عنوان المقال :
لم يكن للكلدواشوريين مشروعا جديا و مشتركا يقدمونه للبرلمان للكاتب و الصحفي الكوردي
سةرتيب جوهر المنشور على موقع آوينة ٢٠٢١/١/١٤
ان انتقادات مكونات الاقليم حول العيش المشترك و ملاحظاتها حول العلم و النشيد القومي ( ئةى رةقيب) لم تحظى باهتمام الشارع الكوردستاني و مواطنوه ليسوا على دراية و علم بهذه المطاليب و الملاحظات و الاعلام بعيدة عن قضاياها .
ان التجمعات و الاحزاب الاشورية الحقيقية و المصطنعة منها لم تتطرق بشكل واضح و علني الى مطالبها و ملاحظاتها حول الشراكة في الادارة و آلية المشاركة في مفاصل الحكم .
لم تحتل قضاياها مساحة كبيرة في وسائل اعلامها حتى ينتبه اليها الشارع الكوردستاني و بالتالي لم تكسب راي الشارع الكوردستاني الى صفها .
نستطيع ان نلخص الاسباب التي حالت دون ذلك بالنقاط التالية :
اولا……
ضعف الامكانية الاعلامية للاحزاب و الاطراف الكلدواشورية و حتى التركمانية و لم تكن بالشكل المطلوب. فقسم من اجندة اعمالها تخدم سياسيا الاحزاب و الاطراف الداعمة لها ماديا ولا تصب في مصلحة قضايا شعبها و معاناتها .
ان المؤسسات الاعلامية و المطبوعات التي تدار من قبل بعض الاشخاص و الاطراف الكلدواشورية بشكل او اخر واقعة تحت تاثير التعصب القومي و الديني او اسلوب عملها الاعلامي قديم وبالتالي لم تستطيع ايصال مطاليب الاشوريين الى الشارع الكوردستاني او المتلقي الكوردي. و بالنتيجة تبقى هذه المطاليب تتراوح فيما بينها في دائرة المكون و لا تصل الى الشارع الكوردستاني.
ثانيا….
اهتمام و انشغال الاعلام الكوردي بالصراعات السياسية بين الاحزاب و الجهات الكردية و عدم الاكتراث بالامور و القضايا الاخرى ، بمعنى ان الاعلام الكوردي لم يهتم بالشأن الكلدواشوري و تناسى قضايا المكونات و مطالبهم و حتى الكوردية ايضا مثل ( ايزيدية و شبك و كاكائي ) ،و هذا جعل الاعلام الكوردي بعيد كل البعد عن باقي مكونات كوردستان و بالتالي الشارع الكوردي لا يطلع على وضع المكونات .و احتمال الحزب المستفيد من المكونات يعتم عليها اعلاميا و حتى المعارضة بعيدة عن مطاليب المكونات و لا تدافع عنها .
ثالثا….
من الاسباب الاخرى، ليس للمكونات ممثلها الحقيقي في البرلمان و بالشكل المطلوب لحد الان ، معظم البرلمانيين او المرشحين مقترحين و مساندين من قبل الاحزاب الكردية و بالتالي يعملون وفق اجندات و تطلعات تلك الاحزاب، في الوقت الذي أسس
البرلمان لتمثيل كل المكونات القومية و السياسية الاثنية و هو المنبر للجميع و لكن ما نشهده ان ممثلي كلدواشوريين و سريان و ارمن او التركمان مستغلين من قبل الاحزاب في صراعاتهم .
رابعا…..
لحد الان ليس للاحزاب او الجهات الكلدواشورية الحقيقية مشروعا رسميا في البرلمان او خارجه لمناقشة او حل هذه القضايا و الامور منها الشراكة في الحكم و النشيد الوطني و آلية المشاركة في السلطات المختلفة او في تسمية رموزهم الوطنية .
لم يتبنوا مشروعا مشتركا للبدء بحملة وطنية للنقاش و الحوار و بالتالي تكوين ( مجموعة ضغط-لوبي) لكي يصبح مشروعا مؤيدا يؤيده جميع الجهات .
او نقل هذا المشروع الى وسائل الاعلام الخاصة و العامة و الاهلية ليكون موضوع الساحة .
المكون الكلدواشوري له عدد من موسسات اعلامية و لكن لم تفلح في ايصال صوت شعبها بالشكل المطلوب و ابرز هذه المؤسسات هي قناة اشور التابعة للحركة الديمقراطية الاشورية ، قناة عشتار التابعة للمجلس الكلداني الاشوري السرياني المدعومة ماليا من الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، تلفزيون ANB sat المدعومة من مجموعة اشوريين امريكا، راديو (اشور .كوم) و هي صفحة نشطة مع عدد من المواقع الالكترونية المدعومة من بعض الاشوريين في اوربا و امريكا.
نستطيع القول بان هناك عدة اسباب لعدم وجود تأثير لاعلام الكلدواشوري على الشارع العراقي و الكوردستاني او اسباب الضعف في ايصال مطاليب شعبها الى الشعب العراقي.
من الاسباب الرئيسية ان اعلامها موجه الى الشعب الكلدو اشوري بمعنى انه موجه الى المتلقي الكلدواشوري و ليس المتلقي الكوردي او العربي،مقتصرين على نشر الاخبار المتعلقة بشعبهم.
من خلال متابعاتي و استفساري من بعض الاشوريين و حتى السياسيين منهم تبين لي بان الاخبار التي تصلهم مقتصرة بالكلدواشوريين و هم ليسوا علـى علم بالتغييرات و الصراعات السياسية و حتى الاحداث المهمة منها لان ما تصل اليهم تخص الكلدواشوريين و ليس عموم كوردستان.
في الفترة التي كنت بصدد اجراء لقاءات لجمع معلومات و التحضير لكتابة ( ألم الصلب) اكتشفت هذه الحالة عدة مرات و كأنهم ليسوا من سكان الاقليم و هذا يدل على ان قسم من الاشوريين متعصبين و غير متابعين للاعلام الكوردي و الاعلام الاشوري لم تنقل لهم الاحداث.
سبب اخر هو اللغة حيث لغة هذه المؤسسات الاعلامية هي عربية او سريانية و هذه مشكلة خلقت فراغا بين كلدواشوريين و الشعوب الاخرى مما ادت الى ان الاخيرة لا تعلم بهذه المكونات و مطالبها.
كذلك بعض وسائل الاعلام الكلدواشورية المدعومة من قبل الاحزاب الكردية و العربية مهتمة بالشان العراقي او الكوردستاني بعيدة عن شأنها الخاص.
مشكلة التعريف بتاريخهم و تراثهم ان لغة الاعلام لها دور كبير في التعريف بتاريخ و تراث الشعوب، نستطيع القول ان المشكلة التي كان يعاني منها الشعب الكلدواشوري في تعريف تاريخهم و تراثهم للشعب العراقي عانى منه الشعب الكوردي ايضا.
بعد تغيير النظام الملكي عام ١٩٥٨ حاول الشعب الكوردي ايصال صوته و قضيته الى المحافل العربية و العراقية و لم يفلح لنفس السبب و بسبب سيطرة التعصب القومي على مجريات العمل.
خلال ستون سنة الماضية الاحزاب و الجهات الكردستانية لم تفلح بالشكل المطلوب في ايصال صوت الكورد الى الشارع العربي في بغداد، و هذا ينطبق على الاشوريين ايضا لم تصل قضيتهم الى الشعوب الاخرى و المتسلطة منها ( كورد في كوردستان) و ( العرب في العراق) و بقت غير مهتمة بمطالب الشعوب و المكونات الاخرى.
رابط المقال
https://www.awene.com/article?no=14977&auther=1326 ترجمة
باسمة يوسف