عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - سرتيب عيسى

صفحات: [1]
1
ذكريات من دروب الامل
الرحلة الى المجهول
-الحلقة الرابعة والأخيرة-
بعد ان خف عبئنا ومسؤوليتنا بتسليم ايوان الى أهلها بات امامنا الهدف الأخير، فك الحصار والوصول الى الحدود التركية. ومن هناك سنحاول الوصول الى المثلث الحدودي بين إيران والعراق وتركيا ثم التوجه الى مقراتنا الخلفية في ناوزه نك الواقعة قرب الحدود الإيرانية.
في ليلة 6/5 أيلول وبموجب اتفاقنا مع الجحوش انطلقنا في رحلتنا الأخيرة متوجهين نحو الحدود مع اثنين من الادلاء مرورا بسفح جبل شرين من الجهة الشمالية، في طريق طويل قد يستغرق مسير أكثر من يومين حسب ادلائنا. في هذا الطريق الطويل مررنا بقرى قديمة مهدمة كان تبدو من اثارها انها تعود بعضها للمسيحيين وأخرى لليهود، شهدنا قببا لكنائس مهدمة وغيرها من الرموز الدينية.
نال التعب والعطش والضرف النفسي الصعب من اجسادنا وارواحنا. كنا منهكين وفي حادثة مازلت اتذكرها مع الصديق شاخوان عندما غفى وهو يسير واتجه نحو قطع صخري يؤدي الى وادي عميق وقفز اليه الفقيد فراس في حركة بهلوانية وسحبه قبل ان يسقط.
قرار العفو
بعد مسير 13 ساعة توقفنا للاستراحة لنواصل رحلتنا عندما يحل المساء. في أيام الحصار السابقة كنت قد عثرت على جهاز راديو صغير احتفظت به بالرغم من كل ما مر بنا، حتى ونحن نعبر الزاب تبلل الجهاز لكنه لم يصاب بعطل. كنت استخدم الجهاز في استراحاتنا واوقات اختفائنا للاستماع الى الاخبار والى الأغاني أحيانا. كانت اذاعة بغداد تذيع أجمل الأغاني وكأن الدنيا عيد! في استراحتنا الأخيرة هذه كان المذيع يكرر بيان هام. وهذا البيان الهام لم يكن سوى بيان العفو الخبيث (العفو عن العصاة والفارين من الخدمة العسكرية من الاكراد). كان توقيت البيان حرجا بالنسبة لجميع من كانوا في الحصار القاتل. كنا نعاني من التعب والانكسار وحتى الأفق كان مجهولا بالنسبة لنا. تصوروا ماذا سينتاب للشخص الذي في وضعنا. بالرغم من قلقنا لم الاحظ ان بيننا الكثير من المنهارين بل المتماسكين وذوي العزيمة القوية كانوا الأكثر بذلك كنا متماسكين أكثر. هكذا رمينا الحبل على الغارب!! كنا مصرين ان نحيا او نموت بشرف.
التوجه نحو الحدود التركية
بعد حلول المساء بدئنا المسير باتجاه سهل بەرازگر (صياد الخنازير). مررنا بمعسكرات وربايا الجحوش بدون ان يوقفنا أحد. في صباح 8 أيلول ان لم تخني الذاكرة وصلنا الى الحدود التركية في قرية عراقية يجتمع فيها كل مخابرات العالم!! والجحوش والمهربين ومن كل قطر اغنية!!
سلمنا ادلائنا الى من يتعاونون معهم في القرية. حاولنا اجتياز الحدود والتوجه نحو المثلث الحدودي وثم الى مقراتنا الخلفية مثلما فعل رفاق قبلنا لكن علمنا ان هذه المحاولات مستحيلة.
اقترح علينا اهل القرية إخفاء اسلحتنا والتسليم للجندرمة الاتراك كبيشمركة تابعين لحدك. وهكذا كان بعد مفاوضات قصيرة عن طريق وسطاء من القرية.
الاسر في المعسكر التركي
بعد تفتيش دقيق نقلنا الجندرمة الاتراك الى معسكر قريب من قضاء گەڤرئ في مقاطعة هكاري. بعد تسجيل اسمائنا واخذ كل ما كان معنا ما عدا كمية قليلة من النقود. وضعنا الجندرمة في قاعة عسكرية حديثة البناء غير مكتملة، شبابيكها مفتوحة وارضيتها الحصو.
كما اسلفت سلمنا انفسنا على أساس اننا بيشمركة حدك واننا نريد التوجه الى ايران عبر تركيا(كان الاتراك يتساهلون مع أعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني).
 لكن الجندرمة الاتراك لم يصدقونا ابدا. بدأوا بالتحقيق معنا واتهمونا تهم مختلفة مثلا اننا من حزب طاشناق الأرمني والPKK. تم نقلنا لاحقا الى مقر الميت (المخابرات التركية) وعرضونا امام مخبرين وادلاء للمخابرات ولم يتعرف علينا أحد. لم يفد التعذيب والتحقيق الذي تعرض البعض منا له.
كان الاتراك يأخذون منا حتى مصاريف الاكل الذي كانوا يأتون به عملاء لهم من خارج المعسكر.
هكذا بعد انتظار عدة أيام ونحن لا زلنا في الحجز تحت ظروف غير إنسانية. طالبنا الاتراك ان ينفذوا الاتفاق في توصيلنا الى الحدود الإيرانية لكن دون جدوى. بل بدل ذلك عوقبنا بمنعنا في قضاء حاجتنا. هنا اضربنا عن الطعام.
ونحن في هذه الظروف المضطربة رأينا ثلاث مروحيات عسكرية عليها العلم العراقي تحلق فوق المعسكر المجاور لمكان اعتقالنا. كنت انا أحد من رأى المروحيات.
 قلت: انها طائرات عراقية وانا شاهدت العلم.
 ولكي لا تحدث ضجة نفى رفيقان كانا من قادة المفرزة ما قلته واكدا انه لم يكن هناك علم عراقي. لم تمضي سوى ساعة واحدة واقلعت المروحيات الثلاثة مرة أخرى، شاهد اكثرية الرفاق العلم العراقي. بات الكل في حالة شك وتوجس وخشية ان تسلمنا السلطات التركية الى النظام.
لم تمضي سوى سويعات قليلة بعد اقلاع المروحيات عندما جاءنا امر بالاستعداد لمغادرة السجن وسلمت حاجياتنا وطبعا سرقوا منا كل ما غلا ثمنه وخف وزنه وكان من بين الحاجات التي سرقها الجندرمة الراديو الذي سمعت من خلاله بيان العفو!
ماذا علينا فعله او نفكر به؟ بعد ان شاهدنا المروحيات العراقية يقولون لنا سنطلق سراحكم. كل منا اخذ معه صخرات مدببة من الطريق!
قلنا سنقاوم التسليم!
تحت حراسة الجنود اجبرنا على الصعود الى شاحنة نقل مدنية وطلب منا ان لا نرفع رؤوسنا. دارت الشاحنة أولا باتجاه المعسكر المجاور ثم اتجهت نحو الطريق العام. هكذا تنفسنا الصعداء.
بعد أكثر من ساعة كاملة توقفت الشاحنة امام مخيم لاجئين كبير. عرفنا انه مخيم گڤرێ للاجئين العراقيين الاكراد. لكننا رفضنا النزول واصرينا على ان يتم نقلنا الى الحدود الإيرانية. ونحن نتفاوض مع الجندرمة ومسؤولي المخيم علمنا من لاجئين طافوا حول الشاحنة التي تقلنا ان اهل ايوان موجودين فيه. طلبنا من هؤلاء الأشخاص ان يبلغوا اهل ايوان انها حية وهي بأمان عند خالتها.

لاجئين في إيران
نقلتنا الشاحنة الى منطقة المثلث الحدودي الإيراني العراقي التركي. نزلنا هنا من الشاحنة ووجدنا ان مئات العوائل والافراد ينتظرون في ظروف جوية قاسية وفي العراء، ينتظرون ان تسمح لهم السلطات الإيرانية للدخول الى أراضيها. التقينا هنا بعدد من رفاقنا وبينهم عوائل كانوا قد سبقونا الى هذا المكان.
بعد انتظار دام ثلاثة أيام بلياليها. سمحت السلطات الإيرانية بدخول اللاجئين العراقيين / الاكراد الى أراضيها. بعد عبورنا الحدود الى إيران، نقلونا في باصات مخصصة لنقلنا الى معسكر زيوا الذي سبق وان استقبل اللاجئين الاكراد بعد فشل ثورة أيلول عام 1975. لكنهم لم يسكنونا في القاعات او بيوت اللاجئين بل رمونا في العراء ووزعوا علينا الخيم. لنبدأ من هنا رحلة نحو المجهول. كان بيننا من لم يتحمل وسلم نفسهم الى النظام اما البقية الباقية وهم الأكثرية التجأوا الى دول مختلفة في انحاء المعمورة بعد رحلة عذاب لكل منا فيها قصة وحكاية مختلفة.

هوامش
*عرفنا لاحقا ان المروحيات الثلاثة التي هبطت في المعسكر التركي المجاور لمكان حجزنا كانت تقل وفدا عراقيا رفيعا يترأسه المقبور طه ياسين رمضان ووقع مع الحكومة التركية الاتفاقية الحدودية السيئة الصيت والتي تعطي الحق للجانب التركي في الدخول الى الأراضي العراقية بعمق 20كم. الاتفاقية التي اثارها السلبية مازال يعاني منها العراقيين وخاصة في كردستان في مناسبة او بدونها تدخل القوات التركية الأراضي العراقية تدمر الارض والنسل.
*بلغني ان ايوان أصبحت شابة وام وهي تسكن الان في فرنسا

2
ذكريات من دروب الامل
عبور جبل شيرين
-الحلقة الثالثة-

 بعد ان تزودنا بالماء وقبل ان تبدا خيوط الفجر الأولى بدانا بالتسلق نحو قمة جبل شيرين في طرق لم تكن مطروقة ابداً. أحيانا كنا نخطو خطوة الى الامام وثلاثة الى الوراء. والطريق ما زال في منتصفه. بدأ مخزون الماء ينضب في حر آب اللهاب! أما الأكل فيبدو قد نسينا ضرورته. وبالإضافة الى ثقل اسلحتنا كنا نتناوب على حمل الطفلة ايوان. بعد مسافة تبين ان احد رفاقنا ليس معنا. عرفنا لاحقاً أنه لم يتمكن من التواصل معنا وقد نزل وسلم نفسه. فقط أنه لم يدل بأية معلومة للسلطة.
النهار بلغ منتصفه ونحن لم نزل في منتصف الطريق. بحثنا عن أماكن يتواجد فيها الماء. وعلامتنا في العادة أشجار الحور والاسبندار. ولاح لنا على مسافة بعيدة أن ثمة ما يشي بوجود الماء. لكن المسافة بعيدة ونحن عطشى وجوعى. لكنها إرادة الحياة التي تنبض في عروقنا لم تزل فاعلة. وصلنا أخيراً بعد مسير أكثر من ساعة. أطفئنا عطشنا وغسلنا وجوهنا وأجسامنا. لكن المكان كما هو معلّم بعلامات الحياة سيكون معلّم كذلك في خرائط من يلاحقنا. حاولنا الابتعاد عن مكان عين الماء والتخفي في تلافيف الصخور. ثم رويدا بدأنا بإكمال الصعود للوصول إلى القمة. ومن هناك صرنا نراقب حركة الجيش والجحوش في الوادي الذي صار تحتنا. كان الجحوش ينزلون من الجبل المواجه لشيرين وفي طريقهم كانوا يحرقون بيوت القرى التي تصادفهم. لكن قبل الحرق كانوا يحملون الدواب التي معهم بكل ما يمكن حمله من محتويات البيوت.
ومن تجربتنا تعرفنا كذلك على تجارب الفلاحين. لكثرة حالات الهروب وحرق القرى التي مروا بها، توصلوا إلى طرق يخفون بها الطحين والمواد الغذائية الجافة. يستخدمون لها الكهوف. لكي يتمكنوا في حالة العودة إلى قراهم من مواصلة الحياة. وهذا التكتيك المقاوم الجميل قد أنقذنا عدة مرات. استدللنا على أماكن إخفاء (الأرزاق).
على الصفحة الأخرى من الجبل شاهدنا معالم قرية. نزلنا باتجاهها. كانت معظم بيوتها لم تحرق بعد. رغم أن الوادي الواقعة فيه تحت سيطرة النظام ومنذ  عدة أيام. فقط أن الجيش لم يدخل الوادي. الواضح كانت هذه مهمة الجحوش.
وصلنا القرية واكتشفنا وجود طاحونة مائية، فيها طحين، دهن، برغل، رز، وقدور طبخ بل حتى الحطب كان هناك جاهزاً وكأنهم أدخروا كل هذا لنا. دخلنا البيوت وقمنا بتعتيم الشبابيك الصغيرة وسد الأبواب، لمنع خروج ضوء النار التي سنستخدمها في الطبخ وصنع الخبز. هذا الشيء المحرومين منه منذ أيام طويلة. يا إلهي كم كان الرز المطبوخ لذيذاً بعد الحرمان.. وحتى صرنا نتفنن بتقلية الخبز بالدهن. عملنا كميات كبيرة ستكفينا لأيام.
بعد ان شبعت البطون بدانا بالبحث عن رفاقنا التسعة. لكن لم نعثر لهم على أثر. لم نفقد الامل تماما لكننا حصلنا على مكان اختفاء جيد، رغم قرب الجيش منه. أُرسل أربعة رفاق منا إلى الجبل المطل على الحدود التركية لاستطلاع الطريق إلى هناك. وصرنا نتبادل الصعود للإبقاء على آخر المعلومات. كان الوقت بداية أيلول ونحن فوق قمة جبل أجرد وبملابسنا الصيفية ولا يمكننا إشعال النيران. النار كما هي صديقة للأنصار هي كذلك عدو لهم في مثل هذه الظروف.
كنا أربعة وللصدفة ينتمي كل واحد منا إلى طرف من أطراف جغرافيا البلد.. أحدنا من الجنوب والآخر من الموصل والثالث من منطقة بشدر وأنا من عنكاوا- أربيل. حاولنا أن نحمي أنفسنا من البرد عن طريق الاختفاء بين الصخور والمسننات ونتناوب على الحراسة والاستطلاع على أمل أن تتضح الرؤية بعد بزوغ الفجر. لكن ليس كل ما يشتهيه المرء يناله. مع خيوط الفجر الأولى، جاءنا الرفيق الحارس مرتبكاً. قال:
- التقيت بشخص مسلح وكلانا خشينا من بعضنا. كل منا هرب باتجاه معاكس.
ناقشنا الأمر بسرعة وارتأينا الإنسحاب قبل أن يُكشف أمرنا. وقبل النزول باتجاه الوادي بضعة أمتار، جاءنا صوت قوي من فوق مع قرقعة سلاح وسحب أقسام البنادق. صاح بنا باللغة الكوردية اللهجة البهدينانية:
- من  أنتم؟
كانوا أكثر من 20 مسلحاً موجهين أسلحتهم باتجاهنا ونحن على مرمى حجر بالنسبة لهم. سارع أحدنا للإنبطاح خلف صخرة استعداداً للقتال. لكنهم لم يطلقوا النار. بل كرروا السؤال نفسه: من أنتم؟
قلنا:
- نحن بيشمركة!
قالوا:
نحن فرسان ولا نريد ان نقاتلكم.
لسان حالنا يردد ونحن كذلك لا نريد قتالكم.. من الغباء والحمق ونحن بهذا الوضع المكشوف أن ندخل معركة. قلنا:
- نحن كذلك لا نريد القتال!
وبعد مفاوضات قصيرة كل من مكانه، اتفقنا أن يتقدم منهم اثنان غير مسلحين . لأننا في هذا الاثناء كنا قد اتخذنا لنا مواقع قتال خلف الصخور، رغم يأسنا من إمكانية القتال أصلاً في هذا الوضع. وصل اثنان منهم. وعرفنا أنهم من سكان المنطقة المجاورة ولم يكونوا معروفين بولائهم المطلق للنظام. وظهر أنهم يعرفون أحد رفاقنا الذي كان معنا في المفرزة المحاصرة في الوادي. وهذا قد سهل علينا الكثير من المشاكل. نزلوا معنا إلى الوادي وأعلمونا أنهم متفقين مع الجيش على إشارات خاصة ليثبتوا لطائرات الهيلوكوبتر أنهم أصدقاء وليسوا أعداء.
ألتقوا في الوادي بالرفيق الذي كانوا يعرفونه. وجرى التفاوض معهم اولا ! كيفية إيصال الطفلة أيوان إلى بيت خالتها في زاخوا. بعد أن أعلمونا استحالة الوصول إلى الحدود التركية، لأنها مسيطر عليها بشكل جيد من قبل الجيش وبقية الفرسان ، اتفقنا معهم ثانيا على ايصالينا الى الحدود التركية مقابل مبلغ من المال كان كبيرا نسبيا.
وهكذا استقرت المفاوضات ، أن نتخلص من عبئ الطفلة ونسلمها للجحوش. لكن المشكلة بدأت الآن. لأن الطفلة رفضت وبإصرار أن تذهب معهم. وصارت تتشبث بالرفيق الذي كان يحملها وكأنه أباها الحقيقي. صارت تصرخ بحرقة ولا تريد أن تتركنا وتذهب مع هؤلاء الغرباء، كما سمتهم. وأكاد أجزم أن كثيرين منا وجدوا أنفسهم يشاركونها الحزن والبكاء دون إرادتهم. صارت الدموع تنهمر بلا إرادة. داخلنا إحساس من يسلّم أبنته إلى عدوه. رغم أن الإجراء فيه مصلحتها. على الأقل سنحافظ على حياتها حين إيصالها إلى خالتها. أما حياتنا فكانت وستستمر في مهب الريح.
هكذا وسط بكاء وصراخ أيوان وألمنا لفراقها عاد الجحوش يصعدون الجبل أمام أعيننا بعد أن استخدموا دابة لإصعاد أيوان عليها. بينما أيوان طيلة الطريق كنا نحملها على أكتافنا. مع المغيب أختفت أيوان من أنظارنا وراء الجبل..
يتبع




3
ذكريات من دروب الامل
عبور النهر مع الطفلة أيوان..
-الحلقة الثانية-

بما ان الحصار بات امرا واقعا، الجحوش الزيباريين على يميننا احتلوا رؤوس التلال والقمم الجبلية والجيش على يسارنا وخلفنا، لم يتبقى لنا للنجاة من هذه الكماشة غير النهر (نهر الزاب). علينا عبوره إلى الضفة الأخرى ومنها نتسلق سفوح جبل شيرين. لكن النهر في حالتنا تحول هو الاخر إلى عدو، إلى جدار رابع لحصارنا. كانت المسافة المتروكة لنا منه هي الأوعر والأشد جرياناً. جردنا قوانا وكنا 29 نصيراً، تبين أن من يجيد السباحة منا 5 فقط. إذن لا محالة من تشديد البحث بين المزاغل وتحت الصخور عن إطارات المطاط التي يستخدمها الأهالي في العادة لعبور النهر. وكان بحثنا يشبه من يبحث عن قط أسود في مكان أظلم. لكن على أية حال وجدنا عدداً منها وكانت أما مثقوبة أو بحاجة إلى نفخ. وأن تنفخ إطار جرار زراعي بفمك ستكون بحاجة إلى رئة ديناصور.
تبرع عدد من (الديناصورات) من بيننا للنفخ ونجحوا بنفخ أحد الإطارات. القصف المدفعي العشوائي وهو يستهدف كل مكان تقريباً لم يتوقف طيلة النهار. كنا متخفين في ملاذات آمنة نسبياً من هذا القصف. لا تبعد ملاذاتنا عن النهر مسافة طويلة. وكنا ان نعرف عدد غير قليل من القرويين النازحين من بيوتهم قد حوصروا في قمم جبلية غير بعيدة عنا، بعد أن فشلوا في العبور. عند المساء وقبل مغيب الشمس ونحن نتهيأ للحركة لتنفيذ مشروع العبور والذي لا ندري كيف سيتحقق. وإذا بنا نسمع صوتاً لا علاقة له بسمفونية القصف طيلة النهار، كان صوتاً طفولياً يغني بشجن. الصوت قريب يأتي من الطريق الواقع تحت مكان اختفائنا. قصد أثنان منا مصدر الصوت. وبعد دقائق تطاولت، عادا وبرفقتهما طفلة بعمر لا يتجاوز الست سنوات. تحمل بيد قطعة خبز وباليد الأخرى علبة دهن الراعي البلاستيكية الصغيرة فيها قليل من الماء. ماذا تفعل طفلة لوحدها في هذا القفر الجبلي؟؟. طفلة جميلة تبدو عليها سيماء النباهة والذكاء. عرفنا أن اسمها (إيوان) وأهلها منهم من قتل في القصف ومنهم من غرق ومنهم من عبر إلى الضفة الأخرى. حدث هذا في مساء نفس يوم وصولنا. بعد ان غادر الأهالي الى قمة الجبل وبعد ان بدا الوادي خاليا الا منا ومن بعض الحيوانات الداجنة السائبة. وايوان كانت قد اعتصمت بهذا المكان وحيدة لا تدري ماذا تفعل. وعرفنا أنها من أحدى قرى منطقة العمادية ولها خالة تسكن في زاخو.
ماذا نفعل لهذه الطفلة..؟
 اجتمعت قيادة المجموعة لاتخاذ قرار يخص هذه الطفلة. وكان قرار الأكثرية أننا غير قادرين على اصطحابها معنا، بل  ندلها على الطريق الذي ستلتحق عبره بمجموعة من القرويين الهاربين والمعتصمين بأحدي القمم الجبلية ومؤكد ستجد هناك من يساعدها. وهكذا. زودناها بما تبقى عندنا من خبز وماء ووصفنا لها طريق الذهاب إلى تلك القمة الجبلية. وكانت قريبة نسبياً.
ثم توجهنا إلى مشروعنا  التخطيط لعبور النهر. لكن، ما هي سوى سويعات قليلة وإذا بالطفلة تلحقنا عند مكان اختفائنا. لم تقل شيئاً. ظلت صامتة لا ترد على أسئلتنا. لكنها مصرّة على رفقتنا. لا أدري لعلها لم تعثر على أحد هناك أو أنها أحست بالأمان معنا، لكن المؤكد أنها باتت جزءاً منا. أهتم بها الأنصار بشكل استثنائي. كانت مدللتنا. لكننا فشلنا في العبور هذه الليلة. كان تيار الماء هادراً مرعباً قد لا ينجو منه حتى السباحين. عدنا إلى مخبئنا ومعنا الطفلة. على أمل أن نستطلع خلال النهار مكاناً آخر غير هذا للعبور. ووجدنا مكاناً بدا أسهل من الأول.
وكانت العملية أن يخلع الأنصار ملابسهم ويربطوها مع أسلحتهم بحبل على الإطار، وكل اثنين من غير السباحين يعبران معاً يمسكان الإطار المطاطي كل واحد من جانب ويكون في المقدمة أحد السباحين يسحب الإطار وهو يسبح وآخر خلف الإطار يدفع الإطار وهو يسبح كذلك. ثم يعود السباحان من الضفة الأخرى مع الإطار لنقل اثنين آخرين. عملية استغرقت الليل بطوله نجح بالعبور في الليلة الأولى تسعة فقط. 
في الليلة التالية قمنا بتكرار ذات التقنية. وفي كل مرة نؤجل عبور الطفلة للمرة القادمة. وكان التعب قد نال من السباحين ولم تعد أذرعهم تطاوعهم وهم في صراع غير متكافئ مع تيار ماء مثلج وفي انحدار شديد، عدا هذا كنا جميعاً بلا أكل منذ ثلاثة ايام. لأن أرغفة الخبز التي عجنّا طحينها بحليب البودرة وقليناها بدهن الراعي قبل اسبوع في محطتنا الأخيرة، نفذت وتعفن الباقي منها من شدة الحرارة.
ظلت أيوان هي الفقرة الأخيرة التي نخاف عليها في هذا التراجيديا من الصراع مع النهر أكثر من خوفنا على أنفسنا. ربطت على الإطار البلاستيكي بشكل لا يجعلها تتحرك خوفاً عليها من أن ترتعب في منتصف النهر وتقفز أو تتحرك. رافق الإطار اثنان من السباحين المنهكين وفي منتصف النهر حيث التيار على أشده، خارت قوى السباحين وأنقلب الإطار. أصبحت أيوان تحت الماء والإطار فوقها. وحدث على الضفة الأخرى موقف مرعب من الصراخ والنداءات التي أخفاها عن الربايا القريبة صوت هدير الماء وإلا لانكشفنا. وبسرعة رمى اثنان آخران من السباحين أنفسهم في النهر وجعلوه يأخذهم بسرعته إلى حيث ايوان. وبجهد جبار  استطاعا إيقاف جريان الإطار والعودة به مرة عكس التيار ومرة إلى الجانب.. حتى وصلا الضفة. وعندما رفعنا الإطار ظننا جميعاً أن أيوان قد فارقت الحياة. لكنها كانت في غيبوبة. عمل لها أحد الرفاق التنفس الاصطناعي ونجح بإخراج كميات كبيرة من الماء من بطنها. حتى فتحت عيونها وبدأت تنتفع.. عادت أيوان إلى الحياة..
يتبع




4

ذكريات من دروب الامل
الحلقة الاولى

منذ مدة طويلة طلب مني صديقي ورفيقي (أيام الجمر والرماد ) الروائي كريم كطافة ان أحاول تسجيل بعض ما عشته في أيام الانفال السيئة الصيت. سأحاول هنا ان اكتب يومياتي في ال 22 يوم التي كانت من أصعب الأيام في حياتي الانصارية.. سأشحذ ذاكرتي قدر الإمكان لكي اكتب التفاصيل بأكبر دقة ممكنة. هكذا وبالتعاون مع الصديق والرفيق ابوامل(كريم كطافة) ابدا بنشر سلسلة من الحلقات عن تلك الأيام والتي اريد من خلال نشرها ان يطلع الراي العام على ما جرى للعراقيين في تلك الأيام وان ما يجري في العراق الان ما هو سوى نتيجة لتلك السنين الرهيبة في حروبها والانتهاكات الفضة لحقوق الانسان .
أيام الحصار والانفال ال 22 مازالت تعيش معي بالرغم من مرور تلك السنين الكثيرة. وتجربة الخوض فيها والكتابة عنها تعتبر بالنسبة لي مثل المغامرة غير محسوبة العواقب. لا اريد هنا ان اتبنى موقف حزب او تجربة سياسية او الدعاية لاحد. اريد فقط تسليط الضوء على حقبة تاريخية من تأريخ شعب أراد الخروج من تحت الرماد .
لست بصدد تحليل او تقييم تجربة الأنصار التي كتب عنها الكثير. كذلك حكايتي لا تزعم البطولة لاحد. كنا رفاق من كل الطيف العراقي الواسع. بشر من جميع شرائح الشعب وطبقاته. كانت لنا اهداف نبيلة في المساواة والعدالة الاجتماعية. كان بيننا أكاديميون تركوا بلدان أوروبا والحياة الهانئة وتوجهوا الى كردستان، شباب من مختلف الاعمار ومن بيننا كان الفلاحين والعمال والجنود الهاربين من جحيم الحرب لكي يحققوا العدالة والسلام. ساكتب عن نهاية التجربة، عن أيامها الأخيرة، عن احداث عشتها مع مجموعة من رفاقي اللذين اعتز برفقتهم، قد يختلف معي البعض او يتفق. هذه المساهمة هي للناس لذلك سوف أتجاوز ذكر افراد المجموعة قدر الإمكان. أسجل هنا مشاهداتي ومعايشتي لتلك الأيام.


الإنتشار

مع انتهاء الحرب مع إيران في 8، 8، 1988 وبعد سيطرة النظام على أرياف السليمانية، حشد قواته في أرياف أربيل وبشكل كثيف وتحديدا في شقلاوة وسهل حرير. وبدأت قوات الأنصار بإعادة تنظيم صفوفها والإنتشار على شكل مجاميع مختلفة لتجنب الخسائر الكبيرة. كانت قوات النظام بأعداد هائلة. كنت ضمن مجموعة توجهت نحو منطقة بهدينان تحديدا الى مقراتنا الخلفية في قرية كافيا الواقعة في منطقة زيبار. لا أتذكر كم كان عددنا لكننا كنا مجموعة كبيرة ضمت مختلف الاعمار والاعراق. عبرنا سهل حرير ونهر الزاب وبعد مسير ثلاثة أيام وصلنا الى كافية. التقينا هناك برفاق سبق وان عملت معهم اثناء وجودي في منطقة بهدينان. .
وبعد ثلاث أيام من وجودنا في مقر كافيا. أرسلوني مع نصير آخر إلى القمة العالية من السلسلة المشرفة على قرية كافيا، لاستطلاع الطريق القادم من العمادية إلى شيلادزه والكائن خلف السلسلة الجبلية. ومن هناك وبالنواظير العسكرية شاهدنا الطريق مزدحماً بأرتال من القوات العسكرية التي لا نرى بدايتها وهي تتوجه إلى طريق ديرلوك برزان القديم للسيطرة على معابر نهر الزاب.
في هذه الليلة ولأول مرة سمعنا أصوات الهيلوكوبترات تحلق في سماء المنطقة. كانت أعدادها كبيرة. وان تحلق الهيلوكوبترات ليلا هو حدث فريد على الأقل بالنسبة لنا. لم يحدث لنا في السابق. كنا نسمع عن طريق موجات FM في اجهزة الراديو التي كانت معنا (سيدي تمت اصابة الهدف). ( سيدي تم الواجب) والخ.
في اليوم التالي سمعنا ان النظام استخدم السلاح الكميائي ضد مقرات قاطع بهدينان في وادي زيوة والتي استشهد فيها اثنان من رفاقنا (ابو سعد وابوجواد).

التوجه نحو الحدود التركية

بدأت الأحداث بالتسارع بشكل رهيب مثل كرة الثلج. يتقدم النظام ونحن نتقهقر في مختلف المناطق. بعد اقل من يومين اكتشفنا ان المتبقين من سكان قرى وادي كافيا تلقوا تعليمات من حدك بالانسحاب تجاه الحدود التركية. وبعد الاتصال بالقيادة بدأنا نحن كذلك بالانسحاب باتجاه الحدود التركية. كانت قوتنا بحدود (بيشمركة)المئة نصير.
كنت أنا ضمن المجموعة الأخيرة التي ستغادر كافيا والمتكونة من 29 نصيرا وكانت مهمتنا انتظار عوائل ستأتي من مقر (مراني) ومساعدتها على العبور في الطريق الوحيد المتروك لنا للان (طريق الزاب). كنا نمثل قوس قزح ألوان العراق؛ عرب، كورد، سورايي(كلدان ، اشوريين، سريان ) وتركمان،. وكان معنا شباب صغار هم أبناء بعض كوادر الأنصار وكوادر التنظيم المحلي، قرر الحزب إرسالهم إلى الخارج للدراسة الأكاديمية. كانوا غير مسلحين ولا يجيدون استخدام السلاح أصلاً وغير متعودين على صعوبات ومفاجآت الحياة في هذه التضاريس الصعبة.
وفي يوم 26/ 27 آب وصلتنا برقية عبر اللاسلكي أن العوائل التي ننتظرها سوف لن تصل بعد أستولى الجحوش والجيش على الطريق الرابط بين مراني وكافيه. عندها بدأنا بالتحضير لمغادرة المكان والإتجاه نحو الحدود التركية عبر نهر الزاب. وبما أني كنت أعمل في السابق في هذه المنطقة، اختاروني دليلاً لهم للوصول إلى النهر. تركنا في مقر كافيه 5- 6 أنصار كانوا أصلاً من محلية عقرة استشهد معظمهم لاحقاً.
بعد وصولنا الى الوادي المؤدي الى طريق الزاب، علمنا أن قوات النظام تمكنت من وقف العبور الى الضفة الأخرى من النهر. لقد وصلوا عبر شارع ديرلوك بارزان القديم ثم بدأوا بنصب الربايا. نحن في الوادي والعوائل التي لم تتمكن من العبور استقرت فوق الجبل في بالقرب من صهريج او مستودع للثلج يجمعه القرويون شتاءا لكي يستفادوا منه صيفا. وبعد تمكن قوات أخرى للنظام بمساعدة الجحوش من السيطرة على السلسلة الجبلية على اليمين والقادمين من عقرة ودينارته، صرنا محاصرين من ثلاث جهات. لم يبق أمامنا سوى التضاريس الوعرة والعاصية المطلبة على نهر الزاب.

يتبع


5
حصل في نوروز قبل 32 عام

في العقود الماضية كنا كعراقيين ومعارضين لنظام الحكم وطنيين قبل انتماءاتنا العرقية والدينية، اقولها بألم لان ما يجري الان من تفرقة واستقطاب طائفي وديني وقومي غريب بالنسبة لاغلب أبناء شعبنا وخاصة معارضته الوطنية . وان كان هناك تميز قومي فكان من طرف نظام البعث ولكي أكون منصفا حتى التمييز الديني لم يكن ظاهرة عند نظام البعث.
ابطال هذا الحدث الذي حصل قبل 32 عام هم من مختلف فئات الشعب العراقي، اكراد عرب كلدان اشوريين. من عنكاوا وزاخو والقوش وبغداد والبصرة واربيل.
في يوم 20 اذار عام 1986 اجتمعت قوات من پيشمرگة الحزب الشيوعي قاطع بهدينان الفوج الأول انصار السرية الرابعة والثانية وقوات الحزب الديمقراطي الكردستاني محلية شيخان و زاخو. اكان الهدف عملية اقتحام لثلاثة ربايا يتمركز فيها الجيش الشعبي في جبل رأس زاويته صباح يوم 21 اذار احتفالا بعيد نوروز. اجتمع الپيشمرگة المشاركين في قرية بينارينكى . هناك توزعنا مساءا على بيوت القرية وتعشينا فيها ثم اجتمعنا في جامعها للاستراحة ولكي ننطلق فجرا نحو الهدف. للاحتفال بنوروز من خلال احتلال الربايا.
في مساء ذلك اليوم تعرفنا نحن پيشمرگة الحزبين المشاركين في هذه العملية على بعضنا. لأسباب أجهلها عجبني الحديث مع أحد پيشمرگة حدك من محلية زاخو كان اسمه اسلام. شاب وسيم وهادئ تكلم عن نفسه. قال انه من عائلة ارتبطت بالبارتي منذ الستينيات وله شقيقين استشهدوا خلال ثورة گولان(أيار). سهرنا معا قبل ان نغفو ساعات قليلة لكي نتوجه فجرا نحو هدفنا. من محاسن الصدف او ربما من مساوئها كنا اسلام وانا ضمن مجموعة الاقتحام ولأننا أصبحنا صديقين حاولنا ان تكون مواضعنا قبل الهجوم قريبة.
في الفجر توجه المجتمعين نحو الهدف. مجموعة الاقتحام كانت تضم ثلاثة شيوعيين يقودهم أبو حياة (فارس كريم) وماجد القوشي وانا كاتب هذه السطور. وكانت مجموعة الاسناد مشتركة أيضا.
في ساعة الفجر الأولى من صباح 21 اذار 1986 بدأ الهجوم نحوم الربايا الثلاثة بقاذفات ال أربى جي والرمانات اليدوية ورمي كثيف بالأسلحة الرشاشة. لكن وجهنا برد ناري كثيف من قبل الجيش الشعبي. يبدو اننا فقدنا عامل المباغتة لان العدو كان مستعدا وعلى علم بنيتنا. بعد تبادل ناري كثيف لم يستمر، خر اسلام صريعا على يميني لم اسمع سوى صوت اخخخخ .. ثم سقط. الوقت كان اقل من اعشار الثواني. رصاصة قناص اخترقت راسه ليصبح الشهيد الثالث من نفس العائلة. لم يقف الامر عند هذا الحد.
كان أبو حياة يتقدمنا شاهدته عندما قذف رمانته اليدوية وكان يهتف باسم ضحايا البعث.. ثم هوى هو الاخر. كان اول من وصل اليه ماجد الالقوشي، حمله على كتفه. أبو حياة كان قائد القوى المهاجمة مع مسؤول من محلية حدك اسمه صادق زاويتي ان لم تخني الذاكرة. اتجهت نحو ماجد ووجدت ان أبو حياة ينزف من الجهة اليسرى من صدره. تصورنا ان الإصابة كانت في القلب. حملناه مع مجموعة من بيشمركة البارتي الى الخط الخلفي لكي نحمله على البغل الذي كان معنا لتحميل الغنائم!! عدنا بشهيد وجريح اصابته بليغة. تبين لاحقا ان إصابة أبو حياة كانت في مفصل الكتف الايسر.
مازال ناقوس هذه اليوم المجيد يدق كلما جاء نوروز او كلما التقي بأبو حياة (صالح) كما كان يسمونه الفلاحين الاكراد. ذلك الانسان الذي تعلمت منه الكثير اوله حب الناس والصدق والإخلاص. وتعلمت من اسلام الشهيد ان الحياة رخيصة عندما يتعلق الامر بالانتماء الوطني والانساني. مازالت صوره اسلام بروراي حية في ضميري ووجداني رغم مرور كل تلك السنين رغم إني عرفته لسويعات فقط.
الشعب الذي يقدم كل هؤلاء الضحايا قرابين يستحق ان يحتفل بالحياة بيوم جديد (نوروز). المجد لعشاق الحياة. المجد لتلك الأيام التي كانت أيام حب وصدق.. جمر ورماد. المجد لنوروز عيد الحرية والانعتاق من العبودية.
النصير هەژار

6
هل داعش مهدت للهيمنة الايرانية في المنطقة؟
يقال ان ايران ممتنة لداعش على ظهورها في سوريا والعراق حتى وان لم يكن لايران اليد في ظهور داعش. عدد كبير من المراقبين يجتمعون ان ظهور داعش ساعد على انتشار الهيمنة الايرانية في المنطقة والتمهيد لحلم الهلال الشيعي الذي هو في الواقع هلال الهيمنة الايرانية في الشرق الاوسط(الاسود). من خلال الدعم الايراني للميلشيات الشيعية في كل من لبنان وسوريا والعراق تم القضاء على القوة المسلحة لداعش تقريبا والذي ادى بدوره الى اضعاف دور السنة في كل من سوريا والعراق وتقوية شوكة المليشيات الشيعية المرتبطة بشكل او اخر بالنظام الايراني.
اما في العراق ماعدا السنة كان الاكراد في اقليم كردستان سكينة الخاصرة بالنسبة لايران. كان الاستفتاء الكردي المستعجل(القادة الاكراد لم يدرسوا الخارطة السياسية بشكل جيد) كان الاستفتاء الشعرة التي قصمت ظهر الحلم الكردي بالدولة المستقلة وخسر الاكراد مكتسبات حققوها خلال عشرات السنين من الكفاح المظني والمكلل بتضحيات جسيمة. فكان لايران والميليشات والقوى العراقية الفرصة للتقدم بكرة النار التي قضت فيها على داعش في محاولة للهيمنة على المشهد العراقي بمساعدة واضحة من ايران وبقيادة السليماني قاسم ومساعديه العراقيين المهندس والعامري وبقية الشلة. ولان القضاء على جزء كبير من المناطق التي سيطرت عليها داعش بايدي الجيش العراقي وميلشيات الحشد الشعبي الشيعية اعطاها قوى دفع وثقة بالنفس لكي تتمدد اكثر لكي تغير ميزان القوة لصالح الشيعة الموالين لايران . ان استمرت تداعيات الاستفتاء الكردي بهذه السرعة وان لم يتوحد الاكراد في موقفهم تجاه هذا الهجوم الكاسح. سيقدمون خدمة جليلة لايران والموالين لها للسيطرة الكاملة على العراق كما هي اي ايران في طريقها الى السيطرة على مناطق شرق الفرات بواسطة قوات النظام السوري والميلشيات الشيعية ونفوذ ايران في لبنان مترسخ منذ امد بعيد. سيكون قد تحقق للنظام الايراني ماكان يصبو اليه وهو الهلال الايراني(الشيعي) وان كانت التكاليف الاقتصادية كبيرة فحقول النفط في كركوك ومناطق دير الزور ستفي بغرض تغطية الخسائر الاقتصادية التي تكبتدها ايران في بناء مشروعها الامبراطوري. اعتقد على ايران ان تشكر داعش اولا والمذهب الشيعي ثانية ومبدأ التقية ثالثا.
في الختام اقول ان اكثر المتفائلين يتخوفون من موجة اسلامية شيعية ستجتاح المنطقة . يعني بعد ما خلصنا من داعش نحن مقبلين على ماعش. ارجو ان اكون مخطأ.

قصقوصة: من بين مظاهر التمدد الايراني في شمال العراق افتتاح مدرسة الخميني في برطلة وسيطرة ميلشيات الحشد على عدد من المناطق في سهل  نينوى.

7
المنبر الحر / قصتي مع عيد الاضحى
« في: 10:37 31/08/2017  »
قصتي مع عيد الاضحى
سرتيب عيسى
31-8-2017
كلما يأتي عيد الأضحى ومنذ حوالي أربعين عام ينتابني حزن شديد ليس لأني ضد العيد او احمل ضغينة او حقدا ضد الاخوة المؤمنين بالدين الإسلامي او المحتفلين بهذا العيد وانما في اليوم الأول من هذا العيد تعرفت على سوط الجلاد.
كان ذلك في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، كنت حينها قد انهيت دراستي المتوسطة وفي العطلة الصيفية تحديدا كان أحد اقاربي يدير نادي شركة النفط في قضاء دبس في محافظة كركوك. ولان قريبي لم يكن له أولاد يعينوه استعان بي وبقريب اخر من عمري لكي نساعده خلال فترة الصيف.
وفي الفترة التي كنا فيها في دبس نعمل مساءا ونقضي بقية وقتنا بين مشاهدة الأفلام ومباريات كرة القدم وقراءة الصحف والمجلات. كنت انا مولعا بمجلتي المزمار ومجلة مجلتي للأطفال وصفحة مرحبا يا اطفال في جريدة الطريق بالإضافة الى الصفحة الرياضية وفي نفس الفترة كانت القوات السوفيتية قد اجتاحت أفغانستان وكنت أحب متابعة الاحداث ليس حبا بالسياسة وانما حبا للمعرفة وزيادة معلومات!
كان يرتاد نادي شركة النفط في دبس ضابط امن اسمه النقيب غالب ومعه شلة من رجال الامن. جلهم لم يكونوا لطيفين معنا نحن العاملين في النادي خاصة انا وقريبي حيث كنا أطفالا وكنا نعيش طفولتنا أحيانا في المزاح او الجري وراء بعضنا والخ..
كان حبي للقراءة دافعا لشراء المجلات والجرائد واحداها كانت جريدة الطريق، ولم أكن اعرف ان جريدة طريق الشعب التي كانت تباع في السوق بشكل علني ستجرني الى اكبر حدث غير حياتي كلها.
في احدى الأيام وقبل حلول يوم العيد كنا انا وقريبي الذي كان (بعثيا متحمسا) نلعب في حديقة النادي الامر الذي اغاض النقيب غالب، نهرنا وصرخ بنا ومنعنا من اللعب. قريبي كان يعرف ان لنقيب الامن سيارة مرسيديس.  بعد انتهاء عملنا كان نقيب الامن مازال في النادي.
 قال قريبي هذه سيارته وكسر مباشرة علامة سيارة المرسيدس وكأن شيئا لم يكن. لم يمضي سوى يومان وجاء العيد.
كانت الساعة التاسعة صباحا اول يوم عيد الأضحى وصادف مثل أيامنا هذه في بداية شهر أيلول. انا فتحت النادي مع الطباخ. كنت واقفا عند طاولة البار لما جاءني عنصرين من الامن طلبا مني ان ابيع لهما صندوق بيرة ( عندما تبيع صندوق معبأ يجب ان تستلم مكانه فارغ) هكذا كان يتم البيع والشراء. قلت لا يمكنني ان افعل ذلك ان لم استلم صندوقا فارغا.
قالا انه للنقيب غالب.
قلت: فاليكن
هكذا كانت تربيتي. الصدق والاستقامة  ، ولم أكن مطلعا بعد على قانون القسوة لم تكن طفولتي قد اغتصبت بعد.
قال العنصرين اترك كل شيء وتعال معنا.
قلت الى اين؟
الى دائرة الامن انت تخالف القانون.
 لم اكن اعرف ان صندوق البيرة كان طعما. ذهبت معهم. كان النقيب غالب ينتظرني في سيارة الامن. لم تمر سوى خمسة دقائق ودخلت السيارة دائرة الامن.
كنت حائرا، خائفا بل الرعب تملكني. دخلنا معا النقيب غالب وثلاثة من عناصر الامن .قاعة فارغة لم يكن فيها غير كابلات مبرومة وعصا يشدوا عليها الرجلين بحزام جلدي(كانت للفلقة عرفت ذلك لاحقا).
بدأ فلم الرعب بلكمة ثم كف ثم بركان من اللكمات والرفسات ومسبات لم اسمعها لا سابقا ولا لاحقا. كان الأربعة يتناوبون بالضرب بالأيدي والارجل والكابلات التي كانت كل ضربة منها تشعرني أنى ميت لا محالة. جاء بعد ذلك دور الفلقة بعدما ينتهون من ضربي يجبروني على الوقوف والسير على قدماي كنت أحس حينها ان النار تشتعل فيهما.
بعد ساعة من التعذيب جاء السؤال الا تعرف انه ممنوع شراء طريق الشعب
قلت لا اعرف وان كانت ممنوعة لماذا تعرض في المكتبات
انت خائن للحزب والثورة
لماذا؟
تتحايل على القانون؟
ماذا فعلت؟
هل انت من كسر علامة المرسيدس؟
طبعا لا
من فعل ذلك اذن؟
لا اعرف ولا اعرف ان سيارة حظرتك هي مرسيدس.
بدأ الحفل مرة أخرى. كابلات على الرأس على جميع انحاء الجسم. يتناوبون على الضرب وعلى الفلقة لم يعد للضرب تأثيرا على جسمي. لكن روحي كانت خائرة لم يكن بإمكاني تدارك الحدث.
كنت طفلا.
من اين جاءوا بهذه القسوة؟ ولماذا؟ هل شراء جريدة او كسر علامة سيارة يستحق هذه القسوة وحتى التجاوز على القانون يستحق هذه المسبات والكلمات النابية. اين الانسان فيكم؟
سألوني وانا تحت سياطهم
هل انت شيوعي؟
الجواب: لا
هل تعرف ان هذه المدينة هي للبعثيين فقط.
سكت! لا جواب عندي.
استمر الضرب بت اشعر بتعبهم. لم اعد افهم شيء الى ان قرروا ان يتوقفوا والخطوة التالية كانت وضعي في باحة المديرية امام الشمس.
بعد اقل من نصف ساعة جاء غالب. كانت الساعة الرابعة عصرا.
سنقدمك لمحكمة الثورة بتهمة الخيانة والتجاوز على القانون وسنحلق رأسك صفر.
كل هذا وانا حائر، خائر القوة مهزوم لا معنى للوقت والزمن. الى ان جاء قريبي صاحب النادي حينئذ لم اعد أستطيع حجب حرية دموعي التي سالت بغزارة. كان مع قريبي رجال كان يبدو عليهم انهم زلم كبار! يبدو ان اتفاقا ما قد تم مع النقيب المجرم بان يطلق سراحي مقابل مغادرتي لمدينة دبس مباشرة.
هكذا غادرت دائرة الامن الى بيت قريبي لكي اخذ حقيبتي واحمل بقايا روحي مغادرا دبس لأخر مرة حاملا في روحي وشما من القسوة والعنف اتذكره في كل عيد اضحى وهكذا بدأت رحلتي مع الامن ومنظمة البعث والسياسة وكانت لي لقاءات اخرى مع الجلاوزة! وعندما اشاهد جرائم داعش اتذكر الوحش الساكن في النقيب غالب وعناصره وأتساءل واحاول ان افهم لماذا ؟ انها  قصة صغيرة لتأريخ القسوة في العراق.

8
 الف مبروك ابنة عمي العزيزة . نفتخر ونعتز بك ونتمنى لك المزيد من النجاحات

سرتيب والعائلة

9
 عزيزي شيرزاد. الف مبروك . مع فخري واعتزازي بك
سرتيب عيسى

10
لم اعتاد المديح في وصف حتى من احبهم لكن عندما يصبح الجرح غائرا لابد ان نصرخ عاليا ليسمع الاخرون عن وجعنا ، لنصحو!!  لذلك يجب ان اقولها باعلى صوتي كم من الورود يجب ان تنثر ،  وكم بوسة لروح  شيرزاد العطرة. ياشيرزاد انت الذي فقدت والدتك في قصف مجنون على شقلاوة وفقدت اختك وجدتك في هجوم جبان على بيتها. وانت الذي تركت اوروبا في زمن كان الاخرون يهربون اليها لتحارب ذباحينا  عشاق السلطة . لتقع في مصيدة (الاخوة الاعداء) .المئات من امثالك يا شيرزاد فقدوا ارواحهم دون ان يسئل عنهم احد ومئات مثلهم شهداء احياء يعانون الاهمال والغربة. في حياة  الانصار البيشمركة الف حكاية وحكاية تصلح لتكون عبرة لاجيال لاحقة. تصلح لتكون مجسا يوقظ الضمائر التي مازالت تدمر العراقيين. مازال طلاب السلطة يتصارعون  يقتلون ،  يسرقون والعراقي يئن منذ ايام الاشوريين والبابليين. مرورا بعصور الساسانيين والفتوحات الاسلامية الى يومنا هذا. قد يضن البعض ان حكايات الانصار الشيوعيين مبالغ بها. لكن ما كتب لحد الان  هو جزء بسيط من حكايات سطرها ابطال مجهولون بدمهم وعرقهم  من المؤكد لم يكن الشيوعيين لوحدهم  بل كان وما زال هناك  مخلصون ووطنيون من افكار ومشارب اخرى.  علينا ان نتسأل الى متى تبقى ارض الرافدين مستباحة؟ الى متى تقدم القرابيين من شبابنا وخيرات بلدنا؟ الم ترتوي هذه الارض؟ الم يتعض الناس؟ الم يحن الوقت لنهاية هذا المخاض الدامي؟

سرتيب عيسى

11
عزيزي الفنان لطيف نعمان

ابتدا اود التعبير عن اعجابي في الكثير من المواضيع التي تكتبها ، الا اني لست معك في طرحك حول اسباب عزوفك عن خشبة المسرح التي احببتها، رغم اني اتفق مع مجمل ماطرحته حول وضع الثقافة عموما والمسرح بشكل خاص. لكن ذلك لا يبرر عزوف المثقفين والفنانين الصادقين في اداء رسالتهم. اني ارى ان احدى اسباب تخلف الوضع الثقافي في عنكاوا مثلا . هو هجرة ابنائها اولا وغياب الدور المؤثر لمثقفيها ثانيا. بل اني اكاد اجزم ان غياب دور الرواد كان له تاثيرا سلبيا على واقعنا الثقافي. لم يكن وضع المسرح والثقافة افضل في ايام (البعث والحروب) الا ان اصرار المخلصين على العطاء لم يتوقف. وهكذا كان في الازمنة الغابرة. من المؤكد انتم تعرفون وقائع الامور افضل منا نحن المغتربين. لكن هذا لا يمنع ان نبدي وجهة نظرنا خاصة وانا ارى ان الامكانيات المتوفرة حاليا هي اكبر بكثير من العهود السابقة حتى وان وجدت (البعض من المنغصات) ، يوجد حاليا اكثر من قاعة مناسبة للعروض المسرحية بالاضافة الى تعدد المراكز الثقافية. هناك حالة وحيدة لم يتم الاشارة اليها وحسب راي المتواضع هي السبب الحاسم للتراجع الحاصل في مختلف المجالات. غياب روح المبادرة والتحدي والسبب هو استيلاء ثقافة البترو دولار على كل ماهو جميل فينا وبالتالي . البترو دولار اغتالت عامل المبادرة و الابداع و روح المنافسة التي تفعل الابداع لتقديم الاجود. لن اطيل عليك انتم الرواد كنت دائما مثلنا الاعلى ومحل فخرنا واعتزازنا اتمنى ان تكونوا عونا للاجيال الجديدة التي هي بامس الحاجة لمد يد المساندة والمساعدة لكي نحافظ على ماتبقى لنا من القييم الجميلة.

12
الف مبروک نجاح العزيز مارك تهانينا موصلة ايضا للعزيزين انور وخالدة .

سرتيب والعائلة

13
استاذتي الجميلة
انا الذي يحمل لك في قلبي كل الحب والاحترام كما حملت لاناس كانوا مثلي الاعلى  وانا في مطلع شبابي . سوف اتعرى من كل الاسئلة التي يجب ان نحاول ان نلبسها الاقنعة قبل ان نطرحها. هل نحن ابرياء؟ من المؤكد ، ليس هناك بريء بيننا. كم زنينا نحن جميعا وارتكبنا من المعاصي؟ قبل ان نصحوا على كابوس ايامنا هذه.
لست هنا بصدد الدفاع عن احد( ولا ادافع عن نفسي كوني ضحية مع سبق الاصرار والترصد)
سيدتي ، هل انت بريئة من كل الذي  من حولنا؟ وهل الاخرون الذين ترتفع اصواتهم بين الفينة واخرى ابرياء؟.
 اما بعد، هل الذين باعوا انفسهم قبل ان يبيعوا اولاد جلدتهم ابرياء؟ عجبي ، تحاصرني الاسئلة . لغاية في نفس الساسة لا استطيع تقشير اللوزة كلها.  من المسؤول الاول عن ما نحن فيه؟ هو سؤال صعب مرتبط بالتفسير المادي للتأريخ؟
هي دائرة مفرغة نحاول ابدا ان ندور حولها ، وهي اننا نفكر بانفسنا اولا قبل ان نفكر (بكلنا) وهذه الانانية المجردة تجعلنا عراة لا نستطيع تغطية ذاتنا الانانية (ساعة الساعة)
 سلوكنا الاناني البعيد عن التفكير الجماعي هو الذي اوصلنا الى ما نحن فيه. ضعف الشعور بالمسؤولية الجماعية هو الذي افقدنا بوصلة الاتجاه الصحيح.
سيدتي جنان كلنا مذنبون وغالبا الاستثنائات وان كانت مبررة  فتبريرها استثناء.. انه زمن بائس، رغم اني لست مع اشاعة اليأس!!


14
السيد وليد حنا
 طرحت  اسئلة هي وجهة نظرك التي اكن لها كل الاحترام. لست هنا بصدد الخوض في نقاشات شخصية. عندما نتكلم عن ما جرى في عنكاوا والذي سيجري لاحقا هذا ليس استثاءا. ان الوطن ياعزيزي كله مستباح. ان نلقي اللوم  في الذي جرى في عنكاوا على شخص او شخصين ليس انصافا. وراء الفاسدين الصغار دائما فاسدين كبار او قل منظومة فساد مترابطة تحمي بعضها البعض. ونحن في هذا (الزمن الديمقراطي) لنا امتدادات لا ديمقراطية. تتحكم فينا روح انتهازية انانية ناتجة عن ضعف في الوعي الاجتماعي.  الوعي الاجتماعي والشعور بالمسؤولية الجماعية الذي فقدناها منذ قفز البعثيين على السلطة.  وكمل على ماتبقى منها ظروف مابعد الانتفاضة ثم  سقوط الصنم. لذلك اصبحت الاصوات التي تنادي بالحق اصوات نشاز. بينما كان بين العنكاويين وبقية مناطق العراق في الخمسينيات والستينيات مئات بل الالاف المناضلين سقط بينهم عدد كبير ضحايا مواقفهم الرجولية.
احيي اليوم جميع الذين صبروا واصروا على البقاء في ارض الوطن واكاد اجزم ان ظروفهم اليوم هي اصعب من الظروف التي عشناها نحن قبل عقدين من الزمن، لان المعادلة باتت اصعب بكثير والتيار الذي تصارعه النخبة وبينهم استاذتي القديرة جنان هو اكبر بكثير من الذي كان موجودا ايام كان اكثرية العنكاويين في بلدهم يوم كانت النخبة المثقفة الواعية في العراق كانت تبدع وهي  مازالت تعيش في العراق.
نحن ياصاحبي غائبون عن الوطن الذي احببناه ، والوعي الديمقراطي، الثقافة والفن غائبون في الوطن. ان الوطن الذي هجره مبدعوه  وعلمائه وتتحكم فيه ثقافة النفط والدولار، ليس غريبا ان يكون غريبا.

15
 استاذتي الجميلة
انا الذي يحمل لك في قلبي كل الحب والاحترام كما حملت لاناس كانوا مثلي الاعلى  وانا في مطلع شبابي . سوف اتعرى من كل الاسئلة التي يجب ان نحاول ان نلبسها الاقنعة قبل ان نطرحها. هل نحن ابرياء؟ من المؤكد ، ليس هناك بريء بيننا. كم زنينا نحن جميعا وارتكبنا من المعاصي؟ قبل ان نصحوا على كابوس ايامنا هذه.
لست هنا بصدد الدفاع عن احد( ولا ادافع عن نفسي كوني ضحية مع سبق الاصرار والترصد)
سيدتي ، هل انت بريئة من كل الذي  من حولنا؟ وهل الاخرون الذين ترتفع اصواتهم بين الفينة واخرى ابرياء؟.
 اما بعد، هل الذين باعوا انفسهم قبل ان يبيعوا اولاد جلدتهم ابرياء؟ عجبي ، تحاصرني الاسئلة . لغاية في نفس الساسة لا استطيع تقشير اللوزة كلها.  من المسؤول الاول عن ما نحن فيه؟ هو سؤال صعب مرتبط بالتفسير المادي للتأريخ؟
هي دائرة مفرغة نحاول ابدا ان ندور حولها ، وهي اننا نفكر بانفسنا اولا قبل ان نفكر (بكلنا) وهذه الانانية المجردة تجعلنا عراة لا نستطيع تغطية ذاتنا الانانية (ساعة الساعة)
 سلوكنا الاناني البعيد عن التفكير الجماعي هو الذي اوصلنا الى ما نحن فيه. ضعف الشعور بالمسؤولية الجماعية هو الذي افقدنا بوصلة الاتجاه الصحيح.
سيدتي جنان كلنا مذنبون وغالبا الاستثنائات وان كانت مبررة  فتبريرها استثناء.. انه زمن بائس، رغم اني لست مع اشاعة اليأس!!

16
أدب / رد: ينبوع المطر
« في: 22:32 13/10/2011  »
استمعت اخونا سعدي بقراءة كلماتك عن المطر الذي  واكب رحلتك عبر بلاد كثيرة وكانت عنكاوا حاظرة في ثنايا ذاكرك وانت تتابع سقوط المطر في الجبل والبحر وشوارع موسكو ومونتريال. استمتعت بكلماتك لانها كانت معجونة بموسيقى شفافة استدعت من ذاكرتي عطر التراب بعد السقوط الاول لقطرات المطر على ارضنا الطيبة.  ارى وانا المتابع لكتاباتك ان هناك رقيا  وتطورا مثيرا في كتاباتك الاخيرة  وان كان اسلوبك في السرد القصصي يعجبني دائما. لست انا بناقد لكن قياس المبدع هو اصالته وصدقه. وكنت انت صادقا واصيلا لانك كنت لسان حالنا . شكرا لانك تجعلنا ان نحب ارضنا  الطيبة اكثر.

مع مودتي  سرتيب عيسى

17
 الاخ العزيز ثامر

بفخر واعتزاز استقبلنا خبر نيلك الاختصاص الطبي في الامراض الباطنية والسرطانية . وبهذا الانجاز الكبير  نهنئك من الاعماق كما نهنئ بابا حنا ونانا شكرية وجميع الاخوة والاخوات.  نتمنى لك العمر المديد والصحة والسعادة والى المزيد من النجاحات.

سرتيب عيسى وفيحاء بولص والاولاد

18
العزيز وسام
نهنئك من الاعماق بانجازك الجديد، نرجو لك المزيد من النجاحات لخدمة الانسانية . نبارك على نجاحك ايضا زوجتك والاهل جميعا، يسعدنا ان نقول لك اننا فخورون بك.

سرتيب وفيحاء والاولاد

19
تغييرين في التشريعات المتعلقة بالهجرة الى السويد

 اعتبارا من 1 تموز 2010 ، يدخل حيز التنفيذ اثنين من التغييرات في القوانين المتعلقة بالهجرة. ويهدف التغيير الأول الأطفال والآباء والأمهات لكي لايتم فصلهم عن بعضهم البعض دون داع. والقانون الثاني يفسح المجال لتوفير الحماية للأشخاص الذين يتعرضون لتهديدات خطيرة.

ويمكن أولا واعتبارا من 1 تموز لعدد كبير من الاشخاص الحصول على تصريح الإقامة بسبب الروابط العائلية دون الحاجة إلى السفر من السويد. وتم  تشريع هذا التعديل في ضوء مصالح الطفل الفضلى ، والذي سيجعل من الأسهل  على العائلات ان تكون مع بعضها البعض، طالما كان مقدم الطلب في السويد ، اذا كان هو أو هي يريد الحصول على الاقامة على اساس الروابط الأسرية ، بصرف النظر عن المكان وجود ملف القضية لدراستها.
لا تزال القاعدة الرئيسية هي يجب أن يكون تقديم طلب الحصول على الإقامة قبل دخول السويد. أي الشخص الذي يعتمد على الروابط الأسرية(لم الشمل العائلي) بعد دخوله لن يكون قادرا على الحصول على إذن. يجب على الشخص المعني ، على سبيل المثال ، أثبات هويته لكي تنطبق عليه الشروط القانوية الجديدة.
    
حماية االاشخاص
 الاشخاص الاجانب الذين يعتبرون هدف للسلامة الشخصية الخاصة، يمكنهم اعتبارا من 1 تموز الحصول على تصريح إقامة مؤقتة في السويد لمدة سنة على الأقل. ويمكن بعد ذلك منح تصريح إقامة دائمة. ويمكن فقط لقيادة الشرطة السويدية التقدم بطلب للحصول على تصريح دائرة الهجرة ويدرس الطلب.
  
هذا التغيير التشريعي هو نتيجة لتعاون دولي لتوفير الحماية للأشخاص  المهددين والذين لا يستطيعون البقاء في بلدانهم الأصلية. يجري هذا العمل في اطار اتفاقية الأمم المتحدة حول الجريمة العابرة للحدود.

الموقع الالكتروني لدائرة الهجرة السويدية/ ترجمه سرتيب عيسى

20
السويد ترسل المسيحيين العراقيين الى الموت
ترجمة: سرتيب عيسى

نصف المسيحيين العراقيين الذين كان عددهم يبلغ في العراق اكثر من مليون نسمة  قبل الغزو الامريكي عام 2003 قد فروا من العراق. وسيهرب معظم المتبقين اذا استطاعوا الهروب و وجدوا بلدا اخر مستعد لاستقبالهم وحمايتهم .. تتفق تقريبا جميع  منظمات حقوق الانسان  والعديد من البرلمانات  على ان الذي يجري في العراق هو تطهير عرقي وديني . لم يعد مرحبا بغير المسلمين في معضم انحاء العراق. عمليات الاختطاف  والاغتصاب  والاعدامات اصبحت جزءا من الحياة اليومية لغير المسلمين.. وقد قصفت 60 كنيسة ، احيانا بشكل منظم  في نفس اليوم والتوقيت  في مناطق مختلفة من البلد.
تستمر  الهجمات ضد المسيحيين العراقيين في يوم السبت الماضي وقعت واحدة من اسوأ الهجمات:  حافلات مكتظة بالطلبة المسيحيين الاشورين، هوجمت بين نقطتي تفتيش، وبالضبط في المكان الذي من المفترض ان يكون آمنا فجرت قنبلتين. في ليلة السبت حصلت على تسجيل فيديو مصور عن طريق هاتف خلوي، تظهر فيه احدى المستشفيات التي استقبلت الطلبة المصابين والمشوهين. انتم الذين تتحملون رؤية المشاهد المؤلمة يمكنكم مشاهدة المقاطع المؤلمة في اليوتوب" Attacks on Assyrian Christians- Bus Bombings in Mosul". وكانت ساندي شبيب هادي البالغة من العمر 19 ربيعا احدى ضحايا الحادث والتي اصيبت بجروح بالغة  وبالرغم من الجهود الحثيثة لانقاذها الا انها فارقت الحياة لاحقا في احدى مستشفيات الموصل، جاء ذلك في الموقع الاخباري عنكاوا دوت كوم.
يوجد في السويد عدة آلاف من المسيحيين العراقيين المختبئين الذين رفضت طلبات لجوئهم واقامتهم. الشرطة السويدية تحاول صيد هؤلاء ، وعندما يتم القبض عليهم  يتم توقيفهم  او وضعهم في مركز الحجز التابعة لدائرة الهجرة الى ان يتم ايجاد طائرة  لارسالهم الى بغداد.. تريد الشرطة السويدية ابعادهم تحديدا الى المدينة التي سيتم فيها ذبحهم  بسبب معتقداتهم  او قوميتهم.
 لقد تابعت لمدة سنتين  حوالي ثلاثين شخصا ابعدوا قسريا، تقريبا كلهم هربوا مرة اخرى. لم اتمكن من الاتصال باربعة منهم، ولا حتى عوائلهم، لا انا ولا حتى محاميهم نعلم ما الذي جرى لهم. في بداية الاسبوع الماضي اتصل بي احد احد اللاجئين من الذين اساعدهم على الاختفاء وقال:"  راجعت احدى النساء الحوامل المستشفى لغرض الولادة، لكنهم رفضوا استقبالها، يجب عليها ان تدفع 50الف كرونة  لكي يتم اجراء العملية القيصرية لها، وهي لاتمتلك هذا المبلغ". وبعد ذلك  بيومين  قامت منظمة  الاطباء في العالم( التي تساعد اللاجئين المختبئين) بترتيب رعاية صحية مجانية  للمرأة الحامل..
تكلمنا انا وزوج المرأة الحامل حول الاثار المترتبة على الحرب على العراق  والتعامل المضحك للسطات السويدية مع الذين هربوا لانقاذ حياتهم. واظهر لي صورة لاخيه" انهم لايعيرون اي اهتمام مهما قدمت من اثباتات لدائرة الهجرة محكمة الهجرة:  على سبيل المثال رسالة تهديد  وقائمة باسماء الاشخاص الذين سيتم اعدامهم.  لقد ابعدوه الى العراق  رغم ذلك. وبعد وقت قصير من وصوله الى بغداد اختطف  من قبل نفس الحركة الاسلامية  التي تكلم عنها لدائرة الهجرة . وافرجت تلك المجموعة عنه وهو على شكل جثة"
في يوم 4 ايار/ مايو كنت في المكتب الرئيسي لدائرة الهجرة في نورشوبينغ. كان فريدريك بايير رئيس اركان الدائرة المذكورة قد استدعى عددا من النشطاء السويديين والكنيسة الشرقية  الى اجتماع، كان من ضمنهم مطران الكنيسة الشرقية مار اوديشو اورها ومن الكنيسة السويدية القس هنريك تورنكفيست.. هذا لاننا ، انا وفريق العمل ، كنا قد جمعنا 88 قضية (حالة)  تتعلق بالمسيحيين العراقيين، الذين حصلوا سابقا على رفض طلباتهم. يريد  رئيس ادارة الموظفين في دائرة الهجرة  تدقيق تلك القضايا  لمعرفة ما اذا كان هناك اي خطأ قد ارتكب من جانب السلطات السويدية  في قضية المسيحيين العراقيين . لكن لم يتم اكتشاف هكذا اخطاء. يقول بايير  " قسم منهم بقي في العرق مختفيا بعد تعرضه للتهديد". واجبته انا : صحيح انهم هربوا من بيتهم  لكي يختفوا لدى اقاربهم  ومعارفهم  الى ان يعثروا عل مهرب  يساعدهم على الفرار  من العراق. لكن الذين اختبئوا عندهم اضطروا ايضا الى الهرب بعد افتضاح امرهم.
واصر الاشخاص الاربعة الذين مثلوا دائرة الهجرة  يوم الثلاثاء الماضي قائلين " لقد بقي هؤلاء في مناطقهم الجغرافية مدة بعد تعرضهم للخطر" انه اللعب بالكلمات. وقال مدير الشؤون القانونية في دائرة الهجرة ميكائيل ريبنفيك"  مع تحسن الاوضاع بالنسبة لعموم العراقيين المسلمين، اصبح وضع الاقليات اكثر سوءا" ويبدو ان ذلك لايساعد اولائك الذين يختبئون في السويد لكي يسمح لهم بالبقاء ،واضاف، لم يرى المرء ان خوف هؤلاء له مايبرره. له مايبرره؟؟  
 لم يحصل ان حكم  او القي القبض على مجرم، ولا احد من الذين خطفوا، او اغتصبوا او قتلوا غير المسلمين في العراق. وللبلد الان دستور مبني على تفسير القرآن . خلال فترة حكم نظام صدام حسين  حصل تقريبا جميع من طلبوا اللجوء على حق الاقامة في السويد. كنا نعرف جميعا انه كان دكتاتورا وحشيا وكان الناس بحاجة الى الحماية منه.
واليوم  يحصل الاكثرية على رفض . اليوم عندما اصبح وضع غير مسلمين في العراق اسوأ من السابق ، نبعدهم، نعيدهم الى بلدهم. هنا، انا لااستطيع فهم المعادلة.
لاترى دائرة الهجرة انه تجري هناك عملية اضطهاد منهجي. بالرغم من ان جميع المحافل المحليو والدولية ، هؤلاء الذين يعتبرون خبراء في العالم ، يرون انه يوجد هناك اضطهاد منهجي. عندما اتحدث عن الناس الذين طردوا من السويد ، الذين  تمكنوا من الفرار مرة اخرى  والعودة الى سوريا او الدول الاخرى المجاورة للعراق ، ويحصلوا بعد ذلك على صفة لاجيء من منظمة الاجئين التابعة للامم المتحدة ، عندئذ لن يكون للقرار علاقة بالقرار السويدي.
عندما اتحدث الى زملائي الصحفيين وقد سجلت شريطا لاحد موظفي دائرة الهجرة يطلب فيه من المسيحيين العراقيين  الفرار مرة اخرى بعد العودة الى العراق، يحمر وجه بايير : " اذا سمعتم شيء من هذا القبيل سنكون شاكرين لكم ان ابلغتمونا، انه سلوك غير اخلاقي  ونريد نعرف بسرور من الذي تصرف بهذه الطريقة"  انا توصلت الى نتيجة مفادها ان بايير يعتبر انقاذ ارواح الناس عمل غير اخلاقي.
عدد كبير من موظفي دائرة الهجرة المسؤولين عن اعادة المسيحيين الى العراق ، يعانون نفسيا، لانهم يعرفون انه كان يجب ان لايبعدوا هؤلاء وبدلا من ذلك كان يجب حماية اللاجئيين.
هكذا يبدو الحديث عن العودة"  انا اعرف انه سيكون صعب عليك العودة الى العراق  لكني يجب ان اقول الحقيقة كما هي. اذا لم توافق على ابعادك الى شمال العراق حيث الوضع هناك هاديء نسبيا، سنضطر الى تقديم القضية الى الشرطة. سيقوم هؤلاء بعد ذلك باصطيادك، باعتقالك، وضعك في الحجز ، وارغامك على ركوب طائرة تأخذك الى بغداد. نصيحتي لك هي ان توافق على تنفيذ القرار طوعيا ، عندئذ ستحصل على ثلاثين الف كرونة كرسم اولي. خذ المبلغ  واهرب بعد ذلك الى سوريا". انه يعتبره يعتبره اشخاص مثل بايير غير اخلاقي .
انا اخبيء اللاجئيين ، من المؤكد ان وزير الهجرة توبياس بيلستروم فعلي هذا انه غير اخلاقي. حسنأ، اذن علي ان اواجه العقوبة. انا فخور لاني استطيع تقديم المساعدة. وانا اريد باستمرار ان اكون فخورا بالسويد التي كانت في فترة سابقة ، البلد الاكثر ترحيبا  بين البلدان الغربية بالمسيحيين العراقيين. انا اشعر بالخجل من الوضع الحالي (الغير اخلاقي) . ان القانون الجائر ليس قانونا.  وردا على  ردة فعلي على ماقاله بايير حول الموظف في دائرة الهجرة الذي  وجد ان تصرفه غير اخلاقي. كتب لي بعد ذلك : " ان ردة فعلي على معلوماتك  حول ماقاله الموظف في دائرة الهجرة، انه ليس من ضمن مهامه ان ينصح طالب اللجوء المعني كيف يتصرف مستقبلا بعد عودته، لانه لايمكننا التدخل في حياة طالبي اللجوء بعد مغادرتهم الاراضي السويدية"
لا، لكن لايمكننا القول ( لاتعيدوهم  لان هناك خطورة قد يتعرضون لها وهي قطع رؤوسهم ). اثناء كتابتي لهذا النص ، قاطعني احد المسيحيين العراقيين  من الذين يختبئون، كان قد حصل للتو على رفض من محكمة الهجرة. لقد قطع راس اخيه  امام عينيه ،  افرج عنه الاسلاميون لاحقا  لكي يخبر المسيحيين الاخرين  حول ما جرى معه. وقد صور الارهابيين طريقة القتل الوحشية لاخيه، والفلم متاح للمشاهدة على اليوتوب. شاهد على شيء فظيع، والرجل ايضا موجود ضمن قائمة الموت، والسويد تريد اعادته الى بلده.
طلب عضوان في مجلس الوزراء العراقي  من خلال وسائل الاعلام  من السويد ان توقف اعادة الاشخاص الى العراق لانه لايمكن حمايتهم. اذن لماذا تفعلون ذلك؟ لايكفي ان اقول ان القانون لايكفي، يجب ان نعمل على تغيير القانون!
 اقول للمجتمع الدولى: احموا غير المسلمين في العراق قبل فوات الاوان! يتركز معضمهم في الاجزاء الشمالية  من البلاد، فيما يسمى بسهل نينوى، يجب ان يكون هذا السهل منطقة حماية لهم. كم هو عدد الذين يجب ان يموتوا؟ كم عدد الذين يجب ان يفروا ؟ يجب على الولايات المتحدة ان تتحمل مسؤوليتها، كما يجب ذلك ايضا على الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي.
 
دعا الصحفي والكاتب نوري كينو العديد من منظمات حقوق الانسان  والخبراء  لدراسة عواقب الحرب في العراق. وانتج كينو حول هذا الموضوع ستة برامج وثائقية للراديو،  فلمين وثائقين للتلفزيون، كتب كتابا عبارة عن ريبورتاج، وسيصدر في الخريف المقبل رواية مشوقة  تحت عنوان" الحدود هي اليوم" والتي كتبها مشاركة مع الصحفي الامريكي  دافيد كوشنر. كما تحدث كينو عن الحرب ووضع غير المسلمين في العراق ايضا  في عدة جامعات  وبرلمانات.


نشر هذا التقرير الصحفي في جريدة اكسبرسن المسائية والذي اعده وكتبه الصحفي (نوري كينو) وهو احد الصحفيين السويديين والذي ينتمي الى شعبنا الكلداني الاشوري السرياني
        

21
دائرة الهجرة السويدية: الوضع الامني لمسيحيي الموصل صعب

تشير المعلومات الواردة الى ان الوضع الامني للمسيحيين في مدينة الموصل - العراق متدهور حاليا. واكد مدير الشؤون القانونية في دائرة الهجرة ميكايل ريبنفيك، انه يجب توخي الحذر الشديد عند التقدير في ابعاد المسيحيين الى تلك المدينة .
وافاد مراسلون صحفيون من هيومان رايتس ووتش وهيئة الاذاعة البريطانية وصحيفة نيويورك تايمز وقناة الجزيرة على ان وضع المسيحيين في الموصل متدهور. وتفيد معلومات دائرة الهجرة عن العراق بنفس الشيء.
لكن المعلومات لاتفيد ان الوضع الامني للمسيحيين العراقيين في الانحاء الاخرى من العراق  سيء.
 لذلك ، ترى دائرة الهجرة امكانية الهجرة الداخلية بالنسبة لهؤلاء المسيحيين من الموصل الى اجزاء اخرى من العراق، لاسيما في المناطق القريبة من المحافظات الكردية وبغداد. وهذا يتعلق بالرجال البالغين والذين في الحالات العادية يمكنهم العيش والسكن في مدن اخرى غير مدن مسقط الرأس. وبالنسبة للعوائل التي لديها اطفال  والنساء اللواتي لوحدهن والاطفال القاصرين القادمين لوحدهم والذين يفتقدون شبكة العلاقات، ستقوم دائرة الهجرة باجراء اختبار شخصي ادق في قضاياهم.    

الخبر ترجم عن موقع دائرة الهجرة باللغة السويدية/ س ع

22
العزيز حسام

تهنئة صادقة من القلب للقلب بانجازك الجديد والذي نرجوه ان يكون حافزا للمزيد من التقدم لخدمة الانسانية ولرفع اسم شعبك عاليا. كنت ومازلت كما عهدناك دائما مثابرا و ذكيا . نقول ايضا مبروك لايفون والاولاد وللعم شابو و الدتك شكرية ومبروك لنا جميعا نجاحك، اننا فخرون بك.


عمك عيسى عودة عجمايا ودةدة تريزة
سرتيب وفيحاء
شهلة ومنذر
شلير وكيم
الان

23
      
دائرة الهجرة السويدية تفرض شروط جديدة على لم الشمل العائلي

ابتداءا من يوم امس الخميس يتوجب على الاشخاص الذين جاؤا من بلدان اخرى الى السويد وليدهم حق الاقامة الدائمة عليهم ابراز مايثبت ان لديهم عمل وسكن، حتى يتمكنوا من جلب الزوجة او الزوج. لكنه وبالرغم من ان سريان العمل بهذه القواعد يبدا اعتبارا من 15 نيسان 2010 الا انه مازالت تفاصيلها غير واضحة. فدائرة الهجرة لم تقرر لحد الآن، على سبيل المثال، شكل السكن الذي يجب ان يتوفر عليه الشخص الرجل الذي سيجلب زوجته او المرأة التي ستجلب زوجها، في اطار لم الشمل. يوهانيس كوستاكيديس، مسؤول مشروع في دائرة الهجرة يقول: لدينا اطار العمل بهذه القواعد واضح، ولكن التفاصيل غير واضحة لحد الآن.
وتتضمن القواعد الجديدة للم الشمل مايلي: الشخص الذي حصل على اقامة في السويد ويرغب في جلب، على سبيل المثال زوجته من بلده الاصلي عليه ان يثبت انه يتقاضى دخلاً او لديه مرتب تقاعدي بمقدار 549 4 كرونة كحد ادنى، بعد دفع الضريبة وايجار السكن.
- أيضا يتطلب ان يكون السكن في حجم مناسب وذي قياس نموذجي. ولكن مازالت دائرة الهجرة لم تقرر ماذا يعني الحجم المناسب للمسكن، او كم عدد الاشخاص الذي يمكن ان يسعهم للسكن فيه في نفس الوقت. او فيما اذا كان للشخص المعني عقد ايجار من الباطن، او مايعرف بالعقد الثانوي حتى يحق له ان يجلب الزوج او الزوجة.. وما الى ذلك.

هذا وقد واجهت هذه الشروط، انتقادات كثيرة، كما انها ليست واضحة كما اشار النائب في البرلمان عن حزب اليسار كاله لارشون الذي قال ان هذا الامر يشيع عدم الامان بين الناس الذين يودون لم شمل الاقرب لهم، ومن الطبيعي يجب معرفة اي القواعد التي تسري، قبل البدء بتطبيقها. وهذه مسألة تقليدية بسيطة وشريفة ان تكون على هذه الشاكلة. يقول كاله لارشون من حزب اليسار المعارض.،  بالاضافة الى هذا ترى بوديل سيباللوس من حزب البيئة المعارضة بشدة الى هذه الشروط، ترى نتائج هذه الشروط سيئة على الناس، فهي تبعثر العائلات بلاطائل، وان هذا يقود الى صعوبة اكثر في ان يتأقلم الناس الذين يعيشون في السويد الآن مع حياة المجتمع، ولذلك ثمة حاجة الى ان يكون اقرباء الانسان واحبته الى جانبه.
ولكن غوننار اكسين، من حزب المحافظين الحاكم ورئيس اللجنة البرلمانية للشؤون الاجتماعية يدافع عن شروط لم الشمل بالقول: الناس الذين تشملهم هذه الشروط يفترض انهم ثبتوا اقدامهم في السويد. ان يكونوا قد دخلو الى المجتمع السويدي، ان يكون لديهم مورد يعيلهم وان يحصلوا على سكن جيد يمكّنهم من جلب ذويهم.
هذا وان هنالك الكثير من الجهات التي عارضت مقترح الحكومة هذا قبل ان يتحول الى قواعد وشروط بدأ سريان مفعولها اعتبارا من 15 نيسان، والتي طرحها وزير الهجرة توبياس بيلستروم العام 2008.كمقترح وانتقدتها منظمات مجتمع مدني وجمعيات طوعية. وحتى الحزب المسيحي الديمقراطي وكذلك حزب الشعب، وهما قطبان في التحالف اليميني الحاكم، انتقدوا المقترح، وبعد ذلك تمت الموافقة على القواعد الجديدة بعد ان استثناءات
ومن المستثين من هذه الشروط :الاشخاص الحاصلين على الجنسية السويدية، مواطني بلد اخر من بلدان الاتحاد الاوروبي او دول مايعرف بـ EES دول التعاون الاقتصادي الاوروبي، وهي الى جانب دول الاتحاد الاوروبي الـ 27 تضم دول خارجه وهي النرويج، سويسرا وليخنشتاين .
والاشخاص الذين لديهم اقامة دائمة وسكنوا في البلاد مدة تتجاوز الاربع سنوات ضمن نظام التوطين، والاطفال الذين دون عمر 18 سنة والاشخاص الذين هم بحاجة الى حماية، والاشخاص الذين لديهم اسباب خاصة، وكذلك الذين ليس لديهم القدرة على العمل لفترة طويلة بسبب المرض، وكذلك الاشخاص الذين حصلوا على اقامة لجوء او على صفة لاجئ(اللاجيء السياسي).
كما ان الشروط لاتنطبق اذا كان الشخص الذي يجلبه المقيم في السويد طفل دون الثامنة عشرة قدم طلبا للاقامة، او اذا كان بمعية احد الوالدين وقد قدم طلبا للاقامة.
هذا وتقدردائرة الهجرة بان نسبة من تشملهم هذه الشروط تتراوح مابين 8 الى 10 % من جميع الطلبات المقدمة للم الشمل هذا العام، أي مايقرب من 000 3 شخص.

قسم الاخبار في الاذاعة السويدية EKOT

24
الكنائس السويدية تساعد طالبي اللجوء من العراق

في حملة وطنية شاملة قامت الكنائس السويدية وعدد من المتطوعين بمساعدة اللاجئين العراقيين المرفوضة طلباتهم والذين اتخذت قرارات نهائية بترحيلهم  من السويد. وجائت المساعدة من خلال جمع اكثر من 3000 طلب الى دائرة الهجرة في منطقة سولنا في ستوكهولم.
وقد قام عدد من رجال الدين يوم امس بتسليم تلك الطلبات الى الدائرة المذكورة. وتسمى تلك الطلبات "بطلبات اعالقة تنفيذ قرار الابعاد" بسبب الضروف الصعبة في العراق بالاضافة الى وجود اضطهاد منظم ضد الاقليات في العراق التي تشمل المسيحيين والازيديين والصابئة المندائين وغيرهم من الاقليات.
ومن الجدير بالذكر ان دائرة الهجرة تعالج سنويا حوالي 10000 طلب لجوء  وال 3000 طلب ستشكل عبئا جديدا على دائرة الهجرة وسيستغرق دراسة تلك الطلبات عدة اشهر وفقا لما صرح به مسؤول في دائرة الهجرة .
وحول اهمية الاجراءات التي اتخذتها الكنائس السويدية قال احد رجال الدين  والمشارك مع والوفد الذي قدم تلك الطلبات، انهم حصلوا على وعد من مسؤول الشؤون القانونية في دائرة الهجرة ميكائيل ريبنفيك بان الدائرة ستقوم بدراسة تلك الطلبات.  كما عبر الاب نينوس باولوس من الكنيسة الشرقية في السويد عن تفائله بنتائج تقديم تلك الطلبات.
EKOT
ترجمة واعداد الخبر سرتيب عيسى نقلا عن الاذاعة السويدية

25
"جدتي سترمى خارج السويد"
سلطات الهجرة السويدية تقرر ابعاد امراءة عراقية بالرغم من كبر سنها

امراءة عراقية تبلغ من العمر 68 عاما وتعيش مع اولادها واحفادها في ستوكهولم منذ عدة سنوات . لكن المراءة التي تدعى ماريا ستبعد الى العراق ، لوحدها – بالرغم من انتمائها الى الاقلية المسيحية المضطهدة. ووفقا لدائرة الهجرة ، ليس هناك مايدعو لاعطاء هذه المراءة حق الاقامة في السويد، سنها وصحتها هي ليست اسباب للجوء.
قبل عدة ايام جاء الجواب من خلال فتحة البريد في الباب . لايحق لجدتي ان تبقى في السويد. بعد اسبوع يجب على ماريا  البالغة 68 عاما  الحظور الى مكتب دائرة الهجرة  في الساعة التاسعة صباحا  لكي تحصل على معلومات حول العودة الى بلد الام. منذ ذلك الحين  لم تتمكن ماريا من النوم . شاهد عيان قال، ان الحبوب المنومة لم تعد تنفع معها ، خلال اللحظات التي تغفو فيها ترى كوابيسا  فيها يتم جلبها وترحيلها.
تقول حفيدتها مريم البالغة 17 عاما: كيف يمكن لجدتي العيش لوحدها في بغداد؟ لم يبقى لها اقارب هناك. كيف ستعيل نفسها ، كيف ستدفع الايجار في بلد يفتقد الى حقوق الانسان؟
هربت العائلة من العراق – بغداد وجاءت الى السويد  في بداية الالفية الثانية. لدى ماريا خمسة ابناء بالغين  وجميعهم يحملون حق الاقامة في السويد. احدهم كان جنديا في الحرب قبل ان يهرب.
جاءت ماريا الى السويد كارملة قبل عامين ونصف  وعاشت لدى ولدها البكر يوسف  ومنذ ذلك الحين لم يبقى احد من اقاربها في العراق.
يقول ابنها البكر يوسف بيأس: قلت لسلطات الهجرة  ساهتم انا بامرها، يمكنها السكن عندنا  ولانحتاج الى اية معونة ، لانحتاج الى اي اشيء دعوها فقط ان تبقى، هذا الشيء الوحيد الذي نحتاجه منكم.
يخشى يوسف ان تتأذى والدته في العراق، ان تلاحق من رجال الميلشيات، ان تضرب او ربما تقتل..
لقد اصبح المسيحين العراقيين اكثر اضطهادا، يشك المرء ان تكون المجاميع الدينية المتطرفة هي التي تقف خلف الاعتداءت على المسيحين وتفجير كنائسهم  واختطافهم. وفقا للامم المتحدة اكثر من نصف مليون مسيحي عراقي هرب من العراق خلال السنوات الاخيرة ويبلغ هذا العدد حوالي 60% من نسبة المسيحين العراقين.
ايام قليلة قبل عيد الميلاد اصدرت دائرة الهجرة ، بعد تعرضها لانتقادات شديدة، اصدرت توجيهات جديدة  من شانها ان تسهل حصول المسيحين العراقين على حق اللجوء. لكن هذه التوجيهات  بالنسبة الى ماريا ليست لديها اي معنى.
وفقا لقرار دائرة الهجرة النهائي ، سوف توضع المرأءة الصغيرة في الحجم  والتي تبلغ 68 عاما ، وتعاني من داء السكري، سوف توضع في اول طائرة متوجهة الى بغداد.
ماريا خائفة وترفض التصوير  كما انها ترفض ان نستخدم اسمها الحقيقي  في هذا المقال ، لانها تعتقد  ان الامر سيعقد وضعها. ولانها لاتتكلم السويدية يساعدها احفادها في الترجمة من العربية .
تقول ماريا  اني اريد ان اموت هنا حيث يحيط بي ابنائي واحفادي.

ماذا تقول دائرة الهجرة  ؟
وفقا ليواكيم هوغوسون الخبير القانوني في دائرة الهجرة، ان الاسباب الموضوعية والحساسة(الاسباب الانسانية)  لاتنطبق  لحصول الكبار في السن على الاقامة، كما لايكفي وجود اقارب   في السويد كسبب للحصول على الاقامة. يجب علينا ان نتبع القوانين التي يشرعها البرلمان السويدي . المجال لاعطاء الاقامة بسبب لم الشمل العائلي ليس كبيرا.
لكن التوجيهات الجديدة ستسهل اظهار الاقليات العراقية المضطهدة حاجتها الى الحماية، و يجب دائما اجراء اختبار شخصي، من حالة الى اخرى،. حيث يتم اختبار مصداقية طالب اللجوء وتدقيق اسباب لجوئه .
يضيف هوغوسون، عموما يمكن القول ان المسيحين  العراقيين مجموعة مضطهدة، لكن هذا يعتمد  على  من اين جاء الشخص المعني ومن اي مكان في العراق. بالاضافة الى ذلك تقوم السلطات العراقية حاليا بحماية الكنائس المسيحية نوعما .

ناتاليا كازميسكايا/ جريدة ستوكهولم سيتي الصادرة 4/2/2010
ترجمة واعداد سرتيب عيسى

26
قداس الميلاد فـي كنيسة الكلدان فـي البصرة
 
بتاريخ : السبت 09-01-2010 08:54 صباحا 

 
محمد سعيد الصكار /المدى
mohammed_saggar@yahoo.fr
كان القس  و ي (المطران كوكي في ما بعد)، وهو شخصية مرموقة ذات سمت وقور وملامح ودودة محبوبة، قد وعدنا بنبيذ معتّق من منتخبات أنبذة كنيسة الكلدان في العشّار، وكان قد طلب منا إعداد مسرحية ذات موضوع توجيهي بمناسبة أعياد الميلاد، كان اسمها (رسول الأكواخ).



 وذلك بعد أن نجحت فرقتنا المسرحية في نادي الإتحاد الرياضي الملكي في العشّار، وصار من المألوف أن تقدم عرضاً مسرحياً كل شهر.
رحّبنا بالطلب، وأشركنا مع فرقتنا مجموعة من الفتيان والفتيات ممن رشحتهم الكنيسة لنا.
كنا خمسة شبّان؛ توفيق البصري شيخ المسرحيين في البصرة، وكاظم البكري، وعبود علي، والداعي، و.. مظفر النواب!
ما الذي جاء بمظفر النواب معنا؟
كان يحضر معرض الانطباعيين الذي أقيم في البصرة (1966)، وشارك فيه مع حافظ الدروبي وحياة جميل حافظ وأرداش كاكافيان وآخرين، وقد حشرناه في فرقتنا المسرحية، اعتزازاً به.
وفي حين كنا، توفيق وكاظم وعبود وأنا، نشارك في التمثيل، كان مظفر  يقوم بمكياجنا جميعاً، فمكيجَ وأجاد. ولا يفوتني هنا أن أشير إلى حضور صديقنا الناقد عدنان المبارك معنا وهو المتابع لنشاطنا المسرحي.
نجحت المسرحية بمقاييس  ذلك الوقت، وعُرضت عدة مرات، وفرح بها القس كوكي، فدعانا إلى حضور قدّاس الميلاد، وقد فرحنا بهذه الدعوة، فحضرنا، وأخذنا مواقعنا في الصفوف الطويلة التي تنتظر دورها في الدخول إلى الكنيسة.
لم تكن لديّ أية ممارسة لهذه الطقوس، ولا أعرف من موضوعاتها أيّ شيء، ولكنني زججتُ بنفسي بين هذه الصفوف وأنا أتطلع إلى تصرفات الآخرين لأقتدي بها.
رأيت أن الداخلين إلى الكنيسة يرفعون أياديهم اليمنى عند مدخل الكنيسة ويحرفونها بنشاط إلى اليمين ويرسمون الصليب ويدخلون. وعندما جاء دوري رفعت يدي وضربتها بحيوية إلى اليمين، فارتطمت بشيء صلب سقط على الأرض وأربك الحضور، وبلل قميصي وبنطلوني، وأثار همهمة وتهامساً بين الحضور.
لقد كان دورق الماء المقدّس.
توقف الحشد كله عن السير، ووقفت أنا لا أعرف ماذا ينبغي عليّ أن أفعل؛ ولكن لطف الحاضرين الذين جاءوا بأفراحهم وملابسهم الزاهية، ومزاجهم العراقي الرائق خفف من حرجي فقعدتُ أستمع إلى خطبة القس كوكي، وعيني عليه خشية أن يرمقني. وكان حرجي وانتظاري لنهاية القداس، وهروبي من الكنيسة، ضيّع عليّ تفاصيل خطبته، وقد تحرجت من زيارته ثانية، وتهنئته بتسنّمه درجة (المطران) إذ لم أستطع ذلك لأنني كنت مختفياً.
لم تكن يومذاك طائفية، ولا عرقية، وكان التواصل بين فئات الناس مبدأً أخلاقياً وإنسانياً كنا فيه نشارك بعضنا، ونحتفل بأفراحهم وطقوسهم دون أية حساسية من أي نوع، إنما كان ممارسةً تلقائية لما درجنا عليه في حياتنا اليومية، ولذاكرتنا من مباهج هذه الحياة الطبيعية في مجتمع عراقي متعدد الأعراق والديانات ما ينعش الخاطر، ويبعث على الاعتزاز.
وإذ أستعيد هذه الذكريات الحميمة، لا أخفي شوقي إلى زيارة كنيسة الكلدان في العشار التي سأقوم بها إذا اتّسع العمر، محترزاً من مطبات القدّاس، وغفلة الشباب، معاهداً نفسي على إتقان ما يستوجب الحرص على تقاليد أبناء العراق العزيز، وأنا تحت ضغط القناعة بكون هذه الزوبعة التي تشوّه معالم حياتنا هذه الأيام العصيبة، غمامة وتزول بمنطق التاريخ، ولأهلنا من العراقيين في كل مكان، وفي مختلف الأديان والأعراق، تمنيات بسنة جديدة مباركة.
في الصورة مجموعة الممثلين الذين نسيت أسماءهم، سوى أسمي (بالطبع) ! واسم توفيق البصري الذي يبدو في يمين الصف الأول، أما أنا، فذو القبعة في وسط الصف العلوي.
 

27
توجيهات جديدة لسلطات الهجرة السويدية حول الاقليات تحي آمالا جديدة

في شهر كانون الاول من العام المنصرم خرج مدير الشؤون القانونية في دائرة الهجرة السويدية بتوجيهات جديدة لمعالجة قضايا طالبي اللجوء التابعين للاقليات العرقية والدينية وهذه التوجيهات يمكن ان تؤثر على المسيحيين العراقيين الذين يطلبون اللجوء في السويد.
ان المسيحيين العراقيين في بغداد  يتبعون الاقليات العرقية المضطهدة في العراق في الاونة الاخيرة. وبسبب تعرض الاقليات للاضطهاد اتخذ مدير الشؤون القانونية في دائرة الهجرة موقفا قانونيا جديدا. ومانقصده بالموقف القانوني الجديد هو اصداره لتوجيهات جديدة لدائرة الهجرة  في معالجة قضايا اللجوء .
يقول مدير الشؤون القانونية في دائرة الهجرة ميكائيل ريبنفيك: لقد رأينا ان عدة قضايا تم تغيير القرارات حولها في المحاكم، وهي وسيلة لتصحيح الامور.
تعني التوجيهات الجديدة ان التهديد ضد الاقليات الدينية والعرقية ، وعلى سبيل المثال المسيحيين العراقيين، وتحمل تلك التوجيهات دلالات كبيرة عندما تتخذ دائرة الهجرة قراراتها في قضايا اللجوء .
كان على طالب اللجوء سابقا ان يقدم اسباب شخصية قوية  لكي يحصل على الاقامة. لكن وفقا للوكيل القانوني جورج يانكو من سودرتاليا والذي يعمل في قضايا اللجوء ، ان موقف دائرة الهجرة الجديد يعتبر ايجابيا وسيسهل قليلا  حصول المسيحيين العراقيين على الاقامة في السويد . ويضيف يانكو، انها خطوة في الاتجاه الصحيح ، لكننا كنا نتمنى موقفا اكثر كرما.

جريدة لينس تيدنينغ الصادرة في مدينة سودرتاليا السويدية LT  
ترجمة سرتيب عيسى

28
دائرة الهجرة السويدية: قد يكون من السهل على الاقليات الدينية من العراق البقاء في السويد

قد يكون من الأسهل  البقاء في السويد  بالنسبة للمسيحيين والأقليات الدينية الأخرى المعرضة للخطر من العراق. السؤال المطروح حاليا امام مجلس الاستشارات القانونية التابع لدائرة الهجرة. هذا قد يعني أن أكثرية العراقيين الذين فروا من الاضطهاد في بلادهم قد يحصلوا على حق الاقامة  في السويد.
 ستناقش دائرة الهجرة حماية المسيحيين والاقليات الاخرى من العراق في مجلس المشورة القانونية اليوم.

في الانظمة القانونية الحالية يتطلب اسباب شخصية قوية للحصول على تصريح الإقامة ، ولكن الموقف القانوني السابق الذي اتخذه المجلس حول المثيلين جنسيا وثنائيي الجنس العراقيين قد يضطر هؤلاء إلى البقاء لأنهم ينتمون إلى أقلية.  والآن ، يمكن اتخاذ نفس القرار للمسيحيين والأقليات العرقية والدينية الأخرى من العراق.

 سيقوم مدير الشؤون القانونية في دائرة الهجرة ميكائيل ربينفيك في بداية كانون الثاني  بلتلخيص وثيقة موحهة الى جميع اقسام دائرة الهجرة.  وربينفيك حذر من قول اي شيء عن النتائج ولكن يذهب الى حد القول بأن هذا يعني أن هؤلاء سوف لن يجدون صعوبة في البقاء في السويد ، والعكس بالعكس.

يقول ميكائيل ربينفيك:
-- أنا لا اتوقع ماذا يمكن أن تكون نهاية ذلك ، ولكن أستطيع أن أقول إن هذا هو أساس التطورات وكما نراها تزداد سوءا بالنسبة للأقليات ، اننا نحاول  ان لا نجعل الأمر أكثر صعوبة .

 تقصدون من الصعب البقاء في السويد حاليا ؟

-- بالضبط.

والمبادئ التوجيهية التي ستصدر في كانون الثاني قد تعني أيضا أن الآلاف من العراقيين الذين يختبئون في السويد بعد أن كانت قد رفضت قضاياهم  ويمكن اعادة اختبارها من جديد.

-- اذا كان هناك اناس يشعرون ان قضاياهم لم تعالج بشكل صحيح واذا كان هناك اساس لما يذكروه ، لايمكن ان استبعد ان القرار سيشملهم "كما قال ميكائيل ريبنفيك".

وكان قسم الاخبار في الاذاعة السويدية  في وقت سابق  من هذا العام قد تكلم عن الالاف من العراقيين الذين ينتمون إلى أقليات دينية وعرقية قد طردوا من السويد. تابعنا 25 من هؤلاء في غضون بضعة أشهر وكان اكثريتهم  قد هربوا من العراق مرة أخرى.

عندما اتصلنا اليوم باثنان منهم اللذان يقيمان في  سوريا حاليا، قالوا انهم سعداء لأولئك الذين ما زالوا في السويد ، لكنهم يشعرون بالغضب لأنهم ليسوا هناك ، ويمكن الحصول على قراراتهم في إعادة المحاكمة.

معظم العراقيين الذين ينتمون إلى ألاقليات الذين رفضت طلباتهم يختبئون ، واحد منهم هي الاشورية مها التي كنا قد تابعنا وضعها في تشرين الاول الماضي. كانت قد رفضت من جميع الجهات ، وتعيش مع اولادها الثلاثة في الخفاء. أنباء عن اقتراح في هذا الامر قد يغير وضع عائلتها ويعطيها الأمل .
تقول مها ، التي تعيش في الخفاء في السويد:
-- أنا والأطفال متعبين جدا ، وأنا لا زالت مختبئة ، ونحن ننتقل من مكان الى آخر ، العودة إلى العراق ليست خيارا. حالة الآشوريين تزداد سوءا. إذا كان هذا يعني اننا يمكن ان نحصل على اعادة النظر في قضيتنا من جديد ، يحي في شيء من الأمل ، وربما بعد ذلك يمكننا أن نحتفل بعيد الميلاد بسلام.

نوري كينو/ قسم الاخبار في الاذاعة السويدية/ ترجمة عنكاوا كوم


أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية

29
العراق يطالب السلطات السويدية بوقف الترحيل القسري لمواطنيه الذين طلبوا اللجوء في السويد
و حزب اليسار يشتكي وزير الهجرة توبياس بيلستروم لدى اللجنة الدستورية


طلبت السلطات العراقية من السويد التوقف عن الترحيل القسري للاجئين عراقيين الى العراق. وقال وزير الهجرة العراقي عبدالصمد رحمن سلطان أن العراق لا يقبل ترحيل مواطنيه قسرا، وان العراق مثل جميع البلدان الأخرى يرفض أستخدام القسر في أبعاد اللاجئين، لأن ذلك يتعارض مع حقوق الأنسان.
وكانت السلطات السويدية والعراقية قد أبرمتا في شباط من العام الماضي أتفاقا وافق الجانب العراقي فيه على أستقبال مواطنيه الذين رفضت طلبات لجوئهم في السويد، والذين يرغبون في العودة الى العراق. لكن وزير الهجرة السويدي توبياس بيلستروم يعتقد ان السويد لم تخرق الأتفاق وان أغلب اللاجئين المرحلين، جرت أعادتهم الى العراق برغبتهم.
 
ـ غالبية من عادوا الى العراق، فعلوا ذلك برغبتهم،وهذا يتوافق مع مباديء الأتفاق، لكن في المقابل، أذا ما برز وضع يرفض فيه هؤلاء مغادرة السويد، سنلجأ بالطبع الى تدابير القسرية، وهذا ما يتضمنه الأتفاق أيضا.
 الفقرة الرابعة من المادة الثانية في الأتفاق تنص على ان "من يرفض الأستفادة من أمكانية العودة الطوعية، يؤمر، كمخرج أخير بمغادرة السويد".
و ينفي وزير الهجرة العراقي عبد الصمد سلطان وجود أتفاق على تدابير أبعاد قسري، ويقول ان العراق لا يريد أكراه أحد على العودة، ولا يقبل بأي شكل من أشكال الأكراه.
 وكان قسم الأخبار في الاذاعة السويدية EKOT قد أعد وأذاع عدة تقارير حول قيام السلطات السويدية بأبعاد لاجئين ينتمون الى الأقليات العراقية بأساليب قسرية.
يقول الوزير العراقي، انه لم يستمع الى تلك التقارير، ولكن أرتباطا برغبة الجانب السويدي بأعادة مجموعة من اللاجئين العراقيين، جرى الأتصال بوزارة الخارجية السويدية لأبلاغها ان العراق لن يستقبل أي لاجيء مكره على العودة، وأنه يرحب فقط بأولئك الذين يرغبون بالعودة طوعا:
 و قال عبدالصمد سلطان ايضا، انه لايتوقع ان تقدم السويد على أساليب قسرية في إعادة اللاجئين العراقيين الى العراق
حاولت EKOT الأتصال بوزير الهجرة السويدي توبياس بيلستروم للحصول على تعليق منه على تصريح الوزير العراقي، لكن بيلستروم أبلغ عبر سكرتيره الصحفي أنه ليس لديه ما يضيفه بشأن الأتفاق بين السويد والعراق.
موقف الوزير السويدي، وتدابير سلطات الهجرة السويدية في أستخدام أساليب الأكراه لأعادة طالبي اللجوء العراقيين المرفوضة طلباتهم الى العراق، قوبل بنقد شديد من حزب اليسار السويدي الذي تقدم ببلاغ ضد بيلستروم الى اللجنة الدستورية في البرلمان، يتهم فيه الوزير بالكذب على البرلمان بشان تدابير ترحيل اللاجئين العراقيين.
قال كاله لارشون ممثل حزب اليسار في البرلمان:
ـ لقد تقدمنا الى اللجنة الدستورية ببلاغ ضد توبياس بيلستروم لأنه تعمد الكذب على البرلمان السويدي والرأي العام، فالجانب العراقي لم يوافق على أستخدام الإبعاد القسري، بينما قال توبياس بيلستروم أن هناك أتفاقا مع العراق على أمكانية أستخدام القسر لإبعاد اللاجئين، وهذا غير مقبول بالمطلق. قال البرلماني اليساري كاله لارشون وتابع:
ـ ليست هناك اتفاقية أو قرار بأبعاد المواطنين العراقيين قسرا الى بلدهم، الأتفاقية أبرمت لتسهيل العودة الطوعية لمن يرغبون بها، هذا هو القرار الذي أتفق عليه، ليس هناك أتفاقا على الأبعاد القسري، نحن لا نريد أرغام أحد على العودة، ولا نقبل كذلك أبعاد أحد قسرا. وبعد هذا التوضيح لأسباب البلاغ الذي قدمه حزب اليسار ضد وزير الهجرة السويدي، طالب ممثل الحزب بألغاء الأتفاق المعقود بين السلطات السويدية والعراقية بشأن اللاجيئن، بسبب التفسير المتباين لنصوصه بين الطرفين المتعاقدين.

 نوري كينو ، سوسن ريتزن
قسم الاخبار في الاذاعة السويدية EKOT
 

30
المجلس المسيحي السويدي يطالب دائرة الهجرة باعطاء حق الاقامة للمسيحيين العراقيين

في بيان صدر عن المجلس المسيحي السويدي والذي يضم عدد من الطوائف المسيحية السويدية طالب فيه سلطات الهجرة في السويد باعادة النظر في القرارات الصادرة في قضايا اللجوء الخاصة بالمسيحيين العراق والموافقة  على اعطائهم حق الاقامة في السويد وفيما يلي نص البيان المترجم من اللغة السويدية:

يجب على دائرة الهجرة ان تعيد النظر بمفهوم الاقليات الدينية من العراق

في 12 تموز من هذا العام تعرضت سبع كنائس في بغداد الى هجوم، قتل اربعة اشخاص واصيب على الاقل 15 اخرين بجروح.
ووفقا لماذكرته الوكالة الاشورية الدولية للانباء "اينا"، تعرضت 59 كنيسة لهجمات متفرقة منذ اندلاع الحرب في العراق عام 2003 . واستنادا الى العديد من الشهادات ، يكفي ان يكون المرء غير مسلم لكي يتعرض للاضطهاد في عراق اليوم. والعنف ضد غير المسلمين واسع النطاق.
مع ذلك ، تبعد السلطات السويدية المسيحيين العراقيين قسريا. بالرغم من انتقاد المفوضية العليا لشؤون اللاجئيين التابعة للامم المتحدة  UNHCR ، وبالرغم من انتقادها للسلوك السويدي   ، واعطائها اي المفوضية حق اللجوء لمسيحي من العراق كانت السويد قد ابعدته قسريا من اراضيها.
"يجب على دائرة الهجرة ان تعيد تقييم نهجها ازاء الاقليات الدينية في العراق "
تزعم لجنة الحريات الدينية في الولايات المتحدة الامريكية USCIRF في تقريرها السنوي ، ان الدولة العراقية غير قادرة على حماية الاقليات الدينية  وتتعرض الاقليات  للتمييزالديني على نحو منتضم  وكذللك للتمييز السياسي والقانوني  بالاضافة الى التهميش الاقتصادي.
في السنوات الاخيرة زادت عدد حالات القتل والاعتداء والاغتصاب  والتهديد  والتشريد القسري وكان للجناة في فعلتهم دوافع دينية ، وزاد ذلك بما يشبه كرة الثلج.
وعلاوة على ذلك تعرضت القيادات الدينية والاماكن المقدسة لهجمات. وقال متحدث باسم لجنة الحريات الدينية الامريكية ، ان مايجري في العراق يدعى ب" التطهير الديني".
ان المحكمة الاوروبية لاحظت زيادة العنف والتهديدات التي يتعرض لها المسيحيين في العراق في تقريرها حول" حقوق الاقليات" لعام 2008. وكان واضحا من التقرير ان الاقليات المسيحية في العراق تواجه الان تهديدا خطيرا للغاية.
يشكل المسيحيين ( بالاحرى كانوا يشكلون) 4% من سكان العراق ويشكلون 40% من اللاجئيين العراقيين.
بموجب اتفاقية جنيف الدولية حول اللاجئيين ، تشكل الملاحقة بسبب الانتماء الديني احدى الاسس الرئيسية للحصول على صفة لاجيء . لكن هذا الامر لاتعطيه دائرة الهجرة سوى اهمية بسيطة. في استعراضه لعدد من قضايا اللجوء  التي اطلع عليها مجلس المسيحيين السويدي ، تبين ان معضم المسيحيين العراقيين يذكرون ان السبب الرئيسي لطلب اللجوء هو انتمائهم الديني . لكن دائرة الهجرة نادرا ما ترى وجود صلة الانتماء الديني لطالب اللجوء. وبدلا من ذلك تتحدث دائرة الهجرة عن الوضع الامني في العراق  والذي تراه السلطات السويدية قد تحسن، رغم ان عدد كبيرا من الذين ابعدتهم السويد قسريا الى العراق ارغموا مرة اخرى على الفرار.
تغض دائرة الهجرة الطرف عن حقيقة  وهي ان العقيدة المسيحية او غيرها من عقائد الاقليات في العراق يمكنها ان تصبح قضية حياة او موت.
هنا لايمكننا ان نفسر وجهة نظر دائرة الهجرة السويدية  ومواقفها من الاقليات الدينية في العراق سوى انها مخالفة  لوجهة نظر المفوضية العليا لشؤون اللاجئيين UNHCR.

يرفض وزير الهجرة السويدي توبياس بيلستروم الانتقادات  ويقول ( لايكفي ابدا الانتماء الى مجموعة واحدة  ومحددة) للحصول على حق اللجوء في السويد، لاننا في السويد نجري تقييمات فردية. ومن الغريب ان يتم العمل بهذا الشكل بحيث يتحول الانتماء الى مجموعة بشرية  الى انتماء تقني وبالتالي يفقد الموضوع اهميته.
هؤلاء الناس يفرون من العراق ، ويقيمون في العراق بشكل جماعي . لاشيء يمنع محاكم الهجرة السويدية من ان تعطي اهمية اكبر  وزننا لسبب اللجوء ، في تقييمها للاسباب الشخصية. وهنا بالتحديد يكمن النقص.
قررت محكمة الهجرة في مالمو في شهر تموز من هذا العام منح صفة لاجيء لمسيحي عراقي ، سبق وان حصل على رفض من دائرة الهجرة . وهذا يدل على ان المحكمة يمكنها ان تتخذ نهجا  مغايرا وفي اطار قانون الاجانب السويدي الحالي.

نظرا لتزايد التهديدات ضد المسيحيين  والاقليات الاخرى في العراق . فاننا نطالب دائرة الهجرة ان تقوم وعلى الفور باعادة النظر في نهجها الحالي . ان تغيير الدائرة العرف القانوني المعمول به حاليا بناء على مايشير اليه  مسؤول الشؤون القانونية في دائرة الهجرة ، وينبغي ايضا اعتبار واقعة جديدة بالنسبة للاشخاص  الذين دخلت القرارات بحقهم حييز التنفيذ  ويؤدي ذلك الى اعادة النظر في طلباتهم، بالاضافة الى ذلك  معرفة واحترام الانتماء الديني باعتباره اساس للحصول على حق اللجوء ، وتحسين وتعميق المعرفة لدى سلطات الهجرة السويدية. انه ليس جديرا بدولة قانون وتحترم الانسان ، ان تعيد الناس الى بلد يتعرضون فيه للاضطهاد  وتهدد حياتهم ، حينما يكون واضحا ان الدولة العراقية  لاتتمكن من توفير الحماية لهؤلاء.   

رئاسة المجلس المسيحي السويدي
الرئيس: كارينا فيبرون   الرابطة المعمدانية السويدية
اندرش اربوريليوس      الابرشية الكاثوليكية في ستوكهولم
تيكهون لونديل            الكنيسة الصربية الارثدوكسية
اندرش فيريد              الكنيسة السويدية

ترجمه: سرتيب عيسى

31
دائرة الهجرة السويدية ترد على الانتقادات الموجهة اليها بشأن التعامل مع طلبات اللجوء

ردت دائرة الهجرة على الانتقادات الموجهة اليها بشأن تقصيراتها في تقييم اوضاع اللاجئين العراقيين من الاقليات الدينية خلال دراسة طلبات لجوئهم وعدم اخذ ظروفهم ومايتعرضون له من تهديدات في بلدهم العراق بصورة واقعية. وكانت الاذاعة السويدية قد تحدثت عن هذه المسألة حيث اشار قانوني سابق في دائرة الهجرة بأن يجري في الدائرة عدم اهتمام بالمعلومات المهمة التي تكون لصالح طالب اللجوء في الحصول على الاقامة في البلاد.  الى ذلك رد مسؤول الدائرة القانونية في دائرة الهجرة ميكائيل ريبينفيك على هذا الطرح في حديث مع قسم الاخبار في الاذاعة السويدية EKOT بأن هنالك تحدي كبير امام أية سلطة او محكمة ان يكون لديها تطبيق قانوني فيه اجماع.
ويضيف ريبينفيك بان دائرة  الهجرة تتعامل مع قرارات قانونية، قرارات وفق امثلة  ومع الاعتماد على الخطوط العامة التي تحتويها الكتيبات التي تشرح طرق العمل، وذلك كله من اجل ضمان تطبيق قانوني موحد. واذا ما شعر المرء بأن ثمة غبن بحقه وان القرار غير صائب فهناك محامي يساعده كما ويمكن للشخص المعني ان يذهب بالقضية الى المحكمة.
 و تحدث قسم الاخبار في الاذاعة السويدية ايكوت مع ثمانية وكلاء قانونيين رسميين من مناطق مختلفة في السويد، وكلهم يشككون في الضمانة القانونية فيما يتعلق بطلبات اللجوء المقدمة من المسيحيين العراقيين.
هيلين فيستلوند محامية من ستوكهولم تعمل مع قضايا طلبات اللجوء لمدة تتجاوز العشرين عاما، تؤكد على شدة الصعوبة في اتخاذ قرار بمنح احد حق البقاء في السويد، بعد الاتفاق الذي تم الحكومة السويدية والعراق، العام الماضي حول عودة اللاجئين:
يجب ان اقول انني غالبا ما اكون  حزينة ومثبطة الهمة حينما يكون هنالك رفض لطلب لجوء كان يجب ان يمنح صاحبه الاقامة. اعتقد ان مثل هذه القضايا يجب ان تكون فيها ضمانة قانونية عالية.
لكن  جورج يانكو، وهو قانوني في سودرتاليا يؤكد القول بأن طالبي اللجوء المعنيين يكررون ذكر القصة بالضبط تماما كمحفوظة في كافة مراحل النظر في طلب اللجوء، بدون ان يحيدوا عن ماهو مكرر قيد انملة، مما يجعل من الصعوبة بمكان تصديق مايقولون:
انهم  يكررون الحديث بنفس الحكاية مرة بعد اخرى في جميع مراحل دراسة طلب اللجوء، ومع ذلك يقعون في شئ ما، ربما يتعلق الامر بثمة تفاصيل غفلوا ذكرها.
اما يوران غابيرلسون في نورشوبينغ فقد عبر لقسم الاخبار في الاذاعة السويدية عن تخوفه من ان الضمان القانوني بات مهدداً. وهو يعرض مثالا يتعلق بشخص مسيحي من العراق يقبع الآن في قسم الحز التابع لدائرة الهجرة تمهيدا لتسفيره الى العراق الاسبوع القادم:
انه هرب من العراق بعد ان كان مختطفا، وهو خلال الفترة التي كان فيها مختطفا استطاع رؤية اشخاص آخرين مثل وضعه تمت تصفيتهم، وهو شخصيا قد تعرض الى محاولة تصفية قبل ان تمكن اقاربه من جمع مبلغ كبير من المال لشراء حريته. هذه الاسباب لطلب اللجوء لم يتم التشكيك فيها ولكن لم يجر تقييم وضعه بشكل كاف. اقصد انه لم يجر اعادة النظر بالقضية كحالة فردية.
 من جهة اخرى ذكر متطوعون يدعمون اللاجئين المتخفين ان العديد من العراقيين المسيحيين المرفوضة طلبات لجوئهم ومعرضين للابعاد يختفون في اماكن مختلفة، حيث تقوم كنائس وجمعيات واشخاص فرادى بمساعدتهم. احد المناطق المنهمكة في وضع اللاجئين هي سوردتاليا:
يقول صاموئيل ، في الحقيقة لانحتاج الى مساعدة بالتنظيف، ولكني اود القيام بعمل خير.
 وصاموئيل هو احد الذين قاموا بتشغيل ناديا، واحدة من العراقيات والعراقيين المسيحين الذين  يعيشون مختبئين في السويد.، كمساعدة تنظيف لكي يمنحها امكانية الحصول على بضعة نقود.
وناديا مثلها مثل آخرين رفض طلبها ولكنها تشعر بالخوف من العودة الى العراق، حيث كانت مهددة، كما يشير قسم الاخبار في الاذاعة، لكونها مسيحية ولأن اخوانها  عملوا سابقا مترجمين للجيش الامريكي، ولم يبق لها هنالك اقرباء.

نوري كينو ، سوسن ريتزين EKOT
اعيد صياغة المقال من قبل عنكاوة كوم وفقا  لماورد في النسخة السويدية

32
قصور كبير في معالجة قضايا اللجوء في السويد
 
يتم رفض عدد كبيرمن طلبات اللجوء ويرحّل اللاجئيين الى البلدان التي قدموا منها على اسس متناقضة، واخطاء في التقدير ونقص كبير في معالجة طلبات اللجوء. هذا ما يكشفه تحقيق صحفي لقسم الاخبار في الاذاعة مبني على مراجعة 52 قضية طلب لجوء تتعلق كما يشير قسم الاخبار بلاجئين عراقيين من اقليات دينية قدموا الى السويد طالبين اللجوء فيها، ومؤكدين تعرضهم الى مضايقات وتهديدات بالعنف من جهات معينة، لكن دائرة الهجرة لم تتعامل بقضاياهم بشكل صحيح.
آرنه مالمغرين، قانوني وعمل في السابق كمعالج لطلبات اللجوء لمدة 18 عاماً، يقول بأن معلومات اساسية تتحدث عن امكانية حصول شخص على اقامة في السويد، لايتم الاخذ بها:
يجري النظر الى المعلومات السلبية لطالب اللجوء اكثر مما ينظر الى الامور الايجابية. ففي تقرير من مكتب "هوم "، على سبيل المثال يأخذ بنظر الاعتبار بصورة اكبر الى الاشياء السلبية في التقرير ازاء طالبي اللجوء، اكثر من القضايا التي تدعم طلب اللجوء، ذلك حين تتم صياغة قرار الابعاد. يضيف آرنه مالمغرين، القانوني الذي عمل في دائرة  الهجرة.
حينما تعمل دائرة الهجرة على اصدار قرار بشأن طالب لجوء تعمد الى الاخذ بعين الاعتبار ما هو موجود من معلومات فيما يسمى بـ " ليفوس " او معلومات الدولة ،المتعلقة بالموضوع، من اجل تقييم فيما اذا كان طالب اللجوء، حقاً، بحاجة الى حماية.
في احد قرارات الرفض على طلب امرأة للجوء، تقتبس دائرة الهجرة فقرة من تقرير لمكتب "هوم"،   العائد الى وزارة العدل البريطانية. في هذا التقرير ثمة وصف بشكل تفصيلي عن التهديدات، الاختطافات، تفجيرات  الكنائس وغيرها من اعمال العنف التي يتعرض لها  مسيحيو العراق.
ولكن دائرة الهجرة تستخدم التقرير فقط لتقول ان الوضع الامني في بغداد اصبح افضل.
وقسم الاخبار في الاذاعة قام بتحقيق شمل 52 معاملة طلب لجوء وحصل على توكيلات عن 32 شخصا ليكون بالامكان الاطلاع على القرارات التي اصدرتها دائرة الهجرة بشأنهم، ووجد بان الاسباب الواردة  في الكثير من القرارات  غير وافية.على هذا يعلق آرنه مالمغرين بالقول:
نعم ليس ثمة تقييم موحد، اذا يمكن ان يمنح قسم الاقامة وآخر يمكن ان يرفض، بالرغم من انه  والى حد كبير، لهم نفس الخلفية والاسباب.
 ويشير التحقيق الصحفي لقسم الاخبار في الاذاعة السويدية الى ان الامور التي تطلبها دائرة الهجرة في مرات كثيرة غير واقعية. فسمير مثلا  وهو مسيحي وعمل في شركة امنية امريكية  ابرز لدائرة الهجرة رسالتي تهديد بالقتل احداهما من منظمة القاعدة واخرى من منظمة شيعية متطرفة، مصحوبة باتصال هاتفي، لكن دائرة الهجرة لم تصدق كلامه مشيرة الى ان الرسالتين لم تحملا أي توقيع وان اولئك الذين اتصلوا به لم يقدموا انفسهم.
 بعد التهديدات اختبأ سمير عند اخته سونيا، لكن تم التعرف على مكان اختباءه وحصلت عائلة اخته على تهديد جديد مما دفعها الى الرحيل. وفيما يتعلق باخته سونيا تقيّم دائرة الهجرة حكايتها بانها موثوقة وبامكانها البقاء في السويد والحصول على لجوء، بينما حكاية اخيها غير موثوقة وعليه مغادرة البلاد.
 وحول هذا الشأن يقول آرنه مالمغرين لقسم الاخبار في الاذاعة السويدية ان سياسة اللجوء في السويد اصبحت اكثر تشدداً، بحيث اصبح من الصعوبة بمكان ان يحصل المرء على لجوء في البلاد، كما ان هذه التغييرات التطبيقية التي تأتي من القيادة العليا في االدائرة، هي بهدف بث اشارات الى ان المجئ الى السويد  ليس بفكرة جيدة ، ولا يفيد.

نوري كينو ، سوسن ريتزين EKOT  

33
خبراء قانونين يقولون ان الاتفاق العراقي السويدي حول اللاجئين لايضمن امن وسلامة اللاجئيين

طردت السويد 10000 عراقي وذلك اثر اتفاق خاص بين السويد والعراق. يلتزم البلدين بموجب الاتفاق  بان يتم الابعاد بطريقة امنة ومستدامة.  ويقول سعيد محمودي الاستاذ في القانون الدولي في جامعة ستوكهولم  ان الاتفاق خطير جدا.
يضيف محمودي: بتقديري ان هذا الاتفاق لايمكن ان يضمن سلامة  وامن المبعدين، ولايمكن للمرء التأكد من الغرض من الاتفاق  بغض النظر عن الوعود التي قطعتها الحكومة العراقية للسويد.
ترمي الخطة السويدية  في ان تبعد خلال السنوات القليلة القادمة 10000 عراقي  من الذين ترفض طلبات لجوئهم. ولكي يتم تنفيذ الخطة  تحتاج السلطات السويدية لاستئجار  المزيد من الطائرات لاستخدامها في عمليات الابعاد القسري.
بالاضافة الى ذلك  سوف تعقد وتنظم السويد  عمليات الطرد المشتركة الخاصة بالاتحاد الاوروبي اي تلك المسماة بعمليات العودة المشتركة وذلك بالتعاون مع وكالة امن الحدود الخارجية Frontex.
العودة الى البلد الام في المقام الاول يجب ان تكون طوعية  وتستثمر دائرة الهجرة حاليا موارد كبيرة  في محاولة منها لتبرير  عمليات الطرد ، كما تقوم الدائرة باعطاء منحة قدرها 30000 كرونة سويدية لكل من يعود طوعيا وتسمى تلك المنحة بمنحة اعادة الاستقرار.
يقول الخبير في القانون الدولي سعيد محمودي:  يتمنى المرء  ان يتم تنفيذ الاتفاق بشكل مقبول  لكن عندما ننظر الى العراق وواقع الحال فيه والهجمات التي تحدث كل يوم، الناس تفقد حياتها يوميا. لاتستطيع الحكومة حفظ القانون والنظام . في حال كهذه  لا اعتقد ان الاتفاق  هو طريقة جيدة لضمان امن  وحياة العراقيين المبعدين.
الكثير من المسيحيين ومن الاقليات الاخرى  اللذين تحدثوا الى قسم الاخبار في الاذاعة السويدية Ekot  يخشون العودة الى العراق سواء كان ذلك بسبب الاضطهاد ام  الوضع الامني العام.
يقول يونادم كنا رئيس الحزب المسيحي الحركة الديمقراطية الاشورية وهو ايضا عضو في البرلمان العراقي، يقول كنا  ان الاقلية المسيحية في العراق تراجعت الى نصف ماكنت عليه سابقا خلال بضعة سنوات فقط . ونحن نطلب المساعدة  لجعل العراق امنا ليتمكن المسيحيين من العودة اليه.
يضيف كنا، نحن بحاجة الى مساعدتكم لبناء المجتمع العراقي . نحن بحاجة الى المساعدة لحماية جميع العراقيين . طالما لايوجد لدينا القانون والنظام لايمكن حماية احد.

نوري كينو و سوسن ريتزين قسم الاخبار  في الاذاعة السويدية EKOT
ترجمة سرتيب عيسى

34
 المسيحيين العراقيين طردوا من السويد، يفرون الان من جديد

بالرغم من العنف المنهجي ضد غير المسلمين في العراق تبعد السويد قسريا المسيحيين العراقيين. تابع قسم الاخبار في الاذاعة السويدية  25 من المسيحيين الاشوريين الذين تم ترحيلهم خلال العام الحالي الى بغداد. لكن جميعهم فروا مرة اخرى من العراق ماعد واحد منهم  والذي يدعى يوبيل يبلغ من العمر 30 عام وهو يختبيء حاليا في الموصل.
 يقول يوبيل: انا اعيش مع صديق لايمكنني الخروج من البيت ، الوضع خطير جدا هنا ، وانا اعيش تحت التهديد بالقتل لذلك لايمكنني الخروج.
فر يوبيل من منزله في مدينة الموصل  في اذار 2007 بعد ان تم تهديده بالقتل من متشددين اسلاميين. تابعناه منذ اعتقاله من قبل الشرطة السويدية في 6 شباط 2009 في سندسفال  ثم ترحيله قسريا الى العراق.
يقول يوبيل: وصلنا الى مطار بغداد والشرطة السويدية سلمت وثائقي بسرعة الى السلطات العراقية. قلت للضابط العراقي ، لقد ابعدوني رغما عني، انا خائف  لانني مسيحي من الموصل. قال لي الضابط بلامبالاة،  انا لايهمني ذلك .
تابع قسم الاخبار في الاذاعة السويدية 25 من الاشوريين المسيحيين والذين يدعون ايضا بالسريان والكلدان. الجميع فروا الى البلدان المجاورة للعراق ماعدا يوبيل، سمير ذهب الى الاردن مجيد الى سوريا  اميرة وعائلتها الى تركيا .
اجتمعنا الى اميرة وكاميران يونان  واطفالهم الاربعة في اسطنبول . هربت العائلة المرة الاولى  في اذار 2005  وعاشوا لمدة اربع سنوات في مدينة يونشوبينغ قبل ان يتم ابعادهم بشكل قسري، وهم ينتظرون حاليا  تسجيلهم كلاجئين لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة.
تقول اميرة وزوجها: نحن متعبين، جدا متعبين، منذ اليوم التي ابعدتنا فيه السويد  نعيش في بؤس، نحن لانرى اي افق . كنا نحب السويد والسويدين ، لكننا لن ننسى ابدا كيف تعاملوا معنا بشكل لاانساني ، لقد تعاملوا معنا بشكل سيء  لقد القوا بنا الى الجحيم . نحن نتسائل، هل فعلا كان هؤلاء سويدين؟
لايزال هناك اربعة ملايين عراقي مشرد ، حوالي مليونين داخل العراق، معضمهم يعيشون على الحصص الغذائية التي تدفعها لهم الحكومة  ولا توجد مياه نظيفة صالحة للشرب.
بدأ الاضطهاد المنهجي ضد المسيحيين
بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة  في عام 2003 . ومنذ ذلك الحين وعدد المسيحيين وغيرهم من الاقليات غير المسلمة تراجع الى النصف.
بعد التهديدات  المحلية في الموصل في تشرين الاول  حول قتل جميع المسيحيين ، فر نحو 1500 اسرة، سميت تهكما بالليلة المخملية للمسيحين، في 12 تموز من هذا العام تعرضت  سبع كنائس في بغداد الى هجمات قتل خلالها اربعة اشخاص وجرح اكثر من 15.
وفقا لما ذكرته وكالة الانباء الاشورية ( اينا) 59 كنيسة تعرضت الى هجوم منذ اندلاع الحرب.
تحدث قسم الاخبار مع منظمة العفو الدولية  منظمة الدفاع عن حقوق الاقليات  ولجنة الانقاذ الدولية و ECRE التي تظم اكثر من 70منظمة لاجئيين حول عمليات ابعاد غير المسلمين الى العراق.
واجتمعت الاراء حول ان الوضع غير آمن بالنسبة للاقليات غير المسلمة في العراق لانها لازالت تتعرض لاعمال العنف المباشرة بسبب انتماءاتها الدينية ويشمل ذلك اليزيدين والشبك والمندائيين والمسيحيين.
قالت نينا شيا من الوكالات الحكومية الامريكية لمكافحة الاضطهاد الديني في واشنطن(لجنة الحريات الدينية الامريكية): يكفي ان يكون المرء مسيحيا لكي يلاحق. نينا وغيرها من الخبراء يذهبون بعيدا الى حد تسمية مايجري في العراق بالتطهير الديني.
تقول نينا شيا: ماذا سنرى في العراق في نهاية المطاف ، عندما تهدأ الامور ، ان عددا كبيرا من المسيحيين والمندائيين وغير المسلمين سوف لن تشملهم  الاحصاءات . لانه في الواقع لم يبقى منهم احدا في العراق.
في قرار الرفض الذي اصدرته دائرة الهجرة السويدية في قضية يوبيل، تقول من المرجح انه لايوجد هناك خطر حقيقي  ولا يتوقع انه سيعاني من انتهاكات خطيرة في حال عودته الى بلده.
لكن حالته في الموصل ميئوس منها ، انه مضطر للهروب ، عدد قليل من الناس يتجرأون على اخفائه لانهم يخافون التعرض الى مخاطر بسببه، ولا يستطيع يوبيل الذهاب الى بغداد للحصول على جواز سفر.
يقول يوبيل: ليس لدي اقارب  لايوجد من يستطيع مساعدتي، انا واثق بالله وبكم ، يمكن ان تكون لديكم القدرة على التغيير.

نوري كينو وسوزان ريتزن /قسم الاخبار في الاذاعة السويدية EKOT  / ترجمه من السويدية سرتيب عيسى


35
من الصعب على العراقيين الحصول على اللجوء في السويد

بات من الصعب الآن على العراقيين الحصول على لجوء في السويد. فدائرة الهجرة ترى اليوم بان الوضع الامني في العراق اصبح افضل. في وقت سابق قالت دائرة الهجرة ان النزاعات المسلحة في العراق كانت في 15 محافظة من اصل 18. ولكن ترى الدائرة  الآن ان الاوضاع الصعبة امنياً في العراق تقلصت لتشمل خمس محافظات فقط.                                                                 
 لايود ميكائيل ريبينفيك، مدير الشؤون القانونية في دائرة الهجرة الافصاح عن عدد طالبي اللجوء العراقيين الذين سترفض طلبات لجوئهم حيث قال:
من الصعب قول ذلك. فهناك معالجة لوضع كل حالة على حدة. واذا كان طالب اللجوء قادم من احدى المناطق العراقية القلقة يمكن ان يبقى اذا كانت لدى طالب اللجوء اسباب شخصية موجبة.
بعد التحقيق الذي اجرته دائرة الهجرة في تشرين الثاني الماضي عن العراق، ادت الى ان تغير الدائرة لتقييمها للوضع هناك، حيث ترى الآن ان الوضع الامني افضل كثيرا مما كان عليه الامر في السابق وذلك في 10محافظات عراقية، بمعنى هذا حسب دائرة الهجرة ان هناك 5 محافظات فقط مازالت تعاني من اوضاع امنية غير مستقرة.
وفقا  لوفد دائرة الهجرة السويدية الذي زار العراق  قد انخفض العنف والهجمات اصبحت اقل عددا في البلد كله تقريبا، بالاضافة الى ذلك  فان وضع الشرطة والجيش وكذلك القضاء اصبح اكثر كفاءة، وفيما يتعلق بالاوضاع الامنية فان تسعة من عشرة احداث مسلحة تجري في خمس محافظات.
 يقول ميكائيل ريبنيك، مدير الشؤون القانونية في دائرة الهجرة: غير ان مفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة كانت قد دعت البلدان الغربية الى التريث في ابعاد طالبي اللجوء الى العراق. وذلك لان الاوضاع الانسانية صعبة جدا، لكن هذا لايساعد العراقيين الذين فروا الى السويد.
 ويضيف مدير الشؤون القانونية في دائرة الهجرة نحن نشاطر المفوضية  العليا لشؤون اللاجئين فيمايتعلق بالاوضاع الانسانية، ولكن الامر يتعلق بشئين مختلفين، فما نقدره الان هو الوضع الامني، والوضع الانساني له تقييم آخر مختلف.
تنتظر دائرة الهجرة تنظر الى الوضع الامني في البلدان التي ينحدر طالبو اللجوء منها. اما الوضع الانساني فليس له مكان في لائحة دائرة الهجرة لمنح حق الاقامة في البلاد لطالبي اللجوء.
و فيما اذا كان الوضع الانساني لايشكل سببا لمنح طالب اللجوء الحق في الاقامة، يقول ميكائيل ربينفيك:

لا، وهذا الامر ليس جديدا في تقييم الحالة، كان الامر على الدوام هكذا، الاشخاص الذين هم بحاجة الى حماية، تجري حمايتهم في السويد. ولكن الوضع الاقتصادي السئ والعوز الاجتماعي وشيوع الجريمة مسائل لاتشكل اسبابا قوية للحصول على لجوء في السويد، ولها حظوظ جدا ضعيفة في حق الاجنبي باللجوء الى السويد.  من جهة اخرى فأن عدد اللاجئين الى السويد قد تقلص في الفترة الاخيرة، وخاصة القادمين من العراق. ولهذا اسباب مختلفة. في حين ان اعداد طالبي اللجوء الى بلدان اوروبا الاخرى لم تنخفض. وهذا يغير من الصورة السابقة حيث كان اكثر طالبي اللجوء في اوروبا يأتون الى السويد، او بالاحرى نصفهم.
 وحول هذا الموضوع يقول ميكائيل ريبينفيك: الامر يتعلق في ان السويد وقعت اتفاقا مع الحكومة العراقية في تشرين الثاني من العام الماضي يتعين بموجبه استقبال الحكومة العراقية للاجئين المرفوضة طلبات لجوئهم من قبل دائرة الهجرة ومحكمة الهجرة و عليهم مغادرة السويد.
وهذا السبب يجعل الكثيرين يقدمون على اختيار بلدان اخرى غير السويد لايوجد فيها هكذا اتفاق مع الحكومة العراقية، مثل النرويج، المانيا وهولندا.

يورغان هوتفيلد/ قسم الاخبار في الاذاعة السويدية

36
دائرة الهجرة  السويدية ترد على منتقديها: سننظم ندوة حول الدين كسبب للجوء

ردت دائرة الهجرة السويدية على المقال الذي نشر على صفحات جريدة سفنسكا داغبلادت  والذي كتب بقلم البروفسور والخبير الدولي اندرياس ستراندباري حول عدم اعطاء الاولوية لمسيحيي الشرق الاوسط اثناء تقديمهم لطلبات اللجوء كان قد نشر في 21 كانون الاول 2008 والذي كنا قد ترجمناه ونشر على موقعنا بعنوان " المسيحيين  فريسة سهلة في الشرق الاوسط" . وقالت دائرة الهجرة في ردها الذي نشر على صفحات نفس الجريدة سفنسكا داغبلادت يوم الاحد المصادف 4 كانون الثاني2008 وكتب الرد بقلم مدير الشؤون القانونية في الدائرة ميكايل ريبنفيك . قال ان دائرة الهجرة تنظر الى كل قضية بشكل شخصي حيث هناك مسيحيين من العراق يحصلون على حق الاقامة في السويد واخرين لا يحصلون لان حسب تقدير دائرة الهجرة تستطيع السلطات العراقية ان توفر لهم الحماية في المنطقة التي قدموا منها. اما مايخص وضع المسيحيين في سوريا فهو افضل من بقية المناطق حيث تستطيع السلطات السورية توفير الحماية لهم اما اي عائلة يقصد ستراندباري فهو غير مفهوم لدائرة الهجرة الا ان دائرة الهجرة ليست الجهة النهائية التي تختبر قضايا اللجوء وانما هناك جهة اعلى وهي محكمة الهجرة لذلك لايحق للسيد ستراندباري ان يتهم دائرة الهجرة فقط . ومن جهة اخرى قال مدير الشؤون القانونية في دائرة  الهجرة السويدية ميكايل ريبنفيك انه تكلم مع المدير العام لدائرة الهجرة وتوصلا الى اتفاق عقد ندوة لموظفي دائرة الهجرة ومحاكم الهجرة حول قضايا اللجوء التي تكون اسبابها دينية ليتكون المام اكبر لموظفي هاتين السلطتين في القضايا الدينية اثناء اتخاذ القرارات التي تتعلق بالدين كسبب للجوء.

من جهته و ردا على ماكتبه مدير الشؤون القانونية في دائرة الهجرة قال  الخبير في شؤون الشرق الاوسط البروفسور اندرياس ستراند باري،ان تقديرات دائرة الهجرة مبهمة  ومتناقضة حيث تعطى اقامة لمسيحي من العراق وترفض لمسيحي اخر من نفس البلد وكلاهما بحاجة الى الحماية . وان معلومات دائرة الهجرة متناقضة ودليلي على ذلك ان دائرة الهجرة ابعدت اشخاص الى التعذيب والموت في كل من ايران ومصر . اما مايخص مقالي الذي ذكرت فيه وضع المرأة القادمة من سوريا .  كنت قد بعثت مسبقا كل المعلومات المطلوبة الى دائرة الهجرة  لكن المدير القانوني لدائرة الهجرة يقول باني لم اذكر من تكون تلك المرأة ومن هي عائلتها. ان ذلك يؤكد ان الوعود المقطوعة للاقليات والنساء  من قبل دائرة الهجرة لازالت حلما صعب المنال.

ملخص لمقال مطول ورد على صفحات جريدة سفنسكا داغبلادت السويدية /ترجمة واعداد سرنيب عيسى

37
المسيحيين فريسة سهلة في الشرق الاوسط

كتب الخبير السياسي اندرش ستريندباري في صفحة نقطة ساخنة في جريدة سفنسكاداغبلادت السويدية ذات الاتجاه الليبرالي مقالا مطولا حول وضع المسيحيين في الشرق الاوسط عموما  والعراق بشكل خاص ادناه نصه:

اخلاق مجلس الاساقفة تلتزم الصمت ودائرة الهجرة تخون مسؤوليتها وترفض اخذ معاناة مسيحي الشرق الاوسط بجدية. وفي اوروبا العلمانية ينظر الى معاناة المسيحيين كضرر ذاتي. و يتم التضحية بمسيحي الشرق الاوسط على مذبح المصالح الذاتية الجبانة.
مسيحيي الشرق الاوسط هم احد اضعف الاقليات واكثرها تضررا في المنطقة. لا توجد احصائيات موثوقة  ولكن كل موجات العنف تتكلم عن قتل القساوسة و زوار الكنائس  والذين يتم الاعتداء عليهم بالضرب  ويتم مضايقة واغتصاب النساء المسيحيات لانهن يرتدين الملابس الخطأ او هن في الحي السكني الخطأ، بالاضافة الى الاعتداء المسلح على الكنائس والمدارس.
 وبالرغم من ذلك ترفض دائرة الهجرة اخذ هذه المعاناه بجدية  بل تخون مسؤوليتها امام كل من دافعي الضرائب والمحتاجين الى العون. ان يكون المرء مسيحيا  حسب تقدير دائرة الهجرة"الواقعي" ليس سببا كافيا للحصول على الحماية.
لقد تعرض المسيحيين العراقيين الى اذى كبير في اعمال العنف الطائفي الجارية. وهم  اكثر الامثلة وضوحا. وبشكل خجول تجري متابعة الاضطهاد في المنطقة كلها.
ينظرالاسلاميين عادة الى المسيحيين كطابور خامس و فريسة سهلة . ويكون رد الحكومات دفعهم نحو مصيرهم  بهدف حرف الانتباه عن سوء استخدامهما للسلطة و ركودها وعدم كفاءتها.
وفي هذا الاطار حسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة يصنف كلاجئيين هؤلاء الذين لديهم مخاوف مشروعة ويتعرضون الملاحقة بسبب الاعتقاد الديني.

وبموجب القانون السويدي يجوز ايضا تقديم الحماية لاولئك الذين يشعرون وعلى اسس متينة بالخوف  من عقوبة الموت  او التعذيب والمعاملة القاسية  او تعامل غير انساني و الاهانة او المعاقبة.
 وفي الموقع الالكتروني لدائرة الهجرة  تم الاشارة  انه"  يمكن للملاحقة ان تتم من سلطات البلد ، ولكن يجوز ايضا بان لاتتمكن السلطات ان توفر الضمانات ضد اضطهاد الافراد."


كلمات جوفاء تثبت نفاق السلطات  التي قررت في وقت سابق من هذا العام  طرد
 عائلة مسيحية- من بين عدد كبير-   والذي يثبت انها تعمل بعكس ما وصف في الفقرة السابقة.


امراة سورية واثنين من اولادها البالغين هربت الى السويد  لانها كممرضة اتهمت بقتل رجل توفي اثناء العلاج. والمريض كان من عشيرة لها نفوذ واسع وادعت العشيرة ان المراة انتهكت شرفها. واسفر ذلك عن تهديد بالاغتصاب  والقتل بالتعاون مع رجالات السلطة  ومحاكمة صورية مع عقوبة الموت. وتواصلت المضايقات المنظمة ضد العائلة و ودائرةالصداقة العتيدة مع السلطات تركت ذاكرة مؤلمة لبقية افراد المجتمع الذي تنتمي اليه العائلة المنكوبة بوصفها حقيقة قائمة.

في هذه الحالة بالاضافة الى الهروب من وحشية الاسرة الطاغية في كونها اعزل لا تقوى على الدفاع عن نفسها، حيث الواقع يقول انها مسيحية وامراة وضعت تحت رحمة من لايرحم في استغلال الاخرين.
و لاتوجد لهذه العائلة التي تختفي حاليا في السويد  لا الحماية الشخصية ولا القانونية اذا ما عادت الى بلدها الام سوريا.
تقول دائرة الهجرة ان وضع المسيحيين في سوريا جيد. لكن المرء يشير الى وثيقة من السلطات السويسرية وتقرير حول الوضع من السفارة السويدية في دمشق- بالرغم من توضيح وزارة الخارجية بانه على دائرة الهجرة ان لا تستخدم التقارير العامة والتي عادة غير موثوقة في اتخاذ قرارات الطرد.
وعلاوة على ذلك تشير دائرة الهجرة الى تقرير صادر من الحكومة السورية نفسها ، والذي ليس مستغربا ان يؤكد على انه لاتوجد طائفية  وان توجهات الحكومة هي علمانية.

ان عدم نضج السلطات او عدم رغبتها في حماية الافراد المضطهدين يلعب دورا مهما في القانون السويدي ويبدو ان دائرة الهجرة قد نسيت هذا الامر كليا.


من الصعب التصديق ان السلطة التي لديها قسمها الخاص لجمع المعلومات عن البلدان
IFOS  لاتعرف الحقائق. يجلس في مجلس ادارة دائرة الهجرة اثنان من الاساقفة واللذان كان عليهما ان يقولا شيئما عن القضية لكنهما صامتان صمتا مطبقا.

 في النهاية الامر لايتعلق بالتبعية الاجتماعية وانما ان يكون هناك تنسيق في التضامن مع الافراد المحتاجين الى المساعدة. لو كانت هذه المرأة قد قصت نفس القصة  وكانت كردية او شيوعية كان من المحتمل ان يتم تصديقها، ولكن المسيحيين وضعهم جيد في الشرق الاوسط حسب البيروقراطين السويدين.
 ويقع في هذا الوهم وعلى نفس الخط الزملاء في الاتحاد الاوروبي الذين يديرون ظهورهم عندما يطفو على السطح موضوع مسيحي الشرق الاوسط. ففي اوروبا العلمانية ينظر الى معاناة المسيحيين كضرر ذاتي.
 ان الامر ينطوي على مفارقة تأريخية عندما تحمي المسيحين، تفوح منه رائحة الثقافة الامبريالية،ويمكن ان تبدو وكأنها محصنة ضد الاسلام. كما لو تصور المرء ان المتطرفين هم الممثلين الوحيدين للاسلام. ان مسيحي الشرق الاوسط يضحى بهم على مذبح المصالح الذاتية الجبانة.

السؤال هو، هل هذا هو النمط الفكري الذي يقع خلف حقيقة تصورات دائرة الهجرة؟؟

في النقاش حول الهجرة يجري الحديث دائما عن صيغة الجمع المجهولة ولكن عندما لاتؤدي السلطات عملها سيعاني البشر من لحم ودم ويتحملوا النتائج.  وينطبق الامر بالضبط في هذه الحالة على الام السورية مع اطفالها  الذين يعيشون في واقع مليء بالكوابيس وترفض دائرة الهجرة ان تأخذ الامر محمل الجد.


 الدكتوراندرش ستريندباري خبير دولي و مختص في قضايا الشرق الاوسط 
جريدة سفنسكا داغبلادت- ترجمة واعداد سرتيب عيسى

38
مؤتمرات ضحايا سيفو تستمر   

استمرارا للمؤتمرات التي تعقد في العواصم الاوروبية  حول شهداء سيفر. سيعقد في لندن يوم 24 كانون الثاني 06 مؤتمر حول هؤلاء الضحايا وذلك في بناية البرلمان الانجليزي . وسيطرح المنظمون فكرة اقامة نصب تذكاري لذكرى شهداء سيفو.  وجدير بالذكر بان نوابا في البرلمان الانجليزي يتجاوبون ويدعمون بنشاط هذه الفكرة. وسيجمع منظموا المؤتمر التواقيع التي تدعو لتشيد النصب التذكاري لضحايا تلك المجزرة الرهيبة التي سلبت ارواح  الالاف من ابناء وبنات شعبنا.


[الملحق حذف بواسطة المشرف]

صفحات: [1]