وكشف بذلك النقاب عن أسرار المهنة وأماط اللثام عن المخفي والمستور وما وراء الكواليس في مؤسسة الكنيسة الكلدانية لا سيما في السنين السبع العجاف الأخيرة.

++++++
رباط 1
https://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=966952.0

456

الأخ وليد حنا بيداويد المحترم

شكرا للملاحظة حول الشماسية.

أريد القول إنه لم يكن هناك أي شماس بين الحاضرين، إن أخذنا القانون في عين الاعتبار.

نظرا للفوضى العارمة التي تمر بها مؤسسة الكنيسة الكلدانية وعلى الخصوص في السنين الأخيرة، ضاعت الكثير من القياسات. الكل شماس والكل ليس شماسا، والكل له الحق ان يفعل ما يراه مناسبا وعلى الخصوص الكهنة وهذه قمة الفوضى اشاعها صاحبها.

الشماسية هي درجة كنسية، يجب أن تكون متاحة للذي يحملها فحسب. لم يعد هناك شيء من هذا القبيل في مؤسسة الكنيسة الكلدانية، ومع الأسف.

الشماسية، كما هو شأن أغلب الأمور الأخرى، في الإمكان أن تأخذها يمينا ويسارا، حسب ما تشأ، وضمن نطاق الفوضى التي تمر فيها المؤسسة حاليا حيث الأمور سائبة في كل شيء تقريبا.

ولهذا لم تعد مسألة الشماسية شيئا يهتم له أي أحد تقريبا. إن كنت تعرف القراءة والكتابة وبأي لغة وأردت المشاركة فأنت شماس والكل يعرف القراءة والكتابة اليوم وبلغة ما، فتصور.

ونتيجة للفوضى لا بل التسيب الحالي، المؤسسة لم تعد لها نظم وضبط في هكذا الأمور.

فمرة تتكئ على التقليد اللاتيني للتهرب من الالتزام بالتقليد الشرقي، ومرة تتكئ على التقليد الشرقي للتهرب من التقليد اللاتيني.

والأنكى، فقد تركت الأمور سائبة في اللغة والطقس والتراث وتقريبا كل شي وكل حسب ما يلائمه. فكل له الحق أن يفعل ما يراه مناسبا، ومن هنا الفوضى التي حلت بالمؤسسة الكنسية ودشنها الذي أدخل التعريب فيها منهجا رسميا منذ استهلال الثمانينيات والكل يعاني من هذا النهج المدمر حتى اليوم.

المسألة مرة وحزينة وأتفق مع بعض الأخوة الذين يرون مسألة اللغة والتراث والإرث والثقافة والتنظيم المؤسساتي الكنسي لدينا نحن الكلدان في مرحلة الأفول والزوال.

وبالمناسبة، لاحظت أيضا أن الأخ غانم كني قد عقب على رد لي، وتعقيبه من الأهمية في مكان ما يدعو على التفاعل معه، وهو ما سأقوم به حال أن تسنح الفرصة.

تحياتي

457
الأخ بولص آدم المحترم

تحية طيبة،

اثارت قصتك الجميلة هذه في ذكريات حميدة لن تنمحي عن العالم والعلامة الجليل القس بول نويا. وأفتخر أن أكون بين تلامذته، وأقر هنا أنني تأثرت به وبعلمه وشخصيته كثيرا.

كان ذلك في دير ما كوركيس في الموصل (بعويرة) وكان معي حينذاك البطريرك ساكو، صديق الصبا.

وبحكم الواقع الاجتماعي المرير لعائلتي والفقر المدقع الذي كنا فيه، كان القس نويا ينصحني بالبقاء معه في الدير في العطلة الصيفية. كان يقول: "والدك ليس في حاجة الى فم أخر كي يطعمه. من الأفضل ان تبق في الدير."

كان يلقي علينا تقريبا كل يوم محاضرة مدتها 15 دقيقة وبلغتنا السريانية الساحرة ولا يزال صوته يرن في أذني ولا تزال أفكاره تحتلني حتى هذا اليوم.

بيد أن أغلب ما تعلمته منه كان في العطلة الصيفية، حيث كان السكون يطل بجناحيه على الدير ليلا ونهارا وينكب بول نويا على مخطوطاته باللغة العربية والسريانية. وكان يقرأ نصوصا للمتصوفة ويقول: "هل تفهم ما تعني هذه النصوص؟"

لا يمكن لأي باحث او قارئ للتصوف في الإسلام اليوم أن يلمس دربه ويعرف خطواته دون الاستناد الى كتابات بول نويا. كتابته بالعربية والفرنسية تعد مصدرا لا يمكن الاستغناء عنه في هذا الباب وكذلك باب التراجم للقرآن والحديث. وظهرت ترجمات لمؤلفاته بالفارسية والتركية والإنجليزية ولغات أخرى.

وفكره ومواقفه تبناها تلميذه الكبير وهو الشاعر علي أحمد سعيد المعروف بأدونيس الذي أخذ مبادئ التصوف من أستاذه. وله تأثير بليغ على أستاذة الفلسفة والعلوم الصوفية في الجامعة اليسوعية في بيروت الدكتورة سعاد حكيم، التي لها شهرة واسعة في أروقة الجامعات الغربية التي تعني بالدراسات الإسلامية.

يعود له الفضل في تقديم أساطين التصوف الإسلامي ليس للعالم بل للعرب والمسلمين أنفسهم. كانت غايته نشر المحبة والتسامح الذي يدعو له المتصوفة وعلى الخصوص الإيمان بوحدانية الوجود والأهم وحدانية الناسوت والألوهية، وكيف أن الإنسان الذي يتقرب الى الله يصبح جزء منه ويتعلق به ويصيران واحدا. وهذا يعني أن الإنسان، أي إنسان، بغض الطرف عن جنسه ولونه ودينه ومذهبه وميله هو الله والله هو الإنسان. وبسبب ربط الناسوت بالألوهية، تعرض ويتعرض المتصوفة الى شتى أصناف الظلم والاضطهاد والتعذيب.

رغم عمره القصير، فله مؤلفات موسوعية تشكل مصادر أساسية لعلوم الاستشراق والإسلاميات، منها شرحه وتقديمه للنفري، وهو من أساطين التصوف؛ وتراجم المتصوفة من المسلمين للقرآن والتي تعد اليوم مصدرا للتفسير الذي يدعو للتسامح والمحبة ووحدانية الوجود منها تفسير القرآن للإمام جعفر الصادق ومقدمة تفسير القرآن لعلاء الدولة السمناني، وتفسير أبي الحسن الحراكي المراكشي وطواسين الحلاج، وغيرها كثير.

وكان القس بول نويا، مع كل ما هو عليه من علم وفير وغفير وتضلعه وتمكنه من لسان الضاد والفرنسية بطلاقة فائقة، محبا لكنيسته المشرقية وتراثها ولغتها وطقوسها وفنونها.

لم ألحظ يوما وهو قد تغيب عن الصلاة حسب الطقس المشرقي الكلداني الذي كان يعشقه ويعشق لغته وألحانه وتراتيله وتسابيحه ومزاميره. وعلي يديه ومن خلال سياساته في إدارة الدير درسنا كلنا اللغة السريانية وتعملنا الكثير والكثير عن طقسنا وتراثنا وفنونا.

كان يسوعيا، نعم  واليسوعيون لاتين الثقافة والطقس والتراث، مع ذلك كان من أشد المتمسكين والمتشبثين بتراثنا ولغتنا وطقوسنا وريازتنا.

ويوم رحيله، كان مأتما. بكينا كلنا. بقي البعض منا في الدير وغادره أخرون كثيرون بعد أن غادرنا.

تحياتي


458

قرائي الكرام

معذرة لعدم تفاعلي المباشر مع الأخوة المعلقين كما هي عادتي في هذا الموقع. وهذا ليس لأن التعقيبات غير مهمة. على العكس أغلبها في غاية الأهمية؛ وإن سنحت الفرصة سأعرج عليها في مقالات منفصلة. وهذه ردود مختصرة جدا لما ورد من تعقيبات:

الأخ غانم كني

أرجو المعذرة يا أخي العزيز وكلما أقرأ كنيتك أتذكر ابننا وحبيبنا الغالي شهيد كنيستنا القسيس رغيد كني. لعائلتي ذكريات لن تنمحي عن الشهيد الغالي وعلى الخصوص التي كانت لدى المرحومة والدتي للفترة القصيرة التي خدم فيها في كنيسة الروح القدس في حي النور في الموصل. ولك شخصيا مكانة خاصة في قلبي.

وهذا نقاش بيننا. وهنا أقول مرة أخرى إن الكثير مما ورد في تعقيبك أغلبه من بنات أفكار البطريرك ساكو لغة وأسلوبا وكتابة، وعلى الخصوص التهكم الذي في ثناياه. وأقول مرة أخرى إن تلك الأسطر مليئة بالمغالطات، والغش والخداع وفيها سردية تظهر انفصاما ظاهرا عن الواقع. التعريب كحملة منهجية ولغايات سياسية واضحة في مستهل الثمانينيات أقحمه صاحبه في الكنيسة الكلدانية متسلحا بموقف سياسي. وأذكرك بما فعله بصلاة الرمش التي نحن في صددها. وإن كنت لا تعلم، لدي نسخ منها وهي دليل وبرهان لحملة التعريب التي شنها ويشنها حتى اليوم عن سبق إصرار. والتعريب ليس قراءة وكتابة نص بالعربية هنا وهناك كما كان يحدث قبل تدشينه لهذه الحملة في الثمانينيات. التعريب بمفهوم الإلغاء والتهميش وازدراء ما لدينا من تراث واستبداله بالدخيل والأجنبي ضمن حملة منهجية انتشرت بواسطته مثل النار في الهشيم.

الأخ سيزار والأخ أدي

إنكما دون قصد ربما، تظهران كيف أن شقي كنيسة المشرق الكلدانية والأشورية هما كنيسة واحدة لغة وتراثا وثقافة وإرثا (بغض الطرف عن العقيدة). صلاة الرمش في الكنيستين واحدة وهذا جلي جلاء الشمس في وضح النهار لكل متضلع بلغتنا وليتورجيتنا المقدسة، ويظهر جليا في الشريطين:

https://www.youtube.com/watch?v=WegEzkH5VII
https://www.facebook.com/1570644669827178/videos/127729065237300

السؤال: لماذا لا نستطيع ان نصلي صلاة الرمش سوية مثلا لأنها واحدة وأن نرتل ونقرأ سوية التراث المشترك الذي نملكه؟ ومن ثم الأقرب الى الوحدة التي ننشدها كلنا هو الذي حافظ على صلاة الرمش كما أتتنا من ابائنا وأجدادنا. الذي عربها وشوهها هو أبعد ما يكون عن الوحدة.

الأخ أدم بولص

شكرا لما قدمته من أفكار نيرة ومواقف شجاعة في التعقيبين. وأنت الأديب وقصصك القصيرة جميلة، ومجموعتك التي أنهيت قراءتها قبل قليل لم أغادرها وأنا أفتح صفحتها الأولى حتى صفحتها الأخيرة. الأسطر واحدا تلو الأخر تظهر استيعابا ومعايشة للواقع الذي عشناه في بلد الأجداد. والواقع معزز من خلال حبكة محكمة تنساب بسلاسة تتساقط منها قطرات من الفلسفة والفكر الإنساني الذي لم تتطلع عليه فحسب بل هضمته؛ هذه القطرات وإن أخفق القارئ الإمساك بها، فإن نسيمها سيداعب وجهه مثل المسك.

الأخ عبد الأحد قلو والأخ ماجد هوزايا

تثيران قضية مهمة جدا حول دور الخدمة والشماسية في كنيسة المشرق الكلدانية الكاثوليكية وكذلك عن دور الكهنة. الحديث ذو شجون، ولا أعلم لماذا هذا الإصرار على التعريب بعد أن ظهر أنه عميلة خطيرة ترقى الى الانتحار من حيث اللغة والتراث والثقافة، لأنها تهدم هذه الصروح وتبني صروحا جديدة هزيلة، سمجة غريبة ودخيلة. التعريب يقتل الثقافة والذي يقتل الثقافة وقع قتله أقسى من قتل الجسد.

الأخ سامي ديشو،

شكرا لمرورك ودائما تتحفني بما هو أبدع من المتن الذي تعلق عليه. نعم "موروثنا المشرقي الاصيل، ... امانة في اعناقنا" أعناقنا كلنا، وفي مقدمتنا أصحاب الشأن فينا. وأتطلع الى اليوم الذي نرى فيه بطاركة المشرق جالسين على كراسيهم المقدسة في كنيسة واحدة وحولهم عشرات الأساقفة والكهنة ومئات الشمامسة والشماسات في نشاط مشابه. إذا كنا نقرأ إنجيلا واحدا كمسيحيين، لا أفهم لماذا لا نستطيع نحن المشرقيين أبناء وبنات كنيسة مشرقية واحدة (رغم الاختلافات اللفظية في العقيدة حاليا) ان نقرأ او ننشد تراثنا ومورثنا الكنسي سوية وفي كنيسة واحدة.

تحياتي


459
ماذا يجري في صفوف الكلدان ومؤسستهم الكنسية في السويد؟ أسقف كلداني مع ستين شماسا يؤدون صلاة الرمش حسب الطقس الكلداني. مقررات لو طبقت لأحدثت نهضة كلدانية طال انتظارها. هل نحن في حلم؟


لم يكن يوم الخامس عشر من شباط، عام 2020، يوما عاديا في حياة الجالية الكلدانية في السويد وربما في حياة الكلدان في العالم.

فقد تقاطر عشرات الشمامسة والشماسات من أصقاع السويد الشاسعة الى مدينة لينشوبنك السويدية، المشهورة بصناعاتها العسكرية وجامعتها العريقة، كي يبحثوا مع أسقف كلداني شاب طموح سبل الحفاظ على لغة وتراث وطقس وهوية شعبهم وكنيستهم.

والابتسامة لا تفارق وجهه، استقبل المطران سعد سيروب شمامسته بمحبة فائقة وتواضع جم وهو ينتقل من مجموعة الى أخرى ويحيي الكل ويقبل ويحضن كل من يلتقي به.

ابتدأ الاجتماع العام للكهنة والشمامسة الكلدان بتناول فطور بسيط، عقبه محاضرة للقس بول ربان، تلتها فترة استراحة وغداء، وعقبتها فسحة وسيعة طرح فيها الشمامسة همومهم ومشاكلهم وأختتم اللقاء بصلاة الرمش حسب الطقس الكلداني والتي لم أحضر شخصيا مثيلا لها إلا في بغداد في العهد الزاهر للمرحوم البطريرك شيخو في كنيسة أم الأحزان وفي عهد البطريرك المرحوم بيداويذ في كنيسة أم المعونة أيضا في بغداد وقبلهما عندما كنت شابا يافعا في كنيسة المسكينّة في الموصل في مستهل السبعينيات من القرن المنصرم.

*****
وهذا اول اجتماع من نوعه في السويد وأوروبا تجتمع فيه نخبة من الكلدان وتدرس بجدية وعلمية ورصانة الوضع الراهن وتحاول اتخاذ بعض المقررات لكيفية المحافظة على اللغة والتراث والطقس والثقافة والفنون الكنسية الكلدانية في بلد تجتاحه الحداثة ويقبع في أعلى سلم الرقي والتمدن والحضارة والعلمانية.

بطبيعة الحال، وكما أشار القس بول ربان في محاضرته، نحن نبتعد عن الصواب في إطلاق توصيف "الشمامسة" على الحاضرين، لأن درجة الشماسية هي التي يرتقي إليها الشماس الإنجيلي فحسب في كنيسة المشرق الكلدانية الكاثوليكية ولم يكن بين الحاضرين أي شماس يحمل هذه الدرجة.

وأسهب القس ربان في شرحه لتاريخ الشماسية في كنيستنا المجيدة حتى العصر الحالي، الذي فيه أطلقت صفة "الشماس" على كل من يخدم الكنيسة قراءة وتلاوة عند تأدية الخدمة والصلوات والقداديس.

وشرح للحاضرين الريازة في كنيسة المشرق الكلدانية ودور المذبح والريازة الخاصة به ܩܲܢܟܹܐ والترتيلة او التراتيل الخاصة بهذه الخانة في ليتورجيتنا المشرقية الكلدانية.

وعرج على دور المنبر ܒܹܝܡ في الريازة والطقس وما يتبعه من تراتيل وصلوات. والقس ربان يعد واحدا من الكلدان القلائل الذين لهم إلمام كبير وتمكن كبير في لغتنا وأداء الخانات والمقامات والتراتيل الكلدانية؛ وجرى التطرق على هامش الاجتماع حول كيفية الاستفادة من خبرته وما يختزنه من معارف وحفظها من الضياع.

*****

وكانت الفقرة الأخيرة قبل صلاة الرمش بمثابة ندوة أو ورشة، فتح فيها الشمامسة قلوبهم أمام أسقفهم. لن تكفي سطور هذا المقال لإلقاء الضوء على ما جرى في هذه الندوة المهمة، ولكنني سأختصرها بسبع نقاط وأتبعها أحيانا بموقف علمي أكاديمي يمثل وجهة نظري:

أولا، لقد أثلج الأسقف قلوب الحاضرين عند تأكيده ان مسألة الحفاظ على اللغة التراث والطقس الكلداني، الذي يعكس الممارسة الإنجيلية ويعد بحق تعليما مسيحيا قد لا يفوقه أي تعليم اخر، صارت اليوم مهمة كل أسقف في الكنيسة الكلدانية الى أصغر شماس لا بل كل كلداني منتم لهذه الكنيسة المقدسة المجيدة.

ثانيا، حث الأسقف على تعليم اللغة والطقس والتراث الكنسي الكلداني وتدريسه لا سيما للشباب والجيل الثاني الذي يبدو حتى الآن عازفا عن التواصل مع الكنيسة ومتجنبا كل ما له صلة بلغته وتراثه وثقافته وهويته وفنونه الكنسية.

ثالثا، جرى نقاش مطول حول دور اللغة العربية والسويدية. لن أخوص في تفاصيل النقاش، بيد أنني أقول إن التشبث بالعربية او التحول الى السويدية سيعيدنا الى نقطة الصفر أي القعر او الحضيض الذي وصلناه بسبب الحملة او الهجمة التي شنها البعض في بداية الثمانينيات وفتحوا الأبواب على مصراعيها لتعريب الكنيسة ولغتها وتراثها وطقوسها وفنونها وريازتها. الخسارة كانت عظيمة ومؤلمة وأمل الا تتكرر ونحن في المهاجر. نعم هناك كلدان في صفوفنا قدموا من سوريا او تركيا وهم قد نسوا لغتهم وطقوسهم او غادروها لأسباب كثيرة. إن كانت المسألة تتعلق بالمتابعة واستيعاب الطقوس، فإن ذلك يسير جدا في عالمنا الرقمي اليوم وفي إمكان الكلدان المتضلعين تقديم حلول ناجعة والحفاظ على جواهر لغتنا وتراثنا وطقوسنا وفنونا وريازتنا الكنسية. والتحول الى السويدية خطر كبير قد يأتي على كل شيء. أولا، لن يكون هناك تواصل في المستقبل القريب بين الكلدان في السويد او أي بلد أخر. ثانيا، الكلدان كاثوليك وتحويل الطقس الى السويدية أخطر من التعريب الذي جرى في بداية الثمانينات في العراق، لأن أي عاقل لن يفضل تراتيل وطقوس مترجمة او مؤلفة حديثا على ما لدى الكنيسة اللاتينية السويدية الكاثوليكية. لماذا يذهب احفادنا الى كنيسة كلدانية جرى تعريبها او جرى تحويلها الى السويدية وهناك كنيسة كاثوليكية سويدية تنشد فيها روائع موزارت وبيتهوفن وشوبرت وغيرهم من عمالقة الموسيقى الغربية وهي منظمة طقسيا بشكل منقطع النظير؟ التحول الى العربية او السويدية على أي مستوى أراه انتحارا للتراث واللغة والثقافة والهوية الكلدانية للمؤسسة الكنسية وشعبها أيضا.

رابعا، جرى التطرق الى الحاضر والمستقبل. في الحقيقة الاجتماع هذا ادخل البهجة في قلبي، ولكن مع البهجة غامرني الحزن واليأس والخوف على المستقبل ليس البعيد بل القريب. أولا، كل الحاضرين هم من الجيل الأول، اي الذين قدموا الى السويد في العقود الثلاثة الماضية. هذا يعني أن الحاضرين من الجيل الأول فحسب. وهذا يعني أن المؤسسة الكنسية فشلت فشلا ذريعا في كسب الجيل الثاني وضمه الى صفوف الخدمة الكنسية. وهذا يعني أن الكهنة الكلدان الذين كانوا قبل هجمة التعريب في مستهل الثمانينيات من القرن المنصرم بمثابة مدارس متنقلة، لم يعد يمارسوا هذا الدور المهم.

خامسا، اتخذ المجتمعون مع أسقفهم الشاب قرارات مهمة ومنها التدريب وتعليم وتدريس اللغة والتراث والطقس الكلداني. امل الا نقع في فخ المؤتمرات الكلدانية العديدة التي نتخذ فيها قرارات تصل أحيانا حدّ القسم باسم الله والإنجيل وأمام المذبح والصليب ومن ثم وكأن شيئا لم يكن. أمل أن يهب الكل لهذه المهمة وأمل أن تلتزم كل خورنة لديها كاهن في تنشئة في اقل تقدير خمسة شمامسة او شماسات متضلعات بلغتنا وتراثنا وطقسنا وريازتنا وفنونا الكنسية في السنة الواحدة.

سادسا، آن الأوان ان تقوم المؤسسة الكنسية المتمثلة بالرئاسة والأساقفة برعاية واحتضان الكلدان المتضلعين بلغتهم وتراثهم وطقوسهم وفنونهم وريازتهم الكنسية وتقديمهم ومشاركتهم أداء الخدمة حسب طقسنا الكلداني المجيد. لا يجوز ان يغادر المثقفون الكلدان باحات كنائسهم بحثا عن نوافذ او أماكن أخرى حيث نرى هروبا صوب الفضاء الافتراضي مثلا بعد أن ضاق بهم فضائهم الكنسي. اليوم ترى من هم عمدة لغتنا وطقسنا وتراثنا ولغتنا وفنونا الكنسية وهم يؤدون دورهم في مواقع التواصل الاجتماعي، او ضمن مجموعات قد يبلغ اتباعها المئات وهم يلتقون في منصات مثل الفايبر او الواتس أب او الفايسبوك وغيره وهم ينشدون لكنيستهم المجيدة. أليس من الأولى ان تحضنهم وتحتضنهم رئاستها أولا وتقدمهم وترعاهم وتفتح باحات الكنائس لهم وبعدها الأساقفة؟ هذا ما تعهد لنا به أسقفنا الشاب في اول اجتماع من نوعه في أوروبا، وأنا على يقين أنه سيكون عند عهده.

سابعا، أمل إنشاء فرقة كلدانية كنسية على مستوى السويد وأوروبا نجمع فيها المواهب الكلدانية من موسيقيين ومنشدين لأداء الطقس الكلداني. وكذلك أمل أن يتم إنشاء موقع كلداني خاص باللغة والطقس والتراث الكلداني يكون بمثابة مركز تبوب فيه كل النشاطات الحالية وهي كثيرة ولكنها متشتتة. نحن في حاجة الى لجنة طقسية يديرها متضلعون بطقسنا وتراثنا ولغتنا على مستوى الكلدان في العالم. نحن مشتتون. أنظر على سبيل المثال وليس الحصر هناك موقع الشماس القدير النوفلي، وهناك موقع الشماس القدير غانم، والقس فادي ليون له أناشيده، والموسيقار رائد جورج له أناشيده، وليون برخو له أناشيد، وشمعون كوسا، والمطران أفرام بدي، والقس فارس توما، والقس يوحنا جولاغ، والشماس جورج وغيرهم كثير ... وكلنا نعيش عالما افتراضيا. الأساقفة من الأولى أن يحتضنوا هذه الكوكبة ويعيدوها الى باحات الكنائس. وما أحوجنا الى كورال رسولي (بطريركي) كلداني يكون بمثابة قائد الأوركسترا لكل الفرق الإنشادية الكنسية الكلدانية في العالم ويكون أكثر حرصا من كلها في التشبث بلغتنا وطقوسنا وتراثنا وفنونا وريازتنا الكنسية.

*****
وأخيرا، اختتم اللقاء بصلاة الرمش للسابوع السابع والثامن للدنح، وهو السابوع المزدوج الذي يسبق هذه السنة مقدم الصوم الكبير. كان رمشا مهيبا، مع أسقف أدى دوره بإتقان منقطع النظير لحنا ولفظا وأداء وشمامسة وشماسات أغلبهم متضلعون بلغتهم وطقسهم النبوي. مضى لي ستة عقود وانا في أحضان هذه الكنيسة المجيدة ومنذ نعومة أظفاري ولم أحضر صلاة رمش ليوم الأحد بهذه الأبهة والبهجة والأداء الرائع من الكل، ابتداء من الأسقف والكهنة وكل الحاضرين، إلا في العهد المجيد للمرحوم البطريرك شيخو. لأول مرة شعرت وكأنني أعيش الأيام الذهبية لكنيستي الكلدانية المجيدة. صلاة الرمش والصباح وكل الفقرات الأخرى من طقسنا البهي لا مثيل لها بمعانيها، بشعرها، بلغتها، بتعليمها، بألحانها، بموسيقاها. شكرا للأسقف الكلداني الشاب المليء حبا وأملا؛ وزادنا أملا عندما قال إنه يكاد يجزم إن الكل من الرئاسة والأساقفة والكهنة مصممون على الحفاظ على لغتنا وتراثنا وطقسنا وسيكلفون أنفسهم وسعها للحفاظ على هذا التراث الفريد من الضياع. أملنا أن نرى ذلك على أرض الواقع.

*****


ملاحظة: أرجو من الأخوة الذين حضروا هذا اللقاء المهيب تنزيل الصور التي التقطوها وعلى الخصوص مقاطع من صلاة الرمش حسب الطقس المشرقي للكنيسة الكلدانية كي يأخذ المقال مداه.


460

الأخ وليد حنا بيداويد المحترم

تحية طيبة،

أحيي فيك غيرتك على كنيستك الكلدانية المجيدة والتي سبقك إلهيا مؤلف الكتاب "لماذا لم أصبح أسقفا؟" الذي صار بمثابة إدانة وتعنيف واستنكار واضح وموثق لأسواء سبع سنين عجاف مرت فيها مؤسسة الكنيسة الكلدانية في تاريخها المعاصر.

والكتاب هذا يجب أن يتخذه كل كلداني غيور على كنيسته وثقافته وطقوسه ولغته وفنونه عنوانا ومطلبا للتغيير الفوري وقبل فوات الأوان.

في السنين العجاف السبع الأخيرة حلت الفوضى في مؤسسة الكنيسة الكلدانية حيث اعتاد الجالس سعيدا على تصدير الوهم من خلال شعارات براقة وتصريحات لمّاعة، فارغة التي تخالف الواقع وتهدم ما تام بناؤه باعتماد أساليب "الفهلوة" ولي الذراع والضيق بأبسط انتقاد والرد على المنتقدين بسخرية وفوقية لا تحمل من العلم والمنطق والتجربة والحب لهذه المؤسسة المجيدة حبة خردل.

وأكثر شعار براق فيه من الوهم الكثير هو "التركة الثقيلة" التي فيها يلقي لائمة الفوضى العارمة التي حلت بمؤسسة الكنيسة الكلدانية على من سبقه من بطاركة، والعكس صحيح لأن الفوضى لم تضرب كنيستنا إلا من خلال ما دشنه من حملة لهدم التراث ومخالفة أي تعليمات وقوانين لأسباب يوضحها مؤلف الكتاب ويوثقها بالتفصيل.

على العكس، وكما يوضح الكتاب، هو الذي جلب معه "التركة الثقيلة" التي خلفتها مواقفه وسياسته عندما كان كاهنا وأسقفا (وهذا موثق بالكتاب بالأدلة والبراهين الدامغة) وصارت تركته الثقيلة عبئا علينا وعلى كنيستنا وليس ما قام به البطاركة الأجلاء من الذين سبقوه. فعليه أولا رفع تركته الثقيلة قبل أن يعالج "التركة الثقيلة" للأخرين.

وشعار أخر من شعاراته وتصريحاته وبياناته الفارغة التي غايتها الوهم هو "التأوين."  أنظر كيف أفرغ ويفرغ هذا المفهوم الجميل من محتواه لتصدير الوهم وتطبيق سياسات تضرب التراث في الصميم.
 
التأوين كمفهوم فكري وممارسة ثقافية معناه الصيرورة من جديد ضمن الإطار الثقافي واللغوي ذاته. مثلا، عندما عصرن الكرد والعرب والفرس والألمان والفرنسيون والسويديون وغيرهم من الشعوب ثقافتهم ولغتهم وطقوسهم بقوا ضمن إطار لغتهم وثقافتهم ولكن منحوها هي ذاتها حلة جديدة (صيرورة جديدة) وابقوا على جواهرها.

قارن بين المفهوم العلمي والنظري والتطبيقي للتأوين وكما مارسته وتمارسه كل الأمم والمؤسسات الحية وبين الوهم الذي يصدره صاحب التأوين إلينا.

أنظر كيف يشوه المفهوم الفكري والثقافي والتراثي والفلسفي هذا لأن بالنسبة إليه التأوين هو إلغاء الثقافة والتراث والليتورجيا بلغتها وفرض ما يكتبه هو او يترجمه او يجلبه من هنا وهناك وهو محتوى هجين، سمج لا سياق فيه وبلغة ركيكة هزيلة غير لغتنا وهذا ما فعله ويفعله. 

وهذا المفهوم (مفهوم التأوين) مفهوم غريب وعجيب وغير مقبول على الإطلاق يتعارض وينتهك حتى قوانين الكنائس الشرقية الكاثوليكية التي ترى أن التأوين يجب ان يكون محدودا جدا وإن كانت هناك حاجة ملحة إليه فأنه يجب أن يقع ضمن صيرورة اللغة ذاتها والثقافة والليتورجيا ذاتها. ولكن متى التزم بالتعليمات او القوانين ...، وإن لم تصدق عزيزي القارئ إقراء الكتاب هذا.

نعم بالنسبة إليه، فإن التأوين معناه التعريب وإقحام نصوص وممارسات دخيلة وأجنبية وهجينة بالدرجة الأولى وكل يجلب ما يناسبه رغم ان الكلدان لهم لغة محكية ساحرة كتب فيها عمالقة والفوا فيها تراثا إنشاديا ونثريا بديعا ولكنه يلغي كل هذا ولا يكترث له.

إنك، يا أخي وليد،  اقتبست أهم ثلاث فقرات في الكتاب وأضعها مرة أخرى في أدناه لزيادة الفائدة، وأزيد عليها أن الجالس سعيدا عليه أولا وقبل كل شيء ان يعالج ويتعامل مع التركة الثقيلة التي تركتها وخلفتها سياساته ونشاطاته المناوئة لكل ما يمت لنا ككلدان ومؤسسة كنسية من خصوصية وثقافة وممارسة وإدارة وتعامل قبل أن يفكر "بالتركة الثقيلة" لأسلافه الذين لم نسمع يوما رفعهم لشعارات براقة غايتها الوهم وتصريحات وبيانات فارغة طنانة لا تنتهي غايتها حب الظهور او أنهم أقحموا نصوصا هزيلة دخيلة ركيكة سمجة وبلغة غير لغتنا في طقوسنا او غيروها حسب نزواتهم وأهوائهم وجلبوا الدخيل والأجنبي محلها او تلاعبوا بريازتنا او غيره.

وأضع الاقتباس هنا كما أوردته حضرتك والذي لوحده يكفي أن يحفز الكلدان للنهوض وأساقفتهم لوضع حد للهوان والضعف والترهل والتركة الثقيلة جدا التي سببها الجالس سعيدا ليس في السنين العجاف السبع فحسب بل منذ مستهل الثمانينيات:



ان القاصي والداني من المؤمنين اتباع الكنيسة الكلدانية  الكاثوليكية يعرفون تمام المعرفة ان حالة كنيستنا قد ازدادت تدهورا وتعقيدا في زمن البطريرك ساكو ونحن نعيش في بداية القرن 21 بعد واسبابها عديدة،  وقد نبه اليها غبطته نفسه في خطابه الاول بعد تنصيبه بطريركا على كرسى بابل حين قال ((اني لست من السذاجة بحبث لا ارى اين نقف نحن وما هي التحديات والمخاطر، ولا اقبل ان اضع عصبا على عيوني لحجب رؤيتها.
مسؤؤليتي جسيمة والتركة ثقيلة، لكن املي بكم كبير لمواجهة العوائق بجراة و موضوعية ووضوح)).

اذا التركة ثقيلة، تلك التي ورثتموها من اسلافكم البطاركة المثلثي الرحمات، فنسالكم لماذا قبلتم بها وانتم المصرحون في مقابلتكم مع اذاعة اس بي اس الاسترالية  بتاريخ تشرين الثاني 2012 ان صحتكم لا تساعدكم على ذلك، وانكم  لا تفكرون في منصب البطريركية الكلدانية، كما جاء في ردكم لسؤال المذيع حول شخصية البطريرك المتوقع لخلافة البطريرك الحي انذاك الكاردينال مار عمانوئيل الثالث دلي. فما الذي حدث؟
 هل تحسنت صحتكم فجاءة بمعجزة ما؟ واحسستم انكم بمقدرة قادر مؤهلون لهذا المنصب وان مزاجكم البرتقالي شجعكم على قبول هذا المنصب المغري لتدخلوا التاريخ من اوسع ابوابهن بعد ان كان مغلقا عليكم في زمن اسلافكم  البطاركة الذين كانوا مطلعين وعارفين بنرجسيتكم؟ ماذا كانت الصفقات المغرية التي جعلتكم تقبلون بالمنصب البطريركي وانتم قائلين[(انا ليبي) (انا لا اقدر)] ما هو سر مديحكم للمطران ابراهيم ابراهيم عندما قلتم (انا لا انسى فضل المطران ابراهيم ابراهيم))؟ هم هو الذي انتخبكم لهذا المنصب الكبير والحساس؟ ام ان اجماع اعضاء السينودس ام كان من فعل الروح القدس؟؟ ....... يا حيف على الرخيصين!!
يضيف الكاتب الاب كمال وردا بيداويذ فيقول:-
انا اجزم ان الروح القدس والياته لم تكن حاضرة في اجتماعاتكم وانما الذي كان حاضرا وعمل عملته هي المصالح الشخصية لا غير والتي باتت مكشوفة للكل وصدت الجميع (لاتخافوا منى) لماذا يخاف الشعب منكم؟ هل تخاف الرعية من راعيها الاصيل؟ اليست الخراف تتبع راعيها لانها تعرف صوته؟( يوحنا 10-4) ام انكم (انت غير شكل)... او انت مختلف شكلا ومضمونا عن اسلافكم البطاركة  كما جاء في خطابكم  التنصيبي في بغداد وكنتم متيقنون ان الشعب يخافكم ويخاف من طروحاتكم ومن مزاجيتكم ونرجسيتكم ولانه على علم يقين بمواقفكم تجاه البطريركين المثلثي الرحمة بيداويذ ودلي.


461
الأخ وليد حنا بيداويد المحترم

تحية طيبة

شكرا لهذه السلسة من المقالات حول الكتاب الثمين هذا: "لماذا لم أصيح أسقفا." في رأي إنه أهم كتاب يؤرخ لفترة حرجة في التاريخ المعاصر لمؤسسة الكنيسة الكلدانية، وأنصح كل الكلدان بقراءته وأمل أن أراه على الإنترنت متوافرا للقراءة للجميع.

وانتهيت من قراءته قبل بضعة أيام وإن سمح لي الوقت سأكتب عرضا نقديا مفصلا عنه.

وأقول بعد قراءته، إن عددا محدودا من التعليقات السلبية التي ظهرت واطلعت عليها هنا وفي مواقع كلدانية معارضة للنهج والسياسات التي يتبعها الجالس سعديا في بغداد أكاد أجزم أن أصحابها لم تقرأ الكتاب وأظن أن صاحبها واحد ويظهر بأسماء مختلفة لأن محتواها وأسلوبها مشابه.

ولكل القراء الكرام أقول إن الكتاب الذي تتناوله حضرتك في هذه السلسلة والمعنون: "لماذا لم أصبح أسقفا" فيه القليل عن "لماذا لم أصبح أسقفا" والكثير من الإدانة والتهم الكبيرة المثبتة بالدليل القاطع ضد شخصية كان لها ولا يزال دور في تهميش التراث الكلداني لا بل هدمه وإلغائه واستبداله بالدخيل والهجين والغريب والسمج من النصوص.

يقدم الكتاب لنا بأسلوب شيق وأدلة ووثائق الدور التخريبي الذي قامت وتقوم به هذه الشخصية منذ أوائل الثمانينات وتبنيها سياسة الفوتوكوبي والكراريس ورميها لتراث كنيستنا المجيدة في سلة المهملات وإزالتها لريازتنا وتخريبها لكل نص يمت لنا ككلدان من صلة وله علاقة بتراثنا ولغتنا (هذا هو التأوين – الهدم -  الذي تبدي دهشتك من المصطلح الهجين هذا والذي لا أظن سيقبل به أي شعب او أي مؤسسة في الدنيا غيرنا نحن الكلدان).

وأنت تقرأ الكتاب وتعرج على الأدلة والوثائق والبراهين القاطعة تتعجب كيف سمحت لنفسها هذه الشخصية ان تلعب دور المخبر وتشكل علاقات قوية مع هنا وهناك وتبنيها للدسائس والمؤامرات التي مكنتها من إلغاء مقررات سنودس بأكمله ومن ثم وقوفها في وجه البطريرك في حينه والكل مستغرب ومتعجب كيف لرجل دين بدرجة كاهن ان يقوم بهكذا أمور.

وتقرأ كيف هذه الشخصية من خلال الدسائس والمؤامرات استطاعت إجبار بطريرك قد بلغ به العمر عتيا على الاستقالة بشكل مهين ومن ثم تراها بعد أسابيع وهي قد تربعت على عرشه.

وتستمر سلسلة الدسائس والمؤامرات حول الرهبان والكهنة "الهاربون والخارجون عن القانون" وحول الأساقفة المعارضين في حملة يشوبها الكثير من الحقد والبغضاء – هل تعلم لماذا، لأن ذات الأمور التي حاربها وأدانها ووضعها في خانة الخيانة والخروج عن القانون هي ذاتها اقترفها هو بعد أن حقق مأربه، أي أنه صار هو خارج عن القانون وهارب منه لأنه مكن عددا من الرهبان من الهرب من رهبانيتهم وتركها – والأسماء موجودة ومعروفة –

لا أريد الإطالة لأنني سأحاول كتابة عرض مفصل عن الكتاب الذي لا أظن هناك كلداني عرف مؤلفه يشك في نزاهته وأصالته وخدمته لكنيسته دون كلل وملل والكتاب يبرهن على مصداقيته لأن تقريبا كل فقرة فيه لها دليل وتوثيق محكم.

أكاد اجزم مرة أخرى لو صدر كتاب مثل هذا في صفوف أي شعب او أي مؤسسة تحترم نفسها لحزم أصحاب الشأن فيها أمرهم ووضعوا حدا لهذا السيل من المؤامرات والدسائس التي لا زالت على قدم وساق.

تاريخ الكلدان المعاصر فيه من الشجعان والمحبين لكنيستهم وشعبهم الذين يقولون الحق مهما كانت النتائج. وكتاب "لماذا لم أصبح أسقفا" يتوج هؤلاء الكلدان الشجعان لأنه يأتي في وقت يقوده شخص عندما كان كاهنا يوقف مقررات السنودس والبطاركة ويخالف كل التعليمات والقوانين الكنسية ولا يرف له جفن وعندما أصبح أسقفا أجبر بطريركا أخر على الاستقالة. فمن لا يخشاه وهو كاردينال والجالس سعيدا.

تحياتي

462
الأخ حنا وليد بيدوايد المحترم

تحية طيبة،

لم يكن بودي التعقيب كي لا يتم التركيز على ما أكتبه ويوضع جانبا ما أتيت به من نقاط غاية في الأهمية ونحن في مستهل سلسلة سيتابعها القراء بشغف. أقول ذلك لأن في الغالب ما أكتبه، حتى وإن كان تعقيبا عابرا او أحيانا مرادفات او عبارات هنا وهناك، يتهافت بعض الأخوة عليها جاعلين منها بيت القصيد؛ وهذا ما أثمنه حتى وإن كان نقدا لأن معناه انه مؤثر. أمل الا يحدث ذلك بعد هذا التعقيب وأن يبقى تركيزنا على مقالك والمقالات التي ستتبعه

وأبدأ باقتباس من مقالك المهم:


"اليوم نحن كأبناء الكنيسة الكلدانية امام منعطف خطير جدا وامام مسؤولية جسيمة بحاجة الى المكاشفة وجها لوجه وسيكون هؤلاء امام الامر الواقع بمغادرة مواقعهم قبل ان نطالب نحن ككنيسة مسيحية مغادرتهم كجيل قديم وعلى راسهم البطريرك شخصيا ونطالب بان تحل الوجوه الشابة الجديدة بدلا عنها التي لم تتورط تحويل الكنيسة الى اماكن للإقصاءات والتحالفات."

نعم، إننا في حاجة ماسة الى تغيير جذري ككلدان ومؤسسة كنسية لأن الوضع صار لا يطاق والفوضى عارمة في كل الاتجاهات الطقسية والثقافية واللغوية والإعلامية والإدارية والمالية وغيرها.

وأمل من الاخوة ومن المسؤولين وعلى الخصوص الجالس سعيدا أن يكف عن النظرة الدونية على منتقديه ومعارضيه. المعارضة الكلدانية لواقع الحال المرير والمزري الذي تمر فيه المؤسسة الكنسية في ازدياد وهناك فوضى في استراليا وعلى الخصوص في ملبورن وفوضى في أمريكا وفوضى كبيرة في أوروبا اما في العراق فحدث ولا حرج.

الإرث والميراث واللغة والتراث الكلداني لم تكن مهمشة كما هي الان وإن لم يتم إيقاف النزيف فإننا قد نخسر كل شيء، أي كل ما يمت لنا من ثقافة وميراث ولغة ككلدان لأن الهجمة على التراث كبيرة ومتعمدة وخطيرة.

والأمور الإدارية والتنظيمية في فلتان. الجالس سعيدا في واد والمؤسسة مثل السفينة التي فقدت قبطانها وتجري فيها الرياح كما تشأ.

والكلدان يتم كسبهم بالألاف من قبل الكنائس الأخرى ولا سيما الحرة منها الى درجة أن مؤسسة الكنيسة الكلدانية ربما لم تعد الأكثر عددا في العراق، والكثير من الكلدان القادمين من العراق وبلدان الجوار الى الغرب لم يعودا كلدان لأنهم قد انتموا الى كنائس أخرى.

لا أريد الاسترسال، ولكن لا يجوز ابدا الاستهانة بكتاب الأب كمال بيداويد. نحن لسنا امام شخصية عادية. هذا كاهن كلداني محب يشهد له تقريبا الكل بنزاهته وحبه لكنيسته وتراثها وطقوسها ولغتها ومساهمته الكبيرة في دعمها وتنشئة أجيال من الشمامسة والمتعلمين الذين بفضله تمسكوا بكلدانيتهم ثقافة وإرثا وتراثا وطقسا ونشهد له نحن محبيه منذ خدمته في كنيسة ام المعونة في بغداد.

هذا كاهن يختلف عن الذين رموا كتب تراثنا وطقسنا وحوذرتنا المقدسة في التنور وأحرقوها واليوم يحرقونها بتعريبها من ألفها الى يائها.

قرأت نتف من كتابه وطلبت نسخة منه، وأمل ان يصبح متوافرا للكل وذلك بتحميل نسخة إلكترونية رقمية منه على الشبكة الأخطبوطية (الإنترتنت) كي يقرأه كل الكلدان وكي يصبح الدافع الى إحداث تغيير شامل طال انتظاره.

أكرر وأقول آن الأوان كما تفضلت يا أخي بيداويد الى أن يغادر البعض مواقعهم من أعلى القمة ويتم تأسيس لجان أسقفية، واحدة للطقس وواحدة للإدارة وواحدة للمالية وإلا أننا سنكون امام كارثة كبيرة لو استمر الوضع على ما عليه.

فبالإضافة الى مغادرة الكلدان كنيستهم بأعداد كبيرة – بالمئات في عنكاوة فقط ولهم أربع كنائس جديدة – نلاحظ ت هجرة المثقفين الكلدان المتمسكين بكلدانيتهم بأعداد كبيرة صوب الواقع الافتراضي من وسائل التواصل الرقمية لأن لم يعد هناك اليوم من يهتم بالمثقفين الكلدان او يعير أية أهمية لهم والسبب معلوم وواضح ويقع على عاتق الذي يرى أن كل شيء وكل نص وكل لغة وأي طقس وأي ممارسة – طالما ليست كلدانية – مقبولة.

إن كانت هناك نية حسنة وحبة خردل من حب لمؤسسة الكنيسة الكلدانية وميراثها وتراثها ومستقبلها، لجلس المسؤول الأول والمباشر مع معارضيه وهم كثر وكلهم كلدان وسمع منهم وغير من سياساته ودشن عهدا جديدا تقوده لجان أسقفية تساندها كوكبة من المتعلمين والمثقفين والكلدان المتبحرين في لغتهم وطقوسهم وبينهم العلماء والفنانون والمتعلمون وأساتذة الجامعات.

استفيقوا أيها الكلان قبل فوات الأوان.

تحياتي

463
الأخ بولص آدم المحترم

تحية طيبة

شكرا للإضافة هذه التي أغنت الموضوع وجعلتني أنام قرير العين أن أرى هذا الكتاب الموسوعي مطبوعا باللغة الاتكليزية.

ولاحظت ان موقع عنكاوة.كوم قد حمّل نسخة من الكتاب في حلته قبل الطبع.

http://www.ankawa.com/saadi_book.pdf

أرجو من الموقع حذفها لأن هذا ينتهك حقوق الملكية والنشر مال لم يكن لهم رخصة خاصة بذلك وعليهم إبرازها وعكسه يجب رفع النسخة من الموقع.

لم ألحظ رابط للنسخة العربية او الكردية، وإن حصلت عليها أمل وضعها هنا للقراء لأن الكتاب مهم ومفيد للغاية، وموسوعي التوجه.

تحياتي




الأخ د. ليون برخو المحترم
تحية طيبة
 الكتاب بنسخته الانكليزية مطبوع وعثرت عليه على الرابط ادناه

https://www.unponteper.it/en/prodotto/books-documents-iraqi-minorities/

والكتاب مطبوع بالعربية والكوردية ايضا برعاية (UPP جسر الى الايطالية ) وشكرا

464

الأخ بولص آدم المحترم

تحية طيبة

أقوال مميزة لعلم من أعلام شعبنا وهو المرحوم الدكتور سعدي المالح. ما أحوجنا إليها.

وعلى ذكر المرحوم، بودي التطرق الى واحدة من مأثره، حيث بعد وفاته ترك مخطوطة مهمة للغاية لم يسعفه الحظ نشرها.

وكانت المخطوطة عبارة عن بحث أكاديمي رصين حول الأقليات في العراق – الإيزيديون والمندائيون (الصبة) والشبك.

وتم اختياري محررا للبحث هذا (وهو بمثابة كتاب)، حيث كان المرحوم قد ألفه باللغة الإنجليزية لصالح The Nando Peretti Foundation وهي مؤسسة عالمية توظف أساتذة وعلماء كبار للقيام بأبحاث في شؤون الأقليات.

ما اود قوله هو إنني لم استطع تغيير حرف واحد (رغم أن اختصاصي الأول هو علم اللغة) في المخطوطة الإنجليزية التي كان المرحوم قد كتبها.

اما المخطوطة العربية التي كانت ترجمة لصالح المؤسسة هذه فكان علي تقريبا إعادة كتابة اجزاء منها وإجراء تصحيحات كثيرة.

أذكر هذا عرافنا لأستاذنا الكبير والنجم في سماء ثقافتنا السريانية والذي ترك بصماته رغم قصر الفترة التي عمل فيها مديرا عاما لهذه الثقافة.

المخطوطة احتفظ بها لأهميتها وباللغتين العربية والإنجليزية، ولكن سؤالي هو هل جرى نشرهما ام سيبقيان مرميان على رف مكتبة المؤسسة التي كتب المرحوم بناء على طلب منها.

عنوان الكتاب:Books and documents heritage Of Iraqi minorities
كتب ووثائق وتراث الاقليات العراقية

سأكون شاكرا لو وصلني خبر مصير هذه المخطوطة المهمة للغاية لأنها تؤرخ لمرحلة مهمة في تاريخ هذه الأقليات بعد بحث واستقصاء لكل صفحة عنهم في الفهارس المتوافرة في الأديرة والمكتبات والخزائن في العراق وخارجه.

إنه عمل موسوعي حقا.

تحياتي


465
الأخ بولص آدم المحترم

تحية طيبة

وعيد ميلاد مجيد وسنة جديدة مباركة

كل مرة أقول سأقفل النقاش من جانبي في هذه الصفحة لأنها أخذت مداها وأكثر، وإذا بك تطرق بابها مقدما فكرة جديرة بالمناقشة متكئا على ما تختزنه من معرفة عن التاريخ والأدب وتطور الفكر الإنساني.

وطرقك هذه المرة كان قويا أمل أن يوقظ النائمين لأنك تقارن بين ما يحدثه الشجعان في بني قومهم من تغيير صوب الأحسن، وما يرافق التأخر والتقهقر الذي تسببه المواقف الضعيفة.

والشجاعة تستدعي اول ما تستدعي رفع الغطاء عن الواقع الاجتماع الخاص بنا، أي أن نرفع الخشبة من أعيننا كي نرى أنفسنا أولا لنصحح المسار ومن ثم نستطيع رؤية الأخر وتشجيعه على تصحيح مساره.

الموقف الضعيف هو الذي يضعف أمام الدخيل والأجنبي، كأن يقول إن الكنائس "الطقسية" التي ننتمي كلنا إليها – وكما قلت المصطلح خاطئ أساسا – كنائس غير متنورة وضعيفة، بينما الكنائس الدخيلة والأجنبية "غير الطقسية" كنائس متنورة.

بمعنى، ننزع الشجاعة عن أنفسنا ونوصمها بالضعف، ونمنح الشجاعة للدخيل والأجنبي.

ونشرح أكثر ونقول نمنح الدخيل منزلة رفيعة حتى في قراءته للنصوص التي نراها مقدسة مثلا، ونقول إن قراءتنا ككنائس رسولية ضعيفة وقراءة الدخيل والأجنبي متنورة.

وهذا تنظير وتأطير للطائفية التي ترى في تفسير محدد للنص "الأزلي" لطائفة محددة أسمى وأرفع شأنا من التفسير المحدد للنص "الأزلي" حتى للطائفة التي ننتمي إليها.

هذا هو التأطير النظري الأكاديمي للطائفية، وله شقان. الشق الأول، أن أرى أن تفسيري او قراءتي للنص "الأزلي" (المقدس) أرفع شأنا من تفسيرك وقراءتك، وعليه من حقي أن أفرض عليك (proselytize) تفسيري، وإن لم تقبل به سأجبرك على ذلك الى درجة اللجوء الى العنف او أبقى أنظر إليك وكأنك زاغ عن الطريق السليم. والعنف فكري وثقافي قبل أن يكون جسدي. والعنف الثقافي أشد قسوة من العنف الجسدي.

وعلى طوال تاريخ المسيحية المشرقية، كان التفسير الغربي والقراءة الغربية للنص "الأزلي" أرفع شأنا وسموا في نظر أصحابه من القراءة المشرقية، ولهذا كان المشرقيون من المسيحيين هدفا للاضطهاد أولا من قبل الذين عاشوا في كنفهم من المسلمين وثانيا من المبشرين الغربيين الذين كما وضحت يرون القراءة المشرقية قراءة هرطوقية ومن هنا الحملات التبشيرية العنيفة بأشكالها المختلفة ثقافيا وغيره، وهي جارية الى حد يومنا هذا.

الضعف يرى في هذا تنويرا، والشجاعة ترى فيه بهتانا وانتهاكا لأبسط حقوق الإنسان وليس روح المسرة والبشارة فحسب.

ومن هذا المنطلق، نلاحظ اليوم سيلا من الكتب والأبحاث والمقالات حول الحرب في صربيا، وكيف جرى الاتفاق بين واشنطن ولندن وباريس ومعهم الفاتيكان (دولة الفاتيكان) على محاربة الصرب الأرثدوكس والوقوف مع المسلمين من البوسنيين.

ونرى كيف أغمض كل هؤلاء عيونهم لا بل ساعدوا في استقدام الاف والاف الجهاديين من الشرق الأوسط ودول الخليج حصرا ومعهم الالاف من الحرس الثوري الإيراني وأفواج من حزب الله لمقاتلة الصرب الأرثدوكس حتى تحقيق الغاية وهي تأسيس دولة كرواتية كاثوليكية ودولة بوسنية مسلمة ومن ثم تشظية يوغسلافيا وتحجيم الصرب.

ظهرت هذه الحقائق للعيان لأن هؤلاء الجهاديين الذين استقدمتهم هذه الدول لمحاربة الصرب بقوا في البوسنة وبنوا لهم مدن وقصبات وصار هؤلاء هم الذين يعبئون الجهاديين في البلقان ودول الاتحاد السوفيتي السابق حتى الصين وإرسالهم الى الشرق الأوسط وغيره من الدول.

هناك سيل من المقالات في الصحافة العالمية حاليا حول كيف ولماذا سمحت وساهمت الدول التي كانت وقفت ضد صربيا على جلب كل هؤلاء الجهاديين ومعهم الالاف من الحرس الثوري الإيراني وأفواج من حزب الله الى أوروبا (البلقان) لمحارية الصرب، وصاروا اليوم شوكة لا يستطيعون اقتلاعها؟ الجواب ... العلم عند الله.

والشجاعة هي البقاء ضمن سياق الموضوع والنقاط المثارة، والضعف هو تجنب السياق والنقاط المثارة وإخراج الموضوع عن سياقه والولوج في مهاجمة الشخص او الإساءة إليه.

وأكتفي بهذا القدر منتظرا أن تطرق بابنا مرة أخرى.

وختاما، أنا سعيد أن أرى أنك عدلت عن قرارك بمغادرة الموقع، وأمل أنني مصيب في ظني هذا.

تحياتي


الأخ د.ليون برخو المحترم
تحية طيبة
في البدء، عيد ميلاد سعيد وسنة ميلادية جديدة مجيدة
الشجعان هم وحدهم من يصنع التاريخ، الخائفون لم يكونوا يوما ما قدوة، الشجاع قدوة ليس فقط لبني قومه بل هو مُلهم لكل البشر، الضعف يعني التدهور والكيان الضعيف عرضة لكل الفيروسات  ولذلك ، المسيحية في الشرق، انتهت كوجود فعال، ومسيحيي المشرق في دول الشتات، يجلسون ويتذكرون ان يوما ما كان لهم بيوتا في الوطن، الأسباب معروفة، ولكن خوف القدوات يعني نخر الداخل المسيحي واستسلامه وهزيمته وهو الذي الحق له والتضحية والتفاني والشهادة كانت عنوانه الذي تحت توهجه بقي الفي عام كشجرة لم تقلعها العواصف وشكرا
بولص آدم

466
الأخ العزيز هاني مانوئيل المحترم

تحية طيبة

عيد ميلاد مجيد وكل عام وأنتم بألف خير.

أنا معك. أظن أنني ربما أخلفت وعدي معكم وذلك بتأخري في الانتقال الى رائعة أخرى من روائع كنيستنا المشرقية المجيدة. وأعدك أنها في الطريق.

نعم أن المقال السابق حول رائعة كنيستنا المشرقية المجيدة عبر كل التوقعات وحصد ما لم يحصده أي مقال في هذا المنبر من الأصوات والزيارات وفي فترة وجيزة.

هذه هي الظاهرة، ظاهرة كنيستنا المشرقية المجيدة، وليس ليون برخو، لأنني لست ظاهرة كما يقول بعض الأخوة.

اما الاخوة "المسيئون" وهم كما قلت وأكرر ربما بعدد أصابع اليد الواحدة او أقل، فلهم أقول أيضا أنكم أحبائي وعيد ميلاد مبروك عليكم وفيكم أرى الإله المتجسد ولا أدينكم على أي شيء ومن أنا كي أدين أي إنسان على وجه الأرض.

وأحيانا تذهبون بعيدا وتجعلون مني "العشار" او ربما "الزانية،" فقط لأنني أختلف معكم في التوجه، لأنني أرى الدنيا من خلال قراءتي الخاصة كمسيحي مشرقي، وكلنا ننسى أن للعشار والزانية مكانة اليوم في ملكوت السماء والذين تبجحوا بتدينهم اللفظي لم يستسيغ الله حتى صلاتهم.   

وحتى وإن كنت على خطيئة مثلا او عشارا او مهما كان فأنا إنسان. أقول لهم إنكم تخفقون لأنكم تخفقون في مخاطبة لأخر المختلف عنكم من خلال الكياسة وأخلاق المخاطبة التي فيها تحاولون إهانة الأخر بدلا من مناقشة الآراء التي في المقال او في التعقيبات، وبهذا تزيدون من مقام الذي تنتقدونه او تحاولون الإساءة إليه.

كنت أتمنى من هؤلاء الأخوة أن يناقشوا النقاط المحددة التي أثرتها في هذه الصفحة. لم ولن يفعلوا ذلك ويركزون على الشخصنة وتكرار ذات الخطاب والتعليق في كل مرة تقريبا، رغم أنني أجبت على تساؤلاتهم في أكثر من مناسبة.

أنا ممتن لهم وسعيد بتعقيباتهم "المسيئة" لأنها تعكس عليهم سلبا ومع الأسف، وتزيد من صلابة موقفي وتأثير توجهاتي وأفكاري وطريقة طرحي للمواضيع ومساحة القراءة لما أكتبه التي صار تأثيرها محسوسا، حسب ظني، في صفوف شعبنا.

تحياتي



الأستاذ الدكتور ليون برخو المحترم

بمناسبة حلول عيد ميلاد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح وراس السنة الجديدة اتقدم اليكم والى العائلة الكريمة بأسمى آيات التهاني والتبريكات .
كنت قد سبق ووعدت القراء بالمزيد عن كنوز كنيستنا المشرقية العظيمة وتذكر بأن عدد زيارات القراء لمقالك السابق قد فاق التوقعات وبلغ أكثر من سبعين ألفا وهو رقم لم يبلغه أحد في أي موقع من المواقع .
لذلك أتمنى عليك أن تتحفنا برائعة أخرى من روائع هذا الكنز الثري بدل الانشغال بالرد على المسيئين الذين يشخصنون الأمور والذين لا يجيدون سوى إلقاء التهم جزافا وإطلاق الشتائم والكلام الرخيص..
وشكرا لك مسبقا ..


467
الاخوة شلاما، وقشو ابرهيم ومتي آسو المحترمين ومعهم الأخوة القراء والمعقبين، السلام معكم وعيد ميلاد مجيد وسنة جديدة مباركة

فقط بودي توضيح نقطة واحدة هي في صلب المقال وتخص التبشير الإنجيلي او المد الإنجيلي، حسب توصيف البطاركة المشرقيين.

شخصيا أقف على مسافة واحدة من الكنائس وفي يوم الثلاثاء، ليلة العيد سأشارك في أداء تراتيل عيد الميلاد في كنيسة إنجيلية سويدية، منشدا من تراث كنيستنا المشرقية المجيدة.

السؤال المليون هو، لماذا حصر التبشير في مصر وسوريا وفلسطين والأردن والعراق ولبنان في صفوف المسيحيين المشرقيين حصرا؟

وسؤال المليون هو، هل المسيحيين المشرقيين في حاجة الى تشتت وفرقة من خلال إنشاء كنائس جديدة (حوالي عشر كنائس إنجيلية جديدة في العراق في العقدين الأخيرين كل أعضائها من المسيحيين وأغلبهم كلدان، حسب ظني)؟

وسؤال المليون، لماذا لا تبشرون في صفوف المسلمين في أمريكا حيث الإسلام في طريقه ان يصبح الديانة الثانية هناك، او في فرنسا او في إنكلترا او السويد، او غيرها حيث النسبة أكثر بكثير جدا؟

وسؤال المليون، لماذا الهمجة التبشيرية الغربية في الشرق الأوسط تقع حصرا بين صفوف المسيحيين المشرقيين؟

وسؤال المليون، لماذا تقوم الكنائس الغربية بشن حملات تبشيرية في صفوف المسيحيين المشرقيين، وهذا جار منذ أواخر القرن الحادي عشر عندما توجهت الحملات الصليبية صوب القسطنطينية والأرثدوكس ووقع ما وقع وأثاره شاخصة لحد اليوم؟

تبشير المسيحي في صفوف المسيحيين خطأ فادح من أي أتى ومؤسسة الكنسية الكاثوليكية شعرت اليوم (طبعا بعد فوات الأوان) بالخطأ الفادح الذي اقترفته بشن حملات تبشيرية عنيفة في صفوف المسيحيين في الشرق وعلى الخصوص في الكنائس الأرثدوكسية وكنيسة المشرق، واعتذرت عن ذلك.

البابا فرنسيس يدين هذا النوع من التبشير أشد إدانة اليوم ولكنه لا يشخص الذي يقوم به لأن منصبه سياسي أيضا وسيدخله في باب المناكفة مع أمريكا التي ربما لن تتورع أن تضعه على قائمة العقوبات. وكان لبعض بطاركة المشرق أقوال إدانة في الإعلام، ولكن سرعان ما تم إسكاتهم وبلعوا لسانهم خشية من السطوة والقوة والهيمنة التي تقف خلف هذه الحملات.

وكما قال البابا فرنسيس ما يحدث من تبشير في صفوف المسيحيين لا علاقة مع بالإنجيل ابدا وسماه proselytizing  أي مثل الكسب الحزبي الذي تتبناه بعض الأحزاب ومنها الأحزاب الشمولية.

الطوائف المسيحية التي تقول إنها أكثر تنويرا من الأخرى وتقوم بالتبشير proselytizing  معناه أنها لا تعترف بالأخرى، أي تهرطقها وتكفرها، هنا لا فرق بينها وبين الفرق التكفيرية الأخرى؟

وإن كانت كنيسة "طقسية" – بالطبع هذا مصطلح غير صحيح والصحيح هو رسولية، أي أسسها احد الرسل  - فإن الكنيسة الكاثوليكية "طقسية" ومعها الكنيسة الأرثدوكسية هي "طقسية" أيضا، فهل أن الفرق الإنجيلية أكثر تنويرا من هذه الكنائس لأنها ليست "طقسية" وعليه استنادا الى ما تملكه من مال وجاه وسطوة وخلفها قوة أمريكا الدولة الأعظم في العالم يحق لها "تنوير" أي تنصير المسيحيين الأخرين؟

المسيحية الأن بصورة عامة مشتتة وخائفة من بعضها البعض بسبب المد التبشيري هذا، الذي حدث في شكل عنيف في أواخر القرن الحادي عشر وفي السابع عشر في كنيسة المشرق حصرا وبعده وهو يحدث اليوم بشكل أخر ولكن الغاية والهدف والنتيجة واحدة.

أتركوا المسيحيين المشرقيين وبشروا في صفوف غير المسيحيين أولا في الغرب حيث هناك خطر كبير على المسيحية للزيادة الكبيرة في صفوف الملحدين (حوالي 70 في المائة في أغلب الدول) وتصاعد نسبة المسلمين حيث صاروا يشكلون الديانة الثانية في كثير من هذه الدول.

كما قلت، وهذا ينطبق على الكنائس المشرقية الأخرى، هل الأقباط بحاجة الى التبشير بشكل proselytizing وتشتيتهم من خلال إنشاء بطريركيات جديدة وكنائس جديدة في صفوفهم ام الى الدعم للثبات والحفاظ على مرقسيىة تبشيرهم الرسولي وتقليدهم وطقوسهم؟ نعم يحق لبابا الأقباط أن يقول إن المد التبشيري الغربي في صفوف أتباعه أخطر على كنيسته من التطرف الإسلامي، وهذا ما سمعته وأسمعه بأذني من البطاركة والأحبار المشرقيين خلال تجوالي في الشرق الأوسط.

وأيامكم سعيدة مرة أخرى، متمنيا للكل عيدا مجيدا وسنة مباركة.


468

الأخ بولص آدم المحترم

تحية طيبة

وإذ أتمنى لك ورواد الموقع الكرام عيد ميلاد مجيد وسنة جديدة مباركة، أعبر عن حزني لتترك المنبر مع أنني أحترم قرارك الشخصي.

ولأن لم تفصح عن الأسباب – وهذا أيضا قرار شخصي يجب احترامه – أرى من الواجب أن أقدم لك الشكر للحوار الذي جرى بيننا وعلى الخصوص عن "تفاهة الشر" والنظريات الأخرى التي أتت بها الفيلسوفة حنا أرندت.

وكان الحوار مناسبة أن نتطرق الى مفكرين أخرين الذين لهم مساهمة مباشرة في تشكيل وتكوين العالم الغربي المعاصر وما يتبعه ذلك من تأثير على مستوى العالم وفي مقدمتهم يأتي كارل ماركس وكوكبة من الفلاسفة الماركسيين المحدثين من مدرسة فرانكفورت الى الإيطالي غرمسي ومعهم هابرماس.

إن كان سبب خروجك – وهذا ظن مني وأمل الا يكون اثم – عدم استساغتنا للفلسفة بأبعادها العميقة، فأظن أيضا اننا نذهب بعيدا لأن هذا منتدى شعبي يدلو فيه بدلوه كائن من كان وكل من هب ودب وإن جلسنا في هذا المقهى الشعبي علينا تحمل دردشته مهما كان مسارها او عدم ارتيادها كما فعلت حضرتك.

وأختم وأقول، انني من خلال تواجدي في هذا المنتدى، لم أناقش محاورا فيه له المام عميق بالفلسفة الحديثة مثل حضرتك، حيث كنت تستند في حوارك الى قراءة معمقة لما كتبه الفلاسفة الذين ذكرتهم وليس على الموسوعات (المقاهي) الشعبية.

وإن كان مرادك إدخال الفلسفة الى المقهى الشعبي، هذا أمر لا يجدي نفعا ولا مكان له في أندية مثل هذه. هذه أندية شعبية وعلينا ان نتحملها بمضارها ومنافعها.

وأمل الا تكون قد نسيت ان الفكرة التي لا تجعل الأخر ان يقوم بردة فعل حتى وإن تكون سليبة وجارحة فكرة تولد ميتة. الفكر الذي يجلب المديح او يطلب من الأخر الا ينتقد وإلا ... فكر فاشل. الفكر الذي يجلب النقد هو فكر حي ومؤثر.

سأفتقدك ومعك كل الذين غادروا او في طريقهم الى المغادرة

تحياتي


469
الأخ عبد الاحد سليمان بولص المحترم

تحية طيبة،

لا أفهم ماذا جرى لك ولماذا كل هذه النرفزة التي تختلف عن رباطة الجأش والهدوء الذي يرافق أغلب كتاباتك.

أنا لم أمر الأخ كوركيس اوراها منصور ابدا.

أخي العزيز إقرأ النص مرة أخرى، قلت "أظن" يعني ليس لغة الأمر. الأمر بالعربية له أدواته وفعل المضارع ليس منها. وبعدها أرفقته بعبارة "ولأمر متروك لكم"، أي هو حر، كما أنت حر.

ومن ثم هناك (حسب اعتقادي) خيط ليس رفيع من الصداقة من خلال القلم بيني وبين الأخ كوركيس، وخاطبته بكياسة وأنهيت التعليق كما ترى بتقديم تبريكات عيد الميلاد.

تحاول أن تنهي النقاش في صفحتك كما بدأته بالتهجم الشخصي، والمقال برمته تهجم شخصي، لأنه ينتقي كلمة من هنا وهناك ذكرتها أنا بصورة عابرة من خلال تعليق عابر ويجعل منها قصة.

وكل قصة إن بدأناها في منتدى شعبي - شأنه شأن أي مقهى في أي شارع عام - لا تتصور في إمكاننا مسك خيوطها حتى نهايتها. هذا بالضبط ما حدث في هذا المقال.

ولك أقول رغم ما ينتاب خطابك من غضب، عيد ميلاد مجيد، لأن كل هذا نقاش بيننا وحوار فحسب.

ولا تتصور اخي الكريم أن أي واحد منا سيغير الدنيا في مقال او تعقيب في منتدى، ليس الدنيا بل حتى شعبنا الصغير، وليس شعبنا الصغير بل حتى أي من القراء.

تأثير ما نكتبه محدود جدا، وينحصر بيني وبينك ليس إلا، ولهذا أظن أننا نحرق أعصابنا سدى.

تحياتي




470
الأخ سامي ديشو المحترم

الروائع في طريقهاـ أعدك، ولكن تحتاج الى لمساتك، لأنك أستاذ ومعك الأخوة الكلدان الرائعون الذين اليوم يمارسون ثقافتهم ولغتهم وطقوسهم وفنونهم وتراثهم الكنسي (هويتهم وسر وجودهم وبقائهم) في الفضاء الافتراضي لأن لم يبق من يرعاهم ومع الأسف. أرفع القبعة لك ولهم.

ومن ثم أؤكد أن الدليل المادي على  providential موجود  في حاسوبي.

 وفي الموقع هذا هناك نص لقاء الكاردينال في الجزيرة وهو يتحدث حوالي ساعة، وهذا الفسحة رتبتها شخصيا له في وقت عصيب من العلاقات بين الفاتيكان والعالم الإسلامي وكان هناك شحن ديني خطير بسبب مواقف محددة راح ضحيته مسيحيين مشرقيين أبرياء ومنهم من مذاهب لا ناقة لهم في هذه المواقف ولا جمل.

وأجرى لقاءات مطولة مع شيوخ وعلماء مسلمين في الدوحة من شتى الأطياف وفرش الأرضية لإعادة الحوار بين الديانتين التي كانت قد انقطعت ووصلت الى مراحل خطيرة وضعت كل المسيحيين المشرقيين في خطر بسبب بعض المواقف لا أريد الدخول فيها كي لا نخرج عن سياق الموضوع.

وشهادة لله، ابدع الكاردينال، وفي اللقاء أجاب عن مسائل كبيرة ذات علاقة بالعقيدة منها زواج الكهنة في الكنيسة الكاثوليكية  والتعدي الجنسي على الأطفال والحوار بين الأديان والمواقف السياسية وكان يتحدث وكأنه الناطق الرسمي باسم الفاتيكان.

ومهما كان رأينا عن الجزيرة، فإنها مؤثرة جدا وفي حينه كانت بلا منافس، وذهبت بعيدا ونشرت اللقاء نصا وهو محفوظ في أرشيفها ومنشور في هذا الموقع.

ولا أريد رفعة رأس لي ابدا وأظن هذه اول مرة أشرت الى هذا الأمر وبصورة غير مباشرة وعابرة كان قبل عدة أيام  في تعليق يتيم ردا عن سؤال.

وسيضل الكاردينال هذا شخصية مسيحية رائعة ونموذجا مسيحيا يحتذى في مجتمع علماني لا ديني. له بعد مسكوني يحب المسيحيين المشرقيين كاثوليكا او غيرهم حبا جما.

وأزيدك فإنه في رأي الكثير من الكلدان، وأنا منهم، نضع الكاردينال في مرتبة الطوباوية والقداسة لخشوعه وتواضعه.

أنظر يا أخي العزيز، انتخبته الصحافة السويدية رجل العام في السويد، ورفض نشر خبر عن هذا حتى في موقع إبرشيته وعندما اتصلت به طالبا أن يسمح لي كتابة مقال عن هذا الأمر المهيب، وهو مهيب حقا، رفض طلبي بصورة قطعية.

وكذلك رفض الحضور في الإعلام ورفض إقامة أي احتفاء بهذا التشريف الكبير.

تحياتي


471
ܐܚܢ ܘܚܒܝܘܢ ܫܠܡܐ  30
ܫܠܡܐ ܕܡܪܢ ܩܒܠܘܢ
ܫܠܡܐ ܥܠ ܐܪܥܐ ܘܫܠܡܐ ܥܡܟܘܢ ܘܒܪܝܟܐ ܥܝܕܐ ܕܝܠܕܗ ܕܡܪܢ ܘܦܪܘܩܢ.
ܐܦ ܐܢܐ ܐܝܬܠܝ ܫܘܗܪܐ ܘܝܩܪܐ ܩܐܬܘܟ ܘܒܫܪܪܐ ܗܠܐ ܕܪܟܠܝ ܕܘܩܐ ܕܒܥܬ ܡܢ ܐܝܐ ܕܪܫܬܐ.
ܗܘܬ ܒܣܝܡܐ ܪܒܐ.
 ܩܕܪܐ ܘܩܘܒܠܛܝܒܘܬܐ.
ܠܝܘܢ ܒܪܟܘ


472
القراء الكرام

هناك حملة وافترا وتدليس واضحة من خلال إخراج الاقتباسات من سياقها في حملة تشويه متعمدة ولكن لن يحصل أصحابها على شيء حتى لو كرروا تعقيباتهم ذاتها مئات المرات.

أنظر مثلا الاقتباس أدناه وهو يعود الى عام 2011 في الرد الذي يحمل الرقم 18 في أعلاه:

" خطته الجهنمية المبنية على القضاء ‏على المسلمين تستند إلى آيات واقتباسات عنيفة وغير ‏إنسانية من الكتب المسيحية‎ ‎بعهديها القديم ‏والجديد!!!‏‎

والنص واضح أن الإشارة هي الى الإرهابي النرويجي الشهير وإلى بيانه، أي أنا أنسب المعلومة الي بيان الإرهابي أندش بريفيك وهذا يرد في بيانه أي النقل لغويا ليس بصيغة المخاطب أو المثبت كي ينسب النص لي، بل بصيغة الضمير الثالث، بمعنى يعود لأندش بريفيك. واللبيب الذي يعرف أبجديات اللغة وقواعدها سيعرف من قراءة سريعة أن النص وما فيه يخص شخصا أخر وهو أندش بريفيك وليس كاتبه.

التعصب والتطرف يعمي البصر والبصيرة ويغلق الحواس الخمس ويلغيها لان ليس هناك إنسان متعلم ومنصف في رأسه عينان لا يعرف كيف يقرأ النص أعلاه.

وهذا نص البيان وفيه اقتباسات كثيرة من العهدين القديم والجديد حسب رأيه تدعو الى العنف المفرط والقتل واقتراف الشر، كل هذا حسب بيانه والنص أعلاه حسب بيانه:

https://publicintelligence.net/anders-behring-breiviks-complete-manifesto-2083-a-european-declaration-of-independence/

هذا وبعد أن فككنا التدليس ولافتراء وحملة التشوية والغايات أصبحت معروفة جدا، أظن مطلقي الافتراء والتدليس (وهم واحد او إثنين حتى الآن والحمد لله) سيبحثون عن اقتباس قديم أخر او كلمة هنا وهناك لغايات لا يعرفها إلا الله وغايات في نفس يعقوب.

وأحذر قرائي الكرام من الذين يبحثون على اقتباس من هنا وهناك او كلمة من هنا وهناك. هؤلاء ليست غايتهم الحوار، غايتهم تسفيه وتشويه سمعة كل من يعارضهم وعليهم فرزهم، وثقتي بقرائي الكرام عالية لأنني على ثقة بإمكانياتهم الثقافية ولن يقبلوا أن يضحك على ذقون الناس من لا يعرف قراءة نص من جملة واحدة بصورة صحيحة وينطبق عليهم مبدأ Ad Populum

وهذا المبدأ يطبقه حرفيا الأخ الذي يقتبس جملة من مقال لي في عام 2011 ويعمي التطرف والتعصب بصره وبصيرته ويفشل في قراءة ما يقتبسه وهو لا يتجاوز جملة واحد ة.

وهذا المبدأ   Ad Populum الذي يلتزم هذا الأخ في الرد الذي يحمل رقم (18) في أعلاه  يلجأ إليه الفاشلون فحسب لأنه إما يستند الى حجج او اقتباسات سابقة خارج سياقها وخارج سياق الموضوع، او يتخذ من اقتباس الكلايش والعبارات العامة الفاقدة للمعنى أي واحد في إمكانه استخدامها لغرض التشويش على النقاش وتشويه سمعة الأخر. مثلا: اللف والدوران، أجير، عميل، ذيل، مدفوع، له غايات مبطنة، حقير، خسيس، بوق، شاهد زور ...  او اللجوء الى اطر خطابية دينية او مذهبية كأن المسلم يتهم محاوره بأن له ميول نصرانية او يهودية  او المسيحي يتهم محاوره بأن له ميول إسلامية او مذهبي يتهم محاوره بأنه له ميول نسطورية او يعقوبية او هرطوقية وهي كثيرة يمتلئ هذا المنتدى بها وهي تتحكم في الخطاب السائد في قنوات التواصل الرقمي والمنتديات ...

تحياتي


473
الأخ العزيز جاك الهوزي المحترم

فقط أقول مرحبا بكم وشكرا لإطلالتكم، وكما كتبت قبل فترة المنبر بحاجة إليكم.

عيد ميلا سعيد وأهلا وسهلا.

474
الأخ عبد الاحد سليمان بولص المحترم

تحية طيبة،

المراسلات موجودة في حاسوبك وحاسوبي وهي أماي وفيها تفنيد لكل ما تأتي به من اتهامات باطلة.

وفيها تأكيد على كلمة  providential ومن قالها ولماذا قالها

وفي المنتدى هذا لقاء الكاردينال في الجزيرة وهو يتحدث حوالي ساعة، وهذا الفسحة منحت له في وقت عصيب من العلاقات بين الفاتيكان والعالم الإسلامي وكان هناك شحن ديني بسبب مواقف محددة راح ضحيته مسيحيين مشرقيين من مذاهب لا علاقة ولا جمل لهم بهذه المواقف

وشهادة لله، ابدع الكاردينال، وفي اللقاء أجاب عن مسائل كبيرة ذات علاقة بالعقيدة والمواقف السياسية وكان يتحدث وكأنه الناطق الرسمي باسم الفاتيكان.

ومهما كان رأينا عن الجزيرة، فإنها مؤثرة جدا وفي حينه كانت بلا منافس، وذهبت بعيدا ونشرت اللقاء نصا وهو محفوظ في أرشيفها ومنشور في هذا الموقع.

السؤال، لماذا ترفض كل هذا الحقائق وتتشبث  بالقش؟ الذي يفعل هذا له غايةـ لأن في إمكان أي واحد أن يتحقق من المقابلة في قناة الجزيرة في هذا الموقع وفي إمكانك بسهولة أن تذهب الى بريدك الشخصي وترى الحقائق.

أما التكبر فهذه ليست شيمتي والله الشاهد، ويرى القراء إنني أرفض ان أكتب لقب دكتور قبل اسمي.

وإن كنت متكبرا لما نزلت الى المنتدى الشعبي هذا وصرت واحدا من أبناء شعبنا حالي حال الكل.

أمل ان تفكر قليلا قبل أن تكتب.

وأمل ان تذهب الى حاسوبك لأن الرسائل أمامي وفيها كل الحقائق.

ولكن ثق لن أفعل مثل ما فعلت عندما قمت بانتهاك حرمة الرسائل الشخصية ونشرت رسالة شخصية مني إليك في سابقة لا اظن يقترفها أي شخص له ذرة من الوعي ولها مدلولات كبيرة على الموقف حتى هنا. أذكرها كي يعي القراء ما هو الوضع وأذكرها لأنها منشورة على الموقع هذا حصرا.

تحياتي


475

الأخ يوحنا بيداويد المحترم

تحية طيبة،

يبدو أخي العزيز الذي يريد ان يشتهر عليه أن يكتب عن ليون برخو  او ظاهرة ليون برخو وسيوضع على صدر الواجهة في الموقع.

في رأي محاولتك، مع احترامي لك، مثل المحاولات الأخرى، وإلا ما دور الرابطة الكلدانية في كل هذا، وأظن أن مقالك سيزيد من تألق وتأثير الظاهرة التي سميتموها "ظاهرة ليون برخو."

سيل من المقالات حوالي 20 مقالا وسيل من التعقيبات (من شخصين او ثلاثة) بالعشرات والعشرات التي تكرر من مقال الى أخر، أنظر يا أخي كل هذا لأن ليون برخو كتب مقالا أظهر فيه وبالدليل القاطع أن إدارة البطريرك ساكو فاشلة والكلدان إن أرادوا البقاء والمحافظة على وجودهم وخصوصيتهم وثقافتهم وهويتهم عليهم تغيير هذه الإدارة ونهجها وسياساتها وإلا الفناء وفي أقل من ست عجاف أخرى.

وكل العبارات الطنانة التي تستخدمها لا معنى لها ، لأنني لو لم أنتقد البطريرك ساكو لما حدث كل هذا، ولكن أنا على ذات الطريق سائر وأقول على الكلدان الحركة قبل فوات الآوان.

وكل الاتهامات الباطلة لم يكن لها أثر لو أنني بقيت في صفك أمتدح البطريرك. الغاية صارت واضحة.

ليس هناك منصف له عينان في رأسه لا يلحظ الدرك الذي وصلت إليه المؤسسة الكنسية الكلدانية في السنين السبع العجاف الأخيرة.

حضرتك لا تلاحظ ذلك لغايات صارت معروفة عرج عليها بعض الأخوة في هذا المنتدى ولكنني لن أذكرها كي لا أشخصن الموضوع كما تفعل، وكيف لأي كلداني له ذرة من الغيرة على هويتهه وتراثه وثقافته وطقوسه ولغته وإرثه وريازته وفنونه لا يلاحظ مدى الدمار الذي وقع عليها والسبب معروف ولا يتحرك ويقاوم ذلك. أنا لن أسكت.

وخشيتي هي أن الجيش الالكتروني الذي شخصة الأخ سييزار، وهو واحد من قلائل الكلدان الغيورين على هويتهم، قد وصلته التعليمات وبدأ ينفذها حرفيا.

الخشية من كتابات هذا الرجل، جعلتكم تطلقون عليه "ظاهرة"، وهو ليس كذلك، لأنه رجل عادي.

وكل هذا دليل أيضا أنكم حولتم "ليون برخو" الى ظاهرة" وخشيتكم منها تريدون إسكاتها او تحويل النهج الذي هي عليه.

هذه "الظاهرة" التي من خلال مقال في منتدى شعبي يرتاده أبناء شعبنا يبدو أنها هزت الأرض تحت أقدام بعض الأخوة، ظاهرة لها وقعها وكلمتها لها صدى كبير، وهذا بالضبط ما تعترفون به.

سيل من المقالات حوالي 20 مقالا وسيل من التعقيبات (من شخصين او ثلاثة) بالعشرات والعشرات التي تكرر من مقال الى أخر، أنظر يا أخي كل هذا لأن ليون برخو كتب مقالا أظهر فيه وبالدليل القاطع أن إدارة البطريرك ساكو فاشلة بامتياز.

هاذ المقال مع الأدلة هو بيت القصيد وليس أي شيء أخر.

وأنظر مقدار الشخصنة والطعن والتخبط والمغالطات والافتراءات في أغلب المقالات والتعقيبات.

حضرتك اتخذت هذا الموقف لأنني معارض لإدارة البطريرك ساكو فحسب، وإلا لما اكترثت، ولن أتدخل في طبيعة العلاقة التي تجمعكما وتطرق إليها البعض في هذا المنتدى.

أخي العزيز، المسألة صارت واضحة جدا، وحقا أشكرك على هذا المقال الذي ما هو إلا تكرار لعشرين مقالا في غضون حوالي شهر.

الغاية هي إسكاتي او محاولة إسكاتي. أخي العزيز هذه لن تنجح معي على الإطلاق.

وإذ أقول عيد ميلا مجيد، كنت أتمنى أن تكون موضوعيا، لأن الموضوعية من أهم أركانها هي الوقوف في الوسط دون الميل صوب أي طرف.

تخفق في تحقيق الموضوعية في مقالك، لأنه مخصص للهجوم ونقد طرف واحد وهو "ليون برخو"، ومن ثم تقتبس من الفلاسفة. أليس هذا شيء غريب. عنوان المقال "الموضوعية" وبطن المقال التحزب ومناصرة طرف ضد أخر. أي موضوعية هذه وأي فيلسوف يقبل بهذا؟

وأتركك مع التعقيبات والأسماء المتكررة التي تجتر تعقيبا او مقالا بعد أخر (وعددها مطلقيها حتى الأن أقل من أصابع اليد الواحدة)، لها أقول بقصد او دونه ساهمتم في خلق ظاهرة هي نافعة جدا لأغلب أبناء شعبنا لأنها أثبت الكثير من الحقائق؛ وسيل المقالات والتعليقات المسيئة وغير الموضوعية لن تحرك في "الظاهرة" ساكنا.

تحياتي


476
الأخ كوركيس اوراها منصور المحترم

تحية طيبة

أظن من الأفضل أن تقرأ بصمت ولا تكتب، لأن في الحقيقة مردود ما تكتبه يعكس عليك سلبا جدا، والأمر متروك لك.

عيد ميلاد سعيد مع تحقيق الأماني





477
قرائي الكرام

يذكرني موقف الأخ عبد الاحد سليمان بولص بموقف أخر فاشل وينم عن عدم إدراك وقصر نظر اتخذه محاولا الانتقاص مني وتشويه سمعتي وهو محاولته اللف والدوران وتغيير السياق والموضوع كما يفعل هنا  حيث جعل عندئذ من قضية وقوفي مع مئات من العلماء والباحثين مصفقا للعالم الفيزيائي البارز  المرحوم ستيفان هاوكنك وهو عالم ملحد (لاديني) لا يؤمن بوجود الله جعل منها قضية كبيرة في محاولة مكشوفة منه لتشويه السمعة وكأن مناصرة عالم ملحد تجعل مني ملحدا  والا في رأيه المتطرف كيف أصفق لملحد ولأنني صفقت لملحد  فكل ما أكتبه لا يعتد به.

والأن ظهر ان البابا فرنسيس والفاتيكان ذاته هم اول المصفقين وأول المساندين لهذا العالم والبابا يستقبله بالأحضان ويلقي محاضراته الملحدة في حاضرة الفاتيكان وجامعتها وهو عضو في المجمع العلمي البابوي وهو مجلس ذو صيت والمنتسبين اليه يتقاضون رواتب خيالية من الفاتيكان. وظهر أن موقفه في هذا غريب وعجيب ولا علاقة له بالمسيحية والإنجيل، أورده لأنه تصور أنه سيشوه سمعتي كمسيحي مشرقي يتعامل مع ملحد وكيف أدين ملحدا ربما يكون أفضل من أي واحد منا يتشدق بتدينه الظاهري ويغلق المسيح الباب في وجهنا ويحتضن الملحد. وهذا دليل دامغ اخر على بطلان وهشاشة موقفه في هذه القضية. أنطر كيف تعامل قادة الكنيسة وقادة المؤسسة الكنسية بالذات مع هذا الملحد، ولكن إن صفق له ليون برخو في مؤتمر فهو كافر، كما هو الأن في نظرهم:

Church leaders praise Hawking for contribution to science, dialogue
)قادة الكنيسة يشيدون بالعام هاوكنك (الملحد) لمساهمته في العلم والحوار)
https://www.ncronline.org/news/people/church-leaders-praise-hawking-contribution-science-dialogue
Stephen Hawking was a longtime member of the Pontifical Academy of Sciences
)ستيفان هاوكنك (الملحد) كان عضوا في الأكاديمية الحبرية للعلوم ولفترة طويلة)
https://catholicherald.co.uk/news/2018/03/14/stephen-hawking-was-a-longtime-member-of-the-pontifical-academy-of-sciences/

هذا كي يطلع القراء على أن غاية المقالات والتعقيبات التي أحشر فيها من قبل الأخ عبد الأحد وغيره غير حميدة. يهاجمني لأنني شاركت بالتصفيق مع مجموعة كبيرة من الباحثين والأكاديميين لهذا العالم ويبني على ذلك ضمنيا موقفا سلبيا من مسيحيتي المشرقية كما يفعل هنا وكما يفعل بعض الأخرين (هم أقل من أصابع اليد الواحدة) ولكن في إمكانهم إحداث الكثير من التشويش والضوضاء.

الإنسان له ضمير وعليه أن يشعر بوخزه.

وبعد كل هذه الأدلة صار من الواضح أن غاية الأخ عبد الاحد والأخوة (اثنان او ثلاة على خطه) ليست حبا بالمسيحية او الإنجيل بل غاية في نفس يعقوب. حب الإنجيل هو عدم إدانة الأخر، وأنظر أنا شخصيا لا أدين أي شخص في دينه او ميوله كائن من كان وإن ذكرت نشاطا محددا فهو للتوضيح فحسب.

لن أضع اقتباس تعليق الأخ عبد الأحد الذي يهاجمني فيه لأن فقط صادف تواجدي في قاعة ظهر فيها عالما كبيرا ملحدا وصفقت له مع الأخرين، لأن غايتي ليست الإحراج بل التوضيح وإلقاء الضوء كي يكون قرائي الكرام على بينة.

وكل هذا يقوم به الأخ عبد الأحد (وبعض الأخوة الأخرين - إثنانن او ثلاثة) فقط لأنني انتقد البطريرك ساكو وإدارته الفاشلة. لو وقفت بجنبه لوقف بجني كما كان يفعل في السابق.

تحياتي


478

الأخ عبدالأحد سليمان بولص المحترم

تحية طيبة،

ليس هناك أي بطولات وهمية وإن كنت صادقا مع نفسك وليس هدفك غير نبيل وحميد بل الإساءة لتفضلت واتصلت بالكردينال فهو بابه مفتوح وهاتفه مع عنوانه وبريده الالكتروني في إمكاني إرساله إليك إن رغبت عسى تحصل على شيء لحفظ ماء الوجه فحسب.

قلت لك إنك تتصرف في هذا المقال والتعقيبات مثل الطالب الفاشل والكسلان لا بل المسكين او بالأحرى المتمسكن لأن لو لم تكن بهذه الصفات لبذلت جهدا للتحقق من المعلومة قبل النشر وراجعت أرشيف الموقع أولا، ومن ثم اتصلت بالكاردينال.

وكما قلت سيعقب على مقالك بعض الأخوة ويكرروا ذات النغمة المشروخة بأنني أتهم المسيحية وأنا لم أقم بذلك والمعقبون هؤلاء هم دون مصداقية لأنهم يكررون ذات الخط ولهم عشرات وعشرات المقالات والتعقيبات يذهبون بها هنا وهناك ويؤيدون التبشير في صفوف المسيحيين المشرقيين لإضعافهم أكثر فأكثر ويقولون الإنجيل ما لم يقل بدليل مساندتهم لهذا التبشير.

لو أنت حقا مسيحي وكاثوليكي كما تدعي ومعك أي أخر لأخذ المسألة الى المؤسسة الكنسية او الأسقف الذي أنا تابع له، هو الذي له الحق في البت في هذه الأمور. وهذا هو الاجراء الكنسي الصحيح. ولكن لا تتجرأ على ذلك، لأنك ستفشل.

ولكن الغاية هي تشويه السمعة ولن تنجحوا في هذا لأن لا مصداقية لديكم وأضعتموها بدليل عدم قيامكم بالتحقق من الاتهامات الباطلة بطريقة مؤسساتية شرعية وكنسية.
 
وأنا لا علاقة لي بهيئة علماء المسلمين على الإطلاق. اللقاء كان بواسطة مجموعة من الأصدقاء المسيحيين الذي يعملون في الجزيرة ولولا المسيحيين في قناة الجزيرة التي ربما لديك هي أيضا  "الخنزيرة" مع شقيقاتها الخليجية الأخرى ولكن مع ذلك تحتل الواجهة في بيتك وتدفع لهم المال مقابل مشاهدتهم، لولا المسيحيين لانهارت ليس قناة "الخنزيرة" بل كل القنوات الخليجية الإعلامية الأخرى.

ولكن الذي له علاقة وطيدة مع فرع هيئة علماء المسلمين في العراق والذي تدافع عنه هو الذي دعاهم الى قداس إلهي وقرؤا فيه نصوصا من القرأن وكذلك هو الذي زار جامع وصلى معهم فيه وأستقبل الشيخة التي تمولهم وتحميهم وترعاهم.

لن أمنحك الروابط لان كما قلت لا يجوز مساعدة الطالب الفاشل والكسلان على الغش.

وشخصيا أنا لا أنتقد أي شخصية دينية مسيحية وعلى أي مستوى تتعامل مع أي دين أخر وبأي طريقة، لأنني لن أقبل أن أكون ديانا على مسيحية الأخرين كما تحاول أن تفعل من خلال تعليقات سمجة ومقال فاشل. هذا أتركه للديان والرب الذي سيأتي في مجده العظيم هو سيدين الأحياء والأموات. أذكر هذه الأمور لإبطال حجتك فحسب ولكن ستظل تدور وتلف.

أنا لست الذي يكشف الرسائل الشخصية التي يجب ان تبقى طي الكتمان كما فعل البعض وتتذكرهم، ولكن في أرشيفك وأرشيفي تواصل بيننا في السابق وفيه أدلة تدين تقريبا كل ما تحاول انتقاده ومنها مسألة الحوار بين الأديان ومنها كلمة providential  التي أثارت حفيظتك والدليل الدامغ عليها.

تصورت أنك بعد ما أوضحته وأن الدليل متوافر في صفحات هذا الموقع وأنني على استعداد لمساعدتك للتحقق من المعلومة للاتصال بالكاردينال سنترك هذه الصفحة وراءنا، ولكن عدت وبدأت تحفر في الحفرة التي أوقعتك نفسك فيها كي يزداد عمقها.

أملي أن تكف عن الحفر لأن إمكانية خروجك من الحفرة ستزداد صعوبة.

تحياتي

479
ܪܒܝ ܩܫܘ ܐܒܪܗܡ ܢܪܘܝܐ
ܫܠܡܐ ܕܡܪܢ ܩܒܠ
ܒܪܝܟܐ ܥܝܕܐ ܕܝܠܕܗ ܕܡܪܢ ܘܡܟܡܠ ܨܒܝܢܐ ܥܠܝܢ ܘܥܠܝܟܘܢ

سأخاطب الأخ قشو اوراهم باللغة العربية، لأن الجواب على تعقيبه البالغ في الأهمية والذي يقع في صلب الموضوع الذي نحن فيه أمل منه أن يلقي الضوء على بعض المسائل والتساؤلات التي تضمنتها تعقيبات بعض الأخوة الأخرين.

تتحدث أخي الكريم عن ܫܪܪܐ وفي اللحظة التي نصبح أمام ܫܪܪܐ ܓܠܝܐ ܒܕܩ  نغطي وجوهنا في محاولة يائسة لإخفائه مثل محاولة تغطية أشعة الشمس بالغربال.

أنا لا أنظر بسلبية الى أي مذهب مسيحي على الإطلاق، ومعروف عني تواجدي النشط في أغلب كنائس شعبنا.

أنا أحاول أن ألقي الضوء على أن هناك من المذاهب المسيحية (في الوقت الحالي الفرق الإنجيلية المتطرفة) من استغل ويستغل السلطة الدنيوية من مال وعسكر وجاه وتأثير سياسي ودبلوماسي لاضطهاد المسيحيين المستضعفين من المذاهب الأخرى، وهنا أخص بالذكر المسيحيين المشرقيين.

السؤال: هل يقبل المسيح له المجد وإنجيله شن حملات تبشير تستهدف خصيصا المسيحيين المشرقيين لتغيير قناعاتهم ومذاهبهم وتتجنب حتى التقرب من المسلمين؟

هذا ما حدث في الماضي ويحدث اليوم من قبل الفرق التبشيرية الإنجيلية المتطرفة في حملتها الكبيرة التي غيرت الديمغرافية المسيحية الضعيفة أساسا في العراق وفي طريقها لإحداث تغييرات ديمغرافية كبيرة في الوجود المسيحي في مصر وفلسطين ولبنان وسوريا والأردن وفي أي تواجد لهم في الشتات او المنافي.

كل هذا يحدث باسم المسيح والإنجيل بينما يخشون حتى التقرب صوب المسلمين لا بل يستمدون منهم العون والمساعدة لتحقيق أغراضهم في المسيحيين المشرقيين.

بدلا من استخدام قوتهم وسلطتهم ومالهم وجاههم لحماية ودعم المسيحيين المشرقيين المستضعفين للثبات والتشبث بمسيحيتهم المشرقية كما أتتهم من الرسل والاباء القديسين، شنوا ويشنون حملات كبيرة تشبه الحملات العسكرية لقلع جذور مسيحيتهم المشرقية؟ هل هذا ما يريده لنا المسيح له المجد في إنجيله؟

ونقلت في ردي الذي يحمل رقم (14) الخوف الذي يجري في عروق البطاركة المشرقيين في هذا البلدان حاليا من المد الإنجيلي المتطرف المدعوم من الحكومات والفرق الإسلامية في هذه البلدان شريطة أن يعمل حصرا في صفوف المسيحيين والأقليات المستضعفة الأخرى ولا يتقرب صوب المسلمين.

هناك بعض الأخوة من يلوم المشرقيين المسيحيين على أساس أن طقوسهم ولغتهم الوطنية ومداريشهم وغيرها أصبحت غير مفهومة.

هذا ليس صحيحا ابدا، لأن المد الإنجيلي المتطرف الذي يراه البطاركة المشرقيون اليوم خطرا يوازي خطر التطرف الإسلامي على وجودهم يستهدف الموارنة وطقوسهم بالعربية والأقباط وطقوسهم بالعربية والكلدان وأغلب طقوسهم عربية إن لم تكن قد أصحبت عربية او هي صارت في لغات شتى وكل حسب هواه في السنين الأخيرة.

وعلى العكس أيضا، حيث أظهرت دراسة أكاديمية لعلماء اجتماع حداثيون أن المجتمعات مثل الكنائس تبقى صامدة وتتكاتف وتقاوم محاولات احتوائها او كسب عقول وأفئدة أعضائها طالما حافظت على تقاليدها وطقوسها وليتورجيتها ولغتها. أي محاولة للتأوين كما هو الحال في مؤسسة الكنيسة الكلدانية الذي يلغي التراث ويقحم الدخيل والغريب من اللغات والنصوص والطقوس يشكل بداية النهاية، لأن أتباع المؤسسة لن يبق هناك شيء يجمعهم ويوحدهم ويرون ان ما لديهم يشبه ما لدى لأخرين تماما او ربما صار أدنى، فما الداعي الى البقاء.

ويعزو عالم اجتماع بريطاني واحدا من الأسباب المهمة جدا للهجرة من الكنيسة الكاثوليكية الى الكنائس البروتستنتية (الإنجيلية) وبهذه الأعداد الغفيرة الى أنه بعد المجمع الفاتيكاني الثاني لم يبق ما يجمع الكاثوليك من اللاتين ويوحدهم بعد أن تم تهميش طقوسهم:

https://www.lifesitenews.com/blogs/why-catholics-started-leaving-the-church-in-droves-after-vatican-ii

ومن هنا نجاح الحملة التي تشنها الكنائس الإنجيلية الأمريكية في أمريكا اللاتينية، جنوب أمريكا، (معقل الكثلكة)، وقد لا يمضي عقد او عقدين وتكون الحركات الإنجيلية هي السائدة هناك بعد انحسار كبير للكثلكة في هذه الدول.

ومن هنا أيضا الاختراقات الكبيرة في صفوف الكلدان في العراق وخارجه وسببه أن الكلدان بسبب التأوين واستخدام لغات شتى وكل حسب ما يراه موائما لم يعد في إمكانهم التواصل كمجتمع متماسك ثقافيا ولم يعد لهم خصوصية تميرهم عن الأخرين، هذا حسب قول علماء الاجتماع الذين درسوا هذه الظاهرة.

وعودة الى موضوعنا الرئيسي، فها هي أمريكا  التي تقودها اليوم الفرق الإنجيلية  اليمينية المتطرفة هذه تبني جدارا عظيما يشبه جدار الصين كي تصد الأبواب امام اللاجئين الفقراء المعدمين من الاتينو-الكاثوليك من الدخول في أراضيها وتمارس بحقهم عنفا واضطهادا شبهه بعض الكتاب الغربيين بالممارسات النازية.

هل المسيحيون المشرقيون الذين بالكاد نجو بجلدهم من اضطهاد المتطرفين التكفيريين من المسلمين بحاجة اليوم ونحن في  العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين الى حملة تبشيرية إنجيلية متطرفة تقلع من الجذور كل ارتباط لهم بمشرقيتهم المسيحية؟

ويثير بعض الأخوة مسألة التبشير الفاتيكاني في صفوف المشرقيين قبل قرن او قرنين من الزمن. هذا مدان أيضا وأظن أن حضرتك تتابعني إنني من أشد المنتقدين لممارسات الفرق التبشيرية الفاتيكانية في صفوف المسيحيين المشرقيين رغم كوني كاثوليكي المذهب.

ونقلت نصوصا من رسائل داخلية بين البطاركة والأحبار في الكنائس المشرقية وهم يصفون الفرق التبشيرية الفاتيكانية بأنها أسواء من المسلمين، وقالوا في هؤلاء المبشرين الغربيين الفاتيكانيين من الكلام الجارح ما لم يقولونه في تاريخهم عن المسلمين.

ولكن شهادة لله، فإن الفاتيكان تغير كثيرا جدا وهو اليوم يقف في صف المشرقيين ويحثهم ويدعمهم للحفاظ على مشرقيتهم المسيحية بكل رموزها وطقوسها ولاهوتها وفكرها وأعلامها وأدابها ولغتها وكان أخرها الاحتفال الكبير الذي أقامه الفاتيكان احتفاء بفيلسوف ولاهوتي كنيستنا المشرقية المجيدة مار عبديشيوع الصوباوي، المعرف بابن بريخا، وتعليمه المسيحي المشرقي.

والتقيت ببعض البطاركة المشرقيين والأحبار والمطارنة والقسس وكثير من الناس من أطياف المسيحية المشرقية ولم ألحظ أي منهم يذكر التبشير الإنجيلي المتطرف في الشرق حاليا بكلمة حسنة واحدة.

وكلهم في خوف من التحدث علنا لأن هذه الفرق تحميها السلطات المحلية المسلمة ووراءها السفارات الأمريكية في البلدان التي يعملون فيها، كما كان الحال مع الفرق التبشيرية الفاتيكانية قبل قرن او قرنين من الزمن حيث حصرت تبشيرها في صفوف المسيحيين المشرقيين ولم تتجرأ حتى التقرب صوب المسلمين قيد أنملة حسب الاتفاقيات الخاصة مع السلاطين العثمانيين في حينه او الفرمانات التي حصولها منهم لقاء مبالغ طائلة من المال. وما أشبه الليلة بالبارحه!

وكان بطريرك الكلدان حتى فترة قصيرة الوحيد الذي يشير علنا الى خطورة المد الإنجيلي المتطرف في صفوف المسيحيين المشرقيين وعلى الخصوص بين أتباعه، ولكن بعد تهديدات مبطنة (أنظر المسيحي يهدد المسيحي باسم التنصير) له ولغيره أضطر الى الصمت المطبق وقبول الأمر الواقع بمرارة لشدة الضغط الهائل الواقع عليه، رغم أنه معروف بجرأته في هذه المسائل. هل هذا ما يعلمنا إياه المسيح له المجد في إنجيله؟

سؤال المليون: هل المسيح له المجد وإنجيله ومسرته ورسالته السمحاء التي تبدأ بالمحبة وتنتهي بالمحبة، يوافق او يقبل أن تستقوي فرقة مسيحية بمالها وجيشها وعسكرها وسطوتها وتشن حملة لتنصير مسيحيين أخرين مستضعفين، ولكنها لا تتقرب ابدا صوب المسلمين؟ لا أظن هناك جواب في الإنجيل لهذا السؤال غير الإدانة او الويل لكلم أيها...

تحياتي

480

الأخ عبد الاحد سليمان بولص المحترم

تحية طيبة،

حضرتك تناور ولديك غايات باستطاعتي تسميتها "غير حميدة" في تعقيباتك ومقالاتك المتكررة التي تحاول فيها تشويه السمعة وكل هذا بعد افتراقي عنك في النظرة الى البطريركية الكلدانية الحالية وإدارتها وإظهاري أنها إدارة فاشلة.

ومن ثم قلت أنا "الكاردينال" وهذا لقبه الآن كما هو لقب البطريرك ساكو لأن حتى وإن ذكرنا أن البطريرك ساكو قام بعمل في عام 2012 عندما كان مطرانا سنقول إنه كاردينال او بطريرك  وإن قلنا الكاردينال ساكو معنى أننا ذكرنا اسمه الكامل.

وأنا ذكرت ان الأجتماع حدث في عهد البابا بندكتس وتكرر ما قلته أنا وكأنني لم أقله للدفاع عن نفسك وفشلك في هذا المقال، لان ما قلته أنا يظهر لأي قارىء ذو بصيرة أن الكاردينال في حينه كان مطرانا.

كف عن حملة التشوية هذه لآن لا تليق بك.

وإن لم تكن كما قلت تلميذا فاشلا وكسلانا في هذا المقال، لطلبت عنوانه وهاتفه وبريده لإلكتروني واتصلت به ونفذت واجب أي تلميذ مجد او قمت بالبحث عن القصة برمتها لأنها منشورة في صفحة عنكاوة.كوم.

وكما قلت عقب بعدك الأخ كوركيس منصور بذات النبرة الحادة التي تتخذ من التدين الظاهر والباطل سلاحا للهجوم على الشخص لغرض إسقاطه وتشويه سمعته. وهو ما توقعته بالضبط وهو يرافقك مثل ظلك.

وهذا اقتباس من تعقيبي أعلاه: "ولكن لن تفعل ذلك ولن تعتذر ولن تكف ولن يكف من هو في خطك (وقلت عددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة) لأنني كلما فككت مسألة كما هو الحال هنا تذهبون الى مسألة أخرى دون تحقق او تمحيص وتقترفون ذات الخطأ."

له أقول، إن كانت الجزيرة "خنزيرة" فهي تشبه كل الإعلام العربي الخليجي وقنواته الكثيرة التي تحتل بيتك وتجلس وتسهر معها وهي تؤثر فيك لأن الإعلام مؤثر جدا  وهي تبث الموقف السعودي او القطري، وحضرتك تدفع لها من جيبك اشتراكات. أخرج هذه "الخنزيرة" وغيرها من بيتك لأنها تسكن معك من خلال التلفزيون والهاتف وكل الأجهزة الرقمية اليت تمتلكها أولا واغلق كل حساب معها ومع شقيقاتها في السعودية والإمارات لأنها كلها من نفس الطينة. ومن ثم قم بمهاجمتها واتخاذها حجة للانتقاص من مسيحية الأخرين.

لا أعلم كيف يتجرأ شخص عاقل له عينين على وضع نفسه القيم والحاكم والقاضي على مسيحية الأخر! هذا أسهل شيء يلجأ إليه الفاشلون.

والأخ كوركيس كان كل هذه الفترة يدافع عني وعن كتاباتي وفجاء صار رجل دين يفتي في المسيحية ويقرر من هو المؤمن ومن هو الكافر ويضعني الآن في خانة الأشرار للسبب ذاته الذي تنتقدني فيه وهو موقفي من البطريركية الحالية.

وإلى الأخ كوركيس أقول إن كانت قطر أم "الإرهاب"، كما تقول والقرضاوي وغيره كلهم "إرهابيون"، لماذا يعقد هذا الاجتماع المهم في حاضرة الفاتيكان مع قطر وشيخة قطر التي هي ترعى القرضاوي وما نتج عن هذا الاجتماع ربما لا تعرف به وأعزف عن الخوص فيه:

https://www.gulf-times.com/story/496936/Sheikha-Moza-meets-Pope

وإليه أقول إنك تسيء الى نفسك وتظهر أن غايتك ليست المسيحية ابدا او الدفاع عنها لأن الدفاع عن المسيحية هو السلوك والممارسة وليس تعقيبا في منتدى وانت لا تعرف شيء عني في هذا الخصوص ولا أعرف شيء عنك في هذا الخصوص.

غايتك يا أخي كوركيس لسيت المسيح او إنجيله لأنك كنت قبل شهر او شهرين تمدح ليون برخو وتدافع عنه وبعد ان انتقد البطريرك ساكو وأظهر أن إدارته فاشلة، تغيرت فورا وصرت تهاجمه مستخدما الطعن الشخصي وعبارات بذيئة أحيانا والطعن وصل الى مسيحيته المشرقية، وكل هذا مردوده ينعكس عليك سلبا ويرتد عليك ويظهر أن غاياتك ليست الدفاع عن المسيحية كما تدعي ابدا بل لغاية في نفس يعقوب.


أين المصداقية فيما تكتبون؟

تحيات
ي

481
الأخ عبد الاحد سليمان بولص المحترم

تحية طيبة،

محاولة أخرى فاشلة لتشويه السمعة، ولكن هذه المرة فاشلة بامتياز؟

سأمنحك اسم الكردينال أدناه وإن أردت هاتفه الشخصي وعنوانه وبريده الالكتروني وهو سيقول لك كل شيء عن اجتماعه بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وكذلك عن اللقاء في الجزيرة وما يدور بيني وبينه. وبالمناسبة الكاردينال له مكانة كبيرة جدا في الفاتيكان حتى هذا اليوم:

kardinal Arborelius

على الكاتب ان يتحقق هو، أي لو كنت كاتبا تسعى الى المصداقية والنزاهة وليس هدفك تشويه السمعة والشخصنة لبذلت جهدا بسيطا واكتشفت أنني نشرت هذا الخبر واللقاء مع الجزيرة نصا في هذا المنبر وعنكاوة.كوم حصرا وبموافقة الكاردينال.

الكاتب الذي لا يبذل ولو جزءا يسيرا للتحقق مما يكتبه كاتب فاشل وكتاباته لا يعتد بها كما هو الحال هنا.

ألم يكن من الأجدر بحضرتك ان تبحث بعض الشيء وتحاول التقصي والتحقق في أقل تقدير من موقع عنكاوة الذي أنت عضو مسجل فيه أولا لترى أن ما أوردته صحيح لأنه منشور مع المقابلة مع الجزيرة.

وستدور وتلف وتطلب مني الرابط الى المقال، أي تطلب مني أن أحل لك الواجب مثل الطالب الفاشل الكسلان أي أن أصحح الخطأ الكبير الذي وقعت فيه وها هو يرتد عليك لأن غايتك التشويه فحسب.

وإن ترغب ان تبقى لك ذرة من المصداقية لدى القراء عليك البحث عن المقال أولا في عنكاوة وثانيا التواصل مع الكاردينال عسى ولعل تحصل منه على شيء يحفظ ماء الوجه.

ولكن لن تفعل ذلك ولن تعتذر ولن تكف ولن يكف من هو في خطك (وقلت عددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة) لأنني كلما فككت مسألة كما هو الحال هنا تذهبون الى مسألة أخرى دون تحقق او تمحيص وتقترفون ذات الخطأ.

وأتوقع نفس الأخوة ان يأتوا الى صفحتك ويجتروا ذات التعليقات المكررة وينتقلون بها من موقع الى أخر وكما قلت لن تؤثر في قيد أنملة.

وأتوقع منك ان تبدل الموضوع وتأتي بشيء في غير سياقه كما هو الشأن.

كنت أتوقع أنك اذكى من هذا ولكن المطب الذي أوقعت نفسك فيه جعلني اغير رأي هذه المرة.

وكما قلت عليك أنت الذي تأتي بكل هذه الاتهامات الباطلة ان تتحقق أولا من الأرشيف في هذا الموقع وثانيا من خلال الاتصال بالكاردينال:
 
kardinal Arborelius

وكما قلت سأرسل لك هاتفه وعنوانه وبريده الإلكتروني، رغم أني أعلم أنك لن تقوم بأي تحقق من المعلومة لأن غايتك ليست الصدق وقول الحق بل التشويه والطعن والشخصنة وهذه ترتد على صاحبها.  لو كان ذلك مرادك لقمت بذلك قبل كتابة المقال كي لا تنكشف النوايا.

هل تريد مني دليل أكثر إقحاما من هذا؟ هل تريد مني أن أحل لك الواجب مثل التلميذ الفاشل الكسلان؟ كلا لن أقوم بذلك لأن هذا يعد غش وغير مسموح به حتى في الصف الأول ابتدائي.

وفي إمكاني تفكيك كل جملة في مسعاك لتشويه السمعة في هذا المقال او غيره، ولكن لن يفيد لأن الغاية ليست المعلومة الصادقة بل تشويه السمعة والطعن والتجريح من خلال اللف والدوران، وهذه أساسا ترتد وبالا على صاحبها أولا وأخيرا.

أنظر كيف جعلت مني "ظاهرة".

تحياتي


482

إرفع القناع يا فلان الفلاني كي يكون لك مصداقية.

 وأتشرف بالكثلكة اليوم لأنها تحفظ لي مشرقيتي المسيحية وتدعمني اليوم للحفاظ  عليها وتدعوني الى ذلك.

ومن ثم تمنحني الحرية التامة أن أكون عضوا فعالا أقول رأي بحرية وتأويني وتحميني وتدافع عني.

أنا أيضا أستطيع أن أسميك يا "ملا شلاما" مع جل احترامي. أنظر أضعها بين علامتي تنصيص لأن لا أعني ذلك ولأن هذا ليس أسلوبي.

وأحيلك الى ردي الذي يحمل الرقم 14 وتجاوب لماذا يضع البطاركة والمطارنة والقسس وأغلب المسيحيين المشرقيين الفرق التبشيرية الإنجيلية المتطرفة التي تشن حملة تنصير في صفوفهم وتستثني المسلمين خشية منهم بمصاف الفرق الإسلامية التكفيرية المتطرفة.

اللجوء الى الشخصنة دليل فشل تام وغياب الحجة.



483
الأخ بولص آدم المحترم

الأخ سليمان عبد الأحد بولص المحترم

تحية طيبة،

بدءا أكن لكما ولكل القراء الكرام ومعهم الذين ينتقدونني كل الاحترام والتقدير.

وما كان لي أو ادلو دلوي هنا لو لم يتم ذكر اسمي عدة مرات. أن تثير مقالاتي كل هذا النقاش، لعمري هذا أمر استحسنه وأحبذه.

ولن أدخل في تفاصيل الحوار بينكما، ولكن سأحاول منحه مسحة فكرية وفلسفية حول المصداقية او عدمها ولماذا يكون للخطاب الذي ينحو صوب عدم المصداقية شعبية بين الناس.

هناك نظرية حديثة بدأت تأخذ مكانها في العلوم الاجتماعية وهي Haktology او Towards a Theory of Haktology وهناك بحث بالعربية حولها تحت اسم "الهاكطولوجيا" يوضح لماذا عدم المصداقية او الأخبار المزيفة تنتشر بين الناس مثل النار في الهشيم ويتلقفونها ويصدقونها.

وقد أسهب الفلاسفة الإغريق في آداب الحوار والمبادئ التي أتوا بها تدرس في السويد في الثانوية وفي أمريكا في مرحلة الجامعات او كليات المجتمع community colleges.

وهي خمسة مبادئ كل من التجأ إليها في الحوار فاشل ولا حجة له وغرضه التشويش ولا يحمل من الثقافة إلا النزر اليسير. أكتفي هنا باثنين منها:

أولا، Ad hominem
هذا المبدأ في الحوار يلجأ إليه الفاشلون فحسب لأنه يتخذ من الطعن والتجريح في شخصية المحاور او الكاتب غرضا لإسقاط وتهميش النقاط المثارة في النقاش او المقال. وهذا دليل ليس فقط على فقدان الكياسة بل دليل ان الذي يلجأ إليه شبه مثقف.

ثانيا، Ad populum
وهذا المبدأ يلجأ إليه الفاشلون فحسب لأنه إما يستند الى حجج او اقتباسات سابقة خارج سياقها وخارج سياق الموضوع، او يتخذ من اقتباس الكلايش والعبارات العامة الفاقدة للمعنى أي واحد في إمكانه استخدامها لغرض التشويش على النقاش وتشويه سمعة الأخر. مثلا: اللف والدوران، أجير، عميل، ذيل، مدفوع، له غايات مبطنة، حقير، خسيس، بوق، شاهد زور ...  او اللجوء الى اطر خطابية دينية او مذهبية كأن المسلم يتهم محاوره بأن له ميول نصرانية او يهودية  او المسيحي يتهم محاوره بأن له ميول إسلامية او مذهبي يتهم محاوره بأنه له ميول نسطورية او يعقوبية او هرطوقية وهي كثيرة يمتلئ هذا المنتدى بها وهي تتحكم في الخطاب السائد في قنوات التواصل الرقمي والمنتديات ...

أمل أنني أضفت شيئا متواضعا الى النقاش الذي دار بينك وبين الأخ عبد الاحد.

وبالمناسبة، ولا علم لي إن كنت قد قرأت للأخ عبد الأحد سابقا، فهو له مقال رائع في آداب الحوار والنقاش. لا "يفلسف" الموضوع مثل  ما قمت به هنا ولكن أراه واحدا من أهم المقالات التي قرأتها في هذا المنتدى.

تحياتي


484


قرائي الكرام

أضن لقد بان الأمر وظهرت الحقيقة ودليل ذلك الإخفاق في مواجهة الوقائع.

أي إنجيل هذا وأي مسيح هذا وكيف يقولون إنهم من أتباع المسيح ومن ثم يشنون حملة تبشيرية تشبه الحملات العسكرية ويتفقون مع المسلمين المتطرفين في عقود ومواثيق لاضطهاد المسيحيين المشرقيين؟

أوليس هذا ما يفعله المد التبشيري الإنجيلي المتصهين في صفوف المسيحيين المشرقيين. في إسرائيل يخشون التقرب من اليهود ولكن باتفاق مع الحكومة هناك وبمساعدتها أطلقت يدهم في التبشير في صفوف المسيحيين المشرقيين؟

وهكذا مع الحكومات الدكتاتورية والطائفية إن في مصر او تركيا او العراق. حتى في كردستان لهم اتفاقيات مع الحكومة المحلية وعهود بعدم التقرب صوب المسلمين وتساعدهم الحكومة الكردية في كل ما يريدونه أن يفعلوا بالمسيحيين المشرقيين والأقليات مثل الإيزيدية.

أما صوب المسلمين فويل لهؤلاء المبشرين المتطرفين الجدد التقرب منهم.

هل هذه هي المسيحية وهل هذا هو الإنجيل؟

ووصل الترويع الى درجة أن أي من البطاركة المشارقة ليس بوسعه فتح فمه وأن ينطق كلمة واحدة ضد هؤلاء الذي يحدثون إختراقات كبيرة لا علاقة لها بروح المسرة والبشارة في صفوف أتباعهم.

حتى البطريرك الكلداني المشهود جرأته في الكلام أجبروه  وهددوه بصورة مبطنة، على الصمت والقبول بمرارة وعلى مضض بهذا التبشير غير المسيحاني في العراق وحصرا بين أتباعه.

إن كان هؤلاء البطاركة يخافون الكلام بعد ما ورد مسامعهم من تهديد، فأنا لا أخاف.

المسيحي الذي يبشر في صفوف المسيحيين المشرقيين ويلغي بذلك تراثا مسيحيا لم تشهد الأرض مثل نقائه  وقربه من المسرة والبشارة لا يختلف عن المتطرفين المسلمين التكفيريين، وهذه ما يقوم به أصحاب المد التبشيري الإنجيلي المتطرف في الشرق حاليا.

لمصلحة من يتم تشتيت المسيحيين المشرقيين بتغيير قناعتهم باستخدام وسائل غير مسيحية؟

أما من هو الأجير ويتقاضى المبالغ إن كان من السعودية او الإمارت او قطر او متحالفا مع أردوغان والإخوان المسلمين فليس إلا هؤلاء المبشرين الجدد وقادتهم الذين  يأتون إلينا نحن المسيحيين فحسب بلباس الحملان وهم ذئاب خاطفة، هنا أنقل من تراث وأرشيف كنيستي الكلدانية المشرقية المجيدة التي عانت الكثير واليوم تعاني من هجمة شرسة أخرى كبيرة، ولكن مع الأسف أصحابها يدعون المسيحية والمسيح والإنجيل منهم براء.

وأكرر هنا ما أتيت بها والذي لا أظن باستطاعة المدافعين عن هذا الوباء الجديد الذي لا يختلف كثيرا عن وباء التطرف الإسلامي  التعامل مع تساؤلاته، وهذا بشهاد كل البطاركة المشرقيين وأحبارهم ورعاياهم الذين التقيت والتقي بهم في مهمة مشروع بحثي حول الخطاب الديني.

ولا يتصور هؤلاء (اثنان او ثلاثة) أن كلماتهم الجارحة وطعونهم ستؤدي الى انسحابي وانكساري، على العكس، كلما رأيت تجريحهم وتهربهم وإيرادهم لأمور لا علاقة لها بهذا الموضوع الحساس، زاد إصراري على أن آن الأوان كي يطلع شعبنا المسكين على المؤامرة الكبرى التي يحيكها هؤلاء ضد وجودة ومشرقيته المسيحية، المؤامرة التي لا تختلف في كثير من الجوانب من الاضطهاد الذي يأتي من التطرف الإسلامي.

قتل الثقافة – الثقافة المشرقية المسيحية – يرقى الى قتل المسيحي المشرقي. وهذا بالضبط ما يفعله هؤلاء بحملة التنصير الجديدة المدعومة من المتطرفين الإسلاميين والحكومات الطائفية والقبلية والدكتاتورية في المنطقة.

وأدناه ما أوردته وأكرره كي يطلع شعبنا المسيحي المشرقي المسكين والمغلوب على أمره على ما يحاك له من مؤامرة كبيرة ضد مشرقيته المسيحية:


--------
الأسئلة التي توجه لي أغلبها خارج نطاق وسياق المواضيع التي أكتبها وهي كما قلت تأتي من شخصين او ثلاثة غايتها الإساءة وتشويه السمعة.

وهناك مثلا من يساوي بين المد التبشيري الخطير للفرق الإنجيلية المتصهينة Christian Zionists في مصر وفلسطين والأردن ولبنان وسوريا والعراق  في صفوف المسيحيين المشرقيين وبين المسيحية المشرقية.

شخصيا لدي علاقات قوية جدا مع كافة أطياف شعبنا وكنائسه على الخصوص مع الأشقاء الأرثوذوكس من الكنيسة السريانية، لأن بعض أساقفتهم وكهنتهم من تلامذتي، وهذا فخر عظيم لا بعده فخر؟

ولدي علاقات قوية مع الأقباط وهم كنيسة مرقسية أرثوذوكسية والتقيت مع البابا السابق شنودا  في إحدى زياراتي لمصر لجمع المعلومات عن الخطاب الديني.

المقابلة استغرقت حوالي الساعة ومما قاله ومدون في دفتر ملاحظاتي إنه يخشى التبشير الغربي وخصوصا المد الإنجيلي الصهيوني الحديث لأن هؤلاء المبشرين الجدد يشكل خطرهم على كنيسته ربما أكثر من خطر المتطرفين المسلمين لأنه هؤلاء الدخلاء الجدد يرون في كنيسته كنيسة هرطوقية ويعملون ما في وسعهم وما يملكون من مال وسطوة كبيرة لقلع الأرثوذوكسية المرقسية من الوجود ومن ثم لا يتقربون في تبشيرهم صوب المسلمين لا بل يطلبون مساندتهم لاضطهاد شعبه. وقال هل نحن الأقباط في الوضع الذي نحن فيه في حاجة الى بطريركية كاثوليكية قبطية او كنائس إنجيلية جديدة من الغرب أم المساعدة على الحفاظ على مشرقية وأرثوذكسية كنيستنا التي استطاعت الحياة رغم الاضطهاد الإسلامي لألفي سنة ولكنها في خطر من المد التبشيري الإنجيلي الحديث.

والبطريرك ساكو الذي يدافع البعض عنه لغاية في نفس يعقوب كان يصرخ من الألم من المد التبشيري الإنجيلي المتطرف ولكنه أجبر على الصمت وقبول الأمر الواقع المرير بعد أن هاجمه ومعه تهديد مبطن مسؤول أمريكي كبير من اليمين المتطرف المسيحي ومنذ ذلك الحين والبطريرك صامت والإنجيليون المتطرفون يحدثون اختراقات خطيرة في كنيسته ورعيته في العراق والمهجر والشتات.

كل أرثوذكسي التقيته من المطارنة والبطاركة وأخرها في سوريا في زيارتي الأخيرة هذا العام اول أمر يشتكون منه هو المد الإنجيلي اليميني المتطرف في صفوف كنائسهم وهم يخشونه خشيتهم للتطرف الإسلامي.

وأنظر كيف كان الإنجيليون المتطرفون الذي يحكمون البيت الأبيض اليوم على وشك تدمير تركيا ومعها السلطان العثماني أردوخان فقط لأنه سجن قس من جماعتهم.

أما ما يفعله أردوخان والمجاميع الإسلامية المتطرفة التي يقودها في سوريا بالمسيحيين المشرقيين فهذا لا علاقة لهم به ويبقى حبيبهم وصديقهم المدلل. المشرقيون مسيحيون لديهم عندما يصبحون مثلهم.

ولهذا لن يحرك هؤلاء الإنجيليون المتطرفون الذين يحكمون البيت الأبيض ساكنا لإنقاذ صديقنا وحبيينا الملفان الكبير الأرثوذكسي الأصيل مع روح مسكونية مشرقية سامية مطران حلب للسريان الأرثوذكس يوحنا إبراهيم ومعه المطران بولس اليازجي رغم أن القاصي والداني يعرف انهما إما لدى السلطان العثماني أردوغان او المجموعات الإرهابية التي يقودها في سوريا إن لم يكن قد نالا تاج الشهادة على يديه.

قس إنجيلي من اليمين الإنجيلي الصهيوني المتطرف  Christian Zionism يساوي لدى اليمين المسيحي الإنجيلي المتطرف في الغرب وأمريكا على الخصوص   المسيحية المشرقية برمتها. أليس هذا درسا كافيا!


485
الأسئلة التي توجه لي أغلبها خارج نطاق وسياق المواضيع التي أكتبها وهي كما قلت تأتي من شخصين او ثلاثة غايتها الإساءة وتشويه السمعة.

وهناك مثلا من يساوي بين المد التبشيري الخطير للفرق الإنجيلية المتصهينة Christian Zionists في مصر وفلسطين والأردن ولبنان وسوريا والعراق  في صفوف المسيحيين المشرقيين وبين المسيحية المشرقية.

شخصيا لدي علاقات قوية جدا مع كافة أطياف شعبنا وكنائسه على الخصوص مع الأشقاء الأرثوذوكس من الكنيسة السريانية، لأن بعض أساقفتهم وكهنتهم من تلامذتي، وهذا فخر عظيم لا بعده فخر؟

ولدي علاقات قوية مع الأقباط وهم كنيسة مرقسية أرثوذوكسية والتقيت مع البابا السابق شنودا  في إحدى زياراتي لمصر لجمع المعلومات عن الخطاب الديني.

المقابلة استغرقت حوالي الساعة ومما قاله ومدون في دفتر ملاحظاتي إنه يخشى التبشير الغربي وخصوصا المد الإنجيلي الصهيوني الحديث لأن هؤلاء المبشرين الجدد يشكل خطرهم على كنيسته ربما أكثر من خطر المتطرفين المسلمين لأنه هؤلاء الدخلاء الجدد يرون في كنيسته كنيسة هرطوقية ويعملون ما في وسعهم وما يملكون من مال وسطوة كبيرة لقلع الأرثوذوكسية المرقسية من الوجود ومن ثم لا يتقربون في تبشيرهم صوب المسلمين لا بل يطلبون مساندتهم لاضطهاد شعبه. وقال هل نحن الأقباط في الوضع الذي نحن فيه في حاجة الى بطريركية كاثوليكية قبطية او كنائس إنجيلية جديدة من الغرب أم المساعدة على الحفاظ على مشرقية وأرثوذكسية كنيستنا التي استطاعت الحياة رغم الاضطهاد الإسلامي لألفي سنة ولكنها في خطر من المد التبشيري الإنجيلي الحديث.

والبطريرك ساكو الذي يدافع البعض عنه لغاية في نفس يعقوب كان يصرخ من الألم من المد التبشيري الإنجيلي المتطرف ولكنه أجبر على الصمت وقبول الأمر الواقع المرير بعد أن هاجمه ومعه تهديد مبطن مسؤول أمريكي كبير من اليمين المتطرف المسيحي ومنذ ذلك الحين والبطريرك صامت والإنجيليون المتطرفون يحدثون اختراقات خطيرة في كنيسته ورعيته في العراق والمهجر والشتات.

كل أرثوذكسي التقيته من المطارنة والبطاركة وأخرها في سوريا في زيارتي الأخيرة هذا العام اول أمر يشتكون منه هو المد الإنجيلي اليميني المتطرف في صفوف كنائسهم وهم يخشونه خشيتهم للتطرف الإسلامي.

وأنظر كيف كان الإنجيليون المتطرفون الذي يحكمون البيت الأبيض اليوم على وشك تدمير تركيا ومعها السلطان العثماني أردوخان فقط لأنه سجن قس من جماعتهم.

أما ما يفعله أردوخان والمجاميع الإسلامية المتطرفة التي يقودها في سوريا بالمسيحيين المشرقيين فهذا لا علاقة لهم به ويبقى حبيبهم وصديقهم المدلل. المشرقيون مسيحيون لديهم عندما يصبحون مثلهم.

ولهذا لن يحرك هؤلاء الإنجيليون المتطرفون الذين يحكمون البيت الأبيض ساكنا لإنقاذ صديقنا وحبيينا الملفان الكبير الأرثوذكسي الأصيل مع روح مسكونية مشرقية سامية مطران حلب للسريان الأرثوذكس يوحنا إبراهيم ومعه المطران بولس اليازجي رغم أن القاصي والداني يعرف انهما إما لدى السلطان العثماني أردوغان او المجموعات الإرهابية التي يقودها في سوريا إن لم يكن قد نالا تاج الشهادة على يديه.

قس إنجيلي من اليمين الإنجيلي الصهيوني المتطرف  Christian Zionism يساوي لدى اليمين المسيحي الإنجيلي المتطرف في الغرب وأمريكا على الخصوص   المسيحية المشرقية برمتها. أليس هذا درسا كافيا!


486
مسك الختام


إخوتي وأخواتي القراء،

السلام معكم ومع السلام نفحات من نسيم البشارة والمسرة.

وإذ أختتم إطلالي على هذه الصفحة التي تقاطرتم إليها بأعداد هائلة، ربما غير مسبوقة في تاريخ منتديات شعبنا، أقف لكم إجلالا وامام حبكم لمسيحيتكم المشرقية إكراما.

وإن كان هناك استفتاء، فإن عبور تواجدكم في هذه الصفحة عتبة السبعين ألفا، لعمري دليل واضح ومؤشر لا غبار عليه على مناصرتكم ليس "لظاهرة ليون برخو"، لأن ليس هناك ظاهرة ولا هم يحزنون.

هناك ظاهرة "المسيحية المشرقية" التي تشكل كنيسة المشرق الكلدانية-الأشورية واحدا من أركانها الأساسية. هذه هي الظاهرة التي شكل توجدكم الكثيف في هذه الصفحة دعما قويا لها.

وبكثافة تواجدكم تطلقون صرخة استنكار وإدانة شديدة لكل من يضطهد ويهمش خصوصية هذه الكنيسة المشرقية المجيدة، في أرض الأجداد التي نحن في طريقنا لخسارتها إن لم نكن قد خسرناها للتو، او في المهجر او الشتات.

وتواجدكم رسالة لكل أبناء وبنات هذه الكنيسة المجيدة بشتى ميول ومذاهب أبنائها وبناتها أن واحدا من أهم سبل البقاء ومقاومة عوادي الزمن والمحافظة على جوهر مسيحيتنا المشرقية وأصالتها ونكرانها لذاتها في سبيل البشارة والمسرة وكلمتها التي نستعد لاستقبالها يتمثل في الحفاظ على خصوصيتها الثقافية والطقسية واللغوية والتراثية والفنية لأن كلها تتكئ على المسرة وتتغنى بالكلمة.

لنحاول المحافظة على خصوصية مسيحيتنا المشرقية كما عرفتها وقدمت لها في هذه الصفحة ولا نستبدلها بأي شيء أخر لأن هذا في رأي هو السبيل الوحيد المتاح أمامنا لمقاومة الضياع والذوبان في عالم اليوم.

وسلامي معكم وسأبقى معكم وأفكر فيكم وسيكون لكم مكانة في قلبي كبيرة وأعدكم أن أطل عليكم بمزيد من الروائع.

وأترككم في حفظ البتولة، الطاهرة، العذراء مريم، ومع مريميتنا لنكرر سوية:
3.4
3.4.1 وْاوْهْاوْ يَوْمْا دْوْوْحْرَانا      دْپَرْشْيْنْ طْاوهْ من بْيْشِهْ
وفي يوم الدينونة                الذي يتم فيه فرز الأخيار عن الأشرار 
3.4.2 نْشْتْوْى دْعْمّهْ نْثْبَسَّمْ          بَغْنْوْنا دْمَلْكْوثْ رَوْمْا
يكون لنا استحقاق التنعم معها    بعرس ملكوت السماء 
3.4.3 وْنِزْمَرْ شْوْحْا تْلْيْثايا        لأوا واورا ْورْوحْ قُدْشا
ونزمّر تسبحة الثالوث             الأب والأبن والروح القدس

والى اللقاء

487
الأخ عبد الاحد سليمان المحترم

تحية طيبة،

ورد في تعقيب لحضرتك في مقال للأخ متي اسو الاتي:

"الكرة في ملعب الدكتور برخو كما يقال فهو الوحيد الذي يمكنه كسب احترام القراء له وتلافي الردود الجارحة من قبل البعض الذي يرى أنها الوسيلة الوحيدة للرد على آرائه المتطرفة ."

وأنا أعقب على مقولتك أقول إن الردود الجارحة من شخصين او ثلاثة حتى الان ترتد على أصحابها ولا تهمني قيد أنملة وتظهر معدن مطلقيها، وهي ليست الوسيلة الوحيدة  للرد كما تقول بل الوسيلة الوحيدة للذين لا حجة لهم والفاشلين، مع احترامي.

وكسب احترام القراء، إن تقصد الذين يأتون بردود جارحة، فأنا شخصيا لا أكترث لهم وهم أقل من أصابع اليد الواحدة.

والتجريح بحدّ ذاته علامة مشينة للذي يمارسه فهو الذي عليه ان يكسب احترام الأخرين.

لو تعلم ما التجريح الذي يأتي ضد البابا فرنسيس من قبل بعض الكرادلة والأساقفة الكاثوليك وبعض المواقع الكاثوليكية المحافظة لأصبت بالهلع. هل هذا دليل ان البابا (حاشى) يفقد احترام القراء؟

تحياتي


488
بعض التعقيبات طويلة وعدد كلماتها أكثر من المقال. مع احترامي لكتابها، ولكن من الصعوبة في مكان الإجابة عن كل ما يثار فيها لتكرار المسائل المثارة.

وهناك ما أراه مغالطات والتباس غايته التشويش والتكرار في التعليق لا يتسع الوقت للإجابة عنه لأنه يتطلب وقتا او مقالا منفصلا.

وأشير هنا وبعجالة وقد أعرج على أمور أخرى أن مثلا مصطلح " الصهيومسيحية " الذي يرد في تعقيب الأخ متي أسو وينسبه الى "الإسلاميين وموزعي النعمة التكفيرية". إن مصطلح "الصهيومسيحية" ترجمة عربية لمصطلح غربي أميركي صرف صاغته الصحافة الغربية والأمريكية منها على وجه الخصوص ويرد بكثرة في أمريكا وتتباهى به بعض الفرق المسيحية الانجيلية في أمريكا. وهم يمينيون متطرفون يؤمنون قولا وممارسة وفعلا بحرفية النصوص المقدسة ولهم سطوة وقوة مهولة في أمريكا واليوم لهم تقريبا القول الفصل في سياسات البيت الأبيض:

https://www.nytimes.com/2019/03/30/us/politics/pompeo-christian-policy.html
https://www.nytimes.com/2007/07/29/us/29evangelical.html?mtrref=www.google.com&gwh=65C5E899B180D4BDA90C044C309A4180&gwt=pay&assetType=REGIWALL
https://merip.org/2019/08/countering-christian-zionism-in-the-age-of-trump/

هذه فقط واحدة من عد ة مغالطات أخرى ترد في تعقيبه، وهو مرحب به، ولكن هناك اندفاع كبير لتبرير الموقف دون مصداقية وتحقق من المعلومة كما هو الشأن مع مصطلح "الصهيومسيحية"  Christian Zionizim or Christian Zionists .

انا لا أتوقع من أي منا يقع في خانة التطرف ان يغير موقفه. وهكذا تلاحظون ما إن فككنا موقفا او تشويشا او التباسا حتى اتى الأخوة وهم إثنين او ثلاثة مع جل احترامي لهم بأمور أخرى من هنا وهناك دون تمحيص وتحقق وتأكيد ومراجعة  المعلومة ، أي التعليق من أجل التعليق او من أجل تشويه السمعة والشخصنة فحسب.

 

489
الأخ بولص آدم المحترم

تحية طيبة،

بعد أن جعلت من الفيلسوفة حنا آرندت Hannah Arendt مادة نقاش في هذا المنتدى، تدخلنا في عالم الفيلسوف الأمريكي جورج سانتاينا George Santayna هذا العملاق  الذي تضعه موسوعة جامعة ستانفورد للفلسفة في قمة الفلاسفة والمفكرين الأمريكيين.

https://plato.stanford.edu/entries/santayana/

وله مقولة أخرى شهيرة جدا تتساوق وتتناغم مع النقاش الذي نحن فيه حيث يقول إن الذين ليس في استطاعتهم تذكر الماضي سيحكم عليهم إعادة ما اقترفوه فيه.

ومن أجمل أقوال البابا فرنسيس قوله: "لا نحتاج إلا الى قليل من التاريخ" كي نعرف الشر والظلم والشيطنة التي هي جزء من تاريخنا كلنا دون استثناء (في إشارة  منه الى تاريخ الأديان دون استثناء عند حديثه عن العنف والإرهاب).

تحياتي


490
مقتبس من:  link=topic=958053.msg7682123#msg7682123 date=1575637229

...اتمنى ان تهتم كنيستك بك،...



وردت هذه العبارة المقتضبة في تعقيب للأخ بولص آدم في مقال أخر، بيد أنني أرى أن التمني الذي هو بمثابة سؤال على صيغة المثبت يأتي جوابه ضمن سياق هذا المقال.

وجوابي، نعم أخي العزيز، فإن كنيستي ممثلة بالكردينال المسؤول عن الكاثوليك في شمال أوروبا والدول الإسكندنافية يهتم بي كثيرا ما يجعلني مثار حسد (إن جاز التعبير) من قبل الأساقفة والكهنة والأخرين.

ألتقي معه ضمن مجموعة أساتذة الجامعات الكاثوليك ويجتمع بنا ويسمع إلينا.

وهو يحب المشرقيين المسيحيين كاثوليكا وغيرهم حبا جما ويتواصل معهم على الدوام.

وهو مطلع على نشاطي وأهديه كل كتاب جديد أصدره وكثيرا من المقالات التي أكتبها في الصحافة العربية او العالمية.

وبعد اطلاعه على مقالات لي في الصحافة العربية، كتب معلقا: .This is providential  لن أترجم العبارة ولكنني أراها ردا مقحما على التشويش والطعون والتجريح  ... .

ويشرفني أنني في عهد البابا بندكتس عندما كانت علاقات الفاتيكان مع العالم الإسلامي في أزمة شديدة، تمكنت من تنظيم لقاء مهم للغاية له كممثل للفاتيكان مع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومن ثم ترتيب لقاء مهم له مع قناة الجزيرة استغرق ساعة وأجاب فيه بحكمة ورصانة وروح مسيحانية نابعة من المسرة والبشارة لأسئلة محاوريه.

ولا سر في هذا، فهو يدعمني حتى هذه اللحظة وهو بمثابة أستاذ لي لأنه ضليع باللغات والمعرفة وشتى أصناف العلوم إضافة الى اللاهوت وأستأنس برأيه كثيرا.


491
حملة التشهير على "ظاهرة ليون برخو" ترتد عليك وتزيد "الظاهرة" تألقا وتأثيرا واستقطابا؛ ومن أقامك يا متي اسو حكما او ديانا على مسيحية الأخرين؟


هذه اول مرة أرد على سلسلة مقالات (حوالي عشرة مقالات) كتبها الأخ متي اسو في حملة منهجية للتشهير بما يسميه "ظاهرة ليون برخو." هذا ناهيك عن عشرات وعشرات التعقيبات التي أحيانا ينسخها ويقصها ويتحول بها من مقال الى أخر وأغلبها خارج نطاق المواضيع التي اتناولها وسياقها.

وهنا اضطررت للرد لأن في المقال الأخير الذي وضعه على صفحات المنتدى يثير الشكوك حتى في مسيحيتي المشرقية لا بل يذهب بعيدا ودون أي وخز ضمير حيث يقيم نفسه ديانا وحاكما على مسيحية الأخرين ويتهمني بأنني لست مسيحيا مشرقيا او أنني على دين أخر.

حتى البابا فرنسيس الذي لدى أتباعه (1.3 مليار نسمة) يمثل المسيح على الأرض يرفض إدانة الأخر، مسلما كان او مسيحيا ينتقد المؤسسة المسيحية بقسوة او متهما إياه (أي البابا)  أنه على هرطقة ويجب عليه مغادرة كرسي بطرس الذي يجلس عليه. ويرفض بشكل قاطع حتى إدانة اللواطيين الذين تدينهم آيات واضحة في الكتاب المقدس والعهد الجديد وتحكم عليهم بالقتل والترويع. 

وفي كل ما يأتي به الأخ متي اسو فإنه يستند الى مقال او مقالات محددة ظهرت قبل حوالي عشر او تسع سنوات وعلى اقتباسات خارج سياقها كانت تعليقا على عملية إرهابية في النرويج قام بها إرهابي من اليمين المسيحي المتطرف وله بيان عام أضعه هنا والمقال في الأساس كان تعقيبا عليه وفيه اقتباسات كثيرة ورموز دينية لما هو عليه كمتطرف وأصولي:

https://publicintelligence.net/anders-behring-breiviks-complete-manifesto-2083-a-european-declaration-of-independence/

وهذا الإعلان يشترك في المتن العنيف الذي فيه الكثير من أعضاء اليمين المتطرف في الغرب شأنهم شأن المتطرفين من كل الألوان.

وهذا البيان الذي يستند فيه هذا الإرهابي على آيات من العهد القديم والجديد تتخذ بعض نصوصه ومفاهيمه الكثير من الحركات المسيحية المتطرفة وعلى الخصوص في أمريكا والتي حاليا تدير دفة الحكم هناك، تتخذه جزءا من أدبياتها.

 وكما يقول البابا فرنسيس لا يخلو أي دين من المتطرفين وهم ومتواجدون في المسيحية وضمن صفوف الكاثوليك وأي دين او مذهب أخر، وهم لا يختلفون في ميلهم صوب العنف والشر بغض النظر عن اختلاف دينهم، وأن أتباع الأديان المختلفة كلها متساوون في اقتراف الشر وشيطنة الأخر المختلف. وللبرهنة على ذلك، قد لا نحتاج الا الى قليل من التاريخ.

هل ممكن أن يقول لنا الأخ متي اسو من أين تحصل بعض القنوات التلفزيونية اليمينة المسيحية المتطرفة باللغة العربية والتي تطفح كراهية وهي نسخة طبق الأصل من القنوات التكفيرية الإسلامية التي تثير الكراهية للأخر والتي يدافع عنها في مقاله؟ أساتذة الإعلام يقولون البنى التحتية فقط لتدشين قناة تلفزيونية واحدة تكلف حوالي 50 مليون دولار؟

إن لم يكن الأخ متي اسو يعرف، فأنا أدله على مصدرها وهؤلاء المسيحيون المتطرفون هم من يقف سدا منيعا في وجه أي هيئة ومنظمة دولية تدين دول الخليج العربية او حكامها او أي حركة متطرفة تكفيرية إسلامية أخرى، لا بل الاثنان في الطريق ذاته.

وهذا لقاء مهم دشن لتعاون كبير في أغلب المضامير بين قادة متطرفين مسيحيين بعضهم يعمل مستشارا في البيت الأبيض مع ولي العهد في السعودية. أهمية اللقاء ومفصليته تأتي من توقيته وأهمية ومكانة قادة المتطرفين من الإنجيليين المسيحيين المشاركين فيه:

https://apnews.com/e7f10269e60b46dabe31c455fa04017e

https://www1.cbn.com/cbnnews/israel/2019/september/evangelical-leaders-see-the-untold-story-of-saudi-arabia-in-historic-trip

وللأخ متي أقول إن ما تقوم به هو حملة للتشهير او حتى "الشيطنة" لأن حضرتك تتخذ من الدين ومن نصوص محددة لشيطنة الأخر كما يفعل المتطرفون من أي لون او دين او مذهب.

إنك تريد إسكات ما يراه الأخرون إنه "الحق" من وجهة نظرهم، وتريد من الأخرين أن يروا ما تراه أنت الحق.

وهذا حدث في كل الأجيال.

قال منصور الحلاج "أنا الحق" حسب وجهة نظره، وصلبوه وقتلوه شر قتلة.

وأنت أيضا تريد ان "تصلب" الأخر بطريقتك الخاصة وهذا أتى في تعقيب لك تقول فيه يجب إسكات "ظاهرة ليون برخو" او لا يجوز السكوت عنها. هل حقا أنا "ظاهرة"، أي حقيقة او واقعة يجب دراستها وملاحظتها من قبل العلماء والباحثين؟ أنا لست هذا، ولكن هذا دليل أن "ظاهرة ليون برخو" قد اقضت مضاجعك.

ليون برخو يا اخي يرى صورة الله المتجسد في كل إنسان وحتى في "متي اسو". ولا يرى أي دين او ميل أفضل من دين او ميل أخر الا لدى أصحابه. ولا يرى أي نص أكثر قداسة وسموا مما لدى الأخر إلا لدى أصحابه.

ودعني أقول إنك بموقفك هذا تشبه الكثير من المتطرفين المسلمين الذين يكفرون الأخر ويحاولون إسكاته فقط لأنه يرى "الحق" من وجهة نظر مختلفة.

والمتطرفون من كل الألوان والمشارب يجعلون من أنفسهم الحكم والديان والقاضي حول المسائل الفقهية والدينية ويلغون الذي لا يتفق مع وجهة نظرهم، ويعملون على اسكاته، وإن لا قتلوه، وهذا ما تقوم به حضرتك؛ فقط لا تستطيع قتلي لأنك تفتقر الى الوسيلة، حسب ظني.

وهؤلاء المتطرفون من أمثالك وأمثال الذين تدافع عنهم حاولوا إسكاتي بشتى الطرق وحتى قتلي وفي أدناه بعض أقوالهم التي تشبه أقوالك ومواقفك حول ذات المواضيع والنصوص التي تثيرها وتكررها.

وأنا لن أغوص في دوافعك بل سأمر عليها مرور الكرام في نهاية المقال، ولكن أن تقيم نفسك ديانا على مسيحية الأخرين أظن أنك تذهب بعيدا وتضع نفسك في خانة هؤلاء المتطرفين التكفيرين الذين يشنون حملة هوجاء ضد أي شخص يختلف عنهم لغرض إسكاته، متخذين من دينهم ونصوصهم حجة كما تفعل حضرتك.

ما الفرق بين حملة التشهير والشيطنة ادناه التي يشنها المتطرفون المسلمون ضدي (وهذه نتف محددة فحسب) وبين ما تجتره من سيل من المقالات والتعقيبات المكررة وبالعشرات غايتها شيطنة الأخر من خلال المس بدينه (مسيحيتي المشرقية) واتهامه بأنه ربما على دين أخر او الطلب منه التحول الى دين أخر:

"ما الذي يراد للمسلم من وراء هكذا مقالات تدس السم في العسل وتنشر في صحافتنا المحلية؟ أم هل هي محاولة جديدة لتمييع عقيدة الولاء والبراء في النفوس؟ أم هل هو اجهاض لاستهجان الصليب في أفئدة المسلمين فلا يبالون إن رأوا النصارى يتطاولون بصلبانهم في بلدان المسلمين؟

مثال صارخ آخر على اختراق المنصرين لصحافتنا المحلية والخليجية عبر كتاب عرب مقيمين بين أظهرنا أو من المغمورين في دول المهجر حيث يلعبون على وتر عقدة الخواجة المهيمنة على العقلية العربية عموما والخليجية والسعودية على وجه الخصوص.

وبشكل عام، فإن من يتابع مقالات...، المدعو “ليون برخو” يدرك مدى براعته في الترويج لدعاية التنصير بشكل سلس وبعبارات حريرية صيغت بشكل جيد في حساء شهي من أنصاف الحقائق والمعلومات المضللة.لله أكبر .. الأستاذ/ عصام مدير يفحم مجرم يدافع عن الصليب و التنصير

ومن هذه الفقرة بدأ الكاتب في خلط الأمور وتضليل القارئ السعودي والعربي

سجل هذه الحقائق الموثقة أيضاً ... ضد “الصليب الشرقي” الذي تمجده لقراء صحيفة سعودية في بلاد الحرمين.

ويواصل الكاتب السويدي تلميع صليب نصارى المنطقة في سياق متسع من المغالطات

وحقيقة الأمر أنها محاولة من الكاتب (ليون) لاسقاط مدلول الصليب العقائدي (انتبه) على خلفية مبالغ فيها من التجميل لمواقف نصارى االشرق مع شيء من التزوير للمشهد، لعلنا نتقبل “الصليب الشرقي” ضمن نسيجنا الثقافي، وهو ما يريد الكاتب الوصول إليه حقيقة بمهارة عالية في التضليل وخلط الأمور لدى من لا يعلم خبايا تاريخ نصارى المنطقة ويجهل حقيقة الصليب ومدلولاته..

يريد لنا أن تتسع صدور أهل بلاد الحرمين لصلبان الكنائس الشرقية في كافة جزيرة العرب وأطرافها.

(إنه من ) أشباه “المثقفين” أو المنصرين.

لو فتشنا وراء كواليس ... “ليون برخي” لوجدنا حقيقة الأمر وهي أنه قد بات لكثير من نصارى المنطقة اليوم أجندة خفية تتقاطع في أهدافها مع أجندة التنصير والتي تتمثل في اصرارهم المتعاظم هذه الأيام على ربط حقوقهم بموقف المسلم الايماني تجاه أركان معتقداتهم الفاسدة مطالبين بتنازلات من المسلمين على مستوى عقيدتنا نحن تجاه معتقداتهم.

أنه دوما ما يبدو متباهياً للقارئ السعودي بدرجته الأكاديمية وبقراءاته لمؤلفيين غربيين وسويديين، كما فعل أيضا في مقاله الأخير.

 لاحظ أيضاً أنه لم يقل نبي الله. ولا قال النبي. المتعارف عليه أنه لا يكتب “الاسلام ونبيه” أو “نبي الإسلام إلا نصارى العرب” فهل هو منهم؟."

وأقول وبالفم الملآن يا أخي متي أسو إنك نموذج للتطرف ولا أجزم ولكنك لا بد وأن تكون ضمن مجموعة يمينية مسيحية متطرفة على شاكلة القادة الإنجيليين المتطرفين الذين يحلون أهلا وسهلا في دول الخليج العربية ويتلقون الدعم المالي الكبير من ثرائها الفاحش وبواسطة هذا المال يؤسسون قنوات تلفزيونية تحفز على الكراهية ويشنون حملة تنصير شعواء في صفوف المساكين من الطوائف المسيحية المشرقية حصرا:

https://apnews.com/e7f10269e60b46dabe31c455fa04017e

https://www1.cbn.com/cbnnews/israel/2019/september/evangelical-leaders-see-the-untold-story-of-saudi-arabia-in-historic-trip

أخشى أن حضرتك من هذه الشاكلة المتطرفة التي تشن حملة هوجاء لتنصير المسيحيين المشرقيين حيث أنها ترى أن مسيحيتهم على باطل ومسيحيتها على حق بينما العكس صحيح، مستندة الى ما تملكه من مال (بعضه او الكثير منه يأتي من السعودية والإمارات وقطر) وقوة وسطوة وجبروت دولة هي الأعظم في العالم كل هذا تسلطه على المسيحيين المشرقيين فحسب او دول مسيحية فقيرة في أمريكا اللاتينية.

هذا المد التنصيري المعاصر الذي يحصره هؤلاء المتطرفون المسيحيون في صفوف المسيحيين وحسب يراه المسيحييون المشرقيون خطرا داهما على مشرقيتهم المسيحية ومنهم البطريك الكلداني والأخرين من البطاركة المشرقيين من مصر الى فلسطين ولبنان وسوريا والأردن والعراق وأظن أن حضرتك تروج له كثيرا وقد تقع ضمن القائمين على تعبئته والله أعلم. وفي هذا الموقف الذي يدعو الى وقف المد التبشيري الإنجيلي في صفوف المسيحيين المشرقيين أتفق مع البطريرك الكلداني وأشقائه البطاركة المشرقيين الأخرين قلبا وقالبا.

ومن هنا علينا حماية مشرقيتنا المسيحية ومن هنا تشبثي بمسيحيتي المشرقية ومن هنا القائي الضوء حتى الآن كان خافتا أن هذه المسيحية في خطر كبير ليس من الإرهاب والعنف في الشرق الأوسط فحسب بل من الدخلاء المتطرفين من المسيحيين المتطرفين الجدد الذين يشنون حملة تنصير كبيرة ومدعومة إقليميا وخليجيا ودوليا في صفوفهم وفي اوطانهم الأصلية او في المهجر او في الشتات.

 وكان في السابق البطريرك الكلداني يصرخ من الألم الذي يحدثه هؤلاء القادمون الدخلاء الجدد الغرباء من بعض المسيحيين المتطرفين من الإنجيلين، ولكن السطوة والجبروت من داخل العراق وخارجه أجبرته هو وغيره من البطاركة المشرقيين اللجوء الى الصمت رغم الاختراقات الكبيرة التي تعارض أبسط المبادئ المسيحية في صفوف المنتمين لكنائسهم المشرقية الرسولية في العراق والمهجر والشتات إن في مصر او فلسطين او لبنان او الأردن او سوريا.

أنت تروج لهذا "الحق" الذي أنت فيه وتريد تطبيقه على الأخرين، ولكنك عن قصد او دون قصد تقع في الصف الأخر من السياج الذي يمثله المتطرفون أصحاب الأقوال أعلاه.

وأظن أي منصف يقرأ النصوص التي يكتبها المتطرفون المسلمون لشيطنتي فإنه لن يفرق بين ما تكتبه حضرتك وهذه النصوص.

وأشكرك مرة أخرى لأنك جعلت مني "ظاهرة، ولكن وبكل تواضع أقول لك لن تستطيع إسكات هذه الظاهرة او احتوائها، لا بل تزيدها تألقا وتأثيرا واستقطابا.

492

تفاهة الشر (3-3)

وتفاهة الشر كما وضحت أعلاه تنحصر بتفاهة البشر في كثير من الأحيان. وأرى ان حنا ارندت استطاعت تفسير ظواهر كثيرة كانت خافية علينا منها الثورات والانتفاضات وكذلك ما تطلق عليه عدم التمييز بين ما نقول مثلا إنه نصوص مقدسة او غيرها وما  نؤمن به وما نمارسه على أرض الواقع.

وهذا يأتي في ما أظن أنه أهم كتاب لها صدر في عام 1958 وجرت ترجمته الى العربية تحت عنوان "الوضع البشري" او The Human Condition

وتقول ما معناه إن ما  لنا من دساتير او نصوص التي تحدد لنا الأخلاق والتصرف شيء، وما نمارسه على أرض الواقع شيء أخر. وتستشهد باللغة أو الأطر الخطابية التي نستخدمها والممارسات التي نقوم بها.

وكتابها "الوضع البشري" او الحالة البشرية" التي نحن عليها يخص الغرب حصرا، بيد أنه ينطبق على الحالة او الوضع البشري في كل مكان، وله علاقة بما يدور الآن في العراق.

 وتتعمق ارندت في الحضارة الغربية وتقسو عليها.

وتقول الغرب أنتج نظما تعسفية تجعل من المجموعات البشرية التي تختلف عنه ضمن نطاقه او خارج نطاقه وكأنها "فائضة عن اللزوم" وهذا ما جرى في أوروبا ضد الأقليات مثل اليهودية والمناطق التي استعمرها الغرب في استراليا وكندا وجنوب وشمال أمريكا. (بالطبع كما قلت النظرية تنطبق في حالات وأوضاع أخرى)

وعندما نعامل المجموعات الأخرى وكأنها "فائضة عن اللزوم" فإننا نغمطها حقها وننتهك حقوق إنسانيتها حتى في طريقة اختيار المفردات اللغوية لتوصيفها ناهيك عن أننا نتصرف وكأن لا حقوق قضائية او إنسانية لها.

وهذا مرده، حسب كتابها، الى أن غاية النظم التعسفية هي تدمير الحقوق المدنية لمجموعة كاملة للبشر.

وتؤكد، أن التدمير الذي يحدثه النظام التعسفي للحقوق الإنسانية لمجموعة كاملة من البشر، يغطي أيضا تدمير حقوقهم اللغوية. (التعريب في العراق مثلا)

وتقول إن إنكار حقوق الإنسان لمجموعة بشرية يرافقه إنكار حقوقهم في الأطر الخطابية واللغوية الخاصة بهم.

إن انتهاك حقوق الإنسان لمجموعة بشرية يقع في ذات الوقت الذي يتم فيها تشويه ما لدى الأطراف والمجموعات الأخرى من مصطلحات خطابية ولغوية تؤشر الى ما هم عليه من ثقافة.

هذا باختصار شديد بعض الأفكار التي ترد في كتابها الذي أظن أنه الأكثر شهرة وتأثيرا في الغرب وجامعاته.

ويبدو ان مكانة حنا ارندت في صعود بدليل الاقتباسات المعرفية والأكاديمية التي أخذة بالتصاعد وعدد الكتب والأبحاث التي تنشر عتها.

وختاما لسلسلة "تفاهة الشر" التي كتبتها، أشكر مرة أخرى الأخ بولص آدم على تذكيره لنا بهذه الكاتبة المبدعة، الفيلسوفة والمفكرة التي لها تأثير بالغ في العلوم الاجتماعية والسياسية على وجه الخصوص.

تحياتي


493
اللغة طريق معرفة وتعليم، من فقد ارضه، لن يفقد ارضا بديلة هي اللغة
لاتحزن ولاتقلق ولن تهزم،اللغة بخير مادام هناك من يعتبرها وشم الروح
ورونقها،اللغة تجمع الناس ولاتفرقهم واللغة حياة بديلة لمن يُطارد ويُهجر
ويباد واللغة من فرط حب الناس لها فكل طرف يعتبرها لغته ويسميها بالاسم الذي يؤدي اليه، فيالأهمية اللغة لغتنا، فماالذي دفع جوفري خان مثلا ان يبحث فيها، اليس يعلم بأن لولا المترجمين من اهلها لضاعت كنوز الأغريق الفلسفية ؟


الأخ بولص آدم المحترم

تحية طيبة

النص في أعلاه اقتباس من اخر رد لحضرتك. وقعت عليه عيناي مؤخرا، وعذرا لتأخيري في التعقيب عليه.

 والعذر مرده أن ما اتيت به من الأهمية في مكان ولا يجوز ان نمر عليه مرور الكرام.

قد يستوجب مقالا منفصلا، ولكن سأكتفي هنا برد مقتضب معقبا على ثلاث نقاط مهمة وردت فيه:

أولا، نعم أنا حزين ويشاركني الحزن أخي وصديقي العزيز ميخائيل ممو. وأين ومتى ما ألتقينا، ينتابنا الحزن على ما آل إليه وضع شعبنا لأننا ابناءه وبناته ساهمنا في هزيمة لغتنا (أنفسنا ووجودنا وكياننا). بيد أن أحيانا هناك إشارات تجعلني اتفاءل ولو بحذر شديد. والتفاؤل مثلا مرده التهافت المنقطع النظير لمريمية كنيستنا المشرقية المجيدة حيث وصل عدد زوارها الى اكثر من 70 الفا وفي وقت قصير، وهذا رقم قياسي بامتياز في منتديات شعبنا. والتفاؤل مرده أيضا أن يكون لدينا ملفان بقامة الملفان ممو يؤلف سلسلة من الكتب لتدريس لغتنا لوحده:

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,946125.0.html

ثانيا، ربط الأرص باللغة. هذا صحيح. اللغة هي الأرض. إن كانت لغتنا معنا فلن نخسر أرضنا. وإن لم تكن لغتنا معنا فنحن لأرضنا خاسرون حتى وإن عشنا فيها. الأرض هي الثقافة التي تشكلنا ومعنا هويتنا، والأرض تعود للثقافة التي تنهض فيها، وليس للميل الذي الناس عليه، أي كان. الأرض لا تتحرك، ولكن الثقافات تتحرك وتحتل الأرض التي تهيمن عليها. إن اخذنا معنا ثقافتنا فإن الأرض التي نحن فيها تعود لنا، وإن اكتسبنا ثقافة أخرى او جرى فرض ثقافة أخرى علينا، فإن الأرض ستعود لتلك الثقافة حتى وإن كنا بين أحضان أشور ونبوخذنصر.

وثالثا، تذكر البروفسور Geoffrey Khan وهو أستاذ اللهجات الأرامية في جامعة كيمبردج الشهيرة. هنا ينتابني الحزن الشديد، لأن الدراسات الحالية في لغتنا وفي أرقى الجامعات في العالم يقوم بها علماء أجانب من النادر ان ترى من أبناء شعبنا في صفوفهم. وهذه الدراسات تقع ضمن إطار اللغات المهددة او التي في طريقها الى الانقراض.

https://www.bokus.com/bok/9781593334239/neo-aramaic-dialect-studies/

تحياتي


494

الاخوة القراء والمعلقون المحترمون

تحية طيب

ربط مفكرين وفلاسفة كبار مثل كارل ماركس وحنا ارندت بالوضع العام في العراق محاولة يثنى عليها، ومن هنا أقدم الشكر للأخ لوسيان في تعقيبه الذي أره في مجملة محاولة ناجعة للبقاء ضمن سياق الموضوع لتفسير ما يدور حاليا في بلد الرفدين.

والشكر والثناء واجب التقديم أيضا للأخ بولص آدم الذي انا شخصيا مدين له لربطه الوضع العام في العراق بفكر وفلسفة حنا ارندت وإثارته نقاشا أرى أننا كنا في حاجة ماسة إليه.

والآراء الشخصية محترمة، ولكن تبقى أراء شخصية ذاتية، تعود لنا كأشخاص. والآراء الشخصية حتى وإن أصبغنا صفة القداسة عليها، يبقى تأثيرها محصورا ضمن ذاتينا ولدى من يتفق معنا.

ولقياس مدى صحة آرائنا الشخصية، علينا وضعها في ميزان العلم والمعرفة والرصانة الأكاديمية. كلما قربت من الرصانة العلمية، زادت صحتها، والعكس صحيح.

واحدة من أكثر الموسوعات المعرفية رصانة اليوم، هي موسوعة جامعة ستانفورد للفلسفة Stanford Encyclopedia of Philosopy. وجامعة ستانفورد الأمريكية واحدة من أفضل أربع جامعات في العالم، وفي بعض المضامير المعرفية تتربع على عرش أفضل جامعة في الدنيا.

هذه الموسوعة تقول: "من الصعوبة في مكان التفكير أن هناك شخص او أشخاص لهم تأثير في تكوين او خلق العالم المعاصر مثل كارل ماركس."

https://plato.stanford.edu/entries/marx/

وهذا يأتي من معقل الرأسمالية (أمريكا).

وأجزم ان ماركس وكتاباته هي بمثابة النصوص التي يراها أصحابها مقدسة في الجامعات الغربية اليوم وزادت أهميتها ومكانتها بعد الأزمة المالية التي عصفت بالعالم الغربي في 2008 وبعد دخولنا عالم الثورة الصناعية الثالثة (الرقمية) والثورة الصناعية الرابعة (الذكاء الصناعي).

وتتربع كتب ومؤلفات ماركس ومعها مؤلفات المفكرين والفلاسفة الغربيين الذي يتبعون نهجه سلم الأكثر مبيعا في العالم حتى هذا اليوم:

https://www.amazon.com/Best-Sellers-Books-132780010-Marx-Karl/zgbs/books/917096
https://www.amazon.com/Best-Sellers-Books-134299010-Marxism/zgbs/books/16022851

وحسب التقارير الأخيرة في الصحافة الغربية والأمريكية على الخصوص، فإن تأثير ماركس في العالم بصورة عامة والمتمدن منه في صورة خاصة تفوق تأثير أي شخصية عرفها تاريخ البشرية:

https://www.smithsonianmag.com/smart-news/karl-marx-is-the-worlds-most-influential-scholar-180947581/
https://www.nytimes.com/2018/04/30/opinion/karl-marx-at-200-influence.html
https://www.newyorker.com/magazine/2016/10/10/karl-marx-yesterday-and-today
https://www.theguardian.com/books/2019/sep/21/best-books-of-the-21st-century
https://www.counterfire.org/articles/analysis/17877-why-marx-s-manifesto-is-still-a-revolutionary-bestseller
https://www.theguardian.com/books/2008/oct/15/marx-germany-popularity-financial-crisis


أما حنا ارندت فتقول فيها موسوعة جامعة ستانفورد إنها واحدة من أكثر الفلاسفة تأثيرا في عالم السياسة والعلوم السياسية.

https://plato.stanford.edu/entries/arendt/

وختاما اريد التأكيد أنني هنا حاولت تقديم نزر يسير عن ما يتردد في الأروقة الأكاديمية والصحافة العالمية والأمريكية على وجه الخصوص حول ماركس وارندت.

وأكرر، الآراء الشخصية مرحب بها لأن قامات شامخة مثل ماركس وارندت تأثيرهما يتجاوز المضامير المعرفية والأكاديمية وقد نقع نحن كأشخاص ضحية لتطبيق او ممارسة النظريات الفكرية والفلسفية التي اتيا بها على أرض الواقع.

كان ماركس ملهم الثورة البلشفية ومنظر الحكم الشيوعي السوفيتي، وأظن ان الكثير من الناس ينظرون باشمئزاز الى هذه الثورة والنظام الذي أنتجته.

رافق الكثير من الظلم والشر الثورة البلشفية ونظمها كمؤسسة حكم، ولكن لا مكان لهذا الظلم والشر في فكر ماركس كفيلسوف ومنظر.

كما رافق ويرافق الكثير من الظلم والشر الرأسمالية ونظمها كمؤسسة حكم، ولكن لا مكان لهذا الظلم والشر في فكر وكتابات فلاسفتها ومنظريها مثل دوي، وبيرس، وبيرشتاين وبوتمان وجيمس الذين أسسوا للفلسفة الذرائعية او البراغماتية التي تتبعها اليوم أمريكا والنظم السائرة في فلكها.

وهناك نقد لحنا ارندت لا سيما مفهوم "تفاهة الشر". بيد أن ارندت كمنظرة وفيلسوفة لم تتبنى حتى الآن أي نظم حكم أفكارها ونظرياتها وحولتها الى ممارسات على أرض الواقع كما الحال مع ماركس ومع فلاسفة نظم الحكم الرأسمالية والديمقراطية.

ولهذا من الصعوبة في مكان أن يكون لنا كأشخاص تطابق في النظرة الى مفكر بقامة ماركس ترك تأثيرا لم يتركه أي مفكر او فيلسوف أخر في تشكيل العالم المعاصر.

تحياتي


495
الأخ عبدا لاحد سليمان بولص المحترم

تحية طيبة،

شكرا للتعقيب وكما تفضلت حضرتك إنه مكرر وخارج سياق الموضوع والنقاش في هذه الصفحة بالذات.  مع ذلك، واحتراما لمقامك سأعقب على ما أتيت به.

أظن يا أخي الكريم أنني اجبت على تساؤلاتك وسبب تغيير الموقف ووضعتها في نقاط محددة.  وفي كل الحوارات التي جرت لم يتطرق أي من الأخوة الى هذه النقاط.

 لم أتوقع هذه الأمور (لن أذكرها هنا)  ابدا من الجالس سعيدا على كرسي بابل، ولهذا غيرت موقفي. وأظن هناك مجموعة كبيرة من الكلدان في صف السياج المعارض للوضع الحالي، وأظن أن الكثير من الكلدان (لن أقول أبناء وبنات شعبنا بصورة عامة) يتفقون مع أغلب الطرح في معارضة التوجهات الحالية للبطريركية.

وأمل ان نجري حوارا ضمن نقاط الخلاف التي  أظن صارت واضحة ونحن المعارضون جزء من نسيج المؤسسة الكنسية التي تديرها البطريركية والعناية بنا والتحاور معنا لوحدة الصف الكلداني ضمن المؤسسة الكنسية افضل ألف مرة من أي نشاط أخر في أي مسار سياسي، إعلامي، او غيره مما نلاحظه حاليا.

تحياتي


496
موقع الويكيبيديا غير معترف بمواضيعه لانه ينشر الاكاذيب
انت تستطيع ان تدخل للموقع وتفتح حساب باسمك  وتكتب بكيفك اي شئ
تريد
شكرا



الأخ Sardar Kurdi المحترم

شكرا على هذه الملاحظة وهذا التنبيه المهم.

ودعني انتهز فرصة تعقيبك المقتضب كي أحذر قرائي الكرام من الذين ينسخون ويلصقون من مراجع شعبية مثل ويكيبيديا وكأنهم وجدوا العلم برمته.

الويكيبيديا لا يعتد بها لأن أي واحد وكل من هب ودب في إمكانه الدخول والإضافة والتصحيح والحذف ولهذا هي موسوعة شعبية مفتوحة للكل قراءة وكتابة وإضافة وتصحيحا وتحريرا.

وأنت حتى لا تحتاج الى التسجيل كي تحذف او تضيف ما تريد من مادة صادقة كانت أم كاذبة وبخصوص أي موضوع.

 أي أنها أسوأ من المنتديات الشعبية التي أن أردت إضافة موضوع او التعقيب فعليك التسجيل. ومن ثم في منتديات مثل هذه، شأن موقع عنكاوة مثلا، أنت لا تستطيع تغيير المادة المنشورة. في إمكانك إضافة موضوع او التعليق وحسب.

في الويكيبيديا كل من هب ودب يدخل في متن الموضوع ويضيف ويحذف على راحته.

وعلى مستوى الجامعات الرصينة، يتم تحذير الطلبة من تناول هكذا مراجع لأن كما قلت يكتبها أي كان دون تحرير وتحكيم علمي رصين.

من النادر ان ترى  مقالا او بحثا او كتابا علميا محكما يستند الى ويكيبيديا.

 والنسخ واللصق هو آفة العلم الى درجة أن الشركات الرقمية اليوم لها برامج خاصة لكشف الطلبة الجامعيين والأساتذة إن حاولوا نسخ ولصق فقرات من ويكيبديا او أي مرجع أخر في أبحاثهم ومشاريعهم أو كتبهم  في غياب الرصانة العلمية والأكاديمية وإن كشفهم البرامج، يحال الطالب او الأستاذ الى لجنة تحقيقية.

وفي الدول الإسكندنافية هناك برامج حاسوب خاص يطلق عليه Urkund، له طاقة هائلة لكشف النقل أي الاقتباس واللصق غير الأكاديمي وهذه حالة من عشرات الحالات جرى محاكمة أصحاب النقل بصورة غير مشروعة:

https://www.unt.se/nyheter/uppsala/ung-man-domd-for-urkundsforfalskning-4893381.aspx

تحياتي

497
الأخ كوركيس اوراها منصور
تحية طيبة
ان ماجاء في تعقيبي كتبته هانا ارندت في كتابها ( في الثورة ) يرجى قراءة الكتاب من اجل توخي الدقة راجع تعقيبي ثانية وما قصدته ارندت هو الحرب والثورة وليس السلطة التوليتارية، فعن ذلك، اتفق معك فهي تحدثت عن النظم تلك في كتاب منفصل اخر، الحقيقة يؤسفني ان الموضوع برمته قد ادى الى تبادلكم للردود على هذه الشاكلة ولااعتقد ان ايا منكم في قرارة نفسه يتمنى ذلك وشكرا

الأخ بولص آدم المحترم

تحية طيبة

شكرا جزيلا أخي العزيز على التوضيح.  وأنا أيضا ما أتيت به حتى الأن يستند الى مفهوم "تفاهة الشر" الذي ورد أولا في كتابها ذائع الصيت (مترجم الى العربية) "إيخمان في القدس، وأبحاثها عن هذا المفهوم. لذلك جرى التنبيه. وما أتيت حضرتك به حول رأي هذه الفيلسوفة عن الثورة والعنف صحيح.

 وأنا مثلك أرجو الدقة ولكن هدف بعض الأخوة  ليس الدقة بل الطعن الشخصي الذي وأسف أن أقول إنه يرتد على صاحبه دائما وأبدا.

شخصيا لا أحاول الرد المباشر والطعن في المحاور مهما كانت قساوته، وأتفق معك انني في قرارة نفسي لم أشاء ان تكون الردود بهذا الشكل، لأن تعقيبي كان موجها لحضرتك وأنت ذكرت الطعون الشخصية ومعها حنا آرندت فحاولت ربطت المسألتين بمفهوم تفاهة الشر.

وأظن حتى لو لم أحاول لأتت الردود لأنها مكررة وأحد الأخوة له مقال خاص على الواجهة تركه وبدأ يبث مواقفه من صفحتي.

والأخ العزيز الأخر، وهو كوركيس اوراها منصور استغرب لخطابه وتعبيراته الجارحة التي غايتها التسقيط وهذا ليس من عادته وهو يكررها في تعقيباته التي تظهر بكثرة في كل مقال أكتبه وأي مقال يكتب عني. لن أبادله هو ولا غيره الإساءة، فقط أحاول أن أشرح، قدر المستطاع.

وسأعقب برد أحذر فيه القراء من النسخ واللصق من مواقع لا يعتد بها مثل الويكيبيديا وموقف الجامعات من موسوعات شعبية مشاعة وخطرها على الدقة والعلم والرصانة المعرفية.

شكرا لك

تحياتي


498

تفاهة الشر (2-3)

قرائي الكرام

حاشى لي أن استخف بأي واحد منكم. أكن لكم احتراما لا مثيل له واشعر أنا مدين لكم. وكيف لا وأنتم جعلتم من مريمية كنيستنا المشرقية المجيدة تحطم أرقاما قياسية في الزيارات في هذا المنتدى، وكذلك تهبون لقراءة كل ما أكتبه. حاشى أن استخف بعقولكم وأنتم العقلاء والحكماء وأنتم أكثر حكمة ورجاحة عقل مني وأسمى ثقافة، وتستحقون العناء الذي أبذله من أجلكم وسأبقى معكم.

وأعود الى تفاهة الشر لأن لها علاقة مباشرة بموضوعنا وأشكر مرة أخرى الأخ بولص آدم لتذكيرنا بحنا آرندت هذه الفيلسوفة المبدعة التي ساعدتنا على تفكيك أن تفاهة الشر كما عرفتها أعلاه موجودة في كل واحد منا، وعلى الخصوص في الذين يرون أنهم الخير ولا شر فيهم والأخرين الشر بعينه.

ومشكلة العراق التي يدور حولها هذا المقال يمكن اختصارها في ما أتيت به في الرد المرقم (7) والمقارنة والمقاربة بين تفاهة الشر رقم (1) وتفاهة الشر رقم (2).

تفاهة الشر، إن استندنا الى الفيلسوفة حنا آرندت جلية في الواقع العراقي.

السنة يستهزئون بالشيعة ولهم توصيفات لغوية جاهزة للانتقاص منهم وتصويرهم على أنهم ليسوا أكثر من كفرة عازمين على تدمير الإسلام. وينسبون إليهم كل شر ممكن تخيله، ويبرئون أنفسهم من أي شر مهما كان. أنظر مثلا: نصيريون، رافضة، مجوس، صفويون، حزب اللات، وحزب الشيطان.

الشيعة يستهزئون بالسنةولهم توصيفات لغوية جاهزة للانتقاص منهم وتصويرهم على أنهم ليسوا أكثر من كفرة عازمين على تدمير الإسلام. وينسبون إليهم كل شر ممكن تخيله، ويبرئون أنفسهم من أي شر مهما كان. أنظر مثلا: ناصبي، تكفيري، أموي، ووهابي.

الجانبان لهم مصطلحات جاهزة لانتقاص من الأخر الذي يستحق القتل.

ولا تتوقف تفاهة الشر من قبل الشيعي ضد السني فحسب، بل تقتحم حصون المذهب الواحد. لا أريد أن أذكر مزيدا من الأمثلة، ولكن نتذكر كيف أن المجموعات السنية السلفية التكفيرية كانت تنتقص من السنة التي لا تعمل مثلما تريد من خلال توصيفات التي تؤدي في الغالب الى القتل. وهذا ما يحدث في صفوف الشيعة أيضا وأنظر ما يقع بينهم الآن من فضائع.

تفاهة الشر موجودة بين الأديان المختلفة وهناك لغة شيطنة لكل دين ضد الأخر، وهناك لغة شيطنة لكل مذهب من مذاهب الدين الواحد ضد الأخر. لا يسع المجال هنا لشرحها ولكن اليهود خير مثال في الغرب او الشرق على اللغة الشنيعة التي تستخدم ضدهم حتى اليوم.وأنظر كيف أن اليهود لم يسلمو من تفاهة الشر حتى في هذه الصفحة وضمن هذا المقال حيث جرى وصم مثلا آرندت أنها صهيونية (يهودية) ومحاطة بفلاسفة الحركة الصهيونية (وهذا ما نقرأه في المنتديات العربية) وهو مثال حي على تفاهة الشر، لأننا نأخذ ما هي عليه من ميل ونبني مواقفنا وننسى تفاهة ما نحن عليه من ميل في كل ما يخصنا.

وأنظر شعبنا حيث لا يزال بيننا من يلجأ الى لغة طائفية مثل: نسطوري، يعقوبي، بابايا، بروتايا، هرطقة، هرطوقي،  ... وهلم جرا.

شكرا للفيلسوفة آرندت التي علمتنا، وعلمتني أنا أيضا وساعدتني على الثورة على نفسي، بأن الذي يلجأ الى توصيف الأخر بالشر من خلال مفردة واحدة يقترف الشر والجريمة حتى وإن لم يقم بها. وعلمتنا كذلك أن أكثر الناس خطرا وشرا فينا هم الذين يرون ما لديهم من مفردات ودين ومذهب ونصوص على أنها أسمى وأقدس من التي لدى الأخر وليس فيها مس من الشر ويركزون الشر في ما لدى الأخر.

ونعود مرة أخرى الى الرد (7) أعلاه وتفاهة الشر (1-2) والمقارنة والمقاربة بين تفاهة الشر رقم (1) وتفاهة الشر رقم (2).

تحياتي


499
قرائي الكرام

أرجو ملاحظة التشويش على المقال من خلال محاولة إخراجه من سياقه، وهذا دليل فشل وهروب الى الأمام.

أرجو كذلك قراءة الرد لذي يحمل رقم (7) حول تفاهة الشر، لأن يفكك الموقف ويلقي عليه مزيد من الضوء وأن الذي يؤشر على الشر لدى الأخر يحاول اخفاء الشر الذي لديه وهذا يرد بوضوح في كتاب حنا آرندت - وهنا لا أقارن ابدا أي أحد بهذا المجرم وحاشى - حول تفاهة الشر ومحاكمة احد النازيين حيث كان لا ينسب أي شر للنازية ويخرج الحديث عن سياقه.

وإحدى صفات تفاهة الشر حسب الفيلسوفة هذه هي محاولة الزيغ اي تحويل مسارالنقاش حول أمور غير ذات علاقة بالموضوع لا سيما عندما نأتي بالدليل القاطع أن تفاهة الشر موجودة أيضا في الذي يؤشرها لدى الأخر.

تحياتي

500
تفاهة الشر (1-3)

قرائي الكرام

لقد عرفت تفاهة الشر في أعلاه وهي بخلاصة شديدة أننا نرى ان الشر الذي نمارسه حميد وأن الشر الذي يمارسه المختلف عنا خبيث، بينما الأثنين يقعون في خانة الشر، لأن الأول يتباهى بما لديه من ميل (دين، مذهب، نصوص مقدسة، مواقف) ويرمي الأخر بالشر وينسى الشر الذي هو فيه.

وهذه حالة بشرية نقع فيها كلنا تقريبا، ولهذا أتت أهمية الدراسة التي قامت بها الفيلسوفة آرندت.

وهذا مثال صارخ لتفاهة الشر لدى البشر. أنظر الطعون في حقي من قبل بعض الأخوة وهو يتباهون بمذهبهم او دينهم او النصوص التي يرونها مقدسة وسمحاء ومحبة، ومن طرف أخر يقعون في نفس المطب في تفاهة الشر التي لدى الأخر الذي ينسبون إليه كل الشر.

التفاهة الأولى تمثل نماذج قليلة مما قيل عني في بعض الردود والمقالات في هذا المنتدى من قبل بعض الأخوة وهم قلة وهم يتباهون بدينهم ومذهبهم وما يرون من نصوص مقدسة يرونها كلها تسامح ومحبة.

التفاهة الثانية، تمثل ما يقوله عني بعض التكفريين والسلفيين من المسلمين، وهم بالضبط مثل الخانة الأولى. لا فرق بينهم. الإثنان يمثلان تفاهة الشر خير تمثيل. وما يجمعهما أن الاثنين (التفاهتين) يظنان أنه لا شر لديهما ولدى ميولهما مهما كانت وان ما لديهما من دين او مذهب او نصوص حاشى والف حاشى ان يكون فيها مسحة ولو بسيطة من الشر. لديهم الشر موجود في غيرهم وليس فيهم. وهذا آفة نعاني منها نحن البشر وهي التي اخترعت محاكم التفتيش والنازية والفاشية والعنصرية والعبودية والداعشية والقاعدية ولن يهدأ البشر لأننا مجبولون على تفاهة الشر.

تفاهة الشر رقم (1) وهي غيض من فيض من الطعون الشخصية من قبل أشخاص  يتباهون بمذهبهم ودينهم وتسامح نصوصهم. أكتفي ببعض النماذج من تفاهة الشر لأن في إمكان القراء الكرام الذهاب الى المقالات والتعقيبات المتكررة لهؤلاء الأخوة (عددهم أقل من أصابع اليد الواحدة) لمعرفة المزيد ومن ثم مقارنتها بتفاهة الشر لدى الجانب الأخر وتخمين مدى التطابق في تفاهة الشر بينهما:

البرخوية ...
كونه خبير في الفن الالكتروني الرقمي وهو مسؤول الاعلام الالكتروني - القسم العربي في الجامعة السويدية التي يعمل بها ( وليس استاذا تدريسيا كما يشاع) وهذا مجال اختصاصه وهي مسالة برمجة الكترونية ليس الا؟؟
المنفعة الشخصية
كالثعلب الماكر
فانك تعتبر أحد الموجهين بعناية لمحاربة أيماننا المسيحي عموما والكاثوليكية خصوصا وكنيستنا الكلدانية
الفقيه وهي كلمة أسلامية صرفة يكثر استخدامها من قبل فقهاء الشريعة الأسلامية.
أستاذ في الكذب والحرب النفسية (هذا هو الجانب المظلم من مهنة الصحافة الأعلام) ؟؟
جاهل
شخص مجبول من التناقضات الفكرية
هذا الشخص موجه بعناية للتهجم على ديننا المسيحي بصورة عامة وكنيستنا الكاثوليكية بصورة خاصة
هدفه التدميري المرسوم له من قبل أعداء المسيحية والأنسانية عموما
فكره الظلامي
لاكاديمي المسلمحي الرائع
حقير ... جبان ... المريض نفسيا
الأصفر
كشكول أكاديمي .... يا فهيمة

وغيرها كثير جدا وما لم ينزل الله به من سلطان ...

تفاهة الشر رقم (2) وهي غيض من فيض من الطعون الشخصية من قبل أشخاص يتباهون بمذهبهم ودينهم وتسامح نصوصهم ترد في المواقع التكفيرية السلفية بحقي ردا او تعقيبا على ذات المقالات التي يستخدمها أصحاب تفاهة الشر رقم (1) للنيل والطعن الشخصي. أنا لا أرى فرقا بين الاثنين والشبه والتقارب بينهما جلي وضوح شمس الظهيرة. وهذه اظن أول مرة أذكرها لأنني لا أكترث للطعن الشخصي إن أتاني من هذه التفاهة التي تمثل التكفير والسلفية التي ترى في نفسها كل الخير وهي كل الشر، او من التفاهة الثانية التي لا تختلف عنها كثيرأ. والتفهاتان لا يخلو منهما ميل او دين او مذهب او مجتمع ولكننا لا ننسب أي منها لأنفسنا ونبرىء ساحتنا رغم أننا واقعون في مطبها. :

الرد على كاتب صحيفة سعودية يروج من خلالها لاحترام الصليب "ليون برخي"!!
لله أكبر .. الأستاذ/ عصام مدير يفحم مجرم يدافع عن الصليب و التنصير
ومن هذه الفقرة بدأ الكاتب في خلط الأمور وتضليل القارئ السعودي والعربي
سجل هذه الحقائق الموثقة أيضاً يا “ليون برخي” ضد “الصليب الشرقي” الذي تمجده لقراء صحيفة سعودية في بلاد الحرمين.
ويواصل الكاتب السويدي تلميع صليب نصارى المنطقة في سياق متسع من المغالطات
وحقيقة الأمر أنها محاولة من الكاتب (ليون) لاسقاط مدلول الصليب العقائدي (انتبه) على خلفية مبالغ فيها من التجميل لمواقف نصارى ا نصارى االشرق مع شيء من التزوير للمشهد، لعلنا نتقبل “الصليب الشرقي” ضمن نسيجنا الثقافي،
وهو ما يريد الكاتب الوصول إليه حقيقة بمهارة عالية في التضليل وخلط الأمور لدى من لا يعلم خبايا تاريخ نصارى المنطقة ويجهل حقيقة الصليب ومدلولاته..
يريد لنا أن تتسع صدور أهل بلاد الحرمين لصلبان الكنائس الشرقية في كافة جزيرة العرب وأطرافها.
أشباه “المثقفين” أو المنصرين.
والسؤال للكاتب الجهبذ:”
لو فتشنا وراء كواليس هذا مقال “ليون برخي” لوجدنا حقيقة الأمر وهي أنه قد بات لكثير من نصارى المنطقة اليوم أجندة خفية تتقاطع في أهدافها مع أجندة التنصير والتي تتمثل في اصرارهم المتعاظم هذه الأيام على ربط حقوقهم بموقف المسلم الايماني تجاه أركان معتقداتهم الفاسدة مطالبين بتنازلات من المسلمين على مستوى عقيدتنا نحن تجاه معتقداتهم.
ما الذي يريده هذا الكاتب الأجنبي حقيقة؟ هل يريد للقراء في بلاد الحرمين توقير صلبان الكنائس الشرقية التي باتت تقود فلول حملات التنصير الغربية في المنطقة؟ أو لعله يريد لنا احتضان هذه الصلبان في جزيرة العرب ولو كان من بين نصارى الشرق وكلاء عن المنصرين الغربيين وصلبانهم؟
ما الذي يراد للمسلم من وراء هكذا مقالات تدس السم في العسل وتنشر في صحافتنا المحلية؟ أم هل هي محاولة جديدة لتمييع عقيدة الولاء والبراء في النفوس؟ أم هل هو اجهاض لاستهجان الصليب في أفئدة المسلمين فلا يبالون إن رأوا النصارى يتطاولون بصلبانهم في بلدان المسلمين؟
(برخي) مثال صارخ آخر على اختراق المنصرين لصحافتنا المحلية والخليجية عبر كتاب عرب مقيمين بين أظهرنا أو من المغمورين في دول المهجر حيث يلعبون على وتر عقدة الخواجة المهيمنة على العقلية العربية عموما والخليجية والسعودية على وجه الخصوص.

وبشكل عام، فإن من يتابع مقالات كويتب ...، المدعو “ليون برخو” يدرك مدى براعته في الترويج لدعاية التنصير بشكل سلس وبعبارات حريرية صيغت بشكل جيد في حساء شهي من أنصاف الحقائق والمعلومات المضللة.

كل هذا من الحق الذي أريد به باطل، وأي باطل! أما زعم الكاتب أن النصرانية التي يسميها مسيحية والمسيخ عليه السلام منها براء، ليس فيها مذاهب، فهو لا يميز بين مذاهب الفقه في الإسلام والفرق (من التفرق في الدين) والطوائف فجعل فرقة أو طائفة من طوائف النصارى “مذهباً” ثم جعله “متغلغلاً” في الجزيرة العربية، بل وإبان ظهور الإسلام!!
أنه دوما ما يبدو متباهياً للقارئ السعودي بدرجته الأكاديمية وبقراءاته لمؤلفيين غربيين وسويديين، كما فعل أيضا في مقاله الأخير.
تحريف مكشوف لحقائق تاريخ نصارى العرب، وتمجيداً مكذوباً لمن كان حقيراً مستضعفاً قبل الإسلام فصار بعده مصان الحقوق، ممن لهم حق الجوار وذمة المسلمين في دولتهم.
بل ويذهب هذا الكويتب بعيداً جداً في أحلام “أمجاد كنائس الشرق” الوهمي
هل تريد للسعوديين أن يسمحوا ببناء كنائس للسريان أولاً على تراب جزيرة سيدي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم؟ هل تريد السماح لهم باظهار عباداتهم الكفرية في أرض التوحيد واظهار أعيادهم الدينية وحرية التجمهر لها في العلن؟
يثرثر بما شاء ويهرف بما لا يعرف أو ليحرف ما يعرف وليلوي عنق الحقيقة كما شاء، حيث يضيف:
قد بلغ قمة الوقاحة والتطاول،فهل الإسلام دين مشرد مقطوع الصلة بالسماء بحاجة إلى ايواء يا هذا؟ أم هل هكذا تصور الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم يا هذا؟
لاحظ أيضاً أنه لم يقل نبي الله. ولا قال النبي. المتعارف عليه أنه لا يكتب “الاسلام ونبيه” أو “نبي الإسلام إلا نصارى العرب” فهل هو منهم؟.
إنما يريد هذا الكاتب أن يستوعب المسلمون “المسيحية”، أي النصرانية.
هل انت مشرد إلى هذه الدرجة في السويد يا عزيزي؟!!!!
هنا تبلغ وقاحة “ليون برخو” منتهاها حيث يزعم أن زوجات الرسول وبناته يحسدن صفات السيدة مريم عليها السلام. وليته قال “يغبطن مريم” ...
أما الحسد أيها الجاهل الجهول المجهال فهو تمني زوال النعمة عن صاحبها، وحاشا لزوجات الرسول الكريم وبناته أن يحسدن أيا كان على

صفحات: [1] 2 3 4 5