الاستاذ شوكت توسا المحترم
تحية طيبة
المتتبع لحركة المؤسسة الكنسية بعد تولي غبطة البطريرك ساكو سيلاحظ تصادم جوهر هذه المؤسسة مع هذه الحركة، وسيلاحظ اختلال في الاتجاه الروحي، وتحويله الى اتجاه دنيوي من خلال اقحام المؤسسة في مهنة السياسة التي تعارض في كل ادابها روح الكنيسة. فالانحراف عن المبادئ كان اول ما بدأته، بعد ان اعلن البطريرك خطته في التجدد والوحدة والاصالة. فلم نعد نرى الاصالة بعد ان تم التجديد البعيد كل البعد عن الاصالة، ولم نعد نرى الوحدة التي دعى اليها البطريرك بقدر زعزعة هذه الوحدة من خلال دعوته الى رابطة مختصة بفئة ان لم نقل طائفة واحدة فقط. هذا الانقلاب في المبادئ التي هلل الجميع لها وتمنى ان تكون فاتحة خير لابناء امتنا الكلدانية السريانية الآشورية، هو بمثابة انحراف عن الاتجاه الروحي المحب والمسالم للكنيسة، واتجاهه الى حيث العمل السياسي المغطى بقدسية الكنيسة. ولا نعلم هل هذا الانحراف سيقوي من الروح الايمانية لنا كمؤمنين بكنيسة جامعة ام سيفتته؟! ولا نعلم ما هي علاقة حضور النائب الفلاني او العلاني في البرلمان لدعوة عشاء بإيماننا ؟!
ان اخطر ما يواجه الكنيسة هو انحرافها عن سيرها، فالغرب نبذ الكنيسة وابتعد عنها بسبب ابتعادها عن جوهر الكنيسة ومبادئها وما نراه اليوم من اغلاق للكنائس وتحويلها الى متاحف او مساجد ما هو الى احد نتائج هذه الانحرافات.
اما نحن فانحرافات الكنيسة عن روحها صارت تتجسد من خلال صفحات بعض الكهنة في مواقع التواصل الاجتماعي، الفيسبوك مثلا، حيث يتصدر صفحاتها افكار سياسية لا علاقة لها بكهنوته ولا بالشخصية المحبة للانسان نفسه. كل هذا نتيجة فتح الكنيسة لبابها على باب السياسة وتلوث الفكر الروحي بالمادي.
تحياتي