عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - Putrus_Halabi

صفحات: [1]
1
أدب / رد: بطاقة تهنئة للجميع
« في: 13:00 30/12/2012  »
العزيزة إنهاء
بعد غدٍ ، سيطوي هذا العام آخر صفحاته ، بكل جراحاته وآلامه
ليؤذن بدورة جديدة فيها من الأمل المرتجى لغدٍ ، في وطن عزيز
تتحققُ فيه آمال شعبنا الصبور بيوم خلاص آت من غير إرهاب
ودم وجريمة ، تترفرف في سمائِه راية العزة الوطنية لكل أبناءه
بكل آلوان معتقداتهم وأصولهم العرقية ويندحر وإلى الأبد أعداؤه
المتاجرون بشرفه ووحدته ومصيره .... وبهذه المناسبة أبعث إليك
بأجمل التهاني مع أعمق مشاعر الودِّ والتقدير وكل عام وأنت بألف
خير .....           بطرس حلبي

2

      رأسي سفينةُ ملاّح جنادله
                    تستفُّ منْ حُلُمِ الأرواح تفطينا
     صبّوا جِرارَ الأسى في سمحِ خاطره
                   تحملن من زمن الفوضى براكينا
    قالوا ..فؤادك قديسٌ نعذبه
                  صَبّوا على جسدي زيتا وغسلينا
  تخثَّر الصَّمت ملتفا على شفتي
                 لا ترهبوا حِسِّيَ الممراح توهينا

          فهل للطمأنينة طعمٌ بعد ...أيها العزيز جعفر ....
       شكرا لمرورك الواعي .....

3
أدب / رد: سيناريو الألم
« في: 15:48 03/11/2012  »

 عشتُ زمنا مع وهمٍ جميل ، حلمتُ بيوم خلاص آتٍ ، بمسيحٍ
شاهرا سيف العدل ، داعيا لملكوت أرضي تجري من تحتها أنهار
من عسل ولبن وخمر ...
         فبين الجُرح والجرحِ    مراعٍ كلها وردٌ
   تشاطرني رجفة القلب
لتطفأ في الأفق نجما
فتورقُ خلف الغيوم نجوما
فمن ذا يوارب شباك الأمل يا إله السماء
يبحرُ كالبرقِ بين الضلوع......
   دومي لحرفكِ المضئ  يا إنهاء ......       

4
العزيزة إنهاء

     إنهاء ُ قد ولّى زمانٌ كان لنا
               أنْ تُلبسَ الريحُ أثواب الشعانين
              سيدتي ....
                     شكراً على مرورك الأنيق

5
أدب / رد: ترنيمة ٌ لأيلول
« في: 13:54 03/10/2011  »
الفاضلة إنهاء....

 ....... أخبرني ما تشاء....فأنا أسمعك
         من ذاتي أفرغ  وبك أمتلأ
         بكل كياني.......

     أيتها الذكرى
    كياني كٌلُّهُ يتوسل إليك
    ينتظرُ إكتشاف الكلمة التي تشبه البراءة
    مثل براءة كل صلاة أولى 
    إذ توقض رؤانا خارج الأحلام الغريبة
   فيا أيّتها الكلمات إحترقي بالنار التي أشعلها
 فأين أين الإلتحام الحميم بين المطر والتراب
ولكنْ حين أفتح عيني يكون كل شئٍ قد إرتحل
تزيح السماء شكوك الضباب
 وآخر القلائد عن أعناق الشجر
 فحين لا يكون في الأفق شمس
لا يكون فجر ولا مغيب
 ولا ظلمة يثير مقدمها الدمع والخوف ...
            مع أعمق مشاعر العزاء....
                     
[/size] [/size]

6

     الفاضلة  إنهاء سيفو 

   لكِ مني معَزَّتي وتقديري لِمداخلتكِ .....

             ولكن حين أفتحُ عيني ، يكون كلَّ شىءٍ قد إرتحل
             تزيحُ السماءُ شكوكَ الضباب
             وآخرَ القلائِد عن أعناق الشجر
             فحين لا تكون في الأفقِ شمسٌ
            لا يكون فجرٌ ولا مغيب
            ولا ظلمةٌ يثير مقْدَمُها الدمعُ والخوف .....
           فيا أيتها الكلمات ، إحترقي بالنار التي أشعلها
          فأين أين الإلتحام الحميم بين المطرِ والتراب

          ودمتِ ...............بطرس حلبي

7



عودة ألإبن البار
توما توماس

بطرس حلبـــي



لمْلِمْ نبالكَ بعدَ طولِ مِرانِ
وكَفا مُقايضةَ الحياةِ بفاني
القوشُ جئتُكِ حاملاً أرجوحتي
منْ فرحتي عقدَ الغرامُ لساني
أنا من سمائِك نجمةٌ قد أبحرتْ
من قاصي قطبيها عبورَ لثاني
أنا من هضابكِ كرمةٌ قد أورفت
وعلى جبالكِ رايةٌ لأَمــان
أنا من ترابكِ غرسةٌ قد أينعت
وإلى ترابكِ عودتي ومكاني
القوشُ لا نزلتْ بساحكِ غُمَّةٌ
وسقتْ مرابعَ أهلنا مٌزنَتان
فخرجتِ من رحمِ الفواجع مهرةً
تتسابقُ الأحداثُ في دوران
فتراجعتْْ مِحَنُ الزمان بأمره
بنبيذِ ترياق الحياةِ سقانــي
وورثتِ من آشور بارقَ نجمةٍ
حملتْ لبابلَ عزةً ومعاني
وقطفتِ من غصنِ المودةِ كوثرا
ومن راحتيكِ سُقيتٌ محْضَ حنان
فتعطلتْ لغةُ الكلام وبيننا
غصنُ المحبةِ لم يزلْ ريّان
فضحتْ عيوني ما طواه لساني
لا ينثني عزمي ولا الشفتان
فمشيتُ كالمأخوذ أرفعُ قامتي
بين الجموع عشيةَ الطوفان
فأدار سنحاريب خيلَه عاكفا
ونبوخد النصرين ، لي فدعاني
فأخذتُ راحته لصدري ناحباً
فشكوته ، وبكيتُهُ وبكانـي
كفّي لكفكَ في الحوادث فَزْعَةٌ
ولآخرِ الأزمان يلتقيان
فعليّ توديع الأمانةِ عادلاً
ما للحرائِرِ ، للفوارسِ داني
فإلى حرائِرِ بلدتي - جَمَداني -
وإلى الفوارس خوذتي وحصاني
فلكم بَنيَّ غضارةٌ من واهبٍ
ولإبنِنا توما الجميل ، أغاني


8

                  رحيل الفرسان

    إلى فارس النضال الوطني ـ سلمان يوسف
             في يوم رحيله ...





    كنت أصحو باكرا في صباحات القوش الصيفية الجميلة على
   
    أصوات مجاملات الكبار وهي ترحب بحميمية بإبن بلدتهم القادم

    لزيارتها ، وأنام على أصوات مواخاتهم الدافئة له ، وتمنياتهم

     له بطيب الإقامة بين أهله وعشيره ، فباب الدار تظل مشرعة

     للقادمين ، زرافات ووحدانا للترحيب به أو لتوديعه عندما

     يزف موعد مغادرة بلدته الحبيبة التي أحبها ، فكنت أسمع

     والدتي المرحومة ، سقى الله قبرها بشآبيب رحمته ، وهي تقول

     ـ البلدة اليوم تحتفي وتعبر عن بهجتها بإبنها القادم لزيارتها

     مما زاد في نفسي الشغف أن أحظى برؤية عن قرب لهذا الرجل

     الذي يحبه الناس وتحتفي بمقدمه كل رجال ونساء البلدة ، فكنت

     أجلس على إحدى دكات الدرج المفضي إلى دارنا ، المواجه تماما

     وعلى مبعدة خطوات من خلفية دارهم ، لأراه عن كثب وقرب

     عندما كان يهم بالصعود إلى سطح منزلهم لهجيع الليل ، وللتمتع

    بسويعات راحة على سريره وبنسيمات الجبل العليلة التي طالما

    هادئة ، من غير ريث أو عجل فتبعث في الروح إنشراحا وفي الجسد

    إنتعاشا ، بعد عناء ساعات طويلة من النهار ، يستقبل هذا

    ويودع ذاك ، فلربما كان أبو عامل يمتع نظره بنجوم سماء البلدة

   الصافية ردحا من الوقت قبل أن تستسلم عيناه لسلطان الوسن

   والنوم الهنيء . ففي سماء البلدة سحر لا يقاوم وإغواء رباني

   يستأسر النظر ويأخذ بمجاميع القلوب ، وهذا ما يذكرني ألآن

   برد رسالة الى العزيز ـ فرج أسمرو ـ فحدثته عن ما تجيش به

   النفس في زمن الإنكسار هذا ,, فهاهنا يا أخي تستوقفنا محطة

    وهناك أخرى لتنزع منا نصيبها من لحظات العمر الغالية

    فما زلت أتذكر ملامحا تمر في سياق عارم للذكريات كمر سحابة

    ربيعية تسقط وابلها في خميلة ثم تمضي مسرعة إلى أخرى ، ولكن

   أروع تلك الخمائل وألصقها إلى قلبي ونفسي وروحي ، هي خميلة

   مرابع صبانا الرابضة على كتف جبلها الأشم ، إذ لم أر سماءا

   أجمل من سمائها ولا رواني ماء كان أطيب من مائها ، فأهلها

   أهلي وعشيري ، لهم أحن وبهم أستقوي وأستمد عنفوان ديمومتي

   ووجودي .

   هذا ما يعن لي الآن ، أن أبا عامل قد أحب بلدته كما أحبته

   من غير حدود ، فإن حبنا لبلدتنا هو من وحي تجليات تعلقك

   ببلدتك يا أبا عامل ، فهذا ما تعلمناه منك في صغرنا ، فحبك

    لأهلها الطيبين البسطاء كان أبجدية حياتنا الأولى ، ـ أن تحب

    لغيرك ما تحب لنفسك ـ تماما . كما علمتنا دروسا في الوطنية

    وحب ألإنسان ، فكنت  لا تؤمن إلا بوطن واحد للجميع نقدم

    بسخاء نشورنا ونذورنا ، وعلى مذبحه المقدس نهيل صلواتنا

    وتراتيلنا ....
   
   لقد عشنا زمنا طويلا يا أبا عامل ، ونحن نحلم بيوم خلاص

   آت ، بمسيح شاهر سيف العدل ، داعيا لملكوت أرضي ، فسجلت

   في حياتك أروع صفحة للعطاء السخي والتضحية في سبيل شعبك

   وخلاص الإنسان وكرامة الوطن ، وطن عزيز ظل عندك إمتداد في

   الذات فكان لك وطن أعماق لا وطن مكان كدأب الباذلين أرواحهم

    من غير أن تنتظر ثوابا ومكافئة ..

    فبين الجرح والجرح      مراع كلها ورد

    هلموا كلنا ننشد     أناشيدا لها صرد

   فهذه هي مفارقات الحياة الغامضة وسر أسرارها المدهش

  لا يدركه إلا لمتبتلون في حمأة تجلياتهم والمبدعون الحالمون بمجد

  الكلمة ...

  فإلى ذكراك العاطرة يا أبا عامل في يوم رحيلك ، كلمة موادعة

  وعناق أخطها على صفحات الضمير بريشة أقتلعها من جناح الملائكة.

      فالموت نقاد على كفه      جواهر يختار منها الجياد




                         المتألم بفقدكم

                   إبن عمومتك بطرس حلبي

                            - السويد -

9
أدب / بركان العواطف (بطرس حلبي)
« في: 03:37 24/09/2005  »
         
بركان العواطف


رسالة مفتوحة الى ملهمة شقراء

قصيدة حب .....رقم 2                  


وللحب أيضا مكانة في قلبي ...

ولازلت أشعر أن قلبي مخلوق ، لكي أحب

أن أحب العالم كله ......

تحدثني نفسي ، لا خلاف لوعدها

سيقتلني وجدي ، ويتلف حاليا

ينازعني ضران ، ليل أهابه

ولائكة الأشواق ، ترعى نجوميا

ضرامية النهدين ، هدي وعللي

وشدي إساري  ، يا مراسي شجونيا


من قصائد الحب الأولى أيضا ، في نهاية العشريات ، وبداية العشرينات من عمري ، وفي أجواء كلية ألآداب ، يلحظ تأثير قوي لنزعة العذرين ، كثير من المعاناة ، وذروة في الهيجان العاطفي ، وإستسلام مذهل في تقبل صدود وأذى المحبوب ، ومع قليل من صدق المعايشة للتجربة ، ضمن إطار واقع إجتماعي، شديد الصرامة ، مجحف بأبسط ما يسمى اليوم  ، بحق الخيار الطبيعي للإنسان ، في خصوصيات حياته.

فالحب ، هو القوة الهائلة التي مافتئت  ، تحرك الرجال والنساء فهو  هذا ألأساس العميق ، لهذا العمل الإبداعي الذي نسميه شعرا فهو دائما حصيلة نفوس ممتازة ، تمتلك التجربة وتتحكم فيها، ولها إلى ذكرى ....



قلبي إليك ، وما درت تلاحيني

أنهار وجدي  ، تغلي في شراييني

يا خفقة الروح من أغوار ، يا قدري

ردي الرشاد ، إلى ليل يعاديـــــني

لا تولعيني ، فعمري كله ظمـــأ

يجري ، وجارحة ضمياء تسقيني

       
يا لون عينيك ، مستلق على شجن

صبي اللهيب ، ويا أحداقها عيني

ليلي تمزقه الأشواق ، عاصفة

يا منية القلب  إني عاشق ليني

ألهبت نارا ، على أشلاء عاطفتي

فدى لعينيك ، نار الشوق تكويني


يا لعبة الشوق ، تجري في مدائنها

نيران قلبي ، أغريها ، وتغريني

همس الجفون ـ أسيات لذي كلف

مولاي إني ، قتيل الخد والعين

عيناك شوق ، وآلآم توجعني

لا تتركي الوصب الرماح  يؤذيني


أفياء عينيك ، لو حنت لإحراقي

تبرى الجراحات ، ألويها وتلويني

أحييت قتلي ، ولما هاجرت سفني

أهرقت دمعي ، على أعراس تأبيني

فتستبيح بقايا الروح من بدني

وإستبكت الخافق الحيران ، يبليني

ليستريح على جناح غربتنا

شوق السنين ، أداريه فيضميني


زد يا فؤادي  ، على إيلامك الوصبا

والحب  من صبوة الأحداق ، يرويني

فالعمر إطلالة تمضي بلا أثر

واصل غرامك ، والأشواق تفنيني

وإشرع رماحك فوق النهد ، ألوية

فالحب ، مجنونة جنت  بمجنون


يا قلب إرحم ، فلي نفس تعذبها

ماذا سيفعله العشاق  من دوني

الحب أكبر مني ، ليس يرحمني

والشوق شحذ سكينا ، ليدميني

فألشعر موهبتي ، أسقيه من ضمئي

والليل ، مزرعة الأحلام يا عيني


 إلى لقاء قريب مع قصيدة حب في عمر النضج  ....



بطرس حلبي     
(السويد)


10
أدب / ألمعابد الغريقة
« في: 20:20 04/09/2005  »
        ألمعابد الغريقة


      قصيدة حب...... رقم   1


                                      بطرس حلبي



  وللحب أيضا مكانة في قلبي
 ولازلت أشعر أن قلبي مخلوق لكي أحب ...
 أن أحب العالم كله .......

    هو الحب نار، قد أضر فؤاديا
                 على مهل ، ردي الي صوابيا
    فيا ضرما يضرى فؤادي كلما
                 تقولين حاذر ، أن تمس ردائيا
   فما رجع العشاق حرة زفرتي
                وقد بت أخشى أن يجن جنونيــا
 
 من قصائد الحب ألأولى في نهاية العشريات ، وبداية العشرينات من
 عمري ، وفي أجواء كلية الآداب ، يلحظ تأثير قوي لنزعة العذريين
 كثير من المعاناة ، وذروة في الهيجان العاطفي ، وإستسلام مذهل في
 تقبل صدود وأذى المحبوب ، مع قليل من صدق المعايشة للتجربة ،
 ضمن إطار واقع إجتماعي ، شديد الصرامة ، مجحف بأبسط ما يسمى
 اليوم ، بحق الخيارألطبيعي للإنسان في خصوصيات حياته ....

 فالحب ، هو القوة الهائلة ألتي يحرك الرجال وألنساء ، فهو هذا
 ألأساس العميق ، لهذا العمل الإنساني الذي نسميه شعرا ، فهو دائما
 حصيلة نفوس ممتازة ، تمتلك التجربة وتتحكم فيها وتحولها إلى ذكرى ..


           أفنى لك القلب ، أياما من العمر

                        صدرا إلى الصدر ، حتى مطلع الفجر
       
            من أجل عينيك يا ليلى على ضمئي

                        يشدني خافقي ، لزحمة ألأســر

          تطل من وجهك المعبود  أزمنتي

                            تجري ، كحلم ضج  في  صدري
           ...............

        عيناك  أزمنة خضراء ، يرفدها

                    نهر من العسل المهدور ، لو يجري

        أرجوحة الريح ، لا تفنى سواعدها

                     فعانقي رحلي ، تيهي على فكري

        لا تولعي ظمئي ، كوني له سحبا

                        فألحب دنيا شراع مبحر عبري
               ..............
        تشتم رائحة الأشواق في المقل

                     تفتر كالموت ، تفنيني ولا تدري

        تحركين سفين الشوق ، يا ـ وشل ـ

                    يا ملهب القبل المغرور ، إستضر

        إني رميتك ، سنارا على كبدي

                    يا غيمة الوجد ، تروي غابة العمر
          ...............
        قلبي جداول أحلام ، تدثرني

                    وشهوة الروح ، أن تغفو على جمر

        فرشت صدرك ، أثوابا إلى ظمئي

                     ورحت أعصر شهواتي ، وأستضري

         وتنفخين رياح الحب ، في رئتي

                      حرائق الجنس ، تشوي جبهة الفجر

         وهكذا تنطوي الأعمار مدلفة

                    لا يطفأ الظمأ المبثوث ، إن يسرى
         ..............
         في مقلتيك هبوب لست أعرفه

                      فيض من الشوق ، أم ليل من الغدر

        إني أخيرك المنفى إلى رحبي

                   فألحب  حرية تقوى على القهر

        ردي ألأمان ، ففي أحداقنا زمن

                    قد رف سانحه ، من عالم شعري

            ............

        عودت جرحي ، على نهب الدموع

                    كما تسلق الألم ألمسجور، في صدري

        كل المعابد يا أشواق قد غرقت

                     قنديل ليلتنا ، أضحى بلا سحر
       
       راحت تطوف بوادي الليل ، أخيلة

                    ينسل فارسها ، من عالم مزري

        ــــــــــــــــ

        ليلى هو إسم مستعار

        في البيت السادس عشر ...قد رف ـ بتشديد الفاء




11
رسائل الى ولدي من زمن ألإستلاب
 

 

  من زمن إضطربت فيه موازين القيم ، وإختلفت معايير الأخلاق عند  الأفراد والجماعات ، في ظل نظام البعث العروبي الشمولي ...

                                 بطرس حلبي
 
        لإمتعاض الطفل ، من ثدي تيبس
                                         تحفر الأحزان نهرا دمويا
.....

     يا رحمة الله شدي في مطارفنا
                 قدرا من الرند من حين إلى حين
 .....
     لا شدني سامر أعيا بصحبته
                 يحمر جنباي من لدغ الثعابين
     تنداح يمناه خبثا لا تصدقه
                ويوهن القلب ، من ضعف ومن لين
     لا يعدم الناس خيرا من ضمائرهم
                هذا لعمري سخاء ، غير ممنون
     سيكرم الله من صحت سريرته
                 ويلعن الله ، إخوان السعادين

 

الرسالة الثانية ، ارسلت في 30 10 1993...لوند


 ولدي الحبيب ...
 
 تلقيت رسالتك ، وتدبرت ملاحظاتك عن بعض ما ورد في رسالتي إليك فوددت حقا ، لو أنك قد تجاوزتها، فأعفيت والدك من نوبة خذلان جديد لم أعد أطيقه، فيا ولدي العزيز أرجو أن تدرك مني جيدا بأنني لم أعد أحفل بالآخرين كما لا أريد أن يكون لي أي موقف منهم فتلك مسألة قد أعفيت نفسي منها منذ زمن بعيد، وأسدلت عليها ستارا مع كل مرارات الماضي . فما يهمني ألآن هو أن تعيا بروح رياضية ، كيف يجب أن نبحث عن أسلوب سليم في التعامل مع بعضنا البعض ، أبا وأبناء . ولست أيها الحبيب على إستعداد لمناقشة ألأمر معكم أكثر مما فعلت . لقد وضعت أمامكم الحقيقة التي عليكما  أن تتدبراها بحرص ، إن كنتما حريصين حقا أن نلتقي على طريق الحياة ثانية .
 وأما عن أعمامك فحقا ما قلته فيهم ، إذ أنهم لم ينقلوا إلي الصورة الصحيحة عنكما ، بل دأبوا أن يقولوا كل ما هو جميل ومشرق عنكما وأخفوا عني ما أأخفوه ..... فمن حقك الآن أن تقول عنهم بانهم مزيفو حقائق  ....فيا ولدي العزيز لا أستطيع ولا أريد أن ألزمكما بمحبتكما لهم في الوقت الذي أعجز عن طلبه لنفسي ... هذا شأنكما
 يا ولدي وما أنا بمبتئس عليه أبدا .

 ..........

  فاتحة خطاب إبنتي الي


 ،،، إلى والدي ..كلمة أكتبها دون أن أحس بها ...
 
 بنيتي يا ست الصبايا .. 

    بإسمك تنشق الظلمة عن أقمار
    فوق مدارات الليل ، وأصقاع ألغربة
    تبارك فيض رؤاك ملائكة الرب
    فبين الريح وألأمطار ، خيط واحد ، وعطر الذكرى
    فسلاما ...سلاما أحرق ذاكرتي فوق تشابك الرؤيا
    إذ تنفجر بالألوان في باحاتها
             وتذوب ..تذوب ...تذوب...

  ،،،، إلى والدي ...كلمة أكتبها دون أن أحس بها ...
        ونعانق أفق الشجون
        نغني له أغنيات الوداع
        فتلتقي موجتان
        وتختلف موجتان
        إنها خيل الحياة .....

   ـ هن كثيرات من أترابك ، صبايا جميلات ، يودن لو كنت لهن أبا، يا بنيتي  ، ما بالك تجدين في خلع هذا الثوب الجميل عليك ، إنه ليزهيك يا بنيتي ، فلا يخدعنك أحد عن لؤم فيضللك ليسلبك فتنة الثوب عليك .... أنا والدك الذي تشتهي الملائكة وحوريات الجنة طيبته ونكهة أحاديثه ...فلا يغرنك أو يضللك أحد أيتها الجميلة.
   
     بربك يا صبية ....من قص عليك حتوتة ملاك الرحمة المغتال ....
ومن هي تلك الملهمة الرائعة التي أفنت بياض نهاراتها وسواد لياليها وتحملت ما تحملته من قهر وضيم في حلي وترحالي بين مدن ومحطات الشتات ، من أجل أن تخفف علي من آلآم وأوجاع الغربة وتمسح برقة الملائكة من جبيني المتعب المجهد ، عرق المعاناة وألإجهاد .....الله ما أعظمك ...من روى لك هذه الكذبة الكبرى.

يا إبنتي الصبية ...أصرخ بوجه الريح وأقول ..رفقا بعقول ألأنبياء الصغار وشيئا من ألإنصاف يا شهرزاد قبل أن يدركك الصباح ...

     بنيتي لا تكرهيني وقاك الله  ، على نبش صفحة الماضي الميتة ...
فكفاني منكما إمعانكما في جلدي ...فما أنا براغب مواصلة حديث الطرشان معكما بعد ... لقد وضحت لكما كل الملابسات وأنتما يا ولدي الحبيبين ، حران ، وأريدكما أن تبقيا حرين دائما في ختيار ما يناسبكما ... متمنيا بقلب الأبوة الدافئ كل الفلاح ....
     وبقي أن أهنأ مبغضي اللئام ، بأنهم قد أفلحوا حقا في سلخكما عني ....فهنيئا لهم بمأثرهم ... ولكن لن يكون ذلك الى الأبد .. فللزمن منطقه في تغيير مواقف وأراء وسلوك البشر ...فعليه  أوكل رهاني في رحلة كشف الحقائق ....
   
    إبنتي الجميلة ..عمدي قلبك بماء المحبة ، وإبحثي في أعماقك عن ينابيع النقاء والصفاء التي لم تكدرها بعد ، توافه الحياة ونفاق البشر إن أردت أن تكوني شاعرة بحق ....
فالشعر يا بنيتي ، لحظة توهج  وإشراق وقدرة على تمثل الحقيقة وقول الصدق....
   
    تلك هي يا بنيتي مفارقات الشعر الغامضة ، وسر أسراره المدهشة لا يدركها إلا المتبتلون في حمأة تجلياتهم والمبدعون الحالمون بمجد الكلمة ...
فمن جذوة تلك النار الإلهية وذوبها المقدس ، يوقد الشاعر شموع  رحيله بين مدائن الشوق والحلم الكبير ...
إقرئي كثيرا من شعر أبي تمام والبحتري والمتنبي ومهيار ...وغيرهم من أعلام الشعر العباسي ، وإقرئي للشعراء المعاصرين على إختلاف إتجاهاتهم ، ومن كتب النقد الحديث ما يتيسر لك ...جدي يا بنيتي على هذا الطريق الطويل ، فسوف أكون لك دعما قويا... فليس هناك من هو أجدر وأقدر على هذه المهمة، من والدك ...وكلي رجاء
أن يتحقق حلمه الكبير فيك أيتها الشاعرة الواعدة ..
   
   أتركي اللغة الشعارية وألأسلوب الخطابي  ، فإنهما عدوا الشعر الحقيقي .... وأما عن نفسي ، فأريد أن أكرس بقية عمري بالبحث وألكتابة ، علني أستطيع أن أنجز ما حلمت به ... فهو ألإرث المشرق الذي أستطيع أن أخلفه لكما ... لذا فإني في حاجة إلى هدوء وإستقرار روحي دائمين .

 

                      قبلاتي لكما

وإذا فكرتما أن تكتبا إلي ثانية ، فأكتبا بروح وقلب جديدين .

 
                        والدكمــــــــــا

 

بطرس  حلبي .............السويد
       



12
     
رسائل الى ولدي من زمن الإستلاب......

 

من زمن إضطربت فيه موازين القيم ، وإختلت معايير ألأخلاق عند 
 ألأفراد  والجماعات في ظل نظام البعث العروبي الشمولي ...

 

                                                                                  بطرس حلبي

 

                 وإن نسيت فلا أنسى مداعكة
            إذ قيل عني ، كلام ليس يزريني
   
           أنا الذي عاره الشقشاق صبوته
           ويشمم ألغر أنفاس الرياحين

           لا يولد المرء ، لا جرذا ولا نمرا
           لكنه زمن ، رب المـوازيـن

           يعلي الزرازير  تارا ثم يتركها
           تشرشر الماء ، في ريـش الشواهين

 
   الرسالة ألأولى ، كتبت في لوند ..  5 ـ 9 ـ 3 9 9 1


  ولدي الحبيب ....

 تحايا أرق من عبير حقول الياسمين ، وقبل حارة لتدفئ شتاء قلبك .
 تلقيت خطابك المفعم بالغضب وألنزق ، فبقدر ما أدهشتني جرأتك أيها الولد العزيز بإمعانك في تلويم وتجريج والدك، فقد طمأنتني أيضا لما أنت عليه من قدر كبير ، من شهامة السلوك وخصال الرجولة ألتي زودتك بها صعاب الحياة ورياح هجيرها اللافح .
فأما عن دهشتي، فبتطاولك من غير إنصاف على والدك ، وهذا لا يليق أبدا بالولد البار يا ولدي .... فوالدك الذي ترك الأهل والبلاد مرغما ، فقد  تركها لحق له في البقاء والحياة ، بعد أن سدوا عليه كل طريق للعيش بكرامة الإنسان ...أنسيت يا ولدي مداهمات الضيوف المزعجين  لدارنا المحاصر ، في منتصف الليالي ...ربما كنت لا تعي أو تسمع  بوعيدهم ، فكنت لا تشعر أيضا بخطوات الموت المتسارعة لوالدك ....
 كنت أعلم يا ولدي أنني لم أكن إلا مجرد ضيف تستحث خطواته إلى هلاك أبدي بعد أسابيع ، ولكن الله قد قيض لي أن أنجو وأحيا ...فهل في ذلك  لوم أيها الحبيب ...
أنا أعذرك يا ولدي وأنت في ذروة نزوة غضبك لأنك لم تسمع خلال كل هذه الأعوام العجاف ، كلمة إنصاف عني ممن يحيطون حولك ... لقد أفسدوا عليك يا ولدي كل مناسبة أو فرصة لصحوة وجدان أو لنداء دم قلب ....فإستأصلوا فيك ألأرومة الطيبة وزيفوا عليك الحقائق التي قلت عنهاأن الواقع قالها ويقولها ... فرغم كل هذا الغضب فأنا أحبكما يا ولدي ويوجعني قلبي ومشاعري أنكما قد أصبحتما ضحية هذا الغسل القسري للقلب والعقل .
 وأما عن حبي لكما ، فهل في ذلك لوم يا ولدي ؟ وإذا ما أوجعني قلبي ويوجعني ، فلا يضنن أحد أن في ذلك ضعف أو جبن ... وإذا ما  دعوتكما لمعانقة والدكما ، فليس لدوافع مصلحة أو ندم كما قيل لكما يا ولدي ...فمما الندم يا ولدي ؟ أعلى ماض كالح لم تكن في كل رحابه نقطة نور ...وليكن في علم ولدي الحبيبين ، أنني ما ضيعت لحظة واحدة
 ولا مناسبة أو فرصة سنحت لضمكما معي ، إلا أن دوامة مشاكل الغربة  ومعاناتها القاسية ، كانت تحول دون تحقيق هذا الهدف الغالي لوالدكما ...وعندما حانت الفرصة في هذا البلد الطيب ، فكنتما أول أول إهتمامي وغاية سؤلي ,...وأما عن معاناتي في الغربة .. فإسمحا لي أن أصر على إبقائها لنفسي لأن كما عودتك ألأيام على الصبر ومغالبة صعاب الحياة  ، فقد عودتني يا ولدي أن أحيا بصمت مع آلامي لوحدي .
 
 لقد هزتني جرأتك يا ولدي، وملأت قلبي زهوا بشيبوبتك المتفجرة آنا وأخرى مرارة بتجريحك ...وقاك الله يا ولدي ، لا تضعني في مكاسرة خاسرة معك ، أصرف عني هذا الكأس ، حرستك ملائكة الرب ، فدعها تتبدد كغمامة صيف....فساعدي لا تلين إلا لولدي .
 
 ولدي يا ولدي ..
 إن دعوتي هي لمصلحة خالصة لكما ، لا يحدوني فيها إلا إنتفاعكما فلا يضنن أحد أو يشك بغير ذلك ...فأنا ما زلت يا ولدي في عنفوان رجولتي ،لا أبتغي من أحد نفعا ، ولا أرجو أن أبتغيه يوما من أحد فلست بحاجة لشراء حب أحد ، وإن كان ذلك حب ولدي ...فإذا كنتما تظنان في ذلك ، فأستحلفكما بالرب يا ولدي ، أن لا تهيلا ترابا على قبري أو تقيما مأتما أو تترحماني على روحي ... فسوف لن أبتئس لمثل هذا المصير ....فألأشجار تموت واقفة يا ولدي ..

 وإذا كنت حريصا لمعالجة جراحات الزمن ، فأكتب إلى والدك بلغة تليق بالأبن البار يا ولدي ..

 وبقي أن أقول ، أن اعمامك أبرياء من التهم التي وجهتها إليهم فأنا الذي طلب من أعمامك أن لا يسلموا الرسالة إلا بحضور أحدكما  لقناعة في نفسي وأن العم سعيد قد أوصل ألأمانةإليكم حال تسلمه لها . فكن حذرا يا ولدي من لعبة دق الإسفين ـ وقاك الله ـ فإن كنت تعتقد أنك قد خسرت والدك  ، فليس في صالحكما أبدا أن تخسرا أهليكما كذلك .

 وختاما دعنا يا ولدي من لغة التلاوم والعتاب ـ وقاك الله ـ فأنا  الذي يعلم الناس كيف تفهم وتفكر ، وكيف تقيم الحجة ...وتبطل الزائف ...أنسيت من يكون والدك ...
 
 قبلاتي لجبينكما العذب، مع كل إطلالة صباح وهبة نسمة وتغريد طير
 وكلي رجاء وأمل أن ينصفنا الزمن معا.....وتحرسكما ملائكة الرب .

   
                                                                      والدكما
                                                                 لوند  في 5ـ9ـ1993

  ــــــــــــــ
 ورد في الرسالة ذكر الضيوف المزعجين  وأعني بهم رجال أمن السلطة
 البعثية وجهاز تنظيمهم الحزبي الذين دأبوا على شن غاراتهم الليلية بهدف الترويع والتهديد المستمر بالتصفية
.



صفحات: [1]