عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - zaid misho

صفحات: [1]
1
إذاعة صوت الكلدان في مشيغان -38 سنة من العطاء
زيد غازي ميشو
zaidmisho@gmail.com

جزيل الشكر للمعلومات التي قدمها الأستاذ فوزي دلي، والصور التي ارسلتها السيدة كارولين هرمز والسيد رياض منصور

قبل أيام ختمت إذاعة صوت الكلدان، والتي تصدر من ولايى مشيغان الأمريكية، عامها الثامن والثلاثون، وهي الإذاعة الوحيدة التي تأسست بهمة الغيارى، وبالتنسيق مع ابرشية مار توما للكلدان في مشيغان، ويعمل بها كادر متطوع منذ تأسيسها ولغاية اليوم، ولحق بهم بعد سنوات قليلة آخرين ليشكلوا فريقاً كلدانياً رائعاً، يقتطعون من وقتهم ويبذخون من مالهم كيما تبقى هذه الإذاعة فعالة في خدمة الناطقين باللغة الكلدانية والعربية أيضاً.
ثمانية وثلاثون سنة، وكادر إذاعة صوت الكلدان من مشيغان، يصرون أكثر على وجودها وديمومتها، ومن خلالهم يظهر الكرم الكلداني الذي يفوق الحاتمي، حيث هناك من يدعم الإذاعة بالمال بشكل دائم كونه يعتبر الصوت صوته.

السر في العطاء لا يكمن في مجرد العطاء فحسب بل في احساسك انك تتحول الي شخص افضل... انتوني روبنز
لا اعرف صاحب القول اعلاه، ولا اعرف ما يشعر به كادر صوت الكلدان بعطائهم، إنما بحكم علاقتي الشخصية معهم، أشعر كل يوم بأنهم الأفضل، ولا اعتقد هم يشعرون بذلك لتواضعهم.
يعملون بكل بساطة وطيب خاطر، ولا ينشر من عملهم سوى القليل جدا جدا، لكني والقليل الذي اعرفه في خدمتهم يكفي ليجعلني انحني أحتراماً لهم ، وليس فقط لهم بل لعوائلهم أيضاً، إذ طالما الغوا التزامات عائلية من اجل إذاعة صوت الكلدان، وطالما تركوا اعمالهم المهمة من اجلها ومجاناً، ويهمني جداً ان اكرر كلمة مجاناً في زمن  شوهة به القيم وأصبحت فيه المادة قبلة البشر.

وبهذه المناسبة العزيزة على قلب الجالية الكلدانية، التقى الكادر المتطوع من إذاعة صوت الكلدان، في أمسية جميلة وذلك يوم الثلاثاء ١٣ - ٢ -٢٠١٨ وعلى قاعة الصرح الكلداني الأكبر والاجمل في العالم للجمعية الكلدانية العراقية الامريكية (شنندوا)، وذلك من أجل تكريم الأخ ضياء ببي احد مؤسسي الإذاعة، وأيضاً تكريم الداعمين لها.
حضر الأمسية سيادة راعي أبرشية ما توما الرسول الكلدانية مار فرنسيس قلابات، والوكيل العام للأبرشية الاب مانوئيل بوجي الذي يعمل مع كادر الاذاعة بهمة ونشاط منذ تأسيسها، بالاضافة الى عدد من المؤازرين الدائميين للأذاعة، وبعض الفنانين الذين يقدمون فنهم بشكل تطوعي في كل مناسبات الإذاعة، وشارك أيضاً المقربين من عائلة المحتفى به الاخ ضياء ببي وعائلته، وأيضاً شاركت السيدة كارولين هرمز والسيد رياض منصور بصحبة كاميراتهم، ويشهد لهما بروح الخدمة والعطاء، حيث نجدهم في كل مناسبات الإذاعة وتوثيقها في الفيديو والفوتغراف، ومع تغطية اعلامية تنشر في مواقع شعبنا، وفي مجلة مؤسسة الجالية الكلدانية التي توزع مجاناً في مشيغان وتشرف عليها السيدة كارولين.

افتتح الحفل الأخ شوقي قونجا مرحباً بالحضور الكريم، سارداً نبذة مختصرة عن الإذاعة وتأسيسها قبل 38 سنة، ودعمها من قبل اسخياء الجالية الكلداية في مشيغان، واليوم يجتمعون لتكريمهم تذكارية معنوية كعربون شكر لهم، كونهم وبجدارة، يستحقون اجمل تكريم نظراً لدعمهم المتواصل لكل ما يخدم الجالية ويعبر عن إسمهم الكلداني العريق، كيف لا وهم أبناء الكلدان، وحيث ما ذهبوا يشار لهم بروح الخدمة والعطاء والكرم.
وقد طلب من الأب مانويل بوجي تقديم التكريم للكرماء.
وخصص ايضاً في هذه المناسبة تكريم لأحد المؤسسين وهو الأخ ضياء ببي لجهوده الكثيرة والمميزة، إن كان من خلال البرامج المنوعة التي اعدها، او قدمها، وهو المعروف بصوته النقي واسلوبه الجميل في الألقاء، وسبب تكريمه هو توقفه عن خدمة الإذاعة بسبب وعكة صحية ضعفت بسببها حباله الصوتية يصاحبها الألم.
يتألف كادر الاذاعة من المتطوعين لخدمتها كل من:
شوقي قونجا - فوزي دلي - ضياء ببي - جنان سناوي - ساهر يلدو - ماهر كانونا - كمال كويسن – الشاعر يلدا قلا - البروفيسورة بدّي دويشا
ومن المساهمين ايضا، جونير جواد وفنيا دنحا كرمو واخرين لا مجال لذكرهم.
وما يستحق الذكر هو ان اذاعة صوت الكلدان ليست اعلام سمعي فحسب، بل هي مؤسسة إعلامية متكاملة من خلال مساهمتها بتقديم الأمسيات الثقافية والمحاضرات وتهتم بالجوانب الفنية، ومن اولويتها الأهتمام بالتراث والتوعية القومية من خلال (عاصرته كلديثه) وهي امسية كلدانية تقدم فيها الغناء والموسيقى والشعر والازياء التراثية والعروض المسرحية بلغتنا الكلدانية الجميلة. ولأول مرة في تاريخ الجالية الكلدانية، قدمت اذاعة صوت الكلدان أمسية تراثية فنية غنائية على أكبر القاعات في ديترويت، وهي قاعة الفرقة السمفونية لولاية مشيغان، وشارك أعضائها بتأدية الفن الموسيقي الكلداني الجميل، واغاني خاصة أداها مطربين لأول مرة، وحضر الأمسية جمهور غفير من الكلدان وأصدقائهم الأمريكان.
والاذاعة خلال مسيرتها أنتجت ألكثير من الأغاني والتراتيل بلغتنا الكلدانية الأم.
ولا تخلوا مسيرتهم من النواحي الأنسانية، إذا نراهم مساهمين ولمرات عديدة بجمع التبرعات للمحتاجين والمهجرين في الوطن الام العراق، وبالاخص عند دخول داعش الى الموصل وقرانا ومدننا وتهجير ابناء شعبنا، وقد جمعوا خلال فترة البث ولساعات قليلة مبالغاً كبيرة، كذلك الزيارات العديدة الى لبنان وسوريا والاردن والعراق لتفقد احوالهم وبالاخص الزيارات المتكررة الى تركيا بشخص الأخ شوقي قونجا وبصحبة البعض من الأكليروس، لتقديم خدمات روحية وغيرها إلى المسيحيين في تركيا.
وخلال الأمسية، قدم فلم وثائقي تجدث فيه كادر إذاعة صوت الكلدان في جزءه الأول عن التجربة الغنية للأذاعة بكافة جوانبها، وفي الجزء الثاني منه، خصص عن تجربة الأخ ضياء ببي الأذاعية ونشاطاته في مجالات عديدة وكلمات معبرة من عائلته الأذاعية.

المساهمين في الأمسية
الفنانة سوسن كيزي بأغية – يمي – أمي  وهي من الحانها  وكلمات الأخ شوقي قونجا.
الفنانة رازان مرقس اغنية  - بسه حبا – من كلمات الأخ شوقي قونجا والحان الفنان كميل اسوفي .
الفنان خيري بوداغ والمرتلة رازان بالمشاركة مع الفنان اميل اسوفي في أغنية - قالا تكلدايه –  وهي من  كلمات الأستاذ يلدا قلا  والحان أميل اسوفي، وبعدها ارتجل الأخ خيري بوداغ كلمة معبرة ومؤثرة للأخ ضياء ولكادر الإذاعة جسد فيها مشاعره الطيبة تجاههم ومحبته لهم.
الأستاذ يلدا قلا في قصيدة بعنوان (آوا دبالخ كبيرا) اي الذي يعمل ويخدم كثيراً، ويها أشاد بالخدمة المييز التي قام بها الأخ ضياء ببي مع زملاءه في العطاء.
وقد شارك نجم برنامج ذا فويس صاحب الحنجرة الذهبية الفنان سيمور جلال وهو الحاضر الغائب، بتلحين ترتيلة من مكان إقامته في الأردن بعنوان يا إلهي وهي من كلمات الاخ شوقي قونجا، وأهداء خاص للأخ ضياء ببي، وقامت بأدائها المرنمة الرائعة رازان مرقس، والتي بصوتها العذب امتع الحضور العزيز، وتأملوا بحسن أدائها وتفاعلها مع اللحن والكلمات، وأحساسها العميق الواضح في أداءها، لذا طلبوا سماعها مرة أخرى ولبت رازان الدعوة مشكورة.

في نهاية الامسية كانت كلمة باللغة الأنكليزية لفرانكا ببي وهي أبنة الاخ ضياء  وفيها خصت والدها بتواضعه وحبه للأذاعة وشكرت الحضور، بعدها كانت كلمة زوجته انعام ببي، وتطرقت بها الى مسيرة زوجها ضياء وخدمته المتواصلة منذ تأسيس الاذاعة ولحد اليوم، وسيبقى مستمرا بفكره وقلمه. وأيضاً الى خدماته للكنيسة الكلدانية ومساهمته ومشاركته في نشاطاتها، وشكرت الجميع على الحضور والتهيئة لهذه الامسية وبالاخص كادر الاذاعة الذي قدم محبته وصداقته وإخوته لضياء .
في الختام قام سيادة المطران مار فرنسيس قلابات بأرتجال كلمة قيمة بالمناسبة، شاكرا الاخ ضياء على جهوده، وقدم له هدية ثمينة بمعناها الديني والانساني وهي عبارة عن تمثال القديس ....
بعد ذلك قدم كادر الاذاعة هدية رمزية لشجرة تحمل صور العاملين في الاذاعة والعائلة، تيمننا ببرنامج أغصان وألوان ألذي بدأه الاخ ضياء بمشاركة المرحومة انتصار يونو لأكثر من عشرون عاما والمستمر لحد اليوم، كذلك قدم كادر الاذاعة هديتهم الخاصة للأخ ضياء وهو الصليب المقدس، ليساعده الرب يسوع المسيح في محنته، وقام بتقديسه سيادة المطران فرنسيس.

وإن كان كل ما ذكر اعلاه لا يشكل سوى القليل جداً يما يخص عطاء كادر صوت الكلدان، يكفي التأمل برقم 38 سنة وهم يعملون حلالها كمتطوعين دون اجر ومواضبين في خدمتهم وعطائهم، ولا يبخلوا بدعمها من جيبهم الخاص.



2
إنتهى زمن الأمنيات ، إفلا يبدأ زمن تحقيقها
رسالة تمنّي للسلطة الكنسية الكلدانية
زيد ميشو
Zaidmisho@gmail.com

آبائنا الإجلاء – غبطة أبينا البطريرك ، واساقة الكنيسة الكلدانية ، الكهنة الأفاضل
أسدلت الستارة على زمن الميلاد وأفتتح زمن الدنح الذي يتوسطه صوم الباعوثة ، وهو زمن توبة ومصالحة . ومن ثم سنكون في زمن الصوم ، وهو زمن التجرد من كل متعلقات العالم وما في العالم ، لنكون في حياة الروح .
 وهذين الزمنين المهمين ، أعتبرهما إذا ماإستثمرهما المؤمنين للعيش في حياة الروح ، مفتاحاً لباب الوحدة مع المسيح القائم ، أو بتعبير أدق ، إستحقاق للقيامة مع يسوع الذي مات وقام من أجلنا لكي مانحيا وإلى الأبد إن كنا نعمل من أجل تحقيق الملكوت الآن وفي هذه اللحظة .
وجلَ رسالة المسيح تكمن في المصالحة ، مصالحة المؤمن مع ذاته ، والمصالحة مع الآخرين ، ويكفي بأن رب المجد قد وضعها أحدى أهم شروط الإستعداد لتقديم القرابين ، والتي أصبحت أهم رتبة تأهل المؤمنين لتناول جسد الرب .
لذا ، فأنا أناشدكم كإبن لكم ولكنيسته الكلدانية ، والتي أحبها وكما قلت في مقال سابق  أكثر من أكثر مؤمن يحبها أو بنفس المستوى ، اناشدكم أن تبدأوا بخطوات جادة من أجل المصالحة من بعضكم البعض ، ومع الكهنة الذين تركوا الخدمة الكهنوتية وألتجأوا إلى كنائس أخرى ، أو ممن هيأ لهم الرب رسالة أخرى ، وخصوصاً وإن من بينهم كهنة وكما يقول المثل الدارج ( لامعلقين ولامطلقين ) ، والذين ينتظرون تفسيح من غبطة أبينا البطريرك لكي ما يلتحقوا بكنيسة أخرى لمواصلة رسالتهم  ، أو إحتظانهم مجدداً من قبلكم وهذا يعود إلى مدى تعلقكم بتعاليم المسيح وتطبيقها عملياً في حياتكم .
والكهنة الذين إنفصلوا عن الخدمة الكهنوتية في الكنيسة الكلدانية خلال السنوات القليلة الماضية هم الآباء :
جورج هرمز –أدي ( رياض ) - عامر بني - اسعد قسطو - اركان حكيم - فرج يوحنا - سباع - لينر - فائز داود - روني اسحق - مازن حازم - يوسف جزراوي  - 
هاني ابلحد - خالد ياقو - ريمون حميد - واخيرا سمعنا عن رغبة احد الكهنة الشباب في بغداد بترك العراق والكهنوت ، وكهنة يطالبون بتدخل قاصد رسولي إلى بغداد . هذا إن وقف العد إلى هذا الرقم .
عدا وجود بعض الكهنة في دول المهجر ومنذ سنوات ولم يتم تعيينهم بشكل رسمي ، وهم يخدمون في رعايا شفقة أو حسنة من قبل الكهنة المتفهمين لصعوباتهم ، وكا وعدت ، لن أتطرق لذكر أسمائهم .
آبائنا الأفاضل ، قد يكونوا جميعهم ملامين  وهذا محال ، فما هو دوركم لأذلال تلك العقبات ؟ وماهو دور الشعب تجاههم وتجاهكم ؟
فالكل يعرف بأن المسيحية لم تنتشر بالكلام فقط بل بالعمل ، وبولس الرسول أو رسول الأمم كان يقدم نفسه مثالاً : " إقتدوا بي جميعاً أيها الأخوة ، وتبصّروا في الذين يسلكون على المثال الذي لكم فينا " فيليبي3: 17 وهو يخاطب المؤمنين ويقول لهم " وانتم صرتم متمثلين بنا وبالرب اذ قبلتم الكلمة في ضيق كثير بفرح الروح القدس ، حتى صرتم قدوة لجميع الذين يؤمنون في مكدونية وفي اخائية " . 1 تس 1: 6-7
والقديس بوسل عندما طلب من الشعب بأن يقتدوا به ، لأنه هو نفسه كان قد إقتدى بالمسيح   " إقتدوا بي كما أني أنا أقتدي بالمسيح ". 1كو 11: 1  فبمن نقتدي نحن ؟
نريد ان نحذوا حذوكم في كل شيء ، أفلا يفرحكم هذا الشيء كما أفرح بولس ؟
آبائنا الكرام :
 لطالما إمتلأت عظاتكم بالحث على المحبة والمصالحة ، إنما لايوجد لدى الكثيرين السبل لتحقيقها ، لذا فنحن ننتظر أن ترشدونا على ذلك من خلال حياتكم وأختباراتكم مع المسيح ، وتذكروا دائماً بأننا شعب يقتدي ... ويقتدي ... وأكرر ، فبمن نقتدي ؟ 

3
المنبر الحر / يوم الحرية الكوني
« في: 11:39 24/12/2009  »
يوم الحرية الكوني
زيد ميشو
zaidmisho@gmail.com
نعيش هذه الأيام أجمل الأوقات ،  تشبه ما قبلها والتي ستأتي بعدها ، إذ تمر علينا مناسبة من أقدس المناسبات وأهمها وأروعها ، وهي ذكرى يوم الحرية الكوني ، والذي يصادف في الأول من كانون الثاني ولغاية الواحد والثلاثون من كانون الأول من كل سنة ، وذلك منذ بداية أول نفس عاقلة وجدت في الكون ، وإلى آخر روح تزهق ظلماً وبهتاناً .
وبما إننا مقبلين على عام جديد ، مطلعها يوم جديد وساعة ودقيقة وثانية وأصغر وحدة زمنية جديدة ، علينا أن نجدد عهدنا مع ذواتنا ، وبحضور المبادىء وشهادة الضمير ، ذلك العهد المقدس الذي يربطنا بكل أخت وأخ في عالمنا  وكل شيء فيه روح ، ومع الأم الأرض بثلث نسبتها اليابس والثلثين المغطى بالمياه . أن نقسم على الولاء المطلق لسمو الأميرة حرية ، ونحافظ على عذريتها من كل شهواني سال لعابه لجمالها ، ومن كل مغتصب وجائر يريد أن يبرهن على فحوليته معها ، ومن كل مستغل لطيبتها ، ومشوه لجمالها الذي لايفوقه حسن و جمال ، ونحارب من يظن بأنها ملكه لوحده وثبّت ملكيته بحُجّةً مزورة لطخت ببصمات شهوداّ من أوغاد إنتهازيين وصوليين وملونين بألوان قبيحة غير متناسقة  ، ونكشف ونعرّي من إنتحل شخصيتها ليمتهن الأحتيال ويجني ماهو ليس من حقه وبإسمها الطاهر .
لنقسم على أن نحافظ على سموها ورقيّها ، ونذلل العراقيل من واضعيها في طريق الوافدين لإمارتها ،  للسجود والصلاة لأجلها ، والدعاء لها بالبقاء الأبدي . ونقاوم من يغير دلائل الوصول إلى هيكلها المقدس ، ويظلل سبيل حُجّاجها ، كي لايتباركوا منها ويغرفوا من نِعمها الغزيرة التي تكفي إلى عدد من البشر لايمكن حصرهم برقم  .
هذا البشر الثلاثي التركيب " جسد ، وروح ، وحرية "، الذي يختلف عن ثلاثي الحيوان " جسد ، وروح ، وغريزة " .
أما الحيوان فلا يدرك أي معنى للحرية ، ولا يعلم  إن للحرية عنوانين لاغير ، الأول " أن أتصرف بحريتي الكاملة دون خوف ودون قيود " والثاني والمهم " أن لاأحرم غيري حريته أو أضايقها " ، بالرغم من إن الحيوان  يصول ويجول في البراري والغابات ، وفي الفضاء وداخل المياه ، إلا إنه ليس حراً ، فالشرسة منها تخافها الوديعة ، فلا تقترب من محيط تواجدها وكأن الأرض للشرسة التي تُحرِم الوديعة حريتهم وتقلقها ، والوديعة أيضاً تتبجح على من هم أضعف منها ، لذا يطلق الإنسان العاقل على طريقة حياتهم " قانون الغاب " . والأليفة تتملق كي تعيش غير مكترثة بكرامتها ، تلبي الأوامر وتنفذها صاغرة ، ويتعامل سيدها معها بحسب مزاجه ، مرة تهان وأخرى تغنّج وهو نفسه سيدها المبجل ، يسارع لتنظيف مخلفاتها ، وهذه هي المفارقة .
بينما الإنسان ولد حراً ، ويفهم جيداً ماتعني كلمة حرية ، إلا إن منهم من يتناسى إنسانيته ويتصرف كحيوان شرس ، وآخرين يتمثلون بالودعاء منهم ، يستنعج أمام القوي أو يهرب منه ، ويستأسد متى ماكان الذي امامه أضعف ، وهناك الأليف لمن بيده زمام الأمور ، ينفذ مايقوله له ويتحاباه . والنوع الآخر من يتشبه بالدواب ، يخضع للتعسف ويحمل الأحمال الثقيلة ولايحرك ساكناً .
وأخطر نوع من البشر ، الصامت وهو طليق اللسان ، الجامد برغم سرعة حركته ، هذا النوع الذي يبصر ولايرى ، يسمع ويتغابى ، يلمس ويفتح راحيته ويعرضهما  للهواء كي يسقط ما مسكه خوفاً من حريته إذ قد يكون لها ثمن يؤلمه ، مفضلاً أسر لسانه على أن تخرج منه كلمات حقٍ وإن أحيط بالباطل من كل صوب وأتجاه .
فهي الحرية المغلوب على أمرها ، وهبت كيانها للإنسان والأخير غدر بها وبنفسه أولاً ومع ذلك يدعي بأنه أهلاً لها .
فما فائدة عبق الورود لمن تنعشه الروائح النتنة ، وما الجدوى من موسيقى موزارد في صالة تضج بألأغاني الصاخبة ، ومن يتمتع بنور الشمع الهادىء إن أغمض عينيه .
هي الحرية ، معهم وأضاعوها ، مساكين ... لم يتمتعوا بطعمها يوماً .
بينما من إختبرها ، وتأمل في جمالها ، لايقبل أن تسلب منه ، فهي سيدته وهو خادمها الأمين ، وهي كرامته وعزته وشرفه ، وهي كلمة له يعمل بها ومن خلالها .
والفرق بين الإنسان وغيره من الخلائق كبير جداً ، وإن قيل بأن الإنسان حيوان عاقل فلا سبب لذلك سوى إنه الوحيد الذي يعرف بعقله كيف يكون حراً .
ومن لايدرك قيمة حريته ولم يتذوق طعمها ، لايدرك بأنه إنسان  .
وكل سنة وسيدتنا الحرية بخير .

4
الجرأة حلوة ، لماذا لايخوض البعض غمارها ؟
زيد ميشو
zaidmisho@gmail.com

جلّ من لايخطأ

هناك مقاييس للخطأ حسب المكان والزمان ، اي حسب البيئة والمجتمع وطريقة تقييمهم للأمور . فمثلاً الرقص عند الغجر ثقافة ومهنة بينما في أفغانستان كفر وعهر وأبتذال . ضرب النساء في بعض الدول حق من حقوق سلطة الرجل وفي دول أخرى إنتهاك لكرامة إنسان والقانون لايتساهل أبداً في ذلك ، علاقات خارجة عن المألوف بين مثيلي الجنس بعرفنا الشرقي عيب وتحت طائلة القانون بينما في كندا يعتبر ذلك جزء من ثقافة الحرية . 
 في المجتمعات المتطورة ومن يسلك مسلكها من الدول التي تسعى حكوماتها لتطوير شعبها في دول حرمان الحقوق ، يمنح الطفل حق التعبير عن مايقوله ويفكر به  والقانون بصالحه ،  والذي سنه بعد دراسات سيكلوجية جدية ومعمقة في نشأة الطفل النفسية  الصحيحة . في هذه الدول يُقبل برأيه ويتم نصحه إن أخطأ وإن كان على صواب فسيبادر ذويه إلى العمل بموجب رأيه ، فإذا أرادت العائلة إتخاذ قرار في تغيير محل السكن فسيكون من حق الجميع الإبداء برأيهم والإتفاق على رأي واحد . وإن حدث أن أخطأ الأهل فسيبادروا بالإعتذار لهذا الطفل الذي أشار ونبه للخطأ . بينما في مجتمعاتنا الشرقية  الأمر مختلف كلياً وبنسبة  180 درجة . إذ لايسمح للطفل والمراهق والشاب الذين هم برعاية أكبر منهم بالتعبير عن مايقول أو التصويب على خطأ معين فعله الأكبر منه سناً وإن فعل فسيكون ضربه عمل شعبي والكل سيشتمه ويعاتبه والجملة المكررة في هذه الحالة ( ياولد ، كيف تقول ذلك لمن هو اكبر منك سنا). صحيح من حقنا أن نُربي ونفرض إحترامنا على أبنائنا لكن بصورة حضارية تبدأ بالحوار وتنتهي بالحوار وليس بإسلوب همجي يشبه إلى حد ما اسلوب التكفيريين . فمن منا لم يتلقى لطمة على فمه بقول معهود ( أسكت هذا كلام كبار أنت لادخل لك فيه ) ذكرت كلمة أسكت وليس غيرها ، هذا إذا لم يضرب الطفل إذا كان تصويبه بالصميم . أما إذا كان الطفل على خطأ وخرج عن حدود الأدب فسيكون يومه عذاب أليم . 
فلو أخطأ الكبار في البيت أو المعلم في المدرسة أو كبار العمر في العشيرة ويأتي شخص يعتبر صغير بالنسبة لهم ويؤشر على الخطأ فهل سيقبلوه ؟ وهل سيصلحوا مسيرتهم ؟ الجواب معروف ( كلا ) ولماذا كلا ؟ لأننا نتبع أعراف مستبدة  وقوانين عشائرية هرمية ( سلطوية ) وتقاليد مجحفة بحق فئة قد تكون هذه الفئة أطفال أو مراهقين أو شبابا أو صاحب عمل بسيط ، بينما النساء فلهم حظ الأوفر بالتهميش .
هذا إن عبرت عنه بشيء فهو لعمري علة التخلف في المجتمعات ، ونشر سياسة الخنوع إن كان على صعيد عائلة أو عشيرة ويؤثر بالتأكيد سلباً على تقويم مجتمع   .
فهي علة بالفعل رافقت مجتماعتنا لتصبح داء مزمن لايمكن علاجه تلاحقنا أينما كنا وفي أي بلد حرية نعيش  .
الكبار أنواع وأشكال وأخطائهم على قدم وساق ( وهنا لاأقصد كبار السن الذين أكن لهم كل الإحترام ) بل من يراهم الصغار كبار لحكم موقع معين ( كرسي عالي يتربصوا به لاتزاح مؤخراتهم عنها ) وتاج وضعوه على رأسهم لصق بالصمغ المجنون أو في مَحْمَل يجلسون عليه يتناوب الوصوليون حمله .
في الألف الثالث نعيش وكأننا في عصر بدائي ، قبلي ، عشائري ، فيه من يخال نفسه كبير يريد الجميع صغاراً عليهم أن يهلللوا ويزمروا إحتفاءً بطلته ، يأمرهم وينهيهم ، وفي هذا القرن أيضاً هناك من تعودوا أن يكونوا صغاراً أمام الكبار وكباراً على بعضهم البعض . وبين الكبار والصغار ضاع الثائر والمغوار .
فمن ليس كبيراً على شاكلة الكبار وليس صغيراً على نمط الصغار فهذا الذي لايقبل بهذا الواقع المزري ، لايتملق للكبار و يحاول توجيه الصغار وحثهم لتكوين شخصية مستقلة لنفسهم قادرة على إتخاذ قرار سليم ومستقل وعدم التملق والخنوع . وهؤلاء المستقيلن نراهم في الأغلب محاربين ، يكرههم الكبار بإستخدام الصغار .
إذن هؤلاء المعتدلين أصبحوا مثل الأطفال الذين نوهت عنهم في بداية المقال ، الكل يريد إسكاته فالكبار يقولوا له إن لم يعجبك بلط البحر والصغار يزودوه بالطابوق (الباطون أو ممكن الحجر ) كونهم أخذوا كلام الكبار حرف ويصوروا بأن تبليط البحر حالة ممكنة ( إنقياد أعمى ) .
فماذا بإمكان المعتدلين عمله ؟ يتناسوا دورهم الإصلاحي ؟ ينخرطوا بلعبة الصغار والكبار ؟ يتخذوا شعار لاحول ولاقوة أو دع الخلق للخالق ؟ أو يسمع النصيحة التي تقول إهتم بعملك ولاعليك بغيرك ؟ أو نصيحة أخرى أسخف منها ( أنت تتكلم الصواب لكن لادخل لك وليس بمقدورك تغيير شيء؟ أو إنتبه لنفسك فمن تنتقدهم يستطيعوا إيذاءك ؟ أو يتم تطبيق المثل العراقي ( كل لشة تتعلك من كراعها )  .
هذه بعض الحلول التعيسة والتي تزيد على الطين بلة  والتي يخال للبعض بأنها نصائح إلا أن إتباعها سيتم من اليائسين فقط .
كل لعبة بحاجة إلى جهد ومثابرة ، ولعبة الجرأة والصراحة من أجمل الألعاب التي تستحق بذل الجهود وبكل ماأتيح  من إمكانيات ، وبدوري أنصح من كل قلبي أن يجربها الجميع  . فجرأة الكبار ليست بجرأة بسبب الصغار الذين يسندون الخطأ بكامل الإنحناء ، والصغار لاجرأة لهم إلا إذا أمروا بذلك  تماماً كقطعة مسح الأرض تحرك كيفما يشاء حاملها ويعصرها متى ماأراد ومصيرها بعد الإستهلاك معروف .
لكن ، من يبقى واقفاً لايمكن تسلق ظهره .

5
إعلامي !! يكتب رد على موضوع
تغطية لزيارة سفير لم تتم
زيد ميشو
zaidmisho@gmail.com

لايجوز أن يقرأ موضوع ما بحروفه وكلماته وجمله كما هي ، بل هناك الفكرة من المضمون .
هناك أناس حرفيين لدرجة غريبة ، يقرأون الموضوع ولايستوعبوه إلا كما هو ، يجردوه من القصد ومن المعنى ليكون بالنسبة لهم عبارة عن جمل كلماتها لاتخرج عن معناها في القواميس . وأظن بأنهم كذلك حتى في العموميات ، أي في اللغة المتداولة ، على سبيل المثال ، في حالة مشاهدتهم للعبة كرة قدم وأثناء تسديد مهاجم لركلة مباشرة وسريعة إلى الهدف الآخر ، يقول أحدهم ( صاروخ ) ومن يحفظ الكلمة ومعناها فقط سينبطح أرضاً وعلى الفور كونه فهم كلمة صاروخ كسلاح فتاك . والغريب الآخر بأن مثل هؤلاء يظنوا الجميع على شاكلتهم ، لهم نفس حذاقتهم ونباهتهم ، فما كان إلا من السيد موفق هرمز أن يبدأ برده على مقالي الساخر ( تغطية لزيارة سفير لم تتم ) ويقول " أود أن أبين بعض الأمور التي أجدها خافية على القاريء الكريم " وكأن القاريء الكريم ( حاشا له ) لم يفهم قصدي  .
وقد قسم السيد هرمز الموضوع إلى شطرين لكل فقرة ويستعمل تعبير " نسبة مائة في المائة " على شطريه ليكون الأول صحيح على حد قوله مائة في المائة والثاني تلفيق من قبلي مائة في المائة . وهنا يسعدني أن أوضح لأخي موفق بأن المقال ككل مستعملاً النسبة التي يحبها ( مائة في المائة )  لم ينقل عن لسان أحد ، وساعة إعلان الخبر من الكاهن أو من كاتب سطور الرد ، لم أكن ممسكاً لقلمٍ وورقة وأدون فيها حرفياً مايقال من على المذبح المقدس ، ولا بيدي جهاز تسجيل ، لذا لايوجد نسبة مائة في المائة . وإن كنت بحاجة إلى التدوين والتوثيق لطلبت نسخة من كل مايقرأ أثناء الذبيحة الإلهية حتى الوعظة والتي يقرأها لنا كاهن الرعية الأب الفاضل داود بفرو وكأنه يقرأ خطاب . فما كتب سيدي الكريم كتب بحسب إسلوب يتبعه الكاتب وليس تغطية حرفية كما فهمتها ، ولو أردت يوماً أن أعمل تغطية فعلية لحدث في كنيسة العائلة المقدسة في وندزور / كندا ، فسوف أعمله كما هو وبتجرد ، أي أعطي أهمية الحدث كما هو بتفاصيله الصحيحة ، ولا أعتمد إسلوب التضخيم والتمليق وأعمل من الحبة كبة كما يقول المثل كي يرضى عني أساتذتي ، ولن أقع فريسة للمجاملات الفارغة . وإن كنت تريد أن تبرهن كذبتي بعدم وجود كاهن الرعية أثناء التحضير ، فأنا أأكد لك وللجميع بأن ماذكرته لايأخذ بالحرف بل بقصد الفكرة ، وغياب الكاهن عن رعيته أعتدنا عليه بالرغم من إن القانون الداخلي للكنيسة ينص على منح الكاهن إجازة لمدة شهر واحد فقط سنوياً ،  بينما كاهن رعيتنا يغيب عنا عدة أشهر دون إبداء أي ملاحظة من أحد . فتقحم نفسم بما أشك أن لايكون لك منه ناقةً أو جمل وتنبش بما لم تفهمه ، وما تفهمه وتعرفه وأنت متأكد منه تمنع عينيك رؤيته ولا تنبس ببنت شفه عن حقيقته .
أما وعد السفير بزيارة  أخرى وقريبة جداً بحسب تصريحك ودون ضمانات ، فللتذكير أقول ، سعادة سفير العراق وعد بزيارة الكنيسة ثلاثة مرات ولم يفي بوعده ، فمبروك عليكم سفيركم . وإن كان الإخلال بالوعد هذا مستساغُ لدى البعض لكنه ليس كذلك للجميع .
أما لماذا يتم التنسيق مع سعادته كي يزور الكنيسة وهذا ما لم أذكره في مقالي الموسوم ، فإني أشك أن تكون الغايات لقاءه بالشعب ، بل لمصالح ومنافع شخصية وشخصية فقط . ولقاء مثل هذا الأجدر به أن يكون خارج نطاق الكنيسة والتي هي بأمس الحاجة للبناء الروحي .
فياأخي موفق ، عندما تعرف نفسك أحياناً  ، تقول " إعلامي في وندزور " ، فكيف لإعلامي عند قراءته لموضوع أن يفهمه من كعبه ولا أقول كلمة أخرى ، بينما العامة من القراء فهموه كما يجب ، وهؤلاء العامة لأجلهم أكتب ردي هذا بعد أن عزفت عن ألإكتراث لردك والذي لايمت إلى الصحافة والإعلام بصلة . ومع ذلك ، ونزولاً عند رغبة المتصلين وطلبهم الملح ، كتبت هذه الرد ، إلا إنني أكدت لهم بعدم الرد مجدداً بما يخص هذا الموضوع  في حالة إبداء إستياءك مرة أخرى لتقحم القراء بموضوع آخر لامعنى له .
وادناه الروابط ذات الصلة بموضوع تغطية لزيارة سفير لم تتم
http://karemlash4u.com/vb/showthread.php?t=32668
http://karemlash4u.com/vb/showthread.php?t=33462
   



6

تغطية إعلامية لزيارة سفير لم تتم !
زيد ميشو
zaidmisho@gmail.com
إعلان

في يوم الأحد 24-8-2008 جاءنا الإعلان التالي :-
سيزور سعادة سفير العراق كنيسة العائلة المقدسة في وندزور/ كندا ، وسيلتقي بأبناء الجالية بعد القداس الثاني في قاعة الكنيسة ليتم الحديث عن عمل السفارة وخدماتها التي تقدمها للعراقييين في كندا .
مشاعر المواطنين
واو – سفير العراق في بيتنا – يامرحبا يامرحبا . سنسأله عن الجوازات – الكفالات – النشاطات – التوكيل . سنسأله أيضاً عن وضع العراق وعن الحكومة الحالية ، وكم كنت أتمنى شخصياً بإعتباري من المواطنين أن أسأله عن رأيه في جريد أكد وتغطيتها الفعلية لنشاط القيمين على السفارة وخدماتهم الجليلة .
خبر
كان من المقرر أن يزور سعادة السفير كنيستنا في هذا اليوم 31-8-2008 إلا إنه إعتذر لسبب إنشغاله . بيني وبينكم ، سعادة السفير يحمل هموم الجالية في قلبه وهذا سبب إنشغاله .
صورة
بعد إعلان الخبر إهتزت الرؤوس وأبتسمت الأفواه لكن ليس فرحاً ، بل تذمراً على هذا التهميش وعدم إحترام الجالية التي تأملت خيراً في لقاء مع سفير دولتهم .
آراء شخصية
عذراً – لاأستطيع نشر الآراء خوفاً على مشاعر سعادة السفير 
عتاب
كاهن الرعية يحث المؤمنين على الحضور لهذه الزيارة ، ويخطط مع مساعديه لإستقبال يليق بممثل العراق ، يفرح ويبشر الجالية بهذا اللقاء ، صدَّقَ وصدَّقَ الشعب ، فكيف تصدقون ياكلدان  وأنتم اٌقدم من وجد على أرض العراق ؟ ألم تواكبوا الحكومات ؟ ألم تقرأوا التاريخ وتبصروا الحاضر لتنستنبطوا المستقبل ؟ هل سمعتم إن كان في زمن البعث أو مابعده بوجود مسؤول عراقي رفيع المستوى يكترث للعراقيين أينما كانوا وأينما حلوا ؟ عتبي عليكم ياكلدان فقد صدقتم المستحيل .
نصيحة
عندما يعد سعادة سفير العراق بزيارة لأي جهة أو مؤسسة فيها عراقيين طيبين ، فنصيحتي للقيمين بأخذ ضمانات لهذه الزيارة على أن لاتكون مادية ، فالتعويض المادي أسهل مايكون بسبب نفط العراق الذي لم يرى شعب العراق منه خيراً بل خيره للـ .... ، بل ضمان واحد ينفع وهو تقديم تعهد خطي مصادق من خارجية الدولة التي فيها المسؤول على تقديم إستقالته في حالة الإخلال بالموعد .
أمنية بعد تحرير ضمان للزيارة
نتمنى على كل المسؤولين في العراق وخارجه من اللذين هم واجهة العراق أن لاينفذوا  وعودهم ويعتذروا لسبب إنشغالهم ، خصوصاً وإن تطبيق بند الضمان سيؤول بالخير على الشعب العراقي الطيب أينما كان .
ملاحظة
ساعة سماع أكرم سليم رئيس تحرير الجريدة  لخبر زيارة السيد السفير للكنيسة إستبشر خيراً وكلفني بأن أقوم بتغطية الزيارة وطرح بعض الأسئلة على سعادة السفير وكان يأمل أن يقوم سعادة السفير بتكذيب كل ماسمعناه ، وحينما أخبرته بإعتذاره عن الحضور قال : اللهمَّ لك العُتبى
. [/size]

7
يفعل مايشاء من له السلطة
زيد ميشو
zaidmisho@gmail.com

أحقيقةُ ماسمعت أم واقع ملوث أم هو عصرنة ومواكبة مسيرة وضيعة إرتجلها زمرة من اللامبدإيين يرفعون فيها لافتة تتوج بها رؤوسهم تعلن إيمانهم " القوي وصاحب المال والسلطة من حقه أن يفعل مايشاء" ؟ كيف لإنسان أن يقبل على نفسه بأن يقول أمام الآخرين وبكل تبجح " علينا أن نقبل بالقوي وندخل في كنفه طالما إن السلطه في يده " ؟ والمخيف بأن هذه التبنيات لم تخرج من أشخاص معروفين بتملقهم بل يكاد أن يصبح حديث عامة بجميع المستويات ، الواعية منها والأكثر وعياً ، والمطلعة ( أفضلها على مصطلح مثقفة ) والأكثر إطلاعاً ! . فهل سيصبح ذلك تشريع ؟ وهل سيعلن رسمياً عن سفرات حج إلى دواوين أهل السلطة لنيل رضاهم وبركتهم بتنسيق مع متعهدين ( متملقين بإمتياز ) ؟ وهناك صورتين لسفرات الحج هذه واحدة منها عندما كان غالبية السلطة في لبنان تقيم سفرات حج ألى قصر النزهة السوري واليوم الصورة الثانية هي الأوضح ، سفرات حج منظمة إلى شمال العراق يعلن فيها الحجاج ولائهم لمن هو الأقوى وبيده مفاتيح المشاريع .
فكم نوع من السلطة يوجد ؟ وماذا تملك في يدها ؟
بحسب رأيي هناك نوعين من السلطة ، واحدة تعمل من أجل كرامة الإنسان وهذا النوع نادر الوجود في المؤسسات قاطبة ، ونوع آخر أباحت كرامتها أولاً من أجل مصالحها ، لذا فهي لايهمها كرامة الآخرين ، وإن أرادت أن تصون كرامة احدهم فهي تحاول أن تصون كرامة من وهب كرامته لهم ليكون على شاكلتهم يستفيدوا منه ليستفيد من نفوذهم ، يمتطوه ولايكترث ، يستنعج أمامهم ليستسأد بوجه المساكين ، ولعل مارأيناهم في حياتنا ونراهم كل يوم من حمايات ومرافقين لمسؤولين خير دليل على ذلك .
دلوني على النوع الأول من السلطة لأقبل الأرض تحت أقدامهم ، والنوع الثاني أراهم أينما إلتِفَتُ . كرهتهم وكرهوني . نراهم مستشيخين ومستفحلين في كل مؤسسة سياسية ومدنية وروحية وإن لم تكن جميعها فهناك إستثناء يكاد لايرى .
وفي مقدور كل سلطة في  إسعاد من إئتمنوا عليهم لذا فنحن لم نسمع عن بشر سعداء في زمننا هذا .
لكن ماذا يقصد بالسلطة القوية والسائدة من حقها أن تعمل ماتريد ؟ والأذكياء هم من يوالوها ؟
أنهض وأجلس وأتمشى وأتمدد وأفعل كل ذلك وأنا أفكر بما سمعته ولم أصل أكثر من إن ذلك هو الفساد بعينه  شرّعته المصالح الدنيئة . كرامة إنسان تباح وشعوب تجوع ، قتل وترهيب وإنجارات وحواسم في كل بقاع الشرق الأوسط ، ويقولوا سلطة من حقها أن تعمل ماتشاء! . عجباً ! أهؤلاء هم أذكياء هذا العصر ؟ أذكياء ينادون  بشريعة الغاب ، أذكياء لايفكرون سوى بمصالحهم اليوم وعلى حساب أمة وحضارة . أذكياء لم يقرأوا التاريخ ليستنبطوا منه المستقبل كي يعترفوا وبأسف شديد بأننا أمة خاسرة لامحال مادام هناك أذكياء مثل هؤلاء .
وعند تصريح مثل هذا ،أصبح المبدأ باطل ، وباطل من يبحث عن الكرامة ، وباطل من يتأمل خيراً . إنها صورة سوداء قاتمة نذير شؤم للخير الذي نرجوه . فرفقاً بكرامة البشر يامن تنتعلون السلطة فلو دامت لغيركم لما وصلت لكم . وإن وصلت لكم فالسبب هم من إختاركم أقوياء ، تذلوه ليشاركم طعامكم وهو من حقنا إن يكم من لحم أكتافنا . وإن وجد من إستجحشتموه فليس كل البشر سواء . ومن إستنعج أكلته الذئاب
.
 
       

8

هل الله يسعى لهلاك الكفار
زيد ميشو
zaidmisho@gmail.com
في زاوية تراثيات من إحدى صحف المهجر والتي تصدر في تورنتو؟كندا نشر عن كتاب " شرح لامية العجم " للصفدي ، موضوع نصه " رأيت بعض الأصحاب يأخذ ثلاثين قطعة من الشطرنج ، نصفها من السود ونصفها من البيض ، يرصها رصاً مخصوصاً في صورة دائرة ، ويدّعي أن مركباً كان على ظهر البحر ، وفيه مسلمون ( بيض ) وكفار ( سود ) . فأشرفوا على الغرق . وأرادوا أن يرموا إلى البحر نصف عددهم ليخف المركب ، فينجو بعضهم ويسلم المركب ، فقالوا : نقترع ، ومن وقعت عليه القرعة القيناه في البحر . فتأملهم الريّس بعض الوقت وهم جالسون في دائرة ، ثم قال : ليس هذا حكماً مرضياً ، وإنما الحكم أنّا نعدّ الجماعة ، فكل من كان تاسعاً ألقيناه في البحر . فأرتضوا بذلك ، ولم يزل يعد ويلقي التاسع فالتاسع فإذا به هو ألقى الكفار أجمعين ، وسلم المسلمون ! .
هذا النص نشر سنة 2008 في صحيفة واحدة من أعرض خطوطها هو حقوق الإنسان ومساواته مع كل إنسان مهما كان لونه وشكله وفكره وإيمانه ، فكيف هي كذلك وهذا النص يجعل تمييزاً واضحاً بين من وُصفوا مؤمنين وآخرين أُطلق عليهم كفار ؟ ألا يتبنَّى هذا النص مشروع المفاضلة بين البشر بين مؤمن وغير مؤمن ؟ ومَنْ هذا الذي من حقِّه تصنيف البشر وإدانتهم ؟ وهل غاية الأديان هلاك من لايؤمن ؟
لو حدَثَت مثل هذه القصة فعلاً ، فأيهما الأفضل ، أن يهلك المؤمنون أنفسهم ولغايتين أم يعيشوا هم ويسحق الكفار ؟ الغاية الأولى هي رجاء المؤمن بحياة لاتنتهي ( هذا ماتقر به الأديان بعد الموت ) ، والغاية الثانية هي عندما يرى الكفَّار المؤمنين وهم يتسابقون لإعطاء حياتهم بدلاً عنهم فسيثير سؤالاً في نفسهم " لماذا فعلوا ذلك " ؟ وبهذا تكون هناك فرصة لإيمانهم . بينما نرى في هذه الرواية وجود شريحة تدّعي الإيمان تحتقر من هم ليسوا في إيمانهم . وهذا ينطبق على جميع المنتمين للأديان المختلفة عندما يكونون ضيِّقي الأفق ويرون في مَن يختلف عنهم هالكاً لامحال . تماماً كما هو موجود في نهج احزاب الدول الأحادية والتي لاتقبل بحزب آخر في مملكتها .
إستميحُك عذراً زميلي رئيس التحرير ، إذ نادراً ما نختلف في وجهات النظر ، وهذه المرة أثرتَ حفيظتي لسماحك بنشر هذه الأسطر والتي تزيد الشرخ بين إخوتي المؤمنين وإخوتي أحبائي الكفار . فالمؤمن الحقيقي هو من يقدِّم ذاته عن الآخرين ليكون قدوة في بذل الذات من أجل غاية أسمى ، لا أنْ يعيش على حساب الآخرين ومن ثم يحصل على فردوس . فإذا كان ذلك يُسمى عدالة فهو من وجهة نظري إجحاف بحق الإنسان وما يختار ، وإجحاف بحق الله الذي هو وحده له الحق بإدانة البشر . وجلّ ما يرهقني هو غرور من يدَّعي الإيمان ويتصور أنَّه أفضل من غيره ، بينما يجب أن يكون أكثر من يدرك تواضعه .
ولو أعطينا صورة لفئات المجتمعات قاطبة في العالم أجمع على إنهم في مراكب يبحرون ، لرأينا المراكب التي تحمل أشخاصاً مختلفين في إيمانهم وفيهم غير مؤمنين لرأيناهم يبحرون بسلام أكثر من المراكب التي فيها غالبية مؤمنين من نفس الدين  ، ومَن لا يصدِّق فليفتح خارطة العالم ويشير باللون الأحمر على الدول التي تكثر فيها الحروب وبلون مختلف على الدول التي تعيش بسلام . فهل هناك حاجة لإعلان النتيجة ؟
وكما عهدنا السيد رئيس تحرير الجريدة والذي يتصف بشفافيته ونزاهة رسالته الصحفية فقد نشر الموضوع وعقب عليه التعقيب التالي :-
رئيس التحرير : إشارة جميلة من إشارات  الزميل زيد ميشو التي تعودنا عليها ، وكُنا نتمنى لو جاءتنا تلك الإشارة من العديد من قُراءنا ، وسعياً منا لإرضاءك زميلنا العزيز ( زيد ) ولإرضاء ربما من كتم غيضه ! نقول إننا نُحاول أحياناً إستفزاز مخيلة قُراءنا ليفكروا ويتساءلوا ، ومنها الموضوع آنف الذكر ، والتساؤل هنا هو كيف يرضى لنفسه المؤمن هذا العمل الماسخ للإنسانية في معناها المجرد ؟! ، وأرجو أن لاتستفزنا أكثر وتجعلنا نصرخ ونقول ( باع ) ونشق ( الكاع ) . الكاع باللهجة العراقية هي الأرض لمن يجهل التعريق ! .




9
سيادة المطران ميشال قصارجي – قلبك تكلم قبل لسانك
زيد ميشو
zaidmisho@gmail.com

أقولها شهادة حق وليس لي مصلحة غير قول الحق ، لم أسمع عن أسقف مذ كان كاهناً عمل من أجل العراقيين في المهجر كما فعل ويفعل الأسقف الجليل ميشال قصارجي في لبنان .

مقابلة أجرتها من هي أشهر من نار على علم ، رائعة الإعلاميين في لبنان مَيْ شِدياق مع سيادة المطران ميشال قصارجي ، وقد كان محور اللقاء مصير العراقيين في لبنان . تكلم إسقفنا الجليل بما هو واقع وصحيح عن إضطهاد مسيحيي العراق مابعد 1991 وقبلها عندما كان الإضطهاد مبطَّناً، ومَن ثم إستشهد بقول السفير العراقي في لبنان الذي دفعته غيرته على العراق والعراقيين أن يقول " إن العراق بلا مسيحيين كصحراء ينقصها الماء " . وقد تساءَل كِلا المتحاورَيْن عن سبب تقاعص الحكومة اللبنانية في مساعدة العراقيين في بلدهم بالرغم من أنَّ هاجسهم ليس الإستيطان في لبنان بل مكوثهم فيها يُعتبر محطة لحين ميسرة .

وهذا هو واقع لبنان الجميل والذي عشتُ فيه ست سنوات أكرمني الله خلالها بطفلة وُلدت في سهوله ؛ لكنها سوف لا ولن تحصل على جنسيتها مهما حيَت . علماً بأن الشعب اللبناني يكنّ كل الحب للعراقيين ويتمنون مساعدتهم ، وقد نالَني أنا شخصياً وعائلتي من حبهم الكثير ، إلا أنَّ مواقف الحكومة اللبنانية السلبية يجب أن تُذكر، تماماً كما يجب أن تُسطَّر خدمات سيادة المطران قصّارجي للعراقيين .

فقد كان هذا الرجل يتنقل من مستشفى إلى أخرى ومن مركز شرطة إلى وزارة الداخلية كي يعمل ما بِوسعه لإخراج العراقيين من أزمتهم والذين كانوا عرضةً للسجن والتسفير لعدم حصولهم على وثائق رسمية تسمح لهم بالتجوال الحر في الأراضي اللبنانية . كما أنه لم يتقاعص في إيجاد كلِّ السبل لمساعدتهم ماديَّاً هو ومَن يعمل طوعاً لخدمتهم أذكر منهم كاريتاس لبنان بكل فروعه وأذكر منهم السيدة الفاضلة نجلا شهدا، وعلى مستوى مجلس المطرانية السادة جورج شمعون وجورج حكيم وكثيرين ممن أطلب منهم أن يسامحوني على عدم ذكر أسمائهم ناسياً وغير متناسياً ، فللفراق أحكامه .

ومن سلبيات الحكومة التي تُذكر ، فقد كانت تخرج بقرار بين الفينة والأخرى لكل المتخلفين عن الإقامة أو من اللذين دخلوا خلسة ، وذلك بعد دفع الغرامة المطلوبة مع كفالة لتسوية أوضاعهم ، ولكون لي معارف لهم علاقات في الدولة وخصوصاً في وزارة الداخلية من أكبر مسؤول فيها إلى الموظف البسيط ، فقد كانت تجري إتصالات لتسوية وضعي. إلا أن الجواب كان دائماً " القرار لايشمل العراقيين " ، أي يشمل المصريين والآسيويين واليمنيين ومن كل أرجاء العالم بإستثناء العراقيين . بالرغم وبشهادة الجميع ، بأن العراق والعراقيين لم يسيئوا يوماً لهذا البلد بل على العكس ، فقد كانوا من الذين لايبخلون بكل ماتجود أيديهم لمساعدتهم في ظروفهم الحالكة حتى عندما أصبح العراق يعاني من نزفٍ شديد .

فلا لوم عليكم أيها الشعب اللبناني الشريف بل هي حكوماتكم التي تخذلكم دوماً فيما تحبون .
فشكراً لمَي شِدياق وشكراً للإسقف الجليل ميشال قصارجي على توضيح الصورة أمام العالم للحالة الصعبة التي يمر بها العراقيون في بلدهم لبنان ، آملين أن تكون الحكومة الجديدة أرحم على شعبهم وشعبنا ، فمتى مارحموا شعبهم رُحِمَ شعبنا

10
المنبر الحر / تقييم عمل الله
« في: 22:50 14/07/2008  »
تقييم عمل الله
زيد ميشو

zaidmisho@gmail.com

إعذروني إخوتي على فكرة مجنون ، لم يكتفِ بتفكيره بل دوَّنه ونشره ، إن راق لكم تفكيره فقولوا حكمة صغيره في فاه مجنون ، وإن لم يرق فلا تكفروني بل قولوا مجنون لا لوم عليه .
الله خلق الانسان ورآه حسناً والطبيعة رآها حسنة وكل شيء حسن ، ويقال أيضاً بأن ألله أبدع في خلقه . وبنو البشر يكررون هذه العبارات حتى في غنائهم وطربهم ومواويلهم . ولو سُئل المؤمن مارأيك بعمل الله لأجاب على الفور بأنه عظيم ورائع ، لكن إن سألْنا غير المؤمن فهل سيكون له نفس الجواب ؟ ولماذا يكون جواب المؤمن إيجابياً بالإجمال ؟ وهل يحق لنا أن نقيّم عمل الله ؟ .
فلو سُئِلنا عن الطبيعة هل هي عظيمة ورائعة على الدوام ؟ اليست الطبيعة ناقصة وغير كاملة  ؟ فلماذا نعطيها 100% ؟
أبدع الله بخلق الإنسان ، نعم صحيح ، إلا إن الإنسان خليقة ناقصة وليست كاملة ! .
الملائكة ، أجمل التعابير تقال عنهم ، كيف شكلهم ؟ وما عملهم ؟ هل هم كاملون  100%  ؟ إن كانوا موجودين فهم ليسوا متكاملين ودليلنا في القصة التي أتبنَّى الرأي من إنها رمزية على إعتبار إن الشيطان كان ملاكاً وتمرَّد .
الكواكب السابحة في الفضاء الخارجي تعج بالمخاطر والدمار ، كواكب تضرب بعضها ، نيازك تدمِّر كل ماتسقط عليه .
الحيوانات ولا أبشع منها ، القوي يأكل الضعيف .
والأرض مليئة عبر التاريخ بالزلازل والفياضانات والبراكين وهي سبب الشرور الطبيعية .
ولو عُدنا إلى الإنسان فحدِّث ولا حرج ، فلن أضيف شيئاً إن تكلمتُ عن سلبياته .
فمن يتجرَّأ ويعطي درجة لعمل الله أقل من 100% ؟ وهل يحق لي أنا ؟ أكيد سأفعل وأقول بأن كل ماأراه فهو غير كامل ، لابل في أحيان كثيرة سلبي ، لكني في إثنين فقط أنحنى إجلالاً وأحتراماً، وأخجل ان أعطيهما 100%؛  أبقى قلقاُ إن لا أكون قد أعطيتهما حقهما :-
محبة الله  وحرية الإنسان ، محبة الله التي لايمكن وصفها بكلمات ولايمكن سبر غورها. وحرية الإنسان - هذه النعمة المجانية التي ميَّزَته عن سائر الخليقة . أحبَّ  بكل كيانه وأعطى الحرية للإنسان حتى في منحى الإيمان وعدمه . وللأسف الشديد ، فإن الإنسان تمسَّك بكل شيء وأهمل هاتين النعمتين لابل شوَّهَهما . وإلشيئان الوحيدان اللذان بمقدور الإنسان أن يحققهما بحياته جذرياً هما أن يحيا بحب وحرية مطلقة لكنه لايفعل ، بل نراه يحاول أن يفعل كلَّ شيء ضدهما ! عجباً ! ، مع كل ذلك ندَّعي بأننا نعرف الله ولانعرف كيف نعيش بحب وحرية . فأيَّة معرفة هذه ؟



11
في المناسبات الليتورجية ، ماذا ترعى كنائسنا ؟


زيد ميشو

في اللهجة العراقية عندما نريد أن ننتقد شخص يعيد الكرّة مراراً بعمل ما ، نقول له         " إللي بيك ميخليك " ، وهذه هي  تماماً مشكلتي في بعض الأحيان وذلك عندما أرى خطأ ما ولاأستطيع غض . وليسامحني من يشمله نقدي .
ذكرى ميلاد المسيح بالنسبة لليهودي بدعة ، فهم لايعترفون بمجيء المسيح ومازالوا ينتظروه . بينما يعترف المسلمين بذلك على أمل أن يأتي المسيح مرة أخرى ويحارب المسيح الدجال وينتصر عليه ويعلن إسلامه .
والغالبية تنظر لهذه الفترة على إنها فترة إحتفالات وأشجار جميلة وزينة وأضاءة  وتبادل الهدايا وإجازات من العمل والمدارس .
فمن لم يكن مسيحياَ لايعرف القيمة الروحية لميلاد المسيح وماذا تعني هذه المناسبة . ولاملامَة منّا عليهم . لكن إذا كنا نحن المسيحيين لانعطي القيمة الروحيَّة لهذا الميلاد أفليس من حقِّنا أن نلوم ؟ لكن مَن نلوم ؟
جميل أن نرى كنيستنا تواكب الحداثة وتنخرط في أمور حياة الدنيا لغرض توجيهها التوجيه السليم دون الذوبان فيها ( أنا من العالم لكني لست من العالم ) . تعطي رأيها في كثير من التفاصيل وتوعّي أبنائها المؤمنين لتزوِّدهم بدرع الإيمان الذي يقيهم  مغريات الزمن . لكن أن تواكب الحداثة بتحديث نفسها قلباً وقالباً فهذا ماأسميه بالـ " خطأ " ، وليس زلة صغيرة : بل خطأ فادح نتحمَّل نحن وزره .
الإعلانات تملأ الشوارع ووسائل الإعلام وتغري الناس لقضاء أمتع الأوقات مع (الكريستماس) ، وهذا أن كان غير محبب إيمانياً وغير مقبول لدى المسيح نفسه الذي ولد في زريبة ونحن نهزّ أكتافنا لمولده إلا إنه مقبول مع البشر . والقديس نيكولاس  أصبح دميةً مضحكة وله نيكولاسية ( ماما نويل ) تسليةَ في وحدته ، والكل يلبس طرابيش حمراء تيمنا بهذا القديس . بارات وملاهي تطيل من ساعات الدوام ، وحفلات صخب في كل حارة ، وشرب الكحول حتى الإستفراغ ، وكل ذلك إحتفالاً بميلاد المسيح ! .
لذا ، نرى أنْ على الكنيسة أنْ تتحرك وبقوَّة لأجل توعية المؤمنين لغرض إشراك أكبر عدد منهم في ألأمور الروحية لما تقتضيه المناسبة من أهمية والحدّ من الإفراط والمبالغة بطريقة الإحتفال والتي يعرفها الجميع .
إلا إن بعض الكنائس وللأسف الشديد ترعى حفلات غنائية راقصة وتحث المؤمنين على الإشتراك بها وتعلن ذلك أمام الملأ من خلال إعلانات كتب في بدايتها " لمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلاد تقيم كنيسة ... حفلة عائلية يحييها المطرب الفلاني وسعر التذكرة ... وهناك الكثير من المفاجئات " ، فهل هذا هو دور كنيسة المسيح ؟
الكنيسة يجب أن تكون منزهة عن مثل هذه الأمور الدنيئة ، وإن كان لها دور فهذا لايتعدى الدور الروحي كالإحتفالات الطقسية والثقافية والتي تغذي إيمان شعبها  ، لاأن تزاحم متعهدي الحفلات الراقصة في رزقهم . أتساأل مرة أخرى ، من نلوم ؟ علمانيين أم كهنة ؟
فإذا كان العلماني الذي يخدم في الكنيسة وينظم حفلات رقص وردح لايعي مسؤوليته تجاه كنيسته فهل الكهنة كذلك ؟  ولماذا ؟ من إجل الربح المادي ؟ إذا كان الجواب هو جمع المؤمنين في إحتفال عائلي إجتماعي فهذه كذبة كبيرة ، أما إذا كان الهدف هو الربح المادي فألله الغني . فالكنيسة التي لايكون مصدر أموالها من العناية الإلهية فهذه ستكون مؤسسة لافرق بينها وبين أي مؤسسة مدنية . أم هناك جهل من قبل البعض منهم لفهم العناية الإلهية .
لذا ، فأنا أطالب وبإلحاح ، كهنتنا الأفاضل ومساعديهم من المؤمنين أن لاينزلوا إلى هذا المستوى من الإحتفالات بل يرفعوا من شأن رعاياهم في تثقيفهم الإيماني والعمل من أجل التركيز على نموهم الروحي ، وإذا كان الكاهن يريد أن يرعى حفلة فيها رقص وغناء وهز الوسط ودبكة ، فليكتب إسمه ولا يقحم إسم الكنيسة التي في خدمتها   ويرعاها هو من جيبه الخاص وليس بأسم الرعية .
هناك أشخاص لايعرفون الكنيسة إلا في حفلاتها ، وتعلموا في هذه الحفلات الدبكة بأنواعها  والجوبي والهيوا ، لو سألناهم بعد حين ، ماذا تعلمتم من نشاطات الكنيسة وماذا فادكم المسؤولين فيها ؟ فهل سنسعد بجوابهم ؟ وكل عام وكنيستنا برقي . 
 

صفحات: [1]