1
المنبر الحر / مسيحي بعثي عراقي وكبش الفداء
« في: 16:19 07/01/2019 »مؤتمر الكفاءات العراقية وكبش الفداء؟
بتاريخ 5 - كانون الثاني - 2019 على قاعة تازا في ولاية ميشغان الأمريكية!
قيل أن بعض العراقيين النشامة أقاموا مؤتمراً للكفاءات العراقية لتقديم خطط لاعادة العراق الى مكانته وحالته الطبيعية على الساحة العربية ضمن كفاءات تريد خدمة العراق وشعبه؟ وأنهم معارضين لنظام حكم الملالي والعملاء الذين يحكمون العراق من قبل أمريكا وايران التي دمرت العراق بالمليشيات وعصابات الموت وهدفهم العمل على أزاحت هؤلاء العملاء من سدة الحكم؟
ربما يكون هذا الكلام الاكثر شيوعا وقبولاً اليوم لدى العراقيين بمختلف تياراتهم وانتمائتهم الثقافية والقومية وحتى المتدينين والملحدين وكذلك عامة المستقلين من أمثالي!! لأننا ناقمين على ما يجري في العراق من دمار وأستهتار وخطف وقتل وسلب ونهب لخيرات البلاد
وهنا اضم صوتي الى صوتهم بخصوص اللصوص والمجرمين الذين دمروا العراق بطائفيتهم وجشعهم وولائهم للدول الاخرى!
ولكن ماهي جدول أعمال مؤتمرهم؟
رغم أن الدعوة كانت عامة لكن لم اكن حضاراً الصدفة وحدها جعلني أتابع مجريات مؤتمرهم مباشر وشاهدت الفيديوهات التي نقلت عبر صفحات التواصل الأجتماعي لنتوصل الى نتيجة بأنه لم يكن لديهم جدول أعمال واضح ومؤتمرهم عبارة عن تجمع للبعثية وبعض المتضامن مع النظام السابق (صدام) واغلبية الحاضرين هم من مسيحي العراق!
نحن هنا بحاجة للتوقف قليلاً لأن الحكمة تقول لا يقاس السيء بالاسواء؟
سوف نراجع هذه القضية بطريقة عقلانية لأن البعض يتباهى بوطنية على الطريقة البهلوانية ويعجبه أن يكون كبش الفداء
ومؤتمر الكفاءات لم يكن سوى مديح لحزب البعث وصدام وحكمه والذي أنتهى بشتائم وتدافع وشجار وحتى تضارب بالأيدي وصراخ بين القائمين على المؤتمر ومعارضي حزب البعث الذين دخلوا او اقتحموا المؤتمر وحضور الشرطة لأنهاء الأشتباك!
ولأني من عائلة مسيحية كلدانية اشورية أعيش في المهجر منذ عقود طويلة سوف أستثني العرب سواء كانوا سنة ام شيعة او مذاهب اخرى من كلامي وبنفس الوقت أعبر عن استغرابي الشديد من أي مسيحي عراقي بكل مذاهبهم يقول او يدعي أنه بعثي؟
نعم الناس احرار بأفكارهم وانتمائاتهم وأتجاهاتهم واتفق معكم ولكن ليس بالكذب واللف والدوران على أنفسنا وعلى الأخرين!
حيث الشعار الرئيسي والأساسي لحزب البعث يقول أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة؟
والشق الأول (أمة عربية واحدة) من شعار الحزب لا يعترف بوجوده العرقي (الكلداني, السرياني, الأشوري) بل يعتبرهم عرب!
حيث أن حزب البعث وقيادته وأنظمته الجمهورية في العراق (البكري والصدامي) لم يعترفوا الا بالقومية الكردية وذلك بعد صراع طويل ودامي عجز فيه البعثية عن تنفيذ مشروعهم بتعريب الاكراد فقاموا بالاعتراف بالقومية الكردية رسمياً؟
ولم يعترفوا بباقي القوميات وأعتبروهم اما عرباً او كرداً !!
في حين كان معترف بهم ابان العهد الملكي وحتى العهد (القاسمي والعارفين) واغلب المسيحيين يدافعون عن أنتمائهم القومي سواء كان (كلداني او اشوري او سرياني) ويرفض أن يطلق عليه تسمية عربي او كردي في العراق والمهجر!!
والشق الثاني من الشعار (ذات رسالة خالدة) يتعارض مع أيمانه المسيحي الصريح!
لأن المسيحي لا يعترف بالاسلام ومحمد كدين ونبؤة سواء كانت يحتفظ بها سراً من باب الخوف او المجاملة او البعض منهم خصوصاً بالمهجر يقولها علناً؟ وهذا الأمر يدركه عامة المسلمين وبالأخص الناطقين بالعربية في العراق والمهجر!
وشعار الحزب واضح بأن الرسالة الأسلامية التي جاء بها نبي الأسلام محمد هي أساس منهج الحزب!
ولذلك كان واضحاً للجميع كيف وضعت قيادات البعث أيديهم مع أيدي الحركات الأسلامية المتشددة في العراق بعد سقوط نظام صدام مثل القاعدة وانصار الأسلام والنقشبندية والقائمة تطول!, وهم أول من رفع شعار المقاومة ضد المحتل الامريكي ثم المحتل الصفوي ضمن تلك المنظمات والجبهات الأسلامية ووفر لهم الغطاء اللوجستي واحتضانهم ضمن مناطقهم ومساكنهم في العراق
حيث شعار الحزب الايدلوجي يتوافق مع توجه الحركات الاسلامية! والكثير من القيادات البعثية ومناصريها في العراق قالوا بأنهم من قام بتحريض العشار في المحافظات الغربية على الدولة العراقية بحجة الطائفية واضطهاد الشيعة للسنة وأحتضان حزب البعث لداعش وحتى مبايعتها وهي أبشع منظمة ارهابية عرفها الشرق الاوسط في تاريخ سوريا والعراق الحديث..!
ولكن سوف نحصر موضوعنا عن البعث العراقي؟
حيث هنا تكمن الطامة الكبرى عندما اشترك البعثية العراقيين والقيادات العسكرية السابقة مع تنظيم داعش الأجرامي في مجزرة سبايكر وشنكال وسهل نينوى وتلعفر والموصل واخذ الأيزيديات كسبايا حرب وقتل رجالهم وابنائهم وتهجير المسيحيين والأقليات الاخرى وسلب اموالهم وديارهم والعبث فيها وتلغيمها حتى لا يكون لهم أمل بالعودة لمناطقهم الأصلية والتاريخية مهما كانت النتائج!
نتسأل من هذا المسيحي البعثي كيف تدافع عن حزب أشتركت قيادته وأتباعه بانتهاك أرضك وعرضك ومالك في العراق وحتى سوريا؟
الأغرب بالموضوع أن معظم المسيحيين في هذا المؤتمر كانوا مهاجرين لأمريكا طوعياً او قسرياً في نظام البعث وفي وقت صدام؟
وللتوضيح نقول أن هؤلاء يمثلون أنفسهم فقط وأن كان بعضهم أصدقاء او أقرباء او معرفة نتيجة العمل!
لكن لا علاقة للكلدان والاشوريين والسريان وعموم مسيحي العراق والمهجر بتصرفاتهم ...
الكثير من هؤلاء المسيحيين البعثية المشاركين في المؤتمر كانوا معترضين على بناء الجامع في مدينة سترلنك هايتس؟
وبنفس الوقت يدافعون عن حزب البعث العربي الأسلامي .. أصبح حالنا حال الضاحك الباكي من تناقضتهم.
كل عراقي شريف له الحق أن يقف ضد ما يجري اليوم في العراق من طائفية وسرقات وعصابات أجرامية وسياسات تخريبية ولكن ليس بتعاونه مع أنظمة أجرامية اخرى فهذه مأساة اخرى يحاول البعض زج المسيحيين في مستنقع سياسي وطائفي اخر وجعلهم كبش الفداء والمسيحيون فيها لا ناقة لا جمل ... يكفي أنهم ضحية الصراعات الطائفية والسياسية في عراق اليوم وقبلها ضحية الحروب العبثية التي أفتعلها صدام مع دول الجوار التي ادت الى ضياعهم وهجرتهم .. بل هم كانوا ولا زالوا ضحية صراعات مستمرة في المنطقة.
حزب البعث العربي الأشتراكي الأسلامي ..هذا وضع حزبك اليوم ولا تتكلم بالماضي؟
انت مسيحي بعثي! لكن يبقى الحكم الأسلامي عليك (أنت من أهل الذمة)
فلا تخبص روحك فد مرة بحزب البعث الأسلامي المجاهد في سبيل الله ورسوله
الا اذا أشهرت أسلامك وأصبحت العربية قوميتك فتكون بالمسار الصحيح مع حزبك!
واذا كنت بحاجة الى دليل راجع خطابات وبيانات حزب البعث العراقي منذ السقوط وحتى هذا اليوم سوف تجدها ذو اجندة أسلامية..
بل حتى قبل السقوط أستخدمها صدام في حربه مع أيران والكويت وحملته الأيمانية بمنتصف التسعينات ربما كانت للتكفير عن ذنوبه او تفيذ اجندة دول الجوار ..الله أعلم
هاجرنا لامريكا ودول الغرب من أجل حياة كريمة ومستقبل أفضل ونيل الحرية والمساواة الدينية والأجتماعية وحضرتك في بلاد الحرية (المهجر) تشتاق للعبودية وتعشقها, غرابة ما بعدها غرابة!
هناك مثال يقول الكلب الحي خير من الأسد الميت (سفر الجامعة)
خلاصة المثال يقصد بها الرجاء بالأحياء والأمل بتغيرهم ممكن اما الأموات فغير ممكن.
بالنهاية هل سألت نفسك كم مسيحي هاجر العراق سوف يعود له مهما كانت أنظمة الحكم؟
حضرتك ايه المسيحي البعثي العراقي الوطني الغيور الجسور من جماعة (أبو خابصها)
هل سوف تعود للعراق لو عادوا جماعتك البعثية للحكم؟ لو عاجبك فقط تكون كبش الفداء.
تحياتي.
حكيم البغدادي
7 كانون الثاني 2019