عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - آشور بيت شليمون

صفحات: [1]
1
[ize=18pt]]]الآشورية، خميرة البعث والبقاء لهويتنا الأصلية

آشور بيث شليمون


لم تتعرض بلادنا، أي الهلال الخصيب خطرا مثلما لاقته منذ الغزو والإحتلال العربي الغاشم  منذ مطلع القرن السابع الميلادي . إذ خلال هذه 1400 سنة خلت  من الإحتلال العربي الإسلامي، غدت كل شعوب الهلال الخصيب عربية اللسان،  هذا ما دعا الدكتور المصري المتزمت شوقي ضيف  ( 1 ) بالقول ومن دون حياء : " ... أهمها اللغة السريانية ( 2 )  التي كانت يدرس بها الطب والعلوم الطبيعية بجانب اليونانية في مدارس الرها ونصيبين ( 3 ) فيما بين النهرين ... وقد ظلت بلهجانتها المختلفة لغة حية في الشرق الأوسط الى أن جاء الإسلام  فقضت عليها وعلى لهجاتها لغة القرآن الكريم  وإن ظلت معروفة في بعض البيئات " .

نعم، العرب المسلمون استطاعوا خلال قرون قليلة أن يحولوا الهلال الخصيب الى عربي اللغة ومن المؤسف ان البعض من المسيحيين وخاصة من المذاهب الروم الأرثوذكس والكاثوليك تحديدا  كانوا رأس الحربة لهذا المشروع الهدام حتى كان بطريرك الروم الأرثوذكس بكل فخر واعتزاز يعرف – ببطريرك العرب عدا نشاط الكتاب والمثقفين من ابناء شعبنا وخاصة في سوريا كانوا الأوائل الذين هذبوا وبعثوا اللغة العربية التي كانت في أحط درجة الى ما هي عليه اليوم في وقت هم منعوا ورفسوا لغتهم بالذات، يا للعار والشنار!!!

ليس بخاف على أحد أن شعوبنا وبعد دخولهم المسيحية لاقوا كثيرا من الإضطهاد والتنكيل من قبل الشعوب الغازية المحتلة ابتداءا باليونان، الرومان، الفرس والترك ولكن رغم ذلك فهي لا تضاحي ما فعله العرب المسلمون والى الآن يفعلونه بنا ونحن في الألفية الثالثة !

إن الحكومة البعثية في سوريا في أواسط القرن الماضي أصدرت قانونا مجحفا جدا ألا وهو في الوقت الذي في تدرس اللغات الأجنبية مثل الإنكليزية والفرنسية ولكنها منعت حتى تدريس اللغة السريانية في مدارسنا الخاصة  بعد ان كانت قبل 1946 تدرس رسميا في مدارسنا الآشورية وألغتها فورا بعد  الإستقلال .
وهكذا تغدو اللغة العربية المفروضة لغة البلاد، بينما لغتنا القومية والأصلية في البلاد تغدو مرفوضة وممنوعة الى اليوم حيث داعش وأخواتها  اكملوا المسيرة العروبية الإسلامية الجهنمية ليس فقط بمنع اللغة، بل قطع دابر هذه اللغة وفي عقر دارها بإقتلاع شعبنا من وطنه بالذات حيث كل الدارسين والباحثين  هم في قناعة انتهاء الشعب المسيحي في غضون سنوات لا قرون !!!

شخصيا، أهنئ العماد ميشيل عون، الذي أثار الموضوع من جديد ضد المشاريع  العروبية الإسلامية في هذه الأيام حيث يبقى لبنان اليوم آخر معقل للمسيحية وما على المسيحيين ان يدعموا ثورته هذه ضد الطغيان العروبي المسلم !!!

هذا، و كما يبدو ان العرب المسلمين في بلادنا يحاولون تشجيع بعض الفئات من شعبنا تحت راية ما يسمى _ الآراميون أو الكلديون وذلك ليس حبا بهم بل يستخدمهم كطابور خامس لإجحاض كل المحاولات القومية كونه يعلم جيدا ان الخطر الرئيس ليس فيهم، بل في الشعب الآشوري الأشم الذي قاد كل المحاولات التحريرية منذ الحرب العالمية الأولى الى اليوم .  والطامة الكبرى ان معظم دعاة الحركات الآرامية والكلدية هم جهلاء باللغة القومية كونهم عروبيون اللسان واللباس حيث يبقى الشعب الآشوري حجر عثرة في وجههم وبدونه هؤلاء ليسوا إلا فقاعات الصابون سرعان ما يختفون ويضمحلون ولا يبقى لهم أثر .
إذا، الشعب الآشوري الأشم يبقى فخرنا واعتزازنا والأكثر خميرة وجودنا وبدونه هي الطامة الكبرى التي لا يحمد لها عقباها وهي بحد ذاتها كارثة إنسانية قبل ان تكون لنا كشعوب الهلال الخصيب  وهل هناك من يتعظ أننا في محنة اليوم أكثر من أي يوم مضى ؟!
............................

( 1 ) الدكتور شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي – العصر الجاهلي – دار المعارف بمصر، الطبعة الخامسة 1960 ص 25
( 2 ) اللغة السريانية، هي لغة متطورة من اللهجات السامية في الهلال الخصيب، وعلى سبيل الذكر الآشورية البابلية، الكنعانية الفينيقية، الإبلية الامورية، الآرامية والكلدية . وهناك من يدعي انها لغة آرامية، وهذا اجحاف كبير لدى المتطفلين على التاريخ ومعظمهم حتى  يجهل هذه اللغة ليكونوا الناطقين باسمها وهي أزمة العصر مع الأسف الشديد. ولو أصابوا الحقيقة، السؤال لهم وليس لغيرهم لماذا أهل معلولا، جبعدين وبخعة يبحثون عن خط/ قلم يستخدمونه لتدريس لغتهم وكان المطاف مؤخرا على الخط العبري المربع والمعروف بكتاف آشوري ؟!!!

( 3 ) إضافة من الكاتب، كون في مدينة نصيبين مدرسة شهيرة ظهرت بعد اغلاق مدرسة الرها من قبل الرومان حول القضايا المسيحية المذهبية وكانت تحت رئاسة وإدارة العلامة ماري نارساي  ܡܪܝ ܢܪܣܝ قرابة 50 سنة .b]
[/b][/color]

2
في الفرق بين الهوية القومية والآيديولوجية القومية

الرابط أدناه :

http://alhayat.com/Details/541286


ملاحظة :
لقد أثار الأخ الدكتور ليون برخو مؤخرا موضوع " الهوية " واعـتزازه بالهوية التي يمثلها كل من الآباء المسيحيين الاوائل لمجتمعاتنا السريانية * في الهلال الخصيب من أمثال ماري أفرامܡܪܝ ܐܦܪܝܡ، ماري نرساي ܡܪܝ ܢܪܣܝ وكثيرون غيرهم والذين برزوا في العصور المسيحية الاولى .
ولكنه نسي او تناسى أن مثل هذا الإقتراح الذي يريد ان يطبقه في ما يسمى العراق، بعد تحرره من قبل القوى الأجنبية برئاسة الولايات المتحدة وبطلب المجتمع العراقي  سيلقى رفضا قاطعا من قبل العراقيين والذين معظمهم عروبيين، اسلامويين أو حتى أكراد وأجندتهم  الأولية تحويل او بالأحرى رمي  العراق في  مستنقع آسن من العصبية الدينية والشوفينية العربية او الكردية  التي نشاهد ثمارها اليوم من الفوضى العارمة وخصوصا ضحية المنظمات الإسلاموية من داعش واخواتها في تحويل لا العراق ولكن الشرق الأدنى كله إلى جحيم لا يطاق.

بينما – هوية – الدكتور برخو في خضم هذه الأحداث لن يكتب لها النجاح، كونها  مرفوضة من قبل المجتمعات – السريانية **  من جهة ومن جهة أخرى الظروف الجهنمية التي تمخضت على العراق منذ غزوه إلى اليوم لم تخدم شعب العراق كما كان من المتوقع ومن ثم الشريحة الخاسرة والتي حقوقها مهضومة ومن ثم مسلوبة ومرفوضة هي شعبنا والأقليات الاخرى مثل – الإيزيديين والمندائيين . والطامة الكيرى ان وجود شعبنا في هذا البلد غدا قاب قوسين ومن المؤكد لن يمضي وقت طويل لإسدال الستار على وجوده مع الأسف الشديد.
..................
* كل المسيحيين في الهلال الخصيب يعتبرون سريانا، والتي جاءت من آشوري < آسوري، ولكن التسمية هذه هي جغرافية وليست قومية والتي جاءت من قبل الشعب اليوناني .
      * * إن المسيحيين وبطوائفهم المختلفة لا يقبلون، بل حتى يرفضون التسمية السريانية في الغالب لصالح العروبة .
وكشعب آشوري بدورنا نرفض ذلك ما داموا هم يرفضونها ونتمسك بقوميتنا الآشورية التي هي في الحقيقة أكثر احقية من تسمية هجينة لا يزيد عمرها أكثر من 1800 سنة في وقت تاريخنا الآشوري في موطن سكنانا أي شمال بيث نهرين / بلاد آشور / ܡܬܐ ܕܐܬܘܪ يزيد على 6000 سنة حيث أنجب شعبنا 117 ملكا وفي أربع عواصم لا زالت تنبض بالحياة والمجد والعزة رغم ما جلب إلينا الطغاة والبرابرة المحتلون الغزاة !!

آشور بيث شليمون
________________________





في الفرق بين الهوية القومية والآيديولوجيا القومية

( موضوع منقول ولكنه يسلط الأضواء على كثير من القضايا الهامة ) من صحيفة النهار
         

الإثنين، ١٢ آب ٢٠١٣ (٢١:١٤ - بتوقيت غرينتش)
الإثنين، ١٢ آب ٢٠١٣ (٢١:٣٧ - بتوقيت غرينتش) سلطان العامر
في عام ١٩٧٨، أعلن فؤاد عجمي في مقالة له في الفورين آفيرز «نهاية القومية العربية»، قاصداً بذلك نهاية الآيديولوجيا القومية الوحدوية. ومنذ ذلك الوقت تقريباً، وهذه الفكرة تعيد ولادة نفسها في شكل مستمر وبأشكال مختلفة من دون أن يتوقف متداولوها ومعيدو إنتاجها - ولو لمرة واحدة - وقفة نقدية يعيدون النظر في هذا الخلط الذي يعتبر نهاية الآيديولوجيا نهاية للهوية العربية نفسها.
بعد إعلان عجمي هذا بـ30 عاماً، أي في عام ٢٠٠٨، قامت جامعة ماريلاند بالتعاون مع مؤسسة زغبي بإجراء استطلاع للرأي العام العربي شمل عينة تقدر بحوالى أربعة آلاف شخص متوزعة بين مدن داخل كل من مصر والسعودية والإمارات والمغرب ولبنان والأردن. من بين أسئلة الاستطلاع كان هذا السؤال «أي من الهويات التالية هي هويتك الرئيسة؟ (سيتم دمج الخيار الأول والثاني سوية)»، قام حوالى ٦٤ في المئة من المجيبين باختيار «مسلم»، ٦٤ في المئة باختيار «عربي»، و٥٨ في المئة باختيار «الهوية القطرية»، و٩ في المئة قام باختيار «مواطن عالمي».
وقبل عام قام كريستوفر فيليبس بنشر كتابه: «هوية عربية يومية: إعادة الإنتاج اليومية للعالم العربي» قام فيه بتحليل الخطاب اليومي - إذاعة، تلفزيون، صحافة، خطاباً رسمياً وغير رسمي - لدولتين عربيتين تنتميان لمعسكرين آيديولوجيين مختلفين: سورية والأردن. فالآيديولوجيا الرسمية لسورية - الجمهورية - هي الآيديولوجيا البعثية، والمعسكر الذي انتمت له هو معسكر الممانعة، في حين أن الأردن - البلد الملكي - هو أحد الدول التي وقّعت معاهدة سلام مع إسرائيل وهو أحد الفاعلين في معسكر «الاعتدال». خلاصة بحث فيليبس، أنه على رغم الاختلاف الآيديولوجي بين النظامين إلا أن إعادة إنتاج الهوية العربية داخل كل منهما يكاد يكون متكافئاً وطاغياً ومستمراً من دون توقف، منذ بداية تشكل هاتين الدولتين. في حين يطرح مارك لينش وغيره أن هناك «عروبة ثانية» تشكلت منذ التسعينات مع تخلق فضاءات عربية جديدة عابرة للحدود القطرية، كالقنوات الفضائية والإنترنت وغيرها.
حسناً، إذا كانت الهوية العربية ما زالت حاضرة بقوّة في الرأي العام العربي وفي الخطاب الرسمي والغير الرسمي للدول العربية، فما الذي «انتهى» بعد هزيمة ١٩٦٧؟ في الحقيقة أن الذي انتهى هو نسخة واحدة من نسخ «الآيديولوجيا القومية»، أي انهيار مشروع يحمل إجابات متنوعة للتحديات المحيطة بالعرب في ذلك الزمان: التقسيم الاستعماري، إسرائيل، التحديث...إلخ. وكانت الأهداف التي حاول هذا المشروع تطبيقها تتمثل بالوحدة السياسية والاشتراكية الاقتصادية ومقاومة الاستعمار. إلا أن نهاية هذا المشروع، أو التخلي عن بعض أهدافه لا يعني بحال نهاية «العروبة» كهوية سياسية.
الهوية السياسية ليست إجابة على التحديات السياسية المحيطة بنا، الهوية السياسية لا تحمل حلولاً اقتصادية أو أخلاقية لمشكلاتنا، مَن يحمل أجوبة على هذه التحديات هي الآيديولوجيا وليست الهوية. كل ما تفعله الهوية السياسية هي أنها تحدد لنا من هم «نحن». فنحن لا نستطيع أبداً أن نسأل «ما هي مصلحتنا؟»، «من هو عدونا؟»، من دون أن نحدد في شكل واضح من نحن، وعندما يقول أحد: «ما هي الهوية السياسية النافعة لنا؟» هو يقوم بتناقض، لأن سؤال «النفعية» يأتي بعد سؤال الهوية وليس قبلها، أي أنه عندما يقول: «ما الأنفع لنا؟» فإنه حدد سلفاً هويته وعلام تعود الـ«نا» في قوله «لنا».
ولتوضيح الفرق بين الهوية والآيديولوجيا لنأخذ ألمانيا مثالاً. فهناك أحزاب كثيرة من أقصى اليسار لأقصى اليمين، كل هذه الأحزاب تختلف في برامجها الآيديولوجية، كلها تحمل إجابات مختلفة عن ما هو «الأنفع للألمان»، لكن جميعها تتفق على الهوية السياسية، أي أنهم كلهم يتفقون على أنهم ألمان. عندما تقوم حركة سياسية على هوية غير ألمانيا، فهي هنا تتحول فوراً لحركة «انفصالية».
إلا أن الوضع في العالم العربي أكثر تعقيداً منه في ألمانيا، وسأوضح ذلك بمثال حول أكثر القضايا المرتبطة تقليدياً بالآيديولوجيا القومية، أي قضية الوحدة. فالعرب هم أكبر أمة معاصرة لم تنل حق تقرير مصيرها كما نالته غيرها من الأمم كالأمة الهندية والفارسية والتركية وغيرها. ما حدث هو أن بعض العرب نالوا استقلالهم داخل دول قام المستعمر بتحديد حدودها وتشكيلها بحسب مصالحه هو لا مصالح العرب، في حين أن البعض الآخر ما زال تحت الاستعمار أو أعيد استعماره مجدداً. ما هو الموقف من هذا الواقع؟ لا توجد إجابة «قومية» واحدة. فقد يجيب العرب عن هذا التحدي ببرامج آيديولوجيا متنوعة من الوحدة - أي إزالة الحدود وبناء دولة موحدة - إلى الاتحاد إلى بقاء الوضع الحالي ضمن الجامعة العربية. قد يختلف المدافعون عن هذه البرامج حول مدى فائدتها ونفعيتها، وخلافهم هنا آيديولوجي، كلهم عرب، لا توجد إجابة «قومية» وأخرى غير قومية ضمن هذا المستوى.
متى تبدأ المشكلة؟ تبدأ المشكلة عندما يقوم بعض العرب بإعادة تعريف الهوية بحسب هذه الحدود المصطنعة، أو عندما يقوم بتسييس هوية طائفية ويبدأ ببناء آيديولوجيا من خلالها، في هذه الحال فقط يصبح هناك فارق بين «العروبي» وغيره، أي بين مَن يرى أن هويته عربية وإن عاش في دولة قطرية، وبين من يعتبر الحدود القطرية أو المذهبية تعبّر عن هوية.
هذا التفريق بين الآيديولوجيا والهوية مهم، لأن كثيراً من الانتقادات التي تهاجم الخطاب القومي باعتباره «خطاباً قديماً» تصبح هي القديمة والغير مواكبة لأنها تفشل دوماً في ملاحظة هذا التفريق بين الهوية والآيديولوجيا، وعوضاً عن إعلان «نهاية القومية» علينا أن نعلن عن نهاية هذا الخلط الجوهري في فهم القومية.
 
 



 


3
شتان بين مفهومي الدين والقومية!

آشور بيث شليمون


من المؤسف حقا، ونحن في مطلع الألفية الثالثة والبعض ما يزال يتخبط بين المفهوم الديني ( العقيدة ) والقومي ( الأمة ).

إن هناك على سطح المعمورة أمم وقوميات كثيرة ولكن بين جناحيها مذاهب وأديان مختلفة، ولكن ليس هناك قومية على الوجود تحتوي مذهبا أو دينا معينا بالكامل فيما إذا وجدت حرية الكلمة – ما عدا في المجتمعات الإسلامية وحتى تلك المجتمعات اليوم موبوءة بالعقائد المختلفة ! بل هناك تجد عقائد ومذاهب متعددة، كونها ترمز على العلاقة مع خالقك أو بمن تؤمن به، وقد تكون يوما من مذهب أو دين ما وغدا تؤمن بدين ومذهب آخر كليا، أي العقائد تتبدل – رغم اننا نرثها من الأباء والأجداد – ولكن هناك من يثورون ضد تلك المفاهيم كي تدخل عليها تعديلا أو ان تتخلص منها كليا وهذا ما نعرفه من دراستنا للمجتمعات البشرية عبر العصور.

وهنا يمكن ان تختار الدين والمذهب، ولكن ليس بوسعك أن تختار القومية، إلا في حال تنكرك لها عنوة لأسباب معينة وهذا نادر جدا في المجتمعات البشرية، إذ هناك حب القومية الذي يفوق أي حب آخر حتى الفرد يضحي حياته وكل ما يملك في سبيل قوميته وفي تاريخنا الآشوري وكذلك في تاريخ القوميات الأخرى امثلة حية لا حصر لها في هذا الشان !

والخلاصة، مشكلتنا اليوم كشعب آشوري، ليست الدين أو المذهب بقدر ما هي الإثنية القومية التي تهدد وجودنا اليوم اكثر من أي يوم مضى ولمعرفة ذلك حق المعرفة علينا مراجعة ما يجري في المثلث الآشوري اليوم وخاصة بعد 2003 من تلك الإرهاصات القومية التي شعبنا لم يدرك كيفية الوقاية منها، بل بالعكس تلك الحلول التي جاءت بها بعض المنظمات السياسية وهنا لا حاجة لذكرها فهي ليست مخيبة للآمال فقط، بل مدعاة للعجز والوعي الفكري الآشوري الهزيل ليس إلا مع احترامنا لتلك المؤسسات السياسية التي لم تكن يوما  ملجأ امينا لنا بل مخيبا معيبا وراضخا للعدو قبل الصديق الذي يتشبث  اليوم في ارضنا الآشورية المقدسة  مع الأسف الشديد.

4
عذرا، جهود غبطة البطريرك لويس روفائيل ساكو مبتورة في وحدة المسيحية مع احترامنا الكبير!!

آشور بيث شليمون

في البداية، شكرا لجهود البطريرك كلي الطوبى ماري لويس ساكو ܡܪܝ ܠܘܝܣ ܪܘܦܐܝܠ ܣܐܟܘ على هذه المبادرة في وحدة الكنيسة المسيحية والتي هي مطلب الجماهير على الدوام.

 ولكن السؤال الذي يتبادر الى الأذهان لأول وهلة، هل وحدة بين كنيستين محليتين تعد وحدة الكنيسة المسيحية ؟ طبعا لا ، كون هناك كنائس محلية أخرى إذا كنا نبتغي الوحدة الحقيقية وبصورة أكبر وأشمل وكذلك كنائس عالمية مثل البروتستانتية والأرثوذكسية أيضا لماذا نتجاهلها ما دمنا نبغي وحدة مسيحية؟!  والأكثر من ذلك هناك كنيسة شقيقة  ألا وهي كنيسة السريان  الأرثوذكس / اليعاقبة – الدعامة القوية للقومية الآشورية والتي كل مؤمن بالآشورية عليه عدم التورط بها ورميها خارجا إذ هي جريمة لا تغتفر!

ونقولها صراحة،  مع احترامنا الكبير لغبطة البطريرك لويس روفائيل ساكو، ومن ثم كما قلنا ليس لنا غضاضة في وحدة الكنيسة بكل أطيافها، ولكنه اجحاف كبير في عملية التهميش لبعض من مكوناتنا الأساسية القومية  حيث من المرجح أن مشكلتنا ليست من الناحية المذهبية، بل المشكلة الأساسية هي المشكلة القومية وكآشوري أقولها صراحة الوحدة المسيحية العامة ليست بين هاتين الكنيستين والتي تاريخ انقسامها  في بلاد آشور لا يزيد عن 500 سنة حيث كانت موحدة قبلا، بل وحدة المذاهب المسيحية عالميا وهذا لم ولن يتحقق مع احترامي الكبير له أبدا وبدونه ليس هناك وحدة مسيحية!!!

ومن ثم، أعتقد من المستحيل تحقيق وحدة مسيحية كما جاء بها  بهذه الصورة المبتورة التي قدمها غبطته مع احترامنا الكبير له حيث مهمتنا كشعب آشوري فريد بين أقرانه من الشعوب التي توحدت تحت لواء المسيحية في الهلال الخصيب من ( آشوريين بابليين، كنعانيين فينيقيين، عموريين إبليين، أدوميين، آراميين وكلدانيين ) تحت لواء السريانية *- حافظ ولا يزال يحافظ عليها بينما الآخرون مع احترامنا الكبير لهم جميعا رفسوا لغتهم ورفضوا قوميتهم وهم في سباق العروبة حتى الرمق الأخير الى درجة البعض منهم يتفاخر كون بطريركهم هو بطريرك العرب**! اللهم للبعض الذين توا وبعد 2003 – فاقوا من السبات وفي بلاد آشور كي يبعثوا قوميات وهمية مثل الآرامية والكلدية والتي ليس لهم فيها ناقة ولا جمل في الوقت هذه القوميات معدومة ومستعربة وحتى مسلمة في مكان تواجدها الحقيقي ! بينما قبلا ( 2003 ) لم يكن لهم أي نشاط يذكر كي اليوم نفرط بوجودنا الآشوري من اجل وحدة حفنة من المسيحيين ونقدم هدية ثمينة  للكنيسة الكاثوليكية على طبق من ذهب كمكافأة لسجلها الأسود من مؤامراتها عبر التاريخ ضد كنائسنا المشرقية .

وأخيرا، أفضل لي أن يكون شعبي اليوم موحدا قوميا وفق قول الرب ( ما لقيصر لقيصر وما لله لله ) من أن يكون كنائسيا وعلينا عدم التورط في أي عمل مما يؤدي الى إضعاف القومية الآشورية حيث هي مطلبنا الشرعي الوحيد الموحد على هذه الأرض أي في شمال بيث نهرين / ميزوبوتاميا بلاد آشور ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ܀

والخلاصة، نرحب بالوحدة المسيحية العامة ولا تلك المقوقعة في بلاد آشور ولكن لن نفرط بالوحدة الحقيقية التي هي الوحدة الآشورية القومية ولا غيرها من القوميات الوهمية التي يتداولها البعض هذه الأيام مع الأسف الشديد .

http://saint-adday.com/permalink/7566.html
............
* التسمية السريانية جاءت من آشور والآشورية بدون ادنى شك وإن كان البعض يرفضها، ولكن ذلك لا يعني ان تلك الشعوب هي آشورية .

 ** وهنا الكلام موجه تحديدا لكنيسة الروم الأرثوذكس والكاثوليك في بلاد الشام.



5
الأديب الكبير ܡܪܝ نرساي / ܡܠܦܢܐ ܪܒܐ ܡܪܝ ܢܪܣܝ !

بقلم : أبرم عما منصور *

راى ماري نرساي النور في قرية عين دولبي – إدلب – الحالية في محافظة نوهادرا الآشورية في بداية  القرن الخامس ** الميلادي من أبوين آشوريين ... وإذ بلغ مرحلة الصبا أرسله ذووه الى مدرسة  الرها ܐܘܪܗܝ -  أورفا اليوم وفي تركيا حيث بلغ أرفع بيئة ثقافية في ذلك الزمان.

وكان – نرساي مثال الطالب المجد والمثابر على الدرس والتتبع، مما جعل له شهرة كبيرة بين اقرانه... وإذ انهى دراسته تم تعيينه معلما في نفس مدرسته حيث قام بتادية رسالته على أكمل وجه... وبرز بشكل ملفت للأنظار.

وفي ذلك الوقت بدأت بوادر الخلافات الدينية تستمر في تلك المدرسة نتيجة استفحال الإنشقاق الفكري في الكنيسة بسبب اضفاء الطابع الفلسفي للدين المسيحي حيث حلل البعض طبيعة المسيح على ضوء فلسفة أرسطو بينما نظر قسم  آخر اليها من خلال فلسفة أفلاطون ... وانتشرت الخلافات بسرعة في صفوف هذه المدرسة نظرا للطابع الثقافي الذي كانت تتميز به والإتجاه الفلسفي الذي كان قد ترسخ فيها.

وقد سببت  هذه الإتجاهات انقساما خطيرا في المرسة فراح يعمل كل فريق لتفنيد مزاعم غيره ... وكان من البديهي أن يدخل أديبنا نرساي هذه المشادة حيث التزم جانب الداعين الى فلسفة ارسطو.

ونظرا للزعامة الدينية لمدينة – الرها – التزمت الجانب الآخر أضف الى ذلك وقوف السلطة الرومانية الحاكمة ضد تحليلات نرساي وزملائه، مما اضطرهم – نرساي وزملاؤه – الى مغادرة الرها بعد الأذى الذي لحق بهم ناهيك عن حرق مصادرهم ومؤلفاتهم فالتجاوا  الى  نصيبين التي كانت داخل الحدود الحكم الفارسي، حيث وجدوا من صديقهم "  برصوما " مطران نصيبين الذي يشاركهم الرأي، وكل دعم وتشجيع ، كما هيأ لهم الجو لإحياء مدرسة نصيبين لمواصلة مسيرتهم الفكرية ومنافسة مدرسة الرها في شهرتها.

وهكذا استقر أديبنا في نصيبين / ܢܨܝܒܝܢ  باذلا قصارى جهده في رفع شأن مدرسته الجديدة التي امضى قرابة خمسين عاما في إدارتها ما خلا فترة قصيرة نفاه فيها – برصوما – الى منطقة جبلية إثر خلاف شخصي نشأ بينهما ... وقد أدى مهمته على احسن وجه حيث بلغت شهرة  هذه المدرسة الأفاق في عهده وأصبحت قبلة  طلاب العلم في جميع أرجاء العلام المعروف حينذاك.

وقد امتاز – نرساي بالتزامه جانب المضطهدين والضعفاء في مواقفه  الصلبة الرصينة ...  مدافعا عن قضاياهم بكل ما أوتي من قدرة وموهبة ... وإن المتتبع   لشعره يجد ذلك واضحا حتى في قصائده الدينية ... ولعل قصيدته التالية خير انموذج يظهر مواقفه المشرفة في مقارعة الساسة المستبدين سواء كانوا من رجال الكنيسة أم الحكام.

من الناس  من يلفه مجد العالم ومباهجه
وآخر يلتمس صدقة فيبخل بها عليه
ومنهم من تخرج له الخمور المعتقة في كأس فيرفضها
وغيره يطلب اطفاء نار عطشه بقطرة فتمنع عنه
كم هم أولئك الذين تنعموا في دنياهم
وكان الأولى بهم ان لا يبصروا نور العالم
كم هم أولئك الذين نالوا المجد والجاه والسلطان
في حين لم يكونوا مستحقين مرتبة عبيد عبيد العبيد!

حقا انها لمرآة دقيقة تعكس ما كان عليه المجتمع الذي عايشه معلمنا – نرساي  والتناقضات التي تكتنفه ... ومن العجيب أن يقف  - نرساي يعارضهم بهذه الجرأة، ينبذ المتمرغ تحت أقدام المتنفذين والأغنياء، ناعتا  إياهم بالطفيليين واعداء الإنسانية  ...  ومن لا يستحقون الحياة ومباهجها لأنهم  طبول جوفاء لا رحمة فيها ... جاعلا نفسه كالشمعة  المنيرة في وسط الظلام الداكن ... ولم يفكر يوما أن يطأطئ رأسه لمضطهديه.
 
وبذلك فقد رسم المعلم – نرساي للاجيال التي أعقبته طريقا صحيحا تسير بهداه ... حيث خدمة الشعب الكادح والطبقات المسحوقة صاحبة الحق في الحياة والتقدم .
..............
.....

* المقال منشور في  مجلة -  ܩܠܐ ܣܘܪܝܝܐ / الصوت السرياني العدد 5 لعام 1975
** هناك بينات مختلفة عن تاريخ الولادة وما اتينا به ليس مؤكدا مائة بالمائة، حيث مراجع أخرى تأتي بتواريخ مختلفة .
[/b][/b][/i][/i][/color][/size]

6
الأخ مغترب 2 انا كتب:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,783908.0.html


" المحترم استاذ احيقار
كلامك غير مقنع ولا يتناسب ما ما تدعيعه
المعلم السرياني مار نرساي الملقب قيثارة الروح القدس عاش سنة 489م ومذكور في الكتاب الذي استشهدت فيه ضمن الكتاب السريان وبالتحديدالسريان الشرقيين ولا علاقة له باسطورة الملك اليهودي وواضح اكثر من الشمس  وهذه ليست المرة الاولى التي تحاول الاستشهاد خطا بالتاريخ لتبرير رايك
اذا كنت كاتب ممتمكن
الاشوريين انقرضوا 600 سنة قبل الميلاد واصبحوا جزء من التاريخ واذا تقول لا نرجو
ان تذكر لنا من هو نرساي ملك الاشوريين الذي ورد في الاسطورة وكم سنة دام حكمه وكيف تستشهد باسطورة
من هو ابو الملك نلرساي ومن هو ابنه الملك فلمعروف ان الملوك ابناء ملوك ومعروفة سنين حكمهم
نتمنى ان تكون كتب موضوع ذو مصداقية والمثل الذي ذكره السيد فادي صحيح وينطبق على ما كتبت
مع التقدير ."




آشور بيث شليمون يرد:

نعم هناك إشكالية حول ما كتبه الأخ أخيقر يوخنا، ولكن ما جاء به صحيح جدا والإختلاف هو فقط أنه يذكر عن ( نارساي ) الملك ولا عن نارساي قيثارة الروح والمولود في بلاد آشور ( عين دلبي / ܥܝܢ ܕܘܠܒܝ ) في اواخر القرن الخامس الميلادي.
أما نارساي الملك ، وبناء لموسى الخوريني في أيام السيد المسيح إستلم رسالة من الملك ܐܒܓܪ ܐܘܟܡܐ ܚܡܝܫܝܐ /  أبجر الخامس ملك الرها / أديسا وأدناه  النص والرابط :

Abgar's letter to Nerseh king of Assyria
( According to the Armenian Historian Moses Chorene from the six century A.D. )
Abgar, king of the Armenians, to my son Nerseh, greeting:—
I have received your letter and acknowledgments. I have released Beroze from his chains, and have pardoned his offenses: if this pleases you, give him the government of Nineveh. But as to what you write to me about sending you the physician who works miracles and preaches another God superior to fire and water, that you may see and hear him, I say to you: he was not a physician according to the art of men; he was a disciple of the Son of God, Creator of fire and water: he has been appointed and sent to the countries of Armenia. But one of his principal companions, named Simon, is sent into the countries of Persia. Seek for him, and you will hear him, you as well as your father Ardachès. He will heal all your diseases and will show you the way of life.

The link :

https://books.google.com/books?id=K-AIAQAAIAAJ&pg=RA1-PA159&lpg=RA1-PA159&dq=Abgar%27s+letter+to+Nerseh+king+of+Assyria&source=bl&ots=1VUiRF7glZ&sig=Sf9Vv0OZwC_NRbWuRzklNJDwOqU&hl=en&sa=X&ei=wpmFVcXSN4nyoASNoqmoBQ&ved=0CCAQ6AEwAA#v=onepage&q=Abgar%27s%20letter%20to%20Nerseh%20king%20of%20Assyria&f=false





7
أحداث آشورية ما بين موقعة  ديره بون ومجزرة سميل من عام 1933

آشور بيث شليمون

توطئة :

بمناسبة يوم الشهيد الآشوري  السابع من شهر آب أقدم كتابتي هذه والتي فيها أسلط الأضواء على مجريات الأمور خلال  صيف عام 1933 وما أعقبها من أحداث مأساوية مع ما كتبته بالحرف الواحد ولأول مرة عن شهداء أمتنا الآشورية والتي تم نشرها في مجلة مهاديانا/ الهدى، لسان حال منظمة / The Assyrian National Effort  العدد لشهر أذار 1969 حيث قدمت اقتراحا بإختيار يوم للشهيد الآشوري و في الإجتماع الدوري لعام 1970 للإتحاد الآشوري العالمي تم تصديق وتثبيت السابع من شهر آب كي يكون يوم الشهيد الآشوري للمزيد يرجى العودة الى مجلة كوكبا آثورايا / Assyrian Starالعدد الثاني ( صيف ) عام 2002م  وآشورية 6752 .
واليوم، كأن التاريخ يعود بنا الى الوراء وشعبنا يمر في محنة جديدة وداعشيو الماضي يعودون من جديد لكي يعيثوا في أرضنا الفساد والشر المستطير وأمتنا تدفع الثمن غاليا نفيسا وليس من رقيب أو حسيب مع الأسف الشديد رغم أن العالم كما يقال غدا قرية والأحداث هي بمتناول الجميع في عصرنا عصر الإنترنيت!!!
....................

لم يمض إلاّ أعوام على ما أصاب أمتنا الآشورية من مجازر ومآس خلال الحرب الكونية الأولى حيث راح ضحيتها الآلاف من القتلى مع تشريد شعبنا حتى جاءت النكبة الأخرى، مجزرة القرى الآشورية -  سميل وقريناتها في شهر آب عام 1933 حيث راح ضحيتها عدد لا يستهان به من أبناء شعبنا الأعزل على أيدي قوات بكر صدقي، قائد المنطقة الشمالية للجيش العراقي من أطفال، نساء وشيوخ بعملية بشعة ترتعض لها الفرائص وتندى لها الجبين .

في وقت مرتكبي الجريمة النكراء بقيادة بكر صدقي الكردي استقبلوا في بغداد استقبال الأبطال، وهنا بالمناسبة ليس لدينا إلا مجلة واحدة التي نشرت الحادث مشكورة تحت عنوان – المسألة الآشورية - وهي مجلة المسرة، لسان حال الكنيسة الكاثوليكية في بيروت – لبنان ، في عددها الجزء التاسع والمؤرخ في تشرين الثاني  1933.

كما هناك بناء لرواية عمي المرحوم يوسف الذي مع والدي وعمي  كيوركيس شاركوا مع الآخرين من عشيرة تخوما واقتحموا تحصينات وخنادق جيش بكر صدقي في وصف الحادثة وكيف أنزلوا الهزيمة في صحيفة أرمنية مفادها بالحرف الواحد:

" إن الثعلب بكر صدقي نجا من قبضة الآشوريين الأشاوس – في معركة ديربون - ليفتك بدجاج القرية الآشورية الآمنة – سميل كي يقوم  بمجزرة بشعة لشعب أعزل من أطفال، نساء وشيوخ لا حول لهم ولا قوة!"

تداعيات معركة دير بون/ ܕܝܪܐ ܕܐܒܘܢܐ

بإيجاز كانت الحكومة العراقية تجري مباحثات مع البطريرك مار شمعون حول استيطان قسما من شعبنا الآشوري الذي تحت جرائم الترك والكرد أخلوا منطقتهم الجبلية في هكاري والتي غدت فيما يسمى تركيا بعد ترسيم الحدود وفق معاهدات  بريطانيا التي أبرمتها كونه ليس بطريركا فحسب، بل رئيسا للأمة الآشورية .

ولكن لسوء الحظ أن تلك المباحثات تعثرت ولم تثمر بشيء والتي أدت الى خديعة استدعاء البطريرك الى بغداد ومن ثم وضعه تحت الإقامة الجبرية لكي يتسنى لحكومة بكر صدقي  اتمام السيناريو الخبيث كما رواه  الأستاذ عبد المجيد حسيب القيسي في كتاب حديث له (الآثوريون – مركز الموسوعات العالمية – لندن 1999 ) صفحة 79 أقتبس:

" ومن هذه المنطلقات اندفعت الحكومة وأنصارها في حملات دعائية رسمية ... فقد نشر في الصحف العراقية أكثر من 80 مقال افتتاحي تدعو الى القضاء على الآثوريين وإبادتهم وزعيمهم مار شمعون. ثم عمدت الحكومة الى اختلاق الأحداث وافتعال الوقائع وتلفيق الأقوال الخ ... ".

بنفس الوقت كانت هناك جهود حكومية وبريطانية لإقناع البطريرك الذي لم يرضخ لمطاليب الحكومة والتوقيع عليها ما لم يتم الإجابة الى بعض من الإستفسارات الضرورية التي قدمها لحكومة صاحب الجلالة ملك فيصل. لذلك طلبوا ( المسؤولون العراقيون والبريطانيون ) ا من كل المغفورين   لهما ملك لوكو شليمون بدوي  وملك ياقو اسماعيل وغيرهم على سبيل المثال المطران يوسف خنانيشوع وملك أندراوس من عشيرة جيلو( الأخيران رفضا الإشتراك لاسباب معينة ) للذهاب الى بغداد لإقناع البطريرك وتصفية القضية في وقت وبدون سابق انذار  تم بعدها اعتقال البطريرك لأسباب لا محل لها واتهامه هو وأتباعه كان القيام بالتمرد والعصيان.
وهنا، جدير بالذكر أن الشعب الآشوري كان منقسما على ذاته في مجموعتين كبيرتين *، الأولى مجموعة البطريرك التي لها شروطها ومطاليبها الخاصة لضمان حرية وسلامة شعبنا ، والمجموعة الثانية – مجموعة ملك خوشابا والموالية للحكومة العراقية .

أما عن ذهاب كل من ملك لوكو شليمون وملك ياقو اسماعيل الى بغداد، وبعد علمهما بالقبض على البطريرك ووضعه تحت الإقامة الجبرية كانت إيذانا لهما قد يكون مصيرهما نفسه في بغداد أيضا، لذلك بعد الإجتماع ببعض من قادة الأمة الآشورية العدول عن ذلك، والذهاب غربا الى سوريا بناء لأوامر البطريرك مسبقا حول نزوح شعبنا برمته الى ذلك البلد.
 لذلك كان نتيجة الإجتماع هذا،  إذن أن يذهبا كل من ملك لوكو شليمون وملك ياقو اسماعيل الى سوريا والتشاور مع السلطات الفرنسية هناك ومن ثم بعدئذ سيكون القرار النهائي لمصير شعبنا.

ومن الجدير بالذكر، أن الملك فيصل بحكمته وبعد نظره الى كل هذه الأمور ألّح في  رسائله من أوربا حيث ذهب للإستشفاء – سويسرا ، على الحكومة باطلاق سراحه ( أي للبطريك ) والسماح له العودة الى مقره في الموصل. ولكن الحكومة لم تأخذ برأي الملك لأسباب عدة منها أنها كانت كما جاء ذكره  في كتاب الأستاذ – عبد المجيد حسيب القيسي المنوه عنه أعلاه كونها ترغب فعلا وقوع صدام مسلح مع الآثوريين لتستفيد منه في التغلب على المشاكل التي كانت تواجهها داخليا.

وبناء لمذكرات المغفور له ملك لوكو شليمون بداوي/ بيث داود المنشورة حديثا في كتاب ضخم له    باللغة الإنكليزية Assyrian Struggle For Survival-  2012  يذكر في الصفحة 337 بما يلي:

" لقد أخبرهم البطريرك مار شمعون بأنه قد توصل الى اتفاق مع السفير الفرنسي في بغداد حول امكانية قبول هجرة الشعب  الآشوري الى سوريا . والمغفور له ملك لوكو شليمون يذكر بعدم صحة الخبر لدى مقابلتهما الضابط الفرنسي ( ملازم ) ألفونزي في مقره ب- عين ديوار الحدودية مع العراق، والضابط المذكور أخبرهم ( للملك لوكو وملك ياقو )  حول اعلام الحاكم الفرنسي العام  الموجود في بيروت في برقية عاجلة وجواب الحاكم الفرنسي للملازم ألفونزي في اليوم التالي كان : إن الحكومة الفرنسية لم تسمع من البطريرك مار شمعون ولا من أي شخص آشوري آخر حول الموضوع! "

والآن لنقتطف ما قالته – مجلة المسرة بهذا الخصوص حول الواقعة أي موقعة ديربون :

"  على أن فريقا منهم نزحوا  الى الحدود السورية حيث سلموا أسلحتهم الى الفرنسيين. وقيل أن عددهم قد ناهز 1300-1500 . فتعقبهم الجيش العراقي وطلب من الفرنسيين ارجاع النازحين الى أوطانهم ... بعد مباحثات استغرقت يومين تعهد العراقيون خطيا أنهم لا يمسون الآشوريين بأذى ... ولكن عندما خاض النازحون نهر الدجلة قاصدين الضفة العراقية ، وإذا بالجيش العراقي موقّع التعهدات يباغتهم في وسط النهر بنار حامية من البنادق والرشاشات فشعر الآشوريون عند تحقق الخيانة ... فشجع بعضهم بعضا وقطعوا النهر تحت وابل من الرصاص وهاجموا الجيش كالأسود فدحر أمامهم وانكسر شر كسرة. "

وتستطرد المجلة بالقول، أن الحكومة أعلنت الجهاد للقضاء على الآشوريين ... فكانت النتيجة أنهم لم يشفقوا على الأطفال ولا على النساء . وإن الدماء البريئة سالت في جميع القرى حيث أعملوا فيها السيف والنهب والحريق. 
وبالمناسبة كتب المراسل اللندني لجريدة – الطان واصفا هذه المجزرة قائلا:
" على أن المدة لم تطل حتى انتقم الجيش العراقي لنفسه من الأنكسارات التي لحقت به ... فدخلوا القرى بعد أن جردوها من سلاحها وجمعوا الآشوريين وقتلوهم بالحراب والعصي والسيوف ... والمسؤول عن هذه المذابح هو رجل يدعى بكر صدقي بك الذي منحوه لقب باشا بعد " انتصار " الجيش العراقي وعودته الى بغداد ."

ليس بخاف على أحد ان هناك الكثيرين كتبوا عما حدث في مطلع آب من عام 1933ومنهم المؤرخين العراقيين من عرب وكرد، أهمهم السيد عبد الرزاق الحسني لهذه الأحداث من كتابه الوثائقي القيم ( تاريخ الوزارات العراقية ) في طبعته الأولى عام 1934.
وهنا أقتبس ما قاله الأستاذ عبد المجيد حسيب القيسي عن عبد الرزاق الحسني في كتابه المذكور أعلاه ( الآثوريون ) :
"  ورغم أنه عاصر( أي الحسني )  الأحداث وشهدها عن كثب فإنه لم يسجل لنا منها شيئا ولم ينقل لنا إلاّ ما كانت الحكومة تردده من مزاعم وأقوال، وإلا روايتها للأحداث تبريرها للأعمال وتبرئة نفسها وجيشها من دماء الآثوريين وإتهام الإنكليز بها . "

أما عبد الرحمن البزاز – العراق من الإحتلال حتى الإستقلال – رغم أنه رجل قانون قدير نراه ينساق وراء الأوهام والكرامة ومشاعر الصداقة والعقيدة .... فيندفع الى تجاهل واقع الحال والقفز فوق الحقائق كما وصفها الأستاذ عبد المجيد القيسي الى حد الإنكار ما جرى بالآثوريين من إبادة وقال ما – سمي بمذابح الآثوريين – إنما كان نتيجة تواطؤ الصهيونية والمسيحية ضد الدولة الإسلامية العربية ويعني بها المملكة العراقية، وهي تسمية لم يقل بها أحد غيره من قبل ومن بعد. ولكن على الرغم من ذلك، كآشوريين نشكر السيد عبد الرحمن البزاز الذي عاد فإعترف في الطبعة الثالثة من كتابه الصادرة  عام 1967  بدور الجيش بمذابح الآشوريين .

كما هناك كاتب آخر وهو السيد سليم طه التكريتي الى حد الخيانة العلمية كما جاءت في كتاب ( الآثوريون ) وعلى لسان الأستاذ عبد المجيد حسيب القيسي بقوله أن المذكور أخفق في ترجمته لكتاب ( العراق 1900- 1950 ) لمؤلفه المستر لونكرك  حيث تم حذف خمس صفحات كاملات ومن دون الإشارة الى ذلك أو تبرير أو اعتذار وهذا ما نعنيه بالخيانة العلمية !

والجدير بالذكر، أن الحكومة العراقية دأبت مع المؤرخين العراقيين على القاء التهمة والتبعة في الأحداث المشؤومة دائما على عاتق البطريرك مار شمعون ومنهم – الحيدري، الذي جاء على حد زعمه بأحكام  قاطعة ثلاثة:

الحكم الأول، إن البطريرك لعب دورا كبيرا قبل حدوث الصدام وبعده .
الحكم الثاني، إنه كان أداة طيعة بأيدي البريطانيين والفرنسيين والمبشرين الأميركان.
الحكم الثالث، نفذ ما أرادت منه الجهات المذكورة في الحكم الثاني علما انه لا يخدم مصالح قومه، بل يكفي بخدمة مصالحه الشخصية.

إن الأستاذ عبد المجيد حسيب القيسي جاء بخلاصة هذه في كتابه ( الآثوريون ) وكما هو معروف جيدا من انه شخصية عراقية شريفة بنفسه مدحضا ذلك وقال بالحرف الواحد:

" إن استعراض الأحداث وتحليلها بموضوعية وحياد ينفي وجود عمل ملموس أو دور محسوس للبطريرك مار شمعون في أحداث شهر اب من عام 1933."


كما هناك كاتب بريطاني آخر الذي كان في قلب الأحداث وشاهد عيان لها وهو العميد / Lt. Col R. S. Stafford   الذي شغل منصب المفتش الإداري للواء الموصل الذي كتب حول الموضوع تحت عنوان The Tragedy Of The Assyrians , George Allen & Unwin Ltd , Museum Street , London 1936  ولسوء الحظ ان الحكومة العراقية منعت الكتاب من دخول البلاد.

والى جانب هؤلاء هناك من قام بكتابة لاحقا حول الموضوع ألا وهو ابن الشوفيني العربي من أصل سوري ( وفي أحدى النشرات يدعي أنه من مواليد صنعاء ) وهو ابن الأستاذ ساطع الحصري ( خلدون الحصري) والذي سار على نفس المنوال  للكتاب العراقيين في إحدى المجلات المعروفة وهي The Journal of the  Middle Eastern  Studies  هنا أقتبس ما قاله باللغة الأنكليزية  عن القضية الآشورية بدون حياء:
"  The hero of the hour was not Faisal ( king ), but the Iraqi army and its Commander   in the north, Bakr Sidqi .”
بما معناه: إن البطل الحقيقي للساعة لم يكن الملك فيصل، ولكن قائد الجيش العراقي في الشمال بكر صدقي!


قبل الصدام مع الجيش العراقي

كما جاء  به العميد ستافورد في كتابه – المأساة الآشورية عن  قوة الجيش العراقي المرابط حول تلال جاي بخير بما يلي:

-   4 كتائب  من المشاة
-   4 سرايا  من الخيالة
-   قطعة من المدفعية الجبلية
-   وبالإضافة الى 350 شرطي/ دركي
وبهذا، يكون تعداد الجيش العراقي لا أقل ما بين 2500-3000 مقاتل، مدجج بالسلاح وكل الإحتياجات المطلوبة لجيش يقود الحرب وخصوصا الطعام وهو كما قال نابليون بونابرت- الجيوش تمشي على بطونها!

أما المقاتلون الآشوريون كان عددهم قبل الواقعة 870 رجلا ولكن بعدها انحسر الى حوالي 750 رجل، تحت قيادة كل من ملك/ شيخ  لوكو شليمون وملك/ شيخ  يعقو اسماعيل وفق مذكرات والدي المرحوم شليمون زومايا بينما المرحوم ملك ياقو اسماعيل يضع العدد الى 550  مقاتلا.  كما هناك اختلاف في تسمية المسؤول الفرنسي على الحدود العراقية السورية  في كل من مذكرات ملك لوكو شليمون بداوي وملك يعقو اسماعيل وهذا للتنويه فقط .
أما حالتهم المعنوية كانت ضعيفة جدا، فهم لم يكونوا مزودين  بالغذاء والماء الضروري وخاصة في عز فصل الصيف ولا من ناحية الأسلحة غير البندقية الشخصية وبضع رصاصات محدودة.

بناء لمذكرات والدي المقاتلون الآشوريون عددهم كان  كالآتي:

 
246 مقاتلأ من عشيرة تخوما
15   مقاتلأ من عشيرة جيلو
61   مقاتلأ من عشيرة ديز
240 مقاتلأ من عشيرة تياري
24   مقاتلأ  من عشيرة باز مع
164 مقاتلأ من عشائر متفرقة ويكون المجموع 750 مقاتلا .

أما مجموعة المرحوم ملك ياقو اسماعيل، ليس لدي أي معلومات تذكر، ولكن كما هو معروف ان ملك ياقو، شخصية فذة ومقاتل شجاع جدا، للأسف حصل في مجموعته نوعا من التصدع والبعض منهم عاد من حيث أتى كون هناك بعض من الأشخاص غير مؤيدين له وربما وقعوا تحت تأثير الجهة المناوئة لمار شمعون – مجموعة ملك خوشابا ! وإلى جانب ذلك ملك لوكو شليمون بداوي يذكر في كتابه الذي صدر حديثا والمنوه عنه في مقالي، ان الإتصالات انقطعت بينه وبين ملك ياقو منذ عبورهم نهر الدجلة وهو يستغرب ذلك .


المرحوم ملك لوكوشليمون بداوي، ملك/ شيخ  عشيرة تخوما  قسم مقاتليه  (246 مقاتلا ) الى ثلاث وحدات بقيادة الأشخاص المدرجة أسماءهم أدناه :

أولا، الوحدة الأولى تحت أمرة ملك بيتو من تخوما الداخلية

ثانيا، الوحدة الثانية تحت امرة الرئيس شليمون زومايا بيث شليمون ( والد كاتب المقال )  من بناي ماثا أو كوندكثا- تخوما

ثالثا، الوحدة الثالثة تحت أمرة الرئيس هرمز يونان من مزرعة – تخوما

والآن مع سير المعركة في دير بون

قبل الولوج في الموضوع، هنا سأستعرض بإختصار مجريات الأمور خطوة خطوة:

في البداية، أريد أن نؤكد أكاذيب وزيف الحكومة العراقية، التي ادعت ان الآشوريين العائدين الى العراق  عبر نهر الدجلة كانوا البادئين في مهاجمة الجيش العراقي المرابط على الهضاب والتلال المشرفة على النهر.
وهنا نقول، إذا كان هذا الشعب المنهك بدون غذاء كاف ، لمن الغباء مواجهة  جيش عرمرم وكثير العدد والعدة؟! فإذا صدقت إدعاءاتهم، ألم يكن الأفضل لهم منازلة الحكومة وفي عقر دارها عندما كانوا داخل العراق، حيث هناك كثير من العوامل المساعدة أكثر لتحقيق ذلك؟ ولكن لم تفعل.

-   عندما توجه كل من ملك لوكو شليمون وملك ياقو الى الحدود السورية بناء لأوامر البطريرك، وانتشر الخبر في أوساط شعبنا ، سارع الجميع بالإلتحاق، رغم أن هذين الشخصين في آخر اجتماع لهما كان عليهما  أولا التأكد بنفسهما من  الوعود الفرنسية وعلى لسان سفيرها في بغداد كما أخبرهم البطريرك  ومن ثم سيأخذون الخطوات الأخرى .
-   كما قلنا السلطات الفرنسية جردت جميع أفراد شعبنا من السلاح ساعة دخولهم الأراضي السورية ( تحت الإنتداب الفرنسي ) .
-   المسؤول الفرنسي على الحدود قام بإتصالات مهمة مع القيادة العليا الكائنة  في بيروت، لبنان الذين أخبروه بعدم صدق الخبر حول ما ادعى به البطريرك.
-   عندها كانت هناك اتصالات حتى ضغوطات من المسؤولين العراقيين والبريطانيين بعدم قبول النازحين، بل عليهم العودة الى العراق.
-   كما أن الحكومة العراقية طلبت من السلطات الفرنسية بعدم إعادة السلاح الى النازحين، ولكن المسؤولين الفرنسيين لم يقدموا أي تعهد بذلك- طبعا هم يدركون جيدا مآرب الحكومة .
-   بعد ظهيرة يوم 4 آب الحكومة الفرنسية سلمت الأسلحة لشعبنا وتوجهوا الى الشرق لعبور نهر الدجلة.
-   وجدير بالذكر، أن النهر كان ضيقا وسريع الجريان  وليس سهلا للعبور في وقت الأفراد مدججون بسلاحهم، ما سبب  فقدان شخصين غرقا .
-   إن الحكومة العراقية اعطت ضمانات للمسؤولين الفرنسين على الحدود، في حال العبور لن يصيبوا بأذى للعابرين، وكان سبب إعادتهم .
-   إن الجيش العراقي من المؤسف – كعادة العرب – خانوا الأمانة وصاروا يطلقون نيران غزيرة على العابرين وهم في النهر.
-   عندها أخذ مقاتلونا الآشوريون الحيطة وسارعوا العبور بسرعة وبحالة هجومية .
-   إن الجيش العراقي كما هو معروف متمركز على التلال المشرفة على نهر الدجلة، بينما المهاجمين الآشوريين يتقدمون نحوهم من الأسفل .
-   القيادة الآشورية وخصوصا تحت اشراف ملك لوكو شليمون ، درست الوضع جيدا، وهي العمل بكل سرعة ممكنة لسحق دفاعاتهم قبل ولوج النهار والذي سيكون لصالح الجيش العراقي، كونه مشرف عليهم وثانيا الشمس ستكون في وجه المهاجمين الآشوريين.
-   وهكذا قبل الفجر استطاع مقاتلينا رغم كل الصعوبات أن يقتحموا الخنادق والتحصينات العراقية كلها سقطت .
-   وللبرهان على ذلك ان الحكومة استخدمت سلاح الطيران، وبناء للملك لوكو شليمون، أن الطيارين كانوا بريطانيين .
-   من المؤسف أن الحكومة، كالعادة أدعوا من أنهم هزموا المقاتلين الآشوريين، لو تم ذلك لماذا إذن يلجأون بالثأر والقيام باعمال – داعش والنصرة من تنكيل وقتل الخ في القرى الآشورية ؟!
-   
بناء لما ذكره والدي المرحوم، الريس شليمون زومايا( بيث شليمون ) بأن السلطات الفرنسية في حال نكوص الحكومة العراقية بتعهداتها عندها يمكنكم اللجوء إلينا حيث سنقدم لكم العون والمساعدة المطلوبة، كون الفرنسيين هنا قاموا بعمل إنساني مشروع لجماعة مضطهدة مسيحية.  وهكذا تم بقبول المقاتلين الآشوريين للدخول سوريا مجددا وبعدها هناك يبدأ الفصل الثاني قد نبحثه مستقبلا حول إسكانهم في منطقة الخابور من اعمال الجزيرة السورية.
.........
*   وهنا نضع جدولا بالأسماء لكل منهما


مجموعة البطريرك:      مثلث الرحمات المطران مار يوسف خنانيشوع
                               ملك لوكو شليمون بداوي- تخوما
                              ملك ياقو اسماعيل - تياري
                              القس كيوركيس    - تخوما
                              ملك اندرأوس  - جيلو
                             الريس شليمون زومايا / بيث شليمون ( والد الكاتب ) بناي ماثا/ تخوما
                             الريس هرمز زومايا يونان –  مزرعة/ تخوما
                             الشماس كنو – جيلو
                             ملك داود – تخوما
                             زادوق نويا – أشيتا
                             سيفو كينا  - تياري السفلى
                            الريس بوبو – أشيتا
                            الشماس يوسف إليا – تياري العليا
                            الريس عبديشوع خوشابا -  رومتا
                            الريس يوسف سورو – تياري العليا
                            الريس يوخنا – هلمون
                            الريس وردا أوشعنا – تياري العلي
                            أكوما مخمور – باز
                            هرمز طليا -  باز
                            تالو داود – باز

مجموعة ملك خوشابا:
                            مثلث الرحمات مار سركيس -  جيلو
                            ملك خوشابا يوسف – تياري السفلى
                           زيا ملك شمسدين – تياري السفلى
                           ملك خمو – باز
                           تشيكو كيوو – تياري العليا
                          أوديشو داديشوع -  تياري العليا
                          خيو اوديبشو – أشيتا – تياري السفلى
                          دانيال فرص – جيلو
                         كبريال شمعون – باز
                         شمعون برخيشوع – ليزن السفلى
                         أوديشو لاوندو - - تياري السفلى  ( هذه الأسماء مأخوذة من كتاب المرحوم ملك ياقو اسماعيل، وكما يبدو لا تطابق ما جاء به يوسف ملك خوشابا في كتابه باللغة العربية " حقيقة الأحداث الآثورية المعاصرة" بغداد – العراق 2000)    

المصادر:

الآشورية  -

أشوريون بين حربين عالميتين – ملك ياقو اسماعيل – طبع طهران، إيران 1964
مذكرات – الريس شليمون زومايا( بيث شليمون ) غير مطبوعة وشاهد عيان وقيادي آشوري.
السنوات الصعاب، أوديشو دبرزانا  2003

العربية:

الآثوريون ، عبد المجيد حسيب القيسي – مركز الموسوعات العالمية – لندن  1999
حقيقة الأحداث الآثورية المعاصرة – يوسف ملك خوشابا ،   بغداد- العراق 2000

الإنكليزية :
Yusuf Malek, The British Betrayal of the Assyrians- Chicago,Illinois 1935
Lt. – Col. R. S. Stafford, LONDON 1933
Malik Loko d’Beth-Dawed / Badawi , Assyrian Struggle for National Survival 2012


8
الأستاذ دافيد برصوم برلي من دعائم القومية الآشورية الأوائل  (1901- 1979 )
( الحلقة الرابعة )

آشور بيث شليمون

إن المغفور له دافيد برصوم برلي يعتبر من رهط القوميين الآشوريين الأوائل  من أمثال آشور يوسف ، سنحريب بالي ، نعوم فائق والصحافي فريد نزها وغيرهم من أبناء الكنيسة اليعقوبية الشقيقة .
ولد المرحوم من أبوين آشوريين في المدينة الآشورية  خربوط ( حاليا في تركيا ) وذلك عام 1901 .
لقد درس قرابة سنتين في كلية الفرات ( دراسة ثانوية ) ولكن اندلاع الحرب الكونية الأولى (1915- 1918 ) لم تمكنه من اتمام تحصيله العلمي حيث أرغم مع عائلته وكثيرا آخرين من أبناء شعبنا الفرار ولكن والده مع جموع آشورية كثيرة ساقتهم القوات التركية إلى أماكن مجهولة  حيث للأسف لاقوا حتفهم وكانوا ضحايا العدوان الإجرامي للسلطة التركية الكمالية  وقتئذ  حيث تعرف بأحداث – سيفو .
المرحوم دافيد مع مرافقيه شقوا طريقهم شرقا حتى تخوم روسيا بحيث تمكنوا بعد سنتين من الوصول إلى الولايات المتحدة الأميركية كي يلتحق بإخوته وأخواته الذين كانوا قبلا في البلاد وفي ولاية ماساتسوست / Massachusetts بالذات .

في الولايات المتحدة الأميركية تمكن الشاب الآشوري بكل فخر لأن يكمل دراسته في الجامعات الأميركية التالية :

 -  الكلية الأكاديمية الأميركية عام 1922
- جامعة بوسطن عام 1926
- جامعة بوسطن – كلية الحقوق ، عام 1928
- جامعة نيويورك – دراسة عليا في القانون كأستاذ / Professor  عام 1933
  -  لقد تأهل بالأنسة روز كزانجي ورزقا بنتا واحدة  .

إن الإتحاد الآشوري العالمي أغدق عليه بمكافأة لجهوده في الدفاع عن قضايا شعبنا الآشوري بوسام استحقاق وهو "  نجمة  آشور " وذلك عام  1973
كما أن البروفيسور دافيد برصوم برلي إبان أحداث 1933 كان الناطق الرسمي والمدافع عن شعبنا الآشوري وما كان من جهوده وجهود الآخرين حيث تمخض ولادة  أول منظمة قومية آشورية في الولايات المتحدة الأميركية ألا وهي  " الإتحاد الآشوري " Assyrian American  Federation  .
لقد شغل المرحوم مناصب عدة في الإتحاد المذكور ( رئيس ، نائب الرئيس وأمين السر والمرشد القانوني في اللهيئة التنفيذية للإتحاد الآشوري القومي الأميركي ) .
إن مساهماته لهي عديدة جدا في الصحافة الآشورية والعالمية  من خلال  مقالاته  ومحاضراته وكتاباته الغزيرة دفاعا عن القضية الآشورية في المحافل الدولية .
كما شارك وساهم مع القومي الآشوري الآخر – المغفور له يوسف مالك – في ترجمة وتغطية كثيرا من المواضيع في كتاب " الخيانة البريطانية للآشوريين " .
والجدير بالذكر أنه رد على كل من حاول الإساءة إلى أمته الآشورية وعلى سبيل المثال المؤرخ البريطاني آرنولد جي  توينبي والبروفيسور اليهودي من جامعة شيكاغو  " ليو آوبنهيم "  حيث تحداه ( ليو أوبنهايم ) بالمواجهة الشخصية إذا لزم الأمر .
وأخيرا يمكن أن يقال بحق أن جهوده وأعماله كثيرة جدا لا يمكن بهذه العجالة إلا أن نغطي على قسم يسير جدا منها .
المغفور له للأسف وافته المنية في عام 1979 ، ولكنه لم يمت بل هو حي يرزق لدى شعبه الآشوري الذي حبه وستبقى ذكراه في أذهان أمته إلى الأبد الأبدين .

معلوماتي عن المغفور له

المغفور له دافيد برلي برصوم ، وأنا في سني الحداثة لي المعرفة  الجيدة به حيث كان إسمه يتردد مع القومي الآشوري  الآخر المرحوم  جوزيف دورنا ، حيث كانت تصل إلى والدي كثيرا من الدوريات والأدبيات القومية التي كما قلت أعلاه ونظرا  للمساهمات الغزيرة له  وكون  معظمها باللغة الإنكليزية .
أول التعرف به كان من جراء استلامي رسالة شخصية منه وأنا في الولايات المتحدة الأميركية في أواخر السبعينيات ، وهذا هو النص الحرفي ومن ثم سأترجمه إلى العربية :

Dear Ashur :

December 18, 1969

On pages 60 to 62 of the Asiria , Mr. Nozha has an article in which he talks of " ASSYRIAN " and " SYRIAN " .
If you know how to read the article, will you kindly tell me his meaning?
I am anxious to know his version of our national name, Assyrian.
Best wishes for the coming season.
Sincerely yours,

David B. Perley ( Sign )
18 كانون الأول 1969

عزيزي آشور 

على الصفحات 60 إلى 62 من  مجلة الجامعة السريانية / آشور ، السيد نزها في مقال له حيث يتحدث عن " الآشوري " و : السوري " .
فيما إذا كان بوسعك قراءة المقال ، هل تستطيع لطفا ان تخبرني مقصده ؟
إنني أنتظر بقلق معرفة موقفه من اسمنا القومي لآشوري .
مع تحياتي
المخلص :  دافيد برصوم برلي

إن المرحوم فريد نزها كما قلت عاود نشر المجلة وفيها إعادة لمقال حيث دافع عن تسميتنا  القومية الآشورية وذلك استجابة لرسالتي له حيث  " المجلة البطريركية " كانت قد نشرت في ( العدد تموز 1968 ) مذكرات نيافة الحبر الجليل مار أثانسيوس أفرام مطران لبنان عن زيارته لألمانيا الغربية ومقابلته للبروفيسور " شبولر " بحيث قال له أن اسم " السريان " الآتي من " كورش " .
وقد كنت قد علقت على مثل هذا الكلام في تعقيب لي نشر على صفحات المجلة البطريكية ذاتها ( عدد آذار 1969 ص 259-260   ) وشكرا على ذلك للطيب الذكر وقتئذ الأب صليبا شمعون والآن أعتقد غدا مطرانا  مدحضا ذلك –  مع أسفي حيث يومها لم أكن لي دراية بنيافة المطران أثانسيوس لتدور الأيام وإذ اليوم نحن لنا  صلة قرابة حيث أحد أولاد أعمامي قد تزوج لإبنة أخيه !
وهكذا ،  أجبت المرحوم السيد برلي ما كان قصد المرحوم نزها  في تلك المقالة في رسالتي الجوابية وبعدها بأيام معدودة استلمت رسالة ثانية منه وهذا نصها بالإنكليزية ومن ثم يليه الترجمة العربية :



Dear Ashur :

December 31, 1969

I am grateful to you for your answer of December 26th .
The death of Mr. Nozha is a National tragedy in my opinion. Will there be anyone to continue his work?
I understood the general meaning of Mr. Nozha's article. I wrote to you only for the purpose of confirmation.
Are you a Jacobite Assyrian and where did you come from?
I would like to hear from you from time to time.
Yours very truly,

David B. Perley   ( Sign )


31 كانون الأول 1969

عزيزي آشور :

أشكرك جدا لإجابتك المؤرخة في 26 كانون الأول .
إن وفاة السيد نزها لهي مأساة قومية في نظري . هل هناك من يكمل أعماله ؟ لقد
فهمت المعنى العام لمقالة السيد نزها . وكتبت لك للتأكد فقط  من هدفه .
هل انت " آشوري يعقوبي  " ومن أين أتيت ؟ كما أحب أن أسمع منك من حين لآخر .
 المخلص :
دافيد برصوم برلي ( التوقيع )

وفي الختام ، كنت محظوظا أن أقابل المرحوم في إحدى اجتماعات الإتحاد الآشوري الأميركي ( اللجنة التنفيذية )  المنعقد في مدينة شيكاغو وكوني في الهيئة التحريرية لمجلة  " كوكبا  آثورايا / Assyrian Star  "  حيث صرفنا ردها من الزمن معا نتجاذب الحديث حول القضايا القومية الآشورية وعبر عن فرحه بلقياي كما شكرته على ذلك بدوري .
إن المرحوم كان وقتها طاعنا في السن ولم يكن نشيطا في الحضور لمثل هذه الإجتماعات الدورية ولكنه حاول ذلك كونه عرف أني مقيم في مدينة شيكاغو لغرض مشاهدتي وكم أنا محظوظ بذلك رحمه الله و أسكنه جناته الفسيحة .

9

الأخ فادي متى المحترم

بعد اطلاعي على ما كتبته مؤخرا عن مقررات الكنيسة المشرقية الآشورية وما جاء بها من تخيطات تاريخية والتي لا رابطة بينها اطلاقا والرابط أدناه، وإن دل ذلك على شيء فهي حتما تدل على عدم تفهمك مع احترامي للمسيحية الحقة ولا حتى الناحية القومية أيضا في هذا المضمار .
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,782781.0.html

أولا،  نحن هنا في حديث عن إحدى الكنائس الآشورية التي اجتمعت لإنتخاب بطريرك لها بعد البطريرك  المتنحي المرحوم المثلث الرحمات ماري دنخا الرابع ܡܪܝ ܕܢܚܐ ܪܒܝܥܝܐ܀

ثانيا، إن الحديث كنسيا شيء والحديث عن قومية الكنيسة شيء آخر.  وهنا لا تنسى ان الامة الآشورية تضم كنسيا ومسيحيا من كل الطوائف أي هناك نساطرة، يعاقبة، كاثوليك والطوائف الأخرى الإنجيلية وليست حصرا في النسطرة او الكنيسة المشرقية القديمة كما تريد أن تروج هذه الفكرة الخاطئة مع الأسف . ومن ثم ليكن في معلومك ان أحد أساطين القومية الآشورية هو الدكتور آشور يوسف من خربوط وهو من السريان الأرثوذكس وليس نسطوريا !

ثالثا، إن المسيحية، هي بعيدة كل البعد عن القومية، بل كنيسة أممية كونها تجمع كثيرا من القوميات الموجودة في عالمنا اليوم وليست محصورة في قومية محددة والتي عندك هي آرامية .
 إن مثل هذا التصرف مع احترامي الكبير لك ولكل من يدور في هذا الفلك عندي يعد ممن يريدون تقزيم هذه الديانة العالمية التي تدعو جميع الشعوب  للتآخي  وأن  تكون متماسكة معا لإزالة الأحقاد والضغائن من أجل اسعاد البشرية ( الله محبة ) وانتشالها من الخطيئة الأبدية التي جاء  لها الرب يسوع المسيح برسالته السماوية الخالدة.

رابعا، إن شعوب الهلال الخصيب عندما تقبلت المسيحية لم تقبلها كونها ( آرامية ) حسب تصورك المتقوقع الضيق مع احترامي، بل كونها رسالة سماوية وليس لها علاقة من قريب أو بعيد من الآرامية التي تريد ان تحشرها في هذه الديانة النبيلة .

خامسا،  كآشوريين لسنا بحاجة أن تملي علينا بأننا ( سريان ) بغض النظر عما جاء بالمرسوم الكنسي حول اجتماع أربيل، كوننا مصدرها ومبعثها واولها لأن المفردة هذه جاءت كما نوهنا عنها مرارا وتكرارا من آشور <  آسور وغيرها من التكهنات لا أساس لها من الصحة .

سادسا، تقول كي تكون الكنيسة آشورية، يجب أن  يكون لها مقرا تاريخيا في احدى العواصم الآشورية التي في نظرك الضيق وربما المعادي وهذا ما ينافي كل القيم التي جاءت بها هذه الديانة العظيمة كونها ديانة أممية وليس محلية وخاصة بشعب معين وهنا الشعب الآشوري.

سابعا، أنت تقول بأن ساليق وقطيسفون مدينة أسسها القائد اليوناني ولكن تنسى او تتناسى بان انطاكية ليست مدينة شيدها الآراميون أيضا ! كما إذا كان فافا الآرامي احد الذين تبوأوا على كرسيها، هذا لا يدل  أن كل المنتمين اليها هم آراميون يا اخي !!
وهل تعتبر أوربا المسيحية عبرانية كونها من ثمرات وجهود الرسول بطرس اليهودي؟

ثامنا، تقول بأن الشعب الآشوري لم يكن له لغة وعليه البحث او العودة الى اللغة الأكادية كون اللغة السريانية ليست لغته !! 
الأخ فادي، مع احترامي الكبيرلك الأفضل عدم استخدام مثل هذا الأسلوب الذي لا منطق فيه ولا صحة اطلاقا، وهل في العالم شعب بدون لغة وتبنى لغة الآخرين اي بما معناه انه وجد أبكما وهي سخرية القدر.
وهنا اطلب منك التجنب باستخدام مثل هذا الكلام الذي يروجه البعض السذج اليوم ومنهم  مع احترامنا الكبير الأخ الدكتور أسعد صوما ونيسكو وشركاهما كونه مضحك جدا .

تاسعا، اعلم ان اللغة السريانية ليست آرامية، فإذا كانت آرامية ففي نفس الوقت هي آشورية، كنعانية، أمورية، إيبلية، وكلدية . وما عليك ان تقرأ موضوعي والمنشور في كثير من المواقع وموقع – عنكاوا ضمنا الموسوم " من هم السريان وما أصل اللغة السريانية " .

عاشرا، والمضحك المبكي انك وغيرك تعاودون تكرار أن الإنكليز سموا النساطرة بآشوريين لتمرير مشاريعكم مع الأسف  العدوانية وما هنالك. ولكن تنسى من ان الإسم الآشوري معترف به في غالبية طوائفنا المسيحية في بلاد آشور ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ أي في شمال العراق، مثل اليعقوبية، الكاثوليكية والإنجيلية وليست حصرا بالنسطورية كما تريد تمرير مثل هذه الأفكار الوهمية .

الحادي عشر، من المؤسف إنك  تطالبنا بأن نترك الإسم – السرياني والذي مصدره كما قلنا آشور والآشورية بينما تعتبر الكنيسة المسيحية الاولى في مدينة انطاكية آرامية كون احد مؤسسيها شخص آرامي، أليس من الأفضل الآن أن تغير اسم كنيستك الى آرامية عوضا عن السريانية والعودة الى مدينة دمشق العاصمة الآرامية والتي هي اليوم قلب العروبة النابض من جهة ، ومن ثم إعلم إن  باني مدينة انطاكية ليس شخصا آراميا، بل أحد الجنرالات للأسكندر المقدوني وهو Selecus I Nicator  في القرن الرابع قبل الميلاد وهنا الكفاية وشكرا .

آشور بيث شليمون
___________________

10
قفزة نوعية في تجديد الحركات اللغوية !

آشور بيث شليمون

إن استنباط الحركات جاء متاخرا جدا بعد ايجاد الألف باء السينائية ( 1600 ق. م. ) والتي هي نتاج الكتابة المسمارية والأخرى الهيروغليفية من جهة أخرى.
إن الكتابة الألفبائية مرت بمراحل عدة حتى توصلت الى ما نحن اليه اليوم بشكليها النسطوري واليعقوبي والإسطرنكيلي .  كما تطلب ردحا من الزمن أي حتى القرن الخامس الميلادي لإيجاد الحركات النسطورية ( ܙܘܥܐ ) والسابع الميلادي للحركات اليعقوبية.
وهذه الحركات لا زالت قائمة الى اليوم، ولكن في الحقيقة منذ اكثر من عشرين عاما كنت قد وضعت دراسة حولها ومن ثم أتيت بشكل جديد من الحركات التي هدفي منها كان السهولة ومن ثم عدم التعقيد كما هو الشان بالحركات الحالية .
وقبل الإفصاح عن شكل الحركات الجديدة علينا ان نلقي ولو نظرة مقتضبة على الحركات الحالية النسطورية واليعقوبية.

إن للنساطرة هناك سبع حركات وهي :

ܦܬܚܐ  الفتاح وهي عبارة عن نقطة فوق الحرف المراد تحريكه وأخرى تحته مثال في ܦܓܪܐ ( والحركة على حرف الفاء) 
والحركة الجديدة هي عبارة عن V  بشكل أفقي

ܙܩܦܐ    الزقاف وهي تتكون من نقطتين مائلتين توضع فوق الحرف المراد تحريكه مثال في ܥܠܡܐ ( والحركة على حرف العين )
والحركة الجديدة هي عبارة عن V   الأنكليزية

ܙܠܡܐ ܦܫܝܩܐ  الزلام  السهل وهي عبارة نقتطتين ( مزدوجتين ) توضع تحت الحرف المراد تحريكه مثال ܡܠܚܐ ( والحركة تحت حرف الميم )
والحركة الجديدة هي عبارة حرف V  معكوسة  وهنا يتم اختزال ܙܠܡܐ ܦܫܝܩܐ وكذلك ܙܠܡܐ ܩܫܝܐ  معا

ܙܠܡܐ ܩܫܝܐ الزلام الشديد وهي تتكون من نقتطتين مائلتين توضع تحت الحرف المراد تحريكه مثال في ܪܫܐ  ( والحركة هذه تكون تحت حرف الراء )
الحركة الجديدة هي نفسها كما اعلاه أي V  معكوسة أيضا

ܪܒܨܐ الرباص وهي عبارة عن نقطة توضع تحت الواو ( ولا في غيرها من الحروف ) مثال ܚܘܒܐ ( والحركة توضع تحت حرف الواو كما قلنا )
الحركة الجديدة هي عبارة عن نصف V  ولكن بشكل أفقي

ܪܘܚܐ الرواح وهي عبارة عن نقطة توضع فوق الواو (ولا في غيرها من الحروف ) مثال ܛܘܗܡܐ ( والحركة توضع فوق الواو كما قلنا أي الحرف الثاني من المفردة

لا يوجد هنا حركة لعدم لزومها ويكفي كما هو الأمر في اللغة الإنكليزية أن تقراها مثل حرف O  أو [/b]الواو العربية[/color]

ܚܒܨܐ الحباص وهي عبارة عن نقطة توضع تحت حرف الياء ( ولا في غيرها من الحروف ) مثال  ܕܝܢܐ ( والحركة توضع تحت حرف الياء كما قلنا أي الحرف الثاني من المفردة )
وهنا لا حاجة  الى أي حركة أيضا ويكفي باللفظ كما هو في اللغة العربية  ( ي ) او في اللغةليزية حرف E   وبذلك تلغى نهائيا الحركة .

وقد ذكر النحاة وجود عند الشرقيين حركة أخرى سموها ܐܣܩܐ وهو عبارة عن الزلام الشديد الذي قبل الياء كما في المفردات التالية : ܐܝܠ  -  ܚܝܠ

أما الحركات عند اليعاقبة فهي خمسة  وهي عبارة عن إشارات أو حروف يونانية توضع دائما فوق الحروف وهي:

ܦܬܚܐ الفتاح وهي إشارة توضع  فوق المفردة مثال ܐܒܪܗܡ  الإشارة هذه توضع فوق حرف الألف في أبروهوم

ܙܩܦܐ وهي إشارة مثل الضمة في اللغة العربية توضع فوق الحرف المراد تحريكه مثال ܐܕܡ وهكذا الإشارة توضع فوق حرف الألف في آدم

ܪܒܨܐ الرباص وهي إشارة توضع فوق الحرف المراد تحريكه مثال ܐܫܥܝܐ  أي على حرف الألف  في إشعياء

ܥܨܨܐ  العصاص وهي اشارة توضع فوق  حرف الياء دائما ولا غيرها من الحروف مثال  ܐܘܪܝܐ ( أي تحت الحرف الثاني من المفردة )

ܚܒܨܐ  الحباص وهي اشارة مثل  حرف  H  في اللغة الإنكليزية ولكن مائلة توضع فوق الحرف ܝ  الياء دائما مثال في ܐܝܣܚܩ ( أي فوق الحرف الثاني الياء )

وهنا لنا القول أن الحركات عند الأشقاء اليعاقبة هي خمسة وذلك كونهم  اختزلوا كل من الحركتين الزلام السهل والشديد بحركة واحدة  اسموها  ܪܒܨܐ  وكذلك اختزلوا  الرباص والرواح بحركة واحدة وأسموها ܥܨܨܐ
عذري الشديد كوني لم أستخدم الحركات لعدم وجودها في حاسوبي وشكرا سلفا!
ملاحظة هامة :

إن الحركة الجديدة والتي أرشحها ان تأخذ مكانها هي عبارة عن حركة واحدة الشكل وبمثابة حرف V  او  رقم سبعة في اللغة العربية .
وهي حركة تأخذ أشكالا مختلفة كما تراها من الجدول في حركاتنا أعلاه أي منها مثل V  او نفس الحرف معكوس ومن ثم  بشكل أفقي  وهكذا كما دوما توضع فوق الحرف .

11
نعم، كان هناك بصيص من الأمل، ولكن !!!

آشور بيث شليمون

إبان الحرب الكونية الاولى 1915، كان هناك بصيص من الأمل حول بعث الشعب الآشوري كقومية من جديد وفي بلاده التاريخية، ولكن لمن المؤسف قوله، هناك حيكت مؤامرات عديدة لإجحاض هذا المشروع وخصوصا من الكنيسة الكاثوليكية المتمثلة فيما يسمى – كنيسة الكلدان صنيعة روما البابوية.
إن الكنيسة الرومية، كان هدفها ولا يزال الى إقامة – امبراطورية كاثوليكية – على انقاض الشعوب وخصوصا تلك المسحوقة بمئات من السنين على أيدي المسلمين، عرب، إيرانيين، كرد وترك.

الكنيسة الكاثوليكية، كما هو معروف جيدا للقاصي والداني، قد لعبت دورا خطيرا وهداما لدى الترك في تمرير سياستهم على حساب شعبنا حيث حصلوا على إمتيازات لبث ونشر عقيدتهم في شعوب المنطقة وشعبنا الآشوري ضمنا.
وما على القارئ الكريم  مراجعة الكتب التاريخية حيث بوسعك الحصول على هذه المعلومات بكل سهولة وما هي الأدوار القذرة  التي لعبتها الكنيسة الكاثوليكية في هذا المضمار.

 علما أن لهذه الكنيسة سجل أسود في كثير من القضايا عالميا حتى غدت أضحوكة الشعوب وخصوصا في هذه الأيام، الى درجة انها دعيت للإستجواب من قبل الأمم المتحدة في جنيف حيث استنكفت المثول للجرائم التي إقترفها كهنتها وإكليروسها والتي تندى لها الجبين.

نحن لا ننكر، المحاولات الكبيرة التي قام بها البابوات في المدة الأخيرة وخصوصا البابا جان بول الراحل  Pope John Paul II في تحسين وترميم الكنيسة من كل النواحي، ولكن رغم ذلك يتطلب منها الكثير في هذا السياق إذ ليس كاف ما تعمله في هذا المضمار.

ملكيون أكثر من ملك

إن الذين اعتنقوا  الكاثوليكية منذ 1552 من أبناء شعبنا الآشوري والى اليوم  ديدنهم الأوحد ليس محاربة الكنيسة المشرقية كونها نسطورية فحسب، بقدر ما هي قومية المظهر وهم يدركون فيما إذا تفهمت جماهير شعبنا الحقيقة حول مؤامرات روما الكاثوليكية، سرعان ما يفلتون من عقال الكنيسة الكاثوليكية والعودة الى الكنيسة الأم الأصلية،  الكنيسة المشرقية القديمة  وليس ذلك فحسب، بل الى القومية الآشورية – لهذا الأساس يحاولون دائما إملاء أكليروسهم في مقارعة ومجابهة المد الشعبي الآشوري الجارف بمؤامرات لا حصر لها كي تجحض كل هذه المحاولات والتي كما رأيتم في ذلك الكراس لأخ من – الملة الكلدانية وهو الأخ نارساي حنا حيث قال بالحرف الواحد:
" والآن اعلم وتأكد وتيقن بان درجة البطريركية التي تمشط لها ذقنك وتمهد السبل، لن تفز بها أبدا، وإن جادت الظروف النحسة الملعونة وساعدتك على تنفيذ أمر عميل يوليوس ونيرون وحفيد كاترين دي مدسيس الفاجرة، وارتقيت أريكة البطريركية، فافهم وافتح سمعك جيدا والعلم أن أحضان أمنا المحبوبة – الكنيسة النسطورية – هي مفتوحة لنا على الدوام ....."  الصفحة 37 من الكراس الموسوم - صراخ القلب المكلوم في رثاء المطران المظلوم بقلم حنا نارساي الموصلي الكلداني – من منشورات مطبعة السلام – سان باولو، البرازيل 1929

وخلاصة الكلام، ما نقوله ليس إلا الحقيقة الدامغة حيث نجحت هذاه الكنيسة حتى بغسل دماغ الكثيرين من أبناء شعبنا الى حينه رغم ثقافتهم  وإدراكهم العاليين للسير في هذا السبيل المعوج وهم فرحون رغم ان هذه الكنيسة المسماة – الكلدانية قامت على أشلاء شعبنا الآشوري ولا الكلدي المنقرض منذ اكثر من ألف سنة ولا وجود له في الجنوب ܀


12
[size=14pt]هل اللغة الآرامية كانت لغة السيد المسيح ؟!    

آشور بيث شليمون
 
من المعروف أن شعوبنا وكل المذاهب تتفق  في الهلال الخصيب وتفتخر  معا بأن السيد المسيح المخلص تحدث باللغة  الآرامية، وعلى هذا تعطي الأهمية الكبرى  لهذه اللغة  ولأنهم  الناطقين بها .
 
إنه لمن الضروري ونحن على عتبة الألفية الثالثة كي لا نقع في فخ المفاهيم الأسطورية التي مع احترامي الكبير لديانة عظيمة كالمسيحية لتقع في مستنقع مروجي هذه الأفكار الباطلة.

وليكن معلوما سواء الرب يسوع المسيح تكلم بهذه اللغة أم لا، فهذا وطبق مفاهيم وعقيدة المسيحية لن يغير شيئا منها، أي بما معناه لو كان حقا السيد المسيح اعتبر اللغة الارامية لغته، فإن الناطقين بها فيما إذا وجدوا لن تكون لهم " تأشيرة لدخول الفردوس " بل ما يؤمن للفرد به،  هو إيمانه بالسيد المسيح الذي سفك دمه على خشبة الصليب لغفران خطايانا والتقيد بتعاليمه السمحاء السلمية .
 
إن معضلة اللغة هي شغلنا الشاغل اليوم للأسف، ولكن شخصيا وبإختصار سلطت الأضواء عليها في كثير من كتاباتي بأن اللغة الآرامية، تعد اليوم لغة منقرضة كما هو مصير كل اللغات القديمة بدءا بالأكادية ( الآشورية البابلية ) والكنعانية والابلية( الأمورية ) والآرامية والكلدانية وظهرت لغة جديدة على أنقاض تلك اللهجات أو اللغات وهي السريانية والتي هي باختصار لغة تكونت من مجموع اللغات المنقرضة المذكورة أعلاه وبفعل الأبجدية الحديثة الكنعانية ، والعامل الموحد الأكبر لها كانت الديانية المسيحية التي جمعت هذه الأمم جميعا في بوتقة واحدة وشكلت معا مجتمعا كي يكون الداعية الأكبر في نشر الديانة المسيحية وهذا ما حصل وعلى أيدي أجدادنا من أبناء الكنيستين الشقيقتين النسطورية واليعقوبية.
 
وخلاصة القول يمكننا القول أن " السريان والسريانية " لهي مدلول اللغة الحديثة والثقافة " ولم تكن كيانا قوميا سياسيا مستقلا اطلاقا وعلى هذا نجد ما قالته السيدة  " نينا بيغوليسفكايا وترجمة الدكتور خلف الجراد في كتابها الموسوم " ثقافة السريان في القرون الوسطى " في الموضوع هذا وما يعنيه هذا المصطلح :
 
" ... أما مصطلح " سريانية " فانه يستخدم في هذا المؤلف ( ثقافة السريان ) حسب التقليد المتبع منذ مدة طويلة، ويقصد به اللغة والثقافات، التي سادت في القرون الوسطى ( بدءا من القرنين الثاني والثالث  للميلاد ) في أراضي الشرق الادنى ومناطقه وعلى الأخص في سوريا وشمال ما بين النهرين .... "
 
والآن لنعود الى الموضوع الرئيسي وهو هل السيد المسيح المخلص تكلم باللغة الارامية ؟
 
من خلال الدراسات التي اضطلعت عليها هناك دون شك ان السيد المسيح نطق بهذه اللغة وطبقا لقائليها كونه من منطقة الجليل في فلسطين والجليل هذه حتما كانت تضم شعوبا مختلفة وبالأخص الآراميين الذين  نفاهم أجدادنا الآشوريين اليها ، ومن ثم هي على مرمى حجر من دمشق القاعدة الآرامية .
 وكذلك أيضا كانت المنطقة قريبة من الساحل السوري الناطق باللغة الكنعانية حتى أن الكنعانية هذه  كان لها على اللغة العبرية  تأثيرا كبيرا حيث كما يقول الباحثون ان السيد المسيح قد استخدم اللغتين أي الآرامية والكنعانية الى جانب  لغته العبرية .
 
وهنا لأستشهد بالكتاب المقدس لعله يفي بالمراد بالنص التالي من أعمال الرسل والأصحاح السادس والعشرون  والعدد 12-15
 
" ... ولما كنت ذاهبا في ذلك اليوم الى دمشق بسلطان ووصية من رؤساء الكهنة رأيت في نصف النهار في الطريق أيها الملك نورا من السماء أفضل من لمعان الشمس قد أبرق حولي وحول الذاهبين معي . فلما سقطنا جميعا على الأرض سمعت صوتا يكلمني ويقول باللغة العبرانية ، شاول شاول لماذا تضطهدني .... فقلت أنا من أنت يا سيد فقال أنا يسوع الذي أنت تضطهده "
 
والخلاصة، إن السيد المسيح هو ابن الله الحي القدير بوسعه أن يتكلم أي لغة ، ومن دون شك بأن يتكلم بلغات المنطقة والحيز الجغرافي الذي فيه حيث عاشت هذه الشعوب الكنعانية، الآرامية والعبرانية جنبا الى جنب ولكن ذلك لا يعني أي امتياز لهذه الشعوب اطلاقا بمجرد استخدامه هذه اللغات ، حيث المسيح جاء للعالم أجمع، وينبغي علينا ألا نشوه هذه الرسالة المقدسة بأساطير خرافية .
 والخلاصة، هل بوسع أحد ممن يتحمسون لهذه اللغة بتزويدنا عن ميزات خاصة للناطقين بها ؟! طبعا لا، وليس ذلك فحسب بل كانت فيما إذا صح التعبير نقمة على جميع المتكلمين بها حيث اليوم لا يعدون إلا ببضعة آلاف، بينما اللغة العربية، لغة نبي الإسلام ينطون بها اليوم على الأقل أكثر من 400 مليون نسمة وهنام أكثر من بليون آخرون يقدسونها وحتى يعملون لتعلمها، بينما أصحاب اللغة الآرامية هم اول الرافسين الرافضين لها بإتخاذهم اللغة العربية انفسهم بكل فخر، واللبيب من الإشارة يعلم ܚܟܝܢܐ ܪܡܙܐ ܣܦܩ ܀

[/b][/color][/size]

13

[size=18pt]الآشوريون الأكثرية , الأقلية اليوم في العراق! 

آشور بيث شليمون

بعد حرب الخليج الثانية ، أحداثا خطيرة تحدث في شرقنا الحبيب وديار المهجر خاصة حول بعث قوميتنا وتراثنا العريقين فمن "    الآشورية , حضارة , لغة وهوية شعب " الى " الآرامية , حضارة , لغة وهوية شعب " والجدير بالذكر ان الصحافة الاشورية في المهجر وبالاخص في بلاد السويد عالجت هذه المواضيع  من كل جوانبها وما اجتماعات بطاركة المشرق المكثفة ومحاضرات الدكتور عماد شمعون من لبنان الا ايذانا لما تخططه اجهزة المخابرات الغربية بالتناسق مع الدولة العبرية .
اما من هذه المخططات السرية التي ترمي الى  تهميش وتقزيم العراق ( بيث نهرين) وإقامة ما يسمى بالوطن الكردي على أشلاء شهداء أمتنا الأبرار. وكان من الأبدى أن تأخذ الكوادر الآشورية على عاتقها مقارعة العملية هذه التي نفذتها الحكومات الأميركية والبريطانية بالتعاون مع الموساد الاسرائيلية من الانهماك في مواضيع أقل اهمية والتي يدركها كل آشوري بذي بصيرة ومنطق سليم ، لكن الادارة الاميركية بالتعاون مع شخصيات عراقية واشورية سارت ببرنامجها الذي ملخصه الهاء شعبنا لكي تبعده بل تنسيه حقه التاريخي القومي المشروع .
هذا ولا تهم الادارة الاميركية التي تطمئن شعبنا في الجيب الكردي الدخيل بمستقبل باهر له في الوقت الذي فيه الجرائم الكردية ضد شعبنا في شمال العراق تسير على قدم وساق كما يخططه الاغوات الاكراد الجدد وهذا السيد جلال الطالباني قد صرح علانية لجريدة الحياة الدولية  الصادرة من لندن ( 11 كانون الثاني 1995)  بان السيد مسعود البرزاني هو المسؤول الاول والاخير في عملية الاغتيال التي نفذها على الشهيد الآشوري فرنسيس شابو لكونه عضو قيادي في الحركة الآشورية الديمقراطية وذلك لادخال الرعب والذعر في قلوب الآشوريين بهدف ترك أراضيهم وممتلكاتهم كي يتم السطو عليها.
أما القيادات الاشورية * سواء في الشمال المغتصب او في المهاجر للاسف قوله  تتسابق بالتودد واغتنام الفرص لمقابلة واخذ الصور التذكارية مع زعماء  الاكراد الذين ديدنهم الأوحد ايجاد كيانهم في أرضنا الآشورية!دون ريب هناك ظاهرة بارزة في تاريخنا القومي كشأن كل القوميات في الشرق الأوسط وهي ان نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي(2000) يمكن اعتبارها فترة حاسمة في نهضتنا القومية وان كان هذا الشعور القومي في البداية مغلف دينيا ولكنه بدون منازع اخذ بالنمو ومن ثم بالتخلص من القيود البالية نحو التحرر وإظهار القومية الآشورية بجلاء. لذا رأيت نفسي ملزما حيث المصلحة القومية والوطنية تتطلب مني المساهمة قدر المستطاع في هذا المضمار الهام لسبر وكشف الحقائق الدامغة التي للأسف يحاول البعض طمسها وتشويهها.

البدايات :

في مطلع القرن الماضي ، ألف الأستاذ كيوركيس دافيد مالك وهو آشوري من ايران كتابه الموسوم " تاريخ الامة السورية ** والكنيسة الانجيلية المشرقية " والذي أكمله  وطبعه باللغة الانكليزية في الولايات المتحدة الاميركية  ابنه القس نسطوريس مالك في عام 1910 وهذا مما جاء في هذا الكتاب :
" الاراميون , الكلدانيون , الاشوريون والسوريون ينحدرون قوميا ولغويا من أصل واحد "  والامة السورية في نظر الاستاذ مالك اذا مبنية على اسس دينية مسيحية  بحتة كما نجد ذلك اليوم في دعوة الدكتور عماد شمعون والفارق بين الاثنين هو ان الاول يدعوها الامة السورية والثاني اي الدكتور شمعون يدعوها ارامية واحيانا اخرى اشورية و سريانية ويجدر الاخذ بعين الاعتبار ان لا اختلاف بين السورية والسريانية نظرا لصياغة التسمية من مصدر واحد الا وهو  آشور/ الآشوريون.
وفي لقائي  بشخص آشوري عاش في الولايات المتحدة الاميركية منذ مطلع القرن الماضي وعند الحديث عن مؤسس الحزب القومي السوري الاجتماعي السيد أنطون سعادة ، ذكر لي بانه زارهم وربما اضطلع على كتاب الاستاذ نسطورس  مالك وقد تاثربما كتبه  في تعديل الوطن السوري ليشمل العراق ايضا اي الهلال الخصيب في وقت كان يشمل قبلا بما يسمى سوريا الكبرى او ما يسمى بلاد الشام .

الحركة القومية السورية الاجتماعية :

في أوائل عام 1932 ظهرت شخصية أخرى وهذه المرة من لبنان ومن طائفة الروم الارثوذكس وهو الاستاذ انطون سعادة والذي لم يكتب نظريته القومية فحسب بل ترجمها قولا وفعلا كما استشهد في سبيلها ( اعدمته الحكومة اللبنانية لمحاولته اغتصاب الحكم) وهو بدوره دعا الى بعث القومية السورية ونبذ القومية العربية شكلا ومضمونا ومن شعاراته – سوريا للسوريين وسوريا امة تامة – وجاء في برنامجه  الحزبي :
-   دعا الى تطبيق العلمانية في الحكم
-   دعا الى الانفتاح التام بين مختلف الاديان والمذاهب
-   دعا الى محاربة الاقطاع
-   دعا الى تاسيس جيش قوي رادع لتحقيق امال الامة السورية
وما يبعث الغرابة ان السيد انطون سعاده لم يشر عن قريب او من بعيد عن ماهية لغة الأمة السورية  التي دعا  اليها والأنكى من ذلك كان عادة يستخدم في تاريخ رسائله أسماء الأشهر الغربية كما يفعل المصريون اليوم عوضا عن الأشهر الدارجة عندنا والتي تعود أصولها الى البابلية الآشورية .

الثورة الآشورية الفكرية :

وفي أواخر السبعينيات – كاتب هذه السطور – جاء بما اسماها " الثورة الآشورية الفكرية " وهي عبارة عن دراسة واجتهاد شخصي قدمته الى – الاتحاد الآشوري العالمي – في مؤتمره العاشر والمنعقد في لندن – بريطانيا وذلك في اواخر عام 1977 حيث بصفتي عضوا فيه ومحررا لصحيفته – الغفير الآشوري – باللغتين الآشورية والعربية وما يلي مما جاء في هذه المذكرة  التاريخية: 

" لقد فشل الاتحاد الآشوري العالمي حتى الآن في كثير من القضايا الآشورية الحاسمة ويكاد ينطبق عليه الوصف الذي أطلقه أحد الألمان على الاتحاد الجرماني  في عام 1815 من انه : مثار أسى وألم للألمان وموضع هزء الأجانب وسخريتهم  ونحن لا نلقي مسؤولية هذا الفشل على الاتحاد نفسه فالاتحاد الآشوري العالمي ما هو الا مرآة تنعكس عليها أوضاع المنظمات  والجمعيات هنا وهناك في العالم ، كما أننا لا نلقي العتب على ما ينطوي دستوره من نقاط ضعف وما أكثرها  ، لان النية الحسنة والارادة الحازمة كفيلتان بتجاوز العقبات وعدم الجمود عندها  , ولكن المشكلة اعمق من ذلك بكثير اذ انها مشكلة الشعب الاشوري نفسه!

إذن ،  فالأمة  الآشورية بحاجة ماسة الى ثورة فكرية , ثورة تدك معاقل العقليات والمفاهيم الرجعية المريضة التي ما زالت تسيطر عليها الى يومنا هذا وعلى سبيل الذكر ولا الحصر انه لم نستطع ان نقدم مفهوما كاملا وشاملا على الصعيدين القومي او الوطني لأن الاتحاد الآشوري العالمى قد حصر القومية الآشورية بما أاسماهم بالطوائف المسيحية . أما جغرافية الأرض الآشورية فقد تم حصرها بما يسمى بالمثلث الآشوري ولم يتطرق الى الشؤون الاقتصادية والسياسية والاجتماعية هذا من جهة ، ومن جهة أخرى يتضح جليا اننا للأسف نغض الطرف عن أبناء جلدتنا واخوتنا المتدينين بالاسلام ، اليزيدية ، الصابئة وغيرهم من سكان العراق حيث الجميع بالحقيقة يشكلون شعبا واحدا لأمة واحدة ."


ومن النقاط ذات الأهمية في هذه الدراسة :

-   دعت الى الوحدة القومية في العراق
-   بيث نهرين او اشور الكبير وطن واحد لشعب واحد ***
-   دعت الى حكم علماني تقدمي
-   دعت الى بعث ونشر اللغة الاشورية البابلية
-   دعت الى تحرير المراة العراقية  ومساواتها بالرجل تماما
-   دعت الى منع تعدد الزوجات
-   دعت الى الحفاظ على البيئة
-   دعت الى القضاء  على حياة  البداوة 
-   دعت الى الغاء الجيب الكردي الدخيل
-   تدعو إلى العمل لإيجاد حكومة  فيدرالية أو كونفدرالية في الهلال الخصيب ، شيئا حققه اجدادنا الآشوريون

كلمة ختامية اقولها لأبناء جلدتي الآشوريين الذين للأسف ينتقدون إخوتنا الناطقين بالعربية  المسلمون ويغضون الطرف عن أنفسهم حيث يعدون الآشوري المسيحي فقط ،  علما أن تاريخنا الآشوري في أوج عظمته لم يكن مسيحيا على الاطلاق . فما الفرق بينها وبين الحركات الاسلامية  الرجعية الموجودة في ديارنا على سبيل الذكر الحركات الاسلامية العديدة والتي غدت عبئا على المنطقة باسرها وعائقا كبيرا يمنعنا من اللحاق بالركب الحضاري المتقدم . لنضيف قائلين ان هذه الحركات المسيحية الدينية لا تختلف عن الحركات الاسلامية شكلا ومضموننا لكونهن مع احترامي الكبير اداة في أيدي الدول الأجنبية في تنفيذ مخططاتها القذرة لتمزيق وتهميش  المنطقة باسرها , كما هو الحال اليوم في الجيب الكردي الدخيل في آشور شمالي العراق .
وليس بخاف على أحد , ان عملية الاسلمة والاستعراب  سارتا جنبا الى جنب خلال فترة زمنية طويلة , اذ يتحتم علينا نحن الشعب الاشوري ان نكون طويلي البال والصبر لان التحويل القسري هذا لن يتم بعثه وتصحيحه بين عشية وضحاها , بل يحتاج الى كثير من الوقت ولكننا واثقون بهمة الناطقين بالعربية  من تحقيقه . وما كتابات الاخ سليم مطر في كتابه " الذات الجريحة " لهي اكبر برهان وصدق الاخ مطر ان ذاتنا حقا جريحة وبذلك 
يتطلب وقتا كافيا لشفائها ولا ننسى كتابات الاخوة قاسم سرحان والدكتور محمد البندر في رده على الدكتور عماد شمعون وغيرهم  اذ تتصف بالمصداقية الانسانية اما ما كتبه  لي اخي الدكتور  ب . ر .  من العراق بالذات يعتبر امرا مشجعا للغاية وكم جميل ان اشارك اخواتي واخواني العراقيين بهذه الكلمات في رسالته الطويلة  بما قاله حرفيا:
" .... فها هم العرب يشمتون فينا وفي أوضاعنا المزرية ونحن لا نعرف ليلنا من صبحنا وباعتقادي لان ما تقدم من كلام عن اوضاعنا يدعونا نحن أبناء العراق أحفاد " آشور " لأن نجد حلا غير الحل العربي وإطارها القومي الفاشل ." نعم لك ولامثالك ايها الأخ العزيز  وعاش العراق وشعبه إلى الأابد .
.............................................
* من المضحك والمبكي معظم المنظمات الآشورية كانت تتودد للكرد وكانوا معروفون لهم بالإخوة الكرد ܐܚܘܢܘܬܢ ܩܘܪܕܝܐ
** هناك في مقدمة هذا الكتاب نص حيث يقول: كل الشعوب الآشورية البابلة، الكنعانية الفينيقية، الأمورية الآرامية والكلدية كلهم شعب سوري واحد. علما إن التسمية جاءت من لغتنا السريانية  ܣܘܪܝܝܐ والتي تم صياغتها من آشور والآشورية.
*** ليس بخاف على أحد أن تاريخ بيث نهرين يكاد آشوريا نظرا لطول الحكم الآشوري الذي لا  يجاريه أحد من بين شعوبه  . وإذا تصفحت أي كتاب تاريخي ستجد أن آشور والآشورية يطغي على كل الصفحات وإن سلسلة ملوك الآشوريين تكاد لا تنقطع وهي سلسلة طويلة التي تبدأ قبل التاريخ المسجل بالملك " طوديا " إلى القرن السادس قبل الميلاد إبان حكم آشور أوبالت الثاني ( 611-609 ) ق. م. وبذلك يكون مجموعهم 117 ملكا .
 أنظر في كتاب " ميزوبوتاميا القديمة  " للكاتب آ. ليو أوبنهايم  صفحة 344-346 A. Leo Oppenheim, Ancient Mesopotamia, the University of Chicago Press - page






14
المغفور له الصحافي الآشوري  التقدمي فريد الياس نزها (1893- 1969)

الحلقة الثالثة
آشور بيث شليمون

ترجمة حياة المرحوم في سطور:

ولد المرحوم في شمال بيث نهرين – طور عابدين عام 1894  واقام فترة مع ذويه في مدينة حماة السورية، هاجر سوريا إلى دولة الأرجنتين وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره ، و السبب الرئيسي لهجرته هذه كانت إثر إحتدام النزاع بين الفريقين من أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية وانتهى بانسلاخ سبع عشرة عائلة والتحاقها بالكثلكة وذلك في الحادي عشر من حزيران  1911 .

في عام 1934 أسس مجلة  " الجامعة السريانية " في بوينس أيريس ، الأرجنتين والتي كانت تسمى باللغة الإسبانية ب  Asiria – ASSYRIA ))  آشور .
إبان الوحدة السياسية بين مصر وسوريا ( 1959 ) منعت مجلته من الدخول إلى سوريا من قبل النظام الناصري الفاشستي قرابة سبع سنوات .

نظرا لمواقفه القومية الآشورية التقدمية والتي منها دعت إلى الوحدة الكنسية ما بين شطري كنيستنا المشرقية  * كما حبذ أن يكون المقر البطريركي في دير الزعفران عوضا عن مدينة حمص كل هذا جعله أن يكون محط  أنظار البطريرك  الذي طلب  منه أن يسمي مجلته ب Syrian    عوضا عن   Assyrian  حيث رفض ذلك ، كل هذا ما كان من البطريرك آنذاك مار أفرام الأول برصوم أن يصدر ( فتوى ) الحرمان عليه ولكن الحرمان هذا لم يدم طويلا حيث  رفع من قبل قداسة البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث الذي تبوأ رئاسة الكنيسة بعد وفاة البطريرك مار أفرام الأول .
وكما يذكر المرحوم بنفسه في مجلته (  الجزء الأول - ك2 وشباط وآذار لسنة 1950 ) بأنه عقد قرانه مع ( أميليا  سوليداد   ) من أصول إيطالية ورزق منها تسع بنات وذكر  واحد ( الياس ) وللأسف أن زوجته قد وافتها المنية وهي في الخامسة والأربعين ربيعا إثر نوبة  قلبية في 18 شهر آذار 1950  وكما يذكر المرحوم أن السبب كان ابنها الوحيد الذي سيق لخدمة العلم   ببضع أيام قبل وفاتها حيث كان ذلك شغلها الشاغل .
وفي 19 من شهر تشرين الأول 1969 لبى القومي الناشط فريد نزها  نداء ربه إثر سكتة قلبية هو الآخر عن 75 عاما قضاها في الجهاد القومي والأدبي والتاريخي بدون كلل أو ملل .
ترأس صلاة تجنيزه الأب الربان سليمان غرير النائب البطريركي في الأرجنتين وبكلمات رقيقة ومؤثرة من قبل إبنه الوحيد إلياس .

العلاقة الحميمة بيني والمرحوم نزها :

لم يكن لي علم بالمرحوم سوى ولأول مرة عندما كنت في زيارة لبطريركية الكنيسة الشقيقة الأرثوذكسية وذلك في أواخر  1958التي تم نقلها من  " أنطاكية " إلى مدينة حمص السورية إثر تسليم فرنسا لواء الأسكندرون إلى تركيا وذلك عام 1938 .
زيارتي كانت مع زميل حبيب وبمثابة أخ لي واليوم هو  قسيسا لدى  الكنيسة المشرقية الآشورية حيث كنا يومها طلابا في الكلية الأرثوذكسية / روم في حمص وكانت الزيارة هذه مجرد فضول لمقابلة الربان شليطا زهيا القادم من العراق والذي انضم الى الكنيسة الأرثوذكسية الشقيقة إثر خلاف حول عدم ترسيمه مطرانا ، علما أن الكنيسة الكلدانية يومذاك حيث لجأ إليها رفضته.

وفي كثير من الأحيان كنا نقوم بزيارة الربان الذي كونه غريبا عن البلدة كي نصطحبه الى قلب المدينة أما لشراء الحاجيات أو لتناول الطعام إلخ ...
وفي إحدى المرات من زيارتنا له في مقر البطريركية ، قدم لنا عددا من  " المجلة السريانية  " والتي كانت غير معروفة من قبلنا وفيها تقرير عنه وإلى ما هنالك ، كما قرأت التعليق الذي كتبه المرحوم نزها بنفسه حول الموضوع .
وأتذكر جيدا أني كتبت وعلقت بنفسي على ما كتبه ولكن حقيقة لا أتذكر يومذاك ما كتبته بالضبط  بحيث كان الموضوع سياسي بعثته حتى من لبنان . إن المرحوم بعث لي أعدادا من المجلة كما أن المرحوم سنحريب بالي ( انظر في الحلقة الثانية ) كان قد زودني بأعداد منها ، إذ وجدت له تعليقا على رسالتي تلك ( العدد مفقود منه الغلاف )ولكن العودة إلى الصفحات يمكن ان يكون العدد لكانون الثاني  عام 1959 وعلى الصفحة 197 إذ يقول: وردت علينا رسالة من شاب نسطوري طالب في كلية حمص الأرثوذكسية ، هو الأديب أشور شليمون ....
وبعد قدومي إلى الولايات المتحدة في أواخر عام 1966 ومقابلتي المرحوم " صليبوبيث  سامانو " وهو مثلي قادم من سوريا وقبلي بحوالي   عشرين  سنة  بحيث دار الحديث بيننا عن المرحوم عندها قال لي كنت على اتصال معه ولكن في الأونة الأخيرة  لم أستمع منه ولا استلمت مجلته ولكن كان بحوزته أعدادا قديمة من مجلته ، لذلك أخذت العنوان وعلى الفور أرسلت رسالة له مستفسرا عنه كما نوهت في رسالتي وقلت في حال وصول هذه الرسالة إلى شخص آخر رجاء إعلامي عن الأخ فريد نزها ومصيره ...إلخ .
بعد فترة قصيرة من الزمن استلمت رسالة من المرحوم نفسه وكم كان فرحا ومسرورا باستلامه رسالتي  وأردف قائلا أنه أوقف المجلة كما ذكرت أعلاه لأسباب سياسية .
في حوزتي ثلاث  رسائل منه وكذلك أجبته على كل رسالة وهكذا توطدت الصداقة بيننا  إلى درجة أنه غضب عند مخاطبتي إياه  ب " أستاذي " في رسالته المؤرخة في يوم السبت 22 من شهر آذار 1969 حيث قال بالحرف الواحد  " هناك لي عليك ملاحظة ، وهي أن تبدل كلمة أستاذي ، بصديقي أو أخي ونحو ذلك ، نحن إخوة من أسرة آشورية .... "
لم تمض فترة طويلة من الزمن حيث استلمت عددا جديدا من مجلته المرقم ( الجزء 4/8 ، نيسان وآب السنة 27 لعام 1968 حيث استهلها ب ( هذه الصحيفة ! ) واستطرد قائلا :
هذه الصحيفة وإن كانت من حيث الأسلوب وتتابع الأرقام صلة لما انقطع من اجزائها اوائل السنة السابعة والعشرين ( 1961 ) أي منذ سبعة أعوام فهي بالحقيقة ذات صفة إستقلالية تصدر كلما سمحت الظروف أجزاء متتالية الارقام ترسل الى الخاصة وإلى من يطلبها بصورة رسمية .
وبعدها تليت الأعداد ايلول /  كانون الأول 1968 ومن ثم كانون 2 / نيسان 1969 وآخرها لشهري أيار وآب 1969
لقيت مجلته في حلتها الجديدة ترحيبا من كافة النشيطين الآشوريين وعلى سبيل المثال في آخر عدد قبيل موته المفاجئ  في صفحته المعروفة ب ( مراسلات الأدباء ورجال الفضل ) نشر رسائل الذين شجعوه معنويا وماليا ومنهم الخوري برصوم يوسف أيوب من حلب – سوريا  والقس أندراوس قسطون عساف من كردبا – الأرجنتين وكذلك رسالة المرحوم ( سنحريب بالي )  والمرحوم الآخر ( دافيد برصوم برلي ) من الولايات المتحدة الأميركية  كما خصص صفحة كاملة لرسالتي له وباللغة العربية وتحت عنوان وبالكتابة السريانية ( Egarto Ashuraito  ) أي الرسالة الآشورية .

وكانت الفاجعة

وفي الولايات المتحدة كنا مزمعين التعاون معه في المجال القومي الآشوري بحيث بوسعنا الآن استخدام مطبعته    ذات الأحرف السريانية والعربية بطبع منشوراتنا ونشاطاتنا ولكن لسوء الحظ أن رسائله انقطعت ومر عليها وقت طويل حتى قرأت خبر وفاته لأول مرة على صفحات " المجلة البطريركية " للكنيسة السريانية الأثوذكسية حيث نشرت خبر وفاته في عددها الحادي والسبعون لشهر كانون الثاني 1970
حيث جاء فيها ما يلي :
وفي الأرجنتين لبى نداء ربه في 19/ 10 / 1969  المأسوف عليه الأستاذ فريد نزها ......
علما أنني كنت قد استلمت آخر رسالة منه  بتاريخ 16 إيلول 1969 أي قبل وفاته بشهر وثلاثة أيام .
حقيقة كان وقع الخبر كالصاعقة علي وعلى التو كتبت رسالة عاجلة إلى عنوانه ونوهت فيها بأسفي ومتقدما بنعيي على المرحوم ولعائلته بالأخص والأمة الآشورية عموما ومن الجملة طلبت أن يزودوني بترجمة كاملة عن حياته حيث كنا مزمعين أن نطبع عددا خاصا لمجلتنا عن الفقيد وأعماله وانجازاته .
بعد فترة من الزمن استلمت رسالة شكر من ابنه " الياس " وكاتبها كان النائب البطريركي في الأرجنتين يومئذ الأب سليمان غرير حيث اختتمها بهذه العبارات :
" هذا وإني أتقدم بأصدق التعازي بوفاة صديقكم فريد رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ولله الحمد اولا وآخرا . "

أعماله وأهدافه

تعتبر مجلة  " الجامعة السريانية / Asiria " ثاني مجلة قومية آشورية التي بقيت أكثر من ثلاثين سنة ونيف والأولى هي " كوكبا آُثورايا /Assyrian Star  " التي كان المؤسسون الأوائل لها إخوتنا من الآشوريين الأرثوذكس أيضا ويأتي في الطليعة الأساتذة جوزيف درنا ودافيد برصوم برلي في الولايات المتحدة وذلك عام 1952 – 2006 .
إن المرحوم لم يكن متعصبا بل عادلا في سلوكه ونقده لمجريات الأمور وأكبر مثل على ذلك عندما للأسف هاجمت الكنيسة الشقيقة الأرثوذكسية الكنيسة المشرقية الآشورية  - وهنا قد يمتعض البعض باسباغها بالإسم الآشوري – ولكن أرد عليهم قائلا ، نعم لهذه الكنيسة التي حافظت على لغتنا وتراثنا من الضياع ولا كغيرها الذين للأسف يتبجحون بانهم كذا وكذا ولكن بالحقيقة شعارات وأقوال رنانة على الورق خالية وخاوية مما يفتخرون به  حيث هم في كل شئ عروبيون حتى النخاع – باتهامها بالهرطقة يافطة القرون الماضية البالية إذ رد عليهم بالقوة وندد كل هذه الإتهامات بشدة وقال بالحرف الواحد مخاطبا البطريرك وستجدونه في عدد إيلول وتشرين الأول لسنة 1947 وعلى الصفحات 293- 210 تحت عنوان " الكنيسة المسيحية بين اليعقوبية والنسطورية نقتطف بعض الفقرات  منها حيث المقال طويل :

" ... ألا قل لي ما ذنب النساطرة يا سيدي البطريرك إذا إنسلخ فريق منهم واعتنق المذاهب الأخرى كالكثلكة والبروتستانتية والشيوعية وغيرها ؟ أمن  الممكن أن تنسى وانت المؤرخ المحقق الخبير بأحوال وأخبار قومك أكثر من كل أحد أن مئات العيال التي هجرت الكنيسة السريانية اعتنقت الكثلكة والبروتستانتية وغيرهما ؟
وإن ما قاله " نسطور " ليس هو إلا نتيجة لما ورد في الانجيل ،  ثم قول صريح ان المسيح هو الله تعالى . واستشهاد غبطته بالنص الانجيلي أن الملاك جبرائيل عندما بشر العذراء مريم صرح بقوله لها : "  إن المولود منك قدوس وإبن الله العلي  -  يدعى – لا ينافي قول نسطور ولا ينقض بقية العقائد إلا باللفظ .  والحقيقة إن قولنا "  آب وابن وروح القدس " لا يعني أن العذراء هي ام الآب ولا أم الروح القدس مع أننا نقول أن الثلاثة إله واحد وهو  ما يقوله النساطرة أيضا . "
ثم أسألك وإن تصاممت عن صوت الحق ،  أفي الشرع المسيحي ما يسيغ لك التهجم على الناس وأن تنعتهم نعوتا وضيعة مع أن الشرع المسيحي ينهي عن كل ما يشتم منه مساس شعور الناس أو تناولهم بأذى ؟ إذا كانت النسطورية في نظرك شيعة هرطوقية فاليعقوبية شيعة هرطوقية في نظر النساطرة وكل المذاهب النصرانية الأخرى . ولا أظنك تذكر من اضطهاد النساطرة لقومنا في العصور الماضية معشار ما لقيه السريان من أصحاب الكنيسة الرومية ( الكاثوليكية ) والملكية وغيرهما .
ذكر الأستاذ العراقي " نعمة الله دنو " في عرض مقاله ( رد على الرسالة الكلدانية ) في الجزئين 4 و 5 السنة السادسة من الجامعة السريانية أن السريان النساطرة " حينما وافوا إلى الموصل بعد الحرب العظمى أبى عليهم  - الكلدان – اعطاءهم محلا للصلاة في حين أن كل الكنائس والمدارس والأديرة واوقافها التي بأيديهم ( أي بأيدي الكلدان ) إنما هي ملك شرعي للسريان النساطرة ( الكنيسة المشرقية الآشورية ) إغتصبها منهم الكلدان . اما السريان الأرثوذكس فقدموا لهم احدى كنائسهم في الموصل بكل طيبة خاطر !

مار أغناطيوس أفرام الأول يجدد حرمان أتباع الكنيسة النسطورية

بناء لما جاء في بيان أصدرته الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بحق النساطرة نقتطف منه ما يلي والذي  جاء حرفيا في  مجلة الجامعة السريانية ( العدد تموز وآب لعام 1947 )

" إن النساطرة أتباع شيعة هرطوقية تحرمها كل الملل المسيحية الشرقية والغربية وتتجنبهم وخصوصا البيعة السريانية الأرثوذكسية التي حرمت نسطور وأصحابه ديودوروس وتاودوروس وهيبا الرهاوي وبرصوما النصيبيني . وكل كاهن أو مطران يحرم نسطور في دستور الإيمان الذي يقرره يوم رسامته . فلا يجوز لأحد من المؤمنين مخالطتهم في الروحانيات أو أن يسمع كلامهم أو يشترك معهم بالصلاة أبدا .
حمص في 13 حزيران 1947                                     بطريركية السريان الآنطاكية ( الختم ) .
إذا ما كان منه أي من المغفور له قداسة البطريرك مار أفرام الأول بعد ان شارك النساطرة في المنظمات الدولية في باريس ولندن ولوزان حول القضية الآشورية في مطلع القرن الماضي إلا أن يرفس كل هذه الانجازات بل كي حرمانه هذا يشمل  حتى عميد صحافتنا الآشورية  المرحوم فريد إلياس نزها أيضا ، ولكن نقول نعم للمغفور له مار أغناطيوس يعقوب الثالث الذي رفع الحرمان .
والجدير بالذكر في رسائلي كنت قد طلبت نبذه عن ترجمة حياته ، ولكن للأسف الأب سليمان غرير لم يكن في حوزته أية معلومات ، بل زودني بعنوان الكاتب كبرئيل ابروهوم صومي الذي يقيم في البرازيل ، وهكذا كتبت رسالة مستعجلة إليه  وبعد أيام معدودة وصلتني رسالة من أربع صفحات منه حيث هو الآخر تأسف جدا على وفاته وكذلك على وفاة المطران الدولباني في طور عابدين ولكن هو الآخر لم يكن له أية معلومات عدا أنه هو الآخر تعارفا من خلال المراسلة فقط ، ولكن زودني بعنوان شخص آخر ألا وهو السيد يعقوب مارينا  المقيم في لابلاتا من الأرجنتين بحيث يمكن تزويدي بالمطلوب . وهكذا كتبت له رسالة إلى الأخ يعقوب مارينا  طالبا منه ان يزودني بترجمة عن حياة المرحوم ، وهو بدوره لم يستطع أن يقدم شيئا غير أنه زودني بصورته الشخصية التي صدرت غلاف مجلتنا  " خيروتا " حيث كتبت باللغة السريانية ما معناه بالعربية :

" هل مات فريد نزها ، رجل العمل والأمل ؟ لا لم يمت  " فريد " الأمة ، بل سبيقى نبراسا ليضيء الدرب للأجيال الآشورية المتعاقبة  "
هذا وقد نعيت  **المغفور له بقصيدة وباللغة الفصحى  المؤلفة من 24 بيتا وهذه بعضا منها :

أو بناي أومتي : تاولخون نبخي : بمريروتا
عل موت سهدا: وأف ملفانا  :  بميتروتا
فريد نزها : هو مهاديانا : داسوريايوتا
عربت شمشه :بيوما هنا : دبعليوتا
            .................
هو دنصر : بخوب خويادا : ودخيروتا
فرش من عمه: بشعتا هده : بتبتبوتا ( بتوتووتا)
فريد نزها : زهيا زريزا : مار زخوتا
هو ملفانا : هو كشيرا : دلا شليوتا
           .....................
هو مدبرنا : وسفرا مهيرا : دخدنيوتا
هو بر ماتا : فلخ دلا شلوا : بكشيروتا
دلا عوذرانا : بخل أولصانا : بأخسنيوتا
خزق بشويلي:فرق من كبوليي: دفورشنوتا
           ........................
فورشنوتا : ديهبت لأومتن : كل مخيلوتا
قرا لخويادا : برا لخوداتا : دمثنيوتا
مثنيوتا :ديهبت لأومتن : كل نخفوتا
ماثا دآشور : دصمخث شمشه : بكل فنياتا
              ........................
عليمي دقإم : بملفانوثخون: ها إثنهر (وا)
ومن إساري: دخشكا دعبر: ها إثخرر(وا)
ونسب(و)  منه : كل يدعتا : ولا إثبصر (وا )
خدنيوتا : نيشا معليا :ها إشترر ( وا )
           ...........................
بيوما هنا : شبق لان بخشا: ورب نوخا
مانا نيمر : بكدشا ربا : أوكيث كونخا
هو نهيرا : دكنا بهره : ها خشوخا
شكب بشلما : ليوم نوخاما : أخا مناخا

_____________________________

 * إن الكنيسة المشرقية في المرحلة الأولى انقسمت إلى ثلاث كنائس وهي الملكية واليعقوبية والنسطورية ، علما أن الكنيستين النسطورية واليعقوبية أكثر قرابة وتلاحما وهن الوحيدتين اللتين حافظتا على لغتنا السريانية ، بينما  الكنيسة الملكية غدت عروبية منذ أزمان سحيقة حتى في هذه الأيام بطريركهم يدعى بطريرك العرب بكل فخر !
إن الكنيسة الكاثوليكية كانت على الدوام نشطة للتغلغل بكل الطرق لتفتيت كنائسنا حتى كتب لها النجاح أخيرا حيث إنشطار الكنيسة النسطورية كان ما يسمى ب " الكلدان " والتي هي كنيسة من صنيعة روما على حساب الأمة الآشورية بعد القرن الرابع والخامس عشر الميلادي  ، بحيث لم يكن للكلدان أي وجود بعد القرن العاشرفي الجنوب العراقي إذ دخلوا الإسلام عن بكرة أبيهم ، ومن الكنيسة اليعقوبية إنسلخ ما يسمى بالسريان الكاثوليك وقسم آخر يدعى الموارنة .
** إن القصيدة الرثائية أعلاه نشرت مرتين في مجلة " كوكبا آثورايا " وفي مجلة  " خيروثا " وكذلك في مجلة " خويادا " في بلاد السويد .




15
ܒܪ ܥܒܪܝܐ / ابن العبري ودوره المسيحي الريادي !

آشور بيث شليمون

دون أدنى شك، أن ابن العبري ܓܪܝܓܘܪܝܘܣ ܒܪ ܐܗܪܘܢ  ܒܪ ܬܐܘܡܐ ܡܠܛܝܐ ( 1226-1286 )  لاهوتي وعالم سرياني إذ يعد قامة شامخة ليس في كنيسته اليعقوبية فحسب، بل حتى في الكنيسة النسطورية أيضا.  ولماذا لا ؟ حين تعد الكنيستان من رحم واحد أي أصلا من الكنيسة الانطاكية واكثر من ذلك فالكنيستان كما أشار اليهما المؤرخ اللبناني الكبير فيليب حتي بالكنيستين الشقيقتين.
ففي الهلال الخصيب، المسيحية عرفت من خلال ثلاث مذاهب مشهورة وهي الملكية ( الروم الأرثوذكس ) والأخريان النسطورية واليعقوبية، كون ما يجمع بين هاتين الكنيستين الشهيرتين الكثير وذلك نظرا للعمل التبشيري الواسع والذي لم تجاريهما أي من الكنائس المعروفة آنذاك لا في الشرق على حدة، بل حتى في الغرب الى درجة ان الكنيسة النسطورية سجلت فتحا مسيحيا عظيما إذ وصلت الى الهند والصين وماوراء ذلك حتى منشوريا والكوريتين من جهة ومن جهة أخرى هاتان الكنيستان حافظتا على اللغة السريانية * شيئا لم تفعله الكنيسة الملكية ( الروم الأرثوذكس ) إذ تم استعرابها وبكل فخر في القرن العاشر الميلادي وما بعده .

وهنا باقتضاب نكتب شيئا يسيرا عن ترجمة لحياته :

ولد ابن العبري عام 1226 ميلادية في ملاطية وعرف بابن العربي كون أصله كان يهوديا وآخرون ذكروا غير ذلك كونه عبر الفرات وفي طريقه مع اسرته في عام 1243 الى مدينة انطاكيا. كما ذكر في المصادر الأجنبية Barhebreius وبعد ذلك حط به الرحال في طرابلس الشام( لبنان ) حيث درس على يد علامة نسطوري المذهب الطب والبيان والمنطق.
والجدير بالذكر ان ابن العبري كان يتقن لغات عدة الى جانب لغته مثل العربية والفارسية والأرمنية .
كما له مؤلفات كثيرة وغزيرة في كثير من العلوم لاهوتية، تاريخية، القوانين الكنسية ، ومؤلفات شعرية الى جانب مساهماته الكبيرة في النحو والصرف السريانيين.

مفريانا على الكنيسة السريانية في المشرق

وكما تشير المراجع التاريخية انه سيم أسقفا على يد البطريرك أغناطيوس الثالث داود  ومن ثم مطرانا على حلب وبعدها غدا مفريانا ܡܦܪܝܢܐ على الكنيسة السريانية في المشرق وقام إثرها بزيارات الأبرشيات الكنسية في بلاد آثور وإيران، كون الكنيسة اليعقوبية والنسطورية كانتا في كثير من الاحيان تتقاسمان الرعية بينهما الى درجة كانتا الكنيستان متداخلتان مع بعضها البعض الى درجة، قد تجد منطقة معينة يعقوبية الإيمان غدت نسطورية بعد فترة وأخرى نسطورية غدت يعقوبية .

إن العلامة ابن العبري يمثل طليعة شعبنا المثالية والتحررية واللغوية حيث قال عنه ماري توما أودو ܡܪܝ ܬܐܘܡܐ ܐܘܕܘ ܡܝܛܪܦܘܠܝܛܐ ܕܐܘܪܡܝ  مطران أورميا على ما يسمى زورا وبهتانا مطران الكلدان ** في قاموسه اللغوي السرياني  ما يلي:
ܡܢ ܒܬܪ ܓܝܪ ܡܪܝ ܓܪܝܓܘܪܝܘܣ ܒܪܥܒܪܝܐ ܕܡܬܟܢܐ ܐܒܘ ܐܠܦܪܓ ܡܦܪܝܢܐ ܡܠܦܢܐ ܡܗܝܪܐ ܘܡܫܒܚܐ ܕܫܘܚ ܒܕܪܐ ܬܠܬܥܣܝܪܝܐ ܒܣܘܪܝܝܐ ܡܥܪܒܝܐ ܘܡܪܝ ܥܒܕܝܫܘܥ ܕܨܘܒܐ ܕܐܬܒܕܩ ܒܣܘܪܝܝܐ ܡܕܢܚܝܐ ܒܕܪܐ ܐܪܒܥܣܝܪܝܐ ܠܐ ܩܡ ܒܗܢܘܢ ܐܦܠܐ ܒܗܠܝܢ ܐܢܫ ܕܫܘܐ ܒܫܪܪܐ ܠܩܘܠܣܐ ܦܪܝܫܐܝܬ ܒܝܕܥܬܐ ܕܗܢܐ ܠܫܢܐ . ܘܐܬܝܐ ܠܢ ܠܡܐܡܪ ܐܟܡܢ ܕܐܬܥܦܝ ܘܐܬܩܒܪ ܠܫܢܐ ܗܢܐ ܥܡ ܗܢܘܢ ܬܪܝܢ ܓܒܪܝܢ ܒܚܝܪܐ ܀
تعريب النص اعلاه :
بعد ماري غريغوريوس بن العبري والذي يكنى ابو الفرج المفريان والعالم النحرير الذي ظهر في القرن الثالث عشر في السريان المغارية وماري عبديشوع الصوباوي الذي انبثق بالسريان المشارقة في القرن الرابع عشر لم يقم بعدهما أناس في الحقيقة يشغلون مكانتهما المحترمة  وخصوصا في معرفة هذه اللغة. ويمكننا حتى القول بأنه  لقد كفنت وقبرت  اللغة مع هذين  الرجلين  العالمين ܀

يذكر ان المغفور له ابن العبري قام بزيارة لجاثليق الكنيسة النسطورية وفي مقره في بغداد مدينة السلام حيث استقبل استقبالا حافلا من قبل البطريرك النسطوري، وليس ذلك فحسب، بل حتى زار كل النواحي في بلاد آشور وحتى بلغ المدينة الإيرانية – مراغا  وأخيرا حتى توفي هناك بين النساطرة وقبر في تلك المدينة وذلك في 30 من شهر تموز 1286 عن عمر يناهز الستين  ولكن بعد ذلك نقلت رفاته الى الموصل .

وقبل الختام، لقد تنبأ المغفور له عن احوال شعبنا الكارثية وفي الأخص الفوضى التي تضرب أطنابها في شعبنا حتى في هذه الأيام الحالكة عصر داعش المجرم  إذ قال:

" ܣܘܪܝܝܐ ܚܣܡܐ ܠܐ ܡܛܟܣܝܢ "   بما معناه – السريان *** - حسودون وغير منظمين  وفي الحقيقة هي حالتنا المزرية في هذه الأيام مع الأسف الشديد .
.................

* إن جهود الكنيستين اليعقوبية والنسطورية في الحفاظ على اللغة التي رفستها ورفضتها كل الكنائس المسيحية في الهلال الخصيب حيث ثقال حتى الكنيسة الملكية غدت عربية اللسان قبل القرن العاشر الميلادي وإلى  اليوم .
** إن المغفور
له ماري توما أودو، آشوري القومية وينتمي الى عشيرة تخوما والتي أنتمي اليها شخصيا.
*** السريان هنا تشمل كل الشعوب القديمة من سكان الهلال الخصيب وليست وقفا على شريحة معينة وللمزيد حول الموضوع ما على القارئ ان يستخدم الغوغل بكتابة – من هم السريان وما هو أصل اللغة السريانية  بقلمي – والمقال منشور في كثير من المواقع وحتى مواقع غير شعبنا .
[/

16

لطفا: الأب ألبير أبونا، إن آرامييك لم ولن يكسفوا شمس آشور الأزلية!


آشور بيث شليمون
توطئة-
الرسالة الآشورية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار وهي التمسك وإعتصام بقوميتنا الآشورية  والتاريخ فعلا يشهد على ذلك قدر استطاعتنا، حيث هناك في شمال وادي الرافدين استطاع الآشوريون بمختلف مذاهبهم ومشاربهم الإحتفاظ  بقوميتهم ولغتهم وتراثهم الى يومنا هذا.بينما، في باقي أصقاع الهلال الخصيب حيث هناك شعوب شقيقة وعلى سبيل المثال، الكنعانيون على الساحل السوري والعموريون والإبليون مع الآراميين في داخل ما يسمى اليوم سوريا أي بلاد الشام مع الكلديين في جنوب العراق الذين سرعان ما أسلموا وانصهروا في المجتمع العربي المسلم إلا جيوب  صغيرة هنا وهناك في  غربي الهلال الخصيب احتفظوا بمسيحيتهم كما هو الحال في  سوريا ولبنان  ولكن استعربوا بالكامل .

إن الروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك هم  الغالبية  الذين يمثلون المسيحيين في سوريا ولبنان وهم بدون أي شك من أصول إبلية، عمورية، كنعانية، فينيقية وآرامية  مع الموارنة ، الذين  خضعوا ورضخوا للعروبة الى درجة أن بطريرك الروم الأرثوذكس اليوم يفتخر بكنيته كبطريرك العرب.

وحتى الذين احتفطوا بمسيحيتهم، ولكن رحبوا بالعروبة وباللغة العربية  نراهم رفسوا قوميتهم مع لغتهم التي يفتخرون بها اليوم –الآرامية – كما يدعون !!  وما على القارئ العزيز أن يحصل بسهولة  على هذه المعلومة بمجرد استخدام الإنترنيت بوضع اسم ( المهندس باسل قس نصر الله – من الروم الكاثوليك ) الذي يفتخر بعروبته في هذه الأيام أو العودة قليلا إلى الوراء كيف ساند ودعم المثقفون اللبنانيون والسوريون المسيحيون في إحياء اللغة العربية التي كانت في مهب الريح ، بينما تخلوا عن لغتهم اليوم والتي كما يدعونها بكل فخر ” اللغة الآرامية ” !

في كتاب أعدته وزارة الدفاع الاميركية  تحت عنوان ” Syria A country Study ” عن سوريا حيث يتحدث حول الشريحة المسيحية في البلاد بقوله: الجميع يفتخرون بكونهم عربا – كما هو الحال عند السيد باسل قس نصر الله – الذي ذكرنا عنه أعلاه ما عدا  –  الأرمن والآشوريين !

عرض الموضوع وتفنيد كتابات الأب البير ابونا

كشعب آشوري ، نرحب بإخوتنا ولو رفضوا مؤخرا هويتهم الحقيقية حيث لا ضير في ذلك وعلى سبيل المثال مسيحيو لبنان . ولكن نرفض رفضا قاطعا ممن يحاولون حذف وإلغاء القومية الآشورية كي تكون آرامية بمجرد إدعاء البعض تكلمنا واستخدامنا هذه اللغة . فإذا كان ذلك صحيحا، ففي هذه الحال هم  أنفسهم  – عربا – كونهم أعراب اللسان اليوم حيث لا ينطقون اللغة التي يدافعون عنها ألا وهي الآرامية بالمرة، أليس هذا نفاقا ؟!

زد على ذلك، رغم استفساري من الكثيرين فيما إذا كانت هناك كتابات باللغة الآرامية للأب البير أبونا حيث لم أستطع الحصول عليها، وكل ما وجدت كان من كتابات له كلها باللغة العربية، حتى كتابه هذا الموسوم ” أدب اللغة الآرامية ” إذ مجرد كتاب تاريخي لا أكثر ولا أقل،  لأن كتاب عن أدب أية أمة يجب أن يكون أولا بلسان تلك الأمة، وإن يتصدره قصيدة باللغة السريانية المركبة من إثني عشر بيتا ربما كلفته عقود من الزمن في كتابتها ! والمحصلة، هذا الكتاب مع احترامنا للأب ألبير ابونا لا يفي بالمراد كونه باللغة العربية.

من المضحك والمبكي بين آونة وأخرى تظهر لنا شرذمة من الأشخاص والذين ينتمون الى طوائف مسيحية مختلفة كالموارنة والأرثوذكس  في سوريا ولبنان الذين يحاولون إحياء وبعث الآرامية أو أولئك الذين يعرفوا بالكلديين زورا وبهتانا كي يتطفلوا على شعبنا في – العراق –  بانتزاع ما حصل عليه في هذه الأيام والذي كلفنا الكثير في وقت كانوا في سبات عميق قبل سنوات وكما قلنا هم لم يجاهدوا أو يكافحوا للحصول على ما يطلبونه اليوم وكما يقال – بعد خراب البصرة – إنما يفعلون كل هذا لمجرد  حسدهم وحقدهم على القومية الآشورية وهم ينفذون ما أعده لهم الصهاينة والعروبيين كي يجحظوا العمل القومي الآشوري  حيث من المحتمل كاد به أن يحصل ما كان يرنو اليه منذ سنوات لولا هذه الصيحات النشاز.
وإن القوى الصهيونية والعروبية هذه تدرك تماما بأن دعاة هذه القوميات المهترئة سواء كانت الآرامية أو الكلدية هي مجرد دعوات آنية وفقاعات صابون ستزول فيما إذا القومية الآشورية – لا سمح الله – لم تنجح في رأب الصدع والتخلص منها عاجلا ام آجلا.

وهكذا يظهر لنا اليوم أبطال الآرامية المنقرضة من لبنانيين الذين كان بوسعهم أن يحققوا ما يريدونه اليوم منذ اكثر من مائة عام، ولكن لم يفعلوا ذلك وما يفعلونه اليوم – البعض – مع الأسف وهو لغرض التشويش فقط وحتى إذا وجدنا هؤلاء الذين يعدون على رؤوس الأصابع بينما بالمقابل هناك الكثيرون منهم والذين لا يبالون بصيحات الدكتور عماد شمعون وأندريه كحالة وبعضا من إخوتنا أعضاء  الكنيسة الأرثوذكسية الشقيقة من أمثال الدكتور أسعد صوما أسعد والآخر من الكنيسة السريانية الكاثوليكية هنري بدروس   الذين ينادون  بالآرامية المنقرضة لأن ( الغالبية العظمى )  منهم يرون أنفسهم عربا ومتمسكون بعرى العروبة حتى الرمق الأخير!

وهناك شرذمة أخرى من الطائفة الكاثوليكية المسماة ( الكلدانية ) في وقت لا وجود لهؤلاء منذ القرن الحادي عشر في الجنوب العراقي، بل هم في الشمال ( بلاد آشور/ ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ)  آشوريون الذين انفصلوا بإنضمامهم  إلى الكنيسة الكاثوليكية بعد عام 1552 ميلادية  من أمثال المطران سرهد يوسب جمو وغيره– الذي في حوزتنا فيديو يفتخر بآشوريته منذ عدة سنوات – لينقلب ويغدو اليوم كلدانيا. وكذلك قداسة البطريرك مار عمانوئيل دلي الذي يتأرجح مثل الزئبق ما بين الآشورية والكلدانية وأخيرا آخر ما تفتق ذهنه كي يرى نفسه آراميا مع المطران الآخر لويس ساكو ويأتي بعدهم الأب البير أبونا والذي هو موضوع حديثنا مع الدكتور ليون برخو الذي يفتخر بأنه حفيد وافا الآرامي.

والخلاصة، نحن لسنا ضد بعث القوميات الآنفة الذكر، من كنعانية، إبلية، عمورية، آرامية وكلدية اطلاقا. بل بالعكس من مشجعي هؤلاء، لأن بعثهم هو عينه بعث القومية الآشورية نفسها. ولكن أن يقوموا بجريمة بشعة وهي أن تكون بلادنا الآشورية مسرحا ومرتعا لهلوستهم في وقت لا نشاط ولا اجتهاد لهم في بلدهم  والأنكى من ذلك كما قلنا ساروا ويسيرون مع التيار العروبي كل حياتهم حيث رفسوا لغتهم وتراثهم على الدوام جانبا كي يتحولوا اليوم الى أبطال احياء وبعث هذه القوميات المنقرضة سواء كانت آرامية أو كلدية وعلى حسابنا وأرضنا شيئا لم  ولن نقبله بتاتا.

إخوتي: أتريدون بعث الآرامية ؟ سوريا ولبنان أمامكم ونحن معكم ونبارك أعمالكم . أتريدون بعث الكلدية؟ منطقة البصرة أمامكم تناديكم ونحن معكم ونبارك خطوتكم ، أما أن تحذفوا وتلغوا  قوميتنا الآشورية وفي عقر دارنا – شمال بيث نهرين – فهي جريمة لا تغتفر .

جولة خاطفة مع الأب ألبير أبونا وكتابه  الموسوم ” أدب اللغة الآرامية ”

دون شك أن الأب ألبير أبونا يعد واحدا من دعاة الآرامية حيث كتب عدة مقالات حول الموضوع ودورهم في الهلال الخصيب.
نحن بصراحة لسنا ضد من يعتبر نفسه آراميا  كما قلنا ونقولها على الدوام مثل الأب ألبير أبونا وغيره رغم أنه في الحقيقة ابن البلاد الآشورية بالولادة، بل ضد من يزور التاريخ ومن ثم التحايل بشتى الطرق مع احترامي لدعم دعوته الآرامية زورا وبهتانا وللأسف فهو يتقدم على كل المذكورين في تزوير وتحوير تاريخنا .

بعض المآخذ على كتابه – أدب اللغة الارامية – التي تدحض ما جاء فيه:

– أولا، ليس هناك بالمعنى الحقيقي وجود – لغة آرامية – اليوم، لأنها لغة منقرضة. كي يكون هناك أدب آرامي لها  كما يدعي ، بل هناك لغة سريانية.
 
– اللغة السريانية ، هي عبارة عن لغة جامعة لكافة اللغات/ اللهجات القديمة والمنقرضة والمعروفة في الهلال الخصيب والعنصران الموحدان  لها كان الألفبائية الكنعانية مع الديانة المسيحية ويمكن اعتبار تاريخ نشوءها منذ القرنين الثاني والثالث الميلادي وما بعده حتى مطلع الألفية الثانية الميلادية . حيث وضعت لها الحركات مع قواعد لضبطها- شيئا لم يكن للغة الآرامية من قبل، وللمزيد حول هذه النقطة يرجى العودة الى كتاب اللغات السامية للأستاذ إسرائيل ولفنسون، مدرس هذه اللغات في الجامعات المصرية ، صفحة 108
 
– معظم الآباء المسيحيين يشيرون اليها ب” اللغة السريانية ” وهذا نتيجة الاسطورة الخرافية التي أدخلها البعض ربما لدخول الفردوس كونهم ينطقون لغة الرب المخلص – اللغة الآرامية – زورا وبهتانا.

– وهنا استشهد بأحد عباقرة اللغة حيث يعتبر بأمير الشعر السرياني المغفور له مار عبديشوع الصوباوي/ ܡܪܝ ܥܒܕܝܫܘܥ ܕܨܘܒܐ ( ؟ – 1318  ميلادية ) حيث قال في مقدمة كتابه فردوس عدن/ ܦܪܕܝܣܐ ܕܥܕܢ :

” ܐܢܫܝܢ ܡܢ ܗܟܝܠ ܕܒܣܩܝܠܘܬ ܡܡܠܠܐ ܦܐܘܛܝܩܘ: ܘܒܪܗܛܪܝܘܬܐ ܘܣܘܟܠܐ  ܐܪܒܝܐ  ܪܡܛܝܩܘ ܟܕ ܠܠܫܢܐ  (ܣܘܪܝܝܐ) ܐܝܟ ܕܠܡܣܟܢܐ ܘܠܐ ܡܪܝܩܐ ܘܥܒܝܐ ܒܣܦܝܦܘܬܗܘܢ ܘܒܠܠܬܗܘܢ ܙܛܡܘ: وهو يدعوها السريانية ولا الآرامية كما يدعي البعض، وهو بالطبع ليس الوحيد بل كل القواميس الموجودة لدينا تتخذ التسمية السريانية وعلى سبيل المثال :

قاموس المطران توما اودو: ܣܝܡܬܐ ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ،
قاموس R.PAYNE SMITH and edited by J.PAYNE SMITH ( MRS. MARGOLIOUTH 1903) تسميه بالقاموس السرياني إذ تقول في البداية: ܒܚܝܠܐ ܕܡܪܢ ܝܫܘܥ ܣܒܪܢ ܡܫܪܝܐ ܐܢܐ ܠܡܟܬܒ ܟܬܒܐ ܗܢܐ ܕܦܣܝܩܬܐ ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ وكذلك قاموس سرياني عربي/ انكليزي وفرنسي لمؤلفه لويس كوستاز 1986 من منشورات المطبعة الكاثوليكية – بيروت، لبنان.
قاموس المرحوم اقليمس يوسف داود ” اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية ”  طبعة الموصل – العراق.
وهكذا نجد أن معظم هذه القواميس تحمل التسمية السريانية إلا قاموسا واحدا وهو للمغفور له المطران يعقوب اوجين منا حيث يسميه دليل الراغبين في لغة الآراميين ولكن في اللغة السريانية يضيف ” الكلدية ” عليه – ܗܕܝܐܐ ܕܠܫܢܐ ܐܪܡܝܐ ܟܠܕܝܐ – طبعة الموصل 1900

– إن اللغة السريانية، كما قلنا هي لغة مستحدثة على أنقاض اللغات السامية في الهلال الخصيب على سبيل المثال، الآشورية، والبابلية، الإبلية، والكنعانية والفينيقية ، والعمورية والآرامية . والعامل الموحد لها كانت الألفبائية السينائية  والديانة المسيحية .

– إن كتابه هذا  تاريخ ”  أدب اللغة الآرامية ” موضوع مقالنا ، حتى لو قبلنا بأنه في لغة الآراميين،  فإن ذلك لا يدل بأي شكل من الأشكال أنه يبحث في اللغة الآرامية،  بل هو في الحقيقة كتاب تاريخي وباللغة العربية واكثر مواضيعه هي أحداث تاريخية آشورية وما قام به الآشوريون كقوة عظمى في حكمهم لمنطقة الهلال الخصيب.

– حتى لو صدقنا طبقا لما يرويه, الأب أبونا بهذه الدويلات/ العشائر الآرامية بأعلامها، التي تغطي كما يدعون منطقة الهلال الخصيب كافة، يبقى علينا أن نسأل لو كانت الآكثرية آرامية ، ما الذي حققه هذا الشعب بأعداده الضخمة هذه التي غطت الهلال الخصيب برمته؟  صدق المؤرخ جورج رو في كتابه الموسوم  – العراق القديم – Georges Roux, Ancient Iraq, Page 275 حيث قال:

” سواء تجار، فلاحين، رعاة، جنود أو قراصنة ، الآراميون كانوا أصلا بدوا غير مصقولين/ كفؤ  ولم يساهموا في حضارة الشرق الأدنى بشيء . ”

 

– ثم ما الغرض من سرد هذه الدويلات المنقرضة التي لم تحقق شيئا في الماضي ومن أبسطها الوحدة القومية كي يحققه دعاتها الجدد اليوم؟ حيث يحل محلها العشائر العربية البدوية ولم يبق آراميا اليوم يفتخر بآراميته بتلك المناطق غير هذه الشرذمة هنا وهناك التي تعد  على رؤوس الأصابع؟!

أمثلة حية عن التزوير والتهميش من قبل الأب ألبير ابونا:

إنه ليتطلب وقتا طويلا لتغطية الكتاب الذي يقع بين دفتيه 758 صفحة، لذلك سنقوم ببعض منها وهذا دليل كاف حول عدم مصداقية الكاتب بحيث هذا العمل في الغرب يعد عملا غير مقبولا الى درجة يسقط الكاتب الذي يقوم بمثل هذه الأعمال من أعين القراء كي يبقى معزولا ومهمشا بالمرة في الوسط الثقافي وهي بحد ذاتها نكسة كبرى له. لذلك سنختار بعضا منها فقط .

ططيانس/  ܛܛܝܢܘܣ (110 – ؟ )

يعتبر  ططيانس من الآباء المسيحيين الطلائعيين وله دور ريادي في هذه الديانة الجديدة لإقدامه بكتابة سيرة حياة السيد المسيح عن الأناجيل الأربعة وسبكها في  رواية واحدة والتي اتخذت تسمية جديدة ” دياطاسرون ” أي إنجيل واحد باللغة اليونانية.

ولكن من المؤسف أن البير أبونا، لم يذكر عنه شيئا كان يفتخر به وهو قوميته الآشورية.
وأسلوبه ونهجه هذا لم يكن وقفا على  هذه الشخصية الاشورية الفذة، بل كان بالإجماع في كل مرة تذكر القومية الآشورية يعوضها بشيء بديل أو حتى لدرجة يحذفها من الوجود، وهذا ما سنراه بعد قليل في مقالنا هذا.

بينما، المغفور له، المطران أدي شير عندما كتب عن ” ططيانس ” نراه ينهج أسلوبا أكثر منطقية وانسجاما مع الحقيقة إذ استهل كتابته عن هذه الشخصية الفذة، بهذه العبارات:
” إن ططيانس يخبرنا عن نفسه أنه كان آثوريا. وكذا قال عنه تيودورس بركوني/  ܬܐܕܘܪܣ ܒܪܟܘܢܝ . ويستطرد قائلا، إذ تربى في ديانة الوثنيين ودرس العلوم اليونانية  … وانطلق الى رومية وهناك اعتنق الديانة المسيحية وتتلمذ للقديس يوسطينوس .. ”

مار عبديشوع الصوباوي/ ܡܪܝ ܥܒܕܝܫܘܥ ܕܨܘܒܐ ( ؟ – 1318)

رغم ان الأب ألبير أبونا يستهل ترجمته عن هذا العلامة باستشهاده ما قاله السمعاني من إطراء له حيث يضاحي مار أفرام  أو اسحق الأنطاكي، ولكن يعود ليقول بأنه يغالي في حكمه.
ويمضي الأب أبونا قائلا: ” وأراد ( مار ) عبديشوع أن يحذو حذو الحريري فألف هو أيضا خمسين مقاما شعريا أسماها  ( فردوس عدن/ ܦܪܕܝܣܐ ܕܥܕܢ)  …. إلا ان هذه الألعاب اللغوية تتطرق الى مواضيع دينية ولا يجد فيها المؤلف مجالا للفكاهة والنكتة ولذا فقد اتت منتقصة عن مقامات الحريري.
في الحقيقة اقف مشدوها بقراءة هذه الكلمات التي هي مخيبة جدا لنا أن تقوم شخصية دينية مرموقة كالأب ألبير ابونا الذي كان استاذا للغة – الآرامية – التي يحلو تسميتها باستنتاجه هذا! وهنا ما علينا إلا أن نقول مايلي : أولا، من المحتمل أنه لم يطالع كتاب المقامة لعبديشوع الصوباوي أم أنه تصفح الكتاب ولكن يبدو لم يستطع فهمه وفي كلا الأمرين كما يقال أحلاهما مر.
وقبل أن أستشهد ببعض الأباء الأجلاء من أبناء شعبنا الذين يقرظون المؤلف أقول، إن الشعر عادة في لغتنا وهكذا كان في اللغة الآشورية البابلية القديمة لم يكن يستخدم القافية كما هو الحال في اللغة العربية، بل كان على طريقة ما نسميه اليوم الشعر النثري . إن لجوء مار عبديشوع الصوباوي الى هذا النهج كان كرد فعل للعرب الذين كانوا يستهزؤون بشعرنا وهذا ما قاله حرفيا في مقدمة الكتاب:
” ܐܢܫܝܢ ܡܢ ܗܟܝܠ ܐܪܒܝܐ ܕܒܣܩܝܠܘܬ ܡܡܠܠܐ ܦܐܘܛܝܩܘ: ܘܒܪܗܛܪܝܘܬ ܣܘܟܠܐ ܓܪܡܛܝܩܘ : ܟܕ ܠܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ ܐܝܟ ܕܠܡܣܟܢܐ ܘܠܐ ܡܪܝܩܐ ܘܥܒܝܐ ܒܣܦܝܦܘܬܗܘܢ ܘܒܠܠܘܬܗܘܢ ܙܛܡܘ: ”

إن المرحوم القس جبرائيل القرداحي اللبناني مدرس اللغة العربية والسريانية  في روما كان من الأوائل الذين أعطوا الأهمية لهذا العلامة باختياره 25 قصيدة من كتاب المقامة إذ طبعها بالخط الغربي/ اليعقوبي (  1889 ) استهله بما يلي:

” أما بعد، فإنه لما كان ديوان الإمام العالم الشاعر ، والهمام الكثير المعالي والمآثر، سيدي عبد يشوع الصوباوي، المسمى ( ܦܪܕܝܣܐ ܕܥܕܝܢ ) من أحسن ما يعهد من الدواوين عند السريان لفظا ومبنى، واجوده مقصدا ومعنى، وأبدعه فنا وصنعا، واجزله خيرا ونفعا …. ”
اما المغفور له مار توما اودو مطران أورمية قال في مقدمة قاموسه الكبير باللغة السريانية/ ܣܝܡܬܐ ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ عن هذا العلامة مار عبد يشوع الصوباوي :
” وهناك غريغوريوس ابن العبري الملقب بأبي الفرج العلامة والمفريان في القرن الثالث عشر من السريان المغاربة وعبد يشوع الصوباوي من السريان المشارقة في القرن الرابع عشر لم يظهر بعدهم أحدا بمنزلة هذين الشخصين لغويا لحينه …  وبوسعنا قوله أن اللغة هذه قبرت معهما أيضا …”
والشخصية الأخرى هو المرحوم القس بولس البيداري الذي قال عن العلامة في قصيدته ” أيتها الأمة الحبيبة بما يلي:

ܢܚܫܝܪܬܢܐ ܣܦܪܐ ܕܩܕܡܘ ܠܚܣܝܐ ܕܨܘܒܐ
ܒܨܘܒܐ ܫܪܝܬ ܒܨܘܒܐ ܫܠܡܬ ܟܠ ܣܦܪܘܬܢ܀

حيث يقرظ العلامة بقوله أن في ( صوبا/ كرسي مطرانيته ) ابتدأ أدبنا وفي صوبا انتهى .”
تنويه، بغية المزيد عن هذا العلامة يرجى النقر على الرابط التالي:

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D9%8A%D8%B4%D9%88%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%88%D9%8A
المغفور له المطران أدي شير ( 1867 – 1915 )

في  الحقيقة كتب عن هذا العلامة بغزارة وأعطى له الأهمية القصوى عندما ذكر عن كتابه الموسوم ( تاريخ كلدو وأثور ) و كان يجب أن يكون  ” تاريخ بابل وآثور ” كونه المؤلف من الطائفة الكلدانية لذلك رجح ” كلدو ” عوضا عن بابل، وخصوصا في أواخر العهد البابلي التبس الإسمان، ولكن رغم ذلك ففي الغرب دوما استخدموا ” بابل ” أو نيوبابلون ولا كلدو وتأكيدا على ذلك نجد كثيرا من استشهاداته من كتاب الإغريق – هيرودوتس وغيره الذين ذكروا آشور وبابل دائما.
والمرحوم لم يعتبر شعبنا من الشعوب الآرامية، بل كشعب كلداني وآثوري وهنا تعالوا معي لنرى كيف وصفه الأب البير أبونا كتابه الموسوم هذا :

” تاريخ كلدو وآثور بالعربية بمجلدين، طبعة بيروت، المجلد الأول سنة 1912  يتطرق الى تاريخ الأمة الكلدانية – الآثورية القديمة ويقع في 185 صفحة مع خارطة للبلدان الآرامية. ”
حقيقة أستغرب جدا كيف الأب ألبير أبونا يلجأ الى تغيير ما جاء في كتاب العلامة أدي شير، أولا معظم  كتابه هذا كان عن الأمة الكلدانية الآثورية، وليس هناك آرام لا من قريب أو من بعيد، ومن ثم نعم هناك خارطة وهذه الخارطة ليست عن البلدان الآرامية، بل خارطة لدولة آثور الكبرى  وهي في آخر صفحات الجزء الأول من الكتاب  على حدة!

جدول البطاركة للكنائس المشرقية

إن المؤرخ ألبير ابونا يذكر البطاركة في جداول لكل كنيسة منذ البدء الى يومنا هذا، ولكن للأسف نراه لا يتقيد بالأصول، فمثلا عندما يذكر بطاركة الكنيسة الأرثوذكسية الشقيقة فهو يعتبرها الرئيسية وهي الحقيقة، بينما المنشقون – الكاثوليك – عنها لهم جدول خاص يأتي بعدهم منذ تاريخ الإنقسام .
بينما في جدول الكنيسة المشرقية  لم يتقيد كما فعله مع الكنيسة الأرثوذكسية الشقيقة، حيث كان من الواجب اعتبار الكنيسة المشرقية/ النسطورية هي الأصل، بينما المنشقون الى الكنيسة الرومية وجب أن يكون لهم جدولا خاصا بهم منذ تاريخ الإنقسام أي بعد عام 1552 ميلادية كما فعل مع الكنيسة الأرثوذكسية.
إن الأب ألبير أبونا تجاهل ذلك واعتبر الكنيسة المنشقة جدولها منذ البداية بدون انقطاع حتى يومنا هذا – علما أن الكنيسة المشرقية تعتبر ما قبل 1552 كنيسة نسطورية هرطوقية في نظر الكنيسة الرومية، والمنشقون لا يعدون مشرقيين اطلاقا!
وللأسف، لم يكتف بذلك، بل عندما  ذكر أسماء البطاركة وهناك بطريركان يتكنيان بالتسمية الآشورية وهما:
64 ماري بر طوبيا آثورايا/  ܡܐܪܝ ܒܪ ܛܘܒܝܐ ܐܬܘܪܝܐ  987-999
71 عبديشوع الثاني ابن العرض آثورايا /  ܥܒܕܝܫܘܥ ܬܪܝܢܐ ܒܪ ܥܪܨ ܐܬܘܪܝܐ 1085- 1090
ذكر اسمهما بدون ذكر لقبهما الآشوري .

العلامة كيوركيس  وردة * / ܓܝܘܪܓܝܣ ܘܪܕܐ ( ؟ – 1225 )
وحتى هذا العلامة لم ينج من تزوير الأب ألبير أبونا حيث آخر ما قاله عنه هو على الوجه الأتي:
”  وقامت المطبعة الآثورية في الموصل بنشر مقالة له في البطاركة كملحق لكتاب مركانيتا/ المرجانة في حقيقة الديانة المسيحية للعلامة واميرالشعراء المغفور له مار عبد يشوع الصوباوي. ونشر الأب القرداحي شيئا من مقالته في العذراء مريم. وجاء كثير من مقالاته في الخوذرا الكلدانية. ” انتهى الإقتباس.
أولا، ليس هناك كتاب الحوذرة الكلدانية ، حيث التسمية الكلدانية تسمية جديدة وأول من أوجدها هو البابا يوجين الرابع حوالي 1443 ميلادية .
ثانيا، ان قصيدته في البطاركة الطويلة تحوي التسمية الآشورية كشعب وكقومية ذكرها بكل فخر في وقت لم يذكر ” الكلدانية ” المزعومة بالمرة التي يحاول البعض فرضها وكما قلنا حاول دائما نكران وجود الآشورية كشعب وحجمها من الذكر ولكن كما جاء في عنوان مقالي إن آراميي الأب ألبير أبونا لم ولن يكسفوا شمس آشور الأزلية أبدا – والحياة للأمة الآشورية / ܬܚܐ ܐܘܡܬܐ ܐܬܘܪܝܬܐ ܠܥܠܡ܀
ܫܠܡ ܐܢܐ ܡܐܡܪܝ ܗܢܐ ܒܚܝܠܐ ܘܨܒܝܢܐ ܕܐܠܗܐ ܘܡܪܢ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ ܦܪܘܩܢ ܘܡܚܝܢܢ ܘܠܗ ܫܘܒܚܐ ܘܪܘܡܪܡܐ ܠܕܪ ܕܪ ܕܪ ܕܪ ܕܪ ܕܪ ܕܪ ܕܪܝܢ܀
ܒܝܕ : ܐܫܘܪ ܕܒܝܬ ܫܠܝܡܘܢ – ܫܝܟܓܘ – ܐܘܚܕܢܐ ܡܚܝܕܐ ܕܐܡܝܪܝܟܐ

………………….

*  لقد اخطأ الأب البير ابونا في كتابة اسم العلامة   “كيوركيس وردة ” الاربيلي ، حيث الكنية يجب ان تكون (وردا) وليس وردة التي هي اسم مؤنث للورد، أما حرف الألف في آخر الإسم فهي للدلالة على التعريف.

 

 

 

17


الرسالة الآشورية الأزلية

 :P

ܚܬܘܬܝ ܘܐܚܘܢܘܬܝ ܩܪܝܢܐ ܡܝܩܪܐ/ أخواتي وإخوتي القراء المحترمون ܫܠܡܐ ܘܫܝܢܐ ܥܡܟܘܢ/ السلام والأمان معكم أعزائي: حقيقة كانت لي تجربة جميلة ومشجعة وإن تخللت مع احترامي من البعض، أكرر من البعض ولا الكل، تصرفات غير اخلاقية مقبولة، ولكن عموما لا باس بها واتطلع الى المستقبل ان تكون اكثر نجاحا وذلك باخذ بعض الخطوات الهامة وهي:
- هدفي الرئيسي هو كشف الحقيقة عن أمتنا الآشورية وفي عقر دارها بلاد آشور/ ܡܬܐ
ܕܐܫܘܪ ، تاريخيا ولغويا وتراثيا.
- فضح وكشف مزوري تاريخنا أي كان بدون تردد، لا كرها باحد، بل لتقديم الحقيقة لشعبنا
المنكوب كما هي ولا كما يشوهها البعض مع الأسف.
- إن تمسكنا بآشوريتنا  وفي دارنا لهي أمانة على أعناقنا، وأي تقاعس او تراجع عنها
لهي خيانة عظمى في حق شعبنا الذي قاسى الكثير والغاية  في نفس يعقوب ليجردنا حتى من وجودنا.

- نحن نكشف التاريخ كما هو ولن نسمح لأحد أن يشوه تاريخنا او يبدله كما يشاء. في شمال ما
يسمى العراق والقومية الوحيدة هي الآشورية. وإذا كان هناك الكثير ممن لا يجدون أنفسهم آشوريون هؤلاء هم في كثير من الأحيان أما من المستعربين، المتاكردين، المتكلدنين أو من الغرباء المحتلين . ليس هناك من يحاول طردهم أو اجبارهم العودة الى جذورهم الخيار هو لهم وحدهم .
تعاريف مهمة يتداولها شعبنا اليوم بمفاهيم خاطئة:
من المؤسف نتيجة الظروف جيوسياسية والمذهبية ومرور شعبنا تحت ربقة المحتلين الأجانب، اليوم نجد شعبنا في بلاد آشور يعرف  بهذه التسميات : الآثوريون، السريان والكلدان .
الآثوريون، هم الشعب الأصلي لهذا الجزء من العراق الحالي ولا يختلفون عن إخوتهم سواء من السريان أوالكلدان، بل كلهم ينتمون الى القومية الآشورية *.

الكلدان:
وما يسمى الكلدان في بلاد آشور، هم غير الكلدان القدماء، بل آشوريون بعد دخول  الكثلكة عرفوا بالكلدان، هذا الإسم الذي أسبغه عليهم من قبل بابا روما، يوجين الرابع حوالي 1443-1444 ميلادية.
كما والجدير بالذكر ان الكلدان وهم القلة القليلة في جنوب العراق – حيث كان هناك أراميون، فرس، عرب والخ – لقد اسلموا واستعربوا وانصهروا جميعا في المجتمع العربي في نهاية القرن العاشر او بالاكثر في أوائل القرن الحادي عشر الميلادي وبذلك لم يبق لهم أثر بعد عين .

السريان:

هنا توضيح هام جدا، وهي التسمية هذه كانت تطلق على جميع سكان الهلال الخصيب من كل القوميات المعروفة والتاريخية هناك وهنا استشهد بما قاله الاخرون لكي لا أتهم انني أزور التاريخ أو أضعه بما يناسبني كآشوري والنص مأخوذ من المجلة البطريركية، وهي مجلة دينية تاريخية أدبية وتصدرها بطريركية انطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس في دمشق، العدد الثاني والستون، المؤرخ كانون الاول من عام 1968 – السنة السابعة والصفحة 81:
” والشعوب السريانية الاولى التي عرفت في العصور القديمة، أعني بها الأكاديين، البابليين والآشوريين، ثم الكنعانيينوالفينيقيين وفروعهم، كانت كالشعوب الآرامية مساوية لها ب ( العرق واالغة )، غيران فارقا بسيطا كان يفصل بينهما، ينحصر في لهجة كل قبيلة الخاصة والعامة . ”
وهكذا في العصور الاولى للمسيحية تقريبا اختفت الأسماء القديمة كي تكون التسمية ( السريان ) كتسمية عامة للجميع والتي مصدرها شعبنا الآشوري نظرا لدوره الريادي كما قلنا مرارا في عملية توحيد الهلال الخصيب وفق طموحات  الملوك السركونيين والذين نجحوا لحد ما حيث كانت تسمى هذه الحقبة التاريخية المهمة ب السلام الآشوري PAX ASSYRIACA.”
الآراميون:

هم غالبا الشعب الذي كان منتشرا في قلب الهلال الخصيب والذي كان شعبا بدويا او نصف بدوي وقد أسس بعض الممالك الصغيرة هنا وهناك الذين كانوا تحت الإنتداب الآشوري، ولكن وجودهم في بلاد آشور ليس اكثر مما وصفه الأخ الفنان حنا حجار، ربما البعض ساقوا ماشيتهم للبحث عن الكلأ ليس إلا ولكن لم يكون وجودهم مهددا للأمبراطورية الآشورية. ومن المؤسف ان نجد اليوم منهم من يظن خطأ بانهم أصل البلاد، في وقت لا وجود لهم في بلادهم الحقيقية إلا ببضع آلاف – معلولا - والذين يرون انفسهم عربا رغم ان لهم لغتهم – الآرامية – القديمة والتي الى اليوم في حيص بيص يبحثون سبل تطويرها وما هو الخط المناسب لها، حيث البعض اخذ اليوم يستخدم الأحرف العبرية المربعة والتي تعرف حتى من قبل اليهود أنفسهم – كتاف آشوري أي الخط الآشوري.
ملاحظة هامة للقراء الأحبة :
بإذن الله لإتمام مهمتي المقدسة هذه ساقوم بحملة توعية وذلك من خلال مقالات التي سأكتبها واقدمها للقراء. وفي هذه الحالة يرجى منهم والباب مفتوح للنقاش الحضاري ومن ضمن الموضوع، أي كل القراء لهم الحق بالمناقشة ولهم الحق حتى بعدم قبول والأخذ بما أقدمه بشرط ان يقارعوا – الحجة بالحجة – أي نقاش خارج الموضوع غير مقبول ولن يلقى صاحبه أي اهتمام، كما أي شخص يخرج من الموضوع كي يحوله الى هجوم شخصي غير مسموح والافضل ان يقوم ذلك بنفسه من خلال كتابته هو في زاوية مستقلة وله الحق كي يقول ما يريده، بعد تزويد القراء بالثبوتيات وليس بالتكهنات وحتى هذا لن يلقى أي جواب إذا لم يعلن الشخص عن اسمه الصريح والكامل .
............
تنويه يرجى الإستماع الى الدكتور بهنام أبو الصوف على  اليو توب أدناه:
http://www.youtube.com/watch?v=rPTdBQU2VBo

* أثور – آشور، وآسور هي نفس التسمية كما تقول: العراقي، العراكي( جيم مصرية ) أو العرائي السورية.
وأخيرا كلي امل ان تلقى دعوتي هذه أذنا صاغية ولكم شكري وتقديري؟
آشور بيث شليمون
__________________




18

المطالبة بقوات التدخل السريع في كل من العراق وسوريا!

أيها الإخوة القراء:

كمساهمة بسيطة أحب مناشدة شعبنا ان يقوم بحملة  توعية واسعة لإنقاذ شعبنا المنكوب سواء في العراق وسوريا في وقت الحكومات المحلية مع الأسف عاجزة عن تحقيق ذلك.
وبما اننا قدمنا في كثير من الأحيان لبعض الدول الغربية وفي مقدمتها بريطانيا العظمى، فرنسا، وروسيا خلال الحرب الكونية الاولى والحرب العالمية الثانية خدمات كبيرة الى درجة اننا يعتبروننا سكان هذه الدول كموالين وعملاء لهم حيث اليوم ندفع هذه الفاتورة الباحظة بما يشهده شعبنا من سحق وقتل وسلب ومن ثم تجريدنا من أراضينا الشرعية .
وكما اعتقد على هذه الدول نوعا من المسؤولية تجاه شعبنا وهنا يبقى السؤال لماذا يهرعون الى مساعدة كثيرا من الشعوب بينما لا يفعلون ذلك تجاهنا ؟

لذلك، علينا إيصال الرسالة لهم كونهم مسؤولون اخلاقيا لنا وادناه أضع تلفونات لسفارات هذه الدول مع تلفون البيت الأبيض حيث بوسعنا وبلغة أدبية نحث عليهم خدمتنا والتي هي بحق خدمة إنسانية نبيلة قبل كل شيء وذلك بارسال قوات التدخل السريع في كل من العراق (  سهل نينوى )  ومنطقة الخابور لتطهيرها من هذه القوى التكفيرية وتحرير أسرانا ولكم الشكر سلفا.
تنويه:
إن هذه الأرقام هي فقط في الولايات المتحدة الأميركية، وعلى القراء الحصول على ارقام تلفونات السفارات المذكورة  وفي البلد الذي يقطنه .

The White House   1 ( 202 )456-6213
The Russian Federation    1 ( 202 ) 298-5700
Republic of France  1 ( 202 ) 944-6000
 
The Great Britain             1( 202)  588- 6500


19
أصداء خاطفة على ملاحظات الأخ هنري بدروس كيفا !

كتب  السيد هنري بدروس كيفا:

تعليق على ملاحظات السيد اشور شليمون

لقد ورد في هديتك بعض المعلومات الخاطئة و الغامضة و التي انت
تتعمد في نشرها مثل تعبير " في اللغة الآشورية السريانية اليوم."

آشور بيث شليمون:

إن الآشوريين يعتبرون الشعب الحضاري والرئيسي لا في بيث نهرين على حدة، بل في كل الهلال الخصيب والشرق الأوسط عموما وللتأكيد على ذلك ما عليك أن تقرأ ما جاء عن شعبنا الآشوري وعلى لسان أستاذين سوريين واللذين ترجما كتاب " عظمة آشور/                       THE MIGHT THAT WAS ASSYRIA " وهما كل من الأساتذة خالد أسعد عيسى وأحمد غسان سبانو، للكاتب المستشرق الذائع الصيت " هاري ساغز".

ومن المعروف وبدون أي شك، أن الشعوب لها لغة وليس من المعقول أن شعبا كشعب آشوري أو أي شعب أن يولد " أبكما " كي يختار لغة الاخرين كما يحلو لك تمرير هذه النظرية الخاطئة هذا من جهة ومن جهة أخرى قد تعوض بعض الشعوب الضعيفة بلغة الغالب كما حصل أن العرب فرضوا لغتهم على معظم الشرق الاوسط ومن ضمنهم آراميوك ونفس السيناريو حصلت  لشعوب قوية اخرى مثل الإنكليز والإسبان والفرنسيين وغيرهم كثيرون الذين فرضوا أو للضرورة اتخذت لغاتهم الشعوب المحكومة.
كما انه قلما تجد شعبا ضعيفا الى درجة لم يستطع أن يوحد صفوفه في تاريخه الطويل رغم كثرة عدده مثل الشعب الآرامي، كي يفرض لغته على الآخرين وكأنك تقول " الأيرلنديون " فرضوا لغتهم على الإنكليز وهي فرضية خاطئة، ولكن الذي حصل هو العكس.

السيد  هنري بدروس كيفا:

اولا - الشعب الأشوري القديم كان يتكلم اللغة الأكادية و كان يسميها
اللغة الأكادية ، اما إخوتنا من السريان المشارقة فهم يتكلمون اللغة
السريانية و إسمها العلمي كان و لا يزال " اللغة السريانية الأرامية".

آشور بيث شليمون:

من المعلوم، أن شعوب الهلال الخصيب جميعها كانت لغتهم واحدة، والتي عرفت من قبل المستشرقين ب" السامية " وبالإضافة الى ذلك كان هناك أخذ ورد بينها وعلى سبيل المثال عندما الدولة الأكادية استخدمت في الكتابة الإصطلاحات السومرية، الشعوب الأخرى والمحيطة فعلوا نفس الشيء وعلى سبيل المثال البابليون الآشوريون، الإبليون والكنعانيون/ أوغاريت.

اما بالنسبة للغة الآرامية، التي ظهرت لاحقا لقد استخدمت الكتابة السينائية أي الكنعانية وهم بدورهم عرفوها لشعوب الجوار وعلى سبيل المثال  شعوبنا البابلية والآشورية والكلدانية .
وبما أن هذه الثورة الكتابية أي " ألفبائية الجديدة " الكنعانية وصلت في وقت كانت الأمبراطورية الآشورية والبابلية الجديدة قد سقطتا وكل ما يمكن قوله في هذا الصدد ليس بالمستبعد كانت هناك محاولات لتعويض الكتابة المسمارية بها .
كما أنه تلك الشعوب لم تتكلم بالآرامية وهنا أكبر شاهد على ذلك انه للآن لم يظهر كتابات آشورية ذات قيمة بهذه اللغة المزعومة وكل ما وجد في نينوى كان مكتوبا باللغة الآشورية والكتابة الإسفينية/ المسمارية والتي اجدادنا أسموها " ܟܬܝܒܬܐ ܟܘܡܪܝܬܐ " .
وإذا كان بحوزة المدعين بكتابات آرامية للآشوريين ليتفضلوا بها للملأ وإلا رجاء عدم التشبث بها والتي لن تخدم إلا التشويش، وزد على ذلك كما قلنا حتى الآراميين أنفسهم لم يجدوا الدارسين والمستشرقين في اللغة الارامية المادة الكافية لتقييمها ووضع قواعد لها .

أما بالنسبة للغة الآرامية، أنه ظهرت هناك لهجات لا حصر لها وكل واحدة نوعا ما تختلف عن الأخرى حتى كتابيا، وبالإضافة الى ذلك ليس هناك كتابات كافية حيث بإمكان الفرد حتى أن يتعرف على  قواعدها الكتابية ما عدا عدة أسطر على قبور الموتى هنا وهناك أو أشياء  بسيطة ومختصرة  للتمكن دراستها وهذا ما جاء به مدرس اللغات السامية في مصر الأستاذ أ. ولفنسون.
أما بالنسبة للغة " السريانية " فهي لغة حديثة قامت على أنقاض اللغات السامية في الهلال الخصيب حيث كانت " المسيحية " و " الكتابة السينائية " عاملا موحدا لها . وبقدر " السريانية " تغدو لك آرامية، فهي عندي المتحدث بها تغدو " آشورية " وبذلك كمتحدث بها الى الآن لي الحق كل الحق تسميتها ما شاء وهذا ما فعلت، بل أنت من الخزي والعار تدافع عن لغة وهمية والتي تسميها  " آرامية " في وقت أنت تجهلها ولا تنطقها بالمرة.
أضف الى ذلك، إذا تظن اللغة السريانية هي الآرامية نفسها، بالله عليك لماذا تحشر السريانية في كل مرة تذكر الآرامية، أليس هذا مدعاة افلاسك كون اللغة الآرامية لغة غير متداولة اليوم أسوة بباقي شقيقاتها البابلية الآشورية، الكنعانية الفينيقية، الإبلية الامورية، الأرامية والكلدية!

والخلاصة، قبل هذه الوحدة اللغوية، كانت لغات الشعوب المنوه عنها في الهلال الخصيب تحتفظ بأسمائها المحلية ولكن بعد القرون الأولى للمسيحية فقدت هويتها كي تندمج في اللغة الجديدة " السريانية " وبناء على ذلك من الأفضل وأكثر دقة عندما التحدث اليوم لغويا، الأفضل لشعوبنا الإستخدام " السريانية " ولا التسميات المحلية الأخرى وأفضل تأكيد على ما أقول لو ان اللغة الآرامية هي " السريانية الآرامية " هل بوسع هؤلاء دعاة اللغة الآرامية  أن يشرحوا لنا لماذا يحاول سكان معلولا البحث عن آلية الكتابة في وقت أصحاب اللغة الآرامية هذه وفي هذه الحاضرة الآرامية  اليوم في حيص بيص؟  لا يعرفون ماذا يعملون أو لماذا يقف  دعاة الارامية الجدد مكتوفي الايدي حيال هذه الأزمة التي تمر بها معلولا قلعة اللغة الارامية اليوم؟
على كل إذا كان بوسع البعض القول " السريانية الآرامية " إذا، ما الذي يمنع  كآشوري أن أقول " السريانية الآشورية " أو " السريانية الكنعانية " الخ ...!

السيد هنري بدروس كيفا يقول:


ثانيا - إسم الشام و شمأل
لا يوجد اية علاقة بين الإسمين : تسمية بلاد الشام هي تسمية
عربية إنتشرت بعد دخول العرب الى سوريا و التسمية سمأل الآرامية
قد إندثرت بعد إحتلال الأشوريين للممالك الآرامية في نهاية القرن
الثامن قبل الميلاد . لا يجوز ان نطرح نظريات بدون نصوص تلقي
الضوء على الأحداث او التسميات الجغرافية
 .
آشور بيث شليمون:

إن هذا القول بالأصل ليس لي بل مأخوذ من مؤلف كتاب اللغات السامية ومدرسها في مصر الأستاذ " أ. ولفنسون " ولكن لست جازما كي  تعني " الشمال " كما تدعي.

السيد هنري بدروس كيفا يقول:

ثالثا - اللغة و الأبجدية الآرامية في سمأل .
لقد ترك لنا الآراميون نقوش عديدة في سمأل : النقوش القديمة
من القرن العاشر قبل الميلاد كانت باللغة الكنعانية المتأثرة باللغة
اللوفية . اما نقش بر ركب فهو باللغة الآرامية و الأبجدية الآرامية
و ليس " لهجة آرامية قديمة " كما ذكرت .لقد أسس الآراميون عدة
ممالك في سوريا القديمة و الجزيرة ( بيت نهرين) و كان لكل مملكة
ابجدية آرامية مختلفة قليلا عن بقية الممالك و لكن اللغة الآرامية
هي واحدة !

آشور بيث شليمون:

نعم، هناك من يدعي ذلك، ولكن هناك من يربط هذه المملكة بالكنعانيين ومن ثم البعض وأنت منهم يظن أن تدمر " آرامية  " شيء لم يقله احد كما انهم كتبوا ابجدية مغايرة وحتى لغويا حيث مليئة بالعبارات اللغة الرومانية الخ .


السيد هنري  بدروس كيفا يقول:

رابعا - سوريا كانت آرامية بسكانها و حضارتها .

لقد إشتهر الآراميون بصمودهم ضد المحتلين الأشوريين و قد أسس
الآراميون عدة ممالك مستقة منذ حوالي 1200 قبل الميلاد . بعض
ملوك الآراميين - مثل بر ركب - قد تحالفوا مع الملوك الأشوريين
للمحافظة على ملكهم . إن تعبيرك " يتضح من هذا النقش أن أسرة بر ركب كانت تحكم منطقة شمأل التي كانت من المناطق الشمالية لسوريا الآرامية تحت السيطرة العامة لملوك آشور" بحاجة الى بعض التوضيح
فإن إحتلال الأشوريين للممالك الآرامية قد تم في نهاية القرن الثامن
و لم يدم إلا حوالي 120 سنة !

آشور بيث شليمون:

مع احترامي الكبير لك، شخصيا لا تستطيع تاريخيا، ومنطقيا وأخلاقيا أن تعمم " الآرامية " على سوريا، لأن التسمية السورية جاءت من التسمية اليونانية لكل الهلال الخصيب " آشوريا، أسوريا Assyria " في البداية كتسمية جغرافية نظرا للهيمنة الآشورية، ولكن سرعان ما غدت التسمية الحالية " سوريا " لسوريا المعروفة الكبرى والتي تضم لبنان، فلسطين والأردن أيضا.  لذلك لا يجوز أن تطلق او تفرض الآرامية على شعوب هذه المنطقة التي كان سكانها من الكنعانيين، الفينيقيين، الإبلويين، العموريين والعمونيين والعبرانيين.
بفعلك هذا تنهج الأسلوب العروبي الشوفيني لا غير !! أما إذا كانت حجتك انه هناك " آراميون " هناك الآخرون يقولون هناك " الفينيقيون، الكنعانيون، العموريون، والعبرانيون والإبليون/ إيبلا " أيضا.

والخلاصة، يمكن أن يكون ممالك عدة لهذه القبائل المبعثرة الآرامية ولكن خلاصة القول لم يكن لها دور حضاري مرموق في المنطقة وكل ما هو معروف عنهم هو من الحوليات الآشورية أنهم عناصر مخربة حتى بابل قبلت " الإنتداب الآشوري " لحمايتها من القبائل الآرامية والكلدانية .
ومن ثم لا يمكن ان تفرض نظريات من العدم، حيث كل من يستشهد عن الآراميين والكلدانيين وغيرهم يعود الى حوليات ملوك الآشوريين، إذا كان الآراميون الشعب الوحيد في الهلال الخصيب، هل تدلني ما تركوه من إنجازات وما قالت حولياتهم ؟! طبعا الجواب سلفا لا شيء في وقت مع الأسف يحاولون محو وحذف وجود شعبنا الآشوري .

وأفضل تشبيه للجموع الأرامية هو حضور القبائل العربية اليوم  الذي حل محلهم من الشمر، الجبور، العنزة، الطي وغيرها. فكما هذه العشائر ليس لها دورا رياديا في سوريا كذلك كان شأن الآراميين مع كل احترامي.

السيد هنري بدروس يقول:

لقد إستطاعت القبائل الكلدانية الآرامية ان تبعد الأشوريين من بلاد
أكاد سنة 625 ق.م ثم القضاء عليهم بمساعدة الميديين سنة 612 ق.م
لقد صبغ الآراميون سوريا القديمة بحضارتهم و لا تزال الاسماء
الجغرافية للمدن و القرى تشير الى أجدادنا الآراميين
 .
آشور بيث شليمون:

كما هو في الكتاب المقدس كل الدول مهما تكون عظيمة نهايتها السقوط، إلا مملكة الرب حيث لا يقوى عليها أحد.
لذلك، نعم الأمبراطورية الآشورية سقطت ولا بد أن يكون هناك عوامل، ولكن الآراميين رغم تحايلهم دوما حيث وقفوا مرة مع الميديين والكلدانيين، سرعان ما انقلبوا عليهم كي يكونوا في حلف الفارسي الذي أسقط " بابل " هي الأخرى .
ولكن المهم، أن الشعب الآرامي لم يلعب دورا هاما كما قلنا ولم يكن له حتى ذكر في عهود اليونان والرومان اطلاقا .
إن الرومان إذا ذكروا " سوريا " والذي كانوا يعنون به سوريا الكبرى ولا بلاد آرام ، وأفضل مثل على ذلك أن الإحصاء الروماني كان في اقليم سوريا الذي كان يضم فلسطين .
أما أسماء المدن والقرى يمكن أن تكون آرامية والنفس الشيء في بلاد آشور وبيث نهرين كانت أسماء المدن والقرى بابلية، آشورية وسومرية.

كلمة ختامية:

إنني أكتب بقدر كبير من الدقة والحفاظ  والتمسك بالحقائق كما أراها، وبصدر رحب أحترم كل ناقد كي يقول ما يحلو له. ولكن أرفض الوصاية وفرض الأفكار على الآخرين، وإذا كان الأسلوب هذا يدل علي شيء فيعني عدم احترام الآخر  حيث هم لهم الحرية أيضا التعبير عما يرونه مناسبا وإن كان هناك من لا يوافقهم في الرأي .

آشور بيث شليمون
_______________________________

20

تاريخ الآلات الموسيقية القديمة في غرب آسيا * ودور الآشوريين الفريد فيها!

آشور بيث شليمون

في صيف عام 1977 لقد قمت بزيارة الى بريطانيا لمشاهدة  بعضا من  الأقرباء والوقوف على معالم بريطانيا كما يسمونها العظمى.

وفي  زيارتي لبعض من  الأماكن المهمة في لندن ومنها كان المتحف البريطاني حيث في هذا المتحف جناح خاص بالحضارة الآشورية وبوجود ثيران وأسود مجنحة عديدة فيه مما أدخل في نفسي العزة والفرحة بدون حدود.

وفي المتحف هذا مكتبة وجدت فيها من الكتب التي استرعت انتباهي ومنها كتاب تحت عنوان : Ancient Musical Instruments of Western Asia by Joan Rimmer
الكتاب هذا هو من الورق المتوسط المصقول وعدد صفحاته 51 صفحة بالإضافة الى ملحق عدد صفحاته 13 وهو عبارة عن صور للآلات الموسيقية القديمة المتنوعة ولكن الاهم فيه هو ما تركه لنا أجدادنا الآشوريين من صور جدارية للفرق والآلات الموسيقية العديدة شيئا يبعث فينا الفخر والإعتزاز.

شخصيا، لست ملما بالموسيقا، ولكن هذه الصور رغم عدم وجود في ذلك الزمان – الحركات الموسيقية المعمولة بها اليوم والتي تسمى النوتات الموسيقية Notes  وليس باستطاعتنا معرفة الألحان المستخدمة في ذلك الزمان السحيق ولكن دون شك أن تلك الألحان ورثها شعبنا الى يومنا هذا وأكثر آثار  وجودها سيكون حتما في الترانيم الدينية أو في الرقصات الشعبية الآشورية التي نمارسها اليوم بكثرة .

ورغم أن تاريخ الموسيقا يبدأ من سومر كما قال  Samuel Noah Kramer  التاريخ يبدأ من سومر ولكن يمكننا القول  أن شعبنا الآشوري لعب دورا مهما ورياديا فيها وهذا الكتاب رغم قلة صفحاته ولكن بكثرة معلوماته تبعث في أي شخص آشوري الفخر والإعتزاز حيث ينفرد الكتاب بأربعة عشر صفحة عن بلاد آشور/ Assyria   لوحدها .

طبعا معظم الآلات قديمة وليست كما نشاهدها اليوم نظرا لمرورها حقبة أكثر من 4000 آلاف عام من التطور الهائل ولكن من المؤكد كانت هذه الألات رغم بساطتها إذ كانت تؤدي أدوارا مهمة في حياة شعوب المنطقة وخاصة في حياة شعبنا  الآشوري.

إن الرحالة المغربي ابن بطوطة يذكر عن زيارته لبغداد حيث هناك كرسي الخليفة العربي المسلم وشاهد بأم عينه خروج موكب الخليفة إذ تتقدمه الموسيقا شيئا لم يجده في كل البلدان التي قام بزيارتها وهذا دليل للدور الهام الذي لعبه اجدادنا في الموسيقا وتفعيلها في هكذا مناسبات مهمة.

وانا أتذكر جيدا عندما كنت صغيرا في  السن بمنطقة الخابور من اعمال الجزيرة السورية وكان والدي مختار القرية وازمع الجميع لفتح قناة من نهر الخابور ومحاذية له قرابة أكثر من كيلو متر لسحب المياه من النهر الذي كان امامه سد ܣܟܪܐ  مرتفع اكثر من مترين وبذلك  سير القناة هذه المسافة مع النهر تجعل المياه المسحوبة قادرة لإرواء أراض شاسعة والواقعة جنوب القرية . وبينما والدي يراقب اهل القرية بعدد كبير من الشغيلة وهم يحفرون ويرمون التراب الى الجهة الاخرى كل هذه العملية كان صوت الطبل والمزمار يشنف الآذان مما يجعل الناس فرحين بهكذا عمل شعبي ويزيد من همتهم ويزيل اعياءهم .

ومن الأشياء الطريفة التي ذكرها هذا الكتاب:  رسالة من الملك الآشوري شمشي حدد/ أداد (1813 – 1781 ) قبل الميلاد والتي كتبهاالى ابنه ( حيث كان حاكما لولاية أخرى ) مقترحا ارسال بنات يهدوم لم/ Yahdum – Lim  الى القصر في العاصمة الآشورية شباط انليل ** كي يدربوا على الموسيقا.
كما هناك رسالتان أخريان أن الموسيقا الحربية قد وثقت في الحوليات والجداريات الآشورية وبمرافقة حتى ببعض المطربين في مثل هذه المناسبات .
.......................
*Joan Rimmer, Ancient Musical Instruments of Western Asia in the British Museum , 1969
**  شباط انليل من العواصم الآشورية القديمة اليوم في محافظة الجزيرة السورية شرق مدينة القامشلي .





















21
الأول من نيسان، يوم رجالات النهضة للقومية الآشورية / إقتراح !


بكل احترام وتقدير أقترح يوم الأول من شهر نيسان/ الشهر المبارك من كل عام أن يكون يوم خاص للإحتفاء برجالات النهضة لقوميتنا  الآشورية.

طبعا، هو اقتراح شخصي على أمل أن يلقى ترحيبا وإسهابا من كافة القراء والنشطاء السياسيين والمدنيين الكرام لتخليد بإقامة نصب تذكاري بأسماء كل رجالات امتنا الآشورية عبر السنين الماضية لما قدموه من جهود ومساهمات في إعلاء شأن أمتنا الآشورية النبيلة.

وهنا أدناه أضع قائمة بأسماء أولئك الذين يستحقون هذه المكانة المرموقة من أبناء شعبنا الآشوري العظيم وفق نظري الخاص، ولكن هذه القائمة لن تكون الفيصل بذكر أولئك القوميين النشطاء حيث بإمكان القراء والمهتمين في هذا الشأن القومي إضافة اليها كل من يرتأون أنهم جديرون بهذه المكانة المرموقة والمشرفة في خدمة امتنا الآشورية ولكم شكرنا وتقديرنا على أمل أن تساهموا مساهمة فعالة في هذا المشروع القومي الحيوي النبيل.

كل من الغبطة المرحومين :

+الشهيد ماري بنيامين  شمعون
ماري زكا عيواص
ماري روفائيل بيداويد
ماري أغناطيوس يعقوب الثالث
ماري سويريوس أفرام
ماري يوحانون دولباني
+الشهيد ماري توما اودو
+الشهيد ماري أدي شير – أسقف سعرد
+الشهيد يعقوب أوكين منا
ماري إيشاي شمعون الثالث والعشرون
الأب يوسف قليتا
الأب بولص البيداري

الجنرال آغا بطرس إيليا
ملك لوكو شليمون بداوي
ملك ياقو اسماعيل
ملك خوشابا يوسف
ملك قمبر ملك وردا
القومي الناشط شكري شرموكلي
السيد جورج درنا
السيد دافيد برلي برصوم
السيد ليفون بيث مار شمعون
السيد سنحاريب بالي

 +الشهيد الدكتور الصحافي آشور يوسف - خربوط
السيد يوسف ملك
العلامة نعوم فائق
الملفان حنا سلمان
الملفان عبد المسيح قره باشي
الملفان وشاعر العصر يوحانون قشيشو
الملفان فريدون آثورايا
الدكتور سعدي المالح
السيد يوسف سلمون ( بيث شليمون )
+الشهيد فرنسيس شابو
 + يوسف توما
 + روبرت بنيامين
 + يوخنا ايشو

الصحفي جميل روفائيل
الصحفي والكاتب الكبير فريد إلياس نزها
الكاتب الكبير أبروهوم كبرائيل صومي
الملفان أبروهوم نورو 
 
........................................

ملاحظة هامة:
إنه اقتراح شخصي وقابل للإضافة أو التعديل بكل ما هو ضروري لخدمة أمتنا الآشورية مستقبلا ولكم شكرنا وتقديرنا  ܀

آشور بيث شليمون
__________________
[/b][/color][/size]

22
وفاء سلطان تكتب
لا ادري ان كان المسيحيون في سوريا قد فشلوا في قراءة التاريخ...ربما لهذا السبب عليهم ان يعيشوه من جديد...وفاء سلطان
*********************************
ليس في سوريا حيّ نظيف إلا ما يقطنه المسيحيون...
ليس في سوريا خلق حميد إلا ما أورثنا إياه المسيحيون...
ليس في سوريا مدارس لا تعلم الحقد والكره إلا مدارسهم...
ليس في سوريا معبد جميل إلا معابدهم...
ليس في سوريا درس محبة إلا ما يُتلى في بيوتهم وكنائسهم...
أجمل الأعياد التي احتفلنا به وأكثرها بهجة كانت أعيادهم...
هم ملحنا، وسكرنا، وطحين خبزنا، وأزهار حدائقنا....
لولاهم لكانت الحياة في سوريا قبيحة للغاية وقاحلة للغاية
(من لا يجيد قراءة التاريخ عليه أن يعيده)
لا أدري إن كان المسيحيون في سوريا قد فشلوا في قراءة التاريخ!
ربما لهذا السبب عليهم أن يعشوه من جديد...
في الشهر الرابع من هذا العام تمر الذكرى المئوية للمجزرة التي ارتكبتها جحافل العثمانين المدججين بثقافة الغزو والسبي والغنائم بحق أكثر من مليون ونصف مليون ارمني
دمرت جحافل البدو تراثهم ولغتهم وتاريخهم، وحاولت أن تستبدلها بثقافة الصحراء التي تتبنى مبدأ "لا تأخذكم بهم رأفة"، لكنهم ظلوا أوفياءا لتعاليم الههم:
فأحبوا من عاداهم لأنهم لا يعادون...
وأحسنوا إلى مبغضيهم لأنهم لا يبغضون.....
وباركوا لاعنيهم لأنهم لا يلعنون.....
يصادقون ولا يغدرون...
يسامحون ولا يحقدون...
يعطون ولا يطالبون..
من على منابر المساجد شُتموا ولُعنوا وكُفّروا وظلوا أولياءا للوطن ولأخوتهم في الإنسانية...
ليس لي عليهم محمل، باستثناء أنهم أداروا الخد الآخر...
بالغوا في تسامحهم كما بالغ المسلمون في حقدهم...
ظنوا أن تسامحهم سيحمي ماتبقى منهم، دون أن يدركوا أن الآخر لايفهم إلا لغة العنف لأنهم رضعوها في حليب أمهاتهم!
لستُ من دُعاة الإنتقام، لكنني لست في الوقت نفسه من دعاة "الخد الآخر"!
لذلك، أراهم اليوم ملزمين بالدفاع عن "الخدين"، فعدوهم جلف ولا يستحق إلا النار والحديد...
أخاف عليهم لأنني أخاف على سوريا...
أخاف على سريانيتهم وآشوريتهم وفينيقيتهم من الإندثار، لأنني على ثقة باندثارهم ستندثر سوريا....
أخاف عليهم لأنني أخاف على المحبة من بعدهم...
أخاف عليهم لأنني أخاف على الله من بعدهم....
هم هويتي، هم وطني، وهم أهلي...
هم باختصار تراثي وحاضري ومستقبلي..
سأبوح بسرّ لم أبح به من قبل...
أمي من عائلة هرمز...
وجذور العائلة تمتد إلى الآشوريين في تل هرمز الذي تحاصره جحافل محمد اليو
م...
لم أكن أعرف ذلك، حتى اعترف لي صديق آشوري بأن أحد أجداد عائلته فر يوما إلى الساحل واستوطن هناك،
وصعقتني أوجه الشبه بينه وبين أخوالي...
لذلك، أبكي اليوم على أهلي في الحسكة كما بكيت على أهلي في اللاذقية...
ولذلك، أبكي اليوم على سوريا كلها من بابها إلى محرابها، وأتضرع إلى الله:
آبانا الذي في السموات
ليتقدس اسمك
ليأتِ ملكوتك..
لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض...
آبانا الذي في السموات...
نجِ سوريا من الشرير



23
لن تفيدنا دموع التماسيح، عندما يستباح الدم الآشوري بغرض الإجهاز عليه !
آشور بيث شليمون

إن ما يجري في بلادنا، وخاصة في العراق وسوريا على المسيحيين عامة والشعب الآشوري خاصة ليس بجديد إطلاقا لنكون صريحين مع أنفسنا.
وهنا، لن أعود الى مراجعة الماضي الأسود بغضون 1400 سنة  من حكم العربي الإسلامي خلت وما أودى بشعبي الآشوري من مآس وويلات وكذلك على الآخرين من الإخوة المسيحيين كونه يتطلب لا صفحات، بل مجلدات !

الطابور الخامس:

أتذكر جيدا ما قراته في كتاب التاريخ المخصص للصف السادس والعاشر,من منهاج الدراسة السوري عن الحضارات القديمة صاحبة الأرض في الهلال الخصيب، بينما تاريخ الغزو العربي يكاد يغطي باقي الصفوف أي من الصف الرابع وحتى الصف الثاني عشر عدا الصفين المذكورين!
رغم التحدث عن التاريخ القديم، فهو كان مقتضبا من جهة ومشوها من جهة أخرى. وجدير بالذكر حتى زوجات الرسول العربي تكاد عند مؤلفي كتب التاريخ اهم بكثير من تاريخ أجدادنا الآشوريين وكذلك الكنعانيين، الإيبلويين والأموريين، الآراميين والكلديين مجتمعة !

قرأت هنا في الولايات المتحدة ولا أتذكر بالضبط أين، نفس الشئ المذكور في المنهاج السوري والذي لا يمحى من ذاكرتي الا وهي الإستشهاد من التوراة لا من الأنبياء الكبار وعلى سبيل المثال- إشعياء، إرميا وحزقيال ، بل عن نبي من أنبياء صهيون الصعاليك والذي كل ما كتبه هو عبارة عن 3 اصحاحات لا غير !

إن هذا النبي الصعلوك هو – ناحوم، وبنظري حتى ليس بنبي، بل شاهد عيان لما حدث لمدينة نينوى، المدينة العظيمة عاصمة العالم من خراب ودمار إُثر سقوطها على أيدي الميديين وحلفائهم من كلديين، آراميين، عرب وغيرهم وهاكم وصفه الحي:

" ويل لمدينة الدماء. كلها ملآنة كذبا وخطفا . لا يزول الإفتراس . صوت رعشة البكر وخيل تخب ومركبات تقفز وفرسان تنهض ولهب السيف وبريق الرمح وكثرة جرحى  ووفرة قتلى ولا نهاية للجثث . يعترون بجثثهم . " ( سفر ناحوم 3: 1-3 ).


" إن أحد أشكال المؤثرات الرئيسية  على التاريخ العالمي كانت الأمبراطورية  الآشورية، التي شكلت العمود الفقري ضد ما تنبأ به انبياء العهد القديم . إشعياء أحد أكبر العمالقة بينهم  رأى الامبريالية الآشورية كادأة بيد الله  لتحقيق أهدافه *..."

إن الأخطبوط الصهيوني يواكبه أخطبوط آخر لا أقل منه شرا وهو العروبة الإسلامية التي اقتفت من الصهاينة في الغرب ومن كتاباتهم كل ما يسيء ويشوه تاريخنا الآشوري الناصع كما ذكرت أعلاه ليضعوه كمادة رئيسية في منهاجهم ! وبصورة اخرى مهما هناك عداء مستحكم بين الصهيونية والعروبة الإسلامية، ولكن نراهما يلتقيان في كرههم وعداوتهم لأمتنا الآشورية .

وإن الأخطبوط الصهيوني لا يكفي بهذا القدر من تشويه، بل يتعداه الى كثير من الأعمال التي علينا فضححها قبل أن تستفحل أكاذيبهم وهي على سبيل المثال:
 
إن  الكتابة الآشوريةAssyrian Grammata كما أدلى بها المؤرخ اليوناني والتي تركها – داريوس الفارسي على عامودين في مضيق البوسفور والتي كانت كما ذكر إحداها بالخط  الآشوري والثانية بالخط اليوناني، بينما يذهب معادو القومية الآشورية ان الخط الآشوري معناه الخط الآرامي .
إن الدارسين والمهتمين في القضايا اللغوية وعلى رأسهم سيروس كوردن/ Cyrus H. Gordon حيث كتب أن احداها بالكتابة الآشورية ( أي المسمارية) والأخرى بالخط اليوناني. **

كما أن  الشعب الآشوري  استخدم اللغة الآرامية، وذهب البعض بان لوحة – بهيستون/ Behistun   في إيران والمعروفة ب – نقش رستم والتي كتبت بثلاثة خطوط وإحداها كانت الآرامية.
وكذلك الأمر ان الآشوريين لم يستخدموا الكتابة الآرامية أو الأصح الكتابة الكنعانية الجديدة مطلقا، وربما جرى ذلك في الممالك التي كانت تحت الإنتداب الآشوري وربما كان الآشوريون مزمعون فعل ذلك ولكن قد فاتهم الأمر كون دولتهم لم يدم لها البقاء وحصل ذلك بعد دخولهم المسيحية بحيث الكتابة المسمارية  لم تدم طويلا وكان آخر وجودها ربما حوالي نهاية القرن الثاني الميلادي كونها محصورة في طبقة معينة من الكهان وكانت تعرف حتى بالكتابة ܟܬܝܒܬܐ ܟܘܡܪܝܬܐ أي بالكتابة الحبرية.
وكذلك الأمر، إن لوحة بهيستون كانت بالخطوط المسمارية الفارسية القديمة والعيلامية والاكادية ( البابلية الآشورية ) .

آشوريا ما بين أنبياء صهيون العمالقة والصعاليك:

إن العداء المستحكم من قبل الصهيونية والعروبة الإسلامية يدعمه بعض من شعوبنا التي يحلو لها التسمية  الآرامية والكلدية وخصوصا بعد 2003 عندما يجابهوا الآشورية، ولكن سرعان ما تتبخر في مجابهة العروبة ليغدوا أكثر عروبيين  ولكن هؤلاء لم يدركوا أن العدو وهو عدو كل من هو ضد التعريب أي إذا كان هناك من يريد ان يقول هو ليس بعربي ، كل ما ينشره ويبثه هؤلاء ضد الشعب الآشوري وهم ضمنا، ولكن من جهة اخرى يعرفوا – أي العرب - مسبقا ان هؤلاء لا وجود ولا خوف عليهم كونهم لا يعادون العروبة بقدر ما يعادون إخوتهم ومن بني جلدتهم من شعبنا الآشوري  الشعب الوحيد المتشبث بقوميته في الوقت الحاضر.

آشور بيث شليمون
...............


* H. W. F. Saggs, The Might that was Assyria, Sidgwick and Jackson , London .

 ** A. D. Godly, end, and trans ., Herodotus ( Cambridge, Mass: Harvard University Press ( The Loeb Classical Library ), vol. 2 (4:87), p. 288

24
وا أسفاه، آشوريو اليوم ليسوا  آشوريو الأمس !

آشور بيث شليمون

إنها مأساة بل واكثر من ذلك نكسة في تاريخنا الحديث عما يحدث على شعبنا في الوطن. ضع جانبا الإنقسام والتقوقع في المذاهب التي في نظري هي أساس كل مشكلة نعانيها اليوم حيث الشعب الواحد منقسم على نفسه أفقيا وعموديا .

في الحقيقة آخر الحقبات التاريخية الذهبية لشعبنا رغم كل العوامل التي كانت تنهشه من كل حدب وصوب ولكن أستطاعت الأمة الآشورية ان تقف وهي فخورة وعالية الهمة في حدثين اثنين وهما عام 1933 إثر الإندحار الذي سجله مقاتلونا وبكل شرف ضد قوات المجرم بكر صدقي والآخر عام 1941 عندما كان شعبنا فريسة لقوات المجرم الاخر رشيد عالي الكيلاني  ومن حوله وكان الله حليفنا مرة اخرى حيث اندحرت القوات المهاجمة أمام فلول مقاتلينا الأشاوس، التي لو نجحت لفعلت ما يفعله داعش اليوم سواء في العراق او سوريا أو ما فعلته قوات المجرم بكر صدقي على شعبنا الأعزل في سميل عام 1933 والقرى الآشورية الأخرى من جرائم ترتعض لها الفرائص !

أسمع جعجعة ولا أرى طحنا

إن عجز شعبنا ومعه يتزامن عجز مؤسساتنا القومية والإجتماعية معا في تقديم اي عون يذكر الى شعبنا الذي هجرته قوى التكفيرية والمتمثلة في داعش وغيرها في قلب البلاد الآشورية سهل نينوى يعد نكبة من النكبات التي تندى لها الجبين!
السؤال هو أين أحزابنا القومية واين مؤسساتنا الإجتماعية ؟ من كل ما يحدث غير الخطب الرنانة الفارغة واكثر من ذلك أقول المتكررة والمهترئة!!

استنفار الشعراء والمطربين

كل ما يعمله هؤلاء المفلسون المهترئون وهم لا يدرون كي يلجأوا الى الشعراء ليلقوا قصائدهم البطولية الكلامية كي يخففوا ألمهم ويقوي أملهم أو أن يستنجدوا بمطربينا وما اكثرهم ربما يخفف عن أوجاعهم أو بالحري عن عجزهم من تحقيق أي شيء يذكر في الساحة الميدانية .

ليس بخاف على أحد، ان شعبنا المشرد بحاجة ماسة الى مساعدات غذائية، أدوية وألبسة الخ ، ولكن علينا أن ندرك تلك المساعدات ليست الدواء الشافي والكافي لقضيتنا الجوهرية والتي هي اكبر من ذلك بكثير وشعبنا يواجه وأنظار العالم مفتوحة عما يجري ليس في قتلنا وتشريدنا فحسب، بل حتى التطاول على آثارنا وهذا ما حصل في مدننا الآشورية هذه الأيام التي هي مبعث فخرنا وإعتزازنا نينوى والنمرود !

اليوم، شعبنا بقلة عدده وعدته يواجه عدوا شرسا وحيدا في تل تمر آخر معقل آشوري في منطقة الخابور، السؤال هو ما العمل؟  هل جماهيرنا في الشتات وظيفتها هي مراقبة الأخبار وما يحصل هناك أو التوجه الى الكنائس للصلاة وتقديم القرابين ؟! أم عليها ان تهب من كل أقطار المعمورة والذهاب الى سوريا للمشاركة في معركة الشهامة والبطولة لمؤازرة إخوتهم وهم محاصرون هناك ؟!

كما قلت، والألم يعصر قلبي إن الشهامة والبطولة الآشورية للأسف قد طواهما النسيان اليوم وغدت فريسة مع احترامي للشعراء والخطباء وما اكثرهم في هذه الأيام !!!


[/size]

25
خبر مفرح جدا
_______________

تم اطلاق سراح جميع المحتجزين الآشوريين بالكامل وهاكم الرابط في المزيد:

http://www.almahatta.net/news3114.htm

وهاكم رابط آخر على صحة الخبر :
http://aranews.org/2015/02/%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%8A%D9%82%D8%B1%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AC-%D8%B9/

آشور بيث شليمون
________________

26
حدياب التاريخ والحضارة موقعها، ملوكها، دياناتها
باسم محمد حبيب
 0  0 Blogger0  1

 

المقدمة

لم ينه سقوط الدولة الكلدانية في بابل عام 539 قبل الميلاد الدور الحضاري لبلاد وادي الرافدين فقد استمر هذا الدور فاعلا ومؤثرا بطريقين : أولا : بما انتقل إلى ثقافات السلالات والقوى التي هيمنت سياسيا على بلاد وادي الرافدين وثانيا : بما افرزه من تجليات ارتبطت بشكل خاص ومباشر بثقافة البلاد وسكانها الأصليين لا سيما تلك الحواضر المهمة التي قدر لها أن تديم العطاء الحضاري لبلاد الرافدين كالحضر وحدياب وميسان والحيرة . ولذلك اهتم المؤرخون كثيرا بدراسة تاريخ هذه الحواضر وبذلوا جهودا كبيرة في كشف غموض تاريخها لكنهم لم يكونوا عادلين في التعاطي مع هذه الحواضر حيث لعبت الايدولوجيا دورا أساسيا في الاهتمام بحواضر معينة وإهمال أخرى ففيما كتب الكثير عن الحضر وميسان والحيرة تم تجاهل حدياب التي اخذ ينظر لها وكأنها حاضرة غريبة لا صلة لها بحضارة وادي الرافدين مع أن المعروف أن حضارة وادي الرافدين ليست حضارة عرقية ولم يساهم في تكوينها شعب بعينه بل هي نتاج شعوب عدة جمعها المكان الجغرافي حيث شعت بنورها على عموم منطقة الشرق الأدنى القديم وأصبحت منتجاتها الحضارية جزءا من موروث الثقافات التي أعقبتها أو التي خرجت من رحمها . وبالتالي نأمل أن يكون هدف هذه الدراسة إذا كان لها من هدف محدد هو كسر القوالب الأيدلوجية المتبعة في دراسة التاريخ وإعادة الاعتبار لدور حدياب الحضاري كواحدة من المراكز الباقية للحضارة الرافدينية بكل ما يحمله هذا الدور من عمق وأصالة وعظمة . ومن اجل ذلك سنستعرض أولا الجغرافية السياسية والحضارية لمملكة حدياب أي حدودها وجذورها الحضارية وأصول سكانها واصل تسميتها ثم ننتقل لدراسة تاريخها السياسي مستعرضين الأدوار التي مر بها هذا التاريخ قبل أن ننهي بحثنا بدراسة دياناتها وإسهامها الحضاري . وختاما لابد لنا أن نشير إلى شحه المصادر التي تناولت تاريخ مملكة حدياب فقد أطبق على المنطقة ظلام دامس بدءا من سقوط الدولة الآشورية سنة 612 قبل الميلاد وكان التاريخ قد أدار وجهه بعيدا عن هذه المنطقة ولم يتسنى لهذا المنطقة أن تخرج من ذلك الظلام إلى النور إلا خلال العصور الإسلامية . إن ما نتمناه هو أن تحض هذه المنطقة بعناية مؤرخينا فهي جزء أصيل من تاريخنا حتى نكون عادلين في التعاطي مع مجمل فتراته وحواضنه الحضارية ومن الله التوفيق .           

المبحث الأول ---

الجغرافية السياسية والحضارية لمملكة حدياب
نشأت مملكة حدياب ضمن الإطار الجغرافي الذي كانت تحكم فيه دولة آشور أو ضمن الإطار الحضاري الذي اشتمل على الشق الشمالي من حضارة وادي الرافدين وعلى الرغم من أن مملكة حدياب لم تقف عند حدود معينة إلا أنها إجمالا لم تخرج عن المنطقة الممتدة من المنطقة الجبلية العراقية شرقا إلى نهر الفرات غربا وضمت في الغالب معظم المدن الآشورية القديمة فهي بمثابة دولة آشورية بوجه جديد لكن حدودها السياسية لم تكن ثابتة عموما بل كانت تخضع للتطورات والأحداث السياسية فتارة تتقلص حدود الدولة حتى أسوار اربل وتارة أخرى تزداد لتشمل أجزاء من سوريا الشمالية واسيا الصغرى أما اسم المملكة حدياب فهناك رأي يرى انه اسم آرامي يقابله في المصادر الكلاسيكية اسم ( ادبابيتي ) وربما هذا الاسم مشتق من لفظة زاب لان الزاب بالآرامية يلفظ بهيئة (دب ) فيكون معنى حدياب واديا بين إقليم الزابين وإقليم آشور وقد اسماه الجغرافيون العرب باسم ( حدة ) التي لعلها مجمعة مع اختزال عن حدياب فيما يرى رأي آخر أن اسم حدياب مأخوذ من لفظة ( اديابين ) التي كانت تطلق على المنطقة في فترة من الفترات لكن هناك من يرى أن معنى حدياب بلاد الأكراد ويقابلها بالسريانية ( بيت قراتواي ) وتشمل المنطقة الممتدة من الزاب الكبير إلى الزاب الصغير وسلسلة بال زاجروس الموازية لنهر دجلة لكن مما يجدر ذكره أن اسم حدياب تلاشى بعد ذلك ولم يعد يطلق على هذه المنطقة الأمر الذي يشير إلى أن هذا الاسم ذو دلالة سياسية وربما له علاقة بالسلالة الحاكمة أكثر من علاقته بالإطار الجغرافي أو الحضاري أو السكاني أما عاصمة المملكة فقد اتفقت المصادر المختلفة على أنها مدينة اربل التي تعد من المدن القليلة التي يمتد عمرها إلى عدة آلاف سنة وهي لفظة أكدية مكونة من مقطعين ( أربا ائيلو ) أي قلعة الآلهة التي حورت فيما بعد إلى لفظة ( هولير ) فيما يرى البعض أن هذه اللفظة لا علاقة لها بتسمية اربيل وقد سكنت اربل مجموعات سكانية مختلفة من الأشوريين الكوتيين واللولبيين والحوريين والميتانيين وغيرهم لكن المدينة بقيت تحمل بصمات الحضارة الرافدينية بشطرها الآشوري .    إن نشوء مملكة حدياب جاء نتيجة للسياسة العامة للإمبراطورية الفرثية ( 140 قبل الميلاد إلى 226 م ) التي تعطي للأقاليم حريات واسعة في إدارة شؤونها الداخلية وتسمح لها بممارسة نوع من الاستقلال ضمن محيطها الجغرافي بما لا يتناقض مع السياسة العامة للإمبراطورية فهي بالتالي نتاج الطبيعة العامة للنظام السياسي الفرثي لكن مملكة حدياب رغم انتمائها للإمبراطورية الفرثية مثلت وبحق وريثا أصيلا لحضارة المنطقة وبالذات حضارة الآشوريين التي شكلت وعلى مدى ألفي سنة الشق الثاني في تركيبة حضارة وادي الرافدين إلا أن سقوط الإمبراطورية الآشورية سنة 612 قبل الميلاد قد خلق فراغا سياسيا لم يستطع البابليون ملئه خلال حكم سلالتهم الأخيرة لأنهم تواروا بعد ذلك بفترة قليلة إلا أن ذلك ينطبق على الجانب السياسي فقد بقيت حضارة وادي الرافدين بشقها الآشوري قائمة لقرون عديدة لاحقة بل أن نظم الدولة الاخمينية التي ألفها العنصر الفارسي هي نظم موروثة من الدولتين الأشورية والبابلية وقد تولى أفراد آشوريون مناصب رفيعة في الدولة الاخمينية وبلغ احدهم منصب أمين سر قمبيز عندما كان وليا للعهد خلال حكم أبيه كورش وبالتالي نستطيع أن نؤكد غلبة العنصر الرافديني أو الآشوري ضمن نسيج العناصر السكانية للمنطقة التي تتألف أيضا من عناصر سكانية تمثل مزيجا من أجناس بعضها جاء إلى المنطقة بفعل الغزوات الآشورية وبعضها الآخر جاء بعد سقوط الإمبراطورية الأشورية عندما تلاشت السلطة السياسية الحامية الأمر الذي قد يجعل من المنطقة الآشورية إحدى المناطق التي تمتاز بتنوع عرقي كثيف لكن بهيمنة واضحة لثقافة البلاد الأصلية أما الواقع الاقتصادي للمنطقة فلكونها وفيرة المياه وذات تربة خصبة فقد أصبحت ملائمة للإنتاج الزراعي الذي مثل الحرفة الرئيسية للسكان إلى جانب الحرف الأخرى التي تنطلق من ارثهم الحضاري وعقليتهم المدنية العريقة .     

المبحث الثاني ----------- نبذة عن التاريخ السياسي                           يكتنف التاريخ السياسي لمملكة حدياب الكثير من الغموض بسبب ندرة الكتابات التي تتناول عصر المملكة بل وينصرف ذلك على العصر الفرثي بشكل عام الذي لا تتعدى مصادرنا عنه بعض الكتابات المسمارية التي بقي استخدامها قائما إلى القرن الأول الميلادي هذا علاوة على المعلومات التي توردها المصادر اليونانية والرومانية والمعلومات المستقاة من علم الآثار وبشكل خاص المسكوكات بالإضافة إلى المصادر العربية والفارسية التي تتسم غالبا بالسمة الأسطورية .     
لذلك لا نعرف الكثير عن كيفية نشوء مملكة حدياب ولا عن الكثير من فترات تاريخها وكل ما نعرفه أن فترة بروزها واكب استقرار الأمور لصالح الدولة الفرثية بعد انتصارهم الكاسح على السلوقيين خلال الفترة من 140 إلى 126 قبل الميلاد لكن يبدو أن نفوذ ملوك حدياب لم يكن قويا أو انه لم يبلغ مرتبة الاستقرار إلا في بداية العهد المسيحي عندما حكم ثلاث ملوك يحملون اسم حدياب قام أولهم بمساعدة ملك الفرثيين اردوان ( 12 – 38 م ) على استعادة عرشه بعد أن نازعه عليه بعض الأمراء المناوئين الأمر الذي دعا الملك الفرثي إلى السماح له بلبس التاج ومنحه حكم أرمينيا ونصيبين إضافة إلى حدياب أي أن نفوذ هذه مملكة حدياب قد شمل مساحات واسعة من ثلاث دول معاصرة ( العراق وسوريا واسيا الصغرى ) ثم تبع ذلك مرحلة توسع أخرى قادها احد الملوك الثلاث وقد حكم حسب بعض الآراء بين عامي ( 36 – 60 م ) إذ استهدف توسيع حكمه في شمال العراق بعد أن نافسته زعامة الحضر وقد نجح هذا الملك من الانتصار على الحضر في مدينة اراسميس التي يعتقد أنها إحدى المدن التابعة لدولة الحضر مما اضطر ملكها أبيا (ابياس) إلى الانتحار برمي نفسه من حصن المدينة حتى لا يقع في الأسر ونظرا لقوة هذا الملك أو الملوك الذين حملوا اسم أيزاد و ما حققوه من انجازات كانت غائبة في العهود السابقة فقد أصبحت لهم منزلة عالية في نفوس الناس وربما دعاهم إلى تقديسهم وهو ما سنتناوله في موضوع الديانة في المبحث الثالث ورغم قوة المملكة إلا أنها لم تخرج عن كونها إقليما تابعا لمملكة الفرثيين في بلاد الرافدين وإيران الأمر الذي دعا بعض ملوكها إلى محاولة مقاومة هذه السيطرة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا وخير دليل على ذلك تبنيهم لديانة غير ديانة السلطة الفرثية مع أن هذا الأمر لا يتنافى مع السياسة العامة للإمبراطورية لان الإمبراطورية كانت من النمط العلماني الذي يفصل الدين عن السياسة فبحسب روايات المؤرخ اليهودي يوسفوس فلافيوس أن اليهودية قد تغلغلت في منطقة آشور القديمة وان بعض ملوك حدياب قد دخلوا في اليهودية ويبدوا أن انتشار اليهودية قد جاء نتيجة الاحتكاك بين مملكتي ميسان وحدياب ما يدل على وجود علاقات ثقافية واجتماعية واقتصادية بين المملكتين وقد وقف ملوك حدياب إلى جانب اليهود في ثوراتهم المستمرة ضد الرومان في فلسطين وقدموا لهم مساعدات مادية مختلفة كما هو الحال عندما أرسلت هيلانة والدة الأمير ايزاط كمية كبيرة من القمح إلى أورشليم لإنقاذ أهلها من المجاعة وقد عرفت هذه الأميرة الحديابية بتدينها وتعصبها لملتها إذ يرجح أنها دفنت في فلسطين ولا يعرف كيف تم ذلك بسبب العداء بين حدياب ورعاتها الفرثيين من جانب والرومان من الجانب الآخر لكن يحتمل أن الأمر حصل خلال فترة من فترات السلام القليلة بين الدولتين إذ بقي ملوك حدياب يشكلون خصما في نظر الرومان وتدخلهم في شؤون الجالية اليهودية داخل حدود الإمبراطورية الرومانية يغيض الرومان كثيرا ويلقى بلاشك استحسان الأوساط الفرثية الحاكمة وربما حصل الحيديابيون على فوائد سياسية من ذلك إلا أن اليهودية لم تستقر كديانة رئيسية في حدياب على الرغم من اعتناقها من قبل الأسرة الحاكمة وحاشيتها المقربة لان الصراع الفرثي الروماني جلب معه ديانة أخرى هي الديانة المسيحية ويبدوا أن للعامل السياسي دور في تغلغل هذه الديانة في مملكة حدياب إضافة إلى القرب الجغرافي من سوريا موطن الديانة المسيحية ويبدوا أن بعض أمراء حدياب قد دانوا بالمسيحية وهو ما لم ينكره الفرثيون لان المسيحية ما زالت ديانة مضطهدة عند الرومان وقد نظر الفرثيون إلى الطائفة المسيحية على أنها طائفة صديقة بحكم العداء الذي يجمعهم ضد روما ما يعني أن المسيحية قد حازت الارجحية خلال تلك الفترة مع أن اليهودية لم تتلاشى من الوسط الحديابي بدليل بقائها ديانة بارزة من جملة الديانات الكثيرة التي يدين بها سكان المنطقة ويبدوا أن مملكة حدياب حفظت على ولائها للحكم الفرثي عندما شن تراجان حملته الشهيرة على بلاد الرافدين سنة 117 م والتي كادت تذهب بحكم الفرثيين في العراق لولا وفاة تراجان واضطرار خلفه هادريان إلى الانسحاب تحت وطأة الضغط الفرثي لقد عانت حدياب من هذا الغزو معانات كبيرة وتعرضت للتخريب حالها حال المناطق العراقية الأخرى إلا أنها وبعد انتهاء الغزو استعادت حيويتها بسرعة لذا بقي نفوذ مملكة حدياب قائما لسنوات أخرى لاحقة ولم تبقى العلاقات على حالها بين ملوك حدياب وملوك الفرثيين إذ أن كل طرف كان ينظر إلى الأمر من منظار مصالحه السياسية وقد رأى الحديابيون في ضعف الدولة الفرثية الذي بدأت علائمه تلوح بالأفق منذ بداية القرن الثاني فرصة للخلاص من وطأة الحكم الأجنبي ونيل الاستقلال المنشود حيث استغل احد أمرائهم المتأخرين واسمه نرساي ( 170 – 200 م ) تصميم الإمبراطور ستمبيوس سفيروس على ضرب الحكم الفرثي ليضع نفسه في خدمته لكن الأمر لم يسر كما خطط له نرساي لان سفيروس الذي حقق الانتصار على الفرثيين واقتحم العاصمة طيسفون سنة 195 م هزم في النهاية مما اضطر الرومان إلى الانسحاب من بلاد الرافدين بعد أن تعرضت قواتهم لخسائر كبيرة الأمر الذي أخلى سبيل الفرثيين ليبدءوا بتصفية الحساب مع أتباعهم الذين ظاهروا الغازي الروماني وكان نرساي من جملتهم حيث هاجمه الفرثيون وأطاحوا بعرشه واستباحوا الكثير من مدنه ويبدوا أن هذه الغزوة كانت ذات نتائج سلبية على مملكة حدياب التي تعرضت للإذلال وتقلص كثير نفوذها السياسي حتى تلاشت في النهاية ويبدو أن العلاقات الفرثية الحديابية تحسنت بعض الشيء في بداية القرن الثالث حتى أنهم قاوموا الحملات الروماني التالية مستفيدين من درس الغزوة السابقة فتعرضت بلادهم للتخريب ولكن الفرثيين طردوا الرومان وعاد الحكم الحديابي مرة أخرى إلا أن قوة جديدة برزت على السطح آنذاك تمثلت ب قوة الفرس الساسانيين الذين أطاحوا بحكم الفرثيين سنة 226 م وحلوا محلهم ويبدوا أن مملكة حدياب بقيت على ولائها للفرثيين ما جعلها هدفا لانتقام الساسانيين الذين أطاحوا باستقلالها النسبي وعينوا أميرا من الأسرة الحاكمة الساسانية وهو اردشير حاكما على حدياب ما يعني بقاء أهميتها السياسية الكبيرة لدى الحكام الجدد .         
       
قائمة ترجيحية لملوك حدياب         
(1) Izates I (c. 15 AD)
(2)  Bazeus Monobazus I (20?–30?)
(3)  Heleni (c. 30–58)
(4) Izates II bar Monobazus (c. 34–58)
(5)  Vologases (a Parthian rebel opposing Izates II) (c. 50)
(6)  Monobazus II bar Monobazus (58 – middle of the 70s)
(7)  Meharaspes (?–116) To the Roman Empire (116–117)
(8)  Narsai of Adiabene (c. 170–200)
(9)  unknown (200 – c. 310)
(10)  Aphraates (c. 310) To the Sassanid Empire (226–649)


المبحث الثالث ---------
ديانات حدياب وحضارتها

لم تختفي الحضارة الرافدينية ( الفرع الأشوري ) بسقوط الدولة الآشورية على يد البابليين عام 612 قبل الميلاد بل استمرت هذه الحضارة تقاوم عوامل الفناء لقرون أخرى لاحقة وخير دليل على ذلك بقاء عبادة الآلهة الرافدينية آشور وشيرو وعشتار ونانيا وبيل ونابو ونركال إلى القرن الثالث الميلادي إلا أن بقاء هذه الديانة لا يعني أنها مازالت ديانة سائدة إذ نافستها ديانات أخرى أبرزها الديانة الزرادشتية ديانة الإمبراطوريات الحاكمة في بلاد الرافدين والديانة اليهودية التي يدين بها أفراد الجالية اليهودية في شمال العراق والذين تم سبيهم من موطنهم في فلسطين خلال العهد الأشوري إلا أن أيا من هاتين الديانتين لم يشكل منافسا حقيقيا للديانة الرافدينية لان سكان المنطقة عزفوا عن الدخول في الديانة الزرادشتية كونها ديانة السلطة الأجنبية الحاكمة فيما لم تنتشر الديانة اليهودية بسبب طابعها غير التبشيري إلا أن تطورا مهما حصل خلال العقود الأولى من العهد المسيحي حينما اعتنق أمير حدياب الديانة اليهودية وقد أبان المؤرخ الروماني اليهودي الأصل فلافوس جوزيفوس عن أن هذا الأمر تم بعد التقاء ولي العهد الحديابي أيزاد بأحد تجار ميشان ومن ثم وبعد تولي هذا الأمير السلطة في حدياب جعل اليهودية دينا رسميا للإمارة ويبدوا أن هذه الديانة لم تقتصر على السلالة الحاكمة بل تعدتها إلى جزء كبيرا من شعب حدياب فقد أشير إلى أن مجموعات كبيرة من الأمراء والأهالي الأصليين لمملكة حدياب ومدينة اربل اعتنقوا الديانة اليهودية لكن سيادة الديانة اليهودية على حدياب لم تستمر إلا وقتا قصيرا مابين 50 إلى 100 سنة حيث بدأت ديانة جديدة بالانزياح إلى المجتمع الحديابي وهي الديانة المسيحية التي اختلفت الروايات حول زمن وطريقة انتشارها وبحسب المؤرخ يوسابيوس القيصري فان ( مار أدي ) هو المبادر إلى ذلك إلا أن هناك نظرية أخرى ترى أن تلميذي أدي أجاب وماري هما الذان تكلفا بذلك بعد أن بشرا بها في مدينة اربيل وفي كتاب يسمى ( تاريخ اربيل ) يعود إلى القرن السادس الميلادي يرد ذكر أن اداي نفسه قد رسم الأسقف الأول في حدياب وهو رجل اسمه ( بقيذا ) سنة 104 م بعد أن كان زرادشتيا حيث اهتدى بعد

أن رأى مار أدي القادم من الرها وهو يعمل المعجزات بإحياء الأموات وتمضي إحدى الروايات بعيدا عندما تعد انتشار المسيحية نتيجة لإيمان احد الأمراء الحديابيين وهو أيزاد الحديابي سنة 59 م ويبدوا إذا ما صحت هذه الرواية أن هذا الأمير غير الأمير الحديابي الذي اعتنق اليهودية على الرغم من تشابه الاسم إذ أن هناك أكثر من أمير حمل اسم أيزاد وقد بالغت إحدى الروايات بوصف الطريقة التي اعتنق بها الأمير المسيحية حيث نسبت ذلك إلى معجزات مار أدي الذي شفى الملك من داء الجرب ومن خلع يده اليسرى وبعد أن رأى زرادش قائد الجيش ذلك اعترته الدهشة والانذهال وطلب من مار أدي شفاء ابنه الوحيد المدعو دادي الممسوح بروح نجسة فبراه منها وبهذه المعجزات وغيرها كما تصف الرواية امن الملك وقائد جيشه والأشراف وكثير من أبناء اربيل . وعلى ما يرجح فان مصدر هذه الروايات هي الأروقة الشعبية الأمر الذي يفسر احتوائها على عنصر المبالغة وكما اشرنا في السطور الماضية فان المسيحية حققت نجاحات كثيرة في حدياب حتى بلغت مرتبة الأسقفية حيث حاز بقيذا على كرسيها من سنة 104 إلى سنة 114 م وبعد فراغ كرسي الأسقفية لستة سنوات بسبب الحرب ودخول الرومان إلى حدياب في عهد تراجان سنة 117 م عين شيشرون أسقفا سنة 120 وبقي في الأسقفية إلى سنة 123 م حيث قتل على يد طائفة المجوس فعد أول شهداء المسيحية في حدياب ثم تولى إسحاق وظيفة الأسقف فكان أهم عمل ينسب له تدريسه ل ( رقبخت ) حاكم حدياب وكذلك عمده خفية خوفا من ملك الفرثيين ولغش الثاني الأمر الذي اغضب المجوس وجعلهم يهمون بقتل الأسقف لولا أن سارع حاكم حدياب إلى إنقاذه ومن أعماله أيضا بناء كنيسة في حدياب عرفت باسمه توفي سنة 148 م بعده جاء إبراهيم وهو من مواليد بلدة حردا القريبة من الموصل حيث اخذ يجول في الجبال مبشرا بالنصرانية وذهب إلى المدائن لكسب تعاطف الفرثيين لإخوانه في العقيدة إلا أن جهوده باءت بالفشل بعد قدوم الرومان ومحاصرتهم للمدائن سنة 165 م بقيادة لوقيوس واروس ثم مات قي نفس السنة من اثر وباء داهم بلدته حيث خلفه نوح وهو من أهالي بلدة الانبار وهو من الذين حجوا إلى أورشليم حيث قام بذلك مع أبويه قبل توليه منصب الأسقفية قاس السجن خمس مرات وجلد 12 مرة من اجل عقيدته الأمر الذي جعل ذكراه حية في نفوس الناس الذين نقلوا عنه الكثير من المعجزات توفي سنة 181 م وبعد وفاته بنى الأهالي فوق ضريحه كنيسة سميت باسمه فرغ كرسي الأسقفية مرة أخرى وفي عام 185 م انتخب هابيل أسقفا على حدياب اشتهر بالوداعة ولين العريكة وفي وقته هاجم ولجش الرابع مدينة حدياب للانتقام من ملكها


نرساي الذي مالئ الروم ما أدى إلى تعرض حدياب إلى التخريب على يد ذلك الملك بعد هابيل جاء عبد المسيح الذي تنصر بعد رحلة إلى إنطاكية ودمشق وهو من أطول من تولى الأبرشية في حدياب حيث بقي في كرسيها 35 سنة وقيل 25 ومن أعماله بناءه العديد من الأديرة والكنائس جاء بعده حيران الذي سقطت في عهده دولة الفرثيين حيث عاصر بدايات العهد الساساني الذي أطاح باستقلال حدياب بعد وفاته سنة 258 م تولى شحلوفا وهو من مواليد بلدة تقع بين العمادية والموصل كرسي الأسقفية في حدياب عرف بمواقفه لنصرة أخوانه المسيحيين في تل تباحا والمدائن أما دابوري فهو ابن احد كهنة اربيل زار المدائن لنصرة مسيحييها وعين عليهم (فافا ) الذي يعد أول جاثليق مسيحي يتولى كرسي المدائن ما يعطي لحدياب أهمية كبيرة في مسار تاريخ المسيحية في العراق ويضع أساقفتها في مقدمة الأساقفة المثابرين والمضحين من اجل العقيدة ثم جاء شريعا الذي حاول الوقوف بوجه ادعاءات فافا بالزعامة على كل أساقفة المشرق وقد أيده في ذلك الاكليروس والشعب والكثير من أساقفة المشرق إلا أن فافا راسل سعد أسقف الرها ( 313 – 324 ) وأساقفة المغرب فحبذوا طلبه وساندوه الأمر الذي أحبط مساعي شريعا ثم استمر توسع الديانة المسيحية حتى عدت ابرز ديانة في شمال العراق خلال العهد الساساني كذلك ظهر دين آخر في هذه المنطقة هو الدين الايزيدي حمل عناصر من جملة الديانات التي تتواجد في منطقة حدياب ربما يمثل محاولة لإنتاج دين يجمع جميع الخلفيات الدينية للدولة ومن المحتمل أن هذا الدين قد ارتبط باسم الملك أيزاد ربما ايزاد اليهودي أو ملك أخر سبقه إذ لا نمتلك تسلسلا واضحا لملوك حدياب وفي عهد هذا الملك بلغت مملكة حدياب أقصى اتساعها الأمر الذي دفع الناس إلى تقديسه وربما عد بسب ذلك من الأولياء . أما حضارة المنطقة الآشورية في عهد مملكة حدياب فقد كانت بارزة ومؤثرة ومن ابرز ما يحسب لهذه الحضارة تأثيرها الكبير في الحضارتين اليونانية والرومانية فمن بين الكتاب الذين نقلوا التراث الرافديني ( لوقيانس السمسياطي ) الذي يعرف نفسه كأشوري غير فصيح اللسان مرتديا سترة منسوجة تقريبا على الطراز الأشوري و ( بامبليخوس ) السرياني من أهل القرن الثاني الميلادي الذي كتب رواية مدونة عن بابل أما ( طيطيانوس ) فيشير صراحة إلى أصله الآشوري عندما قال عن نفسه انه " يتفلسف بأسلوب البرابرة مولود في ارض الآشوريين حيث تثقف أولا على مبادئهم ( أي مبادئ الإغريق ) ثم اصرخ أنا الآن ارفض الحضارة الإغريقية لأنها شيء غير جدير بالاقتناء ) ومن التأثيرات التي يشار أن للاشوريون يد فيها تسلل عقيدة الثالوث المقدس إلى الديانة المسيحية حيث يشار إلى أن هذه العقيدة لم تدخل اللاهوت المسيحي قبل القرن الثالث الميلادي حيث كان البابا ديونيسيوس بابا روما مندهشا بفكرة الاقانيم الثلاثة المقترحة من قبل

اورجينس وهنا يبرز السؤال : من أين أتى اورجينس بهذه الفكرة ؟ أن معلمه كما هو معروف هو كليمنسن الاسكندري الذي بدوره تتلمذ على يد طيطيانوس انف الذكر والذي قلنا انه من أصل آشوري على أننا لا نعلم على وجه اليقين من أي بلدة من بلاد آشور جاء طيطيانوس ؟ وهل هو من أبناء منطقة آشور ؟ أم من قاطني سوريا إلا أننا نعلم انه آشوري وانه ينتمي إلى التقليد الديني الذي كانت فيه أفكار الثالوث متداولة ومعروفة لعدة قرون .         

 
قائمة بأسماء أساقفة حدياب
   
• Pkidha (104-114)
• Semsoun (120-123)
• Isaac (135-148)
• Abraham (148-163)
• Noh (163-179)
• Habel (183-190)
• Abedhmiha (190-225)
• Hiran (225-258)
• Saloupha (258-273)
• Ahadabuhi (273-291)
• Sri'a (291-317)
• Iohannon (317-346)
• Abraham (346-347)
• Maran-zkha (347-376)
• Soubhaliso (376-407)
• Daniel (407-431)
• Rhima (431-450)
• Abbousta (450-499)
• Joseph (499-511)
• Huana (511-???)


الخاتمة ---

والآن وبعد أن اكتمل بحثنا عن حدياب لابد أن نعرف أهم النتائج التي خرجنا بها عن هذه المملكة ودورها الحضاري خلال فترة بروزها السياسي خلال القرنين الأول والثاني الميلاديين .       
 إن أهم النتائج التي خرج بها البحث هي ما يلي :     
(1) أن المنطقة الآشورية استعادت شيئا من بريقها السياسي السابق من خلال دولة حدياب التي كانت تتمتع باستقلال ذاتي ضمن حدود الإمبراطورية الفرثية .         
(2) مثلت حدياب أول دولة عراقية تعتنق اليهودية وتجعلها دينها الرسمي في وقت كانت فيه اليهودية تتعرض للضغط الروماني .   
(3) كانت حدياب من أولى المناطق العراقية التي تستقبل التبشير المسيحي وكان لها دور في نشر الديانة المسيحية في العراق قبل العهد الإسلامي .
 
(4) بقيت الحضارة الرافيدينية بشقها الآشوري مصدر إشعاع حضاري كبير للغرب والشرق معا .       
(5) لم ينتهي دور المنطقة الآشورية بسقوط حدياب على يد الساسانيون مثلما لم يحصل ذلك في العهد الآشوري الذي شهد سقوط الدولة الآشورية عام 612 قبل الميلاد .         


المصادر       

 (1) احمد قوشجو اوغلو ، جولة في ديار التركمان ، مقالة منشورة في موسوعة تركمان العراق على الموقع الالكتروني :
www.alturkmani.com
(2) ريبر جعفر ، تاريخ كردستان القديم ، ص 30 ، مقالة منشورة على الموقع الالكتروني :
http//ar.wikipedid.org/wiki
(3) عبد العزيز عبد الأحد نباتي ، تاريخ عنكاوة ، ( اربيل : مطبعة صلاح الدين ، 2000 )
(4) آرثر كريستنسن ، إيران في عهد الساسانيين ، ترجمة يحيى الخشاب و عبد الوهاب عزام ، ( بيروت ، 1982 )
(5) سيمون بار بولا ، الآشوريون بعد سقوط آشور ، ترجمة : زكريا نينونيا ، بحث مقدم إلى المؤتمر القومي الآشوري في لوس أنجلس 4 أيلول 1999 م
(6) جواد مطر الموسوي ، الأحوال العسكرية في الحضر قبل الإسلام ، مجلة الآداب الصادرة عن كلية الآداب /جامعة بغداد ، العدد (71 ) ، 2005 .
(7) جواد علي ، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ، ج 3
(8) يوسف رزق غنيمة ، نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق ( مع ملحق ) ، ( لندن : دار الوراق ، 1997 )
(9) نقلا عن مقالة منشورة في مجلة كلمة الراعي الصادرة عن أبرشية جبيل والبترون للروم الارذوكس ، الأحد 18 أيار 2003 ، العدد (20 )
(10) نقلا عن المصدر الالكتروني : http://en.wikipedia.org/wiki/Adiabene
 (11) الموقع الالكتروني :
 http://www.jerusalempedia.com/Tombs_of_the_Kings.html

(12) فؤاد يوسف قزانجي ، المسيحيون في العراق ، مقالة منشورة على الموقع الالكتروني التالي : www.zenit.org
(13) الأب فيليس الشابي ، تاريخ كنيسة المشرق الكلدانية القرون من 1 إلى 4 ، جزء 2 ، نقلا عن موقع مجتمعنا الكلداني الالكتروني : www.keldaya.net
(14) نقلا عن موقع مطرانية السريان في حلب على الموقع الالكتروني : syrcata.org / insex.php
(15) نقلا عن مقالة منشورة على الموقع الالكتروني التالي : www.betnahrain.net/arabic/history/fall
(16) أخذت المعلومات من الموقع الالكتروني : http://www.nestorian.org/bishops_of_adiabene.html
 
- See more at: http://www.elaph.com/Web/opinion/2010/7/584122.html#sthash.UphYdqel.dpuf

27
    لكاتب/ة : فواد الكنجي
    تصنيف المقال :أبحاث تاريخية
    تاريخ المقال : 2015-03-03

نينوى مدينة الأشوريون ، مدينة الشموخ والمجد، عانقت الشمس قبل سبعة ألاف سنة او يزيد ونهضت شامخة على الضفاف نهر دجلة، شع بريق ظهورها منذ فجر مبكر، حيث ألاف الكتب والمجلدات تتحدث انبهارا عن فنونها وعلومها ومجدها العملاق، فليس هناك على كوكب الأرض – في المطلق - من بحث عن تاريخ الا وكانت (نينوى الأشورية ) محطة تستوقف الباحثين والعلماء في الأدب والحكمة والفنون والفلسفة والتاريخ والعلوم، كونها امتلكت كل مكونات الحضارة ومقوماتها في أعظم انجاز خلد تاريخ (الأشوريين) الا وهي مكتبة ( اشور بانيبال ) والتي تعد أول مكتبة عامة في تاريخ البشرية ، حيث احتوت على كنوز المعرفة الإنسانية، ومنحت مؤسسها (آشور بانيبال) المكانة المرموقة بين رعاة العلم و المعرفة العظام بصفته ملكا مثقفا اهتم بالعلم والمعرفة، وجعل من مكتبته أول وأشهر وأغنى مكتبة عرفت في التاريخ القديم، سبقت مكتبة الإسكندرية بأكثر من ثلاثة قرون، وجاءنا منها نصوص ما لم يأتنا من أية مكتبة قديمة غيرها، لقد ضمت تلك المكتبة في أجنحتها أروع وأثمن ما تم الكشف عنه من الكنوز الأشورية خلال القرنين الماضي والحالي، قبل إن يأتوا فصيل من المجرمين والقتلة واللصوص ( دولة الإسلام – داعش) هؤلاء الأوغاد الأنجاس ليحيلوا تاريخ وحضارة وفن الدنيا إلى ركام يدمرون اثأر اعرق وأعظم مدينة على الأرض إلا وهي الحضارة الأشورية .

وبهذا الجرم الشنيع نراهم عبر ما صور من أفلام توثيقية لجريمتهم النكراء يتباهون فينشرون أفعالهم الدنيئة عبر كل مواقع الإنترنت، يوم 26-2-2015 ليبقى هذا التاريخ في ذاكرة المجتمع الدولي في اكبر انتكاسة لقيم الحضارة والإنسانية ،صورا تظهر زمر من المجرمين المسلحين وهم يدمرون الآثار الآشورية التاريخية لمدينة نينوى ، بالمطارق والحفارات اليدوية والمعاول، و يحطمون التماثيل الأثرية على سور نينوى ، وأبرزها الثور المجنح وعدة من التماثيل الحجرية والرخامية الضخمة، يعود تاريخه إلى القرن التاسع قبل الميلاد، بدعوة أنها أصنام وثنية لا يجوز الإبقاء عليها حسب عقليتهم الرعناء دون ان يعو بان هذه التماثيل لم تعبد على مدار التاريخ ولم تقام من اجل العبادة بل أقيمت لتزين قصور الملوك ومدينة نينوى ليارخو عليها انجازاتهم كما كانوا يؤرخون الإحداث على جداريات والألواح الحجرية، بكون أن ذاك لم يكتشف الورق بعد، بكون الأشوريون هم أقدم الشعوب في العالم أمنت واعتقدت بوجود الله في سماء وكانوا يسمونه ( أشور ) فأشور هو اسم( الله ) باللغة الأشورية القديمة كما هو الله اسم للرب باللغة العربية، فالأشوريون عرف وامنوا واعتقدوا بوجود الله في العلى قبل سبعمائة ألاف سنة ،أي قبل المسيحية وقبل مجيء الإسلام بدينهم وحرفوه هؤلاء الدواعش الأوغاد ليحكموا هم على أنفسهم درجة جهلهم وأميتهم وغبائهم..! فلو كانوا على قدر ضئيل من الفهم والإدراك و المسؤولية، ولا نقول أكثر، لما كانوا فعلو ما فعلوه بتاريخ أجداهم، فان كانوا عربا من الشرق فان أصولهم تعود للأشوريين، لا محال، قبل تغير ديانتهم إلى الإسلام ، ولكن ما نقول لجهلاء والسفاحين والقتلة واللصوص ...! وليدركوا وليعلموا هؤلاء المغول الدواعش، بان الإسلام حينما حطم الأصنام حطمها في( مكة والمدينة ) لأنها كانت تعبد ولكن الأشوريين لم يصنعوا أصنام بهياكل دمى صغيره كما عرف في الجزيرة العربية ووضعوها في أماكن مقدس معينة بمنازلهم ليعبدونها، وإنما صنعوا تماثيل ضخمة عملاقه ووضعوها في الطرقات وإمام قصورهم لتزين جمالية المدينة والقصور ليس الا، ولم يضعوها في معابد خاصة ليأتوا لعبادتها كما كان العرب يفعلون بأصنامهم في الجزيرة .

واليوم بمفهوم هؤلاء الأوغاد (داعش) وإتباعها يكون( الحجر الأسود ) في( مكة)" الحجر الأسود هو حجر مكون من عدة أجزاء، بيضاوي الشكل، أسود اللون مائل إلى الحمرة، وقطره 30 سم، وقد عززت بعض الأجزاء الصغيرة معا من خلال لصق سبعة أو ثمانية أجزاء مع بعضهما. الحجم الأصلي للحجر هو حوالي 20 سنتيمتر (7.9 إنش) في 16 سنتيمتر (6.3 إنش). حجمه الأصلي غير واضح نتيجة لتغير أبعاده علي مر الزمان، كما تم إعادة تشكيل الحجر في عدة مناسبات - راجع موسوعة وكيبيديا " أيضا صنما لان ملايين من المسلمين يذهبون ويقبلونه ويطوفون حوله أليس هو بمثابة صنم يعبد ..؟ فلماذا إذا يا أيها الأوغاد يا داعش ،لا تذهبون هناك وتهدمونه كما تهدمون حضارة الأشورية في موصل.. ؟ ام إنكم تضحكون على ذقونكم بشعارات كاذبة ، تحللون وتحرمون وفق أمزجتكم ، وانتم لا تفقهون شيء عن دينكم وعن الإسلام فكيف تفهمون ما قيمة الحضارة والتاريخ والكتب والمخطوطات والآثار، التي تعتبرونها محرمات فتحرقونها وتدمرونها ..؟ هل العلم والمعرفة وأدواتها في عقيدة الإسلام هي كفر ضمن رويتكم...؟ فلماذا أذا تستخدمون أدواتها، بنشر جرائمكم، عبر السلاح والرصاص والمدرعات المصنعة في الغرب وتستخدمون توينر و خرائط كوكل والاتصالات والتنقل بعربات همر وتويوتا ونيسان وتلبسون أحذية اديداس و نايك المصنعة في أمريكا أليست هذه من صناعة العلم ومنتجة من مجتمعات غربية وغير مسلمة وانتم تعتبرونهم مجتمعات كفرة ويجب إبادتهم كما تفعلون بالأشوريين المسيحيين في العراق وسوريا ومصر ..!

هذا هو دليل جهلكم يا دواعش، ناقشوا الأمور مع ذاتكم بمنطق العقل لتصلون الى حقائق ...، ولكن لا تفعلون لان غرائزكم الحيوانية تطغي على سلوككم وتصرفاتكم وهي التي تقودكم وستقودكم الى الجحيم وبائس المصير، ولا ما الذي يدفعكم الى تحطيم اثأر حضارة وهي التي نورت عقول البشرية وأوصلتهم الى هذا النور في العلم والمعرفة .
ان تحطيم الآثار الأشورية لهي جريمة بحق التراث الإنساني، لان هذه الآثار هي جزء مهم من تاريخ البشرية والتراث العالمي، فضلا عن ذلك فان تلك الآثار تمثل أولى الحضارات الإنسانية، ولا يمكن كتابة تاريخ البشرية من دون هذه الآثار التي أعطت المؤرخين والعلماء الدلائل والإثباتات الأولى على بدايات تفكير الإنسان وكيف كانت أصول هذا التفكير الذي تطور ليصل إلى ما وصل إليه في هذا القرن الواحد والعشرين.

ان داعش- يوما بعد أخر- وبجرائمها ووحشيتها تكشف مدى تخلفها الفكري والعقلي في تدمير هذا التراث، تراث الأشوري، تراث امة العراق والعرب المشرق بكونهم من أصول هذه الأمة، امة الأشورية الخالدة ، وهذه جريمة مشينة ومهولة، سيسجلها التاريخ كما سبق ان سجل غيرها من الجرائم داعش التي أقدم عليها البرابرة الجدد المتوحشين الدواعش الذين شوهوا بجرائمهم تاريخ البشرية والتراث العالمي.

ان فداحة إجرام داعش تكمن أيضا في تلازم التدمير مع سفك دماء وقتل وذبح المواطنين الأشوريين الأبرياء في العراق وسوريا ومسيحي مصر وتهجيرهم وتدمير نمط حياتهم وعيشهم الضارب في عمق التاريخ في هذه المنطقة منذ ألاف السنين، وهنا تكمن الجريمة الكبرى، ان ما جرى ضد حضارة وادي الرافدين على يد داعش لا يمكن السكوت عنه وتجاوزه، بل بات جريمة موصوفة ضد الإنسانية يجب المحاسبة عليها بسبب فداحتها وعمق الضرر الذي ألحقته بتاريخ البشرية وتراثها ولا بد من المحاسبة على هذه الجرائم، فبعد أن عجزة الدولة العراقية وحكومته من فعل أي شيء طوال فترة احتلال مدينة موصل في 6-6- 2014 والى يوما هذا، وهي للأسف تتفرج على المشهد بدم بارد وكان موصل ليست مدينة عراقية، بات أمر مخجل حقا ، مما يدعو بنا أمر حماية تراث وحضارة وحماية الأشوريين من الإبادة والتدمير، من مهمة المجتمع الدولي الذي يجب ان يبادر لوقف هذا المسلسل الإجرامي من دون أي تأخير واليوم قبل الأمس، لان التأخير يرتب المزيد من الإضرار والخسائر التي لا تعوض.
فأهمية الحضارة الأشورية في العراق والتي للأسف لا تبالي الحكومة العراقية بها، يكفي أن نقول لنذكرهم لعلى نسوا او تجاهلوا ،بأن مكتبة ( اشور بانيبال ) الأشورية فحسب، احتلت الصدارة في العديد من البحوث والدراسات في عوم العالم ،لما احتوته من رقم طينية تعد في الزمن الراهن من أهم ما يمتلكه المتحف البريطاني من آثار المعرفة والتي تقدر بأكثر من( خمسة وعشرين ألف ) رقيم أوقفت العالم أمام عظمة تأريخها واغتنت أشهر متاحف العالم بروائع آثارها وكنوزها، عكست منجز الإبداع لواحدة، تعد من أكثر الحضارات البشرية المعروفة عراقة وأصالة، ألا وهي الإمبراطورية الأشورية، حيث حفظ هذه المكتبة العريقة منجزات حضارات وادي الرافدين السابقة أنقذتها من البعثرة والضياع ووضعتها في مكان واحد فحفظت الكثير من الآثار الفكرية أهمها (قانون حمورابي) جمع في 282 مادة تشريعية كما حفظت الأساطير والملاحم والإعمال الأدبية التي تناولت الرثاء بشكل اناشيد، واعتبر المؤرخون بان (مكتبة آشور بانيبال) هي أقدم مخازن الرقم الطينية في وادي الرافدين و أقدم مكتبة اكتشفت حتى الآن ، وأقدم من المكتبة الإسكندرية ، فـ (الملك سرجون الثاني721- 705 ق.م) هو من سعى في جمع الرقم الطينية حيث وجدت ألواح كانت كتبت في عهده عليها ختم خزائنه، وقد توسعت هذه المكتبة في عهد (آشور بانيبال) الذي خلفه في الحكم حيث عمل على رفدها بالمزيد من الرقم الطينية وتولى توسيعها، ، فقد اهتم بفنون الكتابة وناصر الكتبة, إذ قال في أحد النصوص "استقيت المعارف الخاصة بالكتبة وحذقت آيات السماء والأرض ودرست ظواهر السماء وتمكنت من حل قضايا صعبة في القسمة والضرب وأتقنت فن الكتابة السومرية والاكدية الصعبة جداً, وكنت أحب أن أقرأ الأحجار والأنصاب المكتوبة من أزمان ما قبل الطوفان".‏ من الجدير بالذكر أن الملك (آشور بانيبال) تعلم الكتابة منذ الصغر, وأن والده الملك (اسرحدون) اهتم برعايته والإشراف عليه بنفسه, حيث بدأ بتخصيص معلم يشرف على تربيته وتهذيبه كان اسم معلمه (نابو ـ اخِ ـ اريبَ( الذي أشرف بشكل مباشر على تهيئته وتطوير معارفه.‏ كان آشور بانيبال ملكا حكيما ومحاربا محنكا وعالما مولعا بالآداب، وقد قال: "لقد تعلمت الحكمة عن الحكيم (آدابا)، واقتبست أسرارها، وأسرار فن الكتابة على الرقم، وخصتني السماء بالحكمة، ناقشت في مجالس العلماء، شاركت في معرفة الفأل من الكبد، أستطيع تفسير جميع الألغاز. وقد قرأت أصعب الرقم السومرية والأكدية، وتمعنت في النقوش الحجرية قبل الطوفان". والدليل الأكثر أهمية بهذا الخصوص هو اهتمام آشور بانيبال بالنشاطات العلمية والكتابية هو ما جمعه في مكتبته الشهيرة الألواح والرقم الطينية في مجموعته الخاصة لمطالعتها في المكتبة".

ومن المعروف أيضا أن الكنوز الحضارية التي شاعت شهرتها في بلاد النهرين لحق بها الإهمال والسطو ولم تنجوا الا حين انتقلت ألاف القطع إلى متاحف باريس ولندن، ورغم إننا كنا نتهم الغرب بأنهم سرقوا أثارنا وكنا نطالب باسترجاعها ولكن اليوم نكتشف حقا بأننا كنا واهمين لأننا لسنا أهل لحفظ الأمانة ،أمانة ما تركوه لنا الأجداد من علم ومعرفة وتراث وحضارة وإلا لكان كل ما حملوه من الآثار الموجودة في متاحفهم اليوم قد تم تدميره على يد تنظيم داعش الإجرامي وأتباعها ،كما يدمر اليوم اثار ملوك أشور في موصل . تلك الآثار التي تراكمت فيها تجارب في فن النحت بموطن الآشوريين منذ أقدم العصور، وتحكم موقع بلاد آشور كما يشير الباحثون في تكوين الهيئة العامة للشخصية الأشورية، وتميز هذا الفن بأسلوب موضوعاته من خلال مجاميع القطع النحتية البارزة التي أظهرت الخصائص والصفات الأشورية في تنظيم الشَعر وإشكال الملابس ونقلت ألينا موضوعات قصصية، كما في المسلة البيضاء المكتشفة في (تل قوينجق) داخل مدينة نينوى. والتي حملت ألينا من القرن الثالث عشر ق.م بوجوهها الأربعة موضوعات قصصية مختلفة.

لقد حدد النحات الأشوري خطوط مساراته في الإبداع من خلال الألواح التي جاءتنا من زمن (أشور ناصربال 824 ق.م) وكذلك من زمن (سرجون الثاني 705 ق.م ) الذي زين عماراته ومعابده وقصوره بمجاميع من الألواح المنحوتة، فيما أتاح لنا النحات الأشوري في زمن (سنحاريب 682 ق.م) التعامل مع ألواح حملت حوادث مصورة، حيث تم تطور النحت البارز في زمن (أشور بانيبال ) باتجاه المدرسة الواقعية مع ازدياد قدرة النحات على إظهار التأثير المطلوب في الحالات المختلفة وإظهار التفاصيل الكثيرة في إشكال وهيئات الإنسان والحيوان والنبات، وهذا يعني ان النحات الأشوري قد بدأ بتحسس موضوع (علم المنظور والإبعاد) وهو ما تحقق في القطع النحتية الكبيرة التي تم وضعها في مداخل المباني وقصور الملوك ومداخل المدينة و قوامها مخلوقات مركبة عرفت باسم (لاماسو، او الثور المجنح ) تتألف من مكونات قوى بشرية وحيوانية نجح النحات الأشوري بدمجها بشكل منسق، وكان لهذه المنحوتات الكبيرة والمتكونة من رأس إنسان وجسم حيوان وجناحي طائر، و(الثور المجنـّح) يمثل ذروة النحت العالي الأداء في المخلفات الآشورية، والذي مازال أسلوب النحت الأشوري يدرس في كل مدارس الفن في ارقي جامعات العالم، ويذكر بان أستاذ علم الآثار الآشورية (جون راسل) يقول :" ورَد ذكر هذا لاماسو في كتابات الملك الآشوري سنحاريب حيث جلبت رجالا أسرى من المدن التي غزوتها وبنو لي قصرا يقف على بوابته اثنان من هذا الثور المجنح ، ومن هنا نؤكد ثانية ونقول لعصابات داعش إن تهمة (عبادة الثور المجنح او بمفهومهم أصنام ) تبطل لأنه ليس من الممكن أن يكون (الإله) حارسا على بوابة قصره، لان هذه التماثيل ليست أصنام لتعبد كما يتهيأ عناصر( داعش) فيقوم بادعاءات كاذبة وفق تفسير خاطئ بأنها كانت تعبد لان (اللاماسو) قوة تجمع أربعة عناصر تكوّن الكمال (الأسد للشجاعة والثور للقوة والنسر للمجد والإنسان للحكمة)، وهذه التشكيلة كانت مرتبطة بالقصائد وهي في الوقت ذاته تعود الى أساطير عراقية عرفها العراقيون وتداولوا سرها قبل (الإغريق )بألفي سنة، ومنها كما اثبت الباحثون أسطورة (كلكامش) التي سبقت الأساطير الإغريقية، بل وكانت النواة الأساسية لبناء أساطيرهم من بعدها، واليوم نراها تتهشم بالمطارق والحفارات اليدوية ومعاول من قبل زمر (داعش) ليتحول متحف الموصل الحضاري إلى أنقاض من حجر مهشم بفعل هؤلاء الأوغاد، هذا المتحف الذي تأسس عام 1952، وقسم الى أربع قاعات تضم آثاراً من الأزمنة الآشورية والحضرية والعربية الإسلامية، فضلاً عن مكتبة عامة تعود نواتها الأولى إلى الباحث اللغوي العراقي، الأب (أنستاس الكرملي)، الذي تبرع بمكتبته الشخصية للمتحف الوطني العراقي في بغداد، والذي حولها بدوره إلى متحف الموصل الحضاري• وبحسب تقارير من المدينة فإن (داعش) جعله دارا تابع لمقراته الإجرامية بعد ان وضع يده على نفائسه التي لا تقدّر بثمن، وهذه هي المرة الثانية التي ينهب فيها المتحف منذ احتلت القوات الأميركية العراق عام 2003، حيث فقدت البلاد نحو 17 ألف قطعة أثرية لم تتمكن الجهود الحكومية العراقية والدولية من استعادة ويذكر بان في موصل اكثر من ( 1600) موقع أثري، كان قد تحدث عنها الدكتور المرحوم ( بهنام ابو الصوف ) كما تقع فيها قرية (الحضر) التي شكلت حلقة حضارية خاصة سميت بمملكة العرب (عرابايا بحسب نطقها الآرامي) في القرن الثاني قبل الميلاد، واشتهرت أيام الملك(الأبرش) الذي قُتل على يد ملكة تدمر( الزباء) ، ذائعة الصيت، وإلى جانب (الحضر)، تضم محافظة نينوى مدينة ( نمرود ) الأثرية (وتعرف أيضاً باسم كالح، أو كالخو) وهي العاصمة الآشورية الثانية التي بناها الملك (شلمنصر) عام 1273ق.م خلفا للعاصمة الأولى آشور، والجدير بالذكر في هذا المقام بان (116) ملكا أشوريا حكموا مدينة أشور في نينوى خلال فترة حكم تجاوزت على خمسة ألاف سنه وهو عدد لم يسبق لأية إمبراطورية ظهرت على مر التاريخ في العالم ان حكموا ملوكها بهذا العدد.

ومن ملاحظ هنا ان معالم الحضارة الأشورية بقيت طي النسيان التاريخي حتى عام (1808) الميلادي "حينما اكتشف القنصل البريطاني في الموصل (ديج) مدينة (نينوي) اذ كان يخرج للصيد ايام الأحد خارج الموصل وفي جولاته رأى نساء يخبزن الخبز بتنانير محلاة بقطع من (القاشان)، عرف بحسه ان هذا القاشان غير اعتيادي، سال القنصل النسوة من أين أتيتن هذا القاشان أشرن بأيديهم هناك، كان المكان مجهولا، و لما وصل المكان اكتشف (مدينة آشور) وعلى أثرها عثر على بعض الرقم الطينية المفغورة كان ذاك الحدث العظيم .

ثم جاءت بعثات تنقيبية أهمها بعثة الاثاري المعروف (هنري لايارد) يرافقه (هرمز رسام) في التنقيب عثرا على (71) غرفة وقاعة وممراً في تل كويسنجق كما عثرا أيضا على (مكتبة اشور بانيبال) التي احتوت ما يقارب من 25,000 رقيم طيني وضعت على جوانبها الثيران المجنحة التي شكلت أغنى اثأر العالم, من هذه الرقم الطينية، عثرا على قصة نوح دونت فيه (قصة الطوفان) و (ملحمة كلكامش).
وعندما غادر (هنري لايارد) العراق نهائيا عام 1851 أوكل مهمة التنقيب الى صديقه (هرمز رسام) كلف بالمهمة ذاتها بإسناد من المتحف البريطاني فابدع في مهمته، حيث عثر على العديد من الكتابات بالرقم الطينية القديمة التي سجلت ثقافة وعلوم وعقائد الشعوب القديمة في (بيث نهرين)، يتحدث الاثاري المشهور (اندري بارو) عن طريقة (هرمز رسام) في التنقيب في كتابه (آثار بلاد الرافدين) قائلاً :" تولى هرمز رسام بعد مغادرة (لايارد) بالكشف والتنقيب وحده في عدة مناطق، عثر على عدة آثار ثمينة يذكر منها تمثال (عشتار- ألامرأة العارية) على مقربة من معبدها في نينوى و (المسلة البيضاء) في تل كويسنجق. تعرف على اسم (أشور ناصر بال) في هذه المسلة بين عامي 1852 ــ 1853 ثم عثر (هرمز رسام) عام 1879 في (تلا بلادات) شمال شرق مدينة كالح (نمرود) على بوابتين برونزيتين نقشت عليها تصاوير (الملك شلمنصر) يستلم الجزية من (ملك قرقميش). بعثات تنقيبية أوروبية عثرت على كنوز مهمة من آثار الحضارة الأشورية، عثروا في قرية حسونة، على معابد وكنوز النمرود، كما اكتشفوا حدود مملكة آشور، في الكثير من المواقع الأخرى، اكتشفوا موقع المكتبة الأشورية الواقعة ضمن حدود قصر ملوك آشور حدثا تاريخيا يبقى أثره جديدا إلى الأبد".واغلب ما كان يتم اكتشافه من قبل هذه البعثات كان ينقل إلى بلدانهم خارج العراق ولحين قيام الجمهورية في العراق واهتمام الدولة بالآثار.

وهنا لابد ان نذكر أهم المتاحف التي احتضنت الآثار الأشورية رغم تدمير متحف موصل للآثار ولازالت أهم الآثار الأشورية خالدة فيها هي :
مديرية الآثار العراقية و متحف العراقي ببغداد و متحف دمشق و متحف حلب ومتحف اللوفر والمتحف البريطاني ومعهد الدراسات الشرقية بجامعة شيكاغو ومتحف الجامعة بفيلادلفيا ومتحف برلين ومتحف المتروبوليتان ومتحف سان لويس ومتحف اسطنبول ومتحف بروكلين و مكتبة بيربونت مورجان و متحف لي كارلزبرج بكوبنهاجن ومتحف طيبه باليونان ومتحف تورينو ومتحف تاريخ بفينا.

فالآثار هي مرايا الماضي والحاضر وأساسه ، واثأر الحضارة الأشورية تعكس الماضي الذي بناه أجدادنا في وادي الرافدين والتطور الذي كانوا فيه ، ولو عدنا الى التاريخ القديم للأشوريين ودرسنا كل ما تركوه لنا في أثارهم من الألواح الحجرية، سنكتشف بان من حضارة الأشوريين ظهرت أولى الكتابات باللغة المسمارية وتم تدوين الأساطير على الألواح الحجرية ، وسنت أولى القوانين وتم دراسة علم الفلك ورصد النجوم ، ووضعت أولى المسائل الهندسية حيث صنعوا العربة ، وبنو السدود على الأنهار ، واشتهرت حضارتهم بفن النحت والعمار وعبر ومنحوتاتهم سنكتشف قيمة حضارة ما بين النهرين التي هي الأقدم والأعرق والأكثر حضارة تأثرا على البشرية حتى يومنا هذا ، فهذه الحضارة المدنية وصلت إلى أعلى درجات الرقي والتقدم في كل المجالات و امتدت مابين النهرين الى مصر وتخوم الصين ، ونشرت المدنية والعلم والمعرفة في كل أرجاء العالم.

فأين هؤلاء الدواعش السلفيون المتطرفون من هذا التاريخ وحضارة الأشوريين..!حيث هؤلاء الدواعش المجرمين أشاعوا الفساد في الأرض من قتل وذبح وإحراق وتدمير هذا التراث لحضارة سبعة ألاف سنة، بقيم داعشية حمقاء لا تمد بأية صلة للبشرية ولا حتى بدينهم دين الإسلام الذي أضحى هاجسنا اليوم يتمثل بالخوف على المسلمين نتيجة تشرذمهم وضياعهم وابتعادهم عن حقيقة الإسلام الأصيل مما سبب الرجوع من جديد إلى موقف الدفاع في مواجهة كل أشكال الغزو الثقافي الآتي من شلة من مضللي الدين الإسلامي والذين بات يتغلغلون في المجتمعات الشرقية عبر أساليبهم الدموية الرخيصة .

.....................
منقول من موقع صوت العقل

28
يرجى من القراء الأعزاء قراءة المقال - الرابط أدناه - حول حضارة حدياب الآشورية بقلم الكاتب / باسم محمد حبيب المحترم.
من المؤسف،ان البعض وفي نفس يعقوب يحاولون تشويه الهوية الحقيقية عن - حدياب الآشورية بتعويضها باليهودية وتارة اخرى بآرامية، ولكن كما تلاحظون في كتاباتي دوما تمسكت ودافعت عن آشوريتها والان أترككم مع الكاتب حبيب حيث لي ولإخوتي الآشوريين عدة مداخلات عليها داعمين له ولما جاء في مقاله من أحداث صادقة وشكرا.

http://www.elaph.com/Web/opinion/2010/7/584122.html

29

His Excellency David Cameron, Prime Minister of Great Britain

An urgent appeal

February 28, 2015            ...



Dear Sir:                         


I kindly, ask you to take a moment from your busy schedule to read my humble appeal about the plight of my people who suffered for centuries from the Islamic occupation and these days such people are unfortunately as we are in the third millennium witnessing again the revival of those gloomy and miserable days by what happened in Assyria/ Nineveh plain of Iraq from few months back  and now in the Khabur Valley, Syria where are over 26  disserted Assyrian villages.

In the last days, the ISIS forces attacked most of these villages and took captive many of them and the exact number is not known yet, but it is over 300, and with some casualties, but fortunately many of them fled to near by cities of Hassake and Qamishly.

Our people are in a dire situation and it is very ironic that the entire world is watching as the news are unfolding, and so far no action is taking unfortunately while these people are facing the cold winter as well!

Dear Sir:

I am sure you know that our Assyrian people since the WWI were allied with Great Britain and rendered good services to them. I think it is time to expect from your Excellency and Great Britain as well,  any kind of  assistant as we are in such tragic situation .

Finally, I pray and hope that my humble appeal will get attention from your office with my advance appreciation and God bless.

Notice: In the U.K., we have a good Assyrian community in order to learn more about the situation of our people.


Respectfully yours,

Ashur Beth-Shlimon
_________________


30
حول مصير شعبنا في سوريا والعراق، يرجى الإطلاع على المقال المنشور في موقع – إيلاف والرابط أدناه:

http://www.elaph.com/

او الرابط :
http://www.elaph.com/Web/News/2015/2/987052.html


الدعاء الى الرب العلي ان يحفظ شعبنا من براثن هؤلاء الأوغاد،  آمين

31
أرفع قبعتي أجلالا للحكومة والشعب اللبناني الشقيقين!

إن ما أصاب منطقة الخابور من سوريا حيث هناك 35 قرية آشورية وإثر الهجوم البربري الذي قامت به هذه الشرذمة المسماة – داعش وباسم الإسلام، نعم باسم الإسلام وإياكم ان يخدعكم الإسلام والمسلمين كون الإسلام الحقيقي ينفذه هؤلاء الذين اليوم هذه القرى ليس فيها آشوري واحد، طبعا الغالبية استطاعت الفرار ولكن هناك عدد لا يستهان به القي القبض عليهم .

وبمكالمتي الهاتفية مع أقربائي في بيروت لبنان هذه الساعة وكانت هناك منتصف الليل ، إذ اخبروني عن المأساة الكبرى ان هؤلاء الأشرار وما قاموا به من أعمال شيطانية والمعلومات ليست دقيقة ولكن المهم ان الغالبية استطاعت الفرار ولجأت معظمها الى مدينة القامشلي والآخرون مدينة الحسكة ، وهناك العديد من المخطوفين. من قريتي للعلم وليت الحالة نفسها للآخرين ليس هناك مخطوف، إلا إحدى المتزوجة الى احد ابناء شعبنا في قرية أخرى وهي مخطوفة مع اولادها، هذا ووالديها هم هنا وكانوا معها هاتفيا قبل الحادث بدقائق وإذ انقطعت المكالمة من إبنتهما ومنذ ذلك اليوم هم في محنة وتبين انها مخطوفة كما قلت.
كما قالوا لنا أن هؤلاء قاموا بحرق كثير من القرى ومنهم عن بكرة ابيها والوضع حقا مأساوي والعالم مع الأسف كما يبدو يقف مكتوفي الأيدي ولا يتحرك، في وقت العتب ليس على العالم، بل علينا نحن حيث النخوة القومية مع الأسف ذهبت أدراج الرياح وما نعمله وخاصة في المهاجر ليس إلا – مهزلة ، لأنه كان يجب ان يهرع شبابنا في الأقطار المهجرية الى هناك، وانا متأكد بالنسبة للحكومة السورية بوسعها تسليحهم للقيام بمهمات تحريرية ولكن كما يقال – لا حياة لمن تنادي، من المؤسف شعبنا وكل ما يعمله ليس إلا حسب قول المعهود :

وأني أسمع جعجة ولا أرى طحنا
______________________

وختاما، شخصيا، أرفع قبعتي احتراما للحكومة اللبنانية الشقيقة، التي كما علمت من أقربائي في بيروت، أن الحكومة اوعزت الى السلطات اللبنانية على الحدود مع سوريا بقبول كل نازح آشوري وبدون دفع رسومات، في وقت الحكومة اللبنانية، كانت قد اغلقت الحدود وهي في هذ الحالة لا تلام نظرا لعدد النازحين الكبير في لبنان وهو الوطن الصغير ولكن قلبه كبير لأشقائه .

32
ويل لأمة، ضحكت من جهلها الامم !

آشور بيث شليمون

من المؤسف ان البعض رغم اننا في حالة يرثى لها، اجتماعيا، قوميا وسياسيا يثيرون بعض المواضيع الساذجة والسخيفة بآن واحد والطامة الكبرى في الأمر انهم لا يستحقون حتى هذه المكانة كي يحرجوا الآخرين الذين يعملون قدر المستطاع في الحفاط على لغتهم وقوميتهم ، كونهم جاهلون بكل شيء يدافعون عنه . بل تراهم  مستعدون وحاسدون وحاقدون على كل من يخالفهم برمي العصي في عجلات الذين يعملون ويكدون في المجالات القومية واللغوية.
لغتهم عربية، أسماءهم عربية، اعتزازهم عربي ولكن لا يهم فهم منضمون في الطابور الخامس في الهجوم على القومية الاشورية مهما كلفهم الأمر.
ومن الطريف، يستشهدون بانبياء صهيون الصعاليك، وناحوم على سبيل المثال والذي له فقط 3 أصحاحات، وحتى هذه ليست نبوة بقدر ما هي وصف المشهد كشاهد عيان وهو الصهيوني الحاقد مثله مثل ذلك الفلسطيني الذي كان يرقص ويكبر عندما كانت الصواريخ العراقية الصدامية تنهال على إسرائيل.
ولا يستشهدون بأنبياء صهيون العمالقة مثل إشعياء، ارميا ودانيال الخ.
وهنا احب ان أقدم نبذة من الأسئلة السخيفة التي يطرحونها من آن لآخر :

-   اللغة الآشورية لا وجود لها! والآشوريون استخدموا اللغة الأكادية ! وهنا طبعا في مثل هذا السؤال لا يحققون شيء سوى أنهم  العجز في الإدراك الحقيقي للامر، كونهم لا يعلمون ان الشعب الأكادي، البابلي والآشوري شعوب واحدة هل أشخاص من هؤلاء بوسعهم ضرب مثل آخر لشعوب العالم التي لم يكن لها لغتها وتنطق لغة الغير؟! إننا نريد بشوق ان نسمع منهم ردا!

-   إن الاشوريين استخدموا الخط المسماري، بينما هم اليوم - خط اللغة التي يجهلونها الآرامية على سبيل المثال  يختلف عن ذلك . وكما قلت هم سذج لا يدركون الأمور ان الخط الآرامي هو بالأصل كنعاني وهو تطور من الخط المسماري .
-   ولكي أقرب الموضوع الى الأذهان، هل التركي يفقد لغته وقوميته باستخدامه الأحرف اللاتينية بعد الثورة الإجتماعية التي قادها أتاتورك ( مصطفى أب الأتراك ) بعد الحرب العالمية الاولى؟  طبعا لا، إذن هو وضع شعبنا الآشوري اليوم أيضا.
-   ومن الطريف أنه يطلب ان نكتب له حروف العلة والحروف الحلقية مثل العين والهاء والحاء والغين بالاكدية القديمة التي تسميها الآشورية؟
وهنا الجواب سيكون بكل بساطة، كل اللغات السامية تتصف بنفس المواصفات وبينها أختلافات بسيطة وهو هنا يريد بالمقارنة مع اللغة ( لغته التي يجهلها ) الآرامية.
طبعا هؤلاء معذورون كونهم جهلاء  في كل شيء، ان للغة الآرامية لم يكن لها قواعد وهنا أشيرلهم الى ما قاله البروفيسور أ. ولفنسون مدرس اللغات السامية فيالجامعات المصرية حيث قال بالحرف الواحد:
" بالرغم من وفرة تلك الآثار لم يستطع الى الآن ان يضعوا كتابا في قواعد اللهجة الآرامية القديمة "( تأمل هنا مفردة اللهجة ولا اللغة ) كون اللغات السامية وخصوصا الكتلة الشمالية قريبة جدا من بعضها البعض.
ومن المعروف ان تهذيب اللغة التي نسميها السريانية لم يحدث إلا بعد القرن السابع الميلادي كما هي اليوم .
إذا لدينا كل ما تطلبون وهنا نحن الشعب الآشوري نستخدم الحروف مثل بي ܦ P  وكذلك ܚ الخاء والتي غير موجودة في الآرامية القديمة .    -

-   اللغة السريانية مكونة من 22 حرف والعربية من 28 حرف (ألف باء)، فهل
     ممكن أن تذكر لنا عدد حروف اللغة الآشورية؟
     نعم هناك 27 حرفا  كون الحروف التالية منها ملينة ܪܟܝܟܬܐ والأخرى قاسية 
      ܩܫܝܬܐ    وهذه الحروف هي ( ܒ ܓ ܕ ܦ ܬ ).




33
ا
      
 
 



 

• اللغة الآرامية لغة ضائعة والشعوب السريانية كلها ليست آرامية !
•   
•   
تقييم المستخدم:       / 1
سيئ     جيد
المجموعة: آشور بيث شليمون
تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 21 شباط/فبراير 2012 10:16
 
اللغة الآرامية لغة ضائعة والشعوب السريانية
كلها ليست آرامية !
 
آشور بيث شليمون

دعاة وغلاة " الآرامية " المبطنة يحاولون دوما جعل " الآرامية " مرادفة للسريانية، ولكن في الحقيقة غير ذلك. وهم يحاولون جاهدين بدعم هذه النظرية كونهم يعلمون جيدا إفلاس الآراميين تاريخيا وسياسيا وحتى على لسان دعاتها !!!
إن " السريانية " تسمية تجمع كل شعوب الهلال الخصيب السامية الأصل مثل الآشوريين البابليين، الكنعانيين الفينيقيين، الإيبليين العموريين، والآراميين الكلدانيين، و المكون الجديد هذا الذي ظهر للوجود في مطلع القرن الثاني والثالث وما بعده لم يكن سياسيا بل دينيا بحتا.
 
ومما قاله الكاتب الكبير أبروهوم كبرئيل صوما في هذا الصدد باللغة السريانية وتم تعريبه من قبل الأب/ المطران ( الآن ) صليبا شمعون والمنشور في المجلة البطريركية – تصدرها بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس في دمشق ، العدد الثاني والستون / السنة السابعة  لشهر كانون الأول 1986 هذا ما جاء به الذي لا يدحض بل يحطم ما ينشره بعضا ممن أصابهم الهذيان والهلوسة:
" ... والشعوب  السريانية الأولى ( لا شعب واحد- إضافة من كاتب هذا المقال) التي عرفت في العصور القديمة، أعني الأكديين، والبابليين والآشوريين، ثم الكنعانيين والفينيقيين وفروعهم .. "
 
المؤرخ الفرنسي جورج رو/ George Roux- Ancient Iraq-New Edition1980, page 275  يقول بالحرف الواحد:
 
“ Whether merchants, peasants, shepherds, soldiers or bandits, the Aramaeans were originally uncouth Bedouin and
Contributed nothing to the civilization of the Near East.”
 
بما معناه بالحرف الواحد وباللغة العربية:
" ... سواء ( كانوا ) تجارا، فلاحين، رعاة، جنود أو عصابات لصوصية، الآراميون كانوا أصلا بدوا غير مؤهلين ولم يساهموا بشيء لحضارة الشرق الأدنى . "
ومن المعروف أن موطن الآراميين الأصلي هو بادية الشام  وضمنا منطقة القلمون أي منطقة دمشق التي يرى سكانها  بأنهم " قلب العروبة النابض " واليوم كل السكان يعتبرون أنفسهم عربا وحتى يفتخرون بلغتهم العربية.
لأسباب سياحية، بادرت الحكومة السورية في إيجاد طرق لتدريس اللغة الآرامية – وهذا شيء جميل - ولكن المشكلة كما وصفتها الكاتبة – اللغة الضائعة -  يرجى النقر على الرابط ادناه للتأكد  ولكن المشكلة كانت حول أي نوع من الكتابة تستخدم في هذا المجال حتى لجأوا الى استخدام الكتابة العبرية والتي تسمى  تسمى " كتاف آشوري / قلم آشوري " في هذا المجال وبعضهم حتى يظن استخدام الأحرف اللاتينية أو حتى العربية.
 
وفي كتاب أصدرته الحكومة الأميركية ( وزارة الدفاع ) عن سوريا :
 
Syria, a country study
Federal Research Division, Edited by Thomas Collelo
Copyright 1988 United States Government as represented by the Secretary of the Army.
 
في هذا الكتاب المؤلفون يتطرقون عن السكان والمسيحيين منهم ودورهم  حيث جاؤوا بما يلي :
With the exception of the Armenians and Assyrians, most Christians are Arabs, sharing the pride of Muslims in the Islamic-Arabic tradition and in Syria’s special role in that tradition.  (Page 99 )
 
بما معناه :
باستثناء الأرمن والآشوريين معظم المسيحيين يرون أنفسهم عربا مشتركين بالفخر مع المسلمين في التقليد العربي الإسلامي ودور سوريا الخاص في هكذا تقليد!
 
نصيحة الى ذوي الفكر الأرامي ( الناطق بالعربية ) والذي يفضل التسمية ( السريانية ) كونهم يعلمون سلفا إفلاس الآراميين تاريخيا وسياسيا الأفضل التوجه إلى – معلولا – من الإنخراط بشؤون الشعب الآشوري والكفء في بث سموم الكراهية في بلد ( مات آشور/ شمال بيث نهرين ܡܬܐ ܕܐܬܘܪ )الذي  لا يخصهم !!!
 
أنتم وكل دعاة الآرامية مفلسون ولم يصدر أي عمل بناء منكم غير الهلوسة والكلام الفارغ، في الامس كان الهلال الخصيب كله ( آراميا ) بجرة قلم واليوم قد أصابكم الصرع والهوس كي تحولوا كل الشرق آراميا – نصيحتي أن تراجعوا طبيب نفساني قبل أن يفوت الأوان.  إضافة  إلى  ذلك  أنتم تخافون حتى الذهاب إلى معلولا التي تنتظر من أمثالكم المتشدقين الذين غدوا أعراب عن  بكرة أبيهم .
 
وماذا عن لبنان؟ حيث كان بوسع هؤلاء المفلسين الذين يريدون احياء – آرام والآرامية -  بتدريس اللغة، ولكن عوضا عن ذلك فمعظم المسيحيين الذين ينحدرون من أصول – كنعانية وآرامية – كانوا السباقين في بعث اللغة والقومية العربية وهذا معروف جيدا للجميع.
 
الدكتور أسعد صوماأسعد والذي يصف نفسه بالباحث هنري بدروس كيفا – جبناء وانتهازيون –  مع الأسف كونكم تحاربون " الآشورية " التي ليست عدوكم، بينما تهادنون وتسالمون من هم أعداءكم التقليديين واللبيب من الإشارة يفهم/ ܚܟܝܡܐ ܪܡܙܐ ܣܦܩ !!
المزيد عن معلولا على الرابط ادناه:
 
http://furat.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=88028346920070501223538
 
 


34
نماذج من هلوسة السيد المتكلدن عامر فتوحي !

آشور بيث شليمون

لقد طلع علينا السيد عامر حنا فتوحي بنشر كتابه الى وزير الخارجية الاميركي وفيه يهاجم الشعب الآشوري – الرابط ادناه –في وقت تعود أصوله الى أرض آشور   ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ بينما يدعم ويساند -  كلدة والتي مضى على انقراضها أكثر من 1000 عام  وكان آخر من هؤلاء تحت التسمية – الكلدية ، كل من الطبري ( علي بن سهل بن ربن – 785-861 م ) طبيب نسطوري ألف " فردوس الحكمة " والذي  اسلم نحو 855 م وكذلك كتب " الرد على النصارى " ، والآخر هو ابن وحشية الكلداني النبطي ( مسلم ) عاش في القرن الثالث للهجرة .

 السيد عامر حنا فتوحي، كما يبدو نص الرسالة وهي معربة من اللغة الإنكليزية  وذيلها باسم المركز الثقافي الكلداني الذي يرأسه.

 وهنا نسأل السيد فتوحي لو يخبرنا تاريخ تأسيس مركزه هذا، الذي من المؤكد هو حديث جدا  ؟ كون من المؤسف معظم هؤلاء الذين تكثلكوا وهم – قلة – نعم ينكرون هويتهم الأصلية وهم سكان بلاد آشور وليس لهم ناقة ولا جمل في بلادهم الكلدية والأصح – السومرية ، كون الكلديون القدامى انصهروا في البوتقة العربية الإسلامية كما ّذكرنا ولم يبق لهم أثر يذكر. ومعظم هؤلاء اليوم يفتخرون بأجدادهم السومريين والبعض الأخر بالآشوريين!! 

الأخ فتوحي يفتخر بوطنه – العراق –  وعندما يتحدث عن الشعب الآشوري، عنده فقط تلك الشريحة التي اقتلعتها الحكومة العثمانية عنوة من منطقة هكاري، ناسيا أو متناسيا ان الشعب الآشوري يغطي المنطقة الشمالية برمتها من البلاد المسماة – ميزوبوتاميا / بيث نهرين وهم من جميع الطوائف وعلى سبيل الذكر، النساطرة، اليعاقبة، الكلدان، السريان الكاثوليك والإنجيليين. كما يعتبر شعبنا الآشوري بنسبته جد ضئيلة ولكن في الوقت نفسه عندما يذكر المكونات الأخرى فهو يلغي وجودنا العارم نهائيا .

ومن الأشياء التي يذكرها أنه يعتبرنا وافدين الى – العراق ، في وقت هذا الوطن الذي يسميه العراق في الحقيقة كآشوريين لا يمثل أرضنا التاريخية اطلاقا، والتسمية العراقية هذه أول من استخدمها العرب عندما غزوا أرضنا وأطلقوها على الأجزاء الجنوبية والمحاذية للخليج العربي/ الفارسي وكانت تعرف لاحقا بالعراق العربي وهناك أيضا العراق العجمي واليوم في إيران وهو منطقة الأهواز.
بينما  أسرة الشريف حسين المستوردة من الحجاز، الجزيرة العربية والتي بعثت التسمية هذه ( العراق )  من جديد عندما نصب ملكا على الدولة المستحدثة وفق اتفاقيات بين الحكومة البريطانية وفرنسا بعد تقسيمها المنطقة إبان انفراط الامبراطورية العثمانية في اوائل القرن العشرين والذي جاء به الإنكليز ليحكم البلد بعد ان خلعته فرنسا من سوريا حيث كان ملكا عليها لمدة جد وجيزة.
 
ومن هنا يدل دلالة واضحة ليس على حقده لأبناء جلدته فحسب، بل هو والشعب الآشوري لم يكن عراقيا وليس عراقيا إذ نحن من سكان بلاد بيث نهرين/ ميزوبوتاميا كما يعرفها المستشرقون وفي قسمه الشمالي، وبعد ترسيم الحدود الدولية ما بين -  ميزوبوتاميا * وتركيا الجمهورية الأتاتوركية هناك أجزاء من أرضنا التاريخية ضمت اليها وبذلك الآشوريون سواء من سكان هكاري وطور عابدين أو الأصح سكان جبال آشور ܛܘܪܢܐ ܕܐܬܘܪ  كما يحلو والدي المرحوم تسميتها  وكذلك يشاطره الكاتب الكبير من الكنيسة الأرثوذكسية  الشقيقة  المرحوم كبريال صومي .
والطامة الكبرى رغم أن – العراق الحالي ليس بيث نهرين المعهودة، بل ما خططه الإستعمار بعد الحرب الكونية الأولى والقسم الأعظم فيه هو وطننا رغم ان  بعض النازحين منهم كانوا من سكان منطقة هكاري ولكن الغالبية العظمى من شعبنا كان ما يزال في الجزء الذي رسمه الإستعمار البريطاني بالتعاون مع الفرنسيين.
وإذا كان لديه الجرأة، ومن المؤكد لا يملكها كونه هو ومن هم على شاكلته كانوا في سبات طويل under  a long hibernation ليعود في نشر افكاره الطائفية المسمومة كهذه في وقت كان عروبيا أو مستعربا كما هو ظاهر في تسميته ( فتوحي ) والتي حتى ليست تسمية كلدية التي يعتز ويفتخر بها، بل عربية المعنى والإستدلال .
ومن الطريف  انه يذكر في رسالته هذه أن هناك من أناس يضللون ولا يقدمون البيانات الصحيحة، في وقت هو – المضلل الأوحد – ولا غيره ولسبب بسيط جدا،  كونه يفتخر بكلديته المفبركة، هل بوسعه ان يدلنا من أي منطقة من – كلدة يعود؟  طبعا لا ، وهذا كاف في معرفة من هو  المضلل الحقيقي هنا !!
ومن المضحك، انه قال بالحرف الواحد ما يلي:

"علاوة على ذلك، لم يتم الإعتراف بهذه المجموعة (الآطوريين) كمواطنين عراقيين حتى قام نظام البعث بتأسيس كنيسة لهم في عام 1968 ومنحهم الجنسية العراقية عام 1972." انتهى الإقتباس

أولا، صحيح قد تعتبرنا الحكومة العربية الغازية – عراقيين، ولكن نحن أهل البلاد الأصلية ميزوبوتاميا/ بيث نهرين بدون ذلك، كون البلاد في بداية القرن العشرين كانت معروفة بميزوبوتاميا ولكن الشريف حسين الذي جاء به الإنكليز ونصبوه ملكا على البلاد بعد ان طرده الفرنسيون من سوريا اعاد التسمية العربية الغازية للبلاد.
ثم الضحالة الفكرية والتاريخية تبدو واضحة وضوح النهار كي يلقب شعبنا بتسمية وهي جديدة ومن إختراعه، اما بسبب جهله كما نوهنا او للإستهزاء، حيث ليس هناك ( الآطوريين )، بل يمكن ان يقول – الآثوريين أو طورايي والثانية تعني – الجبليين.
………
تنويه: إن السيد عامر حنا فتوحي ذيل كتابه باللغة الإنكليزية بدون ذكر فتوحي والتي يستخدمها كنيته واستعوضها ب  ( حنا للعلم) .
........
* أبان الحرب الكونية الأولى كل الكتابات والإتفاقيات لم تذكر - العراق - بل ميزوبوتاميا والتغيير حصل كما قلنا بعد تنصيب الملك فيصل على الدولة واستخدم التسمية العربية الغازية.







http://www.kaldaya.net/2015/News/02/16_E1_ChNews.html




















35
وهل من حوار مع الدكتور ليون برخو هذه المرّة؟!

آشور بيث شليمون

الأخ الدكتور ليون برخو في مقال له مؤخرا ( الرابط أدناه ) كتب:
 
" الأكاديمي لو زوّر او وضع قوله على لسان شخص اخر ونسبه إليه ظلما في احد ابحاثه وتم كشفه لصار مثار إستهجان لا بل مضحكة وتم طرده من الجامعة ورمي كل كتبه وابحاثه في المكتبات الجامعية في سلة المهملات. ولكن هذا منتدى ترى فيه اشكال واجناس مختلفة ولكنهم ابناء وبنات شعبنا علينا أحترامهم ومن هذا المنطلق اتعامل واتفاعل مع الكل بمودة ومن ضمنهم اصحاب الأسماء المستعارة. " انتهى الإقتباس

اولا، اخي الفاضل الدكتور ليون:
هذه هي رسالتي الثانية والموجهة لك، والمؤسف للأمر أنك لم تعر لرسالتي الأولى أي اهتمام  وليس لي في ذلك أي غضاضة. ولكن هنا مرة ثانية أطلب منك مطلب اخوي ان تقرأ ما كتبته من تعليقات بخصوص كتابات الأب ألبير ابونا في مقال خاص – والموسوم:
( لطفا، الأب البير ابونا، إن آرامييك لم ولن يكسفوا شمس آشور الأزلية !!  ) والرابط أدناه:

http://www.tellskuf.com/index.php/authors/90-ah/17723-aa-sp-1513686401.html

ومن ثم أريد منك جوابا على تساؤلاتي وطبقا لما قلته أعلاه بخصوص الأكاديمي  الذي يقوم بالتزوير وهنا بكل وضوح ومع احترامي للأب الوقور البير ابونا قام بمثل هذا العمل !! أم أنك لا تزال تدافع عنه وكل ما جاء في مقالي في نظرك لا ينطبق عليه ؟!
 
ثانيا، كتبت ما يلي:

" هناك الأن مؤتمر عالمي كبير في إيران حول لغتنا السريانية يحضره المختصون من كافة انحاء العالم(لا اظن بينهم كلداني واحد) وستلقى فيه محاضرات وابحاث في لغتنا السريانية وسيكون النقاش فيه برمته بلغتنا السريانية. ولا تستغرب يا اخي العزيز إن قلت لك ان القائمين عليه هم اشقاؤنا الأشورييون حصرا وهؤلاء الأشورييون الغيارى هم كاثوليك مثلي ومثلك، أي غيروا مذهبهم في نفس الزمن الذي غيرنا نحن مذهبنا. الفرق هو الأشوري بقي محافظا لهويته حتى ضمن الكنيسة الكاثولكية وضمن اي محيط وجد نفسه  فيه. نحن الكلدان ومع الأسف الشديد حاجة اخرى." انتهى الإقتباس

شخصيا كل ما يقال عن اللغة الأرامية ليس صحيحا وذلك لسببين إثنين لا ثالث لهما:

 1- إن اللغة السريانية ليست اللغة الآرامية ، وبقدر ما تعتبرها آرامية اعتبرها آشورية بابلية، كنعانية فينيقية، إيبلية امورية أم آرامية كلدية، بل هي لغة تطورت بمرور الزمن من اللغات السامية مجموعة وغدت لغة شعوب الهلال الخصيب المذكورين اعلاه ومما زاد تلاحمها هناك عاملان إثنان وهما، الخط الكتابي الموحد – وهنا ليس الخط الارامي، بل الكنعاني ومن ثم الديانة المسيحية .

2- ورب قائل يقول هناك قرب دمشق بلدة معلولا مع قرى اخرى الى حد ما احتفظوا باللغة الارامية، هذا ما نرى في الحقيقة، ولكن لو كانوا يؤمنون باللغة السريانية والتي هي في نظر دعاة الأرامية من امثال، الدكتور أسعد صوما اسعد، والسيد موفق نيسكو وشخصك ضمنا السؤال لكم هناهو :
لماذا الى الآن هم في حيص بيص حول كيفية كتابة  وتدريس لغتهم  الآرامية ؟! ومن ثم لماذا يستخدمون الخط العبري والمعروف لدى اليهود انفسهم بالخط الآشوري ( كتاف آشوريت ) .
وفي الختام، قلت :
" الفرق هو الأشوري بقي محافظا لهويته حتى ضمن الكنيسة الكاثولكية وضمن اي محيط وجد نفسه  فيه. نحن الكلدان ومع الأسف الشديد حاجة اخرى. "
شخصيا، كما قلتها واقولها على الدوام، انا لست ضد شعوب الهلال الخصيب قاطبة، بل من المؤيدين والداعمين في بعثها والإعتزاز بها، ولكن أرفض رفضا شديدا ان ما يسمى الكلدان في بلاد آشور ينتمون الى الكلدان القدامى، بل هم لا يختلفون عني وعن كل آشوري آخر، صحيح هناك من لا يقبل ذلك، ولكن الأصح بكثير أن هناك أيضا منهم ولو هم معروفون بالكلدان، ولكن قوميا هم آشوريون وهذا حقهم فهم أساسا من سكان البلاد الآشورية، بينما الآخرون مع الأسف لعوامل غريبة ومنها – المذهب – الذي لعب دورا قذرا مع احترامي هو الذي كما يقال في اللهجة السورية – ينزع الطبخة .
وختاما هل تكتب باسهاب ما تعنيه ، نحن الكلدان ومع الأسف حاجة اخرى؟ وشكرا.


http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,773157.0.html










36
معرض الآثار الذي أقيم في مدينة نيويورك بعنوان " من الأمبراطورية الآشورية الى إيبيريا "
http://www.iraqicp.com/index.php/sections/variety/24207-2015-01-21-18-31-57

آشور بيث شليمون
_______________________

37
نعم، كان هناك بصيص من الأمل، ولكن !!!

آشور بيث شليمون

إبان الحرب الكونية الاولى 1918، كان هناك بصيص من الأمل حول بعث الشعب الآشوري كقومية من جديد وفي بلاده التاريخية، ولكن هناك حيكت مؤامرات عديدة لإجحاض هذا المشروع وخصوصا من الكنيسة الكاثوليكية المتمثلة فيما يسمى – كنيسة الكلدان صنيعة روما البابوية.
إن الكنيسة الرومية، كان هدفها ولا يزال الى إقامة – امبراطورية كاثوليكية – على انقاض الشعوب وخصوصا تلك المسحوقة بمئات السنين على أيدي المسلمين، عرب، إيرانيين، كرد وترك.
الكنيسة الكاثوليكية، كما هو معروف جدا لعبت دورا خطيرا وهداما في تمرير سياسة الترك المسلمين على حساب شعبنا حيث حصلوا على إمتيازات لبث ونشر عقيدتهم على شعوب المنطقة وشعبنا الآشوري ضمنا.
وما عليك مراجعة الكتب التاريخية بوسعك الحصول على هذه المعلومات بكل سهولة وما هو الدور الذي لعبته الكنيسة الكاثوليكية في هذا المضمار.  علما ان لهذه الكنيسة سجل أسود في كثير من القضايا حتى غدت أضحوكة الشعوب وخصوصا في هذه الأيام، الى درجة انها دعيت للإستجواب من قبل الأمم المتحدة في جنيف حيث استنكفت المثول للجرائم التي إقترفها كهنتها وإكليروسها والتي تندى لها الجبين.

نحن لا ننكر، المحاولات الكبيرة التي قام بها البابوات في المدة الأخيرة وخصوصا البابا جان بول Pope John Paul II في تحسين وترميم الكنيسة من كل النواحي، ولكن رغم ذلك يتطلب منها الكثير في هذا السياق إذ ليس كاف ما تعمله في هذا المضمار.

ملكيون أكثر من ملك

إن الذين دخلوا الكاثوليكية منذ 1552 من أبناء شعبنا الآشوري والى اليوم  ديدنهم الاوحد ليس محاربة الكنيسة المشرقية كونها نسطورية، بقدر ما هي قومية المظهر وهم يدركون فيما إذا تفهمت جماهير شعبنا الحقيقة حول مؤامرات روما الكاثوليكية، سرعان ما يفلتون من عقال الكنيسة الكاثوليكية والعودة الى الكنيسة الأصلية،  الكنيسة الشرقية القديمة  وليس ذلك فحسب، بل الى القومية الآشورية – لهذا الأساس يحاولون دائما إملاء أكليروسهم في مقارعة ومجابهة المد الشعبي الآشوري الجارف بمؤامرات لا حصر لها كي تجحض كل هذه المحاولات والتي كما رأيتم في ذلك الكراس لأخ من – الملة الكلدانية وهو الأخ نارساي حنا الموصلي حيث قال بالحرف الواحد:
" والآن اعلم وتأكد وتيقن بان درجة البطريركية التي تمشط لها ذقنك وتمهد السبل، لن تفز بها أبدا، وإن جادت الظروف النحسة الملعونة وساعدتك على تنفيذ أمر عميل يوليوس ونيرون وحفيد كاترين دي مدسيس الفاجرة، وارتقيت أريكة البطريركية، فافهم وافتح سمعك جيدا والعلم أن أحضان أمنا المحبوبة – الكنيسة النسطورية – هي مفتوحة لنا على الدوام ....."  الصفحة 37 من الكراس الموسوم ( صراخ القلب المكلوم في رثاء المطران المظلوم بقلم حنا نارساي الموصلي الكلداني – من منشورات مطبعة السلام – سان باولو، البرازيل 1929

وخلاصة الكلام، ما نقوله ليس إلا الحقيقة الدامغة حيث نجحت هذاه الكنيسة حتى بغسل دماغ الكثيرين من أبناء شعبنا الى حينه رغم ثقافتهم  وإدراكهم العاليين للسير في هذا السبيل المعوج وهم فرحون رغم ان هذه الكنيسة المسماة – الكلدانية قامت على أشلاء شعبنا الآشوري ولا الكلدي المنقرض منذ اكثر من ألف سنة ولا وجود له في الجنوب.
[/

38


كتاب مفتوح للأخ الدكتور ليون برخو المحترم

آشور بيث شليمون

لقد طلع علينا الدكتور ليون برخو مؤخرا بمقال  تحت عنوان :

" كيف ولماذا ومتى تنقرض الأمم والشعوب وما هي تباشير ساعة ذوبانها ونهايتها- شعبنا العريق مثالا " الرابط أدناه:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,773157.0.html

في البداية، إن العنوان بالنسبة لي مزعج باستخدامه التعبير التالي: وما هي تباشير ذوبانها ونهايتها – وهل هناك من تباشير في ذوبان أمة يا اخي الكريم؟!
واعتقد كان الأفضل مع احترامي لمكانته العلمية والأكاديمية أن يقول: وما هي علامات أو الدلائل  لذوبانها ونهايتها الخ .
قبل الخروج ببعض من الملاحظات ذات الاهمية البالغة على مقاله هذ احب ان احيط القراء علما بحفنة  من المعلومات عن شخصيته وأنا على يقين تام بانها معروفة لدى الكثيرين وهي:

-   إن الأخ الدكتور برخو، لا شكوك في ثقافته العالية والأكاديمية، ولكن رغم ذلك هناك كثيرا من الترهات والأخطاء الجسيمة في كتاباته وقد كتبت عنها سابقا وعلى سبيل المثال – كما نوه به نفسه أنه أراد ان يجمل صورة الإسلام لدى الحكومة السويدية والى جانب ذلك له كتابات في الاوساط الإسلامية الاخرى والتي هي غير مرغوبة بنا وليس كآشوريين فحسب، بل كمسيحيين أيضا. إذ لهو من المعيب والمخجل ان يعادل المسيحية بالإسلام كما نوه عن ذلك بنفسه في إحدى كتاباته!
-   إن الاخ الدكتور ليون برخو، يرى وكما جاء في مقاله هذا أن للغة أهمية خاصة عنده، في وقت وإن يسميها – باللغة السريانية ، ولكنه يستخدم نفس الاسلوب الذي يسيران  عليه الدكتور أسعد صوما اسعد وموفق نيسكو وشركاهما كون اللغة هي آخر المطاف –   اللغة الآرامية ، في وقت اللغة السريانية كما نوهنا عنها ليست الآرامية كما يدعي غلاة ودعاة اللغة الآرامية المفلسة وافضل برهان على ذلك- الآراميون الوحيدون اليوم هم في معلولا والذين الى حينه لم يستقر أمرهم عن ماهية الخط الذي يرون أستخدامه وهو ما بين الخط العربي واللاتيني ومن ثم مؤخرا أخذوا يستخدمون الخط  العبري المربع والمعروف أكاديميا بالخط الآشوري –كتاف آشوريت .
-   إن الأخ الدكتور ليون برخو، في كتاباته يشيد بالأب البير ابونا وكتاباته العديدة
والتي هي مجرد مع احترامي الكبير معظمها باللغة العربية ولم اجد مقال او موضوع واحد له الى حينه باللغة التي يفتخر بها الأخ الدكتور برخو – اللغة السريانية !
   


وليس ذلك فحسب، بل عندي يعتبر ما احترامي لمكانته الدينية والأدبية – أكبر مزور للتارخ- وقد أشرت ذلك في كتاباتي السابقة والعديدة واليوم مناه محفوظ في موقع –تللسقف لصاحبه الاخ الكريم باسم روفائيل وبمجرد الكتابة – صفحة الكاتب آشور بيث شليمون وستجد كثيرا من الموضيع ذات الأهمية البالغة في شأننا القومي والكنسي.
ومن المؤسف أن الاخ الدكتور ليون برخو مما كتبه كيف يسخر بابناء شعبنا الآشوري والذين على حد زعمه منقرضون ولا وجود لهم اليوم وكاننا نحن الآشوريين هبطنا من المريخ!ّ

-   بل عنده الأباء المسيحيين السريان – طبعا وبعدها حتما الآراميون – هم أصحاب الحضارة والذين هم موضع فخرنا وإعتزازنا ! جاهلا ام متجاهلا أنهم  ليسوا موضع فخرنا اطلاقا، بل موضع الخزي والعار لما دبّ بينهم من خلافات  ومشاحنات كونهم شوهوا المسيحية بأفعالهم  اللا مسيحية ومن ثم دفعوا ثمن ذلك رغم أن البعض للآن لا يدري بالزوبعة العربية التي انطلقت من الجزيرة العربية  ( طبقا لما قاله جاء في سفر التكوين الأصحاح 15 والأعداد 10-12) وجرفتهم جميعا لكي يوصفوا كما جاء في كتاب المؤرخ اللبناني فيليب حتي تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، الجزء الثاني والصفحة 139 والمأخوذ من الكاتب البريطاني أرنولد جي توينبي Arnold J. Toynbee  :
" ... وإذا اجتاح الإسلام هذه الأصقاع عصف بها حتى لم يبق منها الى اليوم إلاّ صور متحجرة لمجتمع سرياني منقرض "

ܐܢܢܩܝܘܬܐ ܕܠܫܢܐ أهمية اللغة:

الاخ الدكتور ليون برخو في مقاله هذا يشيد باللغة، وهنا لا نعارضه على ذلك، ولكن هذه اللغة عندي هي السريانية، بينما عنده هي اللغة – الآرامية ، وطبعا الفارق بينهما كبير وليس كما يعوله هو وشركاه من امثال الدكتور اسعد صوما أسعد وغيره .
على كل لعدم الخوض في مجادلات بيزنطية ونقبل ما يريد ، سؤالي له من هم الذين  يتقيدون اليوم بهذه اللغة السريانية ؟  في وقت ليست الكنيسة المارونية وحدها التي تبنت اللغة العربية، بل الغالبية العظمى من المسيحيين في الهلال الخصيب غدوا عروبيين بامتياز واولهم الكنائس التالية: الروم الأرثوذكس، الروم الكاثوليك، الكنائس الإنجيلية وضمنا الكنيسة الآرثوذكسية/ اليعقوبية والسريان الكاثوليك والمنشقون – الكلدان .
وهنا نحن، نؤمن ان للغة مكانة رائدة للحفاظ على الهوية، ولكن ليست المكانة الحتمية، إذ الصهاينة منذ أكثر من مائة سنة لم تكن لغتهم – العبرية ، تشكل عاملا موحدا لهم ومن كان يتقن اللغة – العبرية نسبتهم كانت ضئيلة جدا، ولكن بعد تاسييس الدولة العبرية / إسرائيل ، اليوم اللغة العبرية قفزت قفزة عملاقة بهذه اللغة حيث غدت لغة حية مع اختها العربية .

المؤسسة الكنسية عند الأخ الدكتور ليون برخو وكما يراها إذ يقول:
"
هل المؤسسىة الكنسية هوية؟ نعم. وقد يستغرب البعض من الجواب الإيجابي المباشر. المؤسسة الكنسية  التي لا هوية خاصة بها معناه أنها إنقرضت او إنسلخت عن وجودها وتاريخها.
وهنا ادناه يناقض ما يقوله أعلاه إذ يقول مرة اخرى:
ولكن لا يجوز ربط الهوية برمتها بالدين والمذهب. إن فعلنا ذلك سنقع في خطاء ( خطأ ) كبير لأن بعض المذاهب والأديان مؤسسات شأنها شأن الدول.
وهنا مع احترامي له أهو جهل ام تجاهل منه؟ كون  هذه المؤسسات الدينية وما جرى ويجري بينها ما اوصلنا  في الحقيقة الى الحضيض الذي اليوم نحن فيه .



يرجى الإطلاع على مقالي الموسوم ، لطفا، الأب ألبير أبونا إن آرامييك لم ولن يكسفوا شمس آشور الأزلية ! والرابط أدناه:

http://www.tellskuf.com/index.php/authors/90-ah/17723-aa-sp-1513686401.html

وهنا مقالي حول إدعاءات الدكتور ليون برخو حول القاموس الآشوري والرابط أدناه للمزيد:
http://www.tellskuf.com/index.php/authors/90-ah/15283-aa-sp-930399981.html


39
ASSYRIAN NATIONALISM - PHASE II

by Ashur Beth-Shlimon » Wed Dec 26, 2007 12:23 pm

Dear Mike:
Kindly, read the ' ASSYRIAN NATIONALISM - PHASE II , which will be a reply to your question :
........................................................................
PHASE II

Q: and what do you think about an administrative region in the Nineveh plain tied to Baghdad?
 
R E P L Y >>>
At outset, I have to say that our situation is very critical, and such sad and tragic situation comes from variety of reasons , to name :
- As a tiny minority
- We think and act as if we are in millions
- We throw ourselves in the lap of others without thinking of the consequences
- We allied with the Q.....s blindly, that these people are after our land in the first place and STILL DO THAT!
- We ask things bigger than us
- We are even with our small numbers divided , and the most ironic , the denomination divisions and wars between us on something that wecan’t control. And lastly, we don’t have a majority in any place in what is called IRAQ today!
WHAT IS THE SOLUTION?
I am positive as Assyrians and Christians we suffered a lot through the course of history, and our goal is and especially in the current situation to achieve two important things-
- To live in peace and harmony, and
- To preserve our Assyrian nationality
And it is crystal clear that in the past we depended on foreign powers be that Russian, French, British or as of today the Americans.
The reality was and it is that none of the above GIVE DAMN for us no matter how much we cry and beg them that we are Christians or Assyrians, for a simple reason that these powers never came around to serve us, BUT TO SERVE THEIR INTERESTS and in many occasions they stated them clearly, this is something that our people never grasped and UNFORTUNATELY never do even in the future.
My advise will be that we cling in unity of the land, for a simple reason that the UNITY of the LAND is the one will guarantee our survival, but a divided IRAQ will be our enemy number one, because we can't live and flourish in a country which is divided and may be will be in Constance frictions between each other that even if we have our ENCLAVE that sooner or later they will squeeze us and even ERASE us.
The Assyrians must push then for unity of the land, because when IRAQ is united I am positive Assyrians could live anywhere in safety and prosperity and meanwhile they could preserve their ethnicity too.
When democracy establish itself in a UNITED IRAQ , I am sure the Assyrians in the plain of Nineveh will administrate themselves without seeking that in one hand and could enjoy life in other places in a country which is ours as a WHOLE more than any one else, because in that time will speak about its history which is dominated by us the ASSYRIANS , while if GOD forbid the country will be divided then you will not hear about our history , but the country will be transformed to speak about SHIA, SUNNI , Q...D and others .
In conclusion, we should press as I said for unity of the land time being, to exhibit our patriotism where I am positive the rest will respect us EXCEPT the separatist Q.....s , that we don't give a damn for them when IRAQ a true Iraq will decide to erase that evil enclave for good.

Ashur Beth-Shlimon
____________________


40
ܒܬܪ ܚܪܒܐ ܕܒܨܪܗ بعد خراب البصرة!

آشور بيث شليمون

في البداية كشعب مؤمن بالآشورية، ديدنا الأوحد هو بعث القوميات كلها التي استعربت في الهلال الخصيب، وهنا على سبيل المثال، الكنعانيون على الساحل السوري، العموريون شمال ووسط سوريا ( منطقة حلب ) والآراميون جنوب سوريا حول دمشق، والاشوريون البابليون في وسط وشمال العراق.
من المؤسف قوله، في الآونة الأخيرة ظهرت قوميات لم تكن موجودة قبلا غير انها كانت تمثل الشعوب البدوية او نصف بدوية مثل الآراميين، لكي تنافسنا وفي عقر دارنا تاركين وطنهم للأعراب وهم مستعربون أيضا كي ينافسوننا لا على بعث قوميتهم التي لم تحقق شيئا في كل تاريخهم الطويل دولة ما، بل لحذف وجودنا الآشوري .
يقال أن كل الاحصائيات في مطلع القرن الماضي تدل أن الشعب المسيحي كان الأكثرية في دولة لبنان، وكان يعادل حتى أكثر من ثلث سكان سوريا.
وهذه مرت أكثر من مائة عام على تلك الاحصائيات، وسؤالنا الآن ما حققته هذه الجماعات في بعث قوميتها حيث اليوم يبدو قد أصابتهم من جديد الحمى القومية؟!
كما يقال بالعربي الفصيح، لم يعملوا شيئا اطلاقا سوى انهم كانوا القوة الدافعة لبعث اللغة العربية التي كانت على شفير الهاوية على حساب طمس لغتهم التي يفتخرون بها " الآرامية " اليوم والطامة الكبرى انهم قبلوا العروبة كقومية لهم بدون أي منازع! ودعاة وغلاة القومية العربية كان جلهم منهم من أمثال، ميشيل عفلق، نجيب عزوري، قسطنطين زريق، خليل القبرصي،أدمون رباط، خليل الكلاس، ايليا حريق وغيرهم كثيرون!
أخي القارئ، هل تعلم أن حكومة لبنان كان بوسعها يومذاك جعل اللغة " السريانية " او الآرامية كما يحلو البعض تسميتها لغة رسمية في البلاد! ولكن لم تفعل ذلك ، بل زحفت على بطنها وقبلت كي تكون عضوة في الجامعة العربية والى اليوم.
اليوم أيها الاخوة هل تعرفون ما يحصل في لبنان وعلى سبيل المثال؟ كما تعلمون في السابق أن رئيس الجمهورية كان رئيسا فعليا بينما اليوم وكنتيجة لهذه التنازلات أصبح لا شيء ، لأن رئيس الوزارة  ( ܡܫܠܡܢܐ )هو كل شيء، وليت يبقى ذلك، انتظر بضع سنوات اخرى والمسيحيون سيفقدون كل شيء وحتى رئاسة الجمهورية الاسمية لهرولتهم العروبية ونكران ذاتهم.

وسوف أضع الرابط أدناه، كيف يحاول البعض احياء القومية الآرامية بأحلام يقظة التي يحلمون بها ليل نهار والتي هي بعيدة عن الواقع بعد الثرى من الثريا، وهم لا يكتفون بذلك بل حتى كل ما يعملونه ليس إلا ذر الرماد في العيون، بل يريدون أن يوجهوا أنظارهم الى شمالي العراق، بلاد آشور .
ليعلموا اننا لهم بالمرصاد وكما يقال باللغة الانكليزية On my dead body

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/0.htm

ونصيحتي الأخيرة لشعبنا في العراق - مات آشور ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ، هي عدم  الإستماع الى هؤلاء خفافيش الظلام الذين يحاولون طمس قوميتنا الآشورية في دارنا، وليعلموا  جيدا بأننا في العراق نعاني نفس المشكلة من البعض الذين يسيرون على نفس المنوال ليخلقوا لنا قوميات لم تكن، لذلك حذاري من ذلك وكونوا فطنين بألا تقعوا في شبكتهم الانهزامية وشكرا.



41
أساطير وخرافات لا تتناقلها أصحاب الأديان السماوية فحسب، بل تروجها أيضٌا، الآرامية نموذجٌا !

آشور بيث شليمون

ليس بخاف ، على أحد أن كل الديانات السماوية مع إحترامي الكبير لها تتمسك ببعض التقاليد والخرافات البالية، فمثلا اليهود وفق التوراة، هم " شعب الله المختار ! " والمسيحيون يفتخرون في الهلال الخصيب بالآرامية لأن السيد المسيح تحدث ببضع مفردات منها، والاسلام يرى أن " العرب خير أمة أخرجت للناس واللغة العربية لغة الجنة ! " من كل هؤلاء، المسيحية فقط ليس هناك أي تأكيد اطلاقا أن للغة الآرامية أي أهمية في الكتاب المقدس سواء في عهديه القديم أو الجديد، بينما العبرانيون والمسلمون لهم براهينهم من كتبهم المقدسة على ما يقولونه ويروجونه .
ومن الطريف أن بعض العرب ينظرون حتى بالشماتة على اليهود لأنهم شعب الله المختار !

في أحد الأيام تلقيت خبرا من أحد الإخوة بأن هناك محاضرة قيمة في أحد الأندية الآشورية وطلب مني المثول إذ قال لي سأجده هناك، والمحاضرة هذه سيديرها أستاذ / دكتور آشوري مع بروفيسور آخر أميركي .
وهكذا وصلت هناك للأسف متأخرا ببضع دقائق، والمحاضران كانا قد باشرا في موضوعهما وهو عن اللغة الآرامية التي كثيرا من شعبنا يفتخرون بها عادة كونها اللغة الرسمية – على حد قول البعض بأن الأمبراطورية الآشورية اتخذتها اللغة الرسمية في البلاد وحتى في كل أرجاء أمبراطوريتهم – ومن الطريف أن المحاضرين وضعا أحد الأشرطة المصورة / فيديو كليب لجمهرة من أهالي " معلولا – وهي بلدة قرب العاصمة السورية دمشق " حيث هناك لا يزال قسما بسيطا من السكان ينطقون اللغة الآرامية القديمة هذه، ولكن الدكتور الآشوري هذا يعرف جيدا ما دمنا على حد زعمهما نحن معشر الشعب الآشوري من ناطقي هذه اللغة السماوية المقدسة ! ما كان عليه الاّ أن يجهز جمهرة كبيرة حية من شعبنا سكان العراق أوسوريا وحتى لبنان الموجودون في مدينة شيكاغو الأميركية من اللجوء الى فيديو كليب لهذه البلدة التي ليتهم كانوا بالفعل يتكلمون اللغة الآرامية، بل كل المحادثات اجمالا لها الرطانة العربية . وهنا من أدب اللباقة لم أحب أن أحرج الدكتور الآشوري أمام زميله الأميركي الذي لا يستطع حتما التمييز ما بين اللغتين الساميتين الشقيقتين – الآرامية والعربية - اللتان تتشابهان كثيرا .

وعندما شرع البروفيسور الأميركي التحدث حول الموضوع بأن السيد المسيح تحدث بها وعلى أساس أننا كآشوريين لا زلنا نستخدمها، عندها لم أستطع أن أتمالك نفسي وكما يقال " لقد بلغ السيل الزبى " بعد إنتهائه من الحديث، إستأذنت وقلت له بهدوء مع كل إحترامي، بأننا معشر الشعب الآشوري لا نتحدث باللغة الآرامية، بل لغتنا آشورية وتعرف اليوم ب " لغة آشورية حديثة “ Modern Assyrian Language حيث طرأ عليها التغييرات عبر القرون منذ سقوط الأمبراطورية الآشورية الى اليوم وهو شأن كل لغات العالم .

والشئ الطريف، كان بمقربتي آشوري آخر مع إبنته من إخوتنا طائفة السريان الأرثوذكس / يعاقبة، رد عليّ بقوله أتيت هنا مع إبنتي لكي ترى عظمة لغتنا وأنت تقول بأننا لا نتحدث بالآرامية ! أجبته بهدوء وقلت له إن السيد المسيح بوسعه أن يتحدث بأي لغة ومن الجملة حتى اللغة الصينية !
شئ يبعث اليأس والقنوط أن البعض حتى في القرن الواحد والعشرين، تصدق مثل هذه الأموروالأقاويل التي يمكن تصنيفها في خانة السخافات لا غير . إذ نرى شعبنا الآشوري المسيحي اليوم إجمالا يفتخر لأننا نتحدث اللغة التي نطق بها السيد المسيح على حساب شطب ومحو لغتنا الأصلية من الوجود . مع كل إحترامي للسيد المسيح وأي لغة يتكلم بها، إذ لا أستسغ إطلاقا قبول مثل هذه الخرافة ! وطبعا إن الهدف من ورائه ليس إلا، إذ الذين يروجونها ما هم الا من المعتقدين حتما بمجرد التحدث بهذه اللغة التي السيد المسيح إستخدمها في بعض الأحيان ربما لجلب الانتباه كما فسرها أحد اللاهوتيين، سيدخلون الجنة من بابها الواسع. وهذه خرافة أخرى يضيفونها للأسف الشديد، لأن المسيحية كما هو معروف جليا إذ أعطت مفهوما واضحا والسبل في كيفية دخول الجنة وللأسف أن نخيب ظن منتحلي هذه النظرية السخيفة إذ في كل ذلك ليس للغة الآرامية مع احترامي الكبير أي شأن أو مقام يذكر !
والجدير بالذكر ، إن الأمة الآشورية اليوم في صراع ونزاع مستديمين وخصوصا في الآونة الأخيرة مع إخوتنا من منتحلي ومتقمصي الكلدانية و الآرامية الذين يريدون حذف وشطب القومية الآشورية لا في بلاد آرام ( دمشق – سوريا ) أو في بلاد كلدو ( حول الخليج السومري ) حيث في تلك الأصقاع ليس لنا ناقة أو جمل ، بل حتى في عقر دارنا الآشورية بالذات شمالي العراق، والطامة الكبرى أن الذين وراء هذه الحملة اليائسة ليس لهم دخل بآرام أو بكلدو لا من قريب أو من بعيد، كونهم مجرد سكان ضواحي العاصمة الآشورية - نينوى - بالذات منذ أجيال سحيقة في القدم !
ليكن واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار بأننا لسنا ضد " الكلدان أو بالأحرى الكلدان القدامى سكان الجنوب " ولا ضد " الآراميين – الآراميين القدامى سكان بادية الشام ودمشق " بل ضد إخوتنا من منتحليها وهم أبناء بلاد آشور بالذات !
إن أي حديث عن القومية الكلدانية أو حتى الآرامية لا في بلاد آشور فحسب، بل وحتى في بلادهم لهو خرافة، لأن الآراميين والكلديين على الرغم من التضخيم والتعظيم الذي يريد البعض من ترويجه في يومنا هذا، فهم لم يحققوا شيئا وما على القارئ اللبيب أن يراجع الكتب التاريخية، إذ إلى هذه اللحظة لا يوجد كتاب خاص بهم ( أي كتاب عن تاريخ الكلدان أو الآراميين) ما عدا ما ينشرونه هم للتشويش أو ما تصدره الفاتيكان بخصوص الكلدان، أو ما يعلق عليه المؤرخون في سياق كلامهم عن الأمبراطورية الآشورية البابلية والسومرية ، الاّ كتاب واحد (George Smith, Chaldean Account of Genesis ) والذي في الحقيقة يتكلم عن البابليين والآشوريين . إذا الأسرة الكلدانية التي تبوأت لفترة جد وجيزة السلطة في قسم من بيث نهرين لم تكن الا سحابة ربيع كما قالها المؤرخون عموما ! أما الآراميون ، فهم قوم من البدو الرحل رغم انتشارهم الواسع في بادية الشام ( قلب الهلال الخصيب ) لم يكونوا الاّ مشيخات صغيرة مبثوثة هنا وهناك حيث ينصبون خيامهم طلبا للكلأ و المرعى.

إن النهضة القومية الآشورية لهي قديمة جداٌ بالمقارنة مع البعض اليسير من هاتين الطائفتين الكلدانية والسريانية اللتين استفاقتا من السبات Out of hibernationحديثا ليجدن أنفسهن بين عشية وضحاها قوميات أيضا ! والجدير بالذكر أن القومية الآشورية قامت وإنبعثت في أغلب الأحيان على سواعد هاتين الطائفتين مع أبناء الكنيسة المشرقية النسطورية، بحيث كانا يريان أنفسهن ( ما يسمى الكلدان والسريان ) مجرد طوائف مذهبية..
والخلاصة، نحن لا ننكر بوجود الكلدان والآراميين كإثنيات إطلاقا، بل نستنكر ونشجب طريقة تعاملهما مع الواقع التاريخي والعلمي، وبمعنى آخر، إن وجود الكلدان القدماء ليس في بلاد آشور ، بل كما قلنا أعلاه في جنوبي بيث نهرين / العراق، وكذلك السريان ليسوا بأمة، بل مفردة السريان في الحقيقة تشمل كل الذين تنصروا في القرون الأولى للمسيحية في الهلال الخصيب من آشوريين بابليين، عموريين، آراميين، إبلويين / منطقة حلب، كنعانيين وكلديين . والجدير بالذكر هناك جمهرة منهم قد وعوا هذه الحقيقة لذلك عمدوا في الآونة الآخيرة أن يعوضوا عنها بالآرامية التي موطنها الصحيح هو مدينة دمشق ، ولكن هناك حقيقة دامغة أن الكلدان والآراميين في موطنهما الأصلي قد أسلموا واستعربوا قبل القرن الحادي عشر الميلادي بإستثناء جيوب صغيرة في وسط سوريا بين دمشق وحماه من الآراميين .
.
إن تاريخنا الكنسي او بالتحديد كنيسة بابل، يروي لنا انتقال مركز الكنيسة الى الشمال أي في بلاد آشور* وخصوصا بعد الإحتلال العربي الإسلامي ومنذ ذلك الحين كان هناك نوعان بارزان للمسيحية ضمن الكنيسة النسطورية الواحدة، إحداهن الكنيسة المحلية الآشورية، ككنيسة شوفينية لهوية إقليمية آشورية، والأخرى كنيسة فارس ( أنظر Hagarism , The Making of Islamic World , by Patricia crone and Michael Cook , page 57 )
والخلاصة ، لم يكن هناك يوما في تاريخنا المسيحي الكنسي ما يسمى بكنيسة الكلدان إطلاقا، إلا بعد 1443 ميلادية حيث أطلق البابا يوجين الرابع Eugene IV على جمهرة من نساطرة قبرص** المنشقين عن الكنيسة الأم النسطورية لأول مرّة بكنيسة الكلدان لانضمامهم الى الكنيسة الكاثوليكية بغرض زرع الفرقة والانقسام - حيث تمّ لهم ما كانوا يريدون تحقيقه إثر مؤامراتهم المتكررة منذ مدة طويلة بالفعل - وهكذا تم تشكيل هذه الكنيسة في بلاد آشور من الشعب الآشوري جنسا ووطنا .
عندما كنت صغيرا، أتذكر قراءة قصة عن شخص في أحد الأسواق الذي كان يدعو و يشير الناس للذهاب الى مكان معين حيث هناك يوزعون الحلوى وهو بالفعل كذبة . وبعد قضاء فترة في مكانه وهو يدعو الناس لم يكن منه الاّ أن صدّق كذبته بنفسه، حيث هرع بدوره الى ذلك المكان! هذا هو مع الأسف وضع بني جلدتنا في بلاد آشور/ ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ تماما من قبل إخوتنا الكلدان والسريان اليوم للأسف الشديد .
وختاما فيما يلي أضع بعد التعاريف للتسميات المتداولة في العراق اليوم لشعبنا̤، لأن البعض للأسف يشوهون مفهومها الصحيح :

الكلدان:

يعتبر الكلدان آخر موجة دخلت بيث نهرين \بلاد الرافدين في الألف الأول قبل الميلاد حيث إستقرت في الجنوب، منطقة البصرة – فرات ميشان / ميسان - أو منطقة خليج سومر .
والجدير بالذكر، ليس للكلدان القدامى أي صلة بشعبنا الآشوري والبابلي، عدا أنهم ساميون مثل باقي الشعوب السامية في الهلال الخصيب مثل الآراميين، الابلويين، الكنعانيين، العبرانيين والآشوريين البابليين حيث لهجتهم قريبة جدا لباقي اللهجات الشعوب السامية المذكورة آنفا والتي كونت معا وخصوصا في العصور الأولى للمسيحية ما يسمى باللغة السريانية لاحقا .
إذن كلدان اليوم، يمكن أن يقال بأنهم لا يمثلون الكلدان القدامى، بل هم مجرد آشوريون قوميا وجغرافيا، هذا ما أكده لنا أيضا الأخ غسان حنا شذايا – وهو كلداني الطائفة بنفسه - في مقال له في مجلة " المنتدى " لصاحبها الأخ فؤاد منا في مدينة ديترويت الأميركية *** وهم من الذين دخلوا المذهب الكاثوليكي في القرن الخامس عشر وما بعده. وسميوا كلدانا من قبل روما كما ذكرنا أعلاه .
ومن الطريف أن البعض يصدق ويدعم بأنهم من الكلدان القدامى ومعظمهم سكان لا بلاد آشور فحسب، بل حتى نينوى بالذات . وفي الوقت ذاته لا تجد في الجنوب حتى قرية ذات ثلاثة بيوت من الكلدان القدامى، وهنا لا أعرف السرلماذا هم الغالبية في بلاد آشور !في وقت منعدمون في بلادهم الأصلية؟! أضف الى ذلك أن كل الكلدان الموزعين في العراق اليوم ترجع أصولهم الى الشمال الآشوري بكل تأكيد .

السريان واللغة السريانية :

إن من أول الشعوب السامية التي تصادم اليونان معه في الهلال الخصيب، كان الشعب الاشوري، لذلك سموا منطقة الهلال الخصيب كله ب - آشور ASSYRIA و بعد فترة إستطاع اليونان أن يروا نوعا من الاختلاف بين شعوب منطقة الهلال الخصيب لذلك أطلقوا بلاد آشور Assyria على المنطقة الواقعة شرقي نهر الفرات بينما سموا المنطقة غربي نهر الفرات ب (سورياSyria / ) ولكن يذكر البعض أن حتى اسم سوريا غدا اسما عاما لكل منطقة الهلال الخصيب وهذا ما جاء به آشوري من إيران وهو كيواركيس نسطورس في كتابه عن " الأمة السورية " وكذلك سار عليه مؤسس الحزب القومي السوري الاجتماعي – أنطون سعادة في حديثه عن الأمة السورية .
والبعض من إخوتنا السريان الأرثوذكس يحاول التشويه بأن ( سوريا / Syria تعني آرام ( الأمة الارامية ) نقول صحيح بلاد آرام هي ضمن سوريا ولكن سوريا ليست ضمن بلاد آرام، لأن سوريا سميت من قبل العرب ببلاد الشام أي اليوم تتكون من البلدان التالية – فلسطين ، لبنان ، الأردن وسوريا نفسها . وليكن واضحا في قولنا سواء سوريا أو آشور كتسمية للمنطقة ذلك لا يعني أنهم آشوريون وكذلك الشان في قولنا سوريا لا يعني كآشوريين أننا سوريون قوميا ، بل كل ما يقال أنه إسم لمنطقة جغرافية ليس الاّ كما تقول – الشرق الأوسط أو الهلال الخصيب الخ .
والحديث عن اللغة السريانية الذي يحدث كثيرا من الضجيج في هذه الأيام، وخاصة من قبل إخوتنا من السريان حيث يعتبرونها اللغة الآرامية أو امتدادا للغة الارامية وبذلك يكون من الممكن إحتكار الجنة ! ولكن من الطريف رغم كل هذا فإن قسما كبيرا منهم لا يفهمونها وقد تقدر أكثر من 85% من المجموع . .
إذ اللغة السريانية في الحقيقة، هي اللغة التي تكونت من مجموع اللهجات السامية في الهلال الخصيب ومن هذه الزمرة : اللغة الاشورية البابلية ، الكنعانية ، الابلوية ، الارامية والكلدانية بفعل عاملين إثنين وهما : الأبجدية الكنعانية والديانة المسيحية التي وحدت كل هذه الشعوب تحت راية الشعب السوري والأدق السرياني Syriac \وفق المؤرخ البريطاني Arnold J. Toynbee الذي إستخدم هذا التعبير لأول مرة تاريخيا.
وخلاصة القول ، يريد البعض أن يؤكد شرعية وجود الكلدان حديثا باستشهاده من أن مار توما أودو – مطران الطائفة الكلدانية - في قاموسه الشهير والمطبوع في مدينة الموصل في عام 1897 صفحة 465 أعطى تفسيرا ل – الكلدان : " بأنهم من الذين لهم دراية و علم بالأفلاك والنجوم ، واسم لأمة قديمة واليوم هو اسم للسريان المشارقة ." وهنا فكر وامحص في تفسيره قليلا ! إذ لم يقل السريان المشارقة اليوم هم الكلدان، بل هذا إسم لأمة قديمة ولكن اليوم يطلق على السريان المشارقة وهم آشوريون وإن لم يقلها كونهمم سكان نينوى، وهنا ليكن واضحا أن مار توما أودو ينتمي الى العشيرة التي أنتمي اليها شخصيا – أنا آشور بيث شليمون - وإن كان كلداني المذهب أما هو نسبا ينتمي الى عشيرة تخوما الآشورية والتي ترجع أصولها الى أربيل المدينة الآشورية العريقة والتي فيها نشأت آخر مملكة آشورية باسم " خذياب / حدياب " حتى قدوم العرب .

......................................................
* إن الشعوب في الهلال الخصيب من آشوريين بابليين ، عموريين كنعانيين ، آراميين كلدانيين شملتهم التسمية السريانية وهي تسمية جغرافية وليست تسمية إثنية إطلاقا عندما دخلوا المسيحية طوعا وإختيارا وقد عرفو بهكذا تسمية ولكن بعد الإنقسام المذهبي عرفوا ببعض الحكام وعلى سبيل المثل – تحت حكم بدر الدين اللؤلؤ الأتابكي ( 1211- 1259 ميلادية ) بالنصارى أو المسيحيين وعند الرحالة ماركو بولو /Marco Polo ( من القرن الثالث عشر ) و ابن خلدون ( القرن الرابع عشر ) عرفوا بالنساطرة واليعاقبة أيضا .
هنا نريد أن نثبت جليا ليس كل نسطوري ويعقوبي آشوريا حيث المذهبين جمعا من مختلف الأجناس البشرية ولكن ليس هناك أدنى شك بأن سكان شمال بيث نهرين أو بلاد آشور هم آشوريون جنسا وأرضا وتاريخا .
خاب الذين يريدون أن يطبلوا ويزمروا ب" السريان والسريانية " لكي تتحول تدريجيا الى الآرامية التي كما قلنا مرارا أن الآراميين لم يحققوا شيئا في كل تاريخهم الطويل وإن دمشق حاضرتهم الأولى تعتبر اليوم - قلب العروبة النابض - يرجى من مروجيها الاكادميين من أمثال الدكاترة أسعد صوما وبيدروس كيفا أن ينقذوها من مخالب العروبة من أن يحاولا الإنقضاض على آشور والآشورية وهذا المؤرخ البريطاني Toynbee يقول : " وإذ اجتاح الاسلام هذه الأصقاع عصف بها حتى لم يبق منها اليوم إلا صور - متحجرة لمجتمع سرياني منقرض.

** إن الجالية هذه كانت شبه ارسالية نسطورية في جزيرة قبرص قوامها من شعبنا الآشوري أي من شمال ما يسمى العراق اليوم ومن منطقة أرزن/ أرزون تحديدا أي بطلان ما يدعيه بعض المتكلدنين اليوم بأنهم كانوا من الكلدان.

*** يرجى الإطلاع – مجلة المنتدى / القسم الانكليزي من العدد 3 ( 33 ) لشهر أيار لعام 1998 وعلى الصفحات 50- 55



42
[size=18pt]دحض وتفنيد لكل المناوئين والمتآمرين على قوميتنا الآشورية !

آشور بيث شليمون

الأخ هنري بدروس كيفا كتب: والرابط أدناه :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,772624.0.html


" السيد آشور بيت شليمون
يبدو إنك تردد دائما الشاعر كوركيس وردا و هذا يعني بالنسبة لك أن
وردة واحدة تعني الربيع !
كم مرة وضعت اسمي في عنوانينك الفارغة ؟ كم مرة ذكرت لنا شاعرك
الذي تتوهم بإنه يتكلم عن شعب أشوري معاصر ؟
هذا رد على أوهامك الأشورية المزيفة. " أنتهى الإقتباس

...................


الأخ هنري مقتبسا من حدابيا :

" كما انه يذكر بعض البطاركة المنحدرين من الموصل التي كانت مدينة مهمة. وكما هو معروف بان الموصل تسمى بالسريانية "اثور" ܐܬܘܪ، لذلك يقول عن الذي يتحدر منها "فلان الاثوري" اي "فلان الموصلي"، فاذا قلنا بالسريانية "مار ماري الاثوري" يعني اننا نقصد "مار ماري الموصلي"، وإن قلنا "عبديشوع الذي من اثور" فهذا يعني "عبديشوع الذي من الموصل". وبهذه الطريقة يذكر لنا كل من البطاركة: "مار ماري الموصلي" (987-999)، و"عبديشوع الموصلي" (1085-1090)، و "مكيخا الذي كان مسؤلا في الموصل" (1092-1110)، و"إيليّا الذي تربى بين العلماء في الموصل" (1111-1132)، و"عبديشوع من الموصل" (1139-1448) . انتهى الإقتباس

آشور بيث شليمون:

أولا، إن هذا النكرة تحت التسمية – حدابيا ، لو كان امينا على التاريخ وجب عليه أولا، الإعلان عن نفسه ولا يتنكر تحت تسمية مبهمة!
ثانيا، أما غباء او تجاهل للحقيقة، وعلى القارئ أن يسأل مجرد سؤال بسيط الاتي:
هل آثور في الموصل ام ان مدينة الموصل في آثور ؟! لكي يقدم مثل هذه التفسيرات الخاطئة والملتوية !
ثالثا: أدناه أضع نصا من مقدمة كتاب يشوع داد المروزي وهاك ما قاله:

 
يشوع داد، أفسقف الحديثة في اقليم آشور في القرن التاسع الميلادي، وتعود أصوله الى مدينة " مرو " من بلاد  " تركمنستان "  اليوم .
 
 ܝܫܘܥ ܕܕ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܚܕܬܐ ܕܒܐܬܘܪ

ܥܠ ܚܝܠܗ ܕܡܪܢ ܝܫܘܥ  ܡܫܝܚܐ ܡܫܪܝܢܢ ܠܡܟܬܒ ܢܘܗܪܐ ܕܟܬܒܐ  ܕܚܕܬܐ ܕܥܡܠ ܘܟܢܫ ܡܢ ܟܬܒܐ ܣܓܝܐܐ ܕܡܦܫܩܢܐ ܘܡܠܦܢܐ ܕܥܕܬܐ ܩܕܝܫܬܐ .  ܠܩܕܝܫܐ ܘܪܚܡ ܝܘܠܦܢܐ ܡܪܝ ܝܫܘܥܕܐܕ ܡܪܘܙܝܐ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܚܕܬܐ/ الحديثة ܕܒܐܬܘܪ ܡܪܢ ܥܕܪܝܢܢ ܘܚܝܠܝܢܢ ܘܚܟܡܝܢܢ ܘܡܢܥܝܢܢ ܠܫܘܡܠܝܐ ܒܛܝܒܘܬܟ ܀
ترجمة النص أعلاه بتصرف:
 
بقوة الرب يسوع المسيح أبدأ في كتابة تفاسير لكتاب العهد الجديد الذي عمل بجمعه من كتب كثيرة للمفسرين والمترجمين للكنيسة المقدسة. لقدسية  ومحب العلم مار يشوع داد المروزي أفسقف " الحديثة " في آثور ، اللهم أسعفنا وقوينا وامنح لنا الحكمة في منتهى طيبتك.
وهنا أكرر الجملة الأخيرة ،  " يشوع داد المروزي أفسقف/ أسقف  " الحديثة " في آثور"
والآن مطلوب منك تفسير الكلام او الإستنجاد بهذا العبقري – حدابيا - كما تفعل كي يفسره.
وببساطة وبدون أي جهد يذكر حيث يقول – مدينة الحديثة في آثور وهذا صحيح، ولكن ليس صحيحا ان مدينة – الحديثة في مدينة الموصل يا صاح!!!!
وللمزيد حول الموضوع، عليك ان تقرا مقالي ادناه والموسوم ، " غياب القطة، الفئران يقفزون من كل حدب وصوب.

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=499468.0




حدابيا مرة اخرى:

"ان مجرد ترجمة كلمة موصلي السريانية ܐܬܘܪܝܐ الى اشوري يعتبر إما جهلا عفوياً، وهذه خطيئة تغتفر، او تزويراً متعمداً وهذا خطأ لا مغفرة له بل يجب فضحه." انتهى الإقتباس

آشور بيث شليمون:

كلام لطيف خفيف وصادق، بحيث ليس هناك في أي من القواميس باللغة السريانية بان – آثور هي الموصل، ما عدا قاموس واحد وهو قاموس حسن بن بهلول، وهنا السيد حدابيا لم يقدم ما قاله كما هو بالكامل، بل جريمته انه إختار ما يناسب تلاعبه وتحويره للحقائق بتمسكه في تفسير واحد من تفاسير عدة وهي :

-   ܐܫܘܪ ܐܝܟ ܒܪ ܣܪܘ ܦܪܬܝܐ ܘܐܬܘܪܝܐ – الموصل  أي ( آشور بناء لإبن سرو الفرثيون والآثوريون – الموصل . من قاموس حسن بن بهلول الصفحة 306

-   ܐܬܘܪ اسم مدينة بناها سابور الملك وهي الموصل ܀
ܐܬܘܪ  ܠܒܒܝܠ ܩܪܐ  ܡܠܟܘܬܐ ܕܐܬܘܪܝܐ بابل أي بابل تدعى آثور أو المملكة الآشورية.

-   ܐܬܪܘܙ ܒܨ -  ܣܘܪܝܐ ܫܡܐ ܕܐܬܘܪ ܐܘ ܕܐܬܪܐ ܐܝܬܘ ܐܝܟ ܕܐܫܟܚܬ ܒܝܕ ܚܘܢܝܢ ܒܡܟܬܒܢܘܬܐ ܙܒܢܐ ܀  أي آثور = سوريا الإسم الآشوري او البلد الذي وجد من قبل حنين في الكتب التاريخية.

-   ܐܬܘܪܝܐ ܒܥܠܕܒܒܐ  الاعداء ( وستجدون كل هذه التفاسير في الصفحة 322 من قاموس حسن بن بهلول) .

ملاحظة هامة جدا: إخوتي القراء تتذكرون جيدا ما كان يطبل ويزمر به  ومن ضمنهم هذا النكرة – حدابيا مع الدكتور أسعد صوما أسعد والسيد موفق نيسكو الذي لم يكن التوفيق بجانبه أبدا، عندما اخذوا من كل التفاسير اعلاه، التفسير الأخير فقط ، وهنا الشيء الوحيد الذي قاله – حدابيا، هذا النكرة وكان صوابا مائة بالمائة :
" او تزويراً متعمداً وهذا خطأ لا مغفرة له بل يجب فضحه." بكل تأكيد ونحن هنا نفضح هؤلاء خفافيش الظلام من أمثال : الدكتور أسعد صوما أسعد، موفق نيسكو، حدابيا وهنري بدروس كيفا وشركاهم أجمعين وليكن هذا مفهوما للجميع!


وحدابيا أخيرا:

" واذا خطر ببالك ان تسأل لماذا استعمل الاب يوسف بيث قليتا في مقدمته للكتاب المذكور الذي طبعه تعبير ܐܘܡܬܐ ܣܘܪܝܝܬܐ "الامة السريانية"؟ الجواب ببساطة لاننا جميعاً سريان، وأمتنا هي الامة السريانية، وان اسم "سريان" هو الاسم الذي استعمله جميع اجدادنا وجميع اباء كنسيتنا المشرقية وجميع مؤلفينا خلال التاريخ، وبينهم علامتنا عبديشوع الصوباي في جدوله عن ادبائنا حيث سماهم "سريان" بقوله:  ܡܟܝܠ ܕܝܢ ܕܣܕܪܢ ܣܝ̈ܡܐ ܕܐܒܗ̈ܬܐ ܝܘ̈ܢܝܐ: ܢܫܪܐ ܠܡܣܕܪ ܠܣܝ̈ܡܐ ܕܐܒܗ̈ܬܐ ܣܘܪ̈ܝܝܐ  "بعد ان سردنا مؤلفات الاباء اليونان، نبدأ في سرد مؤلفات الاباء السريان". (كتاب المرجانة، صفحة 69) . انتهى الإقتباس

آشور بيث شليمون :

نحن لا ننكر بكوننا – سريان  بإمتياز ومن أوائل السريان، كون الإسم قد صيغ من أشور- آسور وهذا ما أكده القاموس الذي هؤلاء يعتمدون عليه هؤلاء الإخوة الدكاترة والباحثين والمغمورين من امثال – حدابيا وللمزيد حول الموضوع ( من هم السريان وما هو أصل اللغة السريانية )أضع الرابط الذي يدعم نظريتنا وفي هذا الموقع – عنكاوا وقراءه يفوق 3000 فرد، عدا نشر في عدة مواقع أخرى وهاكم الرابط :

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=730440.0


[/b][/color][/size]

43
الرد على فذلكات الأخ عبد الأحد قلو!

" الاخ اشور
انظر في رد آخر كيف تجاوزت على الكتاب المقدس وبوقاحة،عندما اعلمتك عن نبوة النبي ناحوم الذي ذكر بأنقراض ذرية اشور وخراب نينوى بقولك "  انتهى الإقتباس

عزيزي قلو:

اولا، أنا في عراك مع هذا الموقع – أي موقع عنكاوا – مع احترامي الذي اصبح يحذف مداخلاتي وحتى مقالاتي كونها تدمر هذيانكم !!! وهنا يبدو مع الأسف لا يعامل الجميع سواسية، فإذا كانت كلماتي نابية ويقوم بحذفها ايها الأخ المحترم؟!

فإذا كانت لهجتي غير مرضية، لماذا هم  يحتفظون بما تقوله انت وأكبر مثال هنا اعلاه  وعلى سبيل المثال حيث تقول :  " كيف تجاوزت على الكتاب المقدس وبوقاحة !"
بينما أنت وفي مرات عديدة ذكرت الصنم " آشور " ونحن من عبدته أليس كذلك ؟! ما بالك عزيزي : هل نبوخذنصر كان مسيحيا وعلى المذهب الكاثوليكي ؟!

ومن ثم، نعم هناك كثيرا من أسفار ما يسمى – الكتاب العبري  – غير مقبول وقد حذف من طبعات الكتاب المقدس وعلى سبيل المثال – سفر طوبيط ويهوديت، وليس ذلك فحسب، بل هناك كثيرا من الترهات والأكاذيب في الكتاب العبري ومنها  على سبيل المثال، اولاد نوح وكذلك قصة الملاك الذي قتل 185 ألف * من جنود الآشوريين، وكأن الله غدا داعش والنصرة وأرسل قواته لقتل شعبنا !! ومن ثم ألم تكن انت الذي قلت أن الله سيخرب نينوى ولا يترك حجر على حجر؟!
بينما قسما كبيرا من سور نينوى باق للعيان وبعد أكثر من 2500 سنة !!
والخلاصة، ناحوم وكل ما قاله لم يكن فيه أي نبوة، بل كان شاهد عيان لما حصل على – نينوى – من جراء الهجوم الذي شنه كثيرا من الشعوب ولم يكن حصرا بالميديين والكلدانيين، بل ساندتهم شعوب أخرى مثل العرب والآراميين وموقفه كان مثل الشعب الفلسطيني الذي كان يصفق لصدام حسين وصواريخه التي كانت تنهال على إسرائيل والشعب اليهودي جنّ جنونه!

ولكن من الآن وصاعدا سأحتفظ بكتاباتي واعمل في نشرها في مواقع اخرى ومنها – موقع باقوفا وموقع نهلا Nahla 4 you

وختاما، كما قلت إن حظ  بابل لم يكن أفضل من حظ – نينوى، بل كان الأسوأ، على الاقل الكتاب المقدس لم يصف نينوى بكلمات دنيئة مثلما وصف بابل – المدينة العاهرة !

وأختم كلمتي بما قاله إشعياء النبي :  " هو ذا أرض الكلدانيين . هذا الشعب لم يكن . أسسها آشور لأهل البرية! "  سفر إشعياء، 23: 13
...................
* وهي خرافة ذكرها المؤرخ اليوناني هيرودتس بشكل آخر، ان فئران الحقول التهمت  معظم سلاح الآشوريين المصنوع من الجلد!
Herdotus, Book II, Penguin Classics, p 185


آشور بيث شليمون
____________________


44
    من نبوات الكتاب المقدس عما يجري اليوم في بلداننا!

آشور بيث شليمون

الكتاب المقدس عند المسيحيين كتاب يتألف من العهد القديم/ التوراة  والعهد الجديد/ الإنجيل  وهاكم تعريف الكتاب باختصار:
أقسام الكتاب المقدس: - يتكون الكتاب المقدس من ستة وستين سفراً موزعة في قسمين رئيسيين.

أولاً: العهد القديم:وهو مجموعة الكتب المقدسة الموحى بها من الله قبل مجيء المسيح، وتحتوي هذه الكتب، وعددها 39 كتاباً، على عهد الله مع شعب العهد القديم.
وأسفار العهد القديم مرتبة في خمسة أقسام رئيسية هي:
1. التوراة: أي الناموس أو الشريعة، وتحتوي على الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدس، وهي الكتب التي أوحى بها الله إلى كليمِهِ موسى، وهي أسفار التكوين والخروج والعدد واللاويين والتثنية.
2. كتب التاريخ: وعددها اثنا عشر سفراً وهي سفر يشوع، القضاة، راعوث، صموئيل الأول، صموئيل الثاني، الملوك الأول، الملوك الثاني، أخبار الأيام الأول، أخبار الأيام الثاني، عزرا، نحميا وأستير.
3. كتب الشعر والحكمة: وهي أيوب والمزامير وأمثال والجامعة ونشيد الأناشيد.
4. كتب الأنبياء الكبار وهم: إشعياء، وأرميا (مع المراثي ) وحزقيال ودانيال.
5. كتب الأنبياء الصغار: وهم اثنا عشر نبياً، وهم النبي هوشع، يوئيل، عاموس، عوبديا، يونان، ميخا، ناحوم، حبقوق، صفنيا، حجي، زكريا وملاخي.
وهذا التقسيم الخماسي للأسفار التسعة والثلاثين يستخدمه المسيحيون، أما اليهود فقد قسموا العهد القديم إلى ثلاثة أقسام هي:-
1. التوراة ( توراة ).
2. الأنبياء ( نفيئيم ).
3. الكتابات (كتْوفيم ) وتشمل كتب التاريخ وكتب الشعر والحكمة. ومن هذه الأقسام الثلاثة، نحصل على كلمة "تناخ" وهو الاسم الشائع للعهد القديم بين اليهود.

ثانياً: العهد الجديد: ويحتوي على كتابات رسل وتلاميذ المسيح الذين كتبوا بوحي من الله تحت إرشاد وقيادة الروح القدس. وتشير كلمة العهد الجديد إلى العهد الذي قطعه المسيح بدمه مع المؤمنين، فقد قال المسيح له المجد:" هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا." (متى 28:26 )، وأسفار العهد الجديد التي تبلغ 27 سفراً مرتبة في خمسة أقسام مثل العهد القديم، وهي:-
1. الإنجيل: بأقسامه أو أجزائه الأربعة: متى ومرقس ولوقا ويوحنا
2. التاريخ: ويشمل كتاب أعمال الرسل الذي يتحدث عن نشأة الكنيسة وانتشارها.
3. رسائل بولس الرسول: وعددها أربع عشرة رسالة.
4. الرسائل العامة: وعددها سبع رسائل.
5. سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي.
............................

منذ مدة جد طويلة قرأت من الكتاب المقدس، العهد القديم هذه النبوة عن مصر وما سيكون مصير نهر النيل كالتالي:

" آية (2) وأهيج مصريين على مصريين فيحاربون كل واحد أخاه وكل واحد صاحبه مدينة مدينة ومملكة مملكة.

آية (3) وتهراق روح مصر داخلها وافني مشورتها فيسالون الأوثان والعازفين وأصحاب التوابع والعرافين.

آية (4) وأغلق على المصريين في يد مولى قاس فيتسلط عليهم ملك عزيز يقول السيد رب الجنود.


آيات (5-10) وتنشف المياه من البحر ويجف النهر وييبس.و تنتن الأنهار وتضعف وتجف سواقي مصر ويتلف القصب والأسل. والرياض على النيل على حافة النيل وكل مزرعة على النيل تيبس وتتبدد ولا تكون. والصيادون يئنون وكل الذين يلقون شصا في النيل ينوحون والذين يبسطون شبكة على وجه المياه يحزنون.و يخزى الذين يعملون الكتان الممشط والذين يحيكون الأنسجة البيضاء.و تكون عمدها مسحوقة وكل العاملين بالأجرة مكتئين النفس.
\
آية(12،11) أن رؤساء صوعن أغبياء حكماء مشيري فرعون مشورتهم بهيمية كيف تقولون لفرعون أنا ابن حكماء ابن ملوك قدماء فأين هم حكماؤك فليخبروك ليعرفوا ماذا قضى به رب الجنود على مصر.
آيات (13-15) رؤساء صوعن صاروا أغبياء رؤساء نوف انخدعوا وأضل مصر وجوه أسباطها. مزج الرب في وسطها روح غي فاضلوا مصر في كل عملها كترنح السكران في قيئه. فلا يكون لمصر عمل يعمله رأس أو ذنب نخلة أو أسلة.

آية (16) في ذلك اليوم تكون مصر كالنساء فترتعد وترجف من هزة يد رب الجنود التي يهزها عليها.

آية (17) وتكون ارض يهوذا رعبا لمصر كل من تذكرها يرتعب من أمام قضاء رب الجنود الذي يقضي به عليها. “ انتهى الإقتباس

إن أثيوبيا تعلن اليوم بناء سد كبير على نهر النيل لتغيير مجراه وسيسبب كارثة كبرى لمصر حيث في أيام الرئيس مبارك وضعت خطط لتدمير السد هذا، واليوم الرئيس المصري الجديد مرسي يستعين بتلك الخطة نفسها وهاكم التقرير في الرابط أدناه:

http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/81 ... ntry=Egypt
اما في التكوين الأصحاح السادس عشر هذا ما نقرأه عن العرب :

" 7 فوجدها ملاك الرب على عين الماء في البرية على العين التي في طريق شور "

الآيات 8-10:
" 8 وقال يا هاجر جارية ساراي من أين أتيت والى أين تذهبين فقالت أنا هاربة من وجه مولاتي ساراي 9 فقال لها ملاك الرب ارجعي إلى مولاتك واخضعي تحت يديها
" 10 وقال لها ملاك الرب تكثيرا أكثر نسلك فلا يعد من الكثرة "
" 11 وقال لها ملاك الرب ها أنت حبلى فتلدين ابنا وتدعين اسمه اسماعيل لأن الرب قد سمع لمذلتك "
" 12 وأنه يكون إنسانًا وحشيا يده على كل واحد ويد كل واحد عليه وامام جميع إخوته يسكن " انتهى الإقتباس
................................

إن النبوة اعلاه هي عن الغزو العربي الإسلامي الذي حدث في اوائل القرن السابع الميلادي حيث استطاع بمدة جد وجيزة أن يستولي العرب المسلمون على الهلال الخصيب وشمال أفريقيا
 .
كما والجدير بالذكر لاحظ العبارات التالية:

قال ملاك الرب: تكثيرا أكثر نسلك ولكنه سيكون انسانا وحشيا – وفي النسخة الأصلية وصف بالحمار الوحشي - وأمام إخوته يسكن ( الهلال الخصيب- الكنعانيون، الأراميون، العبريون، العموريون، الآشوريون، البابليون، الكلدانيون والمصريون ) .

لاحظ هذه العبارات: يده على كل واحد ويد كل واحد عليه – ما يجري اليوم في العالم حيث الإسلام يشن حرب شعواء في العالم والعالم أيضا يضرب بيد من حديد عليهم – واليوم نرى ( داعش ) و ( النصرة ) وغيرهما من القوى الإسلامية وتحت مسميات عديدة كلها تعمل لإقامة الخلافة الإسلامية حيث استطاعت هذه القوى التكفيرية الإسلامية  الإستيلاء على أجزاء واسعة من سوريا والعراق .
واليوم  التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يقوم بقصف مواقعهم كما يحاول تجنيد جيش عرمرم في العراق لمحاربة داعش مع قيام  طائرات التحالف هذا في قصف مواقعهم في كل من سوريا والعراق .
وهنا يكتمل السيناريو للكتاب المقدس بحذافيره – يده على كل واحد ويد كل واحد عليه !
 إن ما يجري اليوم قيل منذ اكثر من ألفين وخمسمائة سنة خلت، إننا نعيشها اليوم بحذافيرها !


[/b
[/siz

45
غزاة الديار – النشيد السوري الجديد


غزاة الديار عليكم حرام
أبت أن تذل النفوس الكرام

وكر العروبة بيت سخام
وعرش الشموس حمى لا يضام

ربوع سوريا بروج العلا
تحاكي السماء  بعالي السنا

فأرضنا غدت ساحات القتلى
من داعش  وجبهة النصرة

هدم المباني مع زهق الأجساد
على علم ضم خراب البلاد

لما فيه من كل شر سواد
ومن دم كل شهيد مداد

نفوس مذلولة وماض عربيد
وروح الاضاحي رقيب عتيد

فمنهم الوليد ومنهم الرشيد!
فلم لا نزهق ولم لا نستعبد؟!




منقول
http://www.samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?f=7&t=21114

46
ܡܝܩܪܐ ܩܪܘܝܐ ܚܒܝܒܐ
ܓܘܒܐܠܝ ܠܟܘܢ ܡܢ ܚܩܪܐ ܘܓܢܒܪܘܬܐ ܕܐܘܡܬܘܟܘܢ ܐܬܘܪܝܬܐ ܡܠܘܐܐ ܕܒܐܬܝܐ ܥܠ ܕܐܗܐ ܐܣܪܐ الرابط:

http://www.samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?f=2&t=21311

ܐܫܘܪ ܕܒܝܬ ܫܠܝܡܘܢ
_________________________


47
الكاتب و الشاعر  الأخ صبري يوسف يرد على إجابات هنري بيدروس كيفا!
 
ما كان بودّي أن أردَّ على إجاباتكَ على تساؤلاتي، لأنني لم أجد في ثناياها ما يحرِّضني على الردِّ، حيث جاءت مكررة وغير مقنعة، ومع هذا أردُّ على تحاليلك من منطلق أن يكوِّن المتابع والمهتم فكرة شاملة على وجهات نظرك وردودك على الأسئلة التي طرحتها عليك، ولكي يطلع على وجهات نظري وردودي أيضاً، وأترك النقاش والحوار مفتوحاً للقارئ والمتابع والمهتم والباحث المتخصص من كافة شرائح شعبنا بكافة تسمياته، كي يقدِّموا وجهات نظرهم أيضاً، لعلَّ وعسى يكون حواري معك وإجاباتك وردودي عليكَ واحة مفيدة ومثمرة ومحرّضة على الحوار البنَّاء بين كافة الأطراف، آملاً أن نصل إلى الأهداف المرجوَّة بما فيه مصلحة وخير شعبنا بكل أطيافه وتسمياته.
 
الأستاذ هنري بيدروس كيفا
أي تزوير تتحدَّث عنه يا عزيزي الباحث، هل عندما تعتبر الآشوريين بحكم المنقرضين هو تاريخ علمي وأكاديمي، هل هذا بنظرك وبحسب حيثيات دراساتكَ وبحوثك تاريخ غير قابل للردِّ عليه أو الطعن به، ومَن منّا يزوّر التاريخ أنا أم أنتَ؟!
من خلال الجملة الأولى أراك تقع في تناقض يا أستاذ هنري، حيث تقول: " لا أحد يحق له إلغاء الشعوب الأخرى"، وأنتَ تلغي وجود الآشوريين، وتعتبرهم بحكم المنقرضين تارةً والذائبين في السريان الآراميين تارةً أخرى، فهل برأيك هذا الردّ مستند على التاريخ القويم والبحث السليم؟!
لم أتهجّم على د. أسعد صوما، بل سألته سؤالاً يتعلَّق بمعنى كلمة آشوري كما وردت في قاموس حسن بن بهلول، وأكَّد لي تبنِّيه لما ورد في القاموس قائلاً، إنَّ كلمة آشوري تعني عدو، فقلت له هذا التصريح يدعو إلى إلإنقسام والانشقاق، وما أزال مسؤول عن كلامي، وأعتبر كل من يعتبر "الآثوري/الآشوري عدو هو عدو وعدو لدود للآراميين أولاً ثم للآشوريين والآثوريين ثانياً"، لأن هكذا طرح يدعو إلى المزيد من المشاكل والتباعد والخلاف في الوقت الذي نحن بحاجة إلى التلاحم والتواصل والتقارب وخلق علاقة سويّة وتقبُّل الآخر رغم اختلاف وجهات النظر فيما يفكر كل طرف!
 
أية شهرة أبحث عنها وتتحدَّث عنها يا عزيزي الباحث، هل سأحقِّق شهرة ما من خلال طرح بعض الأسئلة على د. أسعد صوما، أو عليك، ما هذه الشهرة التي سأحققها من خلالك ومن خلال د. صوما؟ وهل تعتبر نفسك مع د. أسعد من أرباب علم التاريخ، ما هذا الغرور؟ دع الآخرين يتحدَّثون عنكم وعن بحوثكم لا أن تتحدث عن نفسك، وأجب عن أسئلتي بدقة ولا تتهرَّب منها، وتوقَّفْ عند حدود السؤال ولا تخرج عن جوهر السؤال وتقحم نفسك في مسارات أخرى، وما علاقتك بالرسالة المفتوحة التي وجهتها للرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما، وما شأنك أنت لو ردَّ عليها أو لم يرد، ثم أنني كتبت مقالا بصيغة رسالة مفتوحة تتضمن الكثير من التساؤلات ووجهات نظر أحببت أن أطرحها على الرئيس الأمريكي الجديد، ولستُ بصدد انتظار جواب منه، وكلّ ما كان يهمني هو أن أقول كلمتي وأقدِّم له وللقارئ رأيي وبعض وجهات نظري حول السياسة الأمريكية ومواقف الرؤساء الأمريكيين السابقين واللاحقين، فلماذا تقحم نفسك فيما لا يعنيك؟!
 
كن لبقاً ومؤدّباً في آداب الحوار عندما تحاور وتتحاور مع الآخرين، ولا تقُلْ بوق آرامي أخرس، ولا تطرح نفسك وصيّاً على الأدباء والشعراء والفنانين والمثقفين على مختلف تخصصاتهم ولا تطلق عليهم صفة التطفل عندما يطرحون أسئلتهم عليك وعلى غيرك بكلِّ لباقة وإحترام، ولا تقلق يا أستاذ، لقد قرأتُ مقالك أثناء نشره ولم أرد عليكَ آنذاك لأنني لم أجد في المقال ما يستحق الرد عليه، وقد آن الآوان أن أردَّ عليكَ الآن وعلى ردودك على تساؤلاتي.
 
اندهشتُ عندما قرأتُ أوَّل جملة من ردِّكَ على أسئلتي، قائلاً: " ليس مهمّاً أن تزور عرين الأسد، المهم أن تخرج حيّاً"، هل تطرح نفسك أسداً ولكَ عرين غير قابل للاقتراب منه؟! إني يا أستاذ لا أجد أمامي عريناً ولا أسداً، وها أنذا حي أُرْزَق، أردُّ على منازلاتكَ الطريفة، هل تعتقد أنَّ مَن يدرس التاريخ سيصبح أسداً وسيصبح سيَّد الغابة والغابات، ثم أنني لا أطرح عليكَ أسئلة لأخيفك ولا أنتظر منكَ ردَّاً مخيفاً، لأني أطرح عليك أسئلة بكلّ جدِّية وموضوعية كي تجيب عنها وتوضح للقراء والمتابعين وجهات نظرك فلا تخرج عن سياق السؤال؟!
 
مَن هو وديع هذا الذي توجّه إليه أسفك، هل تقصدني أم تقصد شخص آخر، أم تقصدني ونسيت اسمي لانغماسك في بحوثكَ ودقّة إجاباتكَ!! أنتَ تؤكّد لنا يا أستاذ هنري من خلال اجابتك بأنك من أم أرمنية ومن أب سرياني آرامي، إذاً أنتَ من جذور حضارية هجينة، نصفكَ أرمني ونصفكَ الآخر سرياني آرامي، ومع هذا تعتبر نفسك أرامياً محضاً، ومهما كان ولاءك للسريان الآراميين قوياً، يبقى نصفك من جذور سريانية آرامية ونصفكَ الآخر من جذور أرمنية، فأنتَ والحالة هذه لستَ سريانياً أرامياً خالصاً من حيث الجذر التاريخي، مع عميق احترامي للعرق الأرمني الذي يجري في عروقك، بينما أنا من أم سريانية آرامية ومن أب سرياني آرامي، فأنا سرياني آرامي محض، ومع هذا لا تعترف بسريانيتي وآراميتي من حيث الجذر التاريخي الحقيقي، وليس مهما أن أتبنى وجهات نظرك في كل ما تذهب إليه كي أصبح سريانياً آرامياً، لأنني أتحدث هنا عن الانتماء والجذور التاريخية لكل منا ولشعبنا بكل تسمياته الذي نحن بصدده الآن.
 
من قال لكَ يا أستاذ كيفا أن الفكر الآشوري حديث جداً بين السريان، ومَن قال لكَ أن الشعب الآشوري القديم انصهر ضمن أجدادنا الآراميين منذ مئات السنين قبل الميلاد، وهل لديك براهين وبحوث تاريخية ومصادر ووثائق واكتشافات الدِّي إنْ DN التي تثبت انصهار الشعب الآشوري مع الآراميين؟؟؟ ردُّك هذا يفتقر للموضوعية وهو كلام إنشائي وليس له أي علاقة بالبحث العلمي والتاريخي الدقيق.
ما قصّتكَ مع التاريخ الأكاديمي، وكيف تقصَّيتَ بأن المدافعين عن الفكر الآشوري لا يعتمدون على التاريخ الأكاديمي، هل تظن أنك ومن يحذو حذوك فقط تعتمدون على التاريخ الأكاديمي السديد؟! وما هذا التناقض عندما تقول يرفع الآشوريون شعار الوحدة ولكنهم يقسمون ويضعفون أمتنا الآرامية، كيف سيقسِّمون الأمة الآرامية طالما دعواتهم تصب في الوحدة ؟!
 
لا أسألكَ بهدف إحراجكَ، بل بهدف توضيح وجهات نظرك وأفكارك حول الكثير ممَّا تطرحه ويؤدِّي إلى خلخلة العلاقة بين شعبنا، وأعود مؤكِّداً على تساؤلي: "ما علاقتكَ فعلاً في اعتقاد ومبادئ الآخرين؟"، نعم هوية الشعوب لا تبنى على اعتقاد ومبادئ سياسية حديثة، ولكن الآشوريون لهم هويتهم الآشورية منذ مئات السنين قبل الميلاد وبعده، وقدموا جنبا إلى جنب مع الكلدان والسريان للبشرية حضارة ما لم تقدمها أية حضارة أخرى خلال تلك الفترة الزمنيّة، والهوية الآشورية ليست حديثة العهد ولا حديثة الطرح ولا هي مزيفة كما تزعم، هي هوية أصيلة وذات جذر ومنبع تاريخي أصيل، شأنها شأن الهوية السريانية الآرامية، وأنا ضد أن يعتبر الآشوريون أن كل السريان من جذور وأصول آشورية، ولا أحد يستطيع أن ينفي التمازج والتزاوج الذي حصل فيما بينهم عبر تاريخم الطويل، ولكن في المحصلة النهائية هناك شعب آشوري وما يزال وهناك شعب سرياني آرامي وشعب كلداني وما يزال، وكل هذه التسميات تصب في شعب واحد متعدِّد المشارب، قد يتفق أو يختلف عنها المؤرخون والباحثون ، وفي هذا السياق علينا جميعاً أن نتوقّف عند التسميات التي أدَّت مراراً وما تزال تؤدي إلى خلافات وانشقاقات غائرة في الصميم، لهذا لا بدَّ أن نجد حلولا لها لرأب الصدع الذي يعترينا في الوقت الحالي، بدلاً أن نجترَّ الماضي والتاريخ بشكل لا يتوافق ولا يليق بماضينا ولا بحاضرنا، فأنا لستُ مع الفكر والطرح الآشوري الذي يقول أن السريان هم أشوريون ولا مع الطرح السرياني الآرامي الذي يقول أن الآشوريين الحاليين هم سريان آراميون، انا مع إيجاد حل لهذه المعضلة العسيرة ولهذه الخلافات التسموية، وإن لم نعالج هذه الخلافات التسموية ستضحك علينا الأجيال القادمة، وسيضحك علينا أبناء بني جلدتنا وأبناء بني غير جلدتنا في الشرق والغرب، ونحن أبناء اليوم، علينا أن نعالج مشاكلنا التسموية بما يناسب اليوم وحضارة اليوم وليس بما يناسب الماضي وخلافاته ونزاعاته وصراعاته، أنظر إلى أوربا، ألم تمرّ في حربين عالميتين، وفي فترة قصيرة لملمَتْ جراحاتها وتجاوزت خلافاتها وصراعاتها ووحَّدت نفسها رغم اختلاف أممها وقومياتها ولغاتها ثم وحَّدت اقتصادها وها هي واقفة في وجه أقوى القوى في العالم وهي ما تزال تخطط للمزيد من القوة والتحضر والمنافسة للوصول إلى حالة أفضل وأرقى ممّا هي عليه، وأما نحن أقصد أنتم فما تزالوا تجترّون الماضي والتاريخ وتقولوا أن أصل الآشوريين هو سرياني آرامي، طيب ما الفائدة من طروحاتكم طالما الطرف الآخر لا يتبناها بل ينبذها ويقف ضدَّها فيزداد حدّة الصراع والخلاف ويصل إلى أقصاه، لهذا علينا أن نطرح طروحات تناسب كل الأطراف ونضع برامج جديدة تناسب واقع الحال حالنا وننهض مجتمعين بطريقة تلائم واقع العصر الحالي وتناسب عراقة حضارتنا، لا أن نقف ونبكي على الأطلال!
 
لم يطلب أحدٌ منكَ أن تزوِّرَ تاريخ أجدادك، لكنكَ أنتَ تريد أن تمسح تاريخ الآشوريين وبجرة قلم تريد تحويلهم إلى سريان آراميين، وخلافي معك ومع مَن يناصر أفكارك المتشدِّدة هو أنك لا تقبل الحوار مع الآخر، كيف ستصل إلى نتائج مثمرة طالما لا تحاور الآخر المختلف معه، نحن يا سيد كيفا في عصر الحوار والتواصل مع الآخر كائنا من كان هذا الآخر، حتى ولو كان من ألد أعدائنا فكيف لو كان من بني جلدتنا، وإذا لم تكن قادراً على محاورة الآشوري والكلداني، كيف ستحاور الكردي والعربي والفارسي والتركي والغربي؟ لماذا لا تطالب بحقك المهدور من الذين ارتكبوا المجازر والإبادات بحق شعبنا من قبل الجانب التركي وغيره، وتتوقف عند بني شعبك وجلدتكَ وأقوى حليف لكَ وتعتبره عدواً بالمفهموم اللغوى والمفهوم التاريخي، أنني أرى أنكم تحملون آراءً هدّامة وضيّقة الأفق وتقود شعبنا السرياني الآرامي إلى المزيد من التفرقة والضعف والتفكك، في الوقت الذي نحتاج إلى لملمة جراحنا وصفِّنا وخلق كلمة موحدة نستطيع من خلالها أن نقول للآخرين نحن هنا! لا أن نظل نحوم ونجتر الماضي وننسى الحاضر فلا نجد أي مستقبل ينتظر أجيالنا القادمة.
من هذا المنظور أرى من الضروري إعادة النظر في وجهات نظركم ومحاولة فتح باب الحوار مع الآشوري والكلداني وإيجاد حلول لمشكلة التسميات، فأنا لست ضد السرياني الآرامي ولا ضدّ الآشوري ولا ضدّ الكلداني ولكن على كافة الأطراف الاتفاق على تسمية تشمل جميعنا حتى ولو وقعَ الاختيار على الاسم السرياني الآرامي، شريطة أن يكون بموافقة كافة الأطراف، لا أن يظل كل طرف يجر اللحاف صوبه ويعتبر نفسه هو الصائب رقم واحد، إلى أن ينقطع اللحاف ونبقى مكشوفين تحت العراء ، ينتظرنا زمهرير أهوج لا يعرف سواء السبيل إلى برِّ الأمان! وبرّ الأمان هو العقل يا أستاذ، نحن نحتاج أن نحكِّم عقولنا لا عواطفنا وتسمياتنا التي خرّبت بيت بيتنا!!! فإذا كان اسمي صبري: يسبب لي خراباً ودماراً لي ولأبي وأمي وأخي وأختي وجاري وصديقي وتاريخي وحاضري ومستقبلي، سأغيِّر اسمي إلى: سلام، إلى عادل، إلى حبيب، إلى أمين، تأكيداً على نزوعي نحو السلام والعدالة والمحبة والأمانة، فأنا قادر على صناعة اسم جديد، ونحن نحتاج لرعاية شعبنا ورعاية الإنسان، ولا نحتاج أن ننطح بعضنا بعضاً أو ننطح في الصخر، مركزين على التاريخ والماضي ومعمقين هوة الخلافات بين التسميات، كفانا توغُّلاً في المتاهات.
 
أخي الكريم، ما فائدة كل أبحاثك ودراساتك وتحاليلك، طالما تؤدّي إلى نتائج غير محمودة، بل تؤدّي إلى مزيدٍ من التنافر والتنابذ بين شعبنا، نحن لا نحتاج إلى بحوث ودراسات تاريخية وأكاديمية، كي نثبت للعالم مَن نحن وما هي جذورنا التاريخية، نحن معروفون لدى القاصي والداني، والآخر معروف مثلنا أيضاً، وتساؤلاتي إليك لا تتمحور على نفي سريانيتك وآراميتك، ولا تهدف إلى الغاء التاريخ السرياني الآرامي، كل ما أتوخّاه من حواري معك ومع مَن يطرح طرحكَ هو أن تكفّوا عن معاداة التسمية الآشورية، والبحث عن مخارج موضوعية لحل مشكلة التسمية، أيا كانت هذه التسمية، وأؤكّد لكَ ولغيرك وللجميع، انني ضد أية رؤية انشقاقية اقصائية لأي طرف، فلا أوافق نهائياً أي حزب أو تجمع آشوري آو أثوري يلغي وجود السريان الآراميين، أو الوجود الكلداني. أنا بصدد أن نقف جميعاً صفاً واحداً لحل هذه الأزمة المرعبة والخطيرة في التسميات، لأنها تحطم مستقبلنا جميعاً ، فلا يوجد أي طرف منتصر في هذا الصراع حول الإسم ، فأنا أحترم كل التسميات عندما تتحاور وتتوائم مع بعضها بعضاً ، وضد كل التسميات عندما تقودنا إلى الصراعات والخلافات اللاطائل منها! فهمنا أنك سرياني آرامي وهو آشوري أو آثوري، وآخر كلداني، فهمنا وشبعنا فهماً، أنت وهو وهم والجميع في موقع أن تتحاوروا رغم كل الصعوبات، كي نستطيع بعدئذٍ أن نتفق على تسمية معينة شاملة تضم كافة أطياف شعبنا، ولا مفرّ من الحوار ثم الحوار ثمّ الحوار، لأننا بالحوار البناء والفاعل ممكن أن نصل إلى أهدافنا المنشودة!
 
مَن قال لكَ أنني لم أطلع على مقالاتكَ التي كتبتها في هذا الخصوص، هل تعلم بالغيب، هل تقرأ أفكاري؟ عزيزي الباحث، قرأت كل مقالاتكَ التي كتبتها بهذا الخصوص حتى تاريخ هذه اللحظة ولم تقنعي بأنكَ تسير على طريق هادف، ولو لم أقرأها لما طرحت عليك أسئلتي، وهدفي من محاورتك هو إيقاظكم من غفوتكم وكبوتكم، لأنكم تسيرون في طريق مسدود ، ولا فائدة مرجوّة من نهجكم لأي طرف من الأطراف، ونحن في هذه الفترة العصيبة من حياتنا علينا أن نركّز على الحوار مع بعضنا بعضاً وعلى محاورة من يحيط بنا ونحاور المتفقين والمختلفين معنا كي نعالج خلافنا واختلافنا وكي نحقق أهدافنا من خلال محاورة الآخر وإلا فمن المستحيل أن نحقق أي طموح عندما ينغلق كل طرف على ذاته، والمعادلة التطورية لا تكتمل إلا بالحوار مع الآخر.
 
كيف انصهرت بقايا الآشوريين ضمن أمتنا السريانية الآرامية، هل أنتَ متخصص بعلم الجينات الوراثية، وهل أجريت فحوصات بالدي إن DN وتأكّدت بأن الآشوريين انصهروا في السريان؟ يا عزيزي هذا كلام إنشائي وضعيف وغير قابل أن تبني نظرياتكَ عليه، هذا كلام يفتقر للمنطق، وحتى لو إنصهروا بالسريان فلهم دماء تجري في دمائنا ولِمَ لا تقول من خلال انصهارهم فينا أننا انصهرنا نحن فيهم أيضاً، ولِمَ لا تقول أننا شعب واحد وانصهرنا مع بعضنا ولا بد من إيجاد حل لهذا الانصهار بشكل إيجابي؟ لا أنْ تلغي وجودهم، أنتَ وفئة قليلة جداً من السريان يطرحون طرحك، وهناك فئة قليلة من الآشوريين يطرحون طرحاً مضاداً لطرحكم فلا أنتم ولا الفئة الآشورية المضادة لكم على صواب، فهناك الأغلبية الساحقة من السريان الآراميين يرغبون في إيجاد حل لهذه المشاكل التسموية وكذلك يوجد نسبة كبيرة من الآشوريين ينزعون نحو حل لهذه المشكلة، لهذا يجب أن ينبثق رؤية جديدة انفتاحية حضارية تضع حداً لكل هذه الخلافات كي نلتفت إلى بناء ذاتنا وهويتنا وشخصيتنا وإعادة مجد حضارتنا التي أصبحت متناثرة في متاحف لندن والغرب وأصبح واقع الحال حالنا مجصصاً مثل تماثيلنا، نحن نحتاج إلى المرونة والحكمة والعقل والحوار، علينا أن نفهم أنه مطلوب منا نحن أن نحل مشاكلنا وليس من الغرب أو من المحيطين بنا، وتأكد تماماً أن هكذا خلافات وصراعات في التسميات ستجعلنا متقهقرين قروناً أخرى ونصبح لقمة سائغة لمن يحيط بنا، والمفلق في الأمر أننا كنا أصحاب أول حضارة على وجه الدنيا والآن نسير مترنحين في ذيل الحضارة، فإلى متى سنسير مترنحين يا عزيزي، بدون أن يكون لدينا برنامج ومنهج ورؤية انفراجية مفتوحة على مسارات شعبنا بكل تسمياته وعلى مسار الكون؟!
 
أستاذ هنري، أسألك أسئلة فتتهرب منها وتطلق كلاماً لا ينم أنكَ تملك مقومات الباحث، ويبدو أنك لا تملك القدرة على التحليل والتفنيد والاقناع، ولا تستطيع الدفاع عن أرائك، فتلجأ إلى الكلام الإنشائي الهشّ، أنا في موقع الكاتب الصحافي، أحاورك، وعليك أن تتوقف عند حدود السؤال وتلتزم بأداب الحوار والاقناع، ألا ترى أنكم عندما تتبنون كلام وتفسير حسن بن بهلول في تفسير كلمة آشوري بمعنى عدو هو نوع من العداء للآشوريين، ثمَّ أن كلمة آشوري أو آثوري لا تعني عدو من الناحية اللغوية، وإن كان الآشوريون عبر مرحلة معينة على عداء وصراع مع السريان أو غيرهم فهذا لا يعني ديمومة المعنى العدائي للكملة، وما هو عدوٌ لكَ ممكن أن يكون صديقاً لغيرك، وعدو الأمس بلغة السياسة والأقتصاد هو صديق اليوم، فلا عداء دائم ولا سياسة دائمة ولا حقيقة مطلقة في الكون فكل شيء قابل للتطوير والتغيير، ولا يجوز أن تتمسكوا بهذا الأمر وكأنه آية في الكتاب المقدس ومنزلة من السماء، ناهيك عن انها تبعث النفور والاستفزاز وتخلق نوعاً من الصراع والتحدي لأهم طرف يخص شعبنا، فلماذا تعتبر طرحي كلاما فارغاً في الوقت الذي تطرح حضرتك رؤى عدائية للآشوريين، لماذا لا تفسر كلمة آشور وآشوري بمعنى حضارة وحضاري وتاريخ عريق.؟!
أراك تتهرَّبُ من بعض أسئلتي وتعتبرها كلاماً فارغاً، تاركاً الإجابة عن السؤال بعيداً، هل برأيك لمجرد أن تعتبر كلامي فارغاً سيصبح فارغاً، عزيزي لماذا يضيق صدركَ أمام سؤالي، أسألك سؤالا واضحاً ومحدداً وجوهرياً، فلمَ لا تجيب على السؤال وتتوقف عن الكلام الانشائي الفارغ من أي مضمون ؟!فمن جهتي أعرف هوية أجدادي وهوية غيري من أي نبعٍ ينبعون ويصبون بطريقة أو بأخرى في معالم حضارتي وشعبي وكينونتي !
أجل، أنا أعتبر "بهلول وكل من يعتمد على بهلوليته هو عدو للآراميين والسريان والآشوريين والكلدان"، وهذا سؤال وجيه وهام، بينما ردُّك كلام انشائي غير مقنع، وطرحي موضوعي ومنطقي، وما هي البراهين العلمية التي قدمها د. أسعد صوما التي تؤكّد أن مسيحيي الشرق ينتمون إلى الشعب الآرامي، هل تستعرض نكتة، الأرمن هم من مسيحيي الشرق، هل الأرمن ينتمون إلى الشعب الآرامي، هل أقباط مصر ينتمون إلى الشعب الآرامي وهل وهل؟ يا عزيزي ما هذه البحوث والدراسات التي قدَّمها د. أسعد وتبرهن على أن مسيحيي الشرق من أصول سريانية آرامية، عجيب وغريب ردَّك وتحليلك والأغرب من هذا أن تنسب هذا التحليل إلى د. أسعد صوما! أنا أعرفه جيداً ولا يمكن أن يصرح أو يزعم هكذا مزاعم واهية؟!! فكيف استقيت هذه المعلومة وحبذا لو تذكر لنا المصدر الذي تنسبه للدكتور أسعد؟ لقد قدمتَ لنا معلومة جديدة طازجة، وقد اِزددنا معرفةً، ومنكم نستفيد!!
 
هل تظن أن هؤلاء السريان الذين رفعوا الأعلام السريانية يتبنون آراءك ويؤيِّدونك في كل ما تذهب إليه، هؤلاء السريان يؤمنون بوجود أخوة لهم هم الاخوة الآشوريون، ولم تجد بين هؤلاء إلا نسبة قليلة ممن يوافقونك على أن الأشوريين انقرضوا وذابوا في السريان، فلا تعلق آمالاً على تلك المظاهرة على انها من مناصريك فيما أنتَ ذاهب إليه، فأنا نفسي أخرج وأسير في هكذا مظاهرات وأحمل ذلك العلم، فهل يعني أنني معك في كل ما تطرحه من أفكار وتحاليل؟!
تحليلاتي يا عزيزي الباحث ليست خيالية، تحليلاتي ناجمة عن تصريحاتك الاستفزازية للشعب الآشوري ولكل مَن يناصر الشعب الآشوري والكلداني، نعم أنتَ تضر الفكر السرياني الآرامي عندما تدعو إلى معاداة الوجود الآشوري واعتباره غير آشوري، هذا اسمه تطاول على شعب له حضارة، وأنتَ ومَن يطرح طرحك في موقع تقديم الاعتذار للآشوريين والآراميين والكلدان، لأن طروحاتكم استفزازية واقصائية وعدائية ولا تحمل أية مصداقية تاريخية في مسألة ذوبان الآشوريين وانصهارهم في السريان الآراميين، وتحليلكم هذا هو رؤية طوباوية خيالية لا تمت للتاريخ والواقع بصلة.
أنا لم أنطلق من أفكاري بقدر ما انطلقت من تحاليلكم ورؤاكم الغارقة في زرع الانقسام والشرذمة بين صفوف شعبنا، ولو لم أجدكَ مختصاً على حدِّ قولكَ في تاريخ السريان لما وجهت أسئلتي إليك، ولكنك لا تجيب عنها، تهرب منها، بذرائع ضعيفة وليس لها أية علاقة في تفنيد الإجابة، وما قصتكَ تتوقف عند عبارة الكلام الفارغ بين جوابٍ وآخر، وهل تعتبر نفسك مثقفاً ودقيقاً أكثر من بعض المثقفين الذين درسوا التاريخ، هناك الكثير من المختصين في تخصصٍ ما، غير متمكنين من تخصصهم في بعض جوانبه مثل غيرهم من المثقفين غير المتخصصين في هذا التخصص أو ذاك، القضية يا أستاذ تتعلق بمصداقية ودقة هذا المتخصص أو ذاك المثقف، بقدرة هذا المتخصص أو ذاك المثقف على اقناع الآخرين بأن وجهات نظره سليمة وسديدة، لا أن يردَّ بكلام انشائي فضفاض ليس له أية علاقة بجوهر الموضوع والسؤال!
 
مَن هو هذا الذي ضحك عليك وقال لكَ أن صبري يوسف كتب قصيدة دافع بها عن الآراميين، يبدو أنَّكَ تخاطب نفسك وتجيب عنها في سياق تساؤلاتي، أسألكَ سؤالاً محدداً وأنتَ تتحدث عن الشعر، وإن كل هذه التساؤلات هي دفاع عن السريان الآراميين ورغبة مني للتواصل والتفاهم مع بقية الأطراف من شعبنا العريق.
إذا لم تحاور الآشوريين فكيف ستقنعهم بإفكارك، أم أنك غير واثق من رؤاك لهذا تتحاشى محاورتهم، وإن أغلبية الآشوريين غير منظمين بأحزاب سياسية، وأما إذا كان قصدك التنظيم الآثوري الديمقراطي، فهذا التنظيم ليس منبثقاً من الآشوريين فقط بل أغلب مؤسسيه وأعضائه هم سريان أقحاح، وهو حزب سياسي يضم بين شرائحه كافة الأطياف، وليس بالضرورة أن يكون آشورياً محضاً أو الذي ينتمي إليه أن يمسح سريانيته وآراميته، هو دعوة حزبية سياسية للملمة الشمل وتشكيل موقف سياسي ما لتحقيق بعض المكاسب والأهداف التي يتوخاها التنظيم، فالتنظيم الآثوري الديمقراطي شيء والآشوريون كشعب شيء آخر بدليل هناك الكثير من الأحزاب انبثق من الشعب الآشوري، فلا يمثل حزب ما من الأحزاب التي نشأت ابتداءاً من التنظيم الآثوري ومروراً ببقية التنظيمات السياسية الآشورية، الشعب الآشوري كله فكل حزب له تطلعات وأهداف معينة وربما يوافق الآشوريون على قسم منها ولديهم تحفظات على قسم آخر، لهذا الحزب السياسي لا يعكس الفكر الآشوري ولا يمثل الشعب الآشوري فقط، وأنا مع التعددية الحزبية، وتوفير حرية الرأي والرأي الآخر، مع الديمقراطية، مع تواصل الأحزاب مع بعضها بعضاً وإيجاد اهداف مشتركة والعمل عليها للصالح العام، وضد كل من له تطلعات معادية للآخر، ضد أي حزب أو مؤسسة تقف ضد الوجود السرياني الآرامي، وضد أية مؤسسة أو حزب سرياني يقف ضد الوجود الآشوري أو الكلداني، أنا مع تنقية الأجواء وحرق الشوائب المتنافرة في صفوف شعبنا بكافة أطيافه ومذاهبه وألوانه وسياساته ومؤسساته، وإعادة صياغة كل طرف ومؤسسة وحزب رؤاه بحيث أن تصب في المصلحة المشتركة للجميع، وكل دعوة انشقاقية عدائية إلغائية للأخر هي دعوة باطلة وهدَّامة ولا فائدة منها سريانية كانت أم آشورية!!؟ فهل فهمت جوهر الفكرة والأهداف التي أتوخاها؟!
 
إذا كان تصحيح الأخطاء التاريخية يقود إلى المواجهة والعراك والصراع والخلاف الدائم فلا خير في تصحيح الأخطاء التاريخية، مع أنك لا تصحح التاريخ كما تزعم بقدر ما تشوّه التاريخ عندما تؤكد على ذوبان وانصهار الشعب الآشوري بالشعب السرياني، وعندما تتبنّى شروحات حسن بهلول بأن كلمة آشوري تعني عدو، هذا توجّه عدائي لا طائل منه سوى الاستفزاز والصراع والخيبة المشينة.
 
أنتَ لم تنتقد شاعرية نينوس آحو، لكنكَ أنتقدتَ على حدِّ قولكَ مفهومه الخاطئ لتاريخنا، ومَن نصّبكَ وصياً أو قاضياً لتصحيح مفاهيم الآخرين للتاريخ؟ هل تفهم التاريخ وتحلل التاريخ تاريخنا أكثر من نينوس آحو، هل تعتقد أنه لمجرَّد أن نينوس آحو قد غيَّرَ أسمه إلى نينوس قد تجرّد وتخلَّى من أصوله وتاريخه، وما علاقتك أنتَ بتغيير اسمه، وهل الاسم نينوس مقتصر على الآشوريين فقط؟
يا عزيزي أنا أعرف عشرات الطلاب من طلابي السريان يحملون اسم نينوس، وأخو د. أسعد صوما أسعد اسمه نينوس فما العيب في اسم نينوس؟ أمرك فعلاً غريب وعجيب، تتدخل حتى في اسم الشخص، والأكثر غرابةً أنكَ تقيم في باريس ودرست وقدمت بحوثك في السوربون، ألا ترى أن الأوربي له أحياناً اسمان وكل مَن لا يستهويه اسمه ولا يحبه سرعان ما يغيره في دقائق في سجلات قيده، الاسم ليس مهماً ، كما قلت لكَ سابقاً، الانسان يصنع الاسم ويصنع الفكر والحضارة، الإنسان أهم من أية تسمية على وجه الدنيا عندما يتميز بانسانيته السمحاء المتفتحة الحضارية الراقية، فما علاقتك بتغيير اسمه أو اسم غيره، طالما ينهج منهجاً حضاريا وراقياً، وأراك تخلط الحابل بالنابل، حيث تقحم الجانب السياسي بالجانب التاريخي، وتعتبر كل سرياني منتمٍ إلى التنظيم الآثوري الديمقراطي قد تخلى عن سريانيته، أنتَ موهوم في تحليلك هذا، لأن انتماء أي شخص لحزب ما شيء وأصله وجذره التاريخي شيء آخر، حيث تجد في العائلة الواحدة شخص آثوري وشقيقه شيوعي والثالث قومي سوري والرابع آرامي ديمقراطي، فهل يحق لكَ أن تعتبر كل ما هو غير منتسب لأحزاب سريانية أو آرامية هو مرتد عن سريانيته أو آراميته؟! يا سيد كيفا، الانتساب والعمل في صفوف حزب ما شيء وأصول البشر شيء آخر، وعيبكم أنتم هو أنكم تخلطون بين الجذور التاريخية والقضايا السياسية الراهنة، وأؤكّد لكَ أن هناك مئات الألوف من السريان في العالم ينتمون إلى أحزاب ومؤسسات غير سريانية في الشرق والغرب فهل يحق لباحث ما أن يعتبرهم مرتدِّين عن سريانيتهم وأصولهم وجذورهم التاريخيّة؟ الجواب لا، لأن مسألة العمل في حزب سياسي تتعلق بإيمان فلان وفلان بأفكار هذا الحزب أو ذاك وكم من المتحزبين تركوا هذا الحزب أو ذاك عندما لم يجدوا في مبادئه ضالّتهم المنشودة، فاختاروا أحزاباً أخرى، ولكنهم ظلوا على أصلهم التاريخي شاؤوا أم أبوا لأن الأصول التاريخية لأي إنسان ثابتة لا تتغير. فأنا مثلا سرياني آرامي حتى ولو لم أنتمِ لأي تجمع أو حزب آرامي أو سرياني.
 
أي بكاء تتحدَّث عنه يا سيد كيفا، إن موقع التنظيم الآرامي الديمقراطي لا يعادل إنتشاره 5% مما أنشره في بعض المواقع، أنا بسؤالي هذا بصدد انتقاد كيفية اقصائية الموقع والغاء الرأي الآخر، مع أن الرأي الآخر رأيي كان مجرد كتابات أدبية، فما هذا الموقع الديمقراطي الذي يمارس القمع والغاء الآخر؟ هذا هو بيت القصيد، ولا أتحدث هنا على أهمية كتاباتي بقدر ما أتحدث عن جهل مَن يشرفون على الموقع، كيف لاتعرف مَن أقصد بالأميين وأنصاف الأميين، أقصد بالضبط المشرفين عن الموقع الديمقراطي الآرامي والذين حذفوا فعالياتي بالدرجة الأولى دون أن يتمعَّنوا فيها، فلا يوجد أية فعالية لها علاقة بطر ح سياسي أو نقاش بخصوص ما نحن بصدده الآن، فما هذا العداء الخنفشاري لمجرد أنني أختلف معكم أو معهم بالرأي، هذا دليل على معاداة الموقع ليس للفكر الآشوري بل معاداتهم للسريان أيضاً فأنا بالنتيجة سرياني آرامي، ليس بالاسم كما تزعم وتدّعي بل بالفعل وبالواقع وبكل جوارحي ولكني على النقيض من بعض رؤاكم حيث أتقبل الحوار مع الآخر ومع مَن يختلف معي في أي شأن كان. وضعْ في اعتبارك أنت والمشرفون عن الموقع أن الكتاب والشعراء والمساهمون في أي موقع من المواقع هم الذين يصنعون المواقع وليس المشرفون !
لم تجبْ على السؤال، ولا أخلط بتساؤلاتي بين التاريخ والتاريخ المسيس، حضرتك تقول هذا في سياق ردودك المكررة، ومهما تجرّد المؤرخ من أهوائه ومن ميوله يظل يكتبه كما يرى وكما يحس وليس بالضرورة أن تكون رؤيته وأحاسيسه مرتكزة على أسس علمية، لهذا قلت لكَ التاريخ لا يمكن مرادفته بصفة العلمية كما تقول ، نعم هناك الكثير من البحوث يتم تقديمها بطريقة علمية حديثة وعصرية ولكنها بالنتيجة هي دراسة وتحليل وتفنيد حدث تاريخي فالحدث التاريخي والواقعة التاريخية ليست علمية خالصة، والتاريخ البشري برمته ممكن محاججته بصيغة أو بأخرى فقد يكون دقيقاً في جانب ومجانباً للدقة والحقيقة في جانب آخر، وأنا لم أنفِ التاريخ السرياني الآرامي ولم أقل أنه تاريخ آشوري، ولكني قلت لكَ من خلال أسئلتي أنكَ لا يجوز الغاء الوجود الآشوري الحالي، ولا يجوز أن تزعم بأن الآشوريين الحاليين هم سريان آراميون ، لأن هذا مجانب للحقيقة ومجانب للتاريخ وكلام مشكوك فيه وغير منطقي وغير واقعي ولكنك تلف وةدور وتردد وتكرر متشدقاً بعبارة التاريخ العلمي والتاريخ الأكاديمي وكأن دراساتك ورؤاك ومعلومات التاريخية منزلة من السماء وهي نصوص مقدسة لا يمكن المساس بها، مع أنكَ تشوِّه التاريح وأصوله عندما تزعم بذوبان وانصهار الآشوريين بالعرق السرياني الآرامي، لأن تحاليلك غير مقنعة لا للباحثين ولا للعوام ولا لدى المثقفين ولا لدى الأميين، فقط أنتَ ومجموعة صغيرة من السريان الآراميين تصدقون هذا وكأنكم تخاطبون أنفسكم، عليكم أن تقنعوا الآخر كائنا من كان هذا الآخر وطالما كلامكم وتحليلكم غير مقنع لدى الكثير من السريان فكيف سيكون مقنعاً للآشوريين وبقية الأقوام والأمم والشعوب؟!!
عزيزي استاذ هنري، خاطبتك عبر مداخلتي أثناء المحاضرة بلقب الدكتور، وسكتَّ على لقب الدكتور منشرح الصدر، وسألتكَ بعض الأسئلة منها أن الممالك الآرامية لم تكن فقط في الجزيرة، فأجبتَ بأنكَ تقصد أن موطن الآراميين هو في بيت نهرين التاريخية أي الجزيرة، ثم سألتك سؤالاً موجهاً لكَ وللدكتور أسعد صوما حول طروحاتكم بين الفينة والآخرى بخصوص شرح كلمة آشوري بمعنى عدو بحسب قاموس بهلول! وأكَّدت لكما أن هذا الطرح يعتبر تهجما على الشعب الآشوري الذي اعتبره جزءاً من شعبنا ككل، فأجبتم كما تجيبون مراراً أن حسن بن بهلول قال كذا وكذا، ثم بعدها قدم الدكتور يوسف متى اسحق مداخلة قائلاً لكَ يا هنري وشرح بعض وجهات نظره التي خالفك في بعض ما ذهبتَ إليه أثناء المحاضرة، والمحاضرة مع المداخلات موثّقة ومسجلة على شريط فيديو حيث كان الفنان التشكيلي كبرئيل ابراهيم يسجل المحاضرة بما فيها المداخلات، فكل شيء موثق ومحفوظ لدى آرشيف الفنان كبرئيل، وعندما أجبتَ على مداخلة الدكتور يوسف متى، قلتَ لنا في بداية الحديث، أنا لستُ حاصلاً على شهادة الدكتوراه، وقصَّرت في هذا المجال بسبب إهتمامي بشعبي وبحوثي، عندها رفعت يدي كنقطة نظام للتدخل، قائلاً لكَ إذا كنتَ غير حائز على الدكتوراه فلماذا تضع الدال قبل اسمك في بعض مقالاتك وبحوثك، ولماذا تتقبل اللقب ونحن نخاطبك بلقب الدكتور، عندها قلت لي إنه يتم وضع الدال أمام اسمي أحياناً، إشارة إلى أنها تعني دكتوراند، أي الذي يحضِّر للدكتوراه، أجيبك الآن يا عزيزي بأنَّ الدال قبل الأسم لا تعني سوى معنى واحد وحيد وهو دكتور وحاصل على الدكتوراه في تخصصٍ ما، هذا من جانب، ومن جانب آخر لماذا جلست مسترخياً عندما قدَّمك أحدهم الدكتور والباحث هنري بيدروس كيفا، لماذا لم تقاطعه وتقول له مصححاً أنا باحث وكاتب ولا أحمل لقب الدكتور، ثم أن لقب الدكتور ليس موضوع حديثنا وتحليلنا وردَّنا، ولكنك على ما يبدو تشعر وكأن شيئاً ما ينقصك لمجرد أنكَ غير حاصل على الدكتوراه ، وأتمنى أن تحصل عليها في القريب العاجل طالما تطمح الحصول عليها!!!
 
لم أقل لكَ أن محاضرتك ما كانت هامة، بدليل أنا نفسي حضرتها واتصلت مع بعض الأصدقاء وحضروها فعلاً، وأنا لا أوحي للقارئ بأنكَ غير ضليع ولا يهمني القارئ كي أوحي له أنك غير ضليع بهذا الجانب أو ذاك، بقدر ما يهمني ردودك على تساؤلاتي وبعدها يأتي دور القارئ اللبيب، فالقارئ ليس ساذجا كما تظن، هناك قراء يفهمون ويحللون ويمحصون في هذا المجال أكثر منكَ ومني، ودوري هنا عبارة عن حوار مفتوح معك للوصول إلى الحقيقة والأهداف المرجوة لشعبنا بكل تسمياته، وليس لدي أي باعث سوى تقويم وتفنيد بعض وجهات تظرك التي لا تلقى أي ترحاب لدي ولدى الكثير من السريان الأقحاح فكيف ستلقى ترحاباً لدى الآشوريين وبقية الشعوب، لهذا أؤكد لكَ أن وظيفة ومهمة الباحث والمؤرخ والمحلل والناقد عندما يقدم وجهات نظر معيّنة، عليه أن يكون قادراً على إقناع الغير بطروحاته وأفكاره وليس مجرد عرض كلام إنشائي.
 
عزيزي أستاذ هنري، سؤالي ليس سخيفاً، هو سؤال مشروع، خاصة لأن ما حصل في المحاضرة موثّق ومحفوظ في آرشيف الفنان كبرئيل ابراهيم، وردك هو نوع من العجز والضعف، لأن الدكتور يوسف متى اسحق خاطبك بكل ثقة: هنري، وخالفك ببعض وجهات نظرك وفيما بعد أكد لي متسائلاً هو الآخر كيف يعتبر الشعب الآشوري بحكم المنقرض وآلاف الآشوريين أحياء يُرزقون؟ وإذا كان الدكتور يوسف اسحق على تواصل حميمي معك فهذا أمر عادي، وإذا يكنُّ لكَ الاحترام هذا أمر عادي، ومن الطبيعي أن يختلف معك في بعض وجهات نظرك وهذا أيضاَ أمر عادي، أنا نفسي لو أرسل إليك رسالة على إميلك الشخصي الآن وغداً وبعد غد، سأخاطبك بود كبير، لأن الخلاف بيننا ليس خلافاً شخصياً، الخلاف هو خلاف في وجهات النظر وخلاف على قضايا هامة لا بدَّ من تصويبها والوقوف عندها مليَّاً، لا أن نخبئ رؤوسنا في الرمال ونتركها تنخر في شعبنا، فقد آن الآوان أن نتصدى لمعالجة كل ما يشوب علاقات مؤسساتنا وأحزابنا وطوائفنا، علينا أن نضع النقاط على الحروف، لا أن يتمسك ويتشبَّث كل طرف برأيه، وعلينا أن نلتقي في النقاط التي تجمعنا ونتجاوز ما لا يفيدنا وما لا يجمعنا، لأننا وصلنا إلى حالة يرثى لها لما نحن عليه من انقسامات وخلافات تقشعرُّ لها الأبدان.
الفكر الآشوري موجود والهوية الآشورية موجودة يا أستاذ هنري الآن ومنذ آلاف السنين، فلا تتهرَّب من السؤال ومن الحوار مع الآخر.
 
سؤالي ليس حشرياً كما تظن، وهناك الكثير ممن يحملون فكراً آشورياً وآثورياً، ولهم باع كبير في مجال التاريخ وبشكل عميق، هل تعتقد أنك فقط مع مجموعة من السريان الآراميين لديكم اهتمامات في التاريخ، ثم أن اهتمامك على ما يبدو، منصب على التاريخ السرياني الآرامي ولستَ متعمِّقاً بالتاريخ الآشوري العريق، وهنا أحيلكَ إلى قراءة قصة الحضارة لوول ديورانت، ستجد نفسك كم أنتَ بعيد عن الحضارة والتاريخ الآشوري، تفضل زر المتحف البريطاني والمتحف الخاص بالآشوريات في برلين ستجد هناك عرين الأسد الآشوري يتربع في صدر متاحف العالم، وهو تاريخ ناصع لهذه الإمبراطورية، والآشوريون الحاليون هم أخفاد تلكَ الحضارة. فلماذا تدّعي بانقراضهم تارةً وبذوبانهم في السريان الآراميين تارة أخرى؟!
 
كيف لا يهمّك حل الخلافات والمشاكل الناجمة عن التسميات، ولماذا تعتبرها أمنيات سياسية لا تعنيك، ألا تعنيك خلافات شعبنا، ألا يهمك التفاهم مع بعضنا بعضاً، هل تعتقد أنه مجرد أن تعتبر أن الآشوريين انقرضوا وذابوا وأنصهروا في العرق السرياني الآرامي، ستنتهي المشكلة، هل تعلم لو هبط عليناً إلهاً منزلاً من السماء، وطرح طرحك بخصوص انقراض وذوبان الشعب الآشوري في السريان ، لما يلقى هكذا طرح آذاناً صاغية لدى السريان الآراميين أنفسهم، فكيف سيُقنِع هذا الإله المفترض، الآشوريين وغير الآشوريين؟! فكن منطقياً وموضوعياً وباحثاً مقنعاً كي يتقبلكَ المتلقي ويقتنع بتحاليلك وبحوثك ودراساتك، وكفاك تشبّثاً ببضع كلمات وجمل تحوم حولها وتدور وتلف وتتوقف عندها، وهي غير مستندة إلى أية أسس ومصادر تاريخية دامغة، فلا يوجد أي باحث يقتنع بانقراض الآشوريين ولا بذوبانهم في العرق السرياني، ولا يقبل أي إنسان يحمل آفاقاً موضوعية ومنطقية أن يرادف كلمة آشوري بمعنى عدو، حتى ولو كان الطرفان في فترة ما على خلاف وعداء وتناحر، فتلك مسألة أخرى.
 
شكراً أيها الباحث الأكاديمي الأستاذ هنري بيدروس كيفا، على تفضلكَ بالإجابة على أسئلتي، ولكن وبكل أسف لم تضف تحليلاً أو تفنيداً جديداً على ما قلته وتقوله مراراً في عشرات الندوات والمحاضرات والمقالات والدراسات التي قدمتها، وكنت أتوخَّى أن تعبر عميقاً في تحاليلك وبحوثك في المجال، طالما أنتَ متخصص في التاريخ الآرامي، فلم تقنعني ولم تقدم للقارئ وجهات نظر معينة جديدة أكثر من بعض الجمل المكرَّرة والتي تصب في الكلام الإنشائي الفضفاض، غير المستند إلى وقائع ومصادر دامغة، وقد تمحورت إجاباتك على أسئلتي العشرين بما يلي:
الآشوريون انقرضوا وذابوا في السريان الآراميين
لا يحق لأحد غير متخصص بالتاريخ الآرامي والتاريخ الأكاديمي أن يتحدث ويناقش ويجتهد بهذا الخصوص.
الآشوريون يعتمدون على التاريخ المسيّس ونحن نعتمد على التاريخ العلمي.
كلمة آشوري تعني عدو بحسب رأي حسن بن بهلول.
 
وقد ورد ردَّاً جديداً واحداً عما قرأته في كل مقالاتك وبحوثك وهو تأكيدك على جذرك الأرمني من جهةِ الأم، أحييك على هذا الجذر العريق والحضاري والذي حقق دولة عاصمتها ييرفان، وكل المحبة لهذا الشعب المناضل، وهكذا تبين لنا أن نصفك من جذر سرياني آرامي ونصفك الآخر أرمني، وتعتبرني أنا المتحدر من أم سريانية وأب سرياني آرامي قح، سريانياً آرامياً بالاسم، أؤكّد لكَ وللأحبة القراء والقارئات أنني لا أتوقف سم واحد عند التسميات كحالة تعصبية، ولكن فقط أقولها للتاريخ أنني سرياني آرامي، ولكني منحاز أكثر إلى كوني إنسان، وإنسانيتي تطغى على كل هذه التسميات، وتسمو فوق أي تعصُّب أو تشدُّد، فلا أتوقَّف بتعصٌّبٍ عند القوميات والمذاهب والأديان بقدر ما أتوقَّف عند الإنسان كإنسان، مدافعاً عن حق الشعوب بكل أطيافها ومذاهبها وطقوسها وعقائدها وتطلعاتها، بأن تعيش في وئام وسلام مع بعضها بعضاً، بعيداً عن التشدُّد والتعصُّب واقصاء أي طرف للآخر، لا أقبل الضيم والظلم لأحد، شعاري الحوار والتواصل مع الآخر، وقد أحببت أن أطرح عليك وعلى مَن يناصرك وجهات نظرك وتشددك، لأبين لكم كم أنتم بعيد ون عن مستجدات وحيثيات القرن الحادي والعشرين، وكم تحتاجون إلى المرونة والحوار كي تنهضوا من سباتكم العميق وتخرجوا بشكل حضاري من شرانقِ التاريخ والماضي الذي لا يقدم أية فائدة للأجيال الحالية بحسب ما تنتهجونه من رؤية انغلاقية تعصبية اِقصائية مميته، فكيف ستفيد رؤاكم الأجيال القادمة وما بعد القادمة، لقد ولّى يا عزيزي الباحث عصر التعصب وعصر التشدُّد وعصر الغاء الآخر، نحن في عصر الحرية والرأي والرأي الآخر، عصر الديمقراطية، عصر الحاضر وقراءة أعماق المستقبل، عصر التواصل والحوار مع البشر كل البشر، فهل وصل المرسال؟!
 
 
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com
 
 


48
حقيقة السيد هنري بدروس كيفا بدون رتوش!

آشور بيث شليمون

ملاحظة: السيد هنري بدروس كيفا كما قلت سابقا لي معه صولات وجولات وخصوصا في موقع – سما القامشلي، لصاحبه الاخ الأستاذ هشام شمعون، الذي فتح بابه لي على مصراعيه كي أضع السيد الباحث في مكانه الحقيقي مع احترامي نظرا لكرهه الشديد على امتنا الآشورية.
وكذلك، صادفته في موقع – باقوفا ايضا وهنا ادناه مما كتبت ردا عليه :
................

الدكتور هنري بدروس !

إن العالم يتقدم بسرعة هائلة، ولكن المؤسف أن شعبنا بمختلف تسمياته ومكوناته لا يزال يتمرغ في مستنقع الحقد والكراهية، لهذا دفع وما يزال يدفع الثمن غاليا بوجوده وتراثه من الصعب أن يعوضها بأي شكل من الأشكال مع الأسف الشديد.
شخصيا، لم اكن أعرف من هو " هنري بدروس أو الآن هنري بدروس كيفا، لكي بضيف لنفسه الشرعية المقبولة لدى مؤيديه ومعجبيه .
وعن طريق الصدفة اكتشفت منذ مدة موقعا ألكترونيا " السرياني الحر أو ܣܘܪܝܝܐ ܚܐܪܐ " حيث كانت لي أول مواجهة معه. وأقول للحقيقة كانت لي أكثر من مداخلة على كتاباته والتي هي كالعادة أن هذا الشخص لا يعترف ولا يأخذ القط بما يكتبه غيره، بل يمضي قدما في تصحيح ما قاله الأسبقون بما يراه مناسبا ويصب في خانة الحقيقة التي بفرضها على الآخرين بدون منازع.
وهنا سأسرد بعض المنطلقات التي عنده لا تقبل الجدال والمناقشة وأتركها للقارئ الكريم ان يقيمها بنفسه وهي:

- إن كل شعوب الهلال الخصيب منقرضون إلا الشعب الآرامي!
- ولكن يعجز أن يرينا أين هم هؤلاء الذين سيبعثون الدولة الآرامية ؟ حيث لا وجود لهم إلا نوعا ما في معلولا، وحتى هذه البلدة غالبيتهم لا يعرفون اللغة وبنفس الوقت لا يعملون لبعث آرام والآرامية وفق أيديولوجية السيد هنري بدروس، بل يعتبرون لغتهم وقوميتهم العربية.
- من العجيب والغريب، السيد الدكتور كما عرف نفسه يوما، وغيره من دعاة " الآرامية " لا يتقربون لهذه البلدة التي هي في أمس الحاجة إليهم في بعث لغتهم " الآرامية " المنقرضة والميتة حيث هم في حيص بيص ومحاولين استخدام الأحرف العبرية – القلم المربع – والمعروف عند اليهود بالقلم الآشوري .
- الشعب الآشوري عنده منقرض، ولم يكن له لغة، بل نطق باللغة الأكادية ومن ثم لاحقا استخدم اللغة الآرامية وقد زال من الوجود ، بينما ينكر الآباء المسيحيون في بيث نهرين وآشور( بلاد ) الذين أشادوا بالآشورية وعلى سبيل المثال العلامة كيوركيس وردا الأربيلي( توفي 1225 ميلادية) قبل ان تطأ أقدام الإنكليز الشرق الوسط ، حيث وفق ادعاء مناوئي الآشورية الذين يدعون ان الإنكليز الذين اطلقوا الإسم الاشوري علينا!!
- ومن المعروف في كتاباته لا يذكر الثقافة الآرامية على حده بدون إلحاقها بالسريانية ، وهي فكرة صائبة جدا لأن كل الشعوب وعلى مسمياتها المعهودة في الهلال الخصيب بعد المسيحية سميت سريانية، ولكن الخطأ يكمن ان كل السريان ليسوا آراميين، ومنهم شعبنا الآشوري.
- إن السيد هنري بدروس يعتبر نفسه باحث وليس لنا غضاضة بذلك، ولكن الباحث الحقيقي من الواجب عليه أن يحترم الآخرين ولا يحاول محوهم وشطبهم من الوجود وحتى لو كانت لغة شعوب الهلال الخصيب آرامية ! حيث هناك شعوب عدة تتكلم لغات لا تخصها نظرا لوجودها الجغرافي والسياسي وعلى سبيل المثال الأمة الأميركية الحديثة التي تتكلم اللغة الأنكليزية ولكن ليست إنكليزية كما أن معظم السريان يتحدثون اللغة العربية ولكن ليسوا عربا. وهذا ما توصلت اليه حتى مختارة سد لبشيرية من ضواحي بيروت " ليلى لطي " شيئا لم يدر بخلد باحثنا الكبير هنري بدروس !

لطفا، أضع الرابط أدناه :
http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Artik ... _Latte.htm

- إن الباحث هنري بدروس يتعامل مع شعبنا كما " العروبيون " اليوم يفعلون وهو كل من ينطق العربية هو عربي أي يقومون بعملية " التعريب " ، وقد يكون لدى العرب نوعا من المصداقية ، بينما السيد هنري بدروس وحملته " الآرامية " نجد أن غالب سريانيوه أعراب اللسان وهو أولهم !!


والآن لنرى ما كتبه الأخ الشاعر اسحق قومي عن هذا الباحث الدكتور مع مداخلتي على موقع " باقوفا " بهذا الخصوص :

الأخ اسحق قومي المحترم :
قبل كل شئ ، إن السيد هنري بدروس كيفا ليس في حوزته شهادة الفلسفة / الدكتوراة وذلك بشهادة منه وعلى هذا الموقع بالذات من جهة ومن جهة أخرى ليست لدينا مشكلة بتعلقه وحماسه للآرامية فهذا حق شرعي لبني البشر ، لأن الأكاديمي الصحيح هو الذي قبل كل شئ يجب ان يملك المصداقية في أعماله وسلوكه وإلى جانب ذلك كونه يفتخر بكنيسته الأرثوذكسية / اليعقوبية المسيحية الشقيقة ، يجب أن يحترم ويحب الآخرين الذين يخالفونه في الرأي حيث في يومنا هذا لا داع أن تكون أكاديميا لكي تصل إلى الحقيقة وهو كما قلت أعلاه ليس أكاديميا بنفسه !
ومن التفاهات التي يكررها مرارا ، أن الشعب الآشوري لم يكن له لغة ، حيث استخدم اللغة الأكادية ومن ثم الآرامية وليس هذا فحسب ، بل كل الشعوب في الهلال الخصيب تبنت اللغة الآرامية وبهذا كلهم آراميون .
إن نظريته غير صائبة بحيث ليس هناك شعب في العالم بدون لغة وكم بالحري كشعبنا الآشوري الذي أسس أقوى وأوسع أمبراطورية في الهلال الخصيب ، ثم لنقبل نظريته - السخيفة - بالحقيقة إنه يضرب ويحطم بنفسه الآمال التي يريدها بمجرد الأخذ بنظريته وهي كل من ينطق لغة ليست بلغته يصبح منها وإليها وهنا فإن الكنيسة الأرثوذكسية بنفسها عربية اللسان وأنت أيها الأخ اسحق قومي تفتخر بأنك شاعر ولكن هذه الشاعرية هي بالعربية - حيث لم أجد أي شعر باللغة الآرامية ، تأمل ذلك جيدا !!
وفي مكان آخر تقول : " وما دام هؤلاء يملكون الغيرة على حبيبنا وأخينا الشاعر نينوس آحو ( وهو شاعر بلغتنا طبعا ) فلماذا وقفوا إلى الآن دون أن يحركوا ساكنا ؟!!! " انتهى الإقتباس ، يرجى التوضيح ولك شكري سلفا .

آشور بيث شليمون - كاتب وشاعر باللغة الآشورية


والآن أترككم مع رد الأخ الشاعر اسحق قومي:


الأخ الكاتب أشور شليمون
أولاً أوحييك فأنت مساحة لفضاءات عدة ، أقرأُ لكَ مرحى.
أشكرك لكم تعليقكم ومروركم بعد أكثر من عام على موضوع كنا قد طرحناه وأختلفت وتباينة الردود حوله.
أما عن أنني أسميتُ هنري بدروس كيفا بالدكتور؟
فأنا جميع كتابنا وشعرائنا ومفكرينا على مسافة واحدة مني.أما عن كلمة دكتور فهذا ما كان ينشره في مجلة آرام التراثية التي كانت تصدر بالسويد.وخذ مثلاً:
في العدد الثالث والرابع عام 1992م.وفي الصفحة 51 وفي موضوع( حول مقدمة المطران يعقوب أوجين منّا) قد ذيل المقالة بلقب دكتور.وأتمنى ألا تكون هذه الكلمة(اللقب) موضع سوء فهم بيننا وبين الحبيب هنري بدروس لأنني أقدره كما أنتم والآخرين....
أما قولك لم أكتب أية قصيدة بلغة أمنا. فهذه ليست نقيصة كما تعلم ولا تُحسب عليَّ وتعلم أنت والقارىء العزيز الظروف التي يعيشها شعبنا. خذ مثلاً:
الأشوري الذي يعيش في روسيا ولا يكتب كلمة واحدة وربما لا يجيد التحدث بلغتنا أليس هو أشوري؟
أما اللغة التي أخاطبك بها الآن (العربية) . أعتز بها لأنها وسيلة تعاملنا معاً.وأعرف عن شعبنا أنه لاينكث بالوعد والعهد وعلى هذا أعتز بها لأحافظ على أننا شعب لانتنكر للعهود.فماذا تقول؟!!!
أما عن الأخ نينوس آحو فكنا قد وجهنا مجرد صوت للتذكير به.ولم نقترف لا جنحة ولا جناية رغم تعظيم الأمور من قبل بعضهم.أما كنيستنا فهي مرجعيتنا ونفخر بها ونتمنى لها أن تدرس القضايا الجوهرية وبفعالية عالية المسئولية.
* أنا لستُ منتمياً إلا لواحدة وأنت تعرفها لأنها عشقي الأول والآخير ولا يوجد من يفرقني عنها إلا إذا ثبتت إدانتي وهذا لكن يكون .....رغم أنني رقصتُ في عرس غيرها(لكن لن أرقص إلا في عرس أُمي).... وفصول التكون وغيرها تثبت منذ التسعينات أنني وهبت لها كل ذاتي وإن كنت أحب أن أكون أممياً مع الحفاظ على خاصية شخصية أنتمي إليها ...وأحترم جميع الآراء إذا كانت للبناء والإزدهار وتخدم شعبنا.
في الختام
هذا لايفسد للود قضية
أخوكم اسحق قومي
ملاحظة : يمكنكم قراءة المقال والتعليقات على الرابط " باقوفا " أدناه:

http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=25863

والخلاصة، إن الباحث والكاتب الناجح، يعمل جهده في اقناع قراءه بكل الطرق والأساليب المقنعة ، وكذلك ينبغي عليه إحترام القراء وإن اختلفوا معه . كما ضروري أيضا ألا يجبر أو يضغط على الآخرين بقبول ما يقوله، بل مهما يظن صحة ما يقوله يترك الخيار لهم حيث هم ليسوا بأغبياء ولا يعرفون الأمور والأحداث كما يعرفها الكاتب هذا ، وإلا لماذا يكتب لهم إذا هم ليسوا أهلا كي يعطوا او يساهموا في المواضيع المطروحة.
إن الغريب في الأمر، والذي غالبا ما نجده عند الإخوة " الآراميون الجدد " والسيد هنري بدروس ضمنا أنهم يهملون موطن الآراميين الأصيل وهو دمشق – قلب العروبة النابض – ويتجهون الى العراق، ربما رائحة البترول قد تكون مغرية والجاذبة جدا لهم حيث لعابهم يسيل عليه وإلا ، لماذا يتجاهلون معلولا مثلا ولا يمدون يد العون ؟ وهذا ما نريد معرفته لو تفضلوا عمالقة قومية " الآراميين " الجدد التفضل بإيفادنا به وشكرا.

آشور بيث شليمون
__________________________________


وادناه الروابط في الموضوع:










http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=25863




http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=45549


49
كاذيب الفكر الآرامي تكشفها حقائق آشورية - الحلقة 3

آشور بيث شليمون
( منقول من سما القامشلي )
مقدمة :
نشر السيد هنري بدروس كيفا المقال التالي تحت عنوان ، " ما هي علاقة رجال الدين السريان في التأريخ؟ " هذا ما جاء فيها:
" لقد طرح علي أحد الإخوة هذا السؤال المهم و رغم إنشغالي أحببت التعليق لأهمية الموضوع أولا ثم أن السؤال للوهلة الأولى قد يبدو بريئا و لكننا - إذا وضعناه في نصه الأصلي- سنكتشف أن طارح السؤال يحاول الإدعاء أن رجال الدين السريان قد حاربوا التسمية الأشورية في تاريخنا القديم لأنها كانت تدل على الوثنيين !
إليكم النص كما ورد في الفيسبوك
" Nabil Anni سيد هنري انت تتكلم دائماً عن مصادرنا السريانية، وهي دائماً مصادر من الكنيسة بطريركيين او قديسين من الكنيسة السريانية الذين كتبو التاريخ.
سؤالي لك سيد هنري، ما هي علاقة رجال الدين في التاريخ؟
هم رجال دين وباستطاعتهم ان يشرحو لنا الديانة وربما من واجبنا ان نتبعهم ان آمنا في ذلك. لكن ماذا عن التاريخ والواقع التاريخي!
هل كانو يعرفون شيئا عنه ام أرادو فقط ان يبعدوننا عن تسمية آشورية لأنهم كانو يعرفون ان الآشوريين في التاريخ كانو يعبدون الأصنام وهذا في الدين المسيحي غير لائق."
السيد نبيل يتسرع في الإجابة و يشكك في معرفتهم التاريخية و هو يروج أن معرفتهم تتعلق بالديانة و يدعي أنهم لا يعرفون شيئا عن هويتنا و أنهم أبعدونا عن الهوية/التسمية الأشورية لأن الأشوريين كانوا عباد أصنام ! " انتهى الإقتباس
لا ندري من هو هذا الشخص " نبيل " وأين وضع السؤال له، كون السيد الباحث نشط فيما يسمى بموقع " النتظيم الآرامي الديمقراطي" ولكن هذا الموقع الوكر على نفس الصورة لوكر آخر " كلدايا نت " الذي يفتح الباب على مصراعيه لكل من يهاجم القومية الآشورية ولا يقبل أحد بالتعليق على المواضيع المنشورة.
ثم قد تكون هذه الشخصية وهمية اصطنعها هو للتهجم على الأمة الآشورية بحيث يأتي من فوق، أي قبل فضح آرامييه الذين هم الذين تنطبق عليهم ما يدعيه ولا على شعبنا وهاك :
( ...فخصوا نفسهم بالسوريين، أو السريان تفرقة لهم عن سائر إخوتهم الآراميين، الذين بقوا على الوثنية، ولا سيما في حران، حتى ظهور الإسلام وما بعده، يطلق عليهم لفظ ܐܪܡܝܐ، أي " الوثني " ....) من مقدمة كتاب " الآداب السريانية " من منشورات الجامعة اللبنانية 1969 صفحة العاشرة .
وليس بخاف على أحد، كل الشعوب في الهلال الخصيب قبل انبلاج المسيحية معظمهم كان وثنيا ما عدا اليهود أو من دخل اليهودية، إذ كما هو معلوم أن الديانة اليهودية في فترة وجيزة دخلت في بلاد آشور وخاصة في مملكة حدياب الآشورية/ ܚܕܝܒ وقاعدتها مدينة أربيل الآشورية .
وبعد الإطلاع على ما كتبه السيد هنري بدروس كيفا، نرى انه لم ينف أو لم يؤكد للسائل حول الشعب الآشوري بأنه كان من عبدة الأصنام، كون السائل ربما أراد ان يوقعه في فخ ولسبب بسيط أن الشعب الآرامي كان وثنيا أيضا !!
كما حاول الهروب من الموضوع الرئيسي كي يخوض في مواضيع اخرى لا علاقة لها بالسائل السيد نبيل.
ولكن الحقيقة هي أن السريان ومن ضمنهم شعبا الآشوري للأسف انهمكوا في كراهية بعضهم البعض ووصفوا كل من لا يؤمن كما يؤمنون بالهرطقة وبذلك ابتعدوا عن روح ورسالة السيد الرب يسوع المسيح والتي ترتكز على المحبة.
ولكن الرب طويل الصبر والأناة، إذ عندما اكتشف عورتهم وبعدهم عن الرسالة المسيحية الحقة والمبنية على المحبة حتى على الفرد أن يحب خصمه، لذلك قذف في وجههم " الحمار الوحشي " العاصفة الصحراوية التي أحرقتهم نيرانها الى هذه اللحظة التي لا يزال البعض مثل " النعامة " رأسها أكثر من قدم في الرمال - تكوين الأصحاح 16: 12
طبعا، السيد الباحث هنري بدروس كيفا يخوض ويغوص في عدة مواضيع التي عالجناها في كتاباتنا السابقة، ولكن هذه المرة جاء بشيء جديد نوعا ما وهو:
" الدكتور أسعد صوما الأمين للمصادر السريانية ذكر في محاضرة له أن التسمية الأشورية في قاموس حسن بن بهلول تعني الأعداء!
و بدل أن يتحقق دعاة الفكر الأشوري المزيف من صحة هذه الفكرة و معرفة لما المصادر السريانية كانت تستخدم التسمية الأشورية كلفظة غير مستحبة فإنهم فضلوا إتهام العالم حسن بن بهلول صاحب أهم قاموس سرياني من القرن العاشر الميلادي بأنه " عربي يكره الأشوريين . " انتهى الإقتباس
أولا، وحتى لو قبلنا تفسير التسمية لحسم الجدل بأن التسمية الآشورية كلفظة غير مستحبة نزولا لرغبتك يا صاح أي معنى " آثور " هي العدو.
ولو قبلنا بذلك، هل سيادتك ستكون مطمئنة وما هو الذي تجنيه من هذه الكلمة التي تعني " العدو " ؟! والجدير بالذكر نحن اجبنا عليها وقلنا إن تفسير حسن بن بهلول هو الوحيد وليس هناك أحدا من شعبنا ومن مختلف الطوائف جاء في القواميس العديدة التي الفوها على مثل هذا المعنى . وأكثر من ذلك قاموس هذا الشخص مليء بالأخطاء وعلى سبيل المثال تفسيره للشعوب السريانية بانها النبيط / الأنباط.
وزيادة في الإيضاح، اسمنا الأصلي هو " آشور " وليس آثور، حيث التسمية هذه ظهرت في العهود الفارسية علما ان " آشور " لها أنواع مختلفة من الألفاظ – آشور، آسور، آتور، آثور حيث هذه الحروف في كثير من الأحيان تأخذ مكان بعضها البعض ولكن الجميع يصب في خانة واحدة وهذه الخانة هي آشورية صرفة .
وختاما، كما قال الآشوري الصحافي النبيل المرحوم " فريد الياس نزها " عندما المذاهب المسيحية كانت تطلق وتوصف " الكنيسة النسطورية " بالهرطقة ومن ضمنها الكنيسة الشقيقة الآرثوذكسية، وما بالكم ان يوصفوكم بالهرطقة أيضا ومن يمنعهم؟!
والسيد الباحث معروف جدا بمحبته المسيحية المزيفة التي لا تردعه بوصف الآشوريين بالتطرف، هنا نقول وما بالك أن نصف الآراميين هم ايضا متطرفين بامتياز يا صاح؟!



50
أكاذيب الفكر الأرامي تكشفها حقائق آشورية – الحلقة 4

آشور بيث شليمون
( الموضوع منقول من موقع سماالقامشلي )

من المؤسف جدا أن ننخرط في مثل هذه المواضيع السخيفة ، ولكن المرء عندما يجد بعضا من إخوتنا فيهم كل خصائل الحقد والتعصب الأعمى كي يستمروا في تشويه وتزوير التاريخ كما يحلو لهم ما عليه إلا أن يعمل جاهدا لدحض وتفنيد إفتراءاتهم المتكررة .

الرابط أدناه هو عبارة عن مقابلة اجراها " الدكتور الياس ... " مع الباحث هنري بدروس كيفا وعنوانها " دور اللغة الآرامية في تحديد هويتنا " في سوريويو سات.
نحن لا ننكر دور الآراميين في نشر الكتابة الكنعانية كونهم في وسط الهلال الخصيب ( البادية السورية ) ومن كل جانب محاطين بشعوب سامية حيث تجمعهم اللغة التي جذورها واحدة و الفرق الوحيد كان في الخط المستخدم لكتابتها ليس إلا.
كما هو معروف أن الأكاديين، البابليين والآشورين في شرقي الهلال الخصيب كانوا يتكلمون لغة جد مشابهة والفرق الوحيد بينهم كان لهجويا ليس إلا.
وصحيح سرت وغطت التسمية الأكادية على اللغة البابلية والآشورية ولكن كان ذلك من باب ان الأكاديين هم الأوائل الذين استخدموا الرموز أو الإصطلاحات المسمارية الكتابية حيث تبناها البابليون والآشوريون مع بعض التعديلات والإضافات عليها وكذلك حضارة إيبلا وأوغاريت على الساحل السوري .

طبعا كان هناك محاولات الإنتقال من الكتابة المسمارية الى الألفبائية والتي قدمها الآراميون ولكن لم تصل الى نتائجها المطلوبة كون فقدان الآشوريين والبابليين السلطة السياسية حيث تم ذلك الإنتقال عندما المسيحية انتشرت في كل الهلال الخصيب ومنها شعبنا وتكللت في اللغة السريانية التي نشات وترعرعت على أنقاض اللغات القديمة سواء آشورية، بابلية، كنعانية، فينيقية، ايبلية، عمورية وآرامية.
وهنا يذكر السيد هنري بدروس كيفا أن الفرس هم الذين نشروا على حد زعمه اللغة الآرامية، وهي محاولة أسخف ما تكون إذ الفرس الإيرانيين في كل العصور استخدموا الكتابة – وليس اللغة - التي أخذوها من جيرانهم الشرقيين، بدءا بالكتابة بالمسمارية السومرية ومرورا بالكتابة الألفبائية الكنعانية واستقرت أخيرا على الكتابة العربية الى يومنا هذا.

ولكن البعض وفي نفس يعقوب يحاولون دوما الى تضخيم وتعظيم دور الآراميين ولا الكتابة مستندين على أشياء وهمية كليا وأكبر مثال على ذلك، لو ان الآراميين نشروا لغتهم وكتابتهم في الشرق الادنى، أين هي الثبوتات على ذلك؟! كل ما نقرأه حتى عن الآراميين ومن دعاة الآرامية بالذات هو من مصادر آشورية بحتة وما على القارئ أن يستنتج ذلك من قراءة هذه المقالات كي يتأكد بما نقوله.
وكلنا نعرف كل ما يكتب عن الشعوب القديمة الإستشهاد الرئيسي هو من حوليات الملوك الآشوريين، فالعرب وغير العرب عندما يكتبون تاريخيا مرجعهم الوحيد هو الآشوري. على سبيل المثال إقرأوا ما كتبه ويكتبه مؤرخ الآرامية الأب البير ابونا عن الآراميين وكأنه في الحقيقة يكتب تاريخ الأمة الآشورية، والطرافة في احدى مقالاته الى درجة يؤاخذ شعبنا لأنه لم يكتب باسهاب عن آرامييه في غرب الهلال الخصيب.

ومن أحد الأسئلة لجناب الباحث هنري بدروس كيفا، بعد كل هذا الشرح المستفيض علما وفق عبقريتكم حيث الشعب الآشوري انقرض كليا ، وليس هناك إلا شعبك الآرامي في كل هذه الديار، وهل بوسعكم اخبارنا أين هي ممالكك الآرامية وشعوبها ومتى ستعلن عن هذه الأمبراطورية الآرامية الكرتونية ؟!
وكما هو معروف للداني والقاصي آرامييك في معلولا الذين يعدون ببضعة آلاف الى اليوم يبحثون عن الطريقة المجدية لكتابة لغتك الآرامية المنقرضة في وقت يستخدمون القلم العبري المربع والمعروف في كثير من الأحيان بالقلم الآشوري/ كتاف آشوري ! في كل هذا اللقاء لم تات بذكرهم وأحوالهم وأطماحهم بأنهم أصحاب أرض قلب العروبة النابض !

الخلاصة:
- الباحث هنري بدروس في كثير من الأحيان يتعلثم ولا يملك البداهة لشرح أفكاره الى درجة الدكتور الياس ( كما يظهر في المقابلة ) يسعفه في الخروج من الورطة وعلى سبيل المثال فهو لم يستطع حتى ذكر الملك الكلداني نبوخذنصر الذي سبى اليهود.
- وفي مكان آخر رغم الحاح الدكتور الياس كي يشرح له لماذا اللغة السريانية وليست الآرامية ولكن في معظم الأحيان إجابته كانت مثلما يقال " فسر الماء بالماء " إذ لم يستطع اخيرا اقناع الدكتور الياس حيث بكل براعة المضيف( الدكتور الياس) استطاع بلبق ادبي كي يؤجل الموضوع كونه الوقت ضيق ولم يحضر له !
- شيئا أضفت لمعلوماتي الذي لم اكن اعرفه أن مريم العذراء هي الأخرى لغتها كانت اللغة " الآرامية " – إذ قبلا السيد المسيح نطق بها - وهذا يكفي الآراميين فخرا حيث الطريق الى الفردوس مؤكد حتما بعد إضافة هذا الرصيد الجديد!
- ومن أكثر الأشياء المضحكة، هي ذكره لمكتشفات " جزيرة الفيلة " بمصر تلك الوثائق المكتوبة على ورق – بردى - نعم ( ب ر د ى) ولا كما هو معروف لأي شخص ولو له المام بسيط بالتاريخ المعروف ب " ورق البردي " يا باحثنا المحترم وليس بردى.
- وأخيرا، الى الآن لم اعرف لماذا هذا الحقد الدفين لشعبنا الآشوري ؟! وإذا كان ما يزال يعيش في شرنقته العنصرية الطائفية البغيضة حيث في كثير من الأحيان يريد احياء الفتن باعتبار كل آشوري هو نسطوري وهم شعب مغضوب عليهم وهراطقة وتفسيره المحبب من قبل حسن بن بهلول أن آثور/ آشور معناها العدو، والطريق الى الفردوس مسدود لهم، يا لها من سخرية القدر ونحن في الالفية الثالثة !!!
- وكما لمسنا من كلامه انه يستخدم كثيرا " ساكون صريحا معك " وهنا أقول شخصيا أيضا سأكون صريحا معك يا أخي المحترم كي تراجع معلوماتك وتزود نفسك بمعلومات التي تفيدنا جميعا من أن تكون بوقا يزعق ويشنف الآذان باشياء لا يقبلها العقل والمنطق معا ولتكن بركة الرب معك من أخيك الهرطوقي الآشوري النسطوري.

آشور بيث شليمون
____________

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/0.htm

51
تعالوا معا لنكشف قصة إغتيال المغفور له المطران منا ؟!
 

آشور بيث شليمون
 
توطئة:
ليس بخاف على أحد دور الكنيسة الرومية منذ الأيام الأولى للمسيحية في مؤامراتها على الكنائس الأخرى وإلى هذه اللحظة.
واليوم لا تجد كنيسة مشرقية إلا وهي كنيستين، على سبيل المثال – الروم الأرثوذكس بالمقابل الروم الكاثوليك، السريان اليعاقبة وبالمقابل السريان الكاثوليك، السريان النساطرة وبالمقابل الكلدان الكاثوليك، الأرمن  الأرثوذكس بالمقابل الأرمن الكاثوليك، القبط الأرثوذكس بالمقابل القبط الكاثوليك .
وهذه  سلسلة من الإنقسامات بدايتها كانت حول ألوهية السيد المسيح وما رافقها من مجادلات بيزنطية حيث كل يجد نفسه هو على الطريق الصحيح – الأرثوذكسي – بينما الآخرون مهرطقون، والثانية مجرد محاولة الكنيسة الرومية بتآمرها المستمر في تدمير الكنائس المسيحية الشرقية كي تؤسس أمبراطورية كاثوليكية عالميا.
واليوم، أشكر أخ آشوري غيور من الطائفة المسماة زورا وبهتانا – الكلدانية حيث أهداني نسخة من استمارة قام بكتابتها أخ وهو كلداني ايضا – حنا نرساي الموصلي الكلداني * حول قصة إغتيال هذه الشخصية الدينية الكبيرة.
إن هذا الكراس طبع سنة 1929 في سان باولو،  البرازيل  تحت عنوان:
" صراخ القلب المكلوم في رثاء المظلوم " وهو كما أشار الى استمارته – رثاء وبحث مسهب عن اغتيال الطيب الذكر والحميد الآثار المطران يعقوب اوجين منا.
والكراس هذا يقع في 42 صفحة وتجد في مقدمتها صورة الكاتب مع صورة المثلث الرحمات المغفور له المطران  يعقوب اوجين منا وفي  مؤخرتها – صورة كبيرة لثور مجنح آشوري.
وبعد تصفحي الكراس بعجالة هناك ثلاثة نقاط أثارت اهتمامي كثيرا وهي:
أولا، كيف تم اغتيال المرحوم والطرق المستخدمة في تنفيذ هذه الجريمة القذرة ودون شك البطريكية الكلدانية وإكليروسها- آنذاك -  في القمة في جريمة تخلصهم منه .
ثانيا، يظهر بوضوح أن البطريرك لما تسمى زورا وبهتانا الكنيسة الكلدانية ليس له اي دور فعال في الكنيسة بل هناك سلطة عليا تسيّر الأمور والجميع يعمل في خدمتها وإرضائها مهما كلف الامر تسمى – دار القصادة الرسولية – وبالطبع هم أجانب.
ثالثا، تبين واضحا ان الكنيسة الرومية كانت تخدق الأموال الباهظة لشراء ذمم شعبنا المقهور سواء من الإسلام او من الكنيسة الرومية والاعيبها في تحطيم وتدمير كنيستنا وقوميتنا الآشورية باعمالها الخبيثة لدى السلطات المحلية والاجنبية. هذا ما الفت النظر ان المرحوم كان يريد القيام بحركة تصحيحية في الكنيسة والتي مع الأسف كانت سببا لإرتكاب هذه الجريمة البشعة الشيطانية حيث دفع ثمنها بدمه الطاهر، بينما البطريرك يختلس معظم تلك الأموال حيث غالبيتها تعود اليه ومن هم حوله.
وكما أشرنا في كتاباتنا سابقا، ان الكنيسة الرومية كان لها وربما لا يزال في استمرارية دورا هاما من برامجها في تفتيت شعبنا وكنيستنا المشرقية بالذات مع الأسف الشديد.
وقبل الختام، سيكون لي  مستقبلا مساهمات في هذا الشأن الهام من هذه الكراسة، كون ما حصل وما يزال يحصل مع الأسف الشديد،  إذ هو  مرض عضال نخر وينخر في جسم كنائسنا وشعبنا نعاني كما تشاهدون بأم أعينكم اليوم منه الكثير. وأناشد شعبنا من مختلف الطوائف ان يتقدموا الى الامام في فضح هذا السرطان الخبيث في امتنا الاشورية  وكلي أمل أن هناك كثير من الشرفاء يتقدمون بكل شجاعة دفاعا عن هويتهم  غير مبالين من اولئك مزورو التاريخ مما يكتبونه من اكاذيب والنصر لأمتنا الآشورية .
والجدير بالذكر ان الكتب يشير الى كنيسته بالملة ( وهذا يعني الطائفة وليس كما البعض يفسرها اليوم بالكلدية) وما أدهشني وأعجبني في هذه الإستمارة انه صرح بالحرف الواحد ما يلي:
" تأكد يا أيها ...... أن احلام الفقيد العظيم الذي ثكلته ملته يافعا سوف تتحقق رغم انف كل عات ومستبد ليست كأحلامك بالبطريركية التي سوف  تبددها رياح  شجاعة وثبات الكلدان الأبطال. والآن اعلم وتأكد وتيقن بان درجة البطريركية التي تمشط لها ذقنك وتمهد لها السبيل، لن تفز بها ابدا، وإن جادت الظروف النحسة الملعونة وساعدتك على تنفيذ أمر عميل يوليوس ونيرون وحفيد كاترين دي مسيس الفاجرة، وارتقيت أريكة البطريركية، فافهم وإفتح سمعك جيدا ةاعلم:
" أن أحضان أمنا المحبوبة الكنيسة النسطورية هي مفتوحة لنا على الدوام ( لا نرضى مطلقا وسرمدا بكثلكة تستعبدنا وتصفدنا بأغلال وتطوقنا بسلاسل الإستعباد المر المذاق وتستحكم برقابنا ونحن صاغرين مستكنين، ألا ولتفهم – رومة – هذا الأمر الحيوي وهو جنة بمنة لا نرضاها ابدا وجهنم بالعز أفخر منها منزلا.."
ملاحظة هامة:
أعزائي القراء، هدفي من الكلام اعلاه ليس ضد هذه الكنيسة  وتحت رعاية غبطة البطريرك الحالي لويس ساكو الكلي الطوبى اطلاقا، كون البطريرك الحالي ليس بطريرك هذه الكنيسة فحسب، بل هو امتداد لكنيستنا الجامعة المشرقية و له حبنا وإحترامنا الكبير في قيادة  الكنيسة  الى برالامان وله دعمنا بأقصى ما يمكن الى تقريب كافة مذاهب شعبنا بعضها ببعض وتجنيب شعبنا من كارثة أشد هولا من الكوارث التي تصيبنا هذه الأيام مع الأسف الشديد!
كما اطلب من الموقع عدم رفع هذا الكلام من الموقع كما حصل سابقا، كونه مقال يفضح المؤامرات التي كانت ولا تزال تحاك ضد شعبنا حتى هذه اللحظة من قبل محدودي الآفاق والتي تصب في خانة واحدة وهي تمزيق وتفتيت شعبنا ليس إلاّ وشكرا للجميع.
........................
 
 
نبذة مختصرة عن ترجمة حياة المغفور له والمأخوذة مشكورا من موقع – باقوفا –  من إعداد مدير الموقع الأخ سرمد  شمعون النوفلي :
 
" ولد في قرية باقوفا من أعمال الموصل سنة 1867 ونال أسم يوسف في العماذ . وفي سنة 1885 دخل المعهد الكهنوتي البطريركي في الموصل . وهناك يعد أن أنهى دروسه رسمه البطريرك ايليا عبو اليونان كاهناً في 15 آب سنة 1889 . وبعد أن علم اللغة الكلدانية مدة في المعهد البطريركي نفسه ، عين مدرساً لهذه اللغة في معهد مار يوحنا الحبيب الكهنوتي من سنة 1895 إلى سنة 1902 ، وهناك بدأ ينتج مصنفات عديدة ويراقب المطبوعات الكلدانية التي كانت مطبعة الآباء الدومنيكيين تنشرها في الموصل . وفي سنة 1902 رافق البطريرك عمانوئيل الثاني توما إلى روما ومنها إلى زيارة وان ، وقد نال الدرجة الأسقفية معه أيضاً أدي شير واسطيفان جبري ، كما قلنا سابقاً . وفي سنة 1914 حينما نشبت الحرب الكونية الأولى هرب المطران يعقوب إلى أوربا ومكث هناك سنتين ، ثم عاد إلى الموصل سنة 1919 وبقي في القلاية البطريركية مدة . وفي سنة 1921 أرسله البطريرك إلى البصرة بالوكالة . وفي حزيران سنة 1937 ترك البصرة وعاد إلى بغداد وهو ينوي السفر إلى روما إلا إن البطريرك لم يكن موافقاً على هذا السفر . فما أن وصل المطران يعقوب إلى بيروت حتى أبلغته القصادة الرسولية بوجوب العودة إلى الموصل . واعيد إليها بقوة السلطة المحلية في شهر تشرين الأول وانعزل من ثمة في القصادة الرسولية بالموصل وغاب في ليلة الخميس السابق للصوم الكبير من سنة 1928 ووجدوا في اليوم التالي على المنضدة صليبه وخاتمه وساعته أما هو فقد ظل مفقوداً مدة 29 يوماً . أخيرا طفت جثته فوق مياه دجلة عند قرية السلامية القريبة من نمرود الأثرية . وبعد أن أجريت عليها الفحوص اللازمة في المستشفى نقلت إلى كنيسة الشهيدة مسكنتة ودفنت بجانب برج الناقوس ." انتهى الإقتباس
أخي القارئ، لقد انتشر خبر في الآونة الأخيرة عن كراس صغير ومطبوع باللغة العربية في أميركا اللاتينية من قبل أحد أبناء شعبنا حيث يروي ما جرى لهذا العلامة فعلا، شيئا الكنيسة المسماة الكلدانية لم تشر إليها لا من قريب أو من بعيد.
دون شك هناك جملة من التساؤلات التي كما ترى هذه الترجمة لم توضحها، فمثلا لماذا هرب  المطران إلى أوربا ومن ثم لماذا ترك وظيفته في البصرة كي يعاد الى العراق غصبا عنه بعد أن وجد في بيروت.
إن الكراس هذا يلقي الضوء على كثير من الأشياء ومنها استخدام وسائل غير قانونية ولا إنسانية ضد هذا الشخص التي تندى لها الجبين .
كلي أمل بأن أحصل على هذا الكراز قريبا حيث سيتم طبعه ونشره على الملأ  ليقفوا على جرائم هذه الكنيسة التي لم تكن مع الأسف ضد الكنائس الأخرى وخاصة كنيستنا المشرقية، بل حتى ضد إكليروسها بالذات، هذا ما يدفعنا بالتساؤل أكثر حيث ينبغي علينا أن نفتح ملفات أخرى حول الإغتيالات الأخرى وعلى سبيل المثال المرحوم  مطران أورميا مار توما اودو وربما رئيس أساقفة سعرد المرحوم مار أدي شير.
 
وبصورة واضحة، وضوح الشمس في رابعة النهار أن المغفور المطران منا  لم يكن موته طبيعيا، بل مخطط  مع الأسف من قبل الكنيسة المذكورة، حتى في ترجمة حياته أعلاه يظهر بوضوح أن المغفور له غاب عن الكنيسة سنتين ومن ثم حاول الهروب  وأعيد بالقوة وما هنالك، كل هذه مؤشرات تبعث الكثير من  الشكوك في أمره وقدره.
إن الكراس المشار إليه أعلاه  يشير بوضوح عن الأعمال الإجرامية التي قام بها البعض في الكنيسة والتي أودت بحياة المغفور له المطران  يعقوب منا .
إذن، الكنيسة الكلدانية، مطلوب منها إماطة اللثام عن كل هذه التساؤلات وكما نطلب أيضا من أي شخص شريف له معلومات حول الموضوع  أن يتقدم بإدلائها مشكورا.
___________________
 * والجدير بالذكر أن كاتب هذا الكراس - الإستمارة في حديثه يشير الى الكنيسة بالملة الكلدانية، والملة رغم انها مفردة بلغتنا وتعني - الكلمة ܡܠܬܐ  - ولكن هنا وفي مفهوم الإسلام تعني - الطائفة ولا القومية كما البعض يفسرها اليوم مع الأسف!
 
 


52
مغالطات السذج أو الماكرين في أسوأ صورها والسيد هنري بدروس  كيفا مثالا !

آشور بيث شليمون

بين حين وآخر يطلع علينا المتطفل على التاريخ السيد هنري بدروس كيفا في بعض المواضيع والتي هي فعلا ليست من إستنتاجاته الشخصي، بل يأخذها أو الآخرون يزودوها له كي يكون هو كبش الفداء بينما هم لا يقحمون أنفسهم منذ ان كتبت مقالي المعنون  -  غياب القطة، الفئران يقفزون من كل حدب وصوب –  كونهم يعرفوا أي منقلب سينقلبون - وٍأدناه الرابط :

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=743964.0


ومن هذه الخرافات ما كتبه السيد هنري بدروس كيفا مؤخرا  والرابط أدناه بالحرف الواحد :

" … لقد ذكرت مرارا أن المصادر السريانية تستخدم تسمية ܐܬܘܪܝܐ أي
الشعب الأشوري عندما تتكلم عن الأشوريين القدامى . و قد أشار
الباحث J. M. Fiey أن تسمية أشور لا تعني شعبنا أشوريا معاصرا
و لكن تسمية جغرافية هي مدينة الموصل و ضواحيها ! و كان الدكتور
أسعد صوما قد جمع عدة براهين دامغة تؤكد أن تسمية اشور في اللغة
السريانية تعني الموصللي !
لقد ورد في هذا النص السرياني تعبير بلاد أشورܐܬܘܪ أنظر الصفحة
٢٠٦ السطر الثاني و لكن ترجمته في اللغة العربية ( أنظر الصفحة
٢٥٥ السطر الخامس ) سنرى بلاد الموصل !" انتهى الإقتباس

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,771612.0.html

في الحقيقة، إن الكلام أعلاه لا يدل على حنكة ومعرفة الكاتب بالأمور، بل تزودنا بانه ساذج ولا يعرف شيئا من التاريخ وذلك لأسباب عدة ومنها :

-   ما هي هذه البراهين الدامغة أن آثور تعني الموصل، غير ان الموصل هي مدينة في بلاد آثور؟ اذكر لنا المصادر وعندها سيرى القارئ من هو الصادق!

-   ومن ثم يستطرد و يقول الباحث J.M. Fiey– لا يذكر في أي صفحة قال الكلام- انها لا تعني الشعب الآشوري المعاصر، بل هي تسمية جغرافية لمدينة الموصل.

إن أي شخص يقرأ مثل هذا الكلام ولو كان دماغه مع احترامنا دماغ ( النملة ) سيدرك جيدا ان هذه التسمية الجغرافية ولو قبلنا جدلا وبسذاجة كاتبها، أن هذه المنطقة الجغرافية والتي فيها تقع مدينة الموصل هي بلاد آشورية، هذا من جهة ومن جهة اخرى مثل هذا الكلام لم يأت به إلا مصدر واحد وهو في قاموس حسن بن بهلول، ولكن حتى هذا المصدر قال أن (  آثور ܐܬܘܪ ) تعني بابل!  وفي نفس الصفحة يقول تعني – سوريا !   ( قاموس حسن بن بهلول، الصفحة 322).

والخلاصة، إذا كان لك إذنان للسمع فاسمع، أتحداك لا أنت السيد كيفا وحدك، كونك ساذج ومغمور ولا تملك المعرفة الحقة كما وصفتك مسبقا، بل  الدكتور أسعد صوما أسعد، ليتفضل ويدعم مثل هذا الكلام، عندها سيعرف القراء من يملك ناصية المعرفة الحقة ؟!

وهذا الكلام أعتبره تحدي لكل مناوئي القومية الآشورية، أينما وجدوا وأمام القراء هنا ومطلوب منك السيد هنري بدروس كيفا ان تدعم كلامك اعلاه وتدعو السيد أسعد ليتقدم شخصيا الى  هذا الموقع  – موقع عنكاوا – وعندها سأعطيك درسا لن تنساه في كل حياتك يا أيها الحاقد الحاسد!!!

ملاحظة: يرجى من إدارة الموقع عدم حذف أو نقل هذا الموضوع مع الشكر الجزيل.



53
أصداء خاطفة على ملاحظات الأخ هنري بدروس كيفا !

كتب السيد هنري بدروس كيفا:

تعليق على ملاحظات السيد اشور شليمون

لقد ورد في هديتك بعض المعلومات الخاطئة و الغامضة و التي انت
تتعمد في نشرها مثل تعبير " في اللغة الآشورية السريانية اليوم."

آشور بيث شليمون:

إن الآشوريين يعتبرون الشعب الحضاري والرئيسي لا في بيث نهرين على حدة، بل في كل الهلال الخصيب والشرق الأوسط عموما وللتأكيد على ذلك ما عليك أن تقرأ ما جاء عن شعبنا الآشوري وعلى لسان أستاذين سوريين واللذين ترجما كتاب " عظمة آشور/ THE MIGHT THAT WAS ASSYRIA " وهما كل من الأساتذة خالد أسعد عيسى وأحمد غسان سبانو، للكاتب المستشرق الذائع الصيت " هاري ساغز".

ومن المعروف وبدون أي شك، أن الشعوب لها لغة وليس من المعقول أن شعبا كشعب آشوري أو أي شعب أن يولد " أبكما " كي يختار لغة الاخرين كما يحلو لك تمرير هذه النظرية الخاطئة هذا من جهة ومن جهة أخرى قد تعوض بعض الشعوب الضعيفة بلغة الغالب كما حصل أن العرب فرضوا لغتهم على معظم الشرق الاوسط ومن ضمنهم آراميوك ونفس السيناريو حصلت لشعوب قوية اخرى مثل الإنكليز والإسبان والفرنسيين وغيرهم كثيرون الذين فرضوا أو للضرورة اتخذت لغاتهم الشعوب المحكومة.
كما انه قلما تجد شعبا ضعيفا الى درجة لم يستطع أن يوحد صفوفه في تاريخه الطويل رغم كثرة عدده مثل الشعب الآرامي، كي يفرض لغته على الآخرين وكأنك تقول " الأيرلنديون " فرضوا لغتهم على الإنكليز وهي فرضية خاطئة، ولكن الذي حصل هو العكس.

الباحث هنري بدروس كيفا:

اولا - الشعب الأشوري القديم كان يتكلم اللغة الأكادية و كان يسميها
اللغة الأكادية ، اما إخوتنا من السريان المشارقة فهم يتكلمون اللغة
السريانية و إسمها العلمي كان و لا يزال " اللغة السريانية الأرامية".

آشور بيث شليمون:

من المعلوم، أن شعوب الهلال الخصيب جميعها كانت لغتهم واحدة، والتي عرفت من قبل المستشرقين ب" السامية " وبالإضافة الى ذلك كان هناك أخذ ورد بينها وعلى سبيل المثال عندما الدولة الأكادية استخدمت في الكتابة الإصطلاحات السومرية، الشعوب الأخرى والمحيطة فعلوا نفس الشيء وعلى سبيل المثال البابليون الآشوريون، الإبليون والعموريون والكنعانيون/ أوغاريت.

اما بالنسبة للغة الآرامية، التي ظهرت لاحقا لقد استخدمت الكتابة السينائية أي الكنعانية وهم بدورهم عرفوها لشعوب الجوار وعلى سبيل المثال شعوبنا البابلية والآشورية والكلدانية .
وبما أن هذه الثورة الكتابية أي " ألفبائية الجديدة " الكنعانية وصلت في وقت كانت الأمبراطورية الآشورية والبابلية الجديدة قد سقطتا وكل ما يمكن قوله في هذا الصدد ليس بالمستبعد كانت هناك محاولات لتعويض الكتابة المسمارية بها .
كما أنه تلك الشعوب لم تتكلم بالآرامية وهنا أكبر شاهد على ذلك انه للآن لم يظهر كتابات آشورية ذات قيمة بهذه اللغة المزعومة وكل ما وجد في نينوى كان مكتوبا باللغة الآشورية والكتابة الإسفينية/ المسمارية والتي اجدادنا أسموها " ܟܬܝܒܬܐ ܟܘܡܪܝܬܐ " .
وإذا كان بحوزة المدعين بكتابات آرامية للآشوريين ليتفضلوا بها للملأ وإلا رجاء عدم التشبث بها والتي لن تخدم إلا التشويش، وزد على ذلك كما قلنا حتى الآراميين أنفسهم لم يجدوا الدارسين والمستشرقين في اللغة الارامية المادة الكافية لتقييمها ووضع قواعد لها .

أما بالنسبة للغة الآرامية، أنه ظهرت هناك لهجات لا حصر لها وكل واحدة نوعا ما تختلف عن الأخرى حتى كتابيا، وبالإضافة الى ذلك ليس هناك كتابات كافية حيث بإمكان الفرد حتى أن يتعرف على قواعدها الكتابية ما عدا عدة أسطر على قبور الموتى هنا وهناك أو أشياء بسيطة ومختصرة للتمكن دراستها وهذا ما جاء به مدرس اللغات السامية في مصر الأستاذ أ. ولفنسون.
أما بالنسبة للغة " السريانية " فهي لغة حديثة قامت على أنقاض اللغات السامية في الهلال الخصيب حيث كانت " المسيحية " و " الكتابة السينائية " عاملا موحدا لها .

والخلاصة، قبل هذه الوحدة اللغوية، كانت لغات الشعوب المنوه عنها في الهلال الخصيب تحتفظ بأسمائها المحلية ولكن بعد القرون الأولى للمسيحية فقدت هويتها كي تندمج في اللغة الجديدة " السريانية " وبناء على ذلك من الأفضل وأكثر دقة عندما التحدث اليوم لغويا، الأفضل لشعوبنا الإستخدام " السريانية " ولا التسميات المحلية الأخرى وأفضل تأكيد على ما أقول لو ان اللغة الآرامية هي " السريانية الآرامية " هل بوسع هؤلاء دعاة اللغة الآرامية أن يشرحوا لنا لماذا يحاول سكان معلولا البحث عن آلية الكتابة في وقت أصحاب اللغة الآرامية هذه وفي هذه الحاضرة الآرامية اليوم في حيص بيص؟ لا يعرفون ماذا يعملون أو لماذا يقف دعاة الارامية الجدد مكتوفي الايدي حيال هذه الأزمة التي تمر بها معلولا قلعة اللغة الارامية اليوم؟
على كل إذا كان بوسع البعض القول " السريانية الآرامية " إذا، ما الذي يمنع كآشوري أن أقول " السريانية الآشورية " أو " السريانية الكنعانية " الخ ...!

الباحث هنري بدروس كيفا:


ثانيا - إسم الشام و شمأل
لا يوجد اية علاقة بين الإسمين : تسمية بلاد الشام هي تسمية
عربية إنتشرت بعد دخول العرب الى سوريا و التسمية سمأل الآرامية
قد إندثرت بعد إحتلال الأشوريين للممالك الآرامية في نهاية القرن
الثامن قبل الميلاد . لا يجوز ان نطرح نظريات بدون نصوص تلقي
الضوء على الأحداث او التسميات الجغرافية
.
آشور بيث شليمون:

إن هذا القول بالأصل ليس لي بل مأخوذ من مؤلف كتاب اللغات السامية ومدرسها في مصر الأستاذ " أ. ولفنسون " ولكن لست جازما يمكن أن تعني " الشمال " .

الباحث هنري بدروس كيفا:

ثالثا - اللغة و الأبجدية الآرامية في سمأل .
لقد ترك لنا الآراميون نقوش عديدة في سمأل : النقوش القديمة
من القرن العاشر قبل الميلاد كانت باللغة الكنعانية المتأثرة باللغة
اللوفية . اما نقش بر ركب فهو باللغة الآرامية و الأبجدية الآرامية
و ليس " لهجة آرامية قديمة " كما ذكرت .لقد أسس الآراميون عدة
ممالك في سوريا القديمة و الجزيرة ( بيت نهرين) و كان لكل مملكة
ابجدية آرامية مختلفة قليلا عن بقية الممالك و لكن اللغة الآرامية
هي واحدة !

آشور بيث شليمون:

نعم، هناك من يدعي ذلك، ولكن هناك من يربط هذه المملكة بالكنعانيين ومن ثم البعض وأنت منهم يظن أن تدمر " آرامية " شيء لم يقله احد كما انهم كتبوا ابجدية مغايرة وحتى لغويا حيث مليئة بالعبارات اللغة الرومانية الخ .


هنري بدروس كيفا:

رابعا - سوريا كانت آرامية بسكانها و حضارتها .

لقد إشتهر الآراميون بصمودهم ضد المحتلين الأشوريين و قد أسس
الآراميون عدة ممالك مستقة منذ حوالي 1200 قبل الميلاد . بعض
ملوك الآراميين - مثل بر ركب - قد تحالفوا مع الملوك الأشوريين
للمحافظة على ملكهم . إن تعبيرك " يتضح من هذا النقش أن أسرة بر ركب كانت تحكم منطقة شمأل التي كانت من المناطق الشمالية لسوريا الآرامية تحت السيطرة العامة لملوك آشور" بحاجة الى بعض التوضيح
فإن إحتلال الأشوريين للممالك الآرامية قد تم في نهاية القرن الثامن
و لم يدم إلا حوالي 120 سنة !

آشور بيث شليمون:

مع احترامي الكبير لك، شخصيا لا تستطيع تاريخيا، ومنطقيا وأخلاقيا أن تعمم " الآرامية " على سوريا، لأن التسمية السورية جاءت من التسمية اليونانية لكل الهلال الخصيب " آشوريا، أسوريا Assyria " في البداية كتسمية جغرافية نظرا للهيمنة الآشورية، ولكن سرعان ما غدت التسمية الحالية " سوريا " لسوريا المعروفة الكبرى والتي تضم لبنان، فلسطين والأردن أيضا. لذلك لا يجوز أن تطلق او تفرض الآرامية على شعوب هذه المنطقة التي كان سكانها من الكنعانيين، الفينيقيين، الإبلويين، العموريين والعمونيين والعبرانيين.
بفعلك هذا تنهج الأسلوب العروبي الشوفيني لا غير !! أما إذا كانت حجتك انه هناك " آراميون " هناك الآخرون يقولون هناك " الفينيقيون، الكنعانيون، العموريون، والعبرانيون والإبليون/ إيبلا " أيضا.

والخلاصة، يمكن أن يكون ممالك عدة لهذه القبائل المبعثرة الآرامية ولكن خلاصة القول لم يكن لها دور حضاري مرموق في المنطقة وكل ما هو معروف عنهم هو من الحوليات الآشورية أنهم عناصر مخربة حتى بابل قبلت " الإنتداب الآشوري " لحمايتها من القبائل الآرامية والكلدانية .
ومن ثم لا يمكن ان تفرض نظريات من العدم، حيث كل من يستشهد عن الآراميين والكلدانيين وغيرهم يعود الى حوليات ملوك الآشوريين، إذا كان الآراميون الشعب الوحيد في الهلال الخصيب، هل تدلني ما تركوه من إنجازات وما قالت حولياتهم ؟! طبعا الجواب سلفا لا شيء في وقت مع الأسف يحاولون محو وحذف وجود شعبنا الآشوري .

وأفضل تشبيه للجموع الأرامية هو حضور القبائل العربية اليوم الذي حل محلهم من الشمر، الجبور، العنزة، الطي وغيرها. فكما هذه العشائر ليس لها دورا رياديا في سوريا كذلك كان شأن الآراميين مع كل احترامي.

الباحث هنري بدروس:

لقد إستطاعت القبائل الكلدانية الآرامية ان تبعد الأشوريين من بلاد
أكاد سنة 625 ق.م ثم القضاء عليهم بمساعدة الميديين سنة 612 ق.م
لقد صبغ الآراميون سوريا القديمة بحضارتهم و لا تزال الاسماء
الجغرافية للمدن و القرى تشير الى أجدادنا الآراميين
.
آشور بيث شليمون:

كما هو في الكتاب المقدس كل الدول مهما تكون عظيمة نهايتها السقوط، إلا مملكة الرب حيث لا يقوى عليها أحد.
لذلك، نعم الأمبراطورية الآشورية سقطت ولا بد أن يكون هناك عوامل، ولكن الآراميين رغم تحايلهم دوما حيث وقفوا مرة مع الميديين والكلدانيين، سرعان ما انقلبوا عليهم كي يكونوا في حلف الفارسي الذي أسقط " بابل " هي الأخرى .
ولكن المهم، أن الشعب الآرامي لم يلعب دورا هاما كما قلنا ولم يكن له حتى ذكر في عهود اليونان والرومان اطلاقا .
إن الرومان إذا ذكروا " سوريا " والذي كانوا يعنون به سوريا الكبرى ولا بلاد آرام ، وأفضل مثل على ذلك أن الإحصاء الروماني كان في اقليم سوريا الذي كان يضم فلسطين .
أما أسماء المدن والقرى يمكن أن تكون آرامية والنفس الشيء في بلاد آشور وبيث نهرين كانت أسماء المدن والقرى بابلية، آشورية وسومرية.

كلمة ختامية:

إنني أكتب بقدر كبير من الدقة والحفاظ والتمسك بالحقائق كما أراها، وبصدر رحب أحترم كل ناقد كي يقول ما يحلو له. ولكن أرفض الوصاية وفرض الأفكار على الآخرين، وإذا كان الأسلوب هذا يدل علي شيء فيعني عدم احترام الآخر حيث هم لهم الحرية أيضا التعبير عما يرونه مناسبا وإن كان هناك من لا يوافقهم في الرأي كونهم هم لا يوافقون معهم .

آشور بيث شليمون
_______________________________

54
الباحث هنري بدروس كيفا، مزور للتاريخ

آشور بيث شليمون

" إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاسا يطن وصنجا يرن . وإن كانت لي نبوة وأعلم جميع الأسرار وكل علم وإن كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال ولكن ليس لي محبة فلست شيئا . " رسالة بولس الأولى الى أهل كورنثوس ، الأصحاح 23: 1-2

توطئة:

شخصيا، لا اعرف هذا الشخص إلا من خلال كتاباته التي يحاول فيها دائما تشويه تاريخ الهلال الخصيب حيث عنده ليس هناك شعب باق الى اليوم ما عدا شعبه الآرامي، وباقي الشعوب اصحاب الحضارات القديمة الرفيعة والحضارة الآشورية مثالا لا وجود لهم في رأيه إذ انصهروا في آرامييه الذين لم يكونوا يوما حتى دولة وشعبا موحدا.

نحن، لا يهمنا ما يقوله إذ هو حر، ولكن الطامة الكبرى أنه في كثير من الأحيان يحاول فرض آراءه على الآخرين وهذه ظاهرة تكاد تسود معظم كتاباته مع الأسف الشديد. وليس ذلك فحسب، بل حتى يحقد لكل ما هو آشوري بدون أن يعلل الأسباب عدا رفضهم آراميته، في وقت هو وكل الذين يرفعون رايات الآرامية يرضخون، بل مع احترامي ينبطحون للذين قضوا على آرامييه مع شعوبنا في الهلال الخصيب ܚܟܝܡܐ ܪܡܙܐ ܣܦܩالأخرى لغويا وتراثيا !!

والجدير بالذكر، لأي ملاحظ سيكشف مدى انحيازه وتعصبه للآراميين، إذ كل ما يفيده في دعم قضيتهم ولو كانت خرافة فهي عنده حقيقة، والتي تخالفه وإن كانت صحيحة فهي غير صائبة ويحاول حتى وضعها في قالب كما يناسبه.

الآشوريون لم يتكلموا الآرامية:

من المعروف أن التوراة فيها كثيرا من الأحداث التاريخية، ولكن ثبت للدارسين والباحثين معا أنه هناك أشياء غير صحيحة ومنها فيما إذا صحت نظرية التوراة على سبيل المثال الانساب البشرية، أي أولاد نوح.
فالتوراة تذكر أولاد سام الذي هو ابنا لنوح ( راجع سفر التكوين والأصحاح العاشر، العدد 22 ) ، وهم : (عيلام ) وآشور وأرفكشاد و( لود ) وأرام. إذ الأسماء بين قوسين هي غير سامية أصلا وفي نفس الأصحاح، العدد 6 هذا نصه : وبنو حام كوش ومصرايم وفوط و( كنعان ) . كذلك الأمر هنا خطأ آخر في اعتبار – كنعان – من الأصل الحامي ولكن الصواب هو أن كنعان كان ساميا.

كما انه هناك كذبة أخرى يريد دعاة وغلاة الآرامية المزيفة تمريرها على شعبنا ومن الكتاب المقدس نفسه ان شعبنا الآشوري كانت لغته آرامية وهاك النص حرفيا كما جاء على لسان المغفور له البطريرك جرجس شلحت ( يرجى مراجعة كتاب لغة حلب السريانية وعلى الصفحة 20-21 ) وهذا نصه :
" ... وفيما يخص مملكة آثور، فقد جاء في سفر الملوك الثاني ( ملوك 2 : 18- 26 ) أن وزراء حزقيا الملك طلبوا الى قائد سنحاريب ملك آثور، أن يخاطبهم( بلغته ) الآرامية قائلين : خاطب عبيدك بالآرامية لأننا نفهم ... ) وكذلك جاءت قبله على لسان المغفور له المطران يعقوب أوجين منا أيضا في مقدمة صاحب دليل الراغبين في لغة الآراميين ، الموصل 1900
وهنا رجاء أطلب من القراء أن يفتحوا الكتاب المقدس ويستعينوا بسفر الملوك الثاني الأصحاح الثامن عشر ويقرأوا من العدد 26 لغاية 30 حيث نعم، اليهود طلبوا التحدث معهم باللغة الآرامية ولكن القائد الآشوري ضرب مطلبهم عرض الحائط ولم يذعن لهم بل مضى متكلما باللغة اليهودية إذ قال بالحرف الواحد: ثم وقف ربشاقي ( القائد الآشوري ) ونادى بصوت عظيم باليهودي وتكلم قائلا ، اسمعوا كلام الملك العظيم ملك آشور، هكذا يقول ..... وهنا أضيف تنويها هاما، إذ في كلا النصين ذكرا انهم طلبوا من قائد سنحريب ان يخاطبهم بلغته الآرامية، والحقيقة في النص كما هو وارد في الكتاب المقدس لا يوجد مفردة ( لغته ) فهي مضافة من عندهم، وما على القارئ العزيز أن يقرأ الكتاب المقدس كي يتأكد على صحة ما أوردته.

والآن تعالوا معا في جولة لما يقوله ويردده السيد الباحث كيفا:



لما عداوة الفكر الأشوري للمصادر السريانية ؟

إخوتنا من دعاة الفكر الأشوري يتجاهلون المصادر السريانية لعدة أسباب :

* السريان المشارقة النساطرة يدعون بالهوية الأشورية بعد هربهم من جبال حكاري الى العراق حيث إستخدمهم الإنكليز و تخلوا عنهم... في عام 1935

آشور بيث شليمون:

أنت مخطيء وجاهل، إذ دعاة الفكر الاشوري يعرفون المصادر السريانية جيدا، كما رجاء لا تحصر الهوية الاشورية في السريان المشارقة، فالهوية الآشورية تمتد الى إخوتنا اليعاقبة من الكنيسة الشقيقة الأرثوذكسية.

السيد كيفا :


, صدر ليوسف مالك كتاب بالإنكليزية هو " الخيانة البريطانية للآشوريين " , جاء فيها : "

رغم أن الآشوريين يمثلون " أمـة " واحدة , وإنهم الورثة الحقيقيون للإمبراطورية العتيدة , إلا أنهم منقسمون مذهبياً إلى خمس طوائف دينية… هي النساطرة – الكلدان – السريان الكاثوليك – الموارنة – اليعاقبة " .

السريان النساطرة يعتمدون على طروحات تاريخية مسيسة تدعي زورا أنهم أشوريين .

المصادر السريانية النسطورية تثبت لنا زيف الفكر الأشوري لأن السريان النساطرة كانوا يفتخرون بجذورهم السريانية الآرامية !

آشور بيث شليمون:

بالعكس، إن المصادر السريانية والآرثوذكسية تدعم وتؤكد على آشوريتنا وما عليك – ولكن للأسف انت أمي في اللغة– ان تقرا أشعار العلامة كيوركيس وردا الأ ربيلي ( ؟ - 1225 ) كيف يذكر آشور والاشورية بكل فخر ومن ثم قم بزيارة الكنائس الأرثوذكسية حيث بواباتها مزينة بالإسم الآشوري النبيلّ، وهذا غيض من فيض. وإذا كان هناك من له طروحات تاريخية مسيسة هم من أمثالك يا صاح!!

السيد كيفا :


*السريان المغاربة يعتمدون على " رواد النهضة القومية " و ما يعرف بمدرسة نعوم فائق القومية : مع أن الأستاذ نعوم فائق لم يكتب دراسات تاريخية حول السريان و بالرغم أنه عالم لغوي خلط بين التسميتين السريانية و الأشورية فإن بعض السريان ينكرون تاريخ أجدادهم و هويتهم الآرامية بحجة أنهم أوفياء و أمينين لمدرسة فائق القومية !

آشور بيث شليمون:

إن محاولتك البائسة التعيسة والمسيسة في تقسيم أمتنا الآشورية لن تخدع أحدا إلا نفسك المريضة، فنحن شعب واحد، لا مشرقي ولا مغربي ورواد النهضة القومية الآشورية أدرى منك في كل الأمور حيث أنت لست سوى رجل حاقد وحسود لا تعرف اللغة التي تدافع عنها وحسب مواصفاتك بالذات، ونصيحتنا هي ان تذهب الى إخوتك وبني قومك الآراميين في معلولا فهم بانتظارك لتخلصهم من الحيص والبيص الذي هم فيها!!

السيد كيفا:

*كل من يطلع على المصادر السريانية يجد أن السريان المشارقة) الكنيسة الكلدانية و الأشورية اليوم) و السريان المغاربة كانوا بكل وضوح يؤمنون بالهوية السريانية الآرامية: اللؤلؤ المنثور لقداسة البطريرك افرام برصوم أو كتاب أدب اللغة الآرامية للأب المؤرخ ألبيرأبونا...

آشور بيث شليمون:

من المعروف ان سكان شمال بيث نهرين هم آشوريون جنسا وتاريخا وأرضا ومع احترامنا الكبير لقداسة البطريرك وما جاء في كتابه، إن الحقائق التاريخية مدعومة بالوثائق المصورة أنه كان عضوا بارزا في الوفد الآشوري لمؤتمر السلام عام 1919 في مدينة باريس ( صورة للمغفور له البطريرك أفرام برصوم لدى مدير سما القامشلي ) ، أما ما يرويه في كتابه لا شأن لنا فيه فنترك ذلك للتاريخ ليحسم في الأمر.

أما بخصوص ما كتبه الأب البير أبونا فهو مع احترامنا الكبير له لقد شوه التاريخ وشوه نفسه بالذات لعدم المصداقية في كتاباته وما على القارئ العزيز أن يقرأ ما كتبنا عنه بهذا الخصوص وموجود في كثير من المواقع وخاصة موقع سما القامشلي.

السيد كيفا:


*الدكتور أسعد صوما الأمين للمصادر السريانية ذكر في محاضرة له أن التسمية الأشورية في قاموس حسن بن بهلول تعني الأعداء!

و بدل أن يتحقق دعاة الفكر الأشوري المزيف من صحة هذه الفكرة و معرفة لما المصادر السريانية كانت تستخدم التسمية الأشورية كلفظة غير مستحبة فإنهم فضلوا إتهام العالم حسن بن بهلول صاحب أهم قاموس سرياني من القرن العاشر الميلادي بأنه " عربي يكره الأشوريين "

آشور بيث شليمون:

مع احترامنا للدكتور أسعد صوما أسعد، وكل ما نعرفه عن هذه العائلة الكريمة انها تحترم آشور والآشورية حيث معظم أولادهم يحملون التسمية الآشورية النبيلة وهذا يكفينا فخرا.
ولا يهمنا ما تعني التسمية الآشورية في قاموس حسن بن بهلول، فالآشوريون معروفون ولا ينقصهم او يزيدهم فخرا ما يقوله حسن بن بهلول وشركاه، ولكن كل ما نعرفه – طبعا انت لا تعرف ولن تعرف كونك أمي في اللغة – انه لا يوجد قاموس بين القواميس العديدة في لغتنا التي تفسر " الآشورية " بالعدو .

كما الجدير بالذكر أني شاهدت هذا القاموس منذ أكثر من 35 سنة إذ وجدت فيه الأخطاء الجسيمة واحداها ، يعرف " السريان " بالنبط .
..............

وفي مقال آخر تحت عنوان " الفكر الآشوري المزيف – الصحافي فريد نزها والهوية الاشورية ... " وأدناه يعرض السيد كيفا الأسباب حيث ستجدون تعليقي على كل سبب بذاته -
قبل التعليق احب ان أشير الى أن بعض الآراميين يتضايقون عندما ارد على اصحاب الطروحات المزيفة و مع انني غير متعمق في " فكر" الصحافي فريد نزها و لا اعرف اذا كانت له دراسات تاريخية حول هويتنا السريانية التاريخية فإنني سأصحح طروحات الصحافي نزها التاريخية و ذلك للأسباب التالية :
ا - السريان لا يدافعون عن هويتهم التاريخية و يتفرجون على بعض المتطرفين الذين يحولون البطريرك افرام برصوم الى"خائن" و عربي و هو من اهم علماء الكنيسة السريانية الأرثودكسية .
آشور بيث شليمون:
إننا كقوميين آشوريين لا نخلط الدين والمذهب في القضايا القومية، وفي هذه الحالة " السريان " تعني مسيحيو الهلال الخصيب عموما وهم عبارة عن مجموعة الشعوب المعروفة القديمة من : كنعانيين، فينيقيين، عموريين، إيبلويين، آراميين ، آشوريين، بابليين وكلديين. هذا من جهة ومن جهة أخرى ليس هناك من يحول المغفور له بخائن وهو كان حتى عضوا في الوفد الآشوري لدى مؤتمر السلام في باريس عام 1919 كما ذكرنا.
السيد كيفا:
ب - " الخائن" و الناكر لهويته التاريخية هو الصحافي فريد نزها الذي تطاول على البطريرك برصوم فحرمه من الكنيسة .
آشور بيث شليمون:
إن الصحافي فريد الياس نزها ليس بخائن ولم يتطاول على البطريك . فحري بك أن تفحص وتدقق في الأمور قبل ان تطلق العنان ليراعك وتوصف أكبر شخصية آشورية تاريخية بالخيانة.
ما هي الخلفيات لهذا الحرم من قبل غبطة المغفور له مار أغناطيوس افرام الأول؟
قبل كل شيء، كلنا نعرف أن غبطته كان من المشاركين في الوفد الآشوري لمؤتمر السلام في باريس عام 1919 ولا نعرف ما هي الأسباب بالضبط التي دفعت البطريرك بإحياء الماضي الأسود الذي كانت تسوده الأحقاد والضغائن حول المسائل التي هي فوق قدرتنا البشرية للتحكم فيها حيث أخذ كل طرف من كنيستنا المنقسمة يتهم الآخر بالهرطقة بيمنا هو الذي يقف على الإيمان المسيحي الصحيح القويم وذلك باصداره بيانا في حق الكنيسة النسطورية والبيان هذا أكثر من صفحتين كما يقال – نشر الغسيل – وهذا بعضا مما جاء تحت عنوان النتيجة:
" إن النساطرة أتباع شيعة
هرطوقية تحرمها كل الملل المسيحية الشرقية والغربية وتتجنبهم وخصوصا البيعة الأرثوذكسية التي حرمت وتحرم نسطور وأصحابه ......وكل كاهن أو مطران يحرم نسطور في دستور الإيمان الذي يقرره يوم رسامته. فلا يجوز لأحد من المؤمنين مخالطتهم في الروحيات أو أن يسمع كلامهم أو يشترك معهم بالصلاة أبدا.
حمص في 13 حزيران سنة 1947 بطريركية السريان الأنطاكية ( الخاتم )
وعندما استلم المغفور له الصحافي فريد الياس نزها هذا البيان حيث علق عليه بكلمة تحت عنوان " أمسيحية هذه؟ وهي عبارة عن صفحتين وعبر عن استيائه وخيبة أمله حيث ستجدونه في المجلة ( الجامعة السريانية – الجزء 7، 8 لشهري تموز وآب 1947 الصفحات 179- 185) كما من المعروف أن المغفور له البطريرك اغناطيوس أفرام الأول كان قد حرم الصحافي فريد نزها نفسه، حيث يبدو أن قداسته تسعده إصدار الحرمان وذلك عام 1940 ولكن شكرا للبطريرك كلي الطوبى إبن نينوى البار مار أغناطيوس يعقوب الثالث حيث رفع الحرمان عنه استنادا للرسالة الرعوية والمؤرخة في 18 تشرين الثاني 1957 حيث أبلغ القرار الى الكنائس السريانية في الأميركيتين بتاريخ 20 كانون الثاني الذي أتلي في الكنائس.
السيد كيفا:
ج - اخوتنا من السريان المشارقة الذين يؤمنون بالهوية الأشورية يرددون إننا جميعا ننتمي الى شعب واحد و لكن بتسميات مختلفة.
و يحاولون إقناع السريان بأن التسمية السريانية مشتقة من الأشورية و بالتالي السريان أشوريون !
آشور بيث شليمون:
نعم ولكن بتسميات - مذهبية - مختلفة وجميعا آشوريون قوميا في الحيز الجغرافي الآشوري – شمال بيث نهرين. ثم نعم التسمية السريانية مشتقة من الآشورية مهما طبل وزمر البعض كي يعوضها بما في خياله من هلوسة وكذلك لا يعني أن كل سرياني آشوري. فالفينيقي ، الكنعاني، العموري، الإيبلي والآرامي ليسو بآشوريين.
هنا من أهم المصادر التي تثبت أن الإسم السرياني والسوري مشتق من الآشوري حيث يتمكن الفرد من الإطلاع وهو عبارة عن أطلس للعالم اليوناني والروماني:
BARRINGTON ATLAS OF THE GREEK AND ROMAN WORLD, MAP- BY MAP DIRECTORY, VOLUME II
EDITED BY RICHARD J.A. TALBERT
PRINCETON UNIVERSITY PRESS AND OXFORD Copyright 2000- pages 1271, 1279, 1325
السيد كيفا:
د - السريان الذين يؤمنون بالهوية الآرامية عليهم أن يصححوا الطروحات التاريخية التي يرددها إخوتنا الذين يؤمنون بالتسمية الأشورية إستنادا الى براهين غير علمية .
آشور بيث شليمون:
الأجدر المؤمونون بالآرامية أن يصححوا طروحاتهم فيما إذا يؤمنون بالقومية الآرامية، لماذا حشك " السريانية " في الموضوع في وقت السريانية كما قلنا ونقولها على الدوام تجمع كل الشعوب القديمة في الهلال الخصيب وليست وقفا على الاراميين وحدهم، ام لأن دعاة الآرامية يدركون خطورة الأمر حيث بدون " السريانية " هم مفلسون !!
تنويه هام:
لنرى من هم المزيفين ، السيد كيفا اقتبس نصا مما كتبه المرحوم فريد نزها تحت عنوان، " الأمة السريانية والإصلاح ، العهد الجديد يجب ان يكون عهد تفاهم وتكاتف " وفي آخر الصفحة 21 من مقاله هذا ( 19-22 ) :
وضمن هذه التسمية السريانية الأصيلة باللغة الإنكليزية ( أسيريان / ASSYRIAN ) فهذه لا ولن يمكن تبديلها.. هذه القضية لا نشك أبدا ان غبطة بطريركنا الحالي سيقضي فيها بنظره الثاقب .ونحن نرى أن غبطته في مؤلفاته التاريخية يشهد بحقيقة الأصل بارجاعه نسبتنا الى الأرومة الأشورية البابلية.
اما الباحث السيد كيفا فقد طمس وغض النظر عن الآتي والموجود بين النقطتين – أي بين كلمة تبديلها وهذه :
(هذه البدعة ابتدعها البطريرك الفقيد فأثارت سخط الشعب واشمئزازه واعلانه مقاطعة البطريرك) وكذلك الآشورية البابلية في نهاية النص يجب ان تكون وفق ما جاء به الصحافي فريد نزها الآشورية الآرامية .

55

الهاجرية   *

Patricia Crones & Michael Cook , HAGARISM , The Making of the
Islamic World- CAMBRIDGE UNIVERSITY PRESS – LONDON 1977

ملاحظة: لقد استشهدت من هذا الكتاب كثيرا في مقالاتي وخصوصا عند الدفاع عن القومية الآشورية -  آشور بيث شليمون
...............
نبذة من هذا الكتاب بما يخص شعبنا الآشوري وفي بلاده الآشورية.



فقد اتسع العراق ليس لهوية إقليمية واحدة، بل لهويتين، هما الآشورية والبابلية. لقد عانت الثقافتان على حد سواء، طبعاً، من تدمير عنيف عند سقوطهما قبل الغزوات العربية بألف سنة: فكما حوّل نابوبالاسر والميديون آشوريا إلى «ركام وخرائب» عام 612 ق.م(64)، كذلك فقد دكّ أحشورش أسوار بابل، جرّد مواطنيها من أملاكهم وحوّل إلهها إلى سبيكة ذهبية وذلك بعد ثورة 482 ق.م(65). مع ذلك فقد بقيت الهويتان على حد سواء، الأولى تحت حماية درع مسيحي، والثانية تحت حماية درع وثني.
كان هذا التقسيم غير العادي للعمل بين المسيحية والوثنية نتيجة الأثر المختلف للحكم الأجنبي على الإقليمين. فآشور، التي لم يكن لديها الثروة الخرافية ولا الأهمية الإستراتيجية التي لبابل، تركت وشأنها فعلاً من قبل الأخمينيين والسلوقيين(66) ؛ ولأن العالم الخارجي حكم عليها بالنسيان، فقد استطاعت أن تعيد تجميع ماضيها المجيد بنوع من الهدوء(67). وهكذا فحين عادت المنطقة إلى بؤرة التاريخ في ظل حكم البارثيين، فقد عادت بتعريف آشوري للذات، وليس فارسياً، بغض النظر عن اليوناني؛ أُعيد تجديد معبد آشور، وأعيد بناء المدينة(68)، وعادت إلى الوجود دولة خلافة آشورية على هيئة مملكة أديابين التابعة(69). وضع الساسانيون حداً لاستقلال هذه المملكة(70)، لكنهم لم يستبدلوا الحكّام المحليين بطبقة بيروقراطية فارسية: مع أن مكانتهم أُنْقِصت بحيث أصبحوا خدماً مطيعين للشاهنشاه، وبالتالي استمرت موجودة طبقة أرستقراطية وطنية(71). مع ذلك، ففي هذا الصدد، كان موقعهم في الدولة الفارسية غير مريح. ففي ظل حكم البارثيين راح الشاهنشاهات يطالبون بوحدة دينية ردّاً على الأهمية السياسية(72)؛ أما في ظل حكم الساسانيين فقد فعلوا ذلك على نحو منظم، وفرضوا بالتالي حقيقة فارسية على الهوية الآشورية. وطالما كان مستوى الإندماج متدنياً أُمْكِن تغطية هذا التنافر بمحاولات توفيقية(73)؛ لكن ما أن وضع الساسانيون الطبقة الأرستقراطية المحلّية في تماس أقوى مع البلاط الفارسي، حتى أُغْلِقت عيون الشبكة(74). وهكذا فقد عملت مَلَكية فارسية من أجل إله إثني في الشرق ما عمله إله إثني من أجل ثقافة يونانية في الغرب، تمسّك الآشوريون بنسبهم، لكنهم بعكس أقاليم الغرب لم يكن باستطاعتهم أن يتهرطقوا فحسب: فحتى زرادشتية هرطوقية ظلت من منظور مفاهيمي فارسية، لذلك كان الآشوريون بحاجة مقابل الفرس إلى ديانة مختلفة بالكامل(75). من ناحية أخرى، فحتى مسيحية أرثوذكسية ظلت مجرد يونانية بالتداعي، لذلك فمقابل الإغريق تبدو هرطقة ما وكأنها تفي بالغرض. وهكذا، بعد انعطاف عبر اليهودية، تبنى الآشوريون المسيحية ووجدوا هرطقتهم في النسطورية(76).

كان هنالك بالتالي نسختان متمايزتان عن المسيحية في الكنيسة النسطورية: فمن ناحية كنيسة آشوريا المحلية، وهي تأكيد شوفيني على هوية ريفية؛ ومن ناحية أخرى كنيسة فارس الحضرية والتي كان مركزها في بابل، وهي تأكيد كوزموبوليتاني على حقيقة أممية. لكن إذا أُمْكِن مقارنة كنيسة آشوريا في هذا الصدد بالكنيسة المصرية، فشوفينيتها أخذت شكلاً مختلفاً إلى حد ما. فقد احتفظت مصر بإثنية ولغة مميزتين لها ضمن طبقتها الفلاحية، في حين كانت طبقتها الأرستقراطية تنتمي إلى العالم الهليني الأكثر اتساعاً؛ آشوريا بالمقابل امتلكت طبقة أرستقراطرية مميزة لها، في حين شاركت العالم الآرامي الأكثر اتساعاً في إثنيتها ولغتها. وهكذا ففي حين كانت الشوفينية القبطية إثنية ولغوية، استدارت شوفينية آشوريا إلى ذكريات ماض مجيد. في هذا السياق فإن اهتدائين جاءا في الوقت المناسب أفادا في تنقية الملوك الآشوريين من سوء سمعتهم حيال الكتاب المقدّس. الأول هو سردانا، ابن سنحريب، الملك الثاني والثلاثون لآشوريا بعد بيلوس وحاكم ثلث العالم المأهول، والذي أذعن لرسالة يونان التوحيدية وشرّع صوم نينوى الذي أنقذ نينوى من الدمار(86) ؛ وبما أن الصوم أنقذ الآشوريين من غضب الرب في الماضي، فقد أعاد تشريعه سابريشو من كرخا دي بيت سلوخ لإنقاذهم من الوباء بعد ألف سنة(87).و الثاني هو إعادة تحرير نسخة اعتناق إيزاتيس الثاني الذي من أديابين اليهودية في نسخة اعتناق نارساي الآشوري المسيحية(88). كان هذا يعني أن الآشوريين كانوا موحدين قبل المسيح ومسيحيين بعده، والماضي بالتالي قاد نحو الحاضر دون أي شرخ. وهكذا فتاريخ كارخا دي بيت سلوخ يبدأ بالملوك الآشوريين وينتهي بالشهداء الآشوريين: سركون أسسه(89) والشهداء جعلوه «حقلاً مباركاً للمسيحية»(90). يشبه ذلك أنه في القرن السابع قبل المسيح وقف العالم كله مرعوباً من ساردانا(91)، وفي القرن السابع بعد المسيح احتل القديسون مكانه باعتباره «شمس آثور» و «مجد نينوى»(92).
بالمقابل، فالكنيسة في بابل، لم تكن تمتلك فخار مصر اللغوي والإثني ولا فخار آشوريا التاريخي. وبالمقارنة مع مصر فقد حددوا هويتهم كأغيار(93) واستخدموا الفارسية والسريانية على حد سواء(94). وبالمقارنة مع آشوريا، فقد تخلّوا للوثنيين عن الماضي البابلي: فنمرود، الذي هو في آشوريا أحد الأسلاف من الملوك والذي كانوا يحتفلون بذكراه تحت أسماء القديسين المسيحيين(95)، احتُفِظ في بابل بمماثلته مع زرادشت(96) فأضحى إما مرفوضاً كمؤسّس للوثنية الفارسية(97) أو اُدْخل في حل استرضائي باعتباره المرشد الذي يوحى إليه والذي قاد المجوس في البحث عن المسيح(98)؛ لكنه في كلا الحالتين ظل غريباً. كذلك فبقدر ما أن التقليد الذي مثله ايشوداد المسيحي الذي من مرد يبدو مفصولاً بالكامل عن الماضي البابلي، رغم ضخامة تعاليمه، بقدر ما أن التقليد الذي يمثله ابن وحشية يبدو في علاقة حب كاملة مع الماضي البابلي، رغم ضخامة أخطائه.
  مع ذلك فقد اختلفت الكنيستان الآشورية والبابلية على حد سواء عن كنيسة مصر في توجههما الأرستقراطي؛ الأولى لأن هويتها الآشورية أُلْبِسَت ثوب أرستقراطية وطنية، والثانية لأن الإنفصال عن هوية وطنية سمح لها بقبول كامل للقيم الأرستقراطية الفارسية. وهكذا فنبلاء الكنيسة الآشورية هم الذين كوّنوها: التسلسل اللانهائي للفلاحين في أقوال آباء الكنيسة المصريين يفسح المجال هنا إلى تسلسل لا نهائي لعلّية القوم في أعمال الشهداء الفرس، وفي حين أن عليّة القوم المصريين لم يستطيعوا افتداء مكانتهم الدنيوية إلا بالمضي نحو المونوفيزية،
فالمصادر النسطورية تطفح فعلاً بالإقرار الشرعي بالطبقة الأرستقراطية(99). إن خوف آشوريا على نمروداتها أو سنحاريباتها المحليين مقترن باجلالها الحضري للسلالة الملكية لأي سابا، يوحنان، أو غوليندخت(100)، والنساطرة بالتالي كانوا متوحدين في تقديرهم العالي للسلطة، الثروة، وللشهرة الدنيوية(101). والواقع أنه من حين لآخر كان تعصّب الشاهنشاهات يحول دون العمل في البلاط الملكي(102) ؛ مع ذلك فالأقطاب المحليون استطاعوا البقاء في السلطة، كما لعب العلمانيون دوراً بارزاً في الكنيسة النسطورية، أما الشاهنشاهات المتسامحون فقد كانوا يتلقون الخدمات الطوعية لمواليهم المسيحيين(103)؛ من بين كل العلمانيين نجد يزدين الكركوكي الموظّف الأميري المسؤول عن الضرائب والجزية والغنائم لخسرو الثاني، والذي كان مبجلاً باعتباره «المدافع عن الكنيسة بطريقة قسطنطين وثيودوسيوس» (104). وهكذا فالنساطرة كانوا متشابهين في اتحاد موقفهم من الملك الفارسي: فالجميع قبلوا بالتفوق السياسي للإمبراطورية الفارسية، وحتى الآشوريين لم يكن باستطاعتهم أن يأملوا بإعادة إحياء سنحاريبية؛ لكن ما أثار حنقهم كان تعصب الزرادشتية الإثني، لذلك فقد كان هدفهم هداية الشاهنشاه إلى المسيحية وليس الإنفصال عن حكمه(105).
كأعضاء في كنيسة أرستقراطية كان النساطرة يختلفون أيضاً عن الأقباط في امتلاكهم لثقافة علمانية غنية: فتقديرهم الرفيع للسلطة الدنيوية كان مقترناً بتقديرهم الرفيع للعقل البشري،وهي مسألة صادق عليها اللاهوت النسطوري. كان مرجعهم الرسمي، وهو ثيودوروس المصيصي، يعرف بالطبع عقيدة سقوط آدم التقليدية، والتي ترى حالة الخلود والمباركة الأولى قد عُطِّلت بالإثم وأفسدت على نحو تصاعدي وذلك حتى العودة الدرامية للنعمة مع الموت الخلاصي ليسوع. لكنه كان يعلّم أيضاً عن عقيدة أخرى تحكي عن حالة نقص أوّلية تقدّم الإنسان منها في ظل الهداية الإلهية حتى أُعيد اكتساب الخلود مع قيامة المسيح الأمثولية(106). وهكذا فقد أكدت العقيدة الأولى على حاجة الإنسان للنعمة، في حين أكدت الأخرى على قدرته على مساعدة ذاته: إذا كان للتوجيه الإلهي أي تأثير فالإنسان يجب أن يكون بالضرورة قادراً على التمييز بين الخير والشر وأن يعمل بما يمليه عليه عقله، ولذلك يجب أن يكون الشر فعلاً للإرادة وفعلاً ضد المعرفة الخيّرة(107). هذا الرأي الثاني هو الذي اختاره النساطرة، وإذا لم يمضوا في طريقهم نحو البيلاجية(108)، أو يختزلوا الفداء إلى مجرد رمز لخلود مستقبلي(109)، فهم حتماً عظّموا العقل على حساب النعمة(110).
لقد أدى امتلاك التفكير العلماني لملاذ آمن اجتماعياً وعقائدياً إلى أمرين بالنسبة للثقافة النسطورية. أولاً، في حين كانت الكنيسة القبطية ريفية جلفة، كانت الكنيسة النسطورية أكاديمية. بل إن أكثر ما يلفت النظر في المسألة، هو أنها دشنت واحدة من مدارس اللاهوت التي لا علاقة لها بالأديرة القليلة العدد في الشرق الأدنى وذلك حين هاجرت مدرسة الرها إلى نصيبين(111)، ونصيبين بدورها أوجدت سلسلة مدارس أخرى أصغر منها حجماً؛ كذلك فقد دشنت مدرسة ثانية مع استقرار سجناء الحرب في جنديسابور(112). وبشكل عام فقد تكرّر تأسيس المدارس الواحدة تلو الأخرى في حياة وجهاء النساطرة، والقليل من الأديرة كان دون مدرسة (113).
ثانياً، في حين رفضت الكنيسة القبطية الفكر اليوناني باعتباره فكراً وثنياً من الناحية الأخلاقية، فقد أضفت عليه الكنيسة النسطورية صفة شرعية باعتباره مسيحياً جاء قبل أوانه. لأنه لم تكن ثقافة آشورية تلك التي كانت تُعَلَّم في المدارس الآشورية: الإفقار الثقافي في آشوريا لم يكن أقل انتشاراً من الإفقار الثقافي في مصر، وكما كان الإرث المصري في الأدب القبطي محدداً بمقولات من القصص الشعبي، كذلك تماماً كان الإرث الآشوري في الأدب المسيحي محدداً بأحيقار، وزير الملوك الآشوريين(114). لكن بعكس الفلاحين المصريين، استطاعت النخبة الآشورية استعاضة ما فقدته بالحقائق الشاملة للفلسفة اليونانية. فهم لم يترجموا الفلاسفة فحسب بل مجّدوهم(115)، وفي الوقت المناسب صار النساطرة ماهرين في الفلسفة بما يكفي لأن يصدّروها إلى العرب من جديد(116).
في الوقت ذاته فإن مصير الرهبنة عند النساطرة كان بالتالي مختلفاً عن مصير الرهبنة بين المونوفيزيين. فقد بدأت مسيحية مابين النهرين كحركة رهبانية وفق الأنموذج السوري، مع كنيسة أبرشية مكّونة من «أبناء العهد»(117) المنذورين. لكن كما وجد القبط أن باستطاعتهم أعادة بناء مصر المقدسة في الصحراء، كذلك تماماً وجد الآشوريون أن باستطاعتهم إعادة خلق صورة لنظام حُكْمهم حول طبقتهم الأرستقراطية. لذلك يبدو مفاجئاً، أن النظام النسكي قد استؤصل بالفعل، وذلك مع تبني العقيدة النسطورية: لم يبق من «أبناء العهد» إلا الاسم(118)، فألغيت عزوبة رجال الدين(119)، ولم تعد الرهبانية تحظ بالتشجيع(120). بالمقابل فحين عادت النسكية في نهاية الأمر، كانت في شكل جديد ومختلف. وكما في مصر، فقد نُظِّمت الرهبانية وفق الأنموذج الباخومي؛ مع ذلك فمقارنة بمصر كان الرهبان لا يمثّلون سوى مرحلة إعدادية في المسيرة الروحانية. وكما في سوريا، فإن النساك هم الذين حافظوا على فخار المكان؛ مع ذلك فمقارنة بسوريا كان سبب وجودهم إيفاغرياًEvagrian (121). وهكذا لم يكن لدى العراق كيبوتزيم: لم يكن النساطرة ينفرون من السكن في الصحراء، لكنهم كانوا يفعلون ذلك بسبب العزلة التي تصاحب هذا السكن، وليس كي يزرعوا الزهور في الرمال. لكن بالمقابل، لم يكن لدى العراق قديسون عموديون: فالنساطرة لم يكرهوا إماتة الجسد، لكنهم كانوا يفعلون ذلك ليعفوا أنفسهم من الخدمة الكهنوتية المرهقة بسبب متطلباتها التي لم يكن لديهم لها وقت ولا تفكير لأنهم كانوا يلاحقون الرؤيا السرانية لله، وليس لمعاقبة الجسد على خطاياه(122).
بالمقارنة مع مصر وآشوريا فإن إقليم سوريا المتشظي لم يمتلك قط لا هوية ولا هويتين، وعوضاً عن ذلك كان مشكّلاً من مجموعة وحدات دقيقة سياسية، إثنية ودينية. ما من أحد كان يتذكّر في مصر تلك الأيام التي كان فيها لكل ولاية ملك، أما اللقب الفرعوني فلا يُذكّر إلا بأن البلد كانت ذات يوم مملكتين؛ بالمقابل ففي سوريا كان الجميع يعرفون أنه، قبل أيام أغسطس، كان لكل مدينة، وعملياً لكل قرية، ملكها الخاص بها(123). كذلك فقد كان لمصر اثنيتها الوحيدة والفريدة، لكن سوريا كانت مقسّمة بين الفينيقيين، الآراميين، اليهود، الكنعانيين، العرب، إلخ؛ وفي حين كان لمصر ديانتها الوحيدة والفريدة، كانت تعددية الملوك المحليين في سوريا مقترنة بتعددية بعليم (جمع بعل)محليين.
إن تأثير الغزو الغريب على مجموعة الهويات ذات النطاق الصغير هذه كان مدمّراً. فمن ناحية لم يكن ثمة فرعون سوري للأنباط أو لزنوبيا كي يستردوه، أو للسلوقيين وللرومان كي يرثوه؛ وحب الهلينية بالنسبة للإثنين الأولين يقترن بفشل الإثنين الآخرين في إدامة أي بنىً سياسية محلية(124). ومن ناحية أخرى لم يستطع الغزاة ترك الريف وشأنه. وبعكس البطالمة الذين استطاعوا حكم مصر باسكندرية ضد ممفيس وبطليماس ضد طيبة، كان على السلوقيين أن يبنوا مدينة لكل ملك مدينة؛ وحين استطاعت الهوية الوطنية لمصر أن تهدّد باستيعاب اليونانيين، لم تستطع إثنيات سوريا الوطنية سوى أن تخسر كياناتها الفردية لتبزغ كإثنية آرامية مقابل اليونانيين. وهنا كما هناك، حافظ الكهنة على وجودهم. لكن بسبب السمة المتشظية للتقاليد التي كانوا يمثلونها، وتعرضهم الكامل للهلينية، فقد كانت قدرتهم على حفظ الهوية الوطنية بالضرورة محدودة جداً. فمن منظور ثقافي، لم يكن ثمة مانثو Manetho أو بيروسوس Berossus سوري: وفيلون الجبيلي، الذي دوّن التقليد الفينيقي، لم يكن كاهناً محلياً بل أنتيكياً يكن حباً هلينياً للعلوم السرية الشرقية(125)؛ في حين أن هليودوروس، الذي ربما كان كاهناً في حمص Emesa، كتب كروائي يكن حباً هلينياً للعجائب الشرقية(126). من الناحية السياسية، لم يكن لدى الكهنة السوريين ما يحاربون لأجله أو يبكون عليه: فأورانيوس انطونيوس الذي صدّ الفرس بالحمصيين المحليين، لم يكن ايزودورس الذي حارب الرومان بالبوكولوي boukoloi(127) المحليين؛ في حين أن جوليا دومنا كانت تطمح إلى صنع أباطرة رومان، وليس ملوكاً سوريين، تماماً كما أن نوستاليجيتها كانت للوثنية اليونانية عموماً، وليس لطقوس حمص المقدسة على نحو خاص(128).
وهكذا اختفت أشكال الحكم الوطنية ليس فقط مادياً، بل أيضاً أخلاقياً: فكما استطاع إيونوس Eunus الذي حمسته الإلهة سيرا Dea Syra كي يحارب من أجل حريته الشخصية في صقلية الرومانية القديمة أن يعلن أنه ملك هليني ليس إلا(129)؛ كذلك تماماً فإن ثيودورتيس الذي ألهمته مسيحيته كي يدافع عن استقلاليته الثقافية في أواخر العصر الروماني في سوريا استطاع استعمال الملوك الفينيقيين ليزعم فقط عن امتلاك سابق لحقيقة يهودية(130). وحدها الرها، التي حافظت على استقلال متقلقل وفق الأنموذج الآشوري حتى عام 216، حافظت على ذكرى ملوكها المحليين(131)؛ وفي حين كانت اديابين حكومة خلافة آشورية، فإن اوسرهونة Osrhoene لم تكن مملكة متياني شاحبة(132). لكن من كان السكّان الآراميون لمدينة يونانية محكومة من سلالة ملكية عربية بين فارس وروما، حين هم بلا ماض(133)؟ لقد اختفى ملوك المدن وذكرياتهم بالضرورة من أرض البشرعلى حد سواء، ومعهم اختفت الهويات التي أُضِفيت عليهم. وظل إقليم مصر الروماني كيمه Kème، فكيمه هي التي حافظت على وجود الغزو الغريب، لكن فينيقيا كانت مجرّد إقليم روماني، فسوريا كانت النتاج لغزو أجنبي(134).
………………..
* الهاجرية كتاب من تاليف كل من الأساتذة باتريشيا كرونة ومايكل كوك وترجمة الكاتب السوري نبيل فياض.
النص هذا هو من فصل السابع تحت عنوان " أقاليم الشرق الأدنى " من الصفحة ( اللغة الإنكليزية ) 55 الى آخر صفحة 61 إلا فقرة واحدة .

تعديل المشاركة

56
ܐܬܘܪ ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢܐ/ آثور مطلب العلوم
 

آشور بيث شليمون

لقد أطلق أجدادنا الآشوريين المسيحيين على الوطن الآشوري كنية خاصة ومرموقة وهي – آثورمطلب العلوم / ܐܬܘܪ ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢܐ.إن الكنية هذه تجدها مبثوثة هنا وهناك وعلى لسان كتابنا وملافنتنا الكنسيين من أمثال العلامة كيوركيس وردا الأربيلي ܓܝܘܪܓܝܣ ܘܪܕܐ ܐܪܒܝܠܝܐ ( ؟ - 1225 م ) حيث جاءت صريحة في قصيدته التي تنوف على المائة بيت شعري عن بطاركة كنيسة المشرق حيث يقول:
ܘܐܠܝܐ ܡܠܐ ܢܨܚܢ̈ܐ : ܕܐܬܪܒܝ ܒܝܬ ܡܠܦܢܐ
ܒܐܬܘܪ ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢ݁ܐ : ܘܐܬܡܢܝ ܒܣܝܣܪܬܐ ܕܟܐܢ݀݁ܐ܀
وما معناه:
وإليا ذو الأمجاد // المتربي ببيت الملافنة.
وفي آثور مطلب العلوم // والذي عد ( حسب ) في زمرة البررة ܀

كما عثرت الكنية/ التسمية هذه في كتاب المطران يشوع داد المروزي ܡܝܛܪܦܘܠܝܛܐ   ܝܫܘܥ ܕܕ ܡܪܘܙܝܐ تحت عنوان: المداخلات ليشوع داد المروزي ( 850 ميلادية ) في اللغة السريانية والمترجم الى اللغة الإنكليزية بالأستاذة مرغريت دنلوب غيبسون/ Margaret Dunlop Gibson , Volume I, Cambridge At The University Press 1911, page 230 وهاكم ما جاء بالحرف الواحد:
“كتاب التعليقات للأسقف يشوع داد المروزي
Isho’dad was a native of the city of Merv (currently in Turkmenistan), and became bishop of Hadatha, one of the sees belonging to the Metropolitan province of Assyria, in the mid 9th century. He wrote commentaries on most of the books of both the Old and the New Testaments and is considered one of the most important representatives of the tradition biblical exegesis of the Assyrian Church of the East. This volume contains his commentaries on the Acts of the Apostles of the Epistles in Syriac.
والجدير بالذكر أن المطران يشوع داد ܡܝܛܪܦܘܠܝܛܐ ܝܫܘܥ ܕܕ ، تعود أصوله الى مدينة ” مرو ” من بلاد ” تركمنستان ” اليوم . لقد كان  أسقف – حديثة – أحد الكراسي لمطرانية إقليم آشور/ آثور في منتصف القرن التاسع الميلادي. لقد كتب تعليقاته عن الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد حيث يعتبر احد أهم الممثلين التقليديين والمفسرين للكتاب المقدس لدى الكنيسة المشرقية الآشورية وهذا المجلد يحوي تعليقاته على اعمال الرسل في اللغة السريانية.
ܝܫܘܥ ܕܕ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܚܕܬܐ ܕܒ̣ܐܬܘܪ
ܥܠ ܚܝܠܗ ܕܡܪܢ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ ܡܫܪܝܢܢ ܠܡܟܬܒ ܢܘܗܪܐ ܕܟܬܒܐ ܕܚܕܬܐ ܕܥܡܠ ܘܟܢܫ ܡܢ ܟܬܒܐ ܣܓܝܐܐ ܕܡܦܫܩܢܐ ܘܡܠܦܢܐ ܕܥܕܬܐ ܩܕܝܫܬܐ . ܠܩܕܝܫܐ ܘܪܚܡ ܝܘܠܦܢܐ ܡܪܝ ܝܫܘܥܕܕ ܡܪܘܙܝܐ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܚܕܬܐ/ الحديثة ܕܒ̣ܐܬ̣ܘܪ ܡܪܢ ܥܕܪܝܢܢ ܘܚܝܠܝܢܢ ܘܚܟܡܝܢܢ ܘܡܢܥܝܢܢ ܠܫܘܡܠܝܐ ܒܛܝܒܘܬܟ ܀
ترجمة النص أعلاه بتصرف:
بقوة الرب يسوع المسيح أبدأ في كتابة تفاسير لكتاب العهد الجديد الذي عمل بجمعه من كتب كثيرة للمفسرين والمترجمين للكنيسة المقدسة. للقديس وصديق العلم مار يشوع داد المروزي أسقف الحديثة في ” آثور/ ܐܬܘܪ ” اللهم أسعفنا وقوينا وامنح لنا الحكمة بمنتهى طيبتك.
ܫܠܡ ܒܝܕ ܥܘܕܪܢ ܗܘ ܕܒܪܐ ܥܠܡܐ ܗܢܐ ܥܒܘܪܐ ܟܬܒܐ ܗܢܐ ܕܢܘܗܪܐ ܕܣܒܪܬܐ ܡܠܝܬܐ ܢܘܗܪܐ܀ ܕܥܒܝܕ ܠܚܣܝܐ ܕܘܟܪܢܐ ܡܪܝ ܝܫܘܥܕܕ ܛܘܒܢܐ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܐܘܚܕܢܐ ܕܐܬܘܪ ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢܐ ܀ ܘܠܐܠܗܐ ܩܢܘܡܐ ܬܠܬܐ ܫܘܝܢ ܒܟܝܢܐ ܘܐܝܬܘܬܐ ܫܘܒܚܐ ܘܐܝܩܪܐ ܘܣܓܕܬܐ ܕܠܐ ܫܠܘܐ ܒܐܡܝܢܘܬܐ܀ ܐܫܬܠܡ ܟܬܒܐ ܗܢܐ ܒܫܢܬ ܐܠܦ ܕܐܪܝܘܢܐ ܘܬܫܥܡܐܐ ܒܝܕ ܡܢܝܢܐ ܘܨܕܐ ܘܚܝܬ ܕܠܐ ܒܘܨܪ ܀ ܐܣܬܝܟ ܒܚܝܠ ܛܝܒܘܬܐ ܒܝܪܚ ܐܒ ܣܒܝܣ ܒܚܝܠܝܘܬܐ ܝܘܕ ܘܛܝܬ ܒܗ ܝܘܡܢܐ ܒܥܪܘܒܬܐ ܕܩܝܛܐ ܐܚܪܝܬܐ ܀ ܐܫܬܪܝ ܟܬܒܐ ܗܢܐ ܒܐܬܪܐ ܕܨܦܢܐ ܘܐܘܚܕܢܐ ܒܩܪܝܬܗ ܕܐܒܘܢ ܟܐܢܐ ܡܪܝ ܥܒܕܝܫܘܥ ܛܘܒܢܐ܀
انتهى ( الجمع ) بمعونة الذي خلق هذا العالم الزائل، هذا الكتاب المضيء والأمل المليء نورا ܀ وهو عمل المغفور له مار يشوع داد الطيب الذكر أسقف اقليم آثور مطلب العلوم ܀ ولله بأقانيمه الثلاثة المتساوية في الطبيعة والكينونة السبحان والإجلال والسجود على الدوام وبدون انقطاع ܀ انتهت كتابته في سنة الألف وتسعمائة وثمانية وتسعين ( 1998 يونانية الموافقة 1687 ميلادية ) بدون نقصان ܀ ثبت بالقوة الطيبة في التاسع عشر من شهر آب والموافق ليوم الجمعة الأخيرة من فصل الصيف. وبدء العمل به في اعمال/ إقليم ” صفنا/ ܨܦܢܐ ” وفي قرية الأب البار مار عبديشوع الطيب ܀
 
 
 
 

57

الإنتداب الآشوري على بابل نتيجة خطرالقبائل الآرامية والكلدية !

آشور بيث شليمون

إن الهلال الخصيب برمته كان خزانا وموطنا للشعوب التي تتكلم لغات قريبة جدا بعضها ببعض والتي  تسمى اليوم باللغات السامية وفق المستشرقين.

وإن امتدادها لم يقتصر  داخل  الهلال الخصيب وحده- ܩܫܬܐ ܣܗܪܢܝܬܐ ܫܡܝܢܬܐ،  بل امتد حتى الى كثير من المناطق المجاورة وحتى البعيدة كإنتشار الكنعانيين والفينيقيين في حوض البحر الأبيض المتوسط  أو امتداد الآشوريين شمالا حتى أورمية شمال غرب إيران اليوم وكبادوكيا في الوسط الغربي من أناتوليا أي تركيا اليوم.

أما انتقال هذه الشعوب ومنها التي تسمى بالآرامية والكلدية ( 800- 1000 ق.م. ) من داخل الهلال الخصيب إلى أطرافه الشرقية والشمالية  كان طبيعيا وخصوصا كونها شعوب غير متحضرة وشبه بدوية طلبا للمرعى والكلأ.

إن حروب الآشوريين ضد الأمم الغريبة والدخيلة تعتبر  من الأوليات،  ولكن في نفس الوقت كان يواكبه من جهة اخرى حروب داخلية    ضد هذه الشعوب السامية البدوية التي كانت تعبث بالأمن والإستقرار ومنها الارامية والكلدية التي كانت تجتاح المناطق الحضارية  بمواشيها عادة .

في أوائل القرن الثامن قبل الميلاد، وأثناء التوسع الآشوري ومن الجملة نحو بابل في الجنوب حيث الحدود بين البلدين لم تكن واضحة ومرسومة الملامح بعد، ولكن في عهد الملك الآشوري – تغلات بيلاصر أخذ بالتوغل في بابل والهدف منه كان إيقاف المد والزحف الآرامي والكلداني الذي كان يتعاظم في بابل قبل ان يستشري شمالا أي في بلاد آشور نفسها، والشيء الذي دفع البابليون بالرضوخ وقبول السلطة الآشورية حيث غدت بابل تحت الإنتداب الآشوري وبرضاها هذه المرة كي تتجنب هؤلاء البدو الرحل سواء من الآراميين أو الكلديين ان يعبثوا بالأمن والإستقرار الذي كانوا يتنعمون به!

وطبعا الهدف منه أيضا، الحفاظ على الحياة الحضارية والمدنية في المنطقة إجمالا والتي كانت تنعم بها – بابل خاصة وبنفس الوقت الحفاظ على أمن وإستقرار البلاد الآشورية نفسها.
ودخول هذه الجماعات في التركيب الإجتماعي البابلي الآشوري أدى الى تأقلمها وإنغماسها كليا كون الشعب الاشوري رغم تشبثه بالآشورية، لكن كان منفتحا وليبراليا حيث فسح المجال لها أسوة بالمحليين الآشوريين والبابليين ورغم هذه التطورات بقيت المنطقة معروفة بآشوريا  ASSYRIA رغم وجود هذه الأقليات الكلدية أو الآرامية وأكبر برهان على ذلك لو راجعت قاموس السرياني لمرغوليوث والمعروف ب-
A compound Syriac Dictionary Edited by J. Payne Smith ( Mrs. Margoliouth) حيث تجد تفسير – ܒܝܬ ܐܪܡܝܐ –  ليس آراميا بل آشوريا * أي مفردة ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ  تعني بلاد آشور.

وهكذا استطاع الملك الآشوري تغلات بيلاصر الثالث ** وغيره من ملوك آشور بحملاتهم المتكررة أن يعم السلام والإطمئنان ليس في وادي الرافدين على حدة، بل حتى خارج الهلال الخصيب ككل ومن جراء ذلك سمى المؤرخون هذه الحقبة التاريخية بالسلام الآشوري Pax Assyriaca   كونه امتد لفترة طويلة جدا ما يقارب اكثر من سبعين عاما!
.....................
* Syriac Dictionary by J. Payne Smith (Mrs. Margoliouth )
Oxford University Press 1979 p 43
** يرجى مراجعة كتاب التواريخ للمؤرخ البريطاني أرنولد جي توينبي، المجلد الرابع والصفحات 475-477 من الطبعة الإنكليزية.
تعديل المشاركة
تنبيه للمشرف   76.239.16.14
متصل عبد الاحد قلــو

    عضو فعال جدا
    ***
    مشاركة: 661
        مشاهدة الملف الشخصي
        البريد الالكتروني
        رسالة شخصية (متصل)

رد: الإنتداب الآشوري على بابل نتيجة خطرالقبائل الآرامية والكلدية !
« رد #1 في: 02:42 07/01/2015 »

    اقتباس

الامبراطورية الاشورية القديمة سقطت بأيدي الكلدان في سنة 612 ق.م ومن بكرة ابيها لتحقيق نبوات الانبياء وكما ذكر ذلك في الكتاب المقدس.. وكما قال كبار علماء التاريخ لتلك الحقيقة.. اما من يحاول التشبث بهم فذلك مجرد وهم وخيال..تحيتي للجميع

تنبيه للمشرف   سجل
متصل آشور بيت شليمون

    عضو فعال جدا
    ***
    مشاركة: 584
        مشاهدة الملف الشخصي
        البريد الالكتروني
        رسالة شخصية (متصل)

رد: الإنتداب الآشوري على بابل نتيجة خطرالقبائل الآرامية والكلدية !
« رد #2 في: 03:30 07/01/2015 »

    اقتباس
    تعديل
    حذف

وهذا ما قاله الأنبياء وموجود في الكتاب المقدس ( العهد القديم) أيضا:

"  هو ذا أرض الكلدانيين، هذا الشعب لم يكن أسسها آشور لأهل البرية  "
                                                         إشعياء 19 والعدد 13

" في ذلك اليوم تكون سكة من مصر الى آشور فيجيء الآشوريون الى مصر والمصريون الى آشور ويعبد المصريون مع الآشوريين. في ذلك يكون اسرائيل ثلثا مصر ولآشور  بركة في الأرض . بها يبارك رب الجنود قائلا مبارك شعبي مصر وعمل يدي آشور وميراثي إسرائيل . "
                                                         إشعياء 23 والأعداد 23-25

أما في العهد الجديد:

" رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لأنهم تابوا بمناداة يونان. وهوذا أعظم من يونان ههنا .. "  انجيل متى 12 العدد 41

58
الإخوة القراء:
يرجى التصنت الى هذا الشاب وهو يستخدم ( العود ) هذه الآلة الموسيقية التي اخترعها أجدادنا الآشوريون حيث كان لهم شهرة في فنون الموسيقا مع اختراع الآلات الموسيقية الأخرى وشكرا.

http://www.youtube.com/watch?v=Bwv-Mc-1U8I
ترقبوا قريبا، مقالي حول دور الآشوريين في فن الموسيقا مستقاة من كراسة :
Ancient Musical Instrument of Western Asia in the British Museum
حيث معظم صفحات هذا الكراس هو مخصص للدور الآشوري الهام في الموسيقا.
Ashur Beth-Shlimon
_____________________

آشور بيث شليمون
______________

59
حقيقة الكلدان في آخر الزمان!

آشور بيث شليمون


        ( الكلدان: هذا الشعب لم يكن، أسسها آشور لأهل البرية - اشعياء 13:13)

لقد استرعى انتباهي مقال كتبه الاخ جاك يوسف الهوزي حول وجود الكلدان ولغتهم والى ما هنالك.
إن الأخ الهوزي، في كتابته هذه عن الكلدان ، لنا ان نسأل  منه أولا، عن أي – كلدان – يكتب؟! إذا كان يكتب عن الكلدان القدامى، فهذا أمر مغاير تماما، كون  أولئك الكلدان مع الأسف الشديد لم يبق لهم أثرا اليوم وكان من أواخر الشخصيات التي دافعت عنهم وهو – ابن وحشية الكلداني النبطي من القرن الثالث الهجري( 1 ) كونهم انصهروا وذابوا في المجتمع العربي الإسلامي عن بكرة أبيهم.

أما إذا كان يكتب عن عما يسمى – كلدان اليوم – وهم في الحقيقة آشوريون و سكان الشمال الآشوري ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ، ومنهم  البعض الذين مع الأسف يتبنون هذه الفكرة الميتة منذ الولادة، كونهم آشوريون ودخلوا الكاثوليكية بطرق مختلفة من الإبتزاز والتهويل من قبل الكنيسة الرومية الكاثوليكية، مع احترامنا لها ومنهم عائلة الأخ جاك يوسف الهوزي وغيره الذين وقعوا في شرك الكاثوليكية لتمزيق شعبنا الآشوري اليوم كي نكون لا شيء، بينما هم – كلدان البابا – الأكثرية في بلاد آشور بفضل ألاعيب البابا الروماني من خلال – القصادة الكاثوليكية ( 2 ) - في وقت لا وجود لهم البتة كما نوهنا أعلاه  في ديارهم اليوم، والتي هي مهزلة العصر.

 والأنكى من ذلك يدعون بالكلدانية وبانقراض الآشوريين او فنائهم عن بكرة أبيهم ( طبعا بعد 1991 وتحديدا 2003 ) من قبلهم وحلفائهم  الميديين، بينما هم  - الكلدان القدامى - لا وجود لهم البتة في ديارهم الأصلية، في الحقيقة هي أيضا نكتة العصر بحد ذاتها !

الحقيقة الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، ان في الشمال لم يوجد ذكر ما
يسمى – الكلدان – قبل 400-500 سنة خلت ولكن نجد – الآشورية -  موجودة لدى الشعب الاشوري رغم طغيان المفاهيم المسيحية على الفكر الآشوري ونقول 
 على سبيل الذكر لا الحصر – طاطيان الآشوري من القرن الثاني الميلادي، ماري نارساي الملفان من القرن الخامس الميلادي  والعلامة كوركيس وردا الآربيلي ( ؟ - 1225م ) وحتى ماري عبديشوع الصوباوي( ؟ - 1318 م )  ومن الكتاب حتى وصفوا شعبنا الآشوري بالشوفينية الآشورية من خلال هذه العبارات التي تؤكد وجودهم وفخرهم بآشوريتهم :

" ... كان هذا يعني أن الآشوريين كانوا موحدين قبل المسيح ومسيحيين بعده، والماضي بالتالي قاد نحو الحاضر دون أي شرخ. وهكذا فتاريخ كارخا دي بيت سلوخ يبدأ بالملوك الآشوريين وينتهي بالشهداء الآشوريين: سركون أسسه(89) والشهداء جعلوه «حقلاً مباركاً للمسيحية»(90). يشبه ذلك أنه في القرن السابع قبل المسيح وقف العالم كله مرعوباً من ساردانا(91)، وفي القرن السابع بعد المسيح احتل القديسون مكانه باعتباره «شمس آثور» ܫܡܫܐ ܕܐܬܘܪ  و «مجد نينوى»9 ܘܚܩܪܐ ܕܢܝܢܘܐ.." ( 3 )

ان الغريب العجيب في أمرنا اليوم كي نكون ضحية بعض الأفكار الوهمية التي يتداولها إخوة لنا ممن يتبنون القوميات الجديدة – الآرامية والكلدية - التي لم يكن لها أثرا قبل أكثر من 10-15 سنة خلت، والأنكى من ذلك كي تطمس حتى بالوجود القومي الآشوري برمته وفي عقر داره  بدون هوادة الذين أسسوا أكبر حضارة وامبراطورية في الهلال الخصيب في وقت هم يعتمدون على وجودهم بالمراجع الآشورية نفسها  يا لها من سخرية القدر؟!
حقيقة، هم شعوب ثانوية دخلت بيث نهرين ( 800-1100 ق.م. ) بالنسبة للشعب الآشوري البابلي  ووجودها فيما إذا وجد فقد كان مجرد سحابة ربيع فيما يسمى اليوم العراق/ ميزوبوتاميا/ ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ او كما عرفها المؤرخ الإيطالي ساباتينو موسقاطي بسقوط شهب ( 4 ) .

الشعوب الأولية لما يسمى لبيث نهرين في القديم

إن الشعوب الأولية فيما يسمى بيث نهرين ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ او ميزوبوتاميا هم : السومريون ( وهم شعب غير سامي ) في الجنوب والشعوب السامية مثل الأكاديين، الآشوريين والأموريين في الوسط والشمال.
وقبل ذلك كانت مرتعا غير دائم لشعوب غير سامية مثل، السوباريين، الحثيين، الهوريين والميتانيين، ولكن هؤلاء بعد ظهور القوة العسكرية الآشورية التي استطاعت دحرها ومن ثم طردها كليا من المنطقة .
أما حوالي ( 800- 1100 ق. م. ) كانت هناك هجرة داخلية من الهلال الخصيب ذاته لشعوب سامية  بدوية اتجهت شرقا من وسط بلاد الشام/ سوريا مثل الآراميين والكلديين .
إن هذه الشعوب كانت مصدر قلق لبابل وكذلك لبلاد آشور، ما دعا الملوك الآشوريين من ترويضهم إثر حملات عسكرية وبموافقة بابل ذاتها وللمزيد حول الموضوع يرجى قراءة مقالي على الرابط أدناه:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=763851.0
لغة الشعوب الأصلية في الهلال الخصيب

كثر الحديث في الأونة الأخيرة حول لغة هذه الشعوب السامية التي كان موطنها الهلال الخصيب.
والمستشرقون في دراساتهم وإكتشافاتهم للمنطقة واستنادا الى الكتاب المقدس – التوراة العبرية – كونهم من أبناء سام (  سفر التكوين، الأصحاح 10: 21- 24) رأوا  ان تعد لغة سامية وأول من  استعمل هذا الإصطلاح هو العالم شلوتسر / Schlozer  في ابحاثه وتحقيقاته في تاريخ الأمم الغابرة سنة 1781 ميلادية .
ولا غرو باستخدام هذه التسمية، رغم أنها في الحقيقة لا صدق فيها بتاتا بل فيها كثير من الترهات وعلى سبيل المثال، في ذكر ابناء ( سام ܫܝܡ )  يعد آشور  ܐܫܘܪ جد الآشوريين الإبن الثاني لسام، بينما في الحقيقة يجب ان يكون الإبن الأول، والسبب في ذلك هو ان – عيلام، وفق التوراة هذه يعد الاول، بينما هو لا يمت بالسامية وكذلك التوراة تعد الشعب الكنعاني من الشعوب الحامية، بينما هم ساميون .
كما من المعروف أن هذه الشعوب ( شعوب الهلال الخصيب ) المنضوية تحت التسمية السامية مع العرب والأحباش تعتبر لغتهم تقريبا ذات أصول واحدة ومتقاربة بعضها ببعض والقرابة الأكثر تكمن في شعوب الهلال الخصيب اي ما بين الآشوريين البابليين، الكنعانيين الفينيقيين، الإيبليين والاموريين والكلديين الآراميين.
وبصورة مختصرة هؤلاء جميعا كانوا ينطقون لغة مفهومة للجميع ما عدا بعض الفروقات المحلية نظرا للتاثيرات المحيطة بهم من خلال دخول بعض المفردات الاجنبية وعلى سبيل المثال من كلمات دخلت في اللغة الأكادية البابلية الاشورية .
وهناك نقطة مهمة في الموضوع، أن كثيرا من الدارسين والباحثين وخصوصا من أبناء شعبنا يعولون طغيان لهجة على لهجة أخرى، وعلى سبيل المثال – اللغة الآرامية التي تعد اللغة التي سادت في المنطقة بعد أفول الشعب الآشوري البابلي، واللغة التي تحدث بها السيد الرب.
من دون شك كل هذه التكهنات لا صدق فيها أطلاقا، إن الاشوريين، البابليين ولا حتى الكلديين نطقوا بما يسمى اللغة الارامية، بل باللغة الواحدة التي توارثوها وهي اللهجة البابلية الآشورية والكلدية . كما ان هذه الشعوب لم تستخدم الخط – الآرامي – كما يزعم البعض والاراميون في كل حياتهم لم يساهموا في حضارة الشرق الأدنى بشيء ( 5 ) وفق المؤرخ جورجيوس روو في كتابه – العراق القديم.
إن البابليين والآشوريين، وقبلهم الكلديين استخدموا الخط المسماري حتى ايام سقوط امبراطوريتهم ، كما والجدير بالذكر لا ننكر محاولتهم إستخدام الخط لا الآرامي، بل الخط الكنعاني ولكن في مع الاسف لقد فاتهم الزمن بافول سلطانهم، واليوم لا تجد أي وثيقة لا من قبل الآشوريين ولا حتى من البابليين والكلديين معا باللغة الارامية (  6 ) واكبر مثل على ذلك مكتبة آشور بانيبال العملاقة لا تحوي سطراواحدا بالكتابة                                                            المزعومة الارامية رغم انها تحوي أكثر من  26000  لوحة كتابية قرميدية والتي سميت لاحقا بإبن العبري ܓܪܝܓܘܪܝܘܣ ܒܪ ܥܒܪܐ ( 7 ) بالقلم الحبري ܟܬܝܒܬܐ ܟܘܡܪܝܬܐ أي اللغة الآشورية البابلية والكتابة المسمارية .

والخلاصة، كل هذه الشعوب في بيث نهرين كما ذكرنا اعلاه تكلمت ونطقت لغة سامية واحدة وقريبة جدا بعضها ببعض – إلا في بعض الأحيان – حيث حتى اللغات الواحدة تختلف من منطقة الى اخرى – والتي تعد عندها لهجة .
وأود تاكيد القراء الأعزاء، ان لا يتوقعوا ان يدركوا هذه اللغات القديمة مائة بالمائة ولكن اؤكد لكم نظرا لخبرتي حيث في متناولي الكتب العديدة في الموضوع اللغوي هذا بوسعي أدراك قسما كبيرا منها.
ومن المعروفن، أن اللغات تتطور وكثيرا ما تبتعد عن المصدر الأصلي حيث في كثير من الأحيان يلجأ البعض في استخدام المعاجم اللغوية، وهذا ليس عيبا لنا فيما إذا كنا امام لغة عمرها زهاء 3000 سنة وهو الامر نفسه في اللغات الأخرى وعلى سبيل المثال – اللغة الإنكليزية  حيث يقول عالم لغوي Leon Bloomfield  [color=red ( 8 )  [/color   أن لغة القرن التاسع للغة الملك ألفرد الإنكليزية تبدو كلغة أجنبية والت تحتاج الى معجم لغوي .
ختاما، بوسعنا أن نسمي لغتنا – آشورية – ما دام هناك شعب مؤمن بآشوريته وهو موجود في الشمال العراقي اليوم، وكذلك لغة –آرامية وهي موجودة في معلولا والعاصمة دمشق ، ولكن لا وجود لغة كنعانية، إبلية، امورية وكلدية، بسبب عدم وجود مثل هذه الشعوب في مناطقها الجغرافية المعهودة.
واليوم إخوتنا من ابناء الطائفة التي تسمى مع احترامي زورا وبهتانا بالكلدانية، ليس لهم قضية كونهم  لا وجود لهم بذوبانهم في المجتمع العربي الإسلامي في جنوبي العراق ، اما الذين يدعون – الكلدانية – في بلاد آشور هم يتحدثون اللغة الآشورية اسوة بباقي إخوتهم الآشوريين النساطرة وكذلك الامر لما يسمى السريان.
إن ما يسمى – الكلدان- أرادوا ادخال التغيير في لغتهم الآشورية، بنطق الحرف الثامن وهو ( ܚ ̱/ خاء ) كالعربية – حاء ولكن فشلوا فشلا ذريعا لأن شعبنا الابي لا يزال ينطق ذلك الحرف خاء آشورية وهو امر موجود في اللغة الآشورية القديمة ( 9 ) وكذلك نشكر الإخوة اليعاقبة الذين كانوا شوطا الى الامام بإدخال اللهجة النطقية الآشورية البابلية القديمة وهي حالة الرفع – الضمة في آخر  الكلمة وهنا العلامة تيودورس بركوني/ ܬܐܕܘܪܘܣ ܒܪ ܟܘܢܝ عندما نوه أن لغتنا اتجهت غربا.


........................

( 1 ) هو أبو بكر أحمد بن علي بن قيس بن المختار المعروف بابن وحشية النبطي والكلداني والكسداني ،    مجهول المولد والوفاة ، وإن كان بعضهم قدّر وفاته أنها بعد سنة 318 أو قريباً من سنة 350 هـ ، غير أن الراجح بقرائن عدّة أنه عاش في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري . كان عالماً بالفلاحة والكيمياء والسموم والفلك والأقلام القديمة والسحر والحيل وغيرها ؛
http://www.ladeenyon.net/forum/viewtopic.php?f=176&t=25737

( 2 ) القصادة الرسولية الكاثوليكية، هي بالحقيقة تمتلك أمور ما يسمى الكلدان، والبطريرك في هذه الحال ليس في يده أي سلطة أو قرار بدون موافقة هذا الجهاز الذي له ادوار قذرة مع الأسف في معاملة شعبنا الآشوري والتآمر عليه من خلال السلطات المحلية أو حتى الأجنبية والفرنسية مثالا. 
لكي تعرفوا المزيد عن هذا الجهاز، يمكنكم قراءة مقالي الموسوم : تعالوا معا لإكتشاف  قصة إغتيال المطران منا.
( 3 ) الهاجرية كتاب باللغة الإنكليزية ومعرب من قبل الأستاذ نبيل فياض الكاتب السوري المشهور لمؤلفيه باتريشيا كرون ومايكل كوك
    Hagarism, the Making of the Islamic World- by Patricia Crone and Michael Cook-Cambridge University Press, London – U.K. 1980 p 57-58
 
( 4 ) Sabatino Moscati , The Face of the Ancient Orient- A Doubleday Anchor Book 1962 , p 68
“ The crises of Assyria is followed by the renascence of Babylonia under the Chaldean dynasty, a brief meteoric episode.”
( 5 ) Georges Roux , Ancient Iraq – New Edition , Penguin Books 1992, p 275
“ Whether merchants, peasants, shepherds, soldiers, or bandits, the Aramaeans were originally uncouth Bedouins and contributed nothing to the civilization of the Near East-.”
بما معناه: الآراميون، سواء كانوا تجار، فلاحين، رعاة، جنود، او قراصنة / قطاعي الطرق كانوا أصلا بدوا غير مؤهلين ولم يساهموا في حضارة الشرق الأدنى بشيء.
( 6 ) Samuel A.B. Mercer , Assyrian Grammar – Fredrick Ungar Publication Co, New York 1962
كتاب قواعد اللغة الآشورية ، يحوي نصوص بابلية ( لحمورابي ) وآشورية ( للملك آشور بانيبال – غزو مصر ) وكذلك ( للملك نبوخذنصر – دعاء للإله مردوخ ) كل هذه النصوص باللغة الأكادية البابلية الآشورية والكتابة المسمارية.
 

( 7 )  راجع تاريخ الدول لإبن العبري طبعة بيجان ص 164

8 ) Leonard Bloomfield, Language – The University of Chicago 1984 , p 281

( 9 ) البروفيسور أ. ولفنسون، مدرس اللغات السامية في الجامعات المصرية في كتابه تاريخ االغات السامية ص 235 من ملاحظات وتحقيقات .
[/b][/color][/size]

60
الحقيقة الدامغة على آشوريتنا رغما عن محاولة المغامرين المزورين!

توطئة:

من آن لآخر يبث البعض مواد قديمة بالية ومنسوبة خطأ على لسان البطريرك الراحل ماري إيشاي شمعون حول آشور والآشورية، ولكن بالحقيقة ليس كذلك مطلقا .

لذلك، شمرت عن ساعدي لأستعين بما كتبه البطريرك بنفسه كملحق لكتاب ( ܡܪܓܢܝܬܐ ܥܠ ܫܪܪܐ ܕܟܪܣܛܝܢܘܐܬܐ ܕܥܒܝܕ ܠܡܪܝ ܥܒܕܝܫܘܥ ܡܝܛܪܦܘܠܝܛܐ ܕܨܘܒܐ ܘܕܐܪܡܢܝܐ -  كتاب المرجانة على حقيقة المسيحية بقلم المغفور له  نيافة المطران عبديشوع ، مطران نصيبين وأرمينيا ) تحت عنوان " الإسم السوري أم السرياني /  The Name Syrian or Syriac"  باللغة الإنكليزية كون البطريرك ترجم هذا الكتاب الى اللغة الإنكليزية .

آشور بيث شليمون
_______________

..................

The Name Syrian or Syriac, by the late Patriarch Mar Eshai Shimun XXIII, Catholic Patriarch of the Assyrian Church of the East

The name Syrian and Syriac has been frequently used in the literature of the Church of the East, to denote Assyrian or Aramian *: in fact, the racial name commonly used by the ASSYRIANS to this day is “ Suraye “ spelt with letter – Alap -, but which is silent **. If pronounced it would be Assuraye or Ashuraye, namely, the decedents or followers of “ ASHUR “, which is undoubtedly the original of name ASSURE or ASHUREIN   as used by the Armenians, Kurds and the Arabs to this day for our people, and the ancient Greeks Assuria, hence the European term “ Assyrian “ .

The present day Assyrians though using the  name    “ Suraye “ instead of the name “ Aturaye “, which is the one of literary usage, yet have always recognized their language as pure “ Aturaya “ Assyrian in its origin.

The facts in support of this thesis are many and overwhelming, though this is no place to record these.  Nevertheless, throughout the Christian literature of the Church of the East, the glory that was Assyria, and their repentance by the preaching of the  prophet Jonah, is hailed in history, epic poems, songs and hymns; calling upon their descendents to emulate them in the letter qualities, so real and implicit was their knowledge of their Assyrian origin that the Synod of Mar Eshuyowܝܫܘܥܝܗܒ ܐ ܐܪܙܘܢܝܐ  Catholic Patriarch of the East  , held in 585 A.D., among the names of the prelates present appears the following  name: Representing Mar Khnana Metropolitan of “ Aturaye/ Assyrians “, Mar Awa Qashisha and his Archdeacon, hereby places his signature.

[/b][/color][/size]
...................
الهوامش أدناه  من كاتب السطور وليس من البطريرك المغفور له ( آشور بيث شليمون ).
* هنا المقصود ان مفردة السريان  ܣܘܪܝܝܐ تشمل كافة الشعوب السامية في الهلال الخصيب كما نعولها في كتاباتنا دائما.
** كما أن مفردة السريان ܐܣܘܪܝܝܐ تكتب بالف ساكنة وغير ملفوظة كون مرجعها من مفردة آشور، آسور الخ.

61
الحقيقة الدامغة على آشوريتنا رغما عن محاولة المغامرين المزورين!

توطئة:

من آن لآخر يبث البعض مواد قديمة بالية ومنسوبة خطأ على لسان البطريرك الراحل ماري إيشاي شمعون حول آشور والآشورية، ولكن بالحقيقة ليس كذلك مطلقا .

لذلك، شمرت عن ساعدي لأستعين بما كتبه البطريرك بنفسه كملحق لكتاب ( ܡܪܓܢܝܬܐ ܥܠ ܫܪܪܐ ܕܟܪܣܛܝܢܘܐܬܐ ܕܥܒܝܕ ܠܡܪܝ ܥܒܕܝܫܘܥ ܡܝܛܪܦܘܠܝܛܐ ܕܨܘܒܐ ܘܕܐܪܡܢܝܐ -  كتاب المرجانة على حقيقة المسيحية بقلم المغفور له  نيافة المطران عبديشوع ، مطران نصيبين وأرمينيا ) تحت عنوان " الإسم السوري أم السرياني /  The Name Syrian or Syriac"  باللغة الإنكليزية كون البطريرك ترجم هذا الكتاب الى اللغة الإنكليزية .

آشور بيث شليمون
_______________

..................

The Name Syrian or Syriac, by the late Patriarch Mar Eshai Shimun XXIII, Catholic Patriarch of the Assyrian Church of the East

The name Syrian and Syriac has been frequently used in the literature of the Church of the East, to denote Assyrian or Aramian *: in fact, the racial name commonly used by the ASSYRIANS to this day is “ Suraye “ spelt with letter – Alap -, but which is silent **. If pronounced it would be Assuraye or Ashuraye, namely, the decedents or followers of “ ASHUR “, which is undoubtedly the original of name ASSURE or ASHUREIN   as used by the Armenians, Kurds and the Arabs to this day for our people, and the ancient Greeks Assuria, hence the European term “ Assyrian “ .

The present day Assyrians though using the  name    “ Suraye “ instead of the name “ Aturaye “, which is the one of literary usage, yet have always recognized their language as pure “ Aturaya “ Assyrian in its origin.

The facts in support of this thesis are many and overwhelming, though this is no place to record these.  Nevertheless, throughout the Christian literature of the Church of the East, the glory that was Assyria, and their repentance by the preaching of the  prophet Jonah, is hailed in history, epic poems, songs and hymns; calling upon their descendents to emulate them in the letter qualities, so real and implicit was their knowledge of their Assyrian origin that the Synod of Mar Eshuyowܝܫܘܥܝܗܒ ܐ ܐܪܙܘܢܝܐ  Catholic Patriarch of the East  , held in 585 A.D., among the names of the prelates present appears the following  name: Representing Mar Khnana Metropolitan of “ Aturaye/ Assyrians “, Mar Awa Qashisha and his Archdeacon, hereby places his signature.


62
الأخ هنري بدروس كيفا، الآرامي الشوفيني الجديد!

آشور بيث شليمون

في الوقت الذي فيه لم نتخلص بعد من المحنة العروبية الشوفينية، طلع علينا الشوفيني الآرامي الجديد، الأخ هنري بدروس كيفا ليطمس التاريخ برمته كي يجعله آراميا بجرة قلم، في الوقت الذي فيه – الآراميون – في كل تاريخهم الطويل مع احترامي الكبير لم يؤسسوا حتى دولة موحدة في الهلال الخصيب، والشعب الوحيد الذي قام بهكذا مهمة مقدسة كان الشعب الآشوري ومعترف بها تاريخيا PAX ASSYRIACA ومن الجملة الكتاب الكبار من أمثال الآثاري البريطاني – هاري ساغز H. W. F. Saggs

وهنا أقدم للقراء الأعزاء ما قالاه كل من الإخوة الأساتذة خالد أسعد عيسى وأحمد غسان سبانو، مترجمي الكتاب التاريخي للمؤلف هاري ساغز عن الآشوريين الموسوم – عظمة آشورTHE MIGHT THAT WAS ASSYRIA :

" كما للولايات المتحدة الأميركية – هذه الأيام – قوة عظمى تحاول التحكم بمصائر الشعوب والأوطان، كذلك كانت آشوريا ASSYRIA قوة عظمى تسيطر على العالم الذي كان في الألفين الثاني والثالث قبل الميلاد وتقيم في الشرق القديم وحدة طبيعية ونظاما قوميا يوحد الوطن الممتد من ذرى جبال زاغروس الى قمم جبال طوروس ومن أمواج البحر المتوسط حتى رمال الصحراء العربية في الجنوب.
لقد عمل المستشرق هاري ساغز سنوات طويلة في العراق وقد كان أكثر من منقب عن سعي الآشوريين في عملهم التوحيدي فلم يقرأ – ويكتشف – قدراتهم العسكرية فحسب، بل وغاص في شؤونهم السياسية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية واضعا هذا الكتاب المتميز الذي يقرأه المهتم فيرى العظمة التي كان اسمها آشور "

وكآشوري، أحترم السيد هنري بدروس تمسكه الشديد بآراميته، ولكن بنفس الوقت عليه عدم الإستهتار بمشاعر الآخرين وتشويه التاريخ كما يحلو له كي يحول – الهلال الخصيب – كله جيبا آراميا وهو ليس كذلك بل مجرد فكر شوفيني حاقد حاسد وكما يقال – الحسود لا يسود، ونصيحتي الوحيدة له عليه أن يتعلم اللغة الآرامية التي يعتز بها أولا – كونه أمي صرف بها ܚܟܝܡܐ ܪܡܙܐ ܣܦܩ- ومن ثم المضي قدما في بعث آرام والآرامية التي ليس لنا أية غضاضة بها أطلاقا، بل تزيدنا فخرا واعتزازا !!
( المقال نشر لأول مرة في موقع صوت العقل، وللفائدة العامة أعيد نشره من جديد في موقع عنكاوا

كما يرجى من قراء – صوت العقل – الأفاضل أن يقرأوا كثيرا من مواضيعي في هذا الموقع النبيل الجميل، إذ قمت بتغطية كاملة وشاملة لكثير من المواضيع التاريخية محاولا قدر المستطاع ألا أكون تسلطيا شوفينيا كي يكون بوسع  الفرد استيعاب كثيرا من المواضيع الشائكة والضبابية بوضوح أكثر قدر استطاعتي مع شكري الجزيل للقراء الأعزاء سلفا .

تنويه، يمكنكم قراءة مقال السيد هنري بدروس بالكامل على الرابط أدناه:

http://thevoiceofreason.de/ar/article/12732

إضافة :
دعاة الآرامية، يستشهدون بإبن الصليبي ( ؟ - 1171 م ) الذي قال بان الإسم السرياني ليس من الأسماء الشريفة ولكن الإسم الحقيقي هو الآرامي .
ومن الغرابة أن السيد كيفا، كلما يكتب عن الآراميين يحشر المفردة السريانية بها، وقد يكون القراء الاعزاء يجهلون الهدف من ورائه رغم ان – السريانية – غير محبذة لديهم والسر في الأمر هو – يدرك تماما إفلاس الآراميين تاريخيا كما نوهنا في مقالنا لذلك يعمد الى هذا الأسلوب لكي تكون كتاباته اكثر شرعية ومقبولة لدى القراء، ولكن ليعلم أخينا المحترم ان القراء ليسوا جهلاء  كي تتلاعب وتتحايل  بالمفردات كما يحلو لك !

 )  والرابط أدناه ليؤكد ما نقوله في الموضوع من موقعه بالذات، أي موقع  السيد كيفا )

http://www.aramaic-dem.org/mor.htm


63
تعالوا معا لنكشف قصة إغتيال المغفور له المطران منا ؟!
 
آشور بيث شليمون
 
توطئة:
ليس بخاف على أحد دور الكنيسة الرومية منذ الأيام الأولى للمسيحية في مؤامراتها على الكنائس الأخرى وإلى هذه اللحظة.
واليوم لا تجد كنيسة مشرقية إلا وهي كنيستين، على سبيل المثال – الروم الأرثوذكس بالمقابل الروم الكاثوليك، السريان اليعاقبة وبالمقابل السريان الكاثوليك، السريان النساطرة وبالمقابل الكلدان الكاثوليك، الأرمن  الأرثوذكس بالمقابل الأرمن الكاثوليك، القبط الأرثوذكس بالمقابل القبط الكاثوليك .
وهذه  سلسلة من الإنقسامات بدايتها كانت حول ألوهية السيد المسيح وما رافقها من مجادلات بيزنطية حيث كل يجد نفسه هو على الطريق الصحيح – الأرثوذكسي – بينما الآخرون مهرطقون، والثانية مجرد محاولة الكنيسة الرومية بتآمرها المستمر في تدمير الكنائس المسيحية الشرقية كي تؤسس أمبراطورية كاثوليكية عالميا.
واليوم، أشكر أخ آشوري غيور من الطائفة المسماة زورا وبهتانا – الكلدانية حيث أهداني نسخة من استمارة قام بكتابتها أخ وهو كلداني ايضا – حنا نرساي الموصلي الكلداني * حول قصة إغتيال هذه الشخصية الدينية الكبيرة.
إن هذا الكراس طبع سنة 1929 في سان باولو،  البرازيل  تحت عنوان:
" صراخ القلب المكلوم في رثاء المظلوم " وهو كما أشار الى استمارته – رثاء وبحث مسهب عن اغتيال الطيب الذكر والحميد الآثار المطران يعقوب اوجين منا.
والكراس هذا يقع في 42 صفحة وتجد في مقدمتها صورة الكاتب مع صورة المثلث الرحمات المغفور له المطران  يعقوب اوجين منا وفي  مؤخرتها – صورة كبيرة لثور مجنح آشوري.
وبعد تصفحي الكراس بعجالة هناك ثلاث نقاط أثارت اهتمامي كثيرا وهي:
أولا، كيف تم اغتيال المرحوم والطرق المستخدمة في تنفيذ هذه الجريمة القذرة ودون شك البطريكية الكلدانية وإكليروسها- آنذاك -  في القمة في جريمة تخلصهم منه .
ثانيا، يظهر بوضوح أن البطريرك لما تسمى زورا وبهتانا الكنيسة الكلدانية ليس له اي دور فعال في الكنيسة بل هناك سلطة عليا تسيّر الأمور والجميع يعمل في خدمتها وإرضائها مهما كلف الامر تسمى – دار القصادة الرسولية – وبالطبع هم أجانب.
ثالثا، تبين واضحا ان الكنيسة الرومية كانت تخدق الأموال الباهظة لشراء ذمم شعبنا المقهور سواء من الإسلام او من الكنيسة الرومية والاعيبها في تحطيم وتدمير كنيستنا وقوميتنا الآشورية باعمالها الخبيثة لدى السلطات المحلية والاجنبية. هذا ما الفت النظر ان المرحوم كان يريد القيام بحركة تصحيحية في الكنيسة والتي مع الأسف كانت سببا لإرتكاب هذه الجريمة البشعة الشيطانية حيث دفع ثمنها بدمه الطاهر، بينما البطريرك يختلس معظم تلك الأموال حيث غالبيتها تعود اليه ومن هم حوله.
وكما أشرنا في كتاباتنا سابقا، ان الكنيسة الرومية كان لها وربما لا يزال في استمرارية دورا هاما من برامجها في تفتيت شعبنا وكنيستنا المشرقية بالذات مع الأسف الشديد.
وقبل الختام، سيكون لي  مستقبلا مساهمات في هذا الشأن الهام من هذه الكراسة، كون ما حصل وما يزال يحصل مع الأسف الشديد،  إذ هو  مرض عضال نخر وينخر في جسم كنائسنا وشعبنا نعاني كما تشاهدون بأم أعينكم اليوم منه الكثير. وأناشد شعبنا من مختلف الطوائف ان يتقدموا الى الامام في فضح هذا السرطان الخبيث في امتنا الاشورية  وكلي أمل أن هناك كثيرا من الشرفاء يتقدمون بكل شجاعة دفاعا عن هويتهم  غير مبالين من اولئك مزورو التاريخ مما يكتبونه من اكاذيب والنصر لأمتنا الآشورية .
والجدير بالذكر ان الكاتب يشير الى كنيسته بالملة ( وهذا يعني الطائفة وليس كما البعض يفسرها اليوم بالكلدية) وما أدهشني وأعجبني في هذه الإستمارة انه صرح بالحرف الواحد ما يلي:
" تأكد يا أيها ...... أن احلام الفقيد العظيم الذي ثكلته ملته يافعا سوف تتحقق رغم انف كل عات ومستبد ليست كأحلامك بالبطريركية التي سوف  تبددها رياح  شجاعة وثبات الكلدان الأبطال. والآن اعلم وتأكد وتيقن بان درجة البطريركية التي تمشط لها ذقنك وتمهد لها السبيل، لن تفز بها ابدا، وإن جادت الظروف النحسة الملعونة وساعدتك على تنفيذ أمر عميل يوليوس ونيرون وحفيد كاترين دي مسيس الفاجرة، وارتقيت أريكة البطريركية، فافهم وإفتح سمعك جيدا واعلم:
" أن أحضان أمنا المحبوبة الكنيسة النسطورية هي مفتوحة لنا على الدوام ( لا نرضى مطلقا وسرمدا بكثلكة تستعبدنا وتصفدنا بأغلال وتطوقنا بسلاسل الإستعباد المر المذاق وتستحكم برقابنا ونحن صاغرين مستكنين، ألا ولتفهم – رومة – هذا الأمر الحيوي وهو جنة بمنة لا نرضاها ابدا وجهنم بالعز أفخر منها منزلا.."
ملاحظة هامة:
أعزائي القراء، هدفي من الكلام اعلاه ليس ضد هذه الكنيسة  وتحت رعاية غبطة البطريرك الحالي لويس ساكو الكلي الطوبى اطلاقا، كون البطريرك الحالي ليس بطريرك هذه الكنيسة فحسب، بل هو امتداد لكنيستنا الجامعة المشرقية و له حبنا وإحترامنا الكبير في قيادة  الكنيسة  الى برالامان وله دعمنا بأقصى ما يمكن الى تقريب كافة مذاهب شعبنا بعضها ببعض وتجنيب شعبنا من كارثة أشد هولا من الكوارث التي تصيبنا هذه الأيام مع الأسف الشديد!
كما اطلب من الموقع عدم رفع هذا الكلام من الموقع كما حصل سابقا، كونه مقال يفضح المؤامرات التي كانت ولا تزال تحاك ضد شعبنا حتى هذه اللحظة من قبل محدودي الآفاق والتي تصب في خانة واحدة وهي تمزيق وتفتيت شعبنا ليس إلاّ وشكرا للجميع.
........................
 
 
نبذة مختصرة عن ترجمة حياة المغفور له والمأخوذة مشكورا من موقع – باقوفا –  من إعداد مدير الموقع الأخ سرمد  شمعون النوفلي :
 
" ولد في قرية باقوفا من أعمال الموصل سنة 1867 ونال أسم يوسف في العماذ . وفي سنة 1885 دخل المعهد الكهنوتي البطريركي في الموصل . وهناك يعد أن أنهى دروسه رسمه البطريرك ايليا عبو اليونان كاهناً في 15 آب سنة 1889 . وبعد أن علم اللغة الكلدانية مدة في المعهد البطريركي نفسه ، عين مدرساً لهذه اللغة في معهد مار يوحنا الحبيب الكهنوتي من سنة 1895 إلى سنة 1902 ، وهناك بدأ ينتج مصنفات عديدة ويراقب المطبوعات الكلدانية التي كانت مطبعة الآباء الدومنيكيين تنشرها في الموصل . وفي سنة 1902 رافق البطريرك عمانوئيل الثاني توما إلى روما ومنها إلى زيارة وان ، وقد نال الدرجة الأسقفية معه أيضاً أدي شير واسطيفان جبري ، كما قلنا سابقاً . وفي سنة 1914 حينما نشبت الحرب الكونية الأولى هرب المطران يعقوب إلى أوربا ومكث هناك سنتين ، ثم عاد إلى الموصل سنة 1919 وبقي في القلاية البطريركية مدة . وفي سنة 1921 أرسله البطريرك إلى البصرة بالوكالة . وفي حزيران سنة 1937 ترك البصرة وعاد إلى بغداد وهو ينوي السفر إلى روما إلا إن البطريرك لم يكن موافقاً على هذا السفر . فما أن وصل المطران يعقوب إلى بيروت حتى أبلغته القصادة الرسولية بوجوب العودة إلى الموصل . واعيد إليها بقوة السلطة المحلية في شهر تشرين الأول وانعزل من ثمة في القصادة الرسولية بالموصل وغاب في ليلة الخميس السابق للصوم الكبير من سنة 1928 ووجدوا في اليوم التالي على المنضدة صليبه وخاتمه وساعته أما هو فقد ظل مفقوداً مدة 29 يوماً . أخيرا طفت جثته فوق مياه دجلة عند قرية السلامية القريبة من نمرود الأثرية . وبعد أن أجريت عليها الفحوص اللازمة في المستشفى نقلت إلى كنيسة الشهيدة مسكنتة ودفنت بجانب برج الناقوس ." انتهى الإقتباس
أخي القارئ، لقد انتشر خبر في الآونة الأخيرة عن كراس صغير ومطبوع باللغة العربية في أميركا اللاتينية من قبل أحد أبناء شعبنا حيث يروي ما جرى لهذا العلامة فعلا، شيئا الكنيسة المسماة الكلدانية لم تشر إليها لا من قريب أو من بعيد.
دون شك هناك جملة من التساؤلات التي كما ترى هذه الترجمة لم توضحها، فمثلا لماذا هرب  المطران إلى أوربا ومن ثم لماذا ترك وظيفته في البصرة كي يعاد الى العراق غصبا عنه بعد أن وجد في بيروت.
إن الكراس هذا يلقي الضوء على كثير من الأشياء ومنها استخدام وسائل غير قانونية ولا إنسانية ضد هذا الشخص التي تندى لها الجبين .
كلي أمل بأن أحصل على هذا الكراز قريبا حيث سيتم طبعه ونشره على الملأ  ليقفوا على جرائم هذه الكنيسة التي لم تكن مع الأسف ضد الكنائس الأخرى وخاصة كنيستنا المشرقية، بل حتى ضد إكليروسها بالذات، هذا ما يدفعنا بالتساؤل أكثر حيث ينبغي علينا أن نفتح ملفات أخرى حول الإغتيالات الأخرى وعلى سبيل المثال المرحوم  مطران أورميا مار توما اودو وربما رئيس أساقفة سعرد المرحوم مار أدي شير.
 
وبصورة واضحة، وضوح الشمس في رابعة النهار أن المغفور المطران منا  لم يكن موته طبيعيا، بل مخطط  مع الأسف من قبل الكنيسة المذكورة، حتى في ترجمة حياته أعلاه يظهر بوضوح أن المغفور له غاب عن الكنيسة سنتين ومن ثم حاول الهروب  وأعيد بالقوة وما هنالك، كل هذه مؤشرات تبعث الكثير من  الشكوك في أمره وقدره.
إن الكراس المشار إليه أعلاه  يشير بوضوح عن الأعمال الإجرامية التي قام بها البعض في الكنيسة والتي أودت بحياة المغفور له المطران  يعقوب منا .
إذن، الكنيسة الكلدانية، مطلوب منها إماطة اللثام عن كل هذه التساؤلات وكما نطلب أيضا من أي شخص شريف له معلومات حول الموضوع  أن يتقدم بإدلائها مشكورا.
...............
* والجدير بالذكر أن كاتب هذا الكراس - الإستمارة في حديثه يشير الى الكنيسة بالملة الكلدانية، والملة رغم انها مفردة بلغتنا وتعني - الكلمة ܡܠܬܐ  - ولكن هنا وفي مفهوم الإسلام تعني - الطائفة ولا القومية كما البعض يفسرها اليوم مع الأسف!
 
 


64
السيد هنري بدروس كيفا أنت مفلس ولا تملك المعرفة !

آشور بيث شليمون


لقد كتب السيد كيفا تحت عنوان،  الفكر الأشوري و المنطق الأعوج ما يلي !
الرابط:                   

 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,769975.0.html

سرجون الأول المعروف بالأكادي يصبح أشوريا عند السريان النساطرة
الذين لا يرون أبعد من أنوفهم و إذا سألتهم لماذا سركون الأكادي يصبح
أشوريا حسب فكركم الأعوج ؟ جوابهم ( المنطقي ) سركون الثاني كان
أشوريا و هذا برهان على أشورية سرجون الأول !

آشور بيث شليمون يرد:

إن سركون أو سرغون ( وليس سرجون ) كون ليس في اللغة العربية حرف ܓ ̤، أما الحقيقة فيجب ان تكتب بالكاف حيث الإسم هو مركب من شرو ( الملك * ) ܟܐܢܐ العادل ( الملك العادل ) شرو كينا .
إن الأكاديين، البابليين والآشوريين هم من أرومة الأكثر تقاربا ما بين الشعوب السامية في الهلال الخصيب وتكلموا اللغة كما هي معروفة بالسامية الأكثر تلاحما والتصاقا بعضها ببعض حيث تعرف اليوم بالأكادية لا لشيء، بل كون الأكاديين كانوا الأولين ممن استخدموا الكتابة المسمارية السومرية ومن ثم سار على منوالهم البابليين والآشوريين.

على كل جريمة الآشوريين واعتبارهم ( سركون الاول ) آشوري ليست أكثر من جريمتك الكبرى حيث تريد انت وكل الذين من أمثالك الآراميين المفلسين محو وطمس التاريخ بشعب مفلس لم يحقق حتى أبسط الأشياء ان يكون – مملكة واحدة في التاريخ! واليوم تحاولون ليس طمس الشعب الآشوري، بل تعدى الى كل الشعوب الحضارية الأخرى في الهلال الخصيب من كنعانية، إبلية، عمورية وغيرها.

السيد بدروس يقول:

" حتى نعمان الآرامي أصبح أشوريا لأنه في الترجمة السبعينية من اللغة
العبرية الى اليونانية صار يعرف بنعمان السرياني - و بما أن شعوب شرقية عديدة زالت و إنقرضت و منها الشعب الأشوري - نرى السريان
الذين إبتعدوا هويتهم الآرامية الحقيقية من أجل تسمية أشوية مزيفة ,
يحاولون بكل الطرق الإدعاء بأن التسمية السريانية تشير الى الشعب
الأشوري القديم : فنعمان الآرامي هو أشوري..." انتهى الإقتباس

آشور بيث شليمون يرد:

أولا، نعمان الآرامي، هو آرامي مائة بالمائة ولم أقرا لآشوري قال بانه – آشوري ، ولكن الشيء الذي عرفته منذ مدة أن هذا الآرامي غدا – سريانيا  وأنت وغيرك تؤكدون ذلك رغم ان ( السريان والسريانية ) بكل اشتقاقاتها تدل على جميع الشعوب السامية في الهلال الخصيب وضمنا شعبنا الآشوري، فإذا جنابك تصادق الترجمة السبعينية أن يكون – سرياني ، وهو  ليس كذلك، هنا ما الضير لآشوري ان يقول بانه آشوري وهو ليس !!
وهنا السريان بوسعنا القول لم يبتعدوا عن هويتهم الأساسية الآشورية، والقومية المزيفة الوحيدة هنا هي الآرامية التي لم تحقق في التاريخ شيئا كي تبلع الشعوب الأخرى وهم اليوم ليتهم آراميون، بل عروبيون حتى النخاع.

السيد هنري بدروس مرة أخرى :

لقد ولد الفكر الأشوري ميتا و لكن السريان الذين إنخدعوا به لا يزالون
يحاولون إحيائه كي يقنعوا أنفسهم بأنهم ناضلوا في شبابهم أكثر من بعض السريان غير المبالين بهوية و تراث أجدادهم !
كم من المرات حاول هؤلاء السريان الضالين و المضللين الإدعاء بأنني "إعترفت بوجود هوية أشورية حتى أحصل على شهادة في التأريخ من
الجامعة اللبنانية و إنني لما حصلت على الشهادة تنكرت للقومية
الأشورية ..."
الى كل سرياني لا يزال يصدق دعايات الفكر الأشوري : تحقق بنفسك
و لتكن مصادر أجدادك منارة لك تدلك على هويتهم الحقيقية ! لا تنخدع
بشعاراتهم الكاذبة فمن يعمل و يجاهد من أجل " هوية الأجداد " عليه
أولا أن يحترمها و لا يحول سرجون الأكادي الى أشوري و نعمان الآرامي
الى أشوري مستندا الى تفسيرات خاطئة ! فقط مجرد ترديدها يشير لنا
الى مدى" جهلهم " لتاريخ أجدادهم !
فهل أيها السرياني تقبل من سرياني جاهل أن يحدد لك هويتك التاريخية ؟
أليس من الحكمة أن تتأكد و تطلع على مصادر أجدادك قبل أن تبتعد
عن هويتهم ؟
تحية صادقة الى كل سرياني يتأكد و يهتم بمعرفة تاريخ أجداده و يعمل
فعليا من أجل وحدة جميع المسيحيين المشارقة المتحدرين من أجدادنا
السريان  الآراميين ! " انتهى الإقتباس
 
آشور بيث شليمون يرد :

إذا كان هناك فكر ميت، هذا الفكر ليس إلاّ الفكر الآرامي، كونه لا يستطيع الى هذه اللحظة أن يتخلص ويتحرر من – السريانية – التي وفق  العلامة ابن الصليبي ( ؟ - 1171 م ) الذي قال:
" إن اسم السريان الذي ليس من الأسماء الشريفة بل نحن آراميون " الرابط ادناه:

http://www.aramaic-dem.org/mor.htm
مع ملاحظة : وهي الترجمة السريانية لأقوال ابن الصليبي الى العربية غير صحيحة وفيها اخطاء فادحة !

وختاما، نقول الجاهل الوحيد هنا هو السيد  هنري بدروس الآرامي الذي يدافع عن لغته الآرامية وهو عربي أو أرمني اللغة ، والآراميون  في معلولا في حيص بيص حول كيفية كتابة لغتهم والتي تتأرجح ما بين الخطوط  اللاتينية والعربية أو العبرية أي باستخدامهم الخط – ألآشوري كما شاع بينهم في الأونة  الأخيرة أي كما العبرانيون يسمونه بالحرف الواحد – كتاف آشوري اي القلم الآشوري .

................
* مفردة شرو في الآشورية القديمة تعني الملك حسب اعتقادي وهي مفردة معكوسة للرئيس ܪܝܫ- ܪܝܫܐ من لغتنا، أم انها من اللغة السومرية.

65
النهج الجديد بيان تاريخي والصدام مع الأخ المهندس حبيب حنونا !

آشور بيث شليمون

( مقال لي نشره الأخ فؤاد منا مشكورا وعلى الصفحة الأولى من مجلته – المنتدى بتاريخ أيار 2000  وهنا ادناه القسم الاول من المقال، بحيث المقال طويل ولكن سيعقبه رد على ما كتبه وعلق عليه المهندس حبيب حنونا حيث ستكون لكم المعرفة التامة لماذا كتبته آنئذ )

شاهدت الساحة الآشورية جدالا عنيفا حول إيجاد تسمية عامة ومقبولة لمختلف طوائفنا من ذوات أصول آشورية ومن أبناء الكنيستين الشقيقتين، الكنيسة المشرقية النسطورية والكنيسة المشرقية الأنطاكية اليعقوبية مع المنشقين عن جسم هاتين الكنيستين من اتباع الكنيسة الكاثوليكية نقول الكلدان والسريان الكاثوليك لكي تستخدم في الإحصاءات الاميركية المقبلة .

كما انه لا يغيب عن أذهان البعض النشاط الحثيث الذي يبذله أبناء هذه الطوائف في هذا المضمار على أمل إيجاد التسمية المقبولة وهي بدورها خطوة تقدمية لا غبار عليها بغية التخلص من المرض هذا المرض العضال الذي ساورنا منذ العصور المسيحية الأولى .

رغم أنه عقدت اجتماعات وألقيت محاضرات والتي كانت حصرا على جماعات معينة لبحث المعضلة هذه والتي هي شغلنا الشاغل مع الأسف في الوقت الراهن، نقول متأسفين أن كل تلك الجهود المبذولة ذهبت أدراج الرياح مع تقديرنا واحترامنا الكبير للسادة المشاركين.

إن أحد أسباب هذا الإخفاق إنما يعود الى المشتركين أنفسهم لأنهم بدون شك وجدوا أنهم المتضلعين الوحيدين في القضية من جهة وراضخين لضغوط خارجية من جهة اخرى.

ومن المعلوم أن شعوب بلاد الرافدين سواء كانت آشورية  أو كلدية بدون منازع تعود الى أصول سامية بحتة لغويا، تاريخيا، اجتماعيا، وجغرافيا. كما ان الشعب الآشوري معروف تاريخيا والذي اوجد أكبر حضارة عرفتها البشرية انطلاقا من المدن الآشورية العريقة في شمال ما بين النهرين وعلى سبيل الذكر نينوى، آشور، دور شاروكين، شباط أنليل، كركوك وأريبل.

أما البابليون، فهم سكان العراق، أعني جنوب بلاد الرافدين والذين بدورهم لعبوا دورا تاريخيا رائدا في الثقافة والعلوم الإنسانية .  حيث يقول بعض المؤرخين أن تقدم – بابل كان يقاس بقدرة الآلية العسكرية الآشورية التي كانت تحميها من غارات القبائل البدوية الآرامية والكلدية وكذلك من الشعوب الآرية التي كانت في الأهداف الآشورية لفرض السلام الآشوري في المنطقة Pax ASSYRIACA
.................................

الموضوع يتبعه ردي المتواضع على خلفية ما كتبه الأخ المهندس حبيب حنونا تحت عنوان "  هل حقا الكلدان اندثروا ؟!
حيث ابتدأ بالقول:

الى الاخ بيث شليمون المحترم

اطلعت على مقالتك   - النهج   الجديد ... بيان تاريخي -  والمنشور على صفحات مجلة المنتدى الغراء، العدد أيار 2000 - والمقال يقع في اربع صفحات ولكي يكون لكم علما به وبمحتوياته ما عليكم إلا قراءة تعليقي عليه الموسوم -  رسالة وتعقيب المنشور في المجلة ذاتها أي المنتدى لشهر تشرين الثاني 2000                                                                                                                                   




66


    الكاتب/ة : آشور بيث شليمون
    تصنيف المقال :أبحاث تاريخية
    تاريخ المقال : 2014-05-10

توطئة:

تواجه الأمة الآشورية مع الأسف الشديد في هذه الأيام هجمة شرسة من البعض، نعم البعض الذين مؤخرا وبعد سقوط الحكم البعثي في العراق كي يروا أنفسهم كلدانا او آراميين.
وليكن واضحا، وضوح الشمس في رابعة النهار أننا لسنا ضد آرام ولا كلدو اطلاقا. ولكن ما يزعجنا ويؤسفنا أن لهؤلاء لم يكن أي نشاط قومي يذكر، بل والأنكى من ذلك بالأمس كانوا عربا في اللسان واللباس!
كما في الوقت نفسه ليس هناك كلداني أو آرامي واحد في أرض الكلدانيين ( جنوب العراق ) أو آرامي واحد في جنوبي سوريا اليوم ( منطقة دمشق ) يقف بافتخار معلنا قوميته الآرامية.
ستكون فرحتنا الكبرى فيما إذا تقدموا الى الأمام كنعانيو الساحل مع إيبليو وعموريو شمال سوريا ( حلب ) وآراميو دمشق وكذلك كلدانيو جنوب العراق معلنين عن هويتهم الحقيقية.
ولكن وا أسفاه، الجميع نسوا أو إذا صح التعبير نكروا أصلهم وفصلهم وغدوا عروبيين بامتياز ما عدا بعض الأفراد بين حين واخرى أعلنوا هويتهم الحقيقية بغرض ذر الرماد في العيون ليس إلا أو لإجحاض الحركة القومية الآشورية بأمر ووصاية البعث الفاشستي المقيت.
في المقابل هناك الأكثرية الغالبة نكرت أصلها وفصلها تماما الى درجة حيث يقف اليوم بطريرك الروم الأرثوذكس مع غيره من المذاهب المسيحية كي يلقب نفسه ببطريرك العرب مما دعا مؤلفو كتاب سوريا من قبل جمهرة من الكتاب الأميركان وهي دراسة أصدرتها الحكومة الأميركية ( وزارة الدفاع ) عن سوريا:

Syria, a country study
Federal Research Division, Edited by Thomas Collelo
Copyright 1988 United States Government as represented by the Secretary of the Army.

في هذا الكتاب المؤلفون يتطرقون عن السكان والمسيحيين منهم ودورهم حيث جاؤوا بما يلي :
With the exception of the Armenians and Assyrians, most Christians are Arabs, sharing the pride of Muslims in the Islamic-Arabic tradition and in Syria’s special role in that tradition. (Page 99 )

بما معناه :
باستثناء الأرمن والآشوريين معظم المسيحيين يرون أنفسهم عربا مشتركين بالفخر مع المسلمين في التقليد العربي الإسلامي ودور سوريا الخاص في هكذا تقليد!


السيد كلدنايا ( كما يلقب نفسه ) كتب في موقع عنكاوا ما يلي:

"
السيد اشور المحترم لم تجاوب على سؤالي مطلقا فلا تتحذلق بتعابير لا
دخل لها بالسؤال ارجو لك ان تتوفق في المرة القادمة ؟؟؟

الكلدان هم والميديون من اسقط الدولة الاشورية عن بكرت ابيها وحلت مكانها
الدولة الكلدانية وهي اخر حضارة حكمت وادي الرافدين ." انتهى الإقتباس
آشور بيث شليمون يرد:
صحيح أن الميديين والكلدان أسقطوا الأمبراطورية الآشورية، ولكن الدولة الآشورية استمرت تحت ربقة الفرس والرومان أحيانا أخرى، بينما الكلدان انقرضوا عن بكرة أبيهم منذ سقوط امبراطوريتهم على يد الفرس ومن دون رجعة.
إن الميديين والكلدان صحيح تقاسموا الأمبراطورية الآشورية، في حين بقيت بلاد آشورProper Assyria تحت الإنتداب الميدي ومن ثم الروماني والفارسي حتى الغزو العربي في مطلع القرن السابع الميلادي.
بعد الغزو العربي وقبيل نهاية القرن الحادي عشر كل سكان جنوب العراق، أي جنوب بغداد ومن ضمنهم الكلدان انصهروا في البوتقة الإسلامية والعربية بدون أن يتركوا أي اثر يذكر.
وبنفس الوتيرة حصل انصهار الشعوب ( الكنعانية، العمورية، الإيبلية والآرامية ) فيما يسمى في بلاد الشام.
أما وجود ما يسمى الكلدان في بلاد آشور اليوم، ليس إلا نتيجة دخول شعبنا الآشوري النسطوري الى المذهب الكاثوليكي حيث البابا ( يوجين الرابع 1443 ميلادية ) أطلق عليهم التسمية الكلدانية واليوم أنت واحد منهم، كما أن الكنيسة النسطورية لم تعرف تاريخيا بكنيسة الكلدان أبدا .
إن الآشوريين استمروا منذ ذلك الحين بدون انقطاع والروابط ادناه دليل على بقاء الدولة الآشورية:

وهذه بلاد أشور في العهد الأخميني :

http://en.wikipedia.org/wiki/Achaemenid_Assyria

وهذه بلاد آشور في العهد الروماني :

http://en.wikipedia.org/wiki/Assyria_%28Roman_province%29

وهذه بلاد آشور في العهد الفارسي:
http://encyclopedia.thefreedictionary.com/Assyria+%28Persian+province%29



وختاما، دولتك الكلدانية لم تكن إلا سحابة ربيع بالمقارنة مع الأمبراطورية الآشورية كما جاءت في كتابات المؤرخين من امثال المؤرخ الإيطالي Sabatino Moscati ساباتينو موسكاتي في كتابه - وجه المشرق القديم / The Face Of The Ancient Orient, page 68:
“The crises of ASSYRIA is followed by the renascence of Babylonia under the
Chaldean dynasty, a brief meteoric episode. “
ومن الرابط يمكنك الحصول على خارطة الدولة الآشورية، شيئا لا تستطيع الحصول على خارطة الدولة الكلدانية نظرا لأفولها وسقوطها الى الأبد!
تنويه: يرجى أن يكون خطابك أكثر حضارية مما هو عليه وشكرا.

آشور بيث شليمون
___________________

تنويه هام:
الى قرائنا الأحبة، الشعب الآشوري شعب محب، شعب يفتخر بنفسه وشعب يتعاون مع إخوته في الهلال الخصيب كي يعود الى جذوره الأصيلة. ولكن ما يزعجنا ويرثى له، البعض من صغار النفوس مع احترامنا الكبير ونتيجة الحسد والحقد لإنجازاته القومية يريد أن يجعل منه شعبا عدوا فاشستيا في صهر الآخرين في بوتقته، وهي بحد ذاتها كذبة كبيرة، بل العكس هم من يحاول ذلك .
إن – الآشورية، طبعا في بلاد آشور ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ شمال بلاد الرافدين – نقولها بافتخار ضمت بين جناحيها من مختلف الطوائف المسيحية مما يسمى اليوم بالسريان والكلدان حتى البعض من القوميين يعتبر كل من البروفيسور آشور يوسف من خربوط ( تركيا اليوم ) ويوسف مالك من أباء هذه الأمة، في وقت الأول هو من الطائفة الشقيقة الأرثوذكسية والثاني من الطائفة الكلدانية الكاثوليكية.
وليكن معلوما، إن الآشوريين قوميا وكمسيحيين دينيا، لا نرى عدونا غير الذي غزانا من العرب المسلمين الذين فرضوا علينا اسلامهم وعروبتهم مع غيرهم من مختلف القوميات الإسلامية في المنطقة سواء كانت تركية، كردية وإيرانية.
والمؤسف جدا، أن هناك من بعض ذوي النفوس المريضة مع احترامي يروا في الشعب الآشوري العدو اللدود الأوحد، بينما يتوددون لكل من كان سببا في اضمحلالنا، وذوباننا واليوم في قتلنا وتشردنا !


67
من هذيان الفكر الآرامي الحديث والسيد هنري بدروس كيفا انموذجا!

 ( الموضوع نشر لأول مرّة في موقع – صوت العقل  )

•   الكاتب/ة : آشور بيث شليمون
•   تصنيف المقال :أبحاث تاريخية
•   تاريخ المقال : 2014-05-27

قلنا ونقولها على الدوام نحن لسنا ضد أمم الهلال الخصيب سواء كانت آرامية، إبلية، كنعانية، عمورية أوكلدانية، بل معهم في السراء والضراء . ولكن ما يزعجنا نحن الشعب الآشوري هو كل هذه الشعوب التي انصهرت وضاعت عن بكر أبيها لغة وقومية في المجتمع العربي منذ دهور، إلا الشعب الآشوري الذي استطاع رغم هذا الإنصهار في المجتمع العربي والإسلامي إلى حد ما الإحتفاظ بقوميته الآشورية في شمال بيث نهرين، أو تدقيقا بلاد آشور/ܡܬܐ ܕܐܬܘܪ.

واليوم، مع الأسف هؤلاء دعاة وغلاة " الآرامية " من أمثال السيد هنري بدروس كيفا والدكتور أسعد صوما أسعد وغيرهما لم يجدا لهما ندا وغريما إلا الشعب الآشوري، إذ تركا شعوبهم المنصهرة جانبا وحتى عدوهما / عدونا – العرب المسلمون الغزاة ( وقد ظلت بلهجاتها المختلفة- أي اللغة السريانية – لغة حية في الشرق الأوسط الى ان جاء الإسلام فقضت عليها وعلى لهجاتها لغة القرآن الكريم ] سبحان الله على الكرم هذا [ وإن ظلت معروفة في بعض البيئات ) * - ليحاربوا القومية الآشورية العتيدة التي كانت الوحيدة التي استطاعت إلى حد ما الإحتفاظ على وجودنا القومي واللغوي في آن واحد.

إن منظري ودعاة القومية " الآرامية " والتي بحق لم تكن – الآرامية - في كل التاريخ قومية بالمعنى الحرفي يحاولون حذف وإلغاء الوجود الآشوري اليوم حتى في عقر داره ܡܬܐ ܕܐܬܘܪ،/ بلاد آشور كي تعوضها بالآرامية الوهمية. ومن المضحك والمبكي أن دعاتها من أمثال الأب ألبير أبونا يمطروننا بتاريخ الدول الآرامية التي قد لا تغيب عنها الشمس وذلك منذ اكثر من ألفي سنة كي يحل محلها القبائل والعشائر العربية بعد ان اختفت تلك الدول الآرامية العشائرية بأعلامها ولم يبق لهم أثر بعد عين.

وهنا أدناه أستشهد بشذرات من مقال كتب من قبل لارا علي – سيريا نيوز/ Syria News - حول تدريس اللغة الآرامية في معلولا وهي آخر معقل آرامي بالمعنى الصحيح. وكما يجد القارئ الكريم هناك جدالا وأكثر من ذلك احتداما وصداما حول كيفية تدريس هذه اللغة التي البعض منهم يستخدمون الخط المربع العبري مع الحركات العبرية نفسها والتي تعود الى أواخر الألف الاولى الميلادية بينما يضربون ظهر المجن على خطوطنا - السريانية – المستحدثة والمستخدمة حاليا في كنائسنا الشرقية :

" و تحدث رزق الله عن "همه" للحفاظ على اللغة الآرامية في معلولا، وعن "انقسام معلولا إلى قسمين مع و ضد الحرف الآرامي
وأضاف، كنت أتمنى أن نكتب الآرامية باللغة العربية لكن ذلك صعب بسبب وجود أنصاف حركات لفظية لا يمكن لفظها من خلال العربية التي تعتمد الحركة الكاملة"
عندما قلنا، ونقولها على الدوام أن اللغة السريانية ليست هي الآرامية، بل لغة متطورة وجدت على أنقاض اللغات السامية المنقرضة، كالكنعانية، الآرامية، الإبلية، الآشورية البابلية، نراهم يعارضون ذلك بشدة .

اليوم كما هو معروف للجميع أن اللغة السريانية ( تشكلت في القرون الأولى للمسيحية كما بينا أعلاه ) لها خطوطها الكتابية المتنوعة وأشهرها الإسترنجيلي، اليعقوبي والنسطوري، كما وجدت لها الحركات مع القواعد التي مرت بمراحل عديدة – في وقت كما قال البروفيسور أ. ولفنسون مدرس اللغات السامية في الجامعات المصرية ( تاريخ اللغات السامية )** :
" بالرغم من وفرة تلك الآثار لم يستطع المستشرقون الى الآن ان يضعوا كتابا في قواعد اللهجة الآرامية القديمة وكيفية النطق بألفاظها وتصريف أسمائها وأفعالها لأن لا تكفي تلك الآثار لتكوين فكرة صحيحة عن تاريخ تلك القبائل وحوادثها مع من جاورها من الأمم القديمة . "
ولكن المهم هناك قواعد لغوية يعترف بها وباستخدامها كل المذاهب وخاصة الشقيقة– أي الأرثوذكس/ اليعاقبة والكنيسة المشرقية/ النسطورية ( اعرف بعض الجهات لا يحبذون استخدام هذه الألقاب اليعقوبية والنسطورية) ولكن بالعكس يجب ألا تكون لنا حساسية حول ذكرها مطلقا كونها تراثنا وتاريخنا .

والقراء الأعزاء يعلمون جيدا أن معلولا وقرى أخرى في ريف دمشق هم الذين احتفظوا ب" اللغة الآرامية الأصلية " نوعا ما ولكن نجدهم اليوم في حيص بيص حول كيفية كتابة لغتهم هذه وهم يرجحون ما يسمى بالخط " العبري " كما أشرنا إليه أعلاه وآخرون يتشبث بالخط المربع المقترح لأنه خط كنعاني وآرامي وما هنالك من اقتراحات، بينما يذهب البعض الآخر حتى باستخدام الخط العربي كما أشرنا إليه أعلاه ، ناسين أو متناسين " الخط والحركات السريانية " التي تفي بالمراد على أكمل وجه!!

السؤال يبقى الآن ليس لأهل معلولا، إذ هم يعرفون أنفسهم ولغتهم، ولكن لهؤلاء دعاة " الآرامية " الجدد الذين تركوا " الحلبة – الجدل في معلولا " جانبا كي يهاجموا القومية الآشورية وحتى يذهبون أبعد من ذلك إذ فاقوا العروبيين في تحوير وتزوير التاريخ وليس ذلك فحسب، بل يريدون أن يمحوا كل الشعوب في الهلال الخصيب التي جاءت بحضارات عظيمة معترف بها دوليا، وعلى سبيل المثال الحضارات الآشورية، الاكادية، البابلية ، الإبلية، العمورية، الكنعانية والفينيقية كي يعوضوها بحضارة آرامية التي مع احترامنا الكبير تفتقر بصماتها على الهلال الخصيب.

والجدير بالذكر أن دعاة الآرامية الجدد، يستندون على فرض ( نعم فرضها وليس بإقناعهم ) نظريتهم على مجرد أوهام، وعلى سبيل المثال وحتى لو نطق كل سكان الهلال الخصيب ومن الجملة شعبنا الآشوري اللغة الآرامية التي يدافعون عنها هل يغدون آراميين ؟ طبعا لا، إن الشعب الأميركي، الأوسترالي، الكندي وحتى الأيرلندي يستخدمون اللغة الانكليزية اليوم ولكن ليسوا بانكليز، ومن ثم أليس سكان الهلال الخصيب المتكون من شعوب قديمة مثل الآشوريين البابليين، الكنعانيين الفينيقيين، الإبليين العموريين مع الآراميين اليوم يستخدمون اللغة العربية هل يغدون عربا وفق نظرية دعاة الآرامية الجدد؟ طبعا لا ! إذا بأي منطق يريدون فرض " آراميتهم " على النزر اليسير من شعبنا الآشوري لذي كلفه دمه ودموعه ، في وقت يتجاهلون سكان الهلال الخصيب الذين دخلوا الإسلام واستعربوا ودمشق الآرامية تغدو اليوم " قلب العروبة النابض " ؟!

إن العداء المستحكم على شعبنا الآشوري من قبلهم مع احترامي لهو عار عليهم وعلى كل من يدور في فلكهم، ويكفي الآشورية فخرا أنها استقطبت من كل المذاهب – أرثوذكسية، كاثوليكية، ونسطورية - في شمال بيث نهرين، شمالنا الآشوري بدون أي ضغط او اكراه، والباب مفتوح لمن يريد الدخول وحتى الخروج إذ نحن أساسا لا نحبذ الآشورية المفروضة .

من المؤسف أيضا، أن دعاة الآرامية اليوم يلجؤون الى ذر الرماد في العيون لمجرد وجود بعض الأفراد الذين يحبذون الآرامية – وهي فرحتنا ولهم تشجيعنا – ولكن بالمقابل هناك الآلاف الكثيرين الذين يرفضون دعوتهم ويدافعون عن عروبتهم حتى الرمق الآخير.

ومن المضحك والمبكي أنهم أبطال وأشاوس ضد القومية الآشورية، بينما يغضون الطرف لدعاة القومية العربية وللعربان في وقت لم نكن لهم إلا صديقا حميما حيث يجمعنا المصير المشترك كوننا في نفس القارب، وما يصيبهم يصيبنا وما يفرحهم يفرحنا.
ܫܠܡܐ ܠܩܪܝܢܐ ܕܫܠܡܐ ܒܗܝ ܒܢܘܢܐ ܕܐܠܗܐ ܗܢܘܢ – ܬܐܚܐ ܐܬܘܪ – ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢܐ/ آثور مطلب العلم – ܒܥܝܢܢ ܘܫܐܠܝܢܢ ܡܢ ܐܝܠ ܐܠܗܐ ܕܝܨܦ ܐܘܡܬܢ ܐܬܘܪܝܬܐ ܡܢ ܟܠ ܡܚܫܘܠܐ ܕܒܝܫܬܐ ܘܥܘܠܐ، ܐܘ ܡܪܝ ܐܠܘܟ ܬܘܟܠܢܝ ܘܣܒܪܝ ܐܡܝܢܐܝܬ ܀ ܐܫܘܪ ܕܒܝܬ ܫܠܝܡܘܢ – ܐܘܚܕܢܐ ܡܚܝܕܐ ܕܐܡܝܪܟܐ ܀
.................

* الدكتور شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي ، العصر الجاهلي من مطبوعات دار المعارف بمصر 1960 صفحة 25

** البروفيسور أ. ولفنسون، تاريخ اللغات السامية – دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت – لبنان – صفحة 108



68
الإنتداب الآشوري على بابل نتيجة  خطر توغل القبائل الآرامية والكلدية !

آشور بيث شليمون

إن الهلال الخصيب برمته كان خزانا وموطنا للشعوب التي تتكلم لغات قريبة جدا بعضها ببعض والتي  تسمى اليوم باللغات السامية وفق المستشرقين.

وإن امتدادها لم يقتصر  داخل  الهلال الخصيب وحده- ܩܫܬܐ ܣܗܪܢܝܬܐ ܫܡܝܢܬܐ،  بل امتد حتى الى كثير من المناطق المجاورة وحتى البعيدة كإنتشار الكنعانيين والفينيقيين في حوض البحر الأبيض المتوسط  أو امتداد الآشوريين شمالا حتى أورمية شمال غرب إيران اليوم وكبادوكيا في الوسط الغربي من أناتوليا أي تركيا اليوم.

أما انتقال هذه الشعوب ومنها التي تسمى بالآرامية والكلدية ( 800- 1000 ق.م. ) من داخل الهلال الخصيب إلى أطرافه الشرقية والشمالية  كان طبيعيا وخصوصا كونها شعوب غير متحضرة وشبه بدوية طلبا للمرعى والكلأ.

إن حروب الآشوريين ضد الأمم الغريبة والدخيلة تعتبر  من الأوليات،  ولكن في نفس الوقت كان يواكبه من جهة اخرى حروب داخلية    ضد هذه الشعوب السامية البدوية التي كانت تعبث بالأمن والإستقرار ومنها الارامية والكلدية التي كانت تجتاح المناطق الحضارية  بمواشيها عادة .

في أوائل القرن الثامن قبل الميلاد، وأثناء التوسع الآشوري ومن الجملة نحو بابل في الجنوب حيث الحدود بين البلدين لم تكن واضحة ومرسومة الملامح بعد، ولكن في عهد الملك الآشوري – تغلات بيلاصر أخذ بالتوغل في بابل والهدف منه كان إيقاف المد والزحف الآرامي والكلداني الذي كان يتعاظم في بابل قبل ان يستشري شمالا أي في بلاد آشور نفسها، والشيء الذي دفع البابليون بالرضوخ وقبول السلطة الآشورية حيث غدت بابل تحت الإنتداب الآشوري وبرضاها هذه المرة كي تتجنب هؤلاء البدو الرحل سواء من الآراميين أو الكلديين ان يعبثوا بالأمن والإستقرار الذي كانوا يتنعمون به!

وطبعا الهدف منه أيضا، الحفاظ على الحياة الحضارية والمدنية في المنطقة إجمالا والتي كانت تنعم بها – بابل خاصة وبنفس الوقت الحفاظ على أمن وإستقرار البلاد الآشورية نفسها.
ودخول هذه الجماعات في التركيب الإجتماعي البابلي الآشوري أدى الى تأقلمها وإنغماسها كليا كون الشعب الاشوري رغم تشبثه بالآشورية، لكن كان منفتحا وليبراليا حيث فسح المجال لها أسوة بالمحليين الآشوريين والبابليين ورغم هذه التطورات بقيت المنطقة معروفة بآشوريا  ASSYRIA رغم وجود هذه الأقليات الكلدية أو الآرامية وأكبر برهان على ذلك لو راجعت قاموس السرياني لمرغوليوث والمعروف ب-     A Compendious Syriac Dictionary Edited by J. Payne Smith ( Mrs. Margoliouth) حيث تجد تفسير – ܒܝܬ ܐܪܡܝܐ –  ليس آراميا بل آشوريا * أي مفردة ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ  تعني بلاد آشور.

وهكذا استطاع الملك الآشوري تغلات بيلاصر الثالث ** وغيره من ملوك آشور بحملاتهم المتكررة أن يعم السلام والإطمئنان ليس في وادي الرافدين على حدة، بل حتى خارج الهلال الخصيب ككل ومن جراء ذلك سمى المؤرخون هذه الحقبة التاريخية بالسلام الآشوري Pax Assyriaca   كونه امتد لفترة طويلة جدا ما يقارب اكثر من سبعين عاما!
.....................
* Syriac Dictionary by J. Payne Smith (Mrs. Margoliouth )
Oxford University Press 1979 p 43
** يرجى مراجعة كتاب التواريخ للمؤرخ البريطاني أرنولد جي توينبي، المجلد الرابع والصفحات 475-477 من الطبعة الإنكليزية.

69
الإنتداب الآشوري على بابل نتيجة خطر القبائل الآرامية والكلدية !

آشور بيث شليمون

إن الهلال الخصيب برمته كان خزانا وموطنا للشعوب التي تتكلم لغات قريبة جدا بعضها ببعض والتي  تسمى اليوم باللغات السامية وفق المستشرقين.

وإن امتدادها لم يقتصر  داخل  الهلال الخصيب وحده- ܩܫܬܐ ܣܗܪܢܝܬܐ ܫܡܝܢܬܐ،  بل امتد حتى الى كثير من المناطق المجاورة وحتى البعيدة كإنتشار الكنعانيين والفينيقيين في حوض البحر الأبيض المتوسط  أو امتداد الآشوريين شمالا حتى أورمية شمال غرب إيران اليوم وكبادوكيا في الوسط الغربي من أناتوليا أي تركيا .

أما انتقال هذه الشعوب ومنها التي تسمى بالآرامية والكلدية ( 800- 1000 ق.م. ) من داخل الهلال الخصيب إلى أطرافه الشرقية والشمالية  كان طبيعيا وخصوصا كونها شعوب غير متحضرة وشبه بدوية طلبا للمرعى والكلأ.

إن حروب الآشوريين ضد الأمم الغريبة والدخيلة تعتبر  من الأوليات،  ولكن في نفس الوقت كان يواكبه من جهة اخرى حروب داخلية    ضد هذه الشعوب السامية البدوية التي كانت تعبث بالأمن والإستقرار ومنها الارامية والكلدية التي كانت تجتاح المناطق الحضارية  بمواشيها عادة .

في أوائل القرن الثامن قبل الميلاد، وأثناء التوسع الآشوري ومن الجملة نحو بابل في الجنوب حيث الحدود بين البلدين لم تكن واضحة ومرسومة الملامح بعد، ولكن في عهد الملك الآشوري – تغلات بيلاصر أخذ بالتوغل في بابل والهدف منه كان إيقاف المد والزحف الآرامي والكلداني الذي كان يتعاظم في بابل قبل ان يستشري شمالا أي في بلاد آشور نفسها، والشيء الذي دفع البابليون بالرضوخ وقبول السلطة الآشورية حيث غدت بابل تحت الإنتداب الآشوري وبرضاها هذه المرة كي تتجنب هؤلاء البدو الرحل سواء من الآراميين أو الكلديين ان يعبثوا بالأمن والإستقرار الذي كانوا يتنعمون به!

وطبعا الهدف منه أيضا، الحفاظ على الحياة الحضارية والمدنية في المنطقة إجمالا والتي كانت تنعم بها – بابل خاصة وبنفس الوقت الحفاظ على أمن وإستقرار البلاد الآشورية نفسها.
ودخول هذه الجماعات في التركيب الإجتماعي البابلي الآشوري أدى الى تأقلمها وإنغماسها كليا كون الشعب الاشوري رغم تشبثه بالآشورية، لكن كان منفتحا وليبراليا حيث فسح المجال لها أسوة بالمحليين الآشوريين والبابليين ورغم هذه التطورات بقيت المنطقة معروفة بآشوريا  ASSYRIA رغم وجود هذه الأقليات الكلدية أو الآرامية وأكبر برهان على ذلك لو راجعت قاموس السرياني لمرغوليوث والمعروف ب-     A Compendious Syriac Dictionary Edited by J. Payne Smith ( Mrs. Margoliouth) حيث تجد تفسير – ܒܝܬ ܐܪܡܝܐ –  ليس آراميا بل آشوريا * أي مفردة ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ  تعني بلاد آشور.

وهكذا استطاع الملك الآشوري تغلات بيلاصر الثالث ** وغيره من ملوك آشور بحملاتهم المتكررة أن يعم السلام والإطمئنان ليس في وادي الرافدين على حدة، بل حتى خارج الهلال الخصيب ككل ومن جراء ذلك سمى المؤرخون هذه الحقبة التاريخية بالسلام الآشوري Pax Assyriaca   كونه امتد لفترة طويلة جدا ما يقارب اكثر من سبعين عاما!
.....................
* Syriac Dictionary by J. Payne Smith (Mrs. Margoliouth )
Oxford University Press 1979 p 43
** يرجى مراجعة كتاب التواريخ للمؤرخ البريطاني أرنولد جي توينبي، المجلد الرابع والصفحات 475-477 من الطبعة الإنكليزية.

70
الإنتداب الآشوري على بابل نتيجة خطرالقبائل الآرامية والكلدية !

آشور بيث شليمون

إن الهلال الخصيب برمته كان خزانا وموطنا للشعوب التي تتكلم لغات قريبة جدا بعضها ببعض والتي  تسمى اليوم باللغات السامية وفق المستشرقين.

وإن امتدادها لم يقتصر  داخل  الهلال الخصيب وحده- ܩܫܬܐ ܣܗܪܢܝܬܐ ܫܡܝܢܬܐ،  بل امتد حتى الى كثير من المناطق المجاورة وحتى البعيدة كإنتشار الكنعانيين والفينيقيين في حوض البحر الأبيض المتوسط  أو امتداد الآشوريين شمالا حتى أورمية شمال غرب إيران اليوم وكبادوكيا في الوسط الغربي من أناتوليا أي تركيا اليوم.

أما انتقال هذه الشعوب ومنها التي تسمى بالآرامية والكلدية ( 800- 1000 ق.م. ) من داخل الهلال الخصيب إلى أطرافه الشرقية والشمالية  كان طبيعيا وخصوصا كونها شعوب غير متحضرة وشبه بدوية طلبا للمرعى والكلأ.

إن حروب الآشوريين ضد الأمم الغريبة والدخيلة تعتبر  من الأوليات،  ولكن في نفس الوقت كان يواكبه من جهة اخرى حروب داخلية    ضد هذه الشعوب السامية البدوية التي كانت تعبث بالأمن والإستقرار ومنها الارامية والكلدية التي كانت تجتاح المناطق الحضارية  بمواشيها عادة .

في أوائل القرن الثامن قبل الميلاد، وأثناء التوسع الآشوري ومن الجملة نحو بابل في الجنوب حيث الحدود بين البلدين لم تكن واضحة ومرسومة الملامح بعد، ولكن في عهد الملك الآشوري – تغلات بيلاصر أخذ بالتوغل في بابل والهدف منه كان إيقاف المد والزحف الآرامي والكلداني الذي كان يتعاظم في بابل قبل ان يستشري شمالا أي في بلاد آشور نفسها، والشيء الذي دفع البابليون بالرضوخ وقبول السلطة الآشورية حيث غدت بابل تحت الإنتداب الآشوري وبرضاها هذه المرة كي تتجنب هؤلاء البدو الرحل سواء من الآراميين أو الكلديين ان يعبثوا بالأمن والإستقرار الذي كانوا يتنعمون به!

وطبعا الهدف منه أيضا، الحفاظ على الحياة الحضارية والمدنية في المنطقة إجمالا والتي كانت تنعم بها – بابل خاصة وبنفس الوقت الحفاظ على أمن وإستقرار البلاد الآشورية نفسها.
ودخول هذه الجماعات في التركيب الإجتماعي البابلي الآشوري أدى الى تأقلمها وإنغماسها كليا كون الشعب الاشوري رغم تشبثه بالآشورية، لكن كان منفتحا وليبراليا حيث فسح المجال لها أسوة بالمحليين الآشوريين والبابليين ورغم هذه التطورات بقيت المنطقة معروفة بآشوريا  ASSYRIA رغم وجود هذه الأقليات الكلدية أو الآرامية وأكبر برهان على ذلك لو راجعت قاموس السرياني لمرغوليوث والمعروف ب- 
A compound Syriac Dictionary Edited by J. Payne Smith ( Mrs. Margoliouth) حيث تجد تفسير – ܒܝܬ ܐܪܡܝܐ –  ليس آراميا بل آشوريا * أي مفردة ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ  تعني بلاد آشور.

وهكذا استطاع الملك الآشوري تغلات بيلاصر الثالث ** وغيره من ملوك آشور بحملاتهم المتكررة أن يعم السلام والإطمئنان ليس في وادي الرافدين على حدة، بل حتى خارج الهلال الخصيب ككل ومن جراء ذلك سمى المؤرخون هذه الحقبة التاريخية بالسلام الآشوري Pax Assyriaca   كونه امتد لفترة طويلة جدا ما يقارب اكثر من سبعين عاما!
.....................
* Syriac Dictionary by J. Payne Smith (Mrs. Margoliouth )
Oxford University Press 1979 p 43
** يرجى مراجعة كتاب التواريخ للمؤرخ البريطاني أرنولد جي توينبي، المجلد الرابع والصفحات 475-477 من الطبعة الإنكليزية.

71
من القدس العربي :

اكتشاف مزرعة آشورية عمرها 2800 سنة في فلسطين
December 15, 2014
 
الناصرة ـ «القدس العربي» من وديع عواودة: كشف أمس عن مزرعة ضخمة عمرها 2800 سنة من فترة الوجود الآشوري لفلسطين في منطقة رأس العين، على حدود الخط الأخضر الفاصل بين الضفة الغربية ومناطق 1948. وتشمل المزرعة الآشورية التي تمتد على مساحة 1200 متر مربع 23 غرفة كشفت عنها دائرة الآثار الإسرائيلية خلال أعمال حفر تمهيدية قبيل أعمال بناء.
ويعتقد منقبو الآثار أن الغرف كانت جزءا من بلدة زراعية في المنطقة القريبة من الساحل الفلسطيني. وكشف النقاب عن معاصر عنب كثيرة، ما يدلل على أن صناعة النبيذ كانت رائجة جدا بل المرفق الأساسي هناك إضافة إلى مخازن الحنطة التي تدلل على رواج زراعة الحبوب أيضا. ويوضح الباحثون الأثريون أن المزرعة ظلت قائمة بعد العهد الفارسي أيضا في القرن السادس قبل الميلاد، وبعدها في الفترة اليونانية (الهيلينية) التي بدأت مع احتلال البلاد على يد القائد الكبير الإسكندر المقدوني. وتظهر آثار يونانية في أرضيات الغرف داخل المزرعة منها صورة فسيفسائية لعدة آلهة مثل زيوس، علاوة على العثور على عملة هيلينية نادرة.
وفي الفترة العثمانية تم فتح فرن لاستخراج الجير استخدمت حجارة المزرعة كمادة خام له. وتعتبر رأس العين بجوار منبع نهر العوجا محطة على طريق البحر بين الضفة الغربية وبين الساحل. وبسبب موقعها الجغرافي الاستراتيجي كانت منطقة رأس العين هدفا للغزاة والاستيطان لأهميتها الزراعية والعسكرية.
وعلى مسافة قصيرة من المكان تم اكتشاف آثار مغرقة في القدم تعود للعصرين النحاس
د. حسين السلع - فيلدلفيا
Posted December 16, 2014 at 8:37 AM
هذه المنطقة هي بلدة مجدل الصادق والمزرعة في اراضيها الى جنوب منها حيث تم عمل معمل الكلس ما بين المجدل والمزيرعة: وأراضيها تشمل نهر العوجا ورأس العين التي استوطنها الصهاينة بعد أن انسحبت بريطانيا بعد انهاء الانتداب البريطاني.
هذه بلدتي التي دمرها المحتل الصهيوني ولم يبق منها الا القلعة وبرزالدين وبعض الاثار مثل معمل او فرن الكلس (الشيد) والمحاجر) التي استعملت حجارتها في بناء تل أبيب والمستعمرات مثل روش هيا عين على ارضنا بالقرب من منبع نهر رأس العين.
وللعلم فأن قرية المزيرعة التي كان يسكنها ال الرمحي الاكارم وغيرهم من العائلات تشارك المجدل في الاراضي التي تحوي هذه المزرعة الاشورية ولذلك سميت المزيرعة كتصغير لمزرعة كانت مشهورة بالحبوب والعنب والفواكه وتقع قريتنا والمزيرعة الى الشرق من مطار اللد المسمى الان مطار بن غوريون وقد اقتطع العدد من الدنمات لانشاء هذا المطار من أرضنا أيام الانجليز ولم يتم التعويض علينا بأي مبلغ.
سنعود اليك يا بلدتي وسنشاهد المزرعة الاشورية والمزيرعة ويافا وكل فلسطين حرة بعد أن يتم دحر..



http://www.alquds.co.uk/?p=265680

72
ترتيلة عيد الميلاد بقلم مار نرساي الملفان!

آشور بيث شليمون

توطئة:

يعد الملفان العلامة مار نرساي أحد أعمدة الكنيسة المشرقية القديمة الكبار نظرا لأعماله وانجازاته الكبيرة وخصوصا في حقل التربية المسيحية الحقة حيث  شغل مديرا لأقدم أكاديمية في التاريخ وهي أكاديمية نصيبين لمدة تتراوح ما بين 40-50 سنة وقبلها تلقى علومه في مدينة أورهاي والتي شغل فيها ردها من الزمن حتى أغلقها الأمبراطور الروماني.   

عادة يعرف مار نارساي ܡܪܝ ܢܪܣܝ ب – قيثارة الروح – نظرا لمؤلفاته الغزيرة في الديانة المسيحية، وليس ذلك فحسب كونه آشوري الولادة والجنس*، ذكر قومه الأشوري بكل شرف وعزة.
لا تعرف سنة ولادته ولكن الارجح كانت بنهاية القرن الرابع ويقال انه عاش أكثر من تسعين سنة حيث وافته المنية ؟
..........................

مقتطفات من ترنيمة الميلاد:

" ܥܡܡܐ ܘܢܬܒܣܡܘܢ :  ܒܢܘܗܪܐ ܪܒܐ ܕܠܐܪܥܐ ܢܚܬ ܀ ܚܕ ܐܝܙܓܕܐ ܡܢ ܟܘܟܼܒܼܐ.  ܪܩܝܥܐ ܫܕܪ ܕܢܟܼܪܙ ܠܗܘܢ .
ܠܒܹܢܝ  ܦܪܣ ܕܢܬܛܝܒܘܢ :  ܘܢܚܙܘܢ ܡܠܟܐ ܘܠܗ ܢܣܓܼܕܘܢ ܀ ܩܪܬ ܠܡܓܼܘܫܐ ܘܐܡܪܬ ܠܗܘܢ : ܪܒܬܐ ܐܬܘܪ ܟܕ ܐܪܓܼܫܬ  .  ܕܣܒܼܘ ܩܘܪܒܢܐ ܘܙܠܘ ܝܩܪܘܗܝ  - ܠܡܠܟܐ ܪܒܐ ܕܒܝܗܘܕ ܕܢܚ ܀ ܪܫܝ ܦܪܣ ܟܕ ܪܘܙܝܢ :  ܫܩܠܘ ܥܠܡܐ – ܢܣܥܘܪ ܦܢܝܬܢ ܘܢܒܪܟܝܗ ܀ ܬܚܕܐ ܦܪܣ ܒܣܒܪܬܟܘܢ :  ܬܪܘܙ ܐܬܘܪ ܒܡܐܙܠܬܟܼܘܢ .  ܘܡܐ ܕܡܠܟܘܬܗ ܕܒܪܝ ܐܨܡܚܬ – ܢܫܪܐ ܫܝܢܗ ܒܬܚܘܡܟܼܘܢ ܀ ܬܙܡܪ ܥܕܬܐ ܟܕ ܚܕܝܐ – ܫܘܒܼܚܐ "


تعريب النص:

الشعوب فرحة بالضياء العظيم الذي حطّ على الأرض . ورسول من نجوم السماء بعّث ليكرس لهم.
بنو فارس( بلاد ) يتلذذون، عندما رأوا الملك وسرعان خرّوا ساجدين له . لقد دعي المجوس وقيل لهم آشورالكبرى ( بلاد ) لقد تهيجّت عندما تناولوا القربان. حيث امتد صيته واحترامه الى الملك العظيم الذي أشرق في اليهودية . وفرح رؤساء فارس .
الشعوب زارت كل النواحي وباركوها ، ابتهجت آشور  ܐܬܘܪ بمسيرتكم . وما ملكوته التي بررّت الإستشراق هذا – ليعم السلام في ربوعكم ، ولترنم الكنيسة  مسبّحة وهي فرحة .
................

*
رأى النور لأول مرّة في قريته عبن دولبي  ܥܝܢ ܕܘܠܒܐ إدلب من اعمال محافظة دهوك- نوهادرا .    
وللمزيد عن ملفاننا الكبير، يرجى النقر على الرابط أدناه:

http://www.tellskuf.com/index.php/authors/90-ah/10654-2011-03-20-10-36-17.html


73
أبو العز خضيري فخر الكنيسة المسيحية المشرقية/ النسطورية 

بقلم آشور بيث شليمون

توطئة:

قبل الولوج في الموضوع، أحب أن ألقي ولو نظرة خاطفة على تاريخ الكنيسة المشرقية القديمة ( ܥܕܬܐ ܥܬܝܩܬܐ ܕܡܕܢܚܐ ) والمعروفة في كثير من الأحيان بالكنيسة النسطورية أيضا.
استنادا لتاريخنا الكنسي الذي يفيدنا بانتشار الديانة المسيحية في الشرق الأدنى وخصوصا في الهلال الخصيب كالنار في الهشيم، إذ في غضون قرنين وربما أقل غدت المنطقة مسيحية تقريبا .
وفي القرون الاولى للديانة المسيحية وخصوصا في أوسط القرن الخامس وما بعده حيث احتدم الجدال العقائدي بين المسيحيين نتيجة المجاميع المسكونية التي عقدت من أجل تنظيم أمور الكنيسة. ولكن للأسف ونتيجة هذه المجاميع المسكونية عوضا عن التلاحم والتعاضد، حصل انقسام وانفصام كبيرين بين المجتمعين وظهرت نتيجة ذلك عدة مذاهب مسيحية ومنها المذهب النسطوري الذي ينادي أن للمسيح شخصين( إقنومين) مختلفين، واحدة إلهية والاخرى ناسوتية/ انسانية حيث تبعه جمع غفير لا سيما في بيث نهرين/ العراق وبلاد فارس وارتأى رأيه المناذرة العرب أيضا حيث يغدون بذلك جزءا مهما لا يتجزأ من جسم كنيستنا المشرقية هذه.

والجدير بالذكر، أن اللغة السريانية كانت اللغة الرسمية لهذه الكنيسة وكذلك لشقيقتها * الكنيسة الأرثوذكسية والمعروفة بالمونوفيزية /اليعقوبية والتي تؤمن بالطبيعة الواحدة.
القس الربان أبو العز خضيري:

كان للكنيسة المسيحية المشرقية أتباع كثر في الحيرة والتي كانت مملكة عربية في جنوب ما يسمى العراق اليوم. ونتيجة ذلك كان لهم فيها ديرا وكنيسة حية نابضة في نشر المسيحية بين إخوتنا العرب – كنيسة مار ميخائيل رفيق الملائكة / ܥܘܡܪܐ ܕܡܪܝ ܡܝܟܐܝܠ ܚܒܪܐ ܕܡܠܐܟܐ - والتي كانت تحت رعاية وإدارة الأسقف يوحنا الأزرق وبمعاونة الراهب أبو العز خصيري .
في كتاب صلوات الكنيسة والمسمى كتاب " الخوذرا ܚܘܕܪܐ" من مؤلفات جهابذة الكنيسة النسطورية، هناك صلاة جميلة ورائعة باللغة السريانية من تأليف القس أبو العز خضيري والتي تقرأ في صباح يوم الأحد في تقديس الكنيسة عادة، وهذا نص منها:
" ܠܟ ܝܡܐ ܠܐ ܡܬܓܫܫܢܐ ܒܐܪܙܘܗܝ . ܢܘܗܪܐ ܡܢ ܢܘܗܪܐ. ܘܨܡܚܐ ܐܝܬܝܝܐ ܕܡܢ ܐܣܦܪܐ ܗܝ ܪܒܬܐ ܘܟܠܢܝܬܐ . ܕܒܐܝܡܡ ܓܠܝܢܗ ܚܕܬ ܫܡܝܐ ܘܐܪܥܐ ܘܟܠ ܕܒܗܘܢ . ܗܘ ܕܡܬܚ ܨܦܪܐ ܕܐܘܚܕܢ ܫܘܠܛܢܗ ܒܥܡܪܬܐ. ܘܒܢܘܗܪܐ ܕܙܠܝܩܘܗܝ ܛܠܩ ܚܫܟܐ ܟܠܗ ܡܢ ܝܬܒܬܐ: ܒܪܟܝܢܢ ܘܣܓܕܝܢܢ ܩܕܡܝܟ ܒܥܕܢܐ ܗܢܐ ܕܨܦܪܐ ܀ "
تعريب النص :
لك بحر الذي لا ن
ملك أسراره، ضياء من ضياء، والشروق الناتج من الكروية العظيمة والشاملة/ الشمس، وبجلاء نهاره يجدد السماء والأرض وكل ما فيهما، الذي بسط صباح دولة سلطانه بالمعمورة، وبضياء أشعته التي بددت الظلمة من كل العالم: أجثو وأسجد أمامك في هذا الوقت من الصباح ܀
الدور الأبوي لكاهننا أبو العز خضيري له العز:
إن التاريخ الكنسي يخبرنا عن زيارة الخليفة عبد الملك بن مروان ** للعراق بعد ان استطاع الحجاج بن يوسف الثقفي من اخماد ثورة عارمة وكي يتفقد الأمور والتي كانت بمثابة نصر له. وفي طريقه تفقد كنيسة مار ميخائيل رفيق الملائكة في مدينة الحيرة وشاهد بأم عينيه كيف كن العذارى من بنات الحيرة يتلون الصلوات والترانيم الدينية وباللغة السريانية بقيادة مدربهم ومعلمهم القس أبو العز خضيري. وعندما غادر المكان طلب من الأسقف يوحنا الأزرق أن يضم بعضا منهن الى قطيع حرمه .
وعندما علمن العذارى بهذا الخبر المزعج الذي وقع عليهم كالصاعقة، سرعان ما تقاطرن حول أباهما الروحيان، الاسقف يوحنا الأزرق و القس ابو العز خضيري كي ينقذهما من هذا المأزق . وهكذا قاما كل من الأسقف يوحنا الازرق والقس أبو العز خضيري بطمأنتهن في الصلاة والصيام لمدة ثلاثة أيام كي يبعد الله عنهن هذا الشر المستطير.
وهكذا العناية الإلهية بالفعل أخذت دورها الفعلي في إنقاذ هؤلاء الصبايا البتولات بانتشار الخبر عن وفاة الشخصية التي وكلها الخليفة بتطبيق أمره في العراق وبموته ماتت الفكرة نفسها .
صدام الخليفة عبد الملك بن مروان والجاثليق النسطوري***:
حدث هذا في أيام بطريرك الكنيسة المشرقية مار حنان يشوع الاول والملقب بالأعرج ( 685- 700 ميلادية ) وبالمناسبة في زيارة الخليفة حيث تقدم المواطنون بالولاء للخليفة في استقباله كالعادة ومن الجملة كان البطريرك النسطوري. وعندما تصافحا معا، فاجأه الخليفة بهذا السؤال: " ما رأيك في الإسلام ؟ " طبعا البطريرك النسطوري كان له علم تام بما جرى على رعيته وابنائه في كنيسة الحيرة حيث لم يستطع ان يكتم ما في قلبه من انزعاج وقال: " إنه دولة سياسية انشاها السيف، لا ديانة أيدتها المعجزات على نحو الديانة المسيحية ... " عندها ثار غيظ الخليفة وأمر بان يقطع لسان البطريرك . وكاد الأمر ينفذ لولا تدخل بعض المنفذين في البلاط والمصدر الكنسي هذا على لسان ابن العبري لم يذكر اسمهم، ولكن من المرجح أنه سرجون – والد يوحنا الدمشقي  ܝܘܚܢܢ ܕܕܪܡܣܘܩ أو الشاعر الأخطل مرافقا الخليفة وكلاهما مسيحيان .
...................
* المؤرخ اللبناني فيليب حتي كان أول من أطلق هذه التسمية – الشقيقة – على الكنيستين، ولكن شخصيا أذهب أبعد من ذلك وأضيف واقول الكنيستان التومأتان لما بينهما من أواصر القربى وفي منطقة جغرافية واحدة غالبا.
** عبد الملك بن مروان بن الحكم ( 26 – 86 هجرية/ 646 – 705 ميلادية ) وهو خامس خلفاء الأمويين الذين أخذوا مدينة دمشق مقرا لهم.
[b]***[/b][/size] حنان يشوع الأول الأعرج / ܚܢܢܝܫܘܥ ܐ ܚܓܝܪܐ ( 685 – 700 ميلادية ) وهو البطريرك الأربعين من سلسلة البطاركة للكنيسة المشرقية النسطورية.


74
ܗܫܐܝܬ ܒܥܝܢܢ ܚܘܪܪܐ ܠܓܒܪܐܝܠ ܡܘܫܐ ܓܒܪܐܝܠ!

الدعوة تنطلق في العالم لإطلاق سراح الأخ كبرئيل موشي كبرئيل وخصوصا من مدينته – القامشلي – بالذات .

كلنا نامل ان تسمع السلطات المحلية النداء وتعمل لإخلاء سبيله وخصوصا بهذه المناسبة العظيمة ألا وهي ميلاد السيد المخلص الرب يسوع المسيح، ولهم شكرنا الجزيل سلفا!!!

http://www.samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?f=7&t=21297

آشور بيث شليمون
___________________

75
الهاجرية   *

Patricia Crones & Michael Cook , HAGARISM , The Making of the
Islamic World- CAMBRIDGE UNIVERSITY PRESS – LONDON 1977

ملاحظة: لقد استشهدت من هذا الكتاب كثيرا في مقالاتي وخصوصا عند الدفاع عن القومية الآشورية -  آشور بيث شليمون
...............
نبذة من هذا الكتاب بما يخص شعبنا الآشوري وفي بلاده الآشورية.



فقد اتسع العراق ليس لهوية إقليمية واحدة، بل لهويتين، هما الآشورية والبابلية. لقد عانت الثقافتان على حد سواء، طبعاً، من تدمير عنيف عند سقوطهما قبل الغزوات العربية بألف سنة: فكما حوّل نابوبالاسر والميديون آشوريا إلى «ركام وخرائب» عام 612 ق.م(64)، كذلك فقد دكّ أحشورش أسوار بابل، جرّد مواطنيها من أملاكهم وحوّل إلهها إلى سبيكة ذهبية وذلك بعد ثورة 482 ق.م(65). مع ذلك فقد بقيت الهويتان على حد سواء، الأولى تحت حماية درع مسيحي، والثانية تحت حماية درع وثني.
كان هذا التقسيم غير العادي للعمل بين المسيحية والوثنية نتيجة الأثر المختلف للحكم الأجنبي على الإقليمين. فآشور، التي لم يكن لديها الثروة الخرافية ولا الأهمية الإستراتيجية التي لبابل، تركت وشأنها فعلاً من قبل الأخمينيين والسلوقيين(66) ؛ ولأن العالم الخارجي حكم عليها بالنسيان، فقد استطاعت أن تعيد تجميع ماضيها المجيد بنوع من الهدوء(67). وهكذا فحين عادت المنطقة إلى بؤرة التاريخ في ظل حكم البارثيين، فقد عادت بتعريف آشوري للذات، وليس فارسياً، بغض النظر عن اليوناني؛ أُعيد تجديد معبد آشور، وأعيد بناء المدينة(68)، وعادت إلى الوجود دولة خلافة آشورية على هيئة مملكة أديابين التابعة(69). وضع الساسانيون حداً لاستقلال هذه المملكة(70)، لكنهم لم يستبدلوا الحكّام المحليين بطبقة بيروقراطية فارسية: مع أن مكانتهم أُنْقِصت بحيث أصبحوا خدماً مطيعين للشاهنشاه، وبالتالي استمرت موجودة طبقة أرستقراطية وطنية(71). مع ذلك، ففي هذا الصدد، كان موقعهم في الدولة الفارسية غير مريح. ففي ظل حكم البارثيين راح الشاهنشاهات يطالبون بوحدة دينية ردّاً على الأهمية السياسية(72)؛ أما في ظل حكم الساسانيين فقد فعلوا ذلك على نحو منظم، وفرضوا بالتالي حقيقة فارسية على الهوية الآشورية. وطالما كان مستوى الإندماج متدنياً أُمْكِن تغطية هذا التنافر بمحاولات توفيقية(73)؛ لكن ما أن وضع الساسانيون الطبقة الأرستقراطية المحلّية في تماس أقوى مع البلاط الفارسي، حتى أُغْلِقت عيون الشبكة(74). وهكذا فقد عملت مَلَكية فارسية من أجل إله إثني في الشرق ما عمله إله إثني من أجل ثقافة يونانية في الغرب، تمسّك الآشوريون بنسبهم، لكنهم بعكس أقاليم الغرب لم يكن باستطاعتهم أن يتهرطقوا فحسب: فحتى زرادشتية هرطوقية ظلت من منظور مفاهيمي فارسية، لذلك كان الآشوريون بحاجة مقابل الفرس إلى ديانة مختلفة بالكامل(75). من ناحية أخرى، فحتى مسيحية أرثوذكسية ظلت مجرد يونانية بالتداعي، لذلك فمقابل الإغريق تبدو هرطقة ما وكأنها تفي بالغرض. وهكذا، بعد انعطاف عبر اليهودية، تبنى الآشوريون المسيحية ووجدوا هرطقتهم في النسطورية(76).

كان هنالك بالتالي نسختان متمايزتان عن المسيحية في الكنيسة النسطورية: فمن ناحية كنيسة آشوريا المحلية، وهي تأكيد شوفيني على هوية ريفية؛ ومن ناحية أخرى كنيسة فارس الحضرية والتي كان مركزها في بابل، وهي تأكيد كوزموبوليتاني على حقيقة أممية. لكن إذا أُمْكِن مقارنة كنيسة آشوريا في هذا الصدد بالكنيسة المصرية، فشوفينيتها أخذت شكلاً مختلفاً إلى حد ما. فقد احتفظت مصر بإثنية ولغة مميزتين لها ضمن طبقتها الفلاحية، في حين كانت طبقتها الأرستقراطية تنتمي إلى العالم الهليني الأكثر اتساعاً؛ آشوريا بالمقابل امتلكت طبقة أرستقراطرية مميزة لها، في حين شاركت العالم الآرامي الأكثر اتساعاً في إثنيتها ولغتها. وهكذا ففي حين كانت الشوفينية القبطية إثنية ولغوية، استدارت شوفينية آشوريا إلى ذكريات ماض مجيد. في هذا السياق فإن اهتدائين جاءا في الوقت المناسب أفادا في تنقية الملوك الآشوريين من سوء سمعتهم حيال الكتاب المقدّس. الأول هو سردانا، ابن سنحريب، الملك الثاني والثلاثون لآشوريا بعد بيلوس وحاكم ثلث العالم المأهول، والذي أذعن لرسالة يونان التوحيدية وشرّع صوم نينوى الذي أنقذ نينوى من الدمار(86) ؛ وبما أن الصوم أنقذ الآشوريين من غضب الرب في الماضي، فقد أعاد تشريعه سابريشو من كرخا دي بيت سلوخ لإنقاذهم من الوباء بعد ألف سنة(87).و الثاني هو إعادة تحرير نسخة اعتناق إيزاتيس الثاني الذي من أديابين اليهودية في نسخة اعتناق نارساي الآشوري المسيحية(88). كان هذا يعني أن الآشوريين كانوا موحدين قبل المسيح ومسيحيين بعده، والماضي بالتالي قاد نحو الحاضر دون أي شرخ. وهكذا فتاريخ كارخا دي بيت سلوخ يبدأ بالملوك الآشوريين وينتهي بالشهداء الآشوريين: سركون أسسه(89) والشهداء جعلوه «حقلاً مباركاً للمسيحية»(90). يشبه ذلك أنه في القرن السابع قبل المسيح وقف العالم كله مرعوباً من ساردانا(91)، وفي القرن السابع بعد المسيح احتل القديسون مكانه باعتباره «شمس آثور» و «مجد نينوى»(92).
بالمقابل، فالكنيسة في بابل، لم تكن تمتلك فخار مصر اللغوي والإثني ولا فخار آشوريا التاريخي. وبالمقارنة مع مصر فقد حددوا هويتهم كأغيار(93) واستخدموا الفارسية والسريانية على حد سواء(94). وبالمقارنة مع آشوريا، فقد تخلّوا للوثنيين عن الماضي البابلي: فنمرود، الذي هو في آشوريا أحد الأسلاف من الملوك والذي كانوا يحتفلون بذكراه تحت أسماء القديسين المسيحيين(95)، احتُفِظ في بابل بمماثلته مع زرادشت(96) فأضحى إما مرفوضاً كمؤسّس للوثنية الفارسية(97) أو اُدْخل في حل استرضائي باعتباره المرشد الذي يوحى إليه والذي قاد المجوس في البحث عن المسيح(98)؛ لكنه في كلا الحالتين ظل غريباً. كذلك فبقدر ما أن التقليد الذي مثله ايشوداد المسيحي الذي من مرد يبدو مفصولاً بالكامل عن الماضي البابلي، رغم ضخامة تعاليمه، بقدر ما أن التقليد الذي يمثله ابن وحشية يبدو في علاقة حب كاملة مع الماضي البابلي، رغم ضخامة أخطائه.
  مع ذلك فقد اختلفت الكنيستان الآشورية والبابلية على حد سواء عن كنيسة مصر في توجههما الأرستقراطي؛ الأولى لأن هويتها الآشورية أُلْبِسَت ثوب أرستقراطية وطنية، والثانية لأن الإنفصال عن هوية وطنية سمح لها بقبول كامل للقيم الأرستقراطية الفارسية. وهكذا فنبلاء الكنيسة الآشورية هم الذين كوّنوها: التسلسل اللانهائي للفلاحين في أقوال آباء الكنيسة المصريين يفسح المجال هنا إلى تسلسل لا نهائي لعلّية القوم في أعمال الشهداء الفرس، وفي حين أن عليّة القوم المصريين لم يستطيعوا افتداء مكانتهم الدنيوية إلا بالمضي نحو المونوفيزية،
فالمصادر النسطورية تطفح فعلاً بالإقرار الشرعي بالطبقة الأرستقراطية(99). إن خوف آشوريا على نمروداتها أو سنحاريباتها المحليين مقترن باجلالها الحضري للسلالة الملكية لأي سابا، يوحنان، أو غوليندخت(100)، والنساطرة بالتالي كانوا متوحدين في تقديرهم العالي للسلطة، الثروة، وللشهرة الدنيوية(101). والواقع أنه من حين لآخر كان تعصّب الشاهنشاهات يحول دون العمل في البلاط الملكي(102) ؛ مع ذلك فالأقطاب المحليون استطاعوا البقاء في السلطة، كما لعب العلمانيون دوراً بارزاً في الكنيسة النسطورية، أما الشاهنشاهات المتسامحون فقد كانوا يتلقون الخدمات الطوعية لمواليهم المسيحيين(103)؛ من بين كل العلمانيين نجد يزدين الكركوكي الموظّف الأميري المسؤول عن الضرائب والجزية والغنائم لخسرو الثاني، والذي كان مبجلاً باعتباره «المدافع عن الكنيسة بطريقة قسطنطين وثيودوسيوس» (104). وهكذا فالنساطرة كانوا متشابهين في اتحاد موقفهم من الملك الفارسي: فالجميع قبلوا بالتفوق السياسي للإمبراطورية الفارسية، وحتى الآشوريين لم يكن باستطاعتهم أن يأملوا بإعادة إحياء سنحاريبية؛ لكن ما أثار حنقهم كان تعصب الزرادشتية الإثني، لذلك فقد كان هدفهم هداية الشاهنشاه إلى المسيحية وليس الإنفصال عن حكمه(105).
كأعضاء في كنيسة أرستقراطية كان النساطرة يختلفون أيضاً عن الأقباط في امتلاكهم لثقافة علمانية غنية: فتقديرهم الرفيع للسلطة الدنيوية كان مقترناً بتقديرهم الرفيع للعقل البشري،وهي مسألة صادق عليها اللاهوت النسطوري. كان مرجعهم الرسمي، وهو ثيودوروس المصيصي، يعرف بالطبع عقيدة سقوط آدم التقليدية، والتي ترى حالة الخلود والمباركة الأولى قد عُطِّلت بالإثم وأفسدت على نحو تصاعدي وذلك حتى العودة الدرامية للنعمة مع الموت الخلاصي ليسوع. لكنه كان يعلّم أيضاً عن عقيدة أخرى تحكي عن حالة نقص أوّلية تقدّم الإنسان منها في ظل الهداية الإلهية حتى أُعيد اكتساب الخلود مع قيامة المسيح الأمثولية(106). وهكذا فقد أكدت العقيدة الأولى على حاجة الإنسان للنعمة، في حين أكدت الأخرى على قدرته على مساعدة ذاته: إذا كان للتوجيه الإلهي أي تأثير فالإنسان يجب أن يكون بالضرورة قادراً على التمييز بين الخير والشر وأن يعمل بما يمليه عليه عقله، ولذلك يجب أن يكون الشر فعلاً للإرادة وفعلاً ضد المعرفة الخيّرة(107). هذا الرأي الثاني هو الذي اختاره النساطرة، وإذا لم يمضوا في طريقهم نحو البيلاجية(108)، أو يختزلوا الفداء إلى مجرد رمز لخلود مستقبلي(109)، فهم حتماً عظّموا العقل على حساب النعمة(110).
لقد أدى امتلاك التفكير العلماني لملاذ آمن اجتماعياً وعقائدياً إلى أمرين بالنسبة للثقافة النسطورية. أولاً، في حين كانت الكنيسة القبطية ريفية جلفة، كانت الكنيسة النسطورية أكاديمية. بل إن أكثر ما يلفت النظر في المسألة، هو أنها دشنت واحدة من مدارس اللاهوت التي لا علاقة لها بالأديرة القليلة العدد في الشرق الأدنى وذلك حين هاجرت مدرسة الرها إلى نصيبين(111)، ونصيبين بدورها أوجدت سلسلة مدارس أخرى أصغر منها حجماً؛ كذلك فقد دشنت مدرسة ثانية مع استقرار سجناء الحرب في جنديسابور(112). وبشكل عام فقد تكرّر تأسيس المدارس الواحدة تلو الأخرى في حياة وجهاء النساطرة، والقليل من الأديرة كان دون مدرسة (113).
ثانياً، في حين رفضت الكنيسة القبطية الفكر اليوناني باعتباره فكراً وثنياً من الناحية الأخلاقية، فقد أضفت عليه الكنيسة النسطورية صفة شرعية باعتباره مسيحياً جاء قبل أوانه. لأنه لم تكن ثقافة آشورية تلك التي كانت تُعَلَّم في المدارس الآشورية: الإفقار الثقافي في آشوريا لم يكن أقل انتشاراً من الإفقار الثقافي في مصر، وكما كان الإرث المصري في الأدب القبطي محدداً بمقولات من القصص الشعبي، كذلك تماماً كان الإرث الآشوري في الأدب المسيحي محدداً بأحيقار، وزير الملوك الآشوريين(114). لكن بعكس الفلاحين المصريين، استطاعت النخبة الآشورية استعاضة ما فقدته بالحقائق الشاملة للفلسفة اليونانية. فهم لم يترجموا الفلاسفة فحسب بل مجّدوهم(115)، وفي الوقت المناسب صار النساطرة ماهرين في الفلسفة بما يكفي لأن يصدّروها إلى العرب من جديد(116).
في الوقت ذاته فإن مصير الرهبنة عند النساطرة كان بالتالي مختلفاً عن مصير الرهبنة بين المونوفيزيين. فقد بدأت مسيحية مابين النهرين كحركة رهبانية وفق الأنموذج السوري، مع كنيسة أبرشية مكّونة من «أبناء العهد»(117) المنذورين. لكن كما وجد القبط أن باستطاعتهم أعادة بناء مصر المقدسة في الصحراء، كذلك تماماً وجد الآشوريون أن باستطاعتهم إعادة خلق صورة لنظام حُكْمهم حول طبقتهم الأرستقراطية. لذلك يبدو مفاجئاً، أن النظام النسكي قد استؤصل بالفعل، وذلك مع تبني العقيدة النسطورية: لم يبق من «أبناء العهد» إلا الاسم(118)، فألغيت عزوبة رجال الدين(119)، ولم تعد الرهبانية تحظ بالتشجيع(120). بالمقابل فحين عادت النسكية في نهاية الأمر، كانت في شكل جديد ومختلف. وكما في مصر، فقد نُظِّمت الرهبانية وفق الأنموذج الباخومي؛ مع ذلك فمقارنة بمصر كان الرهبان لا يمثّلون سوى مرحلة إعدادية في المسيرة الروحانية. وكما في سوريا، فإن النساك هم الذين حافظوا على فخار المكان؛ مع ذلك فمقارنة بسوريا كان سبب وجودهم إيفاغرياًEvagrian (121). وهكذا لم يكن لدى العراق كيبوتزيم: لم يكن النساطرة ينفرون من السكن في الصحراء، لكنهم كانوا يفعلون ذلك بسبب العزلة التي تصاحب هذا السكن، وليس كي يزرعوا الزهور في الرمال. لكن بالمقابل، لم يكن لدى العراق قديسون عموديون: فالنساطرة لم يكرهوا إماتة الجسد، لكنهم كانوا يفعلون ذلك ليعفوا أنفسهم من الخدمة الكهنوتية المرهقة بسبب متطلباتها التي لم يكن لديهم لها وقت ولا تفكير لأنهم كانوا يلاحقون الرؤيا السرانية لله، وليس لمعاقبة الجسد على خطاياه(122).
بالمقارنة مع مصر وآشوريا فإن إقليم سوريا المتشظي لم يمتلك قط لا هوية ولا هويتين، وعوضاً عن ذلك كان مشكّلاً من مجموعة وحدات دقيقة سياسية، إثنية ودينية. ما من أحد كان يتذكّر في مصر تلك الأيام التي كان فيها لكل ولاية ملك، أما اللقب الفرعوني فلا يُذكّر إلا بأن البلد كانت ذات يوم مملكتين؛ بالمقابل ففي سوريا كان الجميع يعرفون أنه، قبل أيام أغسطس، كان لكل مدينة، وعملياً لكل قرية، ملكها الخاص بها(123). كذلك فقد كان لمصر اثنيتها الوحيدة والفريدة، لكن سوريا كانت مقسّمة بين الفينيقيين، الآراميين، اليهود، الكنعانيين، العرب، إلخ؛ وفي حين كان لمصر ديانتها الوحيدة والفريدة، كانت تعددية الملوك المحليين في سوريا مقترنة بتعددية بعليم (جمع بعل)محليين.
إن تأثير الغزو الغريب على مجموعة الهويات ذات النطاق الصغير هذه كان مدمّراً. فمن ناحية لم يكن ثمة فرعون سوري للأنباط أو لزنوبيا كي يستردوه، أو للسلوقيين وللرومان كي يرثوه؛ وحب الهلينية بالنسبة للإثنين الأولين يقترن بفشل الإثنين الآخرين في إدامة أي بنىً سياسية محلية(124). ومن ناحية أخرى لم يستطع الغزاة ترك الريف وشأنه. وبعكس البطالمة الذين استطاعوا حكم مصر باسكندرية ضد ممفيس وبطليماس ضد طيبة، كان على السلوقيين أن يبنوا مدينة لكل ملك مدينة؛ وحين استطاعت الهوية الوطنية لمصر أن تهدّد باستيعاب اليونانيين، لم تستطع إثنيات سوريا الوطنية سوى أن تخسر كياناتها الفردية لتبزغ كإثنية آرامية مقابل اليونانيين. وهنا كما هناك، حافظ الكهنة على وجودهم. لكن بسبب السمة المتشظية للتقاليد التي كانوا يمثلونها، وتعرضهم الكامل للهلينية، فقد كانت قدرتهم على حفظ الهوية الوطنية بالضرورة محدودة جداً. فمن منظور ثقافي، لم يكن ثمة مانثو Manetho أو بيروسوس Berossus سوري: وفيلون الجبيلي، الذي دوّن التقليد الفينيقي، لم يكن كاهناً محلياً بل أنتيكياً يكن حباً هلينياً للعلوم السرية الشرقية(125)؛ في حين أن هليودوروس، الذي ربما كان كاهناً في حمص Emesa، كتب كروائي يكن حباً هلينياً للعجائب الشرقية(126). من الناحية السياسية، لم يكن لدى الكهنة السوريين ما يحاربون لأجله أو يبكون عليه: فأورانيوس انطونيوس الذي صدّ الفرس بالحمصيين المحليين، لم يكن ايزودورس الذي حارب الرومان بالبوكولوي boukoloi(127) المحليين؛ في حين أن جوليا دومنا كانت تطمح إلى صنع أباطرة رومان، وليس ملوكاً سوريين، تماماً كما أن نوستاليجيتها كانت للوثنية اليونانية عموماً، وليس لطقوس حمص المقدسة على نحو خاص(128).
وهكذا اختفت أشكال الحكم الوطنية ليس فقط مادياً، بل أيضاً أخلاقياً: فكما استطاع إيونوس Eunus الذي حمسته الإلهة سيرا Dea Syra كي يحارب من أجل حريته الشخصية في صقلية الرومانية القديمة أن يعلن أنه ملك هليني ليس إلا(129)؛ كذلك تماماً فإن ثيودورتيس الذي ألهمته مسيحيته كي يدافع عن استقلاليته الثقافية في أواخر العصر الروماني في سوريا استطاع استعمال الملوك الفينيقيين ليزعم فقط عن امتلاك سابق لحقيقة يهودية(130). وحدها الرها، التي حافظت على استقلال متقلقل وفق الأنموذج الآشوري حتى عام 216، حافظت على ذكرى ملوكها المحليين(131)؛ وفي حين كانت اديابين حكومة خلافة آشورية، فإن اوسرهونة Osrhoene لم تكن مملكة متياني شاحبة(132). لكن من كان السكّان الآراميون لمدينة يونانية محكومة من سلالة ملكية عربية بين فارس وروما، حين هم بلا ماض(133)؟ لقد اختفى ملوك المدن وذكرياتهم بالضرورة من أرض البشرعلى حد سواء، ومعهم اختفت الهويات التي أُضِفيت عليهم. وظل إقليم مصر الروماني كيمه Kème، فكيمه هي التي حافظت على وجود الغزو الغريب، لكن فينيقيا كانت مجرّد إقليم روماني، فسوريا كانت النتاج لغزو أجنبي(134).
………………..
* الهاجرية كتاب من تاليف كل من الأساتذة باتريشيا كرونة ومايكل كوك وترجمة الكاتب السوري نبيل فياض.
النص هذا هو من فصل السابع تحت عنوان " أقاليم الشرق الأدنى " من الصفحة ( اللغة الإنكليزية ) 55 الى آخر صفحة 61 إلا فقرة واحدة .


76
شاعر العصر والآشوري الثائر المغفور له ملفونو يوحانون قشيشو

آشور بيث شليمون

   شاعر العصر والآشوري الثائر المغفور له ملفونو يوحانون قشيشو/ ܝܘܚܢܢ ܩܫܝܫܐ
المرحوم ملفونو يوحانون قشيشو رأى النور لأول مرة في مسقط رأسه ببيث زبداي/ آزخ في بلاد آشور –  اليوم منطقة التقاء الحدود العراقية، السورية والتركية – وذلك في 27 كانون الاول من عام 1918 ووالده المعروف باسم القس ملكي موسى .
والجدير بالذكر، أن منطقة بيث زبداي لها شهرة واسعة حيث أنجبت شاعرا آخر والذي يعد بالفعل أمير الشعر السرياني، ألا وهو العلامة والمطروبوليت مار عبديشوع الصوباوي مطران نصيبين وأرمينيا على  الكنيسة المشرقية الآشورية .
لقد اشتهر المغفور له مار عبديشوع الصوباوي، الذي توفي في أوائل القرن الرابع عشر  بكتابه المشهور  ( المقامة أو فردوس عدن ) حيث هو غاية في الاعجاز اللغوي والذي بزّ فيه  العرب في شعرهم.
حقيقة لا مبالغة فيها أن المرحوم ملفونو يوحانون قشيشو كان منذ نعومة أظفاره منكبا على تعلم اللغة والطقوس الكنسية وفق تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية الشقيقة بحيث برع فيها غاية الابداع.
في عام 1927 انتقل مع والديه الى مدينة الموصل/ نينوى ، ولكن بسبب الأحداث المأساوية والدموية وقتئذ لم يمكث في الموصل حيث قفلا والديه راجعين الى بيث زبداي موطنهم الأصلي .
في عام 1929 نزح مع والديه من جديد الى مدينة القامشلي- بيث زالين -  من أعمال الجزيرة السورية والتي كانت تحت الانتداب الفرنسي وقتئذ.
وفي القامشلي التحق بمدرسة الطائفة التي كانت تحت إدارة القومي الآشوري النشيط المرحوم شكري جرموكلي، حيث تعلم اللغات السريانية، العربية والفرنسية  وبعد تخرجه توجه إلى مدينة حلب حيث درس ما بين اثنتين وثلاث سنوات في الشؤون اللغوية والتاريخ.
وبعدئذ غادر حلب كي يدخل الميتم الآشوري* في بيروت  حيث انكب فيه تعلم اللغة السريانية، العربية ، الفرنسية والانكليزية ومن بيروت غادرها الى فلسطين مع والده الذي عينته الكنيسة قسا لكنيسة بيت لحم .
في فلسطين اكمل تحصيله العلمي بحيازته على البكالوريا باللغة الانكليزية ، وبعدها غادر بيت لحم إثر وفاة والده المرحوم وذلك عام 1948 الى مدينة حلب مرة ثانية حيث كان يدرس في مدارس الطائفة .
الملفونو يوحانون قشيشو لمع نجمه في تآليفه اللغوية، القومية والتاريخية الغزيرة حيث ألف قصائد كثيرة عن أمتنا الآشورية ومجدها التليد . و في كتاب أشرف على طبعه وإنجازه الأندية الآشورية في بلاد السويد عام 1993 مشكورين والذي ينوف على خمسمائة صفحة ويحوي على مائة وخمسة وثلاثين من  قصائده الشعرية التي معظمها قومية في تمجيد تاريخنا الآشوري على الأخص ، وله قصيدتان ، سلام عليك يا نينوى وبيث نهرين مهد الحضارة يمكن أن تكونا من المعلقات في   كل بيت آشوري بالإضافة الى قصائده الأخرى من رثاء ومديح وإجلال الشهيد الآشوري وكافة ملافنة شعبنا الميامين من أمثال نعوم فائق، فريد إليا نزها، آشور يوسف، سنحريب بالي، شكري جرموكلي، حنا سلمان وغيرهم كثيرون.
ونتيجة الحالة المضطربة في سوريا غادرها الى بوخارست ليعلم اللغة العربية هناك حتى انتهاء مهمته حيث قفل راجعا الى سوريا ومدينة حلب بالذات حتى غادرها للمرة الأخيرة  إلى بلاد السويد وذلك عام 1976 حتى وافته المنية وذلك في الأول من شهر نيسان عام 2001
والجدير بالذكر له مؤلفات غير شعرية حيث ألف أيضا سلسلة تدريس اللغة السريانية في سبع أجزاء على التوالي والتي كانت تدرس في مدارس الطائفة في مدينة القامشلي لسنوات طوال حتى منعت الحكومة السورية تدريسها باعتبارها لغة أجنبية في أواخر  السبعينيات من القرن الماضي.
وفي بلاد السويد ، لم يثن عزمه المضي في العمل القومي رغم تقدمه بالسن، حيث كان من الأوائل الذين وضعوا اللبنة الأولى في تشييد الصرح القومي لدى الأندية الآشورية في ذاك البلد.
قال عنه الملفونو أوكين منوفر وهو من القامشلي على صفحات المجلة الآشورية ” كوكبو       آثورويو ” بحيث كان من المقربين له : ” يصنف الفقيد الكبير الملفونو يوحانون قشيشو  بين أدبائنا الأكثر عطاء في جيلنا الحاضر، وأسلوبه في الكتابة تغلب عليه البساطة والشفافية …”
إن مؤلفاته الغزيرة ملأت صحفنا ومجلاتنا القومية وعلى سبيل المثال ” الجامعة السريانية ، للأستاذ المرحوم فريد نزها من الأرجنتين، مجلة حويودو لسان حال الأندية الآشورية في بلاد السويد حيث يعتبر أحد من المؤسسين لها ، ومجلة كوكبو آثورويو لسان حال الاتحاد الآشوري الأميركي والنشرة السريانية في مدينة حلب السورية وغيرها .
والآن تعالوا معي لنقرأ معا ما قاله في قصيدته المشهورة ” سلام عليك يا نينوى ” :
ܫܠܡܠܟܝ ܢܝܢܘܐ ܒܝܬ ܡܥܡܪܐ ܕܐܒܗܬܐ
ܫܠܡܠܟܝ ܢܝܢܘܐ ܡܕܝܢܬ ܫܘܒܚܐ ܘܬܡܝܗܘܬܐ
ܫܠܡܠܟܝ ܢܝܢܘܐ ܡܠܟܬܐ ܕܠܗ ܣܓܕܝ ܡܠܟܘܬܐ
ܫܠܡܠܟܝ ܢܝܢܘܐ ܐܬܪܐ ܒܪܝܟܐ ܕܟܠ ܙܟܘܬܐ܀
ܫܠܡܐ ܠܗܢܘܢ ܡܠܟܐ ܪܒܐ ܢܚܫܝܪܬܢܐ
ܫܠܡܐ ܠܗܢܘܢ ܪܒܝ ܚܝܠܐ ܘܩܪܒܬܢܐ
ܫܠܡܐ ܠܓܝܣܐ ܕܐܫܘܪ ܒܝܘܡܐ ܨܡܘܚܬܢܐ
ܫܠܡܐ ܠܐܪܥܐ ܕܡܘܥܝܐ ܥܠܝܡܐ ܚܝܠܬܢܐ܀
ܫܠܡܐ ܠܢܝܢܘܐ ܣܡܬ ܐܣܐ ܕܡܠܦܢܘܬܐ
ܫܠܡܐ ܠܢܝܢܘܐ ܣܡܬ ܛܒܐ ܕܒܪܘܝܘܬܐ
ܫܠܡܐ ܠܢܝܢܘܐ ܐܡܐ ܒܪܝܬ ܡܕܝܢܝܘܬܐ
ܫܠܡܐ ܠܢܝܢܘܐ ܡܕܝܢܬܐ ܪܒܬܐ ܕܓܬܒܪܘܬܐ܀
وقصيدته على شهداء آشور في سبيل الحرية يقول:
ܣܗܕܐ ܠܡ ܕܐܬܘܪ  ܣܗܕܐ ܕܚܐܪܘܬܐ
ܐܫܕܘ ܠܕܡܝܗܘܢ  ܡܛܠ ܫܪܝܘܬܐ
ܥܠ ܥܦܪܐ ܕܐܬܘܪ  ܩܪܒܘ ܚܝܝܗܘܢ
ܒܟܠ ܓܢܒܪܘܬܐ  ܢܩܝܘ ܢܦܫܝܗܘܢ܀
ܨܚܚܐ ܠܡ ܚܕܬܐ  ܐܟܬܒܘ ܒܕܡܝܗܘܢ
ܘܐܗܦܟܘ ܠܗ ܠܫܘܒܚܐ ܗܘ ܕܐܒܗܝܗܘܢ
ܫܠܡܐ ܠܟܘܢ ܣܗܕܐ  ܡܢ ܟܠ  ܐܚܝܟܘܢ
ܡܢ                 ܐܒܗܝܟܘܢ             ܘܡܢ               ܟܠ                                  ܚܒܪܝܟܘܢ܀
أما في قصيدته ” تاريخ الجبابرة – ܬܫܥܝܬܐ ܕܓܒܢܪܐ “  عن القومي الآشوري المرحوم فريد الياس نزها يقول:
ܒܠܠܝܐ ܘܒܐܝܡܡܐ ܟܪܒ
ܘܒܚܩܠܐ ܕܐܫܘܪ ܢܨܒ
ܐܝܠܢܐ ܕܠܡܚܪ  ܝܪܒ
ܘܦܐܪܐ                                              ܒܣܝܡܐ                                              ܝܗܒ
ܚܢܢ ܥܠܝܡܐ ܘܓܢܒܪܐ ܕܐܫܘܪ
ܕܡܢ ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ ܘܕܚܒܘܪ
ܟܠܝܠ ܫܘܒܚܐ ܒܪܝܫܗ ܢܩܛܘܪ
ܘܐܝܟܢܐ                       ܕܙܩܪ                               ܚܢܢ                                       ܢܙܩܘܪ
وفي الختام نتذرع الى العلي القدير أن يسكنه فسيح الجنان ، كما نطلب من شعبنا أن  يحيي ذكراه مع الرهط الأول من القوميين الأشاوس نظرا للدور الريادي الذي لعبه في خدمة أمته
الآشورية التليدة.


[/b][/color][/size][/right]

77
الناشط القومي الآشوري سنحاريب بالي ( 1878 – 1972 ) الحلقة الثانية

آشور بيث شليمون

أعزائي القراء كما وعدتكم عندما تحدثت في الحلقة الأولى عن المغفور له  " يوسف ملك " بأنني سأعقبه عن غيره من  الآشوريين الجهابذة،    وهنا معذرتي لأنني لم أتحدث عن ترجمة حياة  المناضل الآشوري يوسف مالك على أساس أنه أشهر من نار على علم، وبما ان موضوعي ينحصر بالأشياء التي جرت معي فقط  ولكن مرة ثانية المعذرة لذلك وشكرا . وفي هذه الحلقة سوف أتحدث عن الرجل القومي  الآشوري من الطائفة الأرثوذكسية في الولايات المتحدة الأميركية المغفور له سنحريب بالي .

في الحقيقة كقادم جديد الذي أم الديار الأميركية في نهاية سنة 1966 (  19تشرين الأول ) لم أكن أعرف شيئا عن المغفور له " سنحاريب بالي " وذلك رغم أنه كان نشيطا جدا في القضايا الآشورية القومية ورغم أن والدي كان بحوزته كثيرا من المنشورات القومية والسؤال الذي يطرح نفسه وهو،  إذا ما الذي حصل ؟  الجواب واضح وجلي حيث المغفورله كانت جل كتاباته ونشاطاته عامة  باللغة العربية والتي كان ينشرها له صديقه المرحوم  " فريد إلياس نزها  " المقيم في بلاد الأرجنتين وفي العاصمة الفضية  بوينس ايرس  وفي مجلته الجامعة السريانية. وقد كانت هذه المجلة محصورة ومعروفة عادة بأعضاء  الطائفة الأرثوذكسية في أكثر الأحيان .

وهنا قبل أن أسرد مذكراتي الشخصية عن المرحوم من الضروري أن ألقي الضوء ولو بإختصار عن ترجمة حياته الشخصية :
المرحوم سنحاريب بالي كانت ولادته سنة 1878 م في مدينة  " آمد / ديار بكر " من بيث نهرين وحاليا ضمن الأراضي التركية .
إبان الحرب الكونية الأولى وبعد أن فقد كثيرا من أفراد عائلته بأحداث " سيفو " المعروفة على أيدي الأتراك العثمانيين هاجر إلى العالم الجديد ( الولايات المتحدة ) وذلك عام 1912

كان المرحوم نشيطا جدا في القضايا الآشورية وكان يعمل كما ذكرنا أعلاه مع المرحومين فريد الياس نزها ونعوم فائق،  حيث معظم كتاباته تجد لها  أثرا في مجلة   " الجامعة السريانية /  أو الآشورية ASIRIA " حيث باللغة اللاتينية  تسمية  الآشورية  هي ASIRIA   والتي تقابلها  Assyria  باللغة الانكليزية .

كان للفقيد بنون وبنات ، وبالمناسبة نجله  " ريموند بالي " تبوأ رئاسة الاتحاد الآشوري القومي الأميركي وإبنته شميرام هي الآخرى كانت نشيطة جدا في القضايا الآشورية .

لقد غادر  سنحريب بالي عالمنا في عام 1972 بعد عمر يناهز 96 عاما ،  حيث ترك فراغا في القضية الأشورية والتي كانت ديدنه الأوحد من الصعب ملؤه،  ولكن ذكراه ستبقى دون شك إلى دهر الداهرين .

إثر وفاته أسست عائلة المرحوم  ما يسمى ب ( حساب مالي آشوري / Assyrian Book Fund  "  في جامعة هارفارد الأميركية Harvard University  وفي قسم الشرق الأوسط  بغية صرفه للحفاظ على الثقافة وكل ما يتعلق بالقضية  الآشورية .

ومن الجدير بالذكر ، أثناء وجودي في الولايات المتحدة الأميركية انتسبت إلى منظمة قومية آشورية تدعى  " Assyrian National Effort  /  العمل أو الجهد القومي الآشوري " والتي كانت تصدر نشرة قومية المسماة  "  مهادينا  / ܡܗܕܝܢܐ  " وكانت عادة تصدر باللغة الآشورية والانكليزية والآشورية، والكاتبين الرئيسيين في موادها كانا المرحومان  الأستاذ الموسيقار والأديب  " وليم دانيال " الذي كان يكتب باللغة الآشورية والانكليزية والأستاذ صليو سامانو الذي عادة كتاباته كانت محصورة باللغة الانكليزية على الغالب .

بعد فترة قصيرة جدا شاركت في نشر بعض المقالات باللغتين الآشورية والعربية ، وكانت اللغة العربية بهكذا خطوة تظهر في المجلة لآول مرة .  كان هناك البعض يمانع بالكتابة باللغة العربية كوننا قاسينا الأمرين من العرب، ولكن ردي لهؤلاء كان على الوجه الآتي :  إن كثيرا من أبناء شعبنا القادمين الجدد إلى أميركا لم يكونوا قادرين القراءة سواء باللغة الآشورية أوالانكليزية ، وإدخال اللغة العربية مع الإحتفاظ وخصوصا بلغتنا بكثافة لن يؤثرعلى ذلك،  بل سيساعد هؤلاء على تفهم مجريات الأمور في الساحة العالمية والآشورية خاصة هذا من من جهة ومن جهة أخرى ما ذنب اللغة العربية فيما إذا العرب لم يعاملوننا كما كان يجب وبهذا نجحت في إدخال اللغة العربية في نشرتنا هذه .

لقد كانت ترسل هذه النشرة " مهاديانا " إلى شعبنا الآشوري وخصوصا في الولايات المتحدة ، ومن المؤكد أن المجلة هذه كانت تصل إلى الأخ ريموند وخصوصا شقيقته  " شاميرام " التي كانت ترعى والدها الطاعن في السن وبهذا قرأ ما كنت أكتبه باللغة العربية ( حيث المرحوم لم يكن يعرف جيدا اللغة الإنكليزية )  كما أخبرتني شميرام إبنته،  حيث قال لها   " أريد أن أشاهد هذا الشخص بأقرب وقت ممكن حيث  كان طاعنا  في السن وعادة لا يفارق الفراش تقريبا " لذلك قامت إبنته الفاضلة بكتابة رسالة عاجلة باللغة الانكليزية إلى منظمتنا،  حيث ذكرت مطلب  والدها وذات يوم الأخ  المرحوم صليو سامانو الذي كان عادة  يستلم البريد للمنظمة  قرأ الرسالة وأخبرني عن الأمر وقال لي ما رأيك ؟  قلت له رغم أن هناك صعوبات كشخص قادم جديد ولم يؤسس نفسه بعد ولكن وضع الحالتين على الميزان ضميري ينحاز إلى تلبية الدعوة وهي الأفضل لكي أبعث في نفس  هذا الآشوري القومي الفرح والطمأنينة  وهي أبسط خدمة بوسع الفرد أن يسديها لأبناء قومه وخصوصا لمثل هذا  الرجل الذي كرس حياته في خدمة قوميته الآشورية ورفضها عندي لهي جريمة نكراء في وقت كما علمنا من الحلقة الأولى حيث أنا أبحث بنفسي عن رجال قوميين لأشاهدهم والآن هذا القومي يطلب مني مشاهدته، وهي فرصة ذهبية لي أن أحققها وهكذا لبيت الزيارة التي حدثت في أوائل  شهر إيلول من عام 1969 .

وهكذا على التو في اليوم الثاني أخذني الآخ المرحوم صليو سامانو بسيارته مع عدد من الزملاء الذين شاركوا في توديعي في المطار (  شيكاغو ) ومنها جوا  إلى مطار  " نيويورك " .

بعد طيران ساعتين تقريبا وصلت مطار" كنيدي "   في  نيويورك حيث كانت إبنته  " شميرام " بإنتظاري  كما كان المتفق عليه،  والمشكلة التي وجدنا لها حلا مسبقا كوني لا اعرف السيدة بالي اطلاقا ولا هي تعرفني، حقا نسيت ما عملناه ولكن من الأغلب  إتفقنا حول  نوعية  اللباس وكذلك هي وهكذا لم تكن صعوبة حيث وجدنا أنفسنا وكم كانت فرحتها عظيمة  بلقياي وأردفت وقالت لا تصدق مدى فرحة والدي عندما أعلمته بقدومك هذا وشكرا جزيلا  لك ، قلت لها  - لا شكر على الواجب -  أختي الكريمة والدك  يستحق ويستأهل أكثر من هذا .

بعد ها  غادرنا المطار بسيارتها  إلى منزل والدها وبعد مرور ردحة من الزمن وصلنا مكان إقامته  وبدخولنا وإذ والدها طريح الفراش يستقبلني بابتسامة عريضة رغم  معالم العناء والشيخوخة الظاهرتين على محياه حيث عانقنا بعضنا البعض وكانت فرحته عظيمة جدا،  إذ قال حيث لم يكن لي علم بأن أحد أبنائه  كان اسمه  " آشور " أيضا مات وهو في ريعان  الشباب والآن وكأني أرى إبني مرة ثانية، والدموع تنهمر من مقلتيه. وقلت إني متأسف جدا وهذا شئ أكيد مؤلم جدا للأباء إذ  أعرف جيدا الحالة النفسية التي يعيشونها بفقدان أحد أبنائهم وهذا ما حصل لنا عندما فقدنا أخي المرحوم " يوخنا " وهو في ريعان عمره ( 21 سنة ) أيضا وأنا وقتها لم أكن أتجاوز الحادية عشرة من عمري .  على كل شاركنا سوية بآلامنا وأتراهنا ومنها انتقلنا إلى مواضيع أخرى حتى كان وقت النوم  لكي نكمل الحديث في اليوم التالي .

وفي اليوم الثاني تحدثنا كثيرا عن أوضاع الأمة الآشورية وقد عبر عن عدم الرضى من الكنيسة الارثوذكسية التي تحاول قدر المستطاع تعميق الهوة بيننا قوميا وخصوصا واصفة  الكنيسة المشرقية / النسطورية بالهرطقة والإلحاد في وقت أننا كنيسة واحدة وشعب واحد . إن المرحوم صادق في قوله حيث وجدت جهوده القومية تتمشى مع القوميين الآخرين إذ ينتمي الى ذلك الرهط التقدمي الآشوري من أمثال المرحوم  نعوم فائق ، يوسف درنا ودافيد برلي برصوم ، والإثنان الأخيران كانا من رؤساء الإتحاد الآشوري الأولين في الولايات المتحدة الأميركية وكذلك صلته الحميمة مع القومي والصحافي الآشوري الآخر والمقيم في الأرجنتين المرحوم  فريد إلياس نزها وهنا من الضروري أن أستشهد ببضع فقرات من المراسلات بينهما :

"  ... أقول ( المرحوم فريد نزها ) من مدة أرسل إلي صديقي الأديب سنحاريب بالي عدة تقاويم ( روزنامات ) أصدرها أدباء السريان النساطرة باللغات السريانية والفارسية والإنكليزية وهي في غاية الاتقان  والفن تزدان برسوم طائفة كبرى لكبار الفضلاء من أحبارهم وعلمائهم وعدد كبير من أساتذة المدارس ورجال العلم والأدب من كتاب ومحامين وأطباء وغير ذلك . وهم بالأزياء الأوربية الحديثة حتى لتحسبهم من نوابغ أدباء الغرب زيا وأدبا وثقافة ...."

كما علمت أنه كان يملك مكتبة لا بأس بها حيث أخبرتني إبنته أنه أعطى منها ولكن أمر أبنته أن تعطي لي شيئا من المتبقي ، وبالحقيقة ما حصلت عليه ليس إلا عبارة عن كتابين  وعدة  مجلات وأدبيات فريدة من نوعها مثلا  ، أعداد من   " الجامعة السريانية / ASIRIA  "وأقدم عدد منها يعود إلى سنة 1936   وعدد واحد من مجلة  " بيث نهرين " أو كما سماها باللغة الإنكليزية  (The Assyrian Paper ) العدد 5 لشهر حزيران 1929 للمرحوم نعوم فائق باللغة السريانية وعدد واحد من " لشانا دأومثا / لسان الأمة أو كما جاءت التسمية  باللغة الفرنسية JOURNAL ASSYRIEN  من أربع صفحات والمؤرخة  ليوم الجمعة  15 حزيران 1928 لصاحبها " إبراهيم حقوردي وهي عبارة عن صحيفة بالأحرف السريانية ولكن اللغة المستخدمة كانت اللغة التركية ، وكذلك حصلت على عددين من مجلة  " بيث نهرين أو كما جاء اسمها باللغة الإنكليزية "  The  New Beth-Nahreen or Mesopotamia An Assyrian Bi-Monthly والمؤرخين  لشهري آذار ونيسان  ، ولتشرين الثاني وكانون الأول لعام   1947 . *
وبعدها حيث كان الوقت بعد الظهر أقفلت راجعا إلى شيكاغو .
الحلقة الثالثة بإذن الله ستكون عن الصحافي الآشوري الكبير " فريد إلياس نزها " من الأرجنتين.

تنويه :
أقدم شكري الجزيل إلى أخ آشوري نبيل من روسيا الذي قام بترجمة الحلقة الأولى عن المغفور له يوسف مالك إلى اللغة الروسية ، أدامك الله عزيزنا الأخ  رولاند بيدغامون /Mr. Roland Bidgamon ودم لأمتك الآشورية سالما ومعافى ، من أخيك /  آشور بيث شليمون

...............
* لقد تبرعت كل هذه المواد الى الأرشيف الآشوري في دولة السويد .


78
آفاق جديدة بعد اكتشاف مكتبة الأمبراطور آشور بانيبال العملاقة !

آشور بيث شليمون

توطئة:

منذ أكثر من مائة عام كانت مراجعنا التاريخية تتركز على ثلاثة مصادر رئيسية وهي:
-   المؤرخ البابلي برخوشا ܒܪܚܘܫܐ،
-   الكتاب اليونان،
-   والتوراة العبرية .
ولكن بعد قيام المستشرقين الغربيين ببعض العمليات التنقيبية في الشرق الأوسط، وتحديدا في بيث نهرين/ ميزوبوتاميا، فلسطين ومصر حيث فتحت آفاقا جديدة التي لم يكن يحظى ويحلم بها المؤرخون والمستشرقون من ذي قبل .
..................

إن التنقيبات التي جرت في كل من ميزوبوتاميا، فلسطين ومصر واماكن اخرى من الشرق القديم يقول أليكساندر هيدل Alexander Heidel ( 1 )  قد فتحت مشهدا تاريخيا فريدا من نوعه .
ويستطرد قائلا، وهي حقيقة تاريخية بالنسبة لبلاد بابل وآشور.  وإن نقاط الإتصال بين التوراة العبرية/ العهد القديم وهذه النصوص التي وجدت في هذين البلدين ( بابل وآشور ) حيث معظم الكتب مكتوبة حول الموضوع. ومرة تلو المرة الحوليات الملكية الآشورية تؤكد ذلك .

مكتبة آشور بانيبال واهميتها التاريخية


كان الوقع عظيما في اكتشاف المكتبة الآشورية الضخمة في نينوى والتي تعد مفتاح لحضارة بيث نهرين / ميزوبتاميا من قبل اوستن لايارد ومساعده هرمز رسام ابن الوطن الآشوري الذي قام بتلك الحفريات المهمة جدا في مدينة الموصل عام 1849.
كما  يقول الدكتور باترك هانت ( 2 ) Patrick Hunt,Ph. D.   من جامعة ستانفورد في كتابه الجديد الموسوم – عشر اكتشافات التي اعادت كتابة التاريخ .

لقد وجد في هذه المكتبة أكثر من 26000  لوحة والتي هي محفوظة بكاملها في بريطانيا اليوم وللمزيد حول الموضوع يرجى النقر على الرابطين أدناه:

http://www.lobabforum.com/smf_ar/index.php?topic=3227.0
أو
http://ameer-saadallah.deviantart.com/art/The-very-first-Library-in-History-478677128

أهمية التوراة العبرية ولماذا إخفاق شعبنا الآشوري ؟

دون شك للتوراة العبرية شان عظيم على المستوى العالمي، ليس لكونه كتاب ملهم من قبل الله لأنبياء صهيون فحسب، بل كونه المصدر الوحيد كما قلنا منذ اكثر من مائة عام ونيف لتاريخنا الذي يغلفه الغموض الهائل من قبلنا مع الأسف  نحن أصحاب تلك الحضارة العملاقة!

ورب سائل قد  يسأل ما هو السبب؟ من دون شك الجواب واضح وسهل جدا لإعطائه، كون شعبنا الآشوري منذ دخوله المسيحية  برمته قد نبذ كل ما كان يتعلق به من الحياة الوثنية التي عاشها من ذي قبل من جهة،  ومن جهة أخرى كما نعرف اليوم كل الحوليات والسجلات الآشورية المكتشفة مكتوبة بالخط الإسفيني/ المسماري الذي كان وقفا على أناس محدودين وهم الكهنة وكان يعرف   بالقلم الحبري ( 3 ) ܟܬܝܒܬܐ ܟܘܡܪܝܬܐ والمسيحية جاءت وجرفت كل هؤلاء ورمتهم في زاوية النسيان وبذلك فقدنا المصدر الرئيسي في معرفة هذه الكتابة والتي علينا ان نشكر الغرب الذي اعطى لها الأهمية الكبرى في حل تلك الرموز العويصة اليوم حيث بوسعنا معرفة الكثير من الأشياء التي كنا نجهلها ولكن للمزيد يتطلب زمنا طويلا كونها سجلات ضخمة جدا من ناحية، ومن ناحية أخرى حتى في يومنا هذا النخبة التي بوسعها قراءتها هي قلة صغيرة .

والجدير بالذكر، ان في التوراة العبرية كثيرا من المعلومات وأهمها النبوءات والتي قسما كبيرا منها قد حدث اليوم ومنها بإقتضاب وعلى سبيل المثال عودة اليهود من جديد الى أرض الميعاد، مجيء المسيا/ المسيح وإن كان اليهود معظمهم لا يؤمنون بقدومه، حيث في التوراة العبرية وخصوصا الأنبياء الكبار، اشعياء، ارميا، وحزقيال كثيرا من النصوص تشير الى ذلك بوضوح تام.
ومن تلك النبوءات المهمة بوسعنا القول انها تمت ولا زالت في طور الإستمرار ما جاء في سفر التكوين، الأصحاح 15 والأعداد 8- 16 عن العاصفة العربية الإسلامية حيث يقول بالحرف الواحد:
" ... يده على كل واحد ! ويد كل واحد عليه! وامام جميع إخوته يسكن ... "
عزيزي القارئ، لنفحص الاحداث في شرقنا والعالم أجمع، حيث يدور اليوم على محاربة الإرهاب الذي جاء به  نبي العرب – محمد – وما هي تداعياته على البشرية؟! ومن ثم إن ما يحدث اليوم من قبل هذه الجماعات الإرهابية هو بعينه النبوءة هذه بالضبط ومن ثم امحص وافحص – الكلمات، يده على كل واحد ويد كل واحد عليه ، أي الغرب اليوم يقوم بضرباته على هذه الجماعات الإرهابية بسسب ضرباتها  وما تقوم به من إرهاب!!

ولكن هناك نبوءات اخرى من المعتقد جدا أنها لم تحدث ونحن على شغف لحدوثها ما جاء في سفر إشعياء النبي الأصحاح 19 والعدد 25  والذي يقول بالحرف الواحد: " في ذلك اليوم تكون سكة من مصر الى آشور( الوطن ) فيجيء الآشوريون الى مصر والمصريون الى آشور ويعبد المصريون مع الآشوريين  " .
من دون شك، إن التوراة العبرية مهما يتخللها من الترهات والخرافات، ولكنها تحوي كثيرا من المعلومات الصحيحة .
وكذلك بوسعنا القول نظرا لقدم الكتاب والذي يعود الى الوراء أكثر من 2500 عام ، ليس من المستبعد ان يحوي بين دفاته كثيرا من الأشياء والخرافات التي استمدها من المنطقة، من بلاد الرافدين ومصر وغيرها وعلى سبيل المثال – قصة التكوين وكذلك قصة الطوفان ما هي إلا صور طبق الأصل عن المصادر البيثنهرينية / بلاد الرافدين .
ومن هذه  الخرافات  ما جاء ذكره في التوراة العبرية عن مقتل 185 ألف من الجيش الآشوري من قبل ملاك الرب وعودة الملك سنحاريب الى عاصمته وإغتياله من قبل ولديه كما جاء في  ( الملوك الثاني 19: 35-36 ).
إن الحوليات الآشورية تذكر فقط قصة إغتيال الملك سنحاريب فقط من قبل ولديه ولكن العملية تمت بعد مدة وليس حالما رجع الى نينوى، ومن ثم القصة كلها مفبركة ويمكن أن يكون المصدر مصريا حيث المؤرخ اليوناني هيرودوت  ( 4 ) يذكر عن قصة مشابهة تماما حول عجز الجيش الآشوري في الحرب نتيجة فئران الحقول التي التهمت الجلود التي استخدمت في الدروع والأقواس .

ومن ثم هناك علامات استفهام كبيرة، إذا كان ملاك الرب  قضى على 185 ألفا من  الجيش الآشوري، هنا لنا القول،   من بقي من هذا الجيش العرمرم وكيف نجا ملك سنحاريب من مثل هذه الضربة الإلهية ؟! كما أنه من المستبعد جدا أن يكون الجيش الآشوري تعداده بهذه الصورة الضخمة وعلى الأرجح ان يكون أقل من 50 ألفا من المقاتلين !
كما ان الرب في الكتب العبرية ليس هناك مصدرواحد  باستخدام الرب – الملائكة – في قتل البشر !! إذ أن الرب يستخدم شعوبا في ضرب شعوب أخرى ممن يخرجون عن طاعته وهذا موثوق في الكتاب المقدس إذ استخدم الشعب الآشوري في تحقيق ذلك مرارا ( إشعياء 10: 5 ):
" ويل لآشور قضيب غضبي والعصا في يدهم هي سخطي / ܘܝ ܠܐܬܘܪܝܐ:  ܫܒܛܐ ܗܘ ܕܪܘܓܙܝ  : ܘܚܘܛܪܐ ܗܘ ܒܐܝܕܗܘܢ ܕܡܚܘܬܝ : ܥܠ ܥܡܐ ܚܠܦܐ ܐܫܕܪܝܘܗܝ  . "

............

( 1 ) Alexander Heidel , The Babylonian Genesis- The University of Chicago Press ( Second Edition ) 1972  - See the Preface.
( 2 ) Dr. Patrick Hunt,  Ten Discoveries that Rewrote History , A Plum Book 2007
( 3 ) ابن العبري، تاريخ الدول طبعة بيجان 

) 4 ) Herodotus, the histories  ( Book two ), Penguin Classics 1972 p 185


79
ܐܬܘܪ ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢܐ/ آثور مطلب العلوم
 

آشور بيث شليمون

لقد أطلق أجدادنا الآشوريين المسيحيين على الوطن الآشوري كنية خاصة ومرموقة وهي – آثورمطلب العلوم / ܐܬܘܪ ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢܐ.إن الكنية هذه تجدها مبثوثة هنا وهناك وعلى لسان كتابنا وملافنتنا الكنسيين من أمثال العلامة كيوركيس وردا الأربيلي ܓܝܘܪܓܝܣ ܘܪܕܐ ܐܪܒܝܠܝܐ ( ؟ - 1225 م ) حيث جاءت صريحة في قصيدته التي تنوف على المائة بيت شعري عن بطاركة كنيسة المشرق حيث يقول:
ܘܐܠܝܐ ܡܠܐ ܢܨܚܢ̈ܐ : ܕܐܬܪܒܝ ܒܝܬ ܡܠܦܢܐ
ܒܐܬܘܪ ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢ݁ܐ : ܘܐܬܡܢܝ ܒܣܝܣܪܬܐ ܕܟܐܢ݀݁ܐ܀
وما معناه:
وإليا ذو الأمجاد // المتربي ببيت الملافنة.
وفي آثور مطلب العلوم // والذي عد ( حسب ) في زمرة البررة ܀

كما عثرت الكنية/ التسمية هذه في كتاب المطران يشوع داد المروزي ܡܝܛܪܦܘܠܝܛܐ   ܝܫܘܥ ܕܕ ܡܪܘܙܝܐ تحت عنوان: المداخلات ليشوع داد المروزي ( 850 ميلادية ) في اللغة السريانية والمترجم الى اللغة الإنكليزية بالأستاذة مرغريت دنلوب غيبسون/ Margaret Dunlop Gibson , Volume I, Cambridge At The University Press 1911, page 230 وهاكم ما جاء بالحرف الواحد:
“كتاب التعليقات للأسقف يشوع داد المروزي
Isho’dad was a native of the city of Merv (currently in Turkmenistan), and became bishop of Hadatha, one of the sees belonging to the Metropolitan province of Assyria, in the mid 9th century. He wrote commentaries on most of the books of both the Old and the New Testaments and is considered one of the most important representatives of the tradition biblical exegesis of the Assyrian Church of the East. This volume contains his commentaries on the Acts of the Apostles of the Epistles in Syriac.
والجدير بالذكر أن المطران يشوع داد ܡܝܛܪܦܘܠܝܛܐ ܝܫܘܥ ܕܕ ، تعود أصوله الى مدينة ” مرو ” من بلاد ” تركمنستان ” اليوم . لقد كان  أسقف – حديثة – أحد الكراسي لمطرانية إقليم آشور/ آثور في منتصف القرن التاسع الميلادي. لقد كتب تعليقاته عن الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد حيث يعتبر احد أهم الممثلين التقليديين والمفسرين للكتاب المقدس لدى الكنيسة المشرقية الآشورية وهذا المجلد يحوي تعليقاته على اعمال الرسل في اللغة السريانية.
ܝܫܘܥ ܕܕ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܚܕܬܐ ܕܒ̣ܐܬܘܪ
ܥܠ ܚܝܠܗ ܕܡܪܢ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ ܡܫܪܝܢܢ ܠܡܟܬܒ ܢܘܗܪܐ ܕܟܬܒܐ ܕܚܕܬܐ ܕܥܡܠ ܘܟܢܫ ܡܢ ܟܬܒܐ ܣܓܝܐܐ ܕܡܦܫܩܢܐ ܘܡܠܦܢܐ ܕܥܕܬܐ ܩܕܝܫܬܐ . ܠܩܕܝܫܐ ܘܪܚܡ ܝܘܠܦܢܐ ܡܪܝ ܝܫܘܥܕܕ ܡܪܘܙܝܐ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܚܕܬܐ/ الحديثة ܕܒ̣ܐܬ̣ܘܪ ܡܪܢ ܥܕܪܝܢܢ ܘܚܝܠܝܢܢ ܘܚܟܡܝܢܢ ܘܡܢܥܝܢܢ ܠܫܘܡܠܝܐ ܒܛܝܒܘܬܟ ܀
ترجمة النص أعلاه بتصرف:
بقوة الرب يسوع المسيح أبدأ في كتابة تفاسير لكتاب العهد الجديد الذي عمل بجمعه من كتب كثيرة للمفسرين والمترجمين للكنيسة المقدسة. للقديس وصديق العلم مار يشوع داد المروزي أسقف الحديثة في ” آثور/ ܐܬܘܪ ” اللهم أسعفنا وقوينا وامنح لنا الحكمة بمنتهى طيبتك.
ܫܠܡ ܒܝܕ ܥܘܕܪܢ ܗܘ ܕܒܪܐ ܥܠܡܐ ܗܢܐ ܥܒܘܪܐ ܟܬܒܐ ܗܢܐ ܕܢܘܗܪܐ ܕܣܒܪܬܐ ܡܠܝܬܐ ܢܘܗܪܐ܀ ܕܥܒܝܕ ܠܚܣܝܐ ܕܘܟܪܢܐ ܡܪܝ ܝܫܘܥܕܕ ܛܘܒܢܐ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܐܘܚܕܢܐ ܕܐܬܘܪ ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢܐ ܀ ܘܠܐܠܗܐ ܩܢܘܡܐ ܬܠܬܐ ܫܘܝܢ ܒܟܝܢܐ ܘܐܝܬܘܬܐ ܫܘܒܚܐ ܘܐܝܩܪܐ ܘܣܓܕܬܐ ܕܠܐ ܫܠܘܐ ܒܐܡܝܢܘܬܐ܀ ܐܫܬܠܡ ܟܬܒܐ ܗܢܐ ܒܫܢܬ ܐܠܦ ܕܐܪܝܘܢܐ ܘܬܫܥܡܐܐ ܒܝܕ ܡܢܝܢܐ ܘܨܕܐ ܘܚܝܬ ܕܠܐ ܒܘܨܪ ܀ ܐܣܬܝܟ ܒܚܝܠ ܛܝܒܘܬܐ ܒܝܪܚ ܐܒ ܣܒܝܣ ܒܚܝܠܝܘܬܐ ܝܘܕ ܘܛܝܬ ܒܗ ܝܘܡܢܐ ܒܥܪܘܒܬܐ ܕܩܝܛܐ ܐܚܪܝܬܐ ܀ ܐܫܬܪܝ ܟܬܒܐ ܗܢܐ ܒܐܬܪܐ ܕܨܦܢܐ ܘܐܘܚܕܢܐ ܒܩܪܝܬܗ ܕܐܒܘܢ ܟܐܢܐ ܡܪܝ ܥܒܕܝܫܘܥ ܛܘܒܢܐ܀
انتهى ( الجمع ) بمعونة الذي خلق هذا العالم الزائل، هذا الكتاب المضيء والأمل المليء نورا ܀ وهو عمل المغفور له مار يشوع داد الطيب الذكر أسقف اقليم آثور مطلب العلوم ܀ ولله بأقانيمه الثلاثة المتساوية في الطبيعة والكينونة السبحان والإجلال والسجود على الدوام وبدون انقطاع ܀ انتهت كتابته في سنة الألف وتسعمائة وثمانية وتسعين ( 1998 يونانية الموافقة 1687 ميلادية ) بدون نقصان ܀ ثبت بالقوة الطيبة في التاسع عشر من شهر آب والموافق ليوم الجمعة الأخيرة من فصل الصيف. وبدء العمل به في اعمال/ إقليم ” صفنا/ ܨܦܢܐ ” وفي قرية الأب البار مار عبديشوع الطيب ܀
 
 
 
 

[/b][/color][/size]

80
تتمة لقصيدة ماري كيوركيس وردا الأربيلي بقلم آشور بيث شليمون


أولا، نثمن جهود المرحوم القس يوسف قليتا الذي ألحق هذه القصيدة المهمة والتاريخية الى كتاب المرجانة حول حقيقة المسيحية ( ܟܬܒܐܕܡܬܩܪܐ- ܡܪܓܢܝܬܐ – ܕܥܠ ܫܪܪܐ ܕܟܪܣܛܝܢܘܬܐ ) للمرحوم المطران واميرالشعراء ماري عبديشوع الصوباوي .

ܥܡ ܐܩܦܬܐ ܠܥܘܢܝܬܐ ܕܡܠܦܢܐ ܪܒܐ ܓܝܘܪܓܝܣ ܘܪܕܐ ܕܐܪܒܝܠ ( ؟ - 1225ܡ ) ܕܥܠ ܦܛܪܝܪܟܐ ܕܥܕܬܐ ܥܬܝܩܬܐ ܕܡܕܢܚܐ ܕܐܬܘܪܝܐ  ܕܥܒܝܕ  ܒܝܕ ܡܚܝܠܐ ܐܫܘܪ ܕܒܝܬ ܫܠܝܡܘܢ – ܐܘܚܕܢܐ ܡܚܝܕܐ ܕܐܡܝܪܟܐ 2008 ܠܡܪܢ ܀

تتمة القصيدة:
 
________________________

ܒܬܪ ܗܠܝܢ ܦܛܪܝܪܟܐ ܛܘܒܢܐ : ܕܙܒܢܐ ܥܣܩܐ ܕܐܘܠܨܢܐ .
ܘܥܕܬܢ ܢܦܠܬ    ܒܚܪܝܢܐ   : ܡܢ ܦܘܠܓܐ  ܘܥܨܝܢܐ ܀
ܘܡܪܝ ܒܢܝܡܝܢ   ܨܡܘܚܬܢܐ  : ܕܟܝܪܐ ܘܚܩܝܪܐ ܒܣܘܥܪܢܐ.
ܣܡܟܘ  ܠܝܛܐ  ܘܕܡܢܐ    :  ܢܨܒ ܟܡܐܢܐ ܣܡܡܢܐ ܀
ܫܦܟ ܕܡܐ ܕܗܘ  ܟܐܢܐ   :  ܕܡܪܝ ܒܢܝܡܝܢ  ܥܠܠܢܐ .
ܣܗܕܐ ܕܐܬܘܪ ܒܗܢ ܙܒܢܐ :   ܠܥܠܡ ܕܟܪܗ ܘܥܘܗܕܢܐ܀
ܘܡܪܝ  ܐܝܫܝ  ܕܫܡܥܘܢܐ   :  ܟܘܡܪܐ  ܪܒܐ ܒܢܨܚܢܐ .
ܓܒܪܐ ܡܠܝܐ ܡܢ ܛܢܢܐ   :  ܚܫܝܒܐ  ܒܣܕܪܐ ܕܡܠܦܢܐ܀
ܘܡܪܝ ܕܢܚܐ  ܐܬܘܪܝܐ    :  ܟܡܐ ܚܠܐ ܘܒܣܝܡ ܟܘܢܝܐ.
ܡܪܝ ܕܢܚܐ ܗܘ ܪܒܝܥܝܐ  :  ܕܫܡܫ  ܠܟܘܪܣܝܐ  ܫܠܝܚܝܐ܀
ܫܠܝܚܝܐ  ܐܦ ܡܬܘܡܝܐ :  ܕܥܕܬܐ ܕܝܑܫܘܥ  ܢܨܪܝܐ .
ܐܘ ܡܪܝ ܒܪܟ ܠܗܢ ܙܗܝܐ: ܕܢܗܘܐ ܠܐܬܘܪ  ܙܟܝܐ ܀
ܘܟܠܢ ܣܒܪܐ ܘܬܘܟܠܢܐ :  ܡܢ ܡܪܝܐ ܨܒܐܘܬ ܚܝܠܬܢܐ.
ܐܫܪܐ ܡܪܝ ܫܠܡܐ ܘܫܝܢܐ: ܘܢܛܘܪ ܠܢ ܐܬܘܪ ܡܢ ܢܟܝܢܐ܀

ܐܫܘܪ ܕܒܝܬ ܫܠܝܡܘܢ
___________________

       


       


81


الصحافي الأميركي بيل مويرز وعبور الفرات!
 
آشور بيث شليمون
   
    
بيل مويرز، صحافي أميركي يعد واحدا من أشرف الصحافيين الذين انتجتهم الولايات المتحدة نظرا لنزاهته ونظراته الثاقبة . الصحافي مويرز عمل لدى PBS/ Public Broadcasting Service .
 كما كان من المنظمين لفرق السلام، والناطق الرسمي للرئيس الأميركي الراحل ليندون جونسون،  ناشر ل Newsday ، المراسل الرئيسي لأخبار  CBS ومنتج لعدة برامج تلفزيونية .
  كما أنه فاز بعدة جوائز تقديرية  ومؤلف لأفضل كتاب ذي المبيعات في أميركا تحت عنوان " التسمع لأميركا " مع كتب اخرى .
 
بيل مويرز في نظر الآخرين:
 
" بيل مويرز يتحدث من اجل، وإلى،  ضمير أمتنا. "  -   والتر كرونكايت/ Walter Cronkite  ، كاتب أميركي مشهور.
" بيل مويرز يؤمن قلبا وقالبا في تبادل الآراء، وللأفراد حق التعبير ما في خلجاتهم ... وهو، ذومنطق حقيقي، رجل الإيمان: إيمان في أميركا .  -  The New York Times
" منطقي جدا ومقنع .... ] بيل مويرز[  صحافي ممتاز حيث نحن بحاجة ماسة لمعقوليته وملاحظاته  القيمة في الوقت الحاضر. " -  St. Louis Post –Dispatch
 
لقد أصدر بيل مويرز مؤخرا كتابه الأكثر مبيعا  في عام 2005 "  بيل مويرز عن أميركا / BILL MOYERS ON AMERICA ".
 
كما تسمعون أو تشاهدون اليوم الثورة الإجتماعية الاميركية منذ شهرين ونيف والتي شعارها 90% ضد 1%  لهي من تأثير كتابات بيل مويرز وغيره من الكتاب الأميركيين الغيورين على أميركا وهنا نقتطف مقاطع من كتابه الصغير هذا ولكن الكبير والدسم بالمعلومات القيمة النادرة والتي تبرهن مدى اخلاصه وتفانيه وإخلاصه لأميركا والإنسانية جمعاء.
 
" عندما ذوو  المصالح من الأقوياء ينهمرون إلى واشنطن/ العاصمة  بملايينهم من الدولارات كمساهمة في الحملات الإنتخابية، من المؤكد يحصلون على ما يبتغون .  ولكن المواطن العادي الذي يدفع الثمن/ الفاتورة  يخرجون صفر اليدين ... "
 
أنا لا أستشهد  بكارل ماركس  أو  بماوتسي تونغ.  أنا أستشهد ( بالتايم / مجلة ) ومن قلب مؤسسة الإعلام الأميركي حيث يأتي الحكم أن أميركا الآن -  حكومة القلة وعلى نفقة الأكثرية.
أكثر من نصف المساعدات الحكومية تذهب الى جيوب  الأغنياء الذين يشكلون 1% من الأكثرية وهم 99%
واستنادا الى صحيفة " نيويورك تايمز "  تقريبا 3400  من دافعي الضرائب والذين دخلهم نحو 200 ألف دولار وما فوق،  لم يدفعوا أية ضرائب بالمرة على دخلهم السنوي وبزيادة 45% من العام الماضي ... حيث العجز المالي كان ضمن مخططهم ( 1% ) كما صرح به وأنذرنا السناتور المرحوم باتريك مونيهان عندما حاول الرئيس ريغان في استراتيجيته على اجبار الحكومة الفيدرالية بحذف المساعدات الإجتماعية لغرض تعجيل الإفلاس الفيدرالي  ... ".
 
" منذ سنوات في أية مناسبة ممكنة  اتحدث وأركز حول  روح الديمقراطية  - لأن هناك شيء غير صحيح وصائب في الأمور السياسية هذه الأيام  - وهذا ما قلته لمن يحب الإستماع. أنا لا أقصد المدافعين لقضية وقذف  الطين ( القاذورات )، الدعاية التلفزيونية السلبية، أو الحملات الإنتخابية  الفارغة.  أنا أتحدث عن أشياء أساسية،  عن أشياء مزعجة  في قلب السياسة ... عن روح الديمقراطية التي أساسها الحكومة ل -  ومع ومن أجل الشعب وروح الديمقراطية التي  تكاد تموت ....
لا تحسبني  مخطئا،  إن فييتنام لم تجعلني حمامة، بل جعلتني أن أقرأ الدستور . ومن أولى واجبات الدولة هي حماية المواطن . وليس هناك مادة في الدستور أنه مسموح لأمة عظيمة   كالولايات المتحدة – أن تشن حربا بدون سابق انذار على أمة محاصرة ( يقصد العراق ). ورياضة الحرب النبيلة تغدو قتل الأبرياء ! " .
وفي كتاب آخر صدر عام 2008 للكاتب عن الديمقراطية/ Bill Moyers On Democracy  ذكر ما يلي:
 "الرئيس بوش ( الإبن ) علق على مشهد لأربعة جنود عراقيين وهم مذعورين بينما يخرجون من خنادقهم للإستسلام لجندي أميركي الذي قال لهم، لا تخافوا كل شيء على ما يرام والرئيس أردف قائلا أننا شعب طيب وشعب كريم ." أنا فكرت: نعم، ولكن ما بالك على قتل الجنود والمدنيين العراقيين – الشعب ذو التهمة الوحيدة أنه لم يستطع النجاة من ظلم صدام وتكنولوجيتنا الأميركية التي سحقتهم ؟ صدام كان مصابا بحب الذات ومستعدا استخدام  أوجاع وآلام الآخرين لغايته الشخصية. نحن قمنا له بالعمل الرديء وجعلنا ( الشعب العراقي ) يدفعون الغرامة  لتعديات وتجاوزات قائدهم.
 
عبور الفرات

عنوان ذو خطوط عريضة  شاهدته على النت، " مارينز يعبرون الفرات "  دفعني في التفكير . هل يعلمون هؤلاء الشباب اليافعين من المارينز، هذه القوة الطليعية الأميركية المقاتلة ؟ هل يعرفوا   أسكندر الكبير أنه عبر الفرات أيضا،  في طريقه للحرب وبرفقة مهندسيه،  وفنانيه وعلمائه وخطاطيه  وبجيش عرمرم  تعداده بأربعين ألفا من جنود أقوياء. وكذلك داريوس عبر الفرات وعلى بطاح هذه السهول قابل اسكندر الكبير في معركة. كسينوفون ، أخشيريش ، و سنحاريب عبره أيضا . السومريون عبروا هذا النهر، وكذلك فعل الأكاديون ، الحثيون، والعموريون .
نهر الفرات هو من الأنهر الغزيرة والطويلة في غرب آسيا،  وهو المكان الذي يقابل به النهر الشقيق الدجلة،  مهد البشرية . وألف من الآله ظهروا من هنا – ومدن مثل قطيسفون، سلوقية، نينوى ، وبابل. في مكان بين هذين النهرين جنة عدن . حيث آدم وحواء قد نفيا وعبروا الفرات هاربين من عدن. كلكامش، الطوفان ، والنبي يونان ، برج بابل ، سارغون والحبيبة عشتار انتصروا في أربع حروب هنا ...
والكلمة الأخيرة هنا،  دائما مكتوبة على الرمال. مدن ودول المطمورة . والشخصيات العملاقة والذين كان في قبضتهم القوة والهيمنة هنا – آشورناصربال الثاني، تغلاث بلاصر الثالث، شمشي أداد الرابع ، نينوس والملكة سميراميس ، شاركالي شاري، والسلطان سليمان الرائع، العثمانيون ، البريطانيون والذين لفظتهم  خارجا الرياح الرملية .
وخمسة آلاف سنة من الآن ، السؤال يبقى، من سيعبر نهر الفرات من جديد ؟ وما الذي سيتبقى من الزمن؟ وما الذي سيبقى في الذاكرة !


82
الكورد والبحث عن الهوية !

آشور بيث شليمون

توطئة:

في المنطقة التي فيها تلتقي الدول الثلاث، الهلال الخصيب * إيران والأناضول اليوم تسمى تركيا حيث تسكن معظم الجماعات الكردية والتي يشارك معها الشعب الآشوري والأصيل وقد   ترك بصمات لا تمحى وهذا ما جاء به كردي بنفسه والذي أغتيل من قبلهم المرحوم الدكتور عمرميران :

" علما ان معالم الحضارة الآشوريه(الموجودة في نفس المنطقة) ماتزال قائمه هناك وقد حمتها الطبيعة من الزوال بحكم عدةاسباب من اهمها البعد والوعوره وصعوبة الوصول اليها من قبل الغزاة وعلى مر العصور اضافة الى ان الماده الاولية المعمولة منها هي الأحجار و ليس الطين كما في بعض الحضارات القديمة. فلم يصل الى علمنا وجود اي معلم من المعالم الحضارية للشعب الكردي ( انا اتكلم هنا الى ما قبل وصول الأسلام الى المنطقة).ان البعض يحاول ان يقنع نفسه بحضارة كردية وهمية كانت في زمن من الأزمان واقصد هنا الدولة الأيوبية. وهنا اقول انها لم تكن كردية ولكنها اسلامية ولكن قادتها ومؤسسيها من الأكراد, ولكنهم عملوا كمسلمين. "

عرض الموضوع

تاريخيا، الكرد ساهموا بشكل  أوسع من الترك أنفسهم في المآسي المؤلمة التي حدثت في المنطقة الحدودية العثمانية، القوقازية والفارسية في اواخر القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين. والخاسرون الوحيدون كانا الشعبين الأرمني والآشوري ( 1 ) .

إن تاريخ الكرد يكتنفه كثيرا من الغموض، حيث كثيرا منهم يؤمن بانهم من سلالة القبائل الهند- الأوربية التي استوطنت في المنطقة منذ أربعة ألاف سنة خلت ( 2 )،  ومن الشعوب التي الكورد يدعون الإنتماء اليها بدءا بالميديين، السومريين، السوباريين والهوريين !
إن مثل هذه الإدعاءات هي من جانب واحد اي من قبل الكورد، بينما مؤرخو التاريخ وخصوصا الغربيين ليس هناك من يصادق على مثل هذه الإدعاءات الوهمية على الإطلاق.

السقوط الهائل لجمهورية مهاباد

دون أدنى شك أن للكورد محاولات حثيثة في سبيل الإستقلال، ولكن كل هذه المحاولات كان يغلب عليها  طابع المحاولات العشائرية ، المستقلة والفشل .  فمحاولات الشيخ محمود البرزنجي في السليمانية يماثلها محاولات مصطفى البرزاني في غرب إيران، فالاول قاد  بجملة من الإنتفاضات  ضد الدولة العراقية الحديثة في مطلع القرن الماضي حيث كون العراق غير قادر على دحر الحركة وأعلن نفسه ملكا على ما يسمى كردستان (1931 ) في مدينة السليمانية وبذلك  زج الجيش الليوي الآشوري والمكون من قبل الإنكليز والنتيجة كانت بسحق الثورة  بحيث سلم نفسه للحكومة العراقية التي فرضت عليه الإقامة الجبرية في المناطق الجنوبية من العراق وظل مقيما بها حتى ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 إذ عاد من جديد يهدد الحكومة كالعادة ولكن من سوء حظه أن أصابه مرض عضال كان سببا لوفاته عام 1956 وهكذا ماتت معه دعوته التحريرية.

اما في إيران حيث  الكورد أعلنوا الإستقلال بجمهورية – مهاباد – وبقيادة مصطفى البرزاني (  1945 ) حيث بدورها لم يكتب لها النجاح  وتم القضاء عليها ومن دون رجعة من قبل الحكومة الشاهنشاهية.

كما أنه تزامن لهذه الحركات في كل من العراق وإيران في تركيا أيضا ومن قبل –  عثمان أوجلان – الذي هو اليوم في غياهب سجون تركيا  حيث هو بدوره باءت محاولاته الفشل الذريع.

إهتمام الغرب بالحركة الكوردية

رغم كل المحاولات التي قام بها أغوات الكورد، غالبا لم تلق آذانا صاغية في المجتمع الدولي إلا حركة الزعيم الكردي مصطفى البرزاني في غرب إيران الوطن الشرعي للكورد.
وقد قام لأول مرة أستاذ التاريخ في جامعة كولومبيا وهو  الدكتور وليم لين ويسترمان William Lin Westermann حيث كتب عن العلاقات بين الثورة الكوردية والإتحاد السوفيتي، ولكن منذ ذلك الحين والقضية إختفت لحين ولكن لأهمية الدراسة ترى المجلة الأميركية Foreign Affairs
التي نشرت المقال عام لعددها الصادر في شهر تموز من عام 1946 لنشره من جديد في المجلة ذاتها أي عدد الصيف عام 1991  على إثر حرب الخليج :

" إن الإدعاءات الكوردية  لنيل الإستقلال الذاتي يبدو عليها التضخيم الى درجة أن كثيرا من القراء الليبراليين تعتبرها غريبة . إذ هناك بعض الحقائق، على كل تبقى .  حيث هناك حركة الكورد الإستقلالية . ولها ثلاثة مراكز عملية سياسيا، أحدهما في سوريا، والثاني في -  سوج بولاق في غرب إيران . والثالث هو الحزب " الشيوعي "  في العراق الذي نشر برنامجه تحت عنوان " امتياز الشعب الكوردي " وفي مادته 17 هناك فقرة تقول حول تعاون عرب العراق الإستقلال الحقيقي للعرب والكورد في العراق عندما كان تحت الإنتداب البريطاني .... مع ذكر بعض المطالب الإصلاحية مع الإهتمام الخاص بالأقليات مثل التركمان، الإيزيديين، العرب والآشوريين المسيحيين.... "

ويختم مقاله إذ يقول:

" هناك فرصة جد صغيرة لأي دعم لكوردستان مستقلة في أروقة الأمم المتحدة . كون هذه الدولة ستقام بأخذ مساحات واسعة من دول ثلاثة ذات سيادة كاملة، تركيا، إيران والعراق.... ( وسوريا ).
والكورد كما هو معروف لم يكونوا شعبا موحدا . وليس لهم تقليد قومي محدد، وليس لهم أرضية موحدة وبدون خبرة . ورغم ذلك كون الفكرة بوحدة البلاد الكوردية غير عملية . "

الحركات الإسلامية تقلب موازين القوى في المنطقة

 إن ما قاله البروفيسور وليم لين ويسترمان أكثر من نصف قرن، تبدو وكانها نبوءة قابلة للتحقيق إذ الكورد رغم وجودهم الإثني الكثيف في المنطقة من الصعب جدا تحقيق أمالهم القومية، إذ ظهور القوى الإسلامية مؤخرا وهنا على سبيل المثال – داعش قلب الموازين حيث قوات البشمركة هربت وتخلت مواقعها لداعش حتى باتت – أربيل قاب قوسين ومهددة بهم ما جعل الأميركان الإنخراط في حمايتها كون داعش كان على مقربة من أربيل عاصمة ما يسمى كردستان وكما جاء في الدراسة بمباركة العرب عامة والعراقيين خاصة ومعهم شعبنا الآشوري.

من المؤسف القول، أن المنطقة تمر بمخاض عسير جدا، وشعبنا الآشوري هو الخاسر الأوحد لأن هؤلاء الكرد مع العرب ونتيجة ضغوطاتهم الاإنسانية دفعت شعبنا الى الهرب بعد القتل والسلب من الجميع وفوق هذا وذاك الإنقسام الخطير بين صفوفنا جعلنا لقمة سائغة للجميع .

وختاما، حتى الحلم الكوردي غدا صعب المنال إذ الكورد في كل قطر يعمل بدون تآزر مع شعبهم في الأقطارالأخرى ما يجعل وضعهم صعبا في تحقيق ما غنمه من العراق تنيجة الوضع في المنطقة الذي ساعدهم نوعا ما في تحقيق فيما يسمى زورا وبهتانا ب- كردستان إذ في الحقيقة هي أرض آشورية محضة .
.............

*  العراق وسوريا

( 1 ) Graham E. Fuller and Ian O. Lesser with Paul B. Henz e and J. F. Brown- Turkey’s New Geopolitics – West view Press  1993, p 23
( 2 )  Michael M. Gunter , The Kurds in Turkey- westview Press  1990 , p 5
[/color][/size]
[/b]

83
آثور  ܐܬܘܪ والترهات العشوائية التي يستخدمها السذج اليوم!

آشور بيث شليمون

منذ مدة والبعض من بني شعبنا لم يأل جهدا في التشكيك في آثور/ آشور والآشورية ومثلهم  ذلك اليهودي المفلس يفتشون في الكتب عن كل شيء قد يطعن بالامة   الآشورية .
وهكذا جاؤوا بتفسيرات غريبة وعجيبة ومنها :

-   أثور تعني الموصل،
-   آثور تعني العدو ܒܥܠܕܒܒܐ ، ( 1 )
-   آشور ذكر مرتين في الكتاب المقدس، وحتى المرة الثانية ليست إلاّ ترديدا للأولى!
-   وأخيرا –  بعد ان وجدوا ان اسم أثور يعني العدو ، الإكتشاف الجديد هو هذه المرّة عن – آشور او أسور ( 2 )  وهنا معناه باللغة الأرمنية جبل !

وهنا سأشرح في عجالة بعضا من الأمور ولكن للمزيد حول الموضوع ما عليكم إلا النقر على الرابط أدناه :

http://109.74.15.229/forum/index.php?topic=743964.0

كما قلت، همهم ونهجهم هو الطعن بالأمة الآشورية، لذلك وجدوا ان كلمة ( آثور ) في قاموس حسن بن بهلول معناه العدو، رغم أن هذا القاموس يقدم معاني أخرى كما سنرى، ولكن يكتفون بما يشفي غليل حقدهم كي يستشهدوا بما معناه العدو وإهمال المعاني الأخرى .

وهنا أدناه أضع ما جاء به حسن بن بهلول ܚܣܢ ܒܪ ܒܗܠܘܠ  بالضبط  على الصفحة 322 من قاموسه :

ܐܬܘܪ آثور اسم مدينة بناها سابور الملك وهي الموصل.
ܐܬܘܪ ܠܒܒܝܠ ܩܪܐ   أي بابل تدعى آثور .
ܐܬܘܪܝܐ ܒܨ ܡܬܪܨܢܐ ܒܪ ܣܪܘ ( 3 ) المستوى المقوم
ܐܬܪܘܙ ܒܨ ܣܘܪܝܐ ܫܡܐ ܕܐܬܘܪ  ܐܘ ܕܐܬܪܐ ܐܝܬܘ ܐܝܟ ܕܐܫܟܚܬ ܒܝܕ ܚܘܢܝܢ ܒܡܟܬܒܢܘܬ ܙܒܢܐ ( سوريا هو اسم آشور ذلك البلد الذي وجده حنين في التاريخ).
ܐܬܘܪܝܐ ܒܥܠܙܒܒܐ  الأعداء

وهنا تظهر هشاشة الكلام اعلاه بان أثور معناها الموصل والتي بناها سابور الملك، ولنسأل أنفسنا أي من هذين الإسمين قدما -  الموصل أم آثور؟  طبعا آثور أقدم وهنا المعنى ربما هو مجازي أي قصده بلاد آثور حيث الموصل فيها وفي مقالي أعلاه رابطه ستجد توضيح اكثر.
ثم يقول بابل  تدعى آثور وهذا ما قاله آخرون ومنهم هيرودوت المؤرخ اليوناني وكذلك مار عبديشوع الصوباوي عند ذكره الكراسي البطريركية في العالم ومنها  بابل عاصمة المملكة الآشورية. بالإضافة الى مؤرخ إيطالي ساباتينو موسقاطي في كتابه  وجه الشرق القديم ( 4 )
وكذلك يقول استنادا الى – حنين – ان سوريا هي  آثور.
واخيرا يقول آثور معناه العدو، وهو آخر الكلام الذي مناوؤوا الامة الآشورية كما قلنا يشبع غليل حقدهم بان آثور أي  العدو ولكن ما معناه ؟  إذ لدينا عدة قواميس والتي ينعدم مثل هذا الكلام فيهم اجمعين!!
.................
( 1 ) وما المقصود بهذا الكلام، أي آثور هو العدو طبعا للمناوئين ومن أمثالهم هؤلاء مزورو التاريخ.
( 2 ) شخصيا أجهل اللغة الأرمنية، ولكن إذا كانت – أسور تعني الجبل وقد يكون ذلك صحيحا ولكن ليس معناه أن الإسم الآشوري هو من اختراع الأرمن والأرمن هم حديثو العهد بالمقارنة مع شعبنا الآشوري .
( 3 ) وهنا يقصد ان الكلام هذا قاله ابن سارو.
  )4 )Sabatino Moscati- The face of the Orient page  6 8, 
"The crises in ASSYRIA is followed by the renaissance  of  Babylonia under the Chaldaean dynasty, a brief meteoric epesod. "
بما معناه :
إن الأزمة في بلاد آشور تبعتها نهضة بابل تحت قيادة أسرة كلدانية والتي كانت قصة  شهاب  مختصرة .

84
من هم السوباريون أو الشوباريون؟!

آشور بيث شليمون

توطئة:

في الآونة الأخيرة حاول البعض وفي نفس يعقوب التلاعب في التاريخ مع الأسف كي ينشروا وبسذاجتهم التاريخية أشياء خاطئة عن هذا الشعب ودوره في الشرق الادنى عامة، والهلال الخصيب خاصة.
قبل كل شيء إن وجود السوباريين  Subariansفي المنطقة يتزامن مع وجود شعب آخر وهم الحوريون Hurrians ، والشعبان لا ينتميان الى الآرومة السامية التي غالبا موطنها الهلال الخصيب من الآشوريين البابليين، الكنعانيين الفينيقيين، الإيبليين العموريين، العبريين، الآراميين والكلديين.
الفترة الوسطى والأخيرة من المدونات الآشورية تذكر عن حروب الآشوريين مع السوباريين كشعب استوطن في منطقة واسعة في الشمال والغرب من بلاد آشور/ ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ أي آشور الوطن / Proper Assyria
……………….   

من هم السوباريون؟!

في البداية، لقد ضاع وجودهم في ظلام ما قبل التاريخ  ل- بابل . وأول المعلومات عنهم جاءت في الوثائق السومرية أنهم عاشوا جنبا الى جنب الشعب السومري والآكادي ( والبابلي الآشوري ) بسلام  واطمئنان تام.
عرف المستشرقون * من آن لآخر في الوثائق والمدونات الآشورية  لبلاد سوباري أو شوباري/ Subarii  (SU-BA- RI-E  )  لموقع نحو سوريا .
والجدير بالذكر أن وضع الحوريين والسوباريين في إطار الشرق الأدنى القديم كما جاء به علامان خاصة وهما سبايسرSpeiser  في  كتابه عن أصول ميزوبزتاميا / بيث نهرين و أنغناد Ungnad  في كتابه عن سوبارتو حيث سبايسر ذكر عن – الحوريين – بينما أنغاد ذكرهم ك – سوباريين اي هنا التباس في الموضوع ولكن رغم ذلك غدت التسميتان مقبولة لدى الدارسين.

هذا مرجع التسمية - سبر Subr في الفترة الوسيطة الآشورية – سوباريتو تدل على الرقيق من البنات  او نوع من الدقيق يدعى سوباريو Subariu

والدراسة الاولية في المصادر السومرية والأكادية لهما نظرة مختلفة أو اتت بترجمة حتى مغايرة .
إن العلامة أنغناد/ Ungnad في أطروحته الرئيسية أن السوباريين لم يكونوا الشعب الأصيل في ميزوبوتاميا / بيث نهرين فحسب، بل امتد وجودهم غربا حتى بحر الأبيض المتوسط  ومن كبادوكيا شمالا حتى جبال حدود  بلاد فارس واحيانا ضمنا بلاد أرمينيا.

حروب الآشوريين مع السوباريين

إن النقوش الآشورية الوسطى والأخيرة تذكر من آن لآخر عن حروبهم مع السوباريين. وفي كل هذه المصادر تذكر بوضوح ان السوباريين كانوا يقطنون منطقة واسعة في الشمال والغرب من بلاد آشور .

وإن آشور أوبالت الأول Assur-uballit I ( 1362-1327 ق. م. ) وهو الملك الآشوري الأول الذي في نقشه ذكر ( نقش حفيد آداد نيراري الأول ) :
" لقد سحقت جيوش السوباريين المنتشرين ( mat Su-ba-ri-e/ i ra –pal-ti ) وكذلك سار على نهجه ملوك آشور الأخرين على سبيل المثال توقولتي نينورتا Tukulti-Ninurta I حيث أبعدهم عن بلاد آشور .
_________________

* Ignage J. Gelb, Hurrians and Sbarians- The University of Chicago Press  1973










=
[/color][/size]

85
عظمة آشور السرمدية !

آشور بيث شليمون

" أنا رفيقة الآلهو الى ما شاءت الأبدية – باسم آشور / ܐܫܘܪ  أحكم وحكمي جبل راسخ " *

"كان آشور/ ܐܫܘܪ  أرزة في لبنان وكانت فروعه رائعة، وكانت قامته عالية تبلغ السحب. كانت ذروته ترتفع ... ولم يكن الأرز الآخر بستطيع أن يباريه في الحديقة الإلهية ... "  **

توطئة:
من المؤسف، أن البعض وفي نفس يعقوب في الآونة الأخيرة أطلقوا العنان لأقلامهم السوداء لمهاجمة الأمة الآشورية بشتى الطرق الملتوية ومنها أن اسم آشور، معناه العدو، وإن هذا الإسم لا معنى له في التوراة العبرية وقد ذكر مرتين فقط .

دون شك محاولات فاشلة التي تصدر من البعض وهم قلة ومعروفة بجهلها أو  تجاهلها مع حقدها وحسدها أو بسبب مكرها أو كرهها – حيث كما جاء في التوراة العبرية، لم يكن في الحديقة الإلهية شجرة يمكن ان تضاحيه جمالا، نعم هذه هي أمتنا الآشورية بكل فخر ودهر.

لذلك، عزمت بكل ما اوتيت من قوة للعمل في إخراس هذه الأصوات النشاز التي تريد السوء لأمتنا الآشورية العتيدة . ولكي نؤكد لشعبنا العزيز من جديد أننا لهم بالمرصاد لإزالة هذه الشبهات  وإلى الأبد وستبقى الأمة الآشورية في العلاء وببهاء دوما وأبدا .

..............


               إن اسم آشور، في الكتاب المقدس ذكر عدة مرات ولكن علينا أن نعيد للأذهان ان اسم   آشور ( 1 ) يشمل على – اسم علم ( شخص ملك من ملوك آشور )، اسم مدينة ( 2 )مثل  إحدى عواصم الدولة الآشورية ، اسم شعب (3 )  الشعب الآشوري واسم ( 4 ) إله الآشوريين .

وفي التوراة العبرية ذكر كما قلنا تحت تسمية واحدة ( آشور )  في عدة مرات وليس مرةّ او مرتين كما يزعم الحاقدون، ومن ثم للإسم معنى وإن لم نجزم فيه بعد ولكن من المؤكد ان مكتبة – آشور بانيبال ستتسلط الضوء عليه مستقبلا بفعل جهود المستشرقين او بأبناء أمتنا الميامين بإذن الله .  اما المعنى له نعتقد الإسم جاء من فعل – البداية / ܫܪܝ – ܐܫܬܪܝ – ܐܫܪܝ  بما معناه ابتدأ/ البداية، أحل، اسكن. والآن مع نماذج من التوراة حول ذكر ( آشور ) والآشورية :

من سفر التكوين، الأصحاح 10، والعدد 22

( بنو سام – عيلام، وأشور، وأرفكشاد، ولود، وأرام )


   22 The sons of Shem: Elam, and Asshur, and Arpachshad, and Lud, and Aram

0
ְ נֵי
bni
sons-of
 ֵ 
shm
Shem
עֵ ילָ 
oilm
Elam
וְ אַ 0ר
u•ashur
and•Asshur
וְ אַ רְ +ַ כְ  ַ ד
u•arphkshd
and•Arphaxad
וְ לד
u•lud
and•Lud
וַאֲרָ 
u•arm
and•Aram
:
:
The children of Shem;
Elam, and Asshur, and
Arphaxad, and Lud, and
Aram.
22
:






من سفر اشعيا، الأصحاح 10 والعدد 5

( ويل لأشور قضيب غضبي والعصا في يدهم هي سخطي )


Paleo-Hebrew (Before 585 B.C.)
10:5   
           
         
           -   
.   

Hebrew Transliterated
10:5 HVY 'aShVUr ShBT 'aPhY VMTH-HV'a BYDM Z'yMY.

10:5 O Assyrian, the rod of mine anger, and the staff in their hand is mine indignation.
American Standard V
10:5 Ho Assyrian, the rod of mine anger, the staff in whose hand is mine indignation ersion!
Bible in Basic English
10:5 Ho! Assyrian, the rod of my wrath, the instrument of my punishment!
Darby's English Translation
10:5 Ah! the Assyrian! the rod of mine anger! and the staff in their hand is mine indignation.
Douay Rheims Bible
10:5 Woe to the Assyrian, he is the rod and the staff of my anger, and my indignation is in their hands.
Noah Webster Bible
10:5 O Assyrian, the rod of my anger, and the staff in their hand is my indignation.
World English Bible
10:5 Ho Assyrian, the rod of my anger, the staff in whose hand is my indignation!
Young's Literal Translation
10:5 Wo to Asshur, a rod of Mine anger, And a staff in their hand is Mine indignation.
6








من سفر أشعيا الأصحاح 19 والعدد 25

(  بها يبارك رب الجنود قائلا مبارك شعبي مصر وعمل يدي أشور وميراثي إسرائيل )

אֲשֶׁר בֵּרֲכוֹ יְהוָה צְבָאוֹת לֵאמֹר בָּרוּ עַמִּי מִצְרַיִם וּמַעֲשֵׂה יָדַי אַשּׁוּר וְנַחֲלָתִי יִשְׂרָאֵל ס
   19:25 ásher Bërákhô y'hwäh tz'väôt lëmor Bärûkh' aMiy mitz'rayim ûmaásëh yäday aSHûr w'nachálätiy yis'räël š
   19:25 Whom x834 Yähwè יָהוֶה 3068 Xævä´ô± צְבָאוֹת 6635 shall bless, 1288 z8765 saying, 559 z8800 Blessed 1288 z8803 [be] Mixrayim מִצרַיִם 4714 my people, 5971 and ´Aššûr אַשּׁוּר 804 the work 4639 of my hands, 3027 and Yi$rä´ël יִשׂרָאֵל 3478 mine inheritance. 5159







من سفر حزقيال الأصحاح 27، العدد 23

( حران وكنة وعدن تجار شبا وأشور وكلمد تجارك

23   Modern Hebrew
חרן וכנה ועדן
רכלי שבא אשור
כלמד רכלתך׃
Paleo-Hebrew (Before 585 B.C.)
27:23   
           
           
           
.             

Hebrew Transliterated
27:23 ChUrN VKNH V'yDN UrKLY ShB'a 'aShVUr KLMD UrKLThK

............

*  من محاضرة تاريخية ألقاها الأستاذ البروفيسور أسعد رمو رئيس اكاديمية ميكال أنج  للفنون الجميلة في بيروت  1971
* *  أرنولد توينبي، الحرب والحضارة من ترجمة الدكتور فؤاد أيوب – دار دمشق للطباعة والنشر  1962 ص 77 والكلام مأخوذ من سفر حزقيال ، الأصحاح 31، والأعداد 2-5                                       

86
عظمة آشور السرمدية !

آشور بيث شليمون

" أنا رفيقة الآلهة الى ما شاءت الأبدية – باسم آشور / ܐܫܘܪ  أحكم وحكمي جبل راسخ " *

"كان آشور/ ܐܫܘܪ  أرزة في لبنان وكانت فروعه رائعة، وكانت قامته عالية تبلغ السحب. كانت ذروته ترتفع ... ولم يكن الأرز الآخر بستطيع أن يباريه في الحديقة الإلهية ... "  **

توطئة:
من المؤسف، أن البعض وفي نفس يعقوب في الآونة الأخيرة أطلقوا العنان لأقلامهم السوداء لمهاجمة الأمة الآشورية بشتى الطرق الملتوية ومنها أن اسم آشور، معناه العدو، وإن هذا الإسم لا معنى له في التوراة العبرية وقد ذكر مرتين فقط .

دون شك محاولات فاشلة التي تصدر من البعض وهم قلة ومعروفة بجهلها أو  تجاهلها مع حقدها وحسدها أو بسبب مكرها أو كرهها – حيث كما جاء في التوراة العبرية، لم يكن في الحديقة الإلهية شجرة يمكن ان تضاحيه جمالا، نعم هذه هي أمتنا الآشورية بكل فخر ودهر.

لذلك، عزمت بكل ما اوتيت من قوة للعمل في إخراس هذه الأصوات النشاز التي تريد السوء لأمتنا الآشورية العتيدة . ولكي نؤكد لشعبنا العزيز من جديد أننا لهم بالمرصاد لإزالة هذه الشبهات  وإلى الأبد وستبقى الأمة الآشورية في العلاء وببهاء دوما وأبدا .

..............


               إن اسم آشور، في الكتاب المقدس ذكر عدة مرات ولكن علينا أن نعيد للأذهان ان اسم   آشور ( 1 ) يشمل على – اسم علم ( شخص ملك من ملوك آشور )، اسم مدينة ( 2 )مثل  إحدى عواصم الدولة الآشورية ، اسم شعب (3 )  الشعب الآشوري واسم ( 4 ) إله الآشوريين .

وفي التوراة العبرية ذكر كما قلنا تحت تسمية واحدة ( آشور )  في عدة مرات وليس مرةّ او مرتين كما يزعم الحاقدون، ومن ثم للإسم معنى وإن لم نجزم فيه بعد ولكن من المؤكد ان مكتبة – آشور بانيبال ستتسلط الضوء عليه مستقبلا بفعل جهود المستشرقين او بأبناء أمتنا الميامين بإذن الله .  اما المعنى له نعتقد الإسم جاء من فعل – البداية / ܫܪܝ – ܐܫܬܪܝ – ܐܫܪܝ  بما معناه ابتدأ/ البداية، أحل، اسكن. والآن مع نماذج من التوراة حول ذكر ( آشور ) والآشورية :

من سفر التكوين، الأصحاح 10، والعدد 22

( بنو سام – عيلام، وأشور، وأرفكشاد، ولود، وأرام )


   22 The sons of Shem: Elam, and Asshur, and Arpachshad, and Lud, and Aram

0
ְ נֵי
bni
sons-of
 ֵ 
shm
Shem
עֵ ילָ 
oilm
Elam
וְ אַ 0ר
u•ashur
and•Asshur
וְ אַ רְ +ַ כְ  ַ ד
u•arphkshd
and•Arphaxad
וְ לד
u•lud
and•Lud
וַאֲרָ 
u•arm
and•Aram
:
:
The children of Shem;
Elam, and Asshur, and
Arphaxad, and Lud, and
Aram.
22
:






من سفر اشعيا، الأصحاح 10 والعدد 5

( ويل لأشور قضيب غضبي والعصا في يدهم هي سخطي )


Paleo-Hebrew (Before 585 B.C.)
10:5   
           
         
           -   
.   

Hebrew Transliterated
10:5 HVY 'aShVUr ShBT 'aPhY VMTH-HV'a BYDM Z'yMY.

10:5 O Assyrian, the rod of mine anger, and the staff in their hand is mine indignation.
American Standard V
10:5 Ho Assyrian, the rod of mine anger, the staff in whose hand is mine indignation ersion!
Bible in Basic English
10:5 Ho! Assyrian, the rod of my wrath, the instrument of my punishment!
Darby's English Translation
10:5 Ah! the Assyrian! the rod of mine anger! and the staff in their hand is mine indignation.
Douay Rheims Bible
10:5 Woe to the Assyrian, he is the rod and the staff of my anger, and my indignation is in their hands.
Noah Webster Bible
10:5 O Assyrian, the rod of my anger, and the staff in their hand is my indignation.
World English Bible
10:5 Ho Assyrian, the rod of my anger, the staff in whose hand is my indignation!
Young's Literal Translation
10:5 Wo to Asshur, a rod of Mine anger, And a staff in their hand is Mine indignation.
6








من سفر أشعيا الأصحاح 19 والعدد 25

(  بها يبارك رب الجنود قائلا مبارك شعبي مصر وعمل يدي أشور وميراثي إسرائيل )

אֲשֶׁר בֵּרֲכוֹ יְהוָה צְבָאוֹת לֵאמֹר בָּרוּ עַמִּי מִצְרַיִם וּמַעֲשֵׂה יָדַי אַשּׁוּר וְנַחֲלָתִי יִשְׂרָאֵל ס
   19:25 ásher Bërákhô y'hwäh tz'väôt lëmor Bärûkh' aMiy mitz'rayim ûmaásëh yäday aSHûr w'nachálätiy yis'räël š
   19:25 Whom x834 Yähwè יָהוֶה 3068 Xævä´ô± צְבָאוֹת 6635 shall bless, 1288 z8765 saying, 559 z8800 Blessed 1288 z8803 [be] Mixrayim מִצרַיִם 4714 my people, 5971 and ´Aššûr אַשּׁוּר 804 the work 4639 of my hands, 3027 and Yi$rä´ël יִשׂרָאֵל 3478 mine inheritance. 5159







من سفر حزقيال الأصحاح 27، العدد 23

( حران وكنة وعدن تجار شبا وأشور وكلمد تجارك

23   Modern Hebrew
חרן וכנה ועדן
רכלי שבא אשור
כלמד רכלתך׃
Paleo-Hebrew (Before 585 B.C.)
27:23   
           
           
           
.             

Hebrew Transliterated
27:23 ChUrN VKNH V'yDN UrKLY ShB'a 'aShVUr KLMD UrKLThK

............

*  من محاضرة تاريخية ألقاها الأستاذ البروفيسور أسعد رمو رئيس اكاديمية ميكال أنج  للفنون الجميلة في بيروت  1971
* * أرنولد توينبي، الحرب والحضارة من ترجمة الدكتور فؤاد أيوب – دار دمشق للطباعة والنشر  1962 ص 77 والكلام مأخوذ من سفر حزقيال ، الأصحاح 31، والأعداد 2-5                                       
[/color][/i]
[/b][/size]

87
احداث آشورية ما بين موقعة ديره بون ومجزرة سميل عام   1933  - تتمة
   
آشور بيث شليمون

كما تعلمون تحدثنا عن أحداث صيف عام 1933 المأساوية  في القسم الاول،  والآن سوف اغطي الفترة التي تلت تلك الاحداث.  ولكن قبل البدء الحديث عما جرى بعد تلك الأحداث الإجرامية على شعبنا أود ان أؤكد للقراء ان الحديث يقتصر على شريحة آشورية صغيرة والتي اقتلعت من جذورها في منطقة سكناها – هكاري – وليس بصورة عامة عن شعبنا الآشوري بمختلف مذاهبه ومشاربه من سكان الشمال أي بلاد آشور حيث يرزخ قسما كبيرا من أراضيها اليوم  في ما يسمى تركيا.

ومن  المؤسف أن    شعبنا الآشوري غدا وافدا في نظر الحكومة العربية الدخيلة الى ما يسمى العراق من صنيعة بريطانيا الإنتدابية، وهو لم يكن يبعد أكثر من مائة ميل من الحدود الحالية، ولكن العرب ومن الجملة أسرة الشريف الحسين من مكة يغدو العراق ملكا لهم.

هذا وإني اؤكد على ما  ذكره أباؤنا المسيحيون السريان، حيث نحن قلب تلك الشريحة السريانية وكما قدمنا البراهين وليس عن لسان اعضاء الكنيسة المشرقية / النسطورية على حدة، بل من الآباء المسيحيين من الكنيسة الشقيقة الأرثوذكسية اليعقوبية أيضا وهاكم الرابط للمزيد حول الموضوع:

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,759645.0.html

ولكن بنفس الوقت، فإن شعبنا الآشوري  بشقيه الأرثوذكسي والمشرقي كان له الفخر بآثور والآثورية/  ܐܬܘܪ على الدوام واليوم  بوسعنا القول وبكل فخر يعتبرالشعب الوحيد في كل الهلال الخصيب / ܩܫܬܐ ܣܗܪܢܝܬܐ الذي حافظ  وناضل في سبيل قوميته بينما الآخرون جميعا وبدون استثناء مع الأسف من آراميين، كلديين، كنعانيين، فينيقيين  داسوا على تراثهم وعوضوه بالتراث العربي ما دفع مؤلفو كتاب Syria, a Case Study  والمنشور من قبل وزارة الدفاع الأميركية القول:

" إن المسيحيين في سوريا  بما معناه يؤكدون حرصهم ومشاركتهم المسلمين في عروبتهم ما عدا الأرمن والآشوريين . "

كما يرجى من القراء مطالعة مقالي الهام حول الموضوع -  بعد خراب البصرة – على الرابط أدناه:

http://thevoiceofreason.de/ar/article/12819

.....................

وكما ذكرنا في القسم الأول كيف عاد المقاتلون الآشوريون الى سوريا للمرة الثانية حيث بدأت المفاوضات حول إسكانهم من جديد. ومن المعروف أنه كان هناك مشاريع عديدة لإسكانهم قبلا في دول عدة ومنها : مدغسكر، غويانة البربطانية والبرازيل واخيرا استقر الامر اسكانهم في سوريا وفي منطقة الغاب في وسط الغربي من سوريا غرب مدينة حماه، والغاب كانت عبارة عن مجرد  مستنقعات وكان المشروع يرمي بالقيام في تجفيفها ولكن لم يكتب له النجاح  وعوض بدلا عنه اسكانهم  على نهر الخابور.

نهر الخابور، الرافد الأساسي لنهر الفرات وينبع في سوريا في بلدة  رأس العين/ ܪܫ ܥܝܢܐ الحدودية مع تركيا. هذا وبعد مفاوضات مع الحكومة العراقية التي ساهمت ماليا في دعم هذا الإسكان الى جانب عدد  من الدول الغربية التي بدورها ساهمت بسخاء ماليا في إسكان الآشوريين في منطقة الخابور وذلك في شراء عدد من القرى التي كان يسكنها البدو العرب  1 .
 
وهنا يجدر بنا  الإشارة الى الجرائم التي ارتكبتها حكومة رشيد عالي الكيلاني  حيث كان لها أصداء كبيرة في الغرب بالرغم من محاولة الحكومة العراقية  بطرق جمة  العمل  من تقليلها في عصبة الأمم ولكن باءت بالفشل الذريع ومن احداها في تجنيد  أبناء شعبنا في العراق للتوقيع على عدد من البرقيات التي هي أملت فحواها  وارسالها الى صحيفة الأهرام المصرية للنشر للرأي العام وهنا أضع نماذج منها  2 :
   
حضرة رئيس تحرير " الأهرام "
بعد التحية -  اتشرف بان أرسل لحضرتكم  في طيه صورة البرقيات المرفوعة لجلالة الملك المعظم وللمقامات العالية في بغداد من رؤساء الطوائف المسيحية 3 والآشورية  معربين فيها عن اخلاصهم للعرش الملكي السامي وتأييدهم المقرون بالشكر ! للحكومة العراقية في خطتها الأخيرة حيال حادث الآشوريين الأخير للتكرم بنشرها في جريدتكم الغراء وتفضلوا بقبول فائق الإحترام .

                                                                           قنصل العراق العام

بغداد – جلالة الملك المعظم
مكرر رئيس الوزارة الجليلة
نحن رؤساء الأكثرية الآشورية نتشرف ونرفع للسدة الملكية إنكارنا وبراءتنا من الفئة الآشورية الباغية التي كفرت بأنعام جلالتكم وحكوماتكم المتعاقبة والشعب العراقي النجيب ونرى واجبا علينا أن نرفع لجلالتكم وحكومتكم الموقرة شكرنا وأريحيتنا بالأعمال التأديبية  4 الباهرة  التي قامت بها قوات الدولة وتطهير قطرنا العزيز من عناصر اللؤم التي تريد الفتك في بناء الوحدة العراقية.
المطران يولاها ، القس اوديشو، القس هرمز، رئيس يوحنا .... الخ

برقية من دهوك في 22/ 08/ 1933

حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم – بغداد
نحن ابناء ورؤساء الأطثرية الآشورية نتشرف ونرفع للأعتاب الملوكية استنكارنا لأعمال الفئة الآشورية الباغية. ونعلن براءتنا من تلك الفئة ونرى واجبا علينا أن نرفع لسدتكم الملكية وحكوماتكم الجليلة شكرنا وارتياحنا للأعمال التأديبية التي قامت بها قوات الدولة وتطهير بلادنا العزيزة من عناصر الفساد والشر التي قصدت هدم بناء الوحدة العراقية المقدسة.
صورة منه الى فخامة رئيس الوزراء – بغداد

من رؤساء عشيرة البازي الرئيس خيدو بن دانيال، حنا ميخائيل بازي الخ...
الموصل في 20 آب سنة 1933 – بغداد – جلالة الملك المعظم
إن إجتماعنا الآن مة رؤساء الأديان الثلاثة ومختلف الطوائف والشيوخ وأعضاء الهيئات التمثيلية والمحلية على مائدة معالي وزير الداخلية حكمت بك سليمان ليس إلاّ مظهرا صميميا من مظاهر الوئام الطائفي والتضامن الوطني وقد استدرجنا الشعور الوطني الفياض إلى عرض الإخلاص لسيد البلاد... وليست حوادث التياريين 5 المؤسفة سوى تخبط طائش منهم انتهى في مجراه القانوني إلى أخذ نصيبه العادل من الجزاء وإنما يؤلمنا أن نجد بعض ذوي الأغراض يحاول إتخاذ هذه الحوادث وتأججها ذريعة للفت في عضد التكاتف الوطني...

أحمد الجودي، يوسف عمانوئيل بطريرك الكلدان، مفتي الموصل حبيب العبيدي، آصف وفائي، أحمد البارزاني، عجيل الياور، المطران توما، النقيب عبد الغني، ضياء يونس، سعد جلميران، المطران جرجس الخ...
وهكذا علقت مجلة المسرة، التي نشرت هذه البرقيات بقولها:
تلك هي الحقائق الرسمية كما بسطها ممثلو العراق أمام عصبة الأمم في جنيف وكما روتها بعض الصحف ممن قد اخذوا في هذه الأقطار بهوس الجامعة العربية أو الوطن العربي .
أما الحقيقة – غير الرسمية -  الحقيقة الواقعية المؤلمة فهي أن الآشوريين قد    ذبحوا ذبح النعاج  ...
الصفحات السود في سجل العراق كما جاءت على لسان عراقي شهم ألا وهو الأستاذ عبد المجيد حسيب القيسي  6 :
ولكنها – وبإيعاز من قائدها – تجاوزت هذا الحد وانغمست في الأيام العشرة التالية في ما أسمته  " مطاردة الآثوريين الفارين " وكانت أعمال المطاردة هذه أعمال حقد وانتقام  ... فأساءت الى سمعة الجيش وفتحت له سجل تاريخ العراق أولى صفحاته السوداءّ !
ويستطرد القول، وبعد هذا فلا عجب أن تنطلق كوامن الحقد والشر في نفوس الجنود وأن يندفعوا تحت ستار مطاردة الآثوريين والتفتيش عنهم الى إشاعة الذعر والخوف ونشر الموت والدماء بين السكان ... ولم تقتصر أعمال المطاردة على قوات الجيش بقط بل اشتركت معهم جموع كبيرة من العشائر العربية والكردية وكان بكر صدقي وبحجة حماية مؤخرة الجيش قد وزع السلاح على عشائر الزيدية، والسليفانية، من العشائر الكردية، وعلى عشائر الجبور وشمر من العشائر العربية، وعلى بعض من أبناء الطائفة اليزيدية وشجعهم على الإنتقام من الآثوريين 7 .

كما  شدد القيسي في كتابه – الآثوريون – بالقول:

" ومن جهة ثانية فلم يكن الآثوريون عملاء للإنكليز أو أدوات لديهم، كما تصورهم الأدبيات العراقية، وإنما كانوا قوما ينشدون تحقيق هويتهم الدينية والقومية، لكن طبيعتهم العنيفة وغرارة قياداتهم السياسية وسوء تقديرها للاحداث ثم تقلبات الحرب السياسية أودت بهم الى المصير النكد ..."
وهنا أرى جدير بنا أن نختم كلامنا هذا عما جرى على شعبنا من مآس وقتل وتشريد الى هذه اللحظة بما قاله الناشرحول الموضوع - عبد المجيد حسيب القيسي :

" ... ورغم قدم الموضوع وعفاء أكثر من نصف قرن على احداثه، فإن مبرر إعادة البحث فيه ليس التذكير او التعريف فحسب،  بل لأن الحدث الأثوري كان بأسبابه ودوافعه وبسير أحداثه ونتائجها، وعلى المدى القصير والمدى البعيد، أول  وأخطر صدع في الكيان السياسي العراقي  الناشيء وقت ذاك، ثم ظلت الصدوع والخروق تتوالى وتتسع وتتطور حتى عامنا هذا، عام 1999 ، حيث بلغت ذروتها ومداها فبلغ السيل الزبى واتسع الخرق على الواقع! 
             http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=748485.0

.......
1-   حيث كان شبه منطقة صحراوية رغم وفرة المياه  العذبة ما عدا بعض من شجر الصفصاف الذي كان بدوره ضحية البدوي بقطعه واستخدامه وقودا – وهذا ما حصل في جبل عبد العزيز بالذات ( المحاذي لنهر الخابور ) حيث العرب قطعوا غابات شجر البطم حتى تقريبا لم يبق له أثر!
2-   إن مصدر هذه البرقيات هو ما نشرته كما أشرنا اليه سابقا – مجلة المسرة – للكنيسة الكاثوليكية في بيروت لبنان والمؤرخ في عددها تشرين الثاني من عام 1933
3-   لاحظ التعبير – من رؤساء الطوائف المسيحية والآشورية، أي يقصد بالطوائف المسيحية من إخوتنا تحت التسمية الكلدانية والسريانية !
4-   وما على القارئ اللبيب أن يرى الوقاحة بأسوأ صورها بوصفه هذه الأحداث الإجرامية – باعمال تأديبية وهنا صدق الكاتب العراقي – القيسي – في كتابه " الآثوريون بالقول:  ولكن المسألة الآثورية اقترنت في أذهان العراقيين- كما سنرى – بكثير من الأفكار التي خلقتها الدعايات المضللة والفهم القاصر، فابتعدت بها عن حقيقتها وأضفت عليها مفاهيم خاطئة!
5-   يقصد هنا ب" التياريين " الشعب الآشوري برمته، كون عشيرة تياري تعتبرإحدى كبريات العشائر الآشورية، وعلى نفس الغرار فإن آباءنا المسيحيين كانوا يطلقون على العرب ب ( الطيء ) كونها إحدى كبريات العشائر العربية أيضا.
6-   رجاءا النظر في كتاب الأخ القيسي في آخر صفحة من كتابه وشكرا.
7-   المصدر هنا هو – لونكرك من الصفحة 235 ولكن مع الأسف وهذه عادة العرب في تشويه التاريخ حيث لا يوجد في الترجمة العربية وهو من ذكر الكاتب  مشكورا.                                                                                                 













88
 آشور والآشورية  في أرشيف المغفور له المطران دولباني رحمه الله

آشور بيث شليمون

مقدمة:

أولا، أرفع قبعتي إجلالا الى روح المطران فيلوكسينوس يوحنا دولباني/ ܦܝܠܘܟܣܝܢܘܣ  ܝܘܚܢܢ ܕܘܠܒܢܝ وكذلك الى الأخ العصامي برهان حنا إيليالأنه لولا هذان الشخصان لكان الأمر قد طيه النسيان وبقي بدون أثر يذكر .  حيث الأول عمل جاهدا للحصول على هذا المخطوط  القيم وحفظه في مكتبته الشخصية، والثاني قام بتعريبه كي يكون بمتناول جميع أبناء شعبنا وخصوصا الذين يجهلون لغتنا السريانية وهم كثيرون  العمل الذي يبرهن على استمرارية القومية الآشورية رغم أنف الحاقدين وما أكثرهم!

إن الأمة الآشورية، مع الأسف في هذه الأيام تتلقى الهجمات وليتها من الأعداء والمناوئين وهذا أمر جائز، ولكن الطامة الكبرى أنه من شعبنا بالذات  الذين عصفت بهم رياح التقمص والقومجية المزورة .

من كان يتصور أن المطارنة والكهنة  من مذاهبنا الذين يقومون بالتزوير والتحوير لتاريخنا  كما فعل  منهم  وعلى سبيل المثال الأب ألبير أبونا **، في كتابه الموسوم  -  أدب اللغة الآرامية - إنها حقا مأساة!! ولا أدري كم له من تزوير في كتبه التي هي كما يقال عديدة وليس هناك آشوري واحد بحسب علمي أن راجعها وعلق عليها كون هؤلاء الأشخاص مع احترامي لمقامهم الكنسي الرعوي لا يملكون المصداقية فيما يكتبونه والتي هي كارثة بحد ذاتها لا للمسيحية فحسب بل حتى لشعبنا الآشوري أجمع!


عرض الكتاب:

في مقالنا هذا سنتعرض الى الأركان التالية لهذا الكتاب وهي:
-   مقدمة الناشر
-   نبذة موجزة عن مؤلف هذا الكتاب،
-   عرض بعضا من النصوص الكتابية عن دور كل من الملك زينون وألوس الآشوريين.
-   الخاتمة – كلمة عتاب على إكليروسنا الكلداني وتقاعسه في تقديم وتعريف هذه
الأشياء والتي هي في غاية الأهمية .

مقدمة الناشر:

إن الكتاب الذي نتحدث عنه – تاريخ النوائب والحوادث في الرها وآمد وما بين النهرين ( 363-506 م )- يرصد التاريخ اليقين والكامل للأحداث والوقائع التي جرت في ما بين النهرين، بين الأمبراطوريتين العظميين الرومانية والفارسية حتى عام 515 ميلادية.ونظرا لمكانته التاريخية القيمة، فقد قام علماء مشهورون بترجمته ونشره وعلى سبيل المثال:

ترجمة العلامة بولان مارتين/ P. Martin   إلى الفرنسية عام 1876 ميلادية والعلامة وليام رايت/ W. Right إلى الإنكليزية عام 1882 ميلادية والعلامة الأب شابو ܫܒܘ  إلى اللاتينية عام 1927 ميلادية.
كما قامت جمعية آمد/ ܐܡܕ للعلوم في مدينة ديار بكر بترجمته الى التركية عام 1958 ميلادية.
وسيرا على منوال هؤلاء، أحببنا نشره بالسريانية لغة مؤلفه، لنسدي خدمة جليلة وفائقة إلى لغتنا الآرامية الحبيبة، وتاريخ بلادنا الغالية ما بين النهرين : الرها، آمد، نصيبين، وطور عابدين وغيرها.

نبذة موجزة عن المؤلف:

مؤلف الكتاب، راهب سرياني أرثوذكسي من الرها، خريج الكلية الرهاوية، وأحد اساتذتها، مجهول الإسم . ألفه بناء على طلب أحد الأديرة القريبة من الرها يدعى – سركيس. نسخته الأصلية القديمة وحيدة ومحفوظة في خزانة الفاتيكان تحت رقم 162
كتب هذا السفر عام 932 ميلادية . تتضمن افتتاحية الكتاب رسالة أجاب فيها على رئيس أحد الأديرة القريبة من الرها حيث جاء فيها، " صلوا على إليشع من دير زوقنين ( آمد ) الذي ألف الكتاب لتحل عليه الرحمات ....
يتناول الكتاب النوائب والحوادث التي وقعت في الرها وآمد وبلاد ما بين النهرين – حيث مواطن السريان – واسباب الحروب بين الأمبراطوريتين العظميين الرومانية والفارسية.
وقد ذكر المؤلف أنه وجد ما دونه في كتب قديمة، ونقل الباقي عن سفراء ملكي الروم والفرس.

أدوار  كل من الملك زينون وألوس الآشوريين في الرها وما حولها:

أقتطف ما جاء على صفحات 15-18 من الكتاب المذكور:

في أيام فيروز اضطربت مملكة الروم أيضا، كان هناك كراهية من البلاط الملكي تجاه زينون / ܙܝܢܘܢ الملك لأنه كان آشوريا جنسا، وتمرد عليه بسليقوس وملك عوضا عنه. بعد ذلك تقوى زينون وثبت في مملكته، ولأنه ابتلي بكراهية الكثيرين من حوله، انشأ حصنا منيعا في بلده ليكون له منفذا للنجاة إذا ما فوجئ يوما بسوء يداهمه، وكان له أمين سر لهذه الغاية هو قائد انطاكية / ܐܢܛܝܘܟ يدعى ( ألوس/ ܐܠܘܣ  ) وكان هو الآخر آشوريا . وكان الملك زينون يقدر بني جنسه ( الآشوري ) ويقلدهم المناصب العالية فمن أجل هذا كان ممقوتا من الروم.
ولما أنشأ الحصن وكمل من كل ما يلزم، ووضع فيه ( ألوس / ܐܠܘܣ ) ذهبا كثيرا لا يحصى، جاء الى العاصمة ليعلم زينون بانه قام بتحقيق إرادته، فثبت لزينون ان ألوس خائن ويتوق الملك. لذلك أمر احد جنوده بقتله، ولأيام كثيرة، كان يترصد المأمور بالمهمة الظرف المناسب لقتله ولكن دون جدوى.
ثم صادف ألوس في البلاط الملكي وجرد حسامه، ورفعه ليضربه، وإذ بأحد الجنود المرافقين لألوس يطعنه بسكين بذراعه، فسقط الحسام من يده، وجذم أذن ألوس.
ولكي لا تكشف خيانة زينون تجاه ألوس، أمر حالا بان يجز رأس الجندي دون سؤال.
وهذه الحادثة جعلت ألوس أن يشك بأن زينون هو الآمر بالعملية، وترك وسافر وحط الرحال في أنطاكية. وصمم أن يكون المكان أنطاكية منطلقا له للإستعداد للاخذ بالثأر والإنتقام.
وزينون لخوفه من ألوس، لمعرفته بسوء نيته، أرسل إليه أناسا معروفين إلى انطاكية يخبرونه بأن يعود إليه كما يشاء ليفرج عن غمه، فيبين بان الخيانة لم تكن صادرة عنه، ولم يكن يقصد قتله.
فلم يستطع أن يرخي عناد وتفكير ألوس الجامد، الذي احتقره واستخف به، ولم يشأ إطاعة امره والذهاب إليه. وفي النهاية أرسل إليه زينون قائدا آخر يدعى ( لانطيس ) مع القوات التي بإمرته، وأمره أن يجيء به إليه رغما عنه، وإذا تمرد عليه فليقتله. وعندما وصل ( لانطيس ) إلى انطاكية فسد( فاء مرفوعة) بالذهب من ألوس، وكشف له أمر القتل المعطي له.
ولما وجد ألوس انه لن يخف عنه شيئا، أطلعه على ما يملكه من ذهب الكثير، والذي من أجله كان زينون يود قتله وتوسل إلى لانطيس أن يتفق ويتمرد معه، كما أظهر له كراهية الروم لزينون.
ولما تم الوفاق، وجد ألوس انه بوسعه ان يكشف عن رغبته، إذ بدونه لا يستطيع التمرد وحده، ولا ان يتملك بشخصه، لان الروم كانوا يكرهونه هو الآخر بسبب جنسه، ولعناده وتشبثه برأيه الصلب.

كلمة عتاب:

إن المغفور له المطران فيلوكسينوس يوحنا دولباني، إكليريكي  أرثوذكسي وليس له من الكاثوليكية لا ناقة ولا جمل، ولكن حبه وشغفه لخدمة شعبه، عمل للحصول على هذه المخطوطة.  وكلنا نعرف من جهة أخرى، أن المنشقين من كنيستنا النسطورية  والمنضمين إلى الكنيسة  الكاثوليكية من أبناء بلاد آشور أبا عن جد وهم كثر، استطاع منهم وخصوصا حتى الى  الربع الأول من القرن الماضي تجميع وتأليف الكثير مما يخص شعبنا والتي هي بمتناولنا هذه الأيام ومنهم على سبيل المثال: المغفور لهم المطران توما أودو، المطران أوجين يعقوب منا ورئيس أساقفة سعرد أدي شير، ولكن المؤسف من بعد ذلك التاريخ أغلبية  الإكليريكيين الكاثوليك من أبناء شعبنا رموا تاريخنا وتراثنا جانبا *** وخصوصا لغتنا كي ينتحلوا حتى العروبة والقيام في خدمتها بإمتياز والأنكى من ذلك بعد 2003 كما جاء في المقدمة سلكوا طريقا مغايرا بالمرة في إعادة وكتابة تاريخنا الآشوري وحتى العمل لمحوه وطمسه من الوجود.

وقد يكون هذا العمل مقبولا لو قامت به حفنة من الناس العاديين العلمانيين وعلى سبيل المثال ما يسمى أدباء – العرب – الكلدان، ولكن الطامة الكبرى لقد  انخرط كثير من الإكليروس الكلداني في نفس المنحى بتزوير وتحوير التاريخ شيئا لم أكن أتصوره أن يصدر منهم بالمرة وهم من سكان بلاد آشور/ܡܬܐ ܕܐܬܘܪ أبا عن جد!   
وهنا نسجل للتاريخ منهم، قداسة  البطريرك/ الكاردينال ، عمانوئيل دلي الثالث، ونيافة المطارنة لويس ساكو( البطريرك الحالي)  والمطران سرهد جمو، والأب ألبير أبونا .
............

* للأخ برهان حنا إيليا كتاب آخر قيم جدا تحت عنوان ( آمد مدينة الفخر ) والذي تنوف صفحاته على 475  صفحة وهو بالفعل كتاب جدير بالقراءة أيضا.

شخصيا، ليس لي معرفة بالأخ الكاتب، ولكن يكفي لي معرفة شخصية مع أولاد أعمامه، الأخ جورج والأخ إلياس، وهذا كاف ان أسدي شكري وتقديري لجهوده هذه التي تبعث الفخر لنا أجمعين.
 
**    يرجى منالقراء الاحبة النقر على الرابط ادناه ليعرف المزيد حول كتابات الأب البير أبونا: http://www.tellskuf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=17723:aa&catid=90:2010-04-10-19-29-04&Itemid=63

*** كما يرجى من القراء النقر على الرابط التالي أيضا والذي يتحدث عن تلك الأجنحة في بيت المقدس المخصصة لكل المذاهب وضمنا كنيستنا المشرقية النسطورية، ولما كانت كنيستنا في حالة يرثى لها من مؤامرات الكنيسة الكاثوليكية والإنقسامات التي حلت بها إذ احتفظ المنشقون أي الذين غدوا كاثوليكيين بهذا الجناح رغم انه الصاحب الشرعي لها هي الكنيسة المشرقية النسطورية ولا المنشقين.
http://www.tellskuf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=5343:2010-09-04-22-30-08&catid=90:2010-04-10-19-29-04&Itemid=63

[/b][/b][/color][/size][/right]

89
نصوص مختارة من كتاب " الهاجرية *" حول آشور والآشورية

الكتاب: الهاجرية
المؤلفان: باتريشيا كرونه، مايكل كوك
من منشورات جامعة كامبريج، لندن – بريطانيا 1977
ترجمة الكاتب السوري الكبير نبيل فياض

العرض :

كان هنالك بالتالي نسختان متمايزتان عن المسيحية في الكنيسة النسطورية: فمن ناحية كنيسة آشوريا المحلية، وهي تأكيد شوفيني على هوية ريفية؛ ومن ناحية أخرى كنيسة فارس الحضرية والتي كان مركزها في بابل، وهي تأكيد كوزموبوليتاني على حقيقة أممية. لكن إذا أُمْكِن مقارنة كنيسة آشوريا في هذا الصدد بالكنيسة المصرية، فشوفينيتها أخذت شكلاً مختلفاً إلى حد ما. فقد احتفظت مصر بإثنية ولغة مميزتين لها ضمن طبقتها الفلاحية، في حين كانت طبقتها الأرستقراطية تنتمي إلى العالم الهليني الأكثر اتساعاً؛ آشوريا بالمقابل امتلكت طبقة أرستقراطرية مميزة لها، في حين شاركت العالم الآرامي الأكثر اتساعاً في إثنيتها ولغتها. وهكذا ففي حين كانت الشوفينية القبطية إثنية ولغوية، استدارت شوفينية آشوريا إلى ذكريات ماض مجيد. في هذا السياق فإن اهتدائين جاءا في الوقت المناسب أفادا في تنقية الملوك الآشوريين من سوء سمعتهم حيال الكتاب المقدّس. الأول هو سردانا، ابن سنحريب، الملك الثاني والثلاثون لآشوريا بعد بيلوس وحاكم ثلث العالم المأهول، والذي أذعن لرسالة يونان التوحيدية وشرّع صوم نينوى الذي أنقذ نينوى من الدمار(86) ؛ وبما أن الصوم أنقذ الآشوريين من غضب الرب في الماضي، فقد أعاد تشريعه سابريشو من كرخا دي بيت سلوخ لإنقاذهم من الوباء بعد ألف سنة(87).و الثاني هو إعادة تحرير نسخة اعتناق إيزاتيس الثاني** الذي من أديابين اليهودية في نسخة اعتناق نارساي الآشوري المسيحية(88). كان هذا يعني أن الآشوريين كانوا موحدين قبل المسيح ومسيحيين بعده، والماضي بالتالي قاد نحو الحاضر دون أي شرخ. وهكذا فتاريخ كارخا دي بيت سلوخ يبدأ بالملوك الآشوريين وينتهي بالشهداء الآشوريين: سركون أسسه(89) والشهداء جعلوه «حقلاً مباركاً للمسيحية»(90). يشبه ذلك أنه في القرن السابع قبل المسيح وقف العالم كله مرعوباً من ساردانا(91)، وفي القرن السابع بعد المسيح احتل القديسون مكانه باعتباره «شمس آثور» و «مجد نينوى»9.
………………

* Hagarism by Patricia Crone & Michael Cook, Cambridge University Press 1977

** إن آشوريا/ ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ قبل الدخول في المسيحية اعتنقت الديانة اليهودية، وهذا معناه بان الآشوريين دخل بعضهم هذه الديانة ولكن المملكة لم تكن من العنصر العبراني ، بل من العنصر الآشوري. لقد قمت بهذا التوضيح لان البعض وفي نفس يعقوب يريدون جعل مملكة أديابين/ ܚܕܝܒ يهودية والتي هي امتداد للإقليم الآشوري الذي حدده الأمبراطور الروماني تراجان في عام 117 ميلادية، حيث كانت تشكل جزءا من الأقاليم الرومانية الشرقية والتي منها بيث نهرين/ ميزوبوتاميا وأرمينيا.

آشور بيث شليمون

90
من هم السريان ؟!

آشور بيث شليمون

كثيرا من يتساءل البعض عن السريان والى من ترجع أصولهم، ولكن المؤسف ان هناك حركة  تريد تشويه الحقيقة وهي كما قلت دائما ومرارا أن السريان – دع أصل الكلمة ومرجعها جانبا – هم الشعوب قاطبة من سكان الهلال الخصيب أي من الآشوريين والبابليين، الكنعانيين الفينيقيين، العموريين الإيبليين، الآراميين والكلديين.

وهنا أطلب من القراء الأفاضل ان يقرأوا موضوعي تحت عنوان  " من هم السريان وما هو أصل اللغة السريانية " وهو منشور في معظم مواقعنا ومن الجملة – موقع عنكاوا حيث بلغ عدد قرائه ما ينوف على 8000 قارئ.
ومن المؤسف أن  أقول أن موقع – عنكاوا دوت كوم – كما يبدو رفعه وليس له وجود إلا من خلال مداخلة أحد القراء الكرام حيث أعاد طبعه ولكن للقراء أقول أن الموضوع لا يزال موجودا في مواقع كثيرة ومنها الموقع ادناه:

http://thevoiceofreason.de/ar/article/3470

وتأكيدا وتوثيقا لكلامي أستشهد ببعض من الجهابذة وهم جلهم من الكنيسة الشقيقة الأرثوذكسية وما قالوه حول الموضوع حيث لا يختلف القط عما قلته على الدوام وهاكم:

•   اقتبس من مقال نشر في المجلة البطريركية للسريان الأرثوذكس للاخ العلامة أبروهوم كبرئيل صوما – وهو أصلا باللغة السريانية – ولكن عربه  نيافة المطران صليبا شمعون ( اللقب عندما كان قسيسا ) في العدد الثاني والستون، لشهر كانون الأول 1968 السنة السابعة وعلى الصفحة 81:

" والشعوب السريانية الأولى التي عرفت في العصور القديمة، اعني الأكديين والبابليين والآشوريين، ثم الكنعانيين والفينيقيين وفروعهم، كانت كالشعوب الآرامية مساوية لها بالعرق واللغة، غير ان فارقا بسيطا كان يفصل بينهما، ينحصر في لهجة كل قبيلة الخاصة والعامة. "

وكذلك من نفس المصدر والصفحة  85:

" تنقسم اللغات السامية من حيث المكان الى قسمين كبيرين هما الجنوبي والشمالي، فالقسم الجنوبي يشمل اللغة العربية والحبشية وسائر اللغات السامية في الجزيرة العربية وأفريقيا. والقسم الشمالي يشمل اللغات السامية الخاصة بالسريان الذين تقدم ذكرهم كاللغة الاكادية وفرعيها البابلي والآشوري، فاللغتين الكنعانية والفينيقية، فاللغة الارامية وفروعها. ومن اتحاد هذه اللغات الشمالية، نشات اللغة السريانية المعروفة اليوم. "

•   وكذلك أقتبس من مقال آخر بقلم مثلث الرحمات مار اغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك انطاكية وسائر المشرق والمنشور في المجلة ذاتها أي – المجلة البطريركية، العدد 174 لشهر نيسان 1980 السنة الثامنة عشرة  وعلى الصفحة 227:

" مما لا شك فيه، أن الفاتحين ( الغزاة) * العرب التقوا في العراق وسورية عدا القبائل العربية النصرانية  التي كانت على مذهب السريان ، الناطقين باللغة السريانية أيضا من حفدة البابليين والآشوريين والآراميين  الذين كانوا السواد الأعظم في هذه البلاد . "

وختاما، كما تشاهدون أن مصدري هذا من الإخوة السريان الأرثوذكس أنفسهم وليس من مصدر نسطوري أو كاثوليكي بحيث يدحض ويفند ما يدعيه الأخ موفق نيسكو جملة وتفصيلا.

...............
* مفردة الغزاة إضافة من الكاتب.


91
رجاء، أخواتي وإخوتي المتحاورون
لا تقزموا الأمة الآشورية مذهبيا وعشائريا!


آشور بيث شليمون

إن المطالع لموقع " عنكاوا " وحتى غيره من المواقع، هناك الكثيرون من الكتاب والمتحاورين مع الأسف يبحثون بعض القضايا التي بالفعل يجب أن تعد تافهة جدا ولا تخدم قضيتنا الآشورية وحتى القضايا الأخرى اطلاقا.
فهناك طائفة، لا ترى القومية الآشورية إلا بمنظار ضيق ألا وهو الطائفي المذهبي، وبصورة اوضح ان الأمة الآشورية في نظرهم ما هي إلا  ( كنيسة المشرق- النسطورية ) ، ولفيف آخر أخذ ينبش التاريخ عشائريا، كي يسرد لنا البطولات الكثيرة والتي ليس لنا غضاضة فيها كم قام بها الشخص الفلاني وما هنالك من أشياء التي غدت من الماضي ولن تسعفنا إطلاقا في وضعنا المأساوي الراهن بحيث القوى الإسلاموية، العروبية، العثمانية والإيرانية ( فارسية وكردية ) كادت أن تقطع دابر هذه الامة من الأساس.
إن مثل هذه الأعمال الإبتزازية مع احترامي لمن يثيرونها  وخاصة المساندون لها من المناوئين ما هي إلا أعمال تخريبية هدامة لأنها  تفتح الباب على مصراعيه للبعض من المتطفلين الذين غذتهم الصهيونية والعروبية بكل ما هو تقزيم وتهميش وإزالة  امتنا الآشورية من الوجود.
إن الصهيونية الخبيثة ، أحد شعاراتها المهمة البحث عن تلك الأسباط العشرة المفقودة ووجدوا ضالتهم في البعض من النساطرة – ولا يهمهم فقدان شعبنا الآشوري حتى في موطنه بالذات،  كونهم جمعوا شعبهم من كل أنحاء المعمورة بعد ان فقدها بآلاف السنوات من التشريد، وهنا حلوا اللغز الذي كان يساورهم على الدوام  وبمساعدة أبناء شعبنا الأشاوس مع الأسف الشديد كي يعتبروا البقية الباقية من النساطرة يهودا !!
ومن المضحك والمبكي، البعض يتجاهل أن النسطورية قبل اكثر من 500 عام كانت تشكل الغالبية المسيحية في شمال بيث نهرين، بلاد آشوريا، وقبل أكثر من ألف سنة  كانت تغطي بيث نهرين بأجمعه .
أما العروبة ، العروبة الإسلامية التي دمرت المنطقة جسديا وروحيا إلى هذه اللحظة، نرى لها مساندوها كما للصهيونية الخبيثة في دعم أفكارهم الإجرامية في القضاء على الوجود الآشوري حتى في مسقط رأسه بلاد آشور/ ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ كي يطلع علينا جاسوس صهيوني يسمى أحمد سوسة ليشكك بوجود شعبنا لا في العالم، بل في موطنه الآشوري  بالذات!
كم يحزنني  ويؤلمني جدا، ان أجد حتى أبناء شعبنا ممن مع الأسف يتلذذون ويفتخرون بالإستشهاد بما ينفثون هؤلاء من سموم في تفريقنا وتقزيمنا في وقت هذا الصهيوني لا يعترف لا بالآشوري بل وبكل  تاريخ بيث نهرين الخالد السومري، البابلي والآشوري معا !
إن النسطورية مذهب مسيحي كباقي المذاهب الموجودة في المنطقة، وبصورة اخرى قد يكون النسطوري آشوريا ولكن بنفس الوقت هناك آشوري يعقوبي، كاثوليكي، بروتستاتيا و الخ. إذ الآشورية لم تكن حكرا في النسطرة. وعلى هذا المنوال  النسطورية في الماضي كما في المذاهب الأخرى جمعت شعوبا وقبائلا كثيرة ولم تكن حصرا بالقومية الآشورية كما الآشورية  ليس بوسع احد اختزالها بالنسطورية.
وهذه معلومة للجميع،  كما تعرفون أن الامة الآشورية قامت على سواعد جميع المذاهب بدون استثناء وللتذكير ولا الحصر شخصيا، أعتبر – أب القومية الآشورية -  البروفيسور آشور يوسف - من بلدة خربوط حاليا في تركيا ، في بلاد آشور وهو يعقوبي المذهب- سرياني أرثوذكسي وطبعا هناك الكثير على غراره ولنا الفخر بهم اجمعين  من جميع المذاهب المسيحية الذين كان ديدنهم الأوحد خدمة هذه الأمة مثل المغفور له يوسف ملك، لهذه الأمة  المنكوبة والمسلوبة وللأسف اليوم حتى من أبنائها ܐܡܝܢ ܀
•   < السابق


92
الخبث والحقد الآرامي الى أين؟!

أعزائي القراء:

كما تعلمون في الأونة الأخيرة اندحرت تلك القوى الخبيثة التي يقودها موقع الوكر الآرامي الحاقد – التنظيم الآرامي الديمقراطي والذي ديدنه الأوحد حذف وطمس الإسم الآشوري كليا من قبل اناس أميون لغويا ورغم ذلك يدافعون عن اللغة التي في أفكارهم المريضة طمست كل الشعوب في الهلال الخصيب وفي مقدمتها شعبنا الآشوري.

أدناه سأضع الرابط للصفحة الرئيسية لهذا التنظيم واحكموا بانفسكم مؤامراتهم وخداعهم حيث في الصفحة الأولى من أعلى اليسار تجد مقالات ضد الأمة الآشورية، والانكى من ذلك تشويه النصب الشهيد الآشوري في اوستراليا بتسويد العلم الآشوري بقلم الحاقد هنري بدروس !

ثم تقرأون لتلك الشخصية الجديدة والتي ظهرت منذ مدة مرة واحدة ثم اختفت تحت مسمى ( حذابيا ) من موقع عنكاوا وتجدون مقاله في الوسط من أعلى أيضا وهو يدافع عن كلمة ( سورييا ܣܘܪܝܝܐ  وليس اسورييا  ܐܣܘܪܝܝܐ)  ولكن بينما هو يدافع عن هذه الكلمة السريان، هناك من أقصى اليسار والى الأسفل تجدون عن ( ابن الصليبي  ܒܪ ܨܠܝܒܝ  الذي لا يحبذ التسمية كونها دخيلة )  وللمزيد انقر على المقال ( علما ان الترجمة العربية لا توافق اللغة السريانية إذ فيها أخطاء !).

ملاحظة: كما يظهر – حذابيا – يطلب أيجاد موقع بديل تحت اشراف الدكتور ليون برخو* ( من دعاة السريانية ) حيث تفتح أبوابه للنقاش كون موقع – عنكاوا – لا يلبي طلباتهم وهو بدون حياء إذ ينشر مقاله في موقع شيطاني حاقد لا يسمح إلا بمن يرشق الأمة الآشورية باسوأ العبارات وهنا  أَضع الموقع امامكم واحكموا بانفسكم !
.............
* من المؤكد أن هذه الشخصية هو الدكتور ليون برخو نفسه أو السيد موفق نيسكو.



http://www.aramaic-dem.org/Arabic/0.htm

[/b][/color][/size]

93
القصة الكاملة للأخوين أصفر ونجار !
« في: اليوم في 01:41 »


القصة الكاملة ل " أصفر ونجار

 الموضوع منقول من موقع ( المحطة ) السوري مع الشكر لهذه المعلومات الهامة والغنية، من المؤكد هناك الكثيرون من ابناء شعبنا وخصوصا في العراق بالكاد سمعوا عن هاتين الشخصيتين الآشوريتين البارزتين وخصوصا بما قاما به في تثقيف شعبنا- الرحمة على أرواحهم ܀
...............

أصفر ونجار، مزارعين، ومحبي الخير...

أصفر ونجار - إسمين لعائلة واحدة مشهورة ومعروفة لدى الشعب السرياني في سوريا. شيوخ هذه العائلة شهدوا مجازر ديار بكر عام 1895، والمعروفة باسم "سيفو دآمد". لهذا السبب، هاجر رأس هذه العائلة الجليلة، اسيا سعيد نجار، من مواليد عام 1865، إلى الولايات المتحدة في عام 1897 واستقر في ولاية نيوجيرسي. أصبح واحدا من مؤسسي "مدرسة الأيتام السريانية- Assyrian Orphanage School" (تاو-ميم-سمكت)*، التي تأسست في عام 1899. ومع ذلك، في عام 1900، قرر اسيا سعيد نجار العودة إلى بلده الأصلي ديار بكر، في بيت نهرين. ومن الجدير بالذكر أن الشخصية القومية الآشورية المعروفة، الملفان نعوم فائق، كان وحداً من الذين نجوا من مذابح 1895 ديار بكر والذي كان قد وصل إلى الولايات المتحدة في عام 1912 وانضم الى مجموعة من القوميين الآشوريين، ومعظمهم من ديار بكر، الذين كانوا قد أنشأوا بالفعل منظمة* "تاو-ميم-سمكت". أيضا، أصدر الملفان فائق العديد من المنشورات السريانية، بما في ذلك "كوكبو دمدنحو" (نجمة الشرق)، "بيت نهرين"، و "حويودو" (الوحدة). كان لاحقاً لنعوم فائق تأثيراً كبيراً على عائلة أصفر ونجار، والتي وصفته بلقب "رائد النهضة الآشورية".

وقائع عائلة أصفر ونجار تبدأ في عام 1894، عندما تزوج أرموش أصفر لمريم رضونلي وانجبا الاثنين طفل رضيع، سمياه مسعود. تحطمت أحلامهم بعد ذلك بقليل، عندما حلت بهم مجازر"سيفو دآمد" في عام 1895 وسقط أرموش أصفر واحدا من ضحايا تلك المجزرة. كان لمريم وهي أرملة في أواخر سن المراهقة والطفل مسعود تحت رعايتها، فرصة ثانية في الحياة عندما التقت شاب يدعى سعيد اسيا نجار، الذي تزوجته في وقت لاحق في عام 1901. سعيد تبنى الطفل مسعود على الفور. ومع ذلك، احتفظ باسم عائلة الصبي "أصفر" تكريما لوالده إرموش. بعدها، انجبا سعيد ومريم ستة أطفال، خمسة أولاد وبنت سميت شاميرام. وبالتالي، أصبحت عائلتهم تعرف باسم عائلة أصفر ونجار.
وبعد مجازر "سيفو" عام 1915، كانت عائلة أصفر ونجار من بين آلاف العائلات السريانية التي نجت من المذابح التي ارتكبتها الدولة العثمانية، خلال السنوات الأخيرة، ضد الآشوريين والأرمن، واليونان. استقرت العائلة في منطقة الجزيرة جنبا إلى جنب مع الآخرين، من اللاجئين السريان الذين بنوا مدينة القامشلي.
كانت سوريا قد أصبحت مصدرا رئيسيا لإنتاج القمح عندما تملكت عائلة أصفر ونجار وتمكنت من استيعاب تقريبا 750 ألف فدان من الأراضي الزراعية في منطقة الجزيرة ومنها مدينة القامشلي والمدن والقرى المحيطة بها وكذلك منطقة الخابور وازدهرت الجزيرة حينها وكانت المنطقة الرئيسية المنتجة للقمح ويبلغ حجم انتاجها للدونم الواحد الثانية في العالم بعد أستراليا. وفي بداية الأربعينيات أنشأت عائلة أصفر ونجار "شركة أصفر ونجار" والتي أصبحت في 1950 الشركة المصدرة ل 100 ألف طنا من القمح و 300 ألف طنا من الشعير.
كانت شركة أصفر ونجار تمتلك وتدير أسطولا مولفاً من أربعين شاحنة، وعدد كبير من المعدات والآلات الزراعية، ومختلف تصنيع وتجهيز النباتات، بما في ذلك عدد من مزارع دودة القز. إلى جانب إنتاج القمح والشعير كانت تنتج أيضا كميات كبيرة من الأرز.

كانت شركة أصفر ونجار ناجحة في إنشاء نظام تعاوني في مجال الزراعة من خلال تشجيع العاملين فيه ومكافأتهم مع قطع من الأراضي والآلات لتنفيذ مشاريع زراعية خاصة بهم. وشمل عملها الخيري بناء المدارس والكنائس والمستشفيات ودور الأيتام ومراكز الشباب، و في عام 1943، كان للمدرسة السريانية الرئيسية في القامشلي عجز مالي وهي في خطر الإغلاق، ألا أن شركة أصفر ونجار سارعت بتأمين الأموال اللازمة لدفع رواتب المعلمين والإداريين. واستمرت المدرسة تعمل بنجاح لسنوات عديدة. وكان آخر مشروع كبير للشركة التبرع بمقدار الأربعين في المائة من الأموال اللازمة لبناء محطة توليد الطاقة الكهربائية في مدينة القامشلي.

كان بداية السياسات الكارثية في عام 1958، عندما أعلنت الوحدة بين سوريا ومصر ، والتي غيرت سوريا من كونها مصدرا كبيرا للقمح إلى وجود نقص في المواد الغذائية. وفي عام 1963، بدأت الحكومة بمصادرة الأراضي الخاصة الملكية وتوزيعها للبدو الذين لا يفلحون شيئاً وضرب المسمار الأخير في نعش اقتصاد البلد في عام 1967، عندما صادر نظام البعث تقريبا كل أملاك شركة أصفر ونجار، والمزارع والمصانع والآلات، وكذلك جميع مشاريعها. وبعد عقدين من الزمن، كانت سوريا تعاني من نقص القمح والدقيق.
اسفرت هذه السياسات الكارثية للنهاية المأساوية لعائلة أصفر ونجار، انهت بها كل النجاحات والمساهمات التي استمرت لمدة نصف قرن, بسبب مصادرة جميع الأراضي الزراعية، والآلات، والمعدات، وكان الشعب السرياني الآشوري في منطقة الجزيرة المتضرر الأول وبشكل خطير. وكان هذا حافزا رئيسيا آخر لإزدياد هجرة جزء كبير من الشعب السرياني الآشوري باتجاه أوروبا والولايات المتحدة، وأستراليا. وفعلا، كان هذا خطراً ملحوظاً ، خاصة و بعد عقدين من الزمن، عندما قام نظام البعث بتجفيف نهر الخابور بسبب سياسات متعمدة من بعض المسؤولين الحكوميين الفاسدين، مما أدى إلى هجرة المزيد من الاشوريين من منطقة الجزيرة.
كان عدد سكان مدينة القامشلي يشكل أغلبية الثلثين منهم من السريان الآشوريين حتى أواخر 1970s. فإضافة الى هجرة السريان الآشوريين، قامت حينها موجات كبيرة من أكراد تركيا وشمال العراق بالنزوح الى الجزيرة السورية . واليوم، لا يتعدى عدد السريان الآشوريين، السكان الأصليين لهذه المنطقة، خمسة وعشرين في المئة من مجموع السكان في تلك المنطقة.
.......
*  مدرسة الإيتام ( ܬܡܣ ) تأسست في بيروت- لبنان




94
الشماس د. كوركيس مردو يرد على ما كتبته عن شخصيته الحاقدة !

آشور بيث شليمون

في مقال كتبته والذي يعتبر رد على ما ينشره هذا وغيره في موقع كلدايا نت والمواقع الاخرى الحليفة له .  أما الآن فقد اخذته الشجاعة كي يكتب في الموقع الحر لموقع – عنكاوا - لذا اختار ليس كالعادة من كتاباته العدائية، بل في رسائل إيمانية على حد زعمه .
ولكن رغم حرصه الشديد فلم يسلم من انتقاد القراء له حيث منذ اليوم الى الآن لم يحرك ساكنا ونأمل ان يبقى كذلك كونه رجل حاقد وهو من العار ان يقبل حتى ان يخدم الكنيسة  كشماس !
وادناه اضع الرابط كي ابرهن لكم أكاذيبه :

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,754754.0.html
 
والآن ينشر مقاله مستخدما نفس التعابير التي اقحمته بها ولكتاباته الحاقدة لا في – المنبر الحر – بل في المنبر السياسي  ( آخر ما تفتق به ذهن الشماس الدكتور مردو المحترم ) كونه يدرك جيدا كيف سأرد عليه وعلى افتراءته العديدة كما حصل معه  منذ مدة في المنبر الحر والرابط أعلاه لمن يريد المزيد.

والخلاصة، في هذا المنبر لن اضيف شيئا على ما قلته في مقالي، بل أقول له متحديا ان ينشر ما كتبه في – المنبر السياسي – بنشره في المنبر الحر، وعندها ستجد ما لا يرضيك أيها الحاقد !!!

ملاحظة:
إن نشري مقالي هذا في المنبر السياسي، كان بمثابة الرد على  أكاذيبه الأخرى عني والمنشورة في المنبر السياسي نفسه، حيث يدرك تماما ما الذي سيحصل فيما إذا نشرها في المنبر الحر.



95
من يعرف هذه السيدة  إيزابيل بنيامين ماما آشوري ؟

آشور بيث شليمون

منذ مدة بينما أقوم كالعادة في مطالعة ما يكتب في المواقع وخصوصا عن شعبنا وإذ بالصدفة اجد هذه السيدة إيزابيل بنيامين ماما آشوري في مقال لها تحت عنوان " من هو قتيل شاطيء الفرات في الكتاب المقدس " منشور على صفحات موقع عراقي ( العراق تايمز ) .

بعد قراءته، في الحقيقة لم أتمالك نفسي السكوت على مثل الكلام وبالتو علقت على الموضوع وقلت بالحرف الواحد – قصة مفبركة ومضحكة بآن واحد –  ولي الشكر للموقع الذي نشر مداخلتي بالحرف الواحد والرابط أدناه حيث بوسع القارئ الحبيب قراءته كاملا.

http://www.aliraqtimes.com/ar/page/17/11/2012/891/%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%88-%D9%82%D8%AA%D9%8A%D9%84-%D8%B4%D8%A7%D8%B7%D8%A6-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D8%9F%D8%9F%D8%9F.html

كما يبدو انها نشطة في كتابة مثل هذه المقالات التي ليست
 إلاّ كذبا ونفاقا ولا تمت للحقيقة بصلة والأنكى من ذلك انها تدعي انها درست اللاهوت !!
واليوم عدت وبحثت عنها من جديد والذي دفعني فعل ذلك هو الأخ عبد الأحد قلو حيث جاء بذكر هذه السيدة في إحدى إجاباته للأخ أدي بيث بنيامين ولكن كما تجدون في مقالها ادناه وطبعا بعد تكذيبها وتفنيدها  بأن الحديث هو عن جيش نبوخذ نصر وملاقاته فرعون مصر نخو على الفرات حيث عدلت كلامها بالقول:

" وعندما بحثت في المعاجم وجدت أن (( كركميش )) تعني كربلاء – ولكن القواميس تذكرها باسم جرابلس- او كركيسون كما يسميها الروم قديما "
وللأسف انها في كل ما تكتبه عن الكتاب المقدس تلويه كما تشاء وعلى سبيل المثال، الكتاب المقدس وفي سفر إرميا النبي والأصحاح  46 يذكر والكلام عن جيش مصر ولكن عندما تستشهد بالنص ليواكب كذبتها فتبدأ من نفس الأصحاح ولكن من العدد 4 بحيث تقفز الكلام الدال على فرعون مصر وهنا الرابط كي تشاهدونه بانفسكم:
       
http://kitabat.biz/subject.php?id=28604



وهذا في موقع آخر بحث كما يدعي للقديسة    حول الحسين صلوات الله عليه

http://hajrnet.net/hajrvb/showthread.php?t=403030762

وختاما، شخصيا أستنكر وأندد بمثل هذا الكلام الكاذب وبهذ السيدة مع كل احترامي وليت هناك ممن يعرفونها أم انها شخصية غير موجودة كتلك التي تدعي هنا في عنكاوا ب ( سوريتا ) !
[/b][/color][/size]

96



نماذج من ترهات ومغالطات كلدايا نت !

آشور بيث شليمون

في مقال ظهر في موقع – كلدايا نت والرابط أدناه يقول:

" ب- الإمبراطورية الكلدانية:
هي آخر وأعظم دولة لسكان الرافدين وأكثر عهودهم مجداً (612 ق.م. إلى 538 ق.م.) وذلك قبل أن تسقط هذه البلاد تحت حكم الغزاة من الدُخلاء. وفي غضون حكمها الذي دام 74 سنة أصبحت نينوى تدريجياً خرائب مهجورة وأمست آثور إقليماً أو منطقة ضمن الإمبراطورية الكلدانية. هذه حقائق تاريخية ثابتة، وهي تعني أن الحقبة الاخيرة من عهود بلاد الرافدين أضحت فيها آثور وتراثها العظيم إرثاً ضمن التراث الكلداني الذي تبعها وورثها. " انتهى الإقتباس

http://kaldaya.net/2012/Articles/04/22_Apr10_BishopSarhadYousipJammo.

مع احترامنا الكبير لقائله حيث لا يمت للحقيقة بصلة إطلاقا وذلك للعوامل التالية:
إن كاتبا ومؤرخا إيطاليا مشهورا وهو ساباتينو مسقاطي في كتابه ( وجه الشرق القديم / The Face of the Orient  by Sabatino Moscati   )  قال ما يلي حول سقوط الأمبراطورية الآشورية –
“ The crisis of Assyria is followed by the renascence  of Babylonia under the Chaldean dynasty, a brief meteoric episode .
أي بتعريب النص يكون كما يلي:
إن أزمة – آشور / بلاد – تبعها بعث بابل تحت سلالة كلدانية حاكمة كقصة شهب مقتضب ! "
والجدير بالذكر إن العهد الآشوري أطول وأروع وأجمل من كل العهود وبشهادة الأجانب قبل الأصحاب حيث يمتد اكثر من 600 عام وب 117 ملكا ومن الجملة بابل نفسها اعتبرت قسما من بلاد آشور كما جاء ذكره اعلاه على لسان المؤرخ الإيطالي .
وهذا المؤرخ البريطاني  والذي كتب عدة كتب عن بلاد الرافدين وخصوصا عن الآشوريين ( عظمة آشور / The Might That Was Assyria by H.W. F. Saggs ) يقول:
Isaiah, the greatest of the prophets, saw Assyrian imperialism as an instrument used by divine purpose.
أي اشعياء، من أعظم انبياء اسرائيل، رأى الإستعمار الآشوري كأداة استخدمت بسبب من قبل رب الجنود أي الله !
أما معربو الكتاب / عظمة آشور للكاتب البريطاني نفسه وهما كل من خالد أسعد عيسى و أحمد غسان سبانو من منشورات – الدار السورية الجديدة ، دمشق – سوريا فيقولان :
كما للولايات المتحدة الاميركية – هذه الأيام – قوة عظمى تحاول التحكم بمصائر الشعوب والأوطان، كذلك كانت آشور قوة عظمى تسيطر على العالم الذي كان في الألفين الثاني والثالث قبل الميلاد وتقيم في الشرق القديم وحدة طبيعية ونظاما قوميا يوحد الوطن الممتد من ذرى جبال زاغروس الى قمم جبال طوروس ومن أمواج البحر الأبيض المتوسط حتى رمال الصهراء العربية في الجنوب.
أما ما قاله الكتاب المقدس وبلسان اشعياء نفسه عن الكلدان وهو على الشكل التالي:
" هو ذا أرض الكلدانيين . هذا الشعب لم يكن . أسسها آشور لأهل البرية . ( الأصحاح 23: 13 )"
والجدير بالذكر أن بلاد آشور الحقيقية أي  Assyria Proper  لم تكن ضمن الأمبراطورية الكلدانية، بل احتفظ بها الميديون ضمن أمبراطوريتهم وهذا برهان ساطع على عدم صدق معظم ما جاء في هذا المقال وللأسف ان كاتبه رجل دين!!!


97
The Assyrian Dilemma

Ashur Beth-Shlimon


Since the fall of the Assyrian empire in 612 B.C. ,  the Assyrian situation changed  gradually from that of Empire building state  through  many phases in the  course of history which could be summarized in the following trends which  affected us so much to be  transformed to a weaker  nation  that never been before in our long   history .

Phase I:

The era of small states, starting from the client state of Adeabine/ ܚܕܝܒ - حدياب to small states in the Hakkari region i.e., the Assyrian mountains (Taurus), for example the Joulamark and Tall ܛܠ states.

Phase II:

Using a new writing script which is known as the Canaanite (Sinai of 1800-1500 B.C.) which replaced the Sumerian cuneiform. Furthermore, nowadays is more appropriate to be called as an Assyrian script for a simple reason that it is used and improved with vowel signs حركات ܙܘܥܐ by our Assyrian people and not by others in the Fertile Crescent Region ܩܫܬܢܝܐ ܟܗܝܢܐ .

Phase III:

The Christian faith was sweeping the Middle Eastern region in the second and third century A.D.  Since then, the new religion- Christianity - became an official one that affected,   and transformed our daily life a great deal, and lastly,


Phase IV:

The Arab Islamic invasion, which occurred in the early of the seventh century A.D. with its devastated consequences like a swirl wind and the biggest blow to our ethnic identity and Christianity as well.
The Christian faith which was almost a dominate figure in the area, unfortunately, became a religion of minorities as we see it today!


The Revival of the Assyrian Nationalism:

In the late of the eighteen and early nineteen century, the national awareness was a new phenomenon that originated firstly in France and spread to the other countries worldwide including the Middle Eastern region where our people live.

The Assyrians, the Canaanites, the Amorites, the Eblaites and the Arameans were mostly becoming very devoted Christians and Christianity was very deep rooted in them, to a degree that it was almost replacing their nationalism.

A case in point, according to the Bible our Savior Jesus Christ it happened to use some Aramaic vocabulary words in his conversation. But, when we adopted a new writing system – the Canaanite Script- through these Arameans who were in a buffer zone between the land of Canaan in one hand and the land of Ashur/Mesopotamia on the other, mistakenly we   considered our language Aramaic which is based on our misconception.

Today, some of our people argue and insist  that we spoke Aramaic language- as if our Assyrian people have no language of its own-  which is based on the following versions from the Holly Bible, 2 Kings 18: 27 and Isaiah 36:11
But, in fact such versions don’t support that we spoke Aramaic language period, because the Assyrian commander spoke in Hebrew instead and not Aramaic language: “… NO, the commander said,
‘My master did not send to tell these things only to you and your king. He send me to speak also to those people sitting on the wall who will have to eat their own dung and drink their own urine like you.” which it means he would like to make public aware of the situation. Furthermore, what kind of logic is that Assyrians who are hundreds miles away to speak Aramaic, while the Hebrew people are not that far from Damascus who don’t know or speak Aramaic!


By applying a very simple method in such wrong theory, you will have a very hard time to convince our Assyrian people that in reality the language we speak is an Assyrian language, and the writing script which we use is a Canaanite one which later on was modified by us to many versions with vocalization system   الحركات/ܙܘܥܐ (600-1000 A.D.) that never existed before.

Unfortunately, it is wide spread among our people, the notion that we adopted the Aramaic language too since the Assyrian imperial era, where actually there are no bases for such allegation. Furthermore, linguistically speaking, all the northern Semitic dialects were very close to each other and especially when we apply a uniform writing system, which is the best solid proof to what I am stating, is what two distinguish Syrian professors in the Lebanese University of Beirut, Lebanon - Favlos Gabriel a Jacobite and Camille E. Bostani  a Maronite stated in their book, “ The Syriac Language 1965  page 17” :

“The Syriac language is one of the Aramaic dialects that belongs to the ancient Babylonian and Akkadean language” In the other words, as the Assyriologists put it today more appropriate to be called the Akkadean or the AssyrioBabylonian language.

A brief History of our language:

It is essential to understand that any language go under many changes and development stages in the course of time, and such stages usually are not measured by months or years, but by centuries, a case in point if you go back to the fourteen-century English of Chaucer is intelligible to us only if we use a glossary writes “Leonard Bloomfield in his book, Language, University of Chicago Press 1984” And in the same token we can’t understand our Assyrian language of over two thousand years ago a hundred percent which is normal.
The Semitic dialects in the Fertile Crescent through years devolved by using one Script system of writing which made such dialects to amalgamate in one language which we call it today SYRIAC-  ܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ/ اللغة السريانية, and such language could be considered Assyrian as it is Aramaic, Canaanite and  Eblaite and so forth !
The introduction of the new writing system the (Sinai- Canaanite- inscription, which it  dates  from somewhere around 800-1500 B.C.) and such  system of writing with our conversion to Christianity enhanced our people in the Fertile Crescent/ܩܫܬܐ ܟܗܝܢܬܐ to be very close to each other and see themselves as SYRIACS/ السريان ; because such name is derived from Assyria that dominate the whole Fertile Crescent and  according to the British historian Arnold J. Toynbee , who is considered the first person used such terminology,  but keep in mind that such entity( Syriac- no matter where it belongs) never been political period, but a religious one only and it was applied to the peoples of the Fertile Crescent in general  i.e., the AssyrioBabylonians, the Aramaeans, the Canaanites, the Eblaites, , the Amorites and the Chadaeans.

If  someone try  to challenges such idea and say, why the Hebrew as the same stock of people and language were excluded? the answer is very easy and  simple that their language yes is a Semitic one which belongs to the northern group as our Assyrian language, but keep in mind that the main idea in the Jewish identity is that they felt a national consciousness based on the concept of common descent from one man, with separation from breeds excluded from their traditions … But the Assyrians were free of this kind of racialism writes H.W.F. Saggs in his latest book (The Might that was Assyria, page 124) .

It is ironic that like the Arabs who are proud of their  Arabic language where the none-Arab Moslems are proud of that language also to a point that they try to learn it, thinking by doing so, they will be in Paradise where according to the Arab thinkers( the Introduction to the Arabic language by Mohammed Bader El deen Abu Salih, the Orient press , Aleppo ,Syria 1963 according to  al-Tabbary/  الطبري and others  who quoted the Prophet, “ You must love the Arabs for three reasons: because I ( the prophet) am an Arab, and the holy book of Qur’an is written in the Arabic language  and the language of paradise is Arabic too” .

In the same token, our Assyrian people after they became Christians preferred themselves to be considered Aramaic speaking people instead of their true       Assyrian language; thinking in doing so, we will go to paradise because our savior at some point spoke it. Ignoring that in the BIBLE, the message was very clear that a person can’t enter paradise without his own salvation through his deeds only and by proclaiming Jesus Christ as the only savior, and no language interference here period, because GOD Almighty who created the whole universe which we see or don’t see it, could easily speak any language as long as he is the only creator.

It is ironic, that even our intellectuals supported such idea by stating how our people spoke Aramaic language by giving an example, and according to our Assyrian Professor Constantine Bar Matiev from Russia who said: before the fall of Nineveh about one hundred years, the Assyrian king distributed about ten servants for every single Assyrian household, since then the Assyrians became Aramaic Speaking people.
 (Al. Nour Newspaper, Iraq, No. 385, 21-01-1970)
 Actually such a theory with all due respect is a bizarre and absurd statement in the same time; because the Americans also, employed the Black Africans that they forgot their own language to speak English, and not the other way around in one hand, and on the other our Professor never mention his source or any kind of confirmation to such theory.

In conclusion, there are many who praise these Aramaeans for their the so-called achievements, but there are others who disagree and they have all the right to do so, and one of them is Georges Roux in his book Ancient Iraq ( New Edition 1992 , pp 275 stated the following:

“Whether merchants, peasants, shepherds, soldiers or bandits, the Aramaeans were originally uncouth Bedouins and contributed nothing to the civilizations of the Near East.” 


The Syriac and Chaldaean Phenomenon:

We are unfortunate, to what extend impacted on us through centuries that we are paying a big price for it today.
As we said above,  our people  after converting to Christianity and using one single script in writing and  we amalgamated in one entity which took a religious shape under the SYRIAN/SYRIAC name, but as Assyrians we were considered,  the ONLY nation among them ( in Fertile Crescent ) who were preserving  our ASSYRIAN nationalism as it was passed to us from our intellectuals starting from Tatian and  Lucian of the second century to Mar Narsai of the fifth Century to Malpana Gewarges Warda (1225-? )  of Erbil/Arbil and Mar Abdisho Bishop of  Nsibin in the thirteen and fourteen century who were always proud Assyrians as we see in  their writings.

Our Assyrian Christian forefathers when  used such term ‘SYRIACS/SYRIANS ,it was only to denote as a Christian identity and not a political national identity in one hand and keep in mind also that SYRIAN or SYRIAC is derived from the Assyrian name, such theory is confirmed by many intellectuals of ours, to name ( Abrohom Gabriel Sawma a Jacobite,in his book , the Syriac Culture, Boines Aires, Argentina 1967),  Eugene Manna a Chaldaean rite bishop  in his( Syriac Arabic Dictionary, Mosul 1900), and the Assyrian Journalist, the Editor-in-Chief of ASIRIA/ASSYRIA ‘ Farid Elia Nozha ‘ from Argentine  and many Europeans to name for example,  Ernest Renan .

No doubt, there are on the other hand those who challenged such theory by claiming that such name is derived from the Lebanese coastal town of Tyre ,or from  Soros, the one who killed his brother and to the Persian king ‘Cyrus’, but if you try to see how credible are their claims , you will  find that doesn’t have any credibility period, because the city of TYRE can’t become ‘ SYRIA ‘ , because in the  Greek language  starts by the letter ‘ T ‘ and even  if you say in our language ‘ Sour’ such letter is not  ‘ S/ simkat ‘ but the letter ‘ thick S/ Saddi/ ܨ ‘which is harder than regular Semkath/ ܣ And from ‘Cyrus ‘the Persian and others in the Middle East pronounce him  ‘KORUSH or QUROSH ‘which doesn’t make any sense too, and more ironic is to those who claim it is derived from ‘Soros ‘who killed his brother, I don’t understand how a country will be named by such obscure  person who killed his brother!

In a Barrington Atlas of the Greek and Roman world by Princeton, Volume II 2000: “The names Mesopotamia and (As) Syria were sometimes used to include the alluvial plains of the Euphrates and Tigris. This statement is a solid proof that SYRIA is derived from ASSYRIA, and it appears four times on the following pages 1211, 1271, 1279, 1325 of that Barrington Atlas.

It is crystal clear that most of the Christians in the Fertile Crescent about the  end of the  tenth century or before eleventh century A.D. were Islamized and Arabized to a degree that left only  a few small Christian pockets here and there only, except the Assyrians who preserved not our Christianity only but our Assyrian nationalism to a point, “  Thus the history of Karkha de-Bet Selokh / Kirkuk begins with the Assyrian kings and ends with the Assyrian martyrs: Sargon founded it and the martyrs made it ‘ a blessed field for Christianity. Likewise in the seventh century before Christ all the world stood in awe of Sardana, and in the seventh after Christ the saints took his place as the sun of Athor and ‘ glory of Nineveh ‘. Hagarism , Patricia Crone & Michael Cook, Cambridge University Press pp 57-58

In regard of the ‘ Chaldaeans ‘ It  is essential to clarify a very important point and that, the word ‘Chaldaean ‘ in our language it meant a  group of people who dealt with astrology and such name could be applied to any people who practice such thing, and because the “ astrological cycles of the Chaldaeans could generate neither ethnic unity , social solidarity; socially they were intelligible  only to the elite  …… the Chaldaeans lost their ethnicity in that of the Arabs as they had lost their truths in Islam writes Patricia Crone and Michael Cook in their book “ Hagarism “ page  88 “  and in regard of  ASSYRIA again these two writers said the following :

“There were thus two distinct versions of Christianity within the Nestorian (the Church of the East): on one hand or the local Church of Assyria, a chauvinist assertion of a provincial identity…” page 57.

For the Assyrian identification, the kingdom of “ Adiabene / ܚܕܝܒ“ see the ‘ Doctrine of Addai’ in W. Cureton ( ed. And tr), ancient Syriac Documents, London and Edinburg 1864, pp 15 where the disciples of Addai return to their own country of Assyria in the time of Narsai, the king of the Assyrians.
It is ironic that nowadays the ‘ Chaldaean Rite ‘ who were originally Assyrians converted to the Roman Catholic  by the fifteen century and renamed Chaldaeans by the POPE of Rome EugenIV  in the year 1443 – 1444 when  at outset applied to the Nestorians of Cyprus – then to the rest in Assyria claiming that they are the Chaldaeans of the ancient, such theory is wrong and absurd in the same time, because the Chaldaeans of the ancient were the inhabitants of the remote south of Mesopotamia and never been inhabitants of Assyria in one hand,  and then as we said above  they were all Arabized and Islamized before eleventh century that they left no trace in their original homeland. Furthermore, The Nestorian Mission in Cyprus were people from ARZON, a province near lake Van in north of  Assyria and our Church historical records from the eleventh century up to fifteen century, a person will find  no mention of these Chaldaeans period, to confirm that, our Assyrian intellectual Malpana Gewargis Warda of Erbil/ Arbelܡܠܦܢܐ ܓܝܘܪܓܝܣ ܘܪܕܐ  in his over 100 lines poem about our Christian fathers never mention one single time about the  Chaldaeans of the south or any place else, while there were Arabs, Persians , and Chinese and more solid that he mentioned  the ASSYRIAN name with pride five times, keep in mind that these verses goes back to the thirteen century A.D.

Furthermore, the Assyrian identity was strongly confirmed in our Nestorian Church that two Patriarchs bear the name Aturaya/Assyrian titles.

In regard of the Syrians/Syriacs or Suryaye/Suryoye , it is clear as we elaborated always  that no matter where the name comes  from as Assyrians are included as long as such name was denoted to those who became Christians in the Fertile Crescent, But as some of them claimed that SYRIAC is a synonym of ARAM , and that they are  Arameans, in such case we say, YES there are Aramean Christians, but these are generally speaking the inhabitants of Syria proper, and  not of  ASSYRIA .

The Bible which is the only source of history of the area until new discovery and especially the discovery of the Library of the Assyrian Emperor Ashur Banipal, never mention any Aramean kingdom in Mesopotamia , but the only ones were that of Damascus and Hamah in Central Syria, and if the Bible mentioned these Arameans in Mesopotamia it was only as the semi nomadic people who were roaming the area with their pasture pitching their tents here and there no more or less, and further if these people claim that they are Arameans for that reason, but  what about the Assyrians who controlled most of the Middle East and even having centers as that one in Cappadocia in Anatolia or as that one just newly discovered in Palestine of an Assyrian Viceroy palace to assume that all these people are Assyrians!
It is worth mentioning that researchers found fragments of writing( 1843 ) of a person which is called ‘ Abd al-Ahad from the city of Mosul/Nineveh , a Jacobite Christian by denomination  ,who came with some poem in our language mixed with the Arabic and here a line of that poem :

“ Aslaho Athuraya, w’laken madhaboho suryanaya yaqubayaأصله آثورايا/ آشوري  ولكن مذهبه سريانايا يعقوبايا  “

To be translating it into English language as follow:

“His ethnicity is Assyrian, but his denomination is a Syrian Jacobite “

 
It is a mockery that like the Chaldaean Rites who are considered the  inhabitants of  Assyria to  see themselves as the  Chaldaeans of the ancient  , which is wrong and such thing is confirmed by many of these two Christian denominations themselves that many intellectuals in their ranks are proud Assyrians, and let be clear that we are not against those who try to revive Chaldeanizm or those to revive Arameanism , just to move to their original homeland, i.e., the Chaldaeans to move to the south by the Kuwaiti border and the Aramaeans to Damascus, Syria where they  belong, and we  will join them in celebration, but to do that in ASSYRIA after they are out of hibernation, because before that they were calling themselves Arabs. Furthermore, what we see today is as a result of the Assyrian national struggle in the last hundred years or so, where we fought for our rights and these people- Here specifically I mean a few of them only -   who didn’t do anything, but they were faithful  and   obedient to the Arab regimes.
It is worth noting that the U.S. Department of the Army in its book, ‘Syria A Country Study ‘when speaking about Christians in Syria for example,  it said the following, “With the exception of the Armenians and Assyrians, most Christians are Arabs, sharing the pride of Muslims in the Islamic –Arabic tradition and in Syria’s special role in that tradition. “

The Compound Name Issue:

Two  Assyrian nationalists  and ideal organizations, the Assyrian Democratic Movement /ADMܙܘܥܐ  and the Assyrian Democratic Organization / ADO ‘ܡܛܟܣܬܐ that choose the compound name Chaldo Assyrian ‘ and later on was modified as ‘ Chaldo Assyrian Suryani ‘  they were known for years as Assyrian Organizations in one hand and on the other, the same organizations the most devoted members  and could be considered pillars of our Assyrian nation were either Jacobites or Chaldaeans along with  other Nestorian  or Presbyterian  elements who were shoulder to shoulder promoting Assyrianism.

Unfortunately, that these two historical organizations acted alone with those who were only their RUBBER STAMP tried to distort our Assyrian name by replacing it with a name that NEVER BEEN before in one hand and is a contradiction to their own goal which they built their organization upon in the first place.

Mr. Younadam Kanna, Secretary General  of the ADM and member of the Iraqi Parliament,  stated to support such name that we are one people and one  nation and gave an example for that and said, ‘ like the Jews, they are Israeli, their language is Hebrew and their religion is Jewish ‘ so we also are Assyrians as a nation, Syriac is our language and Chaldaean is our religion’ sorry Mr. Kanna it is a good try , but it is not correct in our case for a simple reason that in the case of the Israeli, it is working because any citizen of  Israel will accept to be a JEWISH, a Hebrew , and an Israeli, while in our case the majority of  these people don’t accept to be called all  Chaldaean, Assyrian or Syriac, there is one exception that a good portion of the Jacobite and Chaldaean recognize Assyrianism  along with the Nestorians/ CEO  as their nationalism, and they were active in upper Mesopotamia, i.e., Assyria proper .

It is worth asking, if we accept such compound name in Iraq as our NATIONAL name, could the other Christians in the Fertile Crescent, i.e., Syria, Lebanon, Jordan and Palestine accept such compound name?
That should be directed to these two Assyrian organizations who invented such phenomenon, but knowing for sure and  in advance that those Christians of Syria, Lebanon, Jordan and Palestine will not  accept such name period, and according to the U.S. Department of Army which stated clearly above  how these Christians see themselves Arabs only.

The So-called Chaldaean and Syriac/Aramaean claims:

It is important to know after we explained our side of the story to put down what these people claim about Assyrianism. Before doing that we would like to state that even though these people propaganda is against our Assyrian nation, that there is nothing to unite them but their hatred against our nation. Because the Assyrian struggle is over a hundred years old, while these people were always Arabic speaking people living in hibernation without any political activities to revive their the so-called invented nationality in Assyria.

It is crystal clear that the presence of the ancient Chaldaeans is in the remote south of Mesopotamia and the Aramaeans presence historically is in central of Syria between Damascus and Hama. It is ironic that today  there are  no Chaldaean in the remote south of Iraq EXCEPT those who Assyrian wrongly called Chaldaean by the Pope of Rome  migrated lately under the British presence in Iraq from the north, and the same thing in spite of   some Aramaean villages around Damascus and Homs , even though some of them , a case in point those inhabitants of Ma’lolla speak a sort of Aramaic, NONE of them declared their true nationalism, but were proud Arabs as we stated above.
The so-called Chaldaeans and the Syriacs/Aramaeans try to erase the presence of the Assyrians to be replaced either by the Chaldaeans or the Aramaeans which is a mockery that for any well known historian will be a matter of joke.

And hereunder some of these claimes:

Q-The Assyrians after the fall of Nineveh disappeared from the scene without any trace.
Reply:
All the historians don’t support such idea, could the Assyrians never continue to be a power broker, but they were in their homeland to a point they did have some client kingdoms as I said above as that of Adeabina/Khadyab/     ܚܕܝܒ. Furthermore one of the best British historians who is author of many books of our ancient history ‘ H.W.F. SAGGS ‘ in his latest book , ‘ the Mighty that was Assyria ‘, page 290 said the following :
“Had Xenophon been in the area of Calah and Nineveh in more favorable circumstances, he might have learnt the identity of these ruins from local inhabitants. The destruction of the Assyrian empire DID NOT WIPE OUT its population. “
Further, the Roman emperor Trajan in 116 A.D. divided his eastern provinces of empire as follow: Mesopotamia, Assyria and Armenia which is a solid confirmation about the existence of the Assyrian people.

Q-The British are who revived the Assyrian name in the late of the eighteen century.
Reply:
If the British called the Nestorians Christians to be Assyrians, such a name was not coming from a void, but it was in reality belongs to them in the first place, historically, ethnically and geographically.
In contrary, the Christian community in the Fertile Crescent were called by the British historian Arnold J. Toynbee SYRIACS and those Assyrians in the north ( Mat Ashur/ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ  ) who converted to the Roman Catholics were renamed Chaldaeans in 1443  by the Pope of Rome Eugene IV .
The Syrians/ Syriac of Arnold J. Toynbee were not a political nation, but to denote to a Christian community who spoke one unified language which was known Syriac; a language that combined all the Semite languages of the Fertile Crescent in one with some kind of modification.   

Q-Assyria was a very small area of 500 square mile only.

Reply:

We are proud that 500 square miles achieved a vast empire which stretched from Persia in the east to the Mediterranean in the west, and from Armenia in the far north to Arabia and Egypt in the south.
Furthermore, the Greeks applied our name to the whole region of the Fertile Crescent to be called Assyria > Syria.

Q- Those who claim that the Assyrians are Aramaic speaking people who assimilated in the Aramaeans and left no trace.

Reply:

 The Assyrian and the  Babylonians( as one people ) never spoke Aramaic, if that happened,  it means that  the Arameans spoke the Akkadean/Assyrian language too, because  it is  self evident that all the dialects in the Fertile Crescent at one point were very similar to each other and by the course of time may each dialect took its own evolving shape  but still they were very close to each other due to the  two great events that these dialects were in a process of amalgamation  to form one language which is known ‘ Syriac/Assyriac ‘and these two events were firstly, the invention of the Alphabet by the Canaanite and the other the Christian religion which united all these people to form one single entity, united by one written language and Christian religion, but keep in mind that such entity  never  been political period.
In any event, if the so-called Arameans claim that these people spoke Aramaic, then they are considered Arameans, let us agree for the sake of  the argument for a moment, then today all the so-called ARAMEANS must be considered Arabs, because vast majority of them if not all of them speak Arabic language and the same should be applied to the Chaldaean rite too.

Q-The Nestorian Church or the Church of the East was established first in Babylon and the Chaldaeans are the first inhabitants according to the Bible. Furthermore they claim that Abraham the father of the Jews to have come out of Ur of the Chaldees.

Reply:

Yes, Babylon was the see of the Church of the East, but keep in mind if Babylon was for a short period of time the Capital of the Chaldaean Empire that doesn’t mean the Church is Chadaean in nationality, and never been known a Chaldaean church period. because the Church of the East in the early days  included all kind of nationalities,  A case in point ,   the Arabs, the Arameans, the Canaanites , the Persians and the Assyriobabylonians , and the Chaldaeans.
The Assyrian Metroplitan Mar Abdisho of Nsibin and Armenia ( ? – 1318 A.D.) said in his writings about the Christian faith seats in the whole world, as follow: the first seat in Babylon which was described by him as the Capital of Assyria.
In conclusion, when the Bible mentioned that Abraham came from  the city of Ur of the Chaldees,  George Smith who wrote a book about the Chaldaean Account put it this way , “ by which title I have no doubt the Babylonian city of Ur is meant. On the other words that it was not a Chaldaean period!
In conclusion, the Italian scholar by name Sabatino Moscati in his book , The Face of the Ancient Orient–  A Doubleday Anchor Book 1962 ,page 68 put it this way :
“The crises of Assyria are followed by the renascence of Babylonia under the Chaldaean dynasty, a brief meteoric episode.” .





[/color][/size]

98
المنبر الحر / في الإعادة إفادة !
« في: 04:39 31/10/2014  »


القومية الآشورية  أمانة على رقابنا ، وأجدادنا الأولون عرفوها منذ بدء الخليقة!

آشور بيث شليمون

يعيش الشعب الاشوري مع الأسف في حالة مزرية جدا، وخصوصا ما يجري على الساحة  في  هذه  الأيام  من منافسات ماراثون لكي البعض والغاية في نفس يعقوب  يثيروا  زوبعة في الفنجان عن اشياء تافهة ولو فكر بها الفرد قليلا عندها وعندها فقط سيدرك أهمية كلامي هذا وفي حال عدم استيعابه فهى مشكلتنا الكبرى.

اليوم، وعلى صفحات موقع – عنكاوة – الجليل، كتابات لأناس ذوي المسؤولية أو على الأقل يعتبرون أنفسهم في تلك الخانة مع الأسف الشديد وكل يدلو بدلوه على أهميته في التاريخ والنشاط القومي الآشوري الذي خاضه أو ما قام به مع  الاخرين، يذكرني بالقول – أسمع جعجة ولا أرى طحنا!

للأسف، كل هؤلاء مع احترامي الكبير ينسون أو يتناسون أن امتنا اليوم هي في حالة تعيسة وكارثية  من أي وقت مضى وذلك رغم أن هناك أسباب وأسباب، ولكن يكفي ان أقدم للقراء سببين منهما:

-   إننا بدأنا نفقد شعبنا تقريبا بالكامل في وطننا الذي نعده مكان تحقيق أحلامنا – نعم – احلامنا القومية.
      وما فائدة هذا الضجيج الصاخب عندما لا يوجد شعب في البقعة التي ندعوها وطنا لنا؟!
     
-   المذهبية، الطائفية، والانانية هي مواضيع الساعة وكم تجلب وتجذب من القراء الذين مع الأسف يتبارون     
      في هذا السباق الماراثوني الكرتوني وهم في أسعد أيامهم كونهم قدموا أو بالأحرى  كما هو معمول به –             
      نشرالغسيل، غسيلنا يا سادة بالمكشوف وكاننا الأمة الوحيدة على هذا الكوكب ذات مشاكل!

البعض يريد أن  يعرف من نحن؟ وما هي مقومات القومية التي ننتمي اليها والخ من أسئلة التي شعبنا يراوح في مكانه عليها في غضون العشر سنوات الماضية او أكثر – وخاصة بعد أن فاقت بعض الكائنات الديناصورية  من سباتها العميق – طبعا بعد احتلال العراق أي عام 2003 – ومن المؤكد لو لم يحدث ذلك لبقيت على حالها- كي تبعث قوميتها في أرضنا بينما في مكان وجودها هي منقرضة ! مع انه واضح وضوح الشمس في رابعة النهار،
الفرنسي، يعد فرنسيا إذا كان يسكن الأرض الفرنسية، وكذلك الإنكليزي الخ، وهنا ما بالكم ونحن سكان بلاد آشور/ ܡܬܐ ܕܐܬܘܪ ان نكون؟! هل هذا يحتاج الى عالم الصواريخ لكي يحدد قوميتنا وانتسابنا؟ في وقت أجدادنا حددوا كل ذلك لنا  منذ فجر التاريخ .

والبعض الآخر، وجد ضالته لكتاب كتبه شخص بريطاني عن الكنيسة المشرقية النسطورية منذ 1937، هنا أكرر عن الكنيسة المشرقية ولا عن القومية الآشورية، وآخرون القوميون المفلسون اخذوا يناطحون السحاب بالبطولات التي قام بها البعض على أسس عشائرية أو مذهبية، ناسين أم متناسين أننا كآشوريين نمر بمرحلة فريدة من نوعها ألا وهي التشتت والضياع .

المعضلة، في مثقفينا مع الأسف إذ يخلطون المفاهيم القومية بالمفاهيم الدينية وأحيانا اخرى بالعشائرية. إن اجدادنا الميامين قد حددوا القومية الآشورية  منذ العصور الأولى وعلى لسان أبنائها الميامين التي عثر عليها منقوشة على هياكل وتماثيل  وألواح أثرية تحت الأنقاض في بلاد آشور/ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ وهاك نماذج منها:

" نداء الى الأجداد الخالدين – صوت يزمجر ليقول: عظيم ، أنت يا رب، أنا ابن أبي، منه ولدت ولآشور أكون وأفنى.
هذه عظمتي، فتبا للأرض ولبابل التي لم تعرف بين طيات تاريخها خطوطا متشابكة وضمانة موحدة كشعب آشور.
ومن أقوال " إيريشوم " في بدء المملكة الآشورية،  أنا الملك الذي يجبر العصاة على الخضوع – البطل الذي يسحق الأعداء تحت قدميه – انا الكبرياء...
أنا رفيقة الآلهة الى ما شاءت الأبدية – باسم آشور احكم وحكمي جبل راسخ. " *

وطبقا للكلام أعلاه نجده أيضا على لسان البروفيسور أ. ولفنسون مدرس اللغات السامية في الجامعات المصرية حيث يقول بالحرف الواحد في الباب  الثاني تحت عنوان، اللغة البابلية- الآشورية أي لغة الشعوب في بلاد الرافدين ما يلي:
" ... ففي حين كان الآشوريون يتعاونون ويتساندون ملوكا ورعية في هذا النضال كان البايليون منقسمين على أنفسهم  ... لذلك استطاع الآشوريون الذين كانوا – أمة واحدة وعنصرا واحدا – أن يتدخلوا  في شؤون بابل .. "**  وهنا أشدد واكرر الكلام أعلاه – كانوا أمة واحدة وعنصرا واحدا، في بلادهم مات آشور كما يعتز بها أجدادنا الأقدمين أي لا في العراق، الذي شكله الحكم العربي الحجازي، بل في بلادنا الأصلية والتي كانت حتى في حكم العثمانيين تعتبر احد الأقاليم الثلاثة من بلاد الرافدين وهي: الموصل/ نينوى، بغداد/ بابل  والبصرة/ سومر.
   
وهنا نجيب على أسئلة الإخوة، ما هي قوميتنا؟ وما هي عوامل تكوينها ؟ للإجابة على مثل الأسئلة لا بد ان نعود قليلا ألى الوراء حيث  المفاهيم القومية لم تكن معروفة قبل قرنين من الزمان، وأول من اخترعها هم الأوربيون. ويمكن تلخيصها بما يلي: التاريخ، اللغة، التراث،  الدين، الجغرافيا، واحيانا الحياة الإقتصادية  . وحتى هذه المفاهيم تختلف من شعب الى آخر، ويجدر الإشارة ان لا عامل من العوامل المذكورة لوحده كاف لتعريف أمة.
وعلى هذا الأساس، نجد اليوم ان الأمم تعرف وحدتها بما يناسبها وعلى سبيل المثال في القومية الفرنسية، اللغة هامة جدا بينما عند الألمان الجغرافيا / البلاد تلعب دورا هاما وعند العرب اللغة والديانة المحمدية هما عاملان أساسيان في تكوين القومية العربية.

وهنا بالنسبة لنا كشعب آشوري، علينا أن نركز على ما كان يفتخر به اجدادنا في الماضي ألا  وهو : مات آشور/  البلاد الآشورية ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ أي تلك البقعة الجغرافية والتي تبدأ شمال بغداد وحتى الجبال الآشورية / ܛܘܪܢܐ ܕܐܬܘܪ .
هذه البعقة التي ترعرت  فيها  الحضارة الآشورية لمدى قرون طويلة، وفيها عواصمنا العديدة مع آثارنا التي غدت مع الأسف من ملكية الأجنبي ونحن البقية الباقية كشعب من الدرجة الخامسة إن لم تكن السادسة وربما في المستقبل في حالة مزرية جدا لإنعدامنا بالكامل. وكل هذا بسبب النزاعات القبلية، المذهبية، العشائرية وفوق هذا وذاك انصهارنا في البوتقة العربية والكردية الإسلامية .

الثورة الآشورية الفكرية:

في عام 1977 رفعت كتابا الى الإتحاد الآشوري العالمي ولجماهير شعبنا، كوني منذ ذلك الوقت كنت أقرأ الكتابة على الجدار- حيث بأعدادنا المحدودة والمشرذمة لن نحقق شيئا لهذه الأمة المنكوبة بدون استغلال واستخدام الوعي الجماهيري في بلادنا وإن  اضمحلال شعبنا كان على الأكثر نتيجة الأسلمة والتعريب والتكريد، وما علينا إلا ان نثقف الشعب على هذه الناحية التي كانت السبب الرئيس في تقوقعنا وانحسارنا، لذلك حري بنا أن نوظف هذه الفكرة في المستقبل كونها الوحيدة التي بوسعها بعث قوميتنا الآشورية من جديد.

وذات مرة، استلمت رسالة من أخ عراقي هنا في الولايات المتحدة الأميركية – حيث كما قال لي لقد قرأ ما كتبته بحصوله على نسخة منها من أحد جيرانه الاشوريين وهو شخص مسلم بذاته وقال بالحرف الواحد ( الكتاب لا يزال في حوزتي ) يشرفني ان اكون آشوريا ولماذا لا؟!

والآن مع نص البيان الذي قدمته للمؤتمر العاشر للإتحاد الآشوري العالمي المنعقد في لندن:

أيها الرفاق اعضاء الإتحاد الآشوري العالمي الكرام
تحية آشورية، اما بعد ...
ليس بخاف على أحد أن المؤتمر العاشر للإتحاد الآشوري سينعقد في مدينة لندن – بريطانيا لهو على الأبواب، وبهذه المناسبة أود ان اوجه ندائي الى جميع الإخوة العاملين في اتحادنا هذا- وأدناه  قسما منه :

لقد فشل الإتحاد حتى الآن في كثير من القضايا الآشورية ويكاد ينطبق عليه الوصف الذي أطلقه أحد المفكرين الألمان على الاتحاد الجرماني لعام 1815 من انه: " مثار أسى وألم للألمان وموضع هزء الأجانب وسخريتهم." ولسنا نلقي مسؤولية هذا الفشل على عاتق الاتحاد نفسه، فالاتحاد الآشوري العالمي ما هو إلا مرآة تنعكس عليها اوضاع المنظمات والجمعيات الآشورية المنتشرة هنا وهناك في العالم.  كما اننا لا نلقي العتب على ما ينطوي عليه دستوره من نقاط ضعف – وما اكثرها – لأن النية الحسنة والإرادة الحازمة كفيلتان بتجاوز هذه العقبات وعدم الجمود عندها، ولكن المشكلة أعمق من ذلك بكثير، انها مشكلة الشعب الآشوري نفسه.
إذن، فالامة الآشورية بحاجة ماسة الى ثورة فكرية، ثورة تدك معاقل العقليات والمفاهيم الرجعية المريضة ومخلفات الإستعمار التي ما زالت تسيطر عليها الى يومنا هذا .
.................
* النص مأخوذ من محاضرة البروفيسور أسعد رنو، رئيس اكاديمية ميكال انج للفنون الجميلة في بيروت التي ألقاها في قاعة الجمعية الثقافية الآشورية في الدورة – لبنان  1971

** البروفيسور أ. ولفنسون، تاريخ اللغات السامية من منشورات دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت – لبنان

99
In May 1998 the editorial staff of al-Muntada/ المنتدى conducted an interview with Mr. Kameran Qarah Daghi, a senior Kurdish journalist at al-Hayat, a leading Arab newspaper in London, England. 
The Interview was conducted in Detroit, Michigan by Mr. Fouad Manna, the Editor-in-Chief and Mr. Talall Samona the magazine correspondent.
The following is an unauthorized and complete English translation of the interview, kindly offered by Mr. Ashur Beth-Shlimon for Zinda Magazine.
……………………………
Talall:   Mr. Kameran Qarh Daghi, could you please introduce yourself to Al-Muntada Magazine readers?
Qarah Daghi:  I am Kameran Qarhah Daghi, a Kurdish journalist from Iraq, living and working in London, England since 1980. I have been employed by the Al-Hayat International Newspaper, based in London, England, for the past ten years.
I am here (in Detroit) by a special invitation from some friends. My views here are personal and don’t have any connection with Al-Hayat, and any expression made by me is considered a personal opinion.
Talall: What is the nature of the disagreement between these two Kurdish Parties, i.e., the Kurdish Democratic Party/ KDP and the Patriotic Union of Kurdistan Party /PUK?
Qara Daghi:   The nature of such struggle is based on struggle for power, hegemony and monopoly of the Kurdish leadership. In my opinion such struggle is not in any way serving the Kurdish high interest or the Kurdistan region. Furthermore, such struggle is deeply rooted; it is a struggle for hegemony and power which are the nature of such tragedy, it is a struggle for hegemony and control between the two party   leaders, and precisely by Mr. Mas’ud Barzani and Jalall Talabani.
Kurdish people are paying the price for their personal grievances?
Qarah Daghi:  In fact, this is the reality of the Kurdish problem and the leadership of both parties since 1991.  With the uprising in the Kurdistan region which resulted in the Kurdish Front taking control of the situation and the general elections that followed, where a Kurdish government was formed. This gave the Kurdish leadership a legitimacy as a result of the elections of 1992 which paved the way for the Parliamentarian elections, which could be considered relatively a free one, and a standard by the Middle Eastern countries measures, where a government was formed by these two parties that was in function for two years before the war broke up and divided the region between the two rivals.
We all remember those tragic events which were the results of such wars; this is the main problem where both rivals control the power centers and possess weapons and the financial capability. They have monopoly on the limited Kurdistan’s imports and taxation revenues collected from foreign trades between Iraq and Turkey or Iraq and Iran. Some of these trades could be considered legal; however some of it is illegal.
The fact remains that the people in Kurdistan are not free, because the people in the whole region depends on one of the two parties, and this caused a problem in my estimation that both of these two parties betrayed the people’s will, and the will which was gained through the elections of 1992, because these two parties have a monopoly on the situation. In my opinion and evaluation, the majority of the free Kurdish elements do not trust these two parties, which were mandated on them, because if the Kurdish people were having freedom and the right environment   to freely express themselves in a free elections, where these two parties didn’t possess any power or weapons, in that case, I strongly believe that the Kurdish people would have refused the current Kurdish leadership which was responsible for the tragic situation.
Talall: Regarding the Kurdish people who are currently in a revolutionary mode and divided amongst  the neighboring countries, How do you explain that one of these Kurdish  political leaderships ( KDP) is backing Turkey against the Kurdistan Workers Party/ PPK who have the same common goals that the Kurdish people have in general ? How will a Kurd fight his own Kurdish brother, could you explain?
Qarah Daghi:   Any internal fight is a tragic situation for the Kurdish people. And such phenomenon is not a new one; the history of Kurdistan witnessed many of such incidents throughout the centuries. Unfortunately it is a continuous situation.
Kurdish Affairs are very complex, and it is not that easy to give a simple impression. As we know that one of these problems pertaining to the Kurdish   people, which is divided amongst deferent countries, possesses many important internal, and geopolitical dimensions which influences the Kurdish movement with peculiar circumstances in each of these countries… the problem that there are many streams inside the Kurdish movement calling to unite them in a common goal of the Kurds in the host countries which they reside. The Kurdish movement has its special circumstances in each country; these conditions influence them because they are divided geographically among these countries which dictate the framework in each state which each movement resides.
In regard to the Kurdish movement in Iraq and Iran, the main goal is to get their rights based on the standards of these countries.
In Turkey, the setting is a different one, to a the certain extent, which created its current situation since seventies and the early eighties; it started, from the beginning, with a violent nature, calling for independent and a separatist feelings in a reaction to the aggressive move by the Turkish government toward the Kurds in general and for long decades of denial of the Kurdish national existence. That was the reason behind the Kurdish movement to start its armed struggle since 1984 under the leadership of the Kurdistan Worker Party/ PKK, which implemented violent methods to a point that it espoused terrorism in order to achieve its general goal.
The current Kurdish problem in Turkey is that, the PKK always tried to impose its will on the Iraqi Kurds, where it was directly interfering in the affairs of both struggling factions in Iraq. And this by itself is a big problem because of the fighting that is going on between the Iraqi Kurds and this party-PKK- which is imposing itself on the Iraqi Kurd.
In my judgment, whatever was said about the KDP under the leadership of Barzani, I don’t think for one moment that he is fighting the PKK willingly or to serve Turkey, but to serve his own interest, because such party (PKK) is threatening the status quo. In fact the PKK attempted to impose its will on the situation in Iraqi Kurdistan. They know as we all know, that it has its special circumstances, that there is an elections, a united Parliament, and a Kurdish united government, but the PKK tried to be part of it, and further interfered in the Iraqi Kurdistan affairs and continued its activities and presence inside Iraq, which is one reason for the Turky’s continuous armed incursion and interference.
Personally, I do believe that this is what the majority of the Iraqi Kurds and the Kurdish movement in Iraq alike believes as well, that the PKK has its own agenda that it is struggling inside Turkey with its own military operations against the Turkish army.
Talall: But it is one area..!
Qarah Daghi:   That is right, Kurdistan is one area … this is a reality … and the division imposed certain and special conditions on the Kurdish movement. For example, take the Kurdish movement in Iraq, no matter what; still considers itself part of Iraq, and attempts in its declared goals and its programs through its institutions to function in such structure. The 1992 Parliament issued a decree to guarantee the work to achieve their rights (the Federal Solution) in a Democratic, Free and united Iraq with the cooperation of the other opposition Iraqi groups, an attempt that it never bonded with, because it was always seeking to form a free Kurdistan. That is the reason I believe of the oddity of the Iraqi Kurdish movement in relation to the Kurdish Workers Party (PKK).
Talall: How the area was called ‘Kurdistan’ in fact that the Assyrian people considered the region historically an Assyrian Land and see themselves the real owners, what you make of it?
Qarah Daghi:    We must go back in time historically, and try to know how such a term; ‘Kurdistan’ appeared for the first time.  As far as I personally remember, since then the terminology spread in the political dictionary of the area – I think, the Kurds never invented such a terminology of the word Kurdistan. It is clear that  ‘Kurdistan’  terminology appeared after WW I, as it appeared for the first time in the records of the Sevres Treaty( 10 August 1920- between the Ottoman Empire and the Allies) I do    believe that it is not right and or there is no privilege to any Kurdish movement in Iraq to have a monopoly on Kurdistan.  Kurdistan, as it is known is a common home for several peoples, for the Kurds and the Assyrians which is a historical matter. It is possible that the Assyrians were found there for thousands of years and it is possible even before the Kurds. Personally, I believe that the Assyrians (in Kurdistan) have all the right to have an equal and a complete right in the land. And it is not right to think how some Kurds think, that they are above or better than the Assyrians.  Or even better than the Turcomans who settled in the area since the days of the Ottoman Sultan Suleiman the Magnificent (1520-1566) and in general, any people inhabit any given area should become part of that area..
Mr. Fouad Manna:   We hear from time to time, that delegations from both parties are conducting negotiation with the(Saddam’s) regime. Could you elaborate on this and tell us how accurate is that?
Qarah daghi:  This is true, which is regretful. It is a result of the inside struggle between these two parties which is strengthening the position of Saddam Hussein’s regime.  It is clearly due to the increasing struggle between these two parties where each one tried to ally itself with regional states or outside powers, in order to weaken the other front. As far as we know, the KDP started their negotiations with Baghdad before Talabany, and such cooperation (between Barazani & Baghdad) reached its peak when in August 1996, the Iraqi armed forces helped the KDP in Arbil. Then we observed that the PUK also moved towards that direction to have negotiation with Baghdad, not in the interest of the Kurdish movement or interest of Kurdistan, but the purpose was to not let such a card in the hands of the KDP only. It is also known that both rivals had their delegations in Baghdad and they had some meetings under the supervision of Ali Hassan Al-Majid, the one called by the Kurds ‘ Ali Al-Kimyawi ‘ who was responsible for the ANFAL operations and the bombardment of the Kurdish villages with the Chemical bombs which is a very regretful incident and not acceptable period. But the fighting between them continued to a point where they became very weak to confront the Saddam Hussein’s regime, and he was able to steer his policies in Kurdistan while sitting in Baghdad.
Fouad Manna:   It is well known that Iraqi Kurdistan is inhabited by the Assyrians and the Kurds, side by side and the common history between them carried a lot of bloodsheds and tragedies. How could we dress/heal these wounds, when we hear in times that the Kurds make incursions into the Assyrian villages by attacking them?
Qarah Daghi: I personally and truly speak for myself and express my views as a Kurdish citizen. I  do believe that the past wounds must be addressed with a complete forgiveness and openness, and I think –Yes in deed, the Kurds did commit such acst  and oppressions against the Assyrians , further we remember that the Kurdish tribes participated in attacking operations against the Assyrians during the Ottoman empire and against the Armenians too.
I also think, these reasons had no basis or roots of national or religious hatred, and if these acts of oppressions against the Assyrians and the Armenians were waged in the name of the Islamic religion, as it was the situation when many Kurdish tribes participated. Nevertheless, due to frictions which were appearing at the time, there were many dishonorable stands the Kurds played a part in against the Assyrians. I personally, as I see it, it is a must for the Kurds or the Kurdish leadership and its representatives to offer an apology to the Assyrians for their crimes. It is well known such apologies are a civilized phenomenon and it is practiced by many nations and civilized states in Europe and other places, as we earlier, witnessed how the Pope in Rome, two weeks ago, issued an apology because the Roman Catholic Church was silence for what happened to the Jewish people during WW II. And a Kurdish apology to the Assyrians for their crimes is not going to degrade them, but will boost their credibility. In the event of issuing such an apology, it will give credibility to the Kurds and to set an example in dealing with the others in a civilized spirit, and work towards healing these old wounds, because it happened at various historical and mindful aspects, which makes it unacceptable today.
Talall: During the uprising of March 1991, where were some Kurdish battalions, and why they chose to stand idle?
Qarah Daghi:   As far as I know, when Saddam Hussein’s army invaded Kuwait, there was a movement of the Kurdish Front (KF) which was comprised of the Kurdish parties and one Assyrian group to evaluate the situation if there is any possibility that the Kurdish movement could take advantage of. Finally, efforts were made and agreed upon to have the KDP and the PUK take action. As soon as these parties moved, the KF tried to establish communication with some groups of the Iraqi opposition. Personally, I did have good information about it, where there were other groups involved, like the Islamic Revolutionary Higher Council under the leadership of Baqir Al-Hakim and other national movements.
The Kurds were planning to do something in Kurdistan, as you know, from the early stages of the Kurdish revolt in the early sixties under the leadership of Mulla Mustafa Barzani, as well as their cooperation with other factions from the opposition groups. However, because of their circumstances, the opposition groups were having their own differences, the Kurds realized that it was very difficult to persuade the opposition groups to accept its movement in Iraq and to have the groups represented and guided by the Kurdish opposition movement. It was self evident that such features were considered by the Kurdish movement. When the southern uprising (Shia area) occurred and spread, the KF,  which was at the time operating outside of Iraq, and was preparing to take action since the eighties, saw that there were new circumstances and geographical factors to be taken in consideration.
During the months of February and early March, falling snow creates difficult condition for movement and fighting, but in spite of that, the Kurds started planning to move in Iraqi Kurdistan by the middle of March, immediately after the snow started melting and conditions were helpful.
There was a movement that was not planned in advance  for the city of Raniah, which forced the Peshmarga fighters  to engage itself in a  hard environmental conditions , because of the rugged terrain that prevent them to  move at  the right time.
Later on we learned the details, when the KF was able to impose its control on the Kurdish areas; there was a plan that the KF will attack the city of Mosul in cooperation with the other Arab opposition movements. The Arab opposition groups hesitated to move from Syria and join such an operation. That was the reason the Kurds refused to attack the city of Mosul as an all Kurdish force only, and by attacking the city, it feared it will create some animosity towards tha Arabs, since Mosul is in the Arab sphere.
As far as I think, this was one reason that the Kurds were postponing their movement with the Arabs in the south.
Talall:    Thank you very much Mr. Qarah Daghi, hoping we will have more interviews with you in the feature.


100



آخر ما تفتق به ذهن  الشماس الدكتور كوركيس مردو المحترم !

بقلم /  آشور بيث شليمون

كتب أخينا المتكلدن حديثا والذي توا خرج من السبات / Hibernation:

" المؤسسات الآشورية تزويرية ومختلقة:

لا زال أحفاد المخدوعـين بالـوَعـد الإنكليزي الكاذب الذي نصبوه فخاً اصطادوا به أسلافهم الكلدان النساطرة ( كلدان الجبال ) مستغـلينهم لتـنفـيذ مصالحهم الإستعـمارية ، وجعـلوا منهم حطباً لنيران العثمانيين التي التهمت أكثر من نصف عددهم .أقول لا زالوا سادرين في غِيِّهم ومصدقين الإكذوبة الويكَرامية اللعينة التي استغـلَّوا بها جهلهم وتعـصبهم لمذهبهم النسطوري الهرطوقي المعادي ليس للمذهب الكاثوليكي القـويم فحسب بل لكُلِّ الكنائس في العالم ، ولهذا نظرت هذه الكنائس الى كنيستهم النسطورية بأنها كنيسة غريبة ومخالفة لأمر المسيح وتعـليمه بقـوله ( كنيسة واحدة جامعة لراعي واحد ) ، وفضلاً عن ذلك لا زالت تؤمن هي وأتباعها بالآشورية الوثنية المختـلَـقة أكثر من ايمانهـم بالمسيحية الخلاصية ."  إنتهى التعليق، أنظر المزيد من هذا القبيل في موقع  كلدايا نت .

كل من يدرك وضع قسم من شعبنا الآشوري أعني – العشائر الآشورية المستقلة نوعا ما -  تحت الحكم العثماني، لن يلوم شعبنا بما فعله وقتئذ ضد الحكومة العثمانية. كما هو معلوم من جهة أخرى ان شعبنا لم يكن الوحيد ممن ثاروا ضد السلطنة العثمانية، إذ هناك شعوب عديدة قامت بذلك وعلى سبيل الذكر اليونان، الأرمن وحتى العرب.
كما هو معروف، أن الأرمن فقدوا اكثر من مليون شهيد ويليهم شعبنا من مختلف المذاهب ( نساطرة، أرثوذكس وكاثوليك قرابة 600 ألف شهيد) .

الإجابة :

قبل كل شيء يبدو أن  السيد المحترم خريج الجامعة  الوهابية بشهادة الديكتوراه بإمتياز أنه يشارك العثمانيين بهذه الفرحة بدون حدود حيث كما يقول " أن نيران العثمانيين التي التهمت أكثر من نصف عددهم رغم أنهم " كلدان الجبال "!

هنا نسأل جناب الدكتور لعله يجيبنا عن الأسباب التي سببت وما زالت تسبب هدم الكنائس وتهديد وقتل المطارنة والقساوسة وشعبنا عموما في العراق هذه الأيام ؟ هل كان هناك من مخادع من أمثال ويكرام؟! ومتى أصبح المذهب النسطوري هرطوقيا لكم، وكل انفصالكم عن كنيسة الأم بالحقيقة لا يتعدى اكثر من 400- 450 سنة؟ أي أن أجدادك الكلدانيين القدامى – إذا كنت حقا وافدا الى بلاد آشور من الجنوب السومري - كانوا على هذا المذهب هرطوقيين  لا أقل من 1500 سنة خلت، أم أن - بابا روما – قد غفر لهم خطاياهم كونه الحارس الأمين وبواب الفردوس الأوحد؟!!

واليوم ترى كنيستنا غريبة ومخالفة لأمر السيد المسيح، هل تدلنا لماذا هي مخالفة، ربما لأنها الكنيسة الوحيدة التي لم تدفع كما حصل في الولايات المتحدة مبلغ 700 مليون دولار من التعويضات لما  ارتكبه رجال الإكليروس الكاثوليكي من  جرائم لا حاجة لذكرها حيث تقشعر لها الأبدان ....!

ومن ثم ما قام به العثمانيون في مطلع القرن الماضي من مجازر لم يكن حصرا على شعبنا يا حضرة  الدكتور الوهابي، كما أشرنا إليه أعلاه !
 
أم أنك الآن اكتشفت حب المسيح بمشاركتك العثمانيين فرحتهم بفناء شعبنا وبها اكتملت الصورة المسيحية من خلال مذهبك  الجديد الذي لم يكسب " مسلما " واحدا كي يكون مسيحيا ومن ثم كل الذي عمله والتاريخ يشهد وهو التآمر على شعوبنا بالتعاون مع البرابرة الذين حولوا شعوبنا حطبا لهم حيث بوسعك الآن الإحتفال بذلك وأنت عالي الهمة ومرفوع الرأس!

منذ مدة، راعي الكنيسة الجامعة ( البابا ) أغدق المسلمون في العراق بالملايين من الدولارات – على ما أتذكر ووفق التقرير الذي قرأته كان المبلغ حوالي 450 مليون دولار-  بينما شعبنا والذي معظمه كاثوليكي المذهب لم ينل منه ولو حتى مليون دولار ؟  لماذا يا صاح ؟  رغم أن شعبنا في هذه الأيام يمر بمرحلة دقيقة وكارثية جدا كان بالأحرى والأولى من الراعي الصالح أن يعتني بخرافه من أن يتركها حطبا  لنيران الوهابية  الإرهابية التي أنت ومن أمثالك من تلاميذتهم بكل افتخار ووقار !

وأخيرا، إذا كانت كنيستنا  النسطورية " هرطوقية " بالنسبة  لكنيستك الكاثوليكية الجديدة،  ما رأيك أن توصف كنيستك أيضا من قبل الآخرين بهرطوقية هي الأخرى؟  ومن ثم ما هو الدليل بصحة وصدق  ما تروجونه ضد كنيستنا المشرقية؟ أم أن  بابوات روما هم الوحيدون الذين نزل عليهم الوحي عن الإيمان القويم والسليم ؟ !

والخلاصة، ألم  يحن الوقت أن تعودوا إلى رشدكم؟  ولو أصابتكم الحمى القومية مؤخرا – بعد خراب البصرة- كي تجدوا أنفسكم على غرة  كلدانا رغم كونكم من مواليد بلاد آشور/ مات آشور ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ  أبا عن جد كي يصل بكم الحقد والكراهية الى هذه الدرجة حتى العرب والكرد المسلمون بالكاد ينفثون سموم الكراهية ضد شعبنا الآشوري بهذه الدرجة  وشكرا!
...........






ا

101
هل بتوحيد خطوطنا الكتابية نوحد شعبنا!

آشور بيث شليمون

عن طريق الصدفة، قرأت مقالين في موقع نيرغال/ Nergal Gate حول توحيد الخط السرياني، ومن الطريف  أن البعض إعتقد سوف نتخلص من معضلة التسمية بمجرد توحيد خطوطنا وهاكم الرابط   حول هذه النقطة  من الموقع نفسه :
 http://www.nirgalgate.com/nirgal/feeds.php?lang=ar&page_name=archive&id=1305

توطئة:

في البداية، تاريخ الكتابة أو الخطوط الكتابية تاريخ طويل ومعقد للغاية، لأن شعوبنا مرت بمراحل متعددة وفي تلك  المراحل استخدمت عدة أنواع من الخطوط الكتابية بدءا بالمسمارية  السومرية ومرورا بالألفبائية الكنعانية، وحتى الألفبائية مرت بمراحل عديدة .

وهنا،  ينبغي علينا أن نفرق بين نوع خط الكتابة ولغة الشعوب التي استخدمت هذه الخطوط الكتابية، وبمعنى آخر إن كثيرا من هذه الشعوب اختلفت عن بعضها البعض رغم استخدامها نفس الكتابة وعلى سبيل المثال، الشعب الآشوري البابلي باستخدامه الكتابة المسمارية لم يعد – سومريا – بمجرد استخدام الخط المسماري السومري، ولا الفرس غدوا عربا بمجرد  استخدامهم  الخط العربي، ولا الترك غدو لاتينا بمجرد استخدامهم  الأحرف اللاتينية  بعد القرن العشرين منذ   تبنيهم الخط اللاتيني الخ .
والجدير بالذكر أن اللغة السريانية كما قلنا هي لغة نشأت في القرن الثاني الميلادي وما بعده على انقاص اللهجات اللغات السامية في الهلال الخصيب أي اللغة الأكادية، البايلية الآشورية، اللغة الإبلية، الكنعانية الفينيقية، العمورية الآرامية والكلدية.
وللمزيد حول تكوين هذه اللغة، يرجى النقر على الرابط ادناه أو زيارة موقع تللسقف وتحت صفحة الكاتب آشور بيث شليمون حول الموضوع ومواضيع ذات صلة:


http://thevoiceofreason.de/ar/article/3470


بعد قراءة مقالين اللذين يصبان  في  نفس الموضوع وفي موقع – نيرغال -  رأيت من  الضرورة  أن أبدي برأيي  حول الموضوع ولو جاء متأخرا.

في الحقيقة، ليس لنا اليوم مشكلة خطية، وكلنا نعلم أن الغرض من تلك الخطوط  هو إعطاء او اسباغ شخصية خاصة بالبعض كي تكون مختلفة عن الآخر، وتولد الخط النسطوري واليعقوبي يصب في نفس الخانة  والهدف وهو للتمييز بين هذين الفريقين، وليس ذلك فحسب حتى ذهب البعض الى تغيير اللفظ  والنطق وفي هذا المضمار العلامة تيودورس بركوني/ ܬܐܕܘܪܣ ܒܪ ܟܘܢܝ قال كلامه الشهير،  ان لغتنا انتقلت غربا ونحن تبنبنا اللغة الغربية ويعني أننا اهملنا لغتنا الآشورية البابلية وتبنينا اللغات الكنعانية والعمورية والآرامية وهم بالمقابل تبنوا لغتنا.

وكلنا نعلم أن اللغة الأكادية، الآشورية البابلية في اغلب الأحيان  تنتهي بالرفع/ الضم، بينما في الغرب من الهلال الخصيب تنتهي بالفتحة وهذا ليس وقفا على لغاتنا السامية فحسب، بل حتى ينطبق على اللغات الأوربية وأفضل مثال على ذلك ما يلفظ باللغة الإيطالية بالضمة في اللغات الاخرى يظهر غير ذلك وهلم جرى .

ومن أطرف الأشياء وهو ما حدث حول لغتنا في بلاد آشور أن المنشقين وجدوا هم بدورهم إثر انفصالهم وإنشقاقهم  وهنا أقصد – الكلدان –في محاولة إدخال اللفظ الجديد كما هو في العربية لكل ( خاء ) الآشورية * ب ( الحاء ) العربية أو الآرامية، ولكن الشعب في بلاد آشور لم يتقيد بها كليا رغم  ذلك حيث الى حينه في معظم المفردات احتفظ بها باللفظ الآشوري الأصيل حول أي لفظ الحرف الثامن ( خاء ) ولا حاء  .

ومن جهة اخرى، نرى لا حاجة مطلقا في عمل كهذا، كون معظم الشعوب لها خطوط مختلفة وعلى سبيل المثال الشعوب العربية بخطوطها النسخي، الرقعي،الكوفي الخ، ولكن ذلك لم يمنع شعوبها  من استخدامها جميعا وكذلك شأننا في الموضوع .
لذلك نحن لسنا بحاجة الى أي تغيير، بل نحتاج الى تثقيف شعبنا بها ومن المؤكد ليس هناك مشكلة في الأمر.

كما أعتقد استخدام الحرف – الإسطرنكيلي – في كتابة العناوين فقط  ولا باستخدامه كتابيا، كوننا نشوهه عندما نكتب به وفي نفس الوقت نستخدم الحركات الضرورية .

وليكن معلوما، الوحدة المسيحية التي حدثت في مطلع القرن الثاني وما بعده في الهلال الخصيب  يعد من   المستحيلات الأربع إذ لا يمكن تحقيقها اليوم  اطلاقا لسببين إثنين:

أولا، ليس لنا النصاب القانوني في أرض جغرافية واسعة لقلة عددنا،
ثانيا، معظم المسيحيين من أصول سريانية، اليوم تعتبر وتؤمن أنها عربية حتى النخاع.

وبهذا، سيكون المجال الوحيد لتطبيقها في بلادنا الآشورية أي شمال العراق حيث تستخدم  بكثرة من قبل الجميع .

 و كان هناك فرصة ذهبية لنا ولكن للأسف لم نستطع تطويعها لصالحنا رغم أنه كان هناك محاولات وإهتمام غربي في هذا الشأن، كوننا غارقين حتى آذاننا في المذهبية الضيقة التي فيها لم نفقد قوميتنا الآشورية وأهدافها المقدسة، بل فقدنا المسيحية ذاتها وما علينا إلا أن نقرأ ما يدور في خلد الحاقدين في موقعين إثنين هذه الأيام ألا وهما -  كلدايا نت والآخر التنظيم الآرامي الديمقراطي، حيث للأسف عداوتهم  وحقدهم للقومية الآشورية تفوق عداوتهم حتى للفرق الإسلامية التكفيرية بكل أسف!

ختاما، كما قلت مرارا وتكرارا وأقولها من جديد، إن السريان والسريانية التي جمعت شعوب الهلال الخصيب تحت لوائها، ليست هوية – قومية ، بل هوية دينية  وبمعنى آخر ليس لها عاصمة، ملك، أمبراطور ولا قوات مسلحة، ولا إدارة مدنية بل شعب ديدنه الأوحد تمسكه بالديانة المسيحية، هذه الرسالة الخالدة لمدة جد قصيرة وبعدها بأفعالهم وأعمالهم والتي خرجت وخرقت  المسيحية الحقة ذاتها حيث ابتدأت الإنقسامات والأنشطارات ودفعنا الثمن غاليا لأخطائنا بقدوم العرب المسلمين الغازين وحصدنا وما نزال الى هذه اللحظة نحصد المآسي والويلات وصدق قول المؤرخ البريطاني أرنولد جي توينبيArnold J. Toynbee  القول كما عربها المؤرخ اللبناني فيليب حتى في كتابه تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين بما يلي :

" وإذ اجتاح الإسلام هذه الأصقاع عصف بها حتى لم يبق منها إلاّ صور متحجرة لمجتمع سرياني منقرض " . **

....................

*    انظر كتاب البروفيسور أ. ولفنسون ( تاريخ اللغات السامية ) صفحة 235 حيث يقول:
لا يوجد في اللغة الآشورية حرف (  ح  ) ونحن اليوم نعوضه بحرف (  خ  ) الثامن من الأبجدية، ونقول أسرخدون ولا أسرحدون .

     **  انظر تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين الجزء الثاني للمؤرخ فيليب حتي – دار الثقافة –
           بيروت  ص 139

102
هل بتوحيد خطوطنا الكتابية نوحد شعبنا!

آشور بيث شليمون

عن طريق الصدفة، قرأت مقالين في موقع نرغال حول توحيد الخط السرياني، ومن الطريف  أن البعض إعتقد سوف نتخلص من معضلة التسمية بمجرد توحيد خطوطنا وفق ما ذكر في محاولاتهم، الرابط ادناه :
http://www.nirgalgate.com/nirgal/feeds.php?lang=ar&page_name=archive&id=1305

توطئة:

في البداية، تاريخ الكتابة أو الخطوط الكتابية تاريخ طويل ومعقد للغاية، لأن شعوبنا مرت بمراحل متعددة وفي تلك  المراحل استخدمت عدة أنواع من الخطوط الكتابية بدءا بالمسمارية  السومرية والألفبائية الكنعانية، وحتى الألفبائية مرت بمراحل عديدة .

وهنا،  ينبغي علينا أن نفرق بين نوع خط الكتابة والشعوب التي استخدمت هذه الخطوط الكتابية، وبمعنى آخر إن كثيرا من هذه الشعوب اختلفت عن بعضها البعض رغم استخدامها نفس الكتابة وعلى سبيل المثال، الشعب الآشوري البابلي باستخدامه الكتابة المسمارية لم يعد – سومريا – بمجرد استخدام الخط المسماري السومري، ولا الفرس غدوا عربا بمجرد  استخدام الخط العربي، ولا الترك غدو لاتينا بمجرد استخدام الأحرف اللاتينية  بعد القرن العشرين بتبنيهم الخط اللاتيني الخ .
................

بعد قراءة مقالين اللذين يصبان  في  نفس الموضوع وفي موقع – نيرغال -  رأيت من  الضرورة  أن أبدي برأيي  حول الموضوع ولو جاء متأخرا.

في الحقيقة، ليس لنا اليوم مشكلة خطية، وكلنا نعلم أن الغرض من تلك الخطوط  إعطاء او اسباغ شخصية خاصة بالبعض كي تكون مختلفة عن الآخر، وتولد الخط النسطوري واليعقوبي يصب في نفس الهدف وهو للتمييز بين هذين الفريقين، وليس ذلك فحسب حتى ذهب البعض الى تغيير اللفظ  وفي هذا المضمار العلامة تيودورس بركوني/ ܬܐܕܘܪܣ ܒܪ ܟܘܢܝ قالها صراحة ان لغتنا انتقلت غربا ونحن تبنبنا اللغة الغربية ويعني أننا اهملنا لغتنا الآشورية البابلية وتبنينا اللغات الكنعانية والعمورية والآرامية وهم تبنوا لغتنا.

وكلنا نعلم أن اللغة الأكادية، الآشورية البابلية في اغلب الأحيان  تنتهي بالرفع/ الضم، بينما في الغرب من الهلال الخصيب تنتهي بالفتحة وهذا ليس وقفا على لغاتنا السامية فحسب، بل حتى ينطبق على اللغات الأوربية وأفضل مثال على ذلك ما يلفظ باللغة الإيطالية بالضمة في اللغات الاخرى يظهر غير ذلك وهلم جرى .

ومن أطرف الأشياء وهو ما حدث حول لغتنا في بلاد آشور أن المنشقين وجدوا هم بدورهم إثر انفصالهم وإنشقاقهم  وهنا أقصد – الكلدان – ان حاولوا إدخال اللفظ الجديد كما هو في العربية لكل ( خاء ) الآشورية * ب ( الحاء ) العربية أو الآرامية، ولكن الشعب في بلاد آشور لم يتقيد بها كليا رغم  ذلك حيث الى حينه في معظم المفردات احتفظ باللفظ الآشوري الأصيل حول لفظ الحرف الثامن ( خاء ) ولا حاء  .
ومن جهة اخرى، نرى لا حاجة مطلقا في عمل كهذا، كون معظم الشعوب لها خطوط مختلفة وعلى سبيل المثال الشعوب العربية، ولكن ذلك لم يمنع شعوبها  من استخدامها وكذلك شأننا في الموضوع .
لذلك نحن لسنا بحاجة الى أي تغيير، بل نحتاج الى تثقيف شعبنا بها ومن المؤكد ليس هناك مشكلة في الامر.

كما أعتقد استخدام الحرف – الإسطرنكيلي – في كتابة العناوين فقط  ولا باستخدامه كتابيا، كوننا نشوهه عندما نكتب به وفي نفس الوقت نستخدم الحركات الضرورية .

وليكن معلوما، الوحدة المسيحية التي حدثت في مطلع القرن الثاني وما بعده في الهلال الخصيب  يعد من   المستحيلات الأربع إذ لا يمكن تحقيقها اليوم  اطلاقا لسببين إثنين:

أولا، ليس لنا النصاب القانوني في أرض جغرافية واسعة لقلة عددنا،
ثانيا، معظم المسيحيين من أصول سريانية، اليوم تعتبر وتؤمن أنها عربية حتى النخاع.

 ولكن كان هناك فرصة ذهبية لنا ولكن للأسف لم نستطع تطويعها لصالحنا رغم أنه كان هناك محاولات غربية في هذا الشأن، كوننا غارقين حتى آذاننا في المذهبية الضيقة التي فيها لم نفقد قوميتنا الآشورية وأهدافها المقدسة، بل أفقدنا المسيحية ذاتها وما علينا إلا أن نقرأ ما يدور في خلد الحاقدين في موقعين إثنين ألا وهما -  كلدايا نت والآخر التنظيم الآرامي الديمقراطي، حيث للأسف عداوتهم  وحقدهم للقومية الآشورية تفوق عداوتهم حتى للفرق الإسلامية التكفيرية بكل أسف!

ختاما، كما قلت مرارا وتكرارا وأقولها من جديد، إن السريان والسريانية التي جمعت شعوب الهلال الخصيب تحت لوائها، ليست هوية – قومية ، بل هوية دينية  وبمعنى آخر ليس لها عاصمة، ملك، أمبراطور ولا قوات مسلحة، بل شعب ديدنه الأوحد تمسكه بالديانة المسيحية، هذه الرسالة الخالدة لمدة جد قصيرة وبعدها بأفعالهم وأعمالهم والتي خرجت وخرقت  المسيحية الحقة ذاتها حيث ابتدأت الإنقسامات والأنشطارات ودفعنا الثمن غاليا بقدوم العرب المسلمين الغازين وحصدنا وما نزال الى هذه اللحظة نحصد المآسي والويلات وصدق قول المؤرخ البريطاني أرنولد جي توينبي القول كما عربها المؤرخ اللبناني فيليب حتى :

" وإذ اجتاح الإسلام هذه الأصقاع عصف بها حتى لم يبق منها إلاّ صور متحجرة لمجتمع سرياني منقرض " . **

....................

*    انظر كتاب البروفيسور أ. ولفنسون ( تاريخ اللغات السامية ) صفحة 235 حيث يقول:
لا يوجد في اللغة الآشورية حرف (  ح  ) ونحن اليوم نعوضه بحرف (  خ  ) الثامن من الأبجدية، ونقول أسرخدون ولا أسرحدون .

     **  انظر تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين الجزء الثاني للمؤرخ فيليب حتي – دار الثقافة –
           بيروت  ص 139

103
البروفيسور جيوفري خان يتحدث بالآشورية عن اللهجات شعبنا   المختلفة !

في البداية، شكري الجزيل للأخت مرغريت يونان مديرة موقع تحدث الآشورية / SpeakAssyria على الفيديو المرفق حول محاضرة البروفيسور جيوفري خان رئيس قسم الدراسات الأسيوية في جامعة كامبرج البريطانية وباللغة الآشورية عن لهجات شعبنا المختلفة في مدينة سان هوزيه، ولاية كاليفورنيا.
 وتفضلوا بالإستماع  وشكرا سلفا .


http://maggie.speakassyria.org/cgi-bin/forum.pl?page=1;md=read;id=1350

آشور بيث شليمون
__________________
[/b]

104




يشوع داد أسقف الحديثة

  ܝܫܘܥ ܕܕ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܚܕܬܐ ܕܒ̣ܐܬܘܪ
 "ܥܠ ܚܝܠܗ ܕܡܪܢ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ ܡܫܪܝܢܢ ܠܡܟܬܒ ܢܘܗܪܐ ܕܟܬܒܐ ܕܚܕܬܐ ܕܥܡܠ ܘܟܢܫ ܡܢ ܟܬܒܐ ܣܓܝܐܐ ܕܡܦܫܩܢܐ ܘܡܠܦܢܐ ܕܥܕܬܐ ܩܕܝܫܬܐ . ܠܩܕܝܫܐ ܘܪܚܡ ܝܘܠܦܢܐ ܡܪܝ ܝܫܘܥܕܕ ܡܪܘܙܝܐ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܚܕܬܐ/ الحديثة ܕܒ̣ܐܬ̣ܘܪ ܡܪܢ ܥܕܪܝܢܢ ܘܚܝܠܝܢܢ ܘܚܟܡܝܢܢ ܘܡܢܥܝܢܢ ܠܫܘܡܠܝܐ ܒܛܝܒܘܬܟ ܀
ترجمة النص أعلاه بتصرف:
بقوة الرب يسوع المسيح أبدأ في كتابة تفاسير لكتاب العهد الجديد الذي عمل بجمعه من كتب كثيرة للمفسرين والمترجمين للكنيسة المقدسة. للقديس  وصديق العلم مار يشوع داد المروزي أسقف الحديثة  في " آثور/ ܐܬܘܪ " اللهم أسعفنا وقوينا وامنح لنا الحكمة بمنتهى طيبتك.
ܫܠܡ ܒܝܕ ܥܘܕܪܢ ܗܘ ܕܒܪܐ ܥܠܡܐ ܗܢܐ ܥܒܘܪܐ ܟܬܒܐ ܗܢܐ ܕܢܘܗܪܐ ܕܣܒܪܬܐ ܡܠܝܬܐ ܢܘܗܪܐ܀ ܕܥܒܝܕ ܠܚܣܝܐ ܕܘܟܪܢܐ ܡܪܝ ܝܫܘܥܕܕ ܛܘܒܢܐ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܐܘܚܕܢܐ ܕܐܬܘܪ ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢܐ ܀ ܘܠܐܠܗܐ ܩܢܘܡܐ ܬܠܬܐ ܫܘܝܢ ܒܟܝܢܐ ܘܐܝܬܘܬܐ ܫܘܒܚܐ ܘܐܝܩܪܐ ܘܣܓܕܬܐ ܕܠܐ ܫܠܘܐ ܒܐܡܝܢܘܬܐ܀ ܐܫܬܠܡ ܟܬܒܐ ܗܢܐ ܒܫܢܬ ܐܠܦ ܕܐܪܝܘܢܐ ܘܬܫܥܡܐܐ ܒܝܕ ܡܢܝܢܐ ܘܨܕܐ ܘܚܝܬ ܕܠܐ ܒܘܨܪ ܀ ܐܣܬܝܟ ܒܚܝܠ ܛܝܒܘܬܐ ܒܝܪܚ ܐܒ ܣܒܝܣ ܒܚܝܠܝܘܬܐ ܝܘܕ ܘܛܝܬ ܒܗ ܝܘܡܢܐ ܒܥܪܘܒܬܐ ܕܩܝܛܐ ܐܚܪܝܬܐ ܀ ܐܫܬܪܝ ܟܬܒܐ ܗܢܐ ܒܐܬܪܐ ܕܨܦܢܐ ܘܐܘܚܕܢܐ ܒܩܪܝܬܗ ܕܐܒܘܢ ܟܐܢܐ ܡܪܝ ܥܒܕܝܫܘܥ ܛܘܒܢܐ܀
انتهى ( الجمع ) بمعونة الذي خلق هذا العالم الزائل، هذا الكتاب المضيء والأمل  المليء نورا ܀ وهو عمل المغفور له    مار يشوع داد الطيب الذكر أسقف اقليم آثور مطلب العلوم ܀ ولله بأقانيمه الثلاثة المتساوية في الطبيعة والكينونة التسبيح  والإجلال والسجود على الدوام وبدون انقطاع ܀ انتهت كتابته في سنة الألف وتسعمائة وثمانية وتسعين ( 1998 يونانية الموافقة    1687 ميلادية ) بدون نقصان ܀ ثبت بالقوة الطيبة في التاسع عشر من شهر آب والموافق ليوم الجمعة الأخيرة من فصل الصيف. وبدء العمل به في اعمال/ إقليم " صفنا/ ܨܦܢܐ " وفي قرية الأب البار مار عبديشوع الطيب ܀ "
............
ملاحظة: إنني أستشهد بهذا النص حيث هناك من الجهلاء لغويا فسروا  اسم البلدة الآشورية – ܚܕܬܐ / الحديثة  موجودة في العراق بغير معناها الحقيقي بكلمة - فرح وسرور - وهي غير ذلك. وليس ذلك فحسب، بل  دفعوا غيرهم بتوجيه رسالة لاذعة حاقدة ضدي كونهم قاصرون في مجابهتي شخصيا. 

وعليه أقول:

علينا ألا نخلط مفردة ( ܚܕܝ – ܚܕܘܐ- ܚܕܝܐ ) تجدها على الصفحة 221 من قاموس المطران يعقوب منا أي فرح وسرور باخرى وهي:
ܚܕܬ – ܚܘܕܬܐ : احدث ، انشأ  ومنها -   ܚܕܬܐ أي حديث – جديد على الصفحة 223 من القاموس نفسه .

قارئي الحبيب:

يرجى قراءة النص أعلاه وعلى لسان الأسقف يشوع داد المروزي، الذي كان أسقف البلدة ( الحديثة ) والتي هي بلغتنا  ܚܕܬܐ  وكيف أنها ترجع الى ( المفردات الموجودة على الصفحة 223 ) .
ملاحظة: سوف أقوم بتلوين البلدة باللون الأحمر من النص اعلاه.

آشور بيث شليمون
____________________--

105
الأخ موفق نيسكو كتب:

" جناب الأب الفاضل نويل المحترم
بارخمور
شكرا ً جزيلاً لمقالك المهم وتسميتك الدائمة للشعب المسيحي باسمه الشامل الذي عُرف به في التاريخ كله وهو سورايا أي سرياني.
الشئ الوحيد الذي أحب أن أعقب عليه، أنه لا توجد أية علاقة بين كلمة السريان المشتقة من سوريا وكلمة آشور إطلاقاً، سوى التخريجات اللغوية والاشتقاقات التي قام بها السريان الشرقيين (النساطرة) منذ أن قام الانكليز باخذ الاسم الآشوري من أحد أسماء حضارات العراق القديمة التي انقرضت وانتهت، وإطلاقه على السريان الشرقيين في القرن الماضي، وخاصة الجالية التي هاجرت إلى أمريكا، حيث حاولت ربط ذلك ببعض الاشتقاقات أو التداخلات بين الكلمتين في التاريخ لتقاربهما لغوياً واختلاطهما على البعض أحياناً، شأنها شأن عشرات الكلمات المتقاربة في التاريخ. وقد فصَّلنا ذلك إلى حد ما في مقالات سابقة، ونستطيع أن نفصل ذلك تفصيلاً دقيقا أكثر، ولكن لكي يكون التعليق مختصرا أقول وبعيداً عن المجاملة لأحد:

الاسم السرياني هوية دينية لشعب يبدأ تاريخه منذ صعود السيد المسيح إلى السماء سنة 33م فقط، وليس ما قبله، ولا علاقة للسريان بتسميات ما  قبل المسيحية." أنتهى الإقتباس
   
http://www.ankawa.com/index.php/ankawaforum/index.php?topic=751860.0

.................

الأخ موفق:

بداية، إني متابع لما تكتبه منذ أن شارعت الكتابة في هذا الموقع – عنكاوا – والذي لمست منك هو إنك مع احترامي الكبير متذبذب في تحليلاتك ولكن أخيرا ركزت موقفك وبدون أدنى شك، طبعا بعد أن لم يكن لك أذانا صاغية لمشاريعك التوحيدية بالتشبث بالإسم السرياني والآرامي، حيث عندك السريانية مرادفة للآرامية.

وبعد قراءة النص اعلاه بوسع المرء استخلاصه على الشكل التالي:

      -    الإسم الشامل للشعب المسيحي هو سورايا أي سرياني.
-   كما ترى لا علاقة بين كلمة السريان المشتقة من سوريا وكلمة آشور.
-   عندك حضارات ما تسميه العراق القديم قد انقرضت وانتهت والإنكليز أطلقوا الإسم الآشوري على السريان الشرقيين.
-   والإسم السرياني عندك – هوية دينية يبدأ منذ صعود السيد الى السماء ولا علاقة بالسريان بتسميات ما قبل المسيحية.

 :P الآن لنضع هذه البنود تحت المجهر كي نرى ما هو مدى المصداقية فيها، تقول الإسم الشامل للشعب المسيحي هو – سورايا أي سرياني، أليس كذلك؟

أولا، صحيح الإسم السرياني هي كنية الشعب المسيحي، ولكن ليس  كل المسيحيين في العالم، بل في الهلال الخصيب فقط . وهنا أخفقت بذكر هذه الشعوب المسيحية كونها متعددة .
وعندما نقول الهلال الخصيب حصرنا هذا الشعب في منطقة جغرافية محدودة وهذه المنطقة وأنت تعلم أنها موطن شعوب سامية عدة منها، الآشورية البابلية، الكنعانية الفينيقية، الإبلية والعمورية، العبرية،الأدومية والآرامية الكلدية.

ثانيا، إنك حسمت الأمر أن لا علاقة بين كلمتي السريان/ سوريا وآشور، ولكن أخفقت للمرة الثانية بأن تعلمنا من أين جاءت هذه التسمية هل هبطت من السماء أم ماذا ؟! نعم في مواضيعك السابقة بحثت ذلك ولكن أتيت بتفسيرات متعددة وغير مترابطة وبإختصار لم تقل أن التسمية جاءت من مصدر واحد وحيد بل من عدة وهذا فيه الشك وعدم المصداقية بالوقت ذاته كونك لم تستقر على تسمية منها.
ولكن  شخصيا أقول وجازما، أن التسمية – السريانية –أتت من آشور ولا من غيرها، وهذا لا يعني أن جميع السريان هم آشوريون، إذ هي فقط كتسمية جغرافية للهلال الخصيب عموما.
ومن جهة أخرى، هناك السريان الغربيون وهم من كنعانيين وفينيقيين، إيبليين وعموريين، إسرائيليين وأدوميين وآراميين.

ثالثا، تقول الحضارات القديمة انقرضت والإنكليز أطلقوا الإسم الآشوري  على السريان الشرقيين. وهنا صحيح الحضارات القديمة انقرضت ولكن الذي اخفقت قوله أن شعوبها ظلت نابضة حية حيث آمنت بالديانة المسيحية ودفعتها الى الأمام حتى الصين والهند.
وللإيضاح، السريان الشرقيون معظمهم استعرب ودخل الإسلام ولم يبق له أثر قبل القرن الحادي عشر، والشعب الوحيد الذي تمسك بآشوريته تمسكه بالله الحي نوعا ما هو الشعب الآشوري، حيث احتفظ باسمه بكل فخر وانت من دون شك تعلم ذلك بدءا من طاطيانوس الآشوري ومرورا بالعلامة كيوركيس وردا الأربيلي قبل أن تطأ أقدام الإنكليز الشرق الأوسط وتحديدا ميزوبوتاميا/ بيث نهرين وليس ذلك فحسب إذ هناك من الإخوة السريان الأرثوذكس يعتزون بهذا الإسم أيضا ولم يكن للإنكليز أي دور  في ذلك!


وهنا تقول – السريان الشرقيين، أي كما قلنا أعلاه وهناك سريان غربيين أيضا، ولكن أخفقت مرة اخرى أن تعرفنا من كان هؤلاء؟! وإذا لا تعلم وكونك باحث فهي مشكلة كبرى! ولكن  نحن بوسعنا ان نقول من هم، هم في الطليعة الآشوريون في الشمال والبابليون في الوسط مع أقليات آرامية  وكلدية في الوسط والجنوب إضافة الى ذلك عرب وفرس ويونان .

رابعا، تقول الإسم السرياني هوية دينية لشعب يبدأ منذ صعود السيد المسيح الى السماء وهذا صحيح مائة بالمائة، ولكن أخفقت هنا كباقي إخفاقاتك المتعددة لأنك مع احترامي لك بسبب التعصب المذهبي الذي لم تتحرر منه مع الأسف ونحن في الألفية الثالثة.
وبهذا لم تكشف من كان هذا الشعب فيما إذا كان شعبا واحدا أو عدة شعوب ؟  عندنا هو عدة شعوب والمذكورة أعلاه والتي كانت تسكن الهلال الخصيب ومرة اخرى أكررها، آشوريون بابليون، كلديون آراميون في الشرق – ميزوبوتاميا وكنعانيون فينيقيون، عموريون إيبليون، عبرانيون أدوميون وآراميون .
   
إنني بإنتظار الرد منك وشكرا

دم لأخيك / آشور بيث شليمون
_______________



106


لماذا كل هذا الضجيج، فجميعنا أولا  نتحمل المسؤولية !

آشور بيث شليمون

إن ما يجري في شرقنا اليوم من مآس وأهوال، ليس بجديد، بل الفاتورة الغالية من دمنا دفعت من قبل أجدادنا منذ عصور موغلة في القدم أي منذ أيام الرومان عندما كانوا وثنيين ( قبل تنصرهم في عهد قسطنطين  312م ) الذي أطلق الحرية للمسيحيين ومرورا بالشعوب الإيرانية الوثنية والغزو العربي والإسلامي منذ 1400 سنة خلت والى هذه اللحظة .

إن كل المآسي والويلات التي جرت على شعوبنا مجموعة ليست بمستوى الذي  حصل على أيدي العرب المجرمين الغزاة منذ أن وطأت اقدامهم أرضنا الطيبة وذلك في أوائل القرن السابع وما بعده . ونحن لا ننكر قسوة الرومان والفرس، ولكن كل ذلك كان ينصب حول العقيدة الإيمانية ولم تلمس الحياة الإجتماعية واللغوية لشعبنا، بينما العرب الغزاة عملوا في كل المجالات .
إن كاتب بريطاني يدعى دبليو مونتوغمري واط * كتب عن الإسلام وهنا نقتطف منه النص التالي:

" في الوقت الذي فيه كان  النساطرة يتوسعون شرقا بعد الإحتلال العربي . ربما بعدئذ النجاح العربي الإحتلالي  لم يكن نتيجة نوعية توسع  الإرساليات الإسلامية  الدينية . كعرب مؤمنين بأنفسهم وكما هو واضح أعلاه، التوسع هذا كان عسكريا وسياسيا ولم يكن دينيا، بل الهدف منه ايجاد أمبراطورية عربية مزدوجة  بالثقة بالنفس والتأكيد الذاتي العربي، كل هذا أعطى الدفع القوي الى ايجاد وحدة ثقافية .... ولكي تكون مسلما على المرء أن يكون عربيا على الأقل بطريقة الموالاة، بالإضافة الى ذلك عليه أن يتعلم أن يتعلم اللغة العربية .."

كان أجدادنا الناطقين باللغة السريانية يتشبثون بلغتهم ضد اللغات الأخرى من يونانية وفارسية، ولكن من المؤسف بعد الإجتياح العربي الإسلامي لم تمض عليه إلا قرون عديدة حتى أصبحت اللغة العربية اللغة المستخدمة لجميع المسيحيين تقريبا ما عدا بعد بعض الجيوب هنا وهناك وخاصة شمال بيث نهرين بلاد آشور حيث  ظلت اللغة قوية واقفة بعناد ضد التعريب إلاَ في القرون المتأخرة حيث أخذت طريقها حتى في كنائسنا الأرثوذكسية والكنيسة  الكاثوليكية الكلدانية السريانية المنشقين من النساطرة وااليعاقبة بشكل أوسع. والطامة الكبرى أن بعض الكنائس وعلى سبيل المثال التي تسمى بالروم الأرثوذكس والكاثوليك كانوا في سباق ماراثون نحو التعريب والإفتخار بها حيث كما نعلم أن كل أولئك المثقفين منهم كان وراء بعث وإحياء اللغة العربية وآدابها التي كانت على شفير الإنقراض على حساب إهمال لغتهم وذاتهم الإصلية .

إن الطامة الكبرى، رغم كل ذلك الى هذه اللحظة لم نأخذ العبر من التاريخ، بل والغاية في نفس يعقوب ما زلنا  غائصون في مستنقع آسن إلى آذاننا من الطائفية البغيضة التي كانت مصدر وسبب ضعفنا وإنحلالنا الفكري وربما الأخلاقي وأكبر مثل على ذلك للبعض من شعبنا الحاقد اليوم  يصف الأمة الآشورية بأوسخ وأحط صفة على الوجود ب – الدواعش –  يا للعار والشنار!

تاريخيا، رغم ما كان الأجانب يلحقون بنا من أذى، كان بوسعنا مجابهته وصده بكل سهولة لو فينا النخوة الكافية للقيام بها كباقي شعوب العالم التي جابهت المعتدين.
ولكن شعبنا عجز بل أخفق على فعل ذلك كون العدو الخارجي لم يكن حتى في العهود العربية الإسلامية بمستوى ما كان يجري بيننا من أحقاد وضغائن ومؤامرات وخيانات رغم مسيحيتنا التي تدعو الى المحبة والغفران للآخرين! 

والآن لنعود الى الكاتب البريطاني واط مرة أخرى الذي بدوره استغرب جدا كيف استطاع العرب ان يرضخوا شعوبنا بقبولهم لا الدين الإسلامي، بل القومية العربية ولنقرأ ما قاله في هذا الخصوص:

" وأخيرا قد يسأل المرء، لماذا نجح العرب المسلمون بينما الناطقون بالسريانية فشلوا؟ هناك نقطة أساسية والتي مردها أن المسيحيين – اللاإغريقيين – كانوا منقسمين بين بعضهم وبقرون طويلة قبل الإحتلال العربي . الأقباط، اليعاقبة، النساطرة والأرمن الذين كان بوسعهم أن يولدوا ثقافة جديدة ، ولكن هذا الشيء لم يحدث لأن الحركة ضد الثقافة والسيطرة الإغريقية كانت بمفهوم صياني .. "

هذا ما جعل المؤرخ البريطاني أرنولد جي توينبي ** بالقول والنص معرب من قبل المؤرخ اللبناني فيليب حتى ( تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين ) الجزء الثاني والصفحة  139:

" وإذا اجتاح الإسلام هذه الأصقاء عصف بها حتى لم يبق منها الى اليوم إلاّ صور متحجرة لمجتمع سرياني منقرض."

من المؤسف ما أشبه اليوم بالبارحة، حيث نفس السيناريو يعاد من جديد، والانكى من ذلك دخلت المفاهيم القومية جنبا الى جنب المفاهيم المذهبية لدى البعض الذين كما قلنا كانوا عروبيين حتى النخاع في بعث قوميات وليتها في وطنها المعروف، ولكن في وطن لا يمت الى تلك القوميات بصلة على الإطلاق وهي المأساة لا مثيل لها تاريخيا مع الأسف الشديد.

واليوم نفس السيناريو يعاد من قبل العروبيين المسلمين  كالمعتاد في أرضنا المقدسة من قتل وتنكيل وتخريب وتدمير والمضحك المبكي في الأمر ونحن  ما زلنا غائصين في نفس المستنقع الطائفي البغيض وواقفين مكتوفي الأيدي وفاغري الفاه كي نسأل الآخرين الحماية يا للعار والشنار!
............

  *دبليو موتغوميري واط ، عظيم كان الإسلام/ W. Montgomery Watt- The Majesty that was Islam من مقدمة الكتاب وآخره .
** فيليب حتى ، تاريخ سوريا، لبنان وفلسطين والنص معرب من المؤرخ البريطانيArnold J. Toynbee , A study of History – Vol v, page 127                                                                               
 





   

107

لماذا كل هذا الضجيج فجميعنا أولا نتحمل المسؤولية الكبرى!

آشور بيث شليمون

إن ما يجري في شرقنا اليوم من مآس وأهوال، ليس بجديد، بل الفاتورة الغالية من دمنا دفعت من قبل أجدادنا منذ عصور موغلة في القدم أي منذ أيام الرومان عندما كانوا وثنيين ( قبل تنصرهم في عهد قسطنطين  312م ) الذي أطلق الحرية للمسيحيين ومرورا بالشعوب الإيرانية الوثنية والغزو العربي والإسلامي منذ 1400 سنة خلت والى هذه اللحظة .

إن كل المآسي والويلات التي جرت على شعوبنا مجموعة ليست بمستوى الذي  حصل على أيدي العرب المجرمين الغزاة منذ أن وطأت اقدامهم أرضنا الطيبة وذلك في أوائل القرن السابع وما بعده . ونحن لا ننكر قسوة الرومان والفرس، ولكن كل ذلك كان ينصب حول العقيدة الإيمانية ولم تلمس الحياة الإجتماعية واللغوية لشعبنا، بينما العرب الغزاة عملوا في كل المجالات .
إن كاتب بريطاني يدعى دبليو مونتوغمري واط * كتب عن الإسلام وهنا نقتطف منه النص التالي:

" في الوقت الذي فيه كان  النساطرة يتوسعون شرقا بعد الإحتلال العربي . ربما بعدئذ النجاح العربي الإحتلالي  لم يكن نتيجة نوعية توسع  الإرساليات الإسلامية  الدينية . كعرب مؤمنين بأنفسهم وكما هو واضح أعلاه، التوسع هذا كان عسكريا وسياسيا ولم يكن دينيا، بل الهدف منه ايجاد أمبراطورية عربية مزدوجة  بالثقة بالنفس والتأكيد الذاتي العربي، كل هذا أعطى الدافع القوي الى ايجاد وحدة ثقافية .... ولكي تكون مسلما على المرء أن يكون عربيا على الأقل بطريقة الموالاة، بالإضافة الى ذلك عليه أن يتعلم أن يتعلم اللغة العربية .."

كان أجدادنا الناطقين باللغة السريانية يتشبثون بلغتهم ضد اللغات الأخرى من يونانية وفارسية، ولكن من المؤسف بعد الإجتياح العربي الإسلامي لم تمض عليه إلا قرون عديدة حتى أصبحت اللغة العربية اللغة المستخدمة لجميع المسيحيين تقريبا ما عدا بعد بعض الجيوب هنا وهناك وخاصة شمال بيث نهرين بلاد آشور حيث  ظلت اللغة قوية واقفة بعناد ضد التعريب إلاَ في القرون المتأخرة حيث أخذت طريقها حتى في كنائسنا الأرثوذكسية والكنيسة  الكاثوليكية الكلدانية السريانية المنشقين من النساطرة وااليعاقبة بشكل أوسع. والطامة الكبرى أن بعض الكنائس وعلى سبيل المثال التي تسمى بالروم الأرثوذكس والكاثوليك كانوا في سباق نحو التعريب والإفتخار بها حيث كما نعلم كل اولئك المثقفين منهم كان وراء بعث وإحياء اللغة العربية وآدابها التي كانت على شفير الإنقراض على حساب إهمال لغتهم وذاتهم الإصلية .

إن الطامة الكبرى، رغم كل ذلك الى هذه اللحظة لم نأخذ العبر من التاريخ، بل والغاية في نفس يعقوب ما زلنا  غائصون في مستنقع آسن إلى آذاننا من الطائفية البغيضة التي كانت مصدر وسبب ضعفنا وإنحلالنا الفكري وربما الأخلاقي وأكبر مثل على ذلك للبعض من شعبنا الحاقد اليوم  يصف الأمة الآشورية بأوسخ وأحط صفة على الوجود ب – الدواعش –  يا للعار والشنار!

تاريخيا، رغم ما كان الأجانب يلحقون بنا من أذى كان بوسعنا مجابهته وصده بكل سهولة لو فينا النخوة الكافية للقيام بها كباقي شعوب العالم التي جابهت المعتدين.
ولكن شعبنا عجز بل أخفق على فعل ذلك كون العدو الخارجي لم يكن حتى في العهود العربية الإسلامية بمستوى ما كان يجري بيننا من أحقاد وضغائن ومؤامرات وخيانات رغم مسيحيتنا التي تدعو الى المحبة والغفران للآخرين! 

والآن لنعود الى الكاتب البريطاني واط الذي بدوره استغرب جدا كيف استطاع العرب ان يرضخوا شعوبنا بقبولهم لا الدين الإسلامي، بل القومية العربية حيث مرّة أخرى لنقرأ ما قاله في هذا الخصوص:

" وأخيرا قد يسأل المرء، لماذا نجح العرب المسلمون بينما الناطقون بالسريانية فشلوا؟ هناك نقطة أساسية والتي مردها أن المسيحيين – اللاإغريقيين – كانوا منقسمين بين بعضهم وبقرون طويلة قبل الإحتلال العربي . الأقباط، اليعاقبة، النساطرة والأرمن الذين كان بوسعهم أن يولدوا ثقافة جديدة ، ولكن هذا الشيء لم يحدث لأن الحركة ضد الثقافة والسيطرة الإغريقية كانت بمفهوم صياني .. "
هذا ما جعل للمؤرخ البريطاني أرنولد جي توينبي ** بالقول والنص من كتاب المؤرخ اللبناني فيليب حتى ( تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين ) الجزء الثاني والصفحة  139:

" وإذا اجتاح الإسلام هذه الأصقاء عصف بها حتى لم يبق منها الى اليوم إلاّ صور متحجرة لمجتمع سرياني منقرض."
من المؤسف ما أشبه اليوم بالبارحة، حيث نفس السيناريو يعاد من جديد، والانكى من ذلك دخلت المفاهيم القومية جنبا الى جنب المفاهيم المذهبية لدى البعض الذين كما قلنا كانوا عروبيين حتى النخاع في بعث قوميات وليتها في وطنها المعروف، ولكن في وطن لا يمت الى تلك القوميات بصلة على الإطلاق وهي المأساة لا مثيل لها تاريخيا مع الأسف الشديد.
واليوم نفس السيناريو يعاد من قبل العروبيين المسلمين  كالمعتاد في أرضنا المقدسة من قتل وتنكيل وتخريب وتدمير والمضحك المبكي في الأمر ونحن  ما زلنا غائصين في نفس المستنقع الطائفي البغيض وواقفين مكتوفي الأيدي وفاغري الفاه كي نسأل الآخرين الحماية يا للعار والشنار!
............

  *دبليو موتغوميري واط ، عظيم كان الإسلام/ W. Montgomery Watt- The Majesty that was Islam من مقدمة الكتاب وآخره .
** فيليب حتى ، تاريخ سوريا، لبنان وفلسطين والنص معرب من المؤرخ البريطانيArnold J. Toynbee , A study of History – Vol v, page 127                                                                               
 






   

108
أحداث آشورية ما بين موقعة  ديره بون ومجزرة سميل من عام 1933

آشور بيث شليمون

توطئة :

بمناسبة يوم الشهيد الآشوري  السابع من شهر آب أقدم كتابتي هذه والتي فيها أسلط الأضواء على مجريات الأمور خلال  صيف عام 1933 وما أعقبها من أحداث مأساوية مع ما كتبته بالحرف الواحد ولأول مرة عن شهداء أمتنا الآشورية والتي تم نشرها في مجلة مهاديانا/ الهدى، لسان حال منظمة / The Assyrian National Effort  العدد لشهر أذار 1969 حيث قدمت اقتراحا بإختيار يوم للشهيد الآشوري و في الإجتماع الدوري لعام 1970 للإتحاد الآشوري العالمي تم تصديق وتثبيت السابع من شهر آب كي يكون يوم الشهيد الآشوري للمزيد يرجى العودة الى مجلة كوكبا آثورايا / Assyrian Star , Summer 2002 العدد الثاني ( صيف ) عام 2002م  وآشورية 6752 .
واليوم، كأن التاريخ يعود الى الوراء وشعبنا يمر في محنة جديدة وداعشيو الماضي يعودون من جديد لكي يعيثوا في أرضنا الفساد والشر المستطير وأمتنا تدفع الثمن غاليا نفيسا وليس من رقيب أو حسيب مع الأسف الشديد والعالم كما يقال غدا قرية والأحداث هي بمتناول الجميع في عصرنا عصر الإنترنيت!!!
....................

لم يمض إلاّ أعوام على ما أصاب أمتنا الآشورية من مجازر ومآس خلال الحرب الكونية الأولى حيث راح ضحيتها الآلاف من القتلى مع تشريد شعبنا حتى جاءت النكبة الأخرى، مجزرة القرى الآشورية -  سميل وقريناتها في شهر آب عام 1933 حيث راح ضحيتها عدد لا يستهان به من أبناء شعبنا الأعزل على أيدي قوات بكر صدقي، قائد المنطقة الشمالية للجيش العراقي من أطفال، نساء وشيوخ بعملية بشعة ترتعض لها الفرائص وتندى لها الجبين .

في وقت مرتكبي الجريمة النكراء بقيادة بكر صدقي الكردي استقبلوا في بغداد استقبال الأبطال، وهنا بالمناسبة ليس لدينا إلا مجلة واحدة التي نشرت الحادث مشكورة تحت عنوان – المسألة الآشورية وهي مجلة المسرة، لسان حال الكنيسة الكاثوليكية في بيروت – لبنان ، في عددها الجزء التاسع والمؤرخ في تشرين الثاني  1933.

كما هناك بناء لرواية عمي المرحوم يوسف الذي مع والدي وعمي  كيوركيس شاركوا مع الآخرين من عشيرة تخوما واقتحموا تحصينات وخنادق جيش بكر صدقي في وصف الحادثة وكيف وأنزلوا الهزيمة في صحيفة أرمنية مفادها بالحرف الواحد:

" إن الثعلب بكر صدقي نجا من قبضة الآشوريين الأشاوس – في معركة ديربون - ليفتك بدجاج القرية الآشورية الآمنة – سميل كي يقوم  بمجزرة بشعة لشعب أعزل من أطفال، نساء وشيوخ لا حول له ولا قوة!"

تداعيات معركة دير بون/ ܕܝܪܐ ܕܐܒܘܢܐ

بإيجاز كانت الحكومة العراقية تجري مباحثات مع البطريرك مار شمعون حول استيطان قسما من شعبنا الآشوري الذي تحت جرائم الترك والكرد أخلوا منطقتهم الجبلية في هكاري والتي غدت فيما يسمى تركيا بعد ترسيم الحدود وفق معاهدات  بريطانيا التي أبرمتها كونه ليس بطريركا فحسب، بل رئيسا للأمة الآشورية .

ولكن لسوء الحظ أن تلك المباحثات تعثرت ولم تثمر بشيء والتي أدت الى خديعة استدعاء البطريرك الى بغداد ومن ثم وضعه تحت الإقامة الجبرية لكي يتسنى لحكومة بكر صدقي  اتمام السيناريو الخبيث كما رواه  الأستاذ عبد المجيد حسيب القيسي في كتاب حديث له (الآثوريون – مركز الموسوعات العالمية – لندن 1999 ) صفحة 79 أقتبس:

" ومن هذه المنطلقات اندفعت الحكومة وأنصارها في حملات دعائية رسمية ... فقد نشر في الصحف العراقية أكثر من 80 مقال افتتاحي تدعو الى القضاء على الآثوريين وإبادتهم وزعيمهم مار شمعون. ثم عمدت الحكومة الى اختلاق الأحداث وافتعال الوقائع وتلفيق الأقوال الخ ... ".

بنفس الوقت كانت هناك جهود حكومية وبريطانية لإقناع البطريرك الذي لم يرضخ لمطاليب الحكومة والتوقيع عليها ما لم يتم الإجابة الى بعض من الإستفسارات الضرورية التي قدمها لحكومة صاحب الجلالة ملك فيصل. لذلك طلبوا ( المسؤولون العراقيون والبريطانيون ) ا من كل المغفورين   لهما ملك لوكو شليمون بدوي  وملك ياقو اسماعيل وغيرهم على سبيل المثال المطران يوسف خنانيشوع وملك أندراوس من عشيرة جيلو( الأخيران رفضا الإشتراك لاسباب معينة ) للذهاب الى بغداد لإقناع البطريرك وتصفية القضية في وقت وبدون سابق انذار  تم بعدها اعتقال البطريرك لأسباب لا محل لها واتهامه هو وأتباعه القيام بالتمرد والعصيان.
وهنا، جدير بالذكر ان الشعب الآشوري كان منقسما على ذاته في مجموعتين كبيرتين *، الأولى مجموعة البطريرك التي لها شروطها ومطاليبها الخاصة لضمان حرية وسلامة شعبنا ، والمجموعة الثانية – مجموعة ملك خوشابا والموالية للحكومة العراقية .

أما عن ذهاب كل من ملك لوكو شليمون وملك يعقو اسماعيل الى بغداد، وعلمهما بالقبض على البطريرك ووضعه تحت الإقامة الجبرية كانت إيذانا لهما قد يكون مصيرهما نفسه في بغداد أيضا، لذلك بعد الإجتماع ببعض من قادة الأمة الآشورية العدول عن ذلك، وعوضا عن ذلك الذهاب الى سوريا بناء لأوامر البطريرك مسبقا حول نزوح شعبنا برمته الى سوريا.
 لذلك كان نتيجة الإجتماع هذا،  إذن أن يذهبا كل من ملك لوكو شليمون وملك يعقو اسماعيل الى سوريا والتشاور مع السلطات الفرنسية هناك ومن ثم بعدئذ سيكون القرار النهائي لمصير شعبنا.

ومن الجدير بالذكر، أن الملك فيصل بحكمته وبعد نظره الى كل هذه الأمور ألّح في  رسائله من أوربا حيث ذهب للإستشفاء – سويسرا ، على الحكومة باطلاق سراحه ( أي للبطريك ) والسماح له العودة الى مقره في الموصل. ولكن الحكومة لم تأخذ برأي الملك لأسباب عدة منها أنها كانت كما جاء ذكره  في كتاب الأستاذ – عبد المجيد حسيب القيسي المنوه عنه أعلاه كونها ترغب فعلا وقوع صدام مسلح مع الآثوريين لتستفيد منه في التغلب على المشاكل التي كانت تواجهها داخليا.

وبناء لمذكرات المغفور له ملك لوكو شليمون بداوي/ بيث داود المنشورة حديثا في كتاب ضخم له    باللغة الإنكليزية Assyrian Struggle For Survival-  2012  يذكر في الصفحة 337 بما يلي:

" لقد أخبرهم البطريرك مار شمعون بأنه قد توصل الى اتفاق مع السفير الفرنسي في بغداد حول امكانية قبول هجرة الشعب  الآشوري الى سوريا . والمغفور له ملك لوكو شليمون يذكر بعدم صحة الخبر لدى مقابلتهما الضابط ( ملازم ) ألفونزي في مقره ب- عين ديوار الحدودية مع العراق، والضابط المذكور أخبرهم ( للملك لوكو وملك ياقو )  حول اعلام الحاكم الفرنسي العام  الموجود في بيروت في برقية عاجلة وجواب الحاكم الفرنسي للملازم ألفونزي في اليوم التالي كان : إن الحكومة الفرنسية لم تسمع من البطريرك مار شمعون ولا من أي شخص آشوري آخر حول الموضوع! "

والآن لنقتطف ما قالته – مجلة المسرة بهذا الخصوص حول الواقعة أي موقعة ديربون :

"  على أن فريقا منهم نزحوا  الى الحدود السورية حيث سلموا أسلحتهم الى الفرنسيين. وقيل أن عددهم قد ناهز 1300-1500 . فتعقبهم الجيش العراقي وطلب من الفرنسيين ارجاع النازحين الى أوطانهم ... بعد مباحثات استغرقت يومين تعهد العراقيون خطيا أنهم لا يمسون الآشوريين بأذى ... ولكن عندما خاض النازحون نهر الدجلة قاصدين الضفة العراقية ، وإذا بالجيش العراقي موقّع التعهدات يباغتهم في وسط النهر بنار حامية من البنادق والرشاشات فشعر الآشوريون عند تحقق الخيانة ... فشجع بعضهم بعضا وقطعوا النهر تحت وابل من الرصاص وهاجموا الجيش كالأسود فدحر أمامهم وانكسر شر كسرة. "

وتستطرد المجلة بالقول، أن الحكومة أعلنت الجهاد للقضاء على الآشوريين ... فكانت النتيجة أنهم لم يشفقوا على الأطفال ولا على النساء . وإن الدماء البريئة سالت في جميع القرى حيث أعملوا فيها السيف والنهب والحريق. 
وبالمناسبة كتب المراسل اللندني لجريدة – الطان واصفا هذه المجزرة قائلا:
" على أن المدة لم تطل حتى انتقم الجيش العراقي لنفسه من الأنكسارات التي لحقت به ... فدخلوا القرى بعد أن جردوها من سلاحها وجمعوا الآشوريين وقتلوهم بالحراب والعصي والسيوف ... والمسؤول عن هذه المذابح هو رجل يدعى بكر صدقي بك الذي منحوه لقب باشا بعد " انتصار " الجيش العراقي وعودته الى بغداد ."

ليس بخاف على أحد ان هناك الكثيرين كتبوا عما حدث في مطلع آب من عام 1933ومنهم المؤرخين العراقيين من عرب وكرد أهمهم السيد عبد الرزاق الحسني لهذه الأحداث من كتابه الوثائقي القيم ( تاريخ الوزارات العراقية ) في طبعته الأولى عام 1934.
وهنا أقتبس ما قاله الأستاذ عبد المجيد حسيب القيسي عن عبد الرزاق الحسني في كتابه المذكور أعلاه ( الآثوريون ) :
"  ورغم أنه عاصر( أي الحسني )  الأحداث وشهدها عن كثب فإنه لم يسجل لنا منها شيئا ولم ينقل لنا إلاّ ما كانت الحكومة تردده من مزاعم وأقوال، وإلا روايتها للأحداث تبريرها للأعمال وتبرئة نفسها وجيشها من دماء الآثوريين وإتهام الإنكليز بها . "

أما عبد الرحمن البزاز – العراق من الإحتلال حتى الإستقلال – رغم أنه رجل قانون قدير نراه ينساق وراء الأوهام والكرامة ومشاعر الصداقة والعقيدة .... فيندفع الى تجاهل واقع الحال والقفز فوق الحقائق كما وصفها الأستاذ عبد المجيد القيسي الى حد الإنكار ما جرى بالآثوريين من إبادة وقال ما – سمي بمذابح الآثوريين – إنما كان نتيجة تواطؤ الصهيونية والمسيحية ضد الدولة الإسلامية العربية ويعني بها المملكة العراقية، وهي تسمية لم يقل بها أحد غيره من قبل ومن بعد. ولكن على الرغم من ذلك، كآشوريين نشكر السيد عبد الرحمن البزاز الذي عاد فإعترف في الطبعة الثالثة من كتابه الصادرة  عام 1967  بدور الجيش بمذابح الآشوريين .

كما هناك كاتب آخر وهو السيد سليم طه التكريتي الى حد الخيانة العلمية كما جاءت في كتاب ( الآثوريون ) وعلى لسان الأستاذ عبد المجيد حسيب القيسي بقوله أن المذكور أخفق في ترجمته لكتاب ( العراق 1900- 1950 ) لمؤلفه المستر لونكرك  حيث تم حذف خمس صفحات كاملات ومن دون الإشارة الى ذلك أو تبرير أو اعتذار وهذا ما نعنيه بالخيانة العلمية !

والجدير بالذكر، أن الحكومة العراقية دأبت مع المؤرخين العراقيين على القاء التهمة والتبعة في الأحداث المشؤومة دائما على عاتق البطريرك مار شمعون ومنهم – الحيدري، الذي جاء على حد زعمه بأحكام  قاطعة ثلاثة:

الحكم الأول، إن البطريرك لعب دورا كبيرا قبل حدوث الصدام وبعده .
الحكم الثاني، إنه كان أداة طيعة بأيدي البريطانيين والفرنسيين والمبشرين الأميركان.
الحكم الثالث، نفذ ما أرادت منه الجهات المذكورة في الحكم الثاني علما انه لا يخدم مصالح قومه، بل يكفي بخدمة مصالحه الشخصية.

إن الأستاذ عبد المجيد حسيب القيسي جاء بخلاصة هذه في كتابه ( الآثوريون ) وكما هو معروف جيدا من انه شخصية عراقية شريفة بنفسه مدحضا ذلك وقال بالحرف الواحد:

" إن استعراض الأحداث وتحليلها بموضوعية وحياد ينفي وجود عمل ملموس أو دور محسوس للبطريرك مار شمعون في أحداث شهر اب من عام 1933."


كما هناك كاتب بريطاني آخر الذي كان في قلب الأحداث وشاهد عيان له وهو العميد / Lt. Col R. S. Stafford   الذي شغل منصب المفتش الإداري للواء الموصل الذي كتب حول الموضوع تحت عنوان The Tragedy Of The Assyrians , George Allen & Unwin Ltd , Museum Street , London 1936  ولسوء الحظ ان الحكومة العراقية منعت الكتاب من دخول البلاد.

والى جانب هؤلاء هناك من قام بكتابة لاحقا حول الموضوع ألا وهو ابن الشوفيني العربي من أصل سوري ( وفي أحدى النشرات يدعي أنه من مواليد صنعاء ) وهو ابن الأستاذ ساطع الحصري ( خلدون الحصري) والذي سار على نفس المنوال  للكتاب العراقيين في إحدى المجلات المعروفة وهي The Journal of the  Middle Eastern  Studies  هنا أقتبس ما قاله باللغة الأنكليزية  عن القضية الآشورية بدون حياء:
"  The hero of the hour was not Faisal ( king ), but the Iraqi army and its Commander   in the north, Bakr Sidqi .”
بما معناه: إن البطل الحقيقي للساعة لم يكن الملك فيصل، ولكن قائد الجيش العراقي في الشمال بكر صدقي!


قبل الصدام مع الجيش العراقي

كما جاء  به العميد ستافورد في كتابه – المأساة الآشورية عن  قوة الجيش العراقي المرابط حول تلال جاي بخير بما يلي:

-   4 كتائب  من المشاة
-   4 سرايا  من الخيالة
-   قطعة من المدفعية الجبلية
-   وبالإضافة الى 350 شرطي/ دركي
وبهذا، يكون تعداد الجيش العراقي لا أقل ما بين 2500-3000 مقاتل، مدجج بالسلاح وكل الإحتياجات المطلوبة لجيش يقود الحرب وخصوصا الطعام وهو كما قال نابليون بونابرت- الجيوش تمشي على بطونها!

أما المقاتلون الآشوريون كان عددهم قبل الواقعة 870 رجلا ولكن بعدها انحسر الى حوالي 750 رجل، تحت قيادة كل من ملك/ شيخ  لوكو شليمون وملك/ شيخ  يعقو اسماعيل وفق مذكرات والدي المرحوم شليمون زومايا بينما المرحوم ملك ياقو اسماعيل يضع العدد الى 550  مقاتلا.  كما هناك اختلاف في تسمية المسؤول الفرنسي على الحدود العراقية السورية  في كل من مذكرات ملك لوكو شليمون بداوي وملك يعقو اسماعيل وهذا للتنويه فقط .
أما حالتهم المعنوية كانت ضعيفة جدا، فهو لم يكن مزودا بالغذاء والماء الضروري وخاصة في عز فصل الصيف ولا من ناحية الأسلحة غير البندقية الشخصية وبضع رصاصات محدودة.

بناء لمذكرات والدي المقاتلون الآشوريون كانوا كالآتي:

 
246 مقاتلأ من عشيرة تخوما
15   مقاتلأ من عشيرة جيلو
61   مقاتلأ من عشيرة ديز
240 مقاتلأ من عشيرة تياري
24   مقاتلأ  من عشيرة باز مع
164 مقاتلأ من عشائر متفرقة ويكون المجموع 750 مقاتلا .

أما مجموعة المرحوم ملك ياقو اسماعيل، ليس لدي أي معلومات تذكر، ولكن كما هو معروف ان ملك ياقو، شخصية فذة ومقاتل شجاع جدا، للأسف حصل في مجموعته نوعا من التصدع والبعض منهم عاد من حيث أتى كون هناك بعض من الأشخاص غير مؤيدين له وربما وقعوا تحت تأثير الجهة المناوئة لمار شمعون – مجموعة ملك خوشابا !


المرحوم ملك لوكوشليمون بداوي، ملك/ شيخ  عشيرة تخوما  قسم مقاتليه  (246 مقاتلا ) الى ثلاث وحدات بقيادة الأشخاص المدرجة أسماءهم أدناه :

أولا، الوحدة الأولى تحت أمرة ملك بيتو من تخوما الداخلية

ثانيا، الوحدة الثانية تحت امرة الرئيس شليمون زومايا بيث شليمون ( والد كاتب المقال )  من بناي ماثا أو كوندكثا- تخوما

ثالثا، الوحدة الثالثة تحت أمرة الرئيس هرمز يونان من مزرعة – تخوما

والآن مع سير المعركة في دير بون

قبل الولوج في الموضوع، هنا سأستعرض بإختصار مجريات الأمور خطوة خطوة:

في البداية، أريد أن نؤكد أكاذيب وزيف الحكومة العراقية، التي ادعت ان الآشوريين العائدين الى سوريا عبر نهر الدجلة كانوا البادئين في مهاجمة الجيش العراقي المرابط على الهضاب والتلال المشرفة على النهر.
وذلك لحقيقة واحدة، إذا كان هذا الشعب المنهك بدون غذاء كاف ، لمن الغباء مواجهة  جيش عرمرم كثير العدد والعدة؟! فإذا صدقت إددعاءاتهم، ألم يكن الأفضل لهم منازلة الحكومة وفي عقر دارها، حيث هناك كثير من العوامل المساعدة أكثر لتحقيق ذلك؟ ولكن لم تفعل.

-   عندما توجه كل من ملك لوكو شليمون وملك ياقو الى الحدود السورية بناء لأوامر البطريرك، وانتشر الخبر في أوساط شعبنا ، سارع الجميع بالإلتحاق، رغم أن هذين الشخصين في آخر اجتماع لهما كان عليهما  أولا التأكد بنفسهما عن الوعود الفرنسية وعلى لسان سفيرها في بغداد ومن ثم سيأخذون الخطوات الأخرى .
-   كما قلنا السلطات الفرنسية جردت جميع أفراد شعبنا ساعة دخولهم الأراضي السورية ( تحت الإنتداب الفرنسي ) .
-   المسؤول الفرنسي قام بإتصالات مهمة مع القيادة العليا الكائنة  في بيروت، لبنان الذين أخبروه بعدم صدق الخبر حول ما ادعى به البطريرك.
-   عندها كانت هناك اتصالات حتى ضغوطات من المسؤولين العراقيين والبريطانيين بعدم قبول النازحين، بل عليهم العودة الى العراق.
-   كما أن الحكومة العراقية طلبت من السلطات الفرنسية بعدم إعادة السلاح الى النازحين، ولكن المسؤولين الفرنسيين لم يقدموا أي تعهد بذلك- طبعا هم يدركون جيدا مآرب الحكومة .
-   بعد ظهيرة يوم 4 آب الحكومة الفرنسية سلمت الأسلحة لشعبنا وتوجهوا الى الشرق لعبور نهر الدجلة.
-   وجدير بالذكر، ان النهر كان ضيقا وسريع الإنحدار وليس سهلا للعبور في وقت الأفراد مدججون بسلاحهم، لذلك هنا شخصان غرقا في النهر نتيجة ذلك.
-   إن الحكومة العراقية اعطت ضمانات للمسؤولين الفرنسين على الحدود، في حال العبور لن يصيبوا بأذى للعابرين، لذلك وافقوا لإعادتهم.
-   إن الجيش العراقي – كعادة العرب – خانوا الأمانة وصاروا يطلقون نيران غزيرة على العابرين
-   عندها أخذ مقاتلونا الآشوريون الحيطة وسارعوا العبور بسرعة بحالة هجومية .
-   إن الجيش العراقي كما هو معروف متمركز على التلال المشرفة على نهر الدجلة، بينما المهاجمين الآشوريين يتقدمون نحوهم من الأسفل .
-   القيادة الآشورية وخصوصا تحت اشراف ملك لوكو شليمون ، درست الوضع جيدا، وهي العمل بكل سرعة ممكنة لسحق دفاعاتهم قبل ولوج النهار والذي سيكون لصالح الجيش العراقي، كونه مشرف عليهم وثانيا الشمس ستكون في وجه المهاجمين الآشوريين.
-   وهكذا قبل الفجر استطاع مقاتلينا رغم كل الصعوبات أن يقتحموا الخنادق والتحصينات العراقية كلها سقطت .
-   وللبرهان على ذلك ان الحكومة استخدمت سلاح الطيران، وبناء للمل لوكو شليمون، أن الطيارون كانوا بريطانيين .
-   من المؤسف أن الحكومة، كالعادة أدعوا من أنهم هزموا المقاتلين الآشوريين، لو تم ذلك لماذا يلجأون بالثأر والقيام باعمال – داعش والنصرة من تنكيل وقتل الخ في القرى الآشورية ؟!
-   
بناء لما ذكره والدي المرحوم، الريس شليمون زومايا( بيث شليمون ) بأن السلطات الفرنسية في حال نكوص الحكومة العراقية بتعهداتها عندها يمكنكم اللجوء إلينا حيث سنقدم لكم العون والمساعدة المطلوبة، كون الفرنسيين هنا قاموا بعمل إنساني لجماعة مضطهدة مسيحية.  وهكذا تم بقبول المقاتلين الآشوريين للدخول سوريا مجددا وبعدها هناك يبدأ الفصل الثاني قد نبحثه مستقبلا حول إسكانهم في منطقة الخابور من اعمال الجزيرة السورية.
.........
*   وهنا نضع جدولا بالأسماء لكل منهما


مجموعة البطريرك:      مثلث الرحمات المطران مار يوسف خنانيشوع
                               ملك لوكو شليمون بداوي- تخوما
                              ملك ياقو اسماعيل - تياري
                              القس كيوركيس    - تخوما
                              ملك اندرأوس  - جيلو
                             الريس شليمون زومايا / بيث شليمون ( والد الكاتب ) بناي ماثا/ تخوما
                             الريس هرمز زومايا يونان –  مزرعة/ تخوما
                             الشماس كنو – جيلو
                             ملك داود – تخوما
                             زادوق نويا – أشيتا
                             سيفو كينا  - تياري السفلى
                            الريس بوبو – أشيتا
                            الشماس يوسف إليا – تياري العليا
                            الريس عبديشوع خوشابا -  رومتا
                            الريس يوسف سورو – تياري العليا
                            الريس يوخنا – هلمون
                            الريس وردا أوشعنا – تياري العلي
                            أكوما مخمور – باز
                            هرمز طليا -  باز
                            تالو داود – باز

مجموعة ملك خوشابا:
                            مثلث الرحمات مار سركيس -  جيلو
                            ملك خوشابا يوسف – تياري السفلى
                           زيا ملك شمسدين – تياري السفلى
                           ملك خمو – باز
                           تشيكو كيوو – تياري العليا
                          أوديشو داديشوع -  تياري العليا
                   خيو اوديبشو – أشيتا – تياري السفلى
                   دانيال فرص – جيلو
                   كبريال شمعون – باز
                   شمعون برخيشوع – ليزن السفلى
                  أوديشو لاوندو - - تياري السفلى  ( هذه الأسماء مأخوذة من كتاب المرحوم ملك ياقو اسماعيل، وكما يبدو لا تطابق ما جاء به يوسف ملك خوشابا في كتابه باللغة العربية " حقيقة الأحداث الآثورية المعاصرة" بغداد – العراق 2000   

المصادر:

الآشورية  -

أشوريون بين حربين عالميتين – ملك ياقو اسماعيل – طبع طهران، إيران 1964
مذكرات – الريس شليمون زومايا( بيث شليمون ) غير مطبوعة وشاهد عيان وقيادي آشوري.
السنوات الصعاب، أوديشو دبرزانا  2003

العربية:

الآثوريون ، عبد المجيد حسيب القيسي – مركز الموسوعات العالمية – لندن  1999
حقيقة الأحداث الآثورية المعاصرة – يوسف ملك خوشابا ،   بغداد- العراق 2000

الإنكليزية :
Yusuf Malek, The British Betrayal of the Assyrians- Chicago,Illinois 1935
Lt. – Col . R. S. Stafford , LONDON  1933
Malik Loko d’Beth-Dawed / Badawi , Assyrian Struggle for National Survival 2012


109
مطلوب وصاية  دولية  على  كل من  العراق وسوريا حالا!

توطئة :

منذ انهيار الامبراطورية العثمانية في اوائل القرن الماضي وتدخل الدول الغربية في شؤون الشرق الأوسط الذي أدى الى وضع الدول المستحدثة في الهلال الخصيب تحت الإنتدابين البريطاني والفرنسي حتى يتم جهوزيتها لنيل الإستقلال .
.........................

وكما نعلم وبعد الحرب العالمية الثانية وبعد استقلال كل من سوريا، لبنان ، العراق، والأردن وقيام الدولة الصهيونية في فلسطين الى اليوم لم نرأي تقدم ملموس في تطبيق الديمقراطية واحترام للأقليات العرقية والمذهبية .

بل كل ما وجدناه في الحكومات المتعاقبة وخصوصا في العراق وكذلك في سوريا تواجد حكومات دكتاتورية مستبدة أخذة من الدين الإسلامي والعروبة منطلقا بعد حرمان الأقليات من كل الحقوق المدنية، بينما استخدمت هذه الأقليات وهنا على سبيل المثال – الآشورية – في خدمة العروبة وتحرير فلسطين حيث قدموا قوافل من الشهداء ولكن لم يحصلوا على أي حقوق تذكر إلى درجة منعت لغتهم من التدريس واعتبرت حتى لغة أجنبية بينما اللغة العربية المفروضة من قبل الغزو العربي الإسلامي منذ القرن السابع الميلادي وما بعده غدت لغة البلاد الرسمية!

والأنكى من ذلك بعد بروز – الحزب البعث  العربي الإشتراكي منذ أواسط القرن الماضي وتسلمه زمام الحكم في كل من سوريا والعراق وإنشغاله في مشاريع العروبة الوحدية التي كانت حصيلتها خيبة عظيمة ليس لها بل وحتى للشعب الذي غدا ضحيتها أي الشعب الفلسطيني نفسه.
هذا مما دعا الصحفي الأستاذ حازم صاغية بالقول:

" منذ سنوات لم يعد المرء يسمع ب ( الوحدة العربية ) . فمن مات مات ومن فات فات، بحسب الخطة الجاهلية الشهيرة! هكذا إذن، غدا الشعار الذي لطالما تصدر أعمال الاحزاب ونشاطات الدعاة، وباسمه حدثت الإنقلابات العسكرية، وخوفا منه تشكلت الأحلاف بين الدول، نسيا منسيا. ( حازم صاغية، وداع العروبة، دار الساقي  1999 ) ".

وكما هو معلوم أن كل الحروب والمحاولات لإلقاء إسرائيل في البحر وتحرير فلسطين باتت فاشلة ولم تؤد إلا  بفقدان أراض جديدة  لصالح إسرائيل، فمصر فقدت شبه جزيرة سيناء وسوريا الجولان والأردن الضفة الغربية!

كل هذه الإخفاقات أدت الى بروز حركات أسلامية في الآونة الأخيرة – داعش والنصرة وكثير من أمثالهما - ورغم قلة عددها وعدتها ولكنها استطاعت أن تقهر جيوش العراق وسوريا معا وتفرض نفسها في البلاد  وتلحق بهم الهزيمة تلو الهزيمة.

وإن ما يجري في هذه الأقطار من أخطار هذه الجماعات الإسلامية التي تأخذ من الإسلام منطلقا لهو خطر جدا ليس فقط للأقلية المسيحية في هذه الأقطار، بل حتى للمسلمين أنفسهم !

وإن نتيجة ذلك نرى ما جرى في السنوات الماضية لهذه السياسات العروبية الشوفينية المخيبة كل ذلك أدى الى تدهور أمني على الأقليات خصوصا مما حصل أنهم تحت وطاة الحكومات نفسها أو لهذه الجماعات الإسلامية مما دفعها الى    الفرار الى أماكن أكثر أمنية في دول الجوار، وعلى سبيل المثال ان المسيحيين كانوا يشكلون على الأقل 5% غدوا الى 3% وربما أقل وخصوصا بعد سيطرة – داعش – على إقليم نينوى وكذلك الأمر في سوريا حيث كان المسيحيون يشكلون نسبة اكثر من 15% من السكان، واليوم البعض يضعهم الى أقل من 5% من مجموع السكان والعدد يزداد يوما بعد يوم نتيجة إخفاق الحكومتين العراقية و السورية في السيطرة الكاملة على البلاد.

والخلاصة إزاء هذه التحديات نرى لزاما علينا بالدعوة والتقدم الى منظمة الامم المتحدة بأقتراح يرمي الى وضع كل من هاتين الدولتين تحت الوصاية الدولية كون حكومات هاتين الدولتين أخفقتا واحد من أبسط الشروط الإنسانية ألا وهو صيانة الفرد لحياته وامواله وآماله  .

ونرى جزافا كل الجهود المبذولة من قبل شعبنا لدى الدول الكبرى وبالأخص الولايات المتحدة التي من المعروف أولياتها خدمة المصالح القومية من جهة ومن جهة أخرى هي ومع الدول الغربية الاخرى كانت السبب الى تعاظم هذه القوى الإسلامية والله من وراء القصد.

آشور بيث شليمون
__________________

110
كتاب مفتوح الى الاخ الحقوقي سمير اسطيفو شبلا والسادة القضاة :

- السيد محمد خلف الجبوري
- السيد أسامة حسين البازي
- السيد عبد الله رشيد مسالم

بعد الإطلاع على محضركم حول أحداث الموصل الأخيرة حيث تمت حصر المسؤولية على الدولة العراقية وعلى منظمة – داعش – حسب نظر القضاة المدرجة أسماءهم أعلاه، رأيت ان أساهم ولو بمساهمة بسيطة في القضية بما يلي:

إن الحكومة العراقية ليست المسؤولة عما يجري في العراق، وإن ما يجري اليوم في العراق يسير على قدم وساق في أغلب أقطار الشرق الاوسط وحتى في العالم أجمع إنها حملة أسلامية عالمية مصدرها ومحرضها الأول والأخيرهو الدين الإسلامي بنبيه – محمد – لا غير ولكي تعرف لماذا ؟  يرجى قراءة الرابط ادناه ولكم الشكر سلفا.

http://thevoiceofreason.de/ar/article/13679

لذا يرجى من القضاة المذكورة أسماءهم أعلاه أن يقوموا بإدانة  نبي الإسلام – محمد  بدلا من زمر غوغائية همجية التي تطبق تعاليم الإسلام وبرنامجه البربري الجهنمي لا في الشرق الأوسط، بل في العالم أجمع.

دم لأخيك / آشور بيث شليمون
______________________

111
إن المنطقة تمرفي فوضى عارمة وشريعة الغاب هي السائدة للأسف! ولكن على الكرد أن يفكروا مليا أن الذي حصلوا عليه باليناصيب ليس بوسعهم الحفاظ عليه كونه مجرد قرصنة واغتصاب لأرض لا تمت للكرد  قيد أنملة كونها أرضا آشورية، تاريخيا، جغرافيا وبشريا.

إن العهود السابقة وخاصة بعد الغزو العربي الإسلامي غيّرت الديمغرافية للشعوب الأصلية كي تغدو هذه الشعوب أقلية ومنها القومية الآشورية.

لقد صفق شعبنا ورحب بالإجتياح الأميركي للعراق في عام 2003، ولكن اليوم نحصد ما زرعناه والذي ليس إلاّ القتل، السحل، التشرد وكل المراقبين والمعنيين يرون نهايتنا المحتومة في أرضنا التاريخية والعالم يراقب بدون أن يفعل شيئا.

الأحزاب والمنظمات الكرتونية وما أكثرها تجعجع على الدوام ولكن لا نرى طحنا غير خيبة الأمل والهزائم !!

نحن لسنا ضد الكرد وحريتهم في موطنهم الأصلي إيران حيث الجد الأكبر أسس دولتهم المنشودة في منتصف  القرن الماضي ولكن نعارض ذلك في بيث نهرين وخاصة الشمال الآشوري .

شمال بيث نهرين هي بلاد آشورستان وليست بكردستان/North of Iraq is ASSYRIA and not kurdistan!

إذا كان الله تعالى يقيم من الحجارة أبناء لإبراهيم، إذا لماذا لا يفعل ذلك بإقامة من الحجارة نفسها وما اكثرها في بلادنا أبناء ل -   آشور !!!

آشور بيث شليمون
_________________

112
الإسلام السيساسي ليس هو الحل، بل المشكل!

آشور بيث شليمون





توطئة :

يقول الكاتب الآشوري لوسيان ذو الثقافة الإغريقية:

The Question of Bias*
Lucian in his essay ‘ON HOW TO WRITE HISTORY’ SAID THAT the ideal historian should be ‘fearless, incorruptible and free; outspoken and the friend of the truth, calling a spade a spade ; uninfluenced by likes or dislikes or any sort of emotional consideration; a fair and impartial judge who will never give to one side more than its due; a man, so far as his writings are concerned, belonging to no country and owing allegations to no master; king over himself, determined to state not what will please the reader of his choice, but the plain fact only.

وما معناه باللغة العربية:

سؤال حول الإنحياز

" لوسيان قال: في مقالته حول كيفية كتابة التاريخ، المؤرخ المثالي عليه ألا يكون مرتعبا، غير فاسد، وحر، صريح وصديق الحقيقة، والذي يسمي المسميات باسمها، ولا يكون تحت تأثير الأشياء المحببة أو الغير المحببة أو أي نوع من الإعتبارات العاطفية، عادل وحاكم غير متحيز والذي لا يعطي لجانب ما أكثر مما يستحق. الرجل كما كتاباته تعبر، لا يعود الى أي بلد، وليس له الولاء لأي سيد، ملك على نفسه، مصمم للتصريح بما لا يسر القاريء الذي يختاره، بل فقط للحقيقة الناصعة ." انتهى الإقتباس

واليوم نقرأ، نسمع، ونشاهد ما يجري في مصر عن كثب من فوضى عارمة والوضع المصري غدا يشغل بال الكثيرين في مصر وحتى خارجه أيضا، كون مصير المنطقة يكاد يتعلق بمصير مصر نفسها. وفي هذه المقالة علينا السير في الدرب الذي حدده لنا الكاتب الآشوري الكبير " لوسيان ** " بتسمية المسميات باسمها بدون خوف أو وجل.

ففي هذه الحالة لنا الرئيس المصري السيد " محمد مرسي " من جماعة الإخوان المسلمين الذين منذ أكثر من نصف قرن ونيف وهم يناضلون لتسلم مقاليد الحكم وتطبيق النظام الإسلامي في البلد.
وكما نعرف أن كل الحكومات السابقة في مصر قاومت هذه الظاهرة الخطيرة، ابتداء من الملك فاروق ومرورا بالرؤساء ناصر، السادات ومبارك.

وقبل التعليق على ما يجري في مصر والمنطقة برمتها، هنا علينا ولو باقتضاب أن نقدم ولو لمحة بسيطة عن الإسلام السياسي الذي هو شغل الكثيرين اليوم رغم انه نظام فاشل، حيث كل الإسلامويين يلقون المسؤولية على المسلمين أنفسهم لتخاذلهم وتأخرهم كونهم لم يطبقوا الإسلام الحقيقي القويم.
وهنا بعجالة، تعالوا معي لنعرف معا ما هو طريق وهدف الإسلام مستشهدا بأحد المفكرين الإسلاميين الكبار ألا وهو الأستاذ تقي الدين النبهاني – من فلسطين- ونقتطف بعضا مما قاله حول نوعية وشكل الحكم الإسلامي المنشود:

" والعقيدة الإسلامية هي أساس الإسلام، وأساس وجهة نظره في الحياة، وهي أساس الدولة، وأساس الدستور، وسائر القوانين، وأساس كل ما انبثق عنها، أو بني عليها من أفكار الإسلام وأحكامه ومفاهيمه . فهي قيادة فكرية وهي قاعدة فكرية، وهي عقيدة سياسية .... ومن ثم يمضي ويقول حول الحريات وفق المفهوم الإسلامي التي لا تتمشى مع الحريات الموجودة والمتداولة في الغرب ويدرجها بما يلي:

إن الحريات الأربع العامة ( وفق المفهوم الغربي) تتناقض مع أحكام الإسلام في الحرية، فالمسلم ليس حرا في عقيدته فإنه إذا أرتد يستتاب فإن لم يرجع يقتل، قال ( ص ) " من بدل دينه فأقتلوه !" والمسلم ليس حرا في رأيه، فما يراه الإسلام يجب أن يراه، ولا يجوز أن يكون للمسلم رأي غير رأي الإسلام . والمسلم ليس حرا في الملك كما الحرية الشخصية لا وجود لها في الإسلام، والحديث عن الديمقراطية الغربية التي يصفها بنظام كفر كونها من وضع البشر كما هي مخالفة لأحكام الإسلام، فالمسلمون مأمورون بتسيير أعمالهم بأحكام الشرع. " انتهى الإقتباس

قبل المضي قدما في موضوعنا، لي تعليق بسيط على ما اعلاه، حيث يقول الديمقراطية الغربية تعتبر من وضع البشر، والذي نريد ان نعرفه في القول " من بدل دينه فاقتلوه " هل هي من الله أم من نبي الإسلام نفسه ؟! فإذا كانت من الله، هنا نقول لا أدري كيف إله الرحمة كما يظهر في مطلع سور القرآن يغدو – معاذ الله – بلطجيا؟! أما إذا كانت من البشر، إذا في هذه الحال كيف المسلمون ينساقون مثل الأغنام وراء نبيهم بارتكاب أعمالهم الإجرامية هذه من باكستان ومرورا بافغانستان، العراق، سوريا، اليمن، مصر وحتى المغرب وهو يعد من البشر ؟!

ومن هنا يظهر جليا أن السيد محمد مرسي، رئيس الجمهورية المنتخب في مصر هدفه وديدنه الأوحد هو تطبيق الإسلام، هذا الإسلام الذي ظهر في المنطقة قبل أكثر من 1400 سنة حيث استخدم مثل هذه السياسة التعسفية والتي استطاع من خلال القمع والإستفزاز وسفك الدماء أن يحول المنطقة أسلامية برمتها بعد أن كانت معظمها مسيحية وليس ذلك فحسب، بل أن يذوبها في بوتقة العروبة بعد أن كانت، آشورية، بابلية، كنعانية ، أمورية ، إيبلية، آرامية، مصرية، بربرية / أمازيغية الخ.

أما المعارضة المصرية التي تعمل جاهدة لإيقاف المد الإسلامي هذا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة كونها تدرك جيدا المستقبل الأسود الذي سيؤول بمصير مصر، كي تتحول الى صومال او أفغانستان ثانية استنادا الى القوانين الإسلامية المجحفة والتي اجمالا لا تحترم الإنسان وخصوصا المرأة التي هي أكثر من نصف المجتمع – أي أمنا، شقيقتنا، عمتنا وخالتنا أما في نظر الإسلام هذا ليست إلا ناقصة العقل ومن سكان الجحيم الأكثرية وسلعة للإستمتاع ) فانكحوا ما طاب لكم من النساء ... ) سورة النساء 3 .

كلنا نتذكر جيدا تطبيق الشريعة الإسلامية في فيلم " قتل أميرة " بتهمة الزنا في السعودية بشكل مرعب وبسيف مسلول الذي فصل رأسها عن جسمها، أو برشق الطلقات النارية في ملعب كرة قدم في العاصمة كابول من أفغانستان في حكم طالبان لأمراة بتهمة الزنا!!

السؤال يكمن هنا، أين كان اولئك الذين ارتكبوا مع هاتين الإمرأتين الزنا من رجال؟! ولماذا هذا الدين وفق أتباعه يملك كل العدل والإنصاف لم يطبق الشريعة سواسية في حال توصف قوانين الله وفق الإسلام كأسنان المشط؟!
ولماذا الإسلام لم يطبق الشريعة بحذافيرها على أمراء السعودية الذين يربو عددهم على 200 أميرا والذين نهبوا البلاد والعباد وغدوا بليونيريين بين عشية وضحاها من أملاك البلد بقطع وبتر أياديهم في وقت وفق الشريعة الإسلامية، المسلم ليس حرا في الملك؟!!

وفي هذه الحال، ما على المعارضة المصرية إلا أن تخوض معركتها المصيرية وذلك بفضح الإسلام وما يحويه من علل وأمراض والتي بتطبيقها لن ترقى المجتمعات المدنية الى المستوى المطلوب بل تكبله بحبائل الإسلام التي لا تلائم مجتمعات القرن الواحد والعشرين إطلاقا.

لا أدري، كيف يحبذون دينا الذي يدعو الى هدر الدماء بصورة همجية بربرية وباسم الإسلام ( الله أكبر !) وهدم دور العبادة وفوق هذا وذاك تدمير البنية التحتية ومتطلبات الخدمية للبلد من مشاف، مدارس، جامعات، وشركات كما يحصل اليوم للأسف في سوريا والعراق كما ليس بمنأى جرائم هؤلاء محدودي الآفاق والذين حولوا ليس بلداننا فحسب، بل العالم أجمع إلى جحيم لا يطاق!!
وكيف تصدق الكذبة الكبيرة بشعارهم المزيف " الجهاد في سبيل الله " وكأن الله سبحانه وتعالى الحي القدير بحاجة إلى هؤلاء الذين يفقدون الرحمة في ارتكابهم لأعمال اجرامية بحق الإنسان الذي خلقه الله على صورته والتي ترتعد لها الفرائص .

وختاما، يرجى من القراء أن يتحملوا ما عبرت عنه كونه حبا بهم ولا كرها وكما قلت مرارا، أنا لا أكره المسلمين الذين هم منا وإلينا والعكس، بل أكن لهم كل مشاعر الحب والإحترام، ولكن مشكلتي هي مع الإسلام نفسه مع احترامي لما يحمل من متناقضات، خرافات، ومتاهات والله من وراء القصد استجب لنا آمين/ ܐܝܢ ܘܐܡܝܢ ܀


*The World of Herodotus, by Audrey de Selincourt , North Point Press – San Francisco 1992 pp42
** لوسيان السميساطي ( 160 ميلادية ) كاتب من أصول آشورية وبلغة يونانية، إذ يعد من كبار الكتاب اليونان من أمثال كتيسياس ( 400 ق.م. )، سقراط ( 380 ق. م. ) ، وديودورس ( 59 ق. م.).
















http://www.faceiraq.com/inews.php?id=653878


113
العلامة المنفي والمنسي المرحوم بولص البيداري!

آشور بيث شليمون


إن المرحوم القس بولص البيداري لقد ترك أثرا لا يمحى في ذاكرتي بينما كنت صغيرا في السن عندما كان في كثير من الأحيان يزور والدي، بالإضافة  أن كان والدي يصطحبني في زيارات لخواله من مزرعة – تخوما/ ܡܙܪܥܐ ܕܬܚܘܡܐ كوننا من تخوما نفسها ولكن من بناي ماثا/ ܒܢܝ ܡܬܐ ܕܬܚܘܡܐ واليوم قريتين من قرى الخابور في محافظة الحسكة- الجزيرة وتبعد الواحدة عن الأخرى قرابة 5 كيلو متر، بينما في أعالي بلاد آشور- هكاري – كانتا شبه متصلتين  حيث قضى المرحوم في قرية – المزرعة  ܡܙܪܥܐ  الجديدة في منطقة الخابور ردها من الزمن.

أتذكر جيدا حيث كان يقيم ببعض من النشاطات لأبناء شعبه الآشوري في منطقة الخابور وإحداها حيث أقام مسابقة بالدراجات الهوائية حيث شارك فيها كثيرا من الشبان الآشوريين، كما كان يشجع النشاطات الرياضة الكروية بحيث كلما نازلت فرقنا الكروية إحدى الفرق، الأب بولص البيداري كان هناك وهنا سأروي لكم قصة طريفة رواها لي الأخ كليانا شموئيل يونان وهو ابن المرحوم رابي شموئيل يونان ( خوال والدي ) من قرية تل الرمان تحتاني  أو المزرعة – تخوما حيث شعبنا في منطقة الخابور ألف فريقا من جميع القرى بإنتقائه أفضل اللاعبين ونزل إلى الحسكة ليلتقي إحدى فرقها الكروية وكان قسيسنا هناك وبعد انتهاء المباراة والنتيجة كانت لصالح فريق الخابور الآشوري صعد المرحوم بولص البيداري على الطاولة  وأخذ يخاطب الجماهير حيث ردد مناقب شعبه الآشوري على الدوام واستطرد في الكلام بحماس شديد بين تصفيق الحاد من المستمعين عندها  تدخلت الشرطة في الأمر لإقافه وبصعوبة وهو مستمرا في الكلام غير آبه أن لجأوا بإلقاء القبض عليه ووضعه في سيارة حكومية الى مركز الشرطة ولكن لله الحمد بعد مدة عاد قسيسنا سالما معافى.

كما اتذكر جيدا في احدى زياراته لوالدي وكان في جيبه مجلة – إذا لا تخونني الذاكرة اسم المجلة -   الخابور –  والتي يصدرها بعض الإخوة في مدينة القامشلي وفيها مقال له عن أجدادنا الآشوريين وهو فخور بها وهو  يعرف أن والدي لا يفقه اللغة العربية وطلب مني أن أقرأ وأشرح لوالدي ما كتبه والحقيقة كنت حدثا صغيرا لا أتذكر سوى انها عن تاريخنا الآشوري.

كما ذكر لي أحد الأشخاص كان المرحوم برفقة مطران الكلدان القادم من حلب في زيارة رعوية في منطقة الجزيرة ويبدو كانا في مقابلة المسؤولين الحكوميين ذات مرة وطلب منه التحدث نيابة عن المطران كونه بليغا باللغة العربية والأب البيداري وبحماس يتكلم عن مآثر أجدادنا لمدة طويلة شيئا امتعض منه المطران الذي بين الفينة والفينة وبصوت خفي وبلغتنا يقول له كفاك، وبصورة مفاجئة وبصوت عال وفي لغتنا توجه الأب البيداري الى المطران وصرخ في وجهه ( عفوا  لقول الكلمة ( حيث أخرسه .

يومئذ، لم أكن أعرف شيئا عنه، ولكن الآن استطيع أن أحلل كونه ضالعا في اللغة ونشط قوميا شيئا الإكليروس الكلداني لا يحبذه بل حتى يحسدونه لذا في الحقيقة أبعدوه أو بالأحرى نفوه الى سوريا في وقت كان من الأفضل الإستفادة منه وخاصة في اخراج جيل مثقف من شعبنا لغويا.

أستطيع القول بأن المرحوم يعد آخر جيل من شعبنا بعد الجهابذة الكبار من أمثال المطران توما أودو، الأسقف أدي شير، وخواجة شليمون والمعروف ܐܒܐ ܣܘܠܘܡܘܢ* والمطران يعقوب منا الذي له الدراية ( أقصد المرحوم القس البيداري ) لغويا حيث كتاباته الرائعة كانت منشورة في
كثير من المجلات أي مجلات شعبنا وعلى سبيل  المثال مجلة الصحافي الآشوري من الأرجنتين المرحوم إلياس نزها – الجامعة السريانية / ܚܕܢܝܘܬܐ ܣܘܪܝܝܬܐASIRIA  باللغة الإسبانية أي بما معناه آشوريا / ASSYRIA

وللأب البيداري قصيدة طويلة على أحداث – سميل 1933– الإجرامية واليوم منتشرة كثيرا نتيجة طبعها ونشرها من قبلي في مجلة – كوكبا آثورايا Assyrian Star **  مرتين خلال تسلمي تحريرها مرتين الأولى ما بين 1970—1975 والثانية 2000م-2006   واليوم غدت إحدى الأغنيات في يوم الشهيد المفلضلة.

لا أعرف الكثير عن مؤلفاته سوى كتيّب صغير الحجم الذي كان في حوزة والدي حيث ابتدأ كما أتذكر بهذه الكلمات:

ܥܙܝܙ ܗܘ ܚܘܒܐ ܕܐܙܡܬܐ ܐܦ ܡܘܬܐ ܠܐ ܡܚܣܢ ܠܗ بما معناه كم قوي حب الأمة حتى الموت لا يقوى عليه .
كما له كتيّب صغير آخر الموسوم – ܕܐܘܢ ܐܘܡܬܐ ܪܚܝܡܬܐ ܕܥܒܝܕ ܠܟܗܢܐ ܢܟܦܐ ܡܠܦܢܐ ܡܗܝܪܐ ܩܫܝܫܐ ܦܘܠܘܣ ܕܒܝܬ ܕܪܐ والمطبوع في مطبعة مار نرساي الآشورية في مدينة تريشور – الهند عام 1957
طبعا الأب بولص كان يتنقل من مكان الى آخر في الجزيرة السورية أي بين الخابور والقامشلي، شيئا اتذكر جيدا سمعته بترقيته الى درجة كهنوتية أعلى بعد الإهمال الطويل من والدي انه كان يفتخر بها كونه  كان مهموشا من قبل الكنيسة لمدة طويلة كما ذكرت.

من الأخبار التي تلقيتها أنه عاد الى العراق ( 1960 ) وهناك التحق بالثورة الكردية واستنادا الى مقال كتبه الأخ نبيل الدمان مشكورا أنه كان يذيع برنامج باللغة الاشورية في الإذاعة الكردية.

ومن الأشياء التي كنت في  تساؤل وإلى هذه اللحظة لم أجد الجواب أنه بعث رسالة بعد  عودته الى الوطن بعنوان إقامتي في شيكاغو – من أين حصل عنواني ؟ّ! - وأتذكر جيدا أنه مرسل من – زاخو – والحقيقة احتفظت بالمغلف الى اليوم فقط كون الرسالة ضمنا كانت للمرحوم – رابي شموئيل كليانا يونان وليس لي الذي لم يكن في أميركا إلا بضعة أشهر. ربما يعرف أنه يقربني .

هنا أدناه أضع هذا الرابط من أحد أقاربه الذي يلقي الضوء على هذه الشخصية الآشورية الفذة أكثر مشكورا كما أطلب القراء أن يضيفوا ما لديهم من معلومات عن هذا القس الآشوري الورع المرحوم بولص البيداري .
________________

*أبا سولومون زميل المغفور له مار توما أودو، مطران أورميا وصاحب أعظم قاموس في اللغة السريانية حيث الإثنان ينتميان الى عشيرة تخوما والجدير بالذكر ان كاتب هذه السطور ينتمي الى نفس الأسرة – سولومون أو بيث شليمون، كما ذكرت في كتاباتي السابقة انه قضى ردها من الزمن كمرب للأسرة الشاهنشاشهية في طهران .
**  المجلة كانت لسان حال – الإتحاد الأشوري القومي الأميركي، توقفت من الصدور اليوم للأسف.







http://margaye.com/forum/showthread.php?t=7807




114
العلامة المنفي والمنسي المرحوم بولص البيداري!

آشور بيث شليمون


إن المرحوم القس بولص البيداري لقد ترك أثرا لا يمحى في ذاكرتي بينما كنت صغيرا في السن عندما كان في كثير من الأحيان يزور والدي، بالإضافة  أن كان والدي يصطحبني في زيارات لخواله من مزرعة – تخوما/ ܡܙܪܥܐ ܕܬܚܘܡܐ كوننا من تخوما نفسها ولكن من بناي ماثا/ ܒܢܝ ܡܬܐ ܕܬܚܘܡܐ واليوم قريتين من قرى الخابور في محافظة الحسكة- الجزيرة وتبعد الواحدة عن الأخرى قرابة 5 كيلو متر، بينما في أعالي بلاد آشور- هكاري – كانتا شبه متصلتين  حيث قضى المرحوم في قرية – المزرعة  ܡܙܪܥܐ  الجديدة في منطقة الخابور ردها من الزمن.

أتذكر جيدا حيث كان يقيم ببعض من النشاطات لأبناء شعبه الآشوري في منطقة الخابور وإحداها حيث أقام مسابقة بالدراجات الهوائية حيث شارك فيها كثيرا من الشبان الآشوريين، كما كان يشجع النشاطات الرياضة الكروية بحيث كلما نازلت فرقنا الكروية إحدى الفرق، الأب بولص البيداري كان هناك وهنا سأروي لكم قصة طريفة رواها لي الأخ كليانا شموئيل يونان وهو ابن المرحوم رابي شموئيل يونان ( خوال والدي ) من قرية تل الرمان تحتاني  أو المزرعة – تخوما حيث شعبنا في منطقة الخابور ألف فريقا من جميع القرى بإنتقائه أفضل اللاعبين ونزل إلى الحسكة ليلتقي إحدى فرقها الكروية وكان قسيسنا هناك وبعد انتهاء المباراة والنتيجة كانت لصالح فريق الخابور الآشوري صعد المرحوم بولص البيداري على الطاولة  وأخذ يخاطب الجماهير حيث ردد مناقب شعبه الآشوري على الدوام واستطرد في الكلام بحماس شديد بين تصفيق الحاد من المستمعين عندها  تدخلت الشرطة في الأمر لإقافه وبصعوبة وهو مستمرا في الكلام غير آبه أن لجأوا بإلقاء القبض عليه ووضعه في سيارة حكومية الى مركز الشرطة ولكن لله الحمد بعد مدة عاد قسيسنا سالما معافى.

كما اتذكر جيدا في احدى زياراته لوالدي وكان في جيبه مجلة – إذا لا تخونني الذاكرة اسم المجلة -   الخابور –  والتي يصدرها بعض الإخوة في مدينة القامشلي وفيها مقال له عن أجدادنا الآشوريين وهو فخور بها وهو  يعرف أن والدي لا يفقه اللغة العربية وطلب مني أن أقرأ وأشرح لوالدي ما كتبه والحقيقة كنت حدثا صغيرا لا أتذكر سوى انها عن تاريخنا الآشوري.

كما ذكر لي أحد الأشخاص كان المرحوم برفقة مطران الكلدان القادم من حلب في زيارة رعوية في منطقة الجزيرة ويبدو كانا في مقابلة المسؤولين الحكوميين ذات مرة وطلب منه التحدث نيابة عن المطران كونه بليغا باللغة العربية والأب البيداري وبحماس يتكلم عن مآثر أجدادنا لمدة طويلة شيئا امتعض منه المطران الذي بين الفينة والفينة وبصوت خفي وبلغتنا يقول له كفاك، وبصورة مفاجئة وبصوت عال وفي لغتنا توجه الأب البيداري الى المطران وصرخ في وجهه ( عفوا  لقول الكلمة ( حيث أخرسه .

يومئذ، لم أكن أعرف شيئا عنه، ولكن الآن استطيع أن أحلل كونه ضالعا في اللغة ونشط قوميا شيئا الإكليروس الكلداني لا يحبذه بل حتى يحسدونه لذا في الحقيقة أبعدوه أو بالأحرى نفوه الى سوريا في وقت كان من الأفضل الإستفادة منه وخاصة في اخراج جيل مثقف من شعبنا لغويا.

أستطيع القول بأن المرحوم يعد آخر جيل من شعبنا بعد الجهابذة الكبار من أمثال المطران توما أودو، الأسقف أدي شير، وخواجة شليمون والمعروف ܐܒܐ ܣܘܠܘܡܘܢ* والمطران يعقوب منا الذي له الدراية ( أقصد المرحوم القس البيداري ) لغويا حيث كتاباته الرائعة كانت منشورة في
كثير من المجلات أي مجلات شعبنا وعلى سبيل  المثال مجلة الصحافي الآشوري من الأرجنتين المرحوم إلياس نزها – الجامعة السريانية / ܚܕܢܝܘܬܐ ܣܘܪܝܝܬܐASSIRIA  باللغة الإسبانية أي بما معناه آشوريا / ASSYRIA

لا أعرف الكثير عن مؤلفاته سوى كتيّب صغير الحجم الذي كان في حوزة والدي حيث ابتدأ كما أتذكر بهذه الكلمات:

ܥܙܝܙ ܗܘ ܚܘܒܐ ܕܐܙܡܬܐ ܐܦ ܡܘܬܐ ܠܐ ܡܚܣܢ ܠܗ بما معناه كم قوي حب الأمة حتى الموت لا يقوى عليه .
كما له كتيّب صغير آخر الموسوم – ܕܐܘܢ ܐܘܡܬܐ ܪܚܝܡܬܐ ܕܥܒܝܕ ܠܟܗܢܐ ܢܟܦܐ ܡܠܦܢܐ ܡܗܝܪܐ ܩܫܝܫܐ ܦܘܠܘܣ ܕܒܝܬ ܕܪܐ والمطبوع في مطبعة مار نرساي الآشورية في مدينة تريشور – الهند عام 1957
طبعا الأب بولص كان يتنقل من مكان الى آخر في الجزيرة السورية أي بين الخابور والقامشلي، شيئا اتذكر جيدا سمعته بترقيته الى درجة كهنوتية أعلى بعد الإهمال الطويل من والدي انه كان يفتخر بها كونه  كان مهموشا من قبل الكنيسة لمدة طويلة كما ذكرت.

من الأخبار التي تلقيتها أنه عاد الى العراق ( 1960 ) وهناك التحق بالثورة الكردية واستنادا الى مقال كتبه الأخ نبيل الدمان مشكورا أنه كان يذيع برنامج باللغة الاشورية في الإذاعة الكردية.

ومن الأشياء التي كنت في  تساؤل وإلى هذه اللحظة لم أجد الجواب أنه بعث رسالة بعد  عودته الى الوطن بعنوان إقامتي في شيكاغو – من أين حصل عنواني ؟ّ! - وأتذكر جيدا أنه مرسل من – زاخو – والحقيقة احتفظت بالمغلف الى اليوم فقط كون الرسالة ضمنا كانت للمرحوم – رابي شموئيل كليانا يونان وليس لي الذي لم يكن في أميركا إلا بضعة أشهر. ربما يعرف أنه يقربني .

هنا أدناه أضع هذا الرابط من أحد أقاربه الذي يلقي الضوء على هذه الشخصية الآشورية الفذة أكثر مشكورا كما أطلب القراء أن يضيفوا ما لديهم من معلومات عن هذا القس الآشوري الورع المرحوم بولص البيداري .
________________

*أبا سولومون زميل المغفور له مار توما أودو، مطران أورميا وصاحب أعظم قاموس في اللغة السريانية حيث الإثنان ينتميان الى عشيرة تخوما والجدير بالذكر ان كاتب هذه السطور ينتمي الى نفس الأسرة – سولومون أو بيث شليمون، كما ذكرت في كتاباتي السابقة انه قضى ردها من الزمن كمرب للأسرة الشاهنشاشهية في طهران .   







http://margaye.com/forum/showthread.php?t=7807




115
ثمار التحرير:


THE FRUITS OF IRAQI LIBERATION
 by Ashur Beth-Shlemon » Fri Jan 18, 2008 10:47 pm
Dear all:

The liberation of Iraq was aimed to get rid of the dictator regime of Baghdad, but unfortunately instead of one DICTATOR we are facing many people even DICTATORS are in a better shape , today IRAQ is under the mercy of feudal chieftains and Islamic Fundamentals .

Furthermore, as always said that the so-called LIBERATION never aimed to have a democratic regime in IRAQ , because the Ba'ath regime was installed by the CIA itself, the main goal is the DESTRUCTION and DEVASTATION of IRAQ by the order and plan of the Israeli MOSSAD.

And that is not enough today there is a new phenomenon, just read this report and figure out yourself the consequences and thanks.

Ashur
___________________________
النص أعلاه كتبته منذ ست سنوات وهاكم الترجمة  بتصرف:

الأحبة:
إن تحرير العراق كان المقصود منه للتخلص من الحكم الدكتاتوري في بغداد، ولكن للأسف لدكتاتور واحد إننا نواجه عدة حكام دكتاتوريين.
اليوم العراق تحت رحمة رؤساء الإسلامويين ، وإضافة على ذلك إن التحرير المزعوم لم يكن هدفه نظام ديمقراطي في العراق، كون النظام البعثي في الأساس كان مصدره السي آي  أ/ CIA ، والهدف الرئيس منه هدم وتشتيت العراق بأمر وخطة الموساد الإسرائيلي.
وذلك ليس الكفاية اليوم حيث اليوم هناك ظاهرة جديدة ، ما عليك إلا أن تقرأ التقرير الملحق لتتحقق بنفسك النتائج مع شكري الجزيل.



http://www.bethsuryoyo.com/forum/viewtopic.php?p=2678&sid=f9eb3c445405604deaebd4cf3cbab8d1


آشور بيث شليمون
________________

116
السيناريو الخامس

آشور بيث شليمون
 

في البداية، شكرا لموقع عنكاوا بإعطائنا هذه الفرصة الثمينة للتعبير  عما يدور في خلجاتنا حول مصير  الوطن عموما وشعبنا الآشوري خاصة.

http://www.ankawa.com/index.php/ankawaforum/index.php?topic=744801.0

ومن ثم قد يندهش القارئ عندما يصادف بقولي – السيناريو الخامس الذي لا وجود له في  دراسة  الموقع بتاتا والذي يدعو الى وحدة وحفاظ على الوطن بالشكل الحالي من دون تجزئة وأن يتساءل عن الهدف والمقصود منه وهاكم الشرح :

في أوائل القرن الماضي حيث تم تشكيل كثير من الدول في الشرق الأوسط والذين كانوا مشاريع الدول الكبرى وخصوصا، بريطانيا، فرنسا وروسيا بعد انهيار الرجل المريض – الدولة العثمانية –تركيا اليوم.

إن ما يسمى العراق، وبالأحرى بيث نهرين/ ميزوبوتاميا*، كون التسمية العراقية بعثها من جديد الحكم العربي وملك فيصل الذي عين من قبل بريطانيا ملكا على العراق بعد طرده من سوريا من قبل فرنسا، كون البلاد السورية من حصة فرنساوقتئذ.  كان إيجاد هذه الدولة  الجديدة على أنقاض سومر، بابل وآشور أي المتمثلة في  الولايات    العثمانية الثلاث، البصرة، بغداد والموصل/ نينوى.

من هذا ندرك، أن تشكيل الدولة الحديثة هذه لم يكن على أساس عربي، بل على أساس تاريخي لبلادنا الذي كان الآباء الأولون بدءا، بالسومريين، الأكاديين، البابلين والآشوريين دائما، الهدف الاول كان لهم تامين وحدته الجغرافية.

وليس بخاف على أحد أن أجدادنا الآشوريين كانواالسباقين  في هذا المضمار والذين فاقوا على الجميع كما جاءت في شعر المغفور له القس بولص البيداري، وليس ذلك فحسب، بل حتى توحيد الهلال الخصيب كما جاءت في كتاب "  عظمة آشور** " للمؤرخ البريطاني هاري ساغز ومن مترجميه كل من الأساتذة – خالد أسعد عيسى وأحمد غسان سبانو:

" كما للولايات المتحدة الأميركية – هذه الأيام قوة عظمى تحاول التحكم بمصائر الشعوب والأوطان. كذلك كانت أشوريا ASSYRIA قوة عظمى تسيطر على العالم الذي كان في الألفين الثاني والثالث قبل الميلاد وتقيم في الشرق القديم وحدة طبيعية ونظاما قوميا يوحد الوطن الممتد من ذرى جبال زاغروس الى قمم جبال طوروس ومن أمواج البحر المتوسط حتى الرمال الصحراء العربية في الجنوب ... "
   
إن الوطن، للأسف الشديد  يمر في مخاض عسير جدا كونه هدف القوى الرجعية الطائفية والأخرى العربية الإسلامية الإرهابية الى جانب  القوى الكردية الدخيلة  بعد  فشلهم الذريع من إقامة دولتهم المنشودة في وطنهم الأصلي إيران – جمهورية مهاباد على جهود الجد الأكبر للسيد مسعود البرزاني رئيس جمهورية بلاد آشور المغتصبة ( كر ... تان ) وذلك في أواسط القرن الماضي حيث كانت مجرد سحابة ربيع للحكم الشاهنشاهي الذي سحقها ومن دون رجعة.

إن الإحتلال الأميركي والبريطاني وحلفائهما للعراق عام 2003 مهد الى كل هذه المشاكل المستعصية ومنها خلق الدولة الكردية شبه المستقلة على التراب الآشوري في وقت ومن المعروف تاريخيا كم قاسينا الأمرين على أيديهم من مآس وحروب دموية التي كان حصيلتها التشتت والضياع لشعبنا كي  نغدو اليوم أقلية على حافة الموت البطيء للنهاية الحتمية – لا سمح الله  - بكل هدوء وبدون أي اهتمام من قبل الدول العالمية،  وخصوصا الدول الكبرى التي كانت في الأساس والسبب الأكبر  لكل ما حدث ويحدث علينا اليوم  من مآس وحروب التي ترتعض لها الفرائص!

وختاما، وحدة الوطن المتمثلة في الولايات الثلاث-  سومر، بابل وآشور هي الامثل لإقامة حكم ديمقراطي على أسس مدنية بعيدة عن الأهداف والأهواء الدينية والعنصرية المقيتة اللذان ينهشان البلد منذ نشأته الى اليوم .

كآشوري، هذا هو هدفي وهذا هو وطني الذي أشعر فيه بالأمان والإطمئنان، كونه وطنا نعتز بتاريخه السومري البابلي والأشوري المجيد ولا بتاريخ دموي عربي إسلاموي مستورد مع  احترامي الذي حوله من مهد الحضارة الى لحد الحضارة وبهمة – داعش وغيرها من القوى الظلامية اليوم الذين عاثوا في منطقة الشرق الأوسط من  قتل وسحل وخراب ودمار بدون حدود.
..................

* إن  التسمية العراقية جاءت مع الغزو العربي الإسلامي أولا وكانت تدل وقتئذ على الأجزاء الجنوبية على الخليج العربي وضمنا منطقة الأهواز الإيرانية.

** H.W.F. SAGGS, The- Might That was ASSYRIA- Sedgwick & Jackson, London 1984
آشور بيث شليمون
__________________

السيناريو الخامس:

I found somebody else posted my article and hereunder the link:
http://www.ahraraliraq.com/index.php?page=article&id=32495
The following at ( The Voice of Reason ) is posted by me:

http://thevoiceofreason.de/ar/article/13484



117
كتاب مفتوح الى الأخ حبيب تومي المحترم


الأخ حبيب تومي العزيز، أدامك الله ...

في البداية، لهي مبادرة إيجابية كي تخاطبني لأول مرة في ردودك بهذه العبارة الجميلة – الأخ ...
في وقت شخصيا في كل كتاباتي الموجهة لك ولله الحمد موجودة في مواقع شعبنا وخاصة هذا الموقع- عنكاوا وغيره وعلى الأخص موقعي تللسقف وباقوفا كلها استهلتها بكلمة الأخ وهي دلالة صريحة على حبي واحترامي لك ولغيرك من الإخوة وإن اختلفوا معي فكريا،عقائديا وقوميا، فهم شعبي وسيبقون كذلك على الدوام.

وهنا لا يسعني إلا أن أرحب بك كأخ ولماذا لا؟ وأشكرك على ذلك شكرا جزيلا ويمكننا من الآن وصاعدا أن نتفاهم معا على أسس المحبة والإحترام، في وقت لك الخيار كل الخيار أن تكون كلدانيا أو أي شيء آخر .

 فأنا شخصيا وردا لأحد من أسئلتك، لا أحقد احدا، حتى هؤلاء شذاذ الأفاق الإرهابيين، بل بالعكس أشعر بالعطف عليهم وعلى مفاهيمهم التي لا تدمر البشرية والعمران فحسب، بل تدمرهم قبل كل شيء وهم ضالون!
 
ثم، مع احترامي وليتني على خطأ، ليس هناك في معرفتي اليوم – شعب كما تسميه الكلداني- في الشمال الآشوري مع احترامي، كون الكلدان فيما إذا وجدوا، هم آخر موجة دخلت – بيث نهرين/ ميزوبوتاميا حوالي الألف قبل الميلاد في الجنوب أو بالتدقيق منطقة الاهوار.

وإن المراجع التوراتية التي تستندون عليها أن إبراهيم كلداني وخرج من أور الكلدانيين وما هنالك من أقاويل، إذ كل السجلات المسمارية لا تدل على ذلك بتاتا وهي بصورة مختصرة ضرب من الخرافات والأساطير.
 
وهنا شهادة صريحة لتكن لا على لساني، بل على لسان أحد الدكاترة اللسانيات السامية في الجامعات المصرية الذي قال:

" وقد كان من حسن حظ آشور( آشوريا ) في نضالها مع بابل أن الأقدار كانت تساعدها عليها أيضا ففي حين كان الآشوريون يتعاونون ويتساندون ملوكا ورعية في هذا النضال كان البابليون منقسمين على أنفسهم ..... لذلك استطاع الآشوريون الذين كانوا أمة واحدة وعنصرا واحدا أن يتدخلوا في شؤون بابل ... "  تاريخ اللغات السامية للبروفيسور أ. ولفنسون ، صفحات 32-33
   
وردا على سؤالك عن المغفورله  يوسف ملك بأنه كلداني، قلتها تجاوزا، وأعلم تمام العلم بأنه ليس هناك مذهب كلداني وحتى ليس هناك كنيسة كلدانية، وهذا ما جاء به غبطة البطريرك الحالي مار لويس ساكو الكلي الطوبى بنفسه في احدى كتاباته، وكذلك ليس هناك كنيسة آشورية أيضا.

إن محاولة البطريرك مار دنخا الرابع تسمية الكنيسة – بالكنيسة الآشورية – لهي في الوقت الراهن محاولة إيجابية كونها العملية الوحيدة كما قالها في إحدى عظاته للحفاظ على قوميتنا الآشورية بعد أن فقدنا كما نرى اليوم كل شيء من جراء الهجمة الشرسة من الشعوب المحلية وخصوصا من العرب وغيرهم من القوميات المنطقة الإسلامية! وخصوصا بعد ان غدا أعضاء الكنيسة محصورين في شعبنا الآشوري وحده- ما عدا ما هو في الهند.

وتأكيدا لكلامك حول المذاهب قلتها بنفسي وفي المداخلة نفسها وهاك:

" إن النسطورية مذهب مسيحي كباقي المذاهب الموجودة في المنطقة، وبصورة اخرى قد يكون النسطوري آشوريا ولكن كل الآشوريين ليسوا بنساطرة، إذ بنفس الوقت هناك آشوري أرثوذكسي/ يعقوبي، كاثوليكي، بروتستاتي. "

وختاما، عزيزي حبيب نعم نحن إخوان واكثر من ذلك كما ثق تماما شخصيا صريح على الدوام وأقف مع الحقيقة والله يباركك ويرشدنا أجمعين الى خدمة شعبنا الواحد الموحد والأشد نكبا مع الأسف في هذه الأيام .

http://www.ankawa.com/index.php/ankawaforum/index.php?topic=744605.0


دم مع تحياتي /
من أخيك المحب آشور بيث شليمون
_______________________

118
المنبر الحر / مجرد استفسار!
« في: 19:53 28/06/2014  »
عاجل جدا!

القراء الأعزاء، بعد تصفحي هذه الصفحة ( آراء وآفاق ) هل هناك من إدارة الموقع أو غيرهم يستطيع أن يفسر لي ما السبب أن كل المواضيع المطروحة تغدو (  جديدة ) ما عدا مواضيعي ؟!
سأكون لكم من الشاكرين، وهو مجرد سؤال فقط وشكرا .

آشور بيث شليمون
______________

119





غياب القطة، الفئران يقفزون من كل حدب وصوب!

آشور بيث شليمون


توطئة: لقد سجلت عضويتي في موقع – عنكاوا – لصاحبه ومديره السيد أمير المالح منذ 17/12/2004) )  ومنذ ذلك التاريخ الى اليوم كان نصيبي في تجميد عضويتي ثلاث مرات ، حيث اليوم هي الأخيرة منذ شهرين وبذلك ليس بوسعي المشاركة أو المساهمة في الموقع ولأسباب غير معروفة، كون المدير لم يخطرني بها الى هذه اللحظة.


والآن لقد أعاد الأخ أمير المالح عضويتي مشكورا من جديد بعد غياب أكثر من ثمانية أشهر.
وبمدة غيابي المنوه عنه اعلاه نشط الكثيرون بمقالاتهم ومداخلاتهم ضد الامة الآشورية في موقع عنكاوا حيث لم يكن بوسعي الرد وقتئذ، لذا عمدت الى تفنيد كل ما قالوه وأشاعوه في مواقع اخرى واليوم وبعد عودتي الى الموقع احب أن اشارك القراء الكرام بما أتيت به ليكونوا على معرفة واطلاع تام.
واليوم كما نسمع، نشاهد على شاشات التلفزة أو نقرأ، أن المنطقة حبلى بالمفاجئات وفي خضم كل هذه الأهوال يبقى شعبنا غير جاهز بل وعاجز!  لماذا ؟ والجواب الكافي والشافي هو بعدم وحدتنا التي مع احترامي يريد البعض ان يمزقوها بأفكارهم الجهنمية والتي لا تستند على حقائق، بل مجرد أوهام .
إن الهلال الخصيب كما نعرف وبعد الغزوة العروبية الإسلامية تحديدا( في اوائل القرن السابع امتدادا الى القرن العاشر وعلى الأكثر الحادي عشر ) معظمهم أسلم وغدا عروبيا حتى النخاع ولم يبق إلا جيوب مبعثرة هنا وهناك والتي نكرت أصولها ما عدا دينها، إلا الشعب الآشوري في موطنه- شمال بيث نهرين الذي حمل الراية الآشورية .
ومما يؤسف له، اليوم نجد من يحمل الرايات من آرامية أو كلدية، فهم يستقطبون ويكثفون جهودهم بإيعاز من الذين مزقوا شعبنا مذهبيا أو شوهوا تاريخنا بهلوساتهم كي يبعثوا الآرامية والكلدية ليس في موطنها الأصلي، بل في بلاد آشور ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ بعد حذف وطمس حتى وجودنا الآشوري برمته !!
دون أدنى شك، نحن اليوم في حالة يرثى لها والسبب الأوحد هو هذه التشرذمات المذهبية التي جعلتنا لقمة سائغة لكل شذاذ الآفاق الذين بعد قتلنا وتشريدنا، وبعد سلب ثرواتنا ومقتنياتنا والحبل على الجرار وما يحدث في شمالنا الآشوري لهو اكبر مثال على محنتنا هذه ونحن عاجزون على فعل أي شيء !

______________________________________________________


ومن خلال وجودي للمرة الاخيرة في الموقع أي منذ حوالي سنة  تقريبا، لم يجابهني هؤلاء الأكاديمين! بل مجرد شرذمة من الدراويش والذين كان ديدنهم الأوحد لا مقارعة الحجة بالحجة، بل التهجم على شخصي وعلى قوميتي الآشورية.
ولكن وقتئذ، كان سباق ماراثون في بحث قضايانا القومية بشكل مكثف من قبل هؤلاء وعلى سبيل المثال،  الدكتور أسعد صوما أسعد، الباحث هنري بيدروس كيفا، الدكتور ليون برخو، وحدابيا وموفق نسكو والإثنان الأخيران اللذان يعدان طارئين جديدين في الموقع.

وهنا للعلم كان لي جولات مع البعض  والأكثر مع الباحث هنري بدروس والدكتور اسعد صوما أسعد في موقع – باقوفا– وسما القامشلي لصاحبه ومديره الأخ الأستاذ هشام شمعون، الذي فتح باب موقعه على مصراعيه لنا وكانت النتيجة اختفاء هذين الشخصين من الموقع بعد صولات وجولات معهما وبالأخص مع السيد هنري بدروس.

 والآن،  أقول متاكدا السبب الوحيد الذي فيه تكاثفت جهود هؤلاء مناوئي قوميتنا الآشورية في موقع عنكاوة آنئذ وهو استغلال الوقت الذي انعدم وجودي في الموقع ومن ثم الإطراء والمديح الذي لقيه هؤلاء من البعض حتى غدا أحدهم باحثا تاريخيا  بين عشية وضحاها ألا وهو السيد موفق نسكو الذي يخلط الحابل بالنابل في كتاباته المفتقرة تاريخيا، موضوعيا، ومنطقيا.

نبذة مختصرة عن الشخصيات المذكورة أعلاه واهدافها باقتضاب :

الدكتور أسعد صوما أسعد:

إن الأخ الدكتور أسعد صوما أسعد، ينتمي الى عائلة محترمة جدا والتي انجبت أحد من أكبر وأشهر موسيقار عرفه شعبنا، ألا وهوالمرحوم  كبرئيل أسعد. إذ ألف العديد من الأناشيد القومية لشعبنا في مدينة القامشلي.
والأخ الدكتور من كتاباته العديدة حول القضايا والشؤون القومية يظهر أنه يؤمن بما يلي:
-   أن شعوب الهلال الخصيب من بابلية آشورية، عمورية إيبلية، كنعانية فينيقية، آرامية وكلدية قبل ظهور المسيحية وخصوصا بعد اختفاء أمبراطورياتها ذابت في المجتمع الآرامي كونها تفردت في نطقها باللغة الآرامية وبناء لذلك نصبح جميعا آراميون.
-   كما من الأوهام التي يروجها للأسف أن الشعب الآشوري على سبيل المثال لم يكن له لغة، بل اللغة الأكادية في أوج حضارتهم، ولكن الأخ الدكتور أسعد لم يفسر لنا وقتها  أسباب عدم ذوبانه في المجتمع الأكادي  - كما يذوبونه اليوم  في المجتمع الآرامي - وإذ بهم ( أي الآشوريون ) يحرزون طفرة تقدمية مذهلة في تاريخهم القومي والتي لم يجارها أحد من شعوب الهلال الخصيب!
-   ومن اكتشافاته الغريبة أن " آثور " تعني العدو والتي جاءت في قاموس حسن بن بهلول، وهو القاموس الوحيد من بين عدة قواميس الذي يحمل هذا التعريف السخيف، ولكن لا ندري ما قصده من وراء ذلك؟
-   كما أنه يذكرني باستشهاده مما جاءت في نبوة ناحوم الألقوشي والتي كانت موجودة في كتب التاريخ القديم في البرامج المدرسية السورية .


وبصورة مختصرة نرد على هذه التكهنات والشبهات بما يلي:

إن الآراميين في كل تاريخهم لم يشكلوا دولة موحدة ولا قوة ضاربة هذا من جهة، ومن جهة ثانية إن توزع الآراميين في الهلال الخصيب يكاد يطغي المنطقة برمتها حسب أقوال البعض، ولكن في رأينا لهي تضخيم فارغ من معناه الحقيقي كون شعوب الهلال الخصيب والناطقة باللهجات السامية ( حسب تقسيم الكتاب المقدس ) هي بالأصل شعوب واحدة لغويا وإثنيا رغم تسميتها بأسماء متعددة.
كما من الملاحظ على إفلاس – الفكر الآرامي – الجديد بانه لا يذكر آرام إلا وتسبق  بكلمة – السريان – والتي هي بالفعل كلمة محرفة من آشور <  آسور أو آشوريا       ASSYRIA/ SYRIA / SYRIACآسوريا <  سوريا/ سورييا ، رغم تعويلهم لتفسيرات كثيرة تفقد فيها المصداقية والأكاديمية معا- وهنا أطلب من القراء أن يعودوا الى قراءة مواضيعي العديدة حول الموضوع وهي مبثوثة في كثير من مواقعنا وعلى سبيل المثال: موقع عنكاوا، تللسقف وموقع نخلا ، باقوفا وغيرهم.
ثم الشعب الآشوري من المؤكد تكلم بلغته حيث تعد لهجة من لهجات لغات الهلال الخصيب العديدة والتي هي من أصل واحد أي كما يقال علميا ب PROTO-SEMITEC وعلى هذا الأساس يمكننا القول أن الشعب الآشوري استخدم الآرامية مثلما استخدم الشعب الآرامي اللغة الآشورية!

كما، من الملاحظ أن  الأخ أسعد  ينطلق – مع الأسف – في ذم والحط من مكانة آشور والآشورية بالإستشهاد بكل ما يسيء لشعبنا الآشوري كونه وجد تفسيرا في  قاموس حسن بن بهلول أن ( آثور/ ܐܬܘܪ)  تعني العدو أو في ايجاد مما قاله الآباء المسيحيون في وصف آثور بالخنزير ! وهنا في الحقيقة لمن السخافة أن ننزل الى هذا المستوى كي ندحض هذه الأقاويل كونها غير مدعومة تاريخيا وللبرهان أقول فقط اليوم في حوزتنا العديد من القواميس، التي لا تحوي فيها هذه التفسيرات السخيفة إطلاقا.

تنويه: ومن  المؤسف ان الأخ الدكتور أسعد، يستشهد بما تروجه الصهيونية العالمية والتي حتى وجدت طريقها  في المناهج التاريخية في سوريا كما أتذكر جيدا حول سقوط نينوى على لسان – ناحوم الألقوشي والذي كما أعتقد لم تكن نبوة، بل شاهد عيان لها!
وهنا أيضا، لن نسلك هذا الطريق في تشويه الشعب الآرامي رغم أنه لدينا العديد حول الموضوع،  وكذلك سقوط نينوى لم يكن فريدا، حيث تبعه سقوط بابل وغيرها من دول العالم القديم وما على القارئ المحترم ان يقرأ بنفسه ما قاله الكتاب المقدس عن هذه المدينة – بابل -  العاهرة والذي يشابه وربما أسوأ عما قاله عن سقوط نينوى ! كما من المعروف أن النبوات هي آنية وليست قدر الأمة في كل حياتها وأفضل مثال على ذلك أن الكتاب المقدس وصف الشعب الإسرائيلي أسوأ من الثور والحمار غباء ( سفر إشعياء، الأصحاح الأول العدد2- 4) .  هنا نسأل الأخ الدكتور أسعد، هل هناك صدق في هكذا نبوة ؟! لو بحثت عمن حصلوا على جوائز نوبل عالميا،  ستكون المحصلة بان الشعب الإسرائيلي له حصة الأسد رغم قلة عدده بالمقارنة مع الشعوب الأخرى في عالمنا اليوم!

وإني متاكد، ليس هناك قوة تثني عزمنا وإيماننا بشعبنا الآشوري ومنجزاته التاريخية الفريدة، بل العكس حيث نملك القوة الدافعة للسير الى الأمام بدون كلل أو ملل، كوننا لا نختزل الشعوب أو ننكر وجودها  كما يفعل هؤلاء في وقت يتركون ساحتهم للعربان كي تكون – آرام دمشق قلب العروبة النابض - وهم صاغرون لهم بينما أسود وحاقدون متآمرون علينا مع الأسف.

الباحث هنري بيدروس كيفا:

إن هذا الشخص رغم ادعاءه  بأنه باحث وما هنالك من صفات، ورغم أنه يعمل جاهدا لمحو الآشورية مستندا الى كتاب آخرين من أمثال الدكتور أسعد صوما أسعد وغيره حيث يتفق معه وفي كثير من الأحيان يردد أقواله، أجد لا حاجة في تضييع وقتنا في كشف عوراته ومن إحداها أنه حاقد وحسود- والحسود لا يسود – الى كل  ما هو آشوري واكبرمزور للتاريخ ويكفي ما يدعم تصويرنا له أنه يدافع عن " اللغة الآرامية " التي يجهلها ومن المؤكد لغته البيتية هي العربية وربما الأرمنية – عذرا للإخوة الأرمن فهم أحباءنا – ولكن مجرد تعرية حقيقة هذا الشخص المريض !

الدكتور ليون برخو:

الدكتور ليون برخو، كما يدعي علينا التمسك بالأكاديمية ولكنه بنفسه لا يحترم ذلك  وعلى سبيل المثال يعظم الأب ألبير أبونا في وقت هذا الشخص مع احترامنا الكبير له لم يحترم التاريخ لعدم مصداقيته فيما كتبه على الأقل في كتاب واحد – حيث هو الوحيد بمتناول يدي من العديد - من كتبه ألا وهو " أدب  اللغة الآرامية ".

http://www.tellskuf.com/index.php/authors/90-ah/17723-aa-sp-1513686401.html

 كما أنه يعظم الآباء الكنسيين واللغة السريانية/ الآرامية لذا  تجد كتاباته في الموقع الآرامي الديمقراطي مع كل من موفق نسكو والشخصية الجديدة – حذابيا - ومما أعلمنا أنه شماس في الكنيسة ولكن يبدو يلم الماما بسيطا فقط باللغة التي يفتخر بها أي اللغة الآرامية والتي تعلمها من أستاذ هندي الجنسية ، تأمل؟!

السيد موفق نسكو:

إن هذه الشخصية جديدة في الموقع، ويبدو جاهدا في قضايانا القومية، والإنطباع الوحيد عنه وهو رغم أنه يؤيد ما قلناه مرارا أن الكتاب المقدس/ العبري ليس بكتاب  تاريخي وإن  كان بين طياته أحداث تاريخية والتي تظهر في غالب الأحيان مشوهة ومبتورة . كما أنه يرى أن اسم " السريان " لا يمت بالآشوريين بصلة، بل له تفسيرات أخرى ومع احترامنا له بأنها أسخف ما تكون ومنها إذ يستشهد بوجودها في الكتاب المقدس ، وفق ما يلي:

سفر التثنية، الأصحاح الثالث والعدد التاسع، " والصيدونيون يدعون حرمون ( جبل ) سريون والأموريون يدعونه سنير!
من كتاب المزامير، الأصحاح 29 والعدد 6، " ويمرحها مثل عجل. لبنان وسريون مثل فرير البقر الوحشي/ ܪܩܕ ܐܢܘܢ ܐܝܟ ܥܓܠܐ:ܠܠܒܢܢ ܘܠܣܢܝܪ/ سنير ܐܝܟ ܒܢܝ ܪܝܡܐ".
أما الإستشهاد الثالث وهو من كتاب بهوديت حيث السفر هذا غير محذوف في كثير من طبعات الكتاب المقدس نظرا لأسطوريته ومنها ذكره بأن الملك الكلداني – نبوخذنصر – هو ملك آشوري، تامل ؟! وبما أنه لا أملك النص الحرفي باللغة العربية فسأستشهد بالتوراة الكاثوليكية الموجودة لدي وبلغتنا :  " ܘܢܦܠܬ ܕܚܠܬܐ ܘܪܬܝܬܐ ܥܠ ܟܠ ܕܥܡܪܝܢ ܥܠ ܓܢܒ ܝܡܐ.  ܘܒܨܘܪ ܘܥܠ ܥܡܘܪܝܗ ܕܣܘܪܝ/ سوري".
إذا أين ذكر السريان من هذه المفردات الثلاثة : سريون، سنير، سوري مع العلم أن جبل حرمون كان يدعى سريون ومن ثم ما اهمية هذا الجبل لكي تطلق على البلاد الشامية؟! لا شئ اطلاقا وهنا هشاشة الأمر.
أما الكتاب المقدس، العهد الجديد يذكر بأن  مفردة – سوريا – موجودة تسع مرات، ولكن يريد ان يتجاهل انها متاتية كما ذكرنا اعلاه من آشور، آسور ، سور او آشوريا ، آسوريا و سوريا، كون الشعب اليوناني لم يكن يعرف أكثر من الشعب الآشوري في كل الهلال الخصيب، لذلك أطلق التسمية الآشورية على المنطقة برمتها وهذا لا يعني طبعا أنهم آشوريون، كون معلوماتهم وقتها كانت محدودة.
وللبرهان على ذلك هناك العديد من المؤرخين ذكروا ذلك كما انه بحوزتي كتاب أطلس للعالم اليوناني والروماني / Barrington Atlas of the Greek and Roman World, MAP-BY-MAP Directory , Volume II p 1271, 1279 and 1325  حيث تجد هذه الكتابة ( Syria ) A ما يبرهن أن اسم سوريا هو من بلاد آشور.
ومما ذكره في مقاله الموسوم " نعم وردت كلمة سريان في الكتاب المقدس أقتبس، " إن اسم السريان Syrian  باللغة الإنكليزية يشير الى جميع الشعوب التي تتكلم السريانية ومنهم في العراق وإيران كما جاءت في كتابات المؤرخ اللبناني فيليب حتي – تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين – وبمقارنة هذا الكلام وفق ما جاء به الدكتور فيليب حتي نجده بعدها في صورة أخرى:   وكان اسم Syros  ( سوري ) بالنسبة للرومان يعني كل شخص يتكلم السريانية . إذا هنا الإلتباس الذي لم يستوعبه إلا مؤرخ واحد وهو المؤرخ الإنكليزي توينبي/ Arnold J. Toynbee الذي ميز الإشكالية بما يلي حيث سمى الناطقون باللغة السريانية من المسيحيين بمفردة Syriac   بينما بقيت المفردة الأخرى  Syria/nللدولة السورية التي تجمع بين طياتها المسيحيون والمسلمون.
وكلنا نعلم كيف أن كنيسة السريان الأرثوذكس كانت تسمي نفسها بالكنيسة السورية Syrian ولكنها قامت بتبديلها مؤخرا ب Syriac  تحاشيا الإشكالية، رغم ان كلتا المفردتين بالأصل محرفتان من التسمية الآشورية والتي هي Assyrian  كما جاء في توضيحنا أعلاه.

ومن أطرف ما جاء في اقتراحاته بأن يتخذوا من الإسم الكلداني اسما قوميا، والذي يراه الأفضل من السرياني/ السوري أو الآرامي ، كون هذه الأسماء تعقد الأمور بين سوريا والسريان وكذلك بين آرام والأرمن، تامل ! ولكن في كتاباته اللاحقة عدل موقفه من جديد بتفضيل الإسم السرياني وهنا تبدو واضحة هشاشة افكاره .

وختاما ننصح الأخ موفق نسكو، إذ لا نخالفه في اقتراحه هذا وما عليه ان يقوم بعملية الحج لبلاد الكلدان ويقدم اقتراحه لأبناء الناصرية ومنهم السيد علي إيليا الكلداني الذي حظي بزيارة كريمة من قبل الدكتور حبيب تومي، أو يعرج الى سوريا ودمشق قلب العروبة النابض بهكذا اقتراح ولكن عليه أن يبتعد ان يحول بلاد آشور  ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ الى مكان اختباراته  التسموية الهزلية مع احترامي بنكران اسمها الحقيقي الجليل !

السيد حذابيا:

شخصية جديدة دخلت المعممة حديثا، وهي شخصية غير معروفة، وهذه سنة الفوضويين كونهم يخجلون الإفصاح عن حقيقتهم لما يرددون من فذلكات وهمية مضحكة. إن الأخ حذابيا تفتق ذهنه بشئ لم نسمعه من قبل في مقال له "   آثور تعني الموصل " والتي خاطب فيها الأخ آشور كيوركيس  مستنجدا الدكتور ليون برخو في مأزقه الذي مدحه مدحا جزيلا، والقراء كثيرا يشكون في هذه الشخصية بان يكون الدكتور برخو بنفسه وهذا نتركه للمستقبل.
السيد – حذابيا – وعلى لسان البعض من أمثال حسن بن بهلول/ ܚܣܢ ܒܪ ܒܗܠܘܠ، ايشوع علي / ܝܫܘܥ ܥܠܝ   وماري بن سليمان/  ܡܐܪܝ ܒܪ ܣܠܝܡܐܢ في كتاباتهم أن ( آثور ) للدلالة على مدينة الموصل ومنهم من كان قبل العلامة كيوركيس وردا الأربيلي الذي في نظرهم حور اسم الموصل الى آثور/ ܐܬܘܪ .
أولا، في الحقيقة لا يوجد في حوزتي ما قاله هؤلاء حرفيا ولكن تجنبا للجدل لنتفق مع – حذابيا – بان العلامة أخطأ في ذكر التسمية، وهنا السؤال له وللقراء المحترمين وهو هل اسم الموصل أشهر وأقدم من أسم آثور؟  أم ان اسم – الموصل – حديث وكما يدعي بنفسه  حيث ورد على لسان حسن بر بهلول ان الملك الفارسي سابور شيدها طبعا بعد سقوط الأمبراطورية الآشورية . ثم يستشهد بعدها أيضا بالطبيب اللغوي البارع ايشوع بر علي ( توفي 900 ميلادية ) حيث وردت كلمة ܐܬܘܪ ( أثور ) وهي مدينة الموصل وما يجاورها   وهي الصواب وهنا بدون أدنى شك يعني بلاد آشور/ ܡܬܐ ܕܐܬܘܪ وهنا العلامة كيوركيس وردا الأربيلي صدق بتسميتها ( المنطقة الجغرافية) ولا المدينة حصرا بأثور .
وهنا نقول أن حسن بر بهلول اخطأ في التسمية كما أخطأ في تفسيرها ( آثور تعني العدو ) كون هناك مدينة آشور/ ܐܫܘܪ وهي مدينة شرقاط اليوم جنوبي نينوى وعلى نهر الدجلة أيضا.

والجدير بالذكر، أني تصفحت قاموس حسن بن بهلول أكثر من 45 سنة خلت حيث لم أجد فيه المصداقية في كثير من الأمور رغم كونه أقدم قاموس.  وإذا كان  أخينا ( حذابيا ) يصدق ما اورده حسن بن بهلول في قاموسه هي الحقيقة، إذا الحقيقة الأخرى وكما جاء في مقدمته ان السريان تعني ( النبط – العلوج ) التسمية التي لم يقترب حتى من ذكرها – حذابيا - ظانا كونه الوحيد الذي يمتلك ناصية المصادر الحقيقية ولا غيره كي يقوم بالتشويش الذي يتوقع منه أعداء شعبنا الآشوري وهنا تكمن المشكلة !
وختاما، كما يبدو ان حذابيا يتقن اللغة، وهي بادرة طيبة كي نسأله هناك مطران يشوع داد المروزي / ܝܫܘܥ ܕܐܕ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܚܕܬܐ ܒܐܘܚܕܢܐ ܕܐܬܘܪ ( + 850 ) أي قبل كل الذين ذكرتهم والذي كان مطرانا على مدينة – الحديثة – في اقليم آثور كما جاءت في كتابه، وهل هذا يعني انه مطران الموصل ام مطران الحديثة/ ܚܕܬܐ المدينة الأخرى في بلاد آشور جنوبا للموصل؟! وأعتقد الكفاية في اخراس هذه الأصوات النشاز من الآن وصاعدا.

أهذا جهل أم تجاهل؟
أقتبس النص هذا مما قاله حذابيا في سياق مقاله " آثور تعني الموصل ":


" فمنذ ايام شاعرنا كيوركيس وردا ܓܝܘܪܓܝܣ ܘܪܕܐ (القرن الثالث عشر) ولغاية الجاثليق "فافا الآرامي" (توفي عام 329، هكذا يرد اسمه ܦܦܐ ܐܪܡܝܐ "فافا الارامي" في تاريخ "مشيحازخا" ܡܫܝܚܐܙܟܐ السرياني ربما من نهاية القرن السادس او السابع) فان سلسلة بطاركة كنيستنا المشرقية تتواصل دون انقطاع، وهناك 73 بطريركاً. فإذا كان اربعة منهم فقط هم "اشوريون" حسب تحليلكَ، وهذا خطأ جسيم، فما هي جنسية وقومية بقية بطاركتنا الذين عددهم حوالي 68 بطركاً ممن عاشوا بعد فافا الارامي وقبل شاعرنا "كيوركيس وردا" ولم يسميهم في قصيدته "اثورايا"؟ فمن اين جاء هؤلاء البطاركة الاربعة الذين تتخيل بانهم كانوا "اشوريون" ضمن سلسلة طويلة من بطاركة ليسوا "اشوريين"؟ "
الإجابة:
عليك أن تعرف بأن الكنيسة المشرقية ضمت بين جناحيها شعوب المنطقة – من كنعانيين، آراميين، كلديين، عرب، بابليين وآشوريين _  وحتى شعوب أخرى خارج المنطقة من الجنسيات والإثنيات وعلى سبيل المثال، الايرانيين، الترك، الإفغان، الهنود، الصينيون، الكرج، الروس الخ ، الذين لم يحرموا من أن يتبوأوا أعلى المراتب الكنسية وعلى سبيل المثال (  ܝܫܘܥ ܕܐܕ يشوع داد المروزي في القرن التاسع ) والذي هو أحد مراجعنا. وبصورة أخرى عضوية الكنيسة لم تكن محصورة في شعبنا إلا في حالة واحدة وهي بعد فتور وضعف الكنيسة كباقي الكنائس المشرقية الذين غدوا لقمة سائغة للغزو العربي الإسلامي في مطلع القرن السابع الميلادي وما بعده.

وهنا نقول من المؤكد  انهم لم يكونوا  - آراميون – مثلك جميعا أيضا . نصيحتي الوحيدة وهي إذا كنت تريد اختزال الكنيسة بشعب فاشل – وفق مقولة المؤرخ جورجيوس رو/ Georges Roux, Ancient Iraq , page 275  والذي هو في نظرك آرامي – سر الى الأمام حيث سيكون بوسعنا اقحامك شريطة أن لا تستخدم مفردة ( السريان ) التي لم تعن يوما آرام ، بل شعوب الهلال الخصيب قاطبة من بابليين آشوريين، كنعانيين فينيقيين، اموريين إيبليين، وكلديين آراميين  وكما جاءت في دراستنا أعلاه وكذلك في الروابط التالية أدناه.


http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=499468.0

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,484200.0.html


http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,682456.0.html



آشور بيث شليمون
______________________




 



120
ملاحظات اسجلها على مداخلات البعض من الإخوة  المزيفة!

آشور بيث شليمون

أولا: إن التوراة فيها كثير من النبوات من دون شك، ولكن هدفها الأوحد هو لجعل بني البشر يعرفون الله وليس الغرض منه مدح أو قدح شعب على حساب شعب آخر والعكس.

ثانيا: إن الكتاب المقدس فيه كثير من الأحداث التاريخية، ولكن رغم ذلك فهو لا يعتبر كتاب تاريخي يركن اليه على الإطلاق لما بين طياته من مغالطات وترهات حيث بينت ذلك في كتاباتي العديدة التي تجدونها في كثير من مواقع شعبنا وخصوصا موقع تلسقف - وهنا كمثال واحد فقط، ففي التوراة يذكر أولاد سام ومنهم الشعب السامي كما يلي: (عيلام  ) وآشور وأرفكشاد و( لود ) وأرام. سفر التكوين، الأصحاح العاشر ، العدد 22
وأعلاه الأسماء بين قوسين وهما – عيلام ولود ليسا ساميين اطلاقا، كما في نفس الأصحاح ذكر الشعب الكنعاني من أبناء حام، في وقت أن الشعب الكنعاني هو بدوره شعب سامي.

ثالثا: السيد بطرس آدم (    ܡܫܡܫܢܐ/ شماس ) من سكان بلاد آشور  يستشهد من سفر – يهوديت – وهو سفر ملغى ولا تجده ضمن الكتاب المقدس في معظم نسخه وفي معظم اللغات إلا في القلائل منها- نظرا للأساطير الموجودة بين طياته.
والجدير بالذكر، إن سفر – يهوديت ذكر الملك  الكلداني نبوخذنصر كملك آشوري، أي بطلان وجود الكلدان !!

رابعا: في الكتاب المقدس هناك الكثير من الذم أو المدح للشعوب، ولكن من المؤسف قوله  أن أعداء الأمة الآشورية – يختارون – كل ما يسيء الشعب والأمة الآشورية ويضعون جانبا كل ما يعطي زخما وفخرا للشعب الآشوري.

خامسا: البعض يريد أن يصور الأمبراطورية الكلدية أكثر من حجمها المعروف من قبل المؤرخين.
ومنهم الأخ – نزار ملاخا الذي كتب في مقال جديد نشر على هذا الموقع ( كلدايا نت ) ان الأمبراطورية امتدت شرقا حتى الهند وهذا يعد أكبر أكذوبة مما أتوا به هؤلاء الى الآن، وعلى المثقفين المسؤولين تصحيحها قبل أن يكونوا أضحوكة ويأخذها البعض من الكتاب حقيقة.

إن المغفور له أدي شير في كتابه – كلدو وآثور لقد ذكر عن هذه الأمبراطورية،  ولكن كانت أمبلااطورية آثورية ! ثم لو راجعتم كل التواريخ العالمية لن تجدوا أمبراطورية الاخ نزار ملاخا اطلاقا.
سادسا: هناك بعض الإخوة لا يعتبرون – الآثورية مساوية للآشورية – حيث في اللغات السامية احرف ( ܫ الشين  و ܣ السين ) يتبادلان بدون تغيير المعنى وعلى سبيل المثال نحن نقول ܫܡܝܐ والعرب السماء.
سابعا: إن البعض قصدا وبغرض التشويش وهم يعلمون الحقيقة، يطلقون على الشعب الآثوري ب- الأطوري، وهو خطأ جسيم جدا كما لا وجود له اطلاقا ومن المحتمل جاءت من بعض شعبنا الذي يطلق على شعوب القاطنة في الجبال شعب الجبل ܛܘܪܐ ولكن هذه التسمية ليست جامعة لشعبنا الآشوري، حيث هناك مناطق سهل نينوى او شمال العراق ومنطقة أورمية وكور عابدين الخ..

وهنا نماذج مما قاله الكتاب المقدس بخصوص الشعب العبراني:

" اسمعي أيتها السموات واصغي أيتها الأرض لان الرب يتكلم. ربيت بنين ونشأتهم. اما هم فعصوا علي. الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه. أما اسرائيل فلا يعرف. شعبي لا يفهم . ويل للامة الخاطئة الشعب الثقيل الإثم نسل فاعلي الشر أولاد مفسدين. تركوا الرب استهانوا بقدوس اسرائيل ارتدوا الى الوراء.  "
من سفر اشعياء، الأصحاح الأول، الأعداد 1-5

وهذا ما قاله الكتاب المقدس عن – بابل :

" ها أنا أهيج عليهم الماديين الذين لا يعتدون بالفضة ولا يسرون بالذهب. فتحطم القسي الفتيان ولا يرحمون ثمرة البطن. لا تشفق عيونهم على الأولاد . وتصير بابل بهاء الكلدانيين كتقليب سدوم وعمورة . لا تعمر الى الأبد ولا تسكن الى دور ودور . ولا يخيم هناك أعرابي ولا يربض هناك رعاة . بل تربض هناك وحوش القفر ويملأ البوم  بيوتهم وتسكن هناك بنات النعام وترقص هناك معز الوحش . وتصبح بنات آوى في قصورهم والذئاب في هياكل التنعم ووقتها قريب المجيء وأيامها لا تطول .  من سفر اشعياء، الأصحاح الثالث عشر ، والاعداد 17-22
وكما تعرفون النبوة تحققت بالكامل حيث بابل لا يسكنها أحد الى اليوم!

وختاما أضع كلمة أعجبتني جدا قالها الاخ زارا تعقيبا للسيد عدنان عيسى – متكلدن آخر من سكان بلاد آشور :

   
محنة المتكلدنين الجدد كما جاءت على لسان أخ كلداني شريف ألا وهو: Y. ZARA  في موقع عنكاوا :


أخ عدنان. لا أعلم متى اصبحت تعطي الشهادات بالكلدانية .. أنا كلداني بسيط وسألت سؤالا بسيطا ولم تتجرأ على الرد عليه لأتعلم منك.

وانت ايضا ايا كانت قريتك، ما هي آثارها ؟ سمي لي اية قرية في سهل نينوى فيها ولو بحصة كلدانية من الكلدان القدماء وبعدها ستعرف لماذا سألت هذا السؤال الذي هزّ مضجعك وانا متاكد انك منذ ان قراته تتصفح الكتب والبحوث ولم تجد جوابا... مجرد حزورة يا اخي.


ي. زرا
كلداني من اكبر بلدة كلدانية بدون أثر كلداني

وأخيرا وليس آخرا، أيها الأخوات والإخوة نحن في الألفية الثالثة والى متى سنكون دمية بأيدي البعض، نعم البعض لكي يعيدوا كتابة التاريخ كما يفعل معظم هؤلاء الكتاب الدراويش اليوم.
ومن ثم لا ادري كيف البعض وضع تعداد الكلدان بمليونين – وهي أمنيتنا،  وإذا حقا كانوا مليونين من البشر، سؤالي لهؤلاء  أين نشاطاتهم القومية وطبعا  قبل عام 1992 وتحديدا 2003 ؟ طبعا ستكون حتما – الصفر بدون شك.

ثم أكرر  واقول، ستكون فرحتي أن يكون عدد الكلدان  مليونين وليس لي غضاضة بذلك اطلاقا، إنما يا أحبتي كونوا منطقيين ولا تسبحون في هلوساتكم – مع احترامي الكبير – كما أعلموا لو وضعتم ألف صورة – أسد بابل – على هضاب ألقوش كما فعل الأخ عادل زوري زورا وبهتانا حيث لن تجدوها هناك وكذا هو وضع  تصوراتكم الخيالية والمليئة بالترهات مع الأسف وستبقى ألقوش حاضرة آشورية قلبا وقالبا والى الأبد.

تنويه: آمل من مدير الموقع الأخ عادل زوري أن يمرر مقالي هذا كي لا يكون مصيره مثل بعض من مقالاتي الأخرى  التي لم تر النور وله شكرنا الجزيل سلفا.

( وهنا أشكر الأخ عادل زوري كثيرا من جديد بنشره المقال أعلاه كما هو )






121


ܓܠܘܬܐ ܐܬܘܪܝܬܐ ܒܫܝܟܓܘ ܢܐܩܪܘܢ  ܝܗܠܐ ܕܦܘܠܚܢܐ ܕܠܗܝܟܣܝܩܘܢ ܫܝܟܓܘ ܐܬܘܪܝܐ ܒܙܘܝܚܐ ܪܒܐ

        الجالية الآشورية في شيكاغو تكرم فريق العمل لقاموس شيكاغو الآشوري في حفل جماهيري كبير!


المجلس القومي الآشوري/ Assyrian National Council  في ولاية إلينوي، المؤسسة الآشورية/ Assyrian Foundation ،الإتحاد الآشوري الأميركي/ AANF الإتحاد الآشوري العالمي/ AUAوجهوا معا دعوة خاصة لتكريم فريق العمل لقاموس شيكاغو الآشوري/  The Chicago Assyrian Dictionary  ليوم الأحد، المصادف  في 15 من شهرحزيران الحالي في مقر المجلس القومي الآشوري الكائن في ضاحية  سكوكي من ولاية إلينوي الأميركية وذلك في تمام الساعة الخامسة مساء بغية  الترحيب بالسادة الأساتذة الأفاضل وما قدموه  من إنجازات  قيمة حول هذا المشروع الضخم الذي استغرق 90  سنة لإكماله.

وأدناه أسماء الأساتذة الذين لبوا الدعوة وهم :



Dr. Gil Stein, Director of the oriental Institute
Dr. Martha Roth, Editor in Chief of the Assyrian Dictionary
Dr. Matthew Stopler
Dr. Jeannie Myers
Dr. Chris Woods

في البداية الآنسة،  رينيه حنا عريفة المناسبة رحبت بالضيوف والجمهور حيث غصت القاعة بهم وهم بلهفة وشوق كبيرين للإستماع ما يقولونه الأساتذة حول المشروع الضخم ألا وهو –  قاموس شيكاغو الآشوري، إذ قدمت الناطق الرسمي للمناسبة السيد المحامي روبرت قليتا الذي ألقى كلمة قيمة جدا بترحابه وشكره للأساتذة السابقين والحاضرين لمشروعهم العظيم  كما لمس ما يدور في وطننا من مآس وأهوال في هذه اللحظة الحرجة بالذات وهنا ادناه النص الكامل:

http://www.aina.org/releases/20140617005158.htm


وبعدها الآنسة رينيه حنا قدمت البروفيسور جيل ستاين/ Gil Stein  المنسق العام للمؤسسة الشرقية من جامعة شيكاغو الذي تكلم عن هذا المشروع الضخم بعد شكره لشعبنا الآشوري حيث ألح عليه تشجيع مثل هذه الاعمال .

ومن أجمل ما قاله حول الموضوع كان ، حيث ربط شهرة – جامعة شيكاغو – التي انجزت القنبلة الذرية الأميركية الأولى عالميا – كي تضع لبنة جديدة في شهرتها بإنجازها هذا المشروع الفريد ألا وهو – قاموس شيكاغو الآشوري.

وبعد ختام كلمته، قدمت الآنسة رينيه حنا البروفيسورة مارتا  روث / Martha Roth وهي المحررة الرئيسية لهذا المشروع حيث تحدثت بدورها عن هذا المشروع باسهاب كبير كما ذكرت أن هناك محاولات أخرى وعلى سبيل المثال في – ألمانيا  حيث هم بدورهم عملوا لإخراج مثل هذا القاموس ولكن ليس بمستوى ما قدمته جامعة شيكاغو إذ هو عبارة عن بضعة مجلدات .
وفي ختام كلمتها شكرت الشعب الآشوري وبجمعياته المختلفة لدعوتهم هذه حيث  قدمت آخر نسخة عن هذا القاموس للسيد شيبا مندو، رئيس المجلس القومي الآشوري رعبونا لحسن ضيافته وتكريمه لهم .

وبعدها رؤساء الجمعيات الآشورية بدورهم تباعا قدموا ميدالية  باسم المغفور له مطران توما أودو* الى جميع الأساتذة الحاضرين لقاموس شيكاغو الآشوري تكريما وتقديرا لهم باسم الأمة الآشورية .





تعريف مقتضب عن قاموس شيكاغو الآشوري:

إن قاموس شيكاغو الآشوري أو كما يعرف باختصار ( كاد / CAD  ) أو قاموس الآشوري للمعهد الشرقي لجامعة شيكاغو هو حصيلة مشروع تسعة عقود من الزمن للمعهد الشرقي  للجامعة حيث يضم قاموس اللغة الأكادية مع لهجاتها المختلفة ** في 21 مجلدا بالشكل الآشوري الجديد.

تم إخراجه على نفس نمط قاموس أوكسفورد الإنكليزي، إذ بدأ العمل بالمشروع  منذ عام  1921 من قبل السيد  جايمس هنري بريستيد / James Henri Breasted  المؤسس الأول للمعهد الشرقي، والذي سابقا ساهم أيضا في تأليف قاموس برلين المصري.

السيدة أريكا رينير / Erica Reiner   كانت مديرة التحرير منذ 1973 لغاية 1996، وتبعتها السيدة مارثا ت.   روث/  Martha T.  Roth   عميدة الدراسات الإنسانية.

 وكان من المتوقع أن يستغرق العمل عشر سنوات، ولكن المجلد الأول لم يطبع حتى عام 1956 والمجلد السادس والعشرون تم طبعه عام 2011

في مؤتمر للمعهد الشرقي  لجامعة شيكاغو المنعقد في 6 من شهر تموز 2011،  الأساتذة قدروا عظمة وأهمية القاموس. جيل ستاين/ Gil Stein  مدير المعهد الشرقي قال " إنه بحث لا يستغنى عنه لأي أستاذ في كل مكان الذي ينشد السجلات المكتوبة للحضارة البيث نهرينية " .
.................

* المطران توما أودو، كاثوليكي المذهب آشوري النزعة وشغل مطرانا في منطقة – اورميا – الآشورية في شمال غرب إيران قبل الحرب الكونية الأولى.

**إن اللغة الآشورية هي لهجة سامية ترتقي الى الكتلة الشمالية الشرقية وتشكل مع كل من اللهجتين الأكادية والبابلية لغة واحدة .


كما يرجى الإطلاع على المقابلة هذه التي أجرتها الآنسة الآشورية جوليانا تيمورازي مع البروفيسور ماكوير جيبسون، McGuire Gibsonالذي يعتبر أحد أعمدة في علم الآشوريات :

http://www.youtube.com/watch?v=Q7KTxgsQZtg

وهنا أدناه المزيد حول الموضوع:

http://oi.uchicago.edu/pdf/cad_a1.pdf


http://news.uchicago.edu/article/2011/08/01/chicago-assyrian-dictionary-hits-100000-downloads


آشور بيث شليمون
____________







122

آراء وأصداء اللقاء الأخوي بين غبطة البطريركين  مار لويس ساكو ومار دنخا الرابع

آشور بيث شليمون

في البداية، فرحتنا كبيرة بهذا اللقاء الأخوي الذي ضم هاتين الشخصيتين والتي عبرت عن روح مسيحية حقة قبل كل شيء . وكلنا أمل أن يكون لقاءات أكثر من هذا النوع وليس فقط ما بينهما، بل ان تعم كافة كنائسنا المشرقية وحتى الغربية أيضا.

وهنا أستشهد بفقرات مما دار بينهما :

" فأجاب قداسته ( مار دنخا ):
نحن واحد،  ونحن نعمل من أجل وحدة كل المسيحيين، ولكن نظرتنا أن وحدة شعبنا القومية هي التي تحقق وحدة كنيستنا وقد أشار الى بعض الإشكاليات التي عثرت مشروع الحوار نحو الوحدة الذي كان قد بدأ في تسعينيات القرن الماضي .

فرد غبطة البطريرك ساكو: إن الوحدة القومية مسؤولية العلمانيين بالدرجة الأولى، بينما وحدة كنيستنا هي مسؤوليتنا . وإن وحدة شعبنا ستأتي لاحقا. وعلق المطران ابراهيم قائلا: إن كنيستنا المشرق كانت تضم شعوب وقوميات عديدة فما الضرر أن يضم اليوم أقواما  مختلفين لأن الكنيسة جامعة ونتضرع الى الروح القدس أن يقودنا جميعا الى هذه الوحدة ." انتهى الإقتباس

وهنا مع احترامي الكبير لقداستيهما أعلق على ما قالوه بالآتي :

دون أدنى شك المسيحية الحقة تعمل من أجل الوحدة، ولكن يا ترى نحن كمسيحيين شرقيين تعدادنا بالمقارنة مع المسيحية العالمية هو بمثابة ذرة ماء  في المحيطات، أي لا أهمية ولا وزن له بتاتا. كما أن هناك قوميات عديدة ولكن غير موحدين مسيحيا، إذ العالم المسيحي فيه من مذاهب لا تعد ولا تحصى ومن الصعب جدا أن يتوحد.

ومن المعروف أن الدول الغربية بعد أن مزقته المسيحية لقرون عدة في الماضي، لجأت  الى العلمانية – وهي وفق مقولة السيد المسيح نفسه، < ما لقيصر لقيصر وما لله لله>  ولكن هنا يكمن صدق وهدف غبطة مار دنخا إذ ما أدلى به وحدة شعبنا الواحد الموحد في شمال بيث نهرين أي بلاد آشور التاريخية وأكده أيضا غبطة مار ساكو كلي الطوبى بصورة غير مباشرة إذ قال: " إن الوحدة القومية مسؤولية العلمانيين بالدرجة الأولى، بينما وحدة كنيستنا هي مسؤوليتنا . وإن وحدة شعبنا ستاتي لاحقا."
ومن هذا الكلام  يظهر جليا أن هناك شعب واحد في الوقت الذي فيه البعض مع الأسف الشديد يرى بأننا شعبين وربما أكثر من ذلك . والطامة الكبرى أننا بالمظهر الخارجي نتمسك باهداب المسيحية ولكن في داخلنا حقد وحسد تجاه بعضنا البعض .
ومن المؤسف قوله حقا، أن شعبنا منكوب بالتجزئة المقيتة منذ دهور، وليس ذلك فحسب حتى في الكنيسة الواحدة انقسامات وتشرذمات لا حصر لها، سواء في الكنيسة المشرقية أو الكاثوليكية/ الكلدانية نفسها للاسف الشديد.

وأخيرا، ليكن واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار أنني لست ضد الوحدة المسيحية ولا حتى ضد وحدة شعبنا اطلاقا، ولكن علينا أن نوضح الحقائق كما هي ولا كما نريدها، ومن ثم قداسة مار دنخا بوسعه القيام بأية وحدة على الأسس المسيحية كونه يرأس بنفسه الكنيسة المشرقية، بينما  مع احترامنا الشديد لقداسة مار لويس روفائيل ساكو غير قادر على فعل ذلك كونه لا يتمتع بما يتمتع به مار دنخا وهو بصورة أو بأخرى يتلقى التعليمات من قداسة البابا الروماني ولا يستطيع ان يتصرف خارج ذلك الإطار إلا فيما إذا نكر الكاثوليكية وإنشق عنها كما فعلت الجماعات البروتستانية في اوربا في القرون الماضية، ولكن هذا مستحيل جدا أن يحدث أولا ومن ثم لا نحبذه أن يحدث مطلقا .


123


ܓܠܘܬܐ ܐܬܘܪܝܬܐ ܒܫܝܟܓܘ ܢܐܩܪܘܢ  ܝܗܠܐ ܕܦܘܠܚܢܐ ܕܠܗܝܟܣܝܩܘܢ ܫܝܟܓܘ ܐܬܘܪܝܐ ܒܙܘܝܚܐ ܪܒܐ
         الجالية الآشورية في شيكاغو تكرم فريق العمل لقاموس شيكاغو الآشوري في حفل جماهيري كبير!


المجلس القومي الآشوري/ Assyrian National Council  في ولاية إلينوي، المؤسسة الآشورية/ Assyrian Foundation ،الإتحاد الآشوري الأميركي/ AANF الإتحاد الآشوري العالمي/ AUAوجهوا معا دعوة خاصة لتكريم فريق العمل لقاموس شيكاغو الآشوري/  The Chicago Assyrian Dictionary  ليوم الأحد، المصادف  في 15 من شهرحزيران الحالي في مقر المجلس القومي الآشوري الكائن في ضاحية  سكوكي من ولاية إلينوي الأميركية وذلك في تمام الساعة الخامسة مساء بغية  الترحيب بالسادة الأساتذة الأفاضل وما قدموه  من إنجازات  قيمة حول هذا المشروع الضخم الذي استغرق 90  سنة لإكماله.

وأدناه أسماء الأساتذة الذين لبوا الدعوة وهم :



Dr. Gil Stein, Director of the oriental Institute
Dr. Martha Roth, Editor in Chief of the Assyrian Dictionary
Dr. Matthew Stopler
Dr. Jeannie Myers
Dr. Chris Woods

في البداية الآنسة،  رينيه حنا عريفة المناسبة رحبت بالضيوف والجمهور حيث غصت القاعة بهم وهم بلهفة وشوق كبيرين للإستماع ما يقولونه الأساتذة حول المشروع الضخم ألا وهو –  قاموس شيكاغو الآشوري، إذ قدمت الناطق الرسمي للمناسبة السيد المحامي روبرت قليتا الذي ألقى كلمة قيمة جدا بترحابه وشكره للأساتذة السابقين والحاضرين لمشروعهم العظيم  كما لمس ما يدور في وطننا من مآس وأهوال في هذه اللحظة الحرجة بالذات وهنا ادناه النص الكامل:

http://www.aina.org/releases/20140617005158.htm


وبعدها الآنسة رينيه حنا قدمت البروفيسور جيل ستاين/ Gil Stein  المنسق العام للمؤسسة الشرقية من جامعة شيكاغو الذي تكلم عن هذا المشروع الضخم بعد شكره لشعبنا الآشوري حيث ألح عليه تشجيع مثل هذه الاعمال .

ومن أجمل ما قاله حول الموضوع كان ، حيث ربط شهرة – جامعة شيكاغو – التي انجزت القنبلة الذرية الأميركية الأولى عالميا – كي تضع لبنة جديدة في شهرتها بإنجازها هذا المشروع الفريد ألا وهو – قاموس شيكاغو الآشوري.

وبعد ختام كلمته، قدمت الآنسة رينيه حنا البروفيسورة مارتا  روث / Martha Roth وهي المحررة الرئيسية لهذا المشروع حيث تحدثت بدورها عن هذا المشروع باسهاب كبير كما ذكرت أن هناك محاولات أخرى وعلى سبيل المثال في – ألمانيا  حيث هم بدورهم عملوا لإخراج مثل هذا القاموس ولكن ليس بمستوى ما قدمته جامعة شيكاغو إذ هو عبارة عن بضعة مجلدات .
وفي ختام كلمتها شكرت الشعب الآشوري وبجمعياته المختلفة لدعوتهم هذه حيث  قدمت آخر نسخة عن هذا القاموس للسيد شيبا مندو، رئيس المجلس القومي الآشوري رعبونا لحسن ضيافته وتكريمه لهم .

وبعدها رؤساء الجمعيات الآشورية بدورهم تباعا قدموا ميدالية  باسم المغفور له مطران توما أودو* الى جميع الأساتذة الحاضرين لقاموس شيكاغو الآشوري تكريما وتقديرا لهم باسم الأمة الآشورية .





تعريف مقتضب عن قاموس شيكاغو الآشوري:

إن قاموس شيكاغو الآشوري أو كما يعرف باختصار ( كاد / CAD  ) أو قاموس الآشوري للمعهد الشرقي لجامعة شيكاغو هو حصيلة مشروع تسعة عقود من الزمن للمعهد الشرقي  للجامعة حيث يضم قاموس اللغة الأكادية مع لهجاتها المختلفة ** في 21 مجلدا بالشكل الآشوري الجديد.

تم إخراجه على نفس نمط قاموس أوكسفورد الإنكليزي، إذ بدأ العمل بالمشروع  منذ عام  1921 من قبل السيد  جايمس هنري بريستيد / James Henri Breasted  المؤسس الأول للمعهد الشرقي، والذي سابقا ساهم أيضا في تأليف قاموس برلين المصري.

السيدة أريكا رينير / Erica Reiner   كانت مديرة التحرير منذ 1973 لغاية 1996، وتبعتها السيدة مارثا ت.   روث/  Martha T.  Roth   عميدة الدراسات الإنسانية.

 وكان من المتوقع أن يستغرق العمل عشر سنوات، ولكن المجلد الأول لم يطبع حتى عام 1956 والمجلد السادس والعشرون تم طبعه عام 2011

في مؤتمر للمعهد الشرقي  لجامعة شيكاغو المنعقد في 6 من شهر تموز 2011،  الأساتذة قدروا عظمة وأهمية القاموس. جيل ستاين/ Gil Stein  مدير المعهد الشرقي قال " إنه بحث لا يستغنى عنه لأي أستاذ في كل مكان الذي ينشد السجلات المكتوبة للحضارة البيث نهرينية " .
.................

* المطران توما أودو، كاثوليكي المذهب آشوري النزعة وشغل مطرانا في منطقة – اورميا – الآشورية في شمال غرب إيران قبل الحرب الكونية الأولى.

**إن اللغة الآشورية هي لهجة سامية ترتقي الى الكتلة الشمالية الشرقية وتشكل مع كل من اللهجتين الأكادية والبابلية لغة واحدة .


كما يرجى الإطلاع على المقابلة هذه التي أجرتها الآنسة الآشورية جوليانا تيمورازي مع البروفيسور ماكوير جيبسون، McGuire Gibsonالذي يعتبر أحد أعمدة في علم الآشوريات :

http://www.youtube.com/watch?v=Q7KTxgsQZtg

وهنا أدناه المزيد حول الموضوع:

http://oi.uchicago.edu/pdf/cad_a1.pdf


http://news.uchicago.edu/article/2011/08/01/chicago-assyrian-dictionary-hits-100000-downloads


آشور بيث شليمون
____________







124

القومية الآشورية  أمانة على رقابنا ، وأجدادنا الأولون عرفوها منذ بدء الخليقة!

آشور بيث شليمون

يعيش الشعب الاشوري مع الاسف في حالة مزرية جدا، وخصوصا ما يجري على الساحة  في  هذه  الأيام  من منافسات ماراثون لكي البعض والغاية في نفس يعقوب  يثيروا  زوبعة في الفنجان عن اشياء تافهة ولو فكر بها الفرد قليلا عندها وعندها فقط سيدرك أهمية كلامي هذا وفي حال عدم استيعابه فهى مشكلتنا الكبرى.

اليوم، وعلى صفحات موقع – عنكاوة – الجليل، كتابات لأناس ذوي المسؤولية أو على الأقل يعتبرون أنفسهم في تلك الخانة مع الأسف الشديد وكل يدلو بدلوه على أهميته في التاريخ والنشاط القومي الآشوري الذي خاضه او ما قام به مع  الاخرين، يذكرني بالقول – أسمع جعجة ولا أرى طحنا!

للأسف، كل هؤلاء مع احترامي الكبير ينسون أو يتناسون أن امتنا اليوم هي في حالة تعيسة وكارثية  من أي وقت مضى وذلك رغم أن هناك أسباب وأسباب، ولكن يكفي ان أقدم للقراء سببين منهما:

-   إننا بدأنا نفقد شعبنا تقريبا بالكامل في وطننا الذي نعده مكان تحقيق أحلامنا – نعم – احلامنا القومية.
      وما فائدة هذا الضجيج الصاخب عندما لا يوجد شعب في البقعة التي ندعوها وطنا لنا؟!
    
-   المذهبية، الطائفية، والانانية هي مواضيع الساعة وكم تجلب وتجذب من القراء الذين مع الأسف يتبارون    
      في هذا السباق الماراثوني الكرتوني وهم في أسعد أيامهم كونهم قدموا أو بالأحرى  كما هو معمول به –              
      نشرالغسيل، غسيلنا يا سادة بالمكشوف وكاننا الأمة الوحيدة على هذا الكوكب ذات مشاكل!

البعض يريد أن  يعرف من نحن؟ وما هي مقومات القومية التي ننتمي اليها والخ من أسئلة التي شعبنا يراوح في مكانه عليها في غضون العشر سنوات الماضية او أكثر – وخاصة بعد أن فاقت بعض الكائنات الديناصورية  من سباتها العميق – طبعا بعد احتلال العراق أي عام 2003 – ومن المؤكد لو لم يحدث ذلك لبقيت على حالها- كي تبعث قوميتها في أرضنا بينما في مكان وجودها هي منقرضة ! مع انه واضح وضوح الشمس في رابعة النهار،
الفرنسي، يعد فرنسيا إذا كان يسكن الأرض الفرنسية، وكذلك الإنكليزي الخ، وهنا ما بالكم ونحن سكان بلاد آشور/ ܡܬܐ ܕܐܬܘܪ ان نكون؟! هل هذا يحتاج الى عالم الصواريخ لكي يحدد قوميتنا وانتسابنا؟ في وقت أجدادنا حددوا كل ذلك لنا  منذ فجر التاريخ .

والبعض الآخر، وجد ضالته لكتاب كتبه شخص بريطاني عن الكنيسة المشرقية النسطورية منذ 1937، هنا أكرر عن الكنيسة المشرقية ولا عن القومية الآشورية، وآخرون القوميون المفلسون اخذوا يناطحون السحاب بالبطولات التي قام بها البعض على أسس عشائرية أو مذهبية، ناسين أم متناسين أننا كآشوريين نمر بمرحلة فريدة من نوعها ألا وهي التشتت والضياع .

المعضلة، في مثقفينا مع الأسف إذ يخلطون المفاهيم القومية بالمفاهيم الدينية وأحيانا اخرى بالعشائرية. إن اجدادنا الميامين قد حددوا القومية الآشورية  منذ العصور الأولى وعلى لسان أبنائها الميامين التي عثر عليها منقوشة على هياكل وتماثيل  وألواح أثرية تحت الأنقاض في بلاد آشور/ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ وهاك نماذج منها:

" نداء الى الأجداد الخالدين – صوت يزمجر ليقول: عظيم ، أنت يا رب، أنا ابن أبي، منه ولدت ولآشور أكون وأفنى.
هذه عظمتي، فتبا للأرض ولبابل التي لم تعرف بين طيات تاريخها خطوطا متشابكة وضمانة موحدة كشعب آشور.
ومن أقوال " إيريشوم " في بدء المملكة الآشورية،  أنا الملك الذي يجبر العصاة على الخضوع – البطل الذي يسحق الأعداء تحت قدميه – انا الكبرياء...
أنا رفيقة الآلهة الى ما شاءت الأبدية – باسم آشور احكم وحكمي جبل راسخ. " *

وطبقا للكلام أعلاه نجده أيضا على لسان البروفيسور أ. ولفنسون مدرس اللغات السامية في الجامعات المصرية حيث يقول بالحرف الواحد في الباب  الثاني تحت عنوان، اللغة البابلية- الآشورية أي لغة الشعوب في بلاد الرافدين ما يلي:
" ... ففي حين كان الآشوريون يتعاونون ويتساندون ملوكا ورعية في هذا النضال كان البايليون منقسمين على أنفسهم  ... لذلك استطاع الآشوريون الذين كانوا – أمة واحدة وعنصرا واحدا – أن يتدخلوا  في شؤون بابل .. "**  وهنا أشدد واكرر الكلام أعلاه – كانوا أمة واحدة وعنصرا واحدا، في بلادهم مات آشور كما يعتز بها أجدادنا الأقدمين أي لا في العراق، الذي شكله الحكم العربي الحجازي، بل في بلادنا الأصلية والتي كانت حتى في حكم العثمانيين تعتبر احد الأقاليم الثلاثة من بلاد الرافدين وهي: الموصل/ نينوى، بغداد/ بابل  والبصرة/ سومر.
   
وهنا نجيب على أسئلة الإخوة، ما هي قوميتنا؟ وما هي عوامل تكوينها ؟ للإجابة على مثل الأسئلة لا بد ان نعود قليلا ألى الوراء حيث  المفاهيم القومية لم تكن معروفة قبل قرنين من الزمان، وأول من اخترعها هم الأوربيون. ويمكن تلخيصها بما يلي: التاريخ، اللغة، التراث،  الدين، الجغرافيا، واحيانا الحياة الإقتصادية  . وحتى هذه المفاهيم تختلف من شعب الى آخر، ويجدر الإشارة ان لا عامل من العوامل المذكورة لوحده كاف لتعريف أمة.
وعلى هذا الأساس، نجد اليوم ان الأمم تعرف وحدتها بما يناسبها وعلى سبيل المثال في القومية الفرنسية، اللغة هامة جدا بينما عند الألمان الجغرافيا / البلاد تلعب دورا هاما وعند العرب اللغة والديانة المحمدية هما العوامل الأساسية في تكوين القومية العربية.

وهنا بالنسبة لنا كشعب آشوري، علينا أن نركز على ما كان يفتخر به اجدادنا في الماضي ألا  وهو : مات آشور/  البلاد الآشورية ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ أي تلك البقعة الجغرافية والتي تبدأ شمال بغداد وحتى الجبال الآشورية / ܛܘܪܢܐ ܕܐܬܘܪ .
هذه البعقة التي ترعرت وازدهرت الحضارة الآشورية لمدى قرون طويلة، حيث فيها عواصمنا العديدة مع آثارنا التي غدت مع الأسف من ملكية الأجنبي ونحن البقية الباقية كشعب من الدرجة الخامسة إن لم تكن السادسة وربما في المستقبل في حالة مزرية جدا لإنعدامنا بالكامل. وكل هذا بسبب النزاعات القبلية، المذهبية، العشائرية وفوق هذا وذاك انصهارنا في البوتقة العربية والكردية الإسلامية .

الثورة الآشورية الفكرية:

في عام 1977 رفعت كتابا الى الإتحاد الآشوري العالمي ولجماهير شعبنا، كوني منذ ذلك الوقت كنت أقرا الكتابة على الجدار- حيث بأعدادنا المحدودة والمشرذمة لن نحقق شيئا لهذه الأمة المنكوبة بدون استغلال واستخدام الوعي الجماهيري في بلادنا وأن  اضمحلال شعبنا كان على الأكثر نتيجة الأسلمة والتعريب والتكريد، وما علينا إلا ان نثقف الشعب على هذه الناحية التي كانت السبب الرئيس في تقوقعنا وانحسارنا، لذلك حري بنا ان نوظف هذه الفكرة في المستقبل كونها الوحيدة التي بوسعها بعث قوميتنا الآشورية من جديد.

وذات مرة، استلمت رسالة من أخ عراقي هنا في الولايات المتحدة الأميركية – حيث كما قال لي لقد قرأ ما كتبته بحصوله على نسخة منها من أحد جيرانه الاشوريين وهو شخص مسلم بذاته وقال بالحرف الواحد ( الكتاب لا يزال في حوزتي ) يشرفني ان اكون آشوريا ولماذا لا؟!

والآن مع نص البيان الذي قدمته للمؤتمر العاشر للإتحاد الآشوري العالمي المنعقد في لندن:

أيها الرفاق اعضاء الإتحاد الآشوري العالمي الكرام
تحية آشورية، اما بعد ...
ليس بخاف على أحد أن المؤتمر العاشر للإتحاد الآشوري سينعقد في مدينة لندن – بريطانيا لهو على الأبواب، وبهذه المناسبة أود ان اوجه ندائي الى جميع الإخوة العاملين في اتحادنا هذا- وأدناه  قسما منه :

لقد فشل الإتحاد حتى الآن في كثير من القضايا الآشورية ويكاد ينطبق عليه الوصف الذي أطلقه أحد المفكرين الألمان على الاتحاد الجرماني لعام 1815 من انه: " مثار أسى وألم للألمان وموضع هزء الأجانب وسخريتهم." ولسنا نلقي مسؤولية هذا الفشل على عاتق الاتحاد نفسه، فالاتحاد الآشوري العالمي ما هو إلا مرآة تنعكس عليها اوضاع المنظمات والجمعيات الآشورية المنتشرة هنا وهناك في العالم.  كما اننا لا نلقي العتب على ما ينطوي عليه دستوره من نقاط ضعف – وما اكثرها – لأن النية الحسنة والإرادة الحازمة كفيلتان بتجاوز هذه العقبات وعدم الجمود عندها، ولكن المشكلة أعمق من ذلك بكثير، انها مشكلة الشعب الآشوري نفسه.
إذن، فالامة الآشورية بحاجة ماسة الى ثورة فكرية، ثورة تدك معاقل العقليات والمفاهيم الرجعية المريضة ومخلفات الإستعمار التي ما زالت تسيطر عليها الى يومنا هذا .
.................
* النص مأخوذ من محاضرة البروفيسور أسعد رنو، رئيس اكاديمية ميكال انج للفنون الجميلة في بيروت التي ألقاها في قاعة الجمعية الثقافية الآشورية في الدورة – لبنان  1971
•     
** البروفيسور أ. ولفنسون، تاريخ اللغات السامية من منشورات دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت – لبنان

125
لماذا كل هذه العداوة تجاه شعبنا الآشوري من قبل حفنة من المتكلدنين؟!

آشور بيث شليمون

ظاهرة غريبة في هذه الأيام بأن القومية الآشورية تحت هجمة شرسة من قبل إخوتنا ممن يعتبرون أنفسهم كلدانا أم آراميين، في وقت رغم الويلات والجرائم التي ألحقها العدو بنا اجمعين ولكن تراهم يتوددون لهم وكأن شيئا لم يكن.

بينما، الآشوري الذي يكن لهم كل الحب والإحترام ويعتبرهم منا وفينا والعكس، الآشوري الذي – معاذ الله – لم يهدر دمهم ولم يسلب أرزاقهم، يبقى لهم وافدا، مشاكسا، وغير وطني، بينما الغرباء بالنسبة لهم،  هم أهل العراق من العرب والكرد وغيرهم كثيرون.

إن الملك فيصل الذي جاء به الإستعمار من الحجاز كي يكون سيدا في على العراق، هو بالنسبة لهم صاحب العراق، بينما شريحة شعبنا من سكان – حكاري – والتي هي تابعة للواء الموصل/ نينوى  ابان الحكم العثماني وقبل ترسيم الحدود من قبل القوى الأمبريالية  يبقون غرباء!

والطامة الكبرى، ومنهم من يريد أن يختزل القومية الآشورية بهذه الشريحة النسطورية – كما هم يعرفونها – بينما في الحقيقة جمعت كل المذاهب معا ولم تكن حصرا بالنسطورية  والتي طردت من اماكنها في منطقة حكاري من قبل الدولة العثمانية، ولا يعلمون أو قصدا يتجهالون من ان القومية الآشورية تجمع كثيرا من مختلف المذاهب والطوائف وهي غير محدودة بفئة معينة مما يسمونهم النساطرة، بينما القومية الآشورية تجمع كما قلنا من مختلف الطوائف والمذاهب وبذلك ليست حصرا بالنسطرة لوحدها، بل طيفها الجميل جمع الأرثوذكسي، الكاثوليكي، البروتستانتي والنسطوري معا بدون تمييز.

هنا، أريد ان أجلب انتباه القراء الأعزاء، على ما  يجري في هذا الموقع، موقع عنكاوا الجليل، حيث تقرأون المداخلات السلبية والعدائية أحيانا لكل ما أكتبه رغم أنه ينبع عن الحقيقة التي أصرف ساعات طوال في تجميعها وتحضيرها من أمهات الكتب التي في حوزتي أو في حوزة الآخرين .
وكما تشاهدون بأم أعينكم ، مع الأسف تقابل بالحقد والكراهية أحيانا أو الإستهتارأحيانا أخرى، في وقت كان يجب لكل انسان حضاري أن يعالج الموضوع بحنكة وحكمة أي الحجة بالحجة، ولا أن تكون المداخلات عبارة عن كلمات هجوم وهجاء واستهتار !

والجديربالذكر، شخصيا أكتب في كثير من المواقع الأخرى،  وعلى سبيل المثال – موقع كتابات – حيث هناك - صفحة آشور بيث شليمون ، يمكنكم الإطلاع عليها وهنا أشكر الأستاذ أياد الزاملي الذي أحظى منه كل الإحترام والتقدير حتى لي مراسلات شخصية معه - حيث كتبت بعض المواضيع حول الدين الإسلامي، مواقعنا لم تنشرها – وهي معذورة - بينما هو مهد الطريق لها مشكورا.

وحتى هذا الموقع -  كتابات - لم أكن بمنأى من إخوتنا – المتكلدنين – إذ في كثير من الأحيان تقابل كتاباتي بهجمة شرسة من قبل شخص تحت التسمية – فراس  وما عليكم تصفح مقالاتي ستكشفون ما كتبه هذا الشخص ولن أتعرض لها هنا واترك البحث عنه لكم .

والغرض من ذكر هذا الشيء يسوقني الى موضوع آخر، وهو عندما قداسة الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي كتب مقالا تحت عنوان " الكاردينال دلي يتبرأ من الفيلم المسيء للإسلام ويعتبره شوفينيا "  انهالت عليه المداخلات من قبل المسلمين وما جاءت فيها  من كلمات غير أخلاقية، فإن هذا البطل – فراس – الذي عادة يتربص لكل موضوع أكتبه ليهاجمني هو ومن هم الكثيرون من أمثاله في – موقع عنكاوا -  لم نجدهم دافعوا عن قداسة الكاردينال دلي، ولكنهم جاهزون لمقارعتي فقط وهنا ادناه الرابط لكي تصدقوا ما اقوله:


http://kitabat.com/ar/page/14/09/2012/4061/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%84-%D8%AF%D9%84%D9%8A-%D9%8A%D8%AA%D8%A8%D8%B1%D8%A3-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A6-%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%88%D9%8A%D8%B9%D8%AA%D8%A8%D8%B1%D9%87-%D8%B4%D9%88%D9%81%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A7.html

وهنا بوسعكم قراء مداخلتي دفاعا عن قداسة الكاردينال ولم أكتف بها بل كتبت موضوعا كاملا دفاعا عن قداسة الكاردينال  ولكن صراحة الموقع لم ينشره ومتأكد لي صورة عنه وسوف أبرز لكم عن فحواها قريبا انشاءالله ܀




126



اللغة الآرامية لغة ضائعة والشعوب السريانية كلها ليست آرامية!

آشور بيث شليمون
 
 ;) ;)

127

المغفور له المطران توما اودو !


ولد المطران توما اودو في القوش (ܐܠܩܘܫ ܡܢ ܐܬܪܐ ܕܐܬܘܪ)  في 11 تشرين الاول سنة 1855 من عائلة اودو الشهيرة  والتي ترجع أصولها الى عشيرة تخوما الآشورية.  
وهو أخ مطران ماردين انذاك اسرائيل اودو ، وابن القس ميخائيل شقيق البطريرك يوسف اودو/ܝܘܣܦ ܐܘܕܘ .

بعد أن تلقى توما دروسه في مبادئ العلوم واللغات في مدرسة القوش، إصطحبه عمه البطريرك معه الى روما سنة 1869 ووضعه في كلية انتشار الايمان . استمر في الدراسة هناك الى سنة 1880 حيث رسم كاهنا وعاد الى الموصل وأمضى فيها سنتين بالقرب من البطريرك الجديد ايليا عبو اليونان . في سنة 1882 ارسل نائبا بطريركيا يتسلم ادارة المعهد الكهنوتي البطريركي، وفي سنة 1892 رسم مطرانا على ابرشية أورميا المستحدثة واشترك في سنة 1894 في انتخاب البطريرك عبد يشوع خياط خلفا للبطريرك ايليا عبو اليونان . في سنة 1899 لم يشأ الاشتراك في انتخاب البطريرك الجديد، بل جاء متأخرا وذلك لخلافات وقعت بينه وبين غيره من الأساقفة . وفي 27 تموز اغتيل في أورميا والقاصد الرسولي ولفيف من الكهنة والكثير من ابناء الشعب الاشوري في المذابح التي تعرض لها انذاك الشعبان الاشوري والارمني .
 كتاباته: وضع المطران توما اودو قاموسا أسماه  ܣܝܡܬܐ ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ * وشرحه بالسريانية ايضا بمجلدين ضخمين نشرهما في الموصل سنة 1897 في مطبعة الاباء الدومينيكانيين . لقد وردت في هذا المعجم النفيس كلمات يونانية كثيرة،  وجاء الشرح فيه بلغة واضحة سلسة واستعمل احيانا كلمات عربية للزيادة في الايضاح . نقل من اللاتينية الى السريانية كتاب التعليم المسيحي حسب روح المجمع التريدنتيني وطبعه في الموصل سنة 1889 ونقل ايضا من اللاتينية الى السريانية كتاب التعليم للحائزين على الدرجات الكنسية وطبعه في الموصل سنة 1889 ، وقام بتنقيح كتاب مرشد الكهنة الذي كان الاب دميانس الراهب قد ترجمه من العربية الى السريانية ثم طبعه في الموصل سنة 1893 ، ووترجم من العربية الى السريانية كتاب كليلة ودمنة ونشره في الموصل سنة 1899 في مطبعة الاباء اللعازريين ووضع كتاب ( نحو اللغة السوادية ) طبعه في اورميا 1911 .
 وقد وضع المطران توما اودو ونقل مصنفات اخرى كثيرة بلغة سلسة وانشاء صقيل ... ونظم طقسا لعيد قلب يسوع نشره الاب بيجان في الجزء الثالث من كتاب الحوذرة .
.........................
* لقد استخدمت في كتابة هذه الترجمة ما قدمته موقع المحطة ( القامشلي ) في كتابتها عن هذه الشخصية الفذة مع تغيير طفيف اجريته عليها كونها غير صحيحة ومنها ان الترجمة قالت وضع قاموسه باللغة الكلدانية، علما ان مار توما اودو لم يذكر ذلك في قاموسه اطلاقا بل سماه ܣܝܡܬܐ ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ/ تاليف اللغة السريانية܀



128
استئصال العروبة من بلادنا أمر ضروري أعلنها ساعة الصفر  !

 ;)

آشور بيث شيمون

تمهيد:

ولكن هنا أضيف وأقول: عندما نتحدث عن العروبة لا يمكننا تجاهل الإسلام في هذه المعادلة.
لأن الإسلام والعروبة وجهان لعملة واحدة، الواحدة تدفع الأخرى، وفي هذه الحال أقول على غرار مقولة الأخ الكاتب العراقي الشهم سليم   مطر، نحن لسنا ضد العرب، بل ضد العروبة وهنا نقول على غرار ذلك نحن لسنا ضد المسلمين، بل ضد الإسلام.


أي منا يراقب الأخبار العالمية وخصوصا اخبار الشرق الأدنى و الأوسط في هذه الأيام الصعاب،  تكاد الاخبار وكل الأخبار قاسمها المشترك تفجيرات وقتل وسحل ونهب ودمار.
صحيح قد تكون هناك في كثير من المرات من أعمال غير مقبولة من بعض المجانين، نعم البعض في عالمنا اليوم، ولكن مجانين العالم العربي  والإسلامي اليوم مجتمعة تفوق مجانين  الأمم الأخرى قاطبة حيث تشكل  نسبة كبيرة، طبعا ليس لنا الرقم الصحيح ولكن من المرجح قد تكون اكثر من 90% من مجانين العالم مجتمعة!
      
من العجيب أن عالمنا المبتلي من شرور هؤلاء الإرهابيين  الذين حولوه الى جحيم لا يطاق، إذ بين  الفينة والفينة  تظهر وتطوف على الساحة بمن يشددون ويتمسكون بالعروبة والإسلام حتى النخاع، وفي هذه الحال يمكننا القول حتى أصبحت شعوبنا وخاصة  في هلالنا المنكوب أو الخصيب بهؤلاء المجانين ! إذ هناك أجندة تحاول الدفاع عن هذا الإسلام التسامحي الحضاري كما يحلو لهم وصفه. وليس ذلك فحسب بل يهاجم الغرب الأمبريالي الذي على لسان أحد هؤلاء الإسلامويين في ندوة خاصة له حيث قال لقد دمروا شعوبنا .
ولكن لكل فرد ذي بصيرة، في وقت نحن لا نتجاهل ما قام به الغرب، ولكن علينا ألا نتجاهل أيضا ما  قام به العرب المسلمون من جرائم لا حصر لها، والطامة  الكبرى أن الغرب قد ولى ومضى، ولكن العروبة الإسلامية هذه ما زالت تتربع وتجثو على   صدورنا وفي موطننا مهد الحضارة بالذات ونحن بأحسن حال وبال!

أحد هؤلاء المستعربين رغم أنه  مسيحي الديانة،  صرح في إحدى اللقاءات حول اللغة العربية التي غدت  شغلنا الشاغل في وقت نحن نمر في حالة مزرية وكارثية!حيث همه الأوحد هو  العمل للحفاظ  عليها من الضياع- وكأن  كل شيء قد تحقق إلا هذه اللغة والتي  وصفها بلغة قريش التي لا تتجاوز 1600 سنة من العمر، ولكن في موضع آخر يتبختر بأننا  أول من أوجد الكتابة والقانون والموسيقى  مع الإنجازات الأخرى للعالم، وكل هذا حصل في فترة زمنية طويلة باكثر من 8000 سنة في وقت أعرابه لم يكونوا سوى بدوا يجولون ويصولون البوادي بماشيتهم وإبلهم يخربون ويسلبون، أي أنه يدوس بكلا قدميه على شعبنا  في الهلال الخصيب/ ܣܗܪܢܝܐ ܟܗܝܢܐ وعلى  لغته وحضارته غير مبال  كي ينقذ العروبة الغازية ودينها اللاإنساني حيث أفرادها  اليوم يعتبرون من آكلي البشر  -  وقد حصل هذا فعلا في سوريا منذ مدة غير طويلة -  أن احد هؤلاء الإسلامويين شق صدر جندي سوري واخذ يلتهم قلبه ! تصوروا يا جماعة هل هؤلاء بشر ام حيوانات ؟!

والمضحك والمبكي، في وقت كما قلنا ينددون بالغرب الأمبريالي فهم لا يترددون في كل مناسبة او غير مناسبة بإعادة الأندلس ؟!

إن الحقبة قبل قضية فلسطين والحروب التي شنت لإعادتها، لقد سلب منا لواء كامل من أراضينا منذ 1936 وكذلك بعد ما تسمى حرب تحرير العراق 2003  سلخت ثلاثة محافظات والتي هي جزء لا يتجزأ من آشوريا/ASSYRIA   أي شمال العراق، بحيث العرب والعربان لم يطلقوا رصاصة واحدة لإعادة لواء الأسكندرونة كما صفقوا الجميع من عراقيين وعربان على تشكيل الجيب الكردي من بلاد آشور التاريخية !

وكل هذا يحدث بمباركة كل هذه الأجندة الإسلاموية كي ترى كما صرح به  وفد سوري ديني ( من هؤلاء المشايخ أصحاب الفتاوى !)  مؤخرا في زيارة لجمهورية إيران الإسلامية، كي تعد الشعبين الآشوري والأرمني في تقريرهم من تعداد الشعوب الخطرة على الإسلام أيضا بعد اليهود!!

ولكن نسوا أم تناسوا ما يقوم به أنصار دينهم الشيطاني من كوارث عالميا التي ترتعد لها الفرائص!
كما قلت في المقدمة، أدعو شعوبنا خاصة  والعالم عامة   العمل الحثيث لإجتثاث هذه الثنائية العروبة والإسلام – التي دمرت شخصيتنا القومية والروحية وحتى الإنسانية،  و إذا كنا حقا نريد أن نعيش بسلام وإطمئنان، وإلا فنحن مقبلون الى ما هو الأدهى والأعظم !


129




   
مشاركة الذكرى السنوية الأولى لإطلاق منظمة " صوت العقل "





الذكرى السنوية الأولى لإطلاق منظمة " صوت العقل "

الكاتب: صوت العقل
تصنيف المقال: قضايا اجتماعية
تاريخ المقال: 01 – 06 - 2013

الذكرى السنوية الأولى لإطلاق منظمة صوت العقل وموقعها الذي تجاوز المليوني زيارة خلال عام والذي يعتبر من أسرع عشرة مواقع الكترونية في العالم والذي قدرت قيمته بما يتجاوز 22 ألف دولار كقيمة مادية وصفحتها على الفيسبوك التي تجاوز عدد مشتركيها ال38 ألف مشترك وإذاعتها بمسيرتها التنويرية التي تباطأت بسبب الأحداث الدامية في البلد .
صوت العقل الذي أصبح يضم نخبة من أهم الكتاب والمفكرين والمثقفين في المنقطة كمنارة علمانية تنويرية تقريباً أكثر من 17 دولة، كما تضم في مكتبتها أيضاً عدداً كبيراً من أهم وأجمل الكتب المتنوعة والممنوعة والنادرة في المنطقة العربية.
انضم إلى هذا الموقع المئات من كتاب وكاتبات ونقاد وقراء كتبوا فأبدعوا في الكثير من المجالات وضم أعداداً كبيرة من الزوار من عدة دول في منطقة الشرق ودول أجنبية بكوادر بسيطة قليلة العدد مؤمنة بكل قوة بمبادئها التنويرية الحضارية
وبالعلمانية وحقوق الانسان كأبسط المبادئ الأساسية .
الإنسانية ديناً والثقافة والفكر والعقل وسيلة والعلمانية نهجاً .
الهدف من تأسيس هذه المنظمة غير الربحية هو العمل على بناء مجتمع راقي مثقف علماني بعيداً عن العنصرية و الاضطهاد و عدم قبول الآخر لأسباب سياسية و دينية و عرقية.
حيث كانت إدارة الموقع بيد نخبة من كبار القوى العلمانية في سوريا بالتعاون مع الكثير من علمانيي الشرق الأوسط
و لإيصال صوت المظلومين و المضطهدين ، وللمطالبة بحقوق الآخرين بالحرية التامة و بكافة المجالات الفكرية و السياسية و الدينية .
وقد تجاوز اليوم عدد المقالات فيه 3000 مقال متنوع في مجالات متعددة منها الأدب والفن والأدب الساخر والنقد والتاريخ ونقد الدين والقضايا الاجتماعية وحقوق الإنسان والعلمانية الديمقراطية وعلم النفس والفلسفة والعلوم الطبية ومجالات متعددة أخرى.
انطلق راديو إذاعة صوت العقل ليكون الصوت الهامس للعقل المترجم للحروف .
خطوات كثيرة لاحقة وقادمة منها تأسيس دار نشر للكتب الثقافية لتحرير العقل وإعمال الفكر والنقد ونشر الوعي والثقافة في كافة الشرائح وإيصالها إلى أكبر عدد من الناس .
والكثير من الأفكار الأخرى .
قام بدعم المنظمة خلال مسيرتها التي مضى اليوم عام واحد على انطلاقها عدد من الأشخاص دعماً معنوياً ومادياً مشكورين عليه إيماناً منهم بأهمية هذا المشروع وحضاريته وبأنه ضرورة للمنطقة التي تعاني الكثير من الحروب والصراعات والأزمات التي غالباً ما كان الجهل سببها الأول والطائفية سببها الثاني والتعصب سببها الأبرز والأكثر حضوراً.
حقق صوت العقل الكثير لنا ولقرائنا إذ ساعد في نشر الكثير من الكتب العلمانية والكتب النقدية في مجالات متعددة والكتب الأدبية ونشر كتباً حصرية له نشراً إلكترونياً، فجمع حوله الكثير من الأصدقاء من المتنورين والمثقفين الذين يعول عليهم ويكون بهم الأمل في بناء الثقافة الحضارية العلمانية التي تعنى بالآخر وتدافع عن حقوق المضطهدين والمظلومين في كل مكان.
صوت العقل لايحتكر العلمانية، هو صوت ومنبر العقل وللعقل لكن مسيرتنا تعرضت لبعض البطء غير المقصود نتيجة للظروف الدموية السائدة في منطقتنا في الشرق والتي تعاني ويلات الفقر والاستبداد الديني والسياسي، ناهيكم عن عدم وجود دعم مادي كافٍ للمزيد من التطوير.
نعم، نحلم بغد أفضل وأجمل بسواعد الكتاب والمبدعين والناقدين والمثقفين والقراء العقلانيين والواعين فهم عليهم الأمل وبالقلة تبنى الشعوب.
التغيير يصنعه القلائل ولذلك نؤمن بالتنوير المبني على مبادئ الإنسانية السمحاء والثقافة والعقل واحترام الآخر وقبوله مهما كان دينه أو لونه أو عرقه أو ميوله بلا أي تعصب أو تفريق أو فروقات .
ندعو للمحبة في زمن الكراهية وللعقل في زمن القتل والثقافة في زمن الجهل، متأملين أن تساهموا معنا بنشر هذه الثقافة التي فيها الخير الحب لنا ولكم وللجميع ...
شاركوا صوت العقل
كونوا المنبر والصوت والعقل معنا
كونوا صوتنا وأذننا وأيدينا في كل مكان لنكون عيونكم وقلوبكم
كونوا الصدى لنا لنكون دائماً الصوت لكم
ساهموا معنا في نشر هذه الثقافة مشكوراً كل من دعمنا من قراء ومتابعين وكتاب ونقاد وأصدقاء ومساهمين .
أهلا بكم في مسيرتنا التنويرية في ذكراها الأولى على أمل أن تستمر هذه المسيرة بكم ولكم دائماً.
.................................
ملاحظة: لقد ساهمت مؤخرا ببضع من المقالات في هذا الموقع وهاكم الرابط :

صفحة الكاتب / آشور بيث شليمون

http://thevoiceofreason.de/author.html?id=309











ال

130
القومية الآشورية بين مطرقة  هنري بدروس وتنين السيد مايكل سبي !
 
آشور بيث شليمون

كلكم تعلمون السيد هنري بدروس كيفا، المدافع عن الفكر " الآرامي " ولكن في نفس الوقت يهاجم الفكر الآشوري دائما على كثير من مواقعنا حتى بلغ به الحد أنه ساند كل الذين لا يسوغهم شعبنا الآشوري حتى من المتطرفين الإسلامويين والكرد المغتصبين لأرضنا الآشورية في موقع " سما القامشلي ".
لا ادري لماذا هذا الشخص يهاجم " القومية الآشورية " في وقت نحن لسنا ضد الشعب الآرامي وطموحاته فيما إذا وجدت؟!

بعد دراسة عميقة توصلت الى حقيقة دامغة وهي أولا هو وغيره من إخوتنا ( السريان ) وهم طبعا - قلة قليلة -  لأن  القومية الآشورية حقيقة أبطالها الرئسيين كانوا من الإخوة (اليعاقبة ) حتى في عصرنا الحاضر.

في أوائل السبعينيات عندما كنت في حلب في تأدية خدمة العلم ( كلية الضباط الإحتياط ) في كثير من الاحيان ( انا والفنان حنا الحائك ) كنا نزور شعبنا الموجود في حلب، وفي أحد الأيام كنا ضيوف لأحد الإخوة من الكنيسة الأرثوذكسية  الذي روى لنا بأن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في حلب كانت تردد في صلواتها اللعنات على " مار نسطورس " ، حيث بعض الشباب القومي والمثقف أخذوا المبادرة بأيديهم بأن يقاوموا هذا العمل المشين الذي لا يصلح في زمننا الحاضر – لنكون صريحين هذا الشيء كان يعمل به حتى كنيستنا النسطورية – والفرق أن كنيستنا منذ أمد بعيد أوقفت هذه الحملات السخيفة .

كما أخبرني هذا الشاب الآشوري العصامي ( وهو من السريان الأرثوذكس ) بأنهم شكلوا لجنة وقابلوا المطران المسؤول في حلب وقتئذ وبلغوه عن الأمر، وقالوا له صراحة بأنهم سوف يقاطعون الكنيسة إذا لم تحذف من الصلاة  هذه الممارسات من اللعنات لمار نسطورس، والمطران حقيقة مشكور له إذ عمل بما ير يده هؤلاء الإخوة حيث منعت هذه الممارسة من ذلك التاريخ.

ومن العوامل الأخرى وهي الحقد والحسد وأكثر من ذلك كما تبين لي ( من مصادري الخاصة ) أن السلطات البعثية في سوريا تشجع هذه الطغمة بالدخول في هذه المواضيع لا حبا بهم بل كي يشوهوا القضية الآشورية ويزيدوا الإنقسام بيينا وهم يعرفون سلفا بأن هؤلاء لا يهمهم حتى القومية الآرامية التي لا يعترف بها أهلها مثلا ( في منطقة القلمون أي في معلولا والقرى الأخرى حوالي دمشق) الذين يفتخرون عادة بالعرب والعروبة بضربهم عرض الحائط الأرامية لغة وقومية.

وبكتابتي هذه، أقول ليس بعض الإخوة في الكنيسة الشقيقة الأرثوذكسية لهم مثل هذه الشخصيات المناوئة من أمثال الباحث هنري بدروس والدكتور أسعد صوما أسعد على حدة، بل في الكنيسة الكاثوليكية المسماة ( الكلدانية ) لنا مناوؤون أيضا، ومن هذه الشخصيات التي هي بدورها لا ترى لها خصما أم عدوا إلا القومية الآشورية، والأنكى من ذلك تتودد لمن سلبوا أرضنا وحقوقنا وسفكوا  دماءنا وزهقوا ارواحنا حتى في هذه الايام من أمثال خريج الجامعة الوهابية في الولايات المتحدة الأميركية الشماس الدكتور  أبو رضوان وغيره ومنهم  السيد مايكل سيبي الذي تفتقت عبقريته مؤخرا  بمقال له ومنشور في كثير من المواقع تحت عنوان:
" قلت: الكلدان تنين نائم إحذروا إذا نهض " من المضحك والمبكي أولا،  وللأسف الشديد منذ سقوط بابل ( 538 ق. م. ) وغيرها من المذابح على شعبنا في بيث نهرين حتى يومنا هذا يبدو لم يكن هناك من قادر لإنهاض التنين الكلداني (الميت ) الحي في  مخيلته  فقط،  المليئة بالحقد والكراهية  إلا شعبنا الآشوري، يا للعار والشنار !

في غضون السنوات القليلة حصلت جرائم بحق شعبنا من قتل وسلب وتشريد وتنين الأخ – مايكل سبي – لم يتحرك! ولكن لمجابهة القومية الآشورية سرعان ما عاد الى الحياة لكي يفتك بشعبنا الآشوري، وما جريمتنا لأننا نفضح أكاذيبهم !

ومن ملاحظاتي على هؤلاء – الكتاب !– الكلدان أنهم مثل الببغاوات يكررون ما يقدم لهم من قبل الإكليروس الكلداني من معلومات التي يدخلوا عليها التشويه والتزوير في كثير من الاحيان.
وعلى سبيل المثال السيد " مايكل سيبي " وباستشهاده بصلاة الرمش  للعلامة والملفان " مار ماروثا الفارقي ( ܡܪܝ ܡܪܘܬܐ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܡܝܦܪܩܛ  ؟ - 420 ܡ ) والتي حصلت في الجنوب وذلك في أوائل القرن الخامس الميلادي أي بما معناه الحدث هذا لم يكن في بلدة ألقوش التاريخية من ذوي الأصول الآشورية. وكل ما نقوله أن سكان الشمال آشوريون، بينما هم ينكرون ذلك والكلدان  لا وجود لهم في عقر دارهم ( الجنوب ) !

وما نقوله للذي يريد التعرف على هذه الجماعات من ذوي انتصارات وبطولات، طبعا على الأنترنيت إلا أن يزور موقعين وبالحقيقة " وكرين " وهما " كلدلايا نت والآخر  التنظيم الآرامي الديمقراطي " حيث رغم وجود تعاون وثيق بينهما في محاربة ومقارعة " الآشورية " إذ تجد كل ما ينشرونه ضد شعبنا الآشوري تجده موجود في كلا الموقعين ولكن رغم ذلك، كل يعمل بطريقة وأخرى  حتى لإلغاء الآخر.

والسيد هنري بدروس الذي يلقب نفسه بالباحث، والإختصاصي في تاريخ الآراميين، الذي لا يرى في كل الهلال شعبا غير الشعب الآرامي، فهو بجرة قلم يحذف ويشطب الشعوب التي جاءت بحضارات زاهرة وعلى سبيل المثال البابلية الآشورية، الكنعانية الفينيقية والإبلية ( إيبلا ) قبل آرامييه بآلاف السنين.
إذ يقول وعلى طريقة الأحزاب العربية الشوفينية التي هي بدورها تحذف وجود الشعوب في الشرق الاوسط التي يعود تاريخها قبل العرب بآلاف السنين كي تعوض بالعرب والعروبة .

ومن المضحك أن هذا الشخص يدعي أن الشعب الآشوري – لم يكن له لغة – حيث استخدم اللغة الأكادية ومن ثم لاحقا اللغة الآرامية  وبهذا انصهر في الشعب الآرامي ولم يعد له وجود! والشيء الذي يبعث اكثر ضحكا فهو يستشهد بما يقوله ويروجه الأب ألبير أبونا ، في وقت رغم ان المؤرخ الصنديد أبونا بعد بحث طويل واستفسارات عدة حيث لم أجد حتى صفحة واحدة له باللغة الارامية التي يدافع عنها بينما كما يقال له  العديد من الكتابات والبحوث باللغة العربية ، والأنكى من ذلك أن أحد الزملاء من العراق قال لي أن هذا الشخص حيث حاججه لموضوع كتبه ما يبرهن على عدم معرفته باللغة  والتي كما يرى يجب أن نكون آراميين! ونفس الشيء يمكن قوله للسيد هنري بدروس كيفا أيضا.

ولو وجهت لهذين الشخصين، مجرد سؤال بسيط وبالفعل شخصيا قمت بذلك، وتقول هل بإمكانكم ان تدلوني ما هو تعداد الذين ينطقون ويكتبون بهذه اللغة الآرامية منكم اليوم ؟  من المؤكد لا تجد عددا وافيا له قيمة على الإطلاق ولا يعد إلا بالمئات!  لأن  غالبيتهم ( 80% - 95%) يستخدمون وينطقون باللغة العربية. ومن هذا المنطلق إذن أنتم وبناء لنظريتكم قد فقدتم الجنسية الأرامية واليوم أنتم عرب الجنسية والهوية !

وهذا الباحث هنري بدروس كيفا، يكشف قناعه بمقاله في موقع " سما القامشلي " ولن أعلق عليه حيث ساتركه للقراء وشكرا.





 http://www.samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?f=43&t=10550

آشور بيث شليمون
_______________


131
المغفور له مار توما مطران أورميا في تقريظه لصديقه واخيه آبا سولومون/ ܫܠܝܡܘܢ

آشور بيث شليمون

شخصيا، لي جزيل الشكر لمجلة " كلكامش " الآشورية التي كانت تصدر من إيران، طهران وفي عددها 25 لعام 1954 نشرت عدة أسطر من قصيدة شعرية بقلم المغفور له المطران توما اودو، صاحب أفضل قاموس في لغتنا السريانية في تقريظ العلامة ورفيق دربه وعشيرته المرحوم أبا سولومون والمعروف أيضا ب ( خواجة شليمون )، والجدير بالذكر نشرها في مجلة  " ܩܠܐ ܕܫܪܪܐ/ صوت الحقيقة " في عام 1907 التي كانت تصدر في مدينة اورمية/ ܐܘܪܡܝ
قبل الإطلاع على فحوى قصيدته، إن مجلة " كلكامش " نشرت ما قاله المغفور له المطران أودو في تقريظ هذه الشخصية الفذة والتي استهلها بما يلي:

" كثيرون ممن كتبوا( ألفوا ) ولكن حتى حرف واحد منها لم يطبع، ولكن يهمشون ذكر أولئك الذين في الحقيقة عملوا في الحقل الأدبي وتركوا آثارا مفيدة.
أحدهم، الذي بحق يستحق كل الإحترام والتقدير، المرحوم – أبا سولومون * - وعليه هكذا يكتب مار توما اودو:
" اعمالك الخدمية والمفيدة لبني شعبك ليست أقل من أعمالك المفيدة الروحانية. كم من مشقات تحملت ولا زلت تتحملها، وإلى هذه اللحظة بإنخراطك في التحكيم  بالمجادلات الخاصة وأخذ القرارت عليها. وتحريرك الكثيرين من أبناء شعبنا الذين كانوا في غياهب  السجون، وكم تناضل في محافل الحكام   ، الزعماء والأغوات؟ وكم جهدت في تدريس لغتنا والقيام بإصدار مؤلفات محترمة، وهذه المطبعة التي هي في حوزتنا اليوم،  ما هي إلا  نتيجة  أعمالك وغيرتك و مجلة " صوت الحق " التي هي الأخرى  من إحدى ثمار قلمك المتعب! "

ܠܦܩܚܐ ܘܠܘܪܕܐ ܕܛܘܪܢܐ̤ ܘܐܦ ܠܒܝܒܘܢܐ ܆ܕܪܘܡܝܬܐ
ܟܕܡܝ ܛܘܦܣܘܟ ܒܗܪܢܐ ܘܠܡܝܐ ܕܟ̣ܝܐ ܕܥܝܢܬܐ
ܒܒܢܦܫܐ ܡܟܝܟܘܬܘܟ ܒܫܘܫܢܐ ܗܝ ܕܟ̣ܝܘܬܘܟ̣
ܒܘܪܕܐ ܚܘܒܘܟ ܘܛܒܬܘܟ ܒܫܪܟܐ ܕܦܩܚܐ ܡܝܬܪܘܬܘܟ
ܦܘܠܚܢܘܟ ܫܠܝܚܐ ܛܒܐ ܒܗܪܢܐ ܝܠܗ ܩܕܡ ܥܝܢܵܐ
ܕܟܐ ܐܢܫܐ ܙܥܙܪܐ ܘܣܒ̣ܐ ܘܐܦ ܕܪܚܡܐ ܘܐܦ ܣܢܝܢܐ܀

وبهذه عبارات التقريظ، حيث مار توما اودو لا يترك مكانا للشك عن هذا الكاتب المتنيح، وفعلا يستحق أن يذكر في جدول أدباء امتنا .

.....................

•   إن أبا سولومون، أو كما كان يعرف أيضا ب – خواجة شليمون – الذي مع المطران الجليل مار توما اودو كلاهما ينتميان الى عشيرة تخوما والتي أصولهما ترجع الى منطقة عنكاوا أو الى الإمارة الآشورية ( خذياب/ ܚܕܝܒ ) وطبعا هذا هوشأن معظم القبائل الآشورية في منطقة – حكاري – التي ترجع أصولهم الى بلاد آشور/ ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ حيث كنتيجة الإضطهادات وتقيدا بمقولة السيد المسيح بعد دخولهم المسيحية وقبلها كان البعض منهم قد دخل اليهودية، ان ينتقلوا الى اماكن أكثر امانا.
إن المرحوم أبا سولومون، يحكى عنه بمعرفته حوالي 12 لغة، كما ان الحكومة الشاهنشاهية طلبت من الحكومة العثمانية شخصية علمية كي تربي وتعلم أولادها، لذا الحكومة العثمانية أمرت – أبا سولومون – للذهاب الى إيران والى البلاط الشاهنشاهي.
ولكن عندما شاه إيران علم بأنه مسيحي الديانة، اتصلت بالحكومة العثمانية من جديد طالبة مرب آخر ومن الديانة الإسلامية. ولكن الرد العثماني كان على هذا النحو: – هذا الذي في حوزتنا !!  وعندها رضخ البيت الشاهنشاهي بالأمر الواقع.

وهنا كما تغلغلت الكاثوليكية في شعبنا، كذلك الامر دخلت – البروتستانتية – أيضا وبهذا آل شليمون/ ܒܝܬܘܬܐ ܕܒܝܬ ܫܠܝܡܘܢ غدت كاثوليكية وبروتستانتية ولكن القسم الأعظم ظل على مذهب الكنيسة المشرقية النسطورية.
والجدير بالذكر أنني شخصيا انتمي الى الجناح البروتستاني، ولكن الإرساليات البروتستانتية كان يهمهم التبشير ولم يكن همهم ضم او قضم شعبنا من أرومته كما هي الحال في الكاثوليكية، إذ والدي درس  في مدرسة الاميركان حتى  اندلاع الحرب الكونية الاولى، ولكن في نفس الوقت تمسك بكنيستنا الأم ونظرا لفقدان المتعلمين في إقامة طقوس الكنيسة، إذ  تطوع والدي وسيم شماسا في كنيستنا الأم . واليوم شخصيا عضو في الكنيسة المشرقية لا كرها بالبروتستانتية بل حبا لقوميتي التي اليوم لم يبق لها ارثا غيرها مع الأسف الشديد كونها تتمسك باللغة والتراث لا على شاكلة الذين دخلوا المذاهب الأخرى حيث اهملوا اللغة والتراث معا.

132
المنبر الحر / خبر عاجل جدا!
« في: 08:11 12/07/2013  »
 خبر عاجل!

ببالغ الأسى والألم وصلني هذا الخبر عن الشاعر والناشط الآشوري نينوس آحو/  ܢܝܢܘܣ ܐܚܐ أنه يمر في حالة حرجة من حياته وقد تكون في بضع ساعات وعلى الأكثر أيام معدودة جدا.

لذا يرجى من شعبنا عموما أن يصلوا من أجله حيث  الله هو قادر أن يقلب الأوضاع لما هو خير لأخينا نينوس الذي يعاني ولمدة طويلة من مرض عضال  وشكرا جزيلا للجميع ܀

آشور بيث شليمون
________________


133

من مذكراتي للتاريخ حول القضية الآشورية

آشور بيث شليمون

إن موقع " سما القامشلي " نشر مقال هام في قضايانا القومية للكاتب الكبير المرحوم  إبراهيم كبرئيل صوما ( صومي * ) تحت عنوان " أيهما نحن سريان أم آشوريون ؟"  وما تبعه من مداخلة لي في هذا الموضوع الهام دفعني للمضي إلى الأمام لنشر بعضا من المواضيع التي أثارها في كتابه باللغة العربية  تحت عنوان " كتاب المقالات في الامة السريانية " والمطبوع في سان بولو- البرازيل وذلك عام  1979 ولكن قبل المضي قدما في ذلك، أحب ان أضيف أنه كان لي أن أراسل المرحوم طالبا منه كي يزودني بمعلومات عن المرحوم الصحافي الآشوري فريد إلياس نزها وهنا أدناه أضع بعض الفقرات المختارة من رسالته الطويلة لي والمورخة في  سان يولو 20/02/ 1970:

لحضرة الأخ آشور شليمون المحترم

أقدم تحيات سريانية عاطرة وبعد ...
أعلمك باستلامي لرسالتك المؤرخة  في 13/ 01 / 1970  الحاملة عواطفك الأخوية الخاصة لكتابي  آداب السريانية (   ܡܪܕܘܬܐ ܕܣܘܪܝܝܐ ) مما يزيد في قلبي التشجيع والسرور والسير     إلى الأمام نحو الأهداف التي وضعتها نصب عيني فيما يعود لخدمة أمتنا العزيزة عن طريق الآداب والثقافة، كما وأني الآن لا زلت منهمكا في وضع الجزء الثاني من الكتاب المذكور والذي آمل أن ينال حسن ورضاء أبناء جلدتنا  مثلما نال الجزء الأول.
ولذا وبهذه المناسبة لا يسعني إلا أقدم لك   ولجميع الإخوة من أمثالك والذين يقدرون حق الخدمة الوطنية على كل منا عظيم شكري وامتناني راجيا أن تكون هذه الأتعاب والمجهودات هداية ونورا يضيء سبيل نهضة أمنتا الجليلة إلى المستوى اللائق بها وتحتل مركزها العظيم والجليل بين الأمم والشعوب كما كانت في العصور القديمة ....
بهذه المناسبة أيضا لا  أقدر أن أصف لأخويتكم كم هو حزني شديدا بفقدان المرحوم الأستاذ فريد نزها صاحب مجلة الجامعة السريانية/ ASIRIA  لأنه بالحقيقة كان فريد عصره  بالرأي والعمل والغيرة الحقيقية لقضيتنا، ولقد قضى جميع حياته ضحية في سبيل أمته .... ولقد كانت معرفتي بشخصه بواسطة المراسلات ذلك لأنني أنا أيضا مثلكم لم أحظ بمشاهدته طيلة مدة تعارفي معه ( وذلك نحو الخمس والثلاثين سنة خلت ) ولم تجمعنا سوى – العنصرية الآثورية -  والثقافة السريانية في كل تلك السنين. كان المرحوم الصوت الصارخ أمام النهضة السريانية الذي لا يزال دويه يطن في مسامعنا وسوف يرن في آذان الأحفاد إلى أن تتم النهضة المنشودة لقوميتنا.
وما يلي ما أعلاه ليس إلا مجرد تزويدي بعناوين أناس في دولة الأرجنتين حيث قد يزودوني بالمعلومات الوافية عن المرحوم الصحافي الآشوري فريد الياس نزها  ومنهم كان كل من الربان سليمان

وبالفعل تسلمت رسالة من الربان غرير كرسالة شكر من عائلة المرحوم الصحافي والأستاذ فريد نزها مصحوبة يصورة  شخصه. غرير والسيد يعقوب مارينا حيث كانا صديقا للمرحوم مدة تزيد عن الأربعين سنة .
ويختم رسالته :
أرجوك المعذرة لإطالة الشرح عليكم ، ولكن قبل الختام أرجوك أيضا أن تعلمني فيما  إذا لا زلتم تصدرون مجلة ܟܘܟܒܐ ܐܬܘܪܝܐ ASSYRIA STAR/  

أغتنم بتقديم التحيات لكم ولجميع آل بيتكم العامر كما وعن اهلنا  يهدونكم التحيات القلبية راجين ان تبقوا دائما مشمولين بالعز والعناية الربانية ومحفوفين بالشهامة السريانية ودمتم :

لأخيكم المخلص /  ܐܒܪܗܡ ܓܒܪܐܝܠ ܨܘܡܐ /  التوقيع باللغة العربية




134
هل المعادون للقومية الآشورية مصابون بالجهل أم يتصفون بالمكر والخداع ؟!

آشور بيث شليمون

توطئة:
من البديهيات التي لا تحتاج الى أي جدال أم نقاش، أن الشعب الآشوري كان من أوائل الشعوب السامية التي وجدت في بطاح الرافدين، أي قبل الآراميين والكلدان .
وأي من يتصفح تاريخ الهلال الخصيب ܩܫܬܢܝܐ ܫܡܝܢܐعموما وبلاد الرافدين خصوصا، يجد أن الشعب الآشوري يكاد يغطي تاريخ المنطقة نظرا لإنجازاته العظيمة، بحيث شكل أول امبراطورية كبرى في الهلال الخصيب والتي لم يبلغ شأوها من الشعوب الأخرى الشقيقة وعلى سبيل المثال، الكنعانية، الفينيقية، الإبلية والآرامية . وما الكلدية والمعروفة – البابلية الجديدة – إلا  جزءا من الأمبراطورية الآشورية  وذلك استنادا  لبعض المؤرخين القدامى  من أمثال المؤرخ اليوناني ” هيرودوتس ” والحديثين  من امثال  المستشرق الإيطالي سباتي موسقاطي ( 1 )  في كتابه ” وجه المشرق “.
والجدير بالذكر، أن جنوب بلاد الرافدين حول الخليج العربي والتي كانت تعيش فيه خليط من الشعوب وأولها الشعب السومري إلى جانب الآراميين، الكلدان، العرب، اليهود ،الفرس وحتى اليونان. بينما الشمال أي بلاد آشور فالوضع كان مختلفا جدا، حيث كان الشعب الآشوري يسود فيه وهنا أستشهد بما قاله الأجانب تأكيدا على ذلك  ومنهم الأستاذ أ. ولفنسون – أبو ذؤيب – ( 2  ) :
وقد كان من حسن حظ – آشور – في نضالها مع بابل أن الأقدار كانت تساعدها عليها أيضا ففي حين كان الآشوريون يتعاونون ويتساندون في هذا النضال كان البابليون منقسمين على أنفسهم ….. لذلك استطاع الآشوريون الذين كانوا أمة واحدة وعنصرا واحدا أن يتدخلوا في شؤون بابل وبسطوا نفوذهم عليها.
………………………
والآن لنستعرض بعضا من الأوهام التي يتداولها عادة أعداء الأمة الآشورية ممن يتقمصون الكلدانية  وغيرها على سبيل المثال:
ولا ضير ايضآ ان انقل بعض الامور التي ذكرها بعض الباحثين والمؤرخين الذين يؤكدون بعدم وجود أي رابط بين الآثوريين والآشوريين القدامى .
آشور بيث شليمون:
إن دعاة هذه المقولة يمكن ان يقال يعدون في قمة الغباء، إذ لا فرق بين التسميات هذه: الآتوريون/ الآثوريون، الآشوريون، الآسوريون، إذ كلها تعني الشعب الآشوري. كما تقول اليوم  العراقي ( بالقاف ) والعراكي ( بالجيم المصرية ) والعرائي ( بالألف وفق اللهجة السورية ) حيث كل هذه التسميات واحدة وتدل على شعب وبلد  واحد .
1-  في كتاب “خلاصة تاريخ الكرد وكردستان ” قال المؤرخ أمين زكي بك عن الآثوريين ( انهم احفاد كلدانيي بلاد ما بين النهرين الذين هاجروا بلادهم الأصلية من جراء مضايقات الفاتحين والمغيرين ولجأوا الى جبال حكاري منذ عهد قديم جدآ .
آشور بيث شليمون :
مع أحترامي  للمؤرخ الكردي، أنه لم يصب الحقيقة وذلك، أن الكلدان كانوا أقلية في الجنوب كما جاء في التوطئة، ومن ثم في القرن العاشر وعلى الاكثر الحادي عشر، لم يبق كلدانيا واحدا وغيرهم من الأقليات الأخرى ما عدا الصابئة في الجنوب نتيجة الأسلمة والتعريب التي حدثت بعد الغزو العربي الإسلامي في مطلع القرن السابع الميلادي وما بعده.
 بينما الشمال،  السكان كانوا إجمالا آشوريين وما يسمى بالكلدان حديثا ليس إلا نتيجة إنفصال حدث في جسم الكنيسة المشرقية في القرن الخامس عشر – التي كانت مخندقة في بلاد آشور- حيث التحق قسما منهم بالكنيسة الكاثوليكية والتي أسبغ عليهم البابا أوجين الرابع (1443-1444 ) التسمية الكلدانية..
2- يقول سي . جي . ادموندز ، ان المسيحيين النساطرة في اقليم هكاري يعرفون في انكلترا باسم  الآثوريين  .
آشور بيث شليمون:
والسيد سي  ادموندز صدق في قوله  حيث هنا أظهر إثنيتهم العرقية كما تقول اليوم المسلمون في الجزيرة العربية عرب الجنسية!
3  – يقول المؤرخ عبدالرزاق الحسني في احد كتبه ( ان الانكليز هم الذين كانوا يطلقون على النساطرة لفظ ( الآثوريين ) بينما كان الاهالي يسمونهم ( التيارية  ).
آشور بيث شليمون:
إن العشائر العربية ليس في العراق، بل حتى في سوريا يطلقون على الشعب الآشوري بنفس التسمية ( التيارية )، ولكن التيارية هي إحدى كبرى العشائر الآشورية والتسمية غدت جزافا شاملة لكل الشعب الآشوري كما في نفس الوقت، إذ أجدادنا المسيحيين ( السريان ) في كتاباتهم كانوا يطلقون على العرب ب ( الطي -ܛܝܝܐ ) ومن المعروف ان الطي هي إحدى العشائر العربية بنفسها كما هي حالة – التيارية – التي هي إحدى العشائر الآشورية.
وعلى هذا الأساس الإنكليز كانوا على صواب في تسمية شعبنا باسمه القومي الصحيح.
 4  – اما الدكتور احمد سوسة ، يجد ان الانكليز هم الذين ابدعوا مسألة العلاقة بين الآثوريين والآشوريين .
آشور بيث شليمون:
إن الدكتور أحمد سوسة، يهودي وصهيوني كذاب، فهو كذاب عندما ادعى دخوله الإسلام بعد عودته من الولايات المتحدة، حيث المنظمة الصهيونية جندته لخدمة مصالحها وسياسيتها التخريبية في العراق.
واليهود عادة يكرهون الشعب الاشوري، ولذلك هو وغيره من الصهاينة ديدنهم الأوحد يبقى  الإساءة إلى كل ما له صلة بشعبنا الآشوري.
ثم، لقد بينا ذلك في المقدمة في عدم وجود خلاف في التسميتين كونهما تسمية واحدة ولشعب واحد.
5   – يقول الدكتور عبدالفتاح علي البوتاني الباحث و استاذ التاريخ في جامعة دهوك ، بأن وثائق الحكومات العراقية المتعاقبة كأدلة العراق للسنوات 1936 – 1960 م واقسام التاريخ والآثار في جامعات العراق كافة ، لا تعد الآثوريين آشوريين .
آشور بيث شليمون:
لا غرابة في الأمر حيث سياسة العرب بصورة عامة هي طمس الهويات القومية وصهرها في البوتقة العربية. وإذا كانت هذه الوثائق لا تعد الآثوريين آشوريين، هل يستطيع أحد الإجابة في هذه الحال من هم إذا الآثوريون؟!
ومن المعروف أن الآشوريين، هم من الشعوب النادرة  التي قاومت بضراوة حركات  التعريب .  لذلك يعمدون و يعملون جاهدين بتزوير التاريخ، ولكن هنا ساتفق مع ساسة العرب بأنها صادقة فيما إذا قبلوا أن العراقيين( بالقاف) اليوم ليسوا العراكيين ( بالجيم المصرية) وعندها سيدركون مع احترامي بدون أي شك كم هم أغبياء!

6 - كما كلنا نتذكر أن الحكومة العراقية وبسياستها العربية العنصرية تعتبر شعبنا الآشوري غريبا ووافدا اليه، في الوقت الذي فيه أن الآشوري في الشمال من بلاد الرافدين عاش في وطنه الذي مزقته الدول المصطنعة من قبل الإستعمار في مطلع القرن الماضي. وإن منطقة حكاري تكاد توازي الحدود لدولة العراق الحديثة والتي كانت في عهد السلطنة العثمانية تشكل مع العراق الحالي بلدا واحدا. وزد على ذلك، لماذا نحسب من الوافدين لنزوحنا بضع مئات من الكيلومترات جنوبا، بينما العربي من اليمن، الحجاز والعسير الذين تفصلهم أضعاف أضعاف المسافة مع العراق شمالا  يغدون أصحاب البلد بإمتياز؟!
 7- اما المطران اوجين منا فقد حدد بلاد الكلدان بقوله ( وبلادهم الأصلية بابل وآثور والجزيرة ) وكانوا يسمون آثوريين نسبة الى منطقة سكناهم في آثور .
آشور بيث شليمون:
أولا، لقد كتب كثيرا من آبائنا المسيحيين وخصوصا من أبناء بلاد آشور ( ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ ) حول القضايا اللغوية والقومية، ولكن نظرا للتأثير الديني المسيحي وندرة المراجع التاريخية حيث وقع الكثير منهم في حيص بيص.
على كل، إن المغفور له المطران أوجين منا أصاب الحقيقة حينما قال : ” وكانو يسمون آثوريين نسبة الى سكناهم في آثور” ، أي ما يسمى اليوم شمال العراق قلب الآشورية النابض. وهذا ما نقوله اليوم أيضا.
8- في محاضرة للأسقف باوي سورو بتاريخ 22/آب/2004 في الولايات المتحدة قال فيها ( ان كنيستنا الآثورية والى سنة 1930 كانت تسمى الكنيسة الكلدانية ، وان توقيع البطريرك شمعون النسطوري كان ختمآ مكتوبآ فيه ( محيلا شمعون بطرك كلدايي ) المتواضع شمعون بطريرك الكلدان ) .
آشور بيث شليمون:
إن الأسقف مار باوي/ آشور سورو ( 3 ) مع احترامي الجزيل،  لي معرفة شخصية معه، لا أحب أن أجرح شعوره لما قاله بدون مسؤولية ومصداقية. ولكن سأكتفي بالقول إذا حسم التاريخ حتى عام 1930 في تسمية كنيستنا بالكلدانية، شخصيا أرى أن هذه التسمية المسبوغة والمصطنعة على شعبنا الآشوري لهي سارية المفعول الى هذه اللحظة – حيث هي التسمية المتداولة للمنشقين من أبناء امتنا الآشورية الى الكنيسة الكاثوليكية الرومية.
ولكنه، أخفق ذكر تاريخ تداولها لأول مرة، وهذا حصل عندما فريق * من رعيتنا الكنسية في جزيرة قبرص انضموا الى الكنيسة الكاثوليكية وذلك في ( 1443-1445 ) وتسموا من قبل – بابا روما – اوجين الرابع بالكلدان وهكذا سرت التسمية منذئذ الى اليوم.
وهنا تعليقي على أقوال هؤلاء الضالين والضاغنين  بما جاؤوا به ادناه:
خلاصة القول ، ان الاخوة الذين ينتحلون التسمية المذهبية الوثنية الاشورية هم في حقيقة امرهم آثوريين – اطورايي- ** منحدرين من اصول كلدانية خالصة ، اما اذا ارادوا الاستمرار في انتحال التسمية الاشورية التي لا تليق بهم والعيش في الوهم الاشوري فهذا شأنهم وعلينا ان نحترم رغبتهم واختيارهم حالهم كحال الكثيرين ممن غيروا قومياتهم ومذاهبهم واديانهم ، وبالمقابل عليهم ان يحترموا الهويات القومية للآخرين وان يكفوا عن تزوير الحقائق وتشويه التاريخ .
آشور بيث شليمون:
مع احترامي الكبير، إن الذي يدعي ويتقمص الكلدانية في بلاد آشور  هم – من أمثالكم -  الذين يعدون بالمنتحلين ولا نحن من أبناء هذه الأمة ومن سكان هذه الأرض الطيبة والتي تسمى بكل فخر بلاد آشور- ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ وانتم الوحيدون  الذين  لا تحترموا الهوية القومية الآشورية –هويتكم الحقيقية -  وتزورون التاريخ أيضا في وقت بآلاف السنين تعيشون في ربوعها.
لو حقا أنتم من الكلدان، كان الأجدر أن تكونوا سكان الجنوب على الخليج العربي ولا في الشمال، حيث العرب مع الأسف صهركم  في بوتقة العروبة الإسلامية بدون أن يترك لكم أثرا اليوم وكما قلنا أعلاه حيث لا وجود لكم في الجنوب حتى قرية صغيرة.
ومرة ثانية يقولون:
كلمة اخيرة للأخوة الذين وجدوا انفسهم اليوم يتسمون زورآ وبهتانآ بالتسمية الاشورية ، ونقول لهم ، تيقظوا من الغفلة والخدعة التي ابتدعها وليم ويكرام لأجدادكم الكلدانيين وافيقوا من هذا الوهم الذي اسمه ( آشور ) ، اصولكم تعود الى الكلدانيين ، ولا صِلة عِرقية او تاريخية تربطكم بالآشوريين القدامى ، والتسمية الاشورية التي تنتحلوها اليوم هي حديثة ومكتسبة بالاضافة الى كونها وثنية ، لا احد يفتخر بأن يتسمى بالتسمية الآشورية الصنمية المقيتة ، ولا احد يفتخر بأن يكون من اتباع الثور المكسور الجناحين ذو الخمسة ارجل والذي يسمى ( شورو ) باللغة الأصلية ، كيف ترضون ان تأخذوا من اسم الثورتسمية لكم ؟
آشور بيث شليمون:
إن الذين يتسمون بالكلدانية – من امثالكم – في بلادنا زورا وبهتانا هم وجب عليهم أن يتيقظوا من الخدعة البابوية المقيتة حيث أسبغ عليكم اسما ليس له علاقة بكم  إطلاقا، هذا الإسم المجوسي المقيت والذي ليس إلا اسما لطبقة معينة من الناس والذين امتهنوا السحر والشعوذة والذين نبذتهم المسيحية،أما بابل هي المدينة الزانية كما ذكرت في أسفار يوحنا اللاهوتي، بينما نينوى/ ܢܝܢܘܐ المدينة العظيمة التي لمكانتها الفريدة عند الله لذلك أرسل لها _ يونان – النبي ليكون مخلصا لها.  

تنويه: لقد قمت بدحض وبتفنيد قسما مما جاء في المقال الرابط أدناه، ولكن تباعا سوف أكتب حول هذه المواضيع السخيفة والتي ليس فيها وفي كاتبيها المنطق والمصداقية.
………………
( 1 ) Sabatino Moscati , The Face Of The Orient, a Double Day Anchor book edition 1962 , page 68
( 2 )  أ. ولفنسون ( أبو ذؤيب )، تاريخ اللغات السامية،  الصفحة 33 – دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت – لبنان
( 3  ) إن الأسقف الجليل اسمه في المعمودية ( آشور )، لأن والده بالتأكيد كان قوميا آشوريا  ولا كلدانيا حيث لو صدق بإدعائه لكان الأجدر ان يسمي ابنه ( كلدو ).
 * إن الإرسالية هذه كانت من المنطقة الآشورية في الشمال اي من منطقة – أرزون – ولا كما يؤولها المتكلدنون بانهم كلدانا في الجنوب.

** إن الكاتب يستخدم تسمية مشوهة ( أطوراي ) وكان الأجدر أن يقول ( أتوراي ) كما وضحنا أعلاه وهذا دليل على إفلاس دعاة الكلدانية الذين يحاولون الكذب على أنفسهم ولا على غيرهم بأنهم – كلدان – التسمية النشاز والتي لا يتقبلها التاريخ والجغرافيا والمنطق.
 



135

  الفكر الآشوري حضاري وعملي وغير منافق!!


 آشور بيث شليمون

ينشر الأخ هنري بدروس كيفا مقالات كالعادة مهاجما القومية الآشورية وتطلعاتها المستقبلية حيث يخلط الحابل بالنابل بغرض تشويه الفكر الاشوري المعاصر. لذلك في هذه العجالة سأرد على مزاعمه الوهمية وأقول:
 
نحن كشعب مؤمن بالقومية الآشورية  بمختلف مذاهبنا، ونحترم شعوبنا كل الإحترام، وإذا كان لنا هدف واحد ألا وهو أن تستيقظ من سباتها في الهلال الخصيب من كنعانيين، آراميين وكلدانيين وغيرهم إذ ستكون فرحتنا الكبرى بذلك، شريطة ان تكون في موضعها الصحيح القويم. كما ليس هدفنا كآشوريين أن نقول الشعب العراقي والسوري أو اللبناني هم شعوب آشورية، كذلك الآخرين من آراميين، كنعانيين وكلديين فيما إذا وجدوا لا يمكنهم القول باننا آراميين،كنعانيين أو كلديين، لأنه ليس بوسع أحد بجرة قلم يزيل ويحذف الشعب الآشوري في عقر داره بلاد آشور، اليوم في شمال بلاد الرافدين كي يكون آراميا ام كلديا لأن جذور " الآشورية " اكثر صلدة من الجميع وهذا باعتراف المؤرخين أنفسهم !
 
إن المؤمنين بالقومية الآشورية – من مختلف الطوائف - tكانوا ولا يزالون السباقين في الإعلان عن نهضتهم القومية حتى قبل العروبة  في دارهم شمالي  العراق وجنوب شرق الأناضول  بإيمان في وقت ما نراه  اليوم أن مناوئي القومية الاشورية الجدد وخصوصا بعد 1992 وبالضبط بعد 2003 في العراق ، قد أصابتهم حمى القومية شيئا لم نألفه من قبل، كما بوسعنا القول بالنسبة لمن يسمون أنفسهم ب " السريان الآراميين " في سوريا، حيث لا يزالون مختبؤون في دهاليزهم ويخشون الظهور علنا على سبيل المثال في الجيب الآرامي " معلولا " وهم حتى في حيرة كيف يكتبون لغتهم الآرامية وما هنالك .  والفرد قد يسأل لماذا ؟ الجواب واضح أن هؤلاء أبناء معلولا لا يؤمونون بما يدعون به هؤلاء من ذوي الفكر الآرامي بتاتا وهم في الغرب، والذين لا يمدون أيديهم لمساعدتهم، وكل همهم هو مهاجمة القومية الآشورية مستغلين الظروف القاهرة التي ابتلي شعبنا بها للأسف هذه الأيام . هؤلاء الذين يريدون إحياء الآرامية كان بالأولى أن يتجهوا نحو بلدهم الأصلي في غربي الهلال الخصيب – سوريا – وبصورة أصح والذين يمكننا القول أنهم لا يؤمنون بالآرامية اليوم، بل هم عرب أقحاح ولغتهم هي العربية ودمشق هي " قلب العروبة النابض " وهؤلاء – دعاة وغلاة الآرامية -  الجدد راضون صاغرون وكل همهم يبقى لمهاجمة الآشورية والانكى من ذلك في عقر دارها شيئا لا يقبله المنطق ولا التاريخ .
 
ومن الجدير بالذكر أن الحكومة الأميركية عادة تصدر دراسات عن دول العالم  لوزارة الدفاع الأميركية وقد وقع بيدي منها كتاب " سوريا، دراسة البلاد طبعة 1988  وهي الطبعة الثالثة وهو عبارة عن مقالات عن المجتمع السوري حيث يبحث الكتاب عن الناحية القومية، حيث يقول في  فصل الديانات والمسيحية منها حيث يذكر كل المذاهب الرئيسية كالروم الأرثوذكس والكاثوليك وحتى الثانوية منها السريانية الأرثوذكسية والنسطورية والكاثوليكية الكلدانية والأرمنية إذ يقول بالحرف الواحد :
"  من كل هؤلاء ما عدا الأرمن والآشوريون، الباقي معظم المسيحيين يعتبرون أنفسهم عربا. “Syria a country study. Copyright 1988; First Printing. 1988 U.S. Government, pp99
 
إن الإخوة   الدكتور أسعد صومي أسعد وهنري بدروس ومن هم في حلبتهما مع احترامنا الكبير يشبهون كما المثل العربي الذي يقول،   " أسمع جعجعة ولا أرى طحنا " إذ في الحقيقة من اهتماماتهم الأولية هي التوجه الى العراق وخصوصا الى الشمال الآشوري منه حيث نظرا للجهود القومية المبذولة من قبل كل المذاهب المؤمون بالقومية الآشورية.   شيء يؤسف قوله أن الحقد والحسد الذي مع احترامي يبثه وينشره بعضا، نعم أقول " بعضا " من ذوي النفوس المريضة إذ يقف عائقا لنا وفي نفس الوقت لهم إذ ليس هناك حتى من الشعب العراقي من يؤمن بهم وهم عروبيو اللسان والكلام .  إذ هذه الصيحات بالطبع مصدرها واحد ، وليست  إلا من الذين  كانوا كالحرباوات بالأمس القريب يتلونون بمختلف الألوان لخدمة أنفسهم وزد على ذلك نشاطهم لا وجود له اطلاقا غير السير في ركاب السياسة المحلية التي كانت ركيزتها القومية العربية.

إننا نأسف القول أن هؤلاء في كثير من الأحيان يتحايلون  على الشعب بخدعهم ومكرهم  وهم المؤمنون ب" الآرامية " ولكن نظرا للآرامية  المفلسة تاريخيا يحاولون ربطها ب" السريانية " لذلك تجد في كل مرة يذكرون " الآرامية " تسبقها مفردة السريانية وهي عندهم كما يفسرونها بان المفردتين مرادفتين، ولكن هذا بالنسبة لهم، بينما بالحقيقة مفردة السريانية شملت كل الشعوب المختلفة في الهلال الخصيب وعلى سبيل المثال، الكنعانيون، الإبليون، الفينيقيون، الآراميون والآشوريون البابليون والكلدانيون. لتغدو في العصور اللاحقة للمسيحية ب" السريانية " خاصة  للشعب الذي موطنه شمال بلاد الرافدين و لرعايا الكنيستين  الشقيقتين النسطورية واليعقوبية  ( كونهما الأصل وما تبعه الكلدان والسريان الكاثوليك هم عبارة عن منشقين، الكلدان من النساطرة والسريان الكاثوليك من السريان الأرثوذكس ) عدا كون مفردة " السريان " ليس لها علاقة ب" الآرامية " اطلاقا وكل المفسرين والكتاب أجمعوا بأن أصلها ومصدرها آشوري بحت.
 
في كتاباتنا السابقة، أشرنا إلي تلك المراجع بكل وضوح وتفصيل ولكن هنا سأستشهد بشخصية لها مكانها المرموق لا في تاريخنا الكنسي، بل حتى في تاريخنا القومي ألا وهو المغفور له البطريرك  ܡܪܝ ܡܝܟܐܝܠ ܪܒܐ/ مار ميخائيل الكبير  (1199 ميلادية ) الذي قال على لسان " التلمحري " الذي أدلى ببيانته الحقيقية، لأحد أساقفة اليونان قائلا : بأن السريان  هم حفدة الآشوريين الذين من ملوكهم سركون وسنحاريب وأسرحدون وآشور بانيبال المذكورين في الكتاب المقدس ويبين في ذلك بأنه قد كان للسريان ، الرئاسة والسيادة العالمية، حسب فتوحاتهم الثقافية والسياسية والدينية لزمن طويل وأجيال عديدة ( من كتاب المقالات في الأمة السريانية للكاتب المرحوم إبراهيم كبرائيل صومي- سان باولو – البرازيل 1979 ). هذا ما تؤكده المصادر التاريخية أن الآشورية كانت أطول فترة عاشها شعبنا في بلاد الرافدين التي تربو على 7-8 قرون حيث أنجبت 117 ملكا. هذا، رغم ما قاله التلمحري في تعريف السريان، هنا نضيف  أن المفردة هذه كما قلنا دائما شملت كل الشعوب في الهلال الخصيب من آشوريين بابليين وكنعانيين إبلويين/ إيبلا وآراميين وكلديين. كما ليكن معلوما ان التسمية هذه لم يكن القصد منها تكوين قومية بحتة بحيث لم يكن هناك سياسة وملك وجيش أو  عاصمة لهذه الشعوب المنضوية تحت  التسمية " السريانية " .
هذا، وإن دعاة الآرامية الجدد كلما يذكرون آرام أو الآرامية يسبقونها بالسريانية، كونهم يعرفون جيدا بدون ذكر " السريانية  الآراميون ليس لهم أي دور حضاري في المنطقة رغم الإدعاء بممالكهم العديدة  . نحن الشعب الآشوري لنا الفخر بإخوتنا من شعوب الهلال الخصيب المنضوون تحت التسمية – السريانية – ولكن قوميا آشوريون، وكذا إذا كان دعاة الآرامية الجدد يفتخرون بآراميتهم إذا لماذا يحشكون مفردة السريان معها، أليسوا هم آراميين ذووا الأمجاد ؟! ولكن طبعا لن يفعلوا ذلك بحيث يدركون جيدا يفقدون المكانة المرموقة بين شعوب المنطقة والتي شعبنا الآشوري يأتي في القمة.
 
وللتأكيد على دور الشعب الآشوري الفريد نستشهد هذا الكلام عن كتاب " عظمة آشور " لهاري ساغز* بما أتى به المترجمون كل من الأساتذة خالد أسعد عيسى واحمد غسان سباتو على مغلف الكتاب باللغة العربية:
" كما الولايات المتحدة الأميركية – هذه الأيام – قوة عظمى تحاول التحكم بمصائر الشعوب والأوطان، كذلك كانت آشور قوة عظمى تسيطر على العالم الذي كان في الألفين الثاني والثالث قبل الميلاد وتقيم في الشرق القديم وحدة طبيعية ونظاما قوميا يوحد الوطن الممتد من ذرى جبال زاغروس الى قمم جبال طوروس ومن أمواج البحر المتوسط حتى رمال الصحراء العربية في الجنوب. "

وختاما، نحن كما أشرنا أعلاه لسنا ضد بعث قومية من القوميات القديمة اطلاقا، بل نحن ضد اولئك الذين يحاولون محو القومية الآشورية حتى وفي عقر دارها من قبل ما يسمى الكلدان أو السريان/ الأراميون الذين لم يبق لهم وجودا في مكانهما التاريخي المعروف، الكلدان في  جنوب العراق  والآراميون في جنوب سوريا/ منطقة القلمون.
…………………….
* THE MIGHT THAT WAS ASSYRIA, H.W. F. SAGGS- Sidgwick & Jackson , London , U.K. 1984


136
أكاذيب الفكر الأرامي تكشفها حقائق آشورية

آشور بيث شليمون

من المؤسف جدا أن ننخرط في مثل هذه المواضيع السخيفة ، ولكن المرء عندما يجد بعضا من إخوتنا فيهم كل خصائل الحقد والتعصب الأعمى كي يستمروا في تشويه وتزوير التاريخ  كما يحلو لهم ما عليه إلا أن يعمل جاهدا لدحض وتفنيد إفتراءاتهم المتكررة .

الرابط أدناه هو عبارة عن مقابلة اجراها  " الدكتور الياس ... " مع الباحث هنري بدروس كيفا وعنوانها " دور اللغة الآرامية في تحديد هويتنا " في سوريويو سات.
نحن لا ننكر دور الآراميين في نشر الكتابة الكنعانية كونهم في وسط الهلال الخصيب ( البادية السورية )  ومن كل جانب محاطين بشعوب سامية حيث تجمعهم اللغة التي جذورها  واحدة و الفرق الوحيد كان في نوعية الخط المستخدم لكتابتها ليس إلا.

كما هو معروف أن الأكاديين، البابليين والآشورين في شرقي الهلال الخصيب كانوا يتكلمون لغة جد مشابهة والفرق الوحيد بينهم كان لهجويا ليس إلا.
وصحيح سرت وغطت التسمية الأكادية على اللغة البابلية والآشورية ولكن كان ذلك من باب ان الأكاديين هم كانوا الأوائل الذين استخدموا الرموز أو الإصطلاحات المسمارية الكتابية حيث تبناها     البابليون والآشوريون بعدئذ مع بعض التعديلات والإضافات عليها وكذلك حضارة إيبلا وأوغاريت السوريتين .

طبعا كان هناك محاولات الإنتقال من الكتابة المسمارية الى الألفبائية والتي قدمها الآراميون ولكن لم تصل الى نتائجها المطلوبة كون فقدان الآشوريين والبابليين السلطة السياسية حيث تم ذلك الإنتقال عندما المسيحية انتشرت في كل الهلال الخصيب  ومنها شعبنا وتكللت في اللغة السريانية التي نشات وترعرعت على أنقاض اللغات القديمة سواء آشورية، بابلية، كنعانية، فينيقية، ايبلية، عمورية، آرامية وكلدية.

وهنا يذكر السيد هنري بدروس كيفا أن الفرس هم الذين نشروا على حد زعمه اللغة الآرامية، وهي محاولة أسخف ما تكون إذ الفرس الإيرانيين في كل العصور استخدموا الكتابة الخطية – وليس اللغة - التي أخذوها من  جيرانهم الشرقيين، بدءا بالكتابة بالمسمارية السومرية ومرورا بالكتابة الألفبائية الكنعانية واستقرت أخيرا على الكتابة العربية الى يومنا هذا.

ولكن البعض وفي نفس يعقوب يحاولون دوما الى تضخيم وتعظيم دور الآراميين ولا الكتابة مستندين على أشياء وهمية كليا  وأكبر مثال على ذلك، لو ان الآراميين نشروا لغتهم وكتابتهم في  الشرق الادنى، أين هي الثبوتيات على ذلك؟! كل ما نقرأه حتى عن الآراميين ومن دعاة الآرامية بالذات هو من مصادر آشورية بحتة وما على القارئ أن يستنتج ذلك من قراءة هذه المقالات كي يتأكد بما نقوله.
مثل هذا الخطأ وقع فيه المغفور له المطران غريغوريوس بولس بهنام في كتابه -أحيقار الحكيم -بذكره عن النص الآرامي لكتابة – داريوس – على صخرة بهستون. ولكن الحقيقة أن الكتابات الثلاث على لوحة بهستون هذه لم تحو لغة آرامية اطلاقا، بل كانت تمثل اللغة الفارسية، العيلامية والبابليةالآشورية.
والأهم، لو استخدم شعبينا الآشوري والبابلي اللغة الآرامية، لكان اجدادنا ذكروا ذلك واستشهدوا بها، في وقت كل المؤرخين اليوم أنظارهم هي نحو مكتبة آشور بانيبال التي تحوي حوالي 2600 لوحة بالكتابة المسمارية وليست كتابة ألفبائية، وهي في طريقها كي تعلن للملأ حيث من المؤكد ستقلب المفاهيم التاريخية رأسا على عقب.

وكلنا نعرف كل ما يكتب عن الشعوب القديمة الإستشهاد الرئيسي هو من حوليات الملوك الآشوريين، فالعرب وغير العرب  عندما يكتبون تاريخيا مرجعهم الوحيد هو الآشوري. على سبيل المثال إقرأوا ما كتبه ويكتبه مؤرخ الآرامية الأب البير ابونا عن الآراميين وكأنه في الحقيقة يكتب تاريخ الأمة الآشورية، والطرافة حتى في احدى مقالاته الى درجة أخذ يؤنب شعبنا لأنه لم يكتب باسهاب عن آرامييه في غرب الهلال الخصيب! ألم يكن الأصح ان يسأل آرامييه مثل هذا السؤال؟ ولكن يعرف، بل يدرك الحقيقة أن آرامييه لم يحققوا شيئا وفق مقولة الكاتب الكبير جورج رو/

ومن أحد الأسئلة لجناب الباحث هنري بدروس كيفا، بعد كل هذا الشرح المستفيض علما وفق عبقريتكم حيث الشعب الآشوري انقرض كليا ، وليس هناك إلا شعبك الآرامي  في كل هذه الديار، وهل بوسعكم اخبارنا أين هي  ممالكك الآرامية وشعوبها اليوم ومتى ستعلن عن  هذه الأمبراطورية الآرامية الكرتونية ؟!

وكما هو معروف للداني والقاصي آرامييك في معلولا الذين يعدون ببضعة آلاف الى اليوم يبحثون عن الطريقة المجدية لكتابة لغتك الآرامية المنقرضة في وقت يستخدمون القلم العبري المربع والمعروف في كثير من الأحيان بالقلم الآشوري/ كتاف آشوري ! في كل هذا اللقاء لم تات بذكرهم وأحوالهم وأطماحهم بأنهم أصحاب أرض قلب العروبة النابض !

الخلاصة:
-   الباحث هنري بدروس في كثير من الأحيان يتعلثم ولا يملك البداهة لشرح أفكاره الى درجة الدكتور الياس ( كما يظهر في المقابلة ) يسعفه في الخروج من الورطة وعلى سبيل المثال فهو لم يستطع حتى ذكر الملك الكلداني نبوخذنصر الذي سبى اليهود.
-   وفي مكان آخر رغم الحاح الدكتور الياس كي يشرح له لماذا اللغة السريانية وليست الآرامية ولكن في معظم الأحيان إجاباته كانت مثلما يقال " فسر الماء بالماء " إذ لم يستطع اخيرا اقناع الدكتور الياس حيث بكل براعة المضيف( الدكتور الياس) استطاع بلبق ادبي كي يؤجل الموضوع كون الوقت ضيق ولم يحضر له ويخرجه من الورطة!
-   شيئا أضفت لمعلوماتي الذي لم اكن اعرفه أن مريم العذراء هي الأخرى لغتها كانت اللغة " الآرامية " – إذ قبلا السيد المسيح نطق بها - وهذا يكفي الآراميين فخرا حيث الطريق الى الفردوس مؤكد حتما بعد إضافة هذا الرصيد الجديد!
-   ومن أكثر الأشياء المضحكة، هي ذكره لمكتشفات " جزيرة الفيلة " بمصر تلك الوثائق المكتوبة على ورق – بردى * -  نعم ( ب ر د ى) ولا كما هو معروف لأي شخص ولو له المام بسيط بالتاريخ  المعروف ب " ورق  البردي – أي آخرها ياء وليست ألف مقصورة" يا باحثنا المحترم .

-   وأخيرا، الى الآن لم اعرف لماذا هذا الحقد الدفين لشعبنا الآشوري ؟! وإذا كان ما يزال يعيش في شرنقته العنصرية الطائفية البغيضة حيث في كثير من الأحيان يريد احياء الفتن باعتبار كل آشوري هو نسطوري وهم شعب مغضوب عليهم وهراطقة وتفسيره المحبب من قبل حسن بن بهلول أن آثور/ آشور  معناها العدو،  والطريق الى الفردوس مسدود لهم، يا لها من سخرية القدر ونحن في الالفية الثالثة !!!
-   وكما لمسنا من كلامه انه يستخدم كثيرا " ساكون صريحا معك " وهنا أقول شخصيا أيضا سأكون صريحا معك يا أخي المحترم هنري بدروس كيفا كي تراجع معلوماتك وتزود نفسك بمعلومات التي تفيدنا جميعا من أن تكون بوقا يزعق ويشنف الآذان باشياء لا يقبلها العقل والمنطق معا ولتكن بركة الرب معك من أخيك الهرطوقي الآشوري النسطوري.

* اسم نهر في سوريا يمر من دمشق العاصمة السورية، بينما – البردي – وهو الورق المصريون استخدموه عادة في كتاباتهم.

آشور بيث شليمون
____________

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/0.htm



ا


137
لماذا هذا التزوير لتاريخنا الآشوري يا نيافة المطران سرهد جمو؟!


آشور بيث شليمون
 
من المؤسف قوله، أن هناك كثيرا من الكتاب وخصوصا من رجال الدين يحاولون عبثا تزوير تاريخنا وتعويضه بتاريخ آخر لا يمت الينا بصلة لا من قريب أو من بعيد.
ومن هؤلاء مع إحترامي الكبير نيافة المطران سرهد جمو حيث في مقال طويل نشر له عدة مرات وتحت عنوان " الهوية الكلدانية في الوثائق التاريخية " .
 
ومن الطريف أن نيافته يستشهد بالسواح الغربيين بغية التأكيد على وجود " الكلدان" حيث هؤلاء السواح زاروا المنطقة في أواخر القرن الثالث عشر وما يليه، في وقت  لم يبق بما يسمى بالكلدان وغيرهم في الجنوب نتيجة الغزو العربي الإسلامي وذلك  في أوائل القرن السابع الميلادي وما بعده نتيجة الأسلمة والتعريب.
 
كما والتاريخ يشهد أن الكلدان كانوا إحدى الأقليات البشرية من سكان الجنوب حول الخليج العربي/ الفارسي ومنهم على سبيل المثال: الفرس،اليونان، العيلاميين، الآراميين، القطريين/ قطر، العرب وغيرهم  كما جاء ذكره في كتاب :
Hagarism, The Making of the of the Islamic World- by Patricia Crone & Michael Cook- Cambridge University Press 1977 p 57
هذا ما يؤكده أيضا مدرس اللغات السامية في مصر " أ. ولفنسون " حيث قال بالحرف الواحد:
" والحق أن بابل كانت – كما يدل عليها لفظها العبري والعربي – خليطا من أمم مختلفة متبلبلة النزعات والميول.
بينما في بلاد آثور/ آشور الوضع يختلف تماما حيث يقول:  " لذلك استطاع الآشوريون الذين كانوا أمة واحدة وعنصرا واحدا أن يتدخلوا في شؤون بابل ويبسطوا نفوذهم عليها شيئا فشيئا ".
 
التاريخ  يشهد عما يسمى بالفتوحات/ الغزوات  العربية الإسلامية والتي تؤكد حول التغيير الديموغرافي الكبير الذي حصل لبلاد الرافدين وخصوصا في الجزء الجنوبي منه قبل القرن الحادي عشركما نوهنا به أعلاه، حيث غدا المجتمع برمته إسلاميا وعربي اللسان.
وفيما يلي ما جاء به نيافة المطران سرهد جمو وعلى ألسنة السواح أو رجال الدين الكاثوليك:
 أولا، إن الرحالة ماركو بولو  يشهد على ما تقوله تلك المصادر عند ذكره عن رواية التي فيها الخليفة العباسي (1225 ميلادية ) حاول إحراج المسيحيين باتخاذه مقولة السيد المسيح التي تقول: " إذا فيكم إيمان بقدر حبة الخردل تستطيعوا أن تنقلوا الجبل من مكان الى آخر"  الخ وما عليهم أن يبرهنوا على ذلك عمليا وإلا –
يرجى العودة لقراءة الخبر من كتاب ماركو بولو – وما حدث .
وإذا تصفحت كتابه:
  The Travels of Marco Polo, Penguin books 1979 page 53
حيث يذكر أن هذه القصة وقعت أحداثها ما بين بغداد والموصل ما يؤكد أسلمة وتعريب الجنوب عن بكرة أبيه كما قلنا أعلاه:
The miracle which I will relate to you took place between
Baghdad and Mosul .
 
والتخبط يظهر على أشده عند نيافة المطران جمو ، حول وجود  الكلدان  على لسان
سائح آخر تحت اسم " ريكاردو دي مونتي كروجي " والذي  كتب مذكراته سنة 1292 حيث يذكر بدوره عن وجود النساطرة وهم كلدانا كما يدعي ويصدقها نيافته بنفسه، في وقت الرحالة ماركو بولو الذي زار المنطقة في نفس الوقت  لم يذكر  عن الكلدان أطلاقا، بل كل ما قاله هو عن وجود النساطرة واليعاقبة!!
والطامة الكبرى أن هذا السائح تحدث عن الكرد والذين يصفهم بالكلدان، شيئا لم نسمعه من زائر آخر أو على ألسنة الآباء المسيحيين البتة، كي نصدق هذا الرحالة الغريب .
 
كما يستطرد   نيافته   عن وجود  رحالة آخر ألا وهو  جوفاني الراهب الدومنيكي الإيطالي  ( 1404 ميلادية ) والذي يبعث الإستغراب أنه ذكر عن وجود " بلاد كلدو " وهي في الجنوب الشرقي من فارس، والتضارب والتخبط هنا يحدث عند قوله وهي نقطة في أقصى الشمال من مملكة الكلدان – التي تبدأ من مدينة تسمى " مراغا "  وهي تمتد جنوبا حتى بحر المحيط ومدينتهم الرئيسية بغداد.
 
والمعروف في تلك الفترة لم يكن للكلدان أية مملكة! أما إذا كان هذا السائح مستشهدا بمملكة الكلدان القديمة من خلال الكتاب المقدس/ العهد القديم فمثل هذه المعلومات لا أرى فيها أية قيمة بذكرها على لسان سائح والتي هي مجرد مأخوذة من مصدر آخروهو الكتاب المقدس. ولكن على ما يبدو أن نيافته يريد بصورة او  بأخرى – خلط الأوراق وخلط التاريخ – كي يبرهن على وجود الكلدان الشيء الذي ليس هناك من ينكره وخصوصا قبل الميلاد باكثر من 500 عام. ومن ثم لا ادري ما هو سبب حشك مدينة " مراغا " الكردية والتي تقع في أقصى الشمال،  شرقي بحيرة أورمية – إيران في الموضوع؟!  
 
على كل، من المعلوم للجميع أن الدولة الكلدانية أتت نهايتها وخصوصا بمساعدة الذين تحالفت معهم لإسقاط الأمبراطورية الآشورية ألا وهم الآراميون وذلك عام 538 قبل الميلاد ولم تقم لها قائمة منذ ذلك التاريخ.  بينما صحيح أن الأمبراطورية الآشورية سقطت منذ 612 قبل الميلاد ولكن بقيت كدويلة تحت السيطرة الفارسية حينا والرومانية  حينا آخر وللبرهان على ذلك هناك مصادر عدة عن وجود هذه الدويلة الآشورية واكبر دليل على ذلك من المصادر الرومانية نفسها – في عهد الأمبراطور الروماني تراجان/Trajan  ( 117 ميلادية ) - والمصادر الرهاوية وعلى لسان " أبجار اوكاما " الذي كتب عدة رسائل منها الى الأمبراطور الروماني Tiberius   وأخرى ل" نارساي " ملك بلاد آثور/ Assyria التي جاءت في كتابات كاتب أرمني وهو MOSES of CHORENE  .
وإضافة إلى ما تقدم أستشهد مما جاء في كتاب " دفقات الطيب – مطبعة الراسي، زحله- لبنان 1961 " من تأليف كلي الطوبى مار أغناطيوس يعقوب الثالث، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق عن هذه الدويلة الآشورية :
 
" كانت المملكة الفارسية في القرن الرابع الميلادي مقسمة إلى عدة إمارات أو ولايات على رأس كل منها عامل يقيمه  " ملك الملوك " الفارسي ويسمى ( ملكا/ܡܠܟܐ ). وكانت (آثور/ ASSYRIA ) احدى هذه الولايات وقاعدتها نمرود" .
 
أما الشيء الذي يدعو الغرابة، أن   نيافة  المطران سرهد جمو يعتمد بالدرجة الأولى على هؤلاء  السواح الغرباء والذين يستشهد غالبا بكتاباتهم في وقت ليس بإمكاننا التأكد بما يقولونه لأنه ليس بمتناولنا تلك المصادر والتي في الغالب مكتوبة باللغة اللاتينية  ما عدا كتاب الرحالة " ماركو بولو " الذي لم يقل شيئا عن الكلدان البتة، بل وصف المسيحيين بتسمياتهم المذهبية كما قلنا أعلاه أي بالنساطرة واليعاقبة شيئا لا غضاضة فيه، حيث شعبنا كان مؤمنا بالمسيحية إلى درجة أن كل الفروقات العرقية قد ذوبتها المسيحية كي يتسموا جميعا ب " السريان " من أي نحل أو قوم .
والمؤسف قوله، لا ادري لماذا مطراننا( مار سرهد جمو )يدير ظهر المجن على الآباء المسيحيين وخصوصا في بلاد آشور  الذين ذكروا عن ديمومة الشعب الآشوري في الشمال ما لا يجد القارىء ذكره عن الكلدان البتة !
أما ذكر الكلدان في كتاب الخودرا التي يقيمون الدنيا ولا يعقدوها المتكلدنون الجدد، ما هي إلا حادث ( في القرن الرابع الميلادي )  وقع فعلا في الجنوب – موطن الكلدان – ولا في الشمال موطن نيافة المطران وموطن الأمة الآشورية !
 
كما هناك شكوكا واضحة في مقال نيافته،  فيما جاء به على لسان رئيس أساقفة السلطانية " جوفاني الراهب " الذي زار المنطقة في سنة 1404 ميلادية. ولكن الغريب أن هذا الراهب الدومينيكي يقول ما يلي: " هناك شعب كثير من العرب والكلدان والسريان والنساطرة والأرمن والكاثوليك .. " وهنا الإلتباس على أشده وهو وجود العرب، الكلدان، السريان، والأرمن، ولكن الضبابية حول ما يعنيه هذا الراهب ب " النساطرة والكاثوليك " شيئا لا يقبله المنطق السليم !
 
ومن الجدير ذكره، في وقت المطران سرهد جمو يستخلص في عدم وجود ذكر التسمية الآثورية أو الآشورية – وهو على قناعة بأن التسميتين هي واحدة – ولكن لجأ  إلى هذا الأسلوب مع احترامي بغرض لتشويش القاريء البسيط حول وجود الشعب الآشوري كأن تشكك في تسمية الشعب العراقي بقولك  الشعب العراكي( جيم مصرية ) أو الشعب العراقي.
ولكن نيافته يدحض نفسه من خلال المقال ذاته وهاك ما قاله حرفيا:
 
" إن التسمية الآثورية وردت كذلك لماما في غضون القرن السادس عشر الى جانب التسمية الكلدانية، ولكنها وردت على لسان أصحابها (؟ ) وردت دوما بمعنى الإشارة الى المنطقة الجغرافية التي انحسرت اليها المسيحية في بلاد النهرين عهدئذ " انتهى الإقتباس
وهنا نسأل نيافته، إذا كان ذكر " الأثورية " معناه الجغرافي،  إذا لماذا لا تكون ذكر " الكلدانية " من الناحية الجغرافية أيضا ؟! ومن ثم أليست الإشارة الجغرافية دليل على آثورية المنطقة سكانيا وجغرافيا مثلما الفرنسي ينسب الى فرنسا ( المنطقة الجغرافية ) ! كما أنك تؤكد على ورودها من خلال مقالك بالذات كما يظهر للعيان حيث قلت، " وردت على لسان أصحابها! وفي هذه الحالة نقول من هم أصحابها؟ غير الشعب الآشوري بدون  منازع .
 
والخلاصة، رغم أني أستطيع أن أكتب الكثير فيما يزيل كل الشكوك التي يثيرها البعض حول ديمومة واستمرارية الأمة الآشورية  ولكن أكتفي بأن أسأل نيافته،  هل قرأت يا نيافة المطران قصيدة العلامة  " كيوركيس وردا الأربيلي " حول تقريظه لبطاركة كنيسة المشرق والتي تنوف على مائة بيت حيث يذكر فيها كثيرا من الشعوب وبالأخص شعبنا الآثوري في خمس أبيات منها والتي ليست من الناحية الجغرافية فحسب، بل ومن الناحية القومية أيضا – علما أنه لم يذكر الكلدان شعبا أو جغرافية-  في وقت هذا العلامة عاش حتى مطلع القرن الثالث عشر( 1225 ميلادية )  قبل أن يحط المبشر البريطاني ويغرام المنطقة بأكثر من ستمائة سنة، والذي كل المتكلدنين الجدد يشيرون تسميتنا الآشورية إليه أي من قبل هذا المبشر اللعين كما يصفه أحد هؤلاء المتكلدنين  وهو رجل دين حصيف بدوره!
 
أم أنك لا تعرف البتة عن هذا العلامة ، وفي هذه الحالة ستكون المصيبة أكثر بكثير، ولكن في حال لك علما به. وهل يا سيادة المطران مقالك هذا إذا يعبر عن الحقائق التاريخية التي ما أحوجنا معرفتنا بها ؟!
 
إن الإنطباع الوحيد الذي يستخلصه القاريء مع احترامي لك عند قراءة المقال هذا وهو أنك تطمس وجود الشعب الآشوري كما تزور التاريخ برمته وهي مأساة بحد ذاتها والتي  لا تصدر من رجل عادي علماني بل من رجل دين  للأسف !
 
وهنا أضع للقراء وفي اللغة السريانية كما جاءت على لسان قائلها عن وجود الأمة الآشورية شعبا ووطنا ألا وهو العلامة كيوركيس الأربيلي :
 
ܘܡܪܝ ܡܐܪܝ ܐܬܘܪܝܐ  // ܡܢ ܛܘܗܡܐ ܚܠܐ ܟܘܢܝܐ.
ܘܥܒܕܝܫܘܥ ܐܬܘܪܝܐ  //  ܕܡܢ ܓܢܣܐ ܛܘܗܡܢܝܐ .
ܕܗܘܐ ܒܐܬܘܪ ܥܠܠܢܐ //  ܘܐܬܩܬܠܩ ܐܝܟ ܩܢܘܢܐ.
ܒܐܬܘܪ ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢܐ //   ܘܐܬܡܢܝ ܒܣܝܣܪܬܐ ܕܟܐܢܐ.
ܘܥܒܕܝܫܘܥ ܡܐܢܐ ܓܒܝܐ //   ܕܡܢ ܐܬܘܪ ܟܪܟܐ ܦܐܝܐ.
      
وفي الختام، اولا المعذرة في عدم استخدام الحركات حيث هي معدومة عندي لسبب أجهله، ولكن لمن لهم إلمام باللغة بوسعهم قراءتها بكل سهولة.
ثم هذا العلامة، يشير بوضوح لا إلى المنطقة الجغرافية فحسب، بل يشير إلى الشعب الآشوري بنفسه بكل فخر واعتزاز، على سبيل المثال تجد ذلك في البيت الثاني ومن ثم يستخدم العبارة التي استخدمها كثيرا الآباء المسيحيين بوصف البلاد الآشورية ب " مطلب العلوم " وبقولهم ذلك طبعا يصفون الشعب وليس جغرافية المنطقة ، والتي جاءت في البيت الرابع من القصيدة.
تنويه: يرجى النقر على الرابط ادناه لقراءة مقال المطران سرهد جمو بالكامل :
 
http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=42356&get=last#255179
 
وختاما، لقد صدر في هذه الأيام عن نيافته مقال آخر تحت عنوان " قضية معاصرة – كفن تورينو " ومما جاء في مقدمته :
" ان ما يجدوني الى الدخول في هذه الموضوع الشائك هو ثلاثة عوامل: الواحد علمي والاخر ايماني والثالث تاريخي. الاول هو ان كفن تورينو يمثل لغزاً حيّر العلماء المعاصرين بالرغم من كل ما توفره لهم التقنية الحديثة من وسائل لكشف اسرار المادة. والثاني هو: ان هذا الكفن قد يقدم دليلا حسيا اعجازيـا يعكس بدقة مجسمة حادثةَ تعذيبِ وموتِ، وربما قيامةِ المسيح الرب. والثالث: لانه قد يكون لهذا الكفن الاحجية علاقة بتاريخ كنيسـتنا الكلدانية حسب نظرية بعض المؤرخين المتتبعين للموضوع ".
 
وهنا يذكر نيافته: السبب في الدخول في الموضوع هو عوامل ثلاثة ومنها  كما يقول – قد يكون لهذا الكفن الأحجية علاقة بتاريخ كنيستنا الكلدانية حسب نظرية ( بعض ) المؤرخين المتتبعين للموضوع !
بعد قراءة المقالة بالكامل نيافته لم يسلط الأضواء عن ماهية  هذه العلاقة ولا عن هؤلاء ( بعض ) المؤرخين ، علما أنه لم يكن كنيسة كلدانية بالمرة في ذلك الوقت وحتى بشهادة المتكلدنين أنفسهم من أمثال المطران لويس ساكو وماذا عن تلك العلاقة – حيث هي موجودة – بالفعل مع الكنيسة التي كانت في بلاد آشور كما ذكرت الروايات أن الملك أبجر ملك الرها/ أديسا كتب عدة رسائل في أيام السيد المسيح ومنها الى الملك الاشوري " نارساي " والرسالتين الأخريين واحدة الى الأمبراطور الروماني طيباريوس والثانية إلى أرداشيس ملك الفرس كما ذكرنا أعلاه.
 
وختاما، نقول وحتى أنت يا نيافة المطران للأسف تلجأ في تحوير وتزوير تاريخنا الآشوري؟!
 


138
ܐܓܪܬܐ ܐܬܘܪܝܬܐ ܬܪܝܢܝܬܐ/ الرسالة الآشورية الثانية

ܚܬܘܬܝ ܘܐܚܘܢܘܬܝ ܩܪܝܢܐ ܡܝܩܪܐ/ أخواتي وإخوتي القراء المحترمون
ܫܠܡܐ ܘܫܝܢܐ ܥܡܟܘܢ/ السلام والأمان معكم

أعزائي: حقيقة كانت لي تجربة جميلة ومشجعة وإن تخللت مع احترامي من البعض، أكرر من البعض ولا الكل، تصرفات غير اخلاقية مقبولة،  ولكن عموما لا باس بها واتطلع الى المستقبل ان تكون اكثر نجاحا وذلك باخذ بعض الخطوات الهامة وهي:

-   هدفي الرئيسي هو كشف الحقيقة عن امتنا الآشورية وفي عقر دارها بلاد آشور/ ܡܬܐ
       ܕܐܫܘܪ ، تاريخيا ولغويا وتراثيا.
-   فضح وكشف مزوري تاريخنا أي كان بدون تردد، لا كرها باحد، بل لتقديم الحقيقة لشعبنا
     المنكوب كما هي ولا كما يشوهها البعض مع الأسف.
-   إن تمسكنا بآشوريتنا القومية وفي دارنا لهي امانة على أعناقنا، وأي تقاعس او تراجع عنها  

 
  لهي خيانة عظمى في حق شعبنا الذي قاسى الكثير كي حتى والغاية في نفس يعقوب يجردنا من وجودها الأزلي.
-   نحن نكشف التاريخ كما هو ولن نسمح لأحد ان يشوه تاريخنا او يبدله كما يشاء. في شمال ما  
   يسمى العراق، القومية الوحيدة هي الآشورية، وإذا كان هناك الكثير ممن لا يجدون أنفسهم آشوريون هؤلاء هم في كثير من الأحيان أما من المستعربين، المتاكردين، المتكلدنين أو من الغرباء المحتلين . ليس هناك من يحاول طردهم أو اجبارهم العودة الى جذورهم الخيار هو لهم وحدهم .


تعاريف مهمة عن شعبنا :

من المؤسف نتيجة الظروف السياسية والمذهبية ومرور شعبنا تحت ربقة المحتلين الأجانب، اليوم شعبنا في بلاد آشور ينتمي الى هذه التسميات :  الآثوريون، السريان والكلدان .
الآثوريون، هم الشعب الأصلي لهذه الجزء من عراق الحالي ولا يختلفون عن إخوتهم من السريان والكلدان، بل كلهم ينتمون الى القومية الآشورية *.
الكلدان:
وما يسمى الكلدان في بلاد آشور، هم غير الكلدان القدماء، بل آشوريون بعد سريان الكثلكة عرفوا بالكلدان، هذا الإسم الذي أسبغه عليهم من قبل بابا يوجين الرابع حوالي 1443-1444 ميلادية.
كما الجدير بالذكر ان الكلدان وهم القلة القليلة في  جنوب العراق – حيث كان هناك أراميون، فرس، عرب و   - لقد اسلموا واستعربوا وانصهروا في المجتمع العربي في نهاية القرن العاشر او بالاكثر في أوائل القرن الحادي عشر الميلادي وبذلك لم يبق لهم أثر .

السريان:  هنا توضيح هام جدا، وهي التسمية هذه كانت تطلق على جميع سكان الهلال الخصيب من كل القوميات المعروفة والتاريخية هناك وهنا استشهد بما قاله الاخرون لكي لا أتهم انني أزور التاريخ أو أضعه بما يناسبني كآشوري والنص مأخوذ من المجلة البطريركية، وهي مجلة دينية تاريخية أدبية وتصدرها بطريركية انطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس في دمشق، العدد الثاني والستون، المؤرخ كانون الاول من عام 1968 – السنة السابعة والصفحة 81:

" والشعوب السريانية الاولى التي عرفت في العصور القديمة، أعني بها الأكاديين، البابليين والآشوريين، ثم الكنعانيينوالفينيقيين وفروعهم، كانت كالشعوب الآرامية مساوية لها ب ( العرق واالغة )، غيران فارقا بسيطا كان يفصل بينهما، ينحصر في لهجة كل قبيلة الخاصة والعامة . "
وهكذا في العصور الاولى للمسيحية تقريبا اختفت الأسماء القديمة كي تكون التسمية ( السريان ) كتسمية عامة للجميع والتي مصدرها شعبنا الآشوري نظرا لدوره الريادة كما قلنا مرارا في عملية توحيد الهلال الخصيب وفق طموح الملوك السركونيين والذين نجحوا لحد ما حيث كانت تسمى هذه الحقبة التاريخية المهمة ب السلام الآشوري PAX ASSYRIACA."

الآراميون:
هم غالبا الشعب الذي كان منتشرا في قلب الهلال الخصيب والذي كان شعبا بدويا او نصف بدوي وقد أسس بعض الممالك الصغيرة هنا وهناك الذين كانوا تحت الإنتداب الآشوري، ولكن وجودهم في بلاد آشور ليس اكثر مما وصفه الأخ الفنان حنا حجار، ربما البعض ساقوا ماشيتهم للبحث عن الكلأ ليس إلا ولكن لم يكون وجودهم مهددا للأمبراطورية الآشورية. ومن المؤسف ان نجد اليوم منهم من يظن خطأ بانهم أصل البلاد، في وقت لا وجود لهم في بلادهم الحقيقية إلا ببضع آلاف والذين يرون انفسهم عربا كما يفتخرون رغم ان لهم لغتهم – الآرامية – القديمة والتي الى اليوم  في حيص بيص يبحثون سبل تطويرها وما هو الخط المناسب لها، حيث البعض اخذ يستخدم الأحرف العبرية المربعة والتي تعرف حتى من قبل اليهود أنفسهم – كتاف آشوري أي الخط الآشوري.

ملاحظة  هامة للقراء الأحبة :

بإذن الله لإتمام مهمتي المقدسة هذه ساقوم بحملة توعية وذلك من خلال مقالات التي سأكتبها واقدمها للقراء. وفي هذه الحالة يرجى منهم والباب مفتوح للنقاش الحضاري ومن ضمن الموضوع، أي كلالقراء لهم الحق بالمناقشة ولهم الحق حتى بعدم قبول والأخذ بما أقدمه بشرط ان يقارعوا – الحجة بالحجة – أي اي نقاش خارج الموضوع غير مقبول ولن يلقى صاحبه أي اهتمام، كما أي شخص يخرج من الموضوع كي يحوله الى هجوم شخصي غير مسموح والافضل ان يقوم ذلك بنفسه من خلال كتابته هو في زاوية مستقلة وله الحق كي يقول ما يريده، بعد تزويد القراء بالثبوتيات وليس تكهنات وحتى هذا لن يلقى أي جواب إذا لم يعلن الشخص عن اسمه الكامل .

* أثور - آشور، وآسور هي نفس التسمية كما تقول: العراقي، العراكي( جيم مصرية ) أو العرائي السورية.
وأخيرا كلي امل ان تلقى دعوتي هذه أذنا صاغية ولكم شكري وتقديري؟

آشور بيث شليمون
__________________
إننا ننشد الحقيقة والحقيقة ستحرركم

139

نصوص مختارة من كتاب " الهاجرية *" حول آشور والآشورية

الكتاب: الهاجرية
المؤلفان: باتريشيا كرونه، مايكل كوك
من منشورات جامعة كامبريج، لندن – بريطانيا  1977
ترجمة: الكاتب السوري نبيل فياض


العرض :
 



كان هنالك بالتالي نسختان متمايزتان عن المسيحية في الكنيسة النسطورية: فمن ناحية كنيسة آشوريا المحلية، وهي تأكيد شوفيني على هوية ريفية؛ ومن ناحية أخرى كنيسة فارس الحضرية والتي كان مركزها في بابل، وهي تأكيد كوزموبوليتاني على حقيقة أممية. لكن إذا أُمْكِن مقارنة كنيسة آشوريا في هذا الصدد بالكنيسة المصرية، فشوفينيتها أخذت شكلاً مختلفاً إلى حد ما. فقد احتفظت مصر بإثنية ولغة مميزتين لها ضمن طبقتها الفلاحية، في حين كانت طبقتها الأرستقراطية تنتمي إلى العالم الهليني الأكثر اتساعاً؛ آشوريا بالمقابل امتلكت طبقة أرستقراطرية مميزة لها، في حين شاركت العالم الآرامي الأكثر اتساعاً في إثنيتها ولغتها. وهكذا ففي حين كانت الشوفينية القبطية إثنية ولغوية، استدارت شوفينية آشوريا إلى ذكريات ماض مجيد. في هذا السياق فإن اهتدائين جاءا في الوقت المناسب أفادا في تنقية الملوك الآشوريين من سوء سمعتهم حيال الكتاب المقدّس. الأول هو سردانا، ابن سنحريب، الملك الثاني والثلاثون لآشوريا بعد بيلوس وحاكم ثلث العالم المأهول، والذي أذعن لرسالة يونان التوحيدية وشرّع صوم نينوى الذي أنقذ نينوى من الدمار(86) ؛ وبما أن الصوم أنقذ الآشوريين من غضب الرب في الماضي، فقد أعاد تشريعه سابريشو من كرخا دي بيت سلوخ لإنقاذهم من الوباء بعد ألف سنة(87).و الثاني هو إعادة تحرير نسخة اعتناق إيزاتيس الثاني** الذي من أديابين اليهودية في نسخة اعتناق نارساي الآشوري المسيحية(88). كان هذا يعني أن الآشوريين كانوا موحدين قبل المسيح ومسيحيين بعده، والماضي بالتالي قاد نحو الحاضر دون أي شرخ. وهكذا فتاريخ كارخا دي بيت سلوخ يبدأ بالملوك الآشوريين وينتهي بالشهداء الآشوريين: سركون أسسه(89) والشهداء جعلوه «حقلاً مباركاً للمسيحية»(90). يشبه ذلك أنه في القرن السابع قبل المسيح وقف العالم كله مرعوباً من ساردانا(91)، وفي القرن السابع بعد المسيح احتل القديسون مكانه باعتباره «شمس آثور» و «مجد نينوى»(92).
………………
•   Hagarism by Patricia Crone & Michael Cook, Cambridge University Press 1977
** إن آشوريا/ ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ قبل الدخول في المسيحية اعتنقت الديانة  اليهودية، وهذا معناه بان الآشوريين دخل بعضهم هذه الديانة ولكن المملكة لم تكن من العنصر العبراني ، بل من العنصر الآشوري. لقد قمت بهذا التوضيح لان البعض وفي نفس يعقوب يريدون جعل مملكة أديابين والتي هي امتداد للإقليم الآشوري الذي حدده الأمبراطور الروماني تراجان في عام 117 ميلادية، حيث كانت تشكل جزءا من الأقاليم الرومانية الشرقية والتي منها بيث نهرين/ ميزوبوتاميا وأرمينيا.

آشور بيث شليمون
__________________


140



الآشورية، قومية المقاومة الوحيدة لا في العراق، بل في الهلال الخصيب أيضا!

آشور بيث شليمون

في البداية كشعب مؤمن بالآشورية، ديدنا الأوحد هو بعث القوميات كلها التي استعربت وأسلمت  في الهلال الخصيب، وهنا على سبيل المثال: الكنعانيون والفينيقيون على الساحل السوري، العموريون والابلويون شمال ووسط سوريا ( منطقة حلب ) والآراميون جنوب سوريا حول دمشق، والاشوريون والبابليون في وسط وشمال العراق، والسومريون والكلديون في جنوب العراق.

من المؤسف، قوله أنه في الآونة الأخيرة ظهرت قوميات لم تكن موجودة قبلا غير أنها كانت تمثل الشعوب البدوية او نصف بدوية مثل الآراميين والكلديين والتي قبل القرن الحادي عشر الميلادي استعربت وأسلمت معظمها   إلا بعضا منها حيث حافظ على ديانته المسيحية فقط ،  لكي تنافسنا وفي عقر دارنا لا تاركين وطنهم للأعراب فحسب، بل ، حتى لحذف وجودنا الآشوري.

يقال إن كل الاحصائيات والبيانات في مطلع القرن الماضي في الهلال الخصيب، تدل أن الشعب المسيحي كان يشكل 25% من مجموع السكان. وأن الشعب الآشوري كان الشعب الوحيد الذي حافظ على لغته والإعتزاز بها في شمال بيث نهرين/ العراق، بينما الباقون كما قلنا معظمهم انصهروا واندثروا في المجتمع الإسلامي لغة وتراثا، إلا البعض منهم الذي حافظ على ديانته المسيحية في جيوب هنا وهناك، وهي الحالة في ما يسمى بلاد الشام.

واليوم بعد مرور  أكثر من مائة عام على تلك الاحصائيات، وسؤالنا الآن هو : ما حققته هذه الجماعات في بعث قوميتها حيث اليوم يبدو قد أصابتهم الحمى القومية؟!

كما يقال بالعربي الفصيح، لم يعملوا شيئا على الإطلاق  سوى أنهم كانوا القوة الدافعة لبعث العروبة و اللغة العربية التي كانت على شفير الهاوية على حساب طمس لغاتهم الأصلية/   واللغة الارامية مثالا،  التي يفتخرون بها  اليوم .
والطامة الكبرى انهم قبلوا العروبة كقومية بكل رحابة صدر وبدون  أي منازع! والمؤسف قوله أن دعاة وغلاة القومية العربية كان جلهم منهم ( المسيحيون ) من أمثال: جرجي زيدان،  ميشيل عفلق، نجيب عزوري، قسطنطين زريق، ،أدمون رباط، خليل الكلاس، ايليا حريق، انستاز ماري الكرملي،  خليل القبرصي الذي حتى دعا الى دخول الإسلام!

أخي القارئ، هل تعلم أن حكومة لبنان كان بوسعها يومذاك جعل اللغة " السريانية " او الآرامية كما يحلو البعض تسميتها لغة رسمية في البلاد! ولكن لم تفعل، بل زحفت على بطنها وقبلت كي تكون عضوة في الجامعة العربية من اليوم الأول والى اليوم.
وهل تعلم، ان دعاة وغلاة القومية الكلدية في العراق اليوم في كتاباتهم يتبجحون بالوطنية العراقية، هذه الوطنية التي ركيزتها العروبة والإسلامّ؟ّ!
وهل تعلم، بأن هؤلاء والذين يعدون – ادباء الكلدان – في معظم الاحيان يعتبرون شريحة بسيطة من شعبنا من سكان منطقة – حكاري – بانهم وافدون الى ما يسمى العراق، هذا الوطن الذي الإستعمار ومعاهدة سايكس بيكو رسمت وحددت حدوده رغم انه كان يؤلف بلاد بيث نهرين او Mesopotamia  من كل – الموصل / نينوى ، بغداد / بابل و البصرة وأجزاء كبيرة ألحقت بتركيا وسوريا؟!
وهل تعلم، أن  الكنائس المسماة الكلدانية والسريانية لو تضافرت جهودهما مع الكنيسة المشرقية في بعث قوميتها ولغتها منذ بدء الحركة القومية الآشورية، لكان بوسعنا انجاز الكثير في شمال العراق/ بلاد آشور- ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ الى درجة إيجاد الكيان القومي الآشوري حيث كل الشروط كانت متاحة والتي تفتقرها الشعوب الأخرى في الهلال الخصيب مثل الكنعانيين والفينيقيين، العموريين والإبلويين والآراميين والكلديين!
دون أدنى شك أن صحوة القومية الآشورية تعد الأولى والأنجع القوميات المحلية في الهلال الخصيب، والتي جمعت معظم الأطياف المذهبية المسيحية ، إذ كان في صفوفها ولا يزال حضور كبير من باقي إخوتنا المنتمون الى الطوائف وعلى سبيل المثال – الكلدان والسريان، وهناك حتى رجالات عمالقة من هاتين الطائفتين قد لعبوا دورا هاما ورئيسيا وعلى سبيل المثال،  يوسف ملك، فريد الياس نزها، نعوم فائق، يوحانون قشيشو، شكري تشرموكلي، حنا سلمان والقائمة طويلة ...
والمؤسف قوله، الى جانب ما ذكرناه كان هناك ولا يزال جمهرة أخرى ضربت عرض الحائط لا على لغتها والتي تعدها لغة مقدسة ، بل على قوميتها وإثنيتها الحقيقية كي تركض وراء سراب القوميات التي ليس لها أي نشاط قومي يذكر، كي ترمي العصي في عجلة القومية الآشورية اليوم وتقوم في خدمة الصهيونية والعروبة الذين يعادون ويزورون التاريخ عالمين أن هذه الأصوات النشاز لن يكونوا حجر عثرة لهم بل سندا قويا في اتمام مشروعهم الهدام والرامي في طرد ما تبقى من شعبنا بعد كل المجازر والقتل والسلب  الذي عانينا  منهم وبدون انقطاع منذ دخولنا المسيحية.
وكما ذكرنا ما قام به إخوتنا في كل من سوريا ولبنان في دفع ودعم العروبة، هكذا ايضا حصل نفس الشيء مع معظم شعبنا من الطوائف المذكورة من كاثوليكية وأرثوذكسية في العراق، حيث لا تجد مجلة أو صحيفة واحدة بلغة الأم، بل كلها كانت باللغة العربية ومعظم كتابها كانوا من ابناء شعبنا إذ قاموا في خدمة اللغة العربية والعروبة على آخر رمق، حتى  وبإفتخارهم  الى درجة أن  احدهم وهو أنستاز الكرملي افتخر بعروبته التي تعود جذورها الى اليمن!

اليوم أيها الاخوة هل تعرفون ما يحصل في لبنان وعلى سبيل المثال؟ كما تعلمون في السابق أن رئيس الجمهورية كان رئيسا فعليا بينما اليوم وكنتيجة لهذه التنازلات أصبح لا شيء، لأن رئيس الوزارة هو كل شيء، وليت شعري يبقى ذلك،بل انتظر بضع سنوات والمسيحيون سيفقدون كل شيء وحتى رئاسة الجمهورية الاسمية لهرولتهم العروبية ونكران ذاتهم.
والسيناريو ذاته يجري في العراق، حيث وفي هذه الأيام ما عدا ما يعانيه شعبنا من اضطهاد وتنكيل وتشريد وتهجير والقوة التي وراءها معروفة هويتها.
ولكن من المؤسف قوله، أن دعاة وغلاة الكلدية والآرامية، التي فاقت توا من السبات في وطننا لترى العدو اللدود الوحيد لها هي القومية الآشورية، القومية الوحيدة التي تملك كل البراهين لصدقها ووحدتها التاريخية والجغرافية والثقافية .
وسوف أضع الرابط أدناه، كيف يحاول البعض احياء القومية الآرامية أو الكلدية بأحلام يقظة التي يحلمون بها ليل نهار والتي هي بعيدة عن الواقع بعد الثرى من الثريا، وهم لا يكتفون بذلك بل حتى كل ما يعملونه ليس إلا ذر الرماد في العيون.
http://www.kaldaya.net

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/0.htm

ونصيحتي الأخيرة لشعبنا في العراق - مات آشور، هي عدم التنصت الى هؤلاء الذين يحاولون طمس قوميتنا الآشورية في دارنا، وأعلموا جيدا بأن الحركة الآشورية ليست بحركة حديثة العهد، بل ربما هي قبل ولادة الحركة العربية، لذلك حذاري من ذلك وكونوا فطنين ويقظين بألا تقعوا في شبكتهم الانهزامية المفلسة وإذا تريدون مستقبلا لامتنا فهو من خلال القومية الآشورية، حيث تملك كل المقومات الأساسية والتي تفتقر وربما لا توجد بالكامل في غيرها من هلوسات سفسطائية مقيتة لأناس مع احترامي يتأسدون علينا فقط !!!
تنويه: إن كلامي أعلاه موجه كما قلت واقولها على الدوام الى  البعض ، نعم البعض من شعبنا الضال مع احترامي في متاهاتهم الطائفية والعنصرية، كما اننا نترك الباب لهم مفتوحا في اختيار قوميتهم المنشودة كما يريدون وليس لنا غضاضة في ذلك، ولكن نحن لهم بالمرصاد ولم ولن نسمح لهم القيام في تزوير وتحوير أو طمس وإلغاء وجودنا وتاريخنا الناصع وفي عقر دارنا وشكرا܀

آشور بيث شليمون
____________



141
سؤالي البسيط والمتواضع إلى  إدارة موقع عنكاوا المحترمون

منذ أيام، نشرت صورة لشعر العلامة الكبير كيوركيس وردا الأربيلي، والتي فيها ينشد ويقرظ الامة الآشورية الى جانب ذكر كل البطاركة لكنيسة المشرق.
وبالحقيقة هي وثيقة تاريخية التي من المؤسف إخوتنا الكاثوليك لا يعلموا من المؤكد بها وتعود الى  حوالي 800 سنة خلت.

هل بوسع إدارة الموقع مشكورة  جدا، ان تجبني ما هي الأسباب التي جعلتهم بحذفها؟ لقد حذفتم غيرها من كتاباتي ولنقل لكم الحق، ولكن ما كان في هذه القصيدة التي دفعتكم لحذفها، بينما مع الأسف الشديد ومن خلال مطالعتي المداخلات والمقالات المكتوبة والمليئة بالتهجمات وحتى البعض مع احترامي حول الموقع الى مكان للتهريج تبقى شامخة ومرفوعة الراس مع كتابها؟!
وأكرر شكري وتقديري لو فعلتم ذلك!

أخوكم إذا جاز لي/  آشور بيث شليمون
________________________________

142
الاخ عبد الأحد قلو كتب:
" أ خي اشور المحترم
كلامك لا يعتمد عليه وانه اجتهاد شخصي من قبلك ونحن نسال عن الفقرة التي ذكرتها من الكتاب المقدس( وليكن بمعلومك فأن الكتاب المقدس فهو بملهم  وبمعنى مكتوب بعناية الله له، وهذا ما يعتقد به كل مؤمن ان كنت كذلك حضرتك) ورغم ذلك فقد انهزمت من الجواب ، اترك السريانية الان ولنعد للفقرة المعنية من الانجيل، وسؤالي لما لم يقل ليتكلموا الاشورية وبدلا من الارامية) والجواب يفضل من الكتاب المقدس ان كان ذكر للغة الاشورية فيه ولا يحتاج الى ادلة وشهود. ولكن يجب ان تذكر رقم الاية والفقرة ولأي سفر تعود ، اما من مصادر اخرى فنحتاج الى توثيق ومصادر وشهود. وبصراحة فمواضيعك هذه لا توكل الخبز وكما يقولون، فقد اصبحت فيما مضى!!

...................


                   

الأخ عبد الاحد قلو المحترم:

هنا ادناه سأضع ومن الكتاب المقدس اخطاء اخرى، كي ابرهن لك بان ما اقوله صحيح .
وكما ليكن معلوما لك، إذا لا تحسن لغتك واسلوبك مع احترامي فستكون في قائمتي السوداء، حيث لن أرد أو أكترث بما تعلقه أو تقوله وستكون مثل السيد عصام موميكا والسيدة  الاخرى ( سورايتا ).

مثال :

في الكتاب المقدس العهد القديم وفي جدول الأنساب من سفر التكوين حيث يذكر في الأصحاح العاشر والعدد
6) وبنو حام كوش ومصرايم وفوط و ( كنعان ).
22) بنو سام  (عيلام ) وآشور وأرفكشاد و( لود ) وأرام.

هناك خطأ جسيم  في العدد 6 حيث بذكر كنعان من أبناء حام، ولكن في الحقيقة هو ابن سام.
والخطأ الاخر في العدد 22 حيث – عيلام – ليس من أصل سامي وذكر هنا خطأ وبذلك يصبح _ آشور/  ܐܫܘܪ  الإبن البكر لسام.

وختاما، يمكنك ألا توافق معي ولكن عليك ان تقلع من عادتك هذه في استخدام اسلوب غير لائق كما جاء في مداخلتك الأخيرة  وشكرا.

آشور بيث شليمون
________________


143
نماذج من التفسيرات الخاطئة  التي يروجها البعض من  الكتاب المقدس!

آشور بيث شليمون

من المؤسف، ان البعض لا يروج بعض التفسيرات الخاطئة، بل يتمسك بها وكانها حقائق . من هذه التفسيرات والتي هي من الكتاب المقدس حيث طلب اليهود من ربشاقي/ قائد الجيش الآشوري في محاصرته لأورشليم  ان يتكلم معهم باللغة الآرامية، إذ اليهود  لم يحبوا ان يكلمهم بلغتهم، وهذا النص روجه الكثيرون بصورة خاطئة ومنه سرت الكذبة الكبيرة بان الشعب الآشوري كانت لغته آرامية، التي اليوم نريد القاء الأضواء الكاشفة عليها كي نفندها وندحضها وهاكم من الكتاب المقدس هذا النص حيث القائد الآشوري لم يستخدم اللغة الارامية بتاتا:

من سفر الملوك الثاني، الأصحاح الثامن عشر

37 :- وارسل ملك اشور ترتان وربساریس وربشاقى من لخیش إلى الملك - لآیات 17
حزقیا بجیش عظیم إلى اورشلیم فصعدوا واتوا إلى اورشلیم ولما صعدوا جاءوا ووقفوا
عند قناة البركة العلیا التي في طریق حقل القصار.و دعوا الملك فخرج الیھم الیاقیم بن
حلقیا الذي على البیت وشبنة الكاتب ویواخ بن اساف المسجل.فقال لھم ربشاقى قولوا
لحزقیا ھكذا یقول الملك العظیم ملك اشور ما الاتكال الذي اتكلت.قلت انما كلام الشفتین
ھو مشورة وباس للحرب والان على من اتكلت حتى عصیت علي.فالان ھوذا قد اتكلت
على عكاز ھذه القصبة المرضوضة على مصر التي إذا توكا أحد علیھا دخلت في كفھ
وثقبتھا ھكذا ھو فرعون ملك مصر لجمیع المتكلین علیھ.و إذا قلتم لي على الرب الھنا
اتكلنا افلیس ھو الذي ازال حزقیا مرتفعاتھ ومذابحھ وقال لیھوذا ولاورشلیم أمام ھذا
المذبح تسجدون في اورشلیم والان راھن سیدي ملك اشور فاعطیك الفي فرس أن كنت
تقدر ان تجعل علیھا راكبین. فكیف ترد وجھ وال واحد من عبید سیدي الصغار وتتكل
على مصر لاجل مركبات وفرسان.و الآن ھل بدون الرب صعدت على ھذا الموضع لاخربھ
الرب قال لي اصعد على ھذه الأرض واخربھا.فقال الیاقیم بن حلقیا وشبنة
ویواخ لربشاقي كلم عبیدك بالارامي لاننا نفھمھا، ولا تكلمنا
بالیھودي في مسامع الشعب الذین على السور.فقال لھم ربشاقى ھل
إلى سیدك والیك ارسلني سیدي لكي اتكلم بھذا الكلام. الیس إلى
الرجال الجالسین على السور لیاكلوا عذرتھم ویشربوا بولھم
معكم.ثم وقف ربشاقى ونادى بصوت عظیم بالیھودي وتكلم قائلًا
اسمعوا كلام الملك العظیم ملك اشور. ھكذا یقول الملك لا یخدعكم
حزقیا لانه لا یقدر أن ینقذكم من یده.و لا یجعلكم حزقیا تتكلون
على الرب قائلًا انقاذا ینقذنا الرب ولا تدفع ھذه المدینة إلى ید ملك
اشور.لا تسمعوا لحزقیا لانھ ھكذا یقول ملك اشور اعقدوا معي صلحا واخرجوا الي
وكلوا كل واحد من جفنته وكل واحد من تینته واشربوا كل واحد ماء بئره.حتى أتى
واخذكم إلى ارض كارضكم ارض حنطة وخمرا ارض خبز وكروم ارض زیتون وعسل
واحیوا ولا تموتوا ولا تسمعوا لحزقیا لانھ یغركم قائًلا الرب ینقذنا.ھل انقذ الھة الامم كل
واحد ارضھ من ید ملك اشور.این آلھة حماة وارفاد أین آلھة سفروایم وھینع وعوا ھل
من سفر الملوك الثاني، الأصحاح الثامن عشر

انقذوا السامرة من یدي.من من كل آلھة الاراضي انقذ ارضھم من یدي حتى ینقذ الرب
اورشلیم من یدي.فسكت الشعب ولم یجیبوه بكلمة لأن امر الملك كان قائًلا لا
تجیبوه.فجاء الیاقیم بن حلقیا الذي على البیت وشبنة الكاتب ویواخ بن اساف المسجل
الى حزقیا وثیابھم ممزقة فاخبروه بكلام ربشاقى.
..................

ترتان = الترتان ھو القائد العام وھذه صفة أو وظیفة ولیس اسًما. وھكذا الربساریس =__

144
الفكر الحاقد لدى متقمصو سراب الكلدانية، حبيب تومي مثالا!

آشور بيث شليمون
  
                                     ܞ

نقل الحجارة مع رجل حكيم أفضل من شرب الخمرة مع رجل جاهل .
                                                           أخيقار الآشوري
The trouble with most people is that they think with their hopes or fears or wishes rather than with their minds.
Will Durant
المشكلة مع معظم الناس هي أنهم يفكرون بآمالهم او بمخاوفهم او بتمنياتهم عوضا عن استخدام عقولهم.
ويل ديورانت


توطئة:

إنها لكارثة عظيمة جدا ما يحدث هذه الايام للأسف في مجتمعاتنا المدنية حيث الجهل أو التجاهل يكاد مطبقا، ومعظم  الأمور  تفسر يالمقلوب، كلدان الجنوب لا وجود لهم هناك، بل هناك كلدان الشمال، أو كلدان الجبال! وفي العراق اليوم لا شعب آخر غير الكلدان، إذ إبراهيم جد الشعب العبراني كلداني، السيد المسيح كلداني، ومريم العذراء أم المسيح كلدانية، ولم يبق لهؤلاء الذين أصابهم  الغرور والغطرسة  إلا الله عز جلاله - كي يكون كلديا !!

وفي مدة زمنية قصيرة جدا وإذ بنا أمام صحوة التكلدن والتي لم تكن موجودة على أرض الواقع اطلاقا من قبل وعلى سبيل المثال:  مؤتمر كلداني، علم كلداني، رأس السنة الكلدانية ويوم شهيد كلداني، ادباء الكلدان طبعا باللغة العربية  والحبل على الجرار.

...........................


عرض الموضوع:

في هذه الأيام العصيبة، طلع علينا الدكتور حبيب تومي بمقاله تحت عنوان " السيد آشور بيث شليمون يعود الينا بفكره العنصري الأقصائي -  29 حزيران 2013 " وكأنه هو الرجل الوحدوي الوحيد على الساحة بينما الآخرون هم أقصائيون وما هناك من مواصفات.
 إن مثل هذا الكلام جميل ان يقال ولكنه  في  الحقيقة  سم زعاف على أرض الواقع، والذي يريد المزيد من هذا الكلام الرخيص ما عليه إلا زيارة  موقع – كلدايا نت – حيث فيه الكثير ولماذا لا ؟ لقد قيل – وكل على شاكلته يعمل!

شخصيا، لي الشرف بكل ما سطرته أناملي كونه لم يكن صادرا عن حقد او ضغينة، بل داعيا للوحدة الحقيقية التي لا تشوبها شائبة. نعم رافضا للتسمية  المركبة والقطارية كما هم يسمونها لانها  تسمية تقسيمية وليست موحدة، والتمسك بالتسمية الحقيقية – الآشورية /  ܐܬܘܪܝܬܐ – ولا غيرها التي تؤكدها، الجغرافيا، التاريخ والشعب نفسه، مع فضح اولئك الذين يعملون في تشويه وتزوير التاريخ وكتابته من جديد بدون مهادنة وهم كثيرون.

وبإمكان الفرد الحصول على مقالاتي، اولا من هذا الموقع- عنكاوا – وموقع آخر للاخ باسم روفائيل – موقع تلسقف حيث خصص صفحة خاصة لكل كاتب وبمجرد النقر على اسمي ستجد أكثر من ستين مقالا حيث بسطت وشرحت كل الامور شرحا كافيا ووافيا.
والشيء الأهم، اني وضحت جيدا كلامي بصورة  منطقية وحضارية  للجميع كما  اعتبرت – هذه الشلة الكلدية –  مع احترامي الكبير لها، قلة الأقلية ولا تمثل شعبنا الحقيقي الواحد الموحد، ولكن رغم ذلك احترم قرارها ولهم الحرية كل الحرية فيما يختارونه – حسب المثل القائل " الذي يجبر الفرد الذهاب للصيد حيث لا يفيد/  ܗܘ ܕܐܙܠ ܒܚܝܠܐ ܠܨܝܕܐ ܠܐ ܥܒܕ ܦܝܕܐ " .

من أهدافي التي لن أتوانى من محاربتها وعدم السكوت عنها هي: فضح كل اعمال التزوير والتشويه الذي تقوم به    هذه الشلة وهاكم جملة منها:

-   السيد حبيب تومي يدعي بأن الجنرال آغا بطرس كلداني، ولكن الحقيقة غير ذلك قد يكون جزافا  – كلداني – وذلك من الناحية المذهبية، ولكنه قومي آشوريا، كونه من بلاد آشور، وإذا السيد تومي ليس لديه المعلومات عن تاريخ شعبنا، فإن ابنه ديمتري أي ابن الجنرال نفسه  كان من المؤسسين للإتحاد الآشوري الاميركي في أول مؤتمر عالمي حضرته وفود آشورية في مدينة – فاو – الفرنسية عام 1968ومن أول مقرراتها كان – تسمية  واحدة لهذه الأمة وهي – الأمة الآشورية !

-   السيد حبيب تومي في رده على الأخ (دشتو  ريكاني ) أراد بطرق ملتوية دحض ما جاء به الأخ حول المنطقة الشمالية – حكاري – كونها آشورية  ووفق ما ذكره ان  الأرض الآشورية الحقيقية حدودها لا تصل  الى المنطقة، ولكن هذه امثلة عديدة التي تدحض ما يزعمه:

إن المرحوم والدي، دائما في ذكر المنطقة كان يعرفها بالتالي، تخوما ( عشيرة ) من جبال آشور/ آثور وعلى نفس الوتيرة منطقة  - أمد / ܐܡܕ في كتابات إخوتنا اليعاقبة يشار اليها بنفس التسمية ومنهم الكاتب الكبير أبروهوم صوما/ ܐܒܪܗܡ ܓܒܪܐܝܠ ܨܘܡܐ  حيث يقول في كتابه عن ثقافة السريان وباللغة نفسها:
" ܐܢܐ ܐܒܪܗܡ ܓܒܪܐܝܠ ܨܘܡܐ ܕܡܢ ܡܕܝܬ ܕܒܛܘܪ ܕܐܬܘܪ ( ܛܘܪ ܥܒܕܝܢ ) ومعناه: انا أبراهيم كبرئيل صوما من مديات في جبال آشور( جبال عبدين ) " .
ولا أدري كيف تجرؤ أن تطلق على البلدة الآشورية – القوش – بالكلدانية في وقت أنت من مدينة أور وبعيدة عنها أكثر من منطقتنا بكثير.

ولعلمك أن الدولة العثمانية قسمت المنطقة الى ثلاث أقاليم وهي:
اقليم الموصل/ نينوى، وبغداد/ بابل والبصرة. ومن ثم منطقة حكاري/ هكاري كانت تابعة للموصل، والشاهد على ذلك حين تم اعدام أخ البطريرك الشهيد مار بنيامين ( المرحوم هرمز ) تم اعدامه في الموصل والتي هي عاصمة الولاية.

-   ومن المؤسف ان كاتبا آخر ( ح. ح ) ذكر في احدى كتاباته المنشورة في هذه المواقع التي تعمل المستحيل في تشويه الحقائق عن العلامة كيوركيس وردا الأربيلي بانه كاتب كلداني،  ولا أدري كيف تجرأ كي ينقض العلامة نفسه الذي جاء بقصيدة طويلة في تقريظ بطاركة الكنيسة المشرقية حيث ذكر آشور والآشورية بكل فخر واعتزاز خمس مرات في وقت لم يذكر كلدو والكلدية ولا مرة واحدة ( القصيدة تجدها على الموقع ).

الآشوريون وطرق التعامل مع الشعوب:

السيد حبيب تومي، يقول يشرفه تاريخه الكلداني، تاريخ العلم والمعرفة والثقافة ولا يشرفنا تاريخ القتل والوحشية كما جاءت على لسان بعض المؤرخين ومنهم : ويل ديورانت وأرنولد توينبي .
وهنا أقول، هل انت صادق حقا فيما تقوله؟ أيها الأخ المحترم عد الى موقعك وراجع ما كتبه أدباؤك الكلدان، بان الكلدان القدامى قضوا على الآشوريين عن بكرة ابيهم شيئا لم نفعله نحن ! ألا تظن مثل هذا الكلام بحاجة الى رد مفحم من قبلكم كونه اكثر بشاعة ووحشية مما فعله الآشوريون؟! طبعا هذا تغضون الطرف عنه وأشياء اخرى كثيرة.
ولكن أقول ايها السيد المحترم:
إن الامبراطوريات لا يؤسسها حمائم بل صقور، وإن الحروب وما رافقها من إراقة الدماء والدمار لن ولم تكن حصرا على الآشوريين وحدهم، بل تشمل كل الشعوب العالم قاطبة.
إن المورخ الاميركي  أ. أولمستاد في تاريخ آشور قال:
T.  Olmstead, History of Assyria, Th University of Chicago 1923 , pages 648-549
ذكر عن مدى قساوة الآشوريين في معاملة الآخرين، وفي سياق كلامه يعددها واحدة تلو الأخرى ولكن بنفس الوقت يذكر عن هذه الأعمال ذكرت بلاغيا وليست حقيقية، ولكن كل ما فعله الآشوريون  قامت بها شعوب اخرى ولكن في طريقة مغايرة وعلى سبيل المثال:
الآشوريون قطعوا الرؤوس، بينما المصريون فضلوا قطع قضيب وأيادي الرجال. والخلاصة نحن لا ننكر ان هناك كثيرا من استعمال العنف من قبل شعبنا، ولكن لو راجعت كما ذكرت أعلاه عن ان هذه الممارسات اخذت وجودها في الأمم الغابرة وحتى التي تعد مؤمنة بالله الواحد وعلى سبيل المثال الشعب اليهودي وحتى الشعوب المسيحية من ممارسات لا يقبلها العقل والمنطق.
ومن ثم ما بالك، ايها السيد المحترم بأحد من عناصر " جبهة النصرة " في الحرب الدائرة في سورية هذه الأيام حيث شق صدر جندي وأخرج قلبه ملتهما إياه مثل الوحوش الكاسرة.

والخلاصة، إذا تفتخر بتاريخك الكلداني، نعم لك ذلك ولكن نحن أيضا نفتخر بتاريخنا الآشوري، الامة العظيمة والتي كتبت عنها الكتب التي لا حصر لها وما المتاحف العالمية، باريس، لندن، نيويورك، برلين، بغداد وشيكاغو حيث الجناح الآشوري يشار اليه بالبنان، في وقت ليس هناك إلا القليل عن الكلدان.
وهنا أستشهد بما قالاه مترجما كتاب " عظمة آشور " للمؤرخ الإنكليزي، هاري ساغس ، كل من الاستاذين، خالد أسعد عيسى ، أحمد غسان سبانو، من  منشورات الدار السورية، دمشق – سوريا:

كما الولايات المتحدة الأميركية – هذه الأيام – قوة عظمى تحاول التحكم بمصائر الشعوب والاوطان، كذلك كانت آشور قوة عظمى تسيطر على العالم الذي كان في الألفين الثاني والثالث قبل الميلاد وتقيم في الشرق القديم وحدة طبيعية ونظاما قوميا  يوحد الوطن المتد من ذرى جبال زاغروس الى قمم جبال طوروس ومن امواج البحر المتوسط حتى رمال الصحراء العربية في الجنوب ܀
ܩܘܒܠܛܝܒܘܬܝ ܡܢܘܟ ܐܠܗܐ ܡܪܝܡܐ ܕܫܩܠܝܢܢ ܚܝܠܐ ܘܥܘܫܢܐ ܠܟܬܒܐ ܡܐܡܪܝ ܗܢܐ ܐܠܘܟ ܡܣܘܩܐ ܫܘܒܚܐ ܘܪܘܡܪܡܐ ܠܟܬܒܐ ܬܫܥܝܬܐ ܬܪܝܨܬܐ ܕܐܘܡܬܝ ܐܬܘܪܝܬܐ ܡܬܘܡܝܬܐ ܐܝܢ ܘܐܡܝܢ܀  ܡܚܝܠܐ ܐܫܘܪ ܕܒܝܬ ܫܠܝܡܘܢ ܡܢ ܛܘܗܡܐ ܐܫܘܪܝܐ
















































































145
القراء الأعزاء، هذه قصيدة العلامة كيوركيس وردا الأربيلي في تقريظ أشور والآشورية قبل ان تطأ أقدام الإنكليز أو المبشر الإنكليزي ويكرام المنطقة والعراق تحديدا.

قريبا جدا ستجدون ردي على الاخ حبيب تومي بإذن الله.

آشور بيث شليمون




146
الصحافي الأميركي بيل مويرز وعبور الفرات!

آشور بيث شليمون

بيل مويرز، صحافي أميركي يعد واحدا من أشرف الصحافيين الذين أنجبتهم الولايات المتحدة نظرا لنزاهته ونظراته الثاقبة . إن الصحافي مويرز عمل لدى PBS/ Public Broadcasting Service . كما كان من المنظمين لفرق السلام، والناطق الرسمي للرئيس الأميركي الراحل لندون جونسون ، ناشر ل Newsday ، المراسل الرئيسي لأخبار  CBS ومنتج لعدة برامج تلفزيونية .  كما أنه فاز بعدة جوائز تقديرية  ومؤلف لأفضل كتاب ذي المبيعات في أميركا تحت عنوان " التسمع لأميركا " مع كتب اخرى .

بيل مويرز في نظر الآخرين:

- بيل مويرز يتحدث من أجل، وإلى ، ضمير أمتنا "  -   والتر كرونكايت/ Walter Cronkite  ، كاتب أميركي مشهور.

 - بيل مويرز يؤمن قلبا وقالبا في تبادل الآراء، وللأفراد حق التعبير ما في خلجاتهم ... وهو، ذومنطق حقيقي، رجل الإيمان، إيمان في أميركا .  –  The New York Times

- منطقي جدا ومقنع .... ] بيل مويرز [صحافي ممتاز حيث نحن بحاجة ماسة لمعقوليته وملاحظاته القيمة في الوقت الحاضر. " -  St. Louis Post –Dispatch

لقد أصدر بيل مويرز مؤخرا كتابه الأكثر مبيعا  في عام 2005 "  بيل مويرز عن أميركا / BILL MOYERS ON AMERICA ".

كما تسمعون أو تشاهدون اليوم الثورة الإجتماعية التي تجتاح الولايات المتحدة الاميركية منذ مدة والتي شعارها 90% ضد 1%  لهي من إيحاء وتأثير كتابات بيل مويرز وغيره من الكتاب الأميركيين الغيورين على أميركا. وفي هذا السياق لنقتطف شذرات من كتابه الصغير هذا ولكن الكبير والدسم بالمعلومات ذات قيمة نادرة والتي تبرهن مدى اخلاصه وتفانيه لأميركا والإنسانية جمعاء.

" عندما ذووا المصالح الأقوياء ينهمرون إلى واشنطن/ العاصمة  بملايينهم من الدولارات كمساهمة الحملات الإنتخابية، من المؤكد يحصلون على ما يبتغون .  ولكن المواطن العادي الذي يدفع الثمن/ الفاتورة  يخرجون صفر اليدين ... "

" إنني لا أستشهد  بكتابات" كارل ماركس " او " ماوتسي تونغ " . أنا أستشهد مجلة ( التايم / Time)  الأميركية ومن قلب مؤسسة الإعلام الأميركي حيث ياتي الحكم أن أميركا الآن -  حكومة القلة وعلى نفقة الأكثرية._
إن أكثر من نصف المساعدات تذهب الى جيوب  الأغنياء الذين يشكلون 1% من الأكثرية وهم 99%
واستنادا الى صحيفة " نيويورك تايمز "  تقريبا 3400  من دافعي الضرائب والذين دخلهم  يتراوح ما بين 200 ألف دولار وما فوق  بأنهم لم يدفعوا أية ضرائب بالمرة على دخلهم السنوي وبزيادة 45% من العام الماضي ... حيث العجز المالي كان ضمن مخططهم ( 1% ) كما صرح به وأنذرنا السناتور المرحوم باتريك مونيهان عندما حاول الرئيس ريغان في استراتيجيته في اجبار الحكومة الفيدرالية بحذف المساعدات الإجتماعية لغرض تعجيل الإفلاس الفيدرالي  ... ".

" منذ سنوات وفي  أية مناسبة ممكنة  اتحدث وأركز حول  الروح الديمقراطية  - لأن هناك شيء غير صحيح وصائب في الأمور السياسية في هذه الأيام  - وهذا ما قلته لمن يحب الإستماع . أنا لا أقصد المدافعين لقضية وقذف  الطين ( القاذورات )، الدعاية التلفزيونية السلبية، أو الحملات الإنتخابية  الفارغة .  أنا أتحدث عن أشياء أساسية ، عن أشياء مزعجة  في قلب السياسة ... عن روح الديمقراطية التي أساسها الحكومة ل -  ومع ومن أجل الشعب وروح الديمقراطية التي  تكاد تموت ....

لا تأخذونني مخطئا ، إن فييتنام لم تجعلني حمامة، بل جعلتني أن أقرأ الدستور . ومن أولى واجبات الدولة هي حماية المواطن . وليس هناك مادة في الدستور أنه مسموح لأمة عظيمة  ك– الولايات المتحدة الأميركية – أن تشن حربا ضروس وبدون  سابق انذار على أمة محاصرة ( يقصد العراق ). ورياضة الحرب النبيلة هذه تغدو لقتل  الأبرياء ! " .
وفي كتاب آخر صدر في عام 2008 للكاتب عن الديمقراطية/ Bill Moyers On Democracy  ذكر ما يلي:
 "الرئيس بوش ( الإبن ) علق على مشهد لأربعة جنود عراقيين وهم مذعورين بينما يخرجون من خنادقهم للإستسلام لجندي أميركي الذي قال لهم،   لا تخافوا كل شيء على ما يرام والرئيس أردف قائلا إننا شعب طيب وشعب كريم ." أنا فكرت: نعم، ولكن ما بالك على قتل الجنود والمدنيين العراقيين – الشعب ذو التهمة الوحيدة أنه لم يستطع النجاة من ظلم صدام وتكنولوجيتنا الأميركية التي سحقتهم ؟ صدام كان مصابا بحب الذات و مستعدا لإستخدام  أوجاع وآلام الآخرين لغايته الشخصية. نحن قمنا له بالعمل الرديء وجعلنا ( الشعب العراقي ) يدفعون الغرامة  لتعديات وتجاوزات قائدهم.

عبور الفرات
 
عنوان ذو خطوط عريضة  شاهدته على النت، " مارينز يعبرون الفرات "  دفعني في التفكير . هل يعلمون هؤلاء الشباب اليافعين من المارينز، هذه القوة الطليعية الأميركية المقاتلة ؟ هل يعرفوا   أسكندر الكبير أنه عبر الفرات أيضا،  في طريقه للحرب وبرفقة مهندسيه،  وفنانيه وعلمائه وخطاطيه  وبجيش تعداده بأربعين ألفا من جنود أقوياء؟  وكذلك داريوس عبر الفرات وعلى بطاح هذه السهول حيث قابل اسكندر الكبير في معركة. كسينوفون ، أخشيريش ، و سنحاريب عبروه أيضا . السومريون عبروا هذا النهر، وكذلك فعل الأكاديون، ، الحثيون، والعموريون .

نهر الفرات هو من الأنهر الغزيرة والطويلة في غرب آسيا،  وهو المكان الذي يقابل به النهر الشقيق الدجلة،  مهد البشرية . وألف من الآله ظهروا من هنا – ومدن مثل قطيسفون، سلوقية، نينوى ، وبابل. في مكان بين هذين النهرين جنة عدن . حيث آدم وحواء قد نفيا وعبرا الفرات هاربين من عدن. كلكامش، الطوفان، والنبي يونان/يونس،  برج بابل ، سارغون والحبيبة عشتار انتصروا في أربع حروب هنا ...

والكلمة الأخيرة هنا ، دائما مكتوبة على الرمال. مدن ودول المطمورة . والشخصيات العملاقة والذين كان في قبضتهم القوة والهيمنة هنا – آشورناصربال الثاني، تغلاث بلاصر الثالث، شمشي أداد الرابع،  نينوس والملكة سميراميس، شاركالي شاري، والسلطان سليمان الرائع، العثمانيون ، البريطانيون والذين لفظتهم  خارجا الرياح الرملية .

وخمسة آلاف سنة من الآن، يبقى السؤال، من سيعبر نهر الفرات من جديد ؟ وما الذي سيتبقى من الزمن؟ وما الذي سيبقى في الذاكرة؟!









147
من ذكرياتي الشخصية عن رجالات الأمة الآشورية

الحلقة الأولى

آشور بيث شليمون

من ذكرياتي الشخصية عن رجالات الأمة الآشورية ، الذي سأقدمه في حلقات ، حيث سأذكر بعضا من المعلومات عن هؤلاء الجهابذة التي لم تذكرجوانب منها  أو تم ذكرها من الآخرين ولكن بصورة مختلفة  .

حديثي هذا سيغطي قسما من هؤلاء الذين عرفتهم خلال أناس تم احتكاكي بهم وأولهم والدي المرحوم ( رابي شليمون زومايا بيث شليمون )  وغيرهم من خلال جهودي الشخصية ، هذا اسمحوا لي ألا أتجاهل دور والدي المرحوم القومي في شخصيتي التي وصلت بي إلى حد الادمان بشغف وحب قوميتي الآشورية لأن أتحدث ولو باختصار عنه وللذين يبغون المزيد عنه ما عليهم إلا العودة إلى مجلة كوكبا آثورايا (  العدد الأول ، فصل الربيع لعام 2002 ص46 )  وكذلك يمكنكم الإضطلاع على كتاب "  شني دأسقوثا / السنوات الصعاب 2003 ، ص 143 " للمرحوم عبديشوع دبارزانه  .
والدي المرحوم ولد في عام 1892 ميلادية في منطقة حكاري ( جبال آشور ) كما كان يحلو له تسميتها .
قبل الحرب العالمية الأولى التحق بالكلية الأميركية في مدينة أورمية للدراسة ولكن نشوب الحرب العالمية الأولى لم تمكنه من اتمام دراسته حيث الى جانب فقدان والده فقد أخيه الأصغربسنتين نظرا للمذابح التي تعرض لها شعبنا في مذبحة  " خوي "  الإيرانية حيث مات رميا بالرصاص مع الآخرين من شعبنا  قبل التحاق والدي بعائلته في أورمية  حيث وجد نفسه أمام مسؤولية كبرى ألا وهي تربية ثلاثة من إخوته وأخت واحدة وهم صغار السن الذين نجوا من المذبحة بأعجوبة .
إن عائلة بيث شليمون لهي عائلة كبيرة تنتمي ل " بني ماثا " من أعمال  " تخوما " العشيرة الآشورية التي ينتمي إليها كل من المغفور له  " مار توما أودو " ورفيقه وزميله الحبيب المعروف ب  " خواجة شليمون / آبا سولومون * " والإثنان  كاثوليكي المذهب ومن العائلة التي أنتمي إليها أي بيث شليمون / سولومون .
في هذه الحلقات سأغطي تباعا كل هذه الشخصيات التالية وذلك بتسلل معرفتي الشخصية بهم  وأول هؤلاء سيكون في الحلقة الأولى ، المغفور له  " يوسف مالك " ومن بعده : المغفورين لهم  " سنحاريب بالي "  و " دافيد برلي برصوم "و " نعوم فائق "  من الولايات المتحدة  و " فريد إليا نزها " من الأرجنتين و " أبروهوم كبرئيل صوما " من البرازيل .

المغفور له يوسف مالك

نظرا لمكانة والدي في الأوساط القومية الآشورية كما قلت أعلاه فكان لي معرفة شخصية بقادة أحداث 1933 المشؤومة الرئيسيين وهما كل من المغفور له  مالك لوكو شليمون بداوي ( بيث داود ) ومالك يعقوب مالك إسماعيل وإلى جانب ذلك الأستاذ ليفون دي مار شمعون وغيرهم .
في أواخر الخمسينيات ( 1948- 1949 ) كانت هناك فكرة تهجير الآشوريين السوريين إلى دولة " البرازيل " في أميركا الجنوبية وعلى إثرها تشكلت لجنة مؤلفة من الأشخاص التالية : ملك دانيال إسماعيل ، ملك لوكو شليمون بداوي، ليفون دي مار شمعون والسيد يوسف مالك .
إن هذه اللجنة كانت لها إجتماعات دورية تتدارس الوضع ولتنسيق العمل للمضي قدما بالمشروع وفي كثير من الأحيان كانت الاجتماعات هذه تعقد في بيتنا ( تل سكرا ) في منطقة الخابور من أعمال محافظة الجزيرة / الحسكة  وعلى هذا الأساس كطفل كنت على علم بما يجري في مثل هذه الإجتماعات حيث كان إسم السيد " يوسف مالك " الموجود في لبنان وقتئذ يتردد في كثير من الأحيان أضف إلى ذلك كنت قد شاهدت أعدادا من جريدته  "  أثرا/ الوطن  " في مكتبة والدي والتي كانت تصدر من بيروت باللغات الآشورية والانكليزية و الفرنسية والتي كان مصدر تمويلها الجالية الآشورية في الولايات المتحدة وخصوصا  " الاتحاد القومي  الآشوري الأميركي " علما أن والدي كانت تصل إليه كثيرا من هذه المطبوعات القومية الأخرى من الولايات المتحدة الأميركية وعلى سبيل امثال "  ناطورا أومثانايا " و آثورايا / Assyrian  The New  " وسبرزبنا "  Sparzabna إلى حد أن قوات الأمن في كثير من الأحيان داهمت بيتنا وذلك إثر شكاوى شعبنا للأسف بالذات ، شخصيا أذكر بنفسي مرتين منها .
إن المغفور له " يوسف مالك " كان نشطا جدا في القضية الآشورية وكتابه " الخيانة البريطانية للآشوريين " يعد من أروع الكتب في القضية الآشورية إلى الآن .
هذا إلى جانب ما ذكرته فقد أشترك في تحرير أدبيات  ما يسمى " بالهيئة التحريرية الآشورية  Assyrian Liberation Committee/ " حيث كانت تصدر منشورات دورية باللغة الانكليزية التي كانت تحت إشرافه الشخصي وفي مكتبتي أعداد منها .
أما مشروع تهجير الآشوريين إلى البرازيل قد تم إجحاضه بناء لما أورده السيد يونان ملك لوكو شليمون بداوي في مقال نشرله في مجلة " كوكبا آثورايا /   Assyrian Star   " منذ بضع سنوات ، والسبب من ورائه بطريرك الكلدان وقتئذ حيث لما علم بقصة تهجير الآشوريين والتي كان المتفق بها من قبل " الفاتيكان " دفع بعضا من نفقات السفر ، حيث البطريرك الكلداني هو الآخر طلب تهجير طائفته أيضا وهنا كانت المشكلة بان " الفاتيكان " ليس بوسعها القيام بذلك حيث آشوريي الخابور وقتها لم يكونوا إلا بضعة آلاف بينما الكلدان في ذلك الوقت من الممكن أن يكونوا أكثر بكثير .

والجدير بالذكر أني  قضيت سني دراستي المتوسطة والثانوية في مدرسة داخلية بمدينة حمص السورية وإحدى المرات في عطلة عيد الميلاد فضلت زيارة عمي ( ابن عم والدي ) المقيم وقتئذ في بيروت لأن السفر شتاء كان صعبا جدا للوصول إلى الجزيرة مكان  موطني حيث  أحيانا  قد تأخذ أكثر من يوم واحد .
و أذكر أن جرى الحديث في بيت عمي عن المغفور له " يوسف مالك  " عندئذ طلبت من عمي لو يكون بوسعي مقابلته – كنت وقتها حدثا -  عندئذ كان عمي إيجابيا وبابتسامة قال لي " أتريد مقابلته خوني " قلت نعم ، قال غدا صباحا سآخذك وهو كان يسكن كما قال لي في مدينة بيروت في حي " الخندق الغميق " على ما أذكر .
لا أدري كيف مضت الساعات حتى انني كنت أفيق مرارا ولا أصدق متى سيحين الوقت ، وبالفعل جاء الصباح وبعد أن  تناولنا الفطور أخذنا " التاكسي " إلى مكان إقامته في حي خندق الغميق وتوجهنا إلى داره على ما أذكر كانت بناية كبيرة بشقق كثيرة ودق عمي جرس شقته ودخلنا سوية وبعدها أن سلم عمي عليه حيث رحب به من المؤكد كان يعرفه قبلا وأشار إلي وقال له هذا " إبن عمي ابن رابي شليمون " ألح إلي أن يقابلك شخصيا حيث مد يده على رأسي بلطف وبابتسامة عريضة إذ رحب بنا أجمل ترحاب ولكن كان يبدو بالفعل طاعنا بالسن حيث قادنا إلى غرفة كانت فيه طاولة كبيرة وعليها عدد لا يحصى   من الجرائد والدوريات باللغات  العربية والأجنبية .  في وقت انهمك عمي معه بالكلام كنت شخصيا أقلب الجرائد والمجلات وبعد حوالي ساعة من الزمن وبعد أن قدمت الشاي لنا حسب العادة الآشورية استودعناه شاكرين ، ومن المؤسف لم تمض إلا بضعة أشهر من هذا اللقاء سمعنا بخبر وفاته  الذي كان في 26 من شهر حزيران لعام 1959 الذي كان له دويا مريرا لا يقاس في أمته الآشورية التي أحبته وأحبها في كل مكان من المعمورة .
بالحقيقة لا أتذكر أكثر من هذا ولكن أمنيتي تحققت وكم كانت فرحتي عظيمة . ومن كان يعلم يومها ان الأيام  ستدور  كي يقذف بي الزمن  في الولايات المتحدة الأميركية وأن أتبوأ  محررا لمجلة " كوكبا آثورايا / Assyrian Star  " لسان حال الاتحاد القومي الآشوري الأميركي حيث أحدثت في المجلة فور تسلمي زمام   الأمور  التي كانت غالبا باللغة الإنكليزية وبضع صفحات باللغة الأشورية لأن أوسع الركن الآشوري إلي عدة صفحات كما أدخلت اللغة العربية لأول مرة فيها كما اقترحت أن نكتب في كل عدد ترجمة عن حياة رجالات الأمة الآشورية مع تصدر صورهم غلاف المجلة ومن هؤلاء كان المرحوم والمغفور له " يوسف مالك "  وتبعه آخرون من امثال : فريد اليا نزها ، سنحريب بالي ، مالك يعقوب والبطريك ( وقتئذ مطران بيروت ) المغفور له مثلث الرحمات مار بيداويد وغيره . أضف إلى ذلك ظهرت المجلة لأول مرة حيث الاسم ظهر باللغة المسمارية التي رتبتها بنفسي .

كما لا أنسى ، بعد مدة  من صدور العدد من المجلة الذي  يتصدر صورة المرحوم يوسف مالك غلافها ،  حيث استلمت رسالة من مدينة ديترويت الأميركية من شخص اسمه على ما أذكر  " يوسف الناظر " حيث كتب لي شاكرا على ما فعلناه ورسالته كانت طويلة لا أستطيع سردها هنا ولكن المهم كان فرحا جدا وأثنى بما قمنا به و بعثت له برسالة شكر جوابية أيضا .
تنويه : مرة صادفت في أحد المواقع التابعة  ل " الحزب القومي السوري الاجتماعي " أنه راسل مؤسس الحزب " أنطون سعادة " وقد طبعت ذلك ولكن لكون مكتبي الشخصية مكتظة بكثير من المواد التي احتفظت بها زد إلى ذلك في السنة الماضية لارتفاع مياه المجاري التي دخلت القبو وفي مكتبتي فقدت كثيرا من محفوظاتي ولكن
سأحاول قدر الامكان البحث عنها بالتأكيد .

*أبا سولومون أو المعروف عادة ب " الخواجه شليمون " تلقى علومه ( في أواخر القرن التاسع عشر ) في مدرسة الدونيميكان الكاثوليك في مدينة الموصل ، وكان يتقن أكثر من سبع لغات حيث شاه إيران طلب يوما من الدولة العثمانية بأستاذ خاص لأولاده والسلطان العثماني أرسله " الخواجه شليمون " وعلى إثرها كتب  شاه إيران للسلطان العثماني أن يبعث بشخص آخر كون خواجه شليمون مسيحي الديانة ولكن السلطان العثماني رد على الشاه بما يلي " هذا الذي بحوزتي " وما عليك إلا الرفض أو القبول ،عندئذ رضخ الشاه بالأمر الواقع وتقبله معلما لأولاده .
هذا كما أذكر في مطرانية السريان الأرثوذكس وجدت كتابا مطبوعا باللغة السريانية وباللهجة والحروف المشرقية ، بالحقيقة لم يكن لي متسع من الوقت لمعرفة ماهيته الحقيقية وما أستطيع ذكره أنه كان عن العلامة ابن العبري وفي المقدمة وباللغة اللاتيتية وجدت ذكر اسم  " أبا سولومون " ولكن لا أدري دوره في كل هذا .
ملاحظة : أرجو ممن يعرف شيئا عن هذا الكتاب  أن يزودني بمعلومات أكثر وسأكون له من الشاكرين .

148
كتاب مفتوح الى الاخ مايكل سيبي وشركاه ممن يسمون بأدباء الكلدان المحترمين

آشور بيث شليمون


الأخ مايكل وعلى الطريقة  المعهودة لإخوتنا من الطائفة الكاثوليكية كتب ما يلي:

" ابه الأخ آشور

هـسّا ماكـو كـلـدان ، طـيـب ألا يكـفي كلامكم الـذي تـعـيـدوه وتـعـيـدوه ؟

يا الله أني وياك نـصيح ونـكـول : ماكـو كـلـدان ، إي وبعـدين ؟ " انتهى الإقتباس

أخي مايكل المكرم:

تحية طيبة، أما بعد ...

نحن نتكلم عن شعبنا الآشوري في شمالي بيث نهرين وما يسمى اليوم  بالخطأ، العراق وتحديدا شمال العراق أو بلاد آشور/ ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ  ASSYRIA

وجوابا لسؤالك، نعم أكو كلدان، ولكن وجودهم يا أخي كان في الجنوب وفي  منطقة أوربالذات، التي منها  أبوكم ابراهيم  ܐܒܪܗܡ وليس في مكان آخر مع  الأسف الشديد.

والشيء المؤ سف، ان اجدادنا عندما سبوا قسما منكم المشاغبين، أكررمرة اخرى  قسما منكم ولا الكل كي نتخلص من مشاكلهم العديدة لنا يومها، يبدو أنها زادت الطين بلة  حيث اليوم رغم انصهارهم في الشعوب الجنوبية من مختلف الأقوام  مثل الفرس، السومريين، العرب، الآراميين وغدوا بعد الغزو العربي الإسلامي عربا ومسلمين وبدون أن يتركوا أثرا! كما حصل لشعبنا الآشوري في تكريت، سامراء، الحديثة والموصل أيضا إذ الغالبية منهم  لا تفتخر بالعروبة والإسلام فقط اليوم، بل همها وديدنها الأوحد،  إعادة الأندلس الى حظيرة العروبة والإسلام!!

واليوم، إذ  -  بعضا -  منكم بدخولهم " الكثلكة " من ابناء شعبنا الآشوري المتمسك بكنيسته المشرقية الآشورية، وما اغدقه لكم  البابا هذا الإسم الكلداني الذي لا يمت اليكم بصلة وانتم ابناء البلاد الآشورية أبا عن جد مثلنا، ليس بالتقيد به حيث ليست نهاية العالم- إذ فقدنا الكثير،  ولكن كي انتم ووفق أحوالكم والتي لا تخالفونها كي تصبحوا لا الأكثرية الساحقة كما تظنون، بل تريدون القضاء على آخر آشوري في وقت ليس لكم وجودا في موطنكم أور بالذات، اليست مهزلة يا صاح؟!

تشنفوننا، بما ذكر في كتاب  ( ܚܘܕܪܐ/ الخوذرا ) بذكر عن اولئك الكلدان الذين رفعوا أصبعهم الخ ...
يا أخي الكريم، نحن كما قلنا ونقولها مرارا، لا ننكر وجود الكلدان، ولا ننكر برفعهم الأصبع، ولكن  اولئك لم يكونوا في بلاد آشور موطن ما يسمى زورا وبهتانا بالكلدان اليوم من قبل البعض، بل الحادثة حصلت في القرنين الرابع والخامس الميلادي أيام الإضطهاد الفارسي في الجنوب، حيث لم يمض إلا بضعة قرون بعدها،  أي على الأكثر في القرنين العاشر والحادي عشر بالأكثر حيث لم يبق الكلدان وبقية الشعوب من بابليين، آراميين وجودا،  بل حتى المسيحية أيضا صارت في خبر كان!
والخلاصة، اكرر وأقول: اكو كلدان وذلك في الجنوب، اما اليوم – ما كو – كلدان ، وما يسمى بالكلدان خطأ، هم آشوريون مسيحيون دخلوا – الكثلكة – وسميوا من قبل بابا روما حوالي ( 1443+ ) بالكلدان!
شخصيا، ارى أن أصولكم وبشرتكم آشورية مائة بالمائة، وإذا لا تصدقون ما أوردته هنا، ما عليكم إلا القيام بزيارة الجنوب مثلما فعل ذلك الزنجي الأميركي المولد /  أليكس هالي  Alex Haley الذي قام بزيارة للقارة الأفريقية موطن اجداده للبحث عن جذوره.  وعندها ستعرفون الحقيقة وشكرا لكم وموفقا لكم الرحلة أيضا!!
 

149
مكتبة آشور بانيبال تراث إنساني فريد

آشور بيث شليمون

ظهر مؤخرا في الأسواق كتاب جديد تحت عنوان  " الإكتشافات العشر التي أعادت كتابة التاريخ " للدكتور باترك هانت ومن هذه  الإكتشافات  مكتبة الملك الآشوري  آشور بانيبال ( 668 – 627 ق. م. )   الذائع الصيت ليس  لتوسعات الأمبراطورية الآشورية  في عهده  التي لم يبلغها أحد من قبله ولا من بعده في كل الهلال الخصيب فحسب ، بل لكونه أول ملك أسس مكتبة فريدة من نوعها في تاريخ البشرية جمعاء .

ينتمي آشور بانيبال  إلى السلالة السرغونية التي أعطت للأمة الآشورية عصرها الذهبي  في   تحقيق وحدة الهلال الخصيب لأول مرة في التاريخ .

العصر الذهبي الآشوري
  
استطاعت الآلية الحربية الآشورية  أن تؤمن حدودها الشرقية مع الشعوب الايرانية  وكذلك حدودها الشمالية  حيث هزموا الحثيين والشعوب الآرية الأخرى  وبقيت الجبهة الجنوبية  الغربية التي كانت تتزعمها مصر .
أراد الملك أسرحدون ، ابن الملك سنحاريب ( 669 – 680 ق. م. ) أن يحذو سياسة أسلافه  التقليدية والرامية إلى محاربة مصر ، فسار بجيش جرار حتى بلغ وادي العريش وهو في طريقه إلى الدلتا . ولكنه اضطر ألى وقف زحفه هذا والعودة لمجابهة قيام تحالف بين الآريين والميديين والسكيثيين بحيث هزمهم شر هزيمة أيضا ، لأنهم كانوا يهددون سلامة ووحدة الأمبراطورية الآشورية .
بعدها استأنف الجيش الآشوري زحفه إلى مصر بعد  اخضاع  بلاد الشام  لسلطانه وللمرة الأولى وطأت أقدام الجيش الآشوري القارة الأفريقية بدخولها مصر بحيث أقدم الملك أسرحدون على لقب نفسه بملك مصر العليا والسفلى وملك أثيوبيا ( الحبشة ) شيئا لم يفعله أحد من قبله .
في هذه الأثناء كانت الثورة تهدر في بلاد آشور لأن الشعب لم يتحمل نصب آشور بانيبال الإبن الثاني للملك أسرحدون  ولي العهد للمملكة على نينوى وشمشوم اوكين إبنه البكر ملكا على بابل ، لكن إستطاع الملك  أسرحدون بيد من حديد أن يخمد نيرانها .
في السنة التالية اضطر أسرحدون التدخل في شؤون مصر من جديد بعد أن علم أن  "  طرهاكة / Tirhakah   ملك الحبشة  تمكن من استرداد مدينة "  ممفيس  " وإثارة الشغب والقلاقل في البلاد ، ولكن لسوء الحظ ألم به مرض عضال لم يمهله سوى بضعة أيام  حيث توفي على إثرها .
وبناء للوصية الملكية تبوأ الملك آشور بانيبال العرش وأول بادرة كانت له إذ أمر قائد قواته /  " ربشاقي " بمتابعة الزحف إلى مصر حيث  استطاع الجيش الآشوري أن يلحق شر هزيمة بجيش " طرهاكه  "  وبذلك أعاد النظام إلى البلاد من جديد ولكن ما أن وصل الجيش الاشوري  بلاد الشام في طريق عودته  إلى بلاد آشور ، حتى أعلن ملوك الدلتا العصيان  مرة أخرى .  وللمرة الثانية اجتاحت القوات الآشورية وادي النيل / مصر حيث واصلت زحفها حتى بلاد النوبة .
والجدير بالذكر أن هذه الحملة أسفرت عنها نتيجة إيجابية أخرى ألا  وهي استتباب السلم والأمان في كل أرجاء البلاد السورية وهو ما وصفه المؤرخون قاطبة  بالسلام  الآشوري / Pax Assyriaca  بحيث لم يجرؤ أحد  على إثارة الفتن والقلائل  وبذلك عمت شهرة  الملك آشور بانيبال في سائر أرجاء المعمورة مما دعا المؤرخون بالقول ، " إن الآشوريين حقا جديرون بأن يطلق عليهم لقب رومان الشرق " .
كان الملك آشور بانيبال يبذل قصارى جهده رغم انشغاله  بالحروب لإنجاز مشروع المكتبة الملكية الآشورية ، ولكن الشيء الوحيد الذي جعل آشور بانيبال  ذا شهرة فاقت كل الذين سبقوه  أنه عمل جهده الدؤوب لإتمام المكتبة هذه ، أضف إلى ذلك أنه كان يلم الماما جيدا بالكتابة الإسفينية / المسمارية قراءة وكتاية وهاك النص التالي ما يدعم ذلك :
 
أما أ . ليو أوبنهايم / A. Leo Oppenheim يقول بحق الملك آشور بانيبال كيف كان يكرر وصف تدربه وانجازاته كأستاذ ومحارب في وقت واحد ، إذ يقول: لقد احتفظت بكل المواد الأولية بدءا من السومريين ، لقد درست حكمة نابو (النبي) واكتسبت فن الكتابة كله ومعرفة معظم الحكماء ، كما تعلمت رماية القوس وريادة الخيل وقيادة العربات.
وهكذا استطعت قراءة النصوص السومرية الغامضة والأكدية العويصة وبحثت في الكتابة المسمارية على الحجر من قبل الطوفان .
ولإتمام مشروع مكتبته الملكية  على أكمل وجه ، أصدر أمرا ملكيا بحيث عممه على سائر  أرجاء البلاد  وهذا نصه : "  إبحثوا وأرسلوا لي اللوحات النادرة التي تعرفون أنها غير موجودة في بلاد آشور ... يجب أن لا يكون هناك مانع لكم ، وبالفحص والتدقيق تجدون ما هو جيد لقصري وعليكم الحصول عليها بأي ثمن وارسالها لي . "

آفاق جديدة

منذ أكثر من مائة وخمسين سنة كل ما كنا نعرفه عن العالم القديم عامة وعن بلاد  الرافدين  خاصة لم يكن سوى ما تركه لنا كل من المؤرخ البابلي  " برخوشا " والكتبة والمؤرخون اليونان إلي جانب  الكتاب المقدس / العهد القديم . ولكن الجدير بالذكر أن كل تلك المعلومات والأخبار كانت ناقصة أحيانا  و مشوهة أحيانا أخرى . نحن معشر الشعب الآشوري حقا  مدينون لأولئك العلماء والمجتهدين الغربيين الذين أماطوا اللثام عن أنقاض  نينوى ، المدينة العظيمة والعاصمة الآشورية وغيرها من المواقع في بلاد ما بين النهرين باندفاعهم المتواصل لمعرفة أسرار الشرق الأدنى وبلاد ما بين النهرين خاصة  ويتصدر القائمة هذه كل من " أميل بوتا /Emil Botta  ( 1802 – 1870 ) الفرنسي والبريطاني " أوستن هنري لايارد /  Sir Austin Layard  " وابن نينوى البار  هرمز رسام ( 1826 – 1910 )  وكثيرون آخرون . كما ينبغي علينا أن نثمن أيضا ما قام به الجهابذة الغربيين الذين استطاعوا فك رموز الكتابة المسمارية وقراءتها.
ويتبين أنها انصبت على  إحدى وأربعين علامة  بحيث تؤلف في  مجموعها بما يمكن تسميته بحروف الهجاء /ألف باء ومن هؤلاء أدوار هينكس  Edward Hinkes( 1866 – 1792 )  وفوكس طالبوت H. Fox Talbot (1877- 1800) والسر هنري ل. رولنسون Henry L.    Rawlinson (1895 – 1800) وجوليس أوبرت    Jules Oppert (1905 – 1825)


إماطة اللثام عن أنقاض نينوى المدينة العظيمة

 

إن الحدث الأكبر وذا أهمية  بالغة كان العمل الجرىء الذي قام به ابن نينوى  " هرمز رسام  " باكتشافه المكتبة الآشورية الملكية / مكتبة الملك آشور بانيبال أعظم وآخر ملوك الآشوريين .
إن إماطة اللثام عن أنقاض نينوى ، المدينة العظيمة بعد أكثر من ألفين وخمس مائة سنة  وقصة التحريات والتنقيبات التي بدأت عندما كان أميل بوتا Emil Botta  ( 1802 – 1870 ) القنصل الفرنسي في مدينة الموصل .
 لاحظ – بوتا -  أثناء مسيره اليومي عابرا نهر الدجلة  إلى الطرف الآخر من النهر مارا بين التلال القريبة من نهر الدجلة  أن الرياح ( عوامل التعرية ) وسنابك الخيل قد كشفت الأبنية القديمة  المطمورة ، وكل هذا  قل ما استرعى  انتباهه ، ولكن بما أنه كان رجلا مثقفا كان حدسه يدفعه الى كشف الأشياء المشتبه بها والشخص الذي شجعه بالأكثر على ذلك كان " مول Mohl  " أمين سر الجمعية الفرنسية الآسوية  وقتئذ على القيام بنفسه بعمليات الحفر والتنقيب ، وبالفعل باشر العمل بنفسه  بداية وعلى نفقته الخاصة  إلى درجة أنه صرف كل ما يملك في جيبه ولكن لسوء الحظ عمله هذا لم يأت بنتائج إيجابية ومشجعة . لذلك ترك الموقع  إلى مكان آخر يبعد قرابة 11 ميلا عن نينوى  يسمى " خورسباد " وكان ذلك في عام 1843 وهنا أصابه الحظ حيث اكتشف جدران القصر الملكي الآشوري ومنذ ذلك الحين  ولد ما يسمى ب "  علم الآشوريات / Assyriology   " وموقع خورسباد صار واضحا بأن وضع فرنسي آخر يسمى " فلاندن Flandin  " إ ذ جاء بمجموعة من اللوحات تحت عنوان  "  نصب نينوى " على غرار حملة نابليون بونابرت إلى مصر .
وبعد هذا الإكتشاف الهام ، عاد إلى فرنسا حيث إنهمك في طبع نصب نينوى في خمس مجلدات . وعندما اندلعت الثورة الفرنسية في عام 1848 والتي أطاحت بعرش الملك ( لويس فيليب ) وأعلنت النظام الجمهوري قد أدى إلى نقل بوتا إلى  وظائف غير مهمة لأنه كان من انصار النظام الملكي .
في هذه الأثناء ، كان المسؤولون البريطانيون قلقين ومشغوفين ولهم الرغبة بدخول حقل التنقيبات .  إذ اتفقوا مع الفرنسيين الذين تخلوا عن الموقع بغياب ( بوتا  ) كي يباشروا العمل مع احتفاظ قسما منها للفرنسيين وليس هنا من هو أكثر جدارة  للقيام بهذه المهمة من  " لايارد -  Sir A.H.Layard  الذي استطاع أن يدرك نوعا ما قراءة  الكتابة الإسفينية / المسمارية . وقد قام ببعض الحفريات في  المرحلة الأولى وبدون موافقة السلطات المحلية ولكن بعد مدة وجيزة استطاع الحصول على موفقة شرعية .
بدأ لايارد بالحفريات لأول مرة في موقع مدينة  كالح  Calah  احدى العواصم الآشورية وذلك في 9 من شهر تشرين الثاني سنة 1848 وكان النجاح حليفه إذ كتب مباشرة لكانينغ Sir Stratford Canning  مخبرا إياه بالنتائج المرضية .

مكانة هرمز رسام التاريخية

خلال الحملة الثانية ،  غادر لايارد الموصل في 29 حزيران عام 1847  إلى استنبول ومن ثم إلى لندن مصطحبا معه السيد  رسام ، ومن جراء العمل الشاق لمدة سنتين بين الأطلال الآشورية بوسعه وقتها الافتخار باكتشافه مدينة  "  كالح / نمرود " العاصمة القديمة وكذلك مدينة نينوى كما اكتشف عددا من القصور الملكية الاشورية الأخرى والتوصل الى معرفة أسماء الملوك الآشوريين على سبيل الذكر " آشور ناصر بال ، سرغون ، شلمناصر ، تغلات بلاصر ، أداد نيراري ، سنحريب وأسرحدون .
وعندما غادر لايارد للمرة الثانية  ميزوبوتاميا / بلاد الرافدين تاركا المشروع تحت اشراف ورعاية مساعده  " هرمز رسام "  ابن المنطقة ، ولما كان هذا مولعا بتاريخ أجداده لم يستطع أن يضبط  نفسه  إلا أن يستأنف الحفريات والتنقيبات  ليس في القسم المخصص للبريطانيين فحسب ، بل وتعدى إلى القسم المحتفظ به للفرنسيين ، وهكذا أصابه الحظ باكتشاف هام جدا ألا وهو قصر الملك آشور بانيبال والمكتبة  الملكية الآشورية .

مكتبة   الملك آشور بانيبال

احتوت مكتبة الملك آشور بانيبال على قرابة 26000 لوحة مخطوطة ، وعلى الرغم من احتوائها على لوحات مكررة أو مما اصابها العطب ، لكنها احتوت على لوحات تاريخية قيمة جدا التي غطت حوالي 1200 موضوع  وفي هذا الصدد يقول برنار ناب /   A. Bernard Knapp حيث اقترح بأن حوليات ملوك الآشوريين منذ بداية 1300 ق . م .  وجب اعتبارها أولى الوثائق التاريخية  المصورة في تاريخ البشرية بدون منازع .  أما العالم الألماني كارل بيزولد / Carl Bezold    قد صنفها في خمس مجلدات محفوظة في المتحف البريطاني بلندن وهي على النحو التالي :

-   التاريخ  الآدبي
-   مكتبة الملك الخاصة
-   مكتبة المعبد
-   المراسلات الملكية الرسمية
-   العقود والمواثيق
ومن المحتمل أن عددها يربو على  26000 لوحة ، لآنه من المؤكد أن لايارد لم يكن يعلم شيئا عن هذه اللوحات في البداية  معتبرا إياها لأول وهلة مجرد قطع فخارية للزينة  وبدون أهمية تذكر حيث قد ضاع أو تلف منها الكثير أثناء التنقيب .
كما أوردنا في المقدمة بظهور كتاب جديد في الأسواق تحت عنوان " الاكتشافات العشر التي أعادت كتابة التاريخ " للأستاذ باترك هانت ومن المواضيع التي أثارها بأن الجنائن المعلقة لم تكن في بابل بل في نينوى  وبالطبع أن هذه الألواح ما زالت قيد الدرس ومن المؤكد ستكون هناك كثيرا من المفاجئات في المستقبل القريب ونحن منتظرون بفارغ الصبر.

كانت هناك خطة  حكومية لإحياء مكتبة آشور بانيبال يوما وفي موقعها بالذات أي في الموصل/ نينوى  لتمارس دورها القديم كمنارة للحضارة وذلك بالتعاون مع الدكتور جون كيرتس رئيس قسم الشرق الأدنى بالمتحف البريطاني ولكن تم  إجهاض المشروع من قبل الصهيونية وحلفائها الغربيين والعرب نتيجة غزو العراق في عام 2003 حيث ليس للمشروع أي  حسبان اليوم  للأسف ، بل والأكثر من ذلك إذ رغم التحذيرات ومن قبل أساتذة أميركيين بالذات وعلى سبيل الذكر " ماغوير غيبسون / McGuire Gibson  للمعهد الشرقي في شيكاغو العمل للحفاظ على تراث بلاد الرافدين الغنية والتي لا مثيل لها في العالم أجمع أن لا تمس بسوء ، ولكن قوات الغزو كل ذلك لم يهمهم بقدر الحفاظ على وزارة  النفط  حيث جرى النهب والسلب والخراب إلى درجة أن قذيفة  أحدثت فجوة في مقدمة بناء المتحف العراقي في بغداد نفسه  الذي يمثل قصر الملك الأشوري سارغون .

تنويه :

تحت إشراف وتأثير الصهيونية التي ديدنها الأوحد  تشويه التاريخ  في بلاد الرافدين وخاصة الآشوري منه . ولكن اليوم بشرى سارة نزفها لشعبنا الآشوري خاصة وبلاد الهلال الخصيب عامة أن اليوم لنا أكثر من أستاذ أجنبي واحد حيث بوسعهم  ليس كشف الحقائق عن شعبنا بدون تشويه فحسب بل الدفاع ودحض أولئك الذين يشوهون تاريخنا ومنهم  " سيمو باربولا / Simo Parpola   الفنلندي( الرابط الملحق للأستاذ بربولا في حديث عن شعبنا الآشوري ) إلى جانب هناك في حقل الآشوريات طلاب آشوريون الذين سيكون بوسعهم المساهمة أيضا في كشف تاريخنا الآشوري الناصع للعالم أجمع بدون تشويه أو تزييف .


http://www.youtube.com/watch?v=HbjfCTtcCms

............................................................
ا
المراجع :

Sources:

Shirley Glubok , Digging in Assyria 1970 , The Macmillan Company , London

A. Leo Oppenheim, Ancient Mesopotamia, The University of Chicago Press , Chicago & London 1968

A.T. Olmstead, History of Assyria, the University of Chicago – Midway Reprint 1975

H. W. F. Saggs , THE MIGHT THAT WAS ASSYRIA , Sidgwick & Jackson , London , England  1984

A. Bernard Knapp , The History and Culture of Ancient Western Asia and Egypt , the Dorsey  Press 1968

Patrick Hunt, Ph. D. – Ten Discoveries that Rewrote History, Stanford
University.

Georges Contenau , Everyday Life in Babylon and Assyria, The Norton Library, Inc  – New York  1966



150
نبذة  من المآخذ على مقالة الأب ألبير أبونا ، "  من نحن ؟ وما قوميتنا ؟ "    !

آشور بيث شليمون

تمهيد

إن صيحات كثيرا من مثقفينا وكتابنا ترتكز اليوم على أن لا نضيع وقتنا الثمين على التسمية واشكالياتها العديدة ، ولكن مع الأسف نقول أنها لب المعضلة برمتها وبدون الوصول الى الحقيقة عن ماهية قوميتنا في عقر دارنا،  أرى لمن العبث في تضييع وقتنا  الثمين في أمور أخرى والتي هي في  الحقيقة أمور ثانوية بالمقارنة مع مصيرنا القومي الآشوري . لأن الآشورية هي العامل الأوحد الذي يعطي لنا زخما واندفاعا  وشرعية  أكثر من أي شيء آخر .
لذا أناشد شعبنا الكريم وخصوصا في شمالي العراق / بلاد آشور  أن يضع حدا للصيحات النشاز والمعادية  لقوميتنا الآشورية والتي  هي أساسا من صنيعة أعداء الآشورية التقليديين من الصهاينة  - أولا من أمثال الصهيوني أحمد سوسة وجان جوزيف  وغيرهما كثيرون  وثانيا من العروبيين والوهابيين  .


والآن تعالوا معا  للاطلاع على  مداخلتي المتواضعة حول  ما كتبه  الأب الوقور ألبير ابونا في هذا الموضوع الهام جدا -


لقد قرأت باهتمام بالغ مقالة الأب الفاضل  ألبير أبونا والمنشورة على الأنترنيت ( عنكاوة دوت كوم ) بتاريخ  8 تموز/ يوليو   الجاري .  و نحن  إذ نحترم رأيه حول الموضوع ، ولكن نختلف معه أحيانا  حيث هناك كثيرا من النقاط  التي ذكرها رأينا من الضرورة  أن نسلط  الأضواء عليها لتظهر أكثر جلاء وبهاء  لما أصابها من إحجام أو تعتيم مع احترامي الكبير من قبل كاتبنا وأبينا الورع.


مع إحترامي للأب أبونا يبدو أن معلوماته التاريخية قديمة ولم يضطلع على المكتشفات التاريخية الجديدة والتي غيرت وستغير كثيرا مما كان معروفا منذ خمسين عاما وأحد هذه المكتشفات هي حضارة  " إيبلا " المدينة التاريخية في شمال سوريا وقرب مدينة حلب التي فتحت آفاقا جديدة عن دور هذا الشعب الذي تعود أصوله على الأغلب الى العموريين أو الكنعانيين الذين  امتد حضورهم  حتى وادي الرافدين على سبيل المثال حضارة ماري والملك التشريعي العظيم حمورابي في بابل  والأكثر أهمية حتى أن أحد من أبرزهم ألا وهو الملك الآشوري شمشي أداد أحد بناة الحضارة الآشورية ، والعلاقة الحميمة  بين مملكتي إيبلا و آشور التي يمكن أن يقال أنتجت أول معاهدة دفاعية في التاريخ بين هاتين المملكتين .  ( 1 ) ثم  ما قدمته مكتبة آشور بانيبال والبحوث تسير على قدم وساق لكشف أشياء لم تكن معروفة ومنها وفق كتاب صدر حديثا  ل – باتريك هانت ( 2 ) Patrick Hunt,Ph.D  عشر اكتشافات التي غيرت التاريخ  وأحدها مكتبة أشور بانيبال حيث من المحتمل أن " الجنائن المعلقة " ( 3 ) لم تكن في بابل بل في المدينة العظيمة " نينوى " كما جاء ذكرها في التوراة  هذا من جهة .

أما من جهة أخرى  من المعروف أن الحركة القومية الآشورية ليست حديثة العهد،  بل تعود إلى  مطلع القرن الماضي  بحيث كان روادها الأوائل من كافة المذاهب المسيحية  المعروفة  ، الكلدانية والسريانية والنسطورية على السواء .  ونحن لم نسمع في طوال تلك الفترة الزمنية أي نشاط  قومي  من هؤلاء إخوتنا تحت التسمية الكلدانية أوالسريانية * الذين كما يبدو قد أصابتهم  الحمى القومية حديثا  وخصوصا بعد الاحتلال الأميركي في عام 2003 حيث أخذ نشاطهم يزداد يوما بعد يوم .  المشكلة عندنا ليست لرفضهم  القومية الآشورية وهم من سكان بلاد آشور ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ Assyria شمالي العراق بالذات، ، فهم أحرار وليس هناك من يقيدهم أو يردعهم من فعل ذلك.  بل والأنكى إذ أن  بعضا وأقول مشددا ومؤكدا  بعضا منهم اليوم حتى يعتبرون آشور والآشورية للأسف عدوا لدودا لهم إثر كتاباتهم التي تجدها غالبا مشحونة بالحقد والكراهية .
.

أما أولئك الأخرون من إخوتنا الأفاضل السريان/ الآراميين  والكلدان  في الأقطار المجاورة وعلى سبيل المثال سوريا فهم دون أدنى شك ، عروبيو العقيدة واللسان إلى هذه اللحظة ، وهذا ما جاءت  به دراسة أميركية تحت عنوان  Syria , A   Country Study  تحت إشراف وزارة الدفاع الأميركية حيث قالت بالحرف الواحد عن المسيحيين في ذلك البلد :
" ... ما عدا الأرمن والآشوريين كل المسيحيين السوريين يعتبرون  أنفسهم بكل فخر عربا  ..."   ( 4  )

إن نظرة خاطفة على مقالة الأب ألبير أبونا يمكننا أن نستخلص ما يريد تحقيقه استنادا لما قاله حرفيا "  _  فأنا بكل صراحة ، وبعد دراسات وبحوث مستفيضة ، أميل الى


اختيار القومية الآرامية " ، ومن خلال قراءتك لمضمون مقالته هذه حيث يعزو ذلك لسببين اثنين وهما :

      ( 1 )   نظرا لدور اللغة الآرامية الهام حيث قال حرفيا : " بل حازت على قصبة
       السبق على لغات المنطقة،  وفرضت نفسها على مختلف الصعد ....  وكانت لغتهم       
       الآرامية العامل الأكبر الذي يوحدهم ... "


( 2 ) كما يرى أن الآراميين قد لعبوا دورا مزدوجا ، مرة في اسقاط الدولة الآشورية سنة 612 ق. م.  وفي المرة الأخرى انضموا الى الأخمينيين وقضوا على الدولة البابلية سنة  539 ق. م.

إجابات دامغة ورادعة  _

شخصيا،  أكن كل الاحترام والتبجيل لأبينا الفاضل وكلي أمل أن صدره الرحب سيتسع لملاحاظاتي المتواضعة رغم أني لست في مكانته الثقافية المرموقة كي أقول باختصار مقتبسا ما قاله اثنان من أبرز الأساتذة في اللغة السريانية وذلك من الجامعة اللبنانية ألا وهما كل من أستاذ الدراسات السريانية فولوس غبريال ورئيس قسم الفنون والآثار كميل أفرام البستاني ( 5 )  عن اللغة السريانية : " اللغة السريانية لهجة من لهجات الآرامية التي تصعد أصولها الى البابلية ( الآشورية ) القديمة والأكادية ... "  الآداب السريانية – أعلام السريان ، الجزء الأول 1969  صفحة 17 وهذا ما أكده الملفان أبروهوم كبريال صوما ( 6 ) في كتابه الموسوم " كتاب ثقافة السريان "  والمطبوع في بوينس أيرس – الأرجنتين سنة 1967 وذلك على صفحة 173 . وهذا ما أدركته شخصيا من خلال دراساتي الشخصية  حيث تدل دلالة واضحة ودامغة أن اللغة الآرامية قد انقرضت أسوة بشقيقاتها   البابلية الآشورية ، الكنعانية ، العمورية / لغة ايبلا  وحلت مكانها اللغة الجديدة  المسماة " السريانية " والتي ليست إلا لغة جديدة تكونت إثر اتحاد كل اللهجات السامية في الهلال الخصيب نظرا لتقاربهما ، والعاملان الموحدان في هذه العملية كانا : الأبجدية الكنعانية الجديدة ولا  - الآرامية –  أولا ومن ثم الديانة المسيحية السمحاء ثانيا وهذا يحدث في كل اللغات العالمية حيث لغة الملك  جايمسJames  مثلا للكتاب المقدس الإنكليزية أو لغة شكسببير هي غير اللغة الانكليزية في يومنا هذا . كما أن لغة شوسر  Chaucer  الإنكليزية  التي تعود الى القرن الرابع عشر  ستبقى غير مفهومة  اليوم .

وللتأكد مما نقوله أقتبس النص التالي من " موسوعة الكتاب المقدس " ( 6 ) التي فحواها ما يلي : "  لقرون طويلة  ناقشوا العلماء أصول المركبات ( اللفظية ) السامية الشرقية في خطاب التوراة / الكتاب المقدس .  البعض ظنوا أنها آرامية الأصل ، ولكن الآن شاهد  قوي  أن هذه العناصر الأجنبية ( كمثال نبوة حزقيال ) بأنها بابلية أو آشورية الأصل .

والجدير بالذكر أن الأستاذان (  غبريال والبستاني) قالا ايضا وفي نفس المصدر : " غير أن تلك المنازعات ( بين السلوقيين والفرثيين ) قبل الميلاد لم تؤثر على اللغة الآرامية ، بل كانت لها حافزا لتنتشر بانتشار القبائل المتكلمة بها ، في أرجاء آسية الغربية ، فتؤمن وحدة الدولة الآشورية ( لا الوحدة الآرامية ) . وما أحراك  أبونا الورع أن تكون داعيا قويا لهذه الوحدة مجددا بين مختلف الطوائف المسيحية في العراق وخاصة في أرض آشور الخالدة / مات آشور ونترك الوحدة القومية في سوريا أن تكون أرامية  بدلا من أن تكون دمشق قلب العروبة النابض وأن يكون بطريرك الروم الآرثوذكس بطريرك الآراميين من أن يكون  " بطريرك العرب ! "  كما هو للأسف سار اليوم .

أما دور الآراميين الخبيث والخياني  مع احترامي لك  أبونا الجزيل وللآراميين فيما  إذا وجدوا، ذلك بناء لأقوالك في تحالفحهم مع الأعداء في أسقاط المملكة البابلية سنة 539 ق. م.  وأخرى باسقاط أعظم دولة أمبراطورية سنة 612 ق. م.  في كل الهلال الخصيب بحيث كانوا – حسب ما قلته حرفيا – فإنهم شكلوا شوكة مزعجة في أعين الدول الكبيرة والدولة الآشورية احداها  بالطبع ،  التي وضعت الانسان الآشوري على القارة الأفريقية عملية لم يحققها أحدا من شعوب الهلال الخصيب من قبل ولا  من بعد الآشوريين ( 8 ) . وهنا أخالف ذلك إذ لم يكونوا ( الشعب الآرامي ) أي شيء بل مجرد عائق شاذ في الحضارة الانسانية ليس إلا ! أليس من الضروري إذا  نحن أبناء بيث نهرين أن نكرم  شعبنا  الآشوري على الأقل في بلاده  ، آشور الحقيقية /  Assyria  ومن ثم كذلك تكريم شعبنا واخوتنا الكلدان – ناطقي العربية - في جنوبي العراق والآراميين في سوريا وبذلك سترضي الجميع وتبعث الراحة والطمأنينة في نفوسنا .

كما ليس خافيا على أحد  دور الآشوريين في بيث نهرين / العراق طوال قرون عديدة بانجازاتهم ومشاريعهم في بلاد آشور  خاصة التي أينما تنظر تجد أبنيتهم وقصورهم الشاهقة تخالها تتحدث إليك كي تعوضها بشعب آرامي لا يمت فينا بصلة   وليس له الا سلسلة من   الاخفاقات والمؤامرات  حتى في توحيد كيانهم الآرامي المبعثر هنا وهناك كما ذكرت بنفسك في مقالتك والآن تطلب كي تكون  هذه التسمية المجردة والوهمية 

تسمية لشعبنا في بلاد آشور ؟! عذرا يا أبانا الجليل ، الشعب الآرامي كما يظهر من تاريخه الطويل ليس الا شعبا مخربا و مشاغبا وأداة عميلة للآخرين – وهذا ما اكدته بنفسك حتى في يومنا هذا ولا يستحق أبدا المكانة التي تقترحها في بلادي مع إحترامي الكبير لك وللأراميين أنفسهم !


إن كاتب ومؤرخ بريطاني له مؤلفات عديدة عن بيث نهرين وخصوصا عن شعبنا الآشوري البابلي ، وهو  H.W.F.SAGGS   في كتابه الموسوم " كان آشور  عملاقا The MIGHT that was ASSYRIA  "  هذا ما قاله في مقدمة كتابه حرفيا :

" ... من إحدى المؤثرات الرئيسية على مسرح التاريخ العالمي هي  - الأمبراطورية الآشورية والتي شكلت الخلفية ضد تكريس أنبياء التوراة . إشعيا ، وهو يعتبرأحد من أعظم الأنبياء ، وجد أن الأمبراطورية الآشورية استخدمت لهدف الله عز وجل . " ( 9 )
أما من ناحية أخرى نرى كاتبا ومؤرخا آخر ألا وهو Georges Roux   في كتاب له الموسوم  " العراق القديم / Ancient Iraq   "   الطبعة الجديدة باللغة الانكليزية 1992 حيث تجده على الصفحة 275 وهذا ما قاله أيضا بخصوص الآراميين :

" ... الآراميون سواء تجارا، فلاحين،  رعاة،  جنودا أم  قطاعي الطرق لم يكونوا سوى بدو غير مصقولين / مهذبين  كما لم يساهموا شيئا في حضارة الشرق الأدنى . " ( 10 )

وأخيرا وليس آخرا ، وحتى لو فرضنا هذه الوحدة على أسس اللغة ولتكن آرامية – في وقت كما أشرنا أعلاه أنها  - سريانية -  انه لمن دواعي الأسف اليوم من كل المذاهب والطوائف المذكورة أعلاه ، نرى  الشعب النسطوري ، الشعب الوحيد الذي لم يتخل عن قوميته ولغته   الى اليوم والتي لا يتحدث بها فقط ، بل هي المستخدمة في الخدمات الكنسية وزد على ذلك ترى أن النسبة حتى عالية جدا باتقانها واستخدامها لدى  المذاهب الأخرى السريانية والكلدانية والذين  يؤمنون بالقومية الآشورية العتيدة منهم مما لا تجده بين المتمسكين الأخرين  بأهداب الارامية والكلدانية !

وختاما ، لا أدري أية وحدة تنشد – يا أبينا الفاضل ؟ من خلال اللغة الآرامية في وقت ليس لها ناطقون اليوم في طائفتك ولا في الطائفة السريانية حيث اللغة العربية مع الآسف.

الشديد هي اللغة البيتية والكنسية ،  هذا ما أكده المغفور له أدي شير رئيس أساقفة سعرد الكلداني الآثوري منذ مائة سنة في  كتابه الموسوم   كلدو( بابل ) وآثور . ( 11 ) أما إذا كانت اللغة لوحدها عامل التوحيد  لشعب ما وفق إقتراحك يا سيدي،  فإن اللغة العربية لها قصبة السبق لكم مع إحترامي يا  " ناطقي العربية " في هذا المضمار دون غيرها !


  * دعاة الآرامية يحاولون عبثا ربط مفردة  " السريان " بالآرامية ، ولكن في الحقيقة ليس ذلك صحيحا،  إذ أصل الكلمة آشوري – من آشوري / آسوري / أسريان ،


رغم أن كل السريان ليسوا آشوريين إذ جمعت هذه التسمية الجغرافية كل الشعوب في الهلال الخصيب من آشوريين بابليين ، آراميين ، إبلويين / عموريين ، كنعانيين وفينيقيين وكلدان وخصوصا بعد قبولهم المسيحية ، والجدير بالذكر أن أحد أهداف الآشوريين القدامى كان وحدة الهلال الخصيب وخصوصا في عهد الملوك السارغونيين.
..................................


المراجع :

( 1 ) Giovanni Pettinato, The Archieves of Ebla , Doubleday &
 Company, Inc. Gordon City, New York 1981 p 103-104

( 2 ) Patrick Hunt , Ph.D . Archaeologist, Stanford University 2007

( 3 ) Stehany Dalley, http://en.wikipedia.org/wiki/Hanging_Gardens_of_Babylon


( 4 ) Syria , A Country Study – Copyright 1988  United States Government , p 98-99
( 5 ) فولوس غبريال وكميل أفرام البستاني – الآداب السريانية ، أعلام السريان ، الجزء الأول  -
العصور الأولى  من منشورات الجامعة اللبنانية ،  بيروت 1969 ص17

( 6 ) أبروهوم عبريال صوما  " كتاب عن ثقافة السريان "  باللغة السريانية  ، الجزء الأول – المطبعة السريانية – بوينس أيريس ، الأرجنتين 1867  ص 172-173

 ( 7 )  The Bible Almanac , Thomas Nelson Publisher , Nashville 1980 p 342-343

( 8 ) دو لابورت ، بلاد ما بين النهرين ( حضارة بابل و آشور ) تعريب مارون عبود ، دار الروائع الجديدة  بيروت 1971 ص 280-282
( 9 ) H.W.F. Saggs , The Might that was Assyria , Sidgwick  & Jackson , London 1984

( 10 ) Georges Roux  , Ancient Iraq , New Edition  1992 , Penguin
Books p 275 and this is the exact text: “Whether merchants, peasants, shepherds, soldiers or bandits, the Aramaeans were originally UNCOUTH Bedouins and contributed NOTHING to the civilization of the Near East. “

( 11 ) أدي شير – تاريخ كلدو وآثور -  المطبعة الكاثوليكية في بيروت 1912 المقدمة



151
هل اللغة الآرامية كانت لغة السيد المسيح ؟!

آشور بيث شليمون

من المعروف أن شعوبنا وكل المذاهب تتفق  في الهلال الخصيب  معا بأن السيد المسيح المخلص تحدث باللغة  الآرامية، وعلى هذا  الأساس تعطى الأهمية الكبرى  لهذه اللغة  وبافتخارهم  لأنهم  الناطقين بها .

إنه لمن الضروري ونحن على عتبة الألفية الثالثة كي لا نقع في فخ من المفاهيم الأسطورية التي مع احترامي الكبير لديانة عظيمة كالمسيحية لتقع في مستنقع مروجي هذه الأفكار السخيفة والباطلة. وليكن معلوما سواء الرب يسوع المسيح تكلم بهذه اللغة أم لا،  فهذا وطبق مفاهيم وعقيدة المسيحية لن يغير منها شيئا، أي بما معناه لو كان حقا السيد المسيح اعتبر اللغة الآرامية لغته، فإن الناطقين بها فيما إذا وجدوا لن تكون لهم " تأشيرة لدخول الفردوس " بل إيمانهم بالسيد المسيح الذي سفك دمه على خشبة الصليب لغفران خطايانا والتقيد بتعاليمه السمحاء السلمية هي الوحيدة التي تحسب.

إن معضلة اللغة هي شغلنا الشاغل اليوم للأسف، ولكن شخصيا وبإختصار سلطت الأضواء عليها في كثير من كتاباتي السابقة  بأن اللغة الآرامية، تعد اليوم لغة منقرضة كما هو مصير كل اللغات القديمة بدءا بالأكادية ( الآشورية البابلية ) والكنعانية والإبلية ( العمورية ) والآرامية والكلدانية إذ ظهرت لغة جديدة على أنقاض تلك اللهجات المتعددة  وتحت تسمية جديدة وهي اللغة " السريانية " والتي هي باختصار لغة تكونت من مجموع اللغات المنقرضة المذكورة أعلاه وبفعل الأبجدية الحديثة الكنعانية مع تطوراتها، والعامل الموحد الأكبر لها كانت الديانية المسيحية التي جمعت هذه الأمم معا في بوتقة واحدة وشكلت مجتمعا كي يكون الداعية الأكبر في نشر الديانة المسيحية وهذا ما حصل خصوصا على أيدي أجدادنا من أبناء الكنيستين الشقيقتين النسطورية واليعقوبية.

وخلاصة القول يمكننا القول أن " السريانية " لهي مدلول اللغة الحديثة والثقافة " ولم يكن للناطقين بها كيانا قوميا سياسيا مستقلا اطلاقا وعلى هذا نجد ما قالته السيدة  الروسية " نينا بيغوليسفكايا وترجمة الدكتور خلف الجراد في كتابها الموسوم " ثقافة السريان في القرون الوسطى " في الموضوع هذا وما يعنيه المصطلح : " ... أما مصطلح " سريانية " فانه يستخدم في هذا المؤلف ( ثقافة السريان ) حسب التقليد المتبع منذ مدة طويلة، ويقصد به اللغة والثفافات، التي سادت في القرون الوسطى ( بدءا من القرنين الثاني والثالث  للميلاد ) في أراضي الشرق الأ دنى ومناطقه وعلى الأخص في سوريا وشمال ما بين النهرين/ بلاد آشور *.... "

والآن لنعود الى الموضوع الرئيسي وهو: هل السيد المسيح المخلص تكلم باللغة الارامية ؟
من خلال الدراسات التي قمت بها، هناك دون شك أن السيد المسيح نطق بهذه اللغة وطبقا لقائليها كونه من منطقة الجليل في فلسطين والجليل هذه حتما كانت تضم شعوبا مختلفة وبالأخص الآرامية التي قد نفاها أجدادنا الآشوريين اليها، ومن ثم هي على مرمى حجر من دمشق القاعدة الآرامية، وكذلك أيضا كانت المنطقة قريبة من الساحل السوري الناطق باللغة الكنعانية حتى أن الكنعانية هذه  كان لها   تأثيرا كبيرا على اللغة العبرية نفسها،حيث كما يقول الباحثون أن السيد المسيح قد استخدم اللغتين أي الآرامية والكنعانية الى جانب  لغته العبرية .

وهنا لنعود إلى الكتاب المقدس لعله يفي بالمراد بالنص التالي من أعمال الرسل والأصحاح السادس والعشرون  والعدد 12-15

" ... ولما كنت ذاهبا في ذلك اليوم الى دمشق بسلطان ووصية من رؤساء الكهنة رأيت في نصف النهار في الطريق أيها الملك نورا من السماء أفضل من لمعان الشمس قد أبرق حولي وحول الذاهبين معي . فلما سقطنا جميعا على الأرض سمعت صوتا يكلمني ويقول باللغة العبرانية ، شاول شاول لماذا تضطهدني .... فقلت أنا من أنت يا سيد فقال أنا يسوع الذي أنت تضطهده "

والخلاصة، إن السيد المسيح هو ابن الله الحي القدير بوسعه أن يتكلم أية لغة من لغات عالمنا الكوني، ولكن الأجدر بأن يتكلم بلغات المنطقة والحيز الجغرافي الذي وجد فيه حيث عاشت هذه الشعوب الكنعانية، الآرامية والعبرانية جنبا الى جنب ولكن ذلك لا يعني أي امتياز لهذه الشعوب اطلاقا بمجرد استخدامه هذه اللغات، حيث المسيح جاء للعالم أجمع، وينبغي علينا ألا نشوه هذه الرسالة المقدسة بأساطير خرافية التي يروجها البعض لغايات بعيدة عن الهدف الأساسي .

والطامة الكبرى، واليوم نسمع ونقرأ صيحات البعض التعلق والإفتخار بهكذا لغة من قبل أشخاص حتى أغلبهم أميون بها وليس هذا فحسب، بل ينوون أن يبعثوا القومية الآرامية كونها وريثة هذه اللغة الآرامية على أوهام بأن منطقة الهلال الخصيب كله نطق واستخدم " اللغة السريانية " التي ينسبونها سهوا الى اللغة الآرامية، ناسين ام متناسين بأن اللغة السريانية وعلاقتها بالآرامية هي نفس العلاقة مع شقيقاتها الأخريات وعلى سبيل المثال : اللغة البابلية الآشورية، الكلدانية،  العمورية، الإبلية والكنعانية.

وخلاصة الكلام، مع احترامي لهؤلاء الذين أصابهم الهوس مع احترامي من دعاة الآرامية الجدد، الذين يبنون أمجاد اللغة الآرامية على أوهام، إذ كل من ينطق بهذه اللغة اليوم يعد بالآلاف، بينما الرسالة المحمدية بدورها تمجد اللغة العربية:
لقد جاءت أحاديث نبوية كثيرة في الحض على حب العرب لفضلهم وشرفهم، ومن ذلك قول الرسول ( ص ) :

" أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي. " رواه الطبراني والحاكم والبهيقي وآخرون عن ابن عباس ( رضي ).

وهنا بالمقارنة ما بين " آرامية المسيح "  مع لغة نبي الإسلام العربية، نجد اليوم اكثر من 300 مليون عربي ينطق بها كلغة رسمية بالإضافة الى مليار ونصف تعتبر عندهم اللغة العربية هذه  دينية مقدسة والغالبية منهم يجتهدون تعلمها وممارستها، بينما " اللغة الآرامية " لغة دعاة آرام الجدد لهي في حالة يرثى لها وليس لها من حاسد ! والمضحك المبكي أن " دعاتها الجدد " هم أنفسهم لا يفقهونها وحتى يعتبرون على الغالب أميون  بها.

وفي الختام، يرجى ترجيح العقل وعدم الإنزلاق والإنصياع وراء البعض الذي يريد ان يمجد هذه اللغة كما جاء به البروفيسور أ. ولفنسون مدرس اللغات السامية في الجامعات المصرية في كتابه الموسوم ( تاريخ اللغات السامية – 1929 ، صفحة 108):

" ومن أقدم هذه الآثار هي النقوش التي تنسب للملوك هداد وبنامو وبر ركب من القرن الثامن قبل الميلاد ... وبالرغم من وفرة تلك الآثار لم يستطع المستشرقون الى الآن أن يضعوا كتابا في قواعد اللهجة الآرامية القديمة وكيفية النطق بألفاظها ... لأن المجموع من تلك الآثار ليس فيه المادة الكافية لوضع نظرية وافية ...."

وأملي، أن تكفوا من طيشكم ولا تسمحوا" للعصبية " أن تتحكم بعقولكم كي تقزموا الرسالة المسيحية الفريدة من نوعها بهكذا خزعبلات لا بل إفتراءات لا مصداقية لها على الإطلاق܀
_____________
* بلاد آشور/ ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ، إضافة مني ( الكاتب ) .


152
شاعر العصر والآشوري الثائر المغفور له ملفونو يوحانون قشيشو

آشور بيث شليمون

   شاعر العصر والآشوري الثائر المغفور له ملفونو يوحانون قشيشو.. في الذكرى الثانية  عشر لرحيله
المرحوم ملفونو يوحانون قشيشو رأى النور لأول مرة في مسقط رأسه ببيث زبداي/ آزخ في بلاد آشور –  اليوم منطقة التقاء الحدود العراقية، السورية والتركية – وذلك في 27 كانون الاول من عام 1918 ووالده المعروف باسم القس ملكي موسى .
والجدير بالذكر، أن منطقة بيث زبداي لها شهرة واسعة حيث أنجبت شاعرا آخر والذي يعد بالفعل أمير الشعر السرياني، ألا وهو العلامة والمطروبوليت مار عبديشوع الصوباوي مطران نصيبين وأرمينيا على  الكنيسة المشرقية الآشورية .
لقد اشتهر المغفور له مار عبديشوع الصوباوي، الذي توفي في أوائل القرن الرابع عشر  بكتابه المشهور  ( المقامة أو فردوس عدن ) حيث هو غاية في الاعجاز اللغوي والذي بزّ فيه  العرب في شعرهم.
حقيقة لا مبالغة فيها أن المرحوم ملفونو يوحانون قشيشو كان منذ نعومة أظفاره منكبا على تعلم اللغة والطقوس الكنسية وفق تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية الشقيقة بحيث برع فيها غاية الابداع.
في عام 1927 انتقل مع والديه الى مدينة الموصل/ نينوى ، ولكن بسبب الأحداث المأساوية والدموية وقتئذ لم يمكث في الموصل حيث قفلا والديه راجعين الى بيث زبداي موطنهم الأصلي .
في عام 1929 نزح مع والديه من جديد الى مدينة القامشلي- بيث زالين -  من أعمال الجزيرة السورية والتي كانت تحت الانتداب الفرنسي وقتئذ.
وفي القامشلي التحق بمدرسة الطائفة التي كانت تحت إدارة القومي الآشوري النشيط المرحوم شكري جرموكلي، حيث تعلم اللغات السريانية، العربية والفرنسية  وبعد تخرجه توجه إلى مدينة حلب حيث درس ما بين اثنتين وثلاث سنوات في الشؤون اللغوية والتاريخ.
وبعدئذ غادر حلب كي يدخل الميتم الآشوري* في بيروت  حيث انكب فيه تعلم اللغة السريانية، العربية ، الفرنسية والانكليزية ومن بيروت غادرها الى فلسطين مع والده الذي عينته الكنيسة قسا لكنيسة بيت لحم .
في فلسطين اكمل تحصيله العلمي بحيازته على البكالوريا باللغة الانكليزية ، وبعدها غادر بيت لحم إثر وفاة والده المرحوم وذلك عام 1948 الى مدينة حلب مرة ثانية حيث كان يدرس في مدارس الطائفة .
الملفونو يوحانون قشيشو لمع نجمه في تآليفه اللغوية، القومية والتاريخية الغزيرة حيث ألف قصائد كثيرة عن أمتنا الآشورية ومجدها التليد . و في كتاب أشرف على طبعه وإنجازه الأندية الآشورية في بلاد السويد عام 1993 مشكورين والذي ينوف على خمسمائة صفحة ويحوي على مائة وخمسة وثلاثين من  قصائده الشعرية التي معظمها قومية في تمجيد تاريخنا الآشوري على الأخص ، وله قصيدتان ، سلام عليك يا نينوى وبيث نهرين مهد الحضارة يمكن أن تكونا من المعلقات في   كل بيت آشوري بالإضافة الى قصائده الأخرى من رثاء ومديح وإجلال الشهيد الآشوري وكافة ملافنة شعبنا الميامين من أمثال نعوم فائق، فريد إليا نزها، آشور يوسف، سنحريب بالي، شكري جرموكلي، حنا سلمان وغيرهم كثيرون.
ونتيجة الحالة المضطربة في سوريا غادرها الى بوخارست ليعلم اللغة العربية هناك حتى انتهاء مهمته حيث قفل راجعا الى سوريا ومدينة حلب بالذات حتى غادرها للمرة الأخيرة  إلى بلاد السويد وذلك عام 1976 حتى وافته المنية وذلك في الأول من شهر نيسان عام 2001
والجدير بالذكر له مؤلفات غير شعرية حيث ألف أيضا سلسلة تدريس اللغة السريانية في سبع أجزاء على التوالي والتي كانت تدرس في مدارس الطائفة في مدينة القامشلي لسنوات طوال حتى منعت الحكومة السورية تدريسها باعتبارها لغة أجنبية في أواخر  السبعينيات من القرن الماضي.
وفي بلاد السويد ، لم يثن عزمه المضي في العمل القومي رغم تقدمه بالسن، حيث كان من الأوائل الذين وضعوا اللبنة الأولى في تشييد الصرح القومي لدى الأندية الآشورية في ذاك البلد.
قال عنه الملفونو أوكين منوفر وهو من القامشلي على صفحات المجلة الآشورية ” كوكبو       آثورويو ” بحيث كان من المقربين له : ” يصنف الفقيد الكبير الملفونو يوحانون قشيشو  بين أدبائنا الأكثر عطاء في جيلنا الحاضر، وأسلوبه في الكتابة تغلب عليه البساطة والشفافية …”
إن مؤلفاته الغزيرة ملأت صحفنا ومجلاتنا القومية وعلى سبيل المثال ” الجامعة السريانية ، للأستاذ المرحوم فريد نزها من الأرجنتين، مجلة حويودو لسان حال الأندية الآشورية في بلاد السويد حيث يعتبر أحد من المؤسسين لها ، ومجلة كوكبو آثورويو لسان حال الاتحاد الآشوري الأميركي والنشرة السريانية في مدينة حلب السورية وغيرها .
والآن تعالوا معي لنقرأ معا ما قاله في قصيدته المشهورة ” سلام عليك يا نينوى ” :
ܫܠܡܠܟܝ ܢܝܢܘܐ ܒܝܬ ܡܥܡܪܐ ܕܐܒܗܬܐ
ܫܠܡܠܟܝ ܢܝܢܘܐ ܡܕܝܢܬ ܫܘܒܚܐ ܘܬܡܝܗܘܬܐ
ܫܠܡܠܟܝ ܢܝܢܘܐ ܡܠܟܬܐ ܕܠܗ ܣܓܕܝ ܡܠܟܘܬܐ
ܫܠܡܠܟܝ ܢܝܢܘܐ ܐܬܪܐ ܒܪܝܟܐ ܕܟܠ ܙܟܘܬܐ܀
ܫܠܡܐ ܠܗܢܘܢ ܡܠܟܐ ܪܒܐ ܢܚܫܝܪܬܢܐ
ܫܠܡܐ ܠܗܢܘܢ ܪܒܝ ܚܝܠܐ ܘܩܪܒܬܢܐ
ܫܠܡܐ ܠܓܝܣܐ ܕܐܫܘܪ ܒܝܘܡܐ ܨܡܘܚܬܢܐ
ܫܠܡܐ ܠܐܪܥܐ ܕܡܘܥܝܐ ܥܠܝܡܐ ܚܝܠܬܢܐ܀
ܫܠܡܐ ܠܢܝܢܘܐ ܣܡܬ ܐܣܐ ܕܡܠܦܢܘܬܐ
ܫܠܡܐ ܠܢܝܢܘܐ ܣܡܬ ܛܒܐ ܕܒܪܘܝܘܬܐ
ܫܠܡܐ ܠܢܝܢܘܐ ܐܡܐ ܒܪܝܬ ܡܕܝܢܝܘܬܐ
ܫܠܡܐ ܠܢܝܢܘܐ ܡܕܝܢܬܐ ܪܒܬܐ ܕܓܬܒܪܘܬܐ܀
وقصيدته على شهداء آشور في سبيل الحرية يقول:
ܣܗܕܐ ܠܡ ܕܐܬܘܪ  ܣܗܕܐ ܕܚܐܪܘܬܐ
ܐܫܕܘ ܠܕܡܝܗܘܢ  ܡܛܠ ܫܪܝܘܬܐ
ܥܠ ܥܦܪܐ ܕܐܬܘܪ  ܩܪܒܘ ܚܝܝܗܘܢ
ܒܟܠ ܓܢܒܪܘܬܐ  ܢܩܝܘ ܢܦܫܝܗܘܢ܀
ܨܚܚܐ ܠܡ ܚܕܬܐ  ܐܟܬܒܘ ܒܕܡܝܗܘܢ
ܘܐܗܦܟܘ ܠܗ ܠܫܘܒܚܐ ܗܘ ܕܐܒܗܝܗܘܢ
ܫܠܡܐ ܠܟܘܢ ܣܗܕܐ  ܡܢ ܟܠ  ܐܚܝܟܘܢ
ܡܢ                 ܐܒܗܝܟܘܢ             ܘܡܢ               ܟܠ                                  ܚܒܪܝܟܘܢ܀
أما في قصيدته ” تاريخ الجبابرة – ܬܫܥܝܬܐ ܕܓܒܪܐ “  عن القومي الآشوري المرحوم فريد الياس نزها يقول:
ܒܠܠܝܐ ܘܒܐܝܡܡܐ ܟܪܒ
ܘܒܚܩܠܐ ܕܐܫܘܪ ܢܨܒ
ܐܝܠܢܐ ܕܠܡܚܪ  ܝܪܒ
ܘܦܐܪܐ                                              ܒܣܝܡܐ                                              ܝܗܒ
ܚܢܢ ܥܠܝܡܐ ܘܓܢܒܪܐ ܕܐܫܘܪ
ܕܡܢ ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ ܘܕܚܒܘܪ
ܟܠܝܠ ܫܘܒܚܐ ܒܪܝܫܗ ܢܩܛܘܪ
ܘܐܝܟܢܐ                       ܕܙܩܪ                               ܚܢܢ                                       ܢܙܩܘܪ
وفي الختام نتذرع الى العلي القدير أن يسكنه فسيح الجنان ، كما نطلب من شعبنا أن  يحيي ذكراه مع الرهط الأول من القوميين الأشاوس نظرا للدور الريادي الذي لعبه في خدمة أمته
الآشورية التليدة.


153
اللهم نجنا من الاكاديميين، والدكتور ليون برخو مثالا!

 ;)

الأخ ليون برخو كتب:

أما القس فحدث ولا حرج. كلامه لم يكن مترابطا وفيه إهانة واضحة للسامعين والحاضرين وهذا ما أكده معظم الأخوة الكلدان في الجلسة وغيرهم من الذين حضروا من مناطق بعيدة مثل كوثنبرك. هل يجتمع الكلدان لسماع هكذا خطاب مسيء وفي السويد وبينما شيخ علماء كنيسة المشرق بفروعها ومذاهبها المختلفة يقيم الأن في السويد، وهو عالمنا الكلداني الجليل البير أبونا، لا توجه له الدعوة للحديث؟ يسمح لقس مثل هذا مخاطبة الكلدان من أعلى المنابر وتنقل خزعبلاته في بث حي إلكترونيا ويهمش عالم تخرجت على يديه أجيال وأجيال من التلاميذ من كل الطوائف المشرقية وكتبه صارت من أمهات المصادر لدى كل المختصين والجامعات التي تعني بتاريخنا وثقافتنا ولغتنا؟ يهمش فقط لأنه كعالم كبير لايستطيع مجاراة ما نجتره من خزعبلات ومهاترات لا تمت للعلم بصلة.
الأخ ليون برخو المحترم
إنني أواظب على ما تكتبه وخصوصا في الآونة الأخيرة، رغم أني أحترم ما تكتبه ولو هناك كثير من النقد والنقض معا، ولكن أدافع كي يكون لك حق التعبير كما تشاء وبدون أي تجريح كما يحدث معك ممن يصفون أنفسهم بكتاب الكلدان.
ولي سؤال واحد وهو الى الآن لا اعرف بماذا تؤمن قوميا؟ الشيء الذي لمسته في كتاباتك تشدد على اللغة السريانية ودورها في الحضارة العالمية ومن ثم كما في هذا المقال تؤيد الأب البير أبونا ومقالاتك تنشر في " موقع التنظيم الآرامي الديمقراطي " هذا الموقع الذي يشن حرب ضروس بالإشتراك مع " كلدايا نت " ضد القومية الآشورية لمحوها من الوجود في وقت يرضخ ويرزح لآرامييه في بلاد الشام الذين يفتخرون بعروبتهم .
دون شك للغة دور هام في أية قومية، ولنفرض لغتنا آرامية لحسم الجدل.  ولكن ألا تعلم يا صاح أن هناك شعوب تستخدم لغة الآخرين ألا وهي اللغة الإنكليزية وعلى سبيل المثال – الولايات المتحدة الأميركية – ولكن قوميا ليست بإنكليزية في وقت نحن لغتنا اليوم وإن ليست آشورية آشور بانيبال ( 2600 ق . م . ) ولكن ثق تماما مبنية على اللغة ذاتها وشأنها اللغات الأخرى إذ لغة شكسبير تختلف عن لغة شوسر ولغة الأنكليز اليوم تختلف عن لغة شكسبير.
وبصورة مختصرة وكونك أستاذ أكاديمي قدير ولك المعرفة والدراية أن تعريف " القومية " أيضا يختلف بين شعب و آخر ، وعلى هذا الأساس نحن نعتبر أنفسنا آشوريون قوميا كوننا نسكن البقعة الجغرافية المعروفة ببلاد آشور/ ܡܬܐ ܕܐܬܘܪ ولا يهم ما تسمي لغتنا آرامية ، سريانية ، كلدانية – وهكذا له الحق للكلداني الذي يسكن الجنوب والآرامي الذي يسكن دمشق وبلاد القلمون ان يفتخرا بقوميتهما. وما على الأب ألبير أبونا أن ينضم لآرامييه في دمشق – قلب العروبة النابض - وأن يقودهما الى السراط الآرامي المستقيم إذ هم اليوم أعراب بكل معنى الكلمة !!


تنويه: ألا تشارك معي بان ممن يسمون الكلدان والسريان والذين يرفضون القومية الآشورية في بلاد آشور وهم أعراب اللغة – وخصوصا الذين يرفضون الآشورية -  هم عربا بدون منازع مستندين الى نفس الشروط التي تستند أنت والأب ألبير ابونا عليها من أن كل المسيحيين كانت لغتهم " آرامية " وبذلك هم آراميون! إذن الأب ألبير أبونا هو عربي ايضا كون  كتاباته هي باللغة العربية ّ شأن كل كتابات ما يسمى ادباء الكلدان ! وشخصيا اعتبر هذا الكلام فارغ وتسلطي وعلى الطريقة العربية الشوفينية التي تفرض نفسها على الغير ومن الجملة شعبنا.
ودم لأخيك/ آشور بيث شليمون
_______________________



[/color][/size][/b]

154
مار عبديشوع الصوباوي  مطران نصيبين وارمينيا  Mar Abdisho Metropolitan


بقلم  آشور بيث شليمون

نشاته:

لا نعرف بالضبط تاريخ ولادة مار عبديشوع ( بن بريخا بن يوسف بن داود ) والمعروف غالبا - بار بريخا أي إبن المبارك  ولكن على الأغلب كانت ولادته  في منتصف القرن الثالث عشر ميلادية من أبوين آشوريين في منطقة جزيرة بيث زبداي( أزخ)  – جزيرة ابن عمرو على نهر الدجلة عند ملتقى الحدود السورية العراقية التركية
اليوم وكانت وفاته   في 5 تشرين الاول من عام 1318 ميلادية.

ثقافته:

كانت للكنيسة المشرقية  المعروفة بالنسطورية مدارس لاهوتية  في كل من  مدن  نصيبين والرهاEdessa / ولكن من المؤسف أن نفوذها قد تقلص وحتى يمكن أن يقال انعدم  نظرا للظروف الجيوبولوتيكية وقتئذ. لذلك ما كان لهذا الفتى اليافع إلا أن يقضي معظم حياته النسكية في الأديرة  المجاورة وعلى سبيل الذكر  في دير مار أخا ودير مار يوخنان حيث تثقف على أيدي الاكليروس والرهبان.
إن رغبة وولع مار عبديشوع في تعلم اللغة والمراسيم الكنسية ساعدته  لتألق نجمه حيث وضعته في  مصاف الأوائل لا في التعاليم المسيحية فحسب، بل  في حبه وشغفه في لغة الأم  اذ قال عنه مار توما أودو  الكاثوليكي المذهب /    الكلداني ومن عشيرة تخوما الآشورية في مقدمة قاموسه الشهير- " بوفاة هذين الرجلين العظيمين الا وهما ابن العبري (1226-1286) ومار عبديشوع الصوباوي لم يظهر بعدهما أحد كي يملأ الفراغ الذي تركاه نظرا لمعرفتهما اللغوية ويمكننا القول أن اللغة نفسها قد دفنت معهما ايضاّ!".

من رهبان الى مطران:

لقد انتخب مار عبديشوع في عام )1285( اسقفا لمنطقة  سنجاروطور عابدين على يد قداسة  بطريرك مار يهبالاها  الثالث من الأصل  التركي. والجدير بالذكر بطلب هذا البطريرك نفسه ألف كتابه الموسوم ) ܦܪܕܝܣܐ ܕܥܕܢ / فردوس عدن ( كرد فعل على العرب الذين كانوا يحطون  ويستهزئون بلغتنا  السريانية الأم . وبعد مضي ست سنوات(1291)  رقي للمرة الثانية إلى  الى مطران على يد البطريرك  المذكور أعلاه  على  كرسي  نصيبين وأرمينيا وبقي على هذا المنصب حتى تاريخ وفاته  .

الخلفية التاريخية لبلاد آشور :

اننا نعلم جيدا أن بلاد آشور(ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ / مات آشور )  كأمبراطورية بعد حكم طويل قد غربت الشمس عنها منذ 612 قبل المسيح حيث سقطت على أيدي الميديين وبمؤازرة الكلديين ( أو خليط من الأقوام من  آراميين، كلديين، وعرب ) سكان اقصى الجنوب من بلاد الرافدين. ولكن الجدير بالذكر رغم ذلك كان للآشوريين دويلات هنا وهناك واشهرها مملكة  ( ܚܕܝܒ/ خذياب ) و قاعدتها المدينة الاشورية العريقة ܐܪܒܝܠ  أربيل التي ما تزال متمسكة باسمها الآشوري رغم محاولة الأكراد في هذه الأيام لتغييرها  الى اسم كردي. والمعروف أن هذه الدويلة التي كانت تابعة للحكم الفارسي – وقبلها للحكم الروماني في عهد الأمبراطور تراجان /   Trajan( 117 ميلادية ) وظلت حتى أيام الغزو العربي الإسلامي وذلك في  مطلع القرن السابع الميلادي .اذا من هنا ندرك أن البلاد الآشورية انتقلت تحت ربقة المحتلين والغزاة  الأجانب بدءا من الميديين، الفرس، اليونان، الرومان، العرب وأخيرا  العثمانيين الاتراك والبريطانيين.

وكما قلنا أن مار عبديشوع  ولد في المنطقة الآشورية المعروفة ܒܝܬ ܙܒܕܝ بيث زبداي كما قلنا في البداية على نهر الدجلة ولكن من المؤسف أن تاريخ ولادته غير معروفة لدينا ولكن من المحتمل  أنها كانت في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي وفي أيام آخر  الخليفة العباسي المستعصم بالله )1242 – 1250 ميلادية ) الذي فر من بغداد إلى مصر  أثر سقوط وأفول الخلافة العباسية .

في هذه الأثناء كانت الخلافة العباسية ضعيفة جدا الى درجة  أن عمت الفوضى ليصبح كرسي الخلافة شكليا وليس بوسع الخليفة العباسي  السيطرة على أرجاء الامبراطورية . وفي ظل هذه الحالة  المضطربة غدا الحكم الحقيقي بأيدي الأمراء الأجانب من  الأتابكة والسلاجقة  والترك . لقد دعا العرب المسلمون  هذه الفترة المظلمة من تاريخهم ب " عصر الدويلات " .
أضف الى ذلك إن التوتر إزداد بين العرب والأمم الأخرى غير العربية أي الأعاجم الذين غدا في أيديهم صولجان الحكم ورأوا أنفسهم أنهم ليسوا أقل من العرب  رقيا وحضارة بل أكثر منهم لذلك نعتهم العرب لكرههم الشديد لهم  بالشعوبيين .
إن العرب الذين كانوا يجترون ماضيهم التليد حاولوا التعويض عن  ذلك بأنهم أصحاب القرآن الكريم الذي يعد  معجزة للعرب بدون منازع  والذي فيه تظهر تفوق للغتهم  العربية على الأعاجم كافة وضمنا شعبنا الناطق باللغة السريانية.

وفي هذه الأثناء ظهر شعراء كثيرون ومن جملتهم  أبو محمد القاسم بن علي الحريري البصري وذلك عام ( 1054-1122) ميلادية والذي نظم عدة كتب ومن جملتها كتاب المقامة  الذي يعتبر آية من آيات الشعر لدى العرب وغيره  الذين أثروا على شعبنا ممن ذهبوا في هذا المضمار أشواطا،  مبالغين في تنوع القوافي و كذلك مغالين في الأسلوب والترتيب الخ.

والذي وصل الينا أن ملفاننا الكبير هذا كما جاء في مقدمة كتابه " فردوس عدن "  أو المقامة كان بمثابة تحد للعرب  حيث كرس وقته بناء لطلب قداسة مار يهبالاها الثالث لانجاز هذا المشروع الذي تكلل بنجاح باهر للغاية.
إن نيافته علق على الشعر العربي وأسلوبه الرخيص والذي وصفه مثل القبور المكلسة التي تظهر للعيان نظيفة جميلة من الخارج بينما في داخلها فاسدة إذ اضاف قائلا : "رجال من العرب وذي قدرة شعرية وبلاغية  عالية أرادوا أن يشمتوا ويستهزؤوا بلغتنا الفقيرة بأنها عاجزة كي تجاري اللغة العربية في الابداع،  لذلك شرعت بهذا المشروع ألا وهو تأليف هذا الكتاب الذي يحوي بين دفتيه خمسين قصيدة شعرية "حيث لم يدخر وقتا الا واستخدمه لاتمام مشروعه هذا الذي هو بحق آية فريدة من نوعه حيث سيقف العرب باندهاش وفاغري الفاه لروعته لأنه من المؤكد  سيكون من الصعب جدا    لهم من   مجاراته اومساواته.

والجدير بالذكر أن مؤرخي الأدب العربي  في العصر الحديث ينظرون الى العصر المملوكي أي بعد انهيار الدولة العباسية أو بما يسمى " عصر الانحطاط " أن الشعر قد انحط عما كان عليه سابقا حيث  غلب فيه  الشكل على المعنى وبهذا أصبح الفكر أسيرا  للحرف ولم يكن قادرا على الابداع،  وهناك فريق آخر من دحض مثل هذا الادعاء نظرا لما أظهره أدباء ذلك العصر من القدرة البيانية والبلاغية . على كل حال نحن هنا لسنا بصدد تفضيل أي من هذين الفريقين  هو الأصدق والذي نريده فقط هو أن ملفاننا الكبير لم يلجا الى اسلوبهم بحيث نعلم جيدا وكما نوه عنه مار عبديشوع بنفسه عندما وصف أسلوبهم كالقبور المكلسة ولكن بتأليفه كتاب المقامة على غرار مقاماتهم لهو برهان ساطع أن لغتنا قادرة أن ترد الصاع صاعين من جهة ويد حض مزاعم العرب  الباطلة و الهزيلة من جهة اخرى .

دون شك لم يكن ملفاننا الاشوري وحده الذي أقحم نفسه في عمل كهذا، بل  كان هناك لفيف من شعراء  القرنين الرابع عشر والخامس عشر للناطقين بالسريانية  ومن الجملة راهب  من مدينة حمص السورية  المسمى  داود الحمصي  ( 1490) حاول بدوره   تقليد مار عبديشوع الصوباوي  ولكن ما قام به لا يضاهي اطلاقا انجاز ملفاننا الكبير الذي بحق يجب أن يلقب بأمير الشعر السرياني .

آثاره ومنجزاته:

إن ملفاننا الكبير دون شك له إنجازات هائلة والتي ذكرها بنفسه في مقدمة كتابه السابق الذكر " فردوس عدن " وهذه منها الكتب التالية:

-   تفسير الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد
-   الجامع في التدبير العجيب
-   فردوس عدن أو  المقامة
-   الجوهرة في حقيقة الايمان المسيحي
-   الأسرار الغامضة في فلسفة اليونان
-   أطروحة لدحض الهرطقات
-   الأحكام والشرائع الكنسية
-   تراجم وتعاز وخطب في مواد مختلفة
-   فهرس المؤلفين
-   شرح رسالة ارسطو الفيلسوف اليوناني
-   شهمروريد باللغة العربية

وكتب أخرى التي من المحتمل أنها فقدت لما لقي شعبنا الآشوري من محن وويلات على أيدي محدودي الآفاق من المسلمين العرب والبرابرة الفرس والكرد والأتراك الذين أحرقوا الأخضر واليابس.

الشعر لدى السريان *

ان الشعر لدى السريان يختلف اختلافا  ظاهرا عن الشعر العربي المقفى  وهو على نوعين : الميامر والمداريش وبذلك يقرب من الشعر المرسل وهو يعتمد على اللحن لا على التفعيل  ومقيد بالنغم  ولا بالقافية.


ولكن مار عبديشوع الصوباوي قلد العرب في كتابه " فردوس عدن " وخرج عن الطريقة التقليدية  المعتادة  عند السريان  لكي يبز ويباري العرب وباسلوبهم الخاص.




    
كتاب فردوس عدن او المقامة:

عندما فكرت بكتابة ترجمة لحياة ملفاننا الكبير مار عبديشوع الصوباوي لأول مرة وباللغة الانكليزية كان حافزي ولعي بكتابه  - فردوس عدن – الذي كما قلت  أعلاه أنه آية من الآيات التي أشك  بوسع فرد آخر أن يقوم بمثل هذا العمل الذي استغرق لانجازه وقتا طويلا .

قبل القاء نظرة خاطفة على الكتاب أود أن اقدم شكري وامتناني لأمتنا الآشورية التليدة التي رغم ما قاسته من محن ومصاعب التي ترتعد لها الفرائص ولكنها وقفت في الخندق الى الرمق الأخير للحفاظ على تراثنا وللحفاظ على لغتنا علما أن إخوة لنا داسوا كل هذه المقدسات وغدوا بناطقي العربية في كل شيء وشردوا تراثنا وشوهوا  هويتنا  وإسمنا والأنكى من ذلك في عقر دارنا الآشورية  بالذات يا للعار والشنار!
وكذلك أقدم شكري وامتناني لآشوري عصامي فذ ألا وهو القس الاب  يوسف قليتا مدير المدرسة والمطبعة     الآشورية   في الموصل /  نينوى لما بذله من جهود لطبعه واخراجه بصورة اكمل وافضل  عام 1928 وكذلك أشكر كل الذين ساهموا باعادة طبعه في مدينة شيكاغو الاميركية تحت رعاية القس كاكو لعازر  وذلك عام 1988

إن كتاب المقامة أو فردوس عدن الذي ألفه ملفاننا الكبير يحتوي على خمسين قصيدة شعرية وسار في تاليفها على نفس المنوال المتبع من قبل شعراء اللغة العربية إذ قسمه الى جزئين اثنين وكل جزء يحتوي على خمسة وعشرين قصيدة  والقصيدة الواحدة لا تقل عن  تسعة وعشرين  بيتا حيث أحيانا غالبيتها تصل الى عدة صفحات . ولكي نلقي نظرة خاطفة على انجازه هذا ما علينا إلا اختيار بعضا من قصائده بحيث بامكان الفرد أن يكون فكرة حول الكتاب وهنا سأختار قصائد من الجزء الأول من هذا الكتاب وهي  :

القصيدة الثانية من الكتاب تحتوي على 117 بيتا  وتبدا بتسلسل أحرف الأبجدية حيث لكل حرف عشرة أبيات بحيث تبدا بحرف ما وتنتهي بتفس الحرف ايضا.
القصيدة  الثالثة من الكتاب  تتالف من 29 بيتا وتبدا بتسلسل حروف الأبجدية أيضا وبامكان الفرد أن يقرأها طردا وعكسا أي تقراها من اليمين الى اليسار ومن اليسار الى اليمين محافظة على المعنى نفسه تماما .
القصيدة السادسة  تتالف من 48 بيتا وهي مطبوعة باللون الأسود والأحمر ويمكن المرء قراءتها على الوزن الأفرامي نسبة الى مار أفرام  أي اللون الأسود والأحمر معا ولكن بدون اللون الأحمر تقرا على وزن  مار نارساي ومار بالي.
أما الجزء الثاني من الكتاب والذي يحتوي على خمسة وعشرين قصيدة أيضا، حيث تبدا بتسلسل الأحرف الأبجدية وكل قصيدة لا تخلو كلماتها من الحرف الذي ابتدات به. اذ هناك ثلاث قصائد على حرف الالف ( ܐ ) واثنتان على حرف التاء ( ܬ ) وباقي القصائد على الحروف العشرين المتبقية.

وهذه أمثلة عنها: لناخذ القصيدة السادسة والعشرين مثالا والتي تتالف من 48 بيتا وكل مفردة منها لا تخلو من حرف الألف ومن ثم القصيدة هذه خالية من الأحرف التالية: جيم المصرية  G  ،  ط ، س، P ، ص ، ق ومقاطعها مترتبة بتسلسل الأبجدية ايضا حيث نهاية كل بيت بحرف مطلعه.

القصيدة الثلاثون: وهي تتالف من 39 بيتا حيث تبدأ بحرف   ܓ الجيم المصرية وهذه القصيدة لا تجد فيها الأحرف التالية :  ط،  ك، ص، ق،  ومقاطعها مرتبة بتسلسل أحرف الأبجدية وحرف أول بيت ينتهي به أي هو قافيته ايضا.

القصيدة الرابعة والثلاثين : وهي مؤلفة من 40 بيتا حيث تبدأ بحرف  الزاي وتنتهي به أيضا وهي كذلك مؤلفة بحسب ترتيب حروف الأبجدية ولكل حرف بيتان والقصيدة تخلو من الاحرف التالية : ط، س، ص، ش .

مار عبديشوع الصوباري لاهوتي، مؤرخ  ومفكر قومي آشوري:

نحن معشر الشعب الآشوري لفخورين  جدا بما حققه مار عبديشوع في كل المجالات  اللاهوتية والثقافية واللغوية كي يحظي بتقريظ كثير من أبناء شعبنا  في العصر الحديث  وياتي في مقدمتهم الأب جبرائيل القرداحي اللبناني حيث طبع 25 قصيدة من ديوانه هذا بالخط الغربي – بالمطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين – بيروت سنة 1889 - مع تفسيراته للمفردات العويصة وهذا طبعا بعد تقريظه لعمله الشاق وكذلك القس بولس بيث دارا كاهن الطائفة الكلدانية في الجزيرة السورية  حيث قال هذه الكلمات في كتيب له  " ايتها الامة المحببة " والمطبوع بمطبعة مار نارساي لكنيسة المشرق الاشورية  في الهند عام 1957:
"  ان البراعة البلاغية لمار عبديشوع التي فاقت الجميع لأنه بحث  في أمور عدة  لدرجة أن  - بار بريخا ( استخدمها مجازا) كان مباركا وعظيما في كل كتاباته....  ومن صوبا / نصيبين  كرسي نيافته  عظمة لغتنا الأدبية  بدأت ومن ثم انتهت   معه " .

ملاحظة هامة:

حفاظا للأمانة العلمية والتاريخية أقول معتذرا أنه قد وقع سهوا فيما ذكرته عما جاء في قصيدة الملفان الكبير كيوركيس وردا  الأربيلي  عند كتابة الترجمة هذه باللغة الانكليزية لأول مرة حيث ذكرت أنه قرظ مار عبديشوع الصوباوي في قصيدته الطويلة عن بطاركة الكنيسة المشرقية،  علما أن ملفاننا لم يكن بطريركا بل مطرانا والذي قصد به  الملفان وردا الأربيلي كان  البطريرك مار عبديشوع الثاني (1072- 1090 ميلادية) ولكن على كل حال  ليس هناك أدنى شك عن آشورية مار عبديشوع الصوباوي حيث ولد وترعرع أبا عن جد في بلاد آشور/ ܐܬܘܪ بالإضافة ما قاله في كتاباته مثلا  عندما  تحدث عن الكراسي الرسولية في العالم بما يلي: " أولا (اي الكرسي الاول) في بابل والتي هي  متروبولوس وأم المدائن وقاعدة المملكة الآشورية ..." للتاكد يرجى مطالعة كتاب ( المروج النزهية في آداب اللغة الارامية ) حيث خصص فصل خاص له  لمؤلفه المطران يعقوب اوجين منا .


 *السريان هنا ليسوا بقومية سياسية،  بل عبارة عن مجموعة من الشعوب سكنت ووجدت في الهلال الخصيب إذ استخدمت لهجات سامية متقاربة جدا مثل الآشورية البابلية ، الفينيقية والابلية ، الكنعانية والآرامية والتي تنتمي الى طائفة اللغات السامية الشمالية . هذه المكونات البشرية التي وحدت لهجاتها الأبجدية الكنعانية والديانة المسيحية في الهلال الخصيب في مطلع القرن الأول الميلادي وما بعده .  كما وجدير بالذكر أن الآشوريين كان لهم دورا كبيرا  في هذه العملية التوحيدية  دون شك نظرا لقوة سلطانهم  و خصوصا  في عهد الملوك الآشوريين السرغونيين  PAX ASSYRIACA. أضف الى ذلك ان أصل     كلمة " السريان " دون شك ترجع الى الاسم الآشوري كما يجمع به لفيف كبير من علمائنا وكذلك الغربيين منهم  من جهة، ومن جهة أخرى  هناك آخرون يختلفون في ذلك بحيث لهم آراؤهم الخاصة التي لو قارناها بما يؤولونه لوجدناها غير قابلة للمنطق أبدا.  وعلى سبيل الذكر هناك من يدعون أن التسمية جاءت من  " سوروس " رجل من الجنس الآرامي الذي قتل اخاه ....!  و آخرون يقولون التسمية هذه جاءت من " كورش " الملك الفارسي الخ
من المعروف عادة أن اللغات اللهجات تتطور وتطورها عادة يحدث بحقبات زمنية طويلة  الأمد لا تقاس بالسنين بل بمئات من السنين كما حصل على اللهجات السامية في الهلال الخصيب قبل انتشار المسيحية والى أكثر من الف سنة من بعد اتشارها تقريبا. هذه لمحة موجزة عن السريان والسريانية  ولكن باذن الله سنخصص دراسة مستفيضة  حول الموضوع في المستقبل .


إضافة :  كما قلنا أن ملفاننا كان يتقن اللغة العربية بطلاقة ومن الصدفة أني وجدت ما كتبه باللغة العربية لا يزال يستخدم في بعض الكنائس الناطقة باللغة العربية الى اليوم ونظرا لضرورته التاريخية الحقته بهذه الترجمة أدناه:

. ثم جاء عبد يشوع الصوباوي، مطران نصيبين على المشارقة ، فوضع ترجمته المشهورة  لأناجيل الآحاد والأعياد 1299 وهي جيدة
الترجمة من إنجيل متى   بليغة، وكل انجيل مكتوب بقافية واحد ة. واليك نموذجا لهذه
: ، يقرأ في يوم عيد مار جورجيوس الشهيد
 
١ وقال المخلص لتلاميذه والرفاق
٢ لا تظنوا اني اتيت لاوقع في الارض الصلح والوفاق.
٣ لم آت لاوقع السلام، بل الحرب والشقاق.
٤ فاني أتيت لاجعل الرجل المؤمن يخالف على ابيه دي النفاق.
٥ وُأباعد بين الابنة المؤمنة وامها الكافرة، والكنة وحماا بالفراق.
٦ وأعداء الرجل آل بيته الفساق.
٧ فمن أحب ابا واما افضل مني، فليس هو أي بأهل الاعتلاق.
٨ ومن أحب ابنا او ابنة اكثر مني، فما هو لي من اهل الميثاق.
٩ ومن لا يحتمل صليبه ويتبعني، فما هو أي من اهل الميثاق.
١٠ من وجد نفسه، فقد اهلكها، وعرضها للانمحاق،
١١ ومن اهلك نفسه، فسوف يجدها بجوار الخلاق.
١٢ ومن تقبلكم، فإياي تقبل، بالنية والاشتياق،
١٣ ومن تقبلني، فقد تقبل الذي ارسلني، باعثا على مكارم الاخلاق.
١٤ ومن تقبل نبيا باسم نبي في الطراق،
١٥ فاجر نبي يأخذ وما لمسعاه اخفاق.
١٦ ومن تقبل صديقا، صديق صداق،
١٧ فاجر صديق يأخد، ولا عاق.
١٨ وكل من سقى احد هؤلاء الاصاغر شربة ماء بارد، عذب المذاق.
١٩ باسم تلميذ ذي استشراق،
٢٠ الحق اقول لكم: انه لا يضيع اجره الذي فاق.
٢١ من شاء ان يتبعني، فليكفر بنفسه، ويولي الدنيا الطلاق،
٢٢ وليأخذ صليبه، وليكن من اقتفاء اثري على لحاق
_______________________

اشور بيث شليمون : ناشط  قومي آشوري وقد شغل محررا لمجلة  ) كوكبا اثورايا/  Assyrian Star ( لسان حال الاتحاد الاشوري الاميركي  باللغتين الآشورية والعربية مرتين الاولى  1970-1975 والثانية 2001- 2006 كما انه شغل محررا لصحيفة  ) الغفير الاشوري/ Assyrian Sentinel   ( لسان حال الاتحاد الاشوري العالمي باللغة الاشورية والعربية ( 1976 -1978  ܫܠܡ ܠܡܐܡܪܝ ܗܢܐ  ܒܣܘܝܥܐ ܐܠܗܝܐ ܡܬܘܡܝܐ ܘܠܐܠܗܐ ܫܘܒܚܐ ܘܪܘܡܪܡܐ ܐܡܝܢ܀


155
[color=black]الباحث هنري بدروس كيفا، مزور للتاريخ!

 
آشور بيث شليمون…/// ” إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاسا يطن وصنجا يرن . وإن كانت لي نبوة وأعلم جميع الأسرار وكل علم وإن كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال ولكن ليس لي محبة فلست شيئا . ” رسالة بولس الأولى الى أهل كورنثوس ، الأصحاح32: 2-1
توطئة:
شخصيا، لا اعرف هذا الشخص إلا من خلال كتاباته التي يحاول فيها دائما تشويه تاريخ الهلال الخصيب حيث عنده ليس هناك شعب باق الى اليوم ما عدا شعبه الآرامي، وباقي الشعوب اصحاب الحضارات القديمة الرفيعة والحضارة الآشورية مثالا لا وجود لهم في رأيه إذ انصهروا في آرامييه الذين لم يكونوا يوما حتى دولة وشعبا موحدا وبألسنة دعاة وغلاة الآرامية أنفسهم، الأب ألبير ابونا مثالا!
نحن، لا يهمنا ما يقوله إذ هو حرفي كل ما يدعيه، ولكن الطامة الكبرى أنه في كثير من الأحيان يحاول فرض آراءه على الآخرين وهذه ظاهرة تكاد تسود معظم كتاباته مع الأسف الشديد. وليس ذلك فحسب، بل حتى يحقد لكل ما هو آشوري بدون أن يعلل الأسباب عدا رفضهم آراميته، في وقت هو وكل الذين يرفعون رايات الآرامية يرضخون، بل مع احترامي ينبطحون للذين قضوا على   الآراميين مع شعوبنا الاخرى ( ضمنا الآشوري ) في الهلال الخصيب ܚܟܝܡܐ ܪܡܙܐ ܣܦܩالأخرى لغويا وتراثيا !!
والجدير بالذكر، لأي ملاحظ سيكشف مدى انحيازه وتعصبه،  إذ كل ما يفيده في دعم قضيته الآرامية  ولو كانت خرافة فهي عنده حقيقة، والتي تخالفه وإن كانت صحيحة فهي غير صائبة ويحاول حتى وضعها في قالب كما يناسبه.
الآشوريون لم يتكلموا الآرامية:
من المعروف أن التوراة فيها كثيرا من الأحداث التاريخية، ولكن ثبت للدارسين والباحثين معا أنه هناك أشياء غير صحيحة ومنها فيما إذا صحت نظرية التوراة على سبيل المثال الانساب البشرية، أي أولاد نوح. فالتوراة تذكر أولاد سام الذي هو ابنا لنوح - راجع سفر التكوين والأصحاح العاشر، العدد 22 - وهم : (عيلام ) وآشور وأرفكشاد و( لود ) وأرام. إذ الأسماء بين قوسين هي غير سامية أصلا وفي نفس الأصحاح، العدد 6 هذا نصه : وبنو حام كوش ومصرايم وفوط و( كنعان ) . كذلك الأمر هنا خطأ آخر في اعتبار – كنعان – من الأصل الحامي ولكن الصواب هو أن  الكنعانيين  كانوا يعدون من الشعوب السامية.
كما أنه هناك كذبة أخرى يريد دعاة وغلاة الآرامية المزيفة تمريرها على شعبنا ومستقاة من الكتاب المقدس نفسه ان شعبنا الآشوري كانت لغته آرامية وهاك النص حرفيا كما جاء على لسان المغفور له البطريرك جرجس شلحت ( يرجى مراجعة كتاب لغة حلب السريانية وعلى الصفحة 20-21 ) وهذا نصه : ” … وفيما يخص مملكة آثور، فقد جاء في سفر الملوك الثاني ( ملوك 2 : 18- 26 ) أن وزراء حزقيا الملك طلبوا الى قائد سنحاريب ملك آثور، أن يخاطبهم( بلغته ) الآرامية قائلين : خاطب عبيدك بالآرامية لأننا نفهم … ) وكذلك جاءت قبله على لسان المغفور له المطران يعقوب أوجين منا أيضا في مقدمة صاحب دليل الراغبين في لغة الآراميين ، الموصل 1900 وهنا رجاء أطلب من القراء أن يفتحوا الكتاب المقدس ويستعينوا بسفر الملوك الثاني الأصحاح الثامن عشر ويقرأوا من العدد 26 لغاية 30 حيث نعم، اليهود طلبوا التحدث معهم باللغة الآرامية ولكن القائد الآشوري ضرب مطلبهم عرض الحائط ولم يذعن لهم بل مضى متكلما باللغة اليهودية إذ قال بالحرف الواحد: ثم وقف ربشاقي ( القائد الآشوري ) ونادى بصوت عظيم باليهودي وتكلم قائلا ، اسمعوا كلام الملك العظيم ملك آشور، هكذا يقول ….. وهنا أضيف تنويها هاما، إذ في كلا النصين ذكرا انهم طلبوا من قائد سنحريب ان يخاطبهم بلغته الآرامية، والحقيقة في النص كما هو وارد في الكتاب المقدس لا يوجد مفردة ( لغته ) فهي مضافة من عندهم، وما على القارئ العزيز أن يقرأ الكتاب المقدس كي يتأكد على صحة ما أوردته.
والآن تعالوا معا في جولة لما يقوله ويردده السيد الباحث كيفا:
 
لما عداوة الفكر الأشوري للمصادر السريانية ؟
إخوتنا من دعاة الفكر الأشوري يتجاهلون المصادر السريانية لعدة أسباب :
* السريان المشارقة النساطرة يدعون بالهوية الأشورية بعد هربهم من جبال حكاري الى العراق حيث إستخدمهم الإنكليز و تخلوا عنهم… في عام 1935
آشور بيث شليمون:
أنت مخطيء وجاهل، إذ دعاة الفكر الاشوري يعرفون المصادر السريانية جيدا اكثر منك بكثير – وأنت المدافع عن الآرامية حتى أنت أمي بها -  رجاء لا تحصر الهوية الاشورية في السريان المشارقة، فالهوية الآشورية تمتد الى إخوتنا اليعاقبة من الكنيسة الشقيقة الأرثوذكسية، وهي ظاهرة حقيقية أعلنها إخوتنا من أبناء هذه الكنيسة بذاتها!
كما آشوريتنا، لا تطغي على القوميات الأخرى في الهلال الخصيب ( الكنعانيون، الفينيقيون، العموريون، الإبليون، الآراميون، الآشوريون البابليون، والكلدان ( القدامى ) اطلاقا.
السيد كيفا :
, صدر ليوسف مالك كتاب بالإنكليزية هو ” الخيانة البريطانية للآشوريين ” , جاء فيها : ”
رغم أن الآشوريين يمثلون ” أمـة ” واحدة , وإنهم الورثة الحقيقيون للإمبراطورية العتيدة , إلا أنهم منقسمون مذهبياً إلى خمس طوائف دينية… هي النساطرة – الكلدان – السريان الكاثوليك – الموارنة – اليعاقبة ” .
السريان النساطرة يعتمدون على طروحات تاريخية مسيسة تدعي زورا أنهم أشوريين .
المصادر السريانية النسطورية تثبت لنا زيف الفكر الأشوري لأن السريان النساطرة كانوا يفتخرون بجذورهم السريانية الآرامية !
آشور بيث شليمون:
بالعكس، إن المصادر السريانية والآرثوذكسية تدعم وتؤكد على آشوريتنا وما عليك – ولكن للأسف انت أمي في اللغة– ان تقرا أشعار العلامة كيوركيس وردا الأ ربيلي ( ؟ – 1225 ) كيف يذكر آشور والاشورية بكل فخر ومن ثم قم بزيارة الكنائس الأرثوذكسية حيث بواباتها مزينة بالإسم الآشوري النبيلّ، او راجع الملاحم  الشعرية لشاعر العصر( كما لقبته شخصيا ) المغفور له يوحانون قشيشو عن الأمة  الآشورية  وهذا غيض من فيض. وإذا كان هناك من له طروحات تاريخية مسيسة هم من أمثالك مع احترامي يا صاح!!
السيد كيفا :
*السريان المغاربة يعتمدون على ” رواد النهضة القومية ” و ما يعرف بمدرسة نعوم فائق القومية : مع أن الأستاذ نعوم فائق لم يكتب دراسات تاريخية حول السريان و بالرغم أنه عالم لغوي خلط بين التسميتين السريانية و الأشورية فإن بعض السريان ينكرون تاريخ أجدادهم و هويتهم الآرامية بحجة أنهم أوفياء و أمينين لمدرسة فائق القومية !
آشور بيث شليمون:
إن محاولتك البائسة التعيسة والمسيسة في تقسيم أمتنا الآشورية لن تخدع أحدا إلا نفسك المريضة، فنحن شعب واحد، لا مشرقي ولا مغربي ورواد النهضة القومية الآشورية أدرى منك في كل الأمور حيث أنت لست سوى رجل حاقد وحسود لا تعرف اللغة التي تدافع عنها وحسب مواصفاتك بالذات، ونصيحتنا هي ان تذهب الى إخوتك وبني قومك الآراميين في معلولا فهم بانتظارك لتخلصهم من الحيص والبيص الذي هم فيها والتي: الى الان  في مفترق الطرق حول إيجاد خط للغتك الآرامية !
السيد كيفا:
*كل من يطلع على المصادر السريانية يجد أن السريان المشارقة) الكنيسة الكلدانية و الأشورية اليوم) و السريان المغاربة كانوا بكل وضوح يؤمنون بالهوية السريانية الآرامية: اللؤلؤ المنثور لقداسة البطريرك افرام برصوم أو كتاب أدب اللغة الآرامية للأب المؤرخ ألبيرأبونا…
آشور بيث شليمون:
من المعروف ان سكان شمال بيث نهرين هم آشوريون جنسا وتاريخا وأرضا ومع احترامنا الكبير لقداسة البطريرك وما جاء في كتابه، إن الحقائق التاريخية مدعومة بالوثائق المصورة أنه كان عضوا بارزا في الوفد الآشوري لمؤتمر السلام عام 1919 في مدينة باريس ( صورة للمغفور له البطريرك أفرام برصوم لدى مدير سما القامشلي ) ، أما ما يرويه في كتابه لا شأن لنا فيه فنترك ذلك للتاريخ ليحسم في الأمر.
أما بخصوص ما كتبه الأب البير أبونا فهو مع احترامنا الكبير له، لقد شوه التاريخ لعدم المصداقية في كتاباته وما على القارئ العزيز أن يقرأ ما كتبنا عنه بهذا الخصوص وموجود في كثير من المواقع وخاصة موقع سما القامشلي.
السيد كيفا:
*الدكتور أسعد صوما الأمين للمصادر السريانية ذكر في محاضرة له أن التسمية الأشورية في قاموس حسن بن بهلول تعني الأعداء!
و بدل أن يتحقق دعاة الفكر الأشوري المزيف من صحة هذه الفكرة و معرفة لما المصادر السريانية كانت تستخدم التسمية الأشورية كلفظة غير مستحبة فإنهم فضلوا إتهام العالم حسن بن بهلول صاحب أهم قاموس سرياني من القرن العاشر الميلادي بأنه ” عربي يكره الأشوريين ”.
آشور بيث شليمون:
مع احترامنا للدكتور أسعد صوما أسعد، وكل ما نعرفه عن هذه العائلة الكريمة انها تحترم آشور والآشورية حيث معظم أولادهم يحملون التسمية الآشورية النبيلة وهذا يكفينا فخرا. ولا يهمنا ما تعني التسمية الآشورية في قاموس حسن بن بهلول، فالآشوريون معروفون ولا ينقصهم او يزيدهم فخرا ما يقوله حسن بن بهلول وشركاه، ولكن كل ما نعرفه – طبعا انت لا تعرف ولن تعرف كونك أمي في اللغة – انه لا يوجد قاموس بين القواميس العديدة في لغتنا التي تفسر ” الآشورية ” بالعدو .
كما الجدير بالذكر أني شاهدت هذا القاموس منذ أكثر من 35 سنة إذ وجدت فيه الأخطاء الجسيمة واحداها ، يعرف ” السريان ” بالنبط . …………..
وفي مقال آخر تحت عنوان ” الفكر الآشوري المزيف – الصحافي فريد نزها والهوية الاشورية … ” وأدناه يعرض السيد كيفا الأسباب حيث ستجدون تعليقي على كل سبب بذاته – قبل التعليق احب ان أشير الى أن بعض الآراميين يتضايقون عندما ارد على اصحاب الطروحات المزيفة و مع انني غير متعمق في ” فكر” الصحافي فريد نزها و لا اعرف اذا كانت له دراسات تاريخية حول هويتنا السريانية التاريخية فإنني سأصحح طروحات الصحافي نزها التاريخية و ذلك للأسباب التالية : ا – السريان لا يدافعون عن هويتهم التاريخية و يتفرجون على بعض المتطرفين الذين يحولون البطريرك افرام برصوم الى”خائن” و عربي و هو من اهم علماء الكنيسة السريانية الأرثودكسية .
آشور بيث شليمون: إننا كقوميين آشوريين لا نخلط الدين والمذهب في القضايا القومية، وفي هذه الحالة ” السريان ” تعني مسيحيو الهلال الخصيب عموما وهم عبارة عن مجموعة الشعوب المعروفة القديمة من : كنعانيين، فينيقيين، عموريين، إيبلويين، آراميين ، آشوريين، بابليين وكلديين. هذا من جهة ومن جهة أخرى ليس هناك من يحول المغفور له بخائن وهو كان حتى عضوا في الوفد الآشوري لدى مؤتمر السلام في باريس عام 1919 كما ذكرنا. السيد كيفا: ب – ” الخائن” و الناكر لهويته التاريخية هو الصحافي فريد نزها الذي تطاول على البطريرك برصوم فحرمه من الكنيسة .
آشور بيث شليمون: إن الصحافي فريد الياس نزها ليس بخائن ولم يتطاول على البطريك . فحري بك أن تفحص وتدقق في الأمور قبل ان تطلق العنان ليراعك وتوصف أكبر شخصية آشورية تاريخية بالخيانة. ما هي الخلفيات لهذا الحرم من قبل غبطة المغفور له مار أغناطيوس افرام الأول؟ قبل كل شيء، كلنا نعرف أن غبطته كان من المشاركين في الوفد الآشوري لمؤتمر السلام في باريس عام 1919 ولا نعرف ما هي الأسباب بالضبط التي دفعت البطريرك بإحياء الماضي الأسود الذي كانت تسوده الأحقاد والضغائن حول المسائل التي هي فوق قدرتنا البشرية للتحكم فيها حيث أخذ كل طرف من كنيستنا المنقسمة يتهم الآخر بالهرطقة بيمنا هو الذي يقف على الإيمان المسيحي الصحيح القويم وذلك باصداره بيانا في حق الكنيسة النسطورية والبيان هذا أكثر من صفحتين كما يقال – نشر الغسيل – وهذا بعضا مما جاء تحت عنوان النتيجة:  ” إن النساطرة أتباع شيعة  هرطوقية تحرمها كل الملل المسيحية الشرقية والغربية وتتجنبهم وخصوصا البيعة الأرثوذكسية التي حرمت وتحرم نسطور وأصحابه ……وكل كاهن أو مطران يحرم نسطور في دستور الإيمان الذي يقرره يوم رسامته. فلا يجوز لأحد من المؤمنين مخالطتهم في الروحيات أو أن يسمع كلامهم أو يشترك معهم بالصلاة أبدا. حمص في 13 حزيران سنة 1947 بطريركية السريان الأنطاكية ( الخاتم ) وعندما استلم المغفور له الصحافي فريد الياس نزها هذا البيان حيث علق عليه بكلمة تحت عنوان ” أمسيحية هذه؟ وهي عبارة عن صفحتين وعبر عن استيائه وخيبة أمله حيث ستجدونه في المجلة ( الجامعة السريانية – الجزء 7، 8 لشهري تموز وآب 1947 الصفحات 179- 185) كما من المعروف أن المغفور له البطريرك اغناطيوس أفرام الأول كان قد حرم الصحافي فريد نزها نفسه، حيث يبدو أن قداسته تسعده إصدار الحرمان وذلك عام 1940 ولكن شكرا للبطريرك كلي الطوبى إبن نينوى البار مار أغناطيوس يعقوب الثالث حيث رفع الحرمان عنه استنادا للرسالة الرعوية والمؤرخة في 18 تشرين الثاني 1957 حيث أبلغ القرار الى الكنائس السريانية في الأميركيتين بتاريخ 20 كانون الثاني الذي أتلي في الكنائس.
السيد كيفا: ج – اخوتنا من السريان المشارقة الذين يؤمنون بالهوية الأشورية يرددون إننا جميعا ننتمي الى شعب واحد و لكن بتسميات مختلفة.  و يحاولون إقناع السريان بأن التسمية السريانية مشتقة من الأشورية و بالتالي السريان أشوريون !
آشور بيث شليمون: نعم ولكن بتسميات – مذهبية – مختلفة وجميعا آشوريون قوميا في الحيز الجغرافي الآشوري – شمال بيث نهرين. ثم نعم التسمية السريانية مشتقة من الآشورية مهما طبل وزمر البعض كي يعوضها بما في خياله من هلوسة وكذلك لا يعني أن كل سرياني آشوري. فالفينيقي ، الكنعاني، العموري، الإيبلي والآرامي ليسوا بآشوريين. هنا من أهم المصادر التي تثبت أن الإسم السرياني والسوري مشتق من الآشوري حيث يتمكن الفرد من الإطلاع وهو عبارة عن أطلس للعالم اليوناني والروماني: BARRINGTON ATLAS OF THE GREEK AND ROMAN WORLD, MAP- BY MAP DIRECTORY, VOLUME II EDITED BY RICHARD J.A. TALBERT PRINCETON UNIVERSITY PRESS AND OXFORD Copyright 2000- pages 1271, 1279, 1325 السيد كيفا: د – السريان الذين يؤمنون بالهوية الآرامية عليهم أن يصححوا الطروحات التاريخية التي يرددها إخوتنا الذين يؤمنون بالتسمية الأشورية إستنادا الى براهين غير علمية . آشور بيث شليمون: الأجدر المؤمونون بالآرامية أن يصححوا طروحاتهم فيما إذا يؤمنون بالقومية الآرامية، لماذا حشك ” السريانية ” في الموضوع في وقت السريانية كما قلنا ونقولها على الدوام تجمع كل الشعوب القديمة في الهلال الخصيب وليست وقفا على الاراميين وحدهم، ام لأن دعاة الآرامية يدركون خطورة الأمر حيث بدون ” السريانية ” هم مفلسون !! تنويه هام: لنرى من هم المزيفين ، السيد كيفا اقتبس نصا مما كتبه المرحوم فريد نزها تحت عنوان، ” الأمة السريانية والإصلاح ، العهد الجديد يجب ان يكون عهد تفاهم وتكاتف ” وفي آخر الصفحة 21 من مقاله هذا ( 19-22 ) : وضمن هذه التسمية السريانية الأصيلة باللغة الإنكليزية ( أسيريان / ASSYRIAN ) فهذه لا ولن يمكن تبديلها.. هذه القضية لا نشك أبدا ان غبطة بطريركنا الحالي سيقضي فيها بنظره الثاقب .ونحن نرى أن غبطته في مؤلفاته التاريخية يشهد بحقيقة الأصل بارجاعه نسبتنا الى الأرومة الأشورية البابلية. اما الباحث السيد كيفا فقد طمس وغض النظر عن الآتي والموجود بين النقطتين – أي بين كلمة تبديلها وهذه :  (هذه البدعة ابتدعها البطريرك الفقيد فأثارت سخط الشعب واشمئزازه واعلانه مقاطعة البطريرك) وكذلك الآشورية البابلية في نهاية النص يجب ان تكون وفق ما جاء به الصحافي فريد نزها الآشورية الآرامية .

[/size][/b][/color]

156
القس أبو العز خضيري، فخر الكنيسة المسيحية  المشرقية/ النسطورية

آشور بيث شليمون

توطئة:

قبل الولوج في الموضوع، أحب أن ألقي ولو نظرة خاطفة على تاريخ الكنيسة المشرقية القديمة والمعروفة في كثير من الأحيان بالكنيسة النسطورية أيضا.
استنادا لتاريخنا الكنسي الذي يفيدنا بانتشار الديانة المسيحية في الشرق الأدنى وخصوصا في الهلال الخصيب كالنار في الهشيم، إذ في غضون قرنين وربما أقل غدت المنطقة في الغالبية مسيحية .

في  القرون الاولى للديانة المسيحية وخصوصا في القرن الخامس تحديدا حيث  احتدم الجدال العقائدي  بين المسيحيين نتيجة المجاميع المسكونية التي عقدت من أجل تنظيم أمور الكنيسة الداخلية. ولكن من المؤسف قوله والذي حصل عوضا عن التفاهم والتلاحم حصل انقسام وانفصام كبيرين بين المؤتمرين  وظهرت نتيجة ذلك عدة مذاهب مسيحية ومنها المذهب النسطوري الذي ينادي أن للسيد المسيح  شخصين( إقنومين) مختلفين، واحدة إلهية والأخرى ناسوتية/ ܐܢܫܝܬܐ حيث تبعه جمع غفير ولا سيما في بيث نهرين/ العراق وبلاد فارس وارتأى رأيه المناذرة العرب أيضا حيث بحكم موقعهم كجزء مهم  لا يتجزأ من جسم كنيستنا المشرقية  النسطورية.

القس الربان أبو العز خضيري:

كان للكنيسة المسيحية المشرقية/ النسطورية أتباع كثر في منطقة الحيرة والتي كانت مملكة للعرب المناذرة والتي كانت تقع في جنوب الغربي من العراق الحالي حيث كان لهم ديرا وكنيسة حية نابضة لنشر المسيحية بين إخوتنا العرب تسمى – كنيسة ماري  ميخائيل رفيق الملائكة/ ܥܘܡܪܐ ܕܡܪܝ ܡܝܟܐܝܠ ܚܒܪܐ ܕܡܠܐܟܐ – والتي كانت تحت إدارة ورعاية الأسقف يوحنا الأزرق ومعاونة الراهب أبو العز خضيري.

والجدير بالذكر، أن اللغة السريانية كانت اللغة الرسمية لهذه الكنيسة وكذلك لشقيقتها * الكنيسة الأرثوذ كسية والمعروفة بالمونوفيزية /اليعقوبية والتي تؤمن بالطبيعة الواحدة للسيد المسيح له المجد.


في كتاب صلوات الكنيسة والمسمى كتاب " الخوذرا " من مؤلفات جهابذة الكنيسة النسطورية، هناك صلاة جميلة ورائعة باللغة السريانية من تأليف القس أبو العز خضيري والتي تقرأ في صباح يوم الأحد في تقديس الكنيسة  عادة، وهذا نص منها:

" ܠܟ ܝܡܐ ܠܐ ܡܬܓܫܫܢܐ ܒܐܪܙܘܗܝ .  ܢܘܗܪܐ ܡܢ ܢܘܗܪܐ.   ܘܨܡܚܐ ܐܝܬܝܝܐ ܕܡܢ ܐܣܦܪܐ ܗܝ ܪܒܬܐ ܘܟܠܢܝܬܐ . ܕܒܐܝܡܡ ܓܠܝܢܗ ܚܕܬ ܫܡܝܐ ܘܐܪܥܐ ܘܟܠ ܕܒܗܘܢ . ܗܘ ܕܡܬܚ ܨܦܪܐ ܕܐܘܚܕܢ ܫܘܠܛܢܗ ܒܥܡܪܬܐ.  ܘܒܢܘܗܪܐ ܕܙܠܝܩܘܗܝ ܛܠܩ ܚܫܟܐ ܟܠܗ ܡܢ ܝܬܒܬܐ: ܒܪܟܝܢܢ ܘܣܓܕܝܢܢ ܩܕܡܝܟ ܒܥܕܢܐ ܗܢܐ ܕܨܦܪܐ ܀ "

تعريب النص :

لك البحر  الطم الذي لا نملك أسراره،  ضياء من ضياء،  والشروق الناتج من الكروية العظيمة والشاملة/ الشمس،  وبجلاء نهارها  تتجدد السماء والأرض وكل ما فيهما،  والتي  بسطت  صباح دولة سلطانها بالمعمورة،  وبضياء أشعتها التي بددت الظلمة من كل العالم، أجثو وأسجد أمامك في هذا الوقت من  الصباح ܀

الدور الأبوي لكاهننا أبو العز خضيري له العز:

إن التاريخ الكنسي يخبرنا عن زيارة الخليفة عبد الملك بن مروان ** للعراق بعد ان استطاع الحجاج بن يوسف الثقفي من اخماد ثورة عارمة وكي يتفقد الأمور والتي كانت بمثابة نصر مبين له. وفي طريقه تفقد كنيسة مار ميخائيل رفيق الملائكة في مدينة الحيرة وشاهد بأم عينيه كيف كن العذارى من بنات وأبناء الحيرة يتلون الصلوات والترانيم الدينية وباللغة السريانية بقيادة مدربهم ومعلمهم القس أبو العز خضيري. وعندما غادر المكان طلب الخليفة من الأسقف يوحنا الأزرق أن يضم بعضا من  العذارى  الى قطيع حرمه  .
    
وعندما علمن  العذارى بهذا الخبر المزعج والذي وقع عليهم كالصاعقة، سرعان ما تقاطرن حول أبائهن  الروحيان، كل من الاسقف يوحنا الأزرق و القس ابو العز خضيري كي ينقذهن من هذا المأزق المرعب.  وهكذا قاما كل من الأسقف يوحنا الازرق والقس أبو العز خضيري بطمأنتهن في الصلاة والصيام لمدة ثلاثة أيام كي يبعد الله عنهن هذا الشر المستطير.
وهكذا العناية الإلهية بالفعل أخذت دورها الفعلي في إنقاذ هؤلاء الصبايا البتولات بانتشار الخبر عن موت  الخليفة ومن جراء ذلك ماتت الفكرة معه .

صدام الخليفة عبد الملك بن مروان والجاثليق النسطوري***:

حدث هذا في أيام بطريرك الكنيسة المشرقية  مار حنان يشوع الاول والملقب بالأعرج ( 685- 700  ميلادية )  وبالمناسبة في زيارة الخليفة كما ذكرنا اعلاه، حيث تقدم المواطنون بالولاء للخليفة في استقباله كالعادة ومن الجملة كان البطريرك النسطوري. وعندما تصافحا معا، فاجأه الخليفة بهذا السؤال: " ما رأيك في الإسلام ؟ " طبعا البطريرك النسطوري كان له علم تام بما جرى على رعيته وبناته وأولاده  في كنيسة الحيرة حيث  لم يستطع أن يكتم ما في قلبه من انزعاج وقال على الفور: " إنه دولة سياسية أنشأها السيف، لا ديانة أيدتها المعجزات على نحو الديانة المسيحية ... " عندها ثار غيظ الخليفة وأمر حالا بأن يقطع لسان البطريرك . وكاد الأمر أن  ينفذ لولا تدخل بعض المنفذين في البلاط  والمصدر الكنسي هذا على لسان ابن العبري لم يذكر اسمهم، ولكن من المرجح أنه منصور بن سرجون – والد يوحنا الدمشقي  والشاعر الأخطل مرافقا الخليفة وكلاهما مسيحيان بالديانة .


المصدر :
منصور بن سرجون والمعروف بالقديس يوحنا الدمشقي من منشورات الفكر المسيحي بين الامس واليوم 6 – المطبعة البولسية – شارع لبنان، بيروت 1991

* المؤرخ اللبناني فيليب حتي كان  أول من أطلق هذه  التسمية – الشقيقة – على الكنيستين، ولكن شخصيا أذهب أبعد من ذلك وأضيف واقول أن  الكنيستين – التومأتين - لما بينهما من أواصر القربى وفي منطقة جغرافية واحدة غالبا.

** عبد الملك بن مروان بن الحكم ( 26 – 86 هجرية/ 646 – 705 ميلادية )  وهو خامس خلفاء الأمويين من الذين  أخذوا مدينة دمشق مقرا لهم.

*** حنان يشوع الأول الأعرج / ܚܢܢܝܫܘܥ ܐ ܚܓܝܪܐ ( 685 – 700 ميلادية ) وهو البطريرك الأربعين من سلسلة البطاركة للكنيسة المشرقية النسطورية.

157
السلام الآشوري / ܫܠܡܐ ܐܫܘܪܝܐ/ Pax Assyriaca

آشور بيث شليمون

إن المؤرخين أول ما استعملوا هذا التعبيرPAX ROMANA أو الإصطلاح كان للأمبراطورية الرومانية التي كانت تهيمن على كل منطقة البحر الأبيض المتوسط وما وراءه الذي بات بحرا رومانيا حيث عم السلام والإطمئنان في كل أرجاء الأمبراطورية.

وعلى هذا الغرار، رأوا نفس المؤرخين أن يطلقوا التسمية على الأمبراطورية الآشورية PAX ASSYRIACA * , وهي كلمة لاتينية معناها السلام الذي كان يغطي الهلال الخصيب وحتى السودان ( ما بين 704- 620/630 ق.م. ) بعد أن استطاع الآشوريون بملوكهم – السرغونيين – العظام دحر وقهر كل المغارين على الهلال الخصيب سواء من الشعوب الإيرانية شرقا والشعوب الحثيةوالميتانية شمالا ومصر والسودان جنوبا حيث عم الإطمئنان والأمان في هذه الأصقاع مما دعا اليه مترجما كتاب " عظمة آشور " للمؤرخ البريطاني هاري ساغزThe Might That Was Assyria by Harry W. F. Saggs القول كل من الأساتذة خالد أسعد عيسى ، أحمد غسان سبانو :

" كما للولايات المتحدة الأميركية – هذه الأيام – قوة عظمى تحاول التحكم بمصائر الشعوب والأوطان، كذلك كانت آشور قوة عظمى تسيطر على العالم الذي كان في الألفين الثاني والثالث قبل الميلاد وتقيم في الشرق القديم وحدة طبيعية ونظاما قوميا يوحد الوطن الممتد من ذرى جبال زاغروس الى قمم جبال طوروس ومن أمواج البحر المتوسط حتى رمال الصحراء العربية في الجنوب.
لقد عمل المستشرق " هاري ساغز " سنوات طويلة في العراق وقد كان أكثر من منقب عن سعي الآشوريين في عملهم التوحيدي، فلم يقرأ – ويكتشف - قدراتهم العسكرية فحسب، بل وغاص في شؤونهم السياسية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية واضعا هذا الكتاب المتميز الذي يقرأه المهتم فيرى العظمة التي كان اسمها آشور " .

وإن السلام الآشوري هذا امتد أكثر من سبعين سنة حيث عينوا الملوك و الحكام في كل الهلال الخصيب وما وراءه أي حتى منطقة الاناضول ووادي النيل في شمال القارة الأفريقية ضمنا.
والجدير بالذكر بعد أن استتب لهم الأمر في دحر وقهر القوى الأجنبية، عندها أخذ الآشوريون في القضاء على كل القوى المناهضة الداخلية ( الهلال الخصيب ) كما جاء في كتاب اللغات السامية للأستاذ إ. ولفنسون بالقول:

" وفي عهد شلمنصر الذي حكم دولة آشور ( 859- 825 ) أخذ الآشوريون يحاربون دول آرام في سوريا واستمرت هذه الحرب الى عهد تغلاث بيلاصر الذي قوض أركان الدول الآرامية في سوريا 738 ق.م. وانتهى الحكم الآرامي في جميع مناطق سوريا سنة 710 ق.م. بعد سقوط دولة شمأل/ سمأل بمعاول الجيوش الآشورية " .

ونتيجة هذه الحملات العسكرية، بات ملوك شمأل مخلصين للأمبراطورية الآشورية حيث ترك لنا أحد ملوكها - بر ركب / ܒܪ ܪܟܒ - نقشا ( 745- 725 ق.م. ) الذي تم اكتشافه في تل زنجيرلي سنة 1891 وهي قرية بين أنطاكية ومرعش – اليوم في تركيا - حيث وجدت صورة الملك الآشوري قابضا بيده زهرة النبق/ Lotus إشارة للسيطرة العليا .

إذ يتضح من هذا النقش أن أسرة – بر ركب - ومدى خضوعه وإخلاصه لسيده الآشوري بحيث يثني عليه إذ بفضله وصل الى هذه العظمة والمجد بين الملوك وهاكم بعضا مما جاء في هذا النقش بالضبط:

أنا بر ركب ابن بنمو ܐܢܐ ܒܪ ܪܟܒ ܒܪ ܦܢܡܘ
ملك شمأل عبد لتغلاث بيلاصر ܡܠܟ ܫܡܐܠ ܥܒܕܐ ܠܬܓܠܬܦܝܠܨܪ
سيد نواحي المعمورة الأربعة ܪܒܥܝ ܐܪܩܐ/ ܐܪܥܐ ܒܨܕܩ ܐܒܝ ܘܒܨܕܩܝ
من اجل صدق أبي وصدقي ܗܘܫܒܢܝ ܡܪܝ ܪܟܒ ܠܡܪܝ ܪܟܒ
أجلسني سيدي ركب وسيدي تغلاث بيلاصر ܘܡܪܝ ܬܓܠܬ ܦܝܠܨܪ ܐܬܒ ܠܝ ܥܠ
على عرش أبي .... ܟܪܣܐ ܕܐܒܝ
سيدي ملك آشور بين ملوك عظام ܡܪܝ ܡܠܟ ܐܫܘܪ ܒܡܨܥܝ ܡܠܟܐ ܪܘܪܒܐ܀

وكلمة الختام أقولها، كم نحن بحاجة اليوم الى مثل هذه الخطوات التي أخذها أجدادنا الآشوريين العظام في كبح جماح الفوضى التي تجتاح بلداننا في الهلال الخصيب كي تكون مع الأسف مرتعا للقوى الظلامية والإنفصالية وخصوصا ما يجري في العراق، وسوريا وطن الملوك السرغونيين اصحاب السلام الآشوري؟!
_________
* Cyrus H. Gordon, the Ancient Near East 1965, pp 244

للمزيد يرجى النقر على الرابط أدناه:
http://en.wikipedia.org/wiki/Pax_Assyriaca

158
في خلود الأمة الآشورية وعلى لسان العلامة كيوركيس وردا الأربيلي !

 ;) ;)

من المؤسف قوله، أن هناك كثيرا من الكتاب وخصوصا من رجال الدين يحاولون عبثا تزوير تاريخنا وتعويضه بتاريخ آخر لا يمت الينا بصلة لا من قريب أو من بعيد.
ومن هؤلاء مع إحترامي الكبير نيافة المطران سرهد جمو حيث في مقال طويل له نشر عدة مرات وتحت عنوان " الهوية الكلدانية في الوثائق التاريخية " .

ومن الطريف أن نيافته يستشهد بالسواح الغربيين بغية التأكد على وجود " الكلدان" حيث هؤلاء السواح زاروا المنطقة كما يزعم  في أواخر القرن الثالث عشر وما يليه، في وقت  لم يبق بما يسمى بالكلدان وغيرهم في الجنوب وقتئذ نتيجة الغزو العربي الإسلامي بعد القرن الحادي عشر  وما بعده أحد نتيجة الأسلمة والتعريب.

كما والتاريخ يشهد أن الكلدان كانوا من إحدى المجموعات البشرية المتعددة من  سكان الجنوب حول الخليج العربي/ الفارسي وعلى سبيل المثال: الفرس،اليونان، العيلاميين، الآراميين، القطريين/ قطر، العرب وغيرهم  كما جاء ذكره في كتاب :
Hagarism, The Making of the of the Islamic Wirld- by Patricia Crone & Michael Cook- Cambridge University Press 1977 p 57

وهذا ما يؤكده أيضا مدرس اللغات السامية في مصر " أ. ولفنسون " في كتابه ( اللغات السامية )  حيث قال بالحرف الواحد:
" والحق أن بابل كانت – كما يدل عليها لفظها العبري والعربي – خليطا من أمم مختلفة متبلبلة النزعات والميول.
بينما في بلاد آثور/ آشور الوضع يختلف تماما حيث يقول:  " لذلك استطاع الآشوريون الذين كانوا أمة واحدة وعنصرا واحدا أن يتدخلوا في شؤون بابل ويبسطوا نفوذهم عليها شيئا فشيئا ".


التاريخ  يشهد عما يسمى بالفتوحات/ الغزوات  العربية الإسلامية والتي تؤكد حول التغيير الديموغرافي الكبير الذي حصل لبلاد الرافدين وخصوصا في الجزء الجنوبي منه قبل القرن الحادي عشركما نوهنا به أعلاه، حيث غدا المجتمع برمته إسلاميا وعربي اللسان.

وفيما يلي ما جاء به نيافة المطران سرهد جمو وعلى ألسنة السواح أو رجال الدين الكاثوليك:
 أولا، إن الرحالة ماركو بولو  يشهد على ما تقوله تلك المصادر عند ذكره عن رواية التي فيها الخليفة العباسي (1225 ميلادية ) حاول إحراج المسيحيين باتخاذه مقولة السيد المسيح التي تقول: " إذا فيكم إيمان بقدر حبة الخردل تستطيعوا أن تنقلوا الجبل من مكان الى آخر"  الخ وما عليهم أن يبرهنوا على ذلك عمليا وإلا –
يرجى العودة لقراءة الخبر من كتاب ماركو بولو – وما حدث .
وإذا تصفحت كتابه:
  The Travels of Marco Polo, Penguin books 1979 page 53
حيث يذكر أن هذه القصة وقعت أحداثها ما بين بغداد والموصل ما يؤكد أسلمة وتعريب الجنوب عن بكرة أبيه كما قلنا أعلاه:
The miracle which I will relate to you took place between
Baghdad and Mosul .

والتخبط يظهر على أشده عند نيافة المطران جمو ، حول وجود  الكلدان  على لسان
سائح آخر تحت اسم " ريكاردو دي مونتي كروجي " والذي  كتب مذكراته سنة 1292 حيث يذكر بدوره عن وجود النساطرة وهم كلدانا كما يدعي ويصدقها نيافته بنفسه، في وقت الرحالة ماركو بولو الذي زار المنطقة في نفس الوقت  لم يذكر  عن الكلدان أطلاقا، بل كل ما قاله هو عن وجود النساطرة واليعاقبة!!
والطامة الكبرى أن هذا السائح تحدث عن الكرد والذين يصفهم بالكلدان، شيئا لم نسمعه من زائر آخر أو على ألسنة الآباء المسيحيين البتة، كي نصدق هذا الرحالة الغريب .

وبناء لهذا المقال   يذكر نيافته   عن وجود  رحالة آخر ألا وهو  جوفاني الراهب الدومنيكي الإيطالي  ( 1404 ميلادية ) والذي يبعث الإستغراب أنه ذكر عن وجود " بلاد كلدو " وهي في الجنوب الشرقي من فارس، والتضارب والتخبط هنا يحدث عند قوله وهي نقطة في أقصى الشمال من مملكة الكلدان – التي تبدأ من مدينة تسمى " مراغا "  وهي تمتد جنوبا حتى بحر المحيط ومدينتهم الرئيسية بغداد.

والمعروف في تلك الفترة لم يكن للكلدان أية مملكة! أما إذا كان هذا السائح مستشهدا بمملكة الكلدان القديمة من خلال الكتاب المقدس/ العهد القديم فمثل هذه المعلومات لا أرى فيها أية قيمة بذكرها على لسان سائح والتي هي مجرد مأخوذة من مصدر آخروهو الكتاب المقدس. ولكن على ما يبدو أن نيافته يريد بصورة او  بأخرى – خلط الأوراق وخلط التاريخ – كي يبرهن على وجود الكلدان الشيء الذي ليس هناك من ينكره وخصوصا قبل الميلاد باكثر من 500 عام. ومن ثم لا ادري ما هو سبب حشك مدينة " مراغا " الكردية والتي تقع في أقصى الشمال،  شرقي بحيرة أورمية – إيران والتي لا علاقة لها ب [  كلدو ] والتي هي في منطقة البصرة على الخليج الفارسي/ العربي؟!  

على كل، من المعلوم للجميع أن الدولة الكلدانية أتت نهايتها وخصوصا بمساعدة الذين تحالفت معهم لإسقاط الأمبراطورية الآشورية ألا وهم الآراميون وذلك عام 538 قبل الميلاد ولم تقم لها قائمة منذ ذلك التاريخ.  بينما صحيح أن الأمبراطورية الآشورية سقطت منذ 612 قبل الميلاد ولكن بقيت كدويلة تحت السيطرة الفارسية حينا والرومانية  حينا آخر وللبرهان على ذلك هناك مصادر عدة عن وجود هذه الدويلة الآشورية واكبر دليل على ذلك من المصادر الرومانية نفسها – في عهد الأمبراطور الروماني تراجان/Trajan  ( 117 ميلادية ) - والمصادر الرهاوية وعلى لسان " أبجار اوكاما " الذي كتب عدة رسائل منها الى الأمبراطور الروماني Tiberius   وأخرى ل" نارساي " ملك بلاد آثور/ Assyria التي جاءت في كتابات كاتب أرمني وهو MOSES of CHORENE  .

وإضافة إلى ما تقدم أستشهد مما جاء في كتاب " دفقات الطيب – مطبعة الراسي، زحله- لبنان 1961 " من تأليف كلي الطوبى مار أغناطيوس يعقوب الثالث، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق عن هذه الدويلة الآشورية :

" كانت المملكة الفارسية في القرن الرابع الميلادي مقسمة إلى عدة إمارات أو ولايات على رأس كل منها عامل يقيمه  " ملك الملوك " الفارسي ويسمى ( ملكا/ܡܠܟܐ ). وكانت (آثور/ ASSYRIA ) احدى هذه الولايات وقاعدتها نمرود" .

أما الشيء الذي يدعو الغرابة، أن   نيافة  المطران سرهد جمو يعتمد بالدرجة الأولى على هؤلاء الغرباء والذين يستشهد غالبا بكتاباتهم في وقت ليس بإمكاننا التأكد بما يقولونه لأنه ليس بمتناولنا تلك المصادر والتي في الغالب مكتوبة باللغة اللاتينية  ما عدا كتاب الرحالة " ماركو بولو " الذي لم يقل شيئا عن الكلدان البتة، بل وصف المسيحيين بتسمياتهم المذهبية كما قلنا أعلاه أي بالنساطرة واليعاقبة شيئا لا غضاضة فيه، حيث شعبنا كان مؤمنا بالمسيحية إلى درجة أن كل الفروقات العرقية قد ذوبتها المسيحية كي يتسموا جميعا ب " السريان " من أي نحل أو قوم .

ومن المؤسف قوله، لا أدري لماذا مطراننا( مار سرهد جمو )يدير ظهر المجن على الآباء المسيحيين وخصوصا في بلاد آشور  الذين ذكروا عن ديمومة الشعب الآشوري في الشمال ما لا يجد القارىء ذكره عن الكلدان البتة !
أما ذكر الكلدان في كتاب الخودرا التي يقيمون الدنيا ولا يعقدوها المتكلدنون الجدد، ما هي إلا حادث ( في القرن الرابع الميلادي )  وقع فعلا في الجنوب – موطن الكلدان – ولا في الشمال موطن نيافة المطران نفسه و الأمة الآشورية !

كما هناك شكوكا واضحة في مقال نيافته،  فيما جاء به على لسان رئيس أساقفة السلطانية " جوفاني الراهب " الذي زار المنطقة في سنة 1404 ميلادية. ولكن الغريب أن هذا الراهب الدومينيكي يقول ما يلي: " هناك شعب كثير من العرب والكلدان والسريان والنساطرة والأرمن والكاثوليك .. " وهنا الإلتباس على أشده وهو وجود العرب، الكلدان، السريان، والأرمن، ولكن الضبابية حول ما يعنيه هذا الراهب ب " النساطرة والكاثوليك " شيئا لا يقبله المنطق السليم !

ومن الجدير ذكره، في وقت المطران سرهد جمو يستخلص في عدم وجود ذكر التسمية الآثورية أو الآشورية – وهو على قناعة بأن التسميتين هي واحدة – ولكن لجأ  إلى هذا الأسلوب مع احترامي بغرض لتشويش القاريء البسيط حول وجود الشعب الآشوري كأن تشكك في تسمية الشعب العراقي بقولك  الشعب العراكي( جيم مصرية ) أو الشعب العراقي.

ولكن نيافته يدحض نفسه من خلال المقال ذاته وهاك ما قاله حرفيا:

" إن التسمية الآثورية وردت كذلك لماما في غضون القرن السادس عشر الى جانب التسمية الكلدانية، ولكنها وردت على لسان أصحابها (؟ ) وردت دوما بمعنى الإشارة الى المنطقة الجغرافية التي انحسرت اليها المسيحية في بلاد النهرين عهدئذ " انتهى الإقتباس
وهنا نسأل نيافته، إذا كان ذكر " الأثورية " معناه الجغرافي،  إذا لماذا لا تكون ذكر " الكلدانية " من الناحية الجغرافية أيضا ؟! ومن ثم أليست الإشارة الجغرافية دليل على آثورية المنطقة سكانيا وجغرافيا مثلما الفرنسي ينسب الى فرنسا ( المنطقة الجغرافية ) ! كما أنك تؤكد على ورودها من خلال مقالك بالذات كما يظهر للعيان حيث قلت، " وردت على لسان أصحابها! وفي هذه الحالة نقول سيدنا: من هم أصحابها؟ غير الشعب الآشوري بدون  منازع .

والخلاصة، رغم أنني أستطيع أن أكتب الكثير فيما يزيل كل الشكوك التي يثيرها البعض حول ديمومة واستمرارية الأمة الآشورية  ولكن أكتفي بأن أسأل نيافته،  هل قرأت يا نيافة المطران قصيدة العلامة  " كيوركيس وردا الأربيلي/ ܡܠܦܢܐ ܓܝܘܪܓܝܣ ܘܪܕܐ ܐܪܒܝܠܝܐ " من القرن الثالث عشر – قبل ان تطأ أقدام الإنكليز بلادنا -  حول تقريظه لبطاركة كنيسة المشرق والتي تنوف على مائة بيت حيث يذكر فيها كثيرا من الشعوب وبالأخص شعبنا الآثوري في خمس أبيات منها والتي ليست من الناحية الجغرافية فحسب، بل ومن الناحية القومية أيضا – علما أنه لم يذكر الكلدان شعبا أو جغرافية-  في وقت هذا العلامة عاش حتى مطلع القرن الثالث عشر( 1225 ميلادية ) و قبل أن يحط المبشر البريطاني ويغرام المنطقة بأكثر من ستمائة سنة، والذي كل المتكلدنين الجدد يشيرون تسميتنا الآشورية إليه أي من قبل هذا المبشر اللعين كما يصفه أحد هؤلاء المتكلدنين  وهو رجل دين حصيف بدوره!

أم أنك لا تعرف البتة  مع احترامي عن هذا العلامة،  كون ثقافتك عربية ولاتينية  وفي هذه الحالة ستكون المصيبة أكثر بكثير، ولكن في حال لك علما به. وهل يا سيادة المطران الجليل مقالك هذا فعلا يعبر عن الحقائق التاريخية التي ما أحوجنا معرفتنا بها  من طمسها  وحجمها من قراء شعبنا؟ّ!

إن الإنطباع الوحيد الذي يستخلصه القاريء مع احترامي لك عند قراءة المقال هذا وهو أنك تطمس وجود الشعب الآشوري كما تزور التاريخ برمته وهي مأساة بحد ذاتها والتي  لا تصدر من رجل عادي علماني بل من رجل دين  للأسف !

وهنا أضع للقراء وفي اللغة السريانية كما جاءت على لسان قائلها عن وجود الأمة الآشورية شعبا ووطنا ألا وهو العلامة كيوركيس الأربيلي :

ܡܝ ܐܬܪܝ ܡܐܪܘܪܝܐ  //   ܡܢ ܛܘܗܡܐ  ܚܠܐ ܟܘܢܝܐ.
ܘܥܒܕܝܫܘܥ ܐܬܘܪܝܐ //  ܕܡܢ ܓܢܣܐ  ܛܘܗܡܢܝܐ .
ܕܗܘܐ ܒܐܬܘܪ ܥܠܠܢܐ  //  ܘܐܬܩܬܠܩ ܐܝܟ ܩܢܘܢܐ.
ܒܐܬܘܪ ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢܐ // ܘܐܬܡܢܝ ܒܣܝܣܪܬܐ ܕܟܐܢܐ
ܘܥܒܕܝܫܘܥ ܡܐܢܐ ܓܒܝܐ // ܕܡܢ  ܐܬܘܪ ܟܪܟܐ ܦܐܝܐ.

وفي الختام، اولا المعذرة في عدم استخدام الحركات/ النقاط  حيث هي معدومة عندي لسبب أجهله، ولكن لمن لهم إلمام باللغة بوسعهم قراءتها بكل سهولة.

ثم هذا العلامة، يشير بوضوح لا إلى المنطقة الجغرافية فحسب، بل يشير إلى الشعب الآشوري بنفسه بكل فخر واعتزاز، على سبيل المثال تجد ذلك في البيت الثاني ومن ثم يستخدم العبارة التي استخدمها كثيرا الآباء المسيحيين بوصف البلاد الآشورية ب " مبعث العلوم/   ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢܐ" وبقولهم ذلك طبعا يصفون الشعب وليس جغرافية المنطقة ، والتي جاءت في البيت الرابع من القصيدة.
بينما أضع اللمسات الأخيرة لهذه الملاحظات وإذ نيافته ياتي بمقال آخر حول

تنويه: يرجى النقر على الرابط ادناه لقراءة مقال المطران سرهد جمو بالكامل :

http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=42356&get=last#255179

وختاما، لقد صدر في هذه الأيام عن نيافته مقال آخر تحت عنوان " قضية معاصرة – كفن تورينو " ومما جاء في مقدمته :
" ان ما يحدوني الى الدخول في هذه الموضوع الشائك هو ثلاثة عوامل: الواحد علمي والاخر ايماني والثالث تاريخي. الاول هو ان كفن تورينو يمثل لغزاً حيّر العلماء المعاصرين بالرغم من كل ما توفره لهم التقنية الحديثة من وسائل لكشف اسرار المادة. والثاني هو: ان هذا الكفن قد يقدم دليلا حسيا اعجازيـا يعكس بدقة مجسمة حادثةَ تعذيبِ وموتِ، وربما قيامةِ المسيح الرب. والثالث: لانه قد يكون لهذا الكفن الاحجية علاقة بتاريخ كنيسـتنا الكلدانية حسب نظرية بعض المؤرخين المتتبعين للموضوع ".
وهنا السبب في الدخول في الموضوع هو عوامل ثلاثة ومنها  كما يقول – قد يكون لهذا الكفن الأحجية علاقة بتاريخ كنيستنا الكلدانية حسب نظرية ( بعض ) المؤرخين المتتبعين للموضوع !
بعد قراءة المقالة بالكامل نيافته لم يسلط الأضواء عما هي هذه العلاقة ولا عن هؤلاء ( بعض ) المؤرخين ، علما أنه ليس هناك كنيسة كلدانية وحتى بشهادة المتكلدنين انفسهم من امثال المطران لويس ساكو وماذا عن تلك العلاقة – حيث هي موجودة – بالفعل مع الكنيسة التي كانت في بلاد آشور كما ذكرت الروايات أنه الملك أبجر كتب عدة رسائل ومنها الى الملك الاشوري " نارساي " والرسالتين الأخريين واحدة الى الأمبراطور الروماني طيباريوس والثانية إلى أرداشيس ملك الفرس.

آشور بيث شليمون
__________________


159
رجاء، أخواتي وإخوتي المحاورون لا تقزموا  الأمة الآشورية مذهبيا وعشائريا!

آشور بيث شليمون

إن المطالع لموقع " عنكاوا " وحتى غيره من المواقع، هناك الكثيرون من الكتاب والمحاورين مع الأسف يبحثون بعض القضايا التي بالفعل يجب أن تعد تافهة جدا ولا تخدم قضيتنا الآشورية وحتى القضايا الاخرى.

فهناك طائفة، لا ترى القومية الآشورية إلا بمنظار ضيق ألا وهو الطائفي المذهبي، وبصورة اوضح ان الأمة الآشورية في نظرهم ما هي إلا  ( كنيسة المشرق- النسطورية ) ، ولفيف آخر أخذ ينبش التاريخ عشائريا، كي يسرد لنا البطولات الكثيرة والتي ليس لنا غضاضة فيها كم قام بها الشخص الفلاني وما هنالك من أشياء التي غدت من الماضي ولن تسعفنا إطلاقنا في وضعنا المأساوي الراهن بحيث القوى الإسلاموية، العروبية، العثمانية والإيرانية ( فارسية وكردية ) كادت ان تقطع دابر هذه الامة من الأساس.

إن مثل هذه الأعمال الإبتزازية مع احترامي لمن يثيرونها  وخاصة المساندون لها من المناوئين ما هي إلا أعمال تخريبية هدامة لأنها  تفتح الباب على مصراعيه للبعض من المتطفلين الذين غذتهم الصهيونية والعروبية بكل ما هو تقزيم وتهميش وإزالة  امتنا الآشورية من الوجود.

إن الصهيونية الخبيثة ، أحد شعاراتها المهمة البحث عن تلك الأسباط العشرة المفقودة ووجدوا ضالتهم في البعض من النساطرة – ولا يهمهم فقدان شعبنا الآشوري حتى في موطنه بالذات،  كونهم جمعوا شعبهم من كل انحاء المعمورة بعد ان فقدها بآلاف السنوات من التشريد، وهنا حلوا اللغز الذي كان يساورهم على الدوام  وبمساعدة أبناء شعبنا الأشاوس مع الأسف الشديد كي يضعوا البقية الباقية من النساطرة يهودا !!
ومن المضحك والمبكي، البعض يتجاهل أن النسطورية قبل اكثر من 500 عام كانت تشكل الغالبية المسيحية في شمال بيث نهرين، بلاد آشوريا، وقبل أكثر من ألف سنة  كانت تغطي بيث نهرين بأجمعه .

أما العروبة ، العروبة الإسلامية الغازية المجرمة التي دمرت المنطقة جسديا وروحيا إلى هذه اللحظة، نرى لها مساندوها كما للصهيونية الخبيثة في دعم أفكارهم الإجرامية في القضاء على الوجود الآشوري حتى في مسقط رأسه بلاد آشور/  ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ  كي يطلع علينا جاسوس صهيوني يسمى أحمد سوسة ليشكك بوجود شعبنا لا في العالم، بل في موطنه بالذات!

يحزنني  ويؤلمني جدا، ان أجد حتى أبناء شعبنا ممن مع الأسف يتلذذون ويفتخرون بالإستشهاد بما ينفثون هؤلاء من سموم في تفريقنا وتقزيمنا في وقت هذا الصهيوني لا يعترف لا بالآشوري بل وبكل  تاريخ بيث نهرين الخالد السومري، البابلي والآشوري معا !

إن النسطورية مذهب مسيحي كباقي المذاهب الموجودة في المنطقة، وبصورة اخرى قد يكون النسطوري آشوريا ولكن بنفس الوقت هناك آشوري يعقوبي، كاثوليكي، بروتستاتيا و الخ. إذ الآشورية لم تكن حكرا في النسطرة. وعلى هذا المنوال  النسطورية في الماضي كما في المذاهب الأخرى جمعت شعوبا وقبائلا كثيرة ولم تكن حصرا بالقومية الآشورية كما الآشورية  ليس بوسع احد اختزالها بالنسطورية.

وهذه معلومة للجميع،  كما تعرفون أن الامة الآشورية قامت على سواعد جميع المذاهب بدون استثناء وللتذكير ولا الحصر شخصيا، أعتبر – أب القومية الآشورية -  البروفيسور آشور يوسف - من بلدة خربوط حاليا في تركيا ، في بلاد آشور وهو يعقوبي المذهب- سرياني رثوذكسي وطبعا هناك الكثير على غراره ولنا الفخر بهم اجمعين  من جميع المذاهب المسيحية التي كان ديدنهم الأوحد خدمة هذه الأمة المنكوبة والمسلوبة وللأسف اليوم حتى من أبنائها  ܐܡܝܢ ܀




160
المنبر الحر / الهاجرية
« في: 10:22 15/06/2013  »
لهاجرية *

Patricia Crones & Michael Cook , HAGARISM , The Making of the
Islamic World- CAMBRIDGE UNIVERSITY PRESS – LONDON 1977

ملاحظة: لقد استشهدت من هذا املكتاب كثيرا في مقالاتي وخصوصا عند الدفاع عن القومية الآشورية - آشور بيث شليمون



عكس مصر، فقد اتسع العراق ليس لهوية إقليمية واحدة، بل لهويتين، هما الآشورية والبابلية. لقد عانت الثقافتان على حد سواء، طبعاً، من تدمير عنيف عند سقوطهما قبل الغزوات العربية بألف سنة: فكما حوّل نابوبالاسر والميديون آشوريا إلى «ركام وخرائب» عام 612 ق.م(64)، كذلك فقد دكّ أحشورش أسوار بابل، جرّد مواطنيها من أملاكهم وحوّل إلهها إلى سبيكة ذهبية وذلك بعد ثورة 482 ق.م(65). مع ذلك فقد بقيت الهويتان على حد سواء، الأولى تحت حماية درع مسيحي، والثانية تحت حماية درع وثني.
كان هذا التقسيم غير العادي للعمل بين المسيحية والوثنية نتيجة الأثر المختلف للحكم الأجنبي على الإقليمين. فآشور، التي لم يكن لديها الثروة الخرافية ولا الأهمية الإستراتيجية التي لبابل، تركت وشأنها فعلاً من قبل الأخمينيين والسلوقيين(66) ؛ ولأن العالم الخارجي حكم عليها بالنسيان، فقد استطاعت أن تعيد تجميع ماضيها المجيد بنوع من الهدوء(67). وهكذا فحين عادت المنطقة إلى بؤرة التاريخ في ظل حكم البارثيين، فقد عادت بتعريف آشوري للذات، وليس فارسياً، بغض النظر عن اليوناني؛ أُعيد تجديد معبد آشور، وأعيد بناء المدينة(68)، وعادت إلى الوجود دولة خلافة آشورية على هيئة مملكة أديابين التابعة(69). وضع الساسانيون حداً لاستقلال هذه المملكة(70)، لكنهم لم يستبدلوا الحكّام المحليين بطبقة بيروقراطية فارسية: مع أن مكانتهم أُنْقِصت بحيث أصبحوا خدماً مطيعين للشاهنشاه، وبالتالي استمرت موجودة طبقة أرستقراطية وطنية(71). مع ذلك، ففي هذا الصدد، كان موقعهم في الدولة الفارسية غير مريح. ففي ظل حكم البارثيين راح الشاهنشاهات يطالبون بوحدة دينية ردّاً على الأهمية السياسية(72)؛ أما في ظل حكم الساسانيين فقد فعلوا ذلك على نحو منظم، وفرضوا بالتالي حقيقة فارسية على الهوية الآشورية. وطالما كان مستوى الإندماج متدنياً أُمْكِن تغطية هذا التنافر بمحاولات توفيقية(73)؛ لكن ما أن وضع الساسانيون الطبقة الأرستقراطية المحلّية في تماس أقوى مع البلاط الفارسي، حتى أُغْلِقت عيون الشبكة(74). وهكذا فقد عملت مَلَكية فارسية من أجل إله إثني في الشرق ما عمله إله إثني من أجل ثقافة يونانية في الغرب، تمسّك الآشوريون بنسبهم، لكنهم بعكس أقاليم الغرب لم يكن باستطاعتهم أن يتهرطقوا فحسب: فحتى زرادشتية هرطوقية ظلت من منظور مفاهيمي فارسية، لذلك كان الآشوريون بحاجة مقابل الفرس إلى ديانة مختلفة بالكامل(75). من ناحية أخرى، فحتى مسيحية أرثوذكسية ظلت مجرد يونانية بالتداعي، لذلك فمقابل الإغريق تبدو هرطقة ما وكأنها تفي بالغرض. وهكذا، بعد انعطاف عبر اليهودية، تبنى الآشوريون المسيحية ووجدوا هرطقتهم في النسطورية(76).

كان هنالك بالتالي نسختان متمايزتان عن المسيحية في الكنيسة النسطورية: فمن ناحية كنيسة آشوريا المحلية، وهي تأكيد شوفيني على هوية ريفية؛ ومن ناحية أخرى كنيسة فارس الحضرية والتي كان مركزها في بابل، وهي تأكيد كوزموبوليتاني على حقيقة أممية. لكن إذا أُمْكِن مقارنة كنيسة آشوريا في هذا الصدد بالكنيسة المصرية، فشوفينيتها أخذت شكلاً مختلفاً إلى حد ما. فقد احتفظت مصر بإثنية ولغة مميزتين لها ضمن طبقتها الفلاحية، في حين كانت طبقتها الأرستقراطية تنتمي إلى العالم الهليني الأكثر اتساعاً؛ آشوريا بالمقابل امتلكت طبقة أرستقراطرية مميزة لها، في حين شاركت العالم الآرامي الأكثر اتساعاً في إثنيتها ولغتها. وهكذا ففي حين كانت الشوفينية القبطية إثنية ولغوية، استدارت شوفينية آشوريا إلى ذكريات ماض مجيد. في هذا السياق فإن اهتدائين جاءا في الوقت المناسب أفادا في تنقية الملوك الآشوريين من سوء سمعتهم حيال الكتاب المقدّس. الأول هو سردانا، ابن سنحريب، الملك الثاني والثلاثون لآشوريا بعد بيلوس وحاكم ثلث العالم المأهول، والذي أذعن لرسالة يونان التوحيدية وشرّع صوم نينوى الذي أنقذ نينوى من الدمار(86) ؛ وبما أن الصوم أنقذ الآشوريين من غضب الرب في الماضي، فقد أعاد تشريعه سابريشو من كرخا دي بيت سلوخ لإنقاذهم من الوباء بعد ألف سنة(87).و الثاني هو إعادة تحرير نسخة اعتناق إيزاتيس الثاني الذي من أديابين اليهودية في نسخة اعتناق نارساي الآشوري المسيحية(88). كان هذا يعني أن الآشوريين كانوا موحدين قبل المسيح ومسيحيين بعده، والماضي بالتالي قاد نحو الحاضر دون أي شرخ. وهكذا فتاريخ كارخا دي بيت سلوخ يبدأ بالملوك الآشوريين وينتهي بالشهداء الآشوريين: سركون أسسه(89) والشهداء جعلوه «حقلاً مباركاً للمسيحية»(90). يشبه ذلك أنه في القرن السابع قبل المسيح وقف العالم كله مرعوباً من ساردانا(91)، وفي القرن السابع بعد المسيح احتل القديسون مكانه باعتباره «شمس آثور» و «مجد نينوى»(92).
بالمقابل، فالكنيسة في بابل، لم تكن تمتلك فخار مصر اللغوي والإثني ولا فخار آشوريا التاريخي. وبالمقارنة مع مصر فقد حددوا هويتهم كأغيار(93) واستخدموا الفارسية والسريانية على حد سواء(94). وبالمقارنة مع آشوريا، فقد تخلّوا للوثنيين عن الماضي البابلي: فنمرود، الذي هو في آشوريا أحد الأسلاف من الملوك والذي كانوا يحتفلون بذكراه تحت أسماء القديسين المسيحيين(95)، احتُفِظ في بابل بمماثلته مع زرادشت(96) فأضحى إما مرفوضاً كمؤسّس للوثنية الفارسية(97) أو اُدْخل في حل استرضائي باعتباره المرشد الذي يوحى إليه والذي قاد المجوس في البحث عن المسيح(98)؛ لكنه في كلا الحالتين ظل غريباً. كذلك فبقدر ما أن التقليد الذي مثله ايشوداد المسيحي الذي من مرد يبدو مفصولاً بالكامل عن الماضي البابلي، رغم ضخامة تعاليمه، بقدر ما أن التقليد الذي يمثله ابن وحشية يبدو في علاقة حب كاملة مع الماضي البابلي، رغم ضخامة أخطائه.
مع ذلك فقد اختلفت الكنيستان الآشورية والبابلية على حد سواء عن كنيسة مصر في توجههما الأرستقراطي؛ الأولى لأن هويتها الآشورية أُلْبِسَت ثوب أرستقراطية وطنية، والثانية لأن الإنفصال عن هوية وطنية سمح لها بقبول كامل للقيم الأرستقراطية الفارسية. وهكذا فنبلاء الكنيسة الآشورية هم الذين كوّنوها: التسلسل اللانهائي للفلاحين في أقوال آباء الكنيسة المصريين يفسح المجال هنا إلى تسلسل لا نهائي لعلّية القوم في أعمال الشهداء الفرس، وفي حين أن عليّة القوم المصريين لم يستطيعوا افتداء مكانتهم الدنيوية إلا بالمضي نحو المونوفيزية،
فالمصادر النسطورية تطفح فعلاً بالإقرار الشرعي بالطبقة الأرستقراطية(99). إن خوف آشوريا على نمروداتها أو سنحاريباتها المحليين مقترن باجلالها الحضري للسلالة الملكية لأي سابا، يوحنان، أو غوليندخت(100)، والنساطرة بالتالي كانوا متوحدين في تقديرهم العالي للسلطة، الثروة، وللشهرة الدنيوية(101). والواقع أنه من حين لآخر كان تعصّب الشاهنشاهات يحول دون العمل في البلاط الملكي(102) ؛ مع ذلك فالأقطاب المحليون استطاعوا البقاء في السلطة، كما لعب العلمانيون دوراً بارزاً في الكنيسة النسطورية، أما الشاهنشاهات المتسامحون فقد كانوا يتلقون الخدمات الطوعية لمواليهم المسيحيين(103)؛ من بين كل العلمانيين نجد يزدين الكركوكي الموظّف الأميري المسؤول عن الضرائب والجزية والغنائم لخسرو الثاني، والذي كان مبجلاً باعتباره «المدافع عن الكنيسة بطريقة قسطنطين وثيودوسيوس» (104). وهكذا فالنساطرة كانوا متشابهين في اتحاد موقفهم من الملك الفارسي: فالجميع قبلوا بالتفوق السياسي للإمبراطورية الفارسية، وحتى الآشوريين لم يكن باستطاعتهم أن يأملوا بإعادة إحياء سنحاريبية؛ لكن ما أثار حنقهم كان تعصب الزرادشتية الإثني، لذلك فقد كان هدفهم هداية الشاهنشاه إلى المسيحية وليس الإنفصال عن حكمه(105).
كأعضاء في كنيسة أرستقراطية كان النساطرة يختلفون أيضاً عن الأقباط في امتلاكهم لثقافة علمانية غنية: فتقديرهم الرفيع للسلطة الدنيوية كان مقترناً بتقديرهم الرفيع للعقل البشري،وهي مسألة صادق عليها اللاهوت النسطوري. كان مرجعهم الرسمي، وهو ثيودوروس المصيصي، يعرف بالطبع عقيدة سقوط آدم التقليدية، والتي ترى حالة الخلود والمباركة الأولى قد عُطِّلت بالإثم وأفسدت على نحو تصاعدي وذلك حتى العودة الدرامية للنعمة مع الموت الخلاصي ليسوع. لكنه كان يعلّم أيضاً عن عقيدة أخرى تحكي عن حالة نقص أوّلية تقدّم الإنسان منها في ظل الهداية الإلهية حتى أُعيد اكتساب الخلود مع قيامة المسيح الأمثولية(106). وهكذا فقد أكدت العقيدة الأولى على حاجة الإنسان للنعمة، في حين أكدت الأخرى على قدرته على مساعدة ذاته: إذا كان للتوجيه الإلهي أي تأثير فالإنسان يجب أن يكون بالضرورة قادراً على التمييز بين الخير والشر وأن يعمل بما يمليه عليه عقله، ولذلك يجب أن يكون الشر فعلاً للإرادة وفعلاً ضد المعرفة الخيّرة(107). هذا الرأي الثاني هو الذي اختاره النساطرة، وإذا لم يمضوا في طريقهم نحو البيلاجية(108)، أو يختزلوا الفداء إلى مجرد رمز لخلود مستقبلي(109)، فهم حتماً عظّموا العقل على حساب النعمة(110).
لقد أدى امتلاك التفكير العلماني لملاذ آمن اجتماعياً وعقائدياً إلى أمرين بالنسبة للثقافة النسطورية. أولاً، في حين كانت الكنيسة القبطية ريفية جلفة، كانت الكنيسة النسطورية أكاديمية. بل إن أكثر ما يلفت النظر في المسألة، هو أنها دشنت واحدة من مدارس اللاهوت التي لا علاقة لها بالأديرة القليلة العدد في الشرق الأدنى وذلك حين هاجرت مدرسة الرها إلى نصيبين(111)، ونصيبين بدورها أوجدت سلسلة مدارس أخرى أصغر منها حجماً؛ كذلك فقد دشنت مدرسة ثانية مع استقرار سجناء الحرب في جنديسابور(112). وبشكل عام فقد تكرّر تأسيس المدارس الواحدة تلو الأخرى في حياة وجهاء النساطرة، والقليل من الأديرة كان دون مدرسة (113).
ثانياً، في حين رفضت الكنيسة القبطية الفكر اليوناني باعتباره فكراً وثنياً من الناحية الأخلاقية، فقد أضفت عليه الكنيسة النسطورية صفة شرعية باعتباره مسيحياً جاء قبل أوانه. لأنه لم تكن ثقافة آشورية تلك التي كانت تُعَلَّم في المدارس الآشورية: الإفقار الثقافي في آشوريا لم يكن أقل انتشاراً من الإفقار الثقافي في مصر، وكما كان الإرث المصري في الأدب القبطي محدداً بمقولات من القصص الشعبي، كذلك تماماً كان الإرث الآشوري في الأدب المسيحي محدداً بأحيقار، وزير الملوك الآشوريين(114). لكن بعكس الفلاحين المصريين، استطاعت النخبة الآشورية استعاضة ما فقدته بالحقائق الشاملة للفلسفة اليونانية. فهم لم يترجموا الفلاسفة فحسب بل مجّدوهم(115)، وفي الوقت المناسب صار النساطرة ماهرين في الفلسفة بما يكفي لأن يصدّروها إلى العرب من جديد(116).
في الوقت ذاته فإن مصير الرهبنة عند النساطرة كان بالتالي مختلفاً عن مصير الرهبنة بين المونوفيزيين. فقد بدأت مسيحية مابين النهرين كحركة رهبانية وفق الأنموذج السوري، مع كنيسة أبرشية مكّونة من «أبناء العهد»(117) المنذورين. لكن كما وجد القبط أن باستطاعتهم أعادة بناء مصر المقدسة في الصحراء، كذلك تماماً وجد الآشوريون أن باستطاعتهم إعادة خلق صورة لنظام حُكْمهم حول طبقتهم الأرستقراطية. لذلك يبدو مفاجئاً، أن النظام النسكي قد استؤصل بالفعل، وذلك مع تبني العقيدة النسطورية: لم يبق من «أبناء العهد» إلا الاسم(118)، فألغيت عزوبة رجال الدين(119)، ولم تعد الرهبانية تحظ بالتشجيع(120). بالمقابل فحين عادت النسكية في نهاية الأمر، كانت في شكل جديد ومختلف. وكما في مصر، فقد نُظِّمت الرهبانية وفق الأنموذج الباخومي؛ مع ذلك فمقارنة بمصر كان الرهبان لا يمثّلون سوى مرحلة إعدادية في المسيرة الروحانية. وكما في سوريا، فإن النساك هم الذين حافظوا على فخار المكان؛ مع ذلك فمقارنة بسوريا كان سبب وجودهم إيفاغرياًEvagrian (121). وهكذا لم يكن لدى العراق كيبوتزيم: لم يكن النساطرة ينفرون من السكن في الصحراء، لكنهم كانوا يفعلون ذلك بسبب العزلة التي تصاحب هذا السكن، وليس كي يزرعوا الزهور في الرمال. لكن بالمقابل، لم يكن لدى العراق قديسون عموديون: فالنساطرة لم يكرهوا إماتة الجسد، لكنهم كانوا يفعلون ذلك ليعفوا أنفسهم من الخدمة الكهنوتية المرهقة بسبب متطلباتها التي لم يكن لديهم لها وقت ولا تفكير لأنهم كانوا يلاحقون الرؤيا السرانية لله، وليس لمعاقبة الجسد على خطاياه(122).
بالمقارنة مع مصر وآشوريا فإن إقليم سوريا المتشظي لم يمتلك قط لا هوية ولا هويتين، وعوضاً عن ذلك كان مشكّلاً من مجموعة وحدات دقيقة سياسية، إثنية ودينية. ما من أحد كان يتذكّر في مصر تلك الأيام التي كان فيها لكل ولاية ملك، أما اللقب الفرعوني فلا يُذكّر إلا بأن البلد كانت ذات يوم مملكتين؛ بالمقابل ففي سوريا كان الجميع يعرفون أنه، قبل أيام أغسطس، كان لكل مدينة، وعملياً لكل قرية، ملكها الخاص بها(123). كذلك فقد كان لمصر اثنيتها الوحيدة والفريدة، لكن سوريا كانت مقسّمة بين الفينيقيين، الآراميين، اليهود، الكنعانيين، العرب، إلخ؛ وفي حين كان لمصر ديانتها الوحيدة والفريدة، كانت تعددية الملوك المحليين في سوريا مقترنة بتعددية بعليم (جمع بعل)محليين.
إن تأثير الغزو الغريب على مجموعة الهويات ذات النطاق الصغير هذه كان مدمّراً. فمن ناحية لم يكن ثمة فرعون سوري للأنباط أو لزنوبيا كي يستردوه، أو للسلوقيين وللرومان كي يرثوه؛ وحب الهلينية بالنسبة للإثنين الأولين يقترن بفشل الإثنين الآخرين في إدامة أي بنىً سياسية محلية(124). ومن ناحية أخرى لم يستطع الغزاة ترك الريف وشأنه. وبعكس البطالمة الذين استطاعوا حكم مصر باسكندرية ضد ممفيس وبطليماس ضد طيبة، كان على السلوقيين أن يبنوا مدينة لكل ملك مدينة؛ وحين استطاعت الهوية الوطنية لمصر أن تهدّد باستيعاب اليونانيين، لم تستطع إثنيات سوريا الوطنية سوى أن تخسر كياناتها الفردية لتبزغ كإثنية آرامية مقابل اليونانيين. وهنا كما هناك، حافظ الكهنة على وجودهم. لكن بسبب السمة المتشظية للتقاليد التي كانوا يمثلونها، وتعرضهم الكامل للهلينية، فقد كانت قدرتهم على حفظ الهوية الوطنية بالضرورة محدودة جداً. فمن منظور ثقافي، لم يكن ثمة مانثو Manetho أو بيروسوس Berossus سوري: وفيلون الجبيلي، الذي دوّن التقليد الفينيقي، لم يكن كاهناً محلياً بل أنتيكياً يكن حباً هلينياً للعلوم السرية الشرقية(125)؛ في حين أن هليودوروس، الذي ربما كان كاهناً في حمص Emesa، كتب كروائي يكن حباً هلينياً للعجائب الشرقية(126). من الناحية السياسية، لم يكن لدى الكهنة السوريين ما يحاربون لأجله أو يبكون عليه: فأورانيوس انطونيوس الذي صدّ الفرس بالحمصيين المحليين، لم يكن ايزودورس الذي حارب الرومان بالبوكولوي boukoloi(127) المحليين؛ في حين أن جوليا دومنا كانت تطمح إلى صنع أباطرة رومان، وليس ملوكاً سوريين، تماماً كما أن نوستاليجيتها كانت للوثنية اليونانية عموماً، وليس لطقوس حمص المقدسة على نحو خاص(128).
وهكذا اختفت أشكال الحكم الوطنية ليس فقط مادياً، بل أيضاً أخلاقياً: فكما استطاع إيونوس Eunus الذي حمسته الإلهة سيرا Dea Syra كي يحارب من أجل حريته الشخصية في صقلية الرومانية القديمة أن يعلن أنه ملك هليني ليس إلا(129)؛ كذلك تماماً فإن ثيودورتيس الذي ألهمته مسيحيته كي يدافع عن استقلاليته الثقافية في أواخر العصر الروماني في سوريا استطاع استعمال الملوك الفينيقيين ليزعم فقط عن امتلاك سابق لحقيقة يهودية(130). وحدها الرها، التي حافظت على استقلال متقلقل وفق الأنموذج الآشوري حتى عام 216، حافظت على ذكرى ملوكها المحليين(131)؛ وفي حين كانت اديابين حكومة خلافة آشورية، فإن اوسرهونة Osrhoene لم تكن مملكة متياني شاحبة(132). لكن من كان السكّان الآراميون لمدينة يونانية محكومة من سلالة ملكية عربية بين فارس وروما، حين هم بلا ماض(133)؟ لقد اختفى ملوك المدن وذكرياتهم بالضرورة من أرض البشرعلى حد سواء، ومعهم اختفت الهويات التي أُضِفيت عليهم. وظل إقليم مصر الروماني كيمه Kème، فكيمه هي التي حافظت على وجود الغزو الغريب، لكن فينيقيا كانت مجرّد إقليم روماني، فسوريا كانت النتاج لغزو أجنبي(134).
………………..
* الهاجرية كتاب من تاليف كل من الأساتذة باتريشيا كرونة ومايكل كوك وترجمة الكاتب السوري نبيل فياض.
النص هذا هو من فصل السابع تحت عنوان " أقاليم الشرق الأدنى " من الصفحة ( اللغة الإنكليزية ) 55 الى آخر صفحة 61 إلا فقرة واحدة .

161
..مصير الشعوب المسيحية في  بيث نهرين/ العراق بعد الاحتلال  العربي الاسلامي

بقلم : آشور بيث شليمون
-------------

في مكتبتي الشخصية كتاب هام جدا تحت عنوان /  The Islamic World/ العالم الاسلامي  لمؤلفه  و .  مونتغمري واط    W. Montgomery Watt طبع في مدينة لندن، المملكة المتحدة في عام 1974 رغم أن بعضا من محتويات الكتاب لنا كأبناء الأمة الآشورية ليست غريبة، ولكن الكاتب يفتح آفاقا واسعة التي قلما كمسيحيين أو مسلمين لقيت الاهتمام اللائق.

وبصفتي كمحرر سابق للغة القومية  واللغة  العربية لمجلة  " النجم الآشوري /  The Assyrian Star " لسان حال الاتحاد   القومي الآشوري الأميركي. لذلك رأيت من الضرورة ترجمة  بعض المقاطع المهمة من هذا الكتاب إلى اللغة العربية والتي دون شك تتعلق بشعبنا الآشوري خاصة والمسيحي في الشرق الأوسط عامة والتي ظهرت في العدد الأول / الربيع لعام 2001 من المجلة المذكورة .

انطلاقا من حبي لشعبي وهنا أعني لا الآشوري المسيحي وحده، بل يتعدى ذلك الى كافة أخواتنا وإخوتنا من المسلمين والناطقين بالعربية عامة الذين على عاتقهم تقع الأمانة، أمانة الحفاظ على حياض أمتنا الآشورية والتي
هي اليوم في أسوأ ظرف تاريخي  كون وضع العراق في خلال السنوات المنصرمة  وخاصة بعد الاحتلال في عام 2003 أدى الى تهجير قسما كبيرا من شعبنا.  وللأسف الشديد  أن تعداده اليوم لا يعدو الأّ بضعة مئات من الآلاف فقط وهذا بحد ذاته يعد كارثة قومية وإنسانية فريدة من نوعها في الوقت الراهن .

شخصيا،  لا أؤمن أن  غالبية سكان بيث نهرين / العراق * هم من العرب مع كل إحترامي الكبير لمن يظنون ذلك،  بل كل ما هنالك ليس إلا عروبيين أو مستعربين وإني متأكد ان القارئ العزيز من خلال قراءة هذه الصفحات المترجمة سيصل الى قناعة تامة  بصحة قولي .

والآن، أضع أمامكم بعضا من نصوص الكتاب المترجمة ثم يليه تعقيبي الشخصي حول الموضوع . وكلي أمل أن تقرأوا الموضوع بتأن وترو مع العمل أن تجردوا أنفسكم من أي تعصب مهما كان وازعه ونوعه،  حيث لولا هذا التعصب الأعمى الذي ابتلينا به خلال أربعة عشر  قرنا الماضية لما وصلنا الى الحالة المزرية والمشينة التي نتخبص ونتخبط  فيها اليوم!

القسم الأول،  مقدمة  الكتاب :

هدف هذا الكتاب هو لاعطاء صورة للخبرات والمجازفات لمجموعة بشرية كبرى للعرق الانساني  طوال أكثر من أربعة قرون ونصف من الزمن. والموضوع بحد ذاته محدد بوضوح، التواريخ وكل المساهمين، ولكن لمن الصعوبة تحديد التسمية . ربما المرء قد يتحدث ببساطة عن " الخلافة الإسلامية "  كما لمن الصواب قوله  لمدة قرن واحد من الزمن تقريبا كانت هنالك أمبراطورية واحدة والتي بوسعنا إعطاء إسم بارز لها . على كل حال هذه الأمبراطورية بعد عام  750 ميلادية  طرأ عليها الانحلال والتفكك ولمدة معينة وجد على الأقل ثلاثة حكام مستقلين،  كل واحد منهم يدعي شرعية الخلافة. إلى جانب حكام محليين آخرين . ومن جهة أخرى على الرغم من الانحلال الاداري الذي أشرنا اليه أعلاه،  كانت هناك مجموعة من الشعوب صاحبة العلاقة بقيت نوعا ما موحدة.  البعض بل ربما معظمهم لا زالوا  يشعرون بالانتماء الموحد . الجميع دخلوا تراث النبي ( محمد ) رسول الله، إذ  جاؤوا ليروا العالم بشروط المخطط العقلاني  المستند على القرآن.  ومن ثم كانوا قد أعلنوا على الأقل بالاهتداء بكتاب الله ( القرآن ) والسنة ورسوله . وإن الاصطلاح لهذه الوحدة الثقافية هو " الاسلام " ويمكن اختصار ووصف الموضوع بصورة رئيسية للحضارة الاسلامية .

إن واحدة من الخصوصيات الأكثر إعتبارا لهذا الكتاب، هو محاولة جعل العلاقة بين الديانة والسياسة أكثر وضوحا في الأحداث الموصوفة. الدين مهم وبتسمية فترة ب " الاسلامية " في دراستنا هذه تبقى أكثر ملاءمة  وقبولا من  " العربية " .
عندما رفيق جامعي لي إقترح،  بأن التاريخ الاسلامي وجب إعتباره قسما من التاريخ الكنسي، للأسف كان شيئا بالحقيقة  يبعث السخرية،  لأن التاريخ الذي يتطلب دراسته في هذه الحالة ليس أكثر ولا أقل من ديانة القرون الوسطى في أوربا، ومراكز الدين في طريقة أخرى . بحيث في الاسلام لا يوجد  " بابوية " ولا حتى طبقة أسقفية أو درجة كهنوتية بمعناها الصحيح،  بل كل ما هنالك مجتهدون دينيون أو ما يمكن قوله بالمؤسسات الدينية .
كما هناك شئ فريد وهام جدا، وهو كيفية كشف الثقافة المسيحية في بلدان كمصر، سوريا والعراق. التي قد تحولت الى ثقافة إسلامية،  التغيير هذا هو بعينه أكبر فشل للديانة المسيحية، رغم ذلك لم يلق إهتماما من قبل المؤرخين المسيحيين أنفسهم .

إن مثل هذا الاهمال والتقاعس يعود إلى حقيقة الفشل بذاته،  حيث المسيحيون اليوم يحاولون على الأغلب نسيانه . ولكن لنفس السبب إنها عملية تاريخية محضة تحليلها ودراستها من الأفضل أن تكون لها قيمة باهظة للمسيحيين أنفسهم . والجدير بالذكر إن التحويل هذا بالطبع لم يكن تغييرا مطلقا.  ففي بداية القرن السابع الميلادي وقبل الاجتياح الاسلامي،  ثقافة البلدان المسيحية كانت مسيحية بالمعنى الصحيح والتي أوجدت بؤرتها في لب ومركز الأفكار المستقاة من المسيحية . ولكن بنفس الوقت،  قد اتحدت مع حكمة الشرق الأوسط الموغلة في القدم، وأثناء عملية التحويل هذه،  أي من الديانة المسيحية الى الاسلام، نرى أن معظم التراث القديم قد  احتفظ به ولكن وضع في قالب إسلامي محض أو ضمن الاطار للأفكار الاسلامية. والتغيير هذا أقل مما الوصف  يمكن إقتراحه. وبمعنى آخر،  ما كان في النظام المسيحي مرّة،  غدا قسما من النظام الاسلامي بالمرّة الأخرى .

وخلال دراسة عملية التحويل هذه، هناك صعوبة خاصة يجب تجاوزها . وهي أن المصادر الرئيسية في الموضوع تعود الى المؤرخين المسلمين، وهؤلاء عادة  يجنحون إلى إهمال القضايا المسيحية . كما أنه هناك فرضية أساسية وخاصة وهي كل شئ عندهم إسلامي بحت لأنه جاء بالكامل من المصادر الاسلامية . حيث لم يكن لهم ( المسلمون ) الاستعداد للاعتراف بالحقائق الناصعة . إن التأثيرات المسيحية هي من ذلك النوع ذات قيمة باهظة جدا لمؤرخي قرن  التاسع عشر . كما أن فكرة  - التأثير – تعني الاعتماد،  والاعتماد بحد ذاته ( العرب ) يفسرونه  - ضعف -  والاعتراف بالضعف كان شيئا -الاعتزاز العربي -  يمقته ولا يستسيغه أو حتى الاعتراف به !

القسم الثاني، الخلاصة :

إن الفصول الخمسة من هذا الكتاب، قد غطوا حوالي  أربعة قرون ونصف من تاريخ الهلال الخصيب / Fertile Crescent  والمناطق المجاورة . لقد صوروا نمو أعظم الثقافات العالمية، إذ تحدثوا عن نهوض وأفول الأسرالحاكمة،  لقد قدموا لقطات مهمة لانجازات الانسان الشخصية منها والجماعية مع آلام البشرية التي لا تقاس. كل هذا كان جزءا لذلك الزحف الانساني الذي تقدم بثبات وربما بالمجموع نحو الرقي .

إن بعضا من الأحداث والتحولات الموصوفة هنا، قد ساهمت بجعلنا كأوربيين على ما نحن عليه اليوم . وأغلبيتها ( الأحداث ) لا زالت أكثر إلتصاقا وإشتراكا لتشكيل أولئك من رفاقنا الكائنات البشرية الذين في الحاضر يعتبرون حاملو الثقافة الاسلامية . وإلى جانب التحولات  الموصوفة على كل حال، هناك عملية أخرى التي كانت مستمرة ومستديمة،   ولكنها كانت تدريجية وغير معروفة بحيث إستحال ذكر تقدمها في نظرة عامة و شاملة التي خطت إلى الأمام عقد بعد عقد وحكم  بعد حكم . وهذه العملية أدت إلى إختفاء – أو بالأحرى على المرء أن يقول – بتحجر – لمعظم الثقافة المسيحية في المنطقة بأسرها ! والجدير بالذكر لم يكن كل ذلك شيئا دراماتيكيا عما حدث، بل كان موتا لطيفا، الانقطاع والاضمحلال التدريجي . فوق ذلك إن نتيجة العملية هذه   كان " حدثا " مهما في التاريخ العالمي والذي يستحق الاهتمام الكبير من قبل المؤرخين، وخاصة المؤرخون المسيحيون مما يستحق اليه اليوم، إذ يبقى اليوم متصل جدا بما يدعى  " الاصرار العربي الذاتي "  ويمكن إعتبار ذلك  جانبا سلبيا للغاية .
   
قبل الاحتلال العربي لمنطقة الهلال الخصيب، كان حاملو الثقافة الرئيسية جلهم من المسيحيين .  في مصر لم يكن غيرهم،  في سوريا كان هناك بعضا من العقول الفلسفية الوثنية والذين عرفوا عند المسلمين  بالصابئة،  في العراق/ بيث نهرين مستوى العلمي بين المسيحيين يبدو أعلى بكثير من المناطق الأخرى ، حيث وجدت بضع كليات لاهوتية للديانة المسيحية وللعلوم الاغريقية التي كانت تدرس باللغة السريانية **.
 
بغية إدراك وفهم كيف أن الثقافة المسيحية أخذت بالتلاشي والاضمحلال تدريجيا وكيف أن الثقافة الاسلامية  ازدهرت وحلت مكانها نفس الثقافة ولكن بلباس عربي،  ومن الضروري أيضا النظر الى ما وراء الأسئلة الدينية الصرفة.  وخاصة بالنظر الى  العلاقة بين المظهر الاغريقي والذهنية و(العنصرية ) السامية ، وبصورة عامة الى المظهر غير الإغريقي   والعقلية، كنتيجة للاحتلال الذي قام به أسكندر الكبير المقدوني في المائة الرابعة قبل الميلاد . إذ نرى التأثيرات الاغريقية قد انتشرت  في كل قارة آسيا حتى بلاد الهند .

إن المسيحية نشأت في مجتمع يهودي صرف الذي كان يستند بصيانته ضد اقتحام أفكار وعادات إغريقية، ولكن عند تبدل الظروف في بداية الأمبراطورية الرومانية، هذه الدفاعات منعت الديانة اليهودية لكي تصبح ديانة عالمية للعهد القديم ( التوراة ). أما الأمبراطورية الرومانية على كل حال،  كانت هيلينية / يونانية  محضة،  وعندما انتشرت المسيحية في الدوائر غير اليهودية غدت بدورها هيلينية صرفة .

قرنان كاملان قبل الاجتياح العربي الاسلامي،  شهدت ثورة في داخل الديانة المسيحية ضد سيطرة الفكر الاغريقي . ومنذ التصاق الأفكار الاغريقية التي كان لها الأغلبية في المجالس المسكونية العالمية والتي قررت الأمور. ومن المعروف أن الذين ثاروا ضد الأفكار الاغريقية  لقبوا بعدها بالهراطقة، ومن الضروري على كل حال، أن الذين نحن بصددهم والذين كانوا يصرّون ويشددون على حقوق غير الاغريقيين لغويا والأقليات الأخريات الثقافية ليعبروا عن إيمانهم المسيحي في طريقة منسجمة ومتناغمة لوجهة نظرهم وعقليتهم . ومن هؤلاء أقباط ***  مصر،  أي سكان مصر المسيحيين،   مع الذين يحسبون أنهم تمسكوا بالهرطقة المونوفيزية. أما مجموعة الناطقين بالسريانية  عادة يعرفون باليعاقبة The Jacobites  وهم من تمسكوا بما يسمى المذهب اليعقوبي، أما
المجموعة الرئيسية الأخرى من الناطقين بالسريانية هم الذين تمسكوا بآراء معاكسة بكل ما في الكلمة من معنى،    إذ عرفوا هؤلاء بالنساطرة / Church of the East East   ومن ثم بعد مدة يليهما الناطقون باللغة الأرمنية إذ اعتبروا هم أيضا متمسكين بهرطقة مغايرة.

ويمكن القول باختصار، ما كان في نظر اللاهوتيين الأكاديميين هرطقات، غدا في نظر المؤرخين التعبير عن الذات المؤكدة للمجموعات الثقافية،  وخاصة في حال الناطقين باللغة السريانية،  وهذه أمثلة عن نفس النضال بين الساميين أي (غير الاغريقيين)  بديهي والتفسير الاغريقي الذي ينظر خلاله في داخل العالم الاسلامي . في المسيحية عرفت الكنيسة الكبرى زيادة عن اللازم بالثقافة الاغريقية،  ولكن وجدت كذلك حركة ضد الثقافة الاغريقية هذه.

وأخيرا قد يسأل المرء، لماذا نجح العرب بينما الناطقون بالسريانية  فشلوا ؟ هناك نقطة أساسية والتي مردها أن المسيحيين – غير الاغريقيين – كانوا منقسمين فيما بينهم ولقرون طويلة قبل الاحتلال العربي . إن الأقباط، اليعاقبة،  النساطرة والأرمن كان بامكانهم أن يولدوا ثفافة جديدة .  ولكن هذا الشئ لم يحدث لأن الحركة ضد الثقافة والسيطرة الاغريقية كانت بموقف  دفاعي . أما العرب من جهة أخرى قد اكتشفوا العلم والفلسفة الاغريقية في وقت كانوا منهمكين في مرحلة التوسع،  في نفس الوقت الذي كان فيه النساطرة يتوسعون شرقا بعد الاحتلال العربي . ومن ثم النجاح العربي لم يكن نتيجة نوعية الارساليات الاسلامية  الدينية،  بل كعرب مؤمنين بأنفسهم وكما ذكرنا  أعلاه واضح جدا،  حيث التوسع هذا في البدء كان عسكريا وسياسيا فقط والغرض منه إيجاد أمبراطورية عربية مزدوجة الثقة بالنفس وبالتأكيد الذاتي العربي . كل هذا كان الدافع القوي إلى إيجاد وحدة ثقافية في حين كل الرعايا في الأمبراطورية كان قد جذبهم الدين الاسلامي . ولكي تكون مسلما، كان على المرء أن يكون عربيا على الأقل بطريقة الموالاة،  بالاضافة إلى ذلك عليه أن يتعلم اللغة العربية حيث لقرون طويلة كان كل التفكير الديني باللغة العربية .

تعقيبي الشخصي حول الموضوع :

قبل كل شئ أريد من القراء الأجلاء أن يعرفوا هدفي من كل هذا الموضوع أنه ليس لاثارة النعرات الدينية أو القومية إطلاقا،  بل الغرض منه كشف الويلات والكوارث  التي جرت  وللأسف لا تزال تجري على شعبنا الآشوري المسيحي و الشعوب المسيحية عموما   الى هذا اليوم بالذات!

كما، لا أعتقد أن هناك شعب على وجه هذه البسيطة يقبل ويرضخ لأي قوة مهما كانت أن تغير وتلغي هويته كما فعل العرب المسلمون على أمتنا الآشورية وإخوتنا في الهلال الخصيب  بالماضي والى هذه اللحظة بالذات !
إن هوية وقومية شعبنا الآشوري قد حددت منذ أجيال سحيقة في القدم وهذا الملك  " ايريشوم  " في بدء المملكة   الآشورية يقول:
آشور هو الملك . آشور هو الاله – أنه يحكم وله المعطيات . فهو كاهن لأنه آشوري  وآشور لا تعرف التفرقة . هكذا إرادة الالهة – فلنسجد .
أنا رفيقة الآلهة الى ما شاءت الأبدية  - باسم آشور أحكم وحكمي جبل راسخ .
نداء إلى الأجداد الخالدين – صوت يزمجر ليقول : عظيم أنت يا رب، أنا إبن أبي، منه ولدت ولآشور أكون وأفنى . هذه عظمتي،  فتبا للأرض ولبابل التي لم تعرف بين طيات تاريخها خطوطا متشابكة وضمانة موحدة كشعب آشور .

في بلاد بيث نهرين / العراق لم يكن للعرب والأعراب أي حضور ما عدا الذين كانوا يقيمون على أطراف العراق في البادية الشامية التي تفصل وادي الرافدين عن بلاد الشام أو ما يسمى  سوريا اليوم.  كما يعتبر الآشوريون أول من عرف العرب للعالم وذلك في نصب تاريخي للحملة التي قام بها الملك شلمناصر عام 854 قبل الميلاد ضد ملك دمشق وحلافائه وكان منهم " جنديبو العربي / الجندب " الذي ساهم بألف جمل، والجدير بالذكر لأول مرّة في التاريخ المسجل رافق اسم العرب بالجمال .
في الوقت الذي فيه، كل الذين يكتبون عن العرب في التاريخ يأتي ذكر الآشوريين كونهم أول شعب عرفهم للعالم، ولكن يؤسف قوله  اليوم، أنهم هم من الأوائل الذين يريدون حذف و إزالة هذا الاسم كليا من الوجود!

شخصيا أرى على عاتق الشعب العراقي اليوم تقع مسؤولية كبرى، ألا وهي  الحفاظ على أمتنا الآشورية كونهم سليلي هذا الشعب العريق الذي بحق يمثل العراق تاريخيا بكل ما في الكلمة من معنى وأي تقاعس في هذا القبيل ليعد جريمة  لا تغتفر !
عاش العراق / بيث نهرين  موحدا شعبا وأرضا الى الأبد .
...............................................

هوامش :
*العراق : هناك تفسيرات عدة حول أصل التسمية ، ولكن شخصيا أرى أن أصل التسمية متأتية من مدينة أوروك / Uruk الأثرية  الواقعة في الجنوب . وأول من أطلق هذه التسمية على المنطقة الجنوبية من بيث نهرين والمحاذية لخليج  سومر كان العرب ، إذا التسمية لم تكن عمومية لما هو العراق حاليا حتى أعاد التسمية الملك فيصل بن الشريف حسين  مجددا عندما عين من قبل بريطانيا ملكا على العراق في مطلع القرن الماضي ، لأن الحلفاء قبل وبعد تقسيم تركة الرجل المريض / الأمبراطورية العثمانية المصطلح الوحيد الذي كان مستخدم هو ( بيث نهرين / Mesopotamia ) .
** اللغة السريانية : إن الأستاذان فولوس غبريال وكميل أفرام البستاني مدرسا اللغة السريانية في الجامعة اللبنانية يقولان :  " اللغة السريانية لهجة من اللهجات الآرامية التي تصعد أصولها الى الأكادية / البابلية الآشورية والتي شمل نطاقها الجغرافي بلدان الشرق الأدنى وقسما من آسيا الصغرى (الآداب السريانية – منشورات الجامعة اللبنانية  1969 صفحة 17 ) . ولكن شخصيا أرى أن هذه اللغة ناتجة عن وحدة اللهجات السامية في الهلال الخصيب لكثرة تقاربها ( البابلية الآشورية ، الابلية ، العمورية ، الآرامية ، الكنعانية ) والعاملان الموحدان كانا الأبجدية الكنعانية الجديدة والديانة المسيحية . إن معظم الناطقين  بها قد انصهروا في المجتمع العربي قبل القرن الحادي عشر ما عدا الآشوريين الذين هم الوحيدون الذين اعتصموا بها الى اليوم . 
*** الأقباط : إن إصطلاح ( أقباط ، قبط ) يأتي من اللغة اليونانية  ‘Aiguptos ‘ – Egypt . وهذه غدت قبط في اللغة العربية و Copt  في اللغة الانكليزية . إن الاصطلاح أصلا يعني سكان مصر، ولكن الاصطلاح هذا خصص لاحقا لسكان مصر من الديانة المسيحية .
**** إن الكتاب المقدس ، العهد القديم (التوراة ) والعهد الجديد ( الانجيل )عادة يحوي بين دفتيه خارطة الشرق الأدنى وأوربا وفي خارطة الهلال الخصيب عادة يظهر بلاد الرافدين وفيه بلاد سومر وفي الوسط بابل وفي الشمال آشور ، أما النسخة الجديدة للكتاب المقدس تظهر آشور / بلاد   A S S Y R I A بأحرف كبيرة جدا مشيرة الى كل البلاد ( العراق ) واختفت الأسماء الأخرى نهائيا . علما أن الكتاب المقدس هو الأكثر إنتشارا في العالم و مترجم الى معظم اللغات العالمية .
   
 

 


162


نبوات الكتاب المقدس عما يجري اليوم في بلداننا!

آشور بيث شليمون

الكتاب المقدس عند المسيحيين كتاب يتألف من العهد القديم والعهد الجديد وهاكم تعريف الكتاب باختصار:
أقسام الكتاب المقدس: - يتكون الكتاب المقدس من ستة وستين سفراً موزعة في قسمين رئيسيين.
أولاً: العهد القديم:وهو مجموعة الكتب المقدسة الموحى بها من الله قبل مجيء المسيح، وتحتوي هذه الكتب، وعددها 39 كتاباً، على عهد الله مع شعب العهد القديم.
وأسفار العهد القديم مرتبة في خمسة أقسام رئيسية هي:
1. التوراة: أي الناموس أو الشريعة، وتحتوي على الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدس، وهي الكتب التي أوحى بها الله إلى كليمِهِ موسى، وهي أسفار التكوين والخروج والعدد واللاويين والتثنية.
2. كتب التاريخ: وعددها اثنا عشر سفراً وهي سفر يشوع، القضاة، راعوث، صموئيل الأول، صموئيل الثاني، الملوك الأول، الملوك الثاني، أخبار الأيام الأول، أخبار الأيام الثاني، عزرا، نحميا وأستير.
3. كتب الشعر والحكمة: وهي أيوب والمزامير وأمثال والجامعة ونشيد الأناشيد.
4. كتب الأنبياء الكبار وهم: إشعياء، وأرميا (مع المراثي ) وحزقيال ودانيال.
5. كتب الأنبياء الصغار: وهم اثنا عشر نبياً، وهم النبي هوشع، يوئيل، عاموس، عوبديا، يونان، ميخا، ناحوم، حبقوق، صفنيا، حجي، زكريا وملاخي.
وهذا التقسيم الخماسي للأسفار التسعة والثلاثين يستخدمه المسيحيون، أما اليهود فقد قسموا العهد القديم إلى ثلاثة أقسام هي:-
1. التوراة ( توراة ).
2. الأنبياء ( نفيئيم ).
3. الكتابات (كتْوفيم ) وتشمل كتب التاريخ وكتب الشعر والحكمة. ومن هذه الأقسام الثلاثة، نحصل على كلمة "تناخ" وهو الاسم الشائع للعهد القديم بين اليهود.
ثانياً: العهد الجديد: ويحتوي على كتابات رسل وتلاميذ المسيح الذين كتبوا بوحي من الله تحت إرشاد وقيادة الروح القدس. وتشير كلمة العهد الجديد إلى العهد الذي قطعه المسيح بدمه مع المؤمنين، فقد قال المسيح له المجد:" هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا." (متى 28:26 )، وأسفار العهد الجديد التي تبلغ 27 سفراً مرتبة في خمسة أقسام مثل العهد القديم، وهي:-
1. الإنجيل: بأقسامه أو أجزائه الأربعة: متى ومرقس ولوقا ويوحنا
2. التاريخ: ويشمل كتاب أعمال الرسل الذي يتحدث عن نشأة الكنيسة وانتشارها.
3. رسائل بولس الرسول: وعددها أربع عشرة رسالة.
4. الرسائل العامة: وعددها سبع رسائل.
5. سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي.
............................
منذ مدة جد طويلة قرأت من الكتاب المقدس، العهد القديم ( إشعياء، 19: 2-17 ) هذه النبوة عن مصر وما سيكون مصير نهر النيل كالتالي:
 " آية (2) وأهيج مصريين على مصريين فيحاربون كل واحد أخاه وكل واحد صاحبه مدينة مدينة ومملكة مملكة.
 
آية (3) وتهراق روح مصر داخلها وافني مشورتها فيسالون الأوثان والعازفين وأصحاب التوابع والعرافين.
 
آية (4) وأغلق على المصريين في يد مولى قاس فيتسلط عليهم ملك عزيز يقول السيد رب الجنود.

 
آيات (5-10) وتنشف المياه من البحر ويجف النهر وييبس.و تنتن الأنهار وتضعف وتجف سواقي مصر ويتلف القصب والأسل. والرياض على النيل على حافة النيل وكل مزرعة على النيل تيبس وتتبدد ولا تكون. والصيادون يئنون وكل الذين يلقون شصا في النيل ينوحون والذين يبسطون شبكة على وجه المياه يحزنون.و يخزى الذين يعملون الكتان الممشط والذين يحيكون الأنسجة البيضاء.و تكون عمدها مسحوقة وكل العاملين بالأجرة مكتئين النفس.
\
آية(12،11) أن رؤساء صوعن أغبياء حكماء مشيري فرعون مشورتهم بهيمية كيف تقولون لفرعون أنا ابن حكماء ابن ملوك قدماء فأين هم حكماؤك فليخبروك ليعرفوا ماذا قضى به رب الجنود على مصر.
آيات (13-15) رؤساء صوعن صاروا أغبياء رؤساء نوف انخدعوا وأضل مصر وجوه أسباطها. مزج الرب في وسطها روح غي فاضلوا مصر في كل عملها كترنح السكران في قيئه. فلا يكون لمصر عمل يعمله رأس أو ذنب نخلة أو أسلة.
 
آية (16) في ذلك اليوم تكون مصر كالنساء فترتعد وترجف من هزة يد رب الجنود التي يهزها عليها.
 
آية (17) وتكون ارض يهوذا رعبا لمصر كل من تذكرها يرتعب من أمام قضاء رب الجنود الذي يقضي به عليها. “  انتهى الإقتباس
إن أثيوبيا تعلن اليوم بناء سد كبير على نهر النيل  لتغيير مجراه وسيسبب كارثة كبرى لمصر حيث في أيام الرئيس مبارك وضعت خطط لتدمير السد هذا، واليوم الرئيس المصري الجديد مرسي يستعين بتلك الخطة نفسها وهاكم التقرير في الرابط أدناه:

http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/815554.html?entry=Egypt
اما في التكوين ( 16: 7-12 )  هذا ما نقرأه عن العرب :

" 7 فوجدها ملاك الرب على عين الماء في البرية على العين التي في طريق شور "
 
الآيات 8-10:
" 8 وقال يا هاجر جارية ساراي من أين أتيت والى أين تذهبين فقالت أنا هاربة من وجه مولاتي ساراي 9 فقال لها ملاك الرب ارجعي إلى مولاتك واخضعي تحت يديها
" 10 وقال لها ملاك الرب تكثيرا أكثر نسلك فلا يعد من الكثرة "
 " 11 وقال لها ملاك الرب ها أنت حبلى فتلدين ابنا وتدعين اسمه اسماعيل لأن الرب قد سمع لمذلتك "
" 12 وأنه يكون إنسانًا وحشيا يده على كل واحد ويد كل واحد عليه وامام جميع إخوته يسكن "  انتهى الإقتباس
................................
إن النبوة اعلاه هي عن الغزو العربي الإسلامي الذي حدث في اوائل  القرن السابع الميلادي حيث استطاع بمدة جد وجيزة أن يستولي العرب المسلمون على الهلال الخصيب وشمال أفريقيا .
كما والجدير بالذكر لاحظ العبارات التالية:
قال ملاك الرب: تكثيرا أكثر نسلك ولكنه سيكون انسانا وحشيا – وفي النسخة الأصلية وصف بالحمار الوحشي - وأمام إخوته يسكن ( الهلال الخصيب- الكنعانيون، الأراميون، العبريون، العموريون، الآشوريون، البابليون، الكلدانيون والمصريون ) .
 لاحظ هذه العبارات: يده على كل واحد وكل واحد عليه – ما يجري اليوم في العالم حيث الإسلام يشن حرب شعواء في العالم والعالم أيضا يضرب بيد من حديد عليهم – ما تقوم به طائرات بدون طيار الأميركية وجيوش الغرب .
إن مثل هذه النبوات التي سجلت اكثر من ألفي وخمسمائة سنة خلت، إننا نعيشها اليوم بحذافيرها !


163


آشور والآشورية من أرشيف المغفور له المطران دولباني رحمه الله
آشور بيث شليمون
مقدمة:

أولا، أرفع قبعتي إجلالا الى روح المطران فيلوكسينوس يوحنا دولباني وكذلك الى الأخ العصامي برهان حنا إيليا*، لأنه لولا هذان الشخصان لكان الأمر قد طيه النسيان وبقي بدون أثر يذكر، حيث الأول عمل جاهدا للحصول على هذا المخطوط القيم وحفظه في مكتبته الشخصية، والثاني قام بتعريبه كي يكون بمتناول جميع أبناء شعبنا وخصوصا الذين يجهلون لغتنا السريانية وهم كثيرون.
إن الأمة الآشورية مع الأسف في هذه الأيام تتلقى الهجمات وليتها من الأعداء والمناوئين وهذا أمر جائز، ولكن الطامة الكبرى أنه من شعبنا بالذات الذين عصفت بهم رياح التقمص القومجية المزورة.
من كان يتصور أن المطارنة والكهنة من مذاهبنا الذين يقومون بالتزوير والتحوير لتاريخنا كما فعل منهم وعلى سبيل المثال الأب ألبير أبونا **، في كتابه الموسوم - أدب اللغة الآرامية - إنها حقا مأساة!!
عرض الكتاب:
في مقالنا هذا سنتعرض الى الأركان التالية لهذا الكتاب وهي:
- مقدمة الناشر
- نبذة موجزة عن مؤلف هذا الكتاب،
- سنعرض بعضا من النصوص الكتابية عن دور كل من الملك زينون وألوس الآشوريين.
- الخاتمة – كلمة عتاب على إكليروسنا الكلداني وتقاعسه في تقديم وتعريف هذه
الأشياء والتي هي في غاية الأهمية .
مقدمة الناشر:
إن الكتاب الذي نتحدث عنه – تاريخ النوائب والحوادث في الرها وآمد وما بين النهرين ( 363-506 م )- يرصد التاريخ اليقين والكامل للأحداث والوقائع التي جرت في ما بين النهرين، بين الأمبراطوريتين العظميين الرومانية والفارسية حتى عام 515 ميلادية.
ونظرا لمكانته التاريخية القيمة، فقد قام علماء مشهورون بترجمته ونشره.
ترجمة العلامة بولان مارتين/ P. Martin إلى الفرنسية عام 1876 ميلادية والعلامة وليام رايت/ W. Right إلى الإنكليزية عام 1882 ميلادية والعلامة الأب شابو ܫܒܘ إلى اللاتينية عام 1927 ميلادية.
كما قامت جمعية آمد/ ܐܡܕ للعلوم في مدينة ديار بكر بترجمته الى التركية عام 1958 ميلادية.
وسيرا على منوال هؤلاء، أحببنا نشره بالسريانية لغة مؤلفه، لنسدي خدمة جليلة وفائقة إلى لغتنا الآرامية الحبيبة، وتاريخ بلادنا الغالية ما بين النهرين : الرها، آمد، نصيبين، وطور عابدين وغيرها.
نبذة موجزة عن المؤلف:
مؤلف الكتاب، راهب سرياني أرثوذكسي من الرها، خريج الكلية الرهاوية، وأحد اساتذتها، مجهول الإسم . ألفه بناء على طلب أحد الأديرة القريبة من الرها يدعى – سركيس/ ܣܪܓܝܣ. نسخته الأصلية القديمة وحيدة ومحفوظة في خزانة الفاتيكان تحت رقم 162
كتب هذا السفر عام 932 ميلادية . تتضمن افتتاحية الكتاب رسالة أجاب فيها على رئيس أحد الأديرة القريبة من الرها حيث جاء فيها، " صلوا على إليشع/ ܐܠܝܫܥ من دير زوقنين ( آمد/ ܐܡܕ ) الذي ألف الكتاب لتحل عليه الرحمات ....
يتناول الكتاب النوائب والحوادث التي وقعت في الرها وآمد وبلاد ما بين النهرين – حيث مواطن السريان – واسباب الحروب بين الأمبراطوريتين العظميين الرومانية والفارسية.
وقد ذكر المؤلف أنه وجد ما دونه في كتب قديمة، ونقل الباقي عن سفراء ملكي الروم والفرس.
أدوار كل من الملك زينون وألوس الآشوريين في الرها وما حولها:
على صفحات 15- 18 نجد –
" في أيام فيروز اضطربت مملكة الروم أيضا، كان هناك كراهية من البلاط الملكي تجاه زينون / ܙܝܢܘܢ الملك لأنه كان آشوريا جنسا، وتمرد عليه بسليقوس وملك عوضا عنه. بعد ذلك تقوى زينون وثبت في مملكته، ولأنه ابتلي بكراهية الكثيرين من حوله، انشأ حصنا منيعا في بلده ليكون له منفذا للنجاة إذا ما فوجئ يوما بسوء يداهمه، وكان له أمين سر لهذه الغاية هو قائد انطاكية / ܐܢܛܝܘܟ يدعى ( ألوس/ ܐܠܘܣ ) وكان هو الآخر آشوريا . وكان الملك زينون يقدر بني جنسه ( الآشوري ) ويقلدهم المناصب العالية فمن أجل هذا كان ممقوتا من الروم.
ولما أنشأ الحصن وكمل من كل ما يلزم، ووضع فيه ( ألوس / ܐܠܘܣ ) ذهبا كثيرا لا يحصى، جاء الى العاصمة ليعلم زينون بانه قام بتحقيق إرادته، فثبت لزينون ان ألوس خائن ويتوق الملك. لذلك أمر احد جنوده بقتله، ولأيام كثيرة، كان يترصد المأمور بالمهمة الظرف المناسب لقتله ولكن دون جدوى.
ثم صادف ألوس في البلاط الملكي وجرد حسامه، ورفعه ليضربه، وإذ بأحد الجنود المرافقين لألوس يطعنه بسكين بذراعه، فسقط الحسام من يده، وجذم أذن ألوس.
ولكي لا تكشف خيانة زينون تجاه ألوس، أمر حالا بان يجز رأس الجندي دون سؤال.
وهذه الحادثة جعلت ألوس أن يشك بأن زينون هو الآمر بالعملية، وترك وسافر وحط الرحال في أنطاكية. وصمم أن يكون المكان أنطاكية منطلقا له للإستعداد للاخذ بالثأر والإنتقام.
وزينون لخوفه من ألوس، لمعرفته بسوء نيته، أرسل إليه أناسا معروفين إلى انطاكية يخبرونه بأن يعود إليه كما يشاء ليفرج عن غمه، فيبين بان الخيانة لم تكن صادرة عنه، ولم يكن يقصد قتله.
فلم يستطع أن يرخي عناد وتفكير ألوس الجامد، الذي احتقره واستحف به، ولم يشأ إطاعة امره والذهاب إليه. وفي النهاية أرسل إليه زينون قائدا آخر يدعى ( لانطيس ) مع القوات التي بإمرته، وأمره أن يجيء به إليه رغما عنه، وإذا تمرد عليه فليقتله. وعندما وصل ( لانطيس ) إلى انطاكية فسد( فاء مرفوعة) بالذهب من ألوس، وكشف له أمر القتل المعطي له.
ولما وجد ألوس انه لن يخف عنه شيئا، أطلعه على ما يملكه من ذهب الكثير، والذي من أجله كان زينون يود قتله وتوسل إلى لانطيس ان يتفق ويتمرد معه، كما أظهر له كراهية الروم لزينون.
ولما تم الوفاق، وجد ألوس انه بوسعه ان يكشف عن رغبته، إذ بدونه لا يستطيع التمرد وحده، ولا ان يتملك بشخصه، لان الروم كانوا يكرهونه هو الآخر بسبب جنسه، ولعناده وتشبثه برأيه الصلب.
كلمة عتاب:
إن المغفور له المطران فيلوكسينوس يوحنا دولباني، إكليريكي أرثوذكسي وليس له من الكاثوليكية لا ناقة ولا جمل، ولكن حبه وشغفه لخدمة شعبه، عمل للحصول على هذه المخطوطة. وكلنا نعرف من جهة أخرى، أن المنشقين من كنيستنا النسطورية والمنضمين إلى الكنيسة الكاثوليكية من أبناء بلاد آشور أبا عن جد وهم كثر، استطاع منهم وخصوصا حتى الى الربع الأول من القرن الماضي تجميع وتأليف الكثير مما يخص شعبنا والتي هي بمتناولنا هذه الأيام ومنهم على سبيل المثال: المغفور لهم المطران توما أودو، المطران أوجين يعقوب منا ورئيس أساقفة سعرد أدي شير، ولكن المؤسف من بعد ذلك التاريخ أغلبية الإكليريكيين الكاثوليك/ المعروفون بالكلدان- وهي تسمية أطلقها البابا يوجين الرابع على الشعب الأشوري المسيحي الذي دخل الكاثوليكية -  من أبناء شعبنا رموا تاريخنا وتراثنا جانبا *** وخصوصا لغتنا كي ينتحلوا حتى العروبة والقيام في خدمتها بإمتياز والأنكى من ذلك بعد 2003 كما جاء في المقدمة سلكوا طريقا مغايرا بالمرة في إعادة وكتابة تاريخنا الآشوري وحتى العمل لمحوه وطمسه من الوجود.
وقد يكون هذا العمل مقبولا لو قامت به حفنة من الناس العاديين العلمانيين وعلى سبيل المثال ما يسمى أدباء – العرب – الكلدان، ولكن الطامة الكبرى لقد انخرط كثيرا من الإكليروس الكلداني في نفس المنحى بتزوير وتحوير التاريخ شيئا لم أكن أتصوره أن يصدر منهم بالمرة وهم من سكان بلاد آشور/ܡܬܐ ܕܐܬܘܪ أبا عن جد!
وهنا نسجل للتاريخ منهم، قداسة البطريرك/ الكاردينال الحالي، عمانوئيل دلي الثالث، ونيافة المطارنة لويس ساكو( اليوم أسيم الى درجة البطريرك ) والمطران سرهد جمو، والأب ألبير أبونا .
............
* للأخ برهان حنا إيليا كتاب آخر قيم جدا تحت عنوان ( آمد مدينة الفخر ) والذي تنوف صفحاته على 475 صفحة وهو بالفعل كتاب جدير بالقراءة أيضا.
** يرجى من القراء الاحبة النقر على الرابط ادناه ليعرف المزيد حول كتابات الأب البير أبونا: http://www.tellskuf.com/index.php?option=com_content&view=
article&id=17723:aa&catid=90:2010-04-10-19-29-04&Itemid=63
*** كما يرجى من القراء النقر على الرابط التالي أيضا والذي يتحدث عن تلك الأجنحة في بيت المقدس المخصصة لكل المذاهب وضمنا كنيستنا المشرقية النسطورية، ولما كانت كنيستنا في حالة يرثى لها من مؤامرات الكنيسة الكاثوليكية والإنقسامات التي حلت بها إذ احتفظ المنشقون أي الذين غدوا كاثوليكيين بهذا الجناح رغم انه الصاحب الشرعي لها هي الكنيسة المشرقية النسطورية ولا المنشقين .
http://www.tellskuf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=5343:2010-09-04-22-30-08&catid=90:2010-04-10-19-29-04&Itemid=63
< السابق
 

[/size][/color]

164
ܐܓܪܬܐ ܐܬܘܪܝܬܐ/ رسالة آشورية

ܚܬܘܬܝ ܘܐܚܘܢܘܬܝ ܩܪܝܢܐ ܡܩܠܣܐ/ أخواتي وإخوتي القراء المحترمون   

بداية، شكري الجزيل للأخ أمير المالح المشرف العام لهذا الموقع الذي فتح أبوابه لي بعد غياب دام اكثر من سنتين.
ومن ثم، فرحتي  كبيرة جدا للمساهمة في طرح ونقد للمواضيع  التي يقدمها القراء الأعزاء بصورة حضارية مقبولة والعمل الى رفع الموقع الى مكان أفضل مما هو عليه كمكان للأسف  للمهاترات والإستفزازات، وعلينا أن نعلم مهما اختلفنا إن شئنا أم أبينا فنحن شعب واحد ما دمنا سكان ܡܬܐ ܕܐܬܘܪ / مات آشور.

إن المداخلات والمساهمات ضرورية جدا، حيث بإمكان كل منا أن يساهم قدر استطاعته في إغناء الموقع بأشياء مفيدة .

وأخيرا وليس آخرا، لنعمل معا الى خدمة ورفع مستوى شعبنا الى الأفضل بتكاتفنا وتعاضدنا سوية مهما اختلفنا فكريا وعمليا، كوننا في قارب واحد وشكرا ܀

   
ܐܫܘܪ ܒܝܬ ܫܠܝܡܘܢ/  آشور بيث شليمون
___________________________



165
عذرا، الأخ  أبرم شبيرا وغيره من التحليلات الوهمية حول شخصية سرجون!

آشور بيث شليمون

توطئة :
مع احترامي الكبير لكثير من إخوتنا وخصوصا الذين يقحمون أنفسهم كتابيا ويدلون بدلوهم في أمور وهم جاهلون بها بالمرة!

لقد كتب كل من الإخوة تيري بطرس وأبرم شبيرا في موقع - عنكاوا - والاخ جرجيس أيوب في موقع – الكتابات - عن قصة قتل الإمام " الحسين " على يد شخص اسمه " سرجون " كما صرح به السيد مقتدى الصدر.
ومما زعموا به الجميع أنه آشوري كون اسمه  " سرجون " بدون البحث في المراجع الكثيرة  عن هذه الشخصية الدمشقية وأصولها الحقيقية.


علما، إن  سماحة  مقتدى الصدر لم يشر اليه لا من قريب أو من بعيد بأنه آشوري الأصل والفصل في حديثه اطلاقا.
كما والجدير بالذكر، أنه في تعريفه لهذه الشخصية التي لعبت دورا هاما في عملية فتح دمشق بأنه  رومي الأصل (  1  ) .
وهنا المدلول ( الرومي ) لها معنيان : العرق البيزنطي والمذهب البيزنطي  ، والمعنى الأول معول عليه غالبا وبدون أن يكون المعنى الوحيد عند العرب.
والجدير بالذكر أن البعض اعتبر أفراد  عائلة سرجون على مذهب اليعاقبة والقائل بطبيعة واحدة للسيد المسيح  ومنهم الأب إسحق أرملة السرياني  داعما ذلك من المؤرخ  ابن البطريق .

ولكن آخرون ارتأوا غير ذلك، بأن العائلة هذه كانت على مذهب الخلقيدوني القائل ان للسيد المسيح طبيعتان، الإلهية والإنسانية لأن منصور بن سرجون كان ناسكا في دير سابا قرب القدس، معقل الخلقيدونية. زد على ذلك أن البطريرك ديونسيوس التلمحري ( + 845 ) الذي استشهد هو نفسه سنة 1921، حيث أورد هذا البطريرك اليعقوبي أن سرجي بن منصور الكاتب الخلقيدوني الدمشقي، وشى به ( أثناسي بن جومية السرياني ) لدى عبد الملك مدعيا أنه سلب كنوز مصر بأجمعها (  2  )  كما شكا ميخائيل السرياني مرتين، من جهته من معاملة سرجون الخلقيدوني لليعاقبة  (   3    ).

هل سرجون اسم آشوري أم ماذا؟

بدون أدنى شك أن الإسم هذا ليس له علاقة بآشور والآشورية، كون الإسم أصلا سرجيوس
الذي كان شائعا بين المسيحيين الناطقين باللغة العربية إبان الحكم البيزنطي، وقد استعملوه بصيغة – سرجيس – ونادرا سركيس واحيانا أخرى بصيغة التصغير – سرجون أو سرجه .
ومن هنا نؤكد جازمين أن – سرجون – هذا لا علاقة بالإسم الأكادي الآشوري – شارو كينا/ ܫܪܘ ܟܐܢܐ أي  الملك العادل .
.........................
 
المصدر: 
الفكر المسيحي بين الامس واليوم، الأكسرخوس جوزف نصر الله نقله بتصرف الى العربية الأرشمندريت انطون وهبي – الطبعة الأولى 1991 ، من منشورات المكتبة البولسية -  بيروت،  لبنان   

( 1 ) تاريخ ابن البطريق ، 2 ص 15
( 2 ) آداب اللغة اليونانية والكتبة السريان ، مجلة المسرة اللبنانية 1921 ص 409
( 3 ) تاريخ ابن البطريق ، 2 ، والصفحات 477 و 492

166
دور مذابح بدر خان في تعزيز مواقع المبشرين الكاثوليك

F.O. 195 / 228
Mosul, August 13, 1843
From Rassam to Sir Starafford Canning

القنصل البريطاني ( المرحوم هرمز رسام ) رفع تقريرا الى سفير بلاده في القسطنطينية وأشار في الى تطورات المذبحة ومضاعفاتها والمستجدات المرتبطة بها ذاكرا ما يلي:
 " إن الفرنسيين والحزب الكلداني- البابوي هنا يقومون بتحركات مشبوهة حيث يعملون وبالتنسيق مع الاكراد ضد مار شمعون لتحقيق هدف مقصود وهو بسط عقيدتهم ونفوذهم السياسي ". و
وإن نوايا وخطط المبشرين الكاثوليك في سهول نينوى كانت من الفاعلية والتأثير لدرجة ان السفير البريطاني كتب الى وزير خارجية بلاده محذرا من مغبة تلك النشاطات ونتائجها المؤثرة في الأمد البعيد.
ملاحظة: مثل هذه الخروقات من قبل الكنيسة الكاثوليكية لم تكن حصرا في الكنيسة النسطورية، بل تعداها الى كل الكنائس المشرقي وضمنا الكنيسة الشقيقة الأرثوذكسية أيضا كما ذكر الأخ كوريه  حنا  وعلى هذا الموقع مشكورا .

المصدر: هرمز م. أبونا، الآشوريون بعد سقوط نينوى- المجلد الثامن

167
أعزائي القراء لي كلام عن هذا الغضنفر الأب بولص البيداري الذي كان ضليعا في اللغة وتاريخ أمتنا ، والذي للأسف الإكليروس الكلداني كان يمقته كونهم عروبيين حتى الى درجة  كانوا يحسدونه حتى في الأونة الأخيرة نفوه الى سوريا حيث كان يقضي معظم حياته في القرى الآشورية قراه وهله وخلانه وهنا نبذة عن هذا القس العملاق .

الأب بولص بيداري
 

كانت ولادته في سنة 1887 في قرية " بيدار" الاشورية في قضاء زاخو في شمال العراق - وبيدار اسم سرياني (بًيةلآ دٍرِأ) يعني موقع المعركة او ميدان الحرب - وفي مسقط رأسه تعلم مبادئ لغته السريانية وكذلك اللغة العربية . ومنذ نعومة اضفاره ابدى محبته الفائقة للعلم . لذا وقع عليه اختيار الاباء الروحانيين في قريته، وارسلوه الى معهد ماريوحنان الحبيب الكهنوتي في مدينة الموصل , الذي اسسه الاباء الدومنيكان في القرن التاسع عشر , وهناك انكب على الدراسة وارتشاف العلوم من مناهل المعهد المذكور, وبانت مواهبه الخلاقة وبدا متميزا بين اقرانه .
رُسمَ كاهنا سنة 1912, على يد مثلث الرحمة مار طيماثيوس مقدسي ( الالقوشي) مطران زخوا . وخدم في مسقط رأسه لفترة من الزمن , ثم نقل الى سوريا , والتي امضى فيها ردحا من حياته, ولم يعد الى وطنه الا في سنين عمره الاخيرة, حيث توفي في الموصل في السابع من ايلول سنة 1974, وانطفأ ذلك السراج النيّر الذي سنا نوره في سماء ادبنا السرياني.
عاش الاب بيداري حياته قوميا حتى نخاع العظم, ولم تبرد حرارة محبة لامته حتى اخر لحظة من حياته, وكان على الدوام يدعو بني امته من خلال مواعظه وكتاباته , ويحثهم على اعلاء شأنها , والافتخار بانتمائهم اليها , وبعث لغتها المجيدة والمقدسة , والاتحاد بالفة ومحبة , ونبذ اسباب التفرقة مهما كان مصدرها .
يعتبر الاب بولس بيداري اديبا فذا وكاتبا بليغا , وهو واحد من القلة الذين كتبوا وتضلعوا في اداب وقواعد اللغة السريانية في القرن العشرين . وبالاضافة الى لغته السريانية كان يتقن اللغة العربية والفرنسية والانكليزية واللاتينية والكردية . وترك لنا ارثا غنيا من مؤلفاته ولكن مع الاسف فان معضمها بقيت حبيسة في مخطوطاته , ولم تجد طريقها الى النشر, وقسم منها فقد اثناء تنقلاته, وقليلها الذي نشره المؤلف وهو على قيد الحياة وهي :

1. دليل الطلاب , او الموجز في نحو اللغة السريانية, ونشره في الموصل سنة 1923 - مطبعة الاثوريين للكنيسة الشرقية المقدسة .
2. المقال الجامع : ومطلعه " ايتها الامة الحبيبة " ومقال ملحق به يصف فيه الملفان السرياني مار افرام الكبير . وطبع الاثنان في الهند سنة 1957 .
3. قنبلة الاب بيداري , ونشره في بيروت سنة 1936 , وهومؤلف باللغة العربية يحوي مقارنة بين اللغة السريانية والعربية .
4. فضيلة الفتاة , باللغة العربية , نشره في قامشلي بسوريا سنة 1956.
5. بين البتولية والزواج , نشره في قامشلي سنة 1966 , وهو باللغة العربية ايضا .
اما الكتاب الوحيد الذي نشر بعد وفاته فهو " مقالات وقصائد مختارة " نشره الاب ألبير ابونا عن طريق مجمع اللغة السريانية في العراق سنة 1977 . وهو الكتاب الذي اقتبسنا منه هذه المعلومات والقصيدة المنشورة هنا. والكتاب هو بخط ﺃﮔﻴﻟﻲ رائع خطته قصبة المرحوم القس (المطران) يوسف توماس في القوش سنة 1977.

وكثيرة هي المؤلفات التي لم تنشر, واما السريانية منها فهي :
1. درب الصليب (اولآرحِأ دٍؤلتثِأ), ويصف زيارة الاراضي المقدسة , وهي قصيدة على البحر الافرامي.
2. كتاب الرئاسة الكلدانية (رًشِنولآةلآِأ دكٍلدِيُأ), ولكن هذا الكتاب فقد ولم يعثر عليه بين مقتنياته .
3. مقال في المجازر التي حصلت لابناء امته في جزيرة قردو في سنة 1915 . والجزء الاول هو على الوزن الافرامي (السباعي) , اما الباقي فهو على الوزن النرساوي (الاثني عشري) .
4. كتاب في جغرافية الارض (مٍخةلآثِنولآةلآ اِرعِأ ), وهذا ايضا فقد من بين موجوداته . اما مؤلفاته العربية التي لم تنشر في :
5. نثار الملوك,
6. قصة الربان هرمز .
7. قصة مار افرام الكبير .
8. قصة مار بهنام الشهيد .
9. بحث عن مار افرام .
10. بحث في اللغة السريانية , القلم الشرقي والقلم الغربي .
11. كتاب تفسير التسابيح السريانية باللغة العربية .
[/color]

168
يرجى من القراء النقر على الرابط أدناه لقراءة المقال تحت عنوان، " الحكومة الكردية ليست أفضل من صدام ! في وقت الأخت سورايتا تطلب منا دعم الاكراد كما فعلت المنظمة الآثورية الديمقراطية  مؤخرا في سوريا.

http://www.rudaw.net/english/kurds/3711.html

آشور بيث شليمون
__________________________

169




اعزائي القراء
العراقيين يعرفون ماذا تعني الخردة وانا سوف اوضح لكم ماهي الخردة وهي معدن المنيوم خفيف (بالعامية التنك و الفافون ) كانت تستخدم في صنع العملة العراقية المعدنية لانها لاقيمة لها ولا اريد ان اخرج كثيرا عن موضوعنا.

آشور بيث شليمون:
شكرا لك أيها الأخت العزيزة، ولكن أنت من  كتاب الذهب من عيار 24 قيراط !

يا أشور بيث شليمون انا كتبت رائي الشخصي في دفاعك الغير مبرر لنظام السوري البعثي وكنت قد سألتك بعض من الاسئلة عن سبب دفاعك هذا ولكنك لم تجيبني بشئ ولم تبرر موقفك عن دفاعك عن النظام السوري  واسئلتي كانت كالتالي:

آشور بيث شليمون:
هنا تظهر بساطتك وسذاجتك ، أنا لست مدافعا للنظام بقدر ما أعمل قدر المستطاع لحماية شعبنا في سوريا كي لا يكون ضحية كما حصل على شعبنا في العراق.
إن الزائر الذي وافق معي أعطى تفصيلا كاملا ويمكنك العودة الى ما كتبه لتتعرفي المزيد حول الموضوع.


1) هل في سورية حكم ذاتي للاشوريين
آشور بيث شليمون:
لا
 
2) هل المنظمات الاثورية التحريية في سوريا كانت مسموحة

آشور بيث شليمون:
لا، كما كانت غير مسموحة في العراق قبل الإحتلال الأميركي . واليوم صحيح مسموحة في العراق ولكن ما الفائدة بعد الطرد والقتل وإغصاب أرضنا، الحقيقة لا جدوى لهذه الحرية التي دفع شعبنا الثمن غاليا بدون ذنب إقترفوه من كل الأطياف العراقية، عربية كانت أم كردية.

3) هل الحكومة السورية طلبت من الحكومة التركية بأستقلال الاراضي الاشورية في هكاري وغيرها
آشور بيث شليمون:
إن منطقة هكاري هي امتداد لبلاد آشور، وهي أرض مغتصبة بعد طرد وقتل وتشريد شعبنا من قبل الأكراد الذين حتى اليوم جاثمون على أرضنا الآشورية في العراق بمباركة شعبنا وفي المقدمة أحزابنا الآشورية وعلى سبيل المثال، الحركة الديمقراطية  الآشورية ونظيرتها في سوريا المنظمة الأثورية الديمقراطية التي تريدني أن أدعمها!
إن الحكومة السورية لها أراض مغتصبة – لواء الأسكندرون - لم تطالب بها لأسباب نجهلها كي تطالب بأراضي التي ليس لها لا ناقة ولا جمل !
 
4) هل الحكومة السورية استنكرت المذابح التي اقترفت بحق المسيحيين وبضمنهم الاشوريين في الحرب العالمية الاولى

آشور بيث شليمون:
لا ، وليس ذلك فحسب، بل حتى إخوتنا المتكلدنين اليوم والذين يتشدقون بالوطنية التي ترتكز على العروبة يلوموننا لأننا قمنا ضد الدولة العثمانية يومئذ . فإذا كان إخوتنا – الكلدان - على الأقل في المسيحية مسرورون لما حصل علينا – من فضلك إقرأي ما يكتبه بهذا الخصوص الدكتور الشماس أبو رضوان على سبيل المثال - الى درجة حتى لم يفتحوا أبواب كنائسهم لشعبنا واليوم تنتظرين من الحكومة السورية الإستنكار!!

وهنا انت تهربت من الموضوع ولجأت الى اشياء انت لم تفهمها اصلا وهي

1) انك جعلت هذا الاخ الاشوري مسلم من الملحمية وليس لك اثبات
 
آشور بيث شليمون:
أنت غير صحيحة وهو ليس بآشوري،  إذ عندما واجهته على حقيقته لم يرد على مداخلتي وهذا كاف، أما إذ كان آشوري عندك، إذا قدمي برهانك أنت ومن دون ذلك الأفضل لك السكوت .

2) استشهدت بمثالك بقولك ( كما اسلم مسيحيي العراق )

آشور بيث شليمون:
إن ما قلته صحيح وهنا يمكنك بحث عن أصول " المحلميين " الذين كانوا سريان أرثوذكس قبلا ومن ثم صاروا مسلمين. وعلى ذلك الغرار سكان الجنوب عن بكرة أبيهم أسلموا قبل نهاية القرن الحادي عشر أما شمالا الإسلام كان يسير ببطء ولكن حتى كثيرا من المدن الآشورية وعلى سبيل المثال، تكريت، سامراء، الحديثة كلهم أسلموا  أيضا عن بكرة أبيهم ما عدا نوعا ما في سهل نينوى ومنطقة أربيل .

3)بالنسبة الى الاخ الاشوري فهو كتب ( اخني الاشوريين كلنا خنواسى كو هذا الوطن ولسنا الى هذا الحد ( كيجانيه ) ؟؟؟؟؟)
فكلمة اخني هي بالاصل معناها نحن بالعربي وليس كما تقول انت اخوني والتي تعني الاخ ويمكنك ان تفهم المعنى من الجملة وهو كان قد ترجمها لك بالعربي وسوف اكتبها لك انا ايضا حتى تفهم ( نحن الاشوريين كلنا اخوة في هذا الوطن ولسنا مجانين كما تدعي) وهذا اثبات اخر على انك بعثي عتيك من خلال التفافك على الموضوع
آشور بيث شليمون:
نعم، أعتذر حيث خلط كلامه ولكن رغم ذلك ما قاله ( لي ) غير مفهوم ( أخني الآشوريين خنواسي كو هذا الوطن ولسنا كيجانة !) ربما هي قريبة للغتك الكلدانية المحشوة بكلمات عربية وعافاك على ذلك فأنت أشطر مني لتفهمك لغته .

4) ونعتني بالناقصة بقولك ( إذا أتتك مذمتي من ناقص // فهي الشهادة بأنني كامل )
فقل لي كيف انت اشوري كامل وانت قابع  في امريكا لاكثر من اربعين عام وماذا كان نضالك غير كتاباتك الثرثرية والتي ليس لها معنى غير وضع التفرقة بين الاشوريين انفسهم حيث نرى اليوم بانك قد نسيت كل شئ ولم يبقى لك سوى الدفاع عن النظام السوري  من خلال شتمك لاخوانك الاشوريين و نعتهم بالمجانين و بالغباء و هم ينتظرون نضام الاسد لاكثر من اربعين عام ليغير شئ لهم نحو الاحسن

آشور بيث شليمون:
قلت ذلك تجاوزا، نعم ليس هناك كامل إلا الله. هذا وأين تحدثت عن النضال ؟ أما ما قلته كان الأفضل لشعبنا من الإنجراف مع الكرد الذين هدفهم الحاق الجزيرة السورية بالشمال الآشوري كي يكونوا كردستانهم الكبرى بمباركة هؤلاء – المنظمة الآثورية الديمقراطية -   الذين ينجرفون معهم بدون تفكير عن النتائج الوخيمة وكان الأجدر ان يتعظوا مما حصل على شعبنا في العراق من قتل وتشريد وإغتصاب أرضنا وتحويلها الى كردستان.

آشور بيث شليمون
________________

 

   
[/color]

170
الاخ كلدانايا المحترم

لقد قرأت مداخلتك حيث فيها كثير من المغالطات كالعادة والظاهرة هذه موجودة عند كل كتاب المتكلدنين الجدد ولست الوحيد في هذا المجال يا عزيزي.

وهنا سأكتفي بالتعليق على ما جاء به الأخ ابلحد أفرام ساوا المنتمي إلى عشيرة " تخوما " وهي العشيرة بالذات التي أنتمي إليها شخصيا – علما بانني سارد مستقبلا على مقالته  - وهي الفقرة الرابعة عشر ( 14 )  التي فيها يقول:
" ... لوتصفحنا التاريخ بعقلية علمية ومحايدة لوجدنا التسمية الكلدانية متواصلة الذكر دون إنقطاع ولو لقرن واحد بعد سقوط الدولة الكلدانية من عام 539 قبل الميلاد ولحد الآن . حيث ورد ذكر الكلدان في إنتفاضاتهم ضد الأخمينيين خلال الفترة من عام 522 ولغاية 480 ق . م كما ذكرهم القائد والمؤرخ اليوناني زينفون في عام 401 ق.م وهو في طريق عودته من بابل بعد تقهقر جيشه وبالذات في منطقة زاخو وعلى ضفة نهر الخابور عندما وجد جيشا يقطع عليه الطريق . " اتنهى الإقتباس

ومن خلال مقالته هذه يدعي الاخ أبلحد أفرام ساوا بأن الآشوريين يتحاشون ذكر هذه الوقائع وهي حول ذكر الكلدان مرارا، بينما ليس هناك ذكر لشعبنا الآشوري.
أولا، أقول مع احترامي للأخ ساوا كل ما تذكره ليس له أساس من الصحة بحيث إن استمرارية القومية الآشورية هي أكثر من أي شعب لا في بيث نهرين على حدة، بل في كل الهلال الخصيب.

فإذا كانت مشكلتك بعدم علمك بها أو تريد تجاهلها فهذا شيء آخر.
ومن ثم كآشوريين لم نغض الطرف عنها بل شخصيا عالجت الأمر بنفسي منذ أكثر من عشر سنوات.

كما يبدو أن الشخص الذي أثار هذا الموضوع أولا هو الأخ المهندس حبيب حنونا في مقال له كرد لكتاباتي المنشورة في مجلة " المنتدى " للاخ فؤاد منا من مدينة ديترويت الأميركية ( العدد 5 ( 45) لشهر  تموز 2000 كرد لي- بيان تاريخي ،العدد 4 (44 ) لشهر أيار 2000 ) حيث قال هذه الكلمات التي استشهدت بها .

وهنا ردي على الأخ المهندس حبيب حنونا والمنشور  في مجلة المنتدى ( رسالة وتعقيب ، المنتدى ، العدد السابع ( 47 ) لشهر تشرين 2 عام 2000 –الصفحة 39 :

" أما ما قلته عن الفرقة اليونانية وما دونه المؤرخ اليوناني زينوفون Xenophon  فهو كالآتي: عند الفجر، على كل حال رأوا من الجانب الآخر من النهر فرقة خيالة ويبدو انهم جاهزون لمنعهم من عبور النهر ( بهتان صو ) أحد روافد نهر الدجلة جنوب بحيرة وان وعلى مقربة من مدينة " سعرد " وكانت الفرقة هذه مؤلفة من الأرمن والماردينيين والكلدان المرتزقة في خدمة القائدين أورانتاس وارتوخاس .. "

وما على القارئ ان يقارن بما يروجه إخوتنا مع الأسف بتزوير وتحوير الحقائق كي تتمشى مع مخططهم في دفع الكلدان والكلدانية والتي وصفها الكاتب الإيطالي  على حد تعبيره بوصفها كشهب أني وهاك النص بحذافيره حيث لم يكن الحادث في منطقة زاخو ولا ما يحزنون والكلدان هنا عبارة عن جيش مرتزق أسوة بالأرمن وغيرهم:

The crises of Assyria is followed by the renascence of Babylonia under the Chaldaean dynasty, a brief meteoric episode. ( Sabatini Moscati , The Face Of The Ancient Orient , page 69)
وفي الختام، هذا الرد الأول والمقتضب في تعليقي على ما كتبه الأخ وابن عشيرتي أبلحد أفرام ساوا حيث من المؤكد سأعالج ما طرحه مفصلا في القريب العاجل وشكر سلفا.

آشور بيث شليمون
______________________ 
[/color]

171
مع احترامي، الذي يشوه اسمه يشوه كل شيء والأخ فريد وردة نموذجا!

الأخ فريد ورده كتب يقول:
سلام ومحبة للجميع

 طبعا ليس خافيا على أحد ما يدور في عقول المتأشورين من شماعات وحجج بالية يحاولون بها النيل من عزيمتنا وحبنا لهويتنا وديننا وقوميتنا وثقافتنا  والتي أصبحت مناهج في أدبيات وأفكار أحزابهم وتنظيماتهم .

ومن هذه الحجج

1  الكلدان مذهب وطائفة وسحرة والفاتيكان هو الذي أخترع أسم الكلدان .

آشور بيث شليمون:
يا عزيزي، لماذا تشوه كلامنا ، إذ نحن لم نقل ذلك، بل من طائفتكم الذين وصفوكم بها أولا وهاك المصادر:
1)   يرجى قراءة ما جاء في تعريف الكلدان في قاموس " دليل الراغبين في لغة الآراميين " من تأليف المطران يعقوب أوجين منا وفي  الصفحة  338 وهاك ما قيل بالحرف الواحد:
ܟܠܕܝܘܬܐ: أرض الكلدانيين ، لغة الكلدانيين، علم الأفلاك والنجوم، تنجيم – عرافة – سحر
2)   إن الكنيسة المشرقية والمعروفة نسطورية لم تعرف يوما ب " الكلدانية " وما عليك أن تقرأ ما كتبه المطران لويس ساكو حول الموضوع:
http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/090704.htm

الأخ فريد وردة يقول:



2  الكلدان في سبات قومي

آشور بيث شليمون:

هل بوسعك أن تدلني على منشورات قومية كلدانية قبل عام 1992 وما هي المنظمات الكلدانية ونشاطاتها القومية ؟ بدون ادنى شك لم يكن شيئا من هذا القبيل أما إذا كان في حوزتك فالباب مفتوح لك كي تبرهن لنا ذلك.

آشور بيث شليمون:

3 الكلدان لا يتكلمون لغتهم

آشور بيث شليمون:

معظم الكلدان أعراب اللسان وهذا ليس بجديد إذ أشاد به المغفور له المطران أدي شير في كتابه كلدو وآثور – مذ اكثر من مائة سنة خلت ، يرجى الإطلاع في نفس الكتاب وعلى الصفحة الرابعة ( ܕ ) من المقدمة .
ثم مقال الأخ ليون برخو حول تفشي الأمية هذا لا يعني التكلم باللغة، بل القدرة على القراءة والكتابة هذا ما هو غير موجود كما جاء به وإذا لك اعتراض ما عليك أن توجه الكلام  له وليس لنا.

الأخ فريد وردة :


4   الكلدان أنقرضوا وأستعربوا

آشور بيث شليمون:

إن أي شعب وللبرهان على وجوده يجب أن يكون ذلك في موطنه الأصلي وهنا موطن الكلدان الحقيقي هو حول الخليج – منطقة البصرة . 
وهل بوسعك أن تدلني على قرية كلدانية واحدة في الجنوب؟ طبعا لا تستطيع وهنا الكفاية لدحض مزاعمكم الباطلة اما ما يسمى الكلدان في الشمال فهم آشوريون اقحاح وهناك الكثير من يؤمنون بها أيمانهم بالله .

الأخ فريد وردة:
 

5  رجال الدين الكلدان يتدخلون في السياسة

آشور بيث شليمون:

عزيزي فريد، مجرد سؤال بسيط ما هو هدف المطران سرهد يوسب جمو في القضايا القومية وهو مطران الكنيسة وخدمته الرعوية وجب ان تكون محصورة في ذلك الإطار وليس في عقد مؤتمرات قومية كما حصل مؤخرا في سان دييغو!  او كتابة مقالات دفاعا عن الكلدان محاولا لدرجة انه يزور ويشوه التاريخ كما جاء في مقالي الأخير ردا عليه؟!

 
 

وأليك عزيزي القارئ  نموذج من هذا النوع من المغالطات لكاتبنا العزيز أشور بيت شليمون

لاحظ هذا ألاقتباس من مقاله[أصحاب شهادات عليا و--------------] وطريقة ألاستهزاء بمشاعر الكلدان.

آشور بيث شليمون: 
   
لماذا لم تثبت العنوان كما جئت به وهو دمج ما قاله " كلدانايا " مع وما قاله بالخصوص الأخ ليون برخو (  أصحاب شهادات عليا ولكن الامية تصل 99% )  ؟                                                 ، وبهذه الصورة انا استخدمت كلماتهما وإذا كان لك هذا " استهزاء " الأرجح توجيه كلامك لهما وليس لي يا اخي.

الأخ فريد وردة:

وكلمة أخيرة أقولها يتبجحون ويطبلون ب" الوطنية " بينما غيرهم ..... هم عملاء ووافدين ! من المؤسف لو يفكر هؤلاء ولو قليلا عن الوطنية " المفروضة " عليهم ان يقوم الطلاب ومن ضمنهم الكلدان ان ينشدوا ما يلي:

أنا جندي أبي //  وطني  عربي
ببلادي أتباهى // ليتني صرت فداها
بدمي أحمي حماها // من جميع النوائب    أنتهى ألاقتباس

آشور بيث شليمون:

وما هو إعتراضك  حول الموضوع؟ وقل لي أي وطنية أنتم تنشدون والتي تخالف وطنيتنا؟ والكل يعرف دور البعض منكم العروبي  ولا حاجة إلى برهان ما دمتم ساكتين صاغرين للحكومات العروبية في العراق !

الأخ فريد وردة:

وهنا عزيزي القارئ أقتباس أخر لكاتبنا العزيز أشور بيت شليمون من مقال سابق [ القومية ألاشورية بين مطرقة هنري و-----------]

آشور بيث شليمون:

نعم، ولكن لماذا لم تكمل عنوان مقالي بالكامل أم أنكم متعودون في تزوير وتحوير كل ما نقوله على الدوام والذي يعبر حقيقة عن وضع البعض منكم المخزي مع احترامي اما عنوان المقال هو كما يلي:
 " القومية الآشورية بين مطرقة هنري بدروس وتنين مايكل سيبي "

الأخ فريد وردة:



في أوائل السبعينيات عندما كنت في حلب في تأدية خدمة العلم ( كلية الضباط الإحتياط )   أنتهى ألاقتباس

لاحظ عزيزي القارئ كيف يتباهى مقاتلنا الصنديد ب أيه ب [خدمة العلم]  ؟؟؟؟؟؟

وبهذا القدر أكتفي وشكرا

آشور بيث شليمون:
وهذه هي مهنتكم على الدوام في تفسير الأشياء في غير محلها .  لقد ذكرت ذلك حول كيفية الإخوة في حلب من الطائفة الأرثوذكسية استطاعوا أن يأخذوا القضية ويحسموا الامر لصالح الحقيقة وليس مثلكم والذين تعادون القومية الاشورية على الدوام حتى الى درجة الخنوع والخضوع لأعدائنا مجرد النفاق لأجل الحصول على مآربكم الهدامة .
وفي الختام، الذي يشوه اسمه الشخصي كما حصل معك ومع الأخ " ابلحد افرام ساوا " والذي اكتشفت بأنه من عشيرة " تخوما " التي انتمي شصيا إليها حيث ستكون لي جولة مع هذا المتكلدن قريبا جدا حيث لأول مرة قرأت ما كتبه وجاء به الاخ " كلدايا " مشكورا .
وإن في كل الفطاحل والعباقرة من ذوي الإختصاصات العالية لم ينبهك ان كتابة اسمك " وردة " بالتاء المربوطة خطأ لغويا – حيث اسمك هو ܘܪܕܐ / وردا  على أساس أصل الكلمة هي " ورد/ ܘܪܕ ̰ " وبإضافة الألف في آخر الإسم عندنا هي للتعريف بينما " وردة " هي تسمية للمؤنث وليس للمذكر يا عزيزي !
أما الاخ ابن العشيرة، عشيرتي بعد قراءة مقاله مع احترامي السخيف السخيف جدا وكما قلت سيكون لي جولة معه فالمرء ما الذي يتوقعه من شخص يكتب اسمه بصورة خاطئة ( أبلحد ) بينما هو اسم في اللغة العربية وهو " عبد الأحد " أصلا وهنا اكتفي بهذا القدر في فتح العيون المظلمة والحاقدة ربما تردع  من أسلوبها العدواني وتسير في الطريق القويم  وشكرا.

آشور بيث شليمون
______________
[/color]

172
الأخت سورايتا كتبت بأنني عميل والخ ، ولكن مجرد اتهامات باطلة وهي عادة تستخدم نفس الطريقة التي استخدمها بعض، نعم بعض ممن يسمون أنفسهم قوميين وبالحقيقة هم بأنفسهم عملاء للكرد !
على كل انا لست بحاجة الى الدفاع عن نفسي حيث تاريخي القومي منذ أن وطأت قدماي في الولايات المتحدة أي حوالي اكثر من أربعين عاما كنت من القوميين الناشطين وشغلت مرتين محرر للغة الآشورية والعربية لمجلة ܟܘܟܒܐ ܐܬܘܪܝܐ الناطقة بلسان الإتحاد الآشوري الأميركي ومرة واحدة لصحيفة ܢܛܘܪܐ ܐܬܘܪܝܐ والناطقة بلسان الإتحاد العالمي الآشوري .

إن الأخت سورايتا مع احترامي لها لم تفهم ما كنت أقصده ولكن بوسع الإخوة القراء مطالعة موقع " سما القامشلي " ليقفوا على كثب ويحكموا كما يريدون ولا كما تشوه ما أكتبه الأخت سورايتا .

بصورة مختصرة أقول، بوسع أي إنسان أن يتهم الآخرين بما يريد، ولكن ذلك ليس كافيا لانه بوسع الطرف المتهم أيضا بإلقاء الإتهامات نفسها .
ولكن الأخت سورايتا تلقي الإتهامات علي وما عليها الآن ان تقدم البراهين الحقيقية وليس مجرد ترصيف الكلمات ومن ثم تشويه ما كتبته في موقع " سما القامشلي " على حقيقته وهنا بإقتضاب  سأقول:
أولا، إن الشخص الذي رد علي كآشوري ليس بآشوري بل مسلم من المحلمية والذين أصولهم مسيحية ولكن دخلوا الدين الإسلامي كما دخل معظم سكان العراق، وهنا ردي عليه الذي الى هذه اللحظة لم ينبس ببنت شفة لما علقت عليه،

"الأخ فضاء القامشلي:

في البداية شكرا لتوضيحك ولكن رغم ذلك وبإختصار أقول، كل ما قلته ليس بصحيح، نعم أنت لست بكردي ولكن أيضا لست بآشوري !، حيث الكلمات التي استخدمتها تدل على عدم آشوريتك- وهنا مثال بسيط، تقول أخني ( أي أخي ) ولكن هذه الكلمة في لغتنا تكتب ( أخوني ) أي هناك حرف الواو التي حذفتها . أما أخني ( نحن بالعربية ) وكذلك بالعامية العربية أحنا حيث في اللغة الآشورية كل حرف ( الحاء ) تنقلب ( خاء ) و ليس لها علاقة بالأخ .
ثم أنت لا تعرف اللغة الآشورية وليس بإمكانك الكتابة بها أيضا، ومن ثم إن الآشورية هي نفسها الآثورية كما تقول اليوم – عراقي أم عراكي(جيم المصرية ) أليست العراقي أو العراكي نفس الشيء وكذلك الأمر(آتوري، آثوري، آشوري وآسوري ) كل هذه تعني نفس الشيء .
وملاحظة أخيرة، يمكنك أن تضحك على الأكراد ولكن لا تستطيع أن تضحك على آشوري رغم آشوريتك التي نبذتها وشخصيا أعرف من أنت وأكتفي بالقول أنت ( م )!

دم لأخيك/ آشور بيث شليمون
_______________________

ثم الأخت سورايتا تجاهلت القارئ الزائر الذي كتب ما يلي وحول نفس الموضوع وهاك البرهان:

أشكر أخي آشور بيث شليمون
اليوم أعرفك على حقيقتك فأنت آشوري بحق وما سطره قلمك هو الصواب
أجل هناك مخطط يراد به أن ينفذ في سورية كما في العراق
أجل كانت التظاهرات في البداية حق ولكن بعد صدور المراسيم لاأجد لها من مبرر غير
الأهداف المخفية وهي بناء كيان كردي في سوريا على أرض سورية وأصحابها عليها
صحيح نحن مع التعايش السلمي لكل أطياف الشعب بأخوة كاملة لكن أن يسعى الكرد
لبناء كيان لهم على غرار العراق هذا خط أحمر وستكون الدماء جارية في الطرقات
وأقول لهم أنسزا هذا المخطط لأنه مستحبل والسبب هو التنوع في سوريا على كامل أرضها
ربما ساعد تواجدكم الكبير في شمال العراق على تكوين كيان على أرض آشورية
وأصحابها أصبحو أجراء فيها بينما كانوا هم أصحابها عبر التاريخ
أما السيد فضاء القامشلي هذا أسلوب قديم أن تكلم كأنك آشوري أو تنتحل صفته
وأقول للمهندس أحمد أرى كلامك قد تغير عما كان في البداية وهذا دليل قولي وقول
الأخ آشور بأن الهدف ليس الأصلاح بل تكوين كيان والسعي له
أقول لك ألم يكن هناك كلمة حرية بالسريانية لماذا لم يهتف بها في سوريا والقامشلي
كما هتف بها في درعا وغيرها أقول لك هناك توجه كبير ودعم من الأعداء وخاصة القنواة
أقول كلمة واحدة نحن خلف القائد البطل الدكتور بشار الأسد ومع سياسة الأصلاح التي يقودها
وهذه هي سوريا لكل من يحب العيش بها بسلام ووحدة أرضها أقدس مما في الوجود
تحيا سوريا بشعبها وقائدها .... أبن سوريا

والخلاصة، انا لن أنهج مع احترامي لك أيها الأخت بمثل هذا الأسلوب الرخيص كما انني لا يهمني ما تقولينه كما يقال :

إذا أتتك مذمتي من ناقص // فهي الشهادة بأنني كامل

وما على القراء ان يقرؤوا ويحكموا بأنفسهم في الموضوع حيث الرابط أدناه من سما القامشلي نفسه :




http://www.samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?f=2&t=11500

آشور بيث شليمون
________________


آشور بيث شليمون
__________________
[/color]

173
أصحاب شهادات عليا ولكن الأمية تصل 99% من الرعية!


كتب احد المتكلدنين/ كلدانايا الجدد عن التقدم العلمي الذي احرزه إكليروسهم حيث قال:

" نحن الكلدان الحقيقة نفتخر  بابائنا الكنسيين . لان تاريخهم له باع طويل في ازدهار العلوم بين شعبنا الكلداني.
ليس خافيا على احد ان لهم الفضل في الحفاض على تاريخ بلاد الرافدين . ولا يستطيع كائنا من كان ان ينكر
عليهم هذا الفضل . اليوم كلية بابل الكلدانية يتنور بعلومها عشرات الكهنة . ومن كل الطوائف . واليوم لا ترى كنيسة
تخلو من خريجي كلية بابل. هؤلاء هم الاكليروس الذي يتحدث عنه استاذنا بيث شليمون. واساءله هنا هل تعلم
يا عزيزنا الاستاذ بيث شليمون ان كنيستكم ازدهرت اكثر بوجود كهنة خريجي كلية بابل. هؤلاء
الشباب المفعمون بالإيمان والعلم ."
آشور بيث شليمون:
نعم يا عزيزي،  لقد صدق بذلك عما أحرزه هؤلاء باللغات الاجنبية بينما رموا جانبا تراثنا ولغتنا وهذا الأخ ليون برخو وهو أيضا من الطائفة الكلدانية بدوره وهذا ما قاله حول الموضوع الذي لا يخالف ما تدعيه بل يبعث الألم والأسف في مقال تحت عنوان:
 إلى أبناء وبنات شعبنا: الأمة التي تخسر لغتها تخسر ذاكرتها وتاريخها وثقافتها وهويتها
كتب ما يلي: لو أخذنا اللغة الأم، السريانية، (سمها ما شئت هذا لا يغير في الأمر شيئا)، أي اللغة القومية، التي هي ذاكرة القوم وهويتهم وتاريخهم وثقافتهم وكيانهم، فإن نسبة الأمية قد تصل إلى 99% بين صفوف شعبنا او أكثر. بمعنى أخر أننا ربما أكثر شعوب العالم بعّدا عن لغتنا القومية وإن أردنا محو أميتنا فإننا نتجه صوب لغات غريبة عن ذاكرتنا وتراثنا وثقافتنا وتاريخنا وهويتنا. إنتهى الإقتباس.

إن المصيبة والمعضلة في البعض وأقول البعض من إخوتنا المتكلدنين أنهم يكتبون ما يحلو لهم وينسبونه الى التاريخ، في وقت لا تجد مصدر آخر يؤكد ما يقولونه وهم مرتاحون ما داموا قد شفوا غليلهم الحاقد على الأمة الآشورية وكأنه ليس هناك " عدو " لهم في هذا العالم إلا القومية الآشورية والطامة الكبرى وهم سكان بلاد آشور أبا عن جد بآلاف السنين . ولا يدركون شيئا عن البلاد الكلدانية ( حول البصرة ) التي شعبها انصهر وذاب في المجتمع العربي الإسلامي أكثر من 1000 سنة خلت.
بينما عندهم  الشعب الآشوري في الشمال يعتبرونه كلداني الذي يعيش في موطنه الأصلي اكثر من 6000 سنة وقبل ان تطأ ما يسمى الكلدان أرض العراق.  – رغم أنه لا يمثل العراق الحالي بيث نهرين/ ميزوبوتاميا القديم حيث هناك أجزاء ما زالت ملحقة طبقا للمعاهدات الدولية منذ مطلع القرن الماضي بما  يسمى الجمهورية التركية .
نظرا للوهم الذي أصابهم في السنين المنصرمة فهم لا يكتفون أن نكون " كلدانا "، بل كما أنه نعتبر من " الوافدين " أيضا .
دون أدنى شك هناك كثيرا من الأوهام الأخرى التي يتداولها لا كتابهم الدراويش على حدة، بل حتى  بعض المثقفين منهم وخصوصا  مدرسي وخريجي الجامعة العربية الوهابية في شمال أمريكا .

وهنا تعالوا معي لنضع على المحك النقطتان الأوليتان ، رغم انه لمن السخافة أن تؤخذ حتى بعين الإعتبار لكونهن أوهام وأضغاث أحلام  ولسبب بسيط وهو من الحقائق الملموسة والمرئية بأنك لو تزور المتاحف العالمية في المدن التي تحوي آثار بلاد الرافدين وعلى سبيل المثال، شيكاغو، نيويورك، لندن، باريس وبرلين ستجد في كل هذه المتاحف أن الآثار الآشورية في الصدارة والى درجة أن المتحف الشرقي لجامعة شيكاغو أوجد جناحا خاصا لشعبنا الآشوري ودوره الريادي لا في بلاد الرافدين على حدة، بل في كل المنطقة.
وللأسف ان البعض حتى من هؤلاء وهم أبناء المنطقة الآشورية بالذات أي بلاد آشور ينكرون أصولهم الآشورية كي يتقمصوا " الكلدانية " التي ترجع أصولها حول البصرة التي ولا يعرفون شيئا عنها إطلاقا.

والمؤسف، أنه وصل بهم الحقد على أصولهم الآشورية لا بنكرانها، بل حتى في قبول إثنية كردية وعربية بكل صدر رحب، ألم يكن هؤلاء من أصدروا مجلات لخدمة الأمة العربية في اوائل القرن الماضي في العراق  ومعروفون جيدا من كان وراءها ! هم  ومن على أشكالهم اليوم ينفثون سموم الحقد والكراهية عدا عن تشويه مقصود لتاريخنا الآشوري الحقيقي.

والنقطة الثانية، هي كوننا عندهم من " الوافدين " ولكن مجرد سؤال بسيط وهو هل يستطيعوا أن يشيروا ويوضحوا لنا من اين وفدنا، في وقت حملة " سيفو " التركية طالت على جميع ابناء شعبنا بدون تمييز ومن ثم المنطقة كما قلنا أصلا تابعة تاريخيا وجغرافيا لبلاد آشور التاريخية وهي لا تبعد عن نينوى أقل بكثير من ثلث المسافة التي تفصل " البصرة " منطقة الكلدان القدامى التاريخية حيث حتى لو إعتبرنا هؤلاء المتكلدنين كلدانا بالفعل فهم الأولى ان يكونوا  " الوافدين " ولا نحن!

وكلمة أخيرة أقولها يتبجحون ويطبلون ب" الوطنية " بينما غيرهم ..... هم عملاء ووافدين ! من المؤسف لو يفكر هؤلاء ولو قليلا عن الوطنية " المفروضة " عليهم ان يقوم الطلاب ومن ضمنهم الكلدان ان ينشدوا ما يلي:

أنا جندي أبي //  وطني  عربي
ببلادي أتباهى // ليتني صرت فداها
بدمي أحمي حماها // من جميع النوائب

على كل أقول بصراحة لتكون مبروكة لكم ومن امثالكم هذه الوطنية العروبية والتي قبلها البعض منكم بينما ترفضون اصولكم بما الصقه  " بابا " روما بكم من قومية مزيفة التي لم يبق منها أحد في الجنوب الكلداني التاريخي غير شعب عروبي ومسلم حتى النخاع ولا وجود حتى قرية كلدانية ببيتين يا للعار والشنار!!!

آشور بيث شليمون
_____________________

174
آثار  آ شورية في جنوب تركيا

يرجى التصنت على ما يلي عن الإكتشافات الحديثة عن دور الآشوري في المنطقة وخصوصا في الهلال الخصيب الى ما يلي:

http://www.youtube.com/watch?v=tkbaDJvb2wE&feature=share


آشور بيث شليمون
__________________

175
الكلدان قوم وفدوا العراق حوالي ألف سنة قبل الميلاد

قبل الإكتشافات الحديثة نتيجة الحفريات والتنقيبات التي حصلت في العراق ومنطقة الشرق الاوسط خلال أكثر من مائة عام برهنت على ما يلي استنادا إلى الباحث أليكساندر هيدل/Alexander Heidel :

" إن التحريات التي حصلت في المائة سنة المنصرمة أو أكثر  في كل من  مصر، فلسطين، بابل وآشور ومناطق اخرى من  الشرق القديم والتي فتحت آفاقا جديدة للتاريخ  التي لم يحلموا بها  من قبل. "
وعلى هذا الأساس كل ما كتب قبل هذه الإكتشافات كان معتمدا على المؤرخين اليونان من جهة او على الكتاب المقدس بعهده القديم .
والكتاب المقدس والذي يبني مما يؤرخه أنبياء صهيون على قصة الأنساب  والتي تحمل بين طياتها كثير من الترهات والأخطاء التي تبقى مكشوفة بدون اي جهد.

إن دعاة قدم الكلدانية تتحطم آمالهم القدمية عندما يقرؤون  تاريخ الأنساب حيث لا تستطيع الجزم عن أصل الكلدان حيث أن أبناء سام لم يكن فيهم " كلدو ولا  كسدوا " على الإطلاق وهاك ما جاء في الأصحاح العاشر والعدد 22:
" بنو سام عيلام، وآشور وأرفكشاد ولود وأرام " وهنا تجد القائمة تخلو عن ذكر شعب سامي آخر وهو الشعب الكنعاني، بينما حشكت شعوب غير سامية مثل العيلاميين والليديين في القائمة السامية.

ومن المعروف واستنادا الى التاريخ أن الشعب الكلداني كان آخر موجة دخلت بلاد الرافدين في وقت الشعوب البابلية والآشورية كانت قد سبقت الشعب الكلداني بآلاف السنين.
هذا عدا عن التشويش في قصة الشعب العبراني الذي تارة خرج من بلاد الكلدان وتارة أخرى أعتبر من عداد الشعب الآرامي المتجول/ البدوي.

ومن المعروف،  حينما دخل الكلدان أرض الرافدين كان الشعب العبراني موجودا في مصر وفلسطين وبذلك تنقض  نظرية الكتاب المقدس من أساسها.

وحتى الكتب التاريخية القديمة وعلى سبيل المثال كتاب جورج سميث ( 1892 ) في The Chaldaean Account of Genesis  by George  Smith :
Ur (cir. B.C. 2000 to 1850) coincides with the date generally gives for the life of Abraham, who is stated ( Genesis xi. 31 )to have come out of UR of the Chaldees, by which the title have I have no doubt the Babylonian city of UR is meant. There is not a slightest evidence of a northern UR and a northern land of the Chaldees at this period.
وما يذكره جورج سميث هو ان مدينة " اور " عني بها المدينة البابلية ولا الكلدانية بحيث ليس هناك أي برهان على وجود مدينة أور الكلدانية في هذا التاريخ أي ما بين 2000- 1850 قبل الميلاد.
هذا ما بيرهن أن الشعب الكلداني كان من آخر الشعوب التي حط الرحال بها في بلاد الرافدين.
ومن المؤسف أن بعضا من إخوتنا لا يزالون يتخذون من معلومات قديمة جدا والتي كتبت في القرن الثامن عشر وقبل الإكتشافات الحديثة التي جاءت على لسان الباحث أليكساندر هيدل كما ذكرنا في المقدمة.
وحري بنا أن نذكر من هؤلاء الأخ الدكتور دنحا طوبيا كوركيس حيث استشهد بما يلي والذي يعود الى عام 1884 :
Perrot, Georges & Charles Chipiez (1884).  A History of Art in Chald&aelig;a & Assyria, Vol. 1. Translated from French and edited by Walter Armstrong and released electronically by The Project Gutenberg EBook on February 14, 2009. London: Chapman & Hall, ltd. and New York: A. C. Armstrong & Son.

والخلاصة، ثقوا تماما بأننا سنتفق معكم بأن الكلدان هم أصل الحضارة والتقدم ولكن هذا إن حصل كان في الجنوب وليس في الشمال، رجاء ورجاء انزلوا من ظهرنا ويبقى الشمال آشوريا الى الأبد شعبا وتاريخا وجغرافية .
كما نصلي أن ترفعوا الراية الكلدانية في مدينة  " اور " حيث ستكون فرحتنا الكبرى .

آشور بيث شليمون
____________________

176

الأخت سورايتا:

طبعا، أنت حرة في كل شئ تكتبينه، ولكن مع إحترامي للأخ آشور كيوركيس،حيث هو بدوره له الحرية في آرائه كما نحن لنا نفس الحرية . على كل لا أنا ولا الأخ " آشور كيوركيس " نعتبرا ناطقين باسم الأمة الآشورية، نعم كلانا " ناشطين " ولكن لنكون صريحين مع أنفسنا بنفس الوقت نحن لسنا الناطقين باسمها وما آراءنا إلا خاصة بنا.

ثم أختي المحترمة، إن الأمة الآشورية ليست " نسطورية " بالكامل، بل هناك من جميع الطوائف المسيحية الذين ينتمون إليها وهي كمثابة المظلة لشعبنا المشتت، لذلك رجاء ما حصل وقد يحصل في الكنيسة ليس له أي أثر على قوميتنا الآشورية اطلاقا كون الأمة الآشورية تجمع الارثوذكسي، النسطوري، الكلداني والبروتستانتي.
وكلمة ختامية ما حصل في كنيستنا ( المشرقية ) من انقسامات وتشرذمات يحصل في كل الكنائس ولكن رغم ذلك تبقى لسان حال الكنيسة المشرقية، والطائفة الكلدانية مع احترامي ليس لها أي حق بهذه الكنيسة ما دامت منفصلة وتابعة للكنيسة الكاثوليكية الرومانية وبذلك أصبحت كنيسة " مغربية " ولا يمكنها حتى  الإدعاء المشرقي من الآن وصاعدا  وشكرا .


آشور بيث شليمون
_______________________
[/color]

177
ܕܫܢܐ ܠܡܠܦܢܐ ܕܝܠܝ ܐܒܪܗܡ ܚܩܘܪܕܝ

ܡܢ ܓܒܪܐܝܠ ܐܣܥܕ
 
أيها الاخوة القراء :
 
العبارة أعلاه كتبها المرحوم كبريال اسعد الفنان والموسيقار العظيم من القامشلي على كتاب له للأغاني الذي ألفه  عام 1953 واهداه الى القومي الآشوري أبراهيم حقوردي، والسيد المرحوم حقوردي هو صاحب الصحيفة"  ܠܫܢܐ ܕܐܘܡܬܐ  أو JOURNAL ASSYRIEN باللغة الفرنسية الصحيفة الآشورية .
علما ان المرحوم كبرئيل أسعد يكون عم الدكتور أسعد صوما أسعد الذي يريد للأسف بجعلنا آراميين والاراميين لم يكونوا شيئا يحسب لا في الماضي ولا في الحاضر.
ثم المرحوم عم الدكتور أسعد الفنان كبرئيل أسعد له ابنان بأسماء " آشورية " صرفة احدهما " سركون " والآخر " أشور بانيبال / سردانافول وهما اليوم في بلاد السويد.
تنويه: إن الكتاب المنوه عنه اهدي من قبل ابراهيم حقوردي الى الآشوري سنحريب بالي وقد حصلت عليه من المرحوم سنحريب نفسه اثر الزيارة التي قمت بها وبناء لطلبه أي المرحوم سنحريب بالي منذ أكثر من 39 سنة .
 
آشور بيث شليمون

178
أخ المشرف العام لموقع " عنكاوا " أمير المالح المحترم

أنه لمن المؤسف جدا رغم إيجاد قسم خاص وتحت عنوان " المقالات الخاصة بالتسمية " التي فيها نكون قادرين على الدفاع عن الحقيقة التي يشوهها القراء وخاصة من قبل الإخوة " الكلدان " إذ في كثير من الأحيان تحذف مداخلاتنا والتي هي في صلب الموضوع، بينما مداخلات الإخوة الكلدان وإن هي خارج الموضوع حيث تحفظ او تنقل إلى مكان آخر.
ورغم أني لست مهووسا بالمواضيع الدينية والمذهبية، ولكن نظرا للبعض والذين هم من الكنيسة الكاثوليكية حيث يحشكون  هذه المواضيع والتي ليس لها علاقة بالتسمية كي يعكروا صفونا ويجروا القارئ الى مواضيع تافهة .

أخي العزيز:
كآشوريين، ليس هدفنا إلا توضيح الحقائق العلمية والتاريخية كما هي وليس كما يريدها " الإكليروس الكلداني " وهنا نوضح موقفنا على الشكل التالي:

-   نحن لا نطمس أية قومية في بيث نهرين، ولكن علينا ان نعلم أن القوميات الرئيسية هي السومرية في الجنوب والبابلية الآشورية في الوسط والشمال.
-   وهناك شعوب عديدة الى جانب ما ذكرناه وعلى سبيل المثال الكاشيون، الآراميون والكلدان وكلهم في الجنوب وفي الغالب أدوارهم ثانوية.
-   نحن لم ولن ننكر وجود الكلدان أو الآراميين في الجنوب، ولكن اليوم لم يبق منهم حيث انصهروا في العروبة والإسلام .
-   إن ما يسمى " الكلدان " اليوم ليسوا إلا آشوريين كما هو الحال لسكان تكريت، سامراء، الموصل الحديثة ممن ينطقون العربية وهم مسلمون ولكن أصلا جميعهم عندنا آشوريون  ونكرانهم لآشوريتهم هي كما " الكلدان " ينكرون آشوريتهم.
-   نحن نقدم الحقائق التاريخية ولا نفرضها على أحد. إذا ما يسمى الكلدان اليوم لا يقبلون التسمية " الآشورية " هم أحرار ولا عجب في ذلك فإذا كان السيد " حبيب تومي " الذي ينكر آشوريته وحتى " كلدانيته " الجديدة ليكون اليوم كردستاني – من هنا إعلم –  مشاريعهم الإنهزامية التخريبية!

والخلاصة، إذا تريدون منا المساهمة في هذا القسم " المقالات الخاصة بالتسمية "يرجى منكم الحفاظ على المواضيع التي هي في التسمية ولا  يتحول القسم الى مهاجمتنا من قبل البعض  - يرجى قراءة تهديدات السيد أسكندر مرقس الطفيلية كمثال - او مكانا لأشعارهم باللغة العربية في تقريظ " الكلدان " كما هو الحال الآن . بالمناسبة، قصدا كتبت بعض الكلمات في تقريظ " آشور " كتجربة حيث لم تبق إلا ساعات معدودة حيث حذفت بالكامل، بينما كما قلت ما يكتبه – الكلدان – ينقل بأمانة الى مكان آخر .

مع شكري وتقديري لأخذ الموضوع بجدية والحيلولة الى الحفاظ على هذا القسم كما هو أي الموضيع حول التسمية ولا شئ آخر !

المحب /  آشور بيث شليمون
_______________________ 

179
بقلم: آشور بيث شليمون
لا يصح إلا الصحيح !

 

من المعروف أن المجادلات المذهبية العقيمة بين شعبنا الواحد كان لها الأثر الكبير في انقساماتنا وتشرذمنا، أولا عندما حصل هذا الانقسام بين شطري أمتنا الآشورية وكان نتيجته  كل من اليعاقبة والنساطرة اللذين مع الأسف كانوا منغمسين في جدال بيزنطي فيما بينهما إلى درجة العداء السافر بلعن أحدمهما الآخر.
 

في منتصف السبعينيات أخبرني أخ من الكنيسة اليعقوبية في حلب، أن كنيسته كانت على الدوام تلعن وتسخط على ما نسطورس في الخدمة الكنسية ، في وقت نسطورس هذا كان بطريرك القسطنطينية الذي عزله  مجمع نيقية بسبب أفكاره على حد زعمهم الهرطوقية.
 

ولكن كما أخبرني هذا الأخ اليعقوبي المؤمن بقوميته الآشورية بأنهم ألفوا وفدا وقابلوا مطران السريان في مدينة حلب وقدموا شكواهم واستنكارهم على هذا العمل المشين ، هنا نشكر الكنيسة الأرثوذكسية بالأيعاز الى رجال الدين بعدم تكرارها*.
 

كما هو معروف أن قداسة المغفور له البطريرك مار بيداويد الذي مد يده الى أخيه مار دنخا الرابع لرأب الصدع بين شقي كنيستنا النسطورية والكاثوليكية/المنفصلة من كنيسة الأم ، وبنفس الوقت كانت هناك جهود أخرى  لتقريب وجهات النظر ما بين كل كنائسنا لا مع الكاثوليك/ الكلدان فحسب، بل مع الكنائس الأخرى الشقيقة الأرثوذكسية، ولكن هذه الجهود للأسف تم الاجهاز عليها من قبل الاخوة من الطائفة الكلدانية بعد وفاة البطريرك مار بيداويد ومن قبل اقباط مصر كما صرح لي قداسة البطريرك مار دنخا الرابع بنفسه.
 

والشيء المؤسف، وخاصة بعد ما يسمى  بتحرير العراق كانت هناك صحوة قومية أو بالأحرى الحمى القومية الكلدانية او السريانية التي على الأغلب يغذيها الحقد الطائفي وفي معظم الأوقات أبطالها ومروجيها كانوا مطارنة وقساوسة وحتى شمامسة.
 

إن هذه الظاهرة كانت في أوجها عند ما يسمى بالكلدان حيث بلغت من العداء المستحكم ضد القومية الآشورية وكأن الشعب الآشوري هو المسؤول في كل شيء ، وبالحقيقة المسؤولية الكبرى تقع على أكتافهم رغم أنه المغفور له المطران أدي شير أنذرهم من مغبة التعريب قبل مائة عام ولكن لم يأخذوا بنصيحته بل كل شيء عندهم غدا اليوم عربيا، وهؤلاء أنفسهم ضربوا ظهر المجن على كل ذلك واليوم يدافعون على الكلدانية الوهمية في الشمال الآشوري، وغدا أسراهم على حد زعم البعض المالكين الحقيقيين لأرض آشور، بينما الشعب الآشوري لا وجود لهم وعلى لسان البعض مع الأسف قضي عليه قضاء مبرما !
 

إذا كان هناك من في رأسه ولوقليلا من المخ مع احترامي الكبيرمن إخوتنا الكلدان أن يسأل مجرد سؤال بسيط وهو :
 

إذا كانت امبراطوريتكم العظيمة محت الشعب الآشوري من الوجود، أين الكلدان الآشاوسة اليوم في بابل والجنوب؟! لماذا ليس لكم في الجنوب حتى قرية كلدانية واحدة ؟!
 

من المؤسف، عندما نواجههم بالحقائق يغضبون وكأن في تقاعسهم وانجرافهم في العروبة نحن المسؤولون، وحتى البعض يحسبنا من " الوافدين " فإذا كان بعضا من شعبنا على إثر تقسيم الأمبراطورية العثمانية/ الرجل المريض وصدف كثير من طوائفنا ضمن ما يسمى تركيا بعد ترسيم الحدود الدولية ما بين تركيا وما يسمى العراق اليوم، أصبحنا غرباء، هل يعتبرون الأرثوذكس والكلدان النازحين أيضا ب" الوافدين "؟ طبعا لا !ثم لماذا لم يعتبروا العرب ب" الوافدين " !
 

والأنكى من ذلك لم يفتحوا كنائسهم لشعبنا الوافد من تركيا كما جاء في تقرير أخ يعقوبي من عائلة " دنو" الكريمة ، بينما السريان الأرثوذكس فتحوا أبوابهم على مصراعيها لنا . صدق المرحوم الصحافي المرحوم فريد الياس نزها عندما  قال ، الحقيقة هذه الكنائس هي ملك للكنيسة المشرقية ولا للانفصاليين الكاثوليك إغتصبوها عنوة.
 

كما العداء لا يزال يثيره مطارنتهم وقساوستهم الى هذه الساعة لا لشيء بل كما وصفه أحد الاخوة الكاثوليك/ كلدانيا بنفسه  بأنه حقد وكراهية وحسد لا غير.
 

وختاما أطلب من الطبيبين وهم كثيرون في الكنيسة الكلدانية ان يأخذوا نفس الخطوات التي قام بها اخوتنا في الدم بمدينة حلب السورية  بوضع رجال الدين في مكانهم الوحيد وهو خدمة الكنيسة المسيحية التي تدعو المحبة لا بين الأمة الواحدةفحسب، بل بين شعوب العالم قاطبة.
 

وختاما، رغم أن الأخ " غسان حنا شذايا " له تقلباته المختلفة ( طلعاته ) الطريفة كي يكون آشوريا أولا ومن ثم كلدانيا والآن يرجح التسمية المركبة بخطوط مائلة تفصل بين الأسماء، حيث طلب من البطريرك " مار دلي " مؤخرا بالاستقالة ، أعتقد لا ذلك فحسب، على كل القساوسة المنغمسين في أطروحاتهم التقسيمية والخارجة من اختصاصاتهم أن يوضعوا جانبا لأنهم لم يخدموا الكنيسة بتعريبها بكل فخر فحسب، بل لتشجيعهم الإنشقاق في امتنا الواحدة بتشويهم وتزويرهم لتاريخنا الآشوري الناصع وهل هناك من يسمع ؟!
 

تنويه: للمزيد على ما أقول ما عليكم إلا زيارة مواقع " كلدايا نت والنتظيم الآرامي الديمقراطي " حيث يجتمع هؤلاء رغم ليس ما يخدم وحدتهم( أي بين الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية ) ولكن يجمعون معا لمهاجمة الأمة الآشورية التي هي عدوهم اللدود بدون منازع ، نطلب من الله عزوجل أن يفتح عيونهم وهم يدعون مع احترامي بالمسيحية التي ترتكز على " المحبة " والمحبة هذه غير موجودة في قلوبهم للأسف.
 

آشور بيث شليمون
_____________________
 

* إنني أقول هذه الشهادة حيث كنت برفقة الفنان حنا الحائك الموجود في بلاد السويد بينما كنا سوية نخدم خدمة العلم في " كلية الضباط الاحتياط " بمدينة حلب السورية (1965)
[/color]

180

لطفا ، يا لمنتحلي " الكلدانية والسريانية / الآرامية " في بلاد آشور كفاكما تزوير الحقائق التاريخية !
آشور بيث شليمون
إن خاصية مهمة في الكاتب أو المؤرخ أن يكون نزيها وغير متعصبا فيما يكتبه وأفضل تعريف في مثل هذه الحالة جاءت على لسان كاتب وخطيب آشوري من القرن الثاني الميلادي ألا وهو ( لوقيانوس السميساطي / Lucian of Samosata ) الذي قال في كيفية كتابة التاريخ :

" إن المؤرخ المثالي يجب أن لا يكون متخوفا أو فاسدا ، بل حرا ، صريحا وصديق الحقيقة كي يسمي الأشياء بمسمياتها ، كما يجب أن لا يكون تحت تأثير الأشياء المفضلة أو المرفوضة أو أي نوع من الاعتبارات العاطفية، بل حاكما عادلا وبدون أي إنحياز لأي طرف أكثر مما يستحقه . إن الانسان كما كتاباته توحي لنا ، لا ينسب إلى أي وطن وبدون ولاء لأي سيد ، إنما دائما سيد نفسه ليقرر الوضع الذي ليس هدفه أن يسر القارئ المفضل بل لإظهار الحقيقة كما هي . " 1

وحري بنا الإسهاب في موضوع النزاهة نظرا لأهميته ، وجميل أن نستشهد بما قالة الأخ أياد الزاملي ببضع كلمات التي تعني الكثير على الصفحة الرئيسية من موقعه هذا : " الكتابات المنشورة .. – الرقيب ضمير الكاتب " والشئ الذي نأسف قوله أن هناك جمهرة من إخوتنا أبناء الطائفتين الكلدانية والسريانية / الآرامية الذين إستفاقوا مؤخرا من سباتهم العميق Out of hibernation وهم مصابون بالعدوة القومية ليجدوا أنفسهم الورثة الشرعيون للكلدان والسريان / الآراميون . والطامة الكبرى أنهم سكان بلاد آشور ولا سكان أرض الكلدان في أقصى الجنوب على الخليج السومري أو سكان بلاد آرام في بادية الشام / سوريا الداخلية .
وكثيرا ما نقرأ لهؤلاء في أدبياتهم إذ يخلطون الحابل بالنابل الى درجة أن القارئ يكاد يتقيأ منها ليس للتشويه المتعمد الذي تتصف به كتاباتهم في أكثر الأحيان فحسب ، بل بسبب الحقد الذي يضمرونه ضد الأمة الآشورية وفي عقر دارنا ! وزد على ذلك تراهم يقدحون حماسا لحبهم وتفانيهم للقومية المزعومة – الكلدانية أوالسريانية - التي لم يكتشفوها الا مؤخرا ، وتراهم غالبا يتشدقون ويتفاخرون بلغتهم الأرامية التي تكلم بها السيد المسيح وهم في الغالب يجهلونها تماما حيث لغتهم اليومية والكنسية هي العربية !
في كتاب أصدرته حكومة الولايات المتحدة الأميركية ممثلة بوزارة الدفاع تحت عنوان " سوريا ، دراسة البلاد 2 " وفي هذا الكتاب الذي يتحدث عن الشرائح المسيحية في سوريا ومنها الكنائس الأرثوذكسية / روم أرثوذكس ، روم كاثوليك الى جانب البروتستانت والسريان الأرثوذكس / يعاقبة ، كنيسة المشرق الآشورية / نساطرة ، الأرمن / أرثوذكس وكاثوليك ، الموارنة والكلدان . ما عدا الأرمن والاشوريون ، كل هذه المذاهب المسيحية تشترك مع المسلمين بافتخار بالتقاليد العربية الاسلامية ودور سوريا الخاص في هكذا تقاليد .
إن أبناء الطائفتين الكلدانية والسريانية – في بلاد آشور - هم إخوتنا في الدم و اللحم ، وبإثارة هذا الموضوع الحساس ليس غرضنا إلا توضيح الأمور فقط من جهة ، ومن جهة أخرى دون أدنى شك أن هناك جماعات غفيرة من هاتين الطائفتين الذين يؤمنون بالقومية الآشورية ، بل وفي كثير من الأحيان يعتبرون روادها . وكل ما نثيره هنا ليس إلا بعضا منهم للأسف الشديد الذين يضمرون الحقد والكراهية لا لشئ ، بل كما وصفهم أخ لنا ومن الطائفة الكلدانية ذاتها في مداخلته على صفحات - عنكاوة دوت كوم – منذ مدة وجيزة حيث قال بالحرف الواحد : " غيرة وحقد ، جهل وزيف ...... " .

من هم هؤلاء الكلدان والسريان ؟

قبل الدخول في مثل هذا الموضوع ، نريد أن نحيط القراء الأعزاء علما ، إننا لا نلوم إخوتنا منتحلي هذه التسميات بقدر ما نلوم تلك المنظمات القومية التي قادت الحركة الآشورية نفسها ألا وهي كل من الحركة الآشورية الديمقراطية / زوعا والمنظمة الآشورية الديمقراطية / مطاكستا . لأنه للأسف الشديد ، إن قيادة هاتين المنظمتين الآشوريتين اللتين فتحتا الباب على مصراعيه بإختراعهم الهزيل مؤخرا وغير موجود تاريخيا ولا جغرافيا ألا وهو الاسم المركب ( كلدان، آشوريون ، سريان ) كما سنشرح ذلك بعد قليل وفي هذا المقال بالذات .
والنقطة الأخرى نحب قولها وهي أن سجل القومية الآشورية في قرن واحد من الزمن منذ ظهورها على الساحة العالمية لم تفرض نفسها على هذه التجمعات التي غالبا ما أخذت قالبا طائفيا ومذهبيا ، بل كان نموها وإنتشارها تلقائيا وإختياريا . وعلى هذا الأساس نراها قد إستقطبت ، السرياني والكلداني والنسطوري على السواء ، كما يمكن القول حتى أن الاخوة أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية / اليعقوبية عادة كانوا من الطلائع الذين أغنوا القومية الآشورية في مسيرتها والدفاع المستميت في سبيل رفع شأنها ، هذا وكذلك نثمن جدا الاخوة من الطائفة الكلدانية أيضا الذين هم في دورهم ساندوا ودعموا القومية الآشورية رغم أنه كانت تعاني الكثير من أولئك الذين يتهجمون على القومية الآشورية على أسس طائفية هزيلة ورغم كل ذلك وقفوا كجبل راسخ .


الكلدان القدامى - شعب سامي مثل الأكاديين والبابليين الآشوريين ، الآراميين ، الابلويين ، العبرانيين ، الكنعانيين و العموريين سكان الهلال الخصيب . وهم من الشعوب شبه بدوية التي دخلت بيث نهرين في الألف الأول قبل الميلاد في وقت كان وجود الأكاديين والبابليين والآشوريين قبلهم في هذه البقعة الجغرافية التي تسمى اليوم العراق منذ أزمان سحيقة في القدم . لقد عاش الكلدان حول الخليج السومري في أقصى الجنوب في منطقة الأهوار . وفي كثير من الأحيان كانوا يسببون المشاكل على إستقرار بابل ونموها ، لولا القوة والآلية العسكرية الآشورية التي كبحت جماحهم في كثير من الأحيان 3 . كما أنهم يعتبرون من أحد الشعوب التي ساهمت في تخريب البيئة مع ( الآراميين و الأعراب ) حيث حولوا تقريبا أكثر من نصف الهلال الخصيب الى شبه صحراء ! و في أواخر القرن السابع ( 600 – 612 ) قبل الميلاد حيث كانوا دائما يخلقون المشاكل للدولة الآشورية حتى أنهم حاولوا الزحف على نينوى ولكن الآشوريين رغم أنهم كانوا في حالة ضعف بعد وفاة الملك آشور بانيبال ، إذ إستطاعوا أن يردوهم على أعقابهم . ولكن بعد ذلك تحالفوا مع الميديين من خلال المصاهرة وزحفا الميديين والكلدانيين معا على نينوى التي سقطت على أيديهم ، ولكن فلول الجيش الآشوري انتقلت على التو الى المدينة الآشورية " حران " التي هي الأخرى سقطت للكلدان وهكذا اقتسمت الأمبراطورية الآشورية بينهما إذ تولى الميديون القسم الشرقي من نهر دجلة بينما الكلدان على الأقسام الغربية - هنا ملاحظة هامة وهي إن ما يسمى بسهل نينوى وكل القصبات والقرى التابعة لشعبنا ، وكذالك مدينة كرخ سلوخ / كركوك والمدينة الآشورية العريقة – أربيل - اليوم لم تكن من نصيب الكلدان القدامى بل كانت تحت سيطرة الميديين .
وليس خافيا على أحد أن هذه الأمبراطورية لم يكتب لها العيش طويلا وهنا المؤرخ الايطالي ساباتينو موسقاطي في كتابه الموسوم " وجه المشرق " 4 ما يقوله بالحرف الواحد :

" إن الأزمة في بلاد آشور، تلتها بعث البابلية تحت السلالة الكلدانية ، إذ كانت حادث نزكي / شهبي قصير – The crises of Assyria is followed by the renascence of Babylonia under the Chaldaean dynasty , a brief meteoric episode. “
وهكذا نرى أن هذه الأمبراطورية الكلدانية لاقت حتفها على أيدي أولئك الذين تحالفوا معهم ضد الآشوريين إثر إجتياح كورش الفارسي لبابل في عام 538 قبل الميلاد .

السريان - لقد اختلف المؤرخون والدارسون على أصل التسمية ، ولكن النظرية الأكثر منطقيا وقبولا هي أنها جاءت من إسم " آشور Ashur / Assur " من خلال اليونان والرومان ، كما أنه هناك معارضون لها و الدافع الرئيسي وراءها هو العصبية الطائفية البغيضة ، تصور أن هؤلاء يحبذون أن يكون مصدرها فارسي وإن ليس هناك لا تاريخيا ولا منطقيا ما يدعم ذلك ! إذ يدعون أنها جاءت من " كورش " الملك الفارسي ، علما كما تشاهدون ليس هناك أحد يقول عن السريان هؤلاء " كورشيين " ولا حتى إذا كانت باللغة اليونانية " Cyrus " أو الآخرون أنها متأتية من " صور " المدينة اللبنانية ، إذ ليس هناك - صوريون – أو حتى لو إستخدمت الاسم اليوناني لها " Tyre " حيث - سريان - هي بحرف السين وآخرون من سوروس ( يبدو أن شهرته هي بقتل أخيه ) الذي قتل أخاه .
أما منتحلو الآرامية الجدد يصرون أنها آرامية إذ يلحقون بكل - سريانية – كلمة آرام وهم مخطؤون بذلك ، لأن التسمية أصلا كانت " الآشورية / Assyrian " واليونان أول من إستخدموها لكل الشعوب في الهلال الخصيب ومن ثم في عهد الرومان غدت تسمية للبلاد الواقعة شرقي نهر الدجلة ، بينما سوريا أضحت التسمية على بلاد الشام ، وبهذا تكون بلاد آرام ضمن البلاد الشامية أو سوريا الكبرى ولا سوريا أو بلاد الشام ضمن بلاد آرام الوهمية .
وهنا ليس غرضنا أن نفرض الآشورية على أحد ، حتى فيما إذا سمي كل الهلال الخصيب ب " آشور – Assyria " لأنها تسمية جغرافية استخدمت تجاوزا وليست تسمية قومية ، زد على ذلك إن تسمية - السريان – يجمع معظم مثقفي السريان أنها جاءت من آشور و الآشورية كما قلنا مسبقا ASSYRIA > SYRIA مثلما نقول " أيونيا / يونان " وهو الاسم الذي حافظناه الى اليوم وليس كما يروجه هؤلاء الذين فاقوا من سباتهم العميق اليوم بأن الاسم الآشوري من اختراع الانكليز5 – إن الأرمن لا يزالوا يستخدمون اسمنا ( آسوري ) بدل من السريان ، و على سبيل المثل : قاموس السرياني لمطران أورمية / إيران الراحل مار توما أودو المطبوع في الموصل 1897 ، صفحة 9 ، كتاب آداب السريان لمؤلفه أبروهوم كبريال صوما المطبوع في بوينس أيرس – الأرجنتين 1967 ، صفحة 27 ومؤلفا كتاب " الآداب السريانية " قسم الدراسات الأدبية من منشورات الجامعة اللبنانية 1969 الأستاذان فولوس غبريال و كميل أفرام البستاني ، صفحة 9 ، كما أثبتت هذه الحقائق في أطلس :
Barrington Atlas of the Greek and Roman World – Map – by – Directory, Volume II , Edited by Richard J. A. Talbert , Princeton University Press , Princeton and Oxford 2000 , pages 1271 , 1279 and 1325
إينما تجد تسمية - سوريا - تجدها تكتب : ( As) Syria= Syria
والجدير بالذكر إن " السريان " هذه أصبحت تسمية عامة لمجموعة الشعوب في الهلال الخصيب ، كما قلنا أعلاه مثل الأكاديين والآشوريين والبابليين ، الابلويين ، الآراميين ، الكنعانيين ، العموريين والكلدانيين المتوحدين بالديانة المسيحية واللغة الحديثة المسماة " السريانية " التي هي نتيجة إتحاد اللهجات السامية المختلفة المتطورة للشعوب المذكورة والتي استخدمت الخط الكنعاني الجديد مع بعض من التعديلات فيه ، زد على ذلك إنها وحدة دينية وغير سياسية إطلاقا اي ليس هناك دولة سريانية ولا حاكم أو أمبراطور سرياني وفق مفهومها المتداول في العصور الأولى للمسيحية ، بل كما وصفها المؤرخ البريطاني أرنولد ج . توينبي Arnold J. Toynbee بقوله: " وإذ أجتاح الاسلام هذه الأصقاع عصف بها حتى لم يبق منها الى اليوم الا صور متحجرة لمجتمع سرياني منقرض "6

لقد إنتشرت المسيحية في كل الهلال الخصيب طوعا واختيارا في القرنين الأولين للميلاد ، حيث غدت بعدها غالبية الشعوب مسيحية ، ولكن تعرضت المسيحية لهزات متعددة ، أولا نتيجة المضايقات والاضطهادات على أيدي الأمبراطوريتين الفارسية والرومانية . ومن ثم على أثر المشاحنات والانقسامات التي حصلت في المسيحية ذاتها ، حيث انقسمت الى ثلاث طوائف رئيسية وهي كنيسة السريان الملكيين / روم أرثوذكس ، كنيسة السريان الأرثوذكس الأنطاكية / اليعاقبة وكنيسة المشرق السريانية القديمة / النسطورية / بابل وأخيرا استقرت في بلاد آشوربعد القرن العاشر ، زد على ذلك حيث تبعتها إنقسامات وإضافات أخرى 7 .
وفي أوائل القرن السابع الميلادي إجتاح العرب المسلمون الهلال الخصيب حيث طردوا الرومان والفرس مما أثلج صدور المسيحيين الذين تعهدوا لهم بالأمان على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم ، ولكن للأسف إن العرب المسلمون نكثوا العهد 8 ولم يمض اكثر من ثلاثة قرون حتى إستطاعوا أن يفرضوا دينهم ولغتهم على كل الهلال الخصيب ما عدا جيوب هنا وهناك . والجدير بالذكر أن سكان الجنوب والكلدان ضمنا حوالي القرن الحادي عشر لم يبق منهم إلا الصابئة الذين حافظوا على دينهم وتراثهم نوعا ما . من المعروف أن سكان الجنوب العراقي بعكس الشمال الآشوري كان خليطا من عدة قوميات وعلى سبيل المثال : البابليون ، الفرس ، اليونانيون ، اليهود ، الآراميون و الكلدان .
ومن المعروف أيضا أنه كان هناك نوعان بارزان من المسيحية ضمن الكنيسة النسطورية ذاتها ، من جهة ، الكنيسة المحلية في بلاد آشور ، ككنيسة شوفينية للتأكيد على الهوية الاقليمية ومن جهة أخرى كنيسة بلاد فارس التي مركزها مدينة بابل . إن مؤلفي كتاب Hagarism باتريشيا كرون و مايكل كوك 9 يقولان :
" وهكذا تاريخ - كرخ دسلوخ / كركوك – يبدأ بالملوك الآشوريين وينتهي بالشهداء الآشوريين ، الملك ساركون أوجدها والشهداء جعلوها حقلا مقدسة للمسيحية . كذلك في القرن السابع قبل المسيح كل العالم وقف مشدوها بالملك - ساردانا / آشور بانيبال ، وفي القرن السابع بعد المسيح القديسين أخذوا مكانه ك – شمس آثور – و مجد نينوى ." والخلاصة قصة النبي ( يونان / يونس ) معروفة جيدا أنه جاء إستنادا للتوراة لانقاذ - نينوى - المدينة الكبيرة والكنيسة المشرقية النسطورية وكذلك باقي كنائسنا المشرقية قد كرست ثلاثة أيام تخليدا لها قبل أن يدخلوا هؤلاء الكاثوليكية ويعرفون بالكلدان ، أليس هذا كاف ليدحض مزاعم هؤلاء منتحلي الكلدانية الجدد ؟! ومن ثم حتى المؤرخون العرب المسلمون الذين غالبا لا تجد أي تناغم ودقة فيما يؤرخونه ، ولكن باستطاعتنا أن نرى أنهم يدعمون وجود الآشوريين ( الآثوريين ) وهذا الرحالة والمؤرخ المسعودي 10 يقول عن ملوك الموصل ونينوى وهم الأثوريون .


نبذة عن الأباطيل التي للأسف يروجونها الاخوة الكلدان والسريان اليوم :

من المعروف والمتتبع لهذه الهجمة الشرسة التي يشنها كلا الفريقين ضد القومية الاشورية ليس بأنها غير منطقية فحسب ، بل ما يثيرونه ليس إلا زوبعة في فنجان ! وفي كثير من الأحيان رغم أن الفريقين يجتمعون ويتفقون معا لمهاجمة القومية الآشورية ولكن ما تراه وتقرأه أنهم في حالة الدفاع الذي لا بد منهم نظرا للحالة المزرية التي هم فيها وهي في تشددهم وتعصبهم للقومية التي يدافعون عنها في وقت لا أعمالهم ولا أفعالهم توحي بذلك إطلاقا لأن الصحوة القومية المنتحلة عندهم حديثة العهد جدا واللغة التي يستخدمونها فيما بينهم على الأغلب عربية . ولكن رغم ذلك ، فإنهم يبنون حججهم على مثل هذه الخرافات والأباطيل وهي:

آ - ليس هناك قومية آشورية فهي منقرضة أما على أيدي الكلدان أو ليسوا الا مجرد ناطقين بالآرامية وبهذا وفق هلوسة الاراميين فهم آراميون !
ب - وبناءا لمنتحلي القومية الكلدانية ، ليس هناك أقدم قومية في بيث نهرين / العراق الا الكلدان وفق - التوراة – وبهذا يستشهدون في كثير من الأحيان بنصوص لتبرهن على ذلك بتشويهها لما تخدم دعوتهم الكاذبة !
ج - في كتاباتهم دوما يشيعون بان الآشوريين قد أثاروا القلاقل والمشاكل مع الدولة العثمانية أو أثناء وجود ( بعضا ) منهم في العراق بحيث يستشهدون أما بمن يحقدون على الشعب الآشوري أو بمن جندتهم الصهيونية العالمية بان ليس هناك شعب آشوري إطلاقا !
د - وفي غالب الأحيان يتهمون الآشوريين ببعث الامبراطورية الآشورية وهم قلة قليلة في العراق ، كما يتهمون شعبنا بفرض القومية الآشورية عليهما وما هي إلا مجرد كذبة لا أساس لها من الصحة .

أجابات رادعة

آ - والآن تعالوا معا لنعالج طروحاتهم واحدة بعد الأخرى ، إن قصة إنقراض وإندثار الآشوريين لهي خرافة وهلوسة ما يسمى لمنتحلي الكلدانية والآرامية ، ولا أساس لها من الصحة إطلاقا والذي روجها ليس إلا الصهيونية وأجندتها العالمية 11 . في تاريخ البشرية لا يوجد أمة قضي عليها عن بكرة أبيها رغم كل انواع العنف ، أما إذا كان الكلدان القدامى قاموا بمثل هذه الجريمة النكراء مع الميديين حيث قضوا على الشعب الآشوري عن بكرة أبيه ، حتى جانكيز خان لم يقم بهذا العمل الاجرامي فهذا شئ آخر ! ومن هنا يجب أن ينتبهوا كي لا يعدوا في خانة الشعوب التي ارتكبت المحارق / Genocide ! أما الاخوة الآراميون فحجتهم بأننا لا نتكلم الآشورية واللغة الآرامية حلت محل اللغة الآكادية التي كان الاشوريون يتحدثون بها – حيث طبقا لادعاءاتهم أن الشعب الآشوري وجد بدون لغة حيث التفت يمنة ويسرى ووجدوا الأكادية ومن ثم الارامية التي قضت على الاكادية وبهذا فهم الآن آراميون . ولو سلمنا بذلك ، إذا هؤلاء السريان اليوم والذين لا يتحدثون بالسريانية بل اللغة المعمولة هي العربية ، ووفقا للشروط الموضوعة من قبلهم فهم عرب الجنسية !
إن انقراض الشعب الاشوري أو تحدثه وإستخدامه اللغة الارامية لهي خرافات غير مقبولة بتاتا ، لأننا اليوم نجد معظم اللغات العالمية والواسعة الانتشار يجب أن يكون وراءها قوة ، وهكذا نجد إنتشار الانكليزية ، الفرنسية ، الاسبانية والعربية . فهل يعقل أن أمبراطورية مثل الأمبراطورية الاشورية ستتخلى عن لغتها لتتحدث بلغة آرامية والذين لم يكن لهم دولة بمعناها الصحيح ؟ إن ذلك ليس إلا كقولك أن الشعب الانكليزي يتحدث باللغة الأيرلندية !
إذا ما الذي حصل ؟ لقد فسرنا سابقا هذه الظاهرة والآن بإقتضاب نقول - إن معظم اللغات السامية في الهلال الخصيب كانت في البداية عبارة عن لهجات ذات قرابة وتشابه بين بعضها البعض ، عندما هذه اللهجات استخدمت وعممت الأحرف الكنعانية وعندما الشعوب الناطقة بها دخلت الديانة المسيحية هذه العملية غدت العامل الموحد لكل اللهجات القديمة وإختفائها لتحل مكانها لغة جديدة والتي سميت - بالسريانية – زد على ذلك إن كل اللغات العالمية تمر مع مرور الزمن في تحولات لغوية بطيئة وهناك دلائل واضحة على ذلك فمثلا لغة شكسبير Shakespeareالانكليزية المعروفة اليوم ، كما أنه لا نفهم لغة شوسر Chaucer من القرن الرابع عشر بدون إستخدام قاموس اللغة .
وديمومة الأمة الآشورية مثبتة تاريخيا ، جغرافيا ولغويا . إننا قد إحتفظنا باسمنا الآشوري على الدوام ، المثقفون الآشوريون دوما أكدواعلى هويتنا الآشورية ولكن في حال بعض من إخوتنا هم أعراب اللسان لأنهم يجهلون لغتهم لمعرفة ذلك فاذا هي مشكلتهم . بدءا من القرون الأولى ( 100-200م ) من خلال لوقيانوس السميساطي وطاطيان الآشوري . من خلال مار نارسي 12 مؤسس الكلية اللا هوتية في نصيبين في القرن الخامس الميلادي ومن خلال الملفان كيوركيس من أربيل 13 ومار عبديشوع مطران نصيبين وأرمينيا في القرن الثاني عشر والثالث عشر ومن خلال عبد الواحد أحد ( 1843م) وهو من السريان اليعاقبة من الموصل الذي نظم قصيدة تتخللها كلمات عربية حيث قال : " أصله آثورايا ولكن // مذهبه سريانايا يعقوبايا " كل هذه دلائل كافية على إستمرار الآشورية وستبقى غصب عن كل من يرفض ذلك . وهذا ما قلته شخصيا منذ أكثر من ربع قرن من الزمن ومن له آذان للسمع فليسمع :

من قال شعبي قد طواه الزمن ؟
كلا يا أخي :
إن أبناء آشور سيجعلون حتى للزمان كفن !

لقد قيل – لولا الأمل لما عاش الانسان ، نعم وألف نعم لهذا ، وأملي ليس الا أن أستغيث بأبناء بيث نهرين / العراق الميامين مسلمين ، مسيحيين ، إيزيدية وصابئة أن يفتحوا عيونهم كونكهم من سلالة الآشوريين البابليين القدامى ، بارككم الله عز وجل ويسديكم السراط المستقيم .

ب - إن منتحلي القومية الكلدانية اليوم يدعون أنهم أقدم شعب في بيث نهرين / العراق وذلك مستندين على التوراة . إن الخطأ الذي يقعون فيه أنهم كما قلت أعلاه فهم يفسرون الأشياء على مزاجهم ، وبذلك يظنون بوسعهم الضحك على الذقون و خداع الناس في الوقت الذي فيهلا يخدعون أحدا بل أنفسهم . لو سلمنا أن كل ما في التوراة صحيح مائة بالمائة ، هناك حقائق ومسلمات لا يمكن التلاعب فيها وهي أن الكلدان القدامى يعتبرون آخر موجة سامية دخلت بيث نهرين / العراق وذلك حوالي " الألف الأول قبل الميلاد " في الوقت الذي فيه خروج العبرانيين من مصر وعودتهم إلى أرض الميعاد / فلسطين كان حوالي 1450 قبل الميلاد ، أي ما معناه أن العبرانيين خرجوا من بيث نهرين قبل ذلك بزمن طويل ، وما معناه أن إبراهيم الخليل وذريته لم يكونوا في بيث نهرين بل غادروها قبل دخول الكلدانيين إليها . ومن جهة أخرى في التوراة - التكوين
تذكر سلالة ( سام / شيم ) جد الأكبر للساميين على الوجه التالي : " وسام أبو كل بني عابر أخو يافت الكبير ولد له بنون . بنو سام ( عيلام ) وآشور وأرفكشاد و(لود ) وآرام . " 14 والسؤال ليس هناك أي ذكر للكلدانيين أو كالدو المزعوم! زد على ذلك أن الأسماء بين قوسين هي وضعت أو أضيفت خطأ لأنها ليست سامية أصلا . وبذا يبقى آشور الابن البكر لسام جد الشعوب السامية قاطبة . ومن جهة أخرى نقرأ في نبوة إشعيا 15 ما يلي : " هو ذا أرض الكلدانيين . هذا الشعب لم يكن! أسسها آشور لأهل البرية . " الأصحاح 23 والعدد 13 إذا آشور هو صانعها ، والجدير بالذكر يبدو أن هؤلاء منتحلي الكلدانية الجدد يريدون إضفاء لأنفسهم نوعا من الشرعية إذ يعتبرون الكلدانية مرادفة للبابلية وهو خطأ جسيم يقعون فيه لأنه لا علاقة بين البابليين والكلدانيين إطلاقا . نضيف على ذلك اليوم لا تجد كتبا تبحث عن تاريخ الكلدانيين أو الآراميين ( باستثناء ما تنشره الفاتيكان أو أنفسهم ) وكل ما تريد معرفته عنهم ليس إلا من خلال تاريخ الشعب البابلي الآشوري ليس إلا . والجدير بالذكر وجدت كتابا واحدا ألا وهو – محاسبة الكلدان للتكوين / Chaldean Account of Genesis في الحقيقة يتحدث الكتاب بصورة عامة عن البابليين والآشوريين وإن مؤلف الكتاب هذا جورج سميث / George Smith يدحض ما جاء في التكوين والأصحاح 31 أن إبراهيم قدم من أور الكلدانيين ، والذي بدون أي شك العنوان يعني المدينة البابلية وليس هناك أي شاردة تثبت بوجود مدينة أور الكلدانية في تلك الفترة من الزمن ما يؤكد صحة ما نقول .

ج - والشئ الذي نأسف قوله أنهم يسيرون على خطى تركة الرجل المريض من رجالات السياسة العراقية والذين وصفوا قسما من شعبنا الذي إرغم إخلاء مواطنه من قبل الدولة العثمانية ، و هذا القسم اعتبر ( وافدا ) من قبلهم وكأنه قادم من المريخ ولا يدركون أن المنطقة الجبلية هي منطقة آشورية وهذه الجبال في كتاباتنا معروفة ب " جبال آشور " وما هي الا قسما من بلاد آشور / العراق حاليا . وهنا سأستشهد ليس بالنساطرة - لأن إخوتنا يدعون أن الانكليز أعطوا لنا الاسم الآشوري - إننا نرى الاخوة اليعاقبة ومنهم مؤلف كتاب " الآداب السريانية " لمؤلفه العلامة أبروهوم غابريال صوما الذي وصف نفسه كالتالي : " أنا أبروهوم غبريال صوما من مدينة - مديات في جبال آثور / طور عبدين ...... " وغيره من السريان اليعاقبة الذين بكل فخر يعتزون بقوميتهم الآشورية . فاذا كان الانكليز أطلقوا الاسم الاشوري على النساطرة ، هل بامكانهم أن يخبرونا من أطلق الاسم الاشوري على الاخوة اليعاقبة ؟! والحقيقة هم الذين سمتهم روما ب " الكلدان " في وقت لم يكن كلدانيا في الجنوب وهم سكان بلاد آشور !
إن كل ما قامت به هذه الفئة المضطهدة من الآشوريين كان رغما عن إرادتها من أجل البقاء في وقت أن السوريين ، العراقيين والعرب كلهم ثاروا وبمساعدة الأنكليز ضد الدولة العثمانية . لماذا هؤلاء الاخوة الكلدان يصفوننا بما لم يصفوا أقراننا بذلك ؟ أطلب من القارئ اللبيب ان يضع نفسه في وضع الشعب الآشوري محاطا من كل جانب بشعب متعصب ومتعطش لسفك دماءنا ! زد على كل ما جرى لم يكن بارادتنا بل فرض علينا من قبل إخوتنا ( في الوطنية ) سواء كنا على حق أو لا . ولكن هناك شئ هام جدا وأنا شخصيا متأكد منه أن هذه الفئة الآشورية لم تنكل بالأطفال وبالشيوخ ولا بهتك أعراض النساء كما فعل جيش المجرم بكر صدقي الذي لقي حتفه من قبل عراقي شهم آخر وقد تكون علامة من الله عز وجل لردع مثل هذه الشخصيات المتوحشة التي تقوم بتنكيل شعوبها أو إخوتها في الوطنية . وما نقوله عن شعبنا الآشوري نقوله أيضا إذ نستنكر ما قام به الجيش العراقي ضد إخوتنا الشيعة في الجنوب إيضا من ممارسات غير إنسانية .
ألم يكن من الأفضل أن يستشهد الكلدان بالخدمات التي قام بها الآشوريون من اجل وحدة تربة العراق حيث طردوا الأتراك و الأكراد ( محمود البرزنجي ) الذي كان يريد سلخ قسما كبيرا من العراق لاقامة دولته الكردية المزعومة ، لو لا الجيش الليفي / الآشوري الذين طردوه من غير رجعة لأن الجيش العراقي وقتها لم يستطع القيام بذلك . شخصيا أتذكر جيدا ما كان يقص لي عمي المرحوم الذي كان وقتها أحد هؤلاء الذين إشتركوا في هذه العمليات العسكرية بينما في إستراحة والى جانبه جندي عراقي قائلا له : " أحنا فين وجبل فين " !
والغريب العجيب أنهم عادة يلجؤون في كل إستشهاد لدعم أفكارهم الخبيثة الى كل من يكره شعبنا الآشوري سواء من المتعصبين والمتزمتين الاسلامويين أو ممن جندتهم الصهيونية العالمية من أمثال جان جوزيف ، أحمد سوسة وغيرهما ...أتظنون بتملقكم ونفاقكم ستربحون عطف الرأي العام العراقي في وقت ليس بحاجة الى ذلك . ولا حاجة أن تلجأوا الى إحياء مثل هذه الأحداث التي نأسف لها جميعا واليوم ما أحرانا أن نوحد صفوفنا لأن الوطن في حالة يرثى لها سواء من الداخل أو من الخارج من الدخول في مثل هذه المواضيع القديمة البالية التي لا تغني ولا تسمن !

د – وأطرف بل وأسخف ما يشيعه هؤلاء الاخوة أننا نفرض القومية الآشورية عليهم ، ومن جهة أخرى إذ يقولون نحن قلة قليلة جدا ! لا أدري كيف نفرض عليهم ونحن لا حول ولا قوة ؟ فإذا كانت جماهير غفيرة من إخوتنا بالدم واللحم منكم تؤمن بالقومية الآشورية ، والقومية الاشورية لن ولم تكن يوما ملكا لأية شريحة او طائفة معينة ، بل لكل من يؤمن بها سواء كان نسطوريا ، يعقوبيا أو كاثوليكيا/ كلدان . لأن ألآشورية قومية موجودة وأزلية قبل وجود كل هذه الطوائف المسيحية أوالاسلامية التي للأسف فرقت شملنا مع أن أسس المسيحية بالأخص هي المحبة بحيث الله هو " محبة " والأنكى من ذلك يعتبرون أنفسهم مسيحيون والمسيحية مع إحترامي الكبير منهم براء بحيث إلى جانب التحريف والتشويه فهم عادة يبثون سموم الحقد والكراهية وكأننا عدوهم اللدود الأوحد !

والخلاصة : ليكن واضحا وضوح الشمس في ظهيرة النهار ، بأننا لا نكره أو نحقد على أحد سواء كان مسيحيا ، مسلما ، صابئيا أو إيزيديا ، الجميع أخوتنا وهدفنا ليس الا جمع شمل الجميع كي يكون بوسعنا مجابهة القوى الشريرة الباغية التي ديدنها الأوحد تهميش وتمزيق العراق . وليكن معلوما لدى الجميع بأننا لا نفرض القومية الاشورية على أحد ، وبنفس الوقت لا نقبل قومية لنا غير الآشورية ونعتقد إنه مطلب عادل . لقد فقدنا شعبنا في العروبة والاسلام والكنيسة الكاثوليكية ولكن من الآن وصاعدا لا ولن نسكت في كشف كل ما جرى على أمتنا بدون ملل أو كلل لاظهار الحقيقة وربما احيانا كشف الحقيقة نتائجها ستكون مرة ولكن الحقيقة ستجعل الانسان حرا طليقا وغير مقيدا كما هو اليوم.

تنويه : من المؤسف جدا أن شخصية كلدانية معروفة هاجمتني شخصيا على مقال لي نشر على هذا الموقع ، ألم يكن من الأفضل أن يرد علي من خلال هذا الموقع من التخندق في مواقع لا تسمح ديمقراطيتها لي الرد عليه ! على كل أشكر مدير أحد هذه المواقع ألا وهو الأخ أمير المالح – عنكاوة - الذي ألغى المقال على التو من موقعه . والآن اليس من الأفضل لهذا الأخ أن يتقدم ويشرح على هذا الموقع مشكلته معي بأسلوب حضاري وإني على إستعداد الرد عليه بأسلوب آشوري رفيع ، وإن اللبيب من الاشارة يفهم !

........................................................................................

المراجع :

1- The World of Herodotus , North Point Press – San Francisco 1982 , page 42
2- Syria , a country study – copyright 1988 United States Government as represented by the Secretary of the Army , pp98-99
3-Arnold J. Toynbee, A Study of History – Volume, 4- Oxford University Press 1962, page 477
4- The Face of the Orient by Sabatino Moscate , Anchor Books , Double day & Company , New York 1962 , page 68
5- يقول المؤرخ اللبناني فيليب حتي في كتابه " تاريخ سوريا ولبنان ، الجزء الثاني – مطبوعات دار الصحافة – بيروت ص 137 ما يلي : " على أن الاسم الجديد الذي أطلقه عليهم المراسلون الأنكليكان ، وتقبله منهم بعض زعمائهم ، لا يبدو نابيا متى قورنت سحنة الكثيرين منهم بالشكل الآشوري منا هو منقوش على الأنصاب التاريخية " .
Volume , v , page 127 -6 = Arnold J. Toynbee, A Study of History –
7- إنشقاق من الروم الأرثوذكس وهم الروم الكاثوليك ، ومن السريان الأرثوذكس وهم السريان الكاثوليك ويقابلهم ممن انشقوا من الكنيسة المشرقية / النسطورية وهم ما يسمى الكلدان وهو الاسم الذي أطلقه البابا يوجين الرابع في عام 1443 ( على الجالية النسطورية في قبرص ) ومن ثم لاحقا عمم لكل من إعتنق الكاثوليكية من الكنيسة المشرق الآشورية النسطورية ، حيث لم يبق من المسيحية أثر في الجنوب لقد انصهر الجميع في البوتقة الاسلامية العربية وذلك منذ أواخر أوائل القرن الحادي عشر .
8- أنظر مقدمة ابن خلدون – الجزء الأول ، دار العودة – بيروت ، صفحة 185
9- Hagarism , The Making of the Islamic World by Patricia Crone & Michael Cook – Cambridge University Press 1977 , pp57-58
10- المسعودي ، الرحالة والمؤرخ أبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي المتوفي عام 346 هجرية 954 ميلادية في " مروج الذهب ومعادن الجوهر " ص 142 من كتابه دار إحياء التراث العربي - بيروت ، لبنان
11- إن الصهيونية تتآمردائما على الآشوريين وتعمل المستحيل لعدم بعث أمتنا الاشورية لأن أنبياء صهيون قالوا إن الدولة الآشورية لن تنهض ! والحقيقة ما يسمى الحرب التحريرية 2003 في العراق ليس الا ذر الرماد في العيون لأنه ليس الا من تخطيط صهيوني قذر لتحطيم العراق ولكي لا تكون له قائمة . ( ولكن رغم ذلك يبدو أن الامور اليوم تسير على العكس إذ نجد الطبعة الجديدة للكتاب المقدس تحوي خارطة الهلال الخصيب والجناح الشرقي ( آشور ، بابل وسومر ) أختزل بأحرف كبيرة - آشور / A S S Y R I A
12- العلامة والملفان الكبير أحد دعائم الكنيسة المشرقية الآشورية ، ولادته في عين دلبي / إدلب بالقرب من معلثا ( شمالي الموصل ) في بلاد آشور ، ترأس مدرسة الرها / أورفه 437-457 ميلادية ثم طرد منها فلجأ الى نصيبين حيث أسس مدرسة نسطورية جديدة .
13- الملفان كيوركيس وردا الاربيلي له قصيدة شعرية طويلة يذكر فيها جميع بطاركة الكنيسة المشرقية الآشورية حيث خص خمس أبيات منها مقرظا آشور والآشورية . لقد نشرت هذه الأبيات مع إضافة أربعة عشر بيتا من تأليفي كتكملة لبطاركة الكنيسة الى اليوم ، علما أن العلامة توفي سنة 1225 ميلادية ويمكنكم مطالعتها على الرابط التالي وهو عنكاوة دوت كوم :

http://
ankawa..com/forum/index.php/topic,295733.msg3833728.html#msg3833728

14- كتاب التوراة – سفر الخروج ، الأصحاح 10 العدد 21 عن أولاد سام بن نوح ( آشور ...... ).
15- كتاب التوراة – إشعيا ، الأصحاح 23 العدد 13 " هو ذا أرض الكلدانيين ، هذا الشعب لم يكن ، أسسها آشور لأهل البرية " والكلدان كما قلنا كانوا من الشعوب البدوية .
[/color]

181



بعد خراب البصرة
آشور بيث شليمون
في البداية كشعب مؤمن بالآشورية، ديدنا الأوحد هو بعث القوميات كلها التي استعربت في الهلال الخصيب، وهنا على سبيل المثال، الكنعانيون على الساحل السوري، العموريون والابلويون شمال ووسط سوريا ( منطقة حلب ) والآراميون جنوب سوريا حول دمشق، والاشوريون البابليون في وسط وشمال العراق.
من المؤسف، قوله أنه في الآونة الأخيرة ظهرت قوميات لم تكن موجودة قبلا غير انها كانت تمثل الشعوب البدوية او نصف بدوية مثل الآراميين لكي تنافسنا وفي عقر دارنا تاركين وطنهم للأعراب وهم مستعربون أيضا كي ينافسوننا لا على بعث قوميتهم التي لم تحقق شيئا في كل تاريخهم الطويل دولة ما، حتى لحذف وجودنا الآشوري .
يقال أن كل الاحصائيات في مطلع القرن الماضي تدل أن الشعب المسيحي كان الأكثرية في دولة لبنان، وكان يعادل حتى أكثر من ثلث سكان سوريا.
وهذه مرت أكثر من مائة عام على تلك الاحصائيات، وسؤالنا الآن: ما حققته هذه الجماعات في بعث قوميتها حيث اليوم يبدو قد أصابتهم الحمى القومية؟!
كما يقال بالعربي الفصيح، لم يعملوا شيئا على الإطلاق  سوى أنهم كانوا القوة الدافعة لبعث اللغة العربية التي كانت على شفير الهاوية على حساب طمس لغتهم الارامية  التي يفتخرون بها  اليوم . والطامة الكبرى انهم قبلوا العروبة كقومية لهم بدون أي منازع! ودعاة وغلاة القومية العربية كان جلهم منهم من أمثال: جرجي زيدان،  ميشيل عفلق، نجيب عزوري، قسطنطين زريق، ،أدمون رباط، خليل الكلاس، ايليا حريق، انستاز ماري الكرملي،  خليل القبرصي الذي حتى دعا الى دخول الاسلام !
أخي القارئ، هل تعلم أن حكومة لبنان كان بوسعها يومذاك جعل اللغة " السريانية " او الآرامية كما يحلو البعض تسميتها لغة رسمية في البلاد! ولكن لم تفعل، بل زحفت على بطنها وقبلت كي تكون عضوة في الجامعة العربية والى اليوم.
اليوم أيها الاخوة هل تعرفون ما يحصل في لبنان وعلى سبيل المثال؟ كما تعلمون في السابق أن رئيس الجمهورية كان رئيسا فعليا بينما اليوم وكنتيجة لهذه التنازلات أصبح لا شيء، لأن رئيس الوزارة هو كل شيء، وليت شعري يبقى ذلك،بل انتظر بضع سنوات والمسيحيون سيفقدون كل شيء وحتى رئاسة الجمهورية الاسمية لهرولتهم العروبية ونكران ذاتهم.

وسوف أضع الرابط أدناه، كيف يحاول البعض احياء القومية الآرامية بأحلام يقظة التي يحلمون بها ليل نهار والتي هي بعيدة عن الواقع بعد الثرى من الثريا، وهم لا يكتفون بذلك بل حتى كل ما يعملونه ليس إلا ذر الرماد في العيون، بل يريدون أن يوجهوا أنظارهم الى شمالي العراق، بلاد آشور وكأنه الجزء الوحيد الذي لم يدخل في دولتهم الآرامية التي لم يكن لها وجود في كل التاريخ.
ليعلموا اننا لهم بالمرصاد وكما يقال باللغة الانكليزية On my dead body
http://www.aramaic-dem.org/Arabic/0.htm
ونصيحتي الأخيرة لشعبنا في العراق - مات آشور، هي عدم التنصت الى هؤلاء الذين يحاولون طمس قوميتنا الآشورية في دارنا، وأعلم جيدا بأننا في العراق نعاني نفس المشكلة من البعض الذين يسيرون على نفس المنوال ليخلقوا لنا قوميات لم تكن، لذلك حذاري من ذلك وكونوا فطنين ويقظين بألا تقعوا في شبكتهم الانهزامية المفلسة وشكرا.

آشور بيث شليمون
____________
[/color]

182
مرثية باللغة السريانية

على روح عميد الصحافة الآشورية في المهجر

المغفور له فريد الياس نزها – بوينس أيرس، الأرجنتين

بقلم:  آشور بيث شليمون

ܐܘܠܝܬܐ ܥܠ ܪܘܚ ܥܡܘܕܐ ܕܓܠܝܘܢܪܐ ܐܬܘܪܝܐ ܡܢܚܐ ܦܪܝܕ ܐܠܝܐܣ ܢܙܗܝ

 

ܒܝܕ: ܐܫܘܪ ܕܒܝܬ ܫܠܝܡܘܢ

 

ܐܘ ܒܢܝ ܐܘܡܬܝ :  ܬܘܠܟ̣ܘܢ ܢܒܟ̣ܐ: ܒܡܪܝܪܘܬܐ:

ܥܠ ܡܘܬ ܣܗܕܐ: ܘܐܦ ܡܠܦܢܐ :  ܒܡܝܬܪܘܬܐ :

ܦܪܝܕ ܢܙܗܝ :    ܗ݀ܘ ܡܗܕܝܢܐ :       ܕܐܣܘܪܝܝܘܬܐ :

ܥܪܒܬ ܫܡܫܗ:  ܒܝܘܡܐ ܗܢܐ:        ܕܒܥܠܝܘܬܐ ܀

 

ܗܘ ܕܢܨܪ:      ܒܚܘܒ ܚܘܝܕܐ :      ܘܕܚܐܪܘܬܐ :

ܦܪܫ ݀ܡܢ ܥܡܗ:   ܒܫܥܬܐ ܗܕܐ:  ܒܬܘܬܒ̣ܘܬܐ:

ܦܪܝܕ ܢܙܗܝ :        ܙܗܝܐ ܙܪܝܙܐ :        ܡܪܝ  ܙܟ̣ܘܬܐ:

ܗܘ ܡܠܦܢܐ:  ܗܘ   ܟܫܝܪܐ :  ܕܠܐ        ܫܠܝܘܬܐ܀
 

ܗܘ ܡܕܒܪܢܐ:      ܘܣܦܪܐ ܡܗܝܪܐ:    ܕܚܕܢܝܘܬܐ :

ܗܘ ܒܪ ܡܬܐ :   ܦܠܚ ܕܠܐ ܫܠܘܐ:     ܒܟܫܝܪܘܬܐ:

ܕܠܐ ܥܘܕܪܢܐ:   ܒܟܼܠ ܐܘܠܨܢܐ:    ܒܐܟܼܣܢܝܘܬܐ:

ܚܙܩ ܒܫܒܝܠܐ: ܦܪܫ ܡ̣ܢ ܓܒ̣ܘܠܝܐ: ܕܦܘܪܫܢܘܬܐ܀

 

ܦܘܪܫܢܘܬܐ: ܕܝܗܒܬ ܠܐܘܡܬܢ: ܟܠ ܡܚܝܠܘܬܐ:

ܩܪܐ ܠܚܘܝܕܐ:     ܒܪܐ ܠܚܘܕܬܐ:   ܕܡܬܝܢܘܬܐ:

ܡܬܢܝܘܬܐ:  ܕܝܗܒܬ ܠܐܘܡܬܢ:    ܟܠ ܢܟ̣ܦܘܬܐ:

ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ:  ܕܨܡܚܬ ܫܡܫܗ : ܒܟ̣ܠ ܦܢܝܬܐ܀

 

ܥܠܝܡܐ ܕܩܐܡ:  ܒܡܠܦܢܘܬܟ̣ܘܢ:  ܗܐ ܐܬܢܗܪܘ:

ܘܡ̣ܢ ܐܣܪܐ:   ܕܚܫܟܐ  ܕܕܥܒ̣ܪ:     ܗܐ ܐܬܚܪܪܘ:

ܘܢܣܒܘ ܡܢܗ:     ܟܠ ܝܕܥܬܐ:     ܘܠܐ ܐܬܒܨܪܘ:

ܚܕܢܝܘܬܐ:   ܫܡܐ ܡܥܠܝܐ:        ܗܐ ܐܫܬܪܪܘ ܀

 

ܒܝܘܡܐ ܗܢܐ:      ܫܒܩ ܠܢ ܒܚܫܐ:  ܘܪܒ  ܢܘܚܐ :

ܡܢܐ ܢܐܡܪ:  ܒܓܕܫܐ ܪܒܐ :  ܐܘܟܝܬ ܓܘܢܚܐ:

ܗܘ ܢܗܝܪܐ :         ܕܓܢܐ ܒܗܪܗ:  ܗܐ ܚܫܘܟ̣ܐ:

ܫܟܒ̣ ܒܫܠܡܐ:    ܠܝܘܡ ܢܘܚܡܐ :  ܐܚܐ ܡܢܚܐ܀

 

ܫܝܟܓܘ  -  ܐܘܚܕܢܐ ܡܚܝܕܐ ܕܐܡܝܪܟܐ

183


الاخت Soraita  كتبت :

وبما انك تماديت مرة ثانية و بدأت تفتخر بنسطوريتك و تشتم الكاثوليكية اذن لي سؤالين لك هم

آشور بيث شليمون:
أولا، كنيستني اسمها " الكنيسة المشرقية " وليست كما تدعين كنيسة نسطورية – طبعا البعض أراد تشويه كنيستنا لذا حاولوا ربطها " بمار نسطوريوس " الذي كان بطريركا في القسطنطينية .

النصوص أدناه منقولة من كتاب " الآداب السريانية " للمؤلفين فولوس غبريال وكميل أفرام البستاني :

وكان لا بد لمثل هذا النشاط أن يؤدي الى جدل نظري في المعتقد، كانت ذروته في القرن الخامس ذلك ان نسطوريوس ( 380- 440 ) بطريرك القسطنطينية نادى ( 428 ) أن في المسيح شخصين مختلفين وتبعه عدد من المؤمنين لا سيما في العراق وفارس .


والأخت Soraita تسأل:

اشرح لي كيف نشأ خط قوذشانوس لبطاركة بيث ابونا؟
آشور بيث شليمون:
في الكنيسة المشرقية لا يوجد خطوط للبطاركة بل خط واحد وخاص فقط بالذي يحافظ على الإيمان الحقيقي حيث عليه وجدت هذه الكنيسة العريقة. نعم هناك نشأت خلافات ولكن في النهاية لا خلاف بين الذين يؤمنون بأنهم أبناء هذه الكنيسة العريقة التي آثارها موجودة اليوم في الهند والصين.
وبما معناه، أن الكنيسة المشرقية أصلا لا تؤمن بما يسمى بطريرك الكلدان كونه تابعا لروما وقد فصل نفسه من كنيستنا المشرقية وليس لهم الحق بالإدعاء ما داموا رعايا كنيسة روما .


الأخت سورايتا مرة ثانية:
ومن هو اول بطريك لهذا الخط وكيف ومن الذي نصبه؟
وكن شجاعا وجاوب على الاسئلة

   


آشور بيث شليمون:

كما قلت لا يهم من هو، إنما المهم الحفاظ على الكنيسة المشرقية والتي ممثلها الأوحد هو كنيستنا والتي اليوم تسمى بكنيسة المشرق ( تحت رعاية مار اداي ) وكنيسة المشرق الآشورية ( تحت رعاية البطريرك مار دنخا الرابع ) وحسنا فعل بتسميتها الآشورية وتخليصها من شوائب مؤامرات الكنيسة الرومانية التي خلقت " الكلدان " من شعبنا الآشوري والمؤسف اليوم شعبنا يؤمن بهكذا أوهام.

إن الآباء المسيحيين لكنيستنا معروفون جيدا من هم وما كانوا يؤمنون به حيث كانوا دوما يمجدون آثور والوطن الآثوري – أو آشور والوطن الآشوري كما تقول ( العراق – بالعربية الفصحى ) و( العراك – بالعربية البدوية ) .

وهنا أوجه لك هذا السؤال وكوني شجاعة أن تاخذي الإجابة من عفلق الكلدان – مار سرهد يوسب جمو –  لقد وصفت بلاد آثور ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢܐ / مطلب العلم ومن ثم من هو العلامة الذي حدثت وفاته عام 1225 حيث مدح وقرظ الشعب والوطن الآشوري ؟

آشور بيث شليمون
______________________

184


الأخ أسكندر مرقس، أنت مجرد رجل أمي وحاقد

)  للمرة الثانية  )

بناء لتحديك، كتجربة وضعت ثلاثة أسئلة كي تجاوب عليها. أنت لم تفعل ذلك، بل بناء لهلوستك أصبحت أنا الذي عليه ان يجاوب على أسئلتك التي ليست  إلا مجرد هلوسة  ووصفت العلامة كيوركيس الأربيلي ومار نرساي اللذان رفستم عقيدتهم المشرقية النسطورية ليكونا كلدانا .

ليكن لك ولغيرك من المتكلدنين علما، أنتم " خوارج " من الكنيسة و" توابع روما " لذلك ليس هناك من يخولكم بالتحدث باسم هؤلاء الآباء المسيحيين من أمثال مار نرساي وكيوركيس الأربيلي إلا نحن الذين حافظنا على تراثهم وعقيدتهم وليس من أمثالكم أعراب اللسان وأتباع روما من أجل حفنة من الدنانير!
كما أرجو من جميع الإخوة المؤمنين بالقومية الآشورية عدم الرد على أشخاص من أمثالك الذين لا يزورون التاريخ بل والأكثر أميون من الدرجة الأولى .

تنويه: يرجى عدم المساس بهذه المداخلة وشكرا.

آشور بيث شليمون
_________________
[/color]

185
الأخ فريد وردة معلقا على ما قلته:

آخي العزيز 
 
بعد التحية والسلام
 
آرجو آن تسمحلي بالرد بصورة سريعة ومختصرة على كتابك المفتوح الموجه لي مع الشكر ,
 
 
الجواب

الكلدان يقدسون كنيستهم ويعتبرونها السبب الرئيسي في المحافظة على هويتهم القومية لذلك يثقون برئيسهم الديني وهو البترك الذي ينتخب ديمقراطيا من قبل البطاركة وجميعهم حاصلين على آعلى الشهادات في الفلسفة واللاهوت واللغات
بالاضافة الى الرجال الدين الاخرين  الموقرين ومن مختلف الرتب

آشور بيث شليمون:

عزيزي فريد: علينا ألا نخلط الأمور القومية بتلك الدينية، ومن ثم كما قلت يهمني الأمور القومية وفي بلادي الآشورية/ ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ ولا غيرها. ثم ليس لي أي غضاضة في أن تحترم رجال الدين وبصورة خاصة البطريرك، ولكن " الكلدانية " هي من إختراع الكنيسة البابوية في بلاد آشور ومن الشعب الآشوري نفسه.
إن الكلدان القدامى منذ سقوط بابل الى اليوم إختفى اسمهم من الوجود، بينما الآشورية ظلت خالدة حتى الغزو العربي الإسلامي  .
للبرهان على ذلك، إن الأمبراطور الروماني " تراجان " في تقسيم الولايات الشرقية المتاخمة  لبلاد فارس كانت على ما يلي: أرمينيا، بلاد الرافدين و آشور/ آثور وكان ذلك عام 117 ميلادية. وقبل ذلك في أيام المسيح عندما " أبجر "  ملك الرها/أديسا دخل المسيحية وعلى أثر ذلك أرسل رسائل عدة ومنها الى الملك " نارساي " ملك آثور عدا الآباء المسيحيين الذين ذكروا عن شعبنا الآشوري بكل فخر ومنهم العلامة كيوركيس وردا الأربيلي .
ولا تذهب بعيدا، حتى في أيامنا ممن لهم ارتباط بهذا الأسم المفروض علينا – الكلداني - وهو " انستاز الكرملي : الذي افتخر كونه لا عربيا فحسب، بل عربيا من اليمن!

ولكن عندما البطريرك أو أي بطريرك مع احترامنا له يتخبط كي يجد نفسه مرة  آشوريا ومن ثم كلدانيا وبعدها آراميا، عندها على هذا الشعب ألا يقف مكتوفي الأيدي وهذا ما حصل فعلا مع قداسة الكردينال دلي وهو موثق وليس اختراعا وفبركة من عندي.

وإذا كان لهم ثقافة عالية باللغات الاجنبية – هذا عمل جميل - ولكن لا يعيرون الإهتمام بلغتهم ، ما الفائدة من ذلك ؟ وهي حالة الكنيسة المسماة بالكلدانية اليوم مع الأسف الشديد!


الجواب

ليس مفيد جدا التهجم عليهم ليل نهار وفي هذه الظروف اللذي يمر به بلدنا من القتل على الهوية الى تفجير الكنائس وقتل رجال الدين والمصلين المسالمين  لذللك هم لايتركون دينهم كم تقول في آلاقتباس آعلاه بل يضحوا بحياتهم من آجل دينهم وشعبهم والتاريخ البعيد والقريب يشهد لتضحياتهم , ويزيدنا فخرا واعتزازا أن كنيستنا مرتبطة روحيا وتنظيميا بكنيسة روما الجامعة ووالتي يزيدنا فخرا آن مؤسسها هو تلميذ للرب يسوع وآستشهد في ساحتها

آشور بيث شليمون:

أخي الحبيب فريد: أنا لا أهاجم، بل أوضح الأمور لشعبنا ومن ثم لا غضاضة ان تكون مرتبطا بالذي تشاء ولكن علينا أن نفهم رسالة المسيح اننا لا نحصل على الخلاص بجهود الآخرين، بل كل فرد يتحمل المسؤولية لنفسه كما يقول المثل العربي ، " كل شاة برجلها سنتاط " وإن " بابا " روما مع كل احترامي له إيمانه وتقواه لن تفيد احد غير نفسه .
وإذا كان لك فخرا بمؤسسها أي " الكنيسة الكاثوليكية " ليكن لك الفخر بشعبنا الذي خلال العصور الى يومنا هذا قدم التضحيات  الكثيرة ومن الجملة الشهيد مطران فرج رحو والقس رغيد والقائمة طويلة، ألا تظن هؤلاء لا يستحقون الشهادة ؟!


 
الجواب

آني لم آطلق تهم [جزافا] بل قلت من فمك آدينك لآن المغالطة واضحة حيث تارة تقول بآن الكثلكة آتشرت نتيجة التآمر والترهيب والرشاوي وتصف البابا الذي يتبعه آكثر من ملياري شخص ب محمد الغرب, وتارة آخرى تقول آن آنتشار البابوية كان ثقافيا نتيجة فتح المدارس وآدخال الطابعات وغيرها  آليست هذه مغالطات , لعلمك كثير من الطوائف آلاخرى درسوا  وتثقفوا  في هذه المدارس وآصبح مفكرين وقادة دون آن يرهبوهم على تغير مذهبهم  , وآن هؤلاء المبشرين اللذين جابوا الكرة آلارضية في آسيا وأفريقيا وآمريكا الجنوبية وتحمل الظروف الجوية والتضاريس آلارضيه من حرارة وعواصف وثلوج وجبال وآنهار وبحار وصحاري وتعرض الكثير منهم  الى الخطف والتعذيب والاستشهاد ما هم آلا جنود من ملائكة الرب ممتلئين بالروح القدس واللذي برآي تفتقده آنت في كتاباتك راجيا من الرب آن تمتليء به حتى تكون كلمتك حق ونعمة لتنور البسطاء والظالين وآصحاب آلافكار الشريرة ,

آشور بيث شليمون:

أولا انا لم أطلق الإتهامات جزافا، لأني أستطيع أن أبرهن لك كل ما قلته تاريخيا وهو معروف للداني والقاصي – إذ هناك الكثير ومن الطائفة المسماة الكلدانية الذين شهدوا على هذه الأمور أي كيف كانت تصرف الكنيسة الكاثوليكية اموالا لشراء الضمائر عدا المضايقات جراء صلتهم الوثيقة بالحاكم المسلم  وما هنالك.
ومن ثم أنا لست صاحب الكلام اعلاه، إنما  مجرد أستشهد على لسان قائليها وإذا كان للكنيسة الكاثوليكية مدارس ومطابع لخدمة الشعب، شيء جميل ومفيد ولكن بنفس الوقت يجب ألا تستخدم هذه الأشياء  في سبيل تقسيم  وبلبلة الشعب كما حصل مع كنيستنا والكنائس المشرقية الأخرى .
وليكن معلوما، إذا ضحت الكنيسة الكاثوليكية، يمكن القول أننا ضحينا أيضا ، وهناك ناحية هامة يجب أن تعرفها وهي  الحروب التي حصلت في اوربا بين الكاثوليك وغيرهم  ومنها الأكثر إجراما الإستعمار الإسباني لأميركا الوسطى و الجنوبية باسم الكاثوليكية لهو اخطر من الغزو العربي الإسلامي لبلداننا الشرق اوسطية  وضمنا بيث نهرين.

 
الجواب

آخي العزيز آشور

نتيجة الويلات والحروب والحصار والدكتاروية وووووو القائمة طويلة آصبح العراقيون عامة والمسيحين بصورة خاصة آقول بصورة خاصة لآنه بالاضافة الى الظروف آعلاه كانوا يعانون من آلاضطهاد الديني والطائفي والاجتماعي من قبل ألطوائف آلاخرى بسبب كونهم مسيحيين لذللك آصبحوا يمتازون بفطنة ودهاء وذكاء وحس يمكنهم به معرفة الخزعبلات والمهاترات والمواقف الخداعة والرخيصة فالرجاء الرجاء الرجاء آرجو آحترام عقل القارئ والآبتعاد عن التهريج والذي هو المثل المفضل الذي سقته عن المرحوم هرمز رسام آبن المنطقة الذي رفع شكواه الى جلالة الملكة يشكوا فيه من الرهبان [جماعة محمد الغرب بابا روما ]حسب زعمك  الذين تحملوا وآكرر تحملوا المخاطر  الصعبة وجاؤ لينيرو ويحرروا عقول القرى المغلوبة على آمرها بسبب الحكم الوراثي المقيت ل آسمى منصب في المنطقة آلا وهو البترييرك , آسمح لي آن آقول لك من الطبيعي آن المستفيدين من الاوضاع حيث الدجاج المحمر والبيض الكبير والسمن البلدي الذي كان يصل الى بيوتهم من قبل البسطاء لا يرغبون آن تتفتح عقول هؤلاء البسطاء والمغلوبين على آمرهم الراضين بالحكم الوراثي للكرسي الرسولي المحلي خوفا من الحاشية المستفيدة التي من آجل مصالحها آرتكبت فيما بعد آخطاء جسيمة والتي لحد هذه اللحظة نعاني منها والتي هي الفتره التي آعتمد فيها آخواني ألاثوريين على ألانكليز ومعاداتهم للكلدان الكاثوليك آلاحرار الممثلين بالقائد آلاسطورة الخالد آغا بطرس حيث حاكوا ضده آكبر خيانة في تاريخ  العراق الحديث من قبل  حاشية البترك وآبعدوه بمساعدة جماعة جلالة الملكة و آرجو من ألاخ العزيز آشور المحترم بما له من آطلاع
واسع آن يخبرنا الكثير عن هذة الفتره المهمة جدا من تاريخ شعببنا , ونحن ننتظر بفارغ الصبر من عزيزنا آشور لما له آطلاع واسع عن تاريخ شعبنا في هذه الرحلة  , وله جزيل الشكر

آشور بيث شليمون:

كل ما قلته عزيزي " فريد " ليس من جعبتي، بل هو موثق تاريخيا وانا لا أقوم بالتهريج اطلاقا. استغفر الله وما قلته ليس حسب زعمي، بل حسب ما جاء به الكاتب.
وكآشوري ومن الكنيسة المشرقية وبكل فخر " نسطوري " أوافق معك لكل التجاوزات والخروقات التي كانت موجودة في الكنيسة والتي يرفضها عامة الشعب اليوم ،علما في الكنيسة الكاثوليكية الخروقات والتجاوزات لهي أعظم بكثير!
إن اعتماد شعبنا الاشوري على الإنكليز في ذلك الحين وفي تلك الظروف لهي أصدق من أي شيء آخر. ما بالك في شعب مهجور ومحاط بالأعداء من كل حدب وصوب فعله؟ وفوق ذلك حتى البعض من إخوتنا مما يسمون " كلدانا " أغلقوا ابواب كنائسهم علينا!
أقول لك صراحة، علينا ان نشكر الحكومة البريطانية التي أنقذت شعبنا وخصوصا في تلك الظروف الحرجة.
ولكن هناك ناحية لا أتفق معك اطلاقا وهي قد يكون القائد آغا بطرس كاثوليكيا، ولكن قوميا هو آشوري بدون أدنى شك ومن ثم قد حصل خيانات وما هنالك ولكن أرجو ألا تحشكها في الأمور العراقية التي كانت " عربية / إسلامية " ومع احترامي لم تكن ولن تكون أمورنا .

الخاتمة:

عذرا، لقد اهملت النص الأخير كونه طويل والكثير منه جاء اعلاه كما ليس له علاقة بالموضوع من جهتي.

والخلاصة، رسالة الأمة الآشورية ليست رسالة حقد وكراهية بقدر ما هي رسالة توضيحية عن الحقائق التاريخية ومن ثم هي رسالة عن شعب حي بأي اسم يكون، كلداني، سرياني وآشوري، المهم هو شعب واحد في وطن واحد ألا وهو الوطن الآشوري/ ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ  ورغم ذلك فالفرد حر كي يختار القومية التي يريدها ولكن قبل أن يفعل ذلك عليه ان يفكر مليا  أنه من سكان الأرض هذه الأرض الآشورية الطيبة، فهو ليس أصلا من دمشق الآرامية ولا من بلاد سومر / كلدو الجنوبية .
وكل ما نريد تحقيقة هو في  سهل نينوى ولا في سهل شنعار أو بادية الشام وغيرها.
إن أي محاولات ضد هذه الفكرة لن تنجح، حيث مجرد تجريد هذه البلاد من أصحابها الشرعيين ( الشعب الآشوري ) بمختلف طوائفه هو مجرد تسليمها إلى الأجانب  سواء من العرب أو الأكراد، حيث  الآشورية وحدها كفيلة بالحفاظ عليها  ولا غيرها من القوميات  التي توا خرجت  من السبات/ Out of  hibernation  سواء الكلدانية او الآرامية .

آشور بيث شليمون
_______________________

186


The Commentaries of Isho’dad of Merve كتاب التعليقات لأفسقف يشوع داد المروزي -

 
Isho’dad was a native of the city of Merv (currently in Turkmenistan), and became bishop of Hadatha, one of the sees belonging to the Metropolitan province of Assyria, in the mid 9th century. He wrote commentaries on most of the books of both the Old and the New Testaments and is considered one of the most important representatives of the tradition biblical exegesis of the Assyrian Church of the East. This volume contains his commentaries on the Acts
of the Apostles and the Epistles in Syriac.

 يشوع داد، أفسقف الحديثة في اقليم آشور في القرن التاسع الميلادي، وتعود أصوله الى مدينة " مرو " من بلاد  " تركمنستان "  اليوم .
 
 ܝܫܘܥ ܕܕ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܚܕܬܐ ܕܒܐܬܘܪ

ܥܠ ܚܝܠܗ ܕܡܪܢ ܝܫܘܥ  ܡܫܝܚܐ ܡܫܪܝܢܢ ܠܡܟܬܒ ܢܘܗܪܐ ܕܟܬܒܐ  ܕܚܕܬܐ ܕܥܡܠ ܘܟܢܫ ܡܢ ܟܬܒܐ ܣܓܝܐܐ ܕܡܦܫܩܢܐ ܘܡܠܦܢܐ ܕܥܕܬܐ ܩܕܝܫܬܐ .  ܠܩܕܝܫܐ ܘܪܚܡ ܝܘܠܦܢܐ ܡܪܝ ܝܫܘܥܕܐܕ ܡܪܘܙܝܐ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܚܕܬܐ/ الحديثة ܕܒܐܬܘܪ ܡܪܢ ܥܕܪܝܢܢ ܘܚܝܠܝܢܢ ܘܚܟܡܝܢܢ ܘܡܢܥܝܢܢ ܠܫܘܡܠܝܐ ܒܛܝܒܘܬܟ ܀
ترجمة النص أعلاه بتصرف:
 
بقوة الرب يسوع المسيح أبدأ في كتابة تفاسير لكتاب العهد الجديد الذي عمل بجمعه من كتب كثيرة للمفسرين والمترجمين للكنيسة المقدسة. لقدسية  ومحب العلم مار يشوع داد المروزي أفسقف " الحديثة " في آثور ، اللهم أسعفنا وقوينا وامنح لنا الحكمة في منتهى طيبتك.

ܫܠܡ ܒܝܕ ܥܘܕܪܢ  ܗܘ ܕܒܪܐ ܥܠܡܐ ܗܢܐ ܥܒܘܪܐ ܟܬ* ܟܬܒܐ ܗܢܐ ܕܢܘܗܪܐ  ܕܣܒܪܬܐ ܡܠܝܬܐ ܢܘܗܪܐ܀  ܕܥܒܝܕ ܠܚܣܝܐ  ܕܘܟܪܢܐ  ܡܪܝ ܝܫܘܥܕܕ ܛܘܒܢܐ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܐܘܚܕܢܐ  ܕܐܬܘܪ ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢܐ ܀  ܘܠܐܠܗܐ ܩܢܘܡܐ ܬܠܬܐ ܫܘܝܢ ܒܦܝܢܐ ܘܐܝܬܘܬܐ ܫܘܒܚܐ ܘܐܝܩܪܐ ܘܣܓܕܬܐ ܕܠܐ ܫܠܘܐ ܒܐܡܝܢܘܬܐ܀ ܐܫܬܠܡ ܟܬܒܐ ܗܢܐ ܒܫܢܬ ܐܠܦ ܕܐܪܝܘܢܐ ܘܬܫܥܡܐܐ ܒܝܕ ܡܢܝܢܐ  ܘܨܕܐ ܘܚܝܬ ܕܠܐ ܒܘܨܪ ܀  ܐܣܬܝܟ ܒܚܝܠ ܛܝܒܘܬܐ ܒܝܪܚ ܐܒ ܣܒܝܣ ܒܚܝܠܝܘܬܐ  ܝܘܕ ܘܛܝܬ ܒܗ ܝܘܡܢܐ ܒܥܪܘܒܬܐ ܕܩܝܛܐ ܐܚܪܝܬܐ ܀ ܐܫܬܪܝ ܟܬܒܐ ܗܢܐ  ܒܐܬܪܐ ܕܨܦܢܐ ܘܐܘܚܕܢܐ ܒܩܪܝܬܗ ܕܐܒܘܢ ܟܐܢܐ ܡܪܝ ܥܒܕܝܫܘܥ ܛܘܒܢܐ܀
انتهى ( الجمع ) بمساعدة الذي خلق هذا العالم الزائل، هذا الكتاب للأضواء و الأمل المليء بالنور وهو عمل المغفور له    مار يشوع داد الطيب الذكر أفسقف اقليم آثور مطلب العلوم* * والى الله العلي بأقانيمه الثلاثة المتساوية في الكينونة وله الحمد والإجلال والسجود بدون انقطاع . انتهت كتابته في سنة الألف وتسعمائة وثمانية وتسعين ( يونانية – أي عام 1687 ميلادية ) بدون نقصان. ثبت بالقوة الطيبة في شهر آب التاسع عشر منه  والموافق ليوم الجمعة الأخيرة لفصل الصيف .  وبدء العمل به في أعمال " صفنا/  ܨܦܢܐ وفي قرية الآب البار مار عبديشوع الطيب ܀

*ܟܬ -  من المحتمل كتبت سهوا من قبل الكاتب زيادة عندما أراد كتابة كلمة الكتاب  ܟܬܒܐ܀
ملاحظات ذات قيمة :
مما أعلاه يبدو أن وجود اقليم آثور ما زال حيا بشعبه الآشوري الى درجة أن الأبا المسيحيين اوجدوا كنية لبلادهم وهي " مطلب العلوم " ما تشاهدها في هذا النص وهذه الكنية استخدمت في شعر العلامة كيوركيس وردا الأربيلي في تقريظه  لبطاركة الكنيسة المشرقية .
** هذه المفردة هي الكنية المستخدمة في وصف بلاد آشور عند الآباء المسيحيين الأقدمين.

آشور بيث شليمون
__________________

187
ملاحظة من الكاتب:

من المؤسف أن أجد في كثير من الأحيان مقالاتي تحذف وبدون إعلامي عن الأسباب. وهذا يحدث عادة على المواضيع القومية التي تؤكد على آشوريتنا، في وقت والمناوؤون لا يزالوا يكتبون وحتى بلهجة غير اخلاقية كي يصف    احدهم كتاب القومية الآشورية بصورة غير مباشرة ب " الكلاب المسعورة /  ܟܠܒܐ ܣܪܝܚܐ "
وهنا سوف اطرح مرة ثانية جوابي للاخ أسكندر مرقس آملا ان لا يحذف وشكرا سلفا.

آشور بيث شليمون
_________________
الأخ مرقس أسكندر المحترم
بعد قراءة مداخلتك أدناه، لا بد ان أعلق عليها بما يلي:
-   اولا، إن الكنيسة المشرقية لم تعرف ب" الكلدانية " في أيامها الأولى وذلك بشهادة المطران لويس ساكو الذي هو من طائفتك بالذات حيث قال بالحرف الواحد في مقال له ( ستجده أدناه ):
" التسميات التاريخية الموثقة هي: كنيسة المشرق عدتا دمدنخا- The Church of the East "  من دون  اضافة الاشورية او الكلدانية..  ".
-   ثانيا، كل ما جئت به عن كنيستنا هو مجرد أساطير وخرافات لا أساس لها من الصحة وقد اختلقها الحاقدون لكنيستنا. وكل ما تردده أنت وغيرك ممن  يسمون بالكلدان عنوة ليس إلا فبركة الأحداث بما يلائم الإكليروس الكلداني الذين يخافون التيار القومي الآشوري فيما إذا اجتاح الكنيسة الكاثوليكية ومن المؤكد سيجرف كل هؤلاء نظرا لتقاعسهم وتآمرهم لا على كنيستنا المشرقية فحسب، بل على قوميتنا الآشورية التي لا تحتاج الى براهين اطلاقا وذلك:
-   آ) إن القومية الآشورية تقف شامخة بأطلالها وآثارها في الشمال وإن كانت صماء بإخراس كل المتشدقين بطمسها من الوجود. و
-   ب) إن ما يسمى ب" الكلدان " في بلاد آشور، ليس إلا خرافة وفبركة من البعض الذين يخافون على مصالحهم وهم يعرفون جيدا ذلك ولكن يحاولون بكل ما في وسعهم تزييف التاريخ والتاريخ في هذه الحالة واضح جدا بانقراض الكلدان في موطنهم/ الجنوب على الخليج قبل القرن الحادي عشر الميلادي.
-   ج) إن استمرا ر وخلود الأمة الآشورية لهو مثبت في الحقبات الرومانية والفارسية بوجود دويلة آشورية في الشمال أي في بلاد آشور، الشيء الذي لا وجود له للكلدان منذ سقوط بابل عام 538 ميلادية. 
-   ثالثا، إن بروز كنيسة آشورية جنبا إلى جنب الكنيسة المسماة بالفارسية / النسطورية لهو موثق تاريخيا في الشمال أي في بلاد آشور.

إن الكنيسة النسطورية  رغم النوائب والمصاعب ظلت شامخة في بروز شخصيات أشورية لهم مكانتهم التاريخية من أمثال طاطيان/ طاطيانوس (  180- 110 ميلادية )، مار نرساي قيثارة الروح القدس في القرن الخامس، العلامة كيوركيس وردا الأربيلي ( ؟ - 1225 ميلادية )، مار عبديشوع الصوباوي ( ؟ - 1318 ميلادية ) وغيره مما يبعث لكنيستنا كل الفخروالإعتزاز.
كما ليكن معلوما أن المطران مار عبديشوع الصوباوي الذي بز العرب شعرا والذي أهمله المنشقون / الكلدان والذي ألف كتاب " الجوهرة/ ܡܪܓܢܝܬܐ ܥܠ ܫܪܪܐ ܕܟܪܝܣܛܝܢܘܬܐ " في حقيقة الديانة المسيحية الذي فيه الشرح المفصل عن عقيدة الكنيسة المشرقية ليعد مرجعا فريدا من نوعه إلى  اليوم.
إن ما أتيت به من أساطير وخرافات مع احترامي لك ليس لها أساس من الصحة، إلا أن الحاقدين أرادوا تشويه كنيستنا التي تقف شامخة بين الكنائس لأعمالها التبشيرية المذهلة حيث وصلت الإرساليات التبشيرية إلى الهند والصين وما زالت آثارها في تلك البقاع باقية  إلى يومنا هذا.
هنا، يمكنك أن تسأل والدك كونه شماسا، عن هذا العلامة مار عبديشوع الصوباوي وكتاب الجوهرة الآنف الذكر، التي يبحث فيه عن حقيقة الديانة المسيحية وفق تعاليم كنيستنا المشرقية .

ادناه: أضع الرابط عن العلامة وأمير الشعر السرياني مار عبديشوع الصوباوي ومن ثم أيضا مقال المطران لويس ساكو الذي يدحض ويفند فيه ادعاءات البعض عن أن الكنيسة المشرقية لم تعرف يوما بالكلدانية إلا عندما بابا روما ( يوجين الرابع ) سمى بعضا من المنشقين والإنضمام الى الكنيسة الكاثوليكية لأول وهلة في قبرص بالكلدان وذلك عام 1443 ميلادية.

http://www.tellskuf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=5622:-------mar-abdisho-metropolitan-&catid=4:2010-03-05-15-23-21&Itemid=38
http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/090704.htm
آشور بيث شليمون
_____________________

188


الأخ فريد وردة كتب يقول:

آلى آلاخ العزيز آشور المحترم

منذ حوالي شهرين وآنا آقرآ كتاباتك عن الشآن المسيحي في وطننا الغالي العراق وبصراحة آقول لك وبكل آمانة بآنها تسر آلاعداء وتفرح اللذين يهمهم تفتيتنا.

آشور بيث شليمون:

أولا، شكرا لإهتمامك بما أكتب، ولكن عزيزي أنا لا اكتب في المواضيع المسيحية عادة، إلا في حال واحدة وهي عندما تتقاطع مع الأمور القومية . ثم إذا تظن ما اكتبه يسر الأعداء، أعتقد هذا مفيد جدا لنا كي نتفادى خلط الأمور الدينية بتلك القومية وهذا ما يوجد مع احترامي الكبير في الإكليروس الكلداني بكثافة إلى درجة حتى أنهم يتركون الأمور الدينية جانبا في كثير من الأحيان والتي هي من إختصاصهم الرئيسي مع الأسف.

الأخ فريد:

آخي العزيز الكتابة بصدق وآمانة هو مانحتاج آليه حتى وآن كان سطر آو سطرين وليس من المفيد آن نكتب في اليوم الواحد ثلاثة آو آربعة مقالات محشوه بالمغالطات عن حقب زمنية هي آصلا   مثار نقاش وبحث وتفنيدحيث عند العثور على آثر آو لوحة طينية جديدة تراها تمحي جميع النظريات والقصص التي قيلة سابقا . فكيف نعرف الحقيقة وآرضنا يوجد فيهاعشرات المواقع وملايين آلاثار والكتابات وآلالواح الطينية والورقية التي لم تكتشف بعد.

آشور بيث شليمون:

شكرا لإهتمامك في أن نكتب بصدق وأمانة، وهذا هو هدفي الرئيسي دائما، أما إذا كان هناك ما اكتبه كما تقول محشو بالمغالطات، هذا المنتدى ( عنكاوا ) خصص هذا الركن لنتحاجج ونتبادل الأراء وهي حالة صحية .
ولكن، علينا ان لا نطلق التهم جزافا بدون تحمل المسؤولية فيما نقوله .  لذلك إذا كان هناك كما تقول مغالطات، أولا كلنا لسنا معصومين من الأخطاء، ولكن المغالطات بدون دعمها بالبراهين لا تعتبر مغالطات بل مع احترامي مجرد كلام فارغ لا قيمة له.
وليكن واضحا، إن  ما قامت به " الكنيسة الكاثوليكية " في تدخلها في شؤون غيرها وهنا أعني المذاهب المسيحية الشرقية سواء النسطورية، اليعقوبية، الملكية وغيرها واضح تماما وفي كتاباتي دوما ذكرت ذلك وهنا لك أفضل مثال ما قام به المرحوم هرمز رسام وهو ابن المنطقة في مقاومة التدخل الكنيسة الكاثوليكية لهو أكبر برهان برفع شكواه لجلالة الملكة البريطانية كما أشرت اليه في كتاباتي .

الأخ فريد :

التهجم على شخص واحد والتنقيص منه ومحاولة محو آسمه هو بالعرف المسيحي لا يصح فكيف وآنت ليل نهار تتهجم على آفراد ومؤسسات ودولة الفاتيكان التي هي الدولة الوحيدة على كوكب آلارض التي آتباعها آكثر من مليارين ومن جميع الجنسيات وهل جميع هؤلاء على خطآ وآنت وطائفتك اللذين لا يتعدون الخمسين الفاعلى صح,

آشور بيث شليمون:

عذرا، إذا كان كشف الحقائق التي مع الأسف يطمسها البعض، وهؤلاء البعض هم رجال الدين، اعتقد هو عمل مفيد وضروري جدا لمسيرتنا القومية  وحتى الدينية.
وأنا في كتاباتي لا أحاول محو وتنقيص من قيمة الفرد، بل بالعكس أحاول جاهدا لتقديم  " الحقائق الجلية " للقراء قدر المستطاع لا اكثر ولا أقل.
ومن ثم عزيزي، إن الديانة المسيحية وعلى لسان قائدها الرب يسوع المسيح له المجد لم يأت إلى البشر ليكون دولا وسلطانا، حيث دولته وسلطانه لا توجد إلا في السماء وليس على هذه الأرض الزائلة!

الأخ فريد:

وآلان تعال معي عزيزي القارئ ولاحظ كيف يغالط نفسه من نفس المقال حيث آلاقتباس

لأن نجاح البابوية في ديارنا كان سببه ثقافي، إذ فتحت المدارس العديدة والمزودة بالمطابع التي كانت قفزة نحو الأمام في تلك الفترة، ولكن كل هذا كان مشروطا بالإنضواء تحت الراية الكاثوليكية   آنتهى آلاقتباس وآلان آدعو القارئ العزيز آن يكون حذرا ويحذر ويكشف الزيف خدمة لشعبناالذي يعاني حتى من المحسوبين عليه.

آشور بيث شليمون:

أولا، أعيد وأكرر إن الكنيسة الكاثوليكية تحاول بشتى الطرق لبسط نفوذها، وهنا أؤكد " نفوذها " لا الديني بل الأرضي – والذي يخالف المسيحية - وهو بفتح المدارس والجامعات وغيرها حيث من خلال ذلك تتدخل في أمور الأهلين وهم المسيحيون أصلا.
وليكن واضحا، نحن لسنا ضد هذه الجهود الثقافية، بل كونها طرق مخادعة لتمزيق كنائسنا المحلية وهو ما حصل فعلا، في وقت كل هذه الجهود لم تكسب مواطنا واحدا من غير المسيحيين – الذين كانوا أصلا مسيحيين قبل الغزو العربي الإسلامي - ان يتقبلوا الدعوة المسيحية، حيث سأكون من الناس الأولين بالترحيب بهم! ولكن الذي حصل تاريخيا، أن الكنيسة الكاثوليكية في كثير من الأحيان تآمرت على الشعوب المسيحية وهذا موضوع آخر.

دم لأخيك/  آشور بيث شليمون
____________________

189
من ذكرياتي الشخصية عن رجالات الأمة الآشورية

 

الحلقة الأولى

 

من ذكرياتي الشخصية عن رجالات الأمة الآشورية ، الذي سأقدمه في حلقات ، حيث سأذكر بعضا من المعلومات عن هؤلاء الجهابذة التي لم تذكرجوانب منها  أو تم ذكرها من الآخرين ولكن بصورة مختلفة  .

 

حديثي هذا سيغطي قسما من هؤلاء الذين عرفتهم خلال أناس تم احتكاكي بهم وأولهم والدي المرحوم ( رابي شليمون زومايا بيث شليمون )  وغيرهم من خلال جهودي الشخصية ، هذا اسمحوا لي ألا أتجاهل دور والدي المرحوم القومي في شخصيتي التي وصلت بي إلى حد الادمان بشغف وحب قوميتي الآشورية لأن أتحدث ولو باختصار عنه وللذين يبغون المزيد عنه ما عليهم إلا العودة إلى مجلة كوكبا آثورايا (  العدد الأول ، فصل الربيع لعام 2002 ص46 )  وكذلك يمكنكم الإضطلاع على كتاب "  شني دأسقوثا / السنوات الصعاب 2003 ، ص 143 " للمرحوم عبديشوع دبارزانه  .

والدي المرحوم ولد في عام 1892 ميلادية في منطقة حكاري ( جبال آشور ) كما كان يحلو له تسميتها .

قبل الحرب العالمية الأولى التحق بالكلية الأميركية في مدينة أورمية للدراسة ولكن نشوب الحرب العالمية الأولى لم تمكنه من اتمام دراسته حيث الى جانب فقدان والده فقد أخيه الأصغربسنتين نظرا للمذابح التي تعرض لها شعبنا في مذبحة  " خوي "  الإيرانية حيث مات رميا بالرصاص مع الآخرين من شعبنا  قبل التحاق والدي بعائلته في أورمية  حيث وجد نفسه أمام مسؤولية كبرى ألا وهي تربية ثلاثة من إخوته وأخت واحدة وهم صغار السن الذين نجوا من المذبحة بأعجوبة .

إن عائلة بيث شليمون لهي عائلة كبيرة تنتمي ل " بني ماثا " من أعمال  " تخوما " العشيرة الآشورية التي ينتمي إليها كل من المغفور له  " مار توما أودو " ورفيقه وزميله الحبيب المعروف ب  " خواجة شليمون / آبا سولومون * " والإثنان  كاثوليكي المذهب ومن العائلة التي أنتمي إليها أي بيث شليمون / سولومون .

في هذه الحلقات سأغطي تباعا كل هذه الشخصيات التالية وذلك بتسلل معرفتي الشخصية بهم  وأول هؤلاء سيكون في الحلقة الأولى ، المغفور له  " يوسف مالك " ومن بعده : المغفورين لهم  " سنحاريب بالي "  و " دافيد برلي برصوم "و " نعوم فائق "  من الولايات المتحدة  و " فريد إليا نزها " من الأرجنتين و " أبروهوم كبرئيل صوما " من البرازيل .

 

المغفور له يوسف مالك

 

نظرا لمكانة والدي في الأوساط القومية الآشورية كما قلت أعلاه فكان لي معرفة شخصية بقادة أحداث 1933 المشؤومة الرئيسيين وهما كل من المغفور له  مالك لوكو شليمون بداوي ( بيث داود ) ومالك يعقوب مالك إسماعيل وإلى جانب ذلك الأستاذ ليفون دي مار شمعون وغيرهم .

في أواخر الخمسينيات ( 1948- 1949 ) كانت هناك فكرة تهجير الآشوريين السوريين إلى دولة " البرازيل " في أميركا الجنوبية وعلى إثرها تشكلت لجنة مؤلفة من الأشخاص التالية : ملك دانيال إسماعيل ، ملك لوكو شليمون بداوي، ليفون دي مار شمعون والسيد يوسف مالك .

إن هذه اللجنة كانت لها إجتماعات دورية تتدارس الوضع ولتنسيق العمل للمضي قدما بالمشروع وفي كثير من الأحيان كانت الاجتماعات هذه تعقد في بيتنا ( تل سكرا ) في منطقة الخابور من أعمال محافظة الجزيرة / الحسكة  وعلى هذا الأساس كطفل كنت على علم بما يجري في مثل هذه الإجتماعات حيث كان إسم السيد " يوسف مالك " الموجود في لبنان وقتئذ يتردد في كثير من الأحيان أضف إلى ذلك كنت قد شاهدت أعدادا من جريدته  "  أثرا/ الوطن  " في مكتبة والدي والتي كانت تصدر من بيروت باللغات الآشورية والانكليزية و الفرنسية والتي كان مصدر تمويلها الجالية الآشورية في الولايات المتحدة وخصوصا  " الاتحاد القومي  الآشوري الأميركي " علما أن والدي كانت تصل إليه كثيرا من هذه المطبوعات القومية الأخرى من الولايات المتحدة الأميركية وعلى سبيل امثال "  ناطورا أومثانايا " و آثورايا / Assyrian  The New  " وسبرزبنا "  Sparzabna إلى حد أن قوات الأمن في كثير من الأحيان داهمت بيتنا وذلك إثر شكاوى شعبنا للأسف بالذات ، شخصيا أذكر بنفسي مرتين منها .

إن المغفور له " يوسف مالك " كان نشطا جدا في القضية الآشورية وكتابه " الخيانة البريطانية للآشوريين " يعد من أروع الكتب في القضية الآشورية إلى الآن .

هذا إلى جانب ما ذكرته فقد أشترك في تحرير أدبيات  ما يسمى " بالهيئة التحريرية الآشورية  Assyrian Liberation Committee/ " حيث كانت تصدر منشورات دورية باللغة الانكليزية التي كانت تحت إشرافه الشخصي وفي مكتبتي أعداد منها .

أما مشروع تهجير الآشوريين إلى البرازيل قد تم إجحاضه بناء لما أورده السيد يونان ملك لوكو شليمون بداوي في مقال نشرله في مجلة " كوكبا آثورايا /   Assyrian Star   " منذ بضع سنوات ، والسبب من ورائه بطريرك الكلدان وقتئذ حيث لما علم بقصة تهجير الآشوريين والتي كان المتفق بها من قبل " الفاتيكان " دفع بعضا من نفقات السفر ، حيث البطريرك الكلداني هو الآخر طلب تهجير طائفته أيضا وهنا كانت المشكلة بان " الفاتيكان " ليس بوسعها القيام بذلك حيث آشوريي الخابور وقتها لم يكونوا إلا بضعة آلاف بينما الكلدان في ذلك الوقت من الممكن أن يكونوا أكثر بكثير .

 

والجدير بالذكر أني  قضيت سني دراستي المتوسطة والثانوية في مدرسة داخلية بمدينة حمص السورية وإحدى المرات في عطلة عيد الميلاد فضلت زيارة عمي ( ابن عم والدي ) المقيم وقتئذ في بيروت لأن السفر شتاء كان صعبا جدا للوصول إلى الجزيرة مكان  موطني حيث  أحيانا  قد تأخذ أكثر من يوم واحد .

و أذكر أن جرى الحديث في بيت عمي عن المغفور له " يوسف مالك  " عندئذ طلبت من عمي لو يكون بوسعي مقابلته – كنت وقتها حدثا -  عندئذ كان عمي إيجابيا وبابتسامة قال لي " أتريد مقابلته خوني " قلت نعم ، قال غدا صباحا سآخذك وهو كان يسكن كما قال لي في مدينة بيروت في حي " الخندق الغميق " على ما أذكر .

لا أدري كيف مضت الساعات حتى انني كنت أفيق مرارا ولا أصدق متى سيحين الوقت ، وبالفعل جاء الصباح وبعد أن  تناولنا الفطور أخذنا " التاكسي " إلى مكان إقامته في حي خندق الغميق وتوجهنا إلى داره على ما أذكر كانت بناية كبيرة بشقق كثيرة ودق عمي جرس شقته ودخلنا سوية وبعدها أن سلم عمي عليه حيث رحب به من المؤكد كان يعرفه قبلا وأشار إلي وقال له هذا " إبن عمي ابن رابي شليمون " ألح إلي أن يقابلك شخصيا حيث مد يده على رأسي بلطف وبابتسامة عريضة إذ رحب بنا أجمل ترحاب ولكن كان يبدو بالفعل طاعنا بالسن حيث قادنا إلى غرفة كانت فيه طاولة كبيرة وعليها عدد لا يحصى   من الجرائد والدوريات باللغات  العربية والأجنبية .  في وقت انهمك عمي معه بالكلام كنت شخصيا أقلب الجرائد والمجلات وبعد حوالي ساعة من الزمن وبعد أن قدمت الشاي لنا حسب العادة الآشورية استودعناه شاكرين ، ومن المؤسف لم تمض إلا بضعة أشهر من هذا اللقاء سمعنا بخبر وفاته  الذي كان في 26 من شهر حزيران لعام 1959 الذي كان له دويا مريرا لا يقاس في أمته الآشورية التي أحبته وأحبها في كل مكان من المعمورة .

بالحقيقة لا أتذكر أكثر من هذا ولكن أمنيتي تحققت وكم كانت فرحتي عظيمة . ومن كان يعلم يومها ان الأيام  ستدور  كي يقذف بي الزمن  في الولايات المتحدة الأميركية وأن أتبوأ  محررا لمجلة " كوكبا آثورايا / Assyrian Star  " لسان حال الاتحاد القومي الآشوري الأميركي حيث أحدثت في المجلة فور تسلمي زمام   الأمور  التي كانت غالبا باللغة الإنكليزية وبضع صفحات باللغة الأشورية لأن أوسع الركن الآشوري إلي عدة صفحات كما أدخلت اللغة العربية لأول مرة فيها كما اقترحت أن نكتب في كل عدد ترجمة عن حياة رجالات الأمة الآشورية مع تصدر صورهم غلاف المجلة ومن هؤلاء كان المرحوم والمغفور له " يوسف مالك "  وتبعه آخرون من امثال : فريد اليا نزها ، سنحريب بالي ، مالك يعقوب والبطريك ( وقتئذ مطران بيروت ) المغفور له مثلث الرحمات مار بيداويد وغيره . أضف إلى ذلك ظهرت المجلة لأول مرة حيث الاسم ظهر باللغة المسمارية التي رتبتها بنفسي .

 

كما لا أنسى ، بعد مدة  من صدور العدد من المجلة الذي  يتصدر صورة المرحوم يوسف مالك غلافها ،  حيث استلمت رسالة من مدينة ديترويت الأميركية من شخص اسمه على ما أذكر  " يوسف الناظر " حيث كتب لي شاكرا على ما فعلناه ورسالته كانت طويلة لا أستطيع سردها هنا ولكن المهم كان فرحا جدا وأثنى بما قمنا به و بعثت له برسالة شكر جوابية أيضا .

تنويه : مرة صادفت في أحد المواقع التابعة  ل " الحزب القومي السوري الاجتماعي " أنه راسل مؤسس الحزب " أنطون سعادة " وقد طبعت ذلك ولكن لكون مكتبي الشخصية مكتظة بكثير من المواد التي احتفظت بها زد إلى ذلك في السنة الماضية لارتفاع مياه المجاري التي دخلت القبو وفي مكتبتي فقدت كثيرا من محفوظاتي ولكن

سأحاول قدر الامكان البحث عنها بالتأكيد .

 

*أبا سولومون أو المعروف عادة ب " الخواجه شليمون " تلقى علومه ( في أواخر القرن التاسع عشر ) في مدرسة الدونيميكان الكاثوليك في مدينة الموصل ، وكان يتقن أكثر من سبع لغات حيث شاه إيران طلب يوما من الدولة العثمانية بأستاذ خاص لأولاده والسلطان العثماني أرسله " الخواجه شليمون " وعلى إثرها كتب  شاه إيران للسلطان العثماني أن يبعث بشخص آخر كون خواجه شليمون مسيحي الديانة ولكن السلطان العثماني رد على الشاه بما يلي " هذا الذي بحوزتي " وما عليك إلا الرفض أو القبول ،عندئذ رضخ الشاه بالأمر الواقع وتقبله معلما لأولاده .

هذا كما أذكر في مطرانية السريان الأرثوذكس وجدت كتابا مطبوعا باللغة السريانية وباللهجة والحروف المشرقية ، بالحقيقة لم يكن لي متسع من الوقت لمعرفة ماهيته الحقيقية وما أستطيع ذكره أنه كان عن العلامة ابن العبري وفي المقدمة وباللغة اللاتيتية وجدت ذكر اسم  " أبا سولومون " ولكن لا أدري دوره في كل هذا .

ملاحظة : أرجو ممن يعرف شيئا عن هذا الكتاب  أن يزودني بمعلومات أكثر وسأكون له من الشاكرين .

190
من ذكرياتي الشخصية عن رجالات الأمة الآشورية

 

الحلقة الأولى

 

من ذكرياتي الشخصية عن رجالات الأمة الآشورية ، الذي سأقدمه في حلقات ، حيث سأذكر بعضا من المعلومات عن هؤلاء الجهابذة التي لم تذكرجوانب منها  أو تم ذكرها من الآخرين ولكن بصورة مختلفة  .

 

حديثي هذا سيغطي قسما من هؤلاء الذين عرفتهم خلال أناس تم احتكاكي بهم وأولهم والدي المرحوم ( رابي شليمون زومايا بيث شليمون )  وغيرهم من خلال جهودي الشخصية ، هذا اسمحوا لي ألا أتجاهل دور والدي المرحوم القومي في شخصيتي التي وصلت بي إلى حد الادمان بشغف وحب قوميتي الآشورية لأن أتحدث ولو باختصار عنه وللذين يبغون المزيد عنه ما عليهم إلا العودة إلى مجلة كوكبا آثورايا (  العدد الأول ، فصل الربيع لعام 2002 ص46 )  وكذلك يمكنكم الإضطلاع على كتاب "  شني دأسقوثا / السنوات الصعاب 2003 ، ص 143 " للمرحوم عبديشوع دبارزانه  .

والدي المرحوم ولد في عام 1892 ميلادية في منطقة حكاري ( جبال آشور ) كما كان يحلو له تسميتها .

قبل الحرب العالمية الأولى التحق بالكلية الأميركية في مدينة أورمية للدراسة ولكن نشوب الحرب العالمية الأولى لم تمكنه من اتمام دراسته حيث الى جانب فقدان والده فقد أخيه الأصغربسنتين نظرا للمذابح التي تعرض لها شعبنا في مذبحة  " خوي "  الإيرانية حيث مات رميا بالرصاص مع الآخرين من شعبنا  قبل التحاق والدي بعائلته في أورمية  حيث وجد نفسه أمام مسؤولية كبرى ألا وهي تربية ثلاثة من إخوته وأخت واحدة وهم صغار السن الذين نجوا من المذبحة بأعجوبة .

إن عائلة بيث شليمون لهي عائلة كبيرة تنتمي ل " بني ماثا " من أعمال  " تخوما " العشيرة الآشورية التي ينتمي إليها كل من المغفور له  " مار توما أودو " ورفيقه وزميله الحبيب المعروف ب  " خواجة شليمون / آبا سولومون * " والإثنان  كاثوليكي المذهب ومن العائلة التي أنتمي إليها أي بيث شليمون / سولومون .

في هذه الحلقات سأغطي تباعا كل هذه الشخصيات التالية وذلك بتسلل معرفتي الشخصية بهم  وأول هؤلاء سيكون في الحلقة الأولى ، المغفور له  " يوسف مالك " ومن بعده : المغفورين لهم  " سنحاريب بالي "  و " دافيد برلي برصوم "و " نعوم فائق "  من الولايات المتحدة  و " فريد إليا نزها " من الأرجنتين و " أبروهوم كبرئيل صوما " من البرازيل .

 

المغفور له يوسف مالك

 

نظرا لمكانة والدي في الأوساط القومية الآشورية كما قلت أعلاه فكان لي معرفة شخصية بقادة أحداث 1933 المشؤومة الرئيسيين وهما كل من المغفور له  مالك لوكو شليمون بداوي ( بيث داود ) ومالك يعقوب مالك إسماعيل وإلى جانب ذلك الأستاذ ليفون دي مار شمعون وغيرهم .

في أواخر الخمسينيات ( 1948- 1949 ) كانت هناك فكرة تهجير الآشوريين السوريين إلى دولة " البرازيل " في أميركا الجنوبية وعلى إثرها تشكلت لجنة مؤلفة من الأشخاص التالية : ملك دانيال إسماعيل ، ملك لوكو شليمون بداوي، ليفون دي مار شمعون والسيد يوسف مالك .

إن هذه اللجنة كانت لها إجتماعات دورية تتدارس الوضع ولتنسيق العمل للمضي قدما بالمشروع وفي كثير من الأحيان كانت الاجتماعات هذه تعقد في بيتنا ( تل سكرا ) في منطقة الخابور من أعمال محافظة الجزيرة / الحسكة  وعلى هذا الأساس كطفل كنت على علم بما يجري في مثل هذه الإجتماعات حيث كان إسم السيد " يوسف مالك " الموجود في لبنان وقتئذ يتردد في كثير من الأحيان أضف إلى ذلك كنت قد شاهدت أعدادا من جريدته  "  أثرا/ الوطن  " في مكتبة والدي والتي كانت تصدر من بيروت باللغات الآشورية والانكليزية و الفرنسية والتي كان مصدر تمويلها الجالية الآشورية في الولايات المتحدة وخصوصا  " الاتحاد القومي  الآشوري الأميركي " علما أن والدي كانت تصل إليه كثيرا من هذه المطبوعات القومية الأخرى من الولايات المتحدة الأميركية وعلى سبيل امثال "  ناطورا أومثانايا " و آثورايا / Assyrian  The New  " وسبرزبنا "  Sparzabna إلى حد أن قوات الأمن في كثير من الأحيان داهمت بيتنا وذلك إثر شكاوى شعبنا للأسف بالذات ، شخصيا أذكر بنفسي مرتين منها .

إن المغفور له " يوسف مالك " كان نشطا جدا في القضية الآشورية وكتابه " الخيانة البريطانية للآشوريين " يعد من أروع الكتب في القضية الآشورية إلى الآن .

هذا إلى جانب ما ذكرته فقد أشترك في تحرير أدبيات  ما يسمى " بالهيئة التحريرية الآشورية  Assyrian Liberation Committee/ " حيث كانت تصدر منشورات دورية باللغة الانكليزية التي كانت تحت إشرافه الشخصي وفي مكتبتي أعداد منها .

أما مشروع تهجير الآشوريين إلى البرازيل قد تم إجحاضه بناء لما أورده السيد يونان ملك لوكو شليمون بداوي في مقال نشرله في مجلة " كوكبا آثورايا /   Assyrian Star   " منذ بضع سنوات ، والسبب من ورائه بطريرك الكلدان وقتئذ حيث لما علم بقصة تهجير الآشوريين والتي كان المتفق بها من قبل " الفاتيكان " دفع بعضا من نفقات السفر ، حيث البطريرك الكلداني هو الآخر طلب تهجير طائفته أيضا وهنا كانت المشكلة بان " الفاتيكان " ليس بوسعها القيام بذلك حيث آشوريي الخابور وقتها لم يكونوا إلا بضعة آلاف بينما الكلدان في ذلك الوقت من الممكن أن يكونوا أكثر بكثير .

 

والجدير بالذكر أني  قضيت سني دراستي المتوسطة والثانوية في مدرسة داخلية بمدينة حمص السورية وإحدى المرات في عطلة عيد الميلاد فضلت زيارة عمي ( ابن عم والدي ) المقيم وقتئذ في بيروت لأن السفر شتاء كان صعبا جدا للوصول إلى الجزيرة مكان  موطني حيث  أحيانا  قد تأخذ أكثر من يوم واحد .

و أذكر أن جرى الحديث في بيت عمي عن المغفور له " يوسف مالك  " عندئذ طلبت من عمي لو يكون بوسعي مقابلته – كنت وقتها حدثا -  عندئذ كان عمي إيجابيا وبابتسامة قال لي " أتريد مقابلته خوني " قلت نعم ، قال غدا صباحا سآخذك وهو كان يسكن كما قال لي في مدينة بيروت في حي " الخندق الغميق " على ما أذكر .

لا أدري كيف مضت الساعات حتى انني كنت أفيق مرارا ولا أصدق متى سيحين الوقت ، وبالفعل جاء الصباح وبعد أن  تناولنا الفطور أخذنا " التاكسي " إلى مكان إقامته في حي خندق الغميق وتوجهنا إلى داره على ما أذكر كانت بناية كبيرة بشقق كثيرة ودق عمي جرس شقته ودخلنا سوية وبعدها أن سلم عمي عليه حيث رحب به من المؤكد كان يعرفه قبلا وأشار إلي وقال له هذا " إبن عمي ابن رابي شليمون " ألح إلي أن يقابلك شخصيا حيث مد يده على رأسي بلطف وبابتسامة عريضة إذ رحب بنا أجمل ترحاب ولكن كان يبدو بالفعل طاعنا بالسن حيث قادنا إلى غرفة كانت فيه طاولة كبيرة وعليها عدد لا يحصى   من الجرائد والدوريات باللغات  العربية والأجنبية .  في وقت انهمك عمي معه بالكلام كنت شخصيا أقلب الجرائد والمجلات وبعد حوالي ساعة من الزمن وبعد أن قدمت الشاي لنا حسب العادة الآشورية استودعناه شاكرين ، ومن المؤسف لم تمض إلا بضعة أشهر من هذا اللقاء سمعنا بخبر وفاته  الذي كان في 26 من شهر حزيران لعام 1959 الذي كان له دويا مريرا لا يقاس في أمته الآشورية التي أحبته وأحبها في كل مكان من المعمورة .

بالحقيقة لا أتذكر أكثر من هذا ولكن أمنيتي تحققت وكم كانت فرحتي عظيمة . ومن كان يعلم يومها ان الأيام  ستدور  كي يقذف بي الزمن  في الولايات المتحدة الأميركية وأن أتبوأ  محررا لمجلة " كوكبا آثورايا / Assyrian Star  " لسان حال الاتحاد القومي الآشوري الأميركي حيث أحدثت في المجلة فور تسلمي زمام   الأمور  التي كانت غالبا باللغة الإنكليزية وبضع صفحات باللغة الأشورية لأن أوسع الركن الآشوري إلي عدة صفحات كما أدخلت اللغة العربية لأول مرة فيها كما اقترحت أن نكتب في كل عدد ترجمة عن حياة رجالات الأمة الآشورية مع تصدر صورهم غلاف المجلة ومن هؤلاء كان المرحوم والمغفور له " يوسف مالك "  وتبعه آخرون من امثال : فريد اليا نزها ، سنحريب بالي ، مالك يعقوب والبطريك ( وقتئذ مطران بيروت ) المغفور له مثلث الرحمات مار بيداويد وغيره . أضف إلى ذلك ظهرت المجلة لأول مرة حيث الاسم ظهر باللغة المسمارية التي رتبتها بنفسي .

 

كما لا أنسى ، بعد مدة  من صدور العدد من المجلة الذي  يتصدر صورة المرحوم يوسف مالك غلافها ،  حيث استلمت رسالة من مدينة ديترويت الأميركية من شخص اسمه على ما أذكر  " يوسف الناظر " حيث كتب لي شاكرا على ما فعلناه ورسالته كانت طويلة لا أستطيع سردها هنا ولكن المهم كان فرحا جدا وأثنى بما قمنا به و بعثت له برسالة شكر جوابية أيضا .

تنويه : مرة صادفت في أحد المواقع التابعة  ل " الحزب القومي السوري الاجتماعي " أنه راسل مؤسس الحزب " أنطون سعادة " وقد طبعت ذلك ولكن لكون مكتبي الشخصية مكتظة بكثير من المواد التي احتفظت بها زد إلى ذلك في السنة الماضية لارتفاع مياه المجاري التي دخلت القبو وفي مكتبتي فقدت كثيرا من محفوظاتي ولكن

سأحاول قدر الامكان البحث عنها بالتأكيد .

 

*أبا سولومون أو المعروف عادة ب " الخواجه شليمون " تلقى علومه ( في أواخر القرن التاسع عشر ) في مدرسة الدونيميكان الكاثوليك في مدينة الموصل ، وكان يتقن أكثر من سبع لغات حيث شاه إيران طلب يوما من الدولة العثمانية بأستاذ خاص لأولاده والسلطان العثماني أرسله " الخواجه شليمون " وعلى إثرها كتب  شاه إيران للسلطان العثماني أن يبعث بشخص آخر كون خواجه شليمون مسيحي الديانة ولكن السلطان العثماني رد على الشاه بما يلي " هذا الذي بحوزتي " وما عليك إلا الرفض أو القبول ،عندئذ رضخ الشاه بالأمر الواقع وتقبله معلما لأولاده .

هذا كما أذكر في مطرانية السريان الأرثوذكس وجدت كتابا مطبوعا باللغة السريانية وباللهجة والحروف المشرقية ، بالحقيقة لم يكن لي متسع من الوقت لمعرفة ماهيته الحقيقية وما أستطيع ذكره أنه كان عن العلامة ابن العبري وفي المقدمة وباللغة اللاتيتية وجدت ذكر اسم  " أبا سولومون " ولكن لا أدري دوره في كل هذا .

ملاحظة : أرجو ممن يعرف شيئا عن هذا الكتاب  أن يزودني بمعلومات أكثر وسأكون له من الشاكرين .

 

191
كشف المغالطات التي وراءها الباحث هنري بدروس كيفا !

هنري بدروس كيفا وسياسة التهميش المقصودة والتي تنفث بالكراهية والبغضاء، مواصفات لا مسيحية ولا حتى إنسانية على الأطلاق .

الإخوة القراء:

دون شك أن الموضوع شائك وفيه كثير من الهفوات قد يكون منها مقصودا ، وخاصة عندما نبحث الأمور اللغوية.
ومن المعلوم لإخوتنا القراء وخاصة على هذا الموقع الذي يفتح لنا المجال على مصراعيه لقول كلمة الحق . كما أنه من المؤسف أن رغم وجود الملايين من المواقع في العالم ، ولكن يظل البعض مقوقعين في أنفسهم ولا يسمحون بحرية الكلمة ، لماذا ؟ والسؤال واضح جدا لأن بمقدور البعض ان يفضحوا أفكارهم الخاطئة ، ومن هؤلاء على سبيل الذكر السيد هنري بدروس كيفا، حيث يدير موقعا أليكترونيا تحت تسمية ، " التنظيم الآرامي الديمقراطي” ، هذا الموقع الذي يجتمع فيه كل المناوئين للفكر الآشوري المعاصر وخاصة المتكلدنين الجدد .

ومن الطريف جدا، أنه تجد كتابات هؤلاء المتكلدنين الجدد والتي غالبا حتى لا يؤمنون بالفكر الآرامي فيه وكذلك الأمر هناك ما يسمى " موقع كلدايا نت " هو الآخر تظهر فيه كتابات من امثال السيد كيفا، والتي لا تتقيد بهدف الموقع الكلداني ولكن يكفي أنهم ضد الشعب الآشوري . وهنا أترك للقارئ الحبيب أن يستنتج لنفسه المقصود منه !

وقبل أن أرد على السيد كيفا، طبعا سيكون ردي بإقتضاب لأنه عندي موضوع طويل حيث غطيت كثيرا من جوانبه والتي هي منشورة في كثير من المواقع ، وفي هذه العجالة سأرد على مزاعمه الركيكة والعشوائية :

موضوع اللغة:

ليس هناك أدنى شك، أن هناك طائفة من الشعوب والتي أحيانا وطبق التوراة سميت بالشعوب السامية ( وفق نظرية الأنساب ) حيث هناك رابط لغوي بينها لا يستطيع أحد نكرانه، وكذلك اللغويون عادة يقسمون هذه الطائفة وفق مناطقها الجغرافية، علما أن كل الدراسات اللغوية تثبت ان اللغات تتطور وإلى جانب تطورها عادة لا تبقى معزولة بل تتأثر بالشعوب المجاورة والعكس، فمثلا اللغة العربية تأثرت باللغات الأفريقية حيث تجد فيها مفردات غير عربية او سامية وكذلك الأمر اللغات السامية الشمالية والتي تتصدرها البابلية الآشورية، العمورية، الكنعانية ، الفينيقية، الإبلية ، العبرية والآرامية التي تأثرت باللغات غير السامية وعلى سبيل المثال من اللغة السومرية . ومثال بسيط جدا وهو أن تسمية " الهيكل " هي ( هيكالو أو إيكالو e-gal ) التي دخلت في لغاتنا السامية عن طريق البابلية الآشورية من اللغة السومرية.
ومن اجل اختصار الكلام الذي نحن بصدده، ليس هناك ادنى شك بأن اللغات السامية قريبة جدا لبعضها البعض وخصوصا تلك اللغات السامية من الطائفة الشمالية التي هي لغات الهلال الخصيب المذكورة آنفا.

لا يجد المرء شعب من هذه الشعوب السامية تكلم او نطق بلغة غير لغته، أي كل هذه الشعوب عندما وجدت وجدت اللغة معه لأنه كان في الأصل شعبا واحدا وسيكون من الغباء كما يدعيان السيد الباحث هنري بدروس كيفا والدكتور أسعد صوما أسعد مع احترامي، ان أحدا من هذه الشعوب وجد بدون لغة ، بل عندما وجد الشعب نفسه رافقته اللغة وكانت في كثير من الأحيان هي نفس اللغة التي رافقت الشعوب الأخرى الشقيقة، وإذا كان هناك فارق، وهو من الطبيعي ان يحصل لعوامل الزمن والجغرافيا ، ولكن غالبا هناك الكثير مما يجمعها والذي هو أكبر بكثير مما يفرقها.

إن مقولة السيدين كيفا وأسعد وكذلك غيرهما، أن الهلال الخصيب تكلم اللغة الآرامية، حجة ميتة في مهدها، وغير مقبولة تماما. إن انتشار هذه الفكرة السخيفة انتشرت مع المسيحية ، والتي تبنى أن السيد المسيح كانت لغته آرامية، نظرية هزيلة لا المنطق يقبلها ولا التاريخ – علما اني كتبت في الموضوع بإطناب ويمكنكم الرجوع إليه وعلى هذا الموقع تحت " هل تكلم السيد المسيح اللغة الارامية؟ " ومن ثم عادة يتم إنتشار اللغات بحسب قوة شعوبها، على سبيل المثال ، اللغة الإنكليزية، الفرنسية، الإسبانية ، البرتغالية والعربية ، وهنا لا أدري كيف استطاع الآراميون حتى لو قبلنا بها، لأن الآراميين رغم كل ما يقولونه عنهم دعاة الآرامية يبقون في كل حياتهم مجزئين وغير موحدين وحتى لم يشكلوا دولة بمعنى الكلمة !
إن شعوب الهلال الخصيب تكلموا بلغة سامية جد قريبة بعضها لبعض كما قلنا، حيث أيام إنتشار الكتابة الأبجدية الموحدة وظهور المسيحية ، كل هذا وحد هذه الشعوب في بوتقة واحدة والتي سميت بالشعوب السريانية، وهنا بمعزل عن كيفية الأخذ بالتسمية هذه وأصولها، هناك حقيقة واحدة أن اللغة الجديدة صلتها بالآرامية ليست أكثر بصلة اللغات الأخرى على سبيل المثال البابلية الآشورية.
وقبل الختام أضع امام القراء النص الحرفي للسيد هنري بدروس كيفا أدناه:

" لا يوجد أي شك أن السريان ظلوا يشكلون أكثرية حتى بعد دخول العرب إلى سوريا وبيث أراماي، فأطلق العرب تسمية بلاد الشام على سوريا والعراق على بلاد الأراميين .... "
لدحض مزاعم السيد كيفا أقول:

أولا، إن السريان لم يكن يقصد بهم يوما الشعب الآرامي لوحده، بل ضمنا كل الشعوب التي دخلت المسيحية ومنها البابلية الآشورية، الكنعانية، الفينيقية، الإبلية، العمورية، والآرامية . إلا في حال تهشيم هذه الشعوب بالفكر الآرامي المتزمت على غرار العروبة التي تجعل الشعوب عربية من المغرب إلى الخليج.
ثانيا، إن مفردة السريان إذا كان لها علاقة فتلك العلاقة هي مع " الآشورية " وليس مع الآرامية كما يدعي السيد كيفا، حيث التفاسير الأخرى لا منطق اطلاقا.

ثالثا، إن الهلال الخصيب أي الدول القائمة اليوم ، سوريا، العراق، لبنان، فلسطين والأردن لم تسمى يوما ببلاد الآراميين وهي حقيقة لا تقبل الجدل . وإن السيد كيفا هو ومن معه الذين يحملون الفكر الآرامي، هم الوحيدون الذين يأتون بمثل هذه الأفكار من عندهم وبدون أي دليل يدعم أفكارهم.

رابعا، إن العرب لم يطلقوا تسمية بلاد الشام على سوريا والعراق، بل التسمية هذه خصت على ما يسمى " سوريا الطبيعية " من دون العراق . هذه المعلومة يعرفها الطلاب حتى في الصف الرابع الابتدائي والتي يجهلها أو يتجاهلها السيد كيفا للاسف!

والخلاصة، إن السيد كيفا، يمكنه فرض أفكاره الهزيلة هذه، ولكن للمتطلعين والإختصاصيين تبقى مهزلة من المهازل وكما المثل الأميركي يذهب: " يمكن الفرد أن يحاول أن يأخذ حصانه إلى الماء، ولكن لا يستطيع أن يرغمه لشرب الماء " ، وهذه القصة تنطبق على السيد كيفا المحترم.

آشور بيث شليمون
___________________

192


الحقد اليهودي ما زال يلاحق الآشوريين

إن هذا العنوان حقيقة ليس الذي أخترته شخصيا، بل اقتبسته من مقال ظهر لأول مرة في مجلة " سومر " في عدها الثامن والمؤرخ في 18 تموز 1992  وهنا قبل أن أضيف مداخلتي، أحب أن أطلع القراء الأحباء ما جاء فيه باقتضاب ومن ثم سيكون لي تعليق مهم جدا والذي سأضيفه اليه والآن مع مقدمة المقال:

" الآشوريون اليوم بمختلف تسمياتهم التي كونتها المذهبية الدخيلة إلى كلدان وسريان، هم اليوم في الجزيرة الشامية يتطلع البعض منهم ( يا ريت، إضافة مني حيث اصبحت الكل مع الأسف )  للهجرة تخلصا من الخلافات العصبية مع البدو ومع الأكراد بينما تصر الكثرة الكاثرة منهم على تأصيل التراث  والتمسك بأمجاد هذه الأمة ومجابهة التآمر اليهودي.
نخبة من هؤلاء قصدت " سومر " ونقلت اليها رغبة أهلنا في المهاجر ودعوة أهلنا المقيمين لهيئة تحرير المجلة لزيارة القرى الآشورية لتأكيد دورهم التاريخي بالإيمان  بوطنهم ....
وكعادتها  استجابت " سومر " على الفور .... بماذا يفكرك قول بن غوريون: " سنسوي حساباتنا مع الآشوريين .... "

عندما كنا طلاب مدارس واتذكر جيدا أن مادة الصف السادس كانت عن تاريخ القديم، وفيها مواضيع عن الأمم الغابرة في الهلال الخصيب، رغم انه هم أبناء الشرعيين والأصوليين للبلاد وتاريخهم المليء بالمآثر لحقبات طويلة تنوف ثمانية آرف سنة، التاريخ العربي الذي لا يرقى اكثر من 1400 عام كان يغطي مواد التاريخ لا في صف واحد، بل كل الصفوف، ولي ذلك فحسب الذي لمسته يومها الذي كتب التاريخ القديم وخصوصا عن تاريخ أعظم أمة التي وحدت الهلال الخصيب والتي نقلت جيوش شعوب الهلال الخصيب الى مصر والسودان بعد توحيد البلاد في عهد الملوك السرغونيين حيث استتب الامن والسلام لاول مرة بعد سحق المناوئين من الحثثين، والشعوب الإيرانية وهكذا العبرية وكما لقب ذلك العصر ب "  السلام الآشوري/ POX ASSYRIACA  " من قبل المؤرخين كل هذا لم يرق للبعض وفي الطليعة الصهيونية، التي لم تقف في أية مناسبة في تشويه تارخنا بضخ ما جاء على لسان انبيائهم وخاصة ما يسمى " ناحوم الألقوشي " عن وصف سقوط الأمبراطورية الآشورية على أيدي الميديين بمساعدة الأهلين مما يسمون بالكلدانيين والآراميين وذلك عام 612 قبل الميلاد، والصهيونية العالمية لم تفتأ بالحملات التشويهية هذه في  حتى أتذكر جيدا أن أحد اولادي هنا في الولايات المتحدة في الصف العاشر جاء بكتاب تاريخ الذي يتكلم عن الشعوب عامة ومن الجملة عن الشعب الآشوري حيث ما كتب لم يكن سوى بضعة أسطر، والمشكلة ليست هنا، بل ما جاء في هذه الاسطر كان أن الأشوريين لم يبدعوا .
وفي أحد الأيام، قصدت المدرسة شخصيا وقابلت المدرسة  المسؤولة ، وشرحت لها شكواي وقلت لها ، لا تأخذي كلامي وما عليك إلا أن تقرأي أمهات الكتب عن تاريخنا التي لا حصر لها وسوف تجدين أن شعبنا كان شعبا حضاريا للغاية، المدرسة بالفعل قالت لي أنني اوافق معك وبإمكانك أن تبلغ ذلك الى مسؤول آخر حيث زودتني بتلفونه لانه لم يكن هناك وقتئذ.
وعندما حاولت مخابرة الشخص عدة مرات لم يكن هناك ولكن افصحت ما أريده ولكن رغم مخابرته عدة مرات لم أسمع منه، الحقيقة لا أعرف، ولكن المعروف ان اليهود بسيطرون على الوسائل الحساسة ومن المؤكد هو يهودي بنفسه.

على كل هذا ليس غريبا، عندما مثل هذه الأفعال حتى نجدها في بلادنا كما قلت أعلاه ومن ثم  حتى بعض الإخوة مع الأسف ذكر اسمائهم فرحتهم الكبرى تكتمل عندا يرددون هذه الايام  نبوة " ناحوم الالقوشي  " من امثال الدكتور أسعد صوما اسعد وهنري بدروس كيفا.

الشيء الذي يفوت عليهم هؤلاء والذين يشكون رأسهم في الرمل مثل النعامة، أن التوراة رغم انها قالت الكثير ما يسيء بعض الشعوب، وما قالته عن الآشوريين لم يكن الفريد من نوعه حتى قيل ضد اليهود، الآراميين والعرب .  ولكن بنفس الوقت قالت الكثير في مدحهم أيضا.
المؤسف هؤلاء يذهبون ما يريده الصهاينة في مهاجمتنا .
وإذا كان الدكتور أسعد صوما أسعد سخيا في وصفه الأمبراطورية الآشورية، في مقال له ، "  الآراميون والآرامية في آشور عشية سقوطها "  نعم آراميوك شاركوا مع الكلدان في تحالفهم مع الميديين المهاجم الرئيسي، ولكن تذكر بعدها أي " آراميوك " انقلبوا على حليفهم الكلداني مؤيدين الفرس ضد ما يسمى الكلدان!
ومن ثم ما بالك كي أقول وعلى نفس المنوال، " الآراميون ظهيرة اندحارهم امام الدولة المسخ الصهيونية وقبض ملكهم " بن هدد " الذي اخذ يتوسل لإنقاذ حياته ! ( الملوك الأول، الأصحاح العشرون ).

193
يقول الدكتور أسعد صوما اسعد:
 
 " 
و كانت حينها معظم منطقة العراق في القرون المسيحية الاولى تسمى بالمصادر السريانية  ܒܝܬ ܐܪ̈ܡܝܐ "بيث آرامايى" (اي وطن الآراميين أو بلاد الآراميين)."

 
آشور بيث شليمون:
 
لنأخذ قاموسا من القواميس المشهورة ,والمتداولة عالميا والمطبوعة خمس مرات ألا وهو A COMPENDIOUS SYRIAC DICTIONARY by R. Payne Smith and Edited by J. Payne Smith ( Mrs. Margoliuth )  ولنرى ما يفسر هذا القاموس "  ܒܝܬ ܐܪ̈ܡܝܐ "بيث آرامايى ":

ܒܝܬ ܐܪܡܝܐ  يفسرها القوموس ب آشور  ASSYRIA
وهنا ما يدحض كلام الدكتور أسعد صوما أسعد حيث تجده على الصفحة 43 من القاموس المذكور.
.................
تنويه: إن حشك الآرامية من قبل آبائنا المسيحيين كان بسبب أن الرب تكلم باللغة الآرامية ، لهذا الى هذه اللحظة يفتخرون باللغة الآرامية التي قد تضعهم في المرتبة الأولى لدخول الفردوس، في وقت هي خرافة وذلك لسببين، اولا السيد المسيح تكلم بالعبرية لغة مجتمعه العبري وحتى بالكنعانية وثانيا، إن اللغة الآرامية لن تكسبنا دخول الفردوس، بل إيماننا بالرسالة المسيحية هي الوحيدة التي تؤمن لنا الفردوس وزد على ذلك إن السيد المسيح بوسعه التحدث باي لغة أخرى، ولكن لما كان المحيط الذي عاش وتجول فيه كان عبرانيا وآراميا ( دمشق على مرمى حجر من فلسطين) وكنعانيا ما جعله استخدام هاتين اللغتين الى جانب اللغة العبرية.

194
الدكتور أسعد صوما أسعد المحترم
 
ما يؤسفني جدا أن شخصا  وبهذه الثقافة  ينزل إلى هذه الدرجة كي يحتفل بما جرى على شعبنا بعد مضي أكثر من 2600 سنة ألا وهي سقوط نينوى العظيمة لكي يبرهن على أوهامه الآرامية التي لم يكن لها وجود منذ البداية! ومن ثم ألست أنت الذي أيضا احتفلت بما جاء به  ابن بهلول الطيرهاني حول تفسيره " آثور " بالعدو ، ؟ رغم أنه في أي قاموس في اللغة السريانية  لا تجد مثل هذا التفسير الدخيل، في وقت ضربت عرض الحائط ما جاء به هذا الطيرهاني وتفسيره بأن السريان هم " نبط " .
 
إن إستشهادك  من الكتاب المقدس  وعلى ألسنة  أنبياء صهيون ليس بجديد، في وقت ليس هناك آشوري ينكر سقوط نينوى وهذا حصل ويحصل على جميع شعوب العالم قاطبة والآشوريون ليسوا إستثناء.
 
ما بالك ومن نفس الكتاب أي الكتاب المقدس أن أستشهد كيف تمكنت إسرائيل القديمة الصعلوكة أن تهزم الملك الآرامي بن هدد شر هزيمة حيث الإسرائيليون قبضوا عليه وهو هاربا كي يتوسل لدى ملك أسرائيل " آحاب " الرحمة ؟! وهل هذا يدل على القضاء التام على الشعب الآرامي؟!
 
إن الآراميين لم يكونوا بمنزلة الشعب الآشوري لا في القديم ولا حتى في الحاضر، حيث النهضة القومية الآشورية هي من أولى النهضات في الشرق الأوسط حتى يمكن القول هي قبل النهضة العربية التي جاءت بمباركة الشعوب المستعربة في سوريا ولبنان ومن آرامييك في الدرجة الأولى .
 
وليس بخاف على أحد ما قدمته الأمة الآشورية في العصر الحاضرمن شهداء ومن مختلف طوائفنا المسيحية في خدمة الأمة الآشورية ولهذه اللحظة حيث طردت الحكومة السورية مدرسة للغة الإنكليزية وألقي القبض على شابين آشوريين آخرين  لتلويحهم بالعلم الآشوري بينما لا نجد غير التآمر والخضوع والخنوع من قبل آرامييك وأنت وصاحبك هنري بدروس أكبر مثال على ذلك!
 
وجميل أن أستشهد بما جاء به مترجمو  كتاب " عظمة آشور" لهاري ساغز الى اللغة العربية وهما الأستاذان  خالد أسعد عيسى وأحمد غسان سباتو :
 
" كما الولايات المتحدة الأميركية – هذه الأيام – قوة عظمى تحاول التحكم بمصائر الشعوب والأوطان، كذلك كانت آشور قوة عظمى تسيطر على العالم الذي كان في الألفين الثاني والثالث قبل الميلاد وتقيم في الشرق القديم وحدة طبيعية ونظاما قوميا يوحد الوطن الممتد من ذرى جبال زاغروس الى قمم طوروس ومن امواج البحر المتوسط حتى رمال الصحراء العربية في الجنوب. "
 
وختاما، نصيحتي الأخيرة، رجاء أتركونا وشأننا– انزلوا من ظهرنا – كما يقال في اللغة الدارجة السورية وتوجهوا إلى  معلولا الآرامية التي هي اليوم في حيص وبيص لا تعرف كيف تكتب أوتدرس لغتك الآرامية !
 
آشور بيث شليمون
_______________
[/size][/b][/color]

195
هل ما يسمى أدباء الكلدان في نوبة هذيان؟!


سبحانك يارب مدبر الأعمال ومغير الأحوال، وبعد سبات طويل وإذ نحن وفي بلاد آشور / ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ نفاجأ بما يسمى الكلدان. علما أن كاسديين ( 1 ) الكلدان كانوا في قديم الزمان أحد الشعوب العديدة من سكان الجنوب ووطنهم على الأغلب في منطقة المستنقات، ( الأهوار ) جنوب بابل كما تعرف اليوم في العراق وبيوتهم عادة من البردي، وهذا مستند تاريخيا و موثق وجودهم من قبل الملك الآشوري سنحريب (    A.D.704-681 ).

ولكن العجيب، كيف اختفوا في الجنوب واليوم  ليظهروا في بلاد آشور على غفلة وبجرة قلم، حيث جمهرة مليئة بالغطرسة وتشويه وتزييف التاريخ  وبدون خجل  يعملون على بعث الكسدية  /الكلدانية المنقرضة، بل حتى  وأبعد من ذلك إلى محو الأمة الآشورية العتيدة وفي عقر دارها .

من المؤسف أن الغالبية منهم والذين يطلقون على أنفسهم اليوم "  أدباء الكلدان " لا يجد المرء شيئا من آدابهم إلا باللغة العربية، في وقت يشنفون ويزعقون الآذان عن لغتهم الكلدانية التي لم يذكر المستشرقين عنها.  والأنكى من ذلك يريدون أن يحولوا الشعب واللغة والجغرافيا الآشورية  بتسمية كلدانية جديدة التي تنكرها الآثار والحقائق على أرض الواقع. أليست نكتة القرن ؟!
والغريب في الأمر،  أنهم  يروجون تهمة وعلى لساننا التي لا وجود لها البتة، وعلى حد قولهم بأننا نحاول طرد ما يسمى " الكلدان " والتي عندنا هي طائفة آشورية، وهل هذا معقول ؟ كيف نطرد إخوتنا وهم من لحمنا ودمنا أليسوا أولئك الذين كما ذكر مرة الأخ العزيز فاروق كيواركيس مستشهدنا على لسان الأخ المهندس حبيب حنونا، كيف هرع الجنرال آغا بطرس لنصرة بني جلدته عندما كان هناك في الأفق تهديدا من قبل البدو العرب للبلدة الآشورية تل كيف وضاحية العاصمة الآشورية نينوى؟
كل ما قلناه في هذا المجال يا صاح، والكلام موجه إلى أمثالك لا غير وكل الذين يعادون الأمة الأمة الآشورية في أي مناسبة أو بدونها ! لذلك من فضلك لا تشوه كلامي، كما تشوهون التاريخ .

إن كل من يزور المتاحف العالمية في الغرب وأمريكا، على سبيل المثال : لندن، باريس، نيويورك، برلين وشيكاغو، ما يجده المرء  في هذه المتاحف غالبا هو الآثار الآشورية، وفي بعض الأحيان كما هو الحال في مدينة شيكاغو حتى هناك جناح مستقل عن بلاد الرافدين – رغم أن كل الدراسات عن بلاد ميزوبوتاميا – بيث نهرين هي مشمولة في علم الآشوريات Assyriology ولكن تجد  هناك جناح آشوري خاص لوحده، وليس هذا، بل وأفضل وأوسع قاموس لغوي من جامعة شيكاغو هو القاموس الآشوري Assyrian Dictionary وبدون ذكر الكلدان وما يحزنون!

أما اليوم وإذ نحن مع هذه الشرذمة التي تسبح في أحلامها الخيالية الوهمية  لتجد نفسها  ممثلة للأمة الكلدانية الوحيدة في بلاد الرافدين شعبا ولغة وإنجازا! فهذا كلدان الأهوار والبحار وذاك كلدان السهول وآخر كلدان الجبال الخ .... إنها حقا نكتة  !

ومن الغرابة أن البعض منهم يصدق هذا النوع من الهلوسة .  لا بل يدفعها قدما بنبش الكتب لما جاء في خلد بعض الكتاب في قديم الزمان والتي هي مستندة غالبا على الكتاب المقدس الذي للأسف تناولته الأيدي الصهيونية الخبيثة بإدخال وحشو الكتاب بأساطير لا وجود لها أو حتى إذا ما وجدت ولكن حرفتها من حقيقتها والقراء دون شك يدركون جيدا بأن ذكرت كثيرا من الأمثلة شخصيا في كتاباتي السابقة وهنا للتذكير فقط أقول بأن الخطأ  الفادح إذا صحت نظرية الأنساب، إن " عيلام " ليس الإبن البكر لسام بن نوح، بل " آشور " هو الأبن البكر لسام لأن عيلام ليس ساميا بالمرة، كما ليس هناك لا كلدو ولا الكلدانية ولا ما يحزنون مما تأتي به شرذمة من المتكلدنين هذه الأيام وخاصة بعد  عام 2003 لأن قبل ذلك لم يجرؤ منهم التخطي الخطوط الحمراء بل وهم عادة في تعداد العروبيين في غالب الأحيان يحسبون.

وهنا أقول، سواء استندنا إلى التاريخ الذي انكشف من خلال الحوليات الآشورية ( لأنها السائدة ) لا في بلاد الرافدين، بل حتى في الهلال الخصيب برمته ، تبرهن على السيادة الآشورية الفريدة ولا لغيرها، والطامة الكبرى حتى هؤلاء الأدباء العمالقة الذين يسمون أنفسهم بالكلدان، ترى بعد جعلهم  المنطقة كلدانية شعبا ولغة في هذه الأيام، فإنهم لا يزالون يستشهدون بالحوليات الآشورية في كتاباتهم عادة ، لماذا ؟ وذلك الجواب بسيط جدا لأن ما يسمى الكلدان لم يكونوا إلا على الهامش من تاريخ المنطقة وإلا ، لماذا لا يستندون إلى كلدانهم الذين هم سكان بيث نهرين ولا غيرهم من الجنوب ألى الشمال؟!
في تاريخ منطقة الهلال الخصيب وبيث نهرين خاصة، لا تجد آجر واحد باللغة الكلدانية؟ وكل الدارسين والمستشرقين،  كل ما يقولونه هو عن اللغة الأكادية / البابلية والآشورية لأنهم شعب واحد والكلدان ممن نزحوا إلى المنطقة في الألفية الاولى قبل الميلاد، بينما البابليون والآشوريون وجدوا هناك بآلاف السنين.
ويجدر الإشارة في سياق هذ الكلام حتى الملك البابلي نبونيدس الذي حكم بابل 60 سنة وبعد سقوط نينوى يرجع أصوله إلى الأمة الآشورية كونه من آخر عاصمة آشورية وهي حران. ( 2  )

ومن الغريب العجيب، أن هؤلاء اليوم كلما يذكرون بابل، يلصقون الكلدانية بها وهذا تزييف وتشويه التاريخ بحد ذاته، لأن الذين حكموا بابل في مطلع القرن السابع قبل الميلاد كانت عبارة عن أسرة كلدانية ولمدة قصيرة جدا، بينما السيادة الآشورية كانت طويلة جدا وإن تخللتها انتكاسات ولكن العصور الآشورية الذهبية تسود بملوكها الذين هم 117 ملكا في الوقت الذي فيه ليس هناك أحد غيرهم كان له هذا القدر من السلطة في كل الهلال الخصيب.
إن ما يسمى الكلدان والآراميين، كما يصفهم المؤرخ الإنكليزي   Arnold J. Toynbee في كتابه A Study of History بما يلي:

“ In the decade of eighth century B.C. Probably Tiglath Pileser justified his action on the ground that the anarchy into Babylonia had since fallen was spreading to the Assyrian side of the border; and, after marching in, he appears to have received some kind of mandate from the citizens of Babylon, who saw in this sovereign of neighboring sedentary kingdom of kindred  culture a possible protector of civic life in Babylonia against the rising tide of
local Aramaean and Chaldaean Nomadism. “ Volume 4, page 477

" بما معناه هذه الشعوب البدوية أي الآراميون والكلدان، حيث استشرت الفوضى بسسببهم في البلاد
حتى كان لها آثارها في بلاد آشور نفسها، مما دفع الملك تغلات بلاصر أن يأخذ بزمام الأمور بعد الحصول على إنتدابه على بابل وبرضاها بتحريك الآلية العسكرية ضد هؤلاء البدو الذين عاثوا في البلاد من فوضى واضطراب كي يغدو المدافع و المحامي للثقافة والحياة المدنية في بابل."

والجدير بالذكر، أن أفضل وصف للحالة هذه جاءت على لسان ، مؤلف كتاب اللغات السامية حيث قال ما يدعم مقولة المؤرخ البريطاني Toynbee  بما يلي:

" لذلك استطاع الآشوريون الذين كانوا أمة واحدة وعنصرا واحدا أن يتدخلوا في شؤون بابل ويبسطوا نفوذهم عليها شيئا فشيئا.
والحق أن بابل كانت – كما يدل لفظها العبري والعربي – خليطا من أمم مختلفة  متبلبلة الألسن متباينة النزعات والميول ." من تاريخ اللغات السامية لمؤلفه أ. ولفنسون ( أبو ذؤيب ) مدرس اللغات السامية في الجامعات المصرية – من منشورات دار القلم ، صفحة 33
والخلاصة، في هذه الأيام من حين لآخر تظهر لنا شخصية تدعي بالكلدانية، ، والواقعة جنوب بابل على الخليج . وهذه المرة طلع علينا  المدعو  " منصور توما ياقو "  لكي يثقفنا لغويا، في وقت كل الذين يدورون مثله والمعادون للقومية الآشورية من الإكليروس الكلداني، وهم بالطبع أقلية، بينما هناك أشاوس في شعبنا الذين لا ينكرون هويتهم الأصلية، واجمل ما قرات كان، حيث احد من هؤلاء المناوئين خاطبه لكونه من الطائفة الكلدانية، ولكن الأخ العزيز قال بكل فخر، لا فأنا لست من أسرى الكلدان!
والسيد ياقو، يريد أن أكون " كلدانيا " لأن  الكلدان على حد زعمه استخدموا التسميات ( بيث وملك ) وكون اسمي يحمل التسمية العائلية (بيث ) ناسيا أنها مستخدمة في كل اللغات السامية وليست حصرا في كلدانيته كما يدعي، وإلا فإن ملكي السعودية والأردن وجب  إعتبارهم كلدانا باستخدامهم مفردة  " الملك " بناء لمقولة اللغوي السيد منصور توما ياقو، وهنا  بوسعنا القول أن السيد منصور توما ياقو، عربي الهوية لكون اسمه  " منصور " وهي الصيغة العربية !

قبل أن تدخل في مثل هذه المتاهات يا أخينا الفاضل، التي من المؤكد ستقودك  الى ما لا تريد عقباه، اذهب وثقف  نفسك وإكليروسك وبالأخص مع احترامي الذين يعادون الأمة الاشورية حيث اللغة الكلامية والطقسية عندهم هي اللغة العربية يا صاح !
يؤسفنا جدا عندما نقرأ كتابات هؤلاء الاشخاص، الذين لم نرتكب أي جريمة ضدهم، كي نجدهم يدعمون ما يروجه الاعداء وخاصة العروبيين ضدنا، من شاكلة  الصهيوني أحمد سوسة ، والعروبي عبد الرزاق الحسني، والكردي الحيدري  وغيرهم في وقت نشهد اليوم كثيرا من إخوتنا العراقيين الذين يدافعون عنا اكثر منهم، إنها مأساة حقا ولا أحب ان أدخل في هذه الدهاليز المعتمة لأنها مؤلمة، نعم مؤلمة للغاية!

إنها ظاهرة عامة بأنكم تجدون  معظم كتاب الأجانب وحتى من  شعبنا العراقي، يذكر الشعب الآشوري في حين قلما يكتبون عما  يسمى بالكلدان. ومثال على ذلك فهناك السيد عبد المجيد حسيب القيسي، صاحب كتاب " الآثوريون ، هوامش على تاريخ العراق السياسي الحديث – من منشورات مركز الموسوعات العالمية – لندن 1999 أو مثلا كتاب باللغة الإنكليزية " حرب الخليج  " لمؤلفه ماجد خدوري والمطبوع من قبل جامعة أكسفورد عام 1988 حيث يتحدث كيف أن  العراق الحالي كان له حضارة عريقة والتي قامت على سواعد البابليين الآشوريين وهناك العديد من كتب أخرى التي لا حصر لها في هذا الموضوع.

آشور بيث شليمون


( 1 ) هناك تسمية أخرى يعرف بها  " الكلدان " وهي " الكاسديون/  Kasdean " للمزيد أضغط على الرابط التالي:

http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:dvAfe8pddCEJ:www.blavatsky.net/magazine/theosophy/ww/additional/christianity/TheTrinity.html+WHO+ARE+THE+KASDEAN%3F&cd=4&hl=en&ct=clnk&gl=us
)  2 )  Herodotus VII 63

196
الأخت سوريا:

اسمي آشوري مائة بالمائة كما هو  اسمك وهذا ردي على آخر ممن يتوهمون أيضا كما تقولي:


مهلا، أستاذنا منصور  توما  ياقو المحترم

 

"  هو ذا أرض الكلدانيين. هذا الشعب لم يكن، أسسها آشور لأهل البرية ! "
 

لقد قرأت مقالك الموسوم "  كان في سميل شهداء وقتلى آشوريين "  ولكن وقفت بحيرة لك ولكثير من الإخوة من أمثالك الرافضين للقومية الآشورية. 
 

 حيث لا أرى غضاضة في أمرهم ولكن لإسلوبهم الغريب  الذي وصلوا إليه و( أنت ضمنا ) كي تعتبروا الشعب الآشوري عدوا لدودا لكم ولأفكاركم الهزيلة كي تتأسدوا علينا في وقت كنتم مخلصين ومطيعين للأعداء  والذين حولوكم أعراب اللغة ومجهزين ومرشحين لنيل الدكتوراة الفخرية كما حصل منذ مدة لأحد أبواق الدعاية الكلدانية التي توا خرجت من العصر الجليدي بعد سبات عميق على أمجاد نبوخذنصر الثاني الذي هو بحق صنيعة  آشور استنادا إلى التوراة و المصدر الوحيد لما يسمى الكلدان تاريخيا " هو ذا أرض الكلدانيين.  هذا الشعب لم يكن.  أسسها آشور لأهل البرية ( اشعيا، الآصحاح 23، العدد: 13،14 ).
 

الأخ ياقو يكتب:
 

" فكما هو معروف ان اليوم السابع من آب الذي تم تحديده واقراره من قبل الاتحاد الاشوري العالمي عام 1970 ليكون يوم الشهيد الاشوري  ، قد جاء هذا التحديد تخليدآ للضحايا الاشوريين الذين سقطوا ابان الحرب التي استمرت للفترة من الرابع حتى الحادي عشر من شهر اب/1933    .... 
 

ان خطاب بعض الاحزاب والتنظيمات الاشورية حول تنسيب صفة الشهادة لمن سقط مقتولآ من الاثوريين في احداث سميل عام 1933 الى الكلدانيين والسريان ما هو إلا خطاب سياسي مخادع ولا قيمة له إذ هو محاولة لإذلال الكلدانيين والسريان واهانتهم من خلال فرض عليهما مناسبة ليس لهما فيها أي شهيد ولا أية علاقة كل ذلك من اجل  طمس أي ذكرى لشهداءهم الحقيقيين لذلك نقول للقائمين على تلك الاحزاب والتنظيمات:-
 

الأخ ياقو:
 

أولا، إن الذي اقنرح يوم الشهيد الآشوري هو ( أنا )  منذ أكثر من أربعين سنة وليس من الإخوة الأغرار الذين أخذوا مع احترامي يتفلسفون بهذه الذكرى ومحاولة تشويهها في هذه الأيام -  يرجى قراءة  كلمتي عن الشهيد الآشوري وعلى هذا الموقع وكذلك على المواقع الأخرى، إذ  بإختصار منذ الأيام الأولى كانت ذكرى لشهداء أمتنا الآشورية وليس للإسم المركب و المنبوذ الذي أطلقه أغرار الأمة الآشورية لاحقا.
 

هذا ما جاء في كلمتي بمناسبة يوم الشهيد الآشوري ولا كما تذكر الأسماء المصطنعة والتي الأمة الآشورية الحقيقية ليس فيها لا ناقة ولا جمل وقد يكون الاسم السرياني مقبولا حيث كمسيحيين جمعنا هذا الاسم ولكن نرفض رفضا قاطعا الاسم الكلداني  من أساسه وليس لنا أية صلة بهذا الشعب الزنجي كما جاء عنه في كتاب المؤرخ جورج رولنصون ، الطبعة الثانية والمجلد الأول  وهاك  النص ادناه:
 

According to this passage the early Chaldeans, should be Hamites, not Semites-Ethiopean not Arameans ; they should present analogies and points of conation with the inhabitants  of Egypt and Abyssinia , of southern Arabia and Mekran, not with upper Mesopotamia, Syria , Phoenicia and Palestine.
By George Rawlinson, M.A.
Second  Edition – Vol I

The Great Monarchies Ancient Eastern World , l871

London – England, page 44

 

وما معناه: طبقا لهذا النص الكلدانيون القدامى يجب أن يكونوا من الأصل الحامي ولا السامي ، هم أحباش ولا آراميين  ولهم كثيرا من المواصفات المشابهة لسكان مصر وبلاد الأحباش وجنوب بلاد العرب( اليمن ) وميكران وليس لهم  أية علاقة بشمال بلاد الرافدين، سوريا، فينيقيا وفلسطين.
 

 إن ما نحب ان نقوله بمعنى آخر، الشهيد الآشوري يشمل الشعب الآشوري الذي يعيش في الشمال أي في بلاد آشور التاريخية  المعروفة  مهما أخذ هذا الشعب من أسماء والتي غالبا أطلقها الأجانب الذين مزقوا شملنا ويأتي في الطليعة الكنيسة الرومية الكاثوليكية المجرمة  وعلى سبيل المثال ما يسمى " الكلدان والسريان " الذين هم آشوريون أصلا وفصلا. وإذا طلبت الكلدان فإبحث عنهم في الجنوب وليس في بلاد آشور في الشمال.
 

ولكن ثق تماما الآشورية لا تفرض نفسها على أحد، فإذا كان البعض وفي نفس يعقوب لا يقبل الآشورية فالباب مفتوح على مصراعيه للخروج وليس لدينا مانع .
 

وقبل الختام، هذا ما قلناه عن الشهيد الآشوري بالحرف الواحد:
 

تثبيت السابع من شهر آب من كل عام كذكرى الشهداء من قبل الإتحاد الآشوري العالمي :
 

لقد ناقش الإتحاد الآشوري العالمي  في مؤتمره السنوي الثالث (  1970 ) تثبيت السابع من أب من كل عام ليكون ذكرى للشهيد الآشوري وهكذا سرت العادة الى اليوم .
 

وليكن معلوما ، حيث البعض للأسف يريدون أن يضفوا عليه شيئا لم يكن في خلدنا إطلاقا يومئذ وهو أن هذا اليوم هو تيمنا  بمذبحة  سميل لعام 1933 ، ولكن نقول وليكن الأمر واضحا أن هذه الأمة دفعت الثمن غاليا في كل العصور والدهور في وقت لا ننكر أيضا مدى هول تلك الجريمة الشنعاء التي ارتكبها الجيش العراقي تحت أمرة الدخلاء ، سواء من الأكراد أو الأعراب ولكن هذه  الجريمة النكراء ستبقى الى الأبد ذكرى جامعة لكل مآسينا  وآلامنا  منذ سقوط  نينوى الى الآن.
 

والخلاصة نقول:
 

إن إختيارنا للسابع من آب جاء في خلدنا كونها أول مأساة أكثر حداثة ونملك كل التفاصيل لا عمن خططوا لها  فحسب ، بل أولئك الذين نفذوها أيضا وما تزال ذكراها في الأذهان لما ترتعد لها  الفرائص لهولها وبشاعتها الى اليوم  .
 

آشور بيث شليمون/ الولايات المتحدة

197
الأخت سوريتا، أرجوك أن تحتفظي باسمك الآشوري النبيل وهذه هديتي لك عن الشعب الذي اوجده أجدادك العظام " الاشوريون " بناء لنبوة أشعياء:
 
"  هوذا أرض الكلدانيين. هذا الشعب لم يكن . أسسها أشور لأهل البرية "
 
إشعياء ( 26 : 13 )
 

198
آشور بيث شليمون
بعد خراب البصرة

 

في البداية كشعب مؤمن بالآشورية، ديدنا الأوحد هو بعث القوميات كلها التي استعربت في الهلال الخصيب، وهنا على سبيل المثال، الكنعانيون على الساحل السوري، العموريون والابلويون شمال ووسط سوريا ( منطقة حلب ) والآراميون جنوب سوريا حول دمشق، والاشوريون البابليون في وسط وشمال العراق.
 

من المؤسف، قوله أنه في الآونة الأخيرة ظهرت قوميات لم تكن موجودة قبلا غير انها كانت تمثل الشعوب البدوية او نصف بدوية مثل الآراميين، لكي تنافسنا وفي عقر دارنا تاركين وطنهم للأعراب وهم مستعربون أيضا كي ينافسوننا لا على بعث قوميتهم التي لم تحقق شيئا في كل تاريخهم الطويل دولة ما، حتى لحذف وجودنا الآشوري .
 

يقال أن كل الاحصائيات في مطلع القرن الماضي تدل أن الشعب المسيحي كان الأكثرية في دولة لبنان، وكان يعادل حتى أكثر من ثلث سكان سوريا.
 

وهذه مرت أكثر من مائة عام على تلك الاحصائيات، وسؤالنا هو: ما حققته هذه الجماعات في بعث قوميتها حيث اليوم يبدو قد أصابتهم الحمى القومية؟!
 

كما يقال بالعربي الفصيح، لم يعملوا شيئا اطلاقا سوى انهم كانوا القوة الدافعة لبعث اللغة العربية التي كانت على شفير الهاوية على حساب طمس لغتهم التي يفتخرون بها " الآرامية " اليوم والطامة الكبرى انهم قبلوا العروبة كقومية لهم بدون أي منازع! ودعاة وغلاة القومية العربية كان جلهم منهم من أمثال، ميشيل عفلق، نجيب عزوري، قسطنطين زريق، ،أدمون رباط، خليل الكلاس، ايليا حريق، خليل القبرصي الذي حتى دعا الى دخول الاسلام !
 

أخي القارئ، هل تعلم أن حكومة لبنان كان بوسعها يومذاك جعل اللغة " السريانية " او الآرامية كما يحلو البعض تسميتها لغة رسمية في البلاد! ولكن لم تفعل، بل زحفت على بطنها وقبلت كي تكون عضوة في الجامعة العربية والى اليوم.
 

اليوم أيها الاخوة هل تعرفون ما يحصل في لبنان  وعلى سبيل المثال؟ كما تعلمون في السابق أن رئيس الجمهورية كان رئيسا فعليا بينما اليوم وكنتيجة لهذه التنازلات أصبح لا شيء، لأن رئيس الوزارة السيد الحريري هو كل شيء، وليت شعري   يبقى ذلك،بل  انتظر بضع سنوات والمسيحيون سيفقدون كل شيء وحتى رئاسة الجمهورية الاسمية لهرولتهم العروبية ونكران ذاتهم.
 

وسوف أضع الرابط أدناه، كيف يحاول البعض احياء القومية الآرامية بأحلام يقظة التي يحلمون بها ليل نهار والتي هي بعيدة عن الواقع بعد الثرى من الثريا، وهم لا يكتفون بذلك بل حتى كل ما يعملونه ليس إلا ذر الرماد في العيون، بل يريدون أن يوجهوا أنظارهم الى شمالي العراق، بلاد آشور وكأنه الجزء الوحيد الذي لم يدخل في دولتهم الآرامية التي لم يكن لها وجود في كل التاريخ.
 

ليعلموا اننا لهم بالمرصاد وكما يقال باللغة الانكليزية On my dead body
 

 http://www.aramaic-dem.org/Arabic/0.htm
 

ونصيحتي الأخيرة لشعبنا في العراق - مات آشور، هي عدم التنصت الى هؤلاء الذين يحاولون طمس قوميتنا الآشورية في دارنا، وأعلم جيدا بأننا في العراق نعاني نفس المشكلة من البعض الذين يسيرون على نفس المنوال ليخلقوا لنا قوميات لم تكن، لذلك حذاري من ذلك وكونوا فطنين ويقظين بألا تقعوا في شبكتهم الانهزامية وشكرا.
 

آشور بيث شليمون

199
آشور بيث شليمون يفند ويدحض ادعاءات الدكتور أسعد صومي !

إن الدكتور أسعد صومي أسعد قال في رده على مداخلة الأخ فاروق فيليب كيواركيس ما يلي:

" الاستاذ فاروق كوركيس!
 
شكرا لتعليقك على مقالتي وللافكار المذكورة، انني ادعم الكثير من افكارك. ان قضية تقريب ابناء شعبنا لبعضهم هدف نبيل للغاية يجب على الجميع من افراد ومؤسسات العمل لاجله، وخاصة كنائس شعبنا ومؤسساته الاجتماعية  والثقافية بالدرجة الاولى. ان لستُ سياسيا أو رجل دين لكنني اكتبُ معلومات تاريخية عامة وبسيطة وهي بديهية لجميع أهل الاختصاص، والهدف منها تعريف ابناء شعبنا عليها لتقريب وجهات نظرهم من خلال كشف ماضينا الواحد والموحِّد كما كان يراه اجدادنا. ان التعرف على الاصل الواحد يساعد في تقريب فرق شعبنا لبعضهم. "

آشور بيث شليمون :

إخوتي القراء الأعزاء:

الأخ الدكتور أسعد يقول في  رده وهو موجود في النص أعلاه : " أنا لست سياسيا أو رجل دين لكنني أكتب معلومات تاريخية عامة وبسيطة وهي بديهية لجميع أهل الإختصاص ، والهدف منها تعريف أبناء شعبنا عليها لتقريب وجهات نظرهم من خلال كشف ماضينا الواحد كما يراه أجدادنا ."

مع احترامي الكبير للأخ الدكتورأسعد، إنه يخالف وينقض كل ما يقوله قولا وفعلا! كيف يستطيع الأخ أسعد أن يقرب وجهات نظر شعبنا عندما ينسف ويلغي وجود شعبنا الآشوري بعدم الإستناد الى التاريخ والتاريخ هذا يؤكد وجود واستمرارية الشعب الآشوري اكثر من أي شعب في كل الهلال الخصيب ، في وقت ليس هناك ذكر آرام والآرامية في العهود اليونانية والرومانية .

مثال:
إن ذكر للآشوريين جاء في كتابات هيردوتس بعد سقوط نينوى أكثر من حوالي مائتين سنة لهي أكبر شاهد على استمرارية هذا الشعب ووصفه للجيش الآشوري ونمط تسليحه وخصوصا ركز على الخوذة الآشورية عجيبة الصنع . ( 1 )
مثال:
إن ذكر شعبنا الآشوري جاءت أيضا على لسان الملك " أبجر " ملك الرها عندما وجه ثلاث رسائل الأولى الى الأمبراطور الروماني  --------   والثانية الى الملك نارساي ملك آشور والثالثة الى الملك الفارسي. ( 2 )
مثال :
إن الأمبراطور الروماني Trajan  يذكر في تقسيمه للأقاليم الشرقية من أمبراطوريته ( 116 ميلادية ) الى ثلاث أقاليم وهي ،  أرمينيا و ميزوبوتاميا/ بيث نهرين وبلاد آشورAssyria . وكما نرى هذا الإقليم يحده نهر الدجلة غربا وبلاد فارس شرقا و   بلاد ارمينيا  شمالا حيث يمتد جنوبا حتى مدينة ساليق وقطيسفون قرب مدينة بغداد . ( 3 )

أما ما جاء في تاريخنا الكنسي فهو كالآتي:


جميل ان اذكر من أوائل الآباء المسيحيين والذين كانوا يفتخرون بآشوريتهم يأتي " طاطيان او طاطيانوس " من القرن الثاني ومن ثم مار نارساي الملقب بقيثارة الروح القدس من القرن الخامس ومن ثم ياتي العلامة كيوركيس الأربيلي المتوفي ( 1225 ميلادية ) حيث له قصيدة طويلة في تقريظ الآباء الكنسيين حيث يذكر فيها آثور/ آشور والآشورية بافتخار خمس مرات بدون ذكر آرام والآرامية وحتى كلدو والكلدانية .
أما المغفور له اللاهوتي والشاعر الذي بز العرب في شعرهم  مار عبديشوع الصوباوي من منطقة " آزخ " والمتوفي عام 1318 حيث قال ما يلي بخصوص الكنائس المسيحية في العالم :

ܕܘܟܝܬܐ ܗܟܝܠ ܕܒܗܝܢ ܦܛܪܝܪܟܘܬܐ ܡܢ ܫܠܝܚܐ ܩܕܝܫܐ ܐܬܛܟܣܬ : ܚܡܫ ܐܢܝܢ ܡܕܝܢܬܐ .  ܗܢܝܢ ܕܗܢܝܢ ܝܕܥܝܢܢ ܐܡܗܬܐ ܕܡܕܝܢܬܐ  ....... ܩܕܡܝܬ ܡܢ ܒܒܝܠ  ܗܝ ܓܝܪ ܐܝܬܝܗ ܡܝܛܪܦܘܠܝܛܣ ܘܐܢ ܐܡܐ ܕܡܕܝܢܬܐ .  ܘܒܕܓܘܢ ܪܫ ܡܠܟܘܬܗ ܕܐܬܘܪܝܐ ܗܘܬ܀ ( 4 )
بما معناه الكراسي الرسولية المسيحية  كانت منظمة في  خمس مدن والمعروفة بالمدن الرئيسية في العالم  ومنها بابل عاصمة المملكة الآشورية .
………………………..
( 1 )  Herodotus, the Histories , Book Seven , page 466
( 2 ) Appendix to Syriac Documentry, Moses of Chorene , page 159
( 3 ) http://en.wikipedia.org/wiki/Assyria_(Roman_province)


 

200
القومية الآشورية بين مطرقة  هنري بدروس وتنين السيد مايكل سبي !

كلكم تعلمون السيد هنري بدروس كيفا، المدافع عن الفكر " الآرامي " ولكن في نفس الوقت يهاجم الفكر الآشوري دائما على كثير من مواقعنا حتى بلغ به الحد أنه ساند كل الذين لا يسوغهم شعبنا الآشوري حتى من المتطرفين الإسلامويين والكرد المغتصبين لأرضنا الآشورية في موقع " سما القامشلي ".
لا ادري لماذا هذا الشخص يهاجم " القومية الآشورية " في وقت نحن لسنا ضد الشعب الآرامي وطموحاته فيما إذا وجدت؟!

بعد دراسة عميقة توصلت الى حقيقة دامغة وهي أولا هو وغيره من إخوتنا ( السريان ) وهم طبعا - قلة قليلة -  لأن  القومية الآشورية حقيقة أبطالها الرئسيين كانوا من الإخوة (اليعاقبة ) حتى في عصرنا الحاضر.

في أوائل السبعينيات عندما كنت في حلب في تأدية خدمة العلم ( كلية الضباط الإحتياط ) في كثير من الاحيان ( انا والفنان حنا الحائك ) كنا نزور شعبنا الموجود في حلب، وفي أحد الأيام كنا ضيوف لأحد الإخوة من الكنيسة الأرثوذكسية  الذي روى لنا بأن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في حلب كانت تردد في صلواتها اللعنات على " مار نسطورس " ، حيث بعض الشباب القومي والمثقف أخذوا المبادرة بأيديهم بأن يقاوموا هذا العمل المشين الذي لا يصلح في زمننا الحاضر – لنكون صريحين هذا الشيء كان يعمل به حتى كنيستنا النسطورية – والفرق أن كنيستنا منذ أمد بعيد أوقفت هذه الحملات السخيفة .

كما أخبرني هذا الشاب الآشوري العصامي ( وهو من السريان الأرثوذكس ) بأنهم شكلوا لجنة وقابلوا المطران المسؤول في حلب وقتئذ وبلغوه عن الأمر، وقالوا له صراحة بأنهم سوف يقاطعون الكنيسة إذا لم تحذف من الصلاة  هذه الممارسات من اللعنات لمار نسطورس، والمطران حقيقة مشكور له إذ عمل بما ير يده هؤلاء الإخوة حيث منعت هذه الممارسة من ذلك التاريخ.

ومن العوامل الأخرى وهي الحقد والحسد وأكثر من ذلك كما تبين لي ( من مصادري الخاصة ) أن السلطات البعثية في سوريا تشجع هذه الطغمة بالدخول في هذه المواضيع لا حبا بهم بل كي يشوهوا القضية الآشورية ويزيدوا الإنقسام بيينا وهم يعرفون سلفا بأن هؤلاء لا يهمهم حتى القومية الآرامية التي لا يعترف بها أهلها مثلا ( في منطقة القلمون أي في معلولا والقرى الأخرى حوالي دمشق) الذين يفتخرون عادة بالعرب والعروبة بضربهم عرض الحائط الأرامية لغة وقومية.

وبكتابتي هذه، أقول ليس بعض الإخوة في الكنيسة الشقيقة الأرثوذكسية لهم مثل هذه الشخصيات المناوئة من أمثال الباحث هنري بدروس والدكتور أسعد صوما أسعد على حدة، بل في الكنيسة الكاثوليكية المسماة ( الكلدانية ) لنا مناوؤون أيضا، ومن هذه الشخصيات التي هي بدورها لا ترى لها خصما أم عدوا إلا القومية الآشورية، والأنكى من ذلك تتودد لمن سلبوا أرضنا وحقوقنا وسفكوا  دماءنا وزهقوا ارواحنا حتى في هذه الايام من أمثال خريج الجامعة الوهابية في الولايات المتحدة الأميركية الشماس الدكتور  أبو رضوان وغيره ومنهم  السيد مايكل سيبي الذي تفتقت عبقريته مؤخرا  بمقال له ومنشور في كثير من المواقع تحت عنوان:
" قلت: الكلدان تنين نائم إحذروا إذا نهض " من المضحك والمبكي أولا،  وللأسف الشديد منذ سقوط بابل ( 538 ق. م. ) وغيرها من المذابح على شعبنا في بيث نهرين حتى يومنا هذا يبدو لم يكن هناك من قادر لإنهاض التنين الكلداني (الميت ) الحي في  مخيلته  فقط،  المليئة بالحقد والكراهية  إلا شعبنا الآشوري، يا للعار والشنار !

في غضون السنوات القليلة حصلت جرائم بحق شعبنا من قتل وسلب وتشريد وتنين الأخ – مايكل سبي – لم يتحرك! ولكن لمجابهة القومية الآشورية سرعان ما عاد الى الحياة لكي يفتك بشعبنا الآشوري، وما جريمتنا لأننا نفضح أكاذيبهم !

ومن ملاحظاتي على هؤلاء – الكتاب !– الكلدان أنهم مثل الببغاوات يكررون ما يقدم لهم من قبل الإكليروس الكلداني من معلومات التي يدخلوا عليها التشويه والتزوير في كثير من الاحيان.
وعلى سبيل المثال السيد " مايكل سيبي " وباستشهاده بصلاة الرمش  للعلامة والملفان " مار ماروثا الفارقي ( ܡܪܝ ܡܪܘܬܐ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܡܝܦܪܩܛ  ؟ - 420 ܡ ) والتي حصلت في الجنوب وذلك في أوائل القرن الخامس الميلادي أي بما معناه الحدث هذا لم يكن في بلدة ألقوش التاريخية من ذوي الأصول الآشورية. وكل ما نقوله أن سكان الشمال آشوريون، بينما هم ينكرون ذلك والكلدان  لا وجود لهم في عقر دارهم ( الجنوب ) !

وما نقوله للذي يريد التعرف على هذه الشرذمات من ذوي انتصارات وبطولات، طبعا على الأنترنيت إلا أن يزور موقعين وبالحقيقة " وكرين " وهما " كلدلايا نت والآخر  التنظيم الآرامي الديمقراطي " حيث رغم وجود تعاون وثيق بينهما في محاربة ومقارعة " الآشورية " إذ تجد كل ما ينشرونه ضد شعبنا الآشوري تجده موجود في كلا الموقعين ولكن رغم ذلك، كل يعمل بطريقة وأخرى  حتى لإلغاء الآخر.

والسيد هنري بدروس الذي يلقب نفسه بالباحث، والإختصاصي في تاريخ الآراميين، الذي لا يرى في كل الهلال شعبا غير الشعب الآرامي، فهو بجرة قلم يحذف ويشطب الشعوب التي جاءت بحضارات زاهرة وعلى سبيل المثال البابلية الآشورية، الكنعانية الفينيقية والإبلية ( إيبلا ) قبل آرامييه بآلاف السنين.
إذ يقول وعلى طريقة الأحزاب العربية الشوفينية التي هي بدورها تحذف وجود الشعوب في الشرق الاوسط التي يعود تاريخها قبل العرب بآلاف السنين كي تعوض بالعرب والعروبة .

ومن المضحك أن هذا الشخص يدعي أن الشعب الآشوري – لم يكن له لغة – حيث استخدم اللغة الأكادية ومن ثم لاحقا اللغة الآرامية  وبهذا انصهر في الشعب الآرامي ولم يعد له وجود! والشيء الذي يبعث اكثر ضحكا فهو يستشهد بما يقوله ويروجه الأب ألبير أبونا ، في وقت رغم ان المؤرخ الصنديد أبونا بعد بحث طويل واستفسارات عدة حيث لم أجد حتى صفحة واحدة له باللغة الارامية التي يدافع عنها بينما كما يقال له  العديد من الكتابات والبحوث باللغة العربية ، والأنكى من ذلك أن أحد الزملاء من العراق قال لي أن هذا الشخص حيث حاججه لموضوع كتبه ما يبرهن على عدم معرفته باللغة  والتي كما يرى يجب أن نكون آراميين! ونفس الشيء يمكن قوله للسيد هنري بدروس كيفا أيضا.

ولو وجهت لهذين الشخصين، مجرد سؤال بسيط وبالفعل شخصيا قمت بذلك، وتقول هل بإمكانكم ان تدلوني ما هو تعداد الذين ينطقون ويكتبون بهذه اللغة الآرامية منكم اليوم ؟  من المؤكد لا تجد عددا وافيا له قيمة على الإطلاق ولا يعد إلا بالمئات!  لأن  غالبيتهم ( 80% - 95%) يستخدمون وينطقون باللغة العربية. ومن هذا المنطلق إذن أنتم وبناء لنظريتكم قد فقدتم الجنسية الأرامية واليوم أنتم عرب الجنسية والهوية !

وهذا الباحث هنري بدروس كيفا، يكشف قناعه بمقاله في موقع " سما القامشلي " ولن أعلق عليه حيث ساتركه للقراء وشكرا.





 http://www.samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?f=43&t=10550

آشور بيث شليمون
_______________

201
كتاب مفتوح إلى الأخ سيزار ميخا هرمز المحترم



الأخ سيزار ميخا هرمز:
بعد قراءة تعليقك على ما أتيت به في موقع باقوفا ، هنا سأرد على النقاط الأساسية واحدة بعد الأخرى من كتابتك وذلك كما يلي:
 
 الأخ سيزار يقول:
 اعتبرنا سكان المناطق المحيطة بنينوى اشوريون.فما هو مصير الكلدان الذين اسروا من قبل الملوك الاشوريين وجاؤا بهم الى ديارهم الاشورية؟؟؟
 
الرد:
أخي سيزار، لا ألومك أن تسأل عن مصير أسرى الكلدن ا فيما إذا وجدوا، ولكن أليس المهم أيضا ان نسأل عن مصير أمة بكاملها ألا وهي الأمة الآشورية . ثم أنت تتجاهل عن مصير الشعب الكلداني الرئيسي فيما إذا وجد في الجنوب وهم أضعاف أضعاف ما سباه الآشوريون إلى موطنهم !
لذلك لتكن أسئلتنا أكثر منطقية وشمولية، ألا وهي أن الشعب الآشوري وجد في الشمال ليس بكثافة عالية فحسب، بل  شكلوا أمة واحدة وعنصرا واحدا. بينما سكان الجنوب كانوا عبارة عن خليط من الأمم المختلفة ومن ضمنهم الكلدان .
 
الأخ سيزار:
 
لنذكر لك بعض من خزعبلاتي ارجو ان تجتهد لقراءتها والبحث فيها
تأريخ الحضارات - طه باقر
العراق في التأريخ - سامي سعيد الاحمد
مسيرة الحضارة- المجلد الاول (106-109)
كتاب (اشوريو اليوم-الاصل-اللغة-الوجود القومي ) للمؤلف عوديشو ملكو
واقرا للاستفاد (الاثوريون والمسالة الاثورية) للمؤرخ السوفيتي الاثوري مايتيف
وسأوجز لك بعض الاشياء
كتاب (مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة - الوجيز في تاريخ حضارة وادي الرافدين) للاستاذ طه باقر حيث يقول
(فأن كلمة اشور كانت تكتب بصيغة قديمة على هيئة ا-اوسار التي تبدو وكانها كتابة سومرية رمزية)
وفي مكان اخر يقوا في اصل تسمية الاشوريين التالي
(الاسم مأخوذ نسبة الى اشور وهي كلمة اطلقت على اقدم مراكز الاشوريين اي عاصمتهم المسماة (اشور) ويسمى بها ايضا الههم القومي (اشور) ولايعلم بوجه التاكيد ايهما الاصل للاخر وعلى انه يجوز الوجهان فان نسبة السكان او الاقوام الى المدن استعمال مالوف مثل الاكديين نسبة الى اكد والبابليين الى بابل .كما يشاع ايضا تسمية بعض المستطونات والمدن بأسماء الالهة)
من خلال ماقاله استاذ التاريخ طه باقر (علما هو عراقي  وادرى بشعاب العراق وهو استاذ بهنام ابو الصوف يعني ابو الصوف كان طالب عنده )
فالاسم الاشوري ماهو الا اسم مذهبي لقوم عبدوا الها اسمه اشور في زمن مضى او اسم لقوم سكنوا مدينة تدعى اشور.
 
الرد:
طبعا هناك مؤرخون عديدون من كتبوا عن الآشوريين لا يحصى عددهم، في وقت لا تجد مؤرخا واحدا كتب عن الكلدان، ما عدا ما كتبت عنهم " الفاتيكان " أو ابناء الطائفة الكلدانية وخصوصا رجال الدين . ثم الذين ذكرتهم لم أر كتبوا بفناء الأمة الآشورية وعلى يد من. وإذا كان الإسم الآشوري مذهبي سكنوا مدينة آشور، فنحن لا نخالف ذلك لأن كل الحضارات كان منشؤها المدنCity )   
 state) في الأساس .
 
الأخ سيزار:

وقد ذكرت لك بعض المصارد اخي اشور بان الكلدان اسقطوا الامبراطورية الاشورية بتحالفهم مع الميديين وهي كثيرة والمصدر اعلاه احدها.

الرد:
نحن لا نخالف ذلك
 
الأخ سيزار:

والباحثين ولااريد ان اطيل واضيف هنا في سنة 1841 م قدم رئيس اساقفة كنتربري التماسا الى ملكة بريطانيا لاجازة الرسامة الاسقفية في القدس فصدر الاذن الملكي في 6 تشرين الثاني 1841 م دون فيه حدود  الاسقفية الروحية لاتنحصر بالقدس بل تشمل ايضا سوريا(بلاد الكلدان) ومصر والحبشة وتحتفظ الملكة بحق تعديل هذه الحدود فيما دعت الضرورة.

الرد:
شخصيا لم أضطلع على ما تقول، ولكن نحن لا ننكر بوجود ما يسمى أرض الكلدان، ولكن تلك الأرض لم تكن في بلاد آشور يا عزيزي! ثم هل رأيت النسخة الجديدة للكتاب المقدس باللغة الإنكليزية وحتى باللغة الإسبانية في الولايات المتحدة  تسمية  " آشور " تشمل على كل بلاد بيث نهرين ؟!
 
الأخ سيزار:
 
والان اين الشعب الكلداني فهل انقرض كما يدعي البعض علما بأن الكلدان كانوا اخر سلطة وطنية ذات سيادة من السكان الاصليين يحكمون بلاد مابين النهرين قبل سقوط عاصمتهم بابل سنة 539م
 
الرد  :

إننا نوجه نفس السؤال، أين الشعب الآشوري؟ وإذا الكلدان حكموا بلاد ما بين النهرين فترة قصيرة جدا ، الآشوريون حكموه بحقبات أطول بكثير من الكلدان، حيث تذكر المصادر التاريخية بوجود سلسلة للملوك الآشوريين حتى ما قبل التاريخ وتعدادهم العام 117 ملكا.
 
الأخ سيزار :

لنطوي بعض الصفحات من التاريخ والتي يسميها الاخ اشور  خزعبلات
اذا كان البابا ماراجينوس (اوكين)هو قد اطلق تسمية الكلدان على النساطرة الذين تابوا ورجعوا الى الكنيسة الام الجامعة واعتنقوا المذهب الكاثوليكي عام 1445 م او بالارجح هم اقترحوا ذلك وهي تسمية قومية لشعب عاد للوجود لاول مرة بعد اكثر من الفي سنة وذلك لاحياء تسمية قومية لشعب سكن قرون طويلة في بلاد مابين النهرين ولو كانوا يسمون باشوريين لكان اطلق عليهم اشوريين كاثوليك مثل الارمن الكاثوليك
والسريان الكاثوليك وغيرهم.

الرد:
من كل الأسئلة، هذا هو السؤال الذي أريدك أن توجهه لي، نعم ولكن البابا كان فطنا جدا بالوضع لأن الكنيسة المشرقية تقريبا كانت كنيستين قبل الانفصال، واحدة تسمى بكنيسة بلاد " فارس " والأخرى كنيسة بلاد " آشور " وخصوصا هذه الكنيسة الآشورية أصبحت قوية جدا بعد الإحتلال العربي الإسلامي حيث لم يبق مسيحيا واحدا في الجنوب سواء كلدانيا، فارسيا، يهوديا أم آراميا، بل معظمهم أسلموا كما ذكرت لك أعلاه.
لذلك وجد البابا لتمكين وتأمين الانفصال، كي يسميهم الكلدان وبذلك يخلق لنا هذه المشاكل التي تكلفنا كل هذه  " الخزعبلات " التي نتحدث عنها اليوم للأسف!
 
الأخ سيزار :

ان التسمية الاشورية لم تظهر للوجود من جديد الا في وقت متأخر خاصة مع ظهور الارساليات التبشيرية الانكليزية التي نشرت هذه التسمية سنة 1850 م لغايات ؟؟؟ اي بعد 400 سنة من احياء التسمية
الكلدانية ولم يكن احد يعرف عن تاريخ بلاد مابين النهرين في ذلك الوقت سوى مايقوله المؤخين والتوراة.

الرد :
عزيزي سيزار، كم من مرة قلت لك وللآخرين أنتم مخطؤون، إن الاسم الآشوري كان معروفا قبل أن تطأ أقدام الانكليز لا في العراق، بل في كل الشرق الأوسط، إذ ضربت لك مثالا ألا وهي قصيدة العلامة كيوركيس الأربيلي، يمكنك الاستفسار عنها وهي معروفة - طبعا لا للطائفة الكلدانية - التي تحجم هذه المعلومات كي يتيسر لهم مع احترامي  التعتيم  على إخوتنا.
ومن ثم هذا الاسم كان معروفا لا من قبل الكنيسة المشرقية فحسب، بل حتى من قبل الكنيسة الأرثوذكسية حيث حتى هناك على بوابة كنيسة في طور عابدين مكتوب :
في عهد البطريرك ...... الآثوري ....والأفسقوف ....
وأنا على استعداد أن أرسل لك صورة عنها، زد على ذلك حتى لو قبلنا هذه " الخزعبلة " وإذا كانت الكنيسة الأنكليكانية سمت النساطرة ب " الآشوريين " هل تستطيع أن تدلني من الذي سمى هؤلاء اليعاقبة آشوريون ، إلى درجة ان جهودهم في احياء القومية الآشورية ربما تفوق النساطرة.
 !
الأخ سيزار :

المهم ان احفاد الكلدان اليوم ينتسبون الى الكلدان القدامى وبكلدانيتهم يفتخرون فالقومية بالمفهوم الحديث ليست لغة مشتركة وعادات وتقاليد ومعتقد مشترك بل هي شعور وحس حر بالانتماء.
الرد:
نحن لسنا ضد احد حتى لو كان آشوريا، كي يغدو كلدانيا أو ما شابه ذلك ، حيث في الوقت الحاضر وأنت تعرف ذلك أن هناك عديدون من الكلدان يؤمنون بالقومية الآشورية أيضا، وبالحقيقة نحن لا نجبر أحدا كي يكون آشوري، مثلما قلت فالآشورية هي شعور وإحساس قبل كل شئ.
 
القنبلة الآشورية:

إن الشمال هو آشوري لا هوادة فيه مهما يحاول البعض ولغاية نفس يعقوب أن يعكر صفوتنا لأنه آشوري اللغة سواء من الكلدان أم السريان وذلك:
في اللغة الآشورية لا يوجد حرف ( ح / الحاء ) بل كل  حاء الآشوريون يعوضونها ب ( خ / خاء )
إذا تستمع إلى شعبنا في سهل نينوى او غيرها تجد يلفظون " الخاء " ولا يلفظونها ( حاء ) وهذا برهان لصدق ما نقوله وبنفس الوقت يدحض كل المناوئين لأمتنا الآشورية التليدة وشكرا لك .


وفي الختام، سأوثق ما جاءت به "  اللجنة التحضيرية لإدارة شؤون الناطقين بالسريانية الآشوريين في العراق " وذلك الذي صدر في عام 1973 هذا نصه :
 
" الوحدة القومية لطوائف الناطقين بالسريانية الآشوريين سليلي الآشوريين القدامى
إن الناطقين بالسريانية الآشوريين  من آثوريين وكلدان وسريان يمثلون القومية التي انحدرت من الآشوريين القدامى وذلك من نواحي الأصل واللغة والتاريخ والتراث الحضاري .
للبرهنة على ذلك علينا القاء نظرة خاطفة على -
- الآمبراطورية الآشورية قديما
- المسيحيون العراقيون إبان تكوينهم في العصور الأولى للمسيحية
- انقسام الناطقين بالسريانية الآشوريين المسيحيين في العراق الى طوائف مذهبية مع استمرارها في الإنتساب إلى قومية واحدة
- انحدار الناطقين بالسريانية الآشوريين من الآشوريين القدامى **"
.........................................

* خرانو باللغة الآشورية القديمة معناه - الطريق -
** بيان اللجنة هذه طبع لأول مرة كما جاءنا من اللجنة نفسها في مجلة  " كوكبا آثورايا " باللغة العربية كما ترجم الى اللغة السوادية أيضا في عددها الصادر لشهر تشرين الثاني لعام 1973 كما نشر للمرة الثانية في المجلة نفسها في العدد ( الخريف  العدد 3 لعام 2003 ) وترجمته الى اللغة الإنكليزية في العدد ( شتاء العدد 4 لعام 2003)
 





 
آشور بيث شليمون
_____________________________

202
أصداء خاطفة على ملاحظات الأخ هنري بدروس كيفا !

كتب الباحث هنري بدروس كيفا :

تعليق على ملاحظات السيد اشور شليمون

لقد ورد في هديتك بعض المعلومات الخاطئة و الغامضة و التي انت
تتعمد في نشرها مثل تعبير " في اللغة الآشورية السريانية اليوم."

آشور بيث شليمون:
إن الآشوريين يعتبرون الشعب الحضاري والرئيسي لا في بيث نهرين على حدة، بل في كل الهلال الخصيب والشرق الأوسط عموما وللتأكيد على ذلك ما عليك أن تقرأ ما جاء عن شعبنا الآشوري وعلى لسان أستاذين سوريين واللذين ترجما كتاب " عظمة آشور/                       THE MIGHT THAT WAS ASSYRIA " وهما كل من الأساتذة خالد أسعد عيسى وأحمد غسان سبانو، للكاتب المستشرق الذائع الصيت " هاري ساغز".

ومن المعروف وبدون أي شك، أن الشعوب عادة تملك لغتها وليس من المعقول أن شعبا كشعب آشوري أن يولد " أبكما " وكي يختار لغة الاخرين كما يحلو لك تمرير هذه النظرية الخاطئة هذا من جهة ومن جهة أخرى قد تعوض بعض الشعوب الضعيفة بلغة الغالب كما حصل أن العرب فرضوا لغتهم على معظم الشرق الاوسط ونفس السيناريو حصلت  لشعوب قوية اخرى مثل الإنكليز والإسبان والفرنسيين وغيرهم كثيرون.
كما انه لا تجد شعبا ضعيفا الى درجة لم يستطع ان يوحد صفوفه في تاريخه الطويل رغم كثرة عدده مثل الشعب الآرامي، كي يفرضها على الآخرين وكأنك تقول " الأيرلنديون " فرضوا لغتهم على الإنكليز وهي فرضية خاطئة، ولكن الذي حصل هو العكس.

الباحث هنري بدروس كيفا:

اولا - الشعب الأشوري القديم كان يتكلم اللغة الأكادية و كان يسميها
اللغة الأكادية ، اما إخوتنا من السريان المشارقة فهم يتكلمون اللغة
السريانية و إسمها العلمي كان و لا يزال " اللغة السريانية الأرامية".

آشور بيث شليمون:
من المعلوم، أن شعوب الهلال الخصيب جميعها كانت لغتهم واحدة، والتي بعض المستشرقين صنفوها ب" السامية " وبالإضافة الى ذلك كان هناك أخذ ورد بينها وعلى سبيل المثال عندما الدولة الأكادية استخدمت في الكتابة الإصطلاحات السومرية، الشعوب الأخرى والمحيطة فعلوا نفس الشيء وعلى سبيل المثال البابليون الآشوريون، الإبليون والعموريون والكنعانيون/ أوغاريت.
اما بالنسبة للغة الآرامية، التي ظهرت لاحقا استخدمت الكتابة السينائية أي الكنعانية وهم بدورهم عرفوها لشعوب الجوار وعلى سبيل المثال  شعوبنا البابلية والآشورية والكلدانية .
وبما أن هذه الثورة الكتابية أي " ألفبائية الجديدة " وصلت في وقت كانت الأمبراطورية الآشورية والبابلية الجديدة قد سقطتا وكل ما يمكن قوله في هذا الصدد أنه من المحتمل كانت هناك محاولات لتعويض الكتابة المسمارية بها .
كما أنه تلك الشعوب لم تتكلم بالآرامية وهنا أكبر شاهد على ذلك انه للآن لم يظهر كتابات آشورية ذات قيمة بهذه اللغة المزعومة وكل ما وجد في نينوى كان مكتوبا باللغة الآشورية والكتابة الإسفينية/ المسمارية والتي اجدادنا أسموها " ܟܬܝܒܬܐ ܟܘܡܪܝܬܐ " .
وإذا كان بحوزة المدعين بكتابات آرامية للآشوريين ليتفضلوا بها للملأ وإلا رجاء عدم التشبث بها والتي لن تخدم إلا التشويش، وزد على ذلك كما قلنا حتى الآراميين أنفسهم لم يجدوا الدارسين والمستشرقين المادة الكافية بها .

أما بالنسبة للغة الآرامية، أنه ظهرت هناك لهجات لا حصر لها وكل واحدة نوعا ما تختلف عن الأخرى حتى كتابيا، وبالإضافة الى ذلك ليس هناك كتابات كافية حيث بإمكان الفرد حتى أن يتعرف على  قواعدها الكتابية ما عدا عدة أسطر على قبور الموتى هنا وهناك أو أشياء  بسيطة ومختصرة  للتمكن دراستها وهذا ما جاء به مدرس اللغات السامية في مصر الأستاذ أ. ولفنسون.
أما بالنسبة للغة " السريانية " فهي لغة حديثة قامت على أنقاض اللغات السامية في الهلال الخصيب حيث كانت " المسيحية " و " الكتابة السينائية " عاملا موحدا لها .

والخلاصة، قبل هذه الوحدة اللغوية، كانت لغات الشعوب المنوه عنها في الهلال الخصيب تحتفظ بأسمائها المحلية ولكن بعد القرون الأولى للمسيحية فقدت هويتها كي تندمج في اللغة الجديدة " السريانية " وبناء على ذلك من الأفضل وأكثر دقة عندما التحدث اليوم لغويا، الأفضل لشعوبنا الإستخدام " السريانية " ولا التسميات المحلية الأخرى وأفضل تأكيد على ما أقول لو ان اللغة الآرامية هي " السريانية الآرامية " هل بوسعك الأخ هنري بدروس، أن تشرح لنا لماذا يحاولون سكان معلولا البحث عن آلية الكتابة في وقت أصحاب اللغة الآرامية  اليوم في حيص بيص لا يعرفون ماذا يعملون أو لماذا تقف انت وكل دعاة الارامية الجدد مكتوفي الايدي حيال هذه الأزمة التي تمر بها معلولا قلعة اللغة الارامية اليوم؟
على كل إذا كان بوسعك أن تقول " السريانية الآرامية " إذا، ما الذي يمنعني كآشوري أن أقول " السريانية الآشورية " أو " السريانية الكنعانية " !

الباحث هنري بدروس كيفا:


ثانيا - إسم الشام و شمأل
لا يوجد اية علاقة بين الإسمين : تسمية بلاد الشام هي تسمية
عربية إنتشرت بعد دخول العرب الى سوريا و التسمية سمأل الآرامية
قد إندثرت بعد إحتلال الأشوريين للممالك الآرامية في نهاية القرن
الثامن قبل الميلاد . لا يجوز ان نطرح نظريات بدون نصوص تلقي
الضوء على الأحداث او التسميات الجغرافية
 .
آشور بيث شليمون:
إن هذا القول بالأصل ليس لي بل مأخوذ من مؤلف كتاب اللغات السامية ومدرسها في مصر الأستاذ " أ. ولفنسون " وشخصيا، ولكن لست جازما يمكن أن تعني " الشمال " .

الباحث هنري بدروس كيفا:

ثالثا - اللغة و الأبجدية الآرامية في سمأل .
لقد ترك لنا الآراميون نقوش عديدة في سمأل : النقوش القديمة
من القرن العاشر قبل الميلاد كانت باللغة الكنعانية المتأثرة باللغة
اللوفية . اما نقش بر ركب فهو باللغة الآرامية و الأبجدية الآرامية
و ليس " لهجة آرامية قديمة " كما ذكرت .لقد أسس الآراميون عدة
ممالك في سوريا القديمة و الجزيرة ( بيت نهرين) و كان لكل مملكة
ابجدية آرامية مختلفة قليلا عن بقية الممالك و لكن اللغة الآرامية
هي واحدة !

آشور بيث شليمون:

نعم، هناك من يدعي ذلك، ولكن هناك من يربط هذه المملكة بالكنعانيين ومن ثم البعض وأنت منهم يظن أن تدمر " آرامية  " شيء لم يقله احد كما انهم كتبوا ابجدية مغايرة وحتى لغويا حيث مليء بالعبارات الرومانية الخ .


هنري بدروس كيفا:

رابعا - سوريا كانت آرامية بسكانها و حضارتها .

لقد إشتهر الآراميون بصمودهم ضد المحتلين الأشوريين و قد أسس
الآراميون عدة ممالك مستقة منذ حوالي 1200 قبل الميلاد . بعض
ملوك الآراميين - مثل بر ركب - قد تحالفوا مع الملوك الأشوريين
للمحافظة على ملكهم . إن تعبيرك " يتضح من هذا النقش أن أسرة بر ركب كانت تحكم منطقة شمأل التي كانت من المناطق الشمالية لسوريا الآرامية تحت السيطرة العامة لملوك آشور" بحاجة الى بعض التوضيح
فإن إحتلال الأشوريين للممالك الآرامية قد تم في نهاية القرن الثامن
و لم يدم إلا حوالي 120 سنة !

آشور بيث شليمون:

مع احترامي الكبير لك، شخصيا لا تستطيع تاريخيا، ومنطقيا وأخلاقيا أن تعمم " الآرامية " على سوريا، لأن التسمية السورية جاءت من التسمية اليونانية لكل الهلال الخصيب " آشوريا، أسوريا Assyria " في البداية كتسمية جغرافية نظرا للهيمنة الآشورية، ولكن سرعان ما غدت التسمية الحالية " سوريا " لسوريا المعروفة الكبرى والتي تضم لبنان، فلسطين والأردن أيضا.  لذلك لا يجوز أن تطلق او تفرض الآرامية على شعوب هذه المنطقة التي كان سكانها من الكنعانيين، الإبلويين، العموريين والعمونيين والعبرانيين.
بفعلك هذا تنهج الأسلوب العروبي الشوفيني لا غير !! أما إذا كانت حجتك انه هناك " آراميون " هناك الآخرون يقولون هناك " الفينيقيون " وما هنالك.

والخلاصة، يمكن أن يكون ممالك عدة لهذه القبائل المبعثرة الآرامية ولكن خلاصة القول لم يكن لها دور حضاري في المنطقة وكل ما هو معروف عنهم هو من الحوليات الآشوريين أنهم عناصر مخربة حتى بابل قبلت " الإنتداب الاشوري " لحمايتها من القبائل الآرامية والكلدانية .
ومن ثم لا يمكن ان تفرض نظريات من العدم، حيث كل من يستشه عن الآراميين والكلدانيين وغيرهم يعود الى حوليات ملوك الآشوريين، في وقت مع الأسف يحاولون محو وحذف وجودهم ولا يقدرون ذلك .

وأفضل تشبيه للجموع الأرامية هو حضور قبائل العرب الذي حل محلهم اليوم من الشمر، الجبور، العنزة، الطي وغيرها. فكما هذه العشائر ليس لها دورا رياديا في سوريا كذلك كان شأن الآراميين مع كل احترامي.

الباحث هنري بدروس:

لقد إستطاعت القبائل الكلدانية الآرامية ان تبعد الأشوريين من بلاد
أكاد سنة 625 ق.م ثم القضاء عليهم بمساعدة الميديين سنة 612 ق.م
لقد صبغ الآراميون سوريا القديمة بحضارتهم و لا تزال الاسماء
الجغرافية للمدن و القرى تشير الى أجدادنا الآراميين
 .
آشور بيث شليمون:
كما هو في الكتاب المقدس كل الدول مهما تكون عظيمة نهايتها السقوط، إلا مملكة الرب حيث لا يقوى عليها أحد.
لذلك، نعم الأمبراطورية الآشورية سقطت ولا بد أن يكون هناك عوامل، ولكن الآراميين رغم تحايلهم دوما حيث وقفوا مرة مع الميديين والكلدانيين، سرعان ما انقلبوا عليهم كي يكونوا في حلف الفارسي الذي أسقط " بابل " هي الأخرى .
ولكن المهم، أن الشعب الآرامي لم يلعب دورا هاما كما قلنا ولم يكن له حتى ذكر في عهود اليونان والرومان اطلاقا .
إن الرومان إذا ذكروا " سوريا " والذي كانوا يعنون به سوريا الكبرى ولا بلاد آرام ، وأفضل مثل على ذلك أن الإحصاء الروماني كان في اقليم سوريا الذي كان يضم دولة اسرائيل أو فلسطين .
أما أسماء المدن والقرى يمكن أن تكون آرامية والنفس الشيء في بلاد آشور وبيث نهرين كانت أسماء المدن والقرى بابلية، آشورية وسومرية.

كلمة ختامية:

إنني أكتب بقدر كبير من الدقة والحفاظ  والتمسك بالحقائق كما أراها، وبصدر رحب أحترم كل ناقد كي يقول ما يحلو له. ولكن أرفض الوصاية وفرض الأفكار على الاخرين حيث هم لهم الحرية أن يتقيدوا بما يناسبهم وإن كان على خطأ والله من وراء القصد.

آشور بيث شليمون
_______________________________

203
دحض وتفنيد إدعاءات السيد هنري بدروس كيفا!ّ

كتب الأخ الباحث هنري بدروس :

 
ب -لقد إنتشرت اللغة الآرامية في كل انحاء الإمبراطورية الفارسية
ولكن كلغة " رسمية" و للتداول ولكن ليس كلغة " محكية" . لقد
حافظ الآراميون في سوريا في إستخدام لغتهم الآرامية الأم و لكن
سكان افغانستان لم يتكلموا اللغة الآرامية في بيوتهم.

ج - من المعروف ان اليهود قد تعلموا اللغة الآرامية في خلال سبي بابل الثاني 587 - 538 ق.م . اي ان تعلم اليهود للغتنا الآرامية
ليس له علاقة مباشرة مع تحول اللغة الآرامية الى لغة رسمية في
كل أرجاء الإمبراطورية .
وللمزيد يرجى الإضطلاع على الرابط أدناه:

http://www.samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?f=43&t=9993




آشور بيث شليمون:

أولا، إن اللغة الآرامية لغة تنتمي الى الدوحة السامية الشمالية والتي منها البابليةالآشورية، الكنعانية الإبلية، الآرامية والعبرية.
ومن هذا المنطلق فهي لا تختلف عن اللغة البابلية الآشورية إلا بفارق بسيط.

وإنما الذي حصل أن الآراميين بحكمهم الجغرافي في وسط الهلال الخصيب ( بادية آرام ) التي حولوها مع العرب إلى شبه صحراء  قاحلة كانت مساعدا لهم في نشر الكتابة الجديدة الكنعانية/ السينائية وليس لغتهم.

 وعلى هذا الأساس إن شعوبنا آشورية كانت أم بابلية لم تتكلم الآرامية، بل لغتهم العادية ليس إلا، وأضيف على ذلك من المؤكد حاولوا الإنتقال كتابيا في استخدام الخط الجديد عوضا عن الكتابة المسمارية والتي كانت أكثر تعقيدا ليس إلا، ولكن فاتهم القطار حيث غاب سلطانهم كي يحل محله في عصور لاحقة المحتلون الفرس واليونان والرومان حتى إجتاحت المنطقة كما وصفتها نبوة التوراة – بالزوبعة العربية في اوائل القرن السابع الميلادي.

ولنا في  ملاحظة الأستاذ طه باقر خير تفنيد لهذه الآراء البعيدة عن الحقيقة إذ يقول " وهناك تسمية مغلوطة تطلق على الآرامية وهي الكلدانية، ومنشأ هذه التسمية مما ورد في سفر دانيال من استعمال الكلدانيين للآرامية ، ولكن الواقع أن اللغة الكلدانية التي تكلم بها الكلدانيون ( أي البابليون في العهد البابلي الأخير إنما كانت اللغة البابلية المتأخرة المشتقة من الأصل الأكدي ( 1 )   أما The Bible Almanac  يذكر ما يصادق قول الأستاذ طه باقر أنه لقرون المستشرقين تباحثوا حول أصول المفردات المستخدمة في الكتاب المقدس/ التوراة حيث الكثيرون ظنوا لأول وهلة أنها ترجع الى أصول آرامية، ولكن الآن هناك برهان قوي أن هذه العناصر ( على سبيل المثال نبوة حزقيال ) ليست ألا مجرد بابلية أم آشورية المنشأ. (2)


هذا، وهناك  دليل آخر والذي ذكرته مرارا أن اللغة السريانية ليست إلا لغة حديثة نسبيا والتي ترتكز بصورة عامة على وحدة اللغات /اللهجات السامية في الهلال الخصيب وذلك في القرون الأولى للمسيحية.

ومن المعروف أيضا، أن اللغة/ اللهجة الآرامية القديمة  ( 3 ) انقرضت كليا وليس لها أثر اطلاقا لإنعدام المادة الكافية لدراستها على عكس اللغات السامية الأخرى  وعلى سبيل المثال الآشورية البابلية، الأوغاريتية الكنعانية، والإبلية وذلك كون لهذه اللغات المواد الكافية وخصوصا الآشورية والأبلية نظرا لإكتشاف مكتبات ضخمة تحتوي آلاف من اللوحات والتي هي في قيد الدرس والتمحيص وعلى سبيل المثال بالأخص مكتبة آشور بانيبال العظيمة.
وكما يقول المستشرقون المختصون كل هذه الإكتشافات ستفتح آفاقا جديدة في هذا المجال بينما ليس هناك شيء يذكر عن اللغة الآرامية سوى عدة أسطر على قبور الأولياء والتي لا تؤلف المادة الكافية للدراسة.

كما أنه جدير بالذكر، إن الذين يمثلون " الآراميون " القدامى بالحقيقة هم سكان معلولا والقرى الأخرى المجاورة أي جبعدين وبخعة قرب دمشق فقط حيث أقلية جد بسيطة ما تزال تتكلم بها ولكن يبدو أنهم في طريق الانقراض  رغم محاولة البعض لإحيائها حيث اليوم في حيص بيص حتى في اختيار الخط لكتابتها، وفي هذه الحالة كما يبدو اختاروا الكتابة العبرانية التي اصبحت مثار جدل حاليا والتي بدورها تسمى بالخط المربع العبري/الآشوري أو كتاف آشوري.

إن الأخ هنري بدروس وغيره عوضا عن تضييع وقتهم في محاربة " الآشورية "سواء لغة أم قومية، من الأجدر بهم حيث يعتقدون  أنفسهم المحامون والمدافعون عن الآرامية الذهاب إلى معلولا وتكريس وقتهم الثمين في مساعدتهم واسعافهم في هذه المجالات وإلا ضاعوا واللغة الآرامية معهم.

ولكن من المؤسف كما يقال، أن الجمهرة هذه  تعرف من أين تؤكل الكتف إذ السيد هنري بدروس، أولا ليس أهلا بالقيام بهذه المهمة كونه لا يفقه هذه اللغة الآرامية  المنقرضة التي يدافع عنها ومن ثم لا يجرؤ حتى الذهاب الى قرى دمشق/معلولا حيث سيكون مصيره نفس المصير للأخت " ليلى لطي " مختارة سد البوشرية من ضواحي بيروت ، لبنان التي تباهت بلغتها الآرامية في برنامج " يو تيوب "أعد لها حيث زارت هذه المناطق وعند توقفها في احدى هذه القرى، المتاخمة لمعولا  وطلبت من أحد المساكين المسنين بتعجرف لماذا لا يتكلم اللغة الآرامية ، رد عليها الشيخ المسن بعصبية عارمة وهو بالحقيقة مصيب جدا وقال: " لماذا أنت لا تتكلمين بها ؟! "  حيث لم تنبس ببنت شفة .

 شيء يبعث الألم والأسى أن البعض وفي غاية نفس يعقوب يفرضون على الآخرين ما يرفضونه  لأنفسهم وأكبر مثال في هذاالخصوص هو الأخ هنري بدروس كيفا نفسه مع الأخ الدكتور أسعد صوما اسعد !

كما  أن رؤية الأخ هنري بدروس هي  أن الآشوريين قد انقرضوا في المجتمع الآرامي وأصبحوا " آراميين " و لم يكن لهم لغة من قبل ذلك حيث على حد زعمه تبنوا اللغة الاكادية، وهو لا يدرك أن اللغة في آشور وأكاد وبابل كانت نفس اللغة حيث كل هذه المجتمعات كانت قريبة جدا من بعضها البعض وسميت لغاتهم وكذلك شعوبهم باسم مدنهم الرئيسية، اللغة الأكادية من أكاد/ Agad     واللغة البابلية من بابل/   Babylonواللغة الآشورية من آشور Ashur. ومن ثم على حد زعمه من بعدها ذابوا في المجتمع الآرامي كونهم من الناطقين بالآرامية، وهذه النظرية نرفضها من الأساس وكأنك في هذه الحالة تقول أن الشعب الإنكليزي  فرضت عليه اللغة الايرلندية ولكن بالحقيقة هي العكس، إن السلطة الإنكليزية الأمبراطورية   هي التي فرضت لغتها على الشعب الايرلندي .
إن السيد هنري بدروس يقدم بعض الطروحات التي قدمها المستشرق I.J. GELB كي يدعم نظرياته الهزيلة بعدم وجود " لغة آشورية " ، وهو في هذه الحالة لم يدرك ان هذا المستشرق يتكلم عن كيفية انتشار الكتابة وليس الحديث عن أمور لغوية .
إن هذا المسشرق له كتاب تاريخ الكتابة ، وبدون شك كان الشعب الاكادي من الشعوب السامية الأوائل الذين اتخذوا واستخدموا الكتابة او النموذج السومري وبعدها البابليون والآشوريون ساروا على نفس النمط ولكن بعد ادخال التعديلات الملائمة للهجتهم الخاصة. كما لهومن المضحك جدا القول بان الآشوريين ليس لهم لغة، حيث لم يقل ذلك اطلاقا بل الذي قاله في هذا المضمار : "  إن هناك أشكال عديدة للكتابة المسمارية والرئيسية منها هي " السومرية " التي كانت مستخدمة في الجنوب والأكادية، لغة سامية استخدمت في الشمال من بلاد الرافدين والتي تحوي لهجتان رئيسيتان، البابلية والآشورية .."  ( 4 )
وحتى لو فرضنا لحسم الجدل باننا استخدمنا اللغة الارامية – وهذا لا أساس له من الصحة – وهل هذا يعني اننا بذلك آراميون، ومن ثم حتى اللغة الآرامية بناء لمؤلفي كتاب الآداب السريانية الأساتذة  فولوس غبريال وكميل أفرام  البستاني ( 5 ) تصعد أصولها الى اللغة الأكادية .

والمؤسف قوله حتى مختارة سد البوشرية " ليلى لطي " أدركت هذه الناحية إذ  التي عجز السيد الباحث هنري بدروس معرفتها أنه ليس كل من ينطق لغة يعتبر منها وإليها وخصوصا في هذا الزمان ( يرجى الإضطلاع الرابط أدناه ) ولو أخذنا بنظرية الأخ هنري بدروس كيفا، يمكن اعتباره عربيا لكون لغته البيتية هي اللغة العربية أو ربما  اللغة الأرمنية لأن زوجته هي بنفسها ارمنية مثل والدته !

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Artikel/Layla_Latte.htm

وهناك ناحية يدافع عنها بشراسة السيد كيفا ، وحتى يريد فرضها عنوة وهي أن الشعب الاشوري غدا آرامي اللغة وهذه نظرية ميتة منذ الولادة فالشعب الآشوري لم يلفظ لغته أبدا، وإذا وجد أي التباس بمقارنة لغة الآشوريين القديمة مع لغتهم اليوم ويجد أشياء غير مطابقة للقديم، هذا لا يدل البتة إنفصالهم  التام عن لغتهم القديمة، بل نتيجة ما يسمى لدارسي تاريخ اللغات تطور يصيب عادة كل اللغات بصورة عامة، وعلى سبيل المثال إذا كان الناطق باللغة الإنكليزية اليوم يرى من الصعوبة فهم لغة  شوسر/Chaucer ( 6  ) حيث يلجأ إلى استخدام " القواميس " هذا لا يدل أن لغته ليست بلغة انكليزية وحتى ما وجد أن اللغة العربية بناء لما جاء به الدكتور شوقي ضيف في كتابه " تاريخ الأدب العربي - العصر الجاهلي "  ( 7 )  حيث يقول بالحرف الواحد:
" ... وهذه الصورة التامة لفصحانا لم تصل إليها إلا بعد مراحل طويلة من النمو والتطور ... " أي من الصعب قراءة وفهم النصوص العربية القديمة من قبل العرب اليوم .
وبناء  لما أوردناه تبقى نظرية الأخ هنري بدروس معلقة في الهواء وبدون مصداقية والتي يدعي أن الشعب الآشوري غدا الناطق باللغة الآرامية وخصوصا في عهود الهيمنة
الآشورية.

أما إذا كان له الدليل على ذلك، لماذا لا يتفضل أن يقدم لنا نموذجا من تلك اللغة  الآرامية هذه المستخدمة من قبل شعبنا الاشوري ؟
حيث بكل تأكيد  لا هو ولا اولئك الأساتذة الصهاينة الذين يعتمد عليهم في تشويه لا تاريخنا الآشوري فحسب،  بل حتى تاريخ المنطقة برمتها لخدمة مآربهم الهدامة والمعروفة سلفا من قبلنا .

والطامة الكبرى حتى لا يوجد ما فيه الكفاية لدراسة اللغة الآرامية نفسها وفي عقر دارها ( دمشق ) كما نوه به الأستاذ مدرس اللغات السامية في جامعات مصر البروفيسور أ. ولفنصون - أبو ذؤيب – (8 ) 

الخلاصة:
إن الآراميين وهم من أواخر الشعوب السامية التي ظهرت في المنطقة ، لم يتمتعوا بوحدة كيانية مستقلة وحتى لم يكونوا  قوة مهيمنة في المنطقة كما حصل لأشقائهم الاكاديين، البابليين، الآشوريين، الإبليين/ إيبلا والكنعانيين .

إن التسمية السريانية، مرجعها الوحيد هو من آشور، آسور Ashur / Assyria كون الآشوريين الشعب الوحيد والمهيمن على كل بلاد الهلال الخصيب حيث كان على تماس مع اليونان الذين كانوا الأولين في تسمية الهلال الخصيب ب أسوريا ومن ثم  سوريا  ASSYRI/ SYRIA     ومنه التسميات الأخرى السريانية.

السيد هنري بدروس يحاول الربط بين هاتين التسميتين أي " الآرامية " و " السريانية " وكأنهما رديف لبعضهما البعض، وهذا ليس صحيحا إذ " السريان والسريانية " عمت المنطقة من الهلال الخصيب برمتها كما احتوت  شعوبها أيضا، بينما " الآرامية " تسمية للقبائل الآرامية وإن دلت جغرافيا فلم تتعد إلا على أماكن متفرقة ودمشق مثالا ،  بينما " السريانية Syrian " كانت اكثر شمولا وافضل مثال على ذلك عندما صدر أمر من أوغسطس قيصر الروماني بأن  يكتتب كل المسكونة وهذا الإكتتاب الأول جرى إذ كان كيرينيوس والي " سوريا " فذهب الجميع ليكتتبوا كل واحد الى مدينته . فصعد يوسف أيضا الى الجليل من مدينة الناصرة ... ( لوقا 2: 1-2 ) وهذا ما يفند ادعاء الأخ هنري بدروس أن " آرام " تدل على " سوريا " بل آرام في هذه الحالة هي بنفسها ضمن سوريا وليست سوريا ضمن أرام، كون الجليل في فلسطين.

إن دعاة الآرامية الجدد يسيرون على نفس منوال " العروبة " في يومنا هذا التي تطغي تقريبا على كل بلدان الشرق الأوسط وحضاراتها العريقة التي كانت موجودة قبل العرب انفسهم بآلاف السنين.
ومن المضحك أن القبائل الآرامية لم تؤلف أو تكون دولة موحدة وهي في عزها، كي يقوم بعض دعاة الآرامية الجدد اليوم وهم أعراب اللسان كي يبعثوها مجددا في وقت حاضرة الآراميين الأولى دمشق اليوم لدى العرب والعروبيين هي " قلب العروبة النابض " . هذا ويبدو أنهم فقط شاطرون لمهاجمة آشور والآشورية في عقر دارها بينما يديرون ظهر المجن على آرام والآرامية في عقر دارها إلى درجة تنعدم فيهم الجرأة لكشف الوضع في معلولا  الآرامية التي هي بدون أدنى شك في حاجة اليهم كونهم ينكرون ذاتهم وتعويضها بالعروبة .

في الوقت الذي فيه كل من الإخوة هنري بدروس وأسعد صوما أسعد يفرضان آراميتهما على شعبنا الآشوري، بينما مهد الآرامية ( دمشق/ معلولا ) بكل افتخار تعلن عروبتها سواء اللغوية والقومية وهم فاغري الفاه من خوفهم يغدون صم بكم لا ينطقون !
ولا كيف يجرأ بالقول   

إذا كان هناك نكتة في هذه الأيام هي عندي ما يروجانه كل من دعاة الآرامية وخصوصا على لساني الإخوة هنري بدروس وأسعد صوما أسعد والتي مفادها ان الشعب الآشوري انقرض منذ سقوط نينوى أي حوالي  612 قبل الميلاد ، ورغم مكانتهما العلمية لا   أدري كيف يجرآن قول ذلك في وقت هناك أحداث تاريخية تثبت الوجود الآشوري وذلك بعد سقوط نينوى على لسان المؤرخ هيرودوتس ( 9 ) ومن ثم على لسان ܐܒܓܪ ܐܘܟܡܐ / الملك أبكر (10)  ملك الرها / أورهي حيث كتب ثلاث رسائل بخصوص  السيد المسيح واحدة إلى امبراطور روما  Tiberius والثانية إلى الشاب " نارساي " ملك آشور والثالثة الى الملك الفارسي Ardaches
هذا وإن الامبراطور الروماني Trajan   حوالي  117 ميلادية في تقسيمه للاقاليم الشرقية من أمبراطوريته ( انظر الرابط أدناه ) حيث أوجد اقليم  آشور جنبا إلى جنب اقليم أرمينيا وبلاد الرافدين ، ثم كذلك تحت السيطرة الفارسية في القرن الرابع الميلادي كانت المملكة مقسمة الى عدة امارات أو ولايات وكانت آثور/ Assyria  أو حدياب/ ܚܕܝܒ وقاعدتها " أربيل "  ومن ملوكها يذكر سنحريب ( 11 ) في عهد شابور الثاني ( 309-379 )  -  انظر في كتاب " دفقات الطيب " لمؤلفه  قداسة الحبر الأعظم مار اغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس .

http://en.wikipedia.org/wiki/Assyria_(Roman_province



ملاحظة :
من المؤسف أن هؤلاء الباحثين من أمثال هنري بدروس والدكتور أسعد صوما أسعد لا يستشهدان إلا بمن ذكر آرام  والآرامية، علما لو لم يكن ذكر في الكتاب المقدس بأن السيد  المسيح تكلم بضع كلمات باللغة  الآرامية، حيث سيقودهم الى الفردوس، إذ  اليوم من المؤكد لا تجد شخصا يعترف أو حتى يذكر الآراميين نظرا لفشلهم الذريع تاريخيا ، طبقا لما ذكره جورج رو/ George Roux   ( 12) بأن الآراميين لم يحققوا شيئا  في الحضارةالإنسانية على الإطلاق.

في الوقت الذي فيه الآباء المسيحيين الأوائل في بلاد آثور/ ܐܬܘܪ ذكروا آشور والآشورية بكل فخر حتى لقبوا بلاد آشور بمنبع العلم والمعرفة  ܐܬܘܪ ܡܒܥܬ ܝܘܠܡܦܢܐ  ومن ثم في قصيدة طويلة للعلامة كيوركيس وردا الاربيلي ( توفي 1225 ميلادية )  التي تنوف على مائة بيت  شعري حيث يقرظ آشور والاشورية بينما لا يذكر آرام ام كلدو اطلاقا!
زد على ذلك في العصور اللاحقة من المحتلين الجدد بدءا باليونان ومرورا بالرومان والفرس لم يذكروا عما يسمى  الشعب الآرامي بتاتا، بينما آشور والآشورية كانت غالبا تذكر في كتاباتهم كما نوهنا اعلاه.
إن الحسد والحقد يدفعان مع الأسف  بعض من ذوي النفوس الصغيرة في مهاجمة الشعب الآشوري حيث نال دعم وجهود الكثيرين من مختلف طوائف شعوبنا أرثوذكسية كانت أم كاثوليكية  لدرجة يمكننا القول أن الدكتور أشور يوسف ( 1858- 1914) من الكنيسة الأرثوذكسية الشقيقة يمكن لا  بل يجب  اعتباره  " أب الآشورية " في عصر النهضة  الآشورية، هذه  النزعة  القومية التي سبقت حتى النهضة القومية  العربية .
..............
المصادر:


ا    
 

   

204
لا يصح إلا الصحيح !
___________
بقلم: آشور بيث شليمون

من المعروف أن المجادلات المذهبية العقيمة بين شعبنا الواحد كان لها الأثر الكبير في انقساماتنا وتشرذمنا، أولا عندما حصل هذا الانقسام بين شطري أمتنا الآشورية وكان نتيجته  كل من اليعاقبة والنساطرة اللذين مع الأسف كانوا منغمسين في جدال بيزنطي فيما بينهما إلى درجة العداء السافر بلعن أحدمهما الآخر.

في منتصف السبعينيات أخبرني أخ من الكنيسة اليعقوبية في حلب، أن كنيسته كانت على الدوام تلعن وتسخط على مار  نسطورس في الخدمة الكنسية ، في وقت نسطورس هذا كان بطريرك القسطنطينية الذي عزله  مجمع أفسس (431م) بسبب أفكاره على حد زعمهم الهرطوقية.
ولكن كما أخبرني هذا الأخ اليعقوبي المؤمن بقوميته الآشورية بأنهم ألفوا وفدا وقابلوا مطران السريان في مدينة حلب وقدموا شكواهم واستنكارهم على هذا العمل المشين ، هنا نشكر الكنيسة الأرثوذكسية بالأيعاز الى رجال الدين بعدم تكرارها*.
 
كما هو معروف أن قداسة المغفور له البطريرك مار بيداويد الذي مد يده الى أخيه مار دنخا الرابع لرأب الصدع بين شقي كنيستنا النسطورية والكاثوليكية/المنفصلة من كنيسة الأم ، وبنفس الوقت كانت هناك جهود أخرى  لتقريب وجهات النظر ما بين كل كنائسنا لا مع الكاثوليك/ الكلدان فحسب، بل مع الكنائس الأخرى الشقيقة الأرثوذكسية، ولكن هذه الجهود للأسف تم الاجهاز عليها من قبل الاخوة من الطائفة الكلدانية بعد وفاة البطريرك مار بيداويد ومن قبل اقباط مصر كما صرح لي قداسة البطريرك مار دنخا الرابع بنفسه.

والشيء المؤسف، وخاصة بعد ما يسمى  بتحرير العراق كانت هناك صحوة قومية أو بالأحرى الحمى القومية الكلدانية او السريانية التي لم يكن لها وجود قبلا، وعلى الأغلب يغذيها الحقد الطائفي وفي معظم الأوقات أبطالها ومروجيها كانوا مطارنة وقساوسة وحتى شمامسة.
إن هذه الظاهرة كانت في أوجها عند ما يسمى بالكلدان حيث بلغت من العداء المستحكم ضد القومية الآشورية وكأن الشعب الآشوري هو المسؤول في كل شيء ، وبالحقيقة المسؤولية الكبرى تقع على أكتافهم رغم أنه المغفور له المطران أدي شير أنذرهم من مغبة التعريب قبل مائة عام ولكن لم يأخذوا بنصيحته بل كل شيء عندهم غدا اليوم عربيا، وهؤلاء أنفسهم ضربوا ظهر المجن على كل ذلك واليوم يدافعون على الكلدانية الوهمية في الشمال الآشوري، وغدا أسراهم على حد زعم البعض المالكين الحقيقيين لأرض آشور، بينما الشعب الآشوري لا وجود له وعلى لسان البعض مع الأسف قضي عليه قضاء مبرما !

إذا كان هناك من في رأسه ولوقليلا من الدماغ،  مع احترامي الكبيرمن إخوتنا الكلدان أن يسأل مجرد سؤال بسيط وهو :
إذا كانت امبراطوريتكم العظيمة محت الشعب الآشوري من الوجود، أين الكلدان الآشاوسة اليوم في بابل والجنوب؟! لماذا ليس لكم في الجنوب حتى قرية كلدانية واحدة ؟!
من المؤسف، عندما نواجههم بالحقائق يغضبون وكأن في تقاعسهم وانجرافهم في العروبة نحن المسؤولون، وحتى البعض يحسبنا من " الوافدين " فإذا كان بعضا من شعبنا على إثر تقسيم الأمبراطورية العثمانية/ الرجل المريض وصدف كثير من طوائفنا ضمن ما يسمى تركيا بعد ترسيم الحدود الدولية ما بين تركيا وما يسمى العراق اليوم، أصبحنا غرباء، هل يعتبرون الأرثوذكس والكلدان النازحين أيضا ب" الوافدين "؟ طبعا لا !ثم لماذا لم يعتبروا العرب ب" الوافدين " !
والأنكى من ذلك لم يفتحوا كنائسهم لشعبنا الوافد من تركيا كما جاء في تقرير أخ يعقوبي من عائلة " دنو" الكريمة ، بينما السريان الأرثوذكس فتحوا أبوابهم على مصراعيها لنا . صدق المرحوم الصحافي المرحوم فريد الياس نزها عندما  قال ، الحقيقة هذه الكنائس هي ملك للكنيسة المشرقية ولا للانفصاليين الكاثوليك إغتصبوها عنوة.

كما العداء لا يزال يثيره مطارنتهم وقساوستهم الى هذه الساعة لا لشيء بل كما وصفه أحد الاخوة الكاثوليك/ كلدانيا بنفسه  بأنه حقد وكراهية وحسد لا غير.
وختاما أطلب من الطبيبين وهم كثيرون في الكنيسة الكلدانية ان يأخذوا نفس الخطوات التي قام بها اخوتنا في الدم بمدينة حلب السورية  بوضع رجال الدين في مكانهم الوحيد وهو خدمة الكنيسة المسيحية التي تدعو المحبة لا بين الأمة الواحدة فحسب، بل بين شعوب العالم قاطبة.
وختاما، رغم أن الأخ " غسان حنا شذايا " له تقلباته المختلفة ( طلعاته ) الطريفة كي يكون آشوريا أولا ومن ثم كلدانيا والآن يرجح التسمية المركبة بخطوط مائلة تفصل بين الأسماء، حيث طلب من البطريرك " مار دلي " مؤخرا بالاستقالة ، أعتقد لا ذلك فحسب، بل على كل القساوسة المنغمسين في أطروحاتهم التقسيمية والخارجة من اختصاصاتهم أن يوضعواويجمدوا  جانبا لأنهم لم يخدموا الكنيسة بتعريبها بكل فخر فحسب، بل لتشجيعهم الإنشقاق في امتنا الواحدة بتشويههم وتزويرهم لتاريخنا الآشوري الناصع وهل هناك من يسمع ؟!

تنويه: للمزيد على ما أقول ما عليكم إلا زيارة مواقع " كلدايا نت والنتظيم الآرامي الديمقراطي " حيث يجتمع هؤلاء رغم ليس ما يخدم وحدتهم( أي بين الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية ) ولكن يجمعون معا لمهاجمة الأمة الآشورية التي هي عدوهم اللدود بدون منازع ، نطلب من الله عزوجل أن يفتح عيونهم وهم يدعون مع احترامي بالمسيحية التي ترتكز على " المحبة " والمحبة هذه غير موجودة في قلوبهم للأسف.
 
آشور بيث شليمون
_____________________
* إنني أقول هذه الشهادة حيث كنت برفقة الفنان حنا الحائك الموجود في بلاد السويد بينما كنا سوية نخدم خدمة العلم في " كلية الضباط الاحتياط " بمدينة حلب السورية (1965)
[/color]

205
مصير   الشعوب  المسيحية في  بيث نهرين بعد الاحتلال  العربي الاسلامي

آشور بيث شليمون

في مكتبتي الشخصية كتاب هام جدا تحت عنوان /  The Islamic World/ العالم الاسلامي  لمؤلفه  و .  مونتغمري واط    W. Montgomery Watt طبع في مدينة لندن – المملكة المتحدة في عام 1974
رغم أن بعضا من  محتويات الكتاب لنا  كأبناء الأمة الآشورية ليست غريبة ، ولكن الكاتب يفتح آفاقا واسعة التي قلما كمسيحيين أو مسلمين لقيت الاهتمام اللائق . وبصفتي كمحرر سابق للغة الآشورية و العربية لمجلة  " النجم الآشوري /  The Assyrian Star " لسان حال الاتحاد   القومي الآشوري الأميركي لذلك رأيت من الضرورة ترجمة  بعض المقاطع المهمة من هذا الكتاب إلى اللغة العربية والتي دون شك تتعلق بشعبنا الآشوري خاصة والمسيحي في الشرق الأوسط عامة والتي ظهرت في العدد الأول / الربيع لعام 2001 من المجلة المذكورة .

انطلاقا من حبي لشعبي وهنا أعني لا الآشوري المسيحي وحده ، بل يتعدى ذلك الى كافة أخواتنا وإخوتنا من المسلمين والناطقين بالعربية عامة الذين على عاتقهم تقع الأمانة ، أمانة الحفاظ على حياض أمتنا الآشورية التي هي اليوم في أسوأ ظرف تاريخي  كون وضع العراق في خلال السنوات المنصرمة  وخاصة بعد الاحتلال في عام 2003 أدى الى تهجير شعبنا تقريبا بالكامل  ، وللأسف الشديد  أن تعداده اليوم لا يعدو الأّ بضعة آلاف فقط وهذا بحد ذاته يعد كارثة إنسانية فريدة من نوعها في الوقت الراهن .
شخصيا ، لا أؤمن أن  غالبية سكان بيث نهرين / العراق * هم من العرب مع كل إحترامي الكبير لمن يظنون ذلك  ، بل كل ما هنالك ليس إلا عروبيين أو مستعربين وبوسع القارئ من قراءة هذه الصفحات المترجمة أن يصل الى قناعة تامة  بصحة قولي .
والآن أضع أمامكم بعضا من نصوص الكتاب المترجمة ثم يليه تعقيبي الشخصي حول الموضوع . وكلي أمل أن تقرأوا الموضوع بتأن وترو مع العمل أن تجردوا أنفسكم من أي تعصب مهما كان نوعه ، حيث لولا هذا التعصب الأعمى الذي ابتلينا به مدى أكثر من أربعة عشر  قرنا لما وصلنا الى هذه الحالة المزرية والمشينة التي نتخبص فيها الى اليوم!

القسم الأول :  مقدمة  الكتاب -

هدف هذا الكتاب هو لاعطاء صورة للخبرات والمجازفات لمجموعة بشرية كبرى للعرق الانساني  طوال أكثر من أربعة قرون ونصف من الزمن . والموضوع بحد ذاته محدد بوضوح ، التواريخ وكل المساهمين ، ولكن لمن الصعوبة تحديد التسمية . ربما المرء قد يتحدث ببساطة عن " الخلافة "  وإنه لمن الصواب لمدة قرن واحد تقريبا كانت هنالك أمبراطورية واحدة والتي بوسعنا إعطاء إسم بارز لها . على كل حال هذه الامبراطورية بعد عام  750 ميلادية  طرأ عليها الانحلال والتفكك ولمدة معينة وجد على الأقل ثلاثة حكام مستقلين ، كل واحد منهم يدعي شرعية الخلافة . الى جانب حكام محليين آخرين . ومن جهة أخرى على الرغم من الانحلال الاداري الذي أشرنا اليه أعلاه ، كان هناك مجموعة من الشعوب صاحبة العلاقة بقيت نوعا ما موحدة .  البعض بل ربما معظمهم لا زالوا  يشعرون بالانتماء الموحد . الجميع دخلوا تراث النبي ( محمد ) رسول الله ، إذ  جاؤوا ليروا العالم بشروط المخطط العقلاني  المستند على القرآن  . ومن ثم كانوا قد أعلنوا على الأقل بالاهتداء بكتاب الله ( القرآن ) والسنة ورسوله . وإن الاصطلاح لهذه الوحدة الثقافية هو " الاسلام " ويمكن اختصار ووصف الموضوع بصورة رئيسية للحضارة الاسلامية .

إن واحدة من الخصوصيات الأكثر إعتبارا لهذا الكتاب ، هو محاولة جعل العلاقة بين الديانة والسياسة أكثر وضوحا في الأحداث الموصوفة . الدين مهم وبتسمية فترة ب " الاسلامية " في دراستنا هذه تبقى أكثر ملائمة وقبولا من  " العربية " .
عندما رفيق جامعي إقترح لي بأن التاريخ الاسلامي وجب إعتباره قسما من التاريخ الكنسي ، للأسف كان شيئا بالحقيقة  يبعث السخرية ، لأن التاريخ الذي يتطلب دراسته في هذه الحالة ليس أكثر ولا أقل من ديانة القرون الوسطى في أوربا ، ومراكز الدين في طريقة أخرى . حيث في الاسلام لا يوجد  " بابوية " ولا حتى طبقة أسقفية أو درجة كهنوتية بمعناها الصحيح ، بل كل ما هنالك مجتهدون دينيون أو ما يمكن قوله بالمؤسسات الدينية .
إذ هناك شئ فريد وهام جدا ، وهو كيفية كشف الثقافة المسيحية في بلدان كمصر ، سوريا والعراق . التي قد تحولت الى ثقافة إسلامية ، التغيير هذا هو بعينه أكبر فشل للديانة المسيحية ، رغم ذلك لم يلق إهتماما من قبل المؤرخين المسيحيين أنفسهم .
إن مثل هذا الاهمال والتقاعس يعود إلى حقيقة الفشل بذاته ، حيث المسيحيون اليوم يحاولون على الأغلب نسيانه . ولكن لنفس السبب إنها عملية تاريخية محضة تحليلها ودراستها من الأفضل أن تكون لها قيمة باهظة للمسيحيين أنفسهم . والجدير بالذكر إن التحويل هذا بالطبع لم يكن تغييرا مطلقا  . ففي بداية القرن السابع الميلادي وقبل الاجتياح الاسلامي ، ثقافة البلدان المسيحية كانت مسيحية بالمعنى الصحيح والتي أوجدت بؤرتها في مركز اللب للأفكار المستقاة من المسيحية . ولكن بنفس الوقت ، قد اتحدت مع حكمة الشرق الأوسط الموغلة في القدم ، وأثناء عملية التحويل هذه ، أي من الديانة المسيحية الى الاسلام نرى أن معظم التراث القديم قد  احتفظ به ولكن وضع في قالب اسلامي محض أو ضمن الاطار للأفكار الاسلامية . والتغيير هذا أقل مما الوصف  يمكن إقتراحه . بمعنى آخر ، ما كان في النظام المسيحي مرّة ، غدا قسما من النظام الاسلامي بالمرّة الأخرى .

خلال دراسة عملية التحويل هذه ، هناك صعوبة خاصة يجب تجاوزها . وهي أن المصادر الرئيسية في الموضوع يعود الى المؤرخين المسلمين ، وهؤلاء يجنحون عادة إلى إهمال القضايا المسيحية . كما أنه هناك فرضية أساسية وخاصة وهي كل شئ عندهم إسلامي بحت لأنه جاء بالكامل من المصادر الاسلامية . حيث لم يكن لهم ( المسلمون ) الاستعداد للاعتراف بالحقائق الناصعة . إن التأثيرات المسيحية هي من ذلك النوع ذات قيمة باهظة جدا لمؤرخي قرن  التاسع عشر . كما أن فكرة  - التأثير – تعني الاعتماد ، والاعتماد بحد ذاته ( العرب ) يفسرونه  - ضعف -  والاعتراف بالضعف كان شيئا -الاعتزاز العربي -  يمقته ولا يستسيغه أو حتى الاعتراف به !

القسم الثاني : الخلاصة –

إن الفصول الخمسة من هذا الكتاب ( الانجاز ) قد غطوا حوالي  أربعة قرون ونصف من تاريخ الهلال الخصيب / Fertile Crescent  والمناطق المجاورة . لقد صوروا نمو أعظم الثقافات العالمية . إذ تحدثوا عن نهوض وأفول العائلات الحاكمة ، لقد قدموا لقطات مهمة لانجازات الانسان الشخصية منها والجماعية مع آلام البشرية التي لا تقاس. كل هذا كان جزءا لذلك الزحف الانساني الذي تقدم بثبات وربما بالمجموع نحو الرقي .
إن بعضا من الأحداث والتحولات الموصوفة هنا قد ساهمت بجعلنا كأوربيين على ما نحن عليه اليوم . وأغلبيتها ( الأحداث ) لا زالت أكثر إلتصاقا وإشتراكا لتشكيل أولئك من رفاقنا الكائنات البشرية الذين في الحاضر يعتبرون حاملو الثقافة الاسلامية . وإلى جانب التحولات  الموصوفة على كل حال ، هناك عملية أخرى التي كانت مستمرة ومستديمة  ، ولكنها كانت تدريجية وغير معروفة بحيث إستحال ذكرتقدمها في نظرة عامة و شاملة التي خطت إلى الأمام عقد بعد عقد وحكم  بعد حكم . وهذه العملية أدت إلى إختفاء – أو بالأحرى على المرء أن يقول – بتحجر – لمعظم الثقافة المسيحية في المنطقة بأسرها ! والجدير بالذكر لم يكن كل ذلك شيئا دراماتيكيا عما حدث، بل كان موتا لطيفا ، الانقطاع والاضمحلال التدريجي . فوق ذلك إن نتيجة العملية هذه   كان " حدث " مهما في التاريخ العالمي والذي يستحق الاهتمام الكثير من قبل المؤرخين ، وخاصة المؤرخون المسيحيون مما يستحق اليه اليوم ، إذ يبقى اليوم متصل جدا بما يدعى  " الاصرار الذاتي العربي "  ويمكن إعتبار ذلك  جانبا سلبيا للغاية .
قبل الاحتلال العربي لمنطقة الهلال الخصيب ، كان حاملو الثقافة الرئيسية جلهم من المسيحيين .  في مصر لم يكن غيرهم ، في سوريا كان هناك بعضا من العقول الفلسفية الوثنية والذين عرفوا عند المسلمين  بالصابئة  ، في العراق/ بيث نهرين مستوى العلمي بين المسيحيين يبدو أعلى من المناطق الأخرى ، حيث وجدت بضع كليات لاهوتية للديانة المسيحية وللعلوم الاغريقية التي كانت تدرس باللغة السريانية **.
بغية إدراك وفهم كيف أن الثقافة المسيحية أخذت بالتلاشي والاضمحلال تدريجيا وكيف أن الثقافة الاسلامية  ازدهرت وحلت مكانها نفس الثقافة ولكن بلباس عربي ، ومن الضروري النظر الى ما وراء الأسئلة الدينية الصرفة  . وخاصة من  الضروري جدا بالنظر الى  العلاقة بين المظهر الاغريقي والذهنية و(العنصرية ) السامية ، وبصورة عامة الى المظهر غير الإغريقي   والعقلية ، كنتيجة للاحتلال الذي قام به أسكندر الكبير في المائة الرابعة قبل الميلاد . إذ نرى التأثيرات الاغريقية قد انتشرت  في كل قارة آسيا حتى بلاد الهند .
إن المسيحية نشأت في مجتمع يهودي صرف الذي كان يستند بصيانته ضد اقتحام أفكار وعادات إغريقية ، ولكن عند تبدل الظروف في بداية الأمبراطورية الرومانية ، هذه الدفاعات منعت الديانة اليهودية لكي تصبح ديانة عالمية للعهد القديم ( التوراة ). أما الأمبراطورية الرومانية على كل حال ، كانت هيلينية / يونانية  محضة ، وعندما انتشرت المسيحية في الدوائر غير اليهودية غدت بدورها هيلينية صرفة .
قرنان كاملان قبل الاجتياح العربي الاسلامي ، شهدت ثورة في داخل الديانة المسيحية ضد سيطرة الفكر الاغريقي . ومنذ التصاق الأفكار الاغريقية التي كان لها الأغلبية في المجالس المسكونية العالمية والتي قررت الأمور. ومن المعروف أن الذين ثاروا ضد الأفكار الاغريقية  لقبوا بعدها بالهراطقة ، ومن الضروري على كل حال ، أن الذين نحن بصددهم والذين كانوا يصرّون ويشددون على حقوق غير الاغريقيين لغويا والأقليات الأخريات الثقافية ليعبروا عن إيمانهم المسيحي في طريقة منسجمة ومتناغمة لوجهة نظرهم وعقليتهم . ومن هؤلاء أقباط ***  مصر  ، أي سكان مصر المسيحيين ،  مع الذين يحسبون أنهم تمسكوا بالهرطقة المونوفيزية. أما مجموعة الناطقين بالسريانية  عادة يعرفون باليعاقبة The Jacobites, i.e., The Syriacs   
وهم بدورهم تمسكوا بالمونوفيزية ، والمجموعة الرئيسية الأخرى من الناطقين بالسريانية هم الذين تمسكوا بآراء معاكسة بكل ما في الكلمة من معنى ، إذ عرفوا هؤلاء بالنساطرة / Nestorians ,i.e., The Assyrian Church of the East   ومن ثم بعد مدة يلي الناطقون باللغة الأرمنية إذ اعتبروا هم أيضا متمسكين بهرطقة مغايرة.
ويمكن القول باختصار ما كان في نظر اللاهوتيين الأكاديميين هرطقات غدا في نظر المؤرخين التعبير عن الذات المؤكدة للمجموعات الثقافية ، هذا للغاية وخاصة في حال الناطقين باللغة السريانية ، أمثلة عن نفس النضال بين الساميين أو غير الاغريقيين بديهي والتفسير الاغريقي الذي ينظر به في داخل العالم الاسلامي . في المسيحية عرفت الكنيسة الكبرى زيادة عن اللازم بالثقافة الاغريقية ، ولكن وجدت كذلك حركة ضد الثقافة الاغريقية .
وأخيرا قد يسأل المرء ، لماذا نجح العرب بينما الناطقون بالسريانية  فشلوا ؟ هناك نقطة أساسية والتي مردها أن المسيحيين – غير الاغريقيين – كانوا منقسمين فيما بينهم ولقرون طويلة قبل الاحتلال العربي . إن الأقباط ، اليعاقبة ، النساطرة والأرمن كان بامكانهم أن يولدوا ثفافة جديدة ، ولكن هذا الشئ لم يحدث لأن الحركة ضد الثقافة والسيطرة الاغريقية كانت بموقف  دفاعي . أما العرب من جهة أخرى قد اكتشفوا العلم والفلسفة الاغريقية في وقت كانوا منهمكين في مرحلة التوسع ، في نفس الوقت الذي كان فيه النساطرة يتوسعون شرقا بعد الاحتلال العربي . ومن ثم النجاح العربي لم يكن نتيجة نوعية الارساليات الاسلامية  الدينية ، بل كعرب مؤمنين بأنفسهم وكما هو واضح أعلاه ، حيث التوسع هذا في البدء كان عسكريا وسياسيا فقط والغرض منه إيجاد أمبراطورية عربية مزدوجة الثقة بالنفس وبالتأكيد الذاتي العربي . كل هذا كان الدافع القوي إلى إيجاد وحدة ثقافية في حين كل الرعايا في الأمبراطورية كان قد جذبهم الدين الاسلامي . ولكي تكون مسلما ، على المرء أن يكون عربيا على الأقل بطريقة الموالاة ، بالاضافة على ذلك عليه أن يتعلم اللغة العربية حيث لقرون طويلة كان كل التفكير الديني باللغة العربية .

تعقيبي الشخصي حول الموضوع -

قبل كل شئ أريد من القراء الأجلاء أن يعرفوا هدفي من كل هذا الموضوع ليس لاثارة النعرات الدينية أو القومية إطلاقا ، بل كشف الويلات والكوارث  التي جرت  وللأسف لا تزال تجري على شعبنا الآشوري الى اليوم .
لا أعتقد أن هناك شعب على وجه هذه البسيطة يقبل ويرضخ لأي قوة مهما كانت ان تغير وتلغي هويته كما فعل العرب المسلمون على أمتنا الآشورية وإخوتنا في الهلال الخصيب  بالماضي والى هذه اللحظة بالذات !
إن هوية وقومية شعبنا الآشوري قد حددت منذ أجيال سحيقة في القدم وهذا الملك  " ايريشوم  " في بدء المملكة   الآشورية يقول:
آشور هو الملك . آشور هو الاله – أنه يحكم وله المعطيات . فهو كاهن لأنه آشوري  وآشور لا تعرف التفرقة . هكذا إرادة الالهة – فلنسجد .
أنا رفيقة الآلهة الى ما شاءت الأبدية  - باسم آشور أحكم وحكمي جبل راسخ .
نداء إلى الأجداد الخالدين – صوت يزمجر ليقول : عظيم أنت يا رب ، أنا إبن أبي ، منه ولدت ولآشور أكون وأفنى . هذه عظمتي ، فتبا للأرض ولبابل التي لم تعرف بين طيات تاريخها خطوطا متشابكة وضمانة موحدة كشعب آشور .

والخلاصة يجب علينا أن ندرك أن في بلاد بيث نهرين / العراق لم يكن للعرب والأعراب أي حضور ما عدا الذين كانوا يقيمون على أطراف العراق في البادية الشامية التي تفصل وادي الرافدين عن بلاد الشام أو ما يسمى  سوريا اليوم  . ويعتبر الآشوريون أول من عرف العرب للعالم وذلك في نصب تاريخي للحملة التي قام بها الملك شلمناصر عام 854 قبل الميلاد ضد ملك دمشق وحلافائه وكان منهم " جنديبو العربي / الجندب " الذي ساهم بألف جمل والجدير بالذكر لأول مرّة في التاريخ المسجل رافق العرب بالجمال .
في الوقت الذي فيه كل الذين يكتبون عن العرب في التاريخ يأتي ذكر الآشوريين كونهم أول شعب عرفهم للعالم ، ولكن ما يؤسف له اليوم أنهم من الأوائل الذين يريدون إزالة هذا الاسم من الوجود!
شخصيا أرى على عاتق الشعب العراقي اليوم تقع مسؤولية الحفاظ على أمتنا الآشورية كونهم سليلي هذا الشعب العريق الذي بحق يمثل العراق تاريخيا بكل ما في الكلمة من معنى وأي تقاعس في هذا القبيل ليعد جريمة  لا تغتفر !
عاش العراق / بيث نهرين  موحدا شعبا وأرضا الى الأبد .
...............................................

* العراق : هناك تفسيرات عدة حول أصل التسمية ، ولكن شخصيا أرى أن أصل التسمية متأتية من مدينة أوروك / Uruk الأثرية  الواقعة في الجنوب . وأول من أطلق هذه التسمية على المنطقة الجنوبية من بيث نهرين والمحاذية لخليج  سومر كان العرب ، إذا التسمية لم تكن عمومية لما هو العراق حاليا حتى أعاد التسمية الملك فيصل بن الشريف حسين  مجددا عندما عين من قبل بريطانيا ملكا على العراق في مطلع القرن الماضي ، لأن الحلفاء قبل وبعد تقسيم تركة الرجل المريض / الأمبراطورية العثمانية المصطلح الوحيد الذي كان مستخدم هو ( بيث نهرين / Mesopotamia ).


** اللغة السريانية : إن الأستاذان فولوس غبريال وكميل أفرام البستاني مدرسا اللغة السريانية في الجامعة اللبنانية يقولان :  " اللغة السريانية لهجة من اللهجات الآرامية التي تصعد أصولها الى الأكادية / البابلية الآشورية والتي شمل نطاقها الجغرافي بلدان الشرق الأدنى وقسما من آسيا الصغرى (الآداب السريانية – منشورات الجامعة اللبنانية  1969 صفحة 17 ) . ولكن شخصيا أرى أن هذه اللغة ناتجة عن وحدة اللهجات السامية في الهلال الخصيب لكثرة تقاربها ( البابلية الآشورية ، الابلية ، العمورية ، الآرامية ، الكنعانية ) والعاملان الموحدان كانا الأبجدية الكنعانية الجديدة والديانة المسيحية . إن معظم الناطقين  بها قد انصهروا في المجتمع العربي قبل القرن الحادي عشر ما عدا الآشوريين الذين هم الوحيدون الذين اعتصموا بها الى اليوم . 

*** الأقباط : إن إصطلاح ( أقباط ، قبط ) يأتي من اللغة اليونانية  ‘Aiguptos ‘ – Egypt . وهذه غدت قبط في اللغة العربية و Copt  في اللغة الانكليزية . إن الاصطلاح أصلا يعني سكان مصر، ولكن الاصطلاح هذا خصص لاحقا لسكان مصر من الديانة المسيحية .
تنويه هام جدا ، إن الكتاب المقدس ، العهد القديم (التوراة ) والعهد الجديد ( الانجيل )عادة يحوي بين دفتيه خارطة الشرق الأدنى وأوربا . في خارطة الهلال الخصيب عادة يظهر بلاد الرافدين وفيه القسم الجنوبي  سومر وفي القسم الأوسط  بابل وفي الشمال  بلاد آشور ، أما النسخة الجديدة للكتاب المقدس تظهر بلاد آشور /    A S S Y R I A بأحرف كبيرة جدا مشيرة الى كل البلاد ( العراق ) واختفت الأسماء الأخرى نهائيا . علما أن الكتاب المقدس هو الكتاب الأكثر إنتشارا في العالم و مترجم الى معظم اللغات العالمية .
 
 

206
هل اللغة الآرامية كانت لغة السيد المسيح ؟!

آشور بيث شليمون

من المعروف أن شعوبنا وكل المذاهب تتفق  في الهلال الخصيب بافتخارها  معا بأن السيد المسيح المخلص تحدث باللغة  الآرامية، وعلى هذا تعطي الأهمية الكبرى  لهذه اللغة  وبافتخارهم  بها لأنهم  الناطقين بها .

إنه لمن الضروري ونحن على عتبة الألفية الثالثة كي لا نقع في فخ المفاهيم الأسطورية التي مع احترامي الكبير لديانة عظيمة كالمسيحية لتقع في مستنقع مروجي هذه الأفكار الباطلة، وليكن معلوما سواء الرب يسوع المسيح تكلم بهذه اللغة أم لا ، فهذا وطبق مفاهيم وعقيدة المسيحية لن يغير شيئا منها، أي بما معناه لو كان حقا السيد المسيح اعتبر اللغة الارامية لغته، فإن الناطقين بها فيما إذا وجدوا لن تكون لهم " تأشيرة لدخول الفردوس " بل ما يؤمن للفرد به،  هو إيمانه بالسيد المسيح الذي سفك دمه على خشبة الصليب لغفران خطايانا والتقيد بتعاليمه السمحاء السلمية .

إن معضلة اللغة هي شغلنا الشاغل اليوم للأسف، ولكن شخصيا وبإختصار سلطت الأضواء عليها في كثير من كتاباتي بأن اللغة الآرامية، تعد اليوم لغة منقرضة كما هو مصير كل اللغات القديمة بدءا بالأكادية ( الآشورية البابلية ) والكنعانية والابلية( العمورية ) والآرامية والكلدانية وظهرت لغة جديدة على أنقاض تلك اللهجات اللغات لغة حديثة وهي السريانية والتي هي باختصار لغة تكونت من مجموع اللغات المنقرضة المذكورة أعلاه وبفعل الأبجدية الحديثة الكنعانية ، والعامل الموحد الأكبر لها كانت الديانية المسيحية التي جمعت هذه الأمم جميعا في بوتقة واحدة وشكلت معا مجتمعا كي يكون الداعية الأكبر في نشر الديانة المسيحية وهذا ما حصل وعلى أيدي أجدادنا من أبناء الكنيستين الشقيقتين النسطورية واليعقوبية.

وخلاصة القول يمكننا القول أن " السريان والسريانية " لهي مدلول اللغة الحديثة والثقافة " ولم تكن كيانا قوميا سياسيا اطلاقا وعلى هذا نجد ما قالته السيدة  " نينا بيغوليسفكايا وترجمة الدكتور خلف الجراد في كتابها الموسوم " ثقافة السريان في القرون الوسطى " في الموضوع هذا وما يعنيه هذا المصطلح :

" ... أما مصطلح " سريانية " فانه يستخدم في هذا المؤلف ( ثقافة السريان ) حسب التقليد المتبع منذ مدة طويلة، ويقصد به اللغة والثفافات، التي سادت في القرون الوسطى ( بدءا من القرنين الثاني والثالث  للميلاد ) في أراضي الشرق الادنى ومناطقه وعلى الأخص في سوريا وشمال ما بين النهرين .... "

والآن لنعود الى الموضوع الرئيسي وهو هل السيد المسيح المخلص تكلم باللغة الارامية ؟
من خلال الدراسات التي اضطلعت عليها هناك دون شك ان السيد المسيح نطق بهذه اللغة وطبقا لقائليها كونه من منطقة الجليل في فلسطين والجليل هذه حتما كانت تضم شعوبا مختلفة وبالأخص الآرامية التي قد نفاها أجدادنا الآشوريين اليها ، ومن ثم هي على مرمى حجر من دمشق القاعدة الآرامية ، وكذلك أيضا كانت المنطقة قريبة من الساحل السوري الناطق باللغة الكنعانية حتى أن الكنعانية هذه  كان لها على اللغة العبرية  تأثيرا كبيرا حيث كما يقول الباحثون ان السيد المسيح قد استخدم اللغتين أي الآرامية والكنعانية الى جانب  لغته العبرية .
وهنا لأستشهد بالكتاب المقدس لعله يفي بالمراد بالنص التالي من أعمال الرسل والأصحاح السادس والعشرون  والعدد 12-15:

" ... ولما كنت ذاهبا في ذلك اليوم الى دمشق بسلطان ووصية من رؤساء الكهنة رأيت في نصف النهار في الطريق أيها الملك نورا من السماء أفضل من لمعان الشمس قد أبرق حولي وحول الذاهبين معي . فلما سقطنا جميعا على الأرض سمعت صوتا يكلمني ويقول باللغة العبرانية ، شاول شاول لماذا تضطهدني .... فقلت أنا من أنت يا سيد فقال أنا يسوع الذي أنت تضطهده "

والخلاصة، إن السيد المسيح هو ابن الله الحي القدير بوسعه أن يتكلم أي لغة ، ومن دون شك بأن يتكلم بلغات المنطقة والحيز الجغرافي الذي وجد فيه حيث عاشت هذه الشعوب الكنعانية، الآرامية والعبرانية جنبا الى جنب، ولكن ذلك لا يعني أي امتياز لهذه الشعوب اطلاقا بمجرد استخدامه هذه اللغات ، حيث السيد المسيح رسالته كانت  للعالم أجمع، وينبغي علينا ألا نشوه هذه الرسالة المقدسة بأساطير خرافية .

207
ܡܝܩܪܐ ܐܚܘܢܐ ܦܪܘܦܝܣܘܪ ܕܢܚܐ ܛܘܒܝܐ ܓܝܘܪܓܝܣ
الأخ البروفيسور دنحا طوبيا كيوركيس المحترم
 
قبل كل شيء، أرحب بكم في الديار الأميركية متمنين لكم الصحة والسعادة والموفقية.
 
وبالمناسبة، لقد قرأت تعقيبكم الرصين ( أدناه صورة عنه) على مقال الأخ الدكتور أسعد صوما أسعد تحت عنوان: " الآراميون والآرامية في آشور عشية سقوطها " حيث هي في قمة التوضيح على ما حصل فعلا  .
 
الأخ الاستاذ هنري كيفا
نعلم جميعا بأن شعبنا، إضافة إلى الأرمن واليونانيين، تعرض للإبادة في مطلع القرن العشرين في تركيا. السؤال هو: هل ابيد عن بكرة ابيه؟ الجواب: كلا، لأنه قتل من قتل، وهرب من هرب(إلى الشمال والجنوب الغربي من ايران وشمال العراق وسوريا) وبقى من بقى (وانصهر في المجتمع التركي الحديث، ومنهم بحدود 100 ألف أرمني حاليا). وهذا المثال يفيدنا في الحديث عن أي شعب تعرض للزوال في تاريخه. والآشوريون ليسوا استثناء من هذا السيناريو. كما أن الكلدان تعرضوا للإبادة (وصهر الهوية) بأشكال أخرى منذ سقوط آخر امبراطورية فارسية في العراق. ورغم ما حدث من مآس لهذه الشعوب، فأنها لم تنقرض (كالدينوصورات). الشعب الآشوري ما زال حيا في شمال العراق وفي أورميا (ايران) وفي سوريا وفي روسيا (ناهيك عن تواجده حاليا في دول العالم المختلفة)، وإن كانت اللغة التي يتكلم بها هي احدى اللهجات الآرامية. قصة الكلدان تختلف قليلا، وإن نزح أغلبه (كالآشوريين) إلى شمال العراق بشكل خاص. استطاع الكلدان أن يتأقلموا مع الفاتح العربي، ولكنهم ذابوا إلى حد كبير (طوعا أو كرها) في المجتمع الاسلامي/العربي. ولهذا السبب يقول عنهم الآثوريون بأنهم استعربوا. برأي المتواضع، لا تحتاج قصة إبادة أي شعب على وجه البسيطة إلى مؤرخ لأن لابد من وجود أحياء يؤرخون للواقعة مهما كانت جسامتها، وإن كانت مشوهة في بعض جوانبها.
مودتي،
دنحا
 
IP Logged
 
 
 

 
 
 
 
وختاما، أحييك وشكرا لك أخي العزيز لهذا التوضيح الصائب بحيث هو حقا خطوة عملاقة Because it is  A GIANT  leap لكشف الحقيقة الناصعة التي للأسف يحاول البعض طمسها والغض عنها .
 
تنويه: إن آباءنا المسيحيين كانوا يطلقون على بلاد " آثور/ آشور " تسمية بمثابة لقب ، لا أدري فيما إذا هؤلاء البحاثة يعرفون ذلك ؟ 
واللقب هو، ܐܬܘܪ ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢܐ/ آشور مطلب العلم .
 
ܦܘܫ ܒܫܠܡܐ ܥܡ ܚܘܒܝ ܘܐܝܩܪܝ ܡܢ ܐܚܘܢܘܟ /  ܐܫܘܪ ܕܒܝܬ ܫܠܝܡܢܘܢ܀
               
دم مع محبتي/  آشور بيث شليمون
_______________________________

208
مكتبة آشور بانيبال تراث إنساني فريد

آشور بيث شليمون

ظهر مؤخرا في الأسواق كتاب جديد تحت عنوان  " الإكتشافات العشر التي أعادت كتابة التاريخ " للدكتور باترك هانت ومن هذه  الإكتشافات  مكتبة الملك الآشوري  آشور بانيبال ( 668 – 627 ق. م. )   الذائع الصيت ليس  لتوسعات الأمبراطورية الآشورية  في عهده  التي لم يبلغها أحد من قبله ولا من بعده في كل الهلال الخصيب فحسب ، بل لكونه أول ملك أسس مكتبة فريدة من نوعها في تاريخ البشرية جمعاء .

ينتمي آشور بانيبال  إلى السلالة السركونية التي أعطت للأمة الآشورية عصرها الذهبي  في   تحقيق وحدة الهلال الخصيب لأول مرة في التاريخ .

العصر الذهبي الآشوري
 
استطاعت الآلية الحربية الآشورية  أن تؤمن حدودها الشرقية مع الشعوب الايرانية  وكذلك حدودها الشمالية  حيث هزموا الحثيين والشعوب الآرية الأخرى  وبقيت الجبهة الجنوبية  الغربية التي كانت تتزعمها مصر .
أراد الملك أسرحدون ، ابن الملك سنحاريب ( 669 – 680 ق. م. ) أن يحذو سياسة أسلافه  التقليدية والرامية إلى محاربة مصر ، فسار بجيش جرار حتى بلغ وادي العريش وهو في طريقه إلى الدلتا . ولكنه اضطر ألى وقف زحفه هذا والعودة لمجابهة قيام تحالف بين الآريين والميديين والسكيثيين بحيث هزمهم شر هزيمة أيضا ، لأنهم كانوا يهددون سلامة ووحدة الأمبراطورية الآشورية .
بعدها استأنف الجيش الآشوري زحفه إلى مصر بعد  اخضاع  بلاد الشام  لسلطانه وللمرة الأولى وطأت أقدام الجيش الآشوري القارة الأفريقية بدخولها مصر بحيث أقدم الملك أسرحدون على لقب نفسه بملك مصر العليا والسفلى وملك أثيوبيا ( الحبشة ) شيئا لم يفعله أحد من قبله .
في هذه الأثناء كانت الثورة تهدر في بلاد آشور لأن الشعب لم يتحمل نصب آشور بانيبال الإبن الثاني للملك أسرحدون  ولي العهد للمملكة على نينوى وشمشوم اوكين إبنه البكر ملكا على بابل ، لكن إستطاع الملك  أسرحدون بيد من حديد أن يخمد نيرانها .
في السنة التالية اضطر أسرحدون التدخل في شؤون مصر من جديد بعد أن علم أن  "  طرهاكة / Tirhakah   ملك الحبشة  تمكن من استرداد مدينة "  ممفيس  " وإثارة الشغب والقلاقل في البلاد ، ولكن لسوء الحظ ألم به مرض عضال لم يمهله سوى بضعة أيام  حيث توفي على إثرها .
وبناء للوصية الملكية تبوأ الملك آشور بانيبال العرش وأول بادرة كانت له إذ أمر قائد قواته /  " ربشاقي " بمتابعة الزحف إلى مصر حيث  استطاع الجيش الآشوري أن يلحق شر هزيمة بجيش " طرهاكه  "  وبذلك أعاد النظام إلى البلاد من جديد ولكن ما أن وصل الجيش الاشوري  بلاد الشام في طريق عودته  إلى بلاد آشور ، حتى أعلن ملوك الدلتا العصيان  مرة أخرى .  وللمرة الثانية اجتاحت القوات الآشورية وادي النيل / مصر حيث واصلت زحفها حتى بلاد النوبة .
والجدير بالذكر أن هذه الحملة أسفرت عنها نتيجة إيجابية أخرى ألا  وهي استتباب السلم والأمان في كل أرجاء البلاد السورية وهو ما وصفه المؤرخون قاطبة  بالسلام  الآشوري / Pax Assyriaca  بحيث لم يجرؤ أحد  على إثارة الفتن والقلائل  وبذلك عمت شهرة  الملك آشور بانيبال في سائر أرجاء المعمورة مما دعا المؤرخون بالقول ، " إن الآشوريين حقا جديرون بأن يطلق عليهم لقب رومان الشرق " .
كان الملك آشور بانيبال يبذل قصارى جهده رغم انشغاله  بالحروب لإنجاز مشروع المكتبة الملكية الآشورية ، ولكن الشيء الوحيد الذي جعل آشور بانيبال  ذا شهرة فاقت كل الذين سبقوه  أنه عمل جهده الدؤوب لإتمام المكتبة هذه ، أضف إلى ذلك أنه كان يلم الماما جيدا بالكتابة الإسفينية / المسمارية قراءة وكتاية وهاك النص التالي ما يدعم ذلك :
 
أما أ . ليو أوبنهايم / A. Leo Oppenheim يقول بحق الملك آشور بانيبال كيف كان يكرر وصف تدربه وانجازاته كأستاذ ومحارب في وقت واحد ، إذ يقول: لقد احتفظت بكل المواد الأولية بدءا من السومريين ، لقد درست حكمة نابو (النبي) واكتسبت فن الكتابة كله ومعرفة معظم الحكماء ، كما تعلمت رماية القوس وريادة الخيل وقيادة العربات.
وهكذا استطعت قراءة النصوص السومرية الغامضة والأكدية العويصة وبحثت في الكتابة المسمارية على الحجر من قبل الطوفان .
ولإتمام مشروع مكتبته الملكية  على أكمل وجه ، أصدر أمرا ملكيا بحيث عممه على سائر  أرجاء البلاد  وهذا نصه : "  إبحثوا وأرسلوا لي اللوحات النادرة التي تعرفون أنها غير موجودة في بلاد آشور ... يجب أن لا يكون هناك مانع لكم ، وبالفحص والتدقيق تجدون ما هو جيد لقصري وعليكم الحصول عليها بأي ثمن وارسالها لي . "

آفاق جديدة

منذ أكثر من مائة وخمسين سنة كل ما كنا نعرفه عن العالم القديم عامة وعن بلاد  الرافدين  خاصة لم يكن سوى ما تركه لنا كل من المؤرخ البابلي  " برخوشا " والكتبة والمؤرخون اليونان إلي جانب  الكتاب المقدس / العهد القديم . ولكن الجدير بالذكر أن كل تلك المعلومات والأخبار كانت ناقصة أحيانا  و مشوهة أحيانا أخرى . نحن معشر الشعب الآشوري حقا  مدينون لأولئك العلماء والمجتهدين الغربيين الذين أماطوا اللثام عن أنقاض  نينوى ، المدينة العظيمة والعاصمة الآشورية وغيرها من المواقع في بلاد ما بين النهرين باندفاعهم المتواصل لمعرفة أسرار الشرق الأدنى وبلاد ما بين النهرين خاصة  ويتصدر القائمة هذه كل من " أميل بوتا /Emil Botta  ( 1802 – 1870 ) الفرنسي والبريطاني " أوستن هنري لايارد /  Sir Austin Layard  " وابن نينوى البار  هرمز رسام ( 1826 – 1910 )  وكثيرون آخرون . كما ينبغي علينا أن نثمن أيضا ما قام به الجهابذة الغربيين الذين استطاعوا فك رموز الكتابة المسمارية وقراءتها.
ويتبين أنها انصبت على  إحدى وأربعين علامة  بحيث تؤلف في  مجموعها بما يمكن تسميته بحروف الهجاء /ألف باء ومن هؤلاء أدوار هينكس  Edward Hinkes( 1866 – 1792 )  وفوكس طالبوت H. Fox Talbot (1877- 1800) والسر هنري ل. رولنسون Henry L.    Rawlinson (1895 – 1800) وجوليس أوبرت    Jules Oppert (1905 – 1825)


إماطة اللثام عن أنقاض نينوى المدينة العظيمة

 

إن الحدث الأكبر وذا أهمية  بالغة كان العمل الجرىء الذي قام به ابن نينوى  " هرمز رسام  " باكتشافه المكتبة الآشورية الملكية / مكتبة الملك آشور بانيبال أعظم وآخر ملوك الآشوريين .
إن إماطة اللثام عن أنقاض نينوى ، المدينة العظيمة بعد أكثر من ألفين وخمس مائة سنة  وقصة التحريات والتنقيبات التي بدأت عندما كان أميل بوتا Emil Botta  ( 1802 – 1870 ) القنصل الفرنسي في مدينة الموصل .
 لاحظ – بوتا -  أثناء مسيره اليومي عابرا نهر الدجلة  إلى الطرف الآخر من النهر مارا بين التلال القريبة من نهر الدجلة  أن الرياح ( عوامل التعرية ) وسنابك الخيل قد كشفت الأبنية القديمة  المطمورة ، وكل هذا  قل ما استرعى  انتباهه ، ولكن بما أنه كان رجلا مثقفا كان حدسه يدفعه الى كشف الأشياء المشتبه بها والشخص الذي شجعه بالأكثر على ذلك كان " مول Mohl  " أمين سر الجمعية الفرنسية الآسوية  وقتئذ على القيام بنفسه بعمليات الحفر والتنقيب ، وبالفعل باشر العمل بنفسه  بداية وعلى نفقته الخاصة  إلى درجة أنه صرف كل ما يملك في جيبه ولكن لسوء الحظ عمله هذا لم يأت بنتائج إيجابية ومشجعة . لذلك ترك الموقع  إلى مكان آخر يبعد قرابة 11 ميلا عن نينوى  يسمى " خورسباد " وكان ذلك في عام 1843 وهنا أصابه الحظ حيث اكتشف جدران القصر الملكي الآشوري ومنذ ذلك الحين  ولد ما يسمى ب "  علم الآشوريات / Assyriology   " وموقع خورسباد صار واضحا بأن وضع فرنسي آخر يسمى " فلاندن Flandin  " إ ذ جاء بمجموعة من اللوحات تحت عنوان  "  نصب نينوى " على غرار حملة نابليون بونابرت إلى مصر .
وبعد هذا الإكتشاف الهام ، عاد إلى فرنسا حيث إنهمك في طبع نصب نينوى في خمس مجلدات . وعندما اندلعت الثورة الفرنسية في عام 1848 والتي أطاحت بعرش الملك ( لويس فيليب ) وأعلنت النظام الجمهوري قد أدى إلى نقل بوتا إلى  وظائف غير مهمة لأنه كان من انصار النظام الملكي .
في هذه الأثناء ، كان المسؤولون البريطانيون قلقين ومشغوفين ولهم الرغبة بدخول حقل التنقيبات .  إذ اتفقوا مع الفرنسيين الذين تخلوا عن الموقع بغياب ( بوتا  ) كي يباشروا العمل مع احتفاظ قسما منها للفرنسيين وليس هنا من هو أكثر جدارة  للقيام بهذه المهمة من  " لايارد -  Sir A.H.Layard  الذي استطاع أن يدرك نوعا ما قراءة  الكتابة الإسفينية / المسمارية . وقد قام ببعض الحفريات في  المرحلة الأولى وبدون موافقة السلطات المحلية ولكن بعد مدة وجيزة استطاع الحصول على موفقة شرعية .
بدأ لايارد بالحفريات لأول مرة في موقع مدينة  كالح  Calah  احدى العواصم الآشورية وذلك في 9 من شهر تشرين الثاني سنة 1848 وكان النجاح حليفه إذ كتب مباشرة لكانينغ Sir Stratford Canning  مخبرا إياه بالنتائج المرضية .

مكانة هرمز رسام التاريخية

خلال الحملة الثانية ،  غادر لايارد الموصل في 29 حزيران عام 1847  إلى استنبول ومن ثم إلى لندن مصطحبا معه السيد  رسام ، ومن جراء العمل الشاق لمدة سنتين بين الأطلال الآشورية بوسعه وقتها الافتخار باكتشافه مدينة  "  كالح / نمرود " العاصمة القديمة وكذلك مدينة نينوى كما اكتشف عددا من القصور الملكية الاشورية الأخرى والتوصل الى معرفة أسماء الملوك الآشوريين على سبيل الذكر " آشور ناصر بال ، سرغون ، شلمناصر ، تغلات بلاصر ، أداد نيراري ، سنحريب وأسرحدون .
وعندما غادر لايارد للمرة الثانية  ميزوبوتاميا / بلاد الرافدين تاركا المشروع تحت اشراف ورعاية مساعده  " هرمز رسام "  ابن المنطقة ، ولما كان هذا مولعا بتاريخ أجداده لم يستطع أن يضبط  نفسه  إلا أن يستأنف الحفريات والتنقيبات  ليس في القسم المخصص للبريطانيين فحسب ، بل وتعدى إلى القسم المحتفظ به للفرنسيين ، وهكذا أصابه الحظ باكتشاف هام جدا ألا وهو قصر الملك آشور بانيبال والمكتبة  الملكية الآشورية .

مكتبة   الملك آشور بانيبال

احتوت مكتبة الملك آشور بانيبال على قرابة 26000 لوحة مخطوطة ، وعلى الرغم من احتوائها على لوحات مكررة أو مما اصابها العطب ، لكنها احتوت على لوحات تاريخية قيمة جدا التي غطت حوالي 1200 موضوع  وفي هذا الصدد يقول برنار ناب /   A. Bernard Knapp حيث اقترح بأن حوليات ملوك الآشوريين منذ بداية 1300 ق . م .  وجب اعتبارها أولى الوثائق التاريخية  المصورة في تاريخ البشرية بدون منازع .  أما العالم الألماني كارل بيزولد / Carl Bezold    قد صنفها في خمس مجلدات محفوظة في المتحف البريطاني بلندن وهي على النحو التالي :

-   التاريخ  الآدبي
-   مكتبة الملك الخاصة
-   مكتبة المعبد
-   المراسلات الملكية الرسمية
-   العقود والمواثيق
ومن المحتمل أن عددها يربو على  26000 لوحة ، لآنه من المؤكد أن لايارد لم يكن يعلم شيئا عن هذه اللوحات في البداية  معتبرا إياها لأول وهلة مجرد قطع فخارية للزينة  وبدون أهمية تذكر حيث قد ضاع أو تلف منها الكثير أثناء التنقيب .
كما أوردنا في المقدمة بظهور كتاب جديد في الأسواق تحت عنوان " الاكتشافات العشر التي أعادت كتابة التاريخ " للأستاذ باترك هانت ومن المواضيع التي أثارها بأن الجنائن المعلقة لم تكن في بابل بل في نينوى  وبالطبع أن هذه الألواح ما زالت قيد الدرس ومن المؤكد ستكون هناك كثيرا من المفاجئات في المستقبل القريب ونحن منتظرون بفارغ الصبر.

كانت هناك خطة  حكومية لإحياء مكتبة آشور بانيبال يوما وفي موقعها بالذات أي في الموصل/ نينوى  لتمارس دورها القديم كمنارة للحضارة وذلك بالتعاون مع الدكتور جون كيرتس رئيس قسم الشرق الأدنى بالمتحف البريطاني ولكن تم  إجهاض المشروع من قبل الصهيونية وحلفائها الغربيين والعرب نتيجة غزو العراق في عام 2003 حيث ليس للمشروع أي  حسبان اليوم  للأسف ، بل والأكثر من ذلك إذ رغم التحذيرات ومن قبل أساتذة أميركيين بالذات وعلى سبيل الذكر " ماغوير غيبسون / McGuire Gibson  للمعهد الشرقي في شيكاغو العمل للحفاظ على تراث بلاد الرافدين الغنية والتي لا مثيل لها في العالم أجمع أن لا تمس بسوء ، ولكن قوات الغزو كل ذلك لم يهمهم بقدر الحفاظ على وزارة  النفط  حيث جرى النهب والسلب والخراب إلى درجة أن قذيفة  أحدثت فجوة في مقدمة بناء المتحف العراقي في بغداد نفسه  الذي يمثل قصر الملك الأشوري سارغون .

تنويه :

تحت إشراف وتأثير الصهيونية التي ديدنها الأوحد  تشويه التاريخ  في بلاد الرافدين وخاصة الآشوري منه . ولكن اليوم بشرى سارة نزفها لشعبنا الآشوري خاصة وبلاد الهلال الخصيب عامة أن اليوم لنا أكثر من أستاذ أجنبي واحد حيث بوسعهم  ليس كشف الحقائق عن شعبنا بدون تشويه فحسب بل الدفاع ودحض أولئك الذين يشوهون تاريخنا ومنهم  " سيمو باربولا / Simo Parpola   الفنلندي( الرابط الملحق للأستاذ بربولا في حديث عن شعبنا الآشوري ) إلى جانب هناك في حقل الآشوريات طلاب آشوريون الذين سيكون بوسعهم المساهمة أيضا في كشف تاريخنا الآشوري الناصع للعالم أجمع بدون تشويه أو تزييف .


http://www.youtube.com/watch?v=HbjfCTtcCms

............................................................
ا
المراجع :

Sources:

Shirley Glubok , Digging in Assyria 1970 , The Macmillan Company , London

A. Leo Oppenheim, Ancient Mesopotamia, The University of Chicago Press , Chicago & London 1968

A.T. Olmstead, History of Assyria, the University of Chicago – Midway Reprint 1975

H. W. F. Saggs , THE MIGHT THAT WAS ASSYRIA , Sidgwick & Jackson , London , England  1984

A. Bernard Knapp , The History and Culture of Ancient Western Asia and Egypt , the Dorsey  Press 1968

Patrick Hunt, Ph. D. – Ten Discoveries that Rewrote History, Stanford
University.

Georges Contenau , Everyday Life in Babylon and Assyria, The Norton Library, Inc  – New York  1966

209
تحية إكبار وإجلال للأخت  الروائية الآشورية  ليلى قصراني!


اهنىء الكاتبة الآشورية ليلى قصراني قلبا وقالبا على هذه الرواية الجميلة والمعبرة عن الحياة التي هي العصب الحساس لكل شعب وما يدور في خلجهم من أحاسيس.
والرواية الناجحة من دون أدنى شك في رأيي، هي التي تكون الأقرب إلى الحياة اليومية للفرد والرواية هذه ليست إلا نموذجا حيا عن ذلك.
 
فهنيئا لك أختنا الحبيبة وشكرا لصحيفة إيلاف على نشر هذا الخبر علما أننا مع الأسف كشعب آشوري نعيش في وسط ليس همه إلا إقصاءنا وتهميشنا ولا يريد حتى أن يسمع  أنيننا.

وكلي امل من " إيلاف " أن تكون الرائدة في العالم العربي في التعريف بالأمم الأخرى كما فعلت معنا نحن معشر الشعب الآشوري الذي همه الأول والأخير العيش بسلام مع إخوتنا وجيراننا العرب وغير العرب في المنطقة لأنها السبيل الأوحد للتعبير عن الإنسانية المثالية والعادلة التي تزيل العقبات وتبني الجسور لما هو افضل للبشرية جمعاء.

للمزيد انقر على الرابط ادناه حول الموضوع:

http://www.elaph.com/Web/Culture/2010/12/620842.html

210
محاولات يائسة للسيد هنري بدروس !

لقد كتب السيد بدروس كيفا :

" هويتنا الآرامية في تاريخ البطريرك ميخائيل الكبير
الشعب السرياني الآرامي يتعرض اليوم لأبشع عملية تزوير حول هويته و تاريخه الحقيقي ، يقوم بها بعض المتطرفين و الجاهلين للتاريخ و وصلت بهم الحماقة الى ان يتلاعبوا بنص ورد في تاريخ ميخائيل الكبير و هم يتوهمون أن تحوير النصوص يخدم الفكر الأشوري المزيف الذي يؤمنون به . رحم الله الأستاذ أبرهوم نورو الذي كان يؤمن أن شعبنا السرياني - إستنادا الى تاريخ ميخائيل الكبير- كان يتحدر من الأشوريين و الآراميين و لكننا اليوم سنقدم البراهين - لمن يبحث عن هويتنا الحقيقية - أن ميخائيل الكبير كان يؤمن بأننا ننتمي الى الأمة الآرامية " ܐܘܡܬܐ ܕܝܠܢ ܐܪܡܝܐ ܐܘܟܝܬ ܒܢܝ ܐܪܡ . ".لقد عقد السبت الماضي في مدينة برلين مؤتمرا مهما  حول " الهوية " السريانية و هذا العنوان دليل واضح أن الشعب السرياني الآرامي لا يزال منقسما و لا يزال بعض الإخوة يدافعون عن طروحاتهم المتطرفة التي تقسم و تضعف شعبنا اليوم .
كان الأستاذ أبرهوم نورو يتحجج أن البطريرك ميخائيل الكبير في الملحق في آخر كتابه قد ذكر أن المؤرخين اليونان القدامى قد ذكروا مملكة الكلدان و مملكة أشور كانتا تتكلمان الآرامية و بالتالي كان الكلدان القدامى و الشعب الأشوري ينتميان الى شعبنا السرياني و هذا مما دفع ببعض المغامرين الى  تحوير و التلاعب بنص ميخائيل الكبير . لقد أعاد بعض أباء و رهبان من الكنيسة السريانية الأرثودكسية نشر النص السرياني لتاريخ ميخائيل الكبير سنة 2006 و قد طبعت في ستوكهلم و قد تنبه الناشرون لمحاولات التزييف . فالنص السرياني صفحة 20 " ܟܠܕܝܐ . ܐܬܘܪܝܐ  . ܐܪܡܝܐ  ܕܗܢܘܢ ܣܘܪܝܝܐ ."النص واضح الآراميون الذين هم السريان و ليس الكلدان و الأشوريين القدامى و الآراميون هم سريان !
و قد علق الناشرون مشكورين أنه لم يرد تعبير " الأشوريون الذين هم السريان" في أية صفحة حتى في نسخة حلب . "

آشور بيث شليمون:
من المؤسف ان شخصا  مثل السيد هنري بدروس كيفا، الذي يعتبر نفسه باحثا واكاديميا يكتب بهذا الشكل الهزيل، والذي نريد أن يدركه السيد الباحث مع احترامنا الكبير له  أن الشعب الآشوري وما تركه من آثار كتابية وتماثيل وابنية في العراق او في بلاد آشور، لا يحتاج أكثر تعريفا مما هو عليه !
شخصيا، لا أملك هذا الكتاب التاريخي ( تاريخ مار مبخائيل الكبير ) وكل ما وصل الي هو من خلال كتابات أناس لهم مكانتهم العلمية والتاريخية التي لم  تشوبها شائبة وعلى سبيل المثال، المرحوم المغفور له إبراهيم كبرئيل صومي من البرازيل في كتابه باللغة السريانية أصلا ومن ثم باللغة العربية من قبل المؤلف والمنشور في بلاد البرازيل عام 1979 الذي يقول في كتابه بالحرف الواحد بأن مار ميخائيل ينقل معارفه من " التلمحري " وما معناه أن ما قاله هو ليس له :
" حيث بين بكل صراحة عن لسان التلمحري الذي أدلى ببيناته الحقيقية، لأحد أساقفة اليونان قائلا: بان السريان هم حقا حفدة الآشوريين الذين من ملوكهم سركون وسنحاريب .... "
أي شخص يلم ولو الماما بسيطا في اللغة السريانية عندما يقرأ  ما كتبه هذا الشخص الذي يطلق على نفسه باحثا سيضحك طويلا، لا لشيء ولسبب بسيط وهو – اللهم إذا نقل حرفيا ما جاء في كتاب العلامة مار ميخائيل وهاك السبب:
-   كتب السيد الباحث بأننا ننتمي الى الأمة  الآرامية ( ܐܘܡܬܐ ܕܝܠܢ ܐܪܡܝܐ  ܐܘܟܝܬ ܒܢܝ ܐܪܡ ) بناء لهذا النص، في الحقيقة لا أملك الكتاب لذلك لا أستطيع دحض الكلام، ما عدا والذي اعرفه جيدا رغم تواضعي في اللغة ان ما جاء به أخينا الباحث في كتابته غير صحيح قواعديا ، إذ كما في العربية الصفة تتبع الموصوف فإن النص أعلاه والذي أورده باحثنا يجب ان يكون كما يلي  - ܐܘܡܬܐ ܕܝܠܢ ܐܪܡܝܬܐ ܐܘܟܝܬ ܒܢܝ ܐܪܡ -  لاحظ الخطأ الذي اورده ومن المؤكد هو من الباحث وليس من مار ميخائيل الكبير نفسه حيث في النص الأول لم يتقيد قواعديا وكتب ܐܪܡܝܐ/ الآرامي بدلا من ܐܪܡܝܬܐ / الآرامية، والكلمة هنا التي هي محور كلامي ستجد تحتها سطر  حيث الكلمة الأولى غير صحيحة .
-   ثم فسر  أيضا النص الموجود على الصفحة 20 كما يلي:  " ܟܠܕܝܐ - ܐܬܘܪܝܐ - ܐܪܡܝܐ ܕܗܢܘܢ ܣܘܪܝܝܐ " والمضحك أنه فسر المقطع بالشكل التالي ( قارن به اعلاه ) ويقول باحثنا: النص واضح الآراميون الذين هم السريان وليس الكلدان والآشوريين القدامى  والآراميون هم السريان -   يا عزيزي القارىء بالله عليك أقرأ ما فسره مرة ثانية حيث كرر الآراميون هم السريان مرة في المقدمة وثانيا في نهاية كلامه، ولكن في الحقيقة ما قاله مار ميخائيل واضح وضوح الشمس في ربيعة النهار والنص حسب الباحث هنري بدروس النص أعلاه:

ܟܠܕܝܐ - ܐܬܘܪܝܐ - ܐܪܡܝܐ ܕܗܢܘܢ ܣܘܪܝܝܐ الترجمة وفق باحثنا وقارن باعلاه : النص واضح الآراميون الذين هم السريان وليس الكلدان والآشوريين القدامى والآراميون هم السريان ( كما يقال في اللغة العربية من فسر الماء بالماء ).
-   النص حسب المتواضع آشور بيث شليمون :
ܟܠܕܝܐ - ܐܬܘܪܝܐ - ܐܪܡܝܐ ܕܗܢܘܢ ܣܘܪܝܝܐ  والترجمة الحقيقية هي : الكلدان – الآشوريون– الآراميون هم السريان ، وهذا ما أقوله في كتاباتي على الدوام ان " السريانية " من أي مصدر كانت لا تعني فقط الشعب الآرامي، بل كل الشعوب في الهلال الخصيب إذ أضيف اليها الكنعانيون والفينيقيون والأبليون / إيبلا ، بدون العبرانيين حيث ديانتهم هي اليهودية ، وأكثر من ذلك " السريانية " لا تعني  دولة او ملك او كيان سياسي، بل هو كيان ديني سماوي لا غير .
وأخيرا أسأل القراء الكرام من هو المزور الحقيقي هنا ؟ ومن هو الذي يتلاعب باقوال هذا المؤرخ الكبير غير السيد هنري بدروس كيفا كما وضحنا لكم أعلاه !!
تنويه: لقراءة مقاله يرجى النقر على الرابط أدناه –
http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/Dr.Henyi/Henry-16.htm
آشور بيث شليمون
_________________________
-   

211

هل تعتقد كورش الملك الفارسي مصدر التسمية السريانية؟!

آشور بيث شليمون
 
منذ مدة طويلة قرأت مقالا في المجلة البطريركية، مجلة دينية تاريخية أدبية تصدرها بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس في دمشق لنيافة الحبر الجليل مار أثناسيوس أفرام مطران لبنان بهذا الخصوص.
لذلك عمدت وقتئذ أن أدلو بدلوي في الموضوع الذي أشغلنا ويشغل شعبنا في كافة مكوناته حتى اليوم. وبعد فترة استلمت رسالة من ديوان بطريركية أنطاكية للسريان الأرثوذكس وكاتبها وقتئذ الأب صليبا شمعون الذي اليوم رقي ( سيم ) لدرجة مطران  وهذا نصها:

بطريكية انطاكية للسريان
الديوان ، دمشق – سوريا
في 03/ 02 / 1969

حضرة الفاضل السيد آشور شليمون المحترم
تحية وسلام وأشواق حارة : بسرور تسلمت رسالتكم الكريمة، وقد سرتني جدا روحكم الطيبة وغيرتكم وحماسكم المشكور وجهودكم التي تبذلونها بحثا وراء الحقائق التاريخية. إننا بحاجة الى شباب أمثالكم يكرسون ولو جزءا صغيرا من وقتهم لخدمة الكنيسة عن طريق العلم.
نزولا عند رغبتكم سأنشر " تعقيبكم " في العدد القادم من المجلة ان شاء الله أي العدد 65 اذ ان العدد 64 أودعناه اليوم بالبريد .....
إن قداسته يسلم عليك وكم سره يراعك الجميل بلغتنا في بطاقة المعايدة  ...
أرجو ان تكونوا بخير وعافية والرب يحفظكم ودمتم لمحبكم /
الأب صليبا شمعون

التعقيب
لقد قرأت في عدد تموز 1968 من مجلتكم الغراء القسم الثالث والأخير من مذكرات نيافة الخبر الجليل مار أثناسيوس أفرام مطران لبنان ( * )عن زيارته لألمانيا الغربية ومقابلته للبروفيسور " شبولر " أقتطف منها ما يلي:
"  وحدثته أنا بالتفصيل عن اسم  " السريان " الآتي من " كورش " وكان يجهل ذلك ..."
بهذه المناسبة أقول:كما يجهل البروفيسور المذكور تجهل الامة السريانية جمعاء هذا التفسير الدخيل، وذلك ليس عجيبا أبدا ما دام يجمع السريان كلهم على أن كلمة " سريان " آتية من Assyrian( 1)   وقد تم ذلك في عصر اتصال السريان باليونان ثقافيا ، وإن استعمال السريان لمفردات اليونان ليس بخاف على احد، فمن يطلع على مؤلفات أجدادنا المبثوثة هنا وهناك بوسعه ان يكشف مدى صحة ذلك . وكذا سرت سرت كلمة " الآشوري " الى اليونانية لأن تكون أسيريان ومن اليونانية الى شعبنا  لأن تكون " اسوريايا " وبالعربية سريان . فاذا  سألت أي آشوري اليوم من أنت؟ فهو سيجيب على سؤالك فورا ويقول إنني اسوريايا أي آشوري(2).
وهنا بكل رحابة صدر أستشهد ببعض جهاذة السريان ومفكريهم على سبيل المثال والذين يؤيدون هذا التفسير لا بل ينددون ما يخالف ويناقض مثل هذه الحقيقة وهم السادة :
-   الأستاذ الحقوقي دافيد برلي برصوم، الولايات المتحدة الأميركية .
-   الأستاذ الصحافي فريد الياس نزها من الأرجنتين .
-   الأب اسحق ساكا، من العراق .
وهذا غيض من فيض، اما  علاقة  " كورش " الملك الفارسي بتسمية السريان فهذا لا يقبل أثنيكيا ولا منطقيا . وفي الختام تأكيدا وتوثيقا لما ذكرت اقتبس الفقرة التالية من خطاب هام ألقاه قداسة سيدنا مار أغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك السريان والمطبوع بالعدد نفسه ،
" ... لقد رأى آباء السريان في قول إشعياالنبي – في ذلك اليوم تكون سكة من مصر الى آشور فيجيء الآشوريون الى آشور ويعبد المصريون مع الآشوريين – الوحدة المتماسكة  المتراصة التي تمت في عهد المسيحية بين السريانيين والمصريين .
.........................
•   تنويه: إن نيافة المطران الجليل أثناسيوس أفرام اليوم متقاعد ولا يزال يعيش في لبنان ، والجدير بالذكر بأن عائلتي لها معه قرابة طبعا بعد كتابتي هذا التعقيب حيث إبنة أخيه الملفونو أوكين منوفر هي كنتنا اليوم ومتزوجة بإبن عمي .
•   ما يلي هي بعض التنويهات التي أجرتها ادارة المجلة على ما كتبته وليست من تعليقاتي وهي:
•   (1) لا اجماع للسريان على ذلك، انما أجمعوا على أن اللفظة مشتقة من سوروس وهو كورش نفسه ( المجلة )
•   (2) إنهم لا يقولون " اسوريايا " بل سوريايا ومعناها مسيحي لا آشوري ( المجلة )

212
الفكر الآشوري حضاري وعملي وغير منافق!!

آشور بيث شليمون

ينشر الأخ هنري بدروس كيفا مقالات كالعادة مهاجما القومية الآشورية وتطلعاتها المستقبلية حيث يخلط الحابل بالنابل بغرض تشويه الفكر الاشوري المعاصر. لذلك في هذه العجالة سأرد على مزاعمه الوهمية وأقول:

نحن كشعب مؤمن بالقومية الآشورية  بمختلف مذاهبنا، ونحترم شعبنا كل الإحترام، وإذا كان لنا هدف واحد ألا وهو أن تستيقظ الشعوب من سباتها في الهلال الخصيب من كنعانيين، آراميين وكلدانيين وغيرهم إذ ستكون فرحتنا الكبرى بذلك، شريطة ان تكون في موضعها الصحيح القويم، كما ليس هدفنا كآشوريين أن نقول الشعب العراقي والسوري او اللبناني هما شعوب آشورية، كذلك الآخرين من آراميين، كنعانيين وكلديين فيما إذا وجدوا لا يمكنهم القول باننا آراميين،كنعانيين أو كلديين، لأنه ليس بوسع أحد بجرة قلم يزيل ويحذف الشعب الآشوري في عقر داره بلاد آشور، اليوم في شمال بلاد الرافدين كي يكون آراميا ام كلديا لأن جذور " الآشورية " اكثر صلدة من الجميع وهذا باعتراف المؤرخين أنفسهم !

إن المؤمنين بالقومية الآشورية كانوا ولا يزالون السباقين في الإعلان عن نهضتهم القومية حتى قبل العروبة  في دارهم شمالي  العراق بإيمان في وقت ما نراه  اليوم أن مناوئي القومية الاشورية الجدد وخصوصا بعد 1992 وبالضبط بعد 2003 في العراق ، قد أصابتهم حمى القومية شيئا لم نألفه من قبل، كما بوسعنا القول بالنسبة لمن يسمون أنفسهم ب " السريان الآراميين " في سوريا، حيث لا يزالون مختبؤون في دهاليزهم ويخشون الظهور علنا على سبيل المثال في الجيب الآرامي " معلولا " رغم أنهم في حيرة كيف يكتبون لغتهم الارامية وما هنالك ، والفرد قد يسأل لماذا ؟ الجواب واضح أن هؤلاء أبناء معلولا لا يؤمونون بما يقومون به هؤلاء من ذوي الفكر الآرامي الهزيل الجبان وهم في الغرب، الذين لا يمدون أيديهم لمساعدتهم، وكل همهم هو مهاجمة القومية الآشورية مستغلين الظروف القاهرة التي ابتلي شعبنا بها للأسف هذه الأيام . هؤلاء الذين يريدون إحياء الآرامية كان بالأولى ان يتجهوا نحو بلدهم الأصلي – سوريا – وبصورة أصح يمكننا القول انهم لا يؤمنون بآراميتهم ، بل هم عرب ولغتهم هي العربية ودمشق هي " قلب العروبة النابض " وهؤلاء  راضون صاغرون وكل همهم يبقى لمهاجمة الآشورية والانكى من ذلك في عقر دارها شيء لا يقبله المنطق ولا التاريخ .

ومن الجدير بالذكر أن الحكومة الأميركية عادة تصدر دراسات عن دول العالم  لوزارة الدفاع الأميركية وقد وقع بيدي منها كتاب " سوريا، دراسة البلاد طبعة 1988  وهي الطبعة الثالثة وهو عبارة عن مقالات عن المجتمع السوري حيث يبحث الكتاب عن الناحية القومية، حيث يقول في  فصل الديانات والمسيحية منها حيث يذكر كل المذاهب الرئيسية وحتى الثانوية منها السريانية الأرثوذكسية والنسطورية والكاثوليكية الكلدانية والأرمنية إذ يقول بالحرف الواحد :
"  من كل هؤلاء ما عدا الأرمن والآشوريون، الباقي معظم المسيحيين يعتبرون أنفسهم عربا. “Syria, a country study. Copyright 1988 ; First Printing . 1988 U.S. Government, pp 99

إن الإخوة الباحثين  هنري بدروس والدكتور أسعد صومي أسعد ومن هم في حلبتهما مع احترامنا يشبهون كما المثل العربي الذي يقول،   " أسمع جعجعة ولا أرى طحنا " إذ في الحقيقة من اهتماماتهم الأولية هي التوجه الى العراق وخصوصا الى الشمال الآشوري منه حيث نظرا للجهود القومية المبذولة من قبل كل المذاهب المؤمون بالقومية الآشورية  .  شيء يؤسف قوله ان الحقد والحسد الذي مع احترامي يبثه وينشره بعضا، نعم أقول " بعضا " من ذوي النفوس المريضة إذ يقف عائقا لنا وفي نفس الوقت لهم إذ ليس هناك حتى من الشعب العراقي من يؤمن بهم وهم عروبيو اللسان والكلام .  إذ هذه الصيحات بالطبع مصدرها واحد ، وليست  إلا من الذين  كانوا كالحرباوات يتلونون بمختلف الألوان لخدمة أنفسهم وزد على ذلك نشاطهم لا وجود له اطلاقا غير السير في ركاب السياسة المحلية التي كانت ركيزتها القومية العربية.
إننا نؤسف القول ان هؤلاء في كثير من الأحيان يتحاليون على الشعب بخدعهم ومكرهم  وهم المؤمنون ب" الآرامية " ولكن نظرا للآرامية  المفلسة تاريخيا يحاولون ربطها ب" السريانية " لذلك تجد في كل مرة يذكرون " الآرامية " تسبقها مفردة السريانية وهي عندهم كما يفسرونها بان المفردتين هن واحدة، ولكن هذا بالنسبة لهم، بينما بالحقيقة مفردة السريانية شملت كل الشعوب المختلفة في الهلال الخصيب وعلى سبيل المثال، الكنعانيون، الإبليون، الفينيقيون، الآراميون والآشوريون البابليون والكلدانيون. لتغدو في العصور اللاحقة للمسيحية ب" السريانية " خاصة بالشعب الذي موطنه شمال بلاد الرافدين و للمذهبين الشقيقين النسطوري واليعقوبي  ( كونهما الأصل وما تبعه الكلدان والسريان الكاثوليك هم عبارة عن منشقين، الكلدان من النساطرة والسريان الكاثوليك من السريان الأرثوذكس ) عدا كون مفردة " السريان " ليس لها علاقة ب" الآرامية " اطلاقا وكل المفسرين والكتاب أجمعوا بأن أصلها آشوري بحت.

في كتاباتنا السابقة، أشرنا إلي تلك المراجع بكل وضوح وتفصيل ولكن هنا سأستشهد بشخصية لها مكانها المرموق لا في تاريخنا الكنسي، بل حتى في تاريخنا القومي ألا وهو المغفور له البطريرك ܡܝܟܐܝܠ ܪܒܐ/ مار ميخائيل الكبير  (1199 ميلادية ) الذي قال على لسان " التلمحري " الذي أدلى ببيانته الحقيقية، لأحد أساقفة اليونان قائلا : بأن سركون وسنحاريب وأسرحدون وآشور بانيبال المذكورين في الكتاب المقدس ويبين في ذلك بأنه قد كان للسريان ، الرئاسة والسيادة العالمية، حسب فتوحاتهم الثقافية والسياسية والدينية لزمن طويل وأجيال عديدة ( من كتاب المقالات في الأمة السريانية للكاتب المرحوم إبراهيم كبرائيل صومي- سان باولو – البرازيل 1979 ). هذا ما تؤكده المصادر التاريخية أن الآشورية كانت أطول فترة عاشها شعبنا في بلاد الرافدين التي تربو على 7-8 قرون حيث أنجبت عددا كبيرا من الملوك التي يصل الى 117 ملكا. هذا، رغم ما قاله التلمحري في تعريف السريان، هنا نضيف  أن المفردة هذه كما قلنا دائما شملت كل الشعوب في الهلال الخصيب من آشوريين بابليين وكنعانيين إبلويين/ إيبلا وآراميين وكلديين. كما ليكن معلوما ان التسمية هذه لم يكن القصد منها تكوين قومية بحتة بحيث لم يكن هناك سياسة وملك وجيش أو  عاصمة لهذه الشعوب المنضوية تحت " السريانية " .

وللتأكيد على دور الشعب الآشوري الفريد نستشهد هذا الكلام عن كتاب " عظمة آشور " لهاري ساغز* بما أتى به المترجمون كل من الأساتذة خالد أسعد عيسى واحمد غسان سباتو على مغلف الكتاب باللغة العربية:
" كما الولايات المتحدة الأميركية – هذه الأيام – قوة عظمى تحاول التحكم بمصائر الشعوب والأوطان، كذلك كانت آشور قوة عظمى تسيطر على العالم الذي كان في الألفين الثاني والثالث قبل الميلاد وتقيم في الشرق القديم وحدة طبيعية ونظاما قوميا يوحد الوطن الممتد من ذرى جبال زاغروس الى قمم جبال طوروس ومن أمواج البحر المتوسط حتى رمال الصحراء العربية في الجنوب. "
وختاما، نحن كما أشرنا أعلاه لسنا ضد بعث قومية من القوميات القديمة اطلاقا، بل نحن ضد اولئك الذين يحاولاون محو القومية الآشورية حتى وفي عقر دارها من قبل الكلدان او ما يسمى السريان/ الأراميون الذين لم يبقى لهم وجودا في مكانهما التاريخي المعروف، الكلدان في  الجنوب والآراميون في جنوب سوريا/ منطقة القلمون.
…………………….
* H.W.F. SAGGS , THE MIGHT THAT WAS ASSYRIA

213
الكذاب انور نمرود بسقين كتب :

" بقلم / انور نمرود بسقين
اشور بيت شليمون المريض بداء معاداة الكلدانية ، والداعي الى تهجير الكلدان من مدنهم وقراهم للهجرة الى الناصرية والحلة ، وزميله الذي ادعى ان الكلدانيين اصلهم يعود الى انهم اولاد غير شرعيين للجنود الآشوريين ،.."

آشور بيث شليمون:

إخوتي وأخواتي القراء :

إن هذا الكاذب الذي يدعى " انور نمرود بسقين "  يلفق ويشوه ما أقوله "  وأنا اتحداه أن تفتشوا في كل المواقع إن قلت مثل هذا الكلام، حيث لن تجدوه.
 
وكل ما قلته بهذا الخصوص، أصلا هو موجود في كثير من المواقع ليس ذلك فحسب، بل أكرره الآن وهو : دافعت عن الشعب الآشوري ووجوده في بلاد آشور، وكذبت أقاويل المتقمصين بالكلدانية أن الشعب الآشوري منقرض وقلت إذا كان هناك " الكلدان القدامى " فهؤلاء يجب أن يكونوا في الجنوب، إذ استعربوا ودخلوا الإسلام.

ومن ثم أردفت بما معناه، إذا تريدون بعث " الكلدانية القديمة " فما عليكم إلا التوجه الى الجنوب ونحن سندعمكم في حملتكم هذه ، كما نوهت هذا الكلام ليس إلا للذين يرفضون وجود الآشورية ورغم ذلك وإن لا تقبلوا وتعترفوا بآشوريتكم أنتم أحرار وليس هناك من يفرض الآشورية على أحد، وكل الذي أنشده أن تتوقفوا من حملات التشويش .

وفي الختام، أتحدى هذا الكذاب الذي اسمه ( انور(يجب أن يسمى أظلم  - نمرود بسقين ) وغيره كي يبرهنوا أكذوبته هذه وعندها يمكنكم ان تبصقو في وجهي، وبالطبع لن تجدون ذلك وكل ما أريده من الشرفاء القراء قول الحق حيث سأقبلها في هذا الموضوع وشكرا.

آشور بيث شليمون
_____________________________
[/color]

214
السيد أنور نمرود بسقين أنت  رجل كذاب وتتأسد لبني قومك ولكن دجاجة للآخرين!


السيد انور نمرود بسقين:

ادناه هو مقالك الأصلي في باقوفا، وما على القراء الأعزاء أن يحكموا . في البداية ذكرت ( آشور بيث شمويل ) وفي نهاية المقال ذكرت ( آشور بيث شليمون ) ، طبعا أنت كنت في حفرة حتى عنقك، عندما نشرت مقالك هذا في  -  عنكاوا -  بعد موقع باقوفا، لذا عدلته كي يناسب هجومك وغيظك نحوي، وتعرف جيدا في موقع " باقوفا " ليس هناك شخص باسم ( آشور بيث شمويل ) ولكن يجب أن تعرف لا تستطيع الهروب من الحقيقة التي أنت ومن أمثالك المصابون بمرض الهلوسة تريدون طمسها وتشويهها!!

ومن ثم، ليس ضروريا أن أرد على شخص مصاب بالهستيريا من أمثالك، وبالمناسبة أقول شيئا واحدا، الله نجنا من أمثالك الذين منهم في جعبتهم المسامير، ومنهم - نزار ملاخا - بقنابله، و- مايكل سيبي -  بآفاعيه، التي تصوبونها للأمة الآشورية البريئة بينما القوى الظلامية الإسلامية  التي  تقتل وتدوس وتشرد وتسلب شعبنا فلستم إلا نعاج.

آشور بيث شليمون
____________________


مسامير بسقين2) اشور شموئيل سيخرب موقع عنكاوا كما خرب موقع باقوفا
انور نمرود بسقين
اشور بيت شموئيل يعيش في امريكا مسكون بمرض اسمه معاداة الكلدانية والكلدانيون اين ما وجدوا ، وهو يعيش مهوساً بمرض معدي هو فوبيا الكلدان ، هذا الداعية المتعصب تسلل على موقع باقوفا الجميل وحوله الى موقع للفكر الأقصائي الفاشي ، وكرر مقالاته الفاشية بمعادة شعب اسمه الشعب الكلداني ، وهو يقرر انه على الكلدانيين ان يهجرو باطنايا وتكليف وألقوش وكرملش وكل المدن الكلدانية وان يهاجروا الى بابل والناصرية ، أما إن أرادوا البقاء في منطقة آشور عليهم ترك قوميتهم وقبول التأشور ، وإلا فلا مكان لهم في بيت الذين خلفوا أشور وأمثاله مرضى التخوف من الشعب الكلداني ، وهذا البطل الهمام لا ينطق بحرف واحد عن اليزيدية او الشبك او الأكراد او العرب وهم موجودون في بلاد آشور رغم انف آشور بيت شموئيل وكل المتعصبين بمرض الفاشية من امثاله ، إن هذا الفاشي الصغير يؤلمه فقط وجود الكلدان ، فهو بطل مغوار ضد الكلدانيين وأرنب جبان امام الآخرين  .
إن موقع عنكاوا المتفوق ، وموقع باقوفا الجميل عليهم طرد هذا الفاشي الصغير وأمثاله، إذ ان البلدان الأوروبية لا يسمحون بتاتاً بترويج الأفكار الفاشية ، وهذا الرجل الذي ليس له هم سوى محاربة مكون عراقي هو الشعب الكلداني وكنيسته ، إن هذا الرجل مكانته الأحزاب الفاشية  وليس في مواقع شعبنا الأنسانية التي تحترم حرية الأنسان في معتقده .
إن هذا المتعصب الخطير قد نجح في جعل موقع باقوفا ، موقع وبؤرة للنيل والتهجم على مكون عراقي اصيل وهم الكلدان ، وها هو يتسلل الى موقع عنكاوا لينفث تقيؤه الكريه الملئ بالحقد والكراهية وبكلمات حاقدة وبسموم تنطلق من نفسه المريضة ، فقد نقل كا ما له من خزين الأحقاد في هذا الموقع الكلداني العريق ، ولا ادري بعد باقوفا وعنكاوا الى اي موقع كلداني آخر سيتسلل .
انا اقترح على الموقعين طرد هذا الأنسان المريض بداء الحقد والكراهية وإحالته الى طبيب نفساني ليعالج عنده مرض معاداة الكنيسة الكلدانية والشعب الكلداني والتاريخ الكلداني ، المصح هو افضل مكان لعلاجه من مرض الحقد على البشر فالمصح هو المكان المفيد لعلاجه من مرضه .   
ليس معقولاً ان يصبح موقع باقوفا الكلداني منبراً للنيل من الشعب الكلداني وتاريخه ، إن من يتحمل مسؤولية ذلك هو السيد مسعود النوفلي المتنكر لقوميته الكلدانية ولتاريخه الكلداني ، وفوق ذلك يجعل من موقعه منبراً مفتوحاً للفكر الآشوري الأقصائي ومنهم آشور بيت شليمون وغيره من غلاة التعصب الأعمى ، إن هذا الفكر المتعصب لا يختلف كثيراً من الأفكار الفاشية لهتلر وموسليني وستالين وصدام ، فهل يعقل ان يكون موقع باقوفا منبراً لمثل هذه الأفكار .
ورد في قاموس اوجين منا الكلداني وهو من قرية باقوفا التارخية انورد في قاموس المطران اوجين منّا \"قاموس كلداني ـ عربي \" في مادة كلدانيون هذا التعريف :
الكلدانيون : هم العلماء وارباب الدولة من اهل بابل وأطرافها . او جيل من الشعوب القديمة كانوا اشهر اهل زمانهم في سطوة الملك والعلوم وخاصة علم الفلك . ولغتهم كانت الفصحى بين اللغات الآرامية وبلادهم الأصلية بابل وآثور والجزيرة اي ما بين نهري الدجلة والفرات وهم جدود السريان المشارقة الذين يسمون اليوم بكل صواب كلداناً
 وانا اقترح على السيد مسعود النوفلي ان يحرق هذا القاموس ، ليكون خاضع للفكر الآشوري المتعصب ، وإلا كيف يقبل ان يكون موقعه منبراً لشتم الشعب الكلداني من قبل آشور بيت شليمون ومن لف لفه من فقهاء الفكر المتعصب الأقصائي  .
 انور نمرود بسقين   

215
مار نرساي الملقب  بقيثارة الروح، آشوري المولد والجنس

آشور بيث شليمون

رأى مار نرساي/ ܢܪܣܝ ܡܠܦܢܐ ܪܒܐ النور في قرية عين دولبي/ ܥܝܢ ܕܘܠܒܐ- ادلب- الحالية والقريبة من مركز محافظة دهوك، في بداية القرن الخامس الميلادي وتوفي  ما بين 502-507 ميلادية من أبوين آشوريين . (1 )
وإذ بلغ  مرحلة الصبا أرسله ذووه الى مدرسة الرها – أورفا – الحالية في تركيا حيث كانت أرفع بيئة ثقافية في ذلك الزمان .

إن أديبنا الكبير، آشوري التسمية ( 2 )، آشوري الجنس وآشوري المولد ( في بلاد آشور )  ولا أدري كيف البعض يلصق الكلدانية به وهو من مواليد بلاد آشور في شمالي العراق اليوم.

وبعد أنتهاء دراسته في الرها ، تم تعينه معلما في نفس المدرسة حيث فام بواجبه خير قيام.
ولكن لسوء الأسف كانت في ذلك  العهد كثيرا من المشاحنات والخلافات الدينيةالتي كانت  في أوجها حيث كان لها أصداؤها في المدرسة نفسها  مما أدى وقوف السلطة الرومانية الحاكمة ضد تحليلات نرساي وزملائه مما اضطرهم هو وزملاءه الى مغادرة الرها الى نصيبين حيث أسس فيها مدرسة جديدة التي تعد تاريخيا كاول نظام جامعي حيث تدرس فيها مواد علمية الى جانب اللاهوتية .
لقد قضى مار نرساي قرابة خمسين سنة في إدارة المدرسة .

والجدير بالذكر، أنه بعد الإحتلال العربي الإسلامي ( في بداية القرن السابع وما بعده ) لبلاد الرافدين في نهاية القرن العاشر أو على الأكثر في بداية القرن الحادي عشر لقد دخل سكان الجنوب الإسلام عن بكرة أبيهم وغدوا حتى عروبيي اللسان والعادات .

هذا لقد حاول المحتلون العرب نفس الشيء في بلاد آشور، ولكن ساعد شعبنا الآشوري نوعا ما للحفاظ على قوميته ودينه باتخاذ وصية السيد الرب التي تقول إذا حصل لكم  أية مضايقة ما عليكم إلا اللجوء الى أماكن التي فيها اكثر اطمئنانا حتى يسستب الأمان والإستقرار ومن ثم العودة – هكذا استطاع شعبنا الآشوري - ما بين كل الشعوب في الهلال الخصيب الحفاظ على هويته ودينه ، بينما نرى الصورة مغايرة بالنسبة للشعوب الأخرى الكنعانية، الفينيقية ، الإبلية والأرامية أنهم انصهروا لغويا وثقافيا في المجتمع العربي ما عدا جيوب صغيرة  جدا حول دمشق ( معلولا والقرى المجاورة ) التي استطاعت الحفاظ نوعا ما على لغتهم الآارامية ، ولكن الباقي أي شمال وغرب سوريا وجنوب العراق باتوا عربا ومسلمين عن بكرة أبيهم .



ومن ثم الكنيسة المشرقية  / ܥܕܬܐ ܕܡܕܢܚܐ لم تعرف في ذلك العصر بالكلدانية إطلاقا ( 3 ) وإن  التسمية الكلدانية التي تستخدم اليوم هي حديثة  العهد جدا وهنا أستشهد بما قاله المطران لويس ساكو ما قاله بهذا الخصوص بالحرف الواحد:
" ... التسميات التاريخية الموثقة هي: كنيسة المشرق عدتا دمدنخا - The Church of the East "   من دون  اضافة الاشورية او الكلدانية..  لا نجد في القوانين والوثائق تسمية: كنيسة المشرق الاشورية  أو كنيسة المشرق الكلدانية سميت ايضا بكنيسة فارس  نسبة الى الامبراطورية الفارسية الساسانية .."
.

ويذكران كل من باتريشيا كرون ومايكل كوك ( 4 ) في كتابهما HAGARISM , The Making of the Islamic World
أنه كان هناك نوعان بارزان من أشكال المسيحية  في الكنيسة النسطورية، إحداها كنيسة بلاد آشور المحلية، كنيسة شوفينية وعلى الإصرار على  الهوية الإقليمية ، والأخرى المتروبولوتية  الفارسية والتي كان مركزها مدينة بابل.

والكاتبان يمضيان ويقولان كلا الكنيستين الآشورية والبابلية تختلفان عن الكنيسة المصرية لكونهما أكثر أرستقراطية ، الأولى غدت آشورية الهوية بينما الثانية سمحت بالقبول للقيم الفارسية الأرستقراطية .


تنويه: من المؤسف أن البعض يحاول كالعادة  اعتبار ما نرساي كلدانيا، لذلك كتبت هذه المقالة مستشهدا حتى بكتاب وأساقفة من الطائفة  الكلدانية لإزالة الشبهات .
.....................

المصادر:
( 1 ) هذه كانت مقدمة لمقال طويل للكاتب المعروف أبرم عما منصور والمنشور في مجلة  ܩܠܐ ܣܘܪܝܝܐ / الصوت السرياني – العدد الخامس لسنة 1975
( 2 ) والجدير بالذكر أن اسم ( نارساي ) اسم آشوري صرف ظهر لأول مرة في رسالة الملك أبجار  ܐܒܓܪ حيث يقول في مقدمة رسالته العبارات التالية: الى إبني نارساي ملك آثور في أيام المسيح

Moses of Chorone, Appendix to Syriac Documents , chapter XXXIII

( 3 ) يمكنك قراءة المقال للمطران لويس ساكو على الرابط ادناه :

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/090704.htm

( 4 )  Patricia Crone & Michael Cook , HAGARISM, The Making if the Islamic World -  Cambridge University Press 1977 pp 57-59

216
الأخ آشور دنخا، لا تتسرع في الحكم قبل أن تدرك ما أقوله!

عندما السيد انور نمرود أنزل مقاله  تحت عنوان " مسامير بسقين آشور شموئيل …. "
أنا عندها انزلت تحت عنوان :

 استنكارات أخرى على موقع " باقوفا " لمقال السيد أنور نمرود، وهنا أنا  اولا لم أنكر ما قاله بل استشهدت بما قاله الآخرين ضد ه أيضا ، هذا من جهة ومن جهة أخرى استنكارات محدودة لا تعطي النتائج المرضية في اي  استفتاء حيث يجب أن يكون بالمئات إن لم يكن بالآلاف !

والنقطة الأساسية ما قاله وكل الذين أيدوه ليست إلا أوهام، فإتهمام السيد أنور نمرود والآخرين وضمنا أنت لي مع احترامي ليس  له أساس من الصحة .

والخلاصة، استنادا لعنوان مداخلتي في موقع عنكاوا لم أكن خاطئا ولا كاذبا وما عليك أن تفكر مليا بعنوان ما انزلته :
" استنكارات أخرى على موقع " باقوفا  لمقال السيد أنور نمرود " يا عزيزي أين الكذب فيما أقوله؟! فانا لم أقل في مداخلتي استنكارات ضد السيد آشور بيث شليمون! وإذا لم أقل ذلك ما هو جدوى كي أستشهد بما قاله الاخرون ضدي في وقت أدافع لا بل ادحض ما قاله السيد أنور نمرود وأنت ضمنا حيث لم تستشهد به للقراء من ضمن الذين أتيت بهم وما هي إلا مفردات غير أخلاقية التي استخدمتها وحاولت الهروب من إظهارها  وهاك :

اخي انور نمرود انا اوافقك الرأي على الرغم اني اشوري
ان الاخوة الكلدان كانوا ولا زالوا شعبا عريقا في بلاد ما بين النهرين و عشنا معهم على المحبة و الاخوة و لكن في هذه الايام هناك شلة عميلة من الاشوريين و بعض من الكتاب الكلدان المتأشرين الذين يبشرون بالاشورية و للعلم ان الاشورية هي قومية وليست دين لكي تبشروا فيها و نحن نشكر اخوتنا في سهل نينوى الكلدانية الذين حمونا في ايام مذبحة سميل و غيرها و عشنا معهم بمحبة و من ينكر المعروف فهو نغل ونحن براءة من امثال اشور بيث شليمون و غيره
 
اخوك بالمسيح
اشور دنخا

يا أخي على أي معروف انت تتكلم ؟! وأين في مقالي نكرت ذلك المعروف؟! ثم ركز للجملة الآخيرة حيث تقول:

... ومن ينكر المعروف فهو نغل ونحن براء من امثال آشور بيث شليمون وغيره

إذا كان هؤلاء يظنون بانهم " كلدان " وكما هو معروف يعيشون في بلاد آشور اكثر من 2500 عام وبناء لأحدهم هربوا من الإضطهاد  من الجنوب ولجاوا بغرض الأمان على أرواحهم، هنا من الذي قدم المعروف، هؤلاء الذين يتقمصون الكلدانية أم كآشوريين أصحاب البلاد حيث فتحنا أبوابنا لهم ؟!  وفوق ذلك تشتم إخوتك في القومية  لا لشيء بل للدفاع عن الحقيقة !

217
أخي الفاضل مرقس أسكندر المحترم

شكرا جزيلا لمداخلتك الأخيرو، كما أرجو أن نترك هذه المواضيع العقيمة التي لا تنفع شعبنا المنكوب .
وما علينا أن نفتح معك صفحة جديدة للبناء وليس للهدم. كما فرحت جدا أنه لديك مكتبة زاخرة بتراث الأجداد شيء أثلج صدري وكم انا تواق لمعرفة محتويات هذه الكتب كي نعمل الحفاظ عليها من الضياع.
إننا نملك جمعية آشورية في السويد التي تجمع كل الأشياء المتعلقة بشعبنا بطريقة حديثة ، وسيكون فرحي عظيما جدا لو تتعاون معهم حيث سأزودك بالمعلومات الكافية عنهم أو لو تزودني في رسالة خاصة عن ( عنوانك البريدي ) حيث سنبدأ من هناك.

والخلاصة، تذكر نحن إخوة والدم لا يتغير الى ماء كما نقولها في الدارج، لذلك عزيزي خذ راحتك واكتب ما تشاء المهم أن يصب في خدمة شعبنا وشكري الجزيل مرة أخرى.

ܦܘܫ ܒܫܠܡܐ ܡܢ ܐܚܘܢܘܟ/

ܐܫܘܪ ܕܒܝܬ ܫܠܝܡܘܢ-  ܐ ܡ ܐ ܀
_______________________________

218


السيد أ مرقس المحترم

عفوا ، ومع احترامي الكبير لك أنت لا تفصح بالحقيقة، والحقيقة هنا وفي هذا الموقع حيث كل المقالات والمداخلات لله الحمد موجودة. كما ردك كما يقال من وسط الحبل وليس من أوله.

أصلا، انا دائما اتمسك بالأشياء القومية وقلما تصدر عني عن المذاهب وغيرها إلا عندما أجبر على الدفاع عن عقيدتي مهما كانت، وفي هذه الحال انظر الى كتابات المدعو 1Iraqi خصوصا والأخت سورايتا كلها ضد الكنيسة النسطورية . هذا ما دفعني أن أعلق.

إذا كانت المسيحية عندك واجب احترامها، أنا احترم المسيحية دوما ودائما، لأن المسيح والمسيحية بعيدة كل البعد عن منتسبيها الذين قد يكون فيهم مختلف الأصناف والألوان التي لا يحترمون المسيحية . وعلى هذا الأساس، إنني لن أغضب أو أحقد على أي فرد يهاجم شخصا أو أشخاص الذين أساؤوا ال المسيحية وليكونوا من عقيدتي أيضا ولكن بشرط أن يكون النقد مشمولا للجميع .

ليس لي أكثر من 3 أسابيع في هذا الموقع الذي كله بدلا ان نبحث عن تاريخنا من الناحية العلمية سرعان ما يحشكون الناقدين والكتاب اما لمهاجمة النسطورية او لمهاجمات شخصية هذا الذي لا أطيقه.

والخلاصة، عندما جاوبت على أسئلتك واحدة بعد الأخرى، ومن ثم لم أرد على بعض منها حيث يكتنفها الضبابية وعدم الوضوح وفي الوقت نفسه لم أتهرب بل طلبت إيضاحا، جوابك النهائي كان أنك ضربت عرض الحائط واستغليت الفرصة لتهاجم عقيدتي النسطورية وجوابك هنا ادناه اكبر شاهد .

والخلاصة، أنا لم آت الى هنا للمشاجرات، بل للتفاهم وإقناع الآخر لا غير، لذلك أرجو أن تكون المداخلات والمقالات ضمن هذا الإطار، مع ملاحظة بسيطة يمكن التطرق الى الديانة أو المذهب بغرض تبسيط الفكرة وإيضاحها لا غير وشكرا .

آشور بيث شليمون
_____________________

219
الأخ آشور دنخا المحترم

رغم أني وضعتك في اللائحة السوداء عندي لمداخلتك وما جاء بها من كلام غير أخلاقي لي وسيجده القراء الأحبة ادناه ، ما تقوله  ليس صحيحا .

إذ موقع   باقوفا  مفتوح للجميع ولكل الآراء وكي أدحض ما تقوله مشاركتك فيه  لأول مرة - حيث انت الآخر شحذت سكاكينك - ضدي اكبر برهان على عدم صحة ما تصرح  به على هذ الموقع.
وقبل الختام أغفر لك وأتركك مما جئت به في موقع " باقوفا  "  الجليل  وشكرا.

دم لأخيك /  آشور بيث شليمون
_________________________



اخي انور نمرود انا اوافقك الرأي على الرغم اني اشوري
ان الاخوة الكلدان كانوا ولا زالوا شعبا عريقا في بلاد ما بين النهرين و عشنا معهم على المحبة و الاخوة و لكن في هذه الايام هناك شلة عميلة من الاشوريين و بعض من الكتاب الكلدان المتأشرين الذين يبشرون بالاشورية و للعلم ان الاشورية هي قومية وليست دين لكي تبشروا فيها و نحن نشكر اخوتنا في سهل نينوى الكلدانية الذين حمونا في ايام مذبحة سميل و غيرها و عشنا معهم بمحبة و من ينكر المعروف فهو نغل ونحن براءة من امثال اشور بيث شليمون و غيره
 
اخوك بالمسيح
آشور  دنخا

220


بشرى سارة إلى شعبنا من مختلف الطوائف ما يؤكد وحدتنا الصلدة

أعزائي القراء الأحبة :

السلام عليكم أجمعين، أما بعد ...

في البداية شكري الجزيل لمدير الموقع الأخ أمير المالح وكافة الإخوة طاقم هذا الموقع الذين فتحوا الباب على مصراعيه أمامي لكشف الحقيقة لشعبنا الذي كما يقال في نفس يعقوب يحاول البعض وأشدد ( البعض ) لأني بيقين تام أن شعبنا من مختلف الطوائف رغم وجود بعضا من الناس والذين توا فاقوا مع الأسف من سباتهم يحاولون تمزيق شعبنا ، ولكن لي إيمان قوي لن ينجحوا في ذلك لأن القومية الآشورية، قومية صلدة، قومية محبة وليست مغرضة ولا مزورة، والأكثر من ذلك القومية الشرعية في عقر دارها  ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ  ولا غيرها، كما ليست القومية التي تلغي الآخر، وكل ما نقوله عن الكلدان والأراميين القدامى  وفي تقمصمكم  بهما، إذ موطنكم معروف جيدا وليس لنا أطماع فيه، كما إذا كنتم أسرى أو محتلين او ما شئتم ان تلقبوا أنفسكم / نرحب بكم بين ظهرانينا رغم كل ذلك .ولكن رجاء قفوا من حملاتكم اليائسة في تفريق شعبنا الواحد ، قفوا من تشويه وتزوير التاريخ لأنكم لن تنجحوا وسوف تصبحون  مع احترامي مضحكة العالم .

أعزائي: نحن لا نبغي التفرقة، لا نبغي طمس وتشويه الحقائق التي هي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار مهما حاول الإنفصاليون الإنتهازيون والذين يوما بعد يوم يريدون ويعملون بأساليبهم الخداعية لتوقيف المد الآشوري، الذي هو اليوم وبقدرة من امثالكم أبناء هذه الأمة العظيمة، بحيث  لن تسكتوا على الضيم الذي يحاول بعضا من المرتزقة للأسف من أبناء شعبنا وأدوات الوهابية الشريرة التي ألحقت بشعبنا من القتل والتشريد في كل العصور وإلى هذه اللحظة.

أعزائي : أحذروا من هؤلاء ، أحترسوا من هذه الأصوات النشاز التي تريد محو وتشويه تاريخنا الجلي على مر العصور وحتى انبثاق المسيحية وكما وصفها الأباء المسيحيين "  ܐܬܘܪ ܡܒܥܬ ܝܘܠܦܢܐ/ آشور مطلب العلم " والتي جاءت في كتابات العلامة كيوركيس وردا الأربيلي ومن قبل الآخرين أيضا، قبل قدوم مبشرين  الإنكليز بمئات السنين،  إذ هي شهادات في وجه كل الذين بحاولون طمس تاريخنا بما ينسجه خيالهم مع الأسف الموبوء بالحقد والكراهية حيث صدق الأخ حنا شمعون وهو من أبناء الطائفة الكلدانية  إذ وصف أعداء الأمة الاشورية في هذه الأيام  المليئة بالحقد والحسد .
 
من الآن وصاعدا سنكشف كل الحقائق كما بإذن الله العلي سنزيل كل الشبهات التي تروجها أدوات الوهابية، وتعرفون من هم لجهودهم المكثفة في تشويه تاريخنا الناصع ليخدم عروبتهم واسلامهم الذي أسام شعبنا العذاب خلال 1400 سنة خلت الى هذه اللحظة ، لذلك كونوا معنا على الدوام بحيث سنورد الحقائق التي فيها نتحداهم وجها لوجه في أي مكان وزمان والله من وراء القصد  وشكرا لكم سلفا.

دمتم لأخيكم / آشور بيث شليمون
_________________________

221
من رجالات النهضة القومية الآشورية

نشر موقع " المحطة " تحت عنوان – رجالات النهضة القومية الآشورية  ومنها حول شخصية الأب بولس البيداري والنص أدناه ، ولكن أحب  ان أضيف عليها التالي:

مما سمعته وعلمته عن هذا الأب الفاضل حبه وتفانيه من أجل أمته أن الكنيسة الكلدانية في الحقيقة طردته الى سوريا لتتخلص منه بحيث كان الوحيد بعد الرعيل الأقدم من امثال والمغفورين لهما المطرانين أدي شير ويعقوب اوجين منا الذين كانوا يتقنون اللغة جيدا لهذا كانت الكنيسة الظاهر لا تستسيغه.

في الحقيقة أتذكره كوني حدثا، وهذه إحدى نشاطاته إذ مرة  أقام في منطقة الخابور الآشورية مسابقة دراجات وكان يقضي معظم أوقاته في شعبه الآشوري معلما ومرشدا وحتى عندما كان راعي الكنيسة المسماة الكلدانية في القامشلي البطريرك نظرا لحبه حيث كانت اللغة من مواد التي تدرس فيها وما سمعته من افراد عائلتي ، ولكن للأسف الكنيسة يبدو نقلته منها والذي علمت به كان يعيش بين افراد شعبنا الآشوري . اما المدرسة الكلدانية التي كان تدرس فيها زوجتي واخيها،عندما  أوقفت فيها تدريس اللغة ( عمي – والد زوجتي ) المرحوم " يوسف سلمون / بيث شليمون كان قوميا فذا ومشهود من قبل شعبنا الآشوري ومن مختلف الطوائف في مدينة القامشلي أرسل اولاده الى  مدرسة الإخوة السريان الأرثوذكس التي كانت تدرس اللغة بدون انقطاع حتى صدور قانون بإغلاق المدارس الخاصة والتي أممت من قبل الحكومة السورية .

كما ذكر لي أحد الأشخاص كان المرحوم برفقة مطران الكلدان القادم من حلب في زيارة الرعية في منطقة الجزيرة ويبدو كانا في مقابلة المسؤولين الحكوميين ذات مرة وطلب منه التحدث نيابة عن المطران كونه بليغا باللغة العربية والأب البيداري وبحماس يتكلم عن مآثر أجدادنا لمدة طويلة شيئا امتعض منه المطران الذي بين الفينة والفينة وبصوت خفي وبلغتنا يقول له كفاك ، وبصورة مفاجئة وبصوت عال وفي لغتنا توجه الى المطران وصرخ في وجهه ( عفوا  لقول الكلمة ) حيث أخرسه .
...................

الأب بولص بيداري
 
كانت ولادته في سنة 1887 في قرية " بيدار" الاشورية في قضاء زاخو في شمال العراق - وبيدار اسم سرياني (بًيةلآ دٍرِأ) يعني موقع المعركة او ميدان الحرب - وفي مسقط رأسه تعلم مبادئ لغته السريانية وكذلك اللغة العربية . ومنذ نعومة اضفاره ابدى محبته الفائقة للعلم . لذا وقع عليه اختيار الاباء الروحانيين في قريته، وارسلوه الى معهد ماريوحنان الحبيب الكهنوتي في مدينة الموصل , الذي اسسه الاباء الدومنيكان في القرن التاسع عشر , وهناك انكب على الدراسة وارتشاف العلوم من مناهل المعهد المذكور, وبانت مواهبه الخلاقة وبدا متميزا بين اقرانه .
رُسمَ كاهنا سنة 1912, على يد مثلث الرحمة مار طيماثيوس مقدسي ( الالقوشي) مطران زخوا . وخدم في مسقط رأسه لفترة من الزمن , ثم نقل الى سوريا , والتي امضى فيها ردحا من حياته, ولم يعد الى وطنه الا في سنين عمره الاخيرة, حيث توفي في الموصل في السابع من ايلول سنة 1974, وانطفأ ذلك السراج النيّر الذي سنا نوره في سماء ادبنا السرياني.
عاش الاب بيداري حياته قوميا حتى نخاع العظم, ولم تبرد حرارة محبة لامته حتى اخر لحظة من حياته, وكان على الدوام يدعو بني امته من خلال مواعظه وكتاباته , ويحثهم على اعلاء شأنها , والافتخار بانتمائهم اليها , وبعث لغتها المجيدة والمقدسة , والاتحاد بالفة ومحبة , ونبذ اسباب التفرقة مهما كان مصدرها .
يعتبر الاب بولس بيداري اديبا فذا وكاتبا بليغا , وهو واحد من القلة الذين كتبوا وتضلعوا في اداب وقواعد اللغة السريانية في القرن العشرين . وبالاضافة الى لغته السريانية كان يتقن اللغة العربية والفرنسية والانكليزية واللاتينية والكردية . وترك لنا ارثا غنيا من مؤلفاته ولكن مع الاسف فان معضمها بقيت حبيسة في مخطوطاته , ولم تجد طريقها الى النشر, وقسم منها فقد اثناء تنقلاته, وقليلها الذي نشره المؤلف وهو على قيد الحياة وهي :

1. دليل الطلاب , او الموجز في نحو اللغة السريانية, ونشره في الموصل سنة 1923 - مطبعة الاثوريين للكنيسة الشرقية المقدسة .
2. المقال الجامع : ومطلعه " ايتها الامة الحبيبة " ومقال ملحق به يصف فيه الملفان السرياني مار افرام الكبير . وطبع الاثنان في الهند سنة 1957 .
3. قنبلة الاب بيداري , ونشره في بيروت سنة 1936 , وهومؤلف باللغة العربية يحوي مقارنة بين اللغة السريانية والعربية .
4. فضيلة الفتاة , باللغة العربية , نشره في قامشلي بسوريا سنة 1956.
5. بين البتولية والزواج , نشره في قامشلي سنة 1966 , وهو باللغة العربية ايضا .
اما الكتاب الوحيد الذي نشر بعد وفاته فهو " مقالات وقصائد مختارة " نشره الاب ألبير ابونا عن طريق مجمع اللغة السريانية في العراق سنة 1977 . وهو الكتاب الذي اقتبسنا منه هذه المعلومات والقصيدة المنشورة هنا. والكتاب هو بخط ﺃﮔﻴﻟﻲ رائع خطته قصبة المرحوم القس (المطران) يوسف توماس في القوش سنة 1977.

وكثيرة هي المؤلفات التي لم تنشر, واما السريانية منها فهي :
1. درب الصليب (اولآرحِأ دٍؤلتثِأ), ويصف زيارة الاراضي المقدسة , وهي قصيدة على البحر الافرامي.
2. كتاب الرئاسة الكلدانية (رًشِنولآةلآِأ دكٍلدِيُأ), ولكن هذا الكتاب فقد ولم يعثر عليه بين مقتنياته .
3. مقال في المجازر التي حصلت لابناء امته في جزيرة قردو في سنة 1915 . والجزء الاول هو على الوزن الافرامي (السباعي) , اما الباقي فهو على الوزن النرساوي (الاثني عشري) .
4. كتاب في جغرافية الارض (مٍخةلآثِنولآةلآ اِرعِأ ), وهذا ايضا فقد من بين موجوداته . اما مؤلفاته العربية التي لم تنشر في :
5. نثار الملوك,
6. قصة الربان هرمز .
7. قصة مار افرام الكبير .
8. قصة مار بهنام الشهيد .
9. بحث عن مار افرام .
10. بحث في اللغة السريانية , القلم الشرقي والقلم الغربي .
11. كتاب تفسير التسابيح السريانية باللغة العربية .

222
استنكارات أخرى على مقال السيد أنور نمرود

العضو الجديد انور
الأخ السرياني كتب لك بالأنكليزية وترجمتها هي" الله يبارك باقوفا ويبارك جميعكم، سيد انور أحتفظ برسالتك المُسمّمة الى نفسك (أي يقصد السم)، أنت تُعلّم الكراهية، أهل باقوفا يُعلّموك المحبة، أهلاً في باقوفا. وهذا هو ما ذكره لك:
 god bless baqofa and bless you all .mr anwar keep       your poison messege to your self you are teaching hate the peaple of baqofa teach you love welcome to baqofa
ماذا اكتب أكثر من هذه الكلمات؟ من حقه أن يصفك بها لأن معانيها فيها، كلامك فيه رائحة العفونة والنجاسة وريحتها وصلت في البغض لأخوتك، موقعنا ليس بحاجة الى من يدق المسامير، انت ومن هُم على شاكلتك اذهبوا ودّقوا مسامير الأسس في كلدة لكي تبنوا بيت واحد أو قرية على الأقل، هل دق المسامير في اخوتك سيبني لك وطن يا جاهل؟ الذين ذكرتهم في مقالتك نعرفهم ولا تجعلنا أن نكتب كلمات قوية وغير لائقة لكل من يحاول التسلل مثل اللص، اليوم مسامير وغدا سكاكين ومقصلات وبعد غد مدافع هذه هي صفاتك؟ للأسف لهذه الضحالة الفكرية الواطئة جداً. من جهة تمدح في الموقع ومن جهة اخرى تدق المسامير وتنفث السم!!
اهل باقوفا سورايي، وكلدان كاثوليك بعد أن تحول اجدادنا الى الكثلكة.
أنت تشير الى القاموس العظيم وتكتب فقرة واحدة منه التي تخدمك وانا اكتب كل ما قاله المثلث الرحمة المطران مار يعقوب أوجين منا، ولنا القاموس في البيت ونعتز به أكثر منك. وقبل أن اكتب أعيد كتابة ما ذكرته أنت في مقالتك وهو:
" ورد في قاموس اوجين منا الكلداني وهو من قرية باقوفا التارخية انورد في قاموس المطران اوجين منّا \"قاموس كلداني ـ عربي \" في مادة كلدانيون هذا التعريف :
الكلدانيون : هم العلماء وارباب الدولة من اهل بابل وأطرافها . او جيل من الشعوب القديمة كانوا اشهر اهل زمانهم في سطوة الملك والعلوم وخاصة علم الفلك . ولغتهم كانت الفصحى بين اللغات الآرامية وبلادهم الأصلية بابل وآثور والجزيرة اي ما بين نهري الدجلة والفرات وهم جدود السريان المشارقة الذين يسمون اليوم بكل صواب كلداناً
هل ما كتبته هو من الأصول وانت لا تشير الى المطران ولا تقول رحمه الله، لو كان عندك ذرة واحدة من البصيرة لكُنت تذكر غير ذلك. إذا لا تحترم المطران الجليل رحمه الله فأنت سوف لاتحترم أهل باقوفا وهذا واضح من مقالتك الضعيفة والمشخوطة، رُبما أنت صغير بالسن أو صغير بالفكر أو مدسوس أو لا تعرف البديهيات الحياتية واحترام رجال الدين وخاصة هذا العلامة سيدنا المطران رحمه الله، انه في الجنة وما كان يُفكر مثلك في الخراب.
قاموس المثلث الرحمة المطران مار يعقوب أوجين منا يقول في معنى كلمة "كلداني ":
كلدايا ( كلدانيّ ) : فلكيّ ، عالم الأفلاك، مُنَجّم،عرّاف، ساحر .
كلدايوثا ( ارض الكلدانيين ): لغة الكلدانيين، علم الأفلاك والنجوم، تنجيم، عرافة، سحر .
كلدايي ( كلدانيّون ) : العلماء وارباب الدولة من اهل بابل واطرافها..... الخ ، جيل من الشعوب القديمة اشهر اهل زمانهم  وخاصة علم الفلك. لغتهم كانت الفصحى بين اللغات الآرامية ..........الخ.
ليقارن الجميع مع ما كتبته انت.
الذين تُشخصهم في مقالتك السيئة نعرفهم جيدا واحسن منك ولا حاجة لنا لهذيانك، موقعنا يفهم شغله ونصائحك خليها احتياط  لك ولأمثالك من مُقسّمي الشعب. انت العنصري والفاشي لأنك تلغي الآخرين وهم جزء من كيانك ومن المحتمل جدا هُم أصلك وانت لا تعلم، إبحث عن موقع آخر لتضع سمومك فيه.

اما آخر تحت اسم /        Sunshine  قال ما يلي :

سيد انور
قرأنا مقالتك وضحكنا اليوم على آرائك كثيرا لأنني من عشيرة كبيرة وعمي ابو زوجي من عشيرة كبيرة ايضاً، ذهبت وسألته من نحن؟ فقال لي نحن سورايي وقلت له أعرف ولكن اصلك كان من بيرسفي واجدادك عاشوا في باقوفا ماذا تقول عن القومية قال لي " نحن أصلنا آشوريين" يا بنتي، وكل نينوى كانت آشورية.
جواب الكبير في العمر حفظه الله ادهشني وافرحني لأننا فعلا مثله في التفكير، مقالتك ترغب في قومية كانت في الجنوب في كلدة وليس في الشمال، نحن اصبحنا في الكنيسة كلدان وقبلها ما كُنا كذلك أبدا ونحن نعتبر جميع الأخوة ابناء شعب واحد وامة واحدة، اي لا نُفرّق مثلك، انت ترغب في جزء واحد ومبروك لك الجزء لأن السورايي أو السوريايي أكبر منك وكما قالت الأخت ونسة والأخ السرياني حفظهم الله سورايا وبس. اهل باقوفا مقتنعين بذلك ولا داعي لأن تنصحهم وحبذا لو تنصح جماعتك الآخرين وشوف غير مكان الك. اول مرة قرأنا لك وعرفنا شخصيتك الهدامة وغايتها، علما نحن نعرف إخوتنا واعضاء موقعنا أفضل منك وكما قالت لك الأخت ونسة بالسورث "نخبا" أي اخجل من التحدث على هذا وذاك ويكفي لك هذا. شوف الموقع شعاره كلدان أشور سريان ولا يُفرّق بين هذا وذاك فمن هو العنصري ؟ الذي يفرق ويُقسّم مثلك، أم الذي يعتبر شعبه واحد؟
هل تريد أن أغيّر فكري وقناعتي بما ترغب أنت أو أذهب وأُصدّق والدي ابو زوجي ووالدي وعشيرتي؟ اذهب قنّع جماعتك الذين كل يوم في حزب جديد احسن من أن تصرف وقتك لنا بخسارة والنتيجة من الممكن أنت تُبدّل قناعتك مثلهم أيضا ولسنا نحن للعلم
J M J
 IP Logged 

223
السيد أسكندر مرقس لطفا إحترم نفسك من فضلك!

السيد أسكندر مرقس تقول هذه الكلمات مع احترامي التي لا يستخدمها إلا أولاد الشوارع وتعتقد نفسك بالمسيحي، الموجهة لي وللأخ  ايسارا/ܐܝܣܪܐ  الذي حقا كما قال ليس بيننا أي معرفة.

فة ..ولك انت ...اتن ليت مشيخايى وليت سورايا ( وليت امرنايا ) ولك ( اتي خماريت ) اوخينه اشور بيث شليمون بش رابا خمارا منخ ..ليت هتخة مشيخايا اود هجوم لمشيخوته اديو ..ان لا اوي كلبة ومطمية وليناخب ..نخبو بأ شتولي ..مري قالخ ليت ناشة .مطيلخ لوة تخمى وصليلخ الججمة وبسة يخمارا ...

آشور بيث شليمون:

هل في ردودي تهجمت عليك شخصيا، لكي تتفوه بهذه الكلمات البذيئة ؟! إذا كان المسيحي حسب ما تقوله لا يهاجم أخيه المسيحي، إذا لماذا انت تخالف ما تقوله بنفسك وتهاجمنا ؟!

في البداية، وجهت لي بعض الأسئلة وفكرت انك رجل تريد المعرفة ، وإذ بك تخرج من نطاق المحاورة حول قضايانا كي تهاجمني شخصيا وأنت لا تعرف من أنا !

قلت لك في جوابي قبل هذا، بعد أن كشفت عن شخصيتك بانني لست مستعدا للدخول معك في أي مداخلة لذلك رجاء  كما يقولون في سوريا ( حل عني ) يا سيد .

آشور بيث شليمون
______________________

224
السيد أنور نمرود يفقد توازنه

في مقال ناري للسيد  أنور نمرود نافثا سمومه في موقع " باقوفا " الجميل متهجما علي أنا ( آشور بيث شليمون ) ولا أدري من أين اتى ب ( أشور شموئيل ) الذي لا تجد له أي كتابات في موقع باقوفا.

وهذه مداخلة القارئة " انجيلا " المحترمة التي تفند وتدحض فيها مزاعم السيد انور نمرود:


أخي أبو المسامير
تعجبتُ من مقالتك واستغربت من لهجتك, أكيد ستقول لماذا؟ واقول لك:
بدأت في مقالتك بعنوان"مسامير بسقين", يعني أنك جئت لتدق مسامير في الناس وليس من أجل العلم والثقافة وتوعية شعب المسيح الذي يقول احبوا اعداءكم, فكيف دق المسامير في اخوتكم؟ حتى لو هُم اعداء لك فرضاً فان المسيح لا يسمح ان تكرههم فكيف تدقهم في المسامير مثل ما عمل اليهود وصلبوه على الصليب ودقوا المسامير في أياديه ورجليه وضربوا الحربة في جنبه. من المحتمل انك متعلم منهم في دق المسامير والبراغي والمناشير والحراب, انك تعيش في مهزلة الفكر الغير واعِ.
من فمك أدينك يا سيد, أنك تقول الموقع هذا هو كذا وكذا وجميل وتمدحهُ, فلماذا ما كُنتَ تكتب فيه مقالاتك حتى يتعرف الناس عليك؟ لو كان عزيزا هذا الموقع عليك فعلاً لكُنت قد سجّلت فيه منذ أن أختبرتهُ وتعرّفت عليه. أليس كذلك؟ إذن هناك سر في مجيئك اليوم واسلوبك الغامض مثل اليهودي الذي سلّم المسيح.
أنك تعطي نصائح وارشادات وتتهم هذا وذاك في أول مقالة لك وهي رقم واحد في الموقع, هل تتوقع القراء بُسطاء وسُذج مثلك لما كتبتهُ ولا يفتهمون ماذا تعني؟
كل ما افتهمته من مقالتك بأنك جئت هنا للتخريب وللتهديم في دق المسامير كما أنت وصفت نفسك وليس حُباً في الموقع, لأن نور هذا الموقع وشعاعه الحقيقي بدأ يتضح للعالم ويكشف بالحقائق كل ألاعيب الغير أعداء شعبنا المسيحي, منها الخبيثة واللئيمة والمنافقة والنمامة وهذه كُلّها من طبائع من يدق المسامير يا افندم.
مساميرك ترجع عليك وأكيد ضَرَبَتْ على يديك وأغرزتها أنت فيها بدلآ من أن تغرزها في أعضاء الموقع.
انصحك بدراسة علم النفس لتفْهم ما كتبته لك.

225
القومية الآشورية بين مطرقة  هنري بدروس وتنين السيد مايكل سبي !

كلكم تعلمون السيد هنري بدروس كيفا، المدافع عن الفكر " الآرامي " ولكن في نفس الوقت يهاجم الفكر الآشوري دائما على كثير من مواقعنا حتى بلغ به الحد أنه ساند كل الذين لا يسوغهم شعبنا الآشوري حتى من المتطرفين الإسلامويين والكرد المغتصبين لأرضنا الآشورية في موقع " سما القامشلي ".
لا ادري لماذا هذا الشخص يهاجم " القومية الآشورية " في وقت نحن لسنا ضد الشعب الآرامي وطموحاته فيما إذا وجدت؟!

بعد دراسة عميقة توصلت الى حقيقة دامغة وهي أولا هو وغيره من إخوتنا ( السريان ) وهم طبعا - قلة قليلة -  لأن  القومية الآشورية حقيقة أبطالها الرئسيين كانوا من الإخوة (اليعاقبة ) حتى في عصرنا الحاضر.

في أوائل السبعينيات عندما كنت في حلب في تأدية خدمة العلم ( كلية الضباط الإحتياط ) في كثير من الاحيان ( انا والفنان حنا الحائك ) كنا نزور شعبنا الموجود في حلب، وفي أحد الأيام كنا ضيوف لأحد الإخوة من الكنيسة الأرثوذكسية  الذي روى لنا بأن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في حلب كانت تردد في صلواتها اللعنات على " مار نسطورس " ، حيث بعض الشباب القومي والمثقف أخذوا المبادرة بأيديهم بأن يقاوموا هذا العمل المشين الذي لا يصلح في زمننا الحاضر – لنكون صريحين هذا الشيء كان يعمل به حتى كنيستنا النسطورية – والفرق أن كنيستنا منذ أمد بعيد أوقفت هذه الحملات السخيفة .

كما أخبرني هذا الشاب الآشوري العصامي ( وهو من السريان الأرثوذكس ) بأنهم شكلوا لجنة وقابلوا المطران المسؤول في حلب وقتئذ وبلغوه عن الأمر، وقالوا له صراحة بأنهم سوف يقاطعون الكنيسة إذا لم تحذف من الصلاة  هذه المارسات من اللعنات لمار نسطورس، والمطران حقيقة مشكور له إذ عمل بما ير يده هؤلاء الإخوة حيث منعت هذه الممارسة من ذلك التاريخ.

ومن العوامل الأخرى وهي الحقد والحسد وأكثر من ذلك كما تبين لي ( من مصادري الخاصة ) أن السلطات البعثية في سوريا تشجع هذه الطغمة بالدخول في هذه المواضيع لا حبا بهم بل كي يشوهوا القضية الآشورية ويزيدوا الإنقسام بيينا وهم يعرفون سلفا بأن هؤلاء لا يهمهم حتى القومية الآرامية التي لا يعترف بها أهلها مثلا ( في منطقة القلمون أي في معلولا والقرى الأخرى حوالي دمشق) الذين يفتخرون عادة بالعرب والعروبة بضربهم عرض الحائط الأرامية لغة وقومية.

وبكتابتي هذه، أقول ليس بعض الإخوة في الكنيسة الشقيقة الأرثوذكسية لهم مثل هذه الشخصيات المناوئة من أمثال الباحث هنري بدروس والدكتور أسعد صوما أسعد على حدة، بل في الكنيسة الكاثوليكية المسماة ( الكلدانية ) لنا مناوؤون أيضا، ومن هذه الشخصيات التي هي بدورها لا ترى لها خصما أم عدوا إلا القومية الآشورية، والأنكى من ذلك تتودد لمن سلبوا أرضنا وحقوقنا وسفكوا  دماءنا وزهقوا ارواحنا حتى في هذه الايام من أمثال خريج الجامعة الوهابية في الولايات المتحدة الأميركية الشماس الدكتور  أبو رضوان وغيره ومنهم  السيد مايكل سيبي الذي تفتقت عبقريته مؤخرا  بمقال له ومنشور في كثير من المواقع تحت عنوان:
" قلت: الكلدان تنين نائم إحذروا إذا نهض " من المضحك والمبكي أولا،  وللأسف الشديد منذ سقوط بابل ( 538 ق. م. ) وغيرها من المذابح على شعبنا في بيث نهرين حتى يومنا هذا يبدو لم يكن هناك من قادر لإنهاض التنين الكلداني (الميت ) الحي في  مخيلته  فقط،  المليئة بالحقد والكراهية  إلا شعبنا الآشوري، يا للعار والشنار !

في غضون السنوات القليلة حصلت جرائم بحق شعبنا من قتل وسلب وتشريد وتنين الأخ – مايكل سبي – لم يتحرك! ولكن لمجابهة القومية الآشورية سرعان ما عاد الى الحياة لكي يفتك بشعبنا الآشوري، وما جريمتنا لأننا نفضح أكاذيبهم !

ومن ملاحظاتي على هؤلاء – الكتاب !– الكلدان أنهم مثل الببغاوات يكررون ما يقدم لهم من قبل الإكليروس الكلداني من معلومات التي يدخلوا عليها التشويه والتزوير في كثير من الاحيان.
وعلى سبيل المثال السيد " مايكل سيبي " وباستشهاده بصلاة الرمش  للعلامة والملفان " مار ماروثا الفارقي ( ܡܪܝ ܡܪܘܬܐ ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܡܝܦܪܩܛ  ؟ - 420 ܡ ) والتي حصلت في الجنوب وذلك في أوائل القرن الرابع الميلادي أي بما معناه الحدث هذا لم يكن في بلدة ألقوش التاريخية من ذوي الأصول الآشورية. وكل ما نقوله ان سكان الشمال آشوريون، بينما هم ينكرون ذلك والكلدان  لا وجود لهم في عقر دارهم ( الجنوب ) !

وما للذي يريد التعرف على هذه الشرذمات من ذوي انتصارات وبطولات، طبعا على الأنترنيت إلا أن يزور موقعين وبالحقيقة " وكرين " وهما المسمى " كلدلايا نت والآخر  التنظيم الآرامي الديمقراطي " حيث رغم وجود تعاون وثيق بينهما في محاربة ومقارعة " الآشورية " إذ تجد كل ما ينشرونه ضد شعبنا الآشوري تجده موجود في كلا الموقعين ولكن رغم ذلك، كل يعمل بطريقة وأخرى  حتى لإلغاء الآخر.

والسيد هنري بدروس الذي يلقب نفسه بالباحث، والإختصاصي في تاريخ الآراميين، الذي لا يرى في كل الهلال شعبا غير الشعب الآرامي، فهو بجرة قلم يحذف ويشطب الشعوب التي جاءت بحضارات زاهرة وعلى سبيل المثال البابلية الآشورية، الكنعانية الفينيقية والإبلية ( إيبلا ) قبل آرامييه بآلاف السنين.
إذ يقول وعلى طريقة الأحزاب العربية الشوفينية التي هي بدورها تحذف وجود الشعوب في الشرق الاوسط التي يعود تاريخها قبل العرب بآلاف السنين كي تعوض بالعرب والعروبة .

ومن المضحك أن هذا الشخص يدعي أن الشعب الآشوري – لم يكن له لغة – حيث استخدم اللغة الأكادية ومن ثم لاحقا اللغة الآرامية  وبهذا انصهر في الشعب الآرامي ولم يعد له وجود! والشيء الذي يبعث اكثر ضحكا فهو يستشهد بما يقوله ويروجه الأب ألبير أبونا ، في وقت رغم ان المؤرخ الصنديد أبونا بعد بحث طويل واستفسارات حيث لم أجد صفحة واحدة له باللغة الارامية التي يدافع عنها بينما كما يقال له  العديد باللغة العربية ، والأنكى من ذلك أن أحد الزملاء من العراق قال لي ان هذا الشخص حيث حاججه لموضوع كتبه ما يبرهن على عدم معرفته باللغة  والتي كما يرى يجب أن نكون آراميين! ونفس الشيء يمكن قوله للسيد هنري بدروس أيضا.

ولو وجهت لهذين الشخصين، مجرد سؤال بسيط وبالفعل شخصيا قمت بذلك، وتقول هل بإمكانكم ان تدلوني ما هو عدد الذين ينطقون ويكتبون بهذه اللغة الآرامية منكم اليوم ؟  من المؤكد لا تجد عددا وافيا له قيمة على الإطلاق ولا يعد إلا بالمئات!  حيث غالبيتهم ( 80% - 95%) يستخدمون وينطقون اللغة العربية. ومن هذا المنطلق إذن أنتم وبناء لنظريتكم قد فقدتم الجنسية الأرامية واليوم أنتم أعراب!
وهذا الباحث هنري بدروس كيفا، يكشف قناعه بمقاله في موقع " سما القامشلي " ولن أعلق عليه حيث ساتركه للقراء وشكرا.





 http://www.samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?f=43&t=10550

آشور بيث شليمون
_______________
[/color]

226
ردي على أسئلة القارئ الحبيب سالم يوخنا

الاخ سالم يوخنا يستشهد بما قلته أدناه، ومن ثم يوجه لي أسئلته -

نقول بصراحة نحن لسنا ضد الكلدان أوالآراميين القدامى اطلاقا ، بل نحن معهم في السراء والضراء ولا ننكر وجود الكلدان في الجنوب العراقي أو الآراميين في سوريا الداخلية كناطقي اللغة العربية. كما نضيف قائلين معركتنا ليست معهم بل مع أولئك الذين احتلوا أرضنا وفرضوا علينا دينهم ولغتهم والى الآن لم ننج من شرورهم للأسف الشديد ! أما مشكلتنا اليوم للأسف هي أن إخوة لنا ممن التحقوا بخروجهم من كنيسة الأم ، كنيسة المشرق القديمة / النسطورية ليعرفوا بالكلدان وفق مشيئة الكنيسة الكاثوليكية وما أملاه بابا روما عليهم منذ خمسة قرون .

أخي سالم يوخنا الحبيب، شكرا لمرورك على ما كتبته وفي الحقيقة هي أسئلة هامة جدا التي بكل فرح أرد عليها والتي ستعقب سؤالك مباشرة.


لي سؤالان

الاول كيف تجزم ان الكلدان الموجودين الان ليسوا احفاد الكلدانيين القدامى
الثاني كيف تقول بان الاشوريين الموجودين الان هم احفاد الاشوريين القدامى

آشور بيث شليمون:
من الواضح وجود شعب  ما يجب أن يكون في وطنه الأصلي، فالفرنسي الحقيقي لا يعرف اكثر وضوحا من الفرنسي المقيم في الوطن الفرنسي وهكذا تنطبق المقولة على كل الشعوب ومنهم الكلدان القدامى.
إن وجود الكلدان تاريخيا كان في الجنوب يا عزيزي – يوخنا -  الحبيب وحتى هناك الكلداني لم يكن الأكثرية، بل إحدى المكونات من شعوب عدة ولنا شواهد كثيرة من قبل المؤرخين، هذا من جهة ومن جهة اخرى كما الأحداث التاريخية تشهد وخصوصا بعد الإحتلال العربي الإسلامي ( في مطلع القرن السابع ) الذي قضى على كل الشعوب في الجنوب عن بكرة أبيهم ومن ضمنهم الكلدان.
ثانيا، ما حصل في الجنوب حصل في الشمال، ولكن بصورة أقل إذ شعبنا الآشوري استطاع ولو بقدر بسيط الحفاظ على هويته الآشورية واستنادا الى المؤرخين الأجانب مع كتاب وأباء كنيستنا المشرقية نفسها على ألسنة طاطيان/ طاطيانوس ولوسيان من القرون المسيحية الاولى وكذلك على لسان مار نرساي من القرن الخامس الميلادي والعلامة الملفان كيوركيس وردا الأربيلي( توفي عام 1225 ميلادية ) أضف الى ذلك المؤرخ اليوناني هيرودوتس ذكر عن الشعب الاشوري بد سقوط نينوى باكثر من مائة عام  كما ان ملك الرها/ أورهي ابجر الأسود كتب رسال خاصة للملك الآشوري " نرساي " في أيام  المسيح يحثة الى المسيحية وفي نفس الوقت الأمبراطور الروماني " تراجان " ذكر بتقسيمه الأقاليم الشرقة الى أرمينيا، بلاد الرافدين و آشور ASSYRIA وكان ذلك عام 117  ميلادية.

بينما ليس هناك من هذا القبيل عن الكلدان، سوى ما يردده الإكليروس الكلداني هذه الأيام عن صلاة الرمش( المساء ) للأفسقف ماروثا الفارقي ܡܪܝ ܡܪܘܬܐ ܕܡܝܦܪܩܛ  والحادثة هذه حصلت في الجنوب وفي أواخر القرن الرابع ومطلع القرن الخامس الميلادي - أي لم يكن في الشمال الاشوري.
الأخ سالم يوخنا:



الموضوع برمته هو تعصب اعمى منك و من غيرك كلدان كانوا ام اشوريين و النتيجه هي تمزيق لجسدنا المسيحي على حساب مكاسب سياسيه انيه سندفع ثمنها  جميعا ..
آشور بيث شليمون:
عزيزي، يمكنك ان تصفني بما تشاء، ولكن المسألة هنا هي التمسك بالحقائق التاريخية ليس إلا التي لا تشوبها أدنى شك.
ومن ثم نحن نتكلم عن أشياء قومية وليس بدينية، إذ يمكن الفرد ان يدين بما يشاء ولكن لا يستطيع الفرد نفسه بتغيير هويته الأصلية التي تثبتها الأحداث التاريخية وكذلك " الجغرافيا " أي بلاد آشور .
كما من المعلوم جيدا أن الرسالة المسيحية هي رسالة أممية إنسانية وليست أرضية – أي نهوض بالقوميات – حيث مملكة السيد المسيح هي في السماء كما أرشدنا بذلك حيث قال بالحرف الواحد: " أعطوا لقيصر ما لقيصر وما لله لله" .
والخلاصة، مهما يكن كمسيحيين أقلية لسنا قادرين في الدفاع عن المسيحية في وقت الدول المسيحية التي في يدها القدرة الفائقة في الدفاع عنها ولكن لا تفعل ذلك .
ومن ثم أتفق معك كوننا منقسمين قوميا، اليوم ندفع الثمن كما دفعنا ذلك في الماضي، وليس هناك من يذود عن حياضنا إلا التمسك بقوميتنا الآشورية الجامعة والتي لا لبس فيها اطلاقا .
كما لسنا ضد " الكلدان " تاريخيا واليوم لا وجود لهم، كي يبعثوا على أشلاء شعبنا الآشوري الذي كان المسبب الأول لويلاتنا .
الأخ يوخنا يختم كلامه :

فقط اقول هداكم الله و فتح بصائركم لما فيه خير شعبنا المتألم و الممزق بحرابكم انتم قبل حراب الاعداء...ارحمنا يا رب

آشور بيث شليمون:

شكرا لدعائك عزيزي والله يباركك وشعبنا الممزق بحراب خريجي الجامعة الوهابية ، الذين لا يرون عدوا لهم غير شعبنا الآشوري الذي ذاق الامرين من الإكليروس الكلداني الذي يقوم لا  تزييف التاريخ فحسب ، بل في تخوين شعبنا لدى الذي فتك بنا  الذين هم نفسهم الذين ارتكبوا المجازر وزهق الأرواح حتى في يومنا هذا، وما عليك ان تزور ما يسمى " كلدايا نت " كي تكتشف أين الحراب الممزقة وشكرا.
التقرير للمشرف

227
من ذكرياتي الشخصية عن رجالات الأمة الآشورية
السبت, 11 سبتمبر 2010 18:03 آشور بيث شليمون    .آشور بيث شليمون

 

 للذهاب الى صفحة الكاتب

من ذكرياتي الشخصية عن رجالات الأمة الآشورية

 

الحلقة الأولى

 

من ذكرياتي الشخصية عن رجالات الأمة الآشورية ، الذي سأقدمه في حلقات ، حيث سأذكر بعضا من المعلومات عن هؤلاء الجهابذة التي لم تذكرجوانب منها  أو تم ذكرها من الآخرين ولكن بصورة مختلفة  .

 

حديثي هذا سيغطي قسما من هؤلاء الذين عرفتهم خلال أناس تم احتكاكي بهم وأولهم والدي المرحوم ( رابي شليمون زومايا بيث شليمون )  وغيرهم من خلال جهودي الشخصية ، هذا اسمحوا لي ألا أتجاهل دور والدي المرحوم القومي في شخصيتي التي وصلت بي إلى حد الادمان بشغف وحب قوميتي الآشورية لأن أتحدث ولو باختصار عنه وللذين يبغون المزيد عنه ما عليهم إلا العودة إلى مجلة كوكبا آثورايا (  العدد الأول ، فصل الربيع لعام 2002 ص46 )  وكذلك يمكنكم الإضطلاع على كتاب "  شني دأسقوثا / السنوات الصعاب 2003 ، ص 143 " للمرحوم عبديشوع دبارزانه  .

والدي المرحوم ولد في عام 1892 ميلادية في منطقة حكاري ( جبال آشور ) كما كان يحلو له تسميتها .

قبل الحرب العالمية الأولى التحق بالكلية الأميركية في مدينة أورمية للدراسة ولكن نشوب الحرب العالمية الأولى لم تمكنه من اتمام دراسته حيث الى جانب فقدان والده فقد أخيه الأصغربسنتين نظرا للمذابح التي تعرض لها شعبنا في مذبحة  " خوي "  الإيرانية حيث مات رميا بالرصاص مع الآخرين من شعبنا  قبل التحاق والدي بعائلته في أورمية  حيث وجد نفسه أمام مسؤولية كبرى ألا وهي تربية ثلاثة من إخوته وأخت واحدة وهم صغار السن الذين نجوا من المذبحة بأعجوبة .

إن عائلة بيث شليمون لهي عائلة كبيرة تنتمي ل " بني ماثا " من أعمال  " تخوما " العشيرة الآشورية التي ينتمي إليها كل من المغفور له  " مار توما أودو " ورفيقه وزميله الحبيب المعروف ب  " خواجة شليمون / آبا سولومون * " والإثنان  كاثوليكي المذهب ومن العائلة التي أنتمي إليها أي بيث شليمون / سولومون .

في هذه الحلقات سأغطي تباعا كل هذه الشخصيات التالية وذلك بتسلل معرفتي الشخصية بهم  وأول هؤلاء سيكون في الحلقة الأولى ، المغفور له  " يوسف مالك " ومن بعده : المغفورين لهم  " سنحاريب بالي "  و " دافيد برلي برصوم "و " نعوم فائق "  من الولايات المتحدة  و " فريد إليا نزها " من الأرجنتين و " أبروهوم كبرئيل صوما " من البرازيل .

 

المغفور له يوسف مالك

 

نظرا لمكانة والدي في الأوساط القومية الآشورية كما قلت أعلاه فكان لي معرفة شخصية بقادة أحداث 1933 المشؤومة الرئيسيين وهما كل من المغفور له  مالك لوكو شليمون بداوي ( بيث داود ) ومالك يعقوب مالك إسماعيل وإلى جانب ذلك الأستاذ ليفون دي مار شمعون وغيرهم .

في أواخر الخمسينيات ( 1948- 1949 ) كانت هناك فكرة تهجير الآشوريين السوريين إلى دولة " البرازيل " في أميركا الجنوبية وعلى إثرها تشكلت لجنة مؤلفة من الأشخاص التالية : ملك دانيال إسماعيل ، ملك لوكو شليمون بداوي، ليفون دي مار شمعون والسيد يوسف مالك .

إن هذه اللجنة كانت لها إجتماعات دورية تتدارس الوضع ولتنسيق العمل للمضي قدما بالمشروع وفي كثير من الأحيان كانت الاجتماعات هذه تعقد في بيتنا ( تل سكرا ) في منطقة الخابور من أعمال محافظة الجزيرة / الحسكة  وعلى هذا الأساس كطفل كنت على علم بما يجري في مثل هذه الإجتماعات حيث كان إسم السيد " يوسف مالك " الموجود في لبنان وقتئذ يتردد في كثير من الأحيان أضف إلى ذلك كنت قد شاهدت أعدادا من جريدته  "  أثرا/ الوطن  " في مكتبة والدي والتي كانت تصدر من بيروت باللغات الآشورية والانكليزية و الفرنسية والتي كان مصدر تمويلها الجالية الآشورية في الولايات المتحدة وخصوصا  " الاتحاد القومي  الآشوري الأميركي " علما أن والدي كانت تصل إليه كثيرا من هذه المطبوعات القومية الأخرى من الولايات المتحدة الأميركية وعلى سبيل امثال "  ناطورا أومثانايا " و آثورايا / Assyrian  The New  " وسبرزبنا "  Sparzabna إلى حد أن قوات الأمن في كثير من الأحيان داهمت بيتنا وذلك إثر شكاوى شعبنا للأسف بالذات ، شخصيا أذكر بنفسي مرتين منها .

إن المغفور له " يوسف مالك " كان نشطا جدا في القضية الآشورية وكتابه " الخيانة البريطانية للآشوريين " يعد من أروع الكتب في القضية الآشورية إلى الآن .

هذا إلى جانب ما ذكرته فقد أشترك في تحرير أدبيات  ما يسمى " بالهيئة التحريرية الآشورية  Assyrian Liberation Committee/ " حيث كانت تصدر منشورات دورية باللغة الانكليزية التي كانت تحت إشرافه الشخصي وفي مكتبتي أعداد منها .

أما مشروع تهجير الآشوريين إلى البرازيل قد تم إجحاضه بناء لما أورده السيد يونان ملك لوكو شليمون بداوي في مقال نشرله في مجلة " كوكبا آثورايا /   Assyrian Star   " منذ بضع سنوات ، والسبب من ورائه بطريرك الكلدان وقتئذ حيث لما علم بقصة تهجير الآشوريين والتي كان المتفق بها من قبل " الفاتيكان " دفع بعضا من نفقات السفر ، حيث البطريرك الكلداني هو الآخر طلب تهجير طائفته أيضا وهنا كانت المشكلة بان " الفاتيكان " ليس بوسعها القيام بذلك حيث آشوريي الخابور وقتها لم يكونوا إلا بضعة آلاف بينما الكلدان في ذلك الوقت من الممكن أن يكونوا أكثر بكثير .

 

والجدير بالذكر أني  قضيت سني دراستي المتوسطة والثانوية في مدرسة داخلية بمدينة حمص السورية وإحدى المرات في عطلة عيد الميلاد فضلت زيارة عمي ( ابن عم والدي ) المقيم وقتئذ في بيروت لأن السفر شتاء كان صعبا جدا للوصول إلى الجزيرة مكان  موطني حيث  أحيانا  قد تأخذ أكثر من يوم واحد .

و أذكر أن جرى الحديث في بيت عمي عن المغفور له " يوسف مالك  " عندئذ طلبت من عمي لو يكون بوسعي مقابلته – كنت وقتها حدثا -  عندئذ كان عمي إيجابيا وبابتسامة قال لي " أتريد مقابلته خوني " قلت نعم ، قال غدا صباحا سآخذك وهو كان يسكن كما قال لي في مدينة بيروت في حي " الخندق الغميق " على ما أذكر .

لا أدري كيف مضت الساعات حتى انني كنت أفيق مرارا ولا أصدق متى سيحين الوقت ، وبالفعل جاء الصباح وبعد أن  تناولنا الفطور أخذنا " التاكسي " إلى مكان إقامته في حي خندق الغميق وتوجهنا إلى داره على ما أذكر كانت بناية كبيرة بشقق كثيرة ودق عمي جرس شقته ودخلنا سوية وبعدها أن سلم عمي عليه حيث رحب به من المؤكد كان يعرفه قبلا وأشار إلي وقال له هذا " إبن عمي ابن رابي شليمون " ألح إلي أن يقابلك شخصيا حيث مد يده على رأسي بلطف وبابتسامة عريضة إذ رحب بنا أجمل ترحاب ولكن كان يبدو بالفعل طاعنا بالسن حيث قادنا إلى غرفة كانت فيه طاولة كبيرة وعليها عدد لا يحصى   من الجرائد والدوريات باللغات  العربية والأجنبية .  في وقت انهمك عمي معه بالكلام كنت شخصيا أقلب الجرائد والمجلات وبعد حوالي ساعة من الزمن وبعد أن قدمت الشاي لنا حسب العادة الآشورية استودعناه شاكرين ، ومن المؤسف لم تمض إلا بضعة أشهر من هذا اللقاء سمعنا بخبر وفاته  الذي كان في 26 من شهر حزيران لعام 1959 الذي كان له دويا مريرا لا يقاس في أمته الآشورية التي أحبته وأحبها في كل مكان من المعمورة .

بالحقيقة لا أتذكر أكثر من هذا ولكن أمنيتي تحققت وكم كانت فرحتي عظيمة . ومن كان يعلم يومها ان الأيام  ستدور  كي يقذف بي الزمن  في الولايات المتحدة الأميركية وأن أتبوأ  محررا لمجلة " كوكبا آثورايا / Assyrian Star  " لسان حال الاتحاد القومي الآشوري الأميركي حيث أحدثت في المجلة فور تسلمي زمام   الأمور  التي كانت غالبا باللغة الإنكليزية وبضع صفحات باللغة الأشورية لأن أوسع الركن الآشوري إلي عدة صفحات كما أدخلت اللغة العربية لأول مرة فيها كما اقترحت أن نكتب في كل عدد ترجمة عن حياة رجالات الأمة الآشورية مع تصدر صورهم غلاف المجلة ومن هؤلاء كان المرحوم والمغفور له " يوسف مالك "  وتبعه آخرون من امثال : فريد اليا نزها ، سنحريب بالي ، مالك يعقوب والبطريك ( وقتئذ مطران بيروت ) المغفور له مثلث الرحمات مار بيداويد وغيره . أضف إلى ذلك ظهرت المجلة لأول مرة حيث الاسم ظهر باللغة المسمارية التي رتبتها بنفسي .

 

كما لا أنسى ، بعد مدة  من صدور العدد من المجلة الذي  يتصدر صورة المرحوم يوسف مالك غلافها ،  حيث استلمت رسالة من مدينة ديترويت الأميركية من شخص اسمه على ما أذكر  " يوسف الناظر " حيث كتب لي شاكرا على ما فعلناه ورسالته كانت طويلة لا أستطيع سردها هنا ولكن المهم كان فرحا جدا وأثنى بما قمنا به و بعثت له برسالة شكر جوابية أيضا .

تنويه : مرة صادفت في أحد المواقع التابعة  ل " الحزب القومي السوري الاجتماعي " أنه راسل مؤسس الحزب " أنطون سعادة " وقد طبعت ذلك ولكن لكون مكتبي الشخصية مكتظة بكثير من المواد التي احتفظت بها زد إلى ذلك في السنة الماضية لارتفاع مياه المجاري التي دخلت القبو وفي مكتبتي فقدت كثيرا من محفوظاتي ولكن

سأحاول قدر الامكان البحث عنها بالتأكيد .

 

*أبا سولومون أو المعروف عادة ب " الخواجه شليمون " تلقى علومه ( في أواخر القرن التاسع عشر ) في مدرسة الدونيميكان الكاثوليك في مدينة الموصل ، وكان يتقن أكثر من سبع لغات حيث شاه إيران طلب يوما من الدولة العثمانية بأستاذ خاص لأولاده والسلطان العثماني أرسله " الخواجه شليمون " وعلى إثرها كتب  شاه إيران للسلطان العثماني أن يبعث بشخص آخر كون خواجه شليمون مسيحي الديانة ولكن السلطان العثماني رد على الشاه بما يلي " هذا الذي بحوزتي " وما عليك إلا الرفض أو القبول ،عندئذ رضخ الشاه بالأمر الواقع وتقبله معلما لأولاده .

هذا كما أذكر في مطرانية السريان الأرثوذكس وجدت كتابا مطبوعا باللغة السريانية وباللهجة والحروف المشرقية ، بالحقيقة لم يكن لي متسع من الوقت لمعرفة ماهيته الحقيقية وما أستطيع ذكره أنه كان عن العلامة ابن العبري وفي المقدمة وباللغة اللاتيتية وجدت ذكر اسم  " أبا سولومون " ولكن لا أدري دوره في كل هذا .

ملاحظة : أرجو ممن يعرف شيئا عن هذا الكتاب  أن يزودني بمعلومات أكثر وسأكون له من الشاكرين .

 

228

نبذة من المغالطات التي يرتبكها منتحلو الكلدانية والأخ نزار ملاخا نموذجا!

آشور بيث شليمون

قبل كل شئ نقول للأسف أننا في غضون عقد من الزمن ونحن ما زلنا نراوح في مكاننا ، حيث ندرك جيدا أن النهضة القومية الآشورية في مدى القرن الماضي كله لم تجابه ما تجابهه اليوم وليس من الأعداء بل من شعبنا بالذات ، حيث يمكننا القول حتى قبائل الماو ماو في أدغال أفريقيا منذ زمن تعرف قوميتها بينما إخوة لنا في الدم وفي بلاد آشور اكتشفت مؤخرا بأنها ليست آشورية بل كلدانية أو آرامية قوميا في الوقت الذي فيه هاتين القوميتين الوهميتين لا وجود لهما في دارهم ، الكلدان في جنوبي العراق والآراميين في دمشق/سوريا، التي تعرف اليوم بقلب العروبة النابض!
دون شك كان للقومية الآشورية منذ زمن مناوئون ولكن لم يكونوا بالحجم الذي نشاهده اليوم وخصوصا بعد هذا التنازل والتراجع الذي قامتا به حركتان آشوريتان ألا وهي الحركة الديمقراطية الآشورية / زوعا والمنظمة الديمقراطية الآثورية / مطاكستا ، حيث قيادتهما في رأيي تتحملان المسؤولية بكاملها وليكن معلوما للجميع ، بأننا لن نسكت على هذه المكيدة أبدا،  لأنه في نظري كل من السيد يونادم كنا والسيد بشير السعدي مع إحترامي لهما وجب تقديمهما للإستجواب إلا في حالة واحدة وهي أن يقدموا إعتذارا خطيا بخطئهم  وإعادة الإسم الآشوري كما هو عليه منذ آلاف السنين لأن الأمة الآشورية أكبر بكثير من هذين الشخصين ليحولوها دمية في أيديهما.

رسالتنا الآشورية ينبغي أن تكون واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار وهي وجب علينا أن لا نخلط المفاهيم القومية بمفاهيم أخرى دينية أو مذهبية،  أي القومية الآشورية يجب أن تكون قومية تقدمية وغير رجعية كما تبدو الآن للأسف . إن المشكلة الرئيسية التي نعانيها اليوم ليست قومية غالبا ، بل مذهبية ودينية ، ويمكننا أن نضيف قائلين أن الدين نفسه براء من كل هذا ولسبب بسيط وهو كمسيحيين ندرك جيدا أن المسيحية فصلت فصلا تاما ما بين السياسة والدين بقول الرب المخلص حيث قال بالحرف الواحد ، " ما لقيصر لقيصر وما لله لله " إذا علينا أن لا نحشر الدين بأمور دنوية وسياسية وعلى رجال الدين أن لا يكونوا أداة زرع الفتنة والتفرقة لأنهم بذلك يخالفون تعاليم المسيحية السامية التي ترتكز على المحبة حيث الله نفسه محبة .

نقول بصراحة نحن لسنا ضد الكلدان أوالآراميين القدامى اطلاقا ، بل نحن معهم في السراء والضراء ولا ننكر وجود الكلدان في الجنوب العراقي أو الآراميين في سوريا الداخلية كناطقي اللغة العربية. كما نضيف قائلين معركتنا ليست معهم بل مع أولئك الذين احتلوا أرضنا وفرضوا علينا دينهم ولغتهم والى الآن لم ننج من شرورهم للأسف الشديد ! أما مشكلتنا اليوم للأسف هي أن إخوة لنا ممن التحقوا بخروجهم من كنيسة الأم ، كنيسة المشرق القديمة / النسطورية ليعرفوا بالكلدان وفق مشيئة الكنيسة الكاثوليكية وما أملاه بابا روما عليهم منذ خمسة قرون .

البديهيات -

إن الكلدان القدامى شعب سامي وفد الى ما هو يسمى اليوم بالعراق في الألف الأول للميلاد حيث كان هناك قبله الشعب البابلي الآشوري بآلاف السنين   .
إن الخطأ الذي يرتكبه إخوتنا من منتحلي الكلدانية وهو أنهم يبدلون كل كلمة بابل أو البابليون بأخرى وهي " كلدو والكلدان " حتى نيافة المطران الراحل " أدي شير " رحمه الله الذي ألف كتابه مما جمعه من أمهات الكتب الغربية فعوضا عن بابل وآثور جاء كتابه الموسوم تحت عنوان " كلدو وآثور " ( 1 ) حيث من المعروف جيدا أنه ليس هناك في الغرب كتاب بعنوان " كلدو و آثور " إطلاقا وزد على ذلك ليس هناك أي فرق من أن تقول آشور أو آثور أو حتى آسور لأن الحرف " ت / تاء " في اللغات السامية يتحول الى سين،  شين وثاء وأكثر إيضاحا كمن تقول اليوم ( عراقي ) و ( عراكي ) حيث المعنى لا يختلف ، وللمزيد حول الموضوع يرجى مطالعة تعقيبي على الأخ زيا نمرود كانون منذ أيام في موقع نركال. .
إن الفترة التي فيها تم الاستيلاء على السلطة في بابل من قبل الأسرة المعروفة بالكلدانية كانت قصيرة جدا من جهة، وظلت بلاد آشور الحقيقية Proper Assyria تحت السيطرة الفارسية من جهة أخرى . أضف الى أن الأواصر المتينة بين بابل ونينوى لهي قوية جدا لأن الشعب في كل من المدينتين كان شعبا واحدا حتى اعتبر المؤرخ اليوناني " هيرودوتس " بابل عاصمة الدولة الآشورية ( 2 ) ما كرره المغفور له العلامة مار عبديشوع الصوباوي ( ؟ - 1318 ) ميلادية .
ويمكننا القول أيضا ، في القرن العاشر وبالأكثر القرن الحادي عشر لم يبق كلدانيا واحدا في الجنوب محافظا على قوميته ودينه المسيحي ، بل معظمهم انصهر في البوتقة العربية الاسلامية . ويمكننا القول أنهم دخلوا الاسلام وإنصهروا في المجتمع الناطق بالعربية الى درجة أن الطبري ( 3 ) الكلداني النسطوري لم يدخل الاسلام فحسب ، بل دافع عن الاسلام بكتاباته ، إذ يقابله هذه الأيام " أنستاز ماري الكرملي " الذي يعد مفخرة الطائفة الكلدانية للأسف والذي يرى نفسه لا عربيا فحسب (4 ) ، بل عربيا من اليمن !
وجميل أن أستشهد بما قاله الأخ غسان حنا شذايا ( طبعا قبل إستخدامه الدفاتر العتيقة وفق قول الأخ نزار ملاخا ) في مقال طويل له وباللغة الانكليزية والمنشور في مجلة " المنتدى " الصادرة في مدينة - ديترويت الأميركية ( 5 ) وهذا نصه مترجما للعربية بتصرف  .

 …" كما نرى أعلاه من الوثائق التاريخية المذكورة ، أن أجداد الكلدان الكاثوليك اليوم - لا يمكن أن يعتبروا من الكلدان القدامى ولا حتى من الآراميين . كون موطنهم الوادي الخصيب حول نينوى قلب الآرض الآشورية ويدعم هذا حقيقة أن معظم قصبات " الكلدان الكاثوليك " مبنية منذ العصور الآشورية وعلى سبيل المثال ( تل كيف ، ألقوش ، كرمليس وإلخ ... ) ما يقودنا الى نتيجة صحيحة أن هذا الشعب ليس إلا أولئك الأحفاد المنحدرين مباشرة من الآشوريين القدامى ويمضي الأخ شذايا قائلا حتى في الموسوعة الكاثوليكية / Catholic Encyclopedia Theتقول أن الاسم - الكلداني – لهؤلاء النساطرة السابقين والذين اتحدوا مع الكنيسة الكاثوليكية غير صحيح . " انتهى الاقتباس .


إن محاولات الكنيسة الكاثوليكية للسيطرة على المسيحية في كل العالم ليس بجديد ، إذ منذ عصور المسيحية الأولى كانت ولا تزال ديدنهم الأوحد . ويمكن القول مع احترامنا الزائد لهذه الكنيسة التي تدعي المسيحية ولكن للأسف ، المسيحية منها براء لهذا السبب قام مارتن لوثر ) في القرن السادس عشر ) وغيره من المصلحين وثاروا ضد روما بإيجاد الحركة البروتستانية أي حركة احتجاجية إصلاحية والجدير بالذكر أن المؤرخ اللبناني فيليب حتي يطلق على الكنيسة المشرقية القديمة / النسطورية بنفس اللقب أي " الحركة البروتستانتية الشرقية " (  6 )

وهكذا نجد نظرا لنفوذهم ( الكنيسة الكاثوليكية ) لدى الباب العالي - حيث كانت روما التي تآمرت وساعدت الأتراك للإستيلاء على مدينة القسطنطينية عام 1453 - معقل الأرثوذكسية الشرقية واستطاعت بطرقها الخبيثة من صرف الأموال وغيرها من التصرفات المشينة لاستقطاب عدد كبير من أبناء كنيستنا المشرقية الآشورية نعم الآشورية الذين سمتهم بالكلدان خطأ، لأنه كما قلنا أعلاه في الجنوب لم يبق كلدانيا واحدا بل الجميع انصهروا في الاسلام وأصبحوا من الناطقين بالعربية أيضا ، والكنيسة المشرقية حافظت وجودها نوع ما في بلاد أشور / آثور الى يومنا هذا .
في قصيدة طويلة للملفان كيوركيس وردا الأربيلي ( ؟ - 1225 م ) حيث يقرظ فيها بطاركة الكنيسة المشرقية القديمة نجد خمس أسطر / أبيات تخص بتقريظ آشور والآشورية ( 7 ) وهذه هي :

ومار ماري آثورايا // من طوهما خلي كونايا
وعبديشوع أثورايا // دمنG نسا طوهمنايا
دهوا بآثور عللانا // وإثقثلق أيخ قنونا
بآثور مبعث يولPانا // وإثمني بسيسرتا دكينا
وعبديشوع ماناG بيا // دمن آثور كرخا Pايا




إن الأخ نزار ملاخا وغيره كثيرا ما يستشهدون بالكتاب والمؤرخين العرب أو المسلمين الذين لا نجد فيهم المصداقية للأسف إطلاقا ، لذلك سأبرهن على ما أقول في ذكر ما قاله الأخ ملاخا في رده للأخ الدكتور دوني جورج باستشهاده من كتاب عبد الحكيم ذنون ( الذاكرة الأولى ط1 1988 ) وفي ص 66 الذي قال :
" إن الكلدانيون ( الكلدانيين ) الذين أسسوا آخر أمبراطورية - عربية بابلية – في بلاد الرافدين ويستمر نفس المصدر وفي ص 136 ويقول : إن الدولة الكلدانية ( 626 – 539 ق.ٌم) تعتبر آخر العصور الوطنية في العراق القديم" .

إن الأخ ملاخا كما يبدو أن حساسيته هي فقط ضد آشور والآشورية. الى درجة الكراهية التي للأسف يبديها هو وغيره من إخوتنا الضالين يصف آشور بالصنم وكأن الملك الكلداني نبوخذنصر كان مسيحيا كاثوليكيا! ولم يعر الانتباه الى جعله عربيا من قبل هذا الشخص حيث تقبلها بدون أي امتعاض أو احتجاج ، من هنا لن أكلف أو أضيع وقتي الثمين للإجابة الى أناس الذين فرضوا لا دينهم علينا بل حتى لغتهم وتقبلها هؤلاء الكلدان صنيعة روما بكل فرح !

والآن سأقوم بالتعليق على الأخ ملاخا في رده على الدكتور دوني جورج حيث سأذكر ما قاله حرفيا، متسائلا أم معلقا ثم يتبعه ردي مباشرة .

ملاخا : أين تأسست أول كنيسة في التاريخ أو لنقل بدقة ووضوح أكثر أقدم كنيسة ، ألم تكن كنيسة كوخي ؟ وهل كانت في بلاد آشور أم في بلاد الكلدانيين ؟

الإجابة : نحن نتكلم هنا من الناحية القومية وما دخل الكنيسة في الموضوع، عرفنا منكم أن لا إبراهيم وحده كلداني بل حتى نوح هو كلداني أيضا . ومن ثم هل سيملك الكلدان الفردوس لكون أول كنيسة في بلاد التي تزعم أنها كلدانية، فإذا تؤمن بذلك فمبروك لكم ذلك وحتى إذا قادوني إليها شخصيا سأرفض ذلك الفردوس !
ومرة قلت حتى السيد المسيح كلداني،  إن مثل هذا الكلام ليعد من الهرطقة لأنك بمثل هذا القول تنكر يا أخي ألوهية السيد المسيح والتي هي لب الرسالة المسيحية التي جاء من أجلها !
أثبتت الأحداث التاريخية أن كرسي القيادة الروحية والكنسية كانت دوما حيث وجدت القيادة السياسية،  وبما أن مركز السلطة الفارسية كانت في تلك الأنحاء لذلك ارتأت الكنيسة فعل ذلك،  وبعد الأحتلال العربي الاسلامي انتقل الكرسي البطريركي الى بغداد.
وهذا كان شأن كل الكنائس المسيحية الآخرى ، الكاثوليكية في روما ، الأرثوذكسية في القسطنطينية ، القبطية في الآسكندرية والأرثوذكسية اليعقوبية في أنطاكيا .

ملاخا : أعتقد لقد آن الآوان لكي تعيدوا النظر فالأفكار التي تؤمنون بها وتتركون التعنصر جانبا ، وكونكم كلدانا أصلا كما يذكر الأستاذ عامر حنا فتوحي في كتابه الكلدان عبر التاريخ بأنكم سكنتم الجبال وكأن سكنة الجبال يتسمون باسم عشائرهم مثل ........ ولم يكن أحد يعرف تسمية آثورايي مطلقا ؟

الإجابة : شخصيا لا أعتقد بل أصر أن تعيدوا أنتم النظر في أنفسكم وتعودوا الى رشدكم بأنكم آشوريون وأكبر برهان كونكم من مواطني بلاد آشور / Assyria وكما ورد على لسان الأخ غسان حنا شذايا أعلاه . ومن ثم من هو هذا فتوحي مع إحترامي الكبير له لأننا لم نسمع يوما بكلدان الجبال بل كل ما نعرفه هو عن كلدان الأهوار ! زد على ذلك ألم تذكر الكلدان في الجنوب طبقا لعائلاتهم ( بيث دقوري ، بيث ياقين الخ ) هل فقدوا بذلك كلدانيتهم ؟ إذا لماذا نفقد آشوريتنا كون البعض  من  شعبنا يعرفون كعشائر ؟!

ملاخا : وهل توهم الكاتب بنيامبن كوركيس بيت أشيتا في كتابه " ريشنوتا " حينما ذكر نصا ما يلي : - إن جميع هؤلاء الأجانب الذين كانوا يزورون ديارنا لم يطلقوا علينا تسمية الآثورية وإنما كانوا يدعوننا بالكلدان ؟

الإجابة : جميل جدا ، أولا أن إسمه الصحيح هوالشماس كيوركيس بيث بنيامين دأشيتا ، أما إذا كان ما قاله هذا الشماس الورع صحيحا،  فكيف تقيمون الدنيا ولا تقعدوها اليوم بأن الانكليز هم الذين أطلقوا علينا التسمية الآشورية،  ولكن أدرك ما لا تدركه وهو ما يعنيه الشماس بيث بنيامين رحمه الله هنا أن الارساليات الكاثوليكية هي التي فرضت التسمية الكلدانية هذه عليكم وفي ذلك الوقت كنتم الأكثرية لذلك استخدم التعبير تجوزا . ونفس الشئ حصل مثلا في سوريا والعراق حيث نعرف نحن معشر الشعب الآشوري عادة بالتيارية - وعشيرة تياري لا تؤلف 15% من الآشوريين في ذلك القطر وذلك لم يمنع للداني أوالقاصي آشوريتنا إطلاقا !

ملاخا : هل تعلم يا دكتور بأنه هناك مسلة " مسلة رسام " وهي معروضة في المتحف البريطاني ..... يقول آشور بانيبال " أمرتني الآلهة أن أتقدم نحو عيلام ، وكانت حملتي الخامسة حيث سيطرت عليها بالكامل مستعينا بقوة آشور وعشتار وفي طريق عودتي وجهت صوب مملكة كمبولو الكلدانية وكان ملكها دنانوبن أكيشا ؟

الإجابة : متأكد بان الأخ الدكتور دوني جورج يعرف وأكثر من ذلك بأنها مسلة - آشور بانيبال – لأن السيد الرسام ليس له مسلة ، ومن ثم قيلت على لسان ملك آشوري عظيم ، ولكن الذي تريد تجاهله أنت وغيرك من الأخوة الضالين أن هؤلاء الكلدان المذكورين من قبل هذا الأمبراطور الآشوري لم يكونوا في تل كيف أو ألقوش بل كما نقول ليل نهار كان وجودهم في الجنوب وبالضبط في الأهوار يا عزيزي هل من سامع !

ملاخا : وهل أخطأ ابن النديم حينما قال في كتابه " الفهرس " عن سكان مدينة - حران – الواقعة على الخابور في تركيا مسميا إياهم بالكلدانيين ؟

الإجابة: لا لم يخطئ ، لأنه هنا لا يعني كلدان الجنوب،  بل أولئك المختصون بعلم الأفلاك والنجوم أو الذين يمتهنون التنجبم والسحر . ومن ثم حران مدينة آشورية/ خرانو وآخر عاصمة للآشوريين ، للتأكد أنظر كتاب " كلدو/ بابل وآثور " من مدن آثور صفحة 5-6
والخطأ الوحيد هنا إذا كان استشهادك صحيحا أن مدينة حران تقع على نهر البليخ رافد آخر لنهر الفرات وليس على نهر الخابور السوري . جاءت سهوا في مقال الأخ المهندس حبيب حنونا لقيت إجابتها مني في مجلة " المنتدى " للأخ فؤاد منا (8 )

ملاخا : هل علمت يا دكتور بأنه ليس ابراهيم كلدانيا بل نوح نفسه كلدانيا ، فهل هناك خطأ تاريخي أكبر من هذا الخطأ ؟؟؟

الإجابة : يبدو التعبير غير صحيح حيث فيه الضبابية وعدم الانسجام ولكن أقول ذلك ليس بمستعبد أن يكون نوح كلدانيا والخوف الوحيد لي في هذه الحالة ، إذا كنتم أنتم معشر الكلدان الجدد تسيرون على هذه الوتيرة سيغدو – الله نفسه كلدانيا وبهذا كل هذا الكون بأجمعه كلداني أيضا !

ملاخا : ألم يقل الأستاذ طه باقر بأن التسمية الآشورية أطلقت عليهم ( يقصد على الآشوريين ) لأسباب سياسية ؟

الإجابة : إذا قال ذلك الأستاذ طه باقر،  لا غرابة في الأمر وشأنه شأن كل العروبيين الذين من عادتهم تزوير التاريخ كما قلنا أعلاه ، وهم عادة ينظرون كما يقال على كثير من الأمور بعين واحدة ولكن الغريب إذا كان مثل هذا الإسم لا يلائمنا على حد زعمه ولكنه لم يكشف هويتنا الصحيحة ! إن العروبيين إلى اليوم يبكون لفقدان الأندلس حتى أن أديبا منهم ألف كتابا تحت عنوان " غروب الأندلس " ( 9 ) في وقت بحّت حناجرهم بالتنديد بالإستعمار من الخليج الثائر الى المحيط الهادر !

ملاخا : وبالمقابل أين تجد العبارة التالية : " بطريركا محيلا دكلذاي ؟ّّ!

الإجابة : أولا ليس هناك " كلذاي " بل كلداي والعبارة توجد في ختم البطيرك النسطوري الذي دخل الكاثوليكية وممن أسمتهم روما ( كلدان ) ثم عاد الى كنيسة الأم ولكن ظل محافظا على الختم الكاثوليكي في حوزته ولكن عموما المسيحيون في الهلال الخصيب عرفوا بالسريان أو سوراي/ أسوراي .

ملاخا : وهل أخطأ المؤرخ اليوناني عندما ذكر بأنه تصدت لهم فرقة من المسلحين الكلدان ؟

الإجابة : لا لم يخطئ ، بل الخطأ ناجم منك لأنك لم تستشهد كما جاء في المصدر نفسه  بل وضعته في قالب ينسجم كما يحلو له لك،ولكن المصدر بالضبط كالتالي:" وهي أن الذين تصدوا لهم كانوا مرتزقة من الأرمن،  ماردينيين والكلدان ( 10 ) في خدمة أورونتوس وأرتوكاس (Orontas and Artochas ) في أقصى الشمال على التخوم الأرمنية ( ربما جبال كردستان ) ومن ثم ما دخل هذا الحدث الذي يعود الى القرن الخامس قبل الميلاد بالموضوع في وقت لا ننكر وجود الكلدان في الجنوب !

وقبل الختام ، أعتقد قرأت للأخ حبيب تومي الاكتشاف الجديد لهؤلاء منتحلو الكلدانية كقصة العالم اليوناني " أرخميدس " الذي هتف قائلا وجدتها وجدتها / Erika الذي استشهد من كتاب ( الحضرة ) كما سماه خطأ وبالحقيقة لا ألومه لأن لغة هؤلاء هي كما أقول دائما هي اللغة العربية الى درجة أن شماسا ( كما يدعي ) منهم يتبارى ليكون عميدا للغة العربية إلى درجة أن كتاباته تبدو عادة مشكلة بينما في اللغة التي يفتخر بها الكلدانية ربما لا يعرف شيئا .
وما إكتشفوه - طبعا لهم فقط – إذ لنا كآشوريين معروف منذ زمان، وهو أن في نص من هذا الكتاب لا الحضرة كما يسميه خطأ ، بل خودرا / حودرا ( مجموعة صلوات لكل مدار السنة ) بأن الكلدانيين رفعوا أصابعهم !
بهذا النص يريدون أن يذروا الرماد في عيون الناس ، فهم لا يعرفوا من هو قائل هذا الكلام الذي هو _ مار ماروثا ( 11 ) المعروف – دميفرقط / الفارقي ( ؟ - توفي 421) ميلادية الذي له مؤلفات عديدة ومنها وأشهرها ( كتاب الشهداء ) والذي تضمن سيرة من نال إكليل الشهادة من الكنيسة المشرقية القديمة على يد بني ساسان وهؤلاء االكلدان لم يكونوا في تل كيف ، ألقوش ، كرمليس وغيرها من قصبات ومدن آشور / آثور يا أخي ، بل حصل هذا في الجنوب!!!

والخلاصة ، كل ما قاله الدكتور دوني جورج هو عين الصواب للأسباب المذكوره أعلاه ، لأن الشعب القاطن في الشمال وخصوصا في سهل نينوى دوما عرف بالشعب الآشوري .
لو كان الكلدان القدامى حريصون جدا للحفاظ على هويتهم الكلدانية، ألم يكن الأفضل والأصدق أن يكون حضورهم في موطنهم الأصلي ألا وهو على الخليج السومري / الفارسي؟ حيث اليوم وحتى قبل أكثر من عشرة قرون لم يثبت وجودهم في الجنوب حتى في قرية ذي بيتين! ثم عزيزي في كثير من الأحيان تخوض في مواضيع لا علاقة لها فيما نتحدث لكي تزودنا بإنجازات الكلدان التي لا ننكرها وأنت وغيرك من الاخوة الكلدان الأخرين قابعين على أطلال نينوى ، ومن ثم تعرف جيدا أن تلك الانجازات حققت في الجنوب وليس في الشمال في بلاد أشور، أما إذا كانت في بلاد آشور اذن هي إنجازات آشورية.
على كل ، نحن هنا لسنا هنا في سباق ماراثون لنذكر إنجازات شعوبنا آشورية  كانت أم كلدانية، مثل الأطفال الصغار ، فالتاريخ يشهد على مناقبنا بالتأكيد وكل الكتب التاريخية لبلاد الرافدين عادة تركز على الشعب البابلي والآشوري عموما لدرجة أن الفرد لا يجد كتابا خاصا بالكلدان ولا بالآراميين وكل ما يكتب عن هذين الشعبين لهو ملحق بتاريخ الآشوري البابلي وهي حقيقة لا ريب فيها أبدا.

تنويه : أحب أن أزود القراء الأعزاء علما أنه ظهر في الأسواق كتاب جديد تحت عنوان " عشر اكتشافات التي أعادت كتابة التاريخ " لمؤلفه باترك هانت  ( 12 ) ومن هذه الاكتشافات ، مكتبة الأمبراطور آشور بانيبال - الذي
استشهد واستنجد به الشاعر السوري الكبير نزار قباني - في مطلع قصيدته عن حرب الخليج ، والتي وجدت في نينوى المدينة العظيمة .

__________________________________________________________________________حرر في 7  حزيران 2009_
 
( 1) تاريخ كلدو و آثور ، من تأليف أدي شير رئيس أساقفة سعرد الكلداني الآثوري – طبع في المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين في بيروت سنة 1912
إن نيافته بدل تسمية بابل ب كلدو حيث ليس هناك كتاب في الغرب ولا في الشرق بهذا الاسم ، ثم أنظر وصف نفسه بالكلداني الآثوري !

( 2 )  أنظر The History of Herodotus , Translated by David Grene – The University of Chicago Press, page 116
وكذلك أنظر Starabo XXVI 1.16. وتجد ذلك أيضا في ترجمة حياة مار عبديشوع الصوباوي للمطران أوجين منا في كتاب المروج النزهية في أداب اللغة الآرامية .

)  3 ) الطبري ، علي بن سهل بن ربن ) نحو 785- 861 م ، طبيب نسطوري أقام في طبرستان حيث كان كاتب السلطان مازيار بن قارن 830 م ألف " فردوس الحكمة " ثم أسلم نحو 855 م وكتب " الرد على النصارى .

 ( 4 ) المنتدى ، مجلة شهرية كلد آشورية عامة – العدد 3 شباط 2002 ص 26
 
( 5 ) Ghassan Hanna Shadhaya , Al-Muntada , No. 3 – (33) May 1998, pages 50- 55

 ( 6 ) فيليب حتي - تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين باللغة العربية 1951 طبعة نيويورك ، الجزء الثاني ص 136

( 7 )  أنظر على قصيدة الملفان كيوركيس وردا الأربيلي والتي هي كملحق لكتاب مار عبديشوع الصوباوي ( مركانيثا / الجوهرة ) عن حقيقة الديانة المسيحية من منشورات المطبعة الآشورية في الموصل 1924 تحت رعاية القس يوسف قليتا .

( 8 )  آشور بيث شليمون ، رسالة وتعقيب للأخ حبيب حنونا ، المنتدى ، ديترويت – السنة الخامسة – العدد 7 – ( 47 ) تشرين ثاني 2000 ص 39-40

( 9 ) عزيز أباظة – غروب الأندلس ، الشركة العربية للطباعة والنشر 01 / 01 / 1952

( 10 ) Xenophon , the Persian Expedition , Penguin Books 1979 page 186 and here is the text as appeared in the book itself :” These were Armenian , Mardian and Chaldaean mercenaries in the service of Orontas and Artouchas .”

( 11 )  ماروثا الفارقي – الآداب السريانية ، أعلام السريان - الجزء الأول ، العصور الأولى - من منشورات الجامعة اللبنانية 1969 ص 195 – 214
وكذلك أنظر " تاريخ كلدو وآثور " لأدي شير رئيس أساقفة سعرد الكلداني الآثوري ، ص 66

( 12 ) Ten Discoveries that Rewrote History , by Patrick Hunt , Ph.D. Standard University, a Plum Book 2007
Ashur Beth-Shlimon
 
[/b]

229
aنبذة من المآخذ على مقالة الأب ألبير أبونا ، "  من نحن ؟ وما قوميتنا ؟ "    !

آشور بيث شليمون

تمهيد

إن صيحات كثيرا من مثقفينا وكتابنا ترتكز اليوم على أن لا نضيع وقتنا الثمين على التسمية واشكالياتها العديدة ، ولكن مع الأسف نقول أنها لب المعضلة برمتها وبدون الوصول الى الحقيقة عن ماهية قوميتنا في عقر دارنا،  أرى لمن العبث في تضييع وقتنا  الثمين في أمور أخرى والتي هي في  الحقيقة أمور ثانوية بالمقارنة مع مصيرنا القومي الآشوري . لأن الآشورية هي العامل الأوحد الذي يعطي لنا زخما واندفاعا  وشرعية  أكثر من أي شيء آخر .
لذا أناشد شعبنا الكريم وخصوصا في شمالي العراق / بلاد آشور  أن يضع حدا للصيحات النشاز والمعادية  لقوميتنا الآشورية والتي  هي أساسا من صنيعة أعداء الآشورية التقليديين من الصهاينة  - أولا من أمثال الصهيوني أحمد سوسة وجان جوزيف  وغيرهما كثيرون  وثانيا من العروبيين والوهابيين  .


والآن تعالوا معا  للاضطلاع على  مداخلتي المتواضعة حول  ما كتبه  الأب الوقور ألبير ابونا في هذا الموضوع الهام جدا -


لقد قرأت باهتمام بالغ مقالة الأب الفاضل  ألبير أبونا والمنشورة على الأنترنيت ( عنكاوة دوت كوم ) بتاريخ  8 تموز/ يوليو   الجاري .  و نحن  إذ نحترم رأيه حول الموضوع ، ولكن نختلف معه أحيانا  حيث هناك كثيرا من النقاط  التي ذكرها رأينا من الضرورة  أن نسلط  الأضواء عليها لتظهر أكثر جلاء وبهاء  لما أصابها من إحجام أو تعتيم مع احترامي الكبير من قبل كاتبنا وأبينا الورع.


مع إحترامي للأب أبونا يبدو أن معلوماته التاريخية قديمة ولم يضطلع على المكتشفات التاريخية الجديدة والتي غيرت وستغير كثيرا مما كان معروفا منذ خمسين عاما وأحد هذه المكتشفات هي حضارة  " إيبلا " المدينة التاريخية في شمال سوريا وقرب مدينة حلب التي فتحت آفاقا جديدة عن دور هذا الشعب الذي تعود أصوله على الأغلب الى العموريين الذين  امتد حضورهم  حتى وادي الرافدين على سبيل المثال حضارة ماري والملك التشريعي العظيم حمورابي في بابل  والأكثر أهمية حتى أن أحد من أبرزهم ألا وهو الملك الآشوري شمشي أداد أحد بناة الحضارة الآشورية ، والعلاقة الحميمة  بين مملكتي إيبلا و آشور التي يمكن أن يقال أنتجت أول معاهدة دفاعية في التاريخ بين هاتين المملكتين .  ( 1 ) ثم  ما قدمته مكتبة آشور بانيبال والبحوث تسير على قدم وساق لكشف أشياء لم تكن معروفة ومنها وفق كتاب صدر حديثا  ل – باتريك هانت ( 2 ) Patrick Hunt,Ph.D  عشر اكتشافات التي غيرت التاريخ  وأحدها مكتبة أشور بانيبال حيث من المحتمل أن " الجنائن المعلقة "  لم تكن في بابل بل في المدينة العظيمة " نينوى " كما جاء ذكرها في التوراة  هذا من جهة .

أما من جهة أخرى  من المعروف أن الحركة القومية الآشورية ليست حديثة العهد ، بل تعود إلى  مطلع القرن الماضي  بحيث كان روادها الأوائل من كافة المذاهب المسيحية  المعروفة  ، الكلدانية والسريانية والنسطورية على السواء .  ونحن لم نسمع في طوال تلك الفترة الزمنية أي نشاط  قومي  من هؤلاء إخوتنا الكلدان والسريان * الذين كما يبدو قد أصابتهم  الحمى القومية حديثا  وخصوصا بعد الاحتلال الأميركي في عام 2003 حيث أخذ نشاطهم يزداد يوما بعد يوم .  المشكلة عندنا ليست لرفضهم  القومية الآشورية وهم من سكان آشور  Assyria شمالي العراق بالذات ، فهم أحرار وليس هناك من يقيدهم أو يردعهم.  بل والأنكى من ذلك إذ أن  بعضا وأقول مشددا ومؤكدا  بعضا منهم اليوم حتى يعتبرون آشور والآشورية للأسف عدوا لدودا لهم إثر كتاباتهم التي تجدها غالبا مشحونة بالحقد والكراهية .
.

أما أولئك الأخرون من إخوتنا الأفاضل السريان/ الآراميين  والكلدان  في الأقطار المجاورة وعلى سبيل المثال سوريا فهم دون أدنى شك ، عروبيو العقيدة واللسان إلى هذه اللحظة ، وهذا ما جاءت  به دراسة أميركية تحت عنوان  Syria , A   Country Study  تحت إشراف وزارة الدفاع الأميركية حيث قالت بالحرف الواحد عن المسيحيين في ذلك البلد :
" ... ما عدا الأرمن والآشوريين كل المسيحيين السوريين يعتبرون  أنفسهم بكل فخر عربا  ..."   ( 3 )

إن نظرة خاطفة على مقالة الأب ألبير أبونا يمكننا أن نستخلص ما يريد تحقيقه استنادا لما قاله حرفيا "  _  فأنا بكل صراحة ، وبعد دراسات وبحوث مستفيضة ، أميل الى


اختيار القومية الآرامية " ، ومن خلال قراءتك لمضمون مقالته هذه حيث يعزو ذلك لسببين اثنين وهما :

-   نظرا لدور اللغة الآرامية الهام حيث قال حرفيا : " بل حازت على قصبة السبق على لغات المنطقة ، وفرضت نفسها على مختلف الصعد ....  وكانت لغتهم الآرامية العامل الأكبر الذي يوحدهم ... "

-   كما يرى أن الآراميين قد لعبوا دورا مزدوجا ، مرة في اسقاط الدولة الآشورية سنة 612 ق. م.  وفي المرة الأخرى انضموا الى الأخمينيين وقضوا على الدولة البابلية سنة  539 ق. م.

إجابات دامغة ورادعة  _

شخصيا ، أكن كل الاحترام والتبجيل لأبينا الفاضل وكلي أمل أن صدره الرحب سيتسع لملاحاظاتي المتواضعة رغم أني لست في مكانته الثقافية المرموقة كي أقول باختصار مقتبسا ما قاله اثنان من أبرز الأساتذة في اللغة السريانية وذلك من الجامعة اللبنانية ألا وهما كل من أستاذ الدراسات السريانية فولوس غبريال ورئيس قسم الفنون والآثار كميل أفرام البستاني ( 4 )  عن اللغة السريانية : " اللغة السريانية لهجة من لهجات الآرامية التي تصعد أصولها الى البابلية ( الآشورية ) القديمة والأكادية ... "  الآداب السريانية – أعلام السريان ، الجزء الأول 1969  صفحة 17 وهذا ما أكده الملفان أبروهوم كبريال صوما ( 5 ) في كتابه الموسوم " كتاب ثقافة السريان "  والمطبوع في بوينس أيرس – الأرجنتين سنة 1967 وذلك على صفحة 173 . وهذا ما أدركته شخصيا من خلال دراساتي الشخصية  حيث تدل دلالة واضحة ودامغة أن اللغة الآرامية قد انقرضت أسوة بشقيقاتها   البابلية الآشورية ، الكنعانية ، العمورية / لغة ايبلا  وحلت مكانها اللغة الجديدة  المسماة " السريانية " والتي ليست إلا لغة جديدة تكونت إثر اتحاد كل اللهجات السامية في الهلال الخصيب نظرا لتقاربهما ، والعاملان الموحدان في هذه العملية كانا : الأبجدية الكنعانية الجديدة ولا  - الآرامية –  أولا ومن ثم الديانة المسيحية السمحاء ثانيا وهذا يحدث في كل اللغات العالمية حيث لغة الملك  جايمسJames  مثلا للكتاب المقدس الإنكليزية أو لغة شكسببير هي غير اللغة الانكليزية في يومنا هذا . كما أن لغة شوسر  Chaucer  الإنكليزية  التي تعود الى القرن الرابع عشر  ستبقى غير مفهومة  اليوم .

وللتأكد مما نقوله أقتبس النص التالي من " موسوعة الكتاب المقدس " ( 6 ) التي فحواها ما يلي : "  لقرون طويلة  ناقشوا العلماء أصول المركبات ( اللفظية ) السامية الشرقية في خطاب التوراة / الكتاب المقدس .  البعض ظنوا أنها آرامية الأصل ، ولكن الآن شاهد  قوي  أن هذه العناصر الأجنبية ( كمثال نبوة حزقيال ) بأنها بابلية أو آشورية الأصل .

والجدير بالذكر أن الأستاذان (  غبريال والبستاني) قالا ايضا وفي نفس المصدر : " غير أن تلك المنازعات ( بين السلوقيين والفرثيين ) قبل الميلاد لم تؤثر على اللغة الآرامية ، بل كانت لها حافزا لتنتشر بانتشار القبائل المتكلمة بها ، في أرجاء آسية الغربية ، فتؤمن وحدة الدولة الآشورية ( لا الوحدة الآرامية ) . وما أحراك  أبونا الورع أن تكون داعيا قويا لهذه الوحدة مجددا بين مختلف الطوائف المسيحية في العراق وخاصة في أرض آشور الخالدة / مات آشور ونترك الوحدة القومية في سوريا أن تكون أرامية  بدلا من أن تكون دمشق قلب العروبة النابض وأن يكون بطريرك الروم الآرثوذكس بطريرك الآراميين من أن يكون  " بطريرك العرب ! "  كما هو للأسف سار اليوم .

أما دور الآراميين الخبيث والخياني  مع احترامي لك  أبونا الجزيل وللآراميين فيما  إذا وجدوا، ذلك بناء لأقوالك في تحالفحهم مع الأعداء في أسقاط المملكة البابلية سنة 539 ق. م.  وأخرى باسقاط أعظم دولة أمبراطورية سنة 612 ق. م.  في كل الهلال الخصيب بحيث كانوا – حسب ما قلته حرفيا – فإنهم شكلوا شوكة مزعجة في أعين الدول الكبيرة والدولة الآشورية احداها  بالطبع ،  التي وضعت الانسان الآشوري على القارة الأفريقية عملية لم يحققها أحدا من شعوب الهلال الخصيب من قبل ولا  من بعد الآشوريين ( 7 ) . وهنا أخالف ذلك إذ لم يكونوا ( الشعب الآرامي ) أي شيء بل مجرد عائق شاذ في الحضارة الانسانية ليس إلا ! أليس من الضروري إذا  نحن أبناء بيث نهرين أن نكرم  شعبنا  الآشوري على الأقل في بلاده  ، آشور الحقيقية /  Assyria  ومن ثم كذلك تكريم شعبنا واخوتنا الكلدان – ناطقي العربية - في جنوبي العراق والآراميين في سوريا وبذلك سترضي الجميع وتبعث الراحة والطمأنينة في نفوسنا .

كما ليس خافيا على أحد  دور الآشوريين في بيث نهرين / العراق طوال قرون عديدة بانجازاتهم ومشاريعهم في بلاد آشور  خاصة التي أينما تنظر تجد أبنيتهم وقصورهم الشاهقة تخالها تتحدث إليك كي تعوضها بشعب آرامي لا يمت فينا بصلة   وليس له الا سلسلة من   الاخفاقات والمؤامرات  حتى في توحيد كيانهم الآرامي المبعثر هنا وهناك كما ذكرت بنفسك في مقالتك والآن تطلب كي تكون  هذه التسمية المجردة والوهمية 

تسمية لشعبنا في بلاد آشور ؟! عذرا يا أبانا الجليل ، الشعب الآرامي كما يظهر من تاريخه الطويل ليس الا شعبا مخربا و مشاغبا وأداة عميلة للآخرين حتى في يومنا هذا ولا يستحق أبدا المكانة التي تقترحها في بلادي مع إحترامي الكبير لك وللأراميين أنفسهم !


إن كاتب ومؤرخ بريطاني له مؤلفات عديدة عن بيث نهرين وخصوصا عن شعبنا الآشوري البابلي ، وهو  H.W.F.SAGGS   في كتابه الموسوم " كان آشور  عملاقا The MIGHT that was ASSYRIA  "  هذا ما قاله في مقدمة كتابه حرفيا :

" ... من إحدى المؤثرات الرئيسية على مسرح التاريخ العالمي هي  - الأمبراطورية الآشورية والتي شكلت الخلفية ضد تكريس أنبياء التوراة . إشعيا ، وهو يعتبرأحد من أعظم الأنبياء ، وجد أن الأمبراطورية الآشورية استخدمت لهدف الله عز وجل . " ( 8 )
أما من ناحية أخرى نرى كاتبا ومؤرخا آخر ألا وهو Georges Roux   في كتاب له الموسوم  " العراق القديم / Ancient Iraq   "   الطبعة الجديدة باللغة الانكليزية 1992 حيث تجده على الصفحة 275 وهذا ما قاله أيضا بخصوص الآراميين :

" ... الآراميون سواء تجارا، فلاحين،  رعاة،  جنودا أم  قطاعي الطرق لم يكونوا سوى بدو غير مصقولين / مهذبين  كما لم يساهموا شيئا في حضارة الشرق الأدنى . " ( 9 )

وأخيرا وليس آخرا ، وحتى لو فرضنا هذه الوحدة على أسس اللغة ولتكن آرامية – في وقت كما أشرنا أعلاه أنها  - سريانية -  انه لمن دواعي الأسف اليوم من كل المذاهب والطوائف المذكورة أعلاه ، نرى  الشعب النسطوري ، الشعب الوحيد الذي لم يتخل عن قوميته ولغته   الى اليوم والتي لا يتحدث بها فقط ، بل هي المستخدمة في الخدمات الكنسية وزد على ذلك ترى أن النسبة حتى عالية جدا باتقانها واستخدامها لدى  المذاهب الأخرى السريانية والكلدانية والذين  يؤمنون بالقومية الآشورية العتيدة منهم مما لا تجده بين المتمسكين الأخرين  بأهداب الارامية والكلدانية !

وختاما ، لا أدري أية وحدة تنشد – يا أبينا الفاضل ؟ من خلال اللغة الآرامية في وقت ليس لها ناطقون اليوم في طائفتك ولا في الطائفة السريانية حيث اللغة العربية مع الآسف.

الشديد هي اللغة البيتية والكنسية ،  هذا ما أكده المغفور له أدي شير رئيس أساقفة سعرد الكلداني الآثوري منذ مائة سنة في  كتابه الموسوم   كلدو( بابل ) وآثور . ( 10 ) أما إذا كانت اللغة لوحدها عامل التوحيد  لشعب ما وفق إقتراحك يا سيدي،  فإن اللغة العربية لها قصبة السبق لكم مع إحترامي يا  " ناطقي العربية " في هذا المضمار دون غيرها !


  * دعاة الآرامية يحاولون عبثا ربط مفردة  " السريان " بالآرامية ، ولكن في الحقيقة ليس صحيحا ، إذ أصل الكلمة آشوري – من آشوري / آسوري / أسريان ،


رغم أن كل السريان ليسوا آشوريين إذ جمعت هذه التسمية الجغرافية كل الشعوب في الهلال الخصيب من آشوريين بابليين ، آراميين ، إبلويين / عموريين ، كنعانيين وفينيقيين وكلدان وخصوصا بعد قبولهم المسيحية ، والجدير بالذكر أن أحد أهداف الآشوريين القدامى كان وحدة الهلال الخصيب وخصوصا في عهد الملوك السارغونيين.


المراجع :

( 1 ) Giovanni Pettinato, The Archieves of Ebla , Doubleday &
 Company, Inc. Gordon City, New York 1981 p 103-104

( 2 ) Patrick Hunt , Ph.D . Archaeologist, Stanford University 2007

( 3 ) Syria , A Country Study – Copyright 1988  United States Government , p 98-99
( 4 ) فولوس غبريال وكميل أفرام البستاني – الآداب السريانية ، أعلام السريان ، الجزء الأول  -
العصور الأولى  من منشورات الجامعة اللبنانية ،  بيروت 1969 ص17

( 5 ) أبروهوم عبريال صوما  " كتاب عن ثقافة السريان "  باللغة السريانية  ، الجزء الأول – المطبعة السريانية – بوينس أيريس ، الأرجنتين 1867  ص 172-173

 ( 6 )  The Bible Almanac , Thomas Nelson Publisher , Nashville 1980 p 342-343

( 7 ) دو لابورت ، بلاد ما بين النهرين ( حضارة بابل و آشور ) تعريب مارون عبود ، دار الروائع الجديدة  بيروت 1971 ص 280-282
( 8 ) H.W.F. Saggs , The Might that was Assyria , Sidgwick  & Jackson , London 1984

(  9 ) Georges Roux  , Ancient Iraq , New Edition  1992 , Penguin
Books p 275 and this is the exact text: “Whether merchants, peasants, shepherds, soldiers or bandits, the Aramaeans were originally UNCOUTH Bedouins and contributed NOTHING to the civilization of the Near East. “
( 10 ) أدي شير – تاريخ كلدو وآثور -  المطبعة الكاثوليكية في بيروت 1912 المقدمة

230
مار عبديشوع الصوباوي  مطران نصيبين وارمينيا  Mar Abdisho Metropolitan


بقلم  آشور بيث شليمون

نشاته:

لا نعرف بالضبط تاريخ ولادة مار عبديشوع ( بن بريخا بن يوسف بن داود ) والمعروف غالبا - بار بريخا اي ابن المبارك  ولكن على الأغلب كانت ولادته  في منتصف القرن الثالث عشر ميلادية من أبوين آشوريين في منطقة جزيرة بيث زبداي( أزخ)  – جزيرة ابن عمرو على نهر الدجلة عند ملتقى
الحدود السورية العراقية التركية  اليوم وكانت وفاته   في 5 تشرين الاول من عام 1318 ميلادية.

ثقافته:

كانت للكنيسة المشرقية  المعروفة بالنسطورية مدارس لاهوتية  في كل من  مدن  نصيبين والرهاEdessa / ولكن من المؤسف ان نفوذها قد تقلص وحتى انعدم  نظرا للظروف الجيوبولوتيكية وقتئذ لذلك ما كان لهذا الفتى اليافع إلا أن يقضي معظم حياته النسكية في الأديرة  المجاورة وعلى سبيل الذكر  في دير مار أخا ودير مار يوخنان حيث تثقف على أيدي الاكليروس والرهبان.
إن رغبة وولع مار عبديشوع في تعلم اللغة والمراسيم الكنسية ساعدت لتألق نجمه حيث وضعته في  مصاف الأوائل لا في التعاليم المسيحية فحسب بل  في حبه وشغفه في لغة الأم  اذ قال عنه مار توما اودو  الكاثوليكي المذهب /    الكلداني ومن عشيرة تخوما الآشورية في مقدمة قاموسه الشهير- " بوفاة هذين الرجلين العظيمين الا وهما ابن العبري (1226-1286) ومار عبديشوع الصوباوي لم يظهر بعدهما احد كي يملأ الفراغ الذي تركاه نظرا لمعرفتهما اللغوية ويمكننا القول ان اللغة نفسها قد دفنت معهما ايضاّ!"

من رهبان الى مطران:

لقد انتخب مار عبديشوع في عام )1285( اسقفا لمنطقة  سنجاروطور عابدين على يد قداسة  بطريرك مار يهبالاها  الثالث من الأصل  التركي. والجدير بالذكر بطلب هذا البطريرك نفسه ألف كتابه الموسوم " فردوس عدن " كرد فعل على العرب الذين كانوا يحطون  ويستهزؤون من لغتنا  السريانية الأم . وبعد مضي ست سنوات(1291)  رقي الى مرتبة مطران على يد البطريرك  المذكور أعلاه  للمرة الثانية لكرسي  نصيبين وارمينيا وبقي على هذا المنصب حتى تاريخ وفاته  .

الخلفية التاريخية لبلاد آشور :

اننا نعلم جيدا ان بلاد آشور( مات آشور ) بعد حكم طويل قد غربت الشمس عنها منذ 612 قبل المسيح حيث سقطت على أيدي الميديين وبمؤازرة الكلدانيين سكان اقصى الجنوب من بلاد الرافدين ولكن الجدير بالذكر رغم ذلك كان للاشوريين دويلات هنا وهناك واشهرها مملكة  ( خذياب ) و قاعدتها المدينة الاشورية العريقة  اربيل التي ما تزال متمسكة باسمها الاشوري رغم محاولة الاكراد في هذه الايام لتغييرها  الى اسم كردي. والمعروف ان هذه الدويلة التي كانت تابعة للحكم الفارسي وظلت حتى ايام الغزو العربي وذلك في  مطلع القرن السابع الميلادي .اذا من هنا ندرك ان البلاد الاشورية انتقلت تحت ربقة المحتلين والغزاة  بدءا من الميديين و الفارسيين واليونان و الرومان والعرب واخيرا  العثمانيين الاتراك.
وكما قلنا ان مار عبديشوع  ولد في المنطقة الآشورية بيث زبداي على نهر الدجلة ولكن من المؤسف ان تاريخ ولادته غير معروفة لدينا ولكن من المؤكد  أنها كانت في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي وفي أيام آخر  الخليفة العباسي المستعصم بالله )1242 – 1250( ميلادية الذي فر من بغداد أثر سقوط وأفول الخلافة العباسية  الى مصر.
في هذه الأثناء كانت الخلافة العباسية ضعيفة جدا الى درجة  ان عمت الفوضى ليصبح كرسي الخلافة شكليا وليس بوسع الخليفة العباسي  السيطرة على أرجاء الامبراطورية . وفي ظل هذه الحالة  المضطربة غدا الحكم الحقيقي بايدي الامراء من  الاتابكة والسلاجقة  والترك . لقد دعا العرب هذه الفترة المظلمة من تاريخهم  " عصر الدويلات " .
أضف الى ذلك ان التوتر ازداد بين العرب والأمم الاخرى غير العربية من الأعاجم الذين غدا في أيديهم صولجان الحكم ورأوا أنفسهم أنهم ليسوا أقل من العرب  رقيا وحضارة بل اكثر منهم لذلك نعتهم العرب لكرههم الشديد  بالشعوبيين .
إن العرب الذين كانوا يجترون ماضيهم التليد حاولوا التعويض عن  ذلك بانهم أصحاب القرآن الكريم الذي هو معجزة للعرب بدون منازع  والذي فيه تفوق للغتهم  العربية على الاعاجم كافة.
وفي هذه الأثناء ظهر شعراء كثيرون ومن جملتهم  ابو محمد القاسم بن علي الحريري البصري وذلك عام ( 1054-1122) ميلادية والذي نظم عدة كتب ومن جملتها كتاب المقامة  الذي يعتبر اية من ايات الشعر لدى العرب وغيره  الذين أثروا على شعبنا ممن ذهبوا في هذا المضمار اشواطا ، مبالغين في تنوع القوافي و كذلك مغالين في الاسلوب والترتيب الخ.
والذي وصل الينا ان ملفاننا الكبير كما جاء في مقدمة كتابه " فردوس عدن "  او المقامة كان بمثابة تحد للعرب  حيث كرس وقته بناء لطلب قداسة مار يهبالاها الثالث لانجاز هذا المشروع الذي تكلل بنجاح باهر للغاية.
إن نيافته علق على الشعر العربي واسلوبه الرخيص والذي وصفه مثل القبور المكلسة التي تظهر للعيان نظيفة جميلة من الخارج بينما في داخلها فاسدة اذ اضاف قائلا : "رجال من العرب وذي قدرة شعرية وبلاغية  عالية ارادوا ان يشمتوا ويستهزؤوا بلغتنا الفقيرة بانها عاجزة ان تجاري اللغة العربية في الابداع  لذلك شرعت بهذا المشروع ألا وهو تأليف هذا الكتاب الذي يحوي بين دفتيه خمسين قصيدة شعرية  "حيث لم يدخر وقتا الا واستخدمه لاتمام مشروعه هذا الذي هو بحق آية فريدة من نوعه حيث سيقف العرب باندهاش وفاغري الفاه لروعته لانه من المؤكد  سيكون من الصعب جدا    لهم من   مجاراته اومساواته.
والجدير بالذكر أن مؤرخي الأدب العربي  في العصر الحديث ينظرون الى العصر المملوكي اي بعد انهيار الدولة العباسية او بما يسمى " عصر الانحطاط " ان الشعر قد انحط عما كان عليه سابقا حيث  غلب فيه  الشكل على المعنى وبهذا اصبح الفكر أسيرا  للحرف ولم يكن قادرا على الابداع ، وهناك فريق اخر من دحض مثل هذا الادعاء نظرا لما اظهره ادباء ذلك العصر من القدرة البيانية والبلاغية . على كل حال نحن هنا لسنا بصدد تفضيل اي من هذين الفريقين  هو الاصدق والذي نريده فقط هو ان ملفاننا الكبير لم يلجا الى اسلوبهم بحيث نعلم جيدا وكما نوه عنه مار عبديشوع نفسه عندما وصف اسلوبهم كالقبور المكلسة ولكن بتاليف كتاب المقامة على غرار مقاماتهم لهو برهان ساطع ان لغتنا قادرة ان ترد الصاع صاعين من جهة ويد حض مزاعم العرب  الباطلة و الهزيلة من جهة اخرى .
دون شك لم يكن ملفاننا الاشوري وحده الذي اقحم نفسه في عمل كهذا , بل  كان هناك لفيف من شعراء  القرنين الرابع عشر والخامس عشر للناطقين بالسريانية  ومن الجملة راهب  من مدينة حمص السورية  المسمى  داود الحمصي  ( 1490) حاول بدوره   تقليد مار عبديشوع الصوباوي  ولكن ما قام به لا يضاهي اطلاقا انجاز ملفاننا الكبير الذي بحق يجب ان يلقب بامير الشعر الشعر السرياني .

آثاره ومنجزاته:

إن ملفاننا الكبير دون شك له إنجازات هائلة والتي ذكرها بنفسه في مقدمة كتابه السابق الذكر " فردوس عدن " وهذه منها الكتب التالية:

-   تفسير الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد
-   الجامع في التدبير العجيب
-   فردوس عدن أو  المقامة
-   الجوهرة في حقيقة الايمان المسيحي
-   الأسرار الغامضة في فلسفة اليونان
-   أطروحة لدحض الهرطقات
-   الأحكام والشرائع الكنسية
-   تراجم وتعاز وخطب في مواد مختلفة
-   فهرس المؤلفين
-   شرح رسالة ارسطو الفيلسوف اليوناني
-   شهمروريد باللغة العربية

وكتب اخرى التي من المحتمل انها ضاعت لما لقي شعبنا الآشوري من محن وويلات على أيدي محدودي الافاق من المسلمين العرب والبرابرة الفرس والكرد والأتراك الذين أحرقوا الأخضر واليابس.

الشعر لدى السريان *

ان الشعر لدى السريان يختلف اختلافا  ظاهرا عن الشعر العربي المقفى  وهو على نوعين : الميامر والمداريش وبذلك يقرب من الشعر المرسل وهو يعتمد على اللحن لا على التفعيل  ومقيد بالنغم  ولا
بالقافية. ولكن مار عبديشوع الصوباوي قلد العرب في كتابه  " فردوس عدن " وخرج عن الطريقة التقليدية  المعتادة  عند السريان  لكي يبز ويباري العرب وباسلوبهم الخاص.
             
     
كتاب فردوس عدن او المقامة:

عندما فكرت بكتابة ترجمة لحياة ملفاننا الكبير مار عبديشوع الصوباوي لاول مرة وباللغة الانكليزية كان حافزي الاول هو ولعي بكتابه  - فردوس عدن – الذي كما قلت  اعلاه انه اية من الايات التي لا اعتقد بوسع فرد اخر ان يقوم بمثل هذا العمل الذي استغرق لانجازه اكثر من عشرين عاما .
قبل القاء نظرة خاطفة على الكتاب أود أن اقدم شكري وامتناني لأمتنا الآشورية التليدة التي رغم ما قاسته من محن ومصاعب التي ترتعد لها الفرائص ولكنها وقفت في الخندق الى الرمق الأخير للحفاظ على تراثنا للحفاظ على لغتنا علما ان إخوة لنا داسوا كل هذه المقدسات وغدوا بناطقي العربية في كل شيء وشردوا تراثنا وشوهوا  هويتنا  وإسمنا والأنكى من ذلك في عقر دارنا الآشورية  بالذات يا للعار والشنار!
وكذلك أقدم شكري وامتناني لآشوري عصامي فذ الا وهو القس الاب  يوسف قليتا مدير المدرسة والمطبعة     الآشورية   في الموصل /  نينوى لما بذله من جهود لطبعه واخراجه بصورة اكمل وافضل  عام 1928 وكذلك اشكر كل الذين ساهموا باعادة طبعه في مدينة شيكاغو الاميركية تحت رعاية القس كاكو لعازر  وذلك عام 1988
إن كتاب المقامة او فردوس عدن الذي الفه ملفاننا الكبير يحتوي على خمسين قصيدة شعرية وسار في تاليفها على نفس المنوال المتبع من قبل شعراء اللغة العربية وقسمه الى جزئين اثنين وكل جزء يحتوي على خمسة وعشرين قصيدة  والقصيدة الواحدة لا تقل عن  تسعة وعشرين  بيتا حيث أحيانا تصل الى عدة صفحات . ولكي نلقي نظرة على انجازه هذا ما علينا إلا اختيار بعضا من قصائده بحيث بامكان الفرد ان يكون فكرة حول الكتاب وبهذا سأختار قصائد من الجزء الأول وهي  :
القصيدة الثانية من الكتاب تحتوي على 117 بيتا  وتبدا بتسلسل احرف الأبجدية حيث لكل حرف عشرة ابيات بحيث تبدا بحرف ما وتنتهي بتفس الحرف ايضا.
القصيدة  الثالثة من الكتاب  تتالف من 29 بيتا وتبدا بتسلسل حروف الأبجدية أيضا وبامكان الفرد ان يقرأها طردا وعكسا أي تقراها من اليمين الى اليسار ومن اليسار الى اليمين محافظة على المعنى نفسه تماما .
القصيدة السادسة  تتالف من 48 بيتا وهي مطبوعة باللون الأسود والأحمر ويمكن المرء قراءتها على الوزن الافرامي نسبة الى مار أفرام  اي اللون الأسود والأحمر معا ولكن بدون اللون الأحمر تقرا على وزن  مار نارساي ومار بالي.
أما الجزء الثاني والذي يحتوي على خمسة وعشرين قصيدة حيث تبدا بتسلسل الاحرف الابجدية وكل قصيدة لا تخلو كلماتها من الحرف الذي ابتدات به . اذ هناك ثلاث قصائد على حرف الالف واثنتان
على حرف التاء وباقي القصائد على الحروف ( 20 ) المتبقية من الابجدية.
وهذه امثلة عنها: لناخذ القصيدة السادسة والعشرين والتي تتالف من 48 بيتا وكل عبارة منها لا تخلو من حرف الالف ومن ثم نظمت القصيدة هذه خالية من الأحرف التالية: جيم المصرية  G   , ط , س , P , ص , ق ومقاطعها مرتبة بتسلسل الابجدية ايضا حيث نهاية كل بيت بحرف مطلعه.

القصيدة الثلاثون: وهي تتالف من 39 بيتا حيث تبدا بحرف   Gالجيم المصرية G   وهذه القصيدة لا تجد فيها الأحرف التالية :  ط , ك , ص , ق , ومقاطعها مرتبة بتسلسل احرف الأبجدية وحرف اول بيت ينتهي به اي هو قافيته ايضا.
القصيدة الرابعة والثلاثين : وهي مؤلفة من 40 بيتا حيث تبدأ بحرف  الزاي وتنتهي به ايضا وهي كذلك مؤلفة بحسب ترتيب حروف الابجدية ولكل حرف بيتان والقصيدة تخلو من الاحرف التالية : ط.س, ص, ش .

مار عبديشوع الصوباري لاهوتي , مؤرخ  ومفكر قومي اشوري:

نحن معشر الشعب الآشوري لفخورين  جدا بما حققه مار عبديشوع في كل المجالات  اللاهوتية والثقافية واللغوية لان يحظي بتقريظ كثير من أبناء شعبنا  في العصر الحديث  وياتي في مقدمتهم الأب القس بولس بيث دارا كاهن الطائفة الكلدانية في الجزيرة السورية  حيث قال هذه الكلمات في كتيب له  " ايتها الامة المحببة " والمطبوع بمطبعة مار نارساي لكنيسة المشرق الاشورية  في الهند عام 1957:
"  ان البراعة البلاغية لمار عبديشوع التي فاقت الجميع لانه بحث  في امور عدة  لدرجة ان  - بار بريخا ( استخدمها مجازا) كان مباركا وعظيما في كل كتاباته....  ومن صوبا / نصيبين  كرسي نيافته  عظمة لغتنا الادبية  بدات ومن ثم انتهت   معه " .

ملاحظة هامة:

حفاظا للامانة العلمية والتاريخية اقول معتذرا انه قد وقع سهوا فيما ذكرته عما جاء في قصيدة الملفان الكبير كيوركيس الاربيلي  عند كتابة الترجمة هذه باللغة الانكليزية لأول مرة حيث ذكرت انه قرظ مار عبديشوع الصوباوي في قصيدته الطويلة عن بطاركة الكنيسة المشرقية , علما ان ملفاننا لم يكن بطريركا بل مطرانا والذي قصد به كان  البطريرك مار عبديشوع الثاني (1072-1090) ولكن على كل حال  ليس هناك ادنى شك عن آشورية مار عبديشوع الصوباوي فيما قاله في كتاباته مثلا  عندما  تحدث عن الكراسي الرسولية في العالم بما يلي: " اولا (اي الكرسي الاول) في بابل والتي هي  متروبولوس وام المدائن وقاعدة المملكة الآشورية ..." للتاكد يرجى مطالعة كتاب ( المروج النزهية في آداب اللغة الارامية ) حيث خصص فصل خاص له  لمؤلفه المطران يعقوب اوجين منا .


 *السريان هنا ليسوا بقومية سياسية ، بل عبارة عن مجموعة من الشعوب في الهلال الخصيب.  كانت تتكلم بلهجات سامية متقاربة جدا مثل الآشورية البابلية ، الفينيقية والابلية ، الكنعانية والآرامية والتي تنتمي الى اللغة السامية الشمالية . هذه المكونات البشرية التي وحدت لهجاتها الأبجدية الكنعانية والديانة المسيحية في الهلال الخصيب في مطلع القرن الأول الميلادي وما بعده .  كما وجدير بالذكر ان الآشوريين كان لهم دورا كبيرا  في هذه العملية التوحيدية  دون شك نظرا لقوة سلطانهم  و خصوصا  في عهد الملوك الآشوريين السرغونيين  PAX ASSYRIACA. أضف الى ذلك ان اصل     كلمة " السريان " دون شك ترجع الى الاسم الآشوري كما يجمع به لفيف كبير من علمائنا وكذلك الغربيين منهم  من جهة ، ومن جهة اخرى  هناك اخرون يختلفون في ذلك بحيث لهم اراؤهم الخاصة التي لو قارناها بما يؤولونه لوجدناها غير قابلة للمنطق .  وعلى سبيل الذكر هناك من يدعون ان التسمية جاءت من  " سوروس " رجل من الجنس الآرامي الذي قتل اخاه ....!  و آخرون يقولون التسمية هذه جاءت من " كورش " الملك الفارسي الخ
من المعروف عادة ان اللغات اللهجات تتطور وتطورها عادة يحدث بحقبات زمنية طويلة  الأمد لا تقاس بالسنين بل بمئات من السنين كما حصل على اللهجات السامية في الهلال الخصيب قبل انتشار المسيحية والى أكثر من الف سنة من بعد اتشارها تقريبا. هذه لمحة موجزة عن السريان والسريانية  ولكن باذن الله سنخصص دراسة مستفيضة  حول الموضوع في المستقبل .


إضافة :  كما قلنا ان ملفاننا كان يتقن اللغة العربية بطلاقة ومن الصدفة اني وجدت ما كتبه باللغة العربية لا يزال يستخدم في بعض الكنائس الناطقة باللغة العربية الى اليوم ونظرا لضرورته التاريخية الحقته بهذه الترجمة ادناه:

. ثم جاء عبد يشوع الصوباوي، مطران نصيبين على المشارقة ، فوضع ترجمته المشهورة  لأناجيل الآحاد والأعياد 1299 وهي جيدة
الترجمة من إنجيل متى   بليغة، وكل انجيل مكتوب بقافية واحد ة. واليك نموذجا لهذه
: ، يقرأ في يوم عيد مار جورجيوس الشهيد
 
١ وقال المخلص لتلاميذه والرفاق
٢ لا تظنوا اني اتيت لاوقع في الارض الصلح والوفاق.
٣ لم آت لاوقع السلام، بل الحرب والشقاق.
٤ فاني أتيت لاجعل الرجل المؤمن يخالف على ابيه دي النفاق.
٥ وُأباعد بين الابنة المؤمنة وامها الكافرة، والكنة وحماا بالفراق.
٦ وأعداء الرجل آل بيته الفساق.
٧ فمن أحب ابا واما افضل مني، فليس هو أي بأهل الاعتلاق.
٨ ومن أحب ابنا او ابنة اكثر مني، فما هو لي من اهل الميثاق.
٩ ومن لا يحتمل صليبه ويتبعني، فما هو أي من اهل الميثاق.
١٠ من وجد نفسه، فقد اهلكها، وعرضها للانمحاق،
١١ ومن اهلك نفسه، فسوف يجدها بجوار الخلاق.
١٢ ومن تقبلكم، فإياي تقبل، بالنية والاشتياق،
١٣ ومن تقبلني، فقد تقبل الذي ارسلني، باعثا على مكارم الاخلاق.
١٤ ومن تقبل نبيا باسم نبي في الطراق،
١٥ فاجر نبي يأخذ وما لمسعاه اخفاق.
١٦ ومن تقبل صديقا، صديق صداق،
١٧ فاجر صديق يأخد، ولا عاق.
١٨ وكل من سقى احد هؤلاء الاصاغر شربة ماء بارد، عذب المذاق.
١٩ باسم تلميذ ذي استشراق،
٢٠ الحق اقول لكم: انه لا يضيع اجره الذي فاق.
٢١ من شاء ان يتبعني، فليكفر بنفسه، ويولي الدنيا الطلاق،
٢٢ وليأخذ صليبه، وليكن من اقتفاء اثري على لحاق
_______________________

اشور بيث شليمون : ناشط  قومي اشوري وقد شغل محررا لمجلة  " كوكبا اثورايا  " لسان حال الاتحاد الاشوري الاميركي  باللغتين الاشورية والعربية مرتين الاولى   1970-1975  والثانية (2001-2006) كما انه شغل محررا لصحيفة  " الغفير الاشوري " لسان حال الاتحاد الاشوري العالمي باللغة الاشورية والعربية 1976-1978

231
ألم تسمعوا أن حبل الكذاب قصير يا كلدايا نت؟!

آشور بيث شليمون

تمهيد: إخوتي وأخواتي القراء المحترمون، هدفي من هذه المقالة ليس التهجم أو الطعن بأحد من أفراد شعبنا من مختلف المذاهب في إقليم  آشور مهما كان . بل مأربي وطموحي  الرئيسيين هو العمل لتقريب وجهات النظر بيننا مهما كانت الشقة واسعة لأننا شعب واحد بغض النظر عن مذاهبنا وتشعباتها وكثرتها .  والخلاصة،  نريد ان نأتي بالبراهين العقلية، المنطقية، المقبولة وبأسلوب سلمي حضاري والتي تصب في خانة واحدة وهي أننا شعب واحد وحيد في بلاد آشور وهذا الشعب هو آشوري بكل فخر وإعتزاز.
ومن المؤسف قوله، أن جمهرة قليلة جدا من إخوتنا والذين برفضون الآشورية يعاملوننا وكأننا عدوا لدودا لهم، في الوقت الذي فيه يتوددون للآخرين الذين زهقوا أرواحنا جميعا  سواء كنا تحت أية تسمية وبدون أي  تمييز.
......................

عرض الموضوع :

في الآونة الأخيرة نشرت " كلدايا نت "  بعض الوثائق في حلقتين والتي  تشير الى ما يسمى اللغة الكلدانية ، ومن ثم عما يسمى الاسم الكلداني كما تدعي قبل التحوير الأنكليكاني.

أولا، إن ما نشرته  كلدايا نت، دون شك  يذكر اللغة الكلدانية لشعبنا في  أورمية، ولكن الأمر الذي غضت الطرف  عنه، هو أن هذا الشيء ليس تعبيرا عن آمال وأهداف الشعب الآشوري في ذلك البلد، بل كما أملته سياسة الكنيسة الرومية الكاثوليكية من خلال عملائها ومرتزقتها وقتئذ والتي اخترعت وبعثت هذا الاسم الى الوجود من جديد لا إلى الكلدان القدامى في الجنوب الذين لم يبق منهم أثربعد عين،  بل  مع الأسف على الشعب الآشوري من الكنيسة المشرقية الذي انضم إلى المذهب الكاثوليكي  نتيجة الصرف المالي،  الرشاوي، المضايقات، الاكراه، والتهديد من قبل الكنيسة الكاثوليكية الرومية نفسها في  القرون  ما بين الخامس عشر والثامن عشر.   

الحقيقة، التي لا يزال البعض واقول وأشدد - البعض - يريد أن يجهلها قصدا وعمدا أنه ليس هناك في عصرنا الحاضر كتاب واحد عن اللغة الكلدانية أو حتى عن التاريخ الكلداني، وكل ما نعرفه عن الكلدان هو من خلال كتاب التوراة.  وفيما إذا وجد فذلك ليس إلا من  اتباع الكنيسة الرومية الكاثوليكية وعلى سبيل المثال هذه الوثائق التي برزت ثم  اختفت لأن مصدرها كان على الأكثر أشخاص معدودين ليس إلا. ولكن عندما قام شعبنا وصحح الخطأ كما جاء في نهاية هذه الوثائق وما على القارئ إلا ان يفتح عيونه ويقرأ – ‘ قد يكون صعبا للمتكلدنين الجدد الذين يجهلون اللغة عموما – وهذا ما  تقوله هذه الوثائق بالحرف الواحد:
بدون معارضة يقرر المجلس إعادة الاسم الأصلي، أي الاسم الآشوري  ومن ثم يجد القارئ صورة جامعة للمجلس المكون من خمسة عشر عضوا. لو حاوات معرفة من خلال أسماء الأشخاص تجد هذا المجلس المكون من كافة الأطياف المذهبية أي بمعنى آخر، من الكنيسة المشرقية ، الكنيسة الانجيلية والكلدانية.
كما يدعي كلدايا نت أن الاسم الكلداني ظهر منذ عام  1886 ولكن نحن نقول هذا الاسم في بلاد آشور/ آثور  ظهر تدريجيا بعد 1443 سنة ميلادية أي قبل ذلك التاريخ عندما بابا روما سمى المنفصلين الجدد - هنا يجب أن أكون حريصا كي لا أستخدم مفردات اللغة العربية، ربما حامل شهادة الدكتوراة من وكر الوهابية في أميركا وكندا  الشماس الدكتور أبو رضوان قد استخدمها قبلي ويرفع طعنا ضدي – في وقت أن الكلدان بعد القرن الحادي عشر بالأكثر كما قلنا لم يبق لهم أثرا  في الجنوب أي منطقة الاهوار موطنهم الأصلي إذ استعربوا ودخلوا الاسلام حيث كل الدلائل تشير إلى ذلك وهذا نص بهذا الخصوص  بما معناه :إن الكلدان (طبعا في الجنوب) قد فقدوا إثنيتهم/ جنسيتهم في العروبة كما فقدوا مصداقيتهم في الاسلام (  1  ) . 
وإضافة إلى ما أعلاه، الرحالة الايطالي " ماركو بولو " الذي زار المنطقة ذكر كيف كان الاسلام يضايق المسيحيين والقصة تدور حوالي القرن (   1225 ميلادية ) بين بغداد والموصل/نينوى أن الخليفة طلب من المسيحيين لأنه سمع أن في الكتاب المقدس هناك نص والذي يشير إذا " كان إيمان شخص مثل حبة الخردل " بوسعه أن ينقل جبل من مكان لآخر.  وهذا دليل ان المسيحية كانت محصورة في بلاد آشور (  2 )  .

كتاب الخودرة ܟܬܒܐ ܕܚܘܕܪܐ والمتكلدنين الجدد:

هذا، كما نحب أن نعلم هؤلاء السذج بأن ما جاء في كتاب " الخوذرا " وهو عبارة عن صلوات وابتهالات نظمها الآباء المسيحيين من كل الأطياف  ويقع الكتاب في ثلاث مجلدات كان وصفا لجمهرة من الكلدان حوالي أواخر  القرن الرابع أو مطلع القرن الخامس الميلادي  على لسان " مار ماروثا  (  3  ) ܡܪܝ ܡܐܪܘܬܐ ܕܡܝܦܪܩܛ / الفارقي ( توفي 421 ميلادية ) الذين كانوا في الجنوب  تحت الإضطهاد الفارسي وهؤلاء لم يكونوا سكان الشمال في بلاد آشور هذا من جهة.
ومن جهة ثانية، إن ما قلناه ونردد قوله على الدوام بأننا " يا أولاد الحلال"  نحن لم ننكر وجود الكلدان تاريخيا، وهم سكان الجنوب، الذي ننكره بل نشجبه عدم وجود الكلدان  في الشمال إذ هو  آشوري جغرافيا، آشوري لغويا  وآشوري تراثيا وليس له علاقة بما يسمى  كلدان القدماء بالمرة .

كما نحب أن نرد على هؤلاء المتكلدنين الجدد أن الاضطهاد لم يكن مقصورا على الكلدان، بل على المسيحيين عموما ومن ضمنهم شعبنا الآشوري وما أصابهم من ويلات أسوة بالأخرين  وإليكم هذا النص الذي يثبت عكس ما يتصوره المتطفلون والمصابون بالعدوى الكلدانية:

" إن تاريخ بيت سلوخي/ كركوك  يبدأ مع الملوك الآشوريين وينتهي بالشهداء الآشوريين: سارغون أوجدها، والشهداء جعلوها حقلا مقدسا للمسيحية. وكذلك في القرن السابع قبل الميلاد وقف كل العالم مشدوها على  ساردانا / آشور بانيبال وفي القرن السابع بعد الميلاد القديسون أخذوا مكانه مثل " شمس آثور " ومجد نينوى "(  4 ). 

قلنا ونقولها على الدوام ، أنتم دعاة الكلدانية والسريانية/ الآرامية ، ممن حورت أسماءكم من قبل بابا روما لمن  يسمى  " الكلدان " ( 5 ) اليوم ، والمؤرخ البريطاني أرنولد جي توينبي ( 6 ) ولأولئك من التسمية  " السريان  Syriac  " كما أن الحكومة العراقية كانت السباقة باطلاق هذا الاسم على كل الناطقين باللغة السريانية ( 7 ) ومن ثم في الأونة الأخيرة فطنت الكنيسة الأرثوذكسية بهذا الاسم لتسمي كنيستها بهذا الاسم من جديد.

بينما نحن  معشر الشعب الآشوري في بلاد آشور/ مات آشور دوما عرفنا من نحن ولسنا بحاجة إلى من يسمينا،وعلى سبيل المثال على ألسنة جهابذتنا الآشوريين عبر التاريخ من أمثال  طاطيان ولوسيان من القرون الاولى للمسيحية، وعلى لسان قيثارة الروح مار نرساي من القرن الخامس والملفان كيوركيس وردا الأربيلي (  8 ) وفي قصيدته التي هي قرابة مائة بيت حيث يفتخر ويقرظ آشور والآشورية  في أوائل   القرن الثالث عشر ( توفي 1225 ميلادية ) في وقت لم يذكر عن الكلدان اطلاقا وزد على ذلك إمام الشعر السرياني  مار عبديشوع الصوباوي مطران نصيبين وأرمينيا ( توفي 1318 ميلادية ) حيث قال والكلام بوسعكم قراءته عن ترجمة حياته في كتاب " مروج النزهية في آداب اللغة الآرامية/ ܡܪܓܐ ܦܓܝܢܝܐ  لمؤلفه القس أوجين منا بما معناه :

" ܕܘܟܝܬܐ ܗܟܝܠ ܕܒܗܝܢ ܦܛܪܝܪܟܘܬܐ ܡܢ ܫܠܝܚܐ ܩܕܝܫܐ ܐܬܛܟܣܬ : ܚܡܫ ܐܢܝܢ ܡܕܝܢܬܐ. ..... ܩܕܡܐܝܬ ܡܢ ܒܒܠ  ܗܝ ܓܝܪ ܐܝܬܝܗ ܡܝܛܪܦܘܠܝܛܝܣ ܘܐܢ ܐܡܐ ܕܡܕܝܢܬܐ ܘܒܕܓܘܢ ܪܫ ܡܠܟܘܬܗ ܕܐܬܘܪܝܐ ܗܘܬ
بما معناه بتصرف، الأماكن التي فيها المقام البطريركي والتي نظمت من قبل الرسل، هن خمس  مدن ... أولا في  بابل التي هي متروبوليس وأم المدن ( أي المدينة الرئيسية ) في مملكة آثور/ آشور . " (   9 ) .

كما نرى أعلاه، المغفور له إمام الشعر السرياني ( توفي 1318 ميلادية )  الذي تجاهله المتكلدنين الجدد كما تجاهلوا لغتهم وتعويضها باللغة العربية !

ألم يحن الوقت أن  تستخدموا المنطق؟ إذا كان لكم لغة وشعب ساد البلاد، أين غدا شعبكم في الجنوب ؟ وإذا كان أولئك الاهلين الذين رفعواالعلم الكلداني معكم ( الذي اوجدتموه بعد 2003 )  جميل جدا، إذن هم كلدانيوكم وليس الآشوريين في الشمال الذين انفصلوا إثر المضايقات والتهديدات وتبذير النقود والضحك على الذقون لكسبهم قبول الكاثوليكية التي في كل العصور رغم تواجدها في الشرق الأوسط لم تستطع أن  تكسب مسلما واحدا لدخول الكاثوليكية، بل كل ما عملته هذه الكنيسة  كان زيادة الإنقسام والإنفصام  لا في الكنيسة النسطورية على حدة، بل في كل الكنائس المشرقية على حد سواء وسجلها التآمري الأسود معروف للداني والقاصي (  10 ) .
والجدير بالذكر أنه حتى المرحوم هرمز رسام تدخل في الامر شخصيا لأنه رأى بأم عينيه انتهاكات وتجاوزات المبشرين الكاثوليك إذ رفع تقريرا بتاريخ 13 من آب 1843  إلى السير سترافورد كانينغ وهذا نصه:
" إن الفرنسيين والحزب الكلداني-البابوي هنا يقومون بتحركات مشبوهة حيث يعملون وبالتنسيق مع الأكراد ضد مار شمعون لتحقيق هدف مقصود وهو بسط عقيدتهم ونفوذهم السياسي. "(  11 ) .

حري على الاخوة القراء أن يطلعوا على كتاب " المسيحيون تحت راية الهلال في آسيا " لمؤلفه القس: E.L. CUUTS, BA     والمطبوع في الولايات المتحدة – لم اجد تاريخ الطبع – كيف كانت الكنيسة الرومية الكاثوليكية تستخدم كل الوسائل للضغط  على شعبنا الآشوري للدخول في الكاثوليكية ، مما دعا البطريرك مار شمعون حوالي عام 1835 ميلادية ان يرفع كتابا إلى الكنيسة الإنكليزية ليخلصهم من براثن ما وصفه بالخنزير البري أو محمد الغرب أي ( البابا وعملائه ) الذين هم في نظره أسوأ من محمد الشرق / الاسلام (  12 ) .
إنه لمن المضحك، أن ما نجده عند دعاة وغلاة " الكلدانية " هذه الأيام أن الغالبية هم رجال الدين مع احترامي، الذين داروا ظهر المجن على المسيحية و لغتهم وغدوا أعراب اللغة، كي يدافعوا عن قوميتهم الوهمية التي هي بحق كتمويه لمآربهم وهي تنفيذ مشاريع الكنيسة الرومية الكاثوليكية . إذ كان من المفروض ان يتركوا هذه الامور للعلمانيين، ولكن على ما يبدو هم رأس الحربة في هذه المعادلة خوفا على أنفسهم وعلى مناصبهم .

لا أدري كيف يقومون بالخدمة الكنسية وقلوبهم مليئة بالأحقاد ضد شعبنا الآشوري حيث كان الأولى أن يكونوا رسل محبة ولا  " عفالقة القومية الكلدانية " التي لا وجود لها وفي عقر دارها بالذات أي في الأهوار!

المزاعم التي يروجها المتكلدنين الجدد وإزالة كل الشبهات  :

   
آ  -  إن الشعب الآشوري قد انقرض ولا وجود له بعد سقوط نينوى العاصمة أي حوالي 612 قبل الميلاد.

الأجابة :

إننا سنلجأ إلى ما ذكره مؤرخ يوناني مشهور وهو " هيرودوتس " الذي ولادته كانت حوالي 490- 480 قبل الميلاد أي بعد سقوط نينوى بأكثر من مائة عام إذ وصف الجيش الفارسي مع الوحدات الأجنبية المشاركة ومنها الآشوريون والكلدانيون، مع التركيز الخاص في تسليح الجيش الآشوري وخصوصا عجزه عن وصف الخوذة الآشورية غريبة الصنع (  13 ).
كما  لنقرأ ما كتبه المؤرخ البريطاني المشهور H.W.F. SAGGS الذي قال: إن تدمير الأمبراطورية الآشورية لم يكن يعني محو الشعب، الذين كانوا على الغالب فلاحين ومعروفين بإنتاجهم أفضل الحنطة في الشرق الأدنى ( 14).
وإبان الأمبراطورية الرومانية التي جاءت بعض اليونان الأمبراطور الروماني  Trajan  ( 117 ميلادية ) حدد الأقاليم الشرقية من الأمبراطورية الى ثلاث أقاليم وهي، أرمينيا ومن ثم إقليم بلاد الرافدين وإقليم آشور ASSYRIA  حيث يصل حتى ساليق قطيسفون قرب مدينة بغداد وهو كرسي البطريركية للكنيسة المشرقية.
يرجى الاطلاع على الخارطة التالية :

http://en.wikipedia.org/wiki/File:RomanEmpire_117.svg

أضف الى هذه ما جاء في عقيدة " أداي الرسول " في الوثائق السريانية كيف أن " أداي " عاد إلى وطنه الآشوري في عهد الملك " نارساي " ملك آثور ( 15)  .
ألا يكفي هذه البراهين لدحض مزاعم المتكلدنين على وجود واستمرارية الشعب الآشوري طبعا الى جانب الأباء الكنسيين الذين جاء ذكرهم مسبقا.

ب - إن سكان الشمال الآشوري ما هم إلا مجرد خليط من الأسرى الكلدان والآشوريين، الذين جلبهم الملوك الآشوريين من الجنوب وإسكانهم في ربوع بلاد آشور التاريخية.

الاجابة:

أولا، إن انتشار " الكثلكة " كانت عامة، وحتى لو قبلنا بهذه النظرية السخيفة والتي ليس لها مصداقية إطلاقا، لأن الشعب الآشوري الذي حكم المنطقة طويلا وأقام امبراطورية واسعة الأرجاء والتي لم يحققها شعب آخر في الهلال الخصيب لم يكن بتلك الغباوة أن يسكن أقوام غرباء بين ظهرانيه كي يشكلوا له المتاعب، في وقت الهدف منها هو ردع هذا الشعب من القيام بأي اضطرابات. ومن ثم عندما استشرت " الكاثوليكية " في المنطقة لم تكن تميز في وقت ليس بإمكانها التمييز بين الكلداني والآشوري حتى لو صحت أضخاث أحلام المتكلدنين الجدد. كما أن مصدر هذه الدعوة جاءت من مصادر آشورية  وليست كلدانية، ومن ثم  مهما كان عدد السبايا، بدون أدنى شك سيكون قليل جدا بالمقارنة مع سكان بلاد آشور الذين كانوا الأكثرية حتما. السؤال هنا يكمن، هل من المعقول ان يكون هؤلاء الكلدان الأغلبية في بلاد آشور كما هو اليوم  إثر الدخول في الكاثوليكية ؟ طبعا لا، إذا الفكرة ولدت ميتة وليس لها المصداقية .
ومن المعروف أن الشمال بقي إقليما آشوريا جغرافيا وسكنيا، وليس هناك أي وثائق تشير بعد أفول نينوى ما يزيد على 2500 عام أنه وجد في بلاد آشور كلدان يعيشون في ربوعه جنبا إلى جنب الآشوريين ما عدا ربما باعداد جد قليلة الذين من المحتمل هربوا من الإضطهادات، وهذه الأرقام لن تؤثر في ديمغرافية البلاد زد إلى ذلك بأنهم حتى إذا وجدوا ، من المؤكد قد انصهروا في الأغلبية الآشورية، كما انصهر الكلدان وبقوا بدون أثر في الجنوب نتيجة الاسلام والإستعراب.


ج - إن الشعب الآشوري في الشمال أي في بلاد آشور، هو كلداني صرف والآخر بما يسمى الاشوري هم ليسوا إلا مجرد صنيعة الكنيسة الأنكليكانية الانكليزية في نهاية القرن التاسع عشر والقرن العشرين بتسميتهم الآشورية.

الإجابة :

إن الذين يشيعون هذه النظرية السخيفة، يجب أن يكونوا أما جهلاء بالتاريخ  أو مرضى عقليا، لأنهم  يبنون هذه الأقاويل على الإجتهادات الشخصية والتي ترتكز على الحقد والحسد اللذان استشريا بفعل انتشار المذهب الكاثوليكي، حيث شجعت البابوية مثل هذه الانتهاكات الغير أخلاقية لتمرير مخططها الجهنمي على شعبنا الأعزل .
أضف إلى ذلك، كما أشرنا أعلاه اننا نعرف أنفسنا من نحن، ولم ننتظر يوما من الأخرين لمعرفة هويتنا القومية التي جاءت على ألسنة أجدادنا الأولين واللاحقين المسيحيين الذين افتخروا دوما بآشوريتهم التي حتى الكتب السماوية باركت أمتنا سواء في العهد القديم ( اشعيا  ،  حزقيال ) وكذلك في العهد الجديد الذي فيه رجال  نينوى سيقومون  في الدين مع هذا الجيل ويدينونه  ..... ( إنجيل متى ، الأصحاح 12، العدد 41) ولكن هم الذين حرف أسمهم الآشوري الصرف بذلك الكلداني الذي ليس لهم لا ناقة ولا جمل بالكلدان القدامى من قبل بابا روما كما ذكرنا أعلاه.

-   
د - ومن الاثباتات على هذه المزاعم الباطلة أن بطاركة الكنيسة المشرقية النسطورية حملوا أختاما تشير إلى كنيستهم الكلدانية .

الإجابة :

تاريخيا، الكنيسة المشرقية لم تعرف يوما بالكنيسة الكلدانية، لأنها عرفت بالكنيسة الكاثوليكية ( الجامعة ) المشرقية في بابل،  ثانيا إن هذه الخواتم هي من المؤكد حديثة العهد أي تعود إلى تلك الفترة التي كانت فيها الكنيسة المشرقية في أضطراب ( 1681 – 1827 ) حيث كان للكنيسة المشرقية هذه ثلاثة بطاركة في آن واحد وكل هذا حصل بسبب تدخل الكنيسة البابوية في شؤوننا الداخلية التي أدت حتى إلى الإستغاثة بالكنيسة الأنكليكانية كما أوضحنا أعلاه من أجل المساعدة ثقافيا لأن نجاح البابوية في ديارنا كان سببه ثقافي، إذ فتحت المدارس العديدة والمزودة بالمطابع التي كانت قفزة نحو الأمام في تلك الفترة، ولكن كل هذا كان مشروطا بالإنضواء تحت الراية الكاثوليكية التي لم تعترف بمسيحية الأخرين، لذلك كان النساطرة أي الكنيسة المشرقية عندهم هراطقة .
وهكذا عندما قبل البطريرك يوحنان سولاقا المستقر في حكاري الإنضمام الى كنيسة روما ، ومن جهة أخرى برز المطران يوحنان هرمز من عشيرة أبونا كي يرسم بطريركا ( 1830 )  في الوقت الذي فيه الأول عاد الى الكنيسة المشرقية .
وبناء لهذه التطورات، كان البطريرك سولاقا وقتئذ هو وبعض من أساقفته يحملون  الاختام بتسمية الكلدانية، والجدير بالذكر لم يكن يقصد من ورائه هويتهم، بل والمقصود كان دينيا صرفا إذ كما نعلم أن العهد الجديد يذكر قصة المجوس ومعناها الكلدان بلغتنا لذلك استخدموا التسمية هذه بكل فخر كون الكلدان كانوا أول العارفين بولادة المخلص يسوع المسيح.

ه - وما يزيد الطين بلة أن هؤلاء المتكلدنين الجدد، يرون كل شيء في بلاد الرافدين  سواء من الناحية القومية او اللغوية كلداني صرف.

الإجابة :

من المعروف أن الديانة المسيحية لم تكن حركة سياسية أو قومية، بل حركة سماوية  إنسانية والسيد المسيح نفسه عرف عقيدته عندما كان البعض محاولا توريطه مع السلطات الرومانية حينما سأله أحد الافراد ما رأيك هل نلبي مطاليب قيصر الروماني؟ اليهود كانوا ينتظرون من المسيح ان يكون قائدا محاربا وملكا عظيما، بينما رسالته كانت سماوية خالدة ولا أرضية زائلة إذ قال لهم قوله المشهور " اعط لقيصر ما لقيصر وما لله لله " إذ خيب آمالهم بجواب كهذا!
واليوم، يحاول الكثيرين بخلط الأمور الدينية بالدنيوية وهذا خطأ فادح ولا يدل على المسيحية الحقة. من المؤسف أن السلك الكهنوتي ما يسمى بالكلدان نجده اليوم منغمس حتى أذنيه بأمور أرضية .
لا ألومهم على هذا المنهج الخاطيء واللامسيحي – بكل معنى الكلمة – إذ تلقفوها من الكنيسة الكاثوليكية التي تريد بناء امبراطورية أرضية عكس تعاليم السيد المخلص، لهذا ترى هؤلاء الكهنة يدأبون في تقوية سلطانهم الأرضي بأي طريقة كانت.
وعلى هذا الأساس تراهم لا يهمهم المور الدينية بقدر الأمور الأرضية، إذ تراهم يستدخدمون اللغة العربية مع أنهم يفتخرون بلغتهم الكلدانية الآرامية التي على حد قولهم تحدث به السيد المسيح ولكن لم أسمع واحدا ألف كتابا بهذه اللغة .
أما دور ما يسمى الكلدان، ليس إلا دور ثانوي بالمقارنة مع الأمة  الآشورية التي تجد بعشرات من الكتب تتحدث خصيصا عن الأمة الآشورية بينما قلما تجد كتابا يتحدث عن الكلدان ومن المؤكد إذا وجد فكاتبه من الطائفة، بينما كل الذين كتبوا عن شعبنا الآشوري هم مؤرخون لهم مكانهم المرموق في الاستشراق إلى درجة حتى سموا دراسات المنطقة بعلم  " الآشوريات " ومن ناحية اللغة،يمكن القول اللغة الكلدانية كقولك اللغة الشمرية أو الجبورية ، بينما دارسي اللغات السامية وعلى سبيل المثال هناك كتاب شائع لمؤلفه أ. ولفنسون ( أبو ذؤيب ) وهو تاريخ اللغات السامية لا يذكر بوجود لغة كلدانية، بل أول لغة سامية يتحدث عنها هي  اللغة الأكادية / البابلية – الآشورية ( 16 ).
 
 

.

الإجابات الدامغة والرادعة لمن يستتهترون بالتاريخ:

والحديث عن هذه الشرمة التي هي مؤلفة عموما من رجال الدين ما يسمى بالكلدان، وإذا وجد بعضا من العلمانيين إلى جانبهم، فهم ليسوا إلا أولئك الذين يرددون ما يلقنونه لهم الإكليروس الكلداني مثل الببغاءات الذين لم يفتأوا  يوما من التهجم على كنيستنا وعلى قوميتنا.
وهاك المطران مار سرهد جمو في مقال له يمكنك قراءته على الرابط التالي:
http://www.kaldu.org/3_chaldean_culture/BishopSarhadYJ_All.html

المطران جمو ، يأتي بكل البراهين على قوميته الكلدانية في وقت ينكر وجود الشعب الآشوري استنادا إلى شهادات الأجانب من الافرنج ، وبذلك يحجم ذكر آباؤنا الجهابذة المسيحيين وعلى سبيل المثل العلامة كيوركيس وردا الأربيلي ( توفي 1225 ) الذي جاء بقصيدة طويلة عن بطاركة الكنيسة المشرقية العتيدة حيث يذكر في خمس أسطر الشعب والأمة الآشورية في افتخار إذ لم يذكر اسم الكلدان بالمرة. والذي لا يصدق ما أقوله عليه أن يستفسر للحصول على هذه القصيدة العصماء لا من هؤلاء ما يسمون أنفسهم بالكلدان بل من شعبنا الآشوري الذي هو الوحيد احتفظ بها وإخوتنا رموها في سلة المهملات وعوضوا عنها لغتهم العربية !
أما ما قاله الكاردينال مار دلي الذي أخذ يتأرجح بين الآشورية والكلدانية ومن ثم الآرامية ستجده على الرابط أدناه مع ما كتبه كل من المطران لويس ساكو والأب المؤرخ ألبير أبونا حيث يرى الأخير بأننا آراميين حسب قوله لأن الاراميين كانوا شوكة في عيون الآخرين ومنهم بالطبع شعبنا الآشوري، كما وبكل افتخار يذكر حنكة آرامييه الذين تارة وقفوا مع الكلدان ضد الشعب الآشوري حيث تم اسقاط الدولة الآشورية ومن ثم داروا ظهر المجن على الكلدان ووقفوا بجانب الفرس باسقاط الدولة الكلدانية، كم عظيمة أمته الآرامية التي شغلها الشاغل كان حبك المؤامرات ضد الآخرين في وقت وهو معروف للجميع وله أيضا ان آراميوه كانوا أفشل شعب على وجه البسيطة كما جاء في كتاب " العراق القديم " للكاتب الفرنسي جورج رو ( 17 ) وللمزيد يمكنكم استخدام الرابط التالي:

http://www.aramaic-dem.org/Arabic/0.htm

 والطريف يمضي الأب ألبير أبونا  في مقاله المعنون " من نحن وما هي قوميتنا ؟ " أستشهد بهذه النص:
"إلا ان ما يثير الإعجاب عند هؤلاء الأقـوام  هي لغتهم المدهشة  ببساطتها وسهولة استعمالها  وسرعة انتشارها بين الدول الكبرى  التي استخدمتها لغةً للتداول والمراسلات  بينها وبين مستعمراتها البعيدة والقريبة ، بجانب لغاتها الخاصة الاشورية او البابلية او الفارسية ، بل حازت على قصبة السبق على لغات المنطقـة ، وفرضـت نفسها على مختلف الصُعـد  ."

لا أدري عن أية دهشة يتكلم ، وكيف شعب مقهور منقسم على ذاته يفرض لغته على الآخرين؟ من المعروف ان الأمم العظيمة هي التي تنشر لغاتها وعلى سبيل المثال ، اللغة الأنكليزية ، الفرنسية، الاسبانية والعربية .
ألم يكن الأفضل لك ألا تقحم نفسك في أشياء التي غدت سياسية من أن تكون دينية ؟

وإذا كانت لغتهم هذه مدهشة وسهلة الاستعمال، لي سؤال بسيط جدا لك أبونا الجزيل، هل بوسعك أن تدلني على كتاب واحد ( فقط ) كتبته بهذه اللغة؟ ومن ثم لماذا لم تقم يتدريسها وتعميمها على شعبك الذي هو مثلك عربي اللسان ؟!
واسمح لي أن أوجه لك نفس السؤال الذي وجهته الى المطران جمو وهو: هل سمعت بالملفان كيوركيس وردا الأربيلي ؟ وما جاء في قصيدته التي يقرظ الآباء الكنسيين البطاركة في كنيستنا قبل إنتشالها من مرتزقة وعملاء البابا ( محمد الغرب ) حيث هو أسوأ من محمد الشرق كما جاء وصفه في أحدى رسائل مار شمعون مستغيثا من الكنيسة   الأنكليكانية في مطلع القرن التاسع عشر .

الخاتمة

بالحقيقة هناك الكثير في جعبتي من هذه القضايا، ولا أريد أن أطول الموضوع، ولكن المؤسف قوله لا أدري لماذا هؤلاء وخصوصا رجال الدين ما يسمى بالكلدان الذين يقحمون أنفسهم في أمور دنيوية وليست سماوية ، إلى درجة مع احترامي الكبير لهم يقومون حتى بالتحايل على الشعب !
إن الرادع الأوحد هو الشعب، هذا الشعب الذي يجب أن يقوم بواجبه في خدمة الأمة ولا يترك هذه المسؤولية على كاهل رجال الدين التي هي أساسا ليست من وظائفهم وأن يقوموا من الآن وصاعدا أن يحاسبوا إكليروسهم لهذه الخروقات الكبيرة والخطرة التي الشعب يدفع الثمن لها وكذلك لفشلهم الذريع في خدمة الكنيسة باللغة السريانية التي يفتخرون بها كلما سنحت الفرصة ولكن من جهة أخرى يرفسونها بأرجلهم كي يتباروا مع الآخرين بلغاتهم سواء هي اللغة العربية أو غيرها.  .

آشور بيث شليمون


المراجع:


( 1 ) Patricia Crone & Michael Cook, Hagarisl, the Making of the Islamic World, Cambridge University  Press 1970, pp88                                     
( 2 ) Marco Polo, the Travels , Penguin Classics  1958 , pp53-57                   
( 3 ) ألمرحوم أدي شير، تاريخ  كلدو وآثور ، الجزء الثاني – صفحة                                     
( 4 ) Patricia Crone & Michael Cook , Hagarism , the Making of Islamic World , Cambridge University Press 1970 , 57-58                                   
( 5 ) البابا يوجين الرابع هو أول من أطلق التسمية الكلدانية على نساطرة قبرص وذلك حوالي 1443
( 6 ) Arnold J. Toynbee , A study of History , volume 5 , Oxford University Press  1962 , pp 238                                                                                   

( 7 ) منح الحقوق الثقافية  للمواطنين الناطقين باللغة السريانية  1972  - إعداد جميل روفائيل و عبد الأحد بنيامين ، مطبعة الأمة -  بغداد
( 8 ) كتاب مركانيتا حول حقيقة الديانة المسيحية – ملحق  قصيدة الملفان كيوركيس وردا الأربيلي  حول بطاركة الكنيسة المشرقية – المطبعة الآشورية في الموصل/ نينوى  1924
( 9 ) المروج النزهية في آداب اللغة الارامية  الجزء الثاني، القس اوجين منا – مطبعة الدومينيكية ، الموصل 1901  الفصل السابع والعشرين  أو الفصل السادس  عشر من الجزء الثاني عن العلامة المطران مار عبديشوع الصوباوي 
( 10 ) Rev. E. L. Cutts, BA.,  Christians Under  the Crescent  In Asia, London , England                                                                                 
 
( 11 )  هرمز م . أبونا ، الآشوريون بعد سقوط نينوى، المجلد الثامن – 2004  الفصل الثامن

( 12 ) Rev. E. L. Cutts, BA., Christians Under thE Chriscent  In Asia, London England                                                                                   
( 13 ) Herodotus, the Histories , Penguin Classics by A. R. Burn  1972 , pp                        466-467                                                                                                                                                                       
( 14 ) SAGGS, Henry W. F. : THE MIGHT THAR WAS ASSYRIA, Sidgwick & Jackson , London – England 1984 - pp 290                     
( 15 ) Doctrine of Addai in W. Cureton ( ed and tr), Ancient Syriac Documents, London and Edinburgh 1864, pp 15=16                         

( 16 ) أ. ولفنسون ( أبو ذؤيب ) ، تاريخ اللغات السامية ، دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت ، لبنان  ( إعادة الطبع للكتاب ) حيث الطبعة الاولى مصرية .
( 17 ) Georges Roux, Ancient Iraq , New Edition , Penguin Books 1992  , pp 275                                                                                                           

232
كتاب عظمة  " آشور " ترجمة الأستاذان خالد عيسى و أحمد سباتو
إن كتاب " عظمة آشور " او وفق التسمية الإنكليزية  " THE MIGHT THAT WAS ASSYRIA "

لقد ظهر في الأسواق لأول مرة عام 1984 في بريطانيا والكاتب وهو هاري و. ف. ساغز الذي له كتب أخرى عن حضارة وادي الرافدين ولكن يعتبر هذا الكتاب من أفضل ما كتبه إلى الآن .

أرفع قبعتي إجلالا للأخوين المحترمين كل من الأستاذين خالد أسعد عيسى وأحمد غسان سبانو على المجهود الكبير الذي بذلا في إخراج الكتاب باللغة  العربية. و ليتسنى قراء العربية التعرف على الشعب الآشوري ودوره القيادي والريادي لا في العراق، بل في كل الهلال الخصيب.

لذلك بكل فخر أحب أن أقدم للقراء الأعزاء كلمتهما في مؤخرة جلد الكتاب كما شكري الجزيل للصورة الجميلة التي إختاراها لمقدمة جلد الكتاب والآن أترككما لما وصفوا هذا الشعب من مآثر حميدة :

" كما الولايات المتحدة الأميركية – هذه الأيام – قوة عظمى تحاول التحكم بمصائر الشعوب والأوطان، كذلك كانت " آشور " قوة عظمى تسيطر على العالم الذي كان في الألفين الثاني والثالث قبل الميلاد وتقيم في الشرق القديم  وحدة طبيعية ونظاما قوميا يوحد الوطن الممتد – من ذرى جبال زاغروس الى قمم جبال طوروس ومن أمواج البحر المتوسط حتى رمال الصحراء العربية في الجنوب. لقد عمل المستشرق " هاري ساغز " سنوات طويلة في العراق وقد كان أكثر من منقب عن سعي الآشوريين في عملهم التوحيدي ، فلم يقرأ – ويكتشف – قدراتهم العسكرية فحسب، بل وغاص في شؤونهم السياسية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية واضعا هذا الكتاب المتميز الذي يقرأه المهتم فيرى فيه العظمة التي كان أساسها آشور.

تحية إحترام و إجلال للأستاذين مرة أخرى ونطلب من المولى أن يحفظهما في خدمة شعوبنا  بكل عقل نزيه ومخلص الذي لا يشوبه شائبة كما البعض وللأسف ينظرون على الشعب الآشوري بعين شزر، والله من وراء القصد.

تنويه:
الطبعة الاولى عام 2002 – عدد النسخ 1000
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة رسلان علاء الدين
يطلب الكتاب على العنوان التالي:
الدار السورية الجديدة/ مؤسسة رسلان علاء الدين
سوريا. دمشق ص. ب: 30598

آشور بيث شليمون- الولايات المتحدة الأميركية
_______________________________

233
هل ما يسمى أدباء الكلدان في نوبة هذيان؟!


سبحانك يارب مدبر الأعمال ومغير الأحوال، وبعد سبات طويل وإذ نحن وفي بلاد آشور / ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ نفاجأ بما يسمى الكلدان. علما أن كاسديين ( 1 ) الكلدان كانوا في قديم الزمان أحد الشعوب العديدة من سكان الجنوب ووطنهم على الأغلب في منطقة المستنقات، ( الأهوار ) جنوب بابل كما تعرف اليوم في العراق وبيوتهم عادة من البردي، وهذا مستند تاريخيا و موثق وجودهم من قبل الملك الآشوري سنحريب (    A.D.704-681 ).

ولكن العجيب، كيف اختفوا في الجنوب واليوم  ليظهروا في بلاد آشور على غفلة وبجرة قلم، حيث جمهرة مليئة بالغطرسة وتشويه وتزييف التاريخ  وبدون خجل  يعملون على بعث الكسدية  /الكلدانية المنقرضة، بل حتى  وأبعد من ذلك إلى محو الأمة الآشورية العتيدة وفي عقر دارها .

من المؤسف أن الغالبية منهم والذين يطلقون على أنفسهم اليوم "  أدباء الكلدان " لا يجد المرء شيئا من آدابهم إلا باللغة العربية، في وقت يشنفون ويزعقون الآذان عن لغتهم الكلدانية التي لم يذكر المستشرقين عنها.  والأنكى من ذلك يريدون أن يحولوا الشعب واللغة والجغرافيا الآشورية  بتسمية كلدانية جديدة التي تنكرها الآثار والحقائق على أرض الواقع. أليست نكتة القرن ؟!
والغريب في الأمر،  أنهم  يروجون تهمة وعلى لساننا التي لا وجود لها البتة، وعلى حد قولهم بأننا نحاول طرد ما يسمى " الكلدان " والتي عندنا هي طائفة آشورية، وهل هذا معقول ؟ كيف نطرد إخوتنا وهم من لحمنا ودمنا أليسوا أولئك الذين كما ذكر مرة الأخ العزيز فاروق كيواركيس مستشهدنا على لسان الأخ المهندس حبيب حنونا، كيف هرع الجنرال آغا بطرس لنصرة بني جلدته عندما كان هناك في الأفق تهديدا من قبل البدو العرب للبلدة الآشورية تل كيف وضاحية العاصمة الآشورية نينوى؟
كل ما قلناه في هذا المجال يا صاح، والكلام موجه إلى أمثالك لا غير وكل الذين يعادون الأمة الأمة الآشورية في أي مناسبة أو بدونها ! لذلك من فضلك لا تشوه كلامي، كما تشوهون التاريخ .

إن كل من يزور المتاحف العالمية في الغرب وأمريكا، على سبيل المثال : لندن، باريس، نيويورك، برلين وشيكاغو، ما يجده المرء  في هذه المتاحف غالبا هو الآثار الآشورية، وفي بعض الأحيان كما هو الحال في مدينة شيكاغو حتى هناك جناح مستقل عن بلاد الرافدين – رغم أن كل الدراسات عن بلاد ميزوبوتاميا – بيث نهرين هي مشمولة في علم الآشوريات Assyriology ولكن تجد  هناك جناح آشوري خاص لوحده، وليس هذا، بل وأفضل وأوسع قاموس لغوي من جامعة شيكاغو هو القاموس الآشوري Assyrian Dictionary وبدون ذكر الكلدان وما يحزنون!

أما اليوم وإذ نحن مع هذه الشرذمة التي تسبح في أحلامها الخيالية الوهمية  لتجد نفسها  ممثلة للأمة الكلدانية الوحيدة في بلاد الرافدين شعبا ولغة وإنجازا! فهذا كلدان الأهوار والبحار وذاك كلدان السهول وآخر كلدان الجبال الخ .... إنها حقا نكتة  !

ومن الغرابة أن البعض منهم يصدق هذا النوع من الهلوسة .  لا بل يدفعها قدما بنبش الكتب لما جاء في خلد بعض الكتاب في قديم الزمان والتي هي مستندة غالبا على الكتاب المقدس الذي للأسف تناولته الأيدي الصهيونية الخبيثة بإدخال وحشو الكتاب بأساطير لا وجود لها أو حتى إذا ما وجدت ولكن حرفتها من حقيقتها والقراء دون شك يدركون جيدا بأن ذكرت كثيرا من الأمثلة شخصيا في كتاباتي السابقة وهنا للتذكير فقط أقول بأن الخطأ  الفادح إذا صحت نظرية الأنساب، إن " عيلام " ليس الإبن البكر لسام بن نوح، بل " آشور " هو الأبن البكر لسام لأن عيلام ليس ساميا بالمرة، كما ليس هناك لا كلدو ولا الكلدانية ولا ما يحزنون مما تأتي به شرذمة من المتكلدنين هذه الأيام وخاصة بعد  عام 2003 لأن قبل ذلك لم يجرؤ منهم التخطي الخطوط الحمراء بل وهم عادة في تعداد العروبيين في غالب الأحيان يحسبون.

وهنا أقول، سواء استندنا إلى التاريخ الذي انكشف من خلال الحوليات الآشورية ( لأنها السائدة ) لا في بلاد الرافدين، بل حتى في الهلال الخصيب برمته ، تبرهن على السيادة الآشورية الفريدة ولا لغيرها، والطامة الكبرى حتى هؤلاء الأدباء العمالقة الذين يسمون أنفسهم بالكلدان، ترى بعد جعلهم  المنطقة كلدانية شعبا ولغة في هذه الأيام، فإنهم لا يزالون يستشهدون بالحوليات الآشورية في كتاباتهم عادة ، لماذا ؟ وذلك الجواب بسيط جدا لأن ما يسمى الكلدان لم يكونوا إلا على الهامش من تاريخ المنطقة وإلا ، لماذا لا يستندون إلى كلدانهم الذين هم سكان بيث نهرين ولا غيرهم من الجنوب ألى الشمال؟!
في تاريخ منطقة الهلال الخصيب وبيث نهرين خاصة، لا تجد آجر واحد باللغة الكلدانية؟ وكل الدارسين والمستشرقين،  كل ما يقولونه هو عن اللغة الأكادية / البابلية والآشورية لأنهم شعب واحد والكلدان ممن نزحوا إلى المنطقة في الألفية الاولى قبل الميلاد، بينما البابليون والآشوريون وجدوا هناك بآلاف السنين.
ويجدر الإشارة في سياق هذ الكلام حتى الملك البابلي نبونيدس الذي حكم بابل 60 سنة وبعد سقوط نينوى يرجع أصوله إلى الأمة الآشورية كونه من آخر عاصمة آشورية وهي حران. ( 2  )

ومن الغريب العجيب، أن هؤلاء اليوم كلما يذكرون بابل، يلصقون الكلدانية بها وهذا تزييف وتشويه التاريخ بحد ذاته، لأن الذين حكموا بابل في مطلع القرن السابع قبل الميلاد كانت عبارة عن أسرة كلدانية ولمدة قصيرة جدا، بينما السيادة الآشورية كانت طويلة جدا وإن تخللتها انتكاسات ولكن العصور الآشورية الذهبية تسود بملوكها الذين هم 117 ملكا في الوقت الذي فيه ليس هناك أحد غيرهم كان له هذا القدر من السلطة في كل الهلال الخصيب.
إن ما يسمى الكلدان والآراميين، كما يصفهم المؤرخ الإنكليزي   Arnold J. Toynbee في كتابه A Study of History بما يلي:

“ In the decade of eighth century B.C. Probably Tiglath Pileser justified his action on the ground that the anarchy into Babylonia had since fallen was spreading to the Assyrian side of the border; and, after marching in, he appears to have received some kind of mandate from the citizens of Babylon, who saw in this sovereign of neighboring sedentary kingdom of kindred  culture a possible protector of civic life in Babylonia against the rising tide of
local Aramaean and Chaldaean Nomadism. “ Volume 4, page 477

" بما معناه هذه الشعوب البدوية أي الآراميون والكلدان، حيث استشرت الفوضى بسسببهم في البلاد
حتى كان لها آثارها في بلاد آشور نفسها، مما دفع الملك تغلات بلاصر أن يأخذ بزمام الأمور بعد الحصول على إنتدابه على بابل وبرضاها بتحريك الآلية العسكرية ضد هؤلاء البدو الذين عاثوا في البلاد من فوضى واضطراب كي يغدو المدافع و المحامي للثقافة والحياة المدنية في بابل."

والجدير بالذكر، أن أفضل وصف للحالة هذه جاءت على لسان ، مؤلف كتاب اللغات السامية حيث قال ما يدعم مقولة المؤرخ البريطاني Toynbee  بما يلي:

" لذلك استطاع الآشوريون الذين كانوا أمة واحدة وعنصرا واحدا أن يتدخلوا في شؤون بابل ويبسطوا نفوذهم عليها شيئا فشيئا.
والحق أن بابل كانت – كما يدل لفظها العبري والعربي – خليطا من أمم مختلفة  متبلبلة الألسن متباينة النزعات والميول ." من تاريخ اللغات السامية لمؤلفه أ. ولفنسون ( أبو ذؤيب ) مدرس اللغات السامية في الجامعات المصرية – من منشورات دار القلم ، صفحة 33
والخلاصة، في هذه الأيام من حين لآخر تظهر لنا شخصية تدعي بالكلدانية، ، والواقعة جنوب بابل على الخليج . وهذه المرة طلع علينا  المدعو  " منصور توما ياقو "  لكي يثقفنا لغويا، في وقت كل الذين يدورون مثله والمعادون للقومية الآشورية من الإكليروس الكلداني، وهم بالطبع أقلية، بينما هناك أشاوس في شعبنا الذين لا ينكرون هويتهم الأصلية، واجمل ما قرات كان، حيث احد من هؤلاء المناوئين خاطبه لكونه من الطائفة الكلدانية، ولكن الأخ العزيز قال بكل فخر، لا فأنا لست من أسرى الكلدان!
والسيد ياقو، يريد أن أكون " كلدانيا " لأن  الكلدان على حد زعمه استخدموا التسميات ( بيث وملك ) وكون اسمي يحمل التسمية العائلية (بيث ) ناسيا أنها مستخدمة في كل اللغات السامية وليست حصرا في كلدانيته كما يدعي، وإلا فإن ملكي السعودية والأردن وجب  إعتبارهم كلدانا باستخدامهم مفردة  " الملك " بناء لمقولة اللغوي السيد منصور توما ياقو، وهنا  بوسعنا القول أن السيد منصور توما ياقو، عربي الهوية لكون اسمه  " منصور " وهي الصيغة العربية !

قبل أن تدخل في مثل هذه المتاهات يا أخينا الفاضل، التي من المؤكد ستقودك  الى ما لا تريد عقباه، اذهب وثقف  نفسك وإكليروسك وبالأخص مع احترامي الذين يعادون الأمة الاشورية حيث اللغة الكلامية والطقسية عندهم هي اللغة العربية يا صاح !
يؤسفنا جدا عندما نقرأ كتابات هؤلاء الاشخاص، الذين لم نرتكب أي جريمة ضدهم، كي نجدهم يدعمون ما يروجه الاعداء وخاصة العروبيين ضدنا، من شاكلة  الصهيوني أحمد سوسة ، والعروبي عبد الرزاق الحسني، والكردي الحيدري  وغيرهم في وقت نشهد اليوم كثيرا من إخوتنا العراقيين الذين يدافعون عنا اكثر منهم، إنها مأساة حقا ولا أحب ان أدخل في هذه الدهاليز المعتمة لأنها مؤلمة، نعم مؤلمة للغاية!

إنها ظاهرة عامة بأنكم تجدون  معظم كتاب الأجانب وحتى من  شعبنا العراقي، يذكر الشعب الآشوري في حين قلما يكتبون عما  يسمى بالكلدان. ومثال على ذلك فهناك السيد عبد المجيد حسيب القيسي، صاحب كتاب " الآثوريون ، هوامش على تاريخ العراق السياسي الحديث – من منشورات مركز الموسوعات العالمية – لندن 1999 أو مثلا كتاب باللغة الإنكليزية " حرب الخليج  " لمؤلفه ماجد خدوري والمطبوع من قبل جامعة أكسفورد عام 1988 حيث يتحدث كيف أن  العراق الحالي كان له حضارة عريقة والتي قامت على سواعد البابليين الآشوريين وهناك العديد من كتب أخرى التي لا حصر لها في هذا الموضوع.

آشور بيث شليمون


( 1 ) هناك تسمية أخرى يعرف بها  " الكلدان " وهي " الكاسديون/  Kasdean " للمزيد أضغط على الرابط التالي:

http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:dvAfe8pddCEJ:www.blavatsky.net/magazine/theosophy/ww/additional/christianity/TheTrinity.html+WHO+ARE+THE+KASDEAN%3F&cd=4&hl=en&ct=clnk&gl=us
)  2 )  Herodotus VII 63

234
الأخ مرقس أسكندر كتب يقول:

آشور بيث شليمون، أسئلة لا بد الإجابة إن كنت متضلعا بالتاريخ


« في: فبراير 19, 2011, 05:33:47 pm »   
 
نعم ربما تكون اسئلة محرجة
آشور بيث شليمون:
كلا يا اخي ليست محرجة إطلاقا وما أسهلها  ....

1 - اثبت لي وللقراء الاعزاء واوجد رقيما ولوح طيني كتب ( الامة الاشورية او القومية الاشوري او الشعب الاشوري) ؟

آشور بيث شليمون:

إذا كان هناك شعب يثبت عن قوميته  لا في بيث نهرين، بل في كل الشرق الاوسط ،  هذا الشعب بدون أدنى شك هو الشعب الآشوري، فهناك في الشمال أي بلاد آشور او كما يسميها شعبنا ( ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ ) وبالخصوص حول العواصم الآشورية.
ومن ثم في لندن مكتبة آشور بانيبال الضخمة التي تحوي أكثر من 26000 رقيما كلها تثبت عن شعبنا في بيث نهرين/ العراق الذي لعب دورا رياديا لا مثيل له.  أضف إلى ذلك حتى الذين أصابتهم الحمى القومية مؤخرا وبعد إحتلال العراق 2003 وهم قلة من شعبنا الآشوري الكاثوليكي( البابا أسماهم الكلدان)  كي يتأسدوا علينا بإكتشافهم الجديد إحدى الدعامات لوجود الكلدان القدامى في العراق هي في المصادر الآشورية.
فإذا كنت لا تصدق ما أقوله، وهو الشيء الذي أريده عندها وعندها فقط ستظهر جليا بعدم وجود الكلدان تاريخيا، حيث لم يتركوا الكلدان القدامى أي أثر يذكر !

2 - من هو الشعب السوبارتو؟

آشور بيث شليمون:

هذا الشعب لم يكن ساميا أسوة بباقي شعوب الهلال الخصيب وعلى سبيل المثال البابليون ، الآشوريون  والأكاديون الذين مع الشعب السومري يشكلون  الشعوب الرئيسية للحضارة الرافديدنية، بينما الشعوب الصغيرة والتي لعبت دورا هامشيا مثل الكاسيين والكلدانيين والآراميين، هذه الشعوب التي تركزت في الجنوب حتى اضمحلت وخصوصا بعد الإحتلال العربي الإسلامي كي تذوب في المجتمع العربي الإسلامي بحيث لا تجد كلدانيا أو آراميا واحدا في الجنوب هذه الأيام وإذا كان هناك فهم ليسوا إلا  آشوريين نزحوا الى الجنوب .
 
3 - اوجد لي وللقراء الاعزاء كلمة  الاشوريين ) قبل القرن العشرين في مدونات الكتب الكنسية ومدونات المستشرقين ؟
اريد دليلا قاطعا تدل على اللغة التي نتكلم هي ( اشورية ) ويطلق عليها بذات الاسم قبل الميلاد وبعد الميلاد اي قبل حلول القرن العشرين .
آشور بيث شليمون:

رغم أن شعبنا بعد دخوله المسيحية في الهلال الخصيب تقريبا اضمحلت التسميات القومية، ولكن هذا ينطبق على كل شعوب المنطقة ما عدا شعبنا الآشوري الذي كان شعبا آشوريا شوفينيا لدرجة ان هناك كثير من الآباء المسيحيين كانوا يفتخرون بآشوريتهم وعلى سبيل المثال طاطيان/ طاطيانوس من القرن الثاني الميلادي والملفان مار نرساي من القرن الخامس والذي شغل مدير ( جامعة نصيبين ) ومن ثم الملفان مار كيوركيس وردا الأربيلي ( ؟ - 1125).
أما بالنسبة الى اللغة، حيث كما أشرنا في كتاباتي السابقة ان الشعوب السامية في الهلال الخصيب وخاصة في بلاد الرافدين كانت تتكلم لغة واحدة والفروقات بينها بسيطة جدا ومن ثم اخذت التسميات الموضعية وعلى سبيل المثال في بلاد او مدينة أكاد سميت ( اكادية ) وفي بلاد بابل او مدينة بابل سميت ( بابلية ) وفي بلاد آشور او مدينة آشور سميت ( آشورية ) هذا ما قبل الميلاد.
أما بعد الميلاد فاللغات عادة تتطور وخصوصا بعد اكتشاف الخط الكنعاني/ السينائي الذي رويدا رويدا اخذ مكان الكتابة المسمارية مع بزوغ الديانة المسيحية هنا ظهرت للوجود ما يسمى " اللغة السريانية " والتي هي لغة تكونت باتحاد جميع اللغات السامية في الهلال الخصيب معا حيث اكتملت ما بين القرنين الأولين حتى التاسع او العاشر بعد المسيحية .
هذه اللغة السريانية بكل فخر بوسعنا تسميتها ب( الآشورية ) بحيث ليس هناك شعب واحد من شعوب الهلال الخصيب احتفظ بها الى اليوم كما احتفظ بها شعبنا الآشوري. فالشعوب الاخرى الكنعانية، الإبلية، الآرامية والكلدانية رفست هذه اللغة أو في كثير من الأحيان اختفت اللغة حيث اختفت معها الشعوب بنفسها ما عدا جيوب صغيرة في القلمون أي الآراميون ، بينما هذه اللغة ما زالت زاخرة في بلاد آشور رغم تشويهها وخاصة من قبل ناطقيها من الكاثوليك والسريان باستخدام مفردات عربية بغزارة .

4 - هل لغتك ( الاشورية ) التي تلفظ كلمات مثل ( بنجارة ) ( بازار ) ( برميلوخ ) ( سباي ) وغيرها من الكلمات الدخيلة كثير منها الفرنسية والتركية والكردية والارانية والانكليزية والقوقازية والايطالية ..هل تعتبر هذه لغتك ؟

آشور بيث شليمون:

أولا، هي ليست لغتي فقط، بل لغتك أيضا، والدليل على ذلك أنت مع احترامي توهم بنفسك الصفة والصيغة الكلدانية التي سميت كنيستكم بها زورا وبهتانا بعد انفصالها من كنيسة الأم. لو كنت انت وكل الرعية المنضوية تحت الراية الكاثوليكية التي ليست إلا بسبب الرشوات المالية والتهديد من قبل كنيسة روما لدى السلطات المحلية كي تصبح اليوم كاثوليكيا وخصوصا بعد القرون السادس عشر حتى التاسع عشر . إن اللغة الكلدانية فيما إذا وجدت وجب ان تكون على الخليج الفارسي ولا حول العواصم الآشورية يا صاح! فإذا وجدت قرى كلدانية في محافظة البصرة عندها وعندها فقط تسميها لغة كلدانية، أما في الشمال لا أنت ولا كل البابوات في روما يستطيعون محو وإزالة آشوريتنا سواء من الناحية الشعبية، التراثية، اللغوية والتاريخية! أما إذا كان هناك من ينكر آشوريته ، رغم اني لست ناطقا باسم الامة الآشورية فإنني متأكد بأن القومية الآشورية هي التي ستلفظ كل ناكريها ولا تريدهم .ا
أما بخصوص المفردات الدخيلة، هذا الشيء موجود في كل لغات العالم وحتى في اللغة العربية تجد مفردات دخيلة من فارسية، تركية،  وحتى من لغتنا السريانية ، هذا لا يمنع لغة ما أن تفقد تسميتها.

5 - ماذا تعني كلمة السريانية ومن الذي اطلقها على سوريا عند احتلاله للعراق عام ( 331 قبل الميلاد ) وماذا تعني اسريانيس المقدونية ؟

آشور بيث شليمون:

مع احترامي في هكذا سؤال الذي تريد مني الجواب في وقت تخبطت في توجيهه وما عليك إلا أن تتم صياغته من جديد رغم أني أعرف ما تقصد . ولكن لن أضيع وقتي للإجابة في سؤال يكتنفه " الضبابية " والغموض!
    
6- لما لم توجد تسمية التيار فبل احتلال هولاكو للعراق بدايات القرن الثالث عشر.

آشور بيث شليمون:

السؤال غير مفهوم وعليك صياغته من جديد بحيث ليس فيما تقوله من منطق؟!
 
7- من الذي اطلق على المغرر بهم من الطائفة النسطورية الكلدانية تسمية ( اثرناية ) وبالعربية ( اثوري ) وماذا تعني
وهناك اسئلة كثيرة ومتشعبة فاجب على هذه الاسئلة ان كنت جادا ب ( اشوريتك ) ؟

آشور بيث شليمون:

ليس هناك من مغرر بهم إلا الذين يسمون أنفسهم ( كلدانا ) اليوم وفق متطلبات روما. ومن ثم ليس هناك طائفة – نسطورية كلدانية ، وكل ما هنالك " الكنيسة المشرقية " أو كنيسة المشرق التي كانت تضم شعوبا من محتلف الأعراق والأجناس. اما في القرون المتأخرة وخصوصا بعد اضمحلال وجود هذه الكنيسة في الجنوب رويدا رويدا في الشمال تشكلت كنيسة تفريبا مستقلة وهي الكنيسة الآشورية التي كانت في آثور.
وإن التسمية الآثورية هي نفسها آشورية لان في اللغات السامية هناك بعض الحروف تاخذ أشكالا مختلفة وعلى سبيل المثال حرف ( ت/ ث، ش) :


ث  < ش <ش <ت الثاء السامية الأصلية ( Proto Sematic  ) تصبح ش/ شينا ومن ثم شينا وتعود ت/ تاء وعلى هذا   ( آثور <  آشور < آشور  < آتور / ܐܬܘܪ ) للمزيد انظر في كتاب :
The Akkadian Influence on Aramaic by Stephen A. Kauufman /  Assyriology Studies – No. 19
The University of Chicago Press  , 1974 pp 19

235
تجميد عضوية السيد يونادم  كنا و تنحية  بعضا من الإكليروس الكلداني من مناصبهم ضروري!

" بإمكان الفرد أن يشوه ويزور الحقائق التاريخية في بعض الأحيان، ولكن لا يستطيع فعل ذلك في كل الاوقات "

                                                                                          ( آشور بيث شليمون )


إن الأمة الآشورية تمر اليوم بأصعب مرحلة من مراحل تاريخها الطويل، وهي محاطة بمختلف أصناف وأنواع الأعداء، ولكن للأسف الشديد ,وما يزيد الطين بلة  أن هناك عدو جديد ينخر في جسم هذه الأمة وهو منا وإلينا وبصورة مختصرة ، بعضا من فئات شعبنا نفسه.

ضرورة أخذ المبادرة لتصحيح الوضع القومي الآشوري قبل فوات الاوان

من سوء حظنا في وقت كان من الأولى  أن نحصد ما زرعته أجيال النهضة الأشورية في مطلع القرن الماضي كي تحقق سبقا قوميا لا مثيل له، ولكن الدور الذي لعبته بعضا من مؤسساتنا السياسية  والمذهبية سبب شرخا وانقساما في صفوف شعبنا حتى يعتبر آفة من الآفات التي تطلب منا جهدا قوميا مشتركا للتغلب عليها وقطع دابرها الى الأبد .

وفي سياق الكلام، أحب أن أقول، إن مشاكلنا وهمومنا تكاد موضعية وهي في بلاد آشور/ ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ  أي بصورة أخرى والتي تبدأ من شمال بغداد أو بالمثلث الآشوري التقليدي المعروف من سامراء – أور مي – أور هي/ الرها. وعلى هذا الأساس نحن لا ننكر للكلدانيين القدامى – فيما إذا وجدوا – في الجنوب في أرض سومر على الخليج الفارسي ولا -  للآراميين القدامى  - فيما إذا وجدوا في القلمون/ دمشق وحقهم في تقرير مصيرهم، لا بل سنساعدهم ونعاضدهم في مسيرتهم القومية،  ولكن نرفض رفضا باتا أن يتأسدوا علينا في وقت هؤلاء قبلا وحتى إلى هذه اللحظة يتوددون للذي يقتل ويشرد ويسلب أرضنا.

ولكن ضروري من ناحية أخرى أن نوضح الحقائق التاريخية لهم  وإزالة كل الشبهات التي وللبعض في نفس يعقوب يريدون إعادة كتابة التاريخ في بلاد آشور حيث ترفسها وتسحقها آثارنا  الصماء والتي بوسعها أن تشنف وتزعق الآذان  بوجود أمة آشورية فريدة بدون منازع . واليوم كل الذين ينتحلون – وهم قلة - هذه القوميات المزيفة في موطننا، لتكن رسالتنا لهم واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، الكلدان القدامى فيما إذا وجدوا، فهم على الخليج الفارسي ولكن كلهم قد استعربوا ودخلوا الإسلام ولم يبق منهم أثربعد عين ولنا شواهد تاريخية بذلك. وكذلك نقول للبعض - نعم للبعض – الذين أصابتهم العدوى  القومية مما يسمون بالسريان أو الآراميين أحيانا، ما عليهم إلا حزم حقائبهم واللحاق بإخوتهم في معلولا ( دمشق ومنطقة القلمون ) وبوسعهم بعث قوميتهم التي لم تكن قومية أصلا ! وهذا نوجهه لاولئك – وهم قلة جدا - الذين لم ينبسوا ببنت شفة عن آراميتهم المزيفة وهم سكان بلاد آشور أبا عن جد من قبل 2003 أي بعد الإحتلال الأميركي للعراق.
إذا أرادوا معرفة عن مصير كلدانهم أو آرامييهم القدماء، ما على هذه الفئات أن تتجه،  الكلدان إلى الجنوب حول البصرة وعلى الآراميين أن يلتحقوا بآرامييهم في منطقة القلمون / دمشق التي فيها راضون صاغرون.

كما نقول للبعض الآخر الذي يعتبر أن طور عبدين والجزيرة هي موطن الآراميين، نقول لهم ما قاله الأخ الفنان حنا حجار مرة، أيصح اعتبار شعبا يجول ويصول بقطيع ماعزه في طول البلاد وعرضها طلبا للمرعى  كما كانت تفعل الى الى عهد قريب القبائل العربية قومية وذو حضارة؟! هؤلاء كانوا ممن وجدوا في الغالب في منطقة طور عابدين أو كما يسميها الكاتب المرحوم إبراهيم كبرئيل صومي - ܛܘܪܢܐ ܕܐܬܘܪ/ جبال آثور - ومن ثم لا بأس ولكن إذا كنتم جادون لماذا أنتم صاغرون ولا تتحركون أو تقاومون العروبة أولا، التي حولت مدينتكم التاريخية العريقة دمشق  إلى"  قلب العروبة النابض " ومن ثم لماذا لا تهرعون وتهرولون لنجدة إخوتكم في الآرامية اليوم الذين لا يعرفون كيف يكتبون حتى لغتهم التي نطق بها السيد المسيح؟ أين هم صناديد ومؤرخي هذه القومية المفلسة في كل تاريخها مختبئون ؟!
والجدير بالذكر أن احدا من هؤلاء دعاة الآرامية يدعي بأننا آراميين حيث كانت لغتنا والتي بنت حضارتنا؟ شيء مؤسف أن نقول لمثل هؤلاء المصابون بالخرف والهستيريا وهم يتكلمون عن الحضارة الآرامية التي لم تكن  موجودة أصلا حتى في الماضي ولا في أي زمان! وما على القارئ العزيز أن يقرا ما كتبه جورج رو في كتاب له تحت عنوان " العراق القديم " / George Roux, The Ancient Iraq- Third Edition pp275  أو ان يزور متاحف العالم .

دور المؤسسات  السياسية والمذهبية السلبي في مسيرتنا القومية

 دون أدنى شك، للأمة الآشورية في تاريخها الحاضر كثيرا من المنظمات القومية ولكن رغم ذلك تعتبر " الحركة الديمقراطية الآشورية " في العراق  الفريدة من نوعها في ظهرانينا والتي جمعت واستقطبت  في البداية كثير من أفراد شعبنا ومن مختلف الطوائف وبدون أي تمييز  وفي عقر دارنا أرض آشور/ ܡܬܐ ܕܐܫܘܪ كما لا نستطيع نكران بأنها حققت رغم قلتها وقصر حياتها في المعترك السياسي  أهداف كثيرة من نهضة قومية وما هنالك من أمور انفردت به بالمقارنة مع المنظمات الآشورية السياسية الأخرى في الخارج . ولكنه من المؤسف أن هذه المنظمة التي ركلت كل تلك الإنجازات بأقدامها في إقدامها في تشويه إسم قوميتنا الآشورية  البهي في الآونة الأخيرة.

المؤسسات هذه ركلت بأقدامها كل تلك المنجزات مؤخرا وخروجها من الخط القومي الصحيح وذلك:


     -  إن أكبر وأول خطأ قامت به هذه الحركة وهو تحوير وتزوير اسم قوميتنا النبيل، والتي إختارته بنفسها اسما لحركتها بالذات.
-   والخطأ الثاني وهو لقد سايرت الكرد في نيل الجيب الكردي العميل بدون اعتراض منها، حتى لم تبال في تبديل الأسماء الآشورية الموضعية بتسميات كردية وعلى سبيل المثال مدينة " أربيل " الآشورية العريقة التي لم تفقد اسمها الى اليوم كي تكون " هه ولر ! هذا وقد ذكرت مصادرنا الآشورية في سوريا أن الكرد يريدون تبديل كل من أسماء مدينتي القامشلي ورأس العين أيضا.
-   والخطأ الثالث وهو قد حصرت الحركة هذه  القيادة في مجموعة تكاد أممت قيادة القومية الاشورية في العراق منذ تاريخ بداية تكوينها في شخص السيد يونادم كنا وشركاه.
-   والخطأ الرابع  حيث أحاطت الحركة  نفسها في الخارج بطبقة معظمها مليئة بالفساد .

أما من الناحية الأخرى، يبدو للأسف أن للأمة الآشورية ندا آخر وهو ليس بجديد، ألا وهم مع احترامي " عملاء " كنيسة الفاتيكان، هذه الكنيسة التي كانت في كل تاريخها الطويل تتآمر لا على كنيستنا المشرقية على حدى، بل على الكنائس المشرقية الأخرى ومنها كنيستنا الشقيقة " الأرثوذكسية " .
إن العداء المستحكم لهذه الكنيسة لهو قديم جدا يكاد يعود إلى  العصور المسيحية الأولى، ولكن توجت الكنيسة البابوية نصرها المبين منذ أواسط القرن السادس عشر حيث استخدمت كل الطرق المباحة لها في شراء الضمائر وإرعاب الاهلين لدى السلطات الأجنبية لكل من يعارض مشروعهم الجهنمي في تفتيت كنيستنا .
والطامة الكبرى أن هذه الكنيسة بإكليروسها وبعض العامة المضللين من قبلها لا يزالون  ينهجون  نفس السياسة والتي منها حتى التآزر والتعاون مع الإسلام، ولم يخجل البعض والظاهر أنهم فقدوا الحياء ونسوا ما ارتكبه الإسلام في غضون السنين المنصرمة من مجازر وارهاب واستفزازعلى شعبنا في العراق، إذ نرى البعض وهم ذووا ثقافة عالية في كتاباتهم يشيدون بالإسلام، يا للعار والشنار! بينما ترى يعادون القومية الآشورية في خطابهم  بتوجيه تهم الخيانة وغيرها من الأمور التافهة العقيمة التي حتى غيرهم من العراقيين بالكاد يروجونها!
والجدير بالذكر رغم نجاح الإكليروس المسمى بالكلداني من قبل بابوات روما  في تحقيق مشاريعهم الجهنمية ضد شعبنا طوال أربعة قرون ونيف منذ انفصالهم الى يومنا هذا،  إذ بإمكاننا تلخيص أعمالهم الهدامة بما يلي:

-   الدخول في شئون قومية والتي هي ليست من اختصاصهم.
-   القيام بنشاط مكثف في تزوير وتشويه تاريخنا الى درجة أنهم ضربوا على الحائط كل الدلائل التي تثبت قوميتنا الآشورية، بينما يخدعون رعيتهم حول الكلدانية التي ليس لهم فيها ناقة أو جمل وهم سكان آشور/ آثور.
-   عدم الإكتراث بتراثنا ولغتنا وعملهم الدؤوب في جعل اللغة العربية لغة  رسمية حتى أحيانا في ديار المهجر.
-   اجتهاداتهم ونشاطاتهم يصب في خانة واحدة وهي في تعميق الهوة بين الشعب الواحد وتشجيع الكراهية والحقد التي لا تخالف التعاليم المسيحية السمحاء فحسب،   بل حتى العرف الإنساني والدولي عموما.
-   
إن مثل هذه الاعمال المشينة والتي هي بعيدة كل البعد عن رسالة الرب يسوع المخلص والتي تدعو الى المحبة والتسامح، بينما هؤلاء يسلكون عكس ذلك بزيادة الكراهية والحقد في صفوف شعبنا بنشاطاتهم التخريبية وتعميق الشقة بين جماهير شعبنا  الواحد بطرقهم الملتوية والخداعية  باختراعهم ما يسمى "  القومية الكلدانية " حول العواصم الآشورية في شمال العراق مع الشئون المذهبية العقيمة الأخرى .

الخلاصة:

أيها الأحبة كما ترون أضع أمامكم هذه التجاوزات والخروقات والمخالفات التي لم يحترمها بعضا من اخوتنا سواء في " المنظمة الآشورية الديمقراطية "  وكذلك بعضا من " الإكليروس الكلداني " لذلك استنادا لحبنا واحترامنا لقوميتنا الآشورية العتيدة وبتواضعنا نضع أمامكم خيار واحد أن تعطوه الأهمية القصوى والخيار بالحقيقة خياركم وكلامي هذا ليس فرضا ولا أمليه على  أحد  ، بل هو مجرد نداء واقتراح من إنسان متواضع كرس حياته من أجل أمته الآشورية كي يتم  تصحيح مسار أمتنا في هذه المرحلة العصيبة بأن  تطلبوا  من كوادر الحركة الآشورية الديمقراطية لتجميد  عضوية السيد يونادم كنا وكل حاشيته معه كونه السبب الرئيسي في الإخفاق الذي حصل ويحصل في أمتنا .
كما أقترح أن تكون  القيادة الجديدة من أبناء سهل نينوى وخصوصا من الكاثوليك والأرثوذكس .
وهنا أكرر وأقول، ضروري جدا  أن تكون القيادة الجديدة من إخوتنا الكاثوليك/ الكلدان والسريان . حيث كفاية – قرابة 35 سنة - أن تكون الأمة محصورة في شخص السيد يونادم كنا وحاشيته ومقربيه من الآن وصاعدا لا كرها في شخصه اطلاقا، بل حبا لقوميتنا الآشورية العتيدة وخصوصا لإخوتنا في سهل نينوى والشمال الذين تم تهميشهم.

هذا، وبتواضعي وتضرعي الى الله عز وجل  أيضا،  أطلب وألح من إخوتنا في المذهب الكاثوليكي أي " الرعية "  كونها السلطة العليا القادرة كي تبعد بعضا من الإكليروس الذين منشغلون حتى آذانهم في الشئون القومية وبدون أدنى شك معروفون من قبلهم والتي ليست من اختصاصهم كما أشرنا أعلاه .

ملاحظة،  إخوتي القراء الأعزاء إن مطلبي ليس مدفوعا بأي كره أو حقد على أحد، إذ كل أبناء شعبنا من كل الأطياف والطوائف هم أهلي وأحبهم وأحترمهم، ولكن رأيت من الضرورة أن نضع المصلحة القومية فوق كل اعتبار والله من وراء القصد، اللهم استجب لنا آمين.

دمتم سالمين لأخيكم/

آشور بيث شليمون/ الولايات المتحدة الأميركية

في أواخر شهر شباط  لعام 6760 آشورية
في أواخر شهر فبراير لعام 2011 ميلادية

237
نبذة من المآخذ على مقالة الأب ألبير أبونا ، "  من نحن ؟ وما قوميتنا ؟ "    !

آشور بيث شليمون

تمهيد

إن صيحات كثيرا من مثقفينا وكتابنا ترتكز اليوم على أن لا نضيع وقتنا الثمين على التسمية واشكالياتها العديدة ، ولكن مع الأسف نقول أنها لب المعضلة برمتها وبدون الوصول الى الحقيقة عن ماهية قوميتنا في عقر دارنا،  أرى لمن العبث في تضييع وقتنا  الثمين في أمور أخرى والتي هي في  الحقيقة أمور ثانوية بالمقارنة مع مصيرنا القومي الآشوري . لأن الآشورية هي العامل الأوحد الذي يعطي لنا زخما واندفاعا  وشرعية  أكثر من أي شيء آخر .
لذا أناشد شعبنا الكريم وخصوصا في شمالي العراق / بلاد آشور  أن يضع حدا للصيحات النشاز والمعادية  لقوميتنا الآشورية والتي  هي أساسا من صنيعة أعداء الآشورية التقليديين من الصهاينة  - أولا من أمثال الصهيوني أحمد سوسة وجان جوزيف  وغيرهما كثيرون  وثانيا من العروبيين الوهابيين  .


والآن تعالوا معا  للاضطلاع على  مداخلتي المتواضعة حول  ما كتبه  الأب الوقور ألبير ابونا في هذا الموضوع الهام جدا -


لقد قرأت باهتمام بالغ مقالة الأب الفاضل  ألبير أبونا والمنشورة على الأنترنيت ( عنكاوة دوت كوم ) بتاريخ  8 تموز/ يوليو   الجاري .  و نحن  إذ نحترم رأيه حول الموضوع ، ولكن نختلف معه أحيانا  حيث هناك كثيرا من النقاط  التي ذكرها رأينا من الضرورة  أن نسلط  الأضواء عليها لتظهر أكثر جلاء وبهاء  لما أصابها من إحجام أو
تعتيم للأسف مع إحترامي   الكبير  لكاتبنا   وأبينا الورع  .

مع إحترامي للأب أبونا يبدو أن معلوماته التاريخية قديمة ولم يضطلع على المكتشفات التاريخية الجديدة والتي غيرت وستغير كثيرا مما كان معروفا منذ خمسين عاما وأحد هذه المكتشفات هي حضارة  " إيبلا " المدينة التاريخية في شمال سوريا وقرب مدينة حلب التي فتحت آفاقا جديدة عن دور هذا الشعب الذي تعود أصوله على الأغلب الى العموريين الذين  امتد حضورهم  حتى وادي الرافدين على سبيل المثال حضارة ماري والملك التشريعي العظيم حمورابي في بابل  والأكثر أهمية حتى أن أحد من أبرزهم ألا وهو الملك الآشوري شمشي أداد أحد بناة الحضارة الآشورية ، والعلاقة الحميمة  بين مملكتي إيبلا و آشور التي يمكن أن يقال أنتجت أول معاهدة دفاعية في التاريخ بين هاتين المملكتين .  ( 1 ) ثم  ما قدمته مكتبة آشور بانيبال والبحوث تسير على قدم وساق لكشف أشياء لم تكن معروفة ومنها وفق كتاب صدر حديثا  ل – باتريك هانت ( 2 ) Patrick Hunt,Ph.D  عشر اكتشافات التي غيرت التاريخ  وأحدها مكتبة أشور بانيبال حيث من المحتمل أن " الجنائن المعلقة "  لم تكن في بابل بل في المدينة العظيمة كما جاء ذكرها في التوراة  " نينوى "  هذا من جهة .

أما من جهة أخرى  من المعروف أن الحركة القومية الآشورية ليست حديثة العهد ، بل تعود إلى  مطلع القرن الماضي  بحيث كان روادها الأوائل من كافة المذاهب المسيحية  المعروفة  ، الكلدانية والسريانية والنسطورية على السواء .  ونحن لم نسمع في طوال تلك الفترة الزمنية أي نشاط  قومي  من هؤلاء إخوتنا الكلدان والسريان * الذين كما يبدو قد أصابتهم  الحمى القومية حديثا  وخصوصا بعد الاحتلال الأميركي في عام 2003 حيث أخذ نشاطهم يزداد يوما بعد يوم .  المشكلة عندنا ليست لرفضهم  القومية الآشورية وهم من سكان آشور  Assyria شمالي العراق بالذات ، فهم أحرار وليس هناك من يقيدهم على فعل ذلك .  بل والأنكى من ذلك إذ أن  بعضا وأقول مشددا ومؤكدا  بعضا منهم اليوم حتى يعتبرون آشور والآشورية للأسف عدوا لدودا لهم إثر كتاباتهم التي تجدها مشحونة بالحقد والكراهية .
.

أما أولئك الأخرون من إخوتنا الأفاضل السريان/ الآراميين  والكلدان  في الأقطار المجاورة وعلى سبيل المثال سوريا فهم دون أدنى شك ، عروبيو العقيدة واللسان إلى هذه اللحظة ، وهذا ما جاءت  به دراسة أميركية تحت عنوان  Syria , A   Country Study  تحت إشراف وزارة الدفاع الأميركية حيث قالت بالحرف الواحد عن المسيحيين في ذلك البلد :
" ... ما عدا الأرمن والآشوريين كل المسيحيين السوريين يعتبرون  أنفسهم بكل فخر عربا  ..."   ( 3 )

إن نظرة خاطفة على مقالة الأب ألبير أبونا يمكننا أن نستخلص ما يريد تحقيقه استنادا لما قاله حرفيا "  _  فأنا بكل صراحة ، وبعد دراسات وبحوث مستفيضة ، أميل الى اختيار القومية الآرامية " ، ومن خلال قراءتك لمضمون مقالته هذه حيث يعزو ذلك لسببين اثنين وهما :

-   نظرا لدور اللغة الآرامية الهام حيث قال حرفيا : " بل حازت على قصبة السبق على لغات المنطقة ، وفرضت نفسها على مختلف الصعد ....  وكانت لغتهم الآرامية العامل الأكبر الذي يوحدهم ... "

-   كما يرى أن الآراميين قد لعبوا دورا مزدوجا ، مرة في اسقاط الدولة الآشورية سنة 612 ق. م.  وفي المرة الأخرى انضموا الى الأخمينيين وقضوا على الدولة البابلية سنة  539 ق. م.

إجابات دامغة ورادعة  _

شخصيا ، أكن كل الاحترام والتبجيل لأبينا الفاضل وكلي أمل أن صدره الرحب سيقبل ملاحاظاتي المتواضعة رغم أني لست في مكانته الثقافية المرموقة كي أقول باختصار مقتبسا ما قاله اثنان من أبرز الأساتذة في اللغة السريانية وذلك في الجامعة اللبنانية ألا وهما كل من أستاذ الدراسات السريانية فولوس غبريال ورئيس قسم الفنون والآثار كميل أفرام البستاني ( 4 )  عن اللغة السريانية : " اللغة السريانية لهجة من لهجات الآرامية التي تصعد أصولها الى البابلية ( الآشورية ) القديمة والأكادية ... "  الآداب السريانية – أعلام السريان ، الجزء الأول 1969  صفحة 17 وهذا ما أكده الملفان أبروهوم كبريال صوما ( 5 ) في كتابه الموسوم " كتاب ثقافة السريان "  والمطبوع في بوينس أيرس – الأرجنتين سنة 1967 وذلك على صفحة 173 . وهذا ما أدركته شخصيا من خلال دراساتي الشخصية  حيث تدل دلالة واضحة ودامغة أن اللغة الآرامية قد انقرضت أسوة بشقيقاتها   البابلية الآشورية ، الكنعانية ، العمورية / لغة ايبلا  وحلت مكانها اللغة الجديدة  المسماة " السريانية " والتي ليست إلا لغة جديدة تكونت إثر اتحاد كل اللهجات السامية في الهلال الخصيب نظرا لتقاربهما ، والعاملان الموحدان في هذه العملية كانا : الأبجدية الكنعانية الجديدة ولا  - الآرامية –  أولا ومن ثم الديانة المسيحية السمحاء ثانيا وهذا يحدث في كل اللغات العالمية حيث لغة الملك  جايمسJames  مثلا للكتاب المقدس الإنكليزية أو لغة شكسببير هي غير اللغة الانكليزية في يومنا هذا . كما أن لغة شوسر  Chaucer  الإنكليزية  التي تعود الى القرن الرابع عشر  ستبقى غير مفهومة  اليوم .
وللتأكد مما نقوله أقتبس النص التالي من " موسوعة الكتاب المقدس " ( 6 ) التي فحواها ما يلي : "  لقرون طويلة  ناقشوا العلماء أصول المركبات ( اللفظية ) السامية الشرقية في خطاب التوراة / الكتاب المقدس .  البعض ظنوا أنها آرامية الأصل ، ولكن الآن شاهد  قوي  أن هذه العناصر الأجنبية ( كمثال نبوة حزقيال ) بأنها بابلية أو آشورية الأصل .

والجدير بالذكر أن الأستاذان (  غبريال وأفرام ) قالا ايضا وفي نفس المصدر : " غير أن تلك المنازعات ( بين السلوقيين والفرثيين ) قبل الميلاد لم تؤثر على اللغة الآرامية ، بل كانت لها حافزا لتنتشر بانتشار القبائل المتكلمة بها ، في أرجاء آسية الغربية ، فتؤمن وحدة الدولة الآشورية ( لا الوحدة الآرامية ) . وما أحراك  أبونا الورع أن تكون داعيا قويا لهذه الوحدة مجددا بين مختلف الطوائف المسيحية في العراق وخاصة في أرض آشور الخالدة / مات آشور ونترك الوحدة القومية في سوريا أن تكون أرامية  بدلا من أن تكون دمشق قلب العروبة النابض وأن يكون بطريرك الروم الآرثوذكس بطريرك الآراميين من أن يكون  " بطريرك العرب ! "  كما هو للأسف سار اليوم .

أما دور الآراميين الخبيث والخياني  مع احترامي لك  أبونا الجزيل وللآراميين فيما  إذا وجدوا ،  ذلك بناء لأقوالك في تحالفحهم مع الأعداء في أسقاط المملكة البابلية سنة 539 ق. م.  وأخرى باسقاط أعظم دولة أمبراطورية سنة 612 ق. م.  في كل الهلال الخصيب بحيث كانوا – حسب ما قلته حرفيا – فإنهم شكلوا شوكة مزعجة في أعين الدول الكبيرة والدولة الآشورية احداها  بالطبع ،  التي وضعت الانسان الآشوري على القارة الأفريقية عملية لم يحققها أحدا من شعوب الهلال الخصيب من قبل ولا  من بعد الآشوريين ( 7 ) . وهنا أخالف ذلك إذ لم يكونوا ( الشعب الآرامي ) أي شيء بل مجرد عائق شاذ في الحضارة الانسانية ليس إلا ! أليس من الضروري إذا  نحن أبناء بيث نهرين أن نكرم  شعبنا  الآشوري على الأقل في بلاده  ، آشور الحقيقية /  Assyria  ومن ثم كذلك تكريم شعبنا واخوتنا الكلدان – ناطقي العربية - في جنوبي العراق والآراميين في سوريا وبذلك سترضي الجميع وتبعث الراحة والطمأنينة في نفوسنا .

كما ليس خافيا عن أحد  دور الآشوريين في بيث نهرين / العراق طوال قرون عديدة بانجازاتهم ومشاريعهم في بلاد آشور  خاصة التي أينما تنظر تجد أبنيتهم وقصورهم الشاهقة تخالها تتحدث إليك كي تعوضها بشعب آرامي لا يمت فينا بصلة   وليس له الا سلسلة من   الاخفاقات والمؤامرات  حتى في توحيد كيانهم الأرامي المبعثر هنا وهناك كما ذكرت بنفسك في مقالتك والآن تطلب كي تكون  هذه التسمية المجردة والوهمية  تسمية لشعبنا في بلاد آشور ؟! عذرا يا أبانا الجليل ، الشعب الآرامي كما يظهر من تاريخه الطويل ليس الا شعبا مخربا و مشاغبا وأداة عميلة للآخرين حتى في يومنا هذا ولا يستحق أبدا المكانة التي تقترحها في بلادي مع إحترامي الكبير لك وللأراميين أنفسهم !
إن كاتب ومؤرخ بريطاني له مؤلفات عديدة عن بيث نهرين وخصوصا عن شعبنا الآشوري البابلي ، وهو  H.W.F.SAGGS   في كتابه الموسوم " كان آشور  عملاقا The MIGHT that was ASSYRIA  "  هذا ما قاله في مقدمة كتابه حرفيا :

" ... من إحدى المؤثرات الرئيسية على مسرح التاريخ العالمي هي  - الأمبراطورية الآشورية والتي شكلت الخلفية ضد تكريس أنبياء التوراة . إشعيا ، وهو يعتبرأحد من أعظم الأنبياء ، وجد أن الأمبراطورية الآشورية استخدمت لهدف الله عز وجل . " ( 8 )
أما من ناحية أخرى نرى كاتبا ومؤرخا آخر ألا وهو Georges Roux   في كتاب له الموسوم  " العراق القديم / Ancient Iraq   "   الطبعة الجديدة باللغة الانكليزية 1992 حيث تجده على الصفحة 275 وهذا ما قاله أيضا بخصوص الآراميين :

" ... الآراميون سواء كانوا تجارا ، فلاحين ، رعاة ، جنودا أم  قطاعي الطرق لم يكونوا سوى بدو غير مصقولين  كما لم يساهموا شيئا في حضارة الشرق الأدنى . " ( 9 )

وأخيرا وليس آخرا ، وحتى لو فرضنا هذه الوحدة على أسس اللغة ولتكن آرامية – في وقت كما أشرنا أعلاه أنها  - سريانة -  انه لمن دواعي الأسف من كل المذاهب والطوائف المذكورة أعلاه ، نرى  الشعب النسطوري ، الشعب الوحيد الذي لم يتخل عن قوميته ولغته   الى اليوم والتي لا يتحدث بها فقط ، بل هي المستخدمة في الخدمات الكنسية وزد على ذلك ترى أن النسبة حتى عالية جدا باتقانها واستخدامها لدى  المذاهب الأخرى السريانية والكلدانية بين الذين يؤمنون بالقومية الآشورية العتيدة منهم مما لا تجده بين المتمسكين الأخرين  بأهداب الارامية والكلدانية !

وختاما ، لا أدري أية وحدة تنشد – يا أبينا الفاضل ؟ من خلال اللغة الآرامية في وقت ليس لها ناطقون اليوم في طائفتك ولا في الطائفة السريانية حيث اللغة العربية مع الآسف الشديد هي اللغة البيتية والكنسية ،  هذا ما أكده المغفور له أدي شير رئيس أساقفة سعرد الكلداني الآثوري منذ مائة سنة في  كتابه الموسوم   كلدو( بابل ) وآثور . ( 10 ) أما إذا كانت اللغة لوحدها عامل التوحيد  لشعب ما وفق إقتراحك ، فإن اللغة العربية لها قصب السبق لكم  يا  " ناطقي العربية " في هذا المضمار دون غيرها !
____________________________________________________________________________

•   دعاة الآرامية يحاولون عبثا ربط  مفردة  " السريان " بالآرامية ، ولكن في الحقيقة ليس صحيحا ، إذ أصل الكلمة آشوري – من آشوري / آسوري / أسريان ،  رغم أن كل السريان ليسوا آشوريين إذ جمعت  هذه التسمية الجغرافية كل الشعوب في الهلال الخصيب  من آشوريين بابليين ، آراميين ، إبلويين / عموريين ، كنعانيين وفينيقيين وكلدان وخصوصا بعد قبولهم المسيحية ، والجدير بالذكر أن أحد أهداف الآشوريين القدامى كان وحدة الهلال الخصيب وخصوصا في عهد الملوك السارغونيين .


المراجع :

( 1 ) Giovanni Pettinato, The Achieves of Ebla , Doubleday &
 Company, Inc. Gordon City, New York 1981 p 103-104

( 2 ) Patrick Hunt , Ph.D . Archaeologist, Stanford University 2007

( 3 ) Syria , A Country Study – Copyright 1988  United States Government , p 98-99
( 4 ) فولوس غبريال وكميل أفرام البستاني – الآداب السريانية ، أعلام السريان ، الجزء الأول  - العصور الأولى  من منشورات الجامعة اللبنانية ،  بيروت 1969 ص17

( 5 ) أبروهوم عبريال صوما  " كتاب عن ثقافة السريان "  باللغة السريانية  ، الجزء الأول – المطبعة السريانية – بوينس أيريس ، الأرجنتين 1867  ص 172-173

 ( 6 )  The Bible Almanac , Thomas Nelson Publisher , Nashville 1980 p 342-343

( 7 ) دو لابورت ، بلاد ما بين النهرين ( حضارة بابل و آشور ) تعريب مارون عبود ، دار الروائع الجديدة  بيروت 1971 ص 280-282
( 8 ) H.W.F. Saggs , The Might that was Assyria , Sidgwick  & Jackson , London 1984

(  9 ) Georges Roux  , Ancient Iraq , New Edition  1992 , Penguin
Books  p 275  and this is the exact text : “  Whether merchants, peasants, shepherds , soldiers or bandits , the Aramaeans were originally UNCOUTH Bedouins and contributed NOTHING to the civilization of the Near East . “
( 10 ) أدي شير – تاريخ كلدو وآثور -  المطبعة الكاثوليكية في بيروت 1912 المقدمة



238
كتاب مفتوح إلى الأخ حبيب تومي المحترم


آشور بيث شليمون

تحية أخوية خالصة من الذي يراك أخا له مهما كانت العواصف والزوابع قوية فهي لا تثني من عزمه لإنشاد الحق وقيادة شعبنا من مختلف الطوائف في هذا البحر الصاخب  إلى بر الأمان .

حقيقة آلمني جدا عند قراءة مقالك الأخير تحت عنوان  " لمصلحة من تمزقون الكنيسة الكلدانية وتدقون إسفين التفرقة بينها وبين شعبها ؟ " 

شخصيا ، أراك فردا مثقفا  ولكن أستغرب جدا مع إحترامي الزائد لأن تتهم شعبنا بهكذا تهمة و في غير محلها الملائم في وقت لا نرى فيك إلا شخصا دؤوبا  نشطا  لإحياء  "  الكلدانية  "  على حساب شعبنا وفي عقر دارنا الآشوري في حين تحرم ذلك الحق لنا ولأولئك الميامين من الطائفة الكلدانية الذين يضعون آشور والآشورية فوق أي  إعتبار  . وكل ما يعمله  هؤلاء ليس إلا لفتح عيون الضالين لحقائق يريد البعض ولغاية في نفس يعقوب طمسها  عن أمتهم الآشورية الحقيقية ليس إلا !

عزيزي :  ليس هناك من يمنعك أن تكون ما تريده أن تكون ،  وكذلك لا أعتقد وفق معرفتي أي آشوري يفرض آشوريته على أحد لأنه بالأساس هدفنا ليس إرغام الآشورية على أحد  رغما عن إرادته وحاشا أن نعمل ذلك لأن الآشورية الحقيقية هي ذلك الشعور القومي الذي ينبع من الصميم كوننا نملك تراثا آشوريا بكل معنى الكلمة ووجودنا البيولوجي والحسي في بلاد آشور الجغرافية أي شمال العراق / آشور الحقيقية      وليس في مكان آخر .

لا أدري في  مقالك هذا  ما هو قصدك وغايتك ، هل أنت تدافع عن  القومية – الكلدانية – التي اخترتها لنفسك وأنت في في ذلك تملك الحرية الكاملة وغير منقوصة  أم أنك تدافع عن  " كنيستك "  الكاثوليكية ؟ وهنا عذرا إذ ليس هناك أولا كنيسة كلدانية بالمعنى الصحيح  بل كنيسة كاثوليكية ( جامعة ) ورئيسها الشرعي بابا روما ؟ وكذلك  ليكن واضحا معركتنا ليست دينية بل قومية  حيث لا دخل للكنيسة في الشؤون القومية أو العكس حيث لا شأن القومية في الشؤون الدينية وهذا سار على الجميع سواسية ولا على منتحلي الكلدانية  وحدهم .

وإعلم أن القوميين الآشوريين غالبا يدعون التمييز بين الشؤون القومية والأخرى الدينية أو المذهبية وهذه ظاهرة آشورية عامة وليست ضد الكنيسة الكاثوليكية على حده  .

في مقالك تمتدح وتقول :   " الآباء والأساقفة  الكلدان الذين درسوا في أعلى المدارس والمعاهد والجامعات ودرسوا اللغات والفلسفة  ...  فهل بعد كل هذا تنصحون هذه الشريحة المثقفة  بتذكيرها بواجبها اتجاه شعبها الخ ؟ "

إن الذي نعلمه وندركه ومتأكدون منه جدا في هذه الحالة ، بأن شعبنا بمختلف طوائفه و أطيافه تشاركنا بأنه ليس هناك من يريد فعل ذلك كون هذه النخبة المحترمة آلت على نفسها خدمة الكنيسة وليس الانخراط بأشياء دنوية وقومية حسب قول الرب يسوع المسيح " ما لقيصر لقيصر وما لله لله " ولا أعتقد أن هناك من يريد تعكير صفوها إطلاقا . أما إذا كانت هذه النخبة المثقفة تريد الاندساس – مع إحترامي الكبير لها  - في الشؤون القومية ضاربة عرض الحائط المهمة الرئيسية التي إختاروها في البداية لأنفسهم فهذا شئ آخر وما عليها إلا أن تعلن ذلك للملأ  علانية كما أقترح لك أن تترك هكذا مهمة لهم من الولوج وإتعاب نفسك الدفاع عنهم في وقت يستطيعون فعل  ذلك بمهارة فائقة!

كما أضيف وأقول ،  كان ينبغي على هذه النخبة أن تكون عاملا موحدا وليس الانخراط   في شؤون دنوية التي ليست شؤونها في البداية  مهما بلغت من ثقافة عالية كي تتعظ من الديانة المسيحية حسب ما جاء في العهد الجديد ومن الكتاب المقدس ، رسالة بولس الرسول الأولى إلى اهل كورونثوس ، الأصحاح الثالث عشر وهذا نصه :

 " إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاسا يطن أو صنجا يرن . وإن كانت لي نبوة وأعلم جميع الأسرار وكل علم وإن كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال ولكن ليس لي محبة فلست شيئا  .....  المحبة تتأنى وترفق . المحبة لا تحسد . المحبة لا تتفاخرولا تنتفخ ... " .

ثم يرجى أن يتسع صدركم بان أسأل مجرد سؤال بسيط جدا وهو هل واحدا منكم يستطيع  أن يشرح لي ما هي إنجازات هذه النخبة المثقفة – من الآباء والأساقفة – إلى الآن  في خدمة ثقافتنا ولغتنا ؟  بالتأكيد أقول نيابة عنهم -  صفر – على الشمال ، حيث اللغة التي يتبارون بها  في الكتابة هي لغة عربية إن لم تكن أجنبية والخدمة الكنسية  في الغالب عربية حتى في البلدان الأجنبية ! أليس من الأفضل أن تكرس أوقاتها في احياء لغتنا وثقافتنا من الانخراط  بشؤون ليس لهم لا ناقة ولا جمل ؟   

سبق وأن قرأت مقالا لأحد هؤلاء الأساقفة النشيطين لاحياء الكلدانية في احدى المجلات على أساس أنها بلغة الأم ويا حسرتي لركاكتها بينما في اللغة العربية فهو في سباق ماراثون مع عميد اللغة العربية  - طه حسين – وهناك شماس آخر كما يدعي هو أيضا تقدح منه شرارة الحقد والكراهية حيث يصب جام غضبه على آشور والآشورية ويدعم قوميته الكلدانية المنتحلة التي  اكتشفها مؤخرا بعد سبات طويل حيث كتاباته قلما تظهر غير مشكلة ليبرهن على عبقريته و مقدرته  باللغة العربية ومن المؤكد لا يفقه اللغة الكلدانية التي يفتخر بها وكما يقال  " وشر البلية ما يضحك  " أنه اختار أسماء أولاده أسماء عربية قديمة !

وأخيرا وليس آخرا لا أدري ما علاقة الأحداث المأساوية التي جرت على شعبنا الآشوري في عام 1933 بالموضوع وإذا كان غرضك اظهار تفاني أهل ألقوش  ( القلعة الآشورية ) على بني جلدتهم فهذا معروف لنا جيدا وكل ما قام به الاخوة ليس إلا خدمة قومية  ولم تكن دينية أو مذهبية كما البعض وهم قلة مع إحترامي تنظرون وتتعاملون معنا ، والذي يراجع كتابات رجال من هذه  العقلية التي للأسف تتحلون  بها لا تراهم إلا مهاجمين الشعب الآشوري على الدوام  على تلك الأحداث وإلقاء اللوم وكأننا نحن قمنا
بتلك الجرائم في قتل الأطفال والنساء والشيوخ لا المجرم بكر صدقي .

والخلاصة المرء يحتار عندما يقرأ كتاباتم وشكاواكم ولا يستطيع الفرد  أن يعرف غاياتكم ومآربكم ، أأنتم تدافعون عن الكنيسة الكاثوليكية أم تدافعون على القومية الكلدانية في وقت حتى ليس لهذه القومية وجود تاريخي اطلاقا ؟ وأكبر برهان على ذلك المرء لا يجد اليوم كتابا واحدا صادرا من احدى الجامعات عن الكلدانيين ما عدا ما تصدرونه أو ما تصدره الفاتيكان بهذا الخصوص وفي وقت لا تتضمن فيها أية مصداقية لما تدخلون بهم من تزوير وتشويه الى درجة أن أبناء كنيستكم جاؤوا بها  مثلما أنا ذكرت في معظم كتاباتي لا على هذا الموقع الجليل (  نركال  ) بل وعلى المواقع الآخرى .
وكي يكون لكم المصداقية لما تنشدون ، هناك أوليات يجب أن تقوموا بها وليست مجرد كلمات ترددونها وشعارات ترفعونها  وهي الاتخاذ بالنصيحة التي أسداها لكم منذ مدة طويلة المغفور له رئيس أساقفة سعرد ( لكنيستكم ) المطران أدي شير وهي العودة باستخدام لغتنا  في جميع محاداثاتكم ، كتاباتكم وطقوسكم كما كانت قبل انفصالكم من كنيسة الأم  المشرقية القديمة . أما ضربكم للغتنا عرض الحائط وتعويضها باللغات الأجنبية فهذا دليل واضح على عدم المصداقية فيكم ، كما في الوقت نفسه لا ( بأحرف كبيرة جدا ) يؤهلكم في بحث هذه الآمور معنا اطلاقا مع احترامي الكبير نحن القوميين الآشوريين ومن أية كنيسة كنا -  حيث الآشورية كقومية هي الوحيدة التي تجمع كل الطوائف والمذاهب معا !


صفحات: [1]