عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - مسعود هرمز النوفلي

صفحات: [1]
1

مفهوم المذبح في الكنيسة الجامعة ولدى بعض المُنظّرين
مقدمة
تعود فكرة وضع أو نصب المذبح الى زمن الرب يسوع المسيح في ليلة العشاء الأخير عندما ذهب مع تلاميذه الى بيت احد اليهود وهناك تناول عشاء الفصح.
بعد القيامة وتنفيذاً لوصية الرب بدأ التلاميذ (الرسل) في إقامة الافخارستيا والأحتفال بها مع الشعب المؤمن الذي بدأ يزداد يوماً بعد آخر. كان التلاميذ يستخدمون المنضدة الخشبية أو الحجرية أو على ارضية الغرفة التي يُقيمون الذبيحة فيها. تدريجياً بدأت تتطور الصناعة ومنها تطور المذبح على الشكل الذي نُشاهده في الوقت الحاضر.
من التاريخ
 من الأفضل ان تحتوي الكنيسة على مذبح، ولا يجوز أقامة القداس بدونه. هذا ما يؤكّده المؤرخون. هناك حالات إستثنائية خاصة حدثت في بداية انتشار المسيحية عندما كانت الكنيسة مضطهدة وبعض الرسل والآباء في السجون. الموسوعة الكاثوليكية تعطينا مثالين، الأول عندما كان القديس لوسيان في السجن سنة 312 ميلادية، احتفل بأقامة القداس جاعلاً من صدرهِ مذبحاً! والثاني هو القديس تيودور اسقف صور الذي جعل من أيادي الشمامسة الذين كانوا معه في السجن كرمز المنضدة وكمذبح! وقد اشار على هذا الحدث القديس سكستوس الثاني بحدود سنة 259 ميلادية في الأرشيف المحفوظ في اوكسفورد طبقاً الى رادولف، وهو أول من وضع القوانين الخاصة بأعداد المذبح وسماه "منضدة الرب" إشارة الى العشاء الأخير والصليب.
بعد أن زالت الأضطهادات عن الكنيسة، اصبح من الضروري وضع قوانين خاصة للخدمة فيها. في خصوصيات المذبح، كانت هناك افكار عديدة عن شكلهِ وترتيب الأدوات التي توضع عليه كالشموع والصلبان والكأس والصينية الصغيرة والقربان او الخبز والكفيّة وغير ذلك.
المواد التي يُصنع منها المذبح
لا توجد وثائق رسمية يُمكن الأعتماد عليها فيما يخص المواد المستخدمة لصنع المذبح. المُتعارف عليه هو أن المذبح قد صُنِع من الخشب، وهو مثل مائدة الطعام الخشبية التي استخدما الرب يسوع وقت العشاء الأخير. يُقال بأن هناك اجزاء من المائدة الخشبية التي استخدمها القديس مار بطرس الرسول محفوظة في احدى الكنائس في روما.
بعد انتصار الرومان والعثور على الصليب من قبل القديسة هيلانة، أمرت هذه القديسة بانشاء مذابح من المرمر مُزيّنة بالأحجار الكريمة وفوقها صليب. بعد ذلك تم في عدة كنائس في روما تزيين المذبح بسلاسل من الفضة والزخرفات والمزهريات وانواع اخرى من المجوهرات. احد القديسين كان رأيه باستخدام المرمر او الحجر فقط لصنع المذبح، وكان السبب الذي طرحه بأن الخشب تأكله حشرة الأرضة بمرور الزمن، وكذلك الحديد يتآكل من الصدى والأفضل استخدام الحجر. وهكذا بدأت عندنا نحن في الشرق طرق مختلفة لبناء المذبح بحيث يكون ملتصقاً في جدار الكنيسة مواجهاً الى القبلة أو الشرق أو مُنفصلاً عن الجدار بمسافة معيّنة، ولكن يجب ان يكون المذبح على شكل قبر لكي يستطيع الكاهن تبخيره من جميع الجهات اثناء القداس.
حالياً، وفي اغلب كنائس العالم تُستخدم المنضدة في الكنيسة ليكون الكاهن بمواجهة الشعب، ولكي يوضّح الفقرات التي يقوم بها اثناء التهيأة والتحضير لنيل القربان.
هل في الكنيسة اكثر من مذبح؟
في القرون الأولى لأنتشار المسيحية، كان الأسقف فقط يقوم بالتقديس ويُساعده الكهنة من حواليه، ولكن بعد زيادة الجماهير والعدد الكبير للداخلين الى الكنائس تطورت الأمور وأصبح في كل كنيسة عددٌ من المذابح، وهناك رقم بانها وصلت الى ثلاثة عشر مذبحاً في كنيسة واحدة، عندنا في العراق اعتقد بأن الرقم هو ثلاثة مذابح فقط.
واخيراً مهما كان المذبح والمواد المصنوع منها، فإن الهدف الأساسي منه اصبح واضحاً ولا يقبل التشكيك وهو الأقتداء بالرب المُخلّص الذي وضع حجر الأساس له. القداس هو مثل الأحتفال الجماهيري يكون احيانا في الهواء الطلق وأحياناً اخرى في المنازل الخاصة والأقبية وسراديب الموتى، فكيف يكون المذبح ملاصقاً للكنيسة كما يدّعي البعض؟
الوحي عند البعض والأفتخار بالزمن لخلق اسمٍ يذكر مآثرهم
المسيحية لا تؤمن بالناسخ والمنسوخ، الديانة المسيحية حية وليست جامدة. تتطور وتتأقلم وتتفاعل مع المجتمع ومستحدثاتهِ. هناك أشخاص يتشبّثون بالقشور والخزعبلات التي يضحك منها الزمن والتاريخ. البعض انتقلوا الى رحمة الله واندثروا نهائياً، وكأنهم لم يولدوا ولم يكونوا، أما البعض الآخر فقد خلقوا لأنفسِهم إسماً خالداً تذكره الشعوب الى نهاية الدهر واصبحوا فخراً لنا وللعالم وللزمان. هكذا كان اجدادنا العظام معلّمو كنيستنا المشرقية، لا يُمكن أن ننسى اعمالهم الصالحة في نشر الأنجيل بين الشعوب، كانوا مُطيعين ويخدمون بصمت وعلى العهد الذي أقسموا عليه باقين ولا يتزعزون ولا يشكّكون في قيادتهم الدينية.
اتمنى ان يدرس المُنظّرون المعترضون على شكل المذبح ومائدته التاريخ الكنسي وتطور الأحداث قبل اطلاق التهم جزافاً من أجل غايات اصبحت مكشوفة للنيل من قيادة الكنيسة وآمالها في التجدد. الذي يرغب في التمسّك بالقديم وكأنه مُنزّل أو مُقدّس ليبقى على افكاره الجامدة، ولا يستطيع مهما فعل أن يُغيّر التاريخ ويبنيه من جديد وفق أهوائه وشهواته. لينظر كل مُنظّر الى الكنائس الكاثوليكة الحديثة في منطقته ويُقارن ليرى موقع هذا المذبح في الكنيسة، هل هو مبني في جدار بصدر الكنيسة أم قريباً الى وسطها، كي يستطيع المؤمنون ان يكونوا قريبين جدا من المذبح؟ فهل سيتجاهل الحقائق من اجل الأستمرار في مُصيبتهِ؟ لماذا قررت الكنيسة الكاثوليكية تحويل المذبح؟ هل هي إرادة عبثية أم لأجل فائدة المؤمنين حتى يكونوا قريبين جدا من المذبح مثل ما كان التلاميذ قريبين جدا من الرب في العشاء الأخير لا يفصلهم عن الرب لا جدارٌ ولا ستارٌ ولا أي عائق آخر. وأنا أرى ان الستار الذي يوضع في وجه المؤمنين كي لا يروا ما يحدث في المذبح يُعطيه صفة سحرية غير روحية على الأطلاق. 
وفي الختام أنشر  صور المذبح في عدة كنائس كلدانية معاصرة مع الأباء تثبت ان إدارة الكنيسة الكلدانية في أميركا وغيرها تقدم الذبيحة الالهية على مذابح من نمط المذابح التي يستخدمها غبطة البطريرك. وعليه فان الأعتراض هو من قبيل العبث والهراء ومناقضة الذات.
مسعود النوفلي
المصدر الذي اعتمدت عليه في الأعداد:

http://oce.catholic.com/index.php?title=Altar_(in_Liturgy)

2
   
مقترح على ما اقترحه قداسة بابا الكاثوليك
اعلنت إذاعة الفاتيكان يوم السادس من ايلول الخبر التالي:
"إزاء مأساة عشرات الآلاف من النازحين الذين يهربون من الموت بسبب الحرب والجوع، ويسيرون نحو رجاء حياة، يدعونا الإنجيل لكي نكون "قريبين" من الصغار والمتروكين ونعطيهم رجاء ملموسًا، لا أن نقول لهم فقط "تشجعوا وتحلوا بالصبر!..." فالرجاء المسيحي هو "نضال" بإصرار من يسير نحو هدف آمن.
تابع البابا فرنسيس يقول بالتالي، ومع اقتراب يوبيل الرحمة، أوجّه نداء للرعايا والجماعات الرهبانيّة والأديار والمزارات في كل أوروبا ليعبّروا عن واقعيّة الإنجيل الملموسة ويستقبلوا عائلة نازحين. تصرف ملموس يدخل في إطار التحضير للسنة المقدّسة. لتستقبل كل رعية وكل جماعة رهبانية وكل دير وكل مزار في أوروبا عائلة واحدة بدءًا من أبرشيّتي في روما. أتوجّه إلى إخوتي أساقفة أوروبا، الرعاة الحقيقيين، لكي يدعموا في أبرشياتهم ندائي هذا مُذكّرين أن الرحمة هي الاسم الثاني للمحبة: " كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه" (متى 25، 40). وبالتالي فإن رعيتي الفاتيكان ستستقبلان أيضًا عائلتين نازحتين خلال هذه الأيام".

بعد أن سمعتُ الخبر بحثتُ في بعض التفاصيل وكما يلي:

عدد الأبرشيات الكاثوليكية في بعض الدول:
هناك معلومات من بعض المصادر تفيد بما يلي:
يوجد في أيطاليا ما يُقارب  27000 أبرشية.
وفي فرنسا العدد التقريبي هو 16000 أبرشية.
المانيا ما يُقارب 11000 أبرشية.
في أسبانيا حوالي 22859 أبرشية.
المصادر:
http://nypost.com/2015/09/06/pope-francis-urges-europes-churches-to-house-refugees/
http://www.cruxnow.com/church/2015/09/06/pope-opens-the-vatican-to-refugees-calls-on-europes-churches-to-follow-suit/
مجموع الأبرشيات في هذه البلدان حوالي: 76859 أبرشية، وعدد العوائل التي ستستقر فيها سيكون بنفس العدد أيضاً. فإذا وافقت هذه الدول على إستضافة اللاجئين سيكون عندنا العدد الأجمالي للأشخاص الذين سيتم إستيطانهم حوالي 307436 نسمة بمعدل 4 أشخاص للعائلة الواحدة. أي سيتم إنقاذ أكثر من 307 ألف لاجئ في أربعة بلدان فقط. أما لو فرضنا قبول جميع الأبرشيات الكاثوليكية في جميع الدول الأوربية بإقتراح قداسة البابا والعمل به، عندها سيكون العدد الأجمالي أكثر من مليون شخص بتقديري. ومن جهة اخرى، إذا أحصينا جميع الأبرشيات الغير كاثوليكية في الدول الأوربية فقط فسيكون الرقم خيالياً عند تطبيق نداء البابا من قبل الجميع، وهذا الرقم سيكون مُنقذاً لما يُعانية النازحين والمُهجّرين في هذا الوقت وفي جميع انحاء العالم. وعند التنفيذ سيكون كلام الأنجيل المقدس حياً بيننا.
وإذا توسّعنا أكثر ليشمل الأقتراح العالم بأجمعه عند ذلك لا نجد لاجئ بعد اليوم.
مقترح على اقتراح قداسة البابا
بعد أن فتح قداسة البابا هذا الباب الواسع للهجرة، أقترح ما يلي:
أن تقوم المملكة العربية السعودية وجامع الأزهر وايران وتركيا باعلان مبادرة مُماثلة لأقتراح قداسة البابا، وبصورة متوازيه معه فوراً، وأن تعلن قبول عائلة واحدة من اللاجئين والمنكوبين في كل مسجد وجامع وحسينية، وعندها ستكون المملكة وغيرها قد أتخذت قراراً إنسانياً تاريخياً وخاصة أن في مناطق المملكة وحدها يوجد (94) ألف مسجد وجامع، وهو العدد الأجمالي الذي صرّح به وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للشؤون الإدارية والفنية لـ الجزيرة حيث قال:
"إن عدد الجوامع والمساجد في المملكة العربية السعودية يزيد - بحمد الله وتوفيقه - عن (304ر94) أربعة وتسعين ألفا وثلاثمائة وأربعة جامع ومسجد في جميع مناطق المملكة،".

http://www.al-jazirah.com/2013/20130628/is1.htm
ولو اعتبرنا ان العائلة الواحدة تتكون من أربعة أشخاص كالسابق، عندها سيكون العدد الأجمالي لللاجئين المقبولين فيها حوالي:376000 وهذا الرقم هو أعلى من الرقم الذي ستقبله أربع دول أوربية.
فإذا جمعنا العدد الكلي الذي سيستقر في أربع دول اوربية زائداً المملكة العربية السعودية سيكون 683436 شخصاً.
عدد المساجد في العالم:
تقدير المصدر التالي:

http://m.hespress.com/24-heures/272076.html
قدرت شركة "ديلويت" للخدمات المهنية والاستشارية عدد المساجد في العالم بنحو 3.6 مليون مسجد.
ورجحت الشركة في تقرير أعدته بالتعاون مع مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، أن يصل عدد المساجد في العالم إلى 3.85 ملايين مسجد بحلول عام 2019، مع معدل نمو سكاني يبلغ 1.3 بالمئة سنويا.
تركيا وسلطنة عُمان (دولة كبيرة ودولة صغيرة).
في تركيا اكثر من 86000 مسجد وجامع وفي سلطنة عُمان أكثر من 16000 مسجد وجامع، المجموع اكثر من 100000 جامع ومسجد. من الممكن قبول حوالي نصف مليون انسان مُعذّب. وهكذا الأمثلة الأخرى على مستوى العالم الواسع باجمعه الذي يضم هذا العدد الكبير للجوامع والمساجد والحسينيات والأديرة والكنائس والأبرشيات.
في العالم اكثر من 13 مليون شخص راغب بالهجرة بحسب الأحصائيات، لو تم تطبيق النداء من قبل الجميع سوف لا يبقى لاجئ بدون استقرار كما لاحظنا من الآرقام اعلاه.
وأخيراً نقول شكراً لكل شخص ومسؤول يقف مع الجائع والمظلوم والمُهجّر والنازح والمستضعف من أجل انقاذه.
وفي النهاية علينا تثبيت نقطة مهمة، وهي السعي الجدّي لأيقاف الحروب والنزعات الاقليمية والطائفية، وتحقيق قيم العدالة على الأرض وبين الشعوب التي لو كانت مُتحقّقة لما جاء هذا النداء التاريخي من قبل قداسة البابا! والسعي الفوري لأعادة الأستقرار للبلدان المنكوبة وعودة المُهجّرين الى ديارهم والقضاء على اسباب الهجرة الجماعية التي أصابت الملايين.
مسعود هرمز النوفلي


3
لقد خسر العراق والعالم عالِماً عبقرياً عملاقاً آخراً بعد المرحوم الدكتور دوني جورج، للأسف تغرّب عن أهله ووطنهِ الذي كان يحبّه مثل عيونه. تألمنا وتأسفنا جداً لهذا المُصاب المؤلم والمُفجع بخبر إنتقاله الى الأخدار السماوية التي لا تُفنى ولا تزول. لقد كان المرحوم مُثابراً ومُمْتعاً بجلساته وأحاديثه الشيّقة في ديوان المرحوم الأب الدكتور يوسف حبي في كنيسة مار كوركيس في الغدير.
أسفاً أن يُغادرنا العالم الفذ، وكل ما نرجوه من الله أن يسكنه فسيح جناته ويُلهم أهلهِ وذويه وجميع مُحبيه الصبر والسلوان. تعازينا القلبية والأخوية الى الأهل جميعاً والى شعبنا المُبارك الذي لا ينساه أبداً.
 محّي ميثي شوحا لشماخ نصلّي شلاما عمّن. صلوا لأجل راحة نفسهِ الطاهرة.

مسعود هرمز النوفلي والعائلة

4
عزيزي وأخي الشماس عبدالله الموقّر
كم هو رائع العمل الذي تقوم به من أجل الحفاظ على تراثنا الأيماني الكنسي الذي لا يُضاهيه أي تراثٍ آخر في العالم كلّه. هذه الألحان هي أصوات الملائكة على الأرض، إنها أصوات سماوية بكلماتها المُباركة كما كتبتُ سابقاً الى الأستاذ العزيز الدكتور ليون، تعطينا القوّة والأندفاع للتمسّك والحفاظ على لُغتنا وطقسنا وإحياء كلّ ما وضعه آبائنا وأجدادنا الأوائل في الأيمان المشرقي.
أسأل الرب أن يوفّقك ويحفظك، ويوفّق كل من يسعى ويعمل بجدٍ وإخلاص لمجدهِ تعالى ولخدمة كنيستنا ألمقدّسة وشعبنا ألمُتشتّت أينما كان.
الشكر الجزيل على جهودكم الجبّارة التي لا توصف، ومليون تحية لك لهذه الدروس الصوتية التعليمية حقّاً التي تُفيد جميع المُهتمين في التنشئة وتربية الأجيال والرب يبارك فيكم ويحرسكم بحمايته بسلام دائم والى المزيد. تحياتي القلبية الحارة.
أخوكم
مسعود هرمز النوفلي


5
آثارنا المسيحية المنْسيّة في قرغيزستان
مقدمة
قرغيزستان إحدى الجمهوريات الخمس في آسيا الوسطى التي ظهرت بعد انهيار الأتحاد السوفياتي في عام 1991، حدود هذه الجمهورية هي كلٍ من: كازاخستان والصين وطاجيكستان واوزبكستان، نفوسها خمسة ملايين نسمة أو أكثر بقليل. سأتحدث باختصار عن انتشار المسيحية فيها وحالها اليوم وآثارنا المنسيّة هناك.
انتشار المسيحية
بعد صعود الرب وحلول الروح القدس على التلاميذ، بدات البُشرى في الأنتقال الى البلدان المجاورة لفلسطين حتى وصلت غرب آسيا ومنها الى الصين عبر الطريق المُسمى بالحرير. بدأ المُبشّرون في السير عبر الوديان والجبال والطُرق الوعرة لتأسيس ووضع أحجار الأسس الأيمانية التي آمنوا بها بكلِّ صدقٍ وإخلاص. نحن مدينون جداً الى أولئك العظام الذين أستطاعوا التغلب على جميع المصاعب التي صادفتهم إن كانت من الطبيعة أو من الحيوانات المُفترسة أو من السكان الذي أستطاعوا التحدث اليهم بلُغّتهم الجديدة. منذ ذلك الوقت بدأت المعجزة في وضع تعاليم الرب موضع التنفيذ في جذب البشر الى الأيمان الحقيقي بقوّة الروح القدس الذي كان يُرافقهم ويُساعدهم. دولة قرغيزستان من البلدان التي حققت البُشرى نجاحاً فيها.
إنتشرت المسيحية في قرغيزستان في القرنين الخامس والسادس للميلاد على يد المُبشرين المسيحيين النساطرة الذين بدأوا في نشر المسيحية في آسيا الوسطى ومركزها (المصدر 1). لقد حافظت الكنيسة على حظورها هناك لأكثر من خمسمائة سنة، وبحلول القرن الثالث عشر للميلاد، كان للكنيسة خمسة وعشرين أسقفاً يخدمون الرعايا في تلك البلدان ويترأسون خمس وسبعين أبرشية أو مقاطعة في أنحاء أسيا (نفس المصدر السابق). بعد فترة قصيرة إنحسرت الكنيسة وبدأ دورها في التراجع نتيجة غزوات جنكيزخان والمغول.
الشاخص للعيان في الوقت الحاضر الأديرة التي أسسها النساطرة في هذا البلد وحتى الصين وأوربا، وفي القرنين 14 و15 قدمت الى هذا البلد البعثات التبشيرية لخلق الطوائف والمذاهب، وبدأ المبشرون الفرنسيسكان في نشر رسالتهم وعملهم بين السكان وكسبهم الى العقيدة التي يؤمنون بها، وفي نهاية القرن 19 تحققت آمال الكاثوليك في التبشير والوصول الى هذه الدولة وتأسيس جذورهم العميقة فيها (المصادر2 و 3)، وقد ازداد ذلك بعد أن أمر رئيس الأتحاد السوفياتي آنذاك جوزيف ستالين بترحيل عشرات الآلاف من الكاثوليك الى قرغيزستان في القرن الماضي (ألمصدر3) وبالفعل تم تأسيس أول ابرشية في الستينات من ذلك القرن، وفي نهاية الثمانينات أنيطت ادارة الكاثوليك بالآباء اليسوعيين.
آبائنا وأجدادنا وانتشار الأيمان
نستنتج من المصادر التاريخية بأن آبائنا الأوائل ومن كنيستنا المشرقية بالذات هُم الذين وضعوا اللُبنات الأولى للمسيحية بتعاليم مار نسطورس حتى وإن كان على إختلاف مع الآخرين في العقيدة والتفسير اللاهوتي، كانت غاية المبشرون الوحيدة تلمذة البشر في انحاء العالم، ولم تكُن تُسيطر على عقولهم التفاسير اللاهوتية العميقة والأختلافات عن شخصية الرب يسوع بالرغم من أنها أدت أحياناً الى الأنشقاقات، كل ما كانوا يتمنون بهِ هو الأيمان بالمسيح ونشر الرسالة والوصايا والصلاة كما جاءت في الكتب، ومن ثم نقلها الى الشعوب المُتعطشين الى معرفة الرب يسوع المسيح، يا تُرى كم من الآثار المنسية لتاريخ تلك الشعوب التي قامت بالتبشير في مناطق بعيدة جدا عن سُكناها؟ وكم من الكنائس والأديرة والمقابر للقديسين هناك؟ هل نُفكّر في البحث عن آثار الآباء العظام من تاريخ وكتب كنسية وصُلبان وأيقونات ومقابر القديسين؟ هل يبحث البعض الآن ويدرس ليستفاد من الطرق التي أستطاع أولئك القدامى في نشر ايمانهم بدون العملات الذهبية والفضية والدولار لكي يحذون حذوهم في نشر الأيمان في مناطق العالم الكثيرة التي لا تعلم من هو يسوع المسيح الى هذا اليوم؟ ماذا بقي من آثارنا المسيحية المنسيّة هناك والى أين نحن سائرون؟ ألم تكُن كنيسة المشرق الرائدة من بين الكنائس الثلاث في العالم؟ لماذا انحسرت تلك الكنيسة العظيمة وإختفى دورها ومن هو السبب في ذلك؟ لماذا تقلّصت وأصبحت حالياً من 13 ارسالية كاثوليكية وراهبات فقط؟ بالأضافة الى ابرشية اخرى واحدة في مدينة بيشكْكْ العاصمة. مسؤولية هذه الأرساليات تقديم الخدمات الى 30 مجموعة صغيرة من التجمعات الكاثوليكية المنتشرة في انحاد البلاد والتي يتكون كل تجمّعٍ منها من عدة اشخاص أو بعض العشرات فقط!(المصدر3).
الكنيسة في الدول المجاورة الى قرغيزستان
الكنيسة الكاثوليكية لها جذور عميقة في كازاخستان المجاورة(المصدر 4). يقول المؤرخون في جامعة طشقند بأن المسيحية انتشرت في القرن الميلادي الثاني في مدينة مرو أو مرف والمعروفة اليوم بأسم ماري والواقعة على الحدود مع أوزبكستان في كازاخستان الجنوبية. لقد خسر الرومان المعركة مع الفرس وكان هناك أشخاص مسيحيين بين الجنود الذين وقعوا أسرى بيد الفرس واولئك بدأوا في نشر المسيحية( المصدر4)، يذكر أحد الأساقفة بوجود دير للروم الملكيين في نفس المكان في نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس.
أما في الجنوب فكانت هناك تجمعات للنساطرة. وتحت حكم البطريرك النسطوري حتى القرن 13 للميلاد، فكان هناك 25 مترابوليطية( رئاسة أسقفية) وحوالي 150 أسقفاً تابعين الى الكنيسة النسطورية (المصدر4). من بين الأساقفة المطران أيليا الذي هو من المحتمل قد قام في النصف الثاني من القرن السابع بكسب الكثير من الأتراك الى الديانة المسيحية وله الفضل الكبير في نشر المسيحية في ذلك البلد، وفي القرنين السابع والثامن انتشرت النسطورية في تركمانستان وجنوب كازاخستان، وفي القرنين التاسع والعاشر تأسست مترابوليطية في كارلوكي ولا زالت الكنائس المسيحية شاخصة الى اليوم في تراز وميركي(المصدر4).
وفي الصين ازدهرت المسيحية النسطورية لأكثر من قرنين من الزمان حتى نهاية حكم تانغ عندما بدأ البوذيين في نشر مبادئهم حوالي سنة 845 ميلادية وبداية الأضطهاد الديني الذي أثر بشكلٍ كبير على استقرار المسيحيين وتراجعهم (المصدر6).
سنة 1009 للميلاد وأهميتها في التاريخ المسيحي
استطاع المبشرون النساطرة في سنة 1009 للميلاد من تعميذ فئات عديدة من المغول وقد أتخذ أحد الكبار الذي كان اسمه خان، إسماً مسيحياً مارك أو مرقس، وفي تلك الفترة نفسها استطاع النساطرة من نشر المسيحية بين الشعوب الأخرى في آسيا الوسطى(المصدر4)، حيث تأسست مترابوليطية في كجغار من مقاطعة شينجيانغ الصينية ونافاغيتا. كان للمسيحيين النساطرة شعبية قوية في المحاكم، وكانت النساء النبيلات في المحاكم مسيحيات، بالأضافة الى ذلك فان الوزارات المهمة في منطقتي أوغور وكيراتي كانوا في أغلب الأحيان من النساطرة. وعلينا أن لا ننسى بأن كنيستنا المشرقية قد قادها بكل ثقة وجدارة الجاثاليق أو البطريرك المغولي المثلث الرحمات يهبالاها الثالث الذي تم انتخابه للسدّة البطريركية سنة 1281 ميلادية وأستمر في قيادة كنيسة المشرق الرسولية حتى سنة 1317 للميلاد.
آسيا موطناً لثلث المسيحيين في العالم
كان مقر البطريركية في سلوقية في بلد بين النهرين، وكان للبطريرك سلطات روحية في ذلك الوقت أكثر من سلطات البابا في الغرب، حيث كانت تأثيراته وإرشاداته توازي بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية في القسطنطينية، وفي نهاية القرن الحادي عشر كانت تُشكّل آسيا لوحدها حوالي ثُلث المسيحيين في العالم، وكان ايمان أولئك المسيحيين أعمق جذوراً من الثقافة التي كانت موجودة في أوربا (المصدر5).
وفي الختام، أقدّم الشكر لكل من قام بتأليف وتصوير آثارنا المنسية ونشرها في المواقع التي سنُشاهد بعضاً منها في هذه المقالة.
مسعود هرمز النوفلي
8/6/2012
 .............................
المصادر والصور
المصدر(1)

  http://www.hyperhistory.net/apwh/essays/cot/t2w15kyrgyzstan.htm

المصدر(2)
http://www.kyrgyzstan.pl/en/articles/popularscientific/96-kociol-katolicki-w-kirgizji-historia.html
المصدر(3)
http://www.catholic-kyrgyzstan.org/
المصدر(4)
http://www.catholic-kazakhstan.org/hist/hist.html

المصدر(5)
http://www.christiansofiraq.com/how-christianity-died.html
المصدر(6)
http://asianhistory.about.com/od/centralasia/a/History-of-Nestorian-Christianity.htm
المصدر(7)
http://en.wikipedia.org/wiki/Christianity_in_Asia
 
 
الصليب المنقوش على الحجر  تم العثور عليه في منطقة اسيك كول من محافظة كراكول في قرغيزستان سنة 1312
كاتدرائية كراكول
 
 
  

(المصدر8)، أوراق من كتاب في اللغة السريانية(استرنكَيلي) في نهاية القرن الخامس للميلاد.
http://www.nestorian.org/nestorian_documents.html


 
(المصدر9) ، صليب من الهند
http://www.nestorian.org/the_nestorians_in_india_.html

       
       

   Aramaic & Chinese inscriptions from the Hsian-Fu Monument:

Besides celebrating the arrival of Christianity in China in 635 A.D., the inscriptions consist of one thousand nine hundred Chinese characters and about fifty Aramaic words (in the Estrangela script), containing some seventy names of Assyrian missionaries in rows on the narrow sides of the stone with the corresponding Chinese characters denoting the Chinese synonyms or phonetics for the Assyrian names.

(المصدر10)، كلمات لأسماء المبشرين الآشوريين في اللغتين الآرامية(أسترنكَيلي) والصينية.
http://www.nestorian.org/the_nestorians_in_china___the_.html

 

المصدر(11)، حجر لقبر في قرغيزستان.
http://www.nestorian.org/the_nestorians_in_central_asia.html

6
الكراهية من فساد الملح
مقدمة: أنتم ملح الأرض
ماذا كان يقصد الرب يسوع بهذه الكلمات التي كُتِبَتْ لنا في الأنجيل قبل حوالي 1950 سنة؟ وهل هي لتلاميذهُ فقط، أم لكل المسيحيين؟ سأوضّح بإختصار ما هو المطلوب من عندنا، لكي نسلك وفق إرادته الإلهية السماوية، ومن إجلِ إزالة الكراهية والحقد من عقولنا، ونبذها من إعماق أفكارنا الشخصية الزمنية الزائلة لكي نعيش بسلام ومحبة.
الملح وصفاتها
كما نعلم بأن الملح هو أحد المعادن الكيميائية المُهِّمة في الطبيعة وفي جسم الأنسان كذلك. من صفاتها تغيير المذاق في الطعام لأعطائه نكهة مُفيدة بالأكل وذلك عند خلط كمية قليلة منه في تحضير وتهيئة الطعام. يُستخدم الملح لحفظ المأكولات لفترة طويلة في أوانٍ خاصة وبراميل، وقديماً كان الأنسان يستخدم الملح بكثرة لعدم وجود الكهرباء والثلاجات والمُجمدات، كان يُحافظ على اللحوم بخلطها مع الملح وكذلك الأجبان والزيتون وغيرها من المأكولات، كان الأنسان يتكيّف مع الملح لكي تستمر الديمومة المطلوبة لحياته. الملح يُفيد المزروعات وفي السماد ويقتل البكتريا ويدخل في صناعات مُختلفة. يفرز الجسم عند التعرّق الماء المالح، وحتى قطرات الدمع تكون مالحة. للملح فوائد ممتازة، فإذا يفقد الملح فوائده المطلوبة، عندئذٍ لا يُمكن الأستفادة منه ويفقد كل خواص التغيير التي يحدثها، ومن هنا لا يصلح إلا بأن يُرمى خارجاً وفي سلات المهملات أو في المزابل.
ماذا كان يقصد الرب يسوع بهذا المثل؟ وأين المسيحي من صفات الملح؟
إن فقدان الملح صفاته وخصائصه في التغيير يتشابه بالضبط مع فقدان الأنسان صفاته الأساسية في التأثير في المجتمع وتغييره نحو الأفضل بطعمٍ جديد. الرب يدعونا في مثال الملح كي نُؤثر ونُغيّر طعم الحياة التي يدعونا لأجلها، بالأيمان نستطيع إحداث الفرق وتغيير النكهة والتمسّك بالألتزام الأخلاقي ومساعدة الفقراء والتضحية من أجلهم، بمحبة القريب وعدم التحدث عليهِ بسوء أبداً، فإذا فقدنا صفات التغيير، سوف نفقد النكهة اللذيذة التي تعطيها الملح للطعام وخواصها في حفظ المأكولات، وعندها لا يكون مكاننا إلا الظلام، وكما يُفسد الملح، هكذا يُفسد الأنسان ولا يستحق أن يكون مؤثراً وفاعلاً في المجتمع لأنه يفقد كل الصفات الجيدة في تغيير طعم الحياة. بإعتقادي، أن يسوع قبل ألفي سنة، والآن يدعو الجميع ليلتزموا بالصفات المطلوبة. في ذلك الوقت، والآن أيضاً، هناك الكثيرين قد فقدوا ملوحتهم التي هي واضحة من كتاباتهم على إخوَتهم في المعمودية وكأنهم أولياء وأوصياء وهُم العالمين فقط بالتاريخ والجغرافيا والفلسفة والهندسة والروحانيات وكل شئ. أين نحن من رغبات الرب في التأثير والأصلاح في المُجتمع؟ وهل وصل الأمر بأن نصبح ملحاً فاسداً؟
الرب أرسل التلاميذ، ومن خلالهم يقصُدنا نحن أيضا لنكون مِلحاً للعالم. إنه يستخدم الرموز لكي يفهم المؤمنين الحقائق الأيمانية التي يُريد نشرها عن الله وبقوة الروح القدس العامل بين البشر، فإذا فقدنا الأيمان عندها نصبح مثل الكُفّار لاهثين وراء الإله الجديد(المال) تاركين الجوهر والأصيل. بتصرفاتنا تلك، نقوم بتطبيق أوامر الشيطان وليس أوامر الرب وتعليماته. كما تفقد الملح أحد مُركباتها وتفقد خواصها الأساسية بحيث لا يُمكن إعادة الطعْم اليها وتُطرح الى صناديق النفايات، هكذا بالضبط الأنسان من المُمكن أن يفقد كل شئ ويصبح خارجاً يعيش الظلام والفساد وسيكون الويل له.
الزاد والملح وكيف أن الملح هو الرمز في الكتاب المقدس
عندما يأكل العربي مع شخصٍ من غير عائلته يقول "الآن صار بيننا زاد وملح". هذا الكلام هو عبارة عن العهد بين شخصين، حيث تستمر الصداقة والدفاع المشترك وكأنهم أصبحوا إخوة في السراء والضراء. مار بولس الرسول يدعونا في رسالته الى كولوسي 4 : 6 بالقول "ليكُن كلامكم كلَّ حين بنعمةٍ، مُصلحاً بملْحٍ، لتعلموا كيف يجب أن تُجابوا كلَّ واحدٍ". لنفهم من الرسول آداب الكلام لنعيش النعمة ولا نتبختر وننجر الى السوء، تعاليم الرب هي مثل الملح والذي يكون مُتسلِّحاً بالأيمان الحقيقي لا يطلق الكلمات البذيئة والأهانات والتجريح في أيِّ موقع، ولا يرغب في نشر الفساد الذي ينخر المجتمع مثلما يفسد الطعام الغير مُملّح، الرب يدعونا الى محبة القريب مثل النفس وتقاسم الطعام التي تشترك الملح في أعداده كثيراً، كيف إذا فسد هذا الملح؟ فهل سيكون بإستطاعة البعض التقرب والتجمُّع ليتقاسموا الأكل الفاهي والخالي من الطعم؟ حتى هذه النقطة تدخل في تعليمات ووصايا الرب للأنسان لكي يكون مثل الملح في التقرّب من الآخرين وخدمتهم في الأكل المشترك ليكون الطعام لذيذاً، وبالتالي ستكون الحياة المشتركة والوحدة الشعبية لها معانٍ مهمة. الكتاب المقدس يعطينا مثالاً حياً عن الملح وكيف أن الملح هو رمز العهد. لنقرأ في سفر اللاويين 2 : 13 "وتُملّحون كُلَّ قُربانِ تقدمةٍ بالملحِ، لأن الملحَ رمز العهدِ بينكم وبين إلهكُم، فلا تجعلوا قرابين التقدمةِ خالية من الملحِ، بل قرّبوا الملح في جميع قرابينكم". يؤكد الكتاب بأن الملح يحفظ ويُطهّر ويفعل عكس ما يفعله الخمير، وجود الملح يعني أن العهد يدوم بين الله وشعبه، هل نحن فعلاً بما نقرأه للبعض بأننا حافظين للعهد أم ناكرين له؟ أين البعض في قيادتهم لمواقع خاصة وهُم غير مُبالين في فقدان الملح لطعمهِ؟ كيف يرضى المؤمن بذلك وهو يُغالط تعاليم الرب، لا وبل يدوس عليها في الشخابيط والكلام البذيئ ويلقى مساندة ودعم من المسؤول، الرائحة التي لا ترضى الرب يشتمّها الغريب قبل الصديق، إفركوا كلماتكم ومواضيعكم بالملح كما كان يفركون المولود بالملح ليقوّوه، لنقرأ في حزقيال 16 : 4 "يومَ وُلدْتِ لا أحد قطع سُرّتكِ، ولا غسلكِ بالماء لتنظيفكِ، ولا ملّحكِ بالملحِ، ولا لفّكِ بالقماطِ". أتمنى أن نستفاد من الكتاب المقدس لتغيير الطرق والأساليب المُتّبعة في بعض المواقع التي تدّعي الأيمان وتفقد ملوحتها عند زرعها الكراهية، ليسمع مَن يسمع، من أجل تنقية الملح من الشوائب لكي تصبح نقية وطاهرة تماماً وغير فاسدة، عندها يكون القلب نقياً وصافياً من كلِّ حقدٍ وعداء. هناك مُحاربة واضحة للرأي الآخر وإهمال مُتعمّد، حتى في حالة الدفاع عن النفس لا يقبلون بنشر المقالة المُرسلة لهم مُقابل المقالة الأخرى التي تُهين وتجرح بكلمات بذيئة ومُقزّزة، أليس ذلك فساد الملح أم ماذا؟ ليُساعدنا الرب يسوع المسيح ليكون تفكيرنا وأعمالنا مالحة وصالحة لمشيئتهِ وخدمة شعبنا المقهور الذي بدأ يفقد الأمل. يجب أن يفهم المسؤولين الذين يزرعون الكراهية بان هناك إجراءآت قاسية ورسائل مُرسلة لهم من جانب واحد، انهم يقومون بالأستهتار والأستهزاء وعدم الأجابة أو الرد مهما كانت منطقية أو أيمانية تخص العقيدة أو الطقس، هؤلاء وهُمْ في بلد ديمقراطي يُحاسب عليه القانون بأشد العقوبات إذا يثبتْ عليهِم البعض بأنهم يزرعون الكراهية والبغض والكلام القبيح، هناك مُحامين وسلطات قادرة لأخذ حق المظلوم والله الموفق. كل شيء مُوثّق برسائل داخلية بين الأطراف ولا يستطيع أحد أنكارها أو التغاضي عنها، غاياتنا كي لا تفسد الملح، ومهما كان صبر الأنسان فإنه ينفذ، والمؤمن، أو أي إنسانٍ عاقل، عليه أن لا يسمح لعدو الخير بإقتحام المقدّسات ومُحاربة البعض ومُساعداً في فساد الملح، وعلى المسؤولين في أي موقع التأمل بما يقومون به في تجذّر الكراهية بين أبنائهم، وان يَعُوا خطورة ما يُؤسِّسون له من ركائز البُغض بين أبناء الشعب الواحد، وأخيراً كي يفهم الجميع ان للآخرين حقوق وكرامة مثلهم، قبل أن يتكلمون عن حقوقهم، الرب يُنير العقول.
خلاصة
الموقع الذي يُمثّل الأيمان والمُحيطين بهِ جميعاً يجب أن يكونوا قدوة حسنة ليشع نور المسيح منهم، ويعطون للحياة طعماً وفرحاً وسعادة مُؤثرين ومتفاعلين في الجميع، ومحبوبين ومُحبّين للآخرين في جميع مرافق الحياة الأيمانية والسياسية والأجتماعية والأدبية والأخلاقية، لا أن يُفسِدوا الآخرين بالكراهية، أو أن يُشَجّعوا البعض ضد أخيهم الآخر، لأن بتصرفات الكراهية يصبحون كالملح الفاسد الذي لا يصلح.
مسعود هرمز النوفلي
2/5/2012


7
الأب الفاضل نويل فرمان السناطي المحترم

شلاما عمخون

بعد أن قرأت مقالتكم القيّمة والمُهّمة في موقعنا المنبر الحر عنكاوا على الرابط (المصدر 1):
أرغب في أبداء الرأي بالقول: أؤيدك وبقوّة على ما جاء بها خدمةً لوحدتنا الكنَسّية، ومن خلالها رُبّما نصل الى الوحدة الشعبية بعون الرب مع جزيل الشكر والتقدير لتوضيحاتكم وآرائكم.
الأب العزيز، وأنا في بغداد في عيد القيامة لسنة 2005 زارني أحد الأصدقاء وعائلته للتهنئة بالعيد وهو من السريان الأرثوذكس، وبعد الأحاديث الشيّقة، تطرّقنا عمّا ماجاء في مقالتك تقريباً وكانت المناقشة مُفيدة، وبعد أن حسبْنا تواريخ أعياد الفصح لدى اليهود والتواريخ المُثبّتة عند الكاثوليك والأرثوذكس وكنيسة المشرق بصورة عامة من كتاب الحوذرا، كانت نتيجة الحديث بأن التواريخ المُثبتة للعيد بحسب التقويم القديم الشرقي، اليولياني، رُبّما أفضل من الغربي ،الغريغوري، وهي الأصح بإعتقادنا، لأن عيد الفصح يجب أن يكون متوازيا مع عيد الفصح اليهودي وقت جلوس الرب في يوم العشاء الأخير مع التلاميذ أثناء فصح اليهود آنذاك بحسب الأنجيل المُقدّس. لهذا، فأن الأحتفال الصحيح يجب أن يتوازى مع الحدث ولا يجوز الأحتفال بالعيد قبل فصح اليهود بأيام كثيرة تصل الى الشهر تقريبا في بعض السنوات. كما نعلم بأن أختلاف التوقيت لا يعني أي ضرر أو اختلاف في عقيدة الأيمان المُشتركة بين الجميع، ولا يعني كذلك بأن هناك تباين بين طائفة وأخرى. عندها إتفقنا بتبليغ كنائسنا بما وصلنا اليه من المناقشات مع الأخوة الآخرين، عسى ولعلْ!
التقاويم الرئيسية
1- التقويم اليولياني، نسبة الى يوليوس قيصر والذي بدأ في السنة 45 قبل الميلاد، أعتمد الفلكيّون على احتساب كل ثلاث سنوات متتالية 365 يوماً للسنة الواحدة والسنة الرابعة تُسمى السنة الكبيسة وأيامها 366 يوماً، وهذا هو ناتج من دوران الأرض حول الشمس وكل دورة هي 365 يوماً ورُبع اليوم تقريباً، واليوم الزائد تم وضعه على أيام شهر شباط ليصبح الشهر 29 يوماً في السنة الكبيسة.
2- التقويم الغريغوري، نسبة الى البابا غريغوريوس الثالث عشر. في الأيام الأولى لأنتخابه سنة 1572 وجد العلماء بأن هناك فرقاً بسيطاً في حساب السنة الشمسية وتم ابلاغ البابا بذلك، وهذا الفرق جاء نتيجة تراكُم الدقائق والثواني من كل سنة، حيث أن السنة هي 365 يوماً وأقل من رُبع اليوم بقليل، ولست 365 يوماً ورُبع اليوم بالضبط!، وهذا الجزء القليل هو 11 دقيقة و14 ثانية (ألمصدر 2)، ولهذا تم حساب الدقائق المُتراكمة وكانت بحدود 10 أيام، وقد تم طرح هذا الرقم من التاريخ المعمول به آنذاك من قبل البابا وأصلح التقويم المُسمى بإسمه حيث أمر أن يكون اليوم بعد 5 أكتوبر يوم 15 أكتوبر من تلك السنة!، ولكن باعتقادي هذا لا يخلو من نواقص أيضا، وتم إعتماد التقويم المنسوب اليه الغريغوري (أي أن كل 134 سنة نحصل على الفرق يوم واحد تقريباً، وكل ألف سنة نحصل على 7 أيام فرق بين السنة الفلكية والحساب اليوليي). الى ذلك التاريخ، كان جميع المؤمنين المسيحيون يحتفلون بميلاد الرب وقيامتهِ بصورة موحّدة. ولكن بعد ذلك الوقت بقي البعض على التاريخ القديم اليولياني والذي يُسمى بالشرقي، والآخرين إعتمدوا التقويم الغريغوري الغربي. وبهذا لا يوجد خلل أيماني بين الطوائف والكنائس بأسمائها المتنوعة. في هذه السنة 2012 عيد الفصح صادف يوم 8 نيسان بالتقويم الغريغوري وفي يوم 15 نيسان بالتقويم اليولياني ولا توجد هناك أية مُشكلة أبداً.
تواريخ عيد القيامة
يكون العيد عند الكاثوليك والأنكَليكَان واللوثريين بين 22 آذار وحتى 25 نيسان في أغلب السنين، أما عند غيرهم فيكون على الأكثر بين 4 نيسان وحتى 8 أيار من كل سنة كما تقول المصادر وما يؤكد عليه الأب نويل أيضاً. ويكون الأعتماد على القمر ومتى يكون بدراً خاصة، وأمور فلكية يعرفها المختصون بالفلك والرياضيات وهو الأقرب الى فصح اليهود بأعتقادي. عادة يكون الأختلاف بين التقويمين الغربي والشرقي أسبوعاً واحدا ولكن في بعض الأحيان يصبح الفرق خمسة أسابيع نتيجة لدوران القمر، ولكي نفهم العلاقة وكيفية حساب تواريخ الأحتفال أرجو الرجوع الى موقع سلطانة الحبل بلا دنس (المصدر 3) والذي يعطينا أيام الأحتفال بعيد الفصح الشرقي من سنة 2010 والى سنة 2050 وفي نفس الصفحة سنُشاهد السنين المشتركة للأعياد وكذلك الطريقة الحسابية البسيطة الثابتة المُستخدمة في معرفة اليوم الصحيح.
ولمعرفة تاريخ عيد الفصح لسنة 2012 مثلاً نتبع الخطوات التالية:
الخطوة الأولى: يُقسّم الرقم 2012 على 19 ويتم تسجيل الباقي الأول ويكون 17.
الخطوة الثانية: يُقسّم الرقم 2012 على 4 ويتم تسجيل الباقي الثاني وهو الآن صفر.
الخطوة الثالثة: يُقسّم الرقم 2012 على 7 ويتم تسجيل الباقي الثالث ويكون 3.
الخطوة الرابعة:نضرب الباقي الأول في 19 ونجمع الناتج مع الرقم 15 وألمجموع الأخير نُقسّمه على 30 والباقي يتم تسجيله بإسم الباقي الرابع وهو في هذه الحالة 8.
الخطوة الخامسة: نضرب الباقي الثاني في 2 والباقي الثالث في 4 والباقي الرابع في 6 ونجمع النواتج ويكون 60. بعد ذلك نُضيف 6 إلى الناتج النهائي ويصبح المجموع 66 وهذا الرقم نُقسِّمه على 7والباقي يُعتبر الباقي الخامس وهو الآن 3.
الخطوة السادسة: نجمع الباقي الرابع مع الباقي الخامس ونُضيف الى الناتج 22 وفي هذه السنة ستكون النتيجة33، وبما أن النتيجة هي أكثر من 31 وهي أيام شهر آذار، عندها نطرح 31 من الرقم 33 وسيكون الحاصل 2 فقط. وهذا الرقم نجمعه مع الرقم 13 والذي هو الفرق بين التقويمين اليولياني والغريغوري والحاصل النهائي وهو الرقم 15 هو يوم الأحد 15 نيسان عيد الفصح الشرقي بحسب التقويم اليولياني ويكون يوم 8 نيسان بحسب التقويم الغريغوري بعد طرح 7 أيام من 15. أما إذا كانت النتيجة أعلاه 31 أو أقل عندها نُضيف 13 الى الحاصل ورُبما يكون العيد في نهاية نيسان أو بداية أيار وهكذا. ان هذه الطريقة عامة ويُعتمد عليها لكل السنوات والتواريخ. والسؤال المهم هو: هل في سنة 3164ميلادية سيتم تغيير آخر والفرق أكبر والى متى؟ ولهذا يجب، ومن الأفضل اللجوء الى حل كما تفضّل الأب نويل.
مثال آخر لسنة 2015
الخطوةالأولى: 2015 تقسيم 19، يكون الباقي 1
الخطوة الثانية: 2015 تقسيم4، يكون الباقي 3
الخطوة الثالثة: 2015 تقسيم7، يكون الباقي 6
الخطوة الرابعة: نضرب، الباقي الأول في 19 ونجمع الحاصل مع 15 والناتج النهائي نُقسِّمه على 30 ويتم تسجيل الباقي الرابع ويكون 4
الخطوة الخامسة: نضرب، الباقي الثاني في 2 و ألباقي الثالث في 4 و ألباقي الرابع في 6 ونجمع النواتج ونُضيف اليها 6 ويصبح ألمجموع الكلي 60 ومن ثم نقسّمه على 7، يكون الباقي الخامس 4
الخطوة السادسة: نجمع الباقي الرابع مع الباقي الخامس ونُضيف الى المجموع 22 ويكون الناتج 30
الخطوة السابعة، نلاحظ النتيجة، فإذا كانت تساوي 31 أو أقل عندها نُضيف 13 ومن المجموع الناتح نطرح الرقم 31 وهي أيام شهر آذار وفي هذا المثال سيكون عندنا ما يلي 30 زائداً 13 والناتج 43 ونطرح منه 31 والباقي سيكون 12
الخلاصة من المثال: يوم عيد الفصح لسنة 2015 سيكون يوم الأحد 12 نيسان بالتقويم اليولياني أو الشرقي ويكون العيد يوم 5 نيسان في التقويم الغريغوري أو الغربي بعد أن طرحنا أسبوعاً واحداً من الرقم 12.
ملاحظة مهمة:
 لقد وضّح الأب عامر قصار في الموسوعة العربية المسيحية على الرابط (4) طريقة حساب التاريخ والعلاقة بين التقويمين أيضاً، وكيف يكون الفرق بينهما، أسبوعاً أو خمسة أسابيع(كما حدث في سنة 2008) إستناداً الى تاريخ وقوع العيدين في نفس الشهر القمري أم لا، ويتطرق كذلك الى الأخطاء والحلول المُقترحة للتوحيد التي يُمكن الأستفادة منها للراغبين بالأطلاع وتوحيد الأعياد وشكراً لكم.
المخلص
مسعود هرمز النوفلي
15/4/2012
****************** المصادر:
المصدر (1):
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=569424.0
المصدر (2)
http://www.exovedate.com/a_history_of_the_calendar.html
المصدر (3):
http://www.peregabriel.com/aveomaria/article.php?id=4778
المصدر (4):
http://198.62.75.4/www1/ofm/1god/liturgia/data-della-pasqua.htm#immagine 


8
يومان مُختلفان للأحتفال بعيد الشمامسة في الكنيسة الكلدانية

وضعت الكنيسة في تقويمها السنوي عيداً خاصاً بالشهيد الأول في المسيحية، ألا وهو عيد مار أسطيفانوس (استيفانوس) الشماس، بكر الشهداء، الذي أستشهد رجماً بالحجارة بعد أن إعتقله اليهود وجاءوا بشهود الزور والكذبة من أجل النيل منه ومعاقبته، كان مملوءاً بالأيمان والغيرة والدفاع عن المسيحية وكان يصنع العجائب الى أن أبغضه اليهود وحسدوه وقرروا قتله. يقع هذا العيد (أو حالياً التذكار) في شهر كانون الثاني من كل عام بحسب طقوس كنيسة المشرق بكل فروعها.
في هذا العيد يتناوب الشمامسة في القداس الى قراءة الأنجيل بلغاتٍ مختلفة، وبعد ذلك يتحدث رجل الدين عن ولادة الشهيد وحياته وطريقة استشهادهِ. هذا العيد هو يومٍ مجيد وخالد بتذكارهِ الجنود الأوفياء المجهولين(الشمامسة) الذين يقومون بالخدمة المجانية الطوعية تيمُناً بشفيعهم، كلاً بحسب مقدرته وإمكانياته، إذا كانت، الروحية أو التثقيفية وحتى العلمية والمادية وكل ما يتعلق بخدمة الكنيسة، ومساعدة الكاهن في إدارة الأمور والتوعية والأرشاد من أجل الحفاظ على إستمرارية العمل وتنشيط الأيمان.
للأسف قد تم تغييب هذا العيد هذه السنة في أبرشية مار بطرس الرسول في غرب أمريكا من وقته الأعتيادي الذي ينتظره الكثيرون بفارغ الصبر، وعند الأستفسار من الأبرشية عن السبب ، جاء الجواب بأن العيد قد تم تحويله الى شهر أيلول، وبحسب التقويم الجديد سيكون يوم 7 أيلول! كما هو منشور في التقويم الصادر من الأبرشية لسنة 2012.
لماذا لا تُوضّح الأبرشية سبب التغيير؟ وهل هناك إرتباطاً مُعيناً بيوم الشهيد الكلداني السرياني الآشوري أو يوم الشهيد الكلداني فقط كما يُسميه البعض، لماذا لا يقوم المسؤولين في الكنيسة بتوضيح الأمور للشعب؟ وهل يعتقدون بأن الشعب غافل عن كل ما يدور وخاصة عن تلك التي تمُسَّ حياتهم الأيمانية؟ لننظر الى التقويم الطقسي لبطريركية بابل الكلدانية 2012 للتأكد من تاريخ تذكار الشهيد أسطيفانوس والذي يُصادف يوم الأحد 8 كانون الثاني 2012 بحسب صورة التقويم.
لماذا نُصلّي من أجل الوحدة الكنسية ونحن في كنيسة واحدة مُختلفين وغير مُتوحّدين؟ هل من حق كُلِّ أبرشية أن تُخصّص عيداً أو تذكارا مُختلفاً عن المركز الرئيسي والتقويم الطقسي المُعتمد؟ كيف نطلب ونسعى الى الوحدة ونحن في كنيسة واحدة لا وحدة لدينا؟ أليست هذه إحدى المهازل التي تقود الشعب الى الضياع والتشتت؟
قبل فترة كتبتُ مقالة عن قانون الأيمان على الرابط التالي ووضّحت فيه بوجود صيغتين مُختلفتين للقانون في نفس الكتاب المُجدّد لخدمة القداس، وللأسف ليس هناك من يقرأ أو يُجيب وكأن أبناء الشعب لا يحق لهم أن يتحدثوا  حتى وإن شاهدوا كُفر البعضِ بالأيمان! وهنا أكرر السؤال لهم وهو: بأية صيغة نُعلّم أولادنا وأحفادنا قانون الأيمان؟
http://alqosh.net/article_000/massoud_alnoufaly/mn_50.htm
وختاماً نقول الف الف مبروك لشمامستنا الأعزاء عيدهم وذكرى يوم شفيعهم الذي تحتفل به الكنيسة الكلدانية وللمرة الأولى في تاريخها المجيد في يومين مختلفين من شهري كانون الثاني و أيلول! والى المزيد من التواريخ لخلق أعياد لا تتماشى مع التقويم البطريركي. شكرا الى الآباء الكهنة الذين لا يتحدثون مع الراعي وكأن شيئاً لم يكن إن كان في عيد الشمامسة أو في كتابة قانون الأيمان. شكرا الى كل مَنْ يخلق أو يصنع عيداً جديداً وشكراً الى كُل من لا يتفوّه ولا يتكلم.
الرب هو المعين وهو المُدبّر الوحيد فقط ولا غيره، وليس هناك مُدبّر زمني مهما إعتلى من مراتب إن كانت إيمانية أو علمانية!
مسعود هرمز النوفلي
8/2/2012

9
الأخوة فاروق كيوركيس وكلدنايا الى الأزل المحترمون
أرجو أن تتسع صدوركم الى قراءة النقاط التالية مع الشكر.
1: قرأت مقالة كلدنايا الى الأزل في المنبر الحر (المصدر 1).
2: وبعد أن قرات مقالة الأخ فاروق (المصدر 2)، من فضولي أنا أيضا، ومثلك يا أخي فاروق، راجعت مجلة بين النهرين:
العدد 95/96، (24) 1996 ، وقرات المقالة التي هي بعنوان " كنيسة المشرق بين شطريها"، تلك المقالة كان قد كتبها الأبد د. سرهد جمو، (المطران حالياً)،
وأنقل لكم نصاً قصيراً أعجبني من المتن في نهاية المقالة من الصفحة 202 وهو:
"وهكذا اذ نحن نستفيق اليوم، بعد أكثر من قرن ونصف، نرى أن النهر الواحد أصبح جدولين، وأن نتائج الأنشطار في الرئاسة ونتائج القطيعة بين المجموعتين أدت آخر الأمر الى تنوع في الحياة الطقسية والثقافية والأجتماعية. بحيث أن معالجة قضية الوحدة المسيحية بين هذين الشطرين واعادة الجدولين الى الأندماج أو اللقاء في نهر واحد يقتضيان اليوم معالجة هذا الأختلاف، او بالأحرى هذا التنوع."
3: من حق القارئ أن يسأل الأخ كلدنايا الى الأزل وهو يقوم بتنسيب تلك المقالة المنشورة قبل أكثر من 15عاماً الى نفسه، كما يذكر هو شخصياً. من حقي أنا وكما كَتَبَ الأخ فاروق أن أقول وأسأل الأخ كلدنايا، مَن أنت؟
4: الكاتب الأصلي لا يحتاج الى تعريف والكاتب الجديد(كلدنايا الى الأزل)، لديه مقالات كثيرة ومهمة في المنبر الحر وفي تاريخ شعبنا، التسميات وتراث الآباء والأجداد، ولديه القدرة بأن ينقل من مصادر كثيرة وفي مواضيع بإختصاصات تاريخية مهمة خاصة.
القصد من هذه الرسالة هو التداخل أو التجاوز أو انتحال شخصية أو رُبما هناك قصداً سياسياً منسوباً لشخص يقوم بهذه التصرفات بالوكالة أو غيرها من الأمور التي لا نعلمها.
 الصراحة مطلوبة من عندنا جميعاً اخوتي الأعزاء لكي نكتب بوضوح، لأن الحقائق التاريخية لا يُمكن طمسها أو استبدالها بحسب المزاج أبداً. من هو الذي يُنير سبل الأمة أو الشعب الواحد؟ ومن هو الذي سيضحي بكيانه حُباً من أجل خير الجميع إذا نأتي باسماء متعددة وبرموز لا تخدم القضية؟
تقبلوا تحياتي وشكراً
مسعود هرمز النوفلي
29/1/2012
المصدر 1:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,556184.0.html
المصدر 2:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,556739.0.html

10
بين الرعاة والرعية صارت غنمي مأكلاً
المقدمة
سأتحدث عن الراعي الأنساني والراعي الإلهي أو الذي يُمثّله على الأرض وبعض الواجبات الخاصة بالراعي من النوعين وعلاقة ذلك بما يحدث للرعية الان.
الراعي الأنساني الزمني
كما هو معلوم، بانه ذلك الشخص الذي يقوم بالسهر على أغنامهِ وتيوسهِ وكباشهِ وحملانهِ، فهو الذي يقوم باروائهم وتغذيتهم وحمايتهم من الذئاب والحيوانات المفترسة وأحياناً يأخذ المرضى منهم الى العيادة البيطرية، وكذلك يقوم بمساعدة النعاج في الولادة، هذا الراعي يذكره الكتاب المقدس عند ولادة الرب يسوع في بيت لحم وقصة الرعاة معروفة.
الراعي الإلهي الأبدي
هو الله بشخص المسيح، وهو كما يقول الأنجيل "الراعي الصالح"، هذا الراعي يقوم بتمثيله على الأرض الرعاة الكهنة والمطارين والبطاركة، يوصيهم الرب وينصحهم ببذل النفس بدل الرعية كما يُعلّمنا القديس يوحنا بالقول في 10 : 11 "أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف". هؤلاء الرعاة يتعبون كثيراً في خدمتنا وتوجيهنا وتعليمنا طُرق الحياة الصحيحة كالصلاة والصوم ومحبة القريب ومحبة العدو ومساعدة المُرضى ومُختلف الطرق التي تقود الأنسان الى المثالية والكمال حتى لا يخطأ البشر ولا يُسيطر الشيطان على أفكارهم وحياتهم، انهم يقودون البشرية في اتجاه عمودي نحو الله وبإتجاه افقي نحو القريب وفق جميع الآيات المذكورة في الكتاب المقدس وتوجيهات الكنيسة.
الرعاة لحماية الرعية
الرعاة من النوعين يقومون بحماية الرعية من كلِّ أذية ومُشكلة، ففي الحالة الأولى لو شاهد الراعي كبشان يتناطحان ومن المحتمل أن يموت أحدهم بنطحة قوية تأتيه من الآخر وكأنهم في ملعب مُناطحة الثيران في أسبانيا، فإنه يتدخل وبسرعة البرق لكي يفض النزاع بين الحيوانين لكي ترجع غنمه الى التصالح والهدوء، وهنا طبّق واجبه في هذه النقطة من أجل رعيتهِ وينتهي الموضوع والتقاتل.
في الحالة الثانية، يُمكنني أن أقول بأن من واجب الراعي الثاني التدخل الفوري مثل ما تدخّل الراعي الأول عندما يُشاهد غنمه تُنهش وتُبدّد من قبل الغير أو فيما بينهم. وكذلك على الرعاة جميعاً التدخل الفوري عندما يُشاهدون حالات كثيرة مثل حالات التناطح بين الأكباش أعلاه من أجل إعادة الأمور الى نصابها. الرعاة الحقيقيون ينتفضون لحماية الرعية ولا يتركوها سائبة لكي يقضي كبشٍ على آخر وهم يتفرجون، أو تيسٍ على آخر، أو بين الغنم أنفسها، عندما تتزاحم وتتقاتل أحياناً على الماء أو الشعير أو الحصة. الراعي يترك التسعة والتسعين ويذهب وراء الضال، الراعي يُفدي نفسه ويسكُب دمه للضعيف ويجبر المكسور ويعمل مع الكل بالعدل والأنصاف ولا يتهاون أبداً. الراعي بحكمته لا يُعاقب الآخرين، بل يكون عنصر الوفاق والتفاهم والجمع وليس المُبدّد. الراعي يغفر ويؤسس للمُصالحة مُعتمدا كلام الرب عندما كان على الصليب " يا أبتِ أغفر لهم". الراعي ليس ذلك المعلم أو المربي الذي يعمل باجرته. عملهُ أسمى بكثير، وإذا أصبح أكاديمي فما هو الفرق بينه وبين المعلم او المسؤول المدني؟ الراعي يتفنّن بالخدمة وكأن رعيته وإخوَتهِ في الأيمان جميعاً مثل حدقة عينهِ.
عندما يترك الرعاة الغنم عندها نقول لا راعي ولا رعية والكل سواسية. الرب يتوعد هؤلاء الرعاة، ويُبشرّهم بالعقوبة. وفي هذا الصدد ينطبق قول النبي إرميا على هذه الحالة في 23 : 2 حيث يقول" لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ عَنِ الرُّعَاةِ الَّذِينَ يَرْعَوْنَ شَعْبِي: أَنْتُمْ بَدَّدْتُمْ غَنَمِي وَطَرَدْتُمُوهَا وَلَمْ تَتَعَهَّدُوهَا. هأَنَذَا أُعَاقِبُكُمْ عَلَى شَرِّ أَعْمَالِكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ."
وفي سفر حزقيال 34 : 8 نقرأ " حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، مِنْ حَيْثُ إِنَّ غَنَمِي صَارَتْ غَنِيمَةً وَ صَارَتْ غَنَمِي مَأْكَلاً لِكُلِّ وَحْشِ الْحَقْلِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ رَاعٍ وَلاَ سَأَلَ رُعَاتِي عَنْ غَنَمِي، وَرَعَى الرُّعَاةُ أَنْفُسَهُمْ وَلَمْ يَرْعَوْا غَنَمِي،".
كيف يسمح الرعاة للبعض من افراد الرعية بالتهجم على الآخرين؟
للأسف مقالات البعض تُنشر في مواقع مسيحية وأبرشيات. فأين دور الراعي؟ وهل تفرح أيها الراعي بتمزيق أبناء شعبك ولمصلحة مَنْ؟ أين أنت وصفات الراعي الصالح؟
لنقرأ ما كتبه البعض ضد إخوَتهم من أبناء شعبنا المظلوم
الكاتب الأول والأخلاق
 أحد الأخوة بدأ بالتهجم على أخيه والسبب الوحيد لأنه لم يذكر كلمة مار أو سيد أمام رجل الدين وإذا كان قد ذكر مار مثلاً، فهو مؤدب وخلوق والعكس فهو غير مؤدب وليس له تربية. في الحقيقة يشمئز الأنسان عندما يقرأ ما هو مكتوب في مقالتهِ. هذا الكاتب يتدرج في النصائح من جهة والطعن والهجوم من جهةٍ أخرى، ينسى بأن الذي يتهجم عليه هو من أبناء جلدته، وعمّه كاهن مشهور في الكنيسة وأغلب أقربائه من الرجال هُمْ شمامسة ولا أروع منهم في الأخلاق والتربية واللغة والألحان والأيمان. إن رب المجد يقول لك من ثمارهم تعرفونهم، أليست هذه أثمار أولئك الذين تتكلم عنهم وكُلّهم أمامك؟ المطران مار شليمون وردوني قال في حديثه الأخير أن غالبية الشعب مع الوحدة وأنت تقول العكس وتُكيل التهم على كُل مَنْ يُخالفك ولا يؤيدك و تُشبّههُم بالحشرات القطط والفئران. هل تعلم بأن الذين تُهينهم فيهم من الآباء الكهنة والمطارين والعلماء وأغلبهم كلدان؟ كيف تُبيدهم بقاتل الحشرات؟ وهل تتصور بأن الراعي سيسمح بإبادة أبنائهِ بالمبيد؟
سؤال الى الراعي: كيف تسمح لمثل هكذا مقالة في واجهة موقعك الأبرشي؟
كل من ينصح غيره في حقول التربية والأخلاق، عليه أن يكون أول المُتمسكين بفضائل الأخلاق والتربية. وهنا لابُد أن نُؤكد بأن السلوك السيئ هو إنحراف وليس تصويب، هو غلطة لأنها تركت آثاراً سلبية على نفوس إخوتك وشعبك، والكثيرين انتقدوا هذا الأسلوب الهدّام لأنه ليس من أجل التصحيح بقدر ماهو ذم وقذف وتشهير ليس لمن تقصده وهو شماس قدير، وإنما الى عمّه الكاهن والى أفراد عائلته الكبيرة وعشيرته وهو من بلدتك "يمّي دسورايي". وبدلاً من أن تربح وتكسب البعض فقد خسرت والى الأبد بهذا الموقف وهذه العجلة.
 حسناً عملت البطريركية بعدم نشر مقالتك بين المقالات الأخرى وهكذا عملت مع عدّة كُتاب لا يلتزمون بقواعد النشر.
مقالة الكاتب الثاني وهو يتحدث عن العدو ويقول في العنوان: عدو الكلدان.....
الكلام الجارح والباطل على هذا وذاك وما يقوم به البعض من أمثالك، ليست من أخلاق المسيحيين والسبب حتى لو كان فلان عدوّك فالأيمان يأمرك ويفرض عليك بأن تحبه وتحترمه إذا أنت مسيحي مؤمن بما يقوله الرب. هل تتصور بأن الرعاة يفرحون بما كتبته؟ رُبما البعض، وإلا، ما كانوا يسمحون بنشرها في مواقعهم. كلماتك كلّها إهانة وبالتالي تنعكس سلبا عليك وعلى كُل الذين يكتبون هكذا مقالات مع الأسف. أين أنت وتعاليم المسيح الذي يقول إحبوا بعضكم بعضاً؟
لعلمك اخي الكاتب، في الدولة الديمقراطية لا يوجد فرق بين هذا وذاك إلا من ناحية الأخلاص والتفاني بالعمل ومن يتكلم عن الطائفة والقومية يُحتقر جدا ويُحاسبهُ القانون وخاصة أنت في أمريكا. علينا التكاتف والتلاحم ولا نصبح مثل الآخرين الذين مع الأسف بدأوا في تخريب العراق وتمزيقه بالحصص الطائفية والأثنية. هل تسمح أنتَ أن نزول وننقرض من بلدنا بأية حجة كانت؟ وماذا استفاد شعبنا من المناصب سابقا حتى نستفاد من هذا المنصب؟ من حق الآخرين إن كانوا مسيحيين أو غيرهم في نفس المنصب، فماذا تقول لهم؟ الديوان ليس حكراً على طائفة، الأثنين من الكلدان، وكل واحد له جماعة ومعارف وللأسف خلقت البطريركية صراعاً جديداً بين الكلدان أنفسهم، لقد بدأ البعض بالأحاديث الغير لائقة وكلّ ذلك هو من أجل التفتيت والتجزئة أكثر وأكثر والآخرين يضحكون علينا لأنهم يرغبون في تفرقتنا وفصلنا الواحد عن الثاني. كُنت أتمنى أن لا أقرأ هكذا بيان من البطريركية وهي بمقام الراعي الأول والصالح. أتمنى أن تأخذون مائة منصب وليس هذا فقط، وثُمّ ماذا؟ هل سيعيدون لكم امبراطوريتكم وارضكم؟
 حسناً عملت البطريركية بعدم نشر هكذا مقالة للكاتب الثاني لكي يعرف بأن الأيمان يجب أن ينتصر وكل من يرغب في التشويه والتخريب بين أفراد الشعب الواحد عليه أن يتعلم أصول الكتابة وهذا هو درس لكل من يتلاعب من أجل المصالح وينكر جزء من كيانه وشخصيته.
الكاتب الثالث ولدغات الثعابين
الله الله الله على هذه التعابير التي تنعكس عليك قبل غيرك، لماذا يا أخي؟ هل ترتاح عندما يقول عليك أحد الأشخاص بأنك حية أو ثعبان؟ وخاصة أنت مشهور في الطعن والتجريح في كتاباتك، كان الأفضل لك أن توضّح هل كانت اللدغة سامة أم لا، وهل تسمّم البعض، وما هو حجم التسمم وماذا كانت نوعية الثعبان وغير ذلك، انها امور مُحزنة حقا لشعب سينقرض وكُل الكتاب هُم خارج الوطن وحاملي الجنسيات الأجنبية ويتباهون بجوازاتهم وقومياتهم الجديدة.
وحسناً عملت البطريركية مع الكاتب الثاث بعدم نشرها لهكذا مقالة في موقها وهي اشارة لكي يتعلم هذا الكاتب وغيره أدب الكتابة وأخلاقها، ويبقى السؤال: كيف ومتى يتعلم هكذا إنسان؟

الخلاصة:
الرعاة الأعزاء، أين دوركم وكباشكم تتناطح في ملعب الثيران؟ إقرأوا حديث النبي حزقيال 34 : 18 " حتى لا تؤكل غنمكم وتصبحون رعاة بلا غنم!
مسعود هرمز النوفلي
23/1/2012

11
الأخ المشرف على المنبر الحر المحترم

بعد التحية
الرجاء من عندكم عندما تنقلون مقالة من منبر الى آخر إعلام القراء الكرام بذلك أو وضع شروط لكي نفهمها،
أما إذا عندكم رأياً آخر فيرجى التوضيح وشكراً لكم.
المقالة التي وضعتها هي:
هل هو تجديد أم عودة الى كنيستنا المشرقية؟
لقد تم نقل هذه المقالة الى قسم الروحانيات لكي يعلم القراء الأعزاء والمهتمين في الموضوع لأنه مهم جدا ويخصُّ الطقس الكنسي والتجديد والأشخاص المسؤولين عنه وشكراً .
المقالة على الرابط التالي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,555963.0.html

12

كيف يُفرّق ألأب بين أبناء رعيّته؟ أسود وقطط
كلام قصير رُبّما نستفاد منه في الحديث المتوازن لأبناء الرعية الواحدة ومن أجل وحدتها وتماسكها.
يُعتبر ما كتبه لنا في المواقع الأستاذ الدكتور ليون برخو ، الدليل والطريق والمنهج الى كل أبناء شعبنا الذين إكتووا عبر التاريخ القريب والبعيد من دون حق، وأسفاً شديدا لما يُعانيه هذا الشعب الجبار الذي سيُقلع من أرضه الى غير رجعةٍ، حيث كُل البوادر تُشير الى تعاظم الهجرة وتزايدها والله يكون في عوننا.
أسباب الهجرة معروفة للجميع وأسباب عدم وحدتنا أيضاً أصبحت مكشوفة وخاصة بين المؤمنين بالسياسة إن كانوا في الداخل أو في الخارج، ولكن أن يأتي كاهن ليُفرّق بين أبناء رعيته المُهجّرة الواحدة في بلد أجنبي، فهنا من حقنا أن نتوقف ونسأل ونُناقش، ومن الواجب على كل مؤمن أو غيره إبداء رأيه في مثل هذه الأمور الهدّامة التي تُفرّق بدلاً من أن تجمع وتوحّد.
الكلام الذي ورد على لسان الأب نوئيل الراهب بتشبيهَهُ وقوله بأن كل من يُخالفهُ الرأي هو من القطط (قطواثا)!، والآخرين هُم الأسود وهو في مؤتمر... عندما قرأته اندهشت وتألمت بحسرة لهذه الأقوال الخائبة. بعد أن قرأت ذلك في مقالة الأستاذ الدكتور ليون، راجعت المصدر والحديث المذكور وسمعته بإذني وأتضحت لي أمور أخرى غير مُحبّذة للأسف وهو كما يدّعي في مركز اعلامي مهم.
لنتعرّف قليلاً على صفات الحيوانات التي ذكرتها:
1- صفات الأسد معروفة ومنها الشجاعة والجُبن في نفس الوقت، أي أن الأسد يخاف ويفزع من صوت الديك، ويخاف من صوت القطة، ويكون مُتحيّرا لا يعرف ماذا يعمل عندما يّشاهد النار أو الحريق.
2- الأسد غير أليف ووسخ، يأكل فريسته وينهشها من غير مضغ وهو ملك الغابة، لا تطيعه الحيوانات وإنما تخاف منه وتتجنّبه وتبتعد حتى لا تقع في فريسته.
3- القط حيوان أليف ويُعتبر أكثر شعبية من حميع الحيوانات المنزلية في العالم.
4- القطط ليس لها أية أذيّة على البشر بعكس الأسد القاتل الشرس.
5- القطط نظيفة جداً بحيث تقوم بالأستحمام وتقوم القطة بلعق نفسها وتنظيفها بالأضافة الى تنظيف غيرها وأحياناً حتى البشر.
6- القطط تعتمد على نفسها في الأكل عكس الأسود آكلي اللحوم.
تطرّقتُ الى بعض الصفات لكي أقول الى الأب الفاضل بأنك قسّمْت شعبك الى نوعين أو مجموعتين كما تُسمى في الرياضيات، الأسود والقطط ، وهذا التشبيه هو في غير مكانه ونحن نُعاني الكثير والمؤلم والضربات الموجعة إن كانت في الأيمان أو الحياة الأجتماعية. كل مجموعة حيوانية لها صفات ممتازة وصفات أخرى عكسها، وهل تعلم أيها الأب ان القطة عندما تقضي حاجتها تلتفت يميناً ويسارا ولا تترك المكان إلا وقد غطّت (تكرم) نكَاستها في التراب وهذا يدل على ادبها الذي خصّه بِها الخالق. هل يقوم الأسد بذلك أم يقضي حاجته في أي مكان وكيف ما كان؟
وأخيراً ، أنت قسّمْت شعبك وفي رعيتك وكنيستك بالذات بضمنهم الرعاة، وأنت تعرفهم جيداً الى قسمين، والسؤال لك: هل لك أسماء أخرى لحيوانات أخرى تخص بعض فئات شعبنا؟ حتى يصبح الشعب ثلاثة أو أكثر بحسب مفهومك ورأيك. هل نقتدي في أمثلتك ونتحاور الى حد التقاتل؟ هل حرية الرأي التي تعلّمتها في بلدك الأجنبي تجعلك تخترع بحث جديد أم ماذا؟
مسعود هرمز النوفلي
25/10/2011

13
الأتكاء على مفاهيم غير دقيقة في خطابات البعض

هل من الصحيح توظيف إسم الرب يسوع له المجد وأمه مريم خدمة لأهداف خاصة؟ هل يجوز أن نعطي مفاهيم جديدة عن اللغة التي تكلمت بها أمنا مريم العذراء؟ هل الغاية في قلب المفاهيم المُثبتة تاريخياً هي ترويض الشعب أم تلويث الأفكار؟ لماذا السكوت عن البعض الذي يقوم باقحام الأسماء الخاصة بالأيمان من أجل غايات أصبحت مكشوفة؟
تساؤلات كثيرة خطرت في بالي وأنا أقرأ ما ذكره أحد رجال الدين بأن أمنا مريم العذراء كانت تتكلم الكلدانية، اللغة الآرامية. لا أعلم من أين أقحَمَ الكلدانية بجانب الآرامية ومن أي مصدرٍ استقاها وما هو الدليل على الأدعاء. المصدر التالي قرأته بالأنكليزية واليكم ما تفوّه به بالضبط:
When the angel of the Lord appeared to Mary, he did not greet her in Latin or Greek. He greeted her in the language she could understand and that was the Chaldean, the Aramaic language. This is the language that the Jews brought back with them after their exile in Babylon. This is our treasure and we are to preserve it.
 
Sr. Tarbytha Mariam
"Totus Tuus Ego Sum, Maria."
Chaldean Media Center
المصدر:
http://www.kaldaya.net/2011/News/10/Oct17_E2_%20LanguageofourMotherCountry.html

هل يجب من الآن فصاعداً أن نُعلّم أولادنا وبناتنا بأن أمنا مريم كانت تتكلم الكلدانية؟ لنقرأ عن أمنا مريم ولغتها في ذلك الزمان ومن المصادر الكاثوليكية التالية:
المصدر:
http://www.catholicplanet.com/TSM/NT-Jesus.htm
والمصدر الآخر هو الموسوعة الكاثوليكية:
http://www.newadvent.org/cathen/15464b.htm

هل وجدْتَّ أيها الأب الفاضل الكلمة الواحدة، الكلدانية، كما تدعي؟
أحد الأخوة ذكر قبل أكثر من سنة بأن الرب يسوع المسيح له المجد كان كلدانياً. هذا الأخ قد نسي تماماً بأن قوله هذا قد جرّد الرب من إلوهيته وجعله إنسانا ومخلوقاً مثلنا في الوقت الذي هو كائنٌ قبل كل الخلائق كما كشف بنفسه لنا والى العالم أجمع في انجيله المقدس عندما قال في " إنجيل يوحنا 8 : 58:
الحق الحق أقول لكم: قبل أن يكون ابراهيم أنا كائنٌ" .
الى هذا اليوم العلماء في حيرة من أسم أور ومن تفسيرها ومن شخصية ابراهيم كذلك، فكيف يحق لنا وصف الرب يسوع بأنه كلداني، وابراهيم بأنه كلداني، وامنا مريم تكلمت مع الملاك بالكلداني؟ بقي أمراً واحد فقط بأن تقولون بأن النبي موسى قد تكلم مع الله بالكلداني والملائكة يتحدثون الكلداني! لأن أحدهم تحدث مع أمنا مريم بالكلداني!! وتكون تلك الخاتمة!!!
هل تعلم أيها الأب الفاضل بأية لغة تحدثت أمنا مريم عند تقديم الرب في الهيكل؟ وفي أية لغة تكلمت مع الملوك المجوس وقت التهنئة في بيت لحم؟ وفي أية لغة تكلّمت مع خالتها ايلشباع؟ وأسئلة كثيرة نتمنى أن نفهمها لنستفاد مع الشكر مقدماً.
الأتكاء على الأسماء المقدسة والمفاهيم الأيمانية يجب أن يكون دقيقاً، وليس من أجل غايات زمنية وأهدافاً أخرى. أنت الذي يجب أن تُعلّمنا الدقة والصحة، أليس كذلك؟
مسعود هرمز النوفلي
22/10/2011

14
فوائد إستحداث المحافظة في العراق وهيكلها التنظيمي
مقدمة
وقع إختياري على إحدى المحافظات العراقية الصغيرة كنموذج لتعريف المواطن بالهيكل التنظيمي والأداري المُثبّت في القوانين وعدد الوظائف التي يُمكن أن تُعلن من خلال استحداث محافظة عراقية جديدة.
محافظة صلاح الدين نموذجاً
الرجوع الى الرابط التالي الخاص بهيكلية المحافظة وأقسامها الأدارية
http://www.sdgover.org/
1- المحافظ ويرتبط به كلِّ من:
أ-  مكتب المحافظ المؤلف من: الأدارة، المتابعة، البريد، والسكرتارية.
ب- النائب الأول للمحافظ.
ج- النائب الثاني للمحافظ.
د- شؤون المواطنين من الأمور الخاصة بالمتابعة والمقابلات والشكاوي.
ه- هيئة المستشارين بإدارتها ومتابعتها والدراسات والبحوث.
و- التدقيق ويشمل: تدقيق حسابات تنمية الأقاليم، وتدقيق حسابات الموازنة التشغيلية.
ز-  معاون المحافظ لشؤون الأمن الخاص بقوة الحماية وشؤون النازحين والمعلومات والأتصالات.
ح- القسم القانوني المُختص بالتشريعات والدعاوي وشؤون اللجان.
2- ديوان المحافظة الذي يتكون من أقسام ومسؤوليات النواب والمعاونين ومكاتبهم وكما يلي:
أ- قسم الهندسة الخاص في:
التدقيق الهندسي، المتابعة الألكترونية، التصاميم والدراسات، والمشاريع.
ب- مركز تكنلوجيا المعلومات الذي يتألف من: الأنترنيت، الأنظمة، الصيانة، الحكومة الألكترونية، والهويات.
ج- قسم العقود الخاص بالتعاقد، الحفظ والأرشيف الألكتروني، والمتابعة.
د- قسم الحسابات ويتفرع الى:
الرواتب، تشغيلية، تنمية، الموارد المالية، المخازن، ومتابعة المشاريع المالية.
ه- قسم الأعلام والعلاقات العامة ويشمل:
الشؤون الثقافية: المؤتمرات، والمهرجانات. والأعلام. والعلاقات العامة التي تتتفرع الى: الترجمة، الرخص والأجازات، والتشريفات.
و-  إدارة الموارد البشرية وتنقسم الى:
البيانات والأضابير الشخصية، شؤون الموظفين، التقاعد، التدريب والتطوير، التوظيف والملاك، وتخطيط الموارد البشرية والدراسات والتنمية.
ز- قسم الأملاك الخاص بالأيجارات والمقالع.
ح- قسم شؤون المحافظات.
ط- قسم الخدمات الأدارية( الصيانة، الحدائق، التنظيفات، الآليات).
ي- دائرة الموارد البشرية(مركز التدريب التقني) الخاصة بمركز نظم المعلومات الجغرافية.
3- السادة المعاونون
أ- معاون المحافظ لشؤون النفط والطاقة.
ب- المعاون الفني وترتبط به كلِّ من:
السكرتارية، مديرية التخطيط العمراني، مديرية التخطيط والمتابعة، مديرية الماء، مديرية المجاري، مديرية البلديات، و قسم الهندسة كما هو مذكور في الفقرة 2 أ  اعلاه.
ج- المعاون الأمني وترتبط به كل من:
الأدارة، الأستعلامات، السكرتارية(أتصالات المحافظة وقوّة الحماية)، المتابعة(شؤون النازحين والمعلومات).
د- المعاون الأداري وترتبط به كل من:
السكرتارية، الأملاك(الأيجارات والمقالع)، الخدمات المحلية، التعويضات(تعويض الممتلكات وتعويض الشهداء والجرحى)، المكتبات( المكتبات العامة في أقضية المحافظة).
ه- معاون المحافظ لشؤون التخطيط.
4- السادة المستشارون المُختصون في الأدارة والمتابعة والدراسات والبحوث كلِّ في أختصاصه وكما يلي:
أ- مستشار المحافظ للشؤون الزراعية.
ب- مستشار المحافظ لشؤون الخدمات.
ج- المستشار الأعلامي.
د- مستشار المحافظ  للشؤون الفنية.
5- السادة النواب:
أ- النائب الأول ومكتبه ومسؤولياته في الأقسام أعلاه فيما يتعلق بالجوانب الأدارية من عملها.
ب- النائب الثاني ومكتبه ومسؤولياته في الأقسام أعلاه فيما يتعلق بالجانب الفني من عملها.
6- المكتبات: مكتبة الشرقاط، مكتبة بيجي، مكتبة تكريت، مكتبة سامراء، ومكتبة الدجيل.
7- دوائر أخرى: مديرية مرور صلاح الدين، مركز نظم المعلومات الجغرافية، دوائر المجاري، البلديات، مجلس المحافظة، و دوائر الماء.
8- قئممقاميات الأقضية وتشمل:
الأدارية، المالية، القانونية، الفنية، و شؤون النواحي .
9- مديريات النواحي تتكون من:
الأدارية، المالية، الفنية، والقانونية .
أعداد وأرقام شاغلي الوظائف في المحافظة:
وفق قانون المحافظات غير المنتظمة في اقليم رقم(21) لسنة 2008 يتكون هيكل واقسام المحافظة والمديريات التابعة لها كما هو مُوضح أعلاه، وأما شاغلي المناصب فأن عددهم يتكون من الأرقام التالية وبحسب المصدر المذكور كالآتي:
عدد شاغلي منصب وكيل وزير (1).
عدد شاغلي منصب مدير عام (10).
عدد شاغلي منصب معاون مدير عام (21).
عدد شاغلي منصب مدير قسم (19).
عدد شاغلي منصب معاون مدير قسم (19).
عدد شاغلي منصب مدير شعبة (145).
خلاصة الأرقام الوظيفية والتعيينات للمحافظة الجديدة مقارنة مع هذه المحافظة
1- عندما نجمع الرقم الكلي الخاص بشاغلي المناصب، إبتداءاً من منصب المحافظ وحتى منصب مدير شعبة، فأن المجوع يكون 215 درجة وظيفية.
2- لو نفرض بأن لكل مدير شعبة هناك 10 أفراد تحت أمرته على أقل تقدير، عندها يكون المجوع الثاني حوالي 1450 درجة وظيفية.
3- نستطيع أن نضيف 100 درجة وظيفية للعمال والمنظفين والسواق بالأجور اليومية، وكذلك الحرس الخارجي، وهو بأعتقادي قليل جداً الى بناية المحافظة وحمايتها وصيانتها وإدامتها وليكُن كذلك.
4- بجمع الأرقام أعلاه سوف نحصل على الرقم 1765 درجة وظيفية على أقل تقدير، أما الرقم التخميني الأعلى فهو أكثر من 2000 درجة وظيفية بتقديري، وبهذا ستكون التعيينات كثيرة ومتنوعة.
الفوائد والأيجابيات عند استحداث المحافظة التي ستتشابه مع المحافظة المذكورة
1-عندما تعلن الدولة 2000 درجة وظيفية شاغرة أو أكثر ومن جميع الأختصاصات من أجل أستحداث محافظة واحدة كأن تكون القرنة أو تلعفر أو سور نينوى او سهل نينوى، فكم من أبناء شعبنا ينتعشون ويفرحون مع عوائلهم المنكوبة وخاصة العاطلين عن العمل؟
2- عند أعلان تأسيس المحافظة الجديدة، سوف يتبعها مباشرة أعلانات وظيفية أخرى في الأقضية والنواحي التابعة للمحافظة، وأعداد تلك الوظائف سيكون أكثر من أعداد هيكلية المحافظة، وبعبارة أخرى سوف تكون هناك وظائف جديدة وتعيينات ما لايقل عن 2000 وظيفة أخرى، فكم يا تُرى سوف يتوظف ويعمل مَنْ لا عمل لهُ؟
3- هناك فوائد خدمية واقتصادية كثيرة للشعب عند خلق محافظة بالقرب من مناطق سُكناهم، رٌبما تُختصر النفقات للتنقلات والوقت اللازم الى النصف أو أكثر، أليس الأفضل لأبناء الشعب أستحداث محافظة جديدة؟
4- المحافظة سوف تتبنى فتح المدارس والجامعات والمستشفيات التخصصية التي تفتقر اليها مناطق كثيرة في العراق، وكذلك تحسين الخدمات والنقل والطرق والجسور وتطوير الزراعة والصناعة والحرف اليدوية المشهورة والثروة الحيوانية والسياحة والآثار التاريخية والأعمار والسكن وجميع المشاريع الضرورية كالماء والطاقة والأتصالات وغيرها. فكم من الوظائف سوف تُستحدث لأبناء الشعب يا تُرى؟ بالتأكيد سيكون الرقم كبير جداً وعندها سوف تتوضح الأمور عند الجميع، وخاصة الرافضين لفكرة استحداث محافظة او محافظات جديدة. وأعتقد أن كل من رفض الفكرة سوف يُعيد النظر برأيه عندما يرى ان كل محافظة مُستحدثة تجمع كل العراقيين في أية رقعة جغرافية من العراق وستكون لها ميزانية مُثبتة في القانون. الله يوفّق كل من يسعى لخدمة الشعب وتطلعاته.
 ولكي تستكمل الفكرة والأيجابيات، أضع بعض الأرقام للأطلاع عليها من ميزانيات المحافظات الصغيرة.
ميزانية العراقي وبعض المحافظات
تبلغ حصة المواطن العراقي من الميزانية شهرياً 204 دولار وحصة العائلة العراقية من الموازنة السنوية 16646 دولار، المصدر http://www.almowatennews.com/news.php?action=view&id=12798
أما ميزانية وحصص بعض المحافظات السنوية ومن المصادر الرسمية فهي كالآتي:
1- ميزانية محافظة ديالى للعام الحالي تبلغ 122 مليار دينار عراقي.
2- تبلغ حصة النجف من الميزانية 100 مليار دينار عراقي.
3- ميزانية محافظة بابل للعام الحالي تبلغ 147 مليار دينار عراقي.
4- محافظة ميسان حصتها من الميزانية 272 مليار دينار عراقي.
5- ذي قار تستلم 169 مليار دينار عراقي.
المصدر
http://www.alrafedein.com/news_view_45.html
لنتأمل قليلاً بالميزانية التي ستُخصّص الى المحافظة الحديثة، فكم ستنتعش المنطقة وتزدهر بالمبلغ القادم اليها؟ ولهذا أتمنى أن يسرع جميع المسؤولين المخلصين من أجل استحداث محافظات جديدة في كل أنحاء العراق، من أجل التطوير والقضاء على البطالة وخدمة الشعب بكافة أطيافه.
وفي الختام نستنتج بأن المحافظة هي لكل العراقيين الأخوة في المواطنة وليست لها علاقة  بأي أسمٍ ديني كما يُروّجه البعض لغايات لا تخدم المصلحة العامة. كذلك يجب أن لا ننسى بأن هؤلاء لا يرغبون باستحداث محافظات جديدة بحجج مختلفة لأن انشاء أية محافظة سوف يؤثر على ميزانيتهم. وشكراً للقارئ الكريم.
مسعود هرمز النوفلي
1/9/2011


15
الأخوة الأعزاء جميعاً
زيادة السكان تتطلب خلق محافظات جديدة بأستمرار

عندما نعود قليلاً الى الوراء ونقرأ عن تأسيس الدولة العراقية، نلاحظ بأن العراق الحالي كان مُقسماً الى ثلاث ولايات(محافظات)، وهي بغداد والموصل والبصرة فقط، وكانت نفوس العراق حوالي 3 ملايين نسمة، وبعد التوسع الطبيعي في زيادة السكان أصبحت المحافظات العراقية 14 محافظة للسكان البالغ عددهم ثمانية ملايين وربع المليون نسمة تقريباً، وهكذا فأن الزيادة في السكان تتطلب خدمات ادارية كثيرة في مختلف نواحي الحياة الأقتصادية والصحية والتدريبية والتدريسية والعمرانية وحتى الأيمانية وغيرها الكثير والكثير. وفي سبعينيات القرن الماضي أصبح عدد المحافظات العراقية 18 وهي الباقية حالياً، وكان عدد النفوس حوالي أثنا عشر مليون ونصف المليون نسمة، أي نحن أمام 40 سنة ولم نرى استحداث محافظة جديدة بالرغم من الزيادة الهائلة والسريعة للبشر في البلد الذي أصبحت نفوسه أكثر من ضعفين ونصف عن السابق. لماذا هذا التأخير في استحداث المحافظات الجديدة؟ ولمصلحة مَنْ؟
لو نظرنا الى العالم وأخذنا من بلدانها أمثلة ونماذج نلاحظ ما يلي:
1- الجزائر في سنة 1965م كانت مُقسّمة الى 15 ولاية(محافظة) وارتفع عدد الولايات الى 31 في سنة 1974م، ونتيجة للزيادة في السكان وصل عدد الولايات الحالي الى 48 ولاية (محافظة).
2- الأردن يتكون من 12 محافظة بالرغم من نفوسه القليلة جدا مقارنة بالعراق.
3- سورية مُقسمة حاليا الى 14 محافظة وقد كانت في سنة 1946م تسع محافظات فقط، وفي السنوات اللاحقة وبالتحديد في 1954 و1960 و1962 و1964 و1972 تم استحداث محافظات جديدة فيها.
4- تنقسم تايلاند الى 76 محافظة نتيجة الى التقسيم الجغرافي وطبيعة البلد وهذا الرقم وصل بالتدريج الى ما هو عليه الحال الآن.
نستنتج من الأمثلة والأرقام التي أعطيتها بأن انشاء أو استحداث محافظات جديدة لابُد منه وهو أمر طبيعي جداً لأمورٍ كثيرة ومتشعبة لا داعي لشرحها. ولهذا من الأفضل الى العراق الذي يسكنه أكثر من 30 مليون نسمة زيادة التقسيمات الأدارية التي نحن بحاجة ماسة لها، وبأعتقادي ستكون فرحة عظيمة الى أغلب العراقيين عند زيادة عدد المحافظات للمردودات الأيجابية وفرص العمل المُستحدثة والتي ستكون بالآلاف في كل المناطق التي تظهر فيها محافظة جديدة، بالأضافة الى الخدمات والصحة والتعليم والبناء والزراعة والصناعة والتنقيب والآثار وغير ذلك الكثير.
أحدى المحافظات المطروحة للمناقشة محافظة سور نينوى
للأسف الشديد يطرح بعض الأخوة خطاً محافظة الأقليات أو المحافظة المسيحية. المحافظة هي عراقية ومن جميع العراقيين واليهم ولهُم، فلماذا تطلقون التسميات الغير لائقة لتشويه المعنى وقتل الغايات الأساسية لأستحداثها؟ محافظة سور نينوى إن أُستحدثت ستكون هدية الى العاطلين عن العمل من كل شرائح المجتمع ومنهم الكثيرين من ابناء شعبنا ولِمَ لا؟ لو القينا نظرة بسيطة الى الهيكل الأداري الى أية محافظة سوف نتعجب بالوظائف والدوائر التي ستُشرّع لخدمة المواطنين في كل نواحي الحياة، وفي الحقيقة إذا تم استحداث المحافظة ستكون لدينا أعمال لا حصر لها وهذا ما نتمناه الى إخوتنا جميعاً من جميع الطوائف. وهكذا يكون الحال لو استحدثت محافطة اخرى في القرنة أو تلعفر أو غيرها من المناطق ولتصبح محافظات العراق 30 مثلاً فما هو الضرر؟ لننظر مرة اخرى الى الأمثلة التي طرحتها أعلاه، هل استحداث محافظة يؤدي الى تقسيم العراق كما قال أحد الأخوة؟ الجواب كلا وألف كلا ، المحافظة الجديدة أينما كانت سوف تمتص الكثير من المشاكل الحالية وفي المقابل ستزدهر المنطقة وتنتعش بالموارد التي تُخصصها الحكومة المركزية لها. البلد الآن مُقسّم الى 18 جزء وهو تقسيم اداري لا غير ومن الأفضل ان تكون هناك محافظات جديدة أخرى وهذا لا يعني أي تقسيم أو تجزئة للعراق وإنما العكس فان أستحداث المحافظات الجديدة سيكون تقوية اللحمة والأواصر كما كان الحال في السابق والآن. الدولة الأتحادية بمحافظاتها لها السيادة المطلقة والعلم والأقتصاد والبنوك والدفاع والسياسة الخارجية والنشيد الوطني وهي القائدة في أمور استراتيجية، فما هي المخاوف من التقسيم عند خلق محافظة جديدة؟ الدول الأتحادية مثل الولايات المتحدة والهند وسويسرا وغيرها، كُلّها متوحدة مع أجزائها وولاياتها أو محافظاتها وليست مُقسّمة أبداً وهذا هو الحال، فلماذا نخاف ونتكلم بالضد من تشكيل جديد؟ بعض الكُتاب والمسؤولين ولغاية في نفوسهم يطلقون على المحافظة بالمحافظة المسيحية من أجل تشويه سمعتها مع الأسف. انهم يتوقعون بأحاديثهم وتبريراتهم بأن الشعب يفهمهُم وكأنهم الحريصين على وحدة العراق وغيرهم العكس.
 الشعب بدأ يفهم أين هي مصلحته بالرغم من الأصوات الشاذة هنا وهناك والدليل الأستفتاء الشعبي الذي يقوم به موقع عنكاوا والنسبة العالية جدا من المؤيدين لأنشاء المحافظة. ولو يعلم شعبنا كم هي الفوائد المُستحصلة من انشاء محافظة جديدة يتعجّب ويرغب في المزيد وتصعد نسبة المؤيدين الى 90%.

16
زيادة السكان تتطلب خلق محافظات جديدة بأستمرار

عندما نعود قليلاً الى الوراء ونقرأ عن تأسيس الدولة العراقية، نلاحظ بأن العراق الحالي كان مُقسماً الى ثلاث ولايات(محافظات)، وهي بغداد والموصل والبصرة فقط، وكانت نفوس العراق حوالي 3 ملايين نسمة، وبعد التوسع الطبيعي في زيادة السكان أصبحت المحافظات العراقية 14 محافظة للسكان البالغ عددهم ثمانية ملايين وربع المليون نسمة تقريباً، وهكذا فأن الزيادة في السكان تتطلب خدمات ادارية كثيرة في مختلف نواحي الحياة الأقتصادية والصحية والتدريبية والتدريسية والعمرانية وحتى الأيمانية وغيرها الكثير والكثير. وفي سبعينيات القرن الماضي أصبح عدد المحافظات العراقية 18 وهي الباقية حالياً، وكان عدد النفوس حوالي أثنا عشر مليون ونصف المليون نسمة، أي نحن أمام 40 سنة ولم نرى استحداث محافظة جديدة بالرغم من الزيادة الهائلة والسريعة للبشر في البلد الذي أصبحت نفوسه أكثر من ضعفين ونصف عن السابق. لماذا هذا التأخير في استحداث المحافظات الجديدة؟ ولمصلحة مَنْ؟
لو نظرنا الى العالم وأخذنا من بلدانها أمثلة ونماذج نلاحظ ما يلي:
1- الجزائر في سنة 1965م كانت مُقسّمة الى 15 ولاية(محافظة) وارتفع عدد الولايات الى 31 في سنة 1974م، ونتيجة للزيادة في السكان وصل عدد الولايات الحالي الى 48 ولاية (محافظة).
2- الأردن يتكون من 12 محافظة بالرغم من نفوسه القليلة جدا مقارنة بالعراق.
3- سورية مُقسمة حاليا الى 14 محافظة وقد كانت في سنة 1946م تسع محافظات فقط، وفي السنوات اللاحقة وبالتحديد في 1954 و1960 و1962 و1964 و1972 تم استحداث محافظات جديدة فيها.
4- تنقسم تايلاند الى 76 محافظة نتيجة الى التقسيم الجغرافي وطبيعة البلد وهذا الرقم وصل بالتدريج الى ما هو عليه الحال الآن.
نستنتج من الأمثلة والأرقام التي أعطيتها بأن انشاء أو استحداث محافظات جديدة لابُد منه وهو أمر طبيعي جداً لأمورٍ كثيرة ومتشعبة لا داعي لشرحها. ولهذا من الأفضل الى العراق الذي يسكنه أكثر من 30 مليون نسمة زيادة التقسيمات الأدارية التي نحن بحاجة ماسة لها، وبأعتقادي ستكون فرحة عظيمة الى أغلب العراقيين عند زيادة عدد المحافظات للمردودات الأيجابية وفرص العمل المُستحدثة والتي ستكون بالآلاف في كل المناطق التي تظهر فيها محافظة جديدة، بالأضافة الى الخدمات والصحة والتعليم والبناء والزراعة والصناعة والتنقيب والآثار وغير ذلك الكثير.
أحدى المحافظات المطروحة للمناقشة محافظة سور نينوى
للأسف الشديد يطرح بعض الأخوة خطاً محافظة الأقليات أو المحافظة المسيحية. المحافظة هي عراقية ومن جميع العراقيين واليهم ولهُم، فلماذا تطلقون التسميات الغير لائقة لتشويه المعنى وقتل الغايات الأساسية لأستحداثها؟ محافظة سور نينوى إن أُستحدثت ستكون هدية الى العاطلين عن العمل من كل شرائح المجتمع ومنهم الكثيرين من ابناء شعبنا ولِمَ لا؟ لو القينا نظرة بسيطة الى الهيكل الأداري الى أية محافظة سوف نتعجب بالوظائف والدوائر التي ستُشرّع لخدمة المواطنين في كل نواحي الحياة، وفي الحقيقة إذا تم استحداث المحافظة ستكون لدينا أعمال لا حصر لها وهذا ما نتمناه الى إخوتنا جميعاً من جميع الطوائف. وهكذا يكون الحال لو استحدثت محافطة اخرى في القرنة أو تلعفر أو غيرها من المناطق ولتصبح محافظات العراق 30 مثلاً فما هو الضرر؟ لننظر مرة اخرى الى الأمثلة التي طرحتها أعلاه، هل استحداث محافظة يؤدي الى تقسيم العراق كما قال أحد الأخوة؟ الجواب كلا وألف كلا ، المحافظة الجديدة أينما كانت سوف تمتص الكثير من المشاكل الحالية وفي المقابل ستزدهر المنطقة وتنتعش بالموارد التي تُخصصها الحكومة المركزية لها. البلد الآن مُقسّم الى 18 جزء وهو تقسيم اداري لا غير ومن الأفضل ان تكون هناك محافظات جديدة أخرى وهذا لا يعني أي تقسيم أو تجزئة للعراق وإنما العكس فان أستحداث المحافظات الجديدة سيكون تقوية اللحمة والأواصر كما كان الحال في السابق والآن. الدولة الأتحادية بمحافظاتها لها السيادة المطلقة والعلم والأقتصاد والبنوك والدفاع والسياسة الخارجية والنشيد الوطني وهي القائدة في أمور استراتيجية، فما هي المخاوف من التقسيم عند خلق محافظة جديدة؟ الدول الأتحادية مثل الولايات المتحدة والهند وسويسرا وغيرها، كُلّها متوحدة مع أجزائها وولاياتها أو محافظاتها وليست مُقسّمة أبداً وهذا هو الحال، فلماذا نخاف ونتكلم بالضد من تشكيل جديد؟ بعض الكُتاب والمسؤولين ولغاية في نفوسهم يطلقون على المحافظة بالمحافظة المسيحية من أجل تشويه سمعتها مع الأسف. انهم يتوقعون بأحاديثهم وتبريراتهم بأن الشعب يفهمهُم وكأنهم الحريصين على وحدة العراق وغيرهم العكس.
 الشعب بدأ يفهم أين هي مصلحته بالرغم من الأصوات الشاذة هنا وهناك والدليل الأستفتاء الشعبي الذي يقوم به موقع عنكاوا والنسبة العالية جدا من المؤيدين لأنشاء المحافظة. ولو يعلم شعبنا كم هي الفوائد المُستحصلة من انشاء محافظة جديدة يتعجّب ويرغب في المزيد وتصعد نسبة المؤيدين الى 90%.
مسعود هرمز النوفلي
27/8/2011

17
تعقيب أخير بخصوص أسم أور وأبينا أبراهيم
الأخوة الأحبة جميعاً
تعقيباً على ما كتبتهُ اليوم ومن أجل تمام واكمال الفائدة الرجاء ملاحظة ما يلي:
لدينا في الكتاب المقدس نصّين وهما:
في سفر التكوين: " أور الكلدانيين"
وفي سفر التثنية: " كان أبي آرامياً تائهاً"
السؤال هنا إذا كان أبوه آرامياً ، لماذا لمْ يقول أور الآراميين؟
وإذا كان أبيه آرامياً بالتأكيد ولا نشك بالكتاب المقدس ، ماذا نستنتج من هذا؟
1- أن الأسم أور الكلدان صحيح مائة بالمائة وبدون شك في حالة وجود أكثر من قبيلة في أور من ضمنهم الآراميين. وكان موسى يتكلم الحقيقة عندما كتب سفر التثنية.
2- إذا نذهب الى اللغة وتفسير معنى أسم الكلدان ونقول انهم كانوا الأذكياء والعلماء ولهذا فأن مدينة أور كانت مدينة العلماء ووو
وبهذا من المحتمل كان فيها أجناس مختلفة من البشر وكان ابراهيم آراميا عالماً يسكن أور العلماء.
3- إذا نشك بأية آية لا سامح الله فإننا نشك بكتاب الله كُلّه وهذا بإعتقادي غير صحيح.
4- لو نعود الى تفاسير الكتاب المقدس في العربية والأنكليزية للآباء نلاحظ التأكيد بأن ابراهيم كان آرامياً.
5- وأخيراً من لديه قاموس المثلث الرحمة المطران العظيم أوجين منا، أقترح اليه بالرجوع الى هذا المصدر النادر الذي يأخذ الفعل ومن ثُم يشتق الكلمات منه أو من الأصل، كأن نقول بالعربية كتَبَ ، يكْتُب، أكتُبْ. من هذا الفعل نشتق كلمات مثل كُتّاب ، وكتُبة ، وكِتاب ، والكُتُبْ وغيرها، نفس الصيغة يأخذها المطران المرحوم أوجين منا وهي الصحيحة ونحن عندما نقوم بتدريس لغتنا العظيمة نذهب الى هذا القاموس ونبحث عن الفعل ومنه نشتق الكلمات.
أنظروا بالضبط ما هو مكتوب في القاموس:
نقرأ في قاموس المثلث الرحمة المطران العظيم أوجين منا في الصفحة 338  الآتي بالتطابق مع ماهو مكتوب
كلذايا - كلدانيّ - : فلكيّ ،عالم الأفلاك ، مُنَجّم ، عرّاف ، ساحر .
بَث كلذايي - الأمة الكلدانية. سكان بابل خاصة.
كلذايوثا - ارض الكلدانيين - : لغة الكلدانيين ،علم الأفلاك والنجوم ، تنجيم ،عرافة ، سحر .
كلذايي - كلدانيّون - : العلماء وارباب الدولة من اهل بابل واطرافها أو جيل من الشعوب القديمة اشهر اهل زمانهم في سطوة الملك والعلوم  وخاصة علم الفلك.
أخلِذ : رعى ، رصد النجوم ، نجّمّ ، كهّنّ.
كلْدي . كولدايا : رعى ، رصد ، نجّم.
انتهى الأقتباس من المعجم المطبوع في بيروت سنة 1975
كل الكلمات اعلاه مُشتقة من الفعل الأخير او الذي قبله من لُغتنا العريقة، الأصل هو الفعل ومنه تُشتق الكلمات كما مُوضّح ذلك .
شكرا لكل مُتابع مع تحياتي مرة أخرى، وهذا آخر تعقيب لي . رُبما المستقبل يكشف أمور مهمة أخرى ومن الكتاب المقدس وأرجو أن لا نخسر وقتنا في جدالات عفا عليها الزمن لأن بعد مجيء الرب أصبحت لنا حياة جديدة وهو الذي خلّصنا من الأوثان وانجيلنا وكتابنا المقدس كنز لنا وهو افتخارنا وكل الأسماء الأخرى زائلة. وفي الخلاصة مهما كان أبينا ابراهيم، فنحن نؤمن به وبرسالته السماوية لأنه هو الذي تعهّد مع الله وعهده لا يزول الى انقضاء العالم. وأخيراً لنكُن متواضعين لأننا لا نفهم أكثر من العلماء واللاهوتيين الكبار وآباء الكنيسة. الرب يحفظكم.

18
أمامكم 66 بحث عن أسم أور وليس أور بحد ذاتها
الأخوة الأعزاء
الباحث البرفسور يستند في بحثهِ على 65 بحث آخر مذكورة جميعها في متن البحث ومع مقالته يصبح الرقم 66 بحثاً أصيلاً منشورا في مجلات علمية.
كما قُلت في التعقيب قبل هذا بأن الأسم وآية واحدة في الكتاب المقدس خلقت كل هذه التناقضات حتى بين العلماء. أرجو أن نفهم عن ماذا يدور البحث، ولو تلاحظون العنوان هو " العلماء في حيرة من أسم أور وليس أور الكينونة . كل باحث يستند على بحوث اخرى لكي ينشر ويعمل وليس إعتباطاً أو بحسب أمور غير موثقة. أتمنى أن نستفاد من هؤلاء ومن جميع المصادر التي ذكرتموها، ولكن بشرط أن تكون مُعتمدة دولياً. المناقشة الهادئة مُفيدة لنا جميعاً وأشكر كل الأخوة الذين يتحاورون والرب يبارك في جهود الجميع. تحياتي لكم جميعاً. 

19
الأخوة الأعزاء

العالم وليام يؤكد وجود أور وليس العكس
العالم المذكور لا يقول أو ينفي بأن أور غير موجودة أبداً ، بل العكس هو الصحيح وأرجو منكم قراءة النص بالأنكليزي، المشكلة هي على الأسم الذي قالة موسى في الكتاب المقدس والتناقض الموجود، بين : هل ان ابراهيم هو آرامي أم كلداني؟ لماذاه ُم في حيرة من أمرهم؟ السبب وجود آيات صريحة في سفر التثنية تقول بان ابراهيم أو أسحق أو يعقوب مثلاً كانوا آراميين .
الكتاب المقدس هو كلمة الله والذي يشك بالكتاب المقدس يعني أنه يشك بالله لا سامح الله. ولهذا السبب هؤلاء العلماء يقولون لا يُمكن إلغاء آية أو تبديل نص مثلاً فيجب البحث والتنقيب في التاريخ والآثار وحتى الأسماء وتطور اللغات. وأخيراً أؤكد لكم بأن هذا العالم يُرسّخ وجود أور وشكراً.
“UR OF THE CHALDEANS” (GEN 11:28-31):
A MODEL FOR DEALING
WITH DIFFICULT TEXTS
William D. Barrick, Th.D.
Professor of Old Testament
Scholars are still puzzled over the appearance of “U r of the Chaldeans” in
Gen 11:28 and 31. Proposed solutions to the problem have either called it an
anachronism or an example of post-Mosaic textual updating, or else they hold that
Moses wrote the text just as it stands because he knew about the Chaldeans in his
day. This article offers linguistic, genealogical, and historical evidence in supporting
the last of these options. Linguistically, “Chaldeans” could be a later spelling of the
term KaÑdîm in Gen 11:28, 31, according to this option. This solution is consistent
with Moses’ knowing the Aramean origins of Abraham and his family as reflected in
Gen 10:22; 31:47; and Deut 26:5, but such origins have been issues that have been
open to debate. Genealogically, certain connections raise the possibility that the
Chaldeans were relatives of Abraham. Historically, the problem is that extrabiblical
references to the Chaldeans do not occur until the times of Ashurnasirpal II or III
(883-859 B.C.). Yet such is a problem only if one subjugates the early biblical (i.e.,
Mosaic) references to later secu lar texts. Secular sources need not have greater
authority than the Bible. Extrabiblical evidence itself has some hints that the
Chaldeans’ rise to power may have preceded the time of Moses. Though it is
impossible at this point to resolve the problem fully, the option supported by
linguistic, genealogical, and historical evidence best accords with one’s adherence
to the doctrine of biblical inerrancy.

20
العلماء في حيرة عن اسم أور الكلدان

مقدمة
ليس البعض من أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري وحدهم المُختلفين على منشأ وأصل أور الكلدان، وإنما علماء الكتاب المقدس الذين يعملون في اللاهوت وبالأخص الأختصاصيين في العهد القديم لهُم آراء مُتباينة. مِن هؤلاء العلماء والأساتذة البروفسور وليام باريك الذي كان قد نشر بحثاً قيّماً عن أور الكلدانيين حيث يقول " لا يزال العلماء في حيرة من أمرهم حول أور، وكيف ومتى بحسب ما هو وارد في الكتاب المقدس". البحث بعنوان "أور الكلدان نموذجاً للتعامل مع النصوص الصعبة".
لنقرأ باختصار خلاصة هذا البحث المذكور في اللغة الأنكليزية في المصدر أسفل هذه المقالة. أتمنى للعلماء وذوي الأختصاص والمُهتمين الأستفادة منه ومن جميع المصادر التي يعتمد اليها الباحث في هذا الموضوع المُهم حقاً.
كلمة مُختصرة عن البحث
يستند المؤلف عندما يتحدث عن أور الكلدانيين على الكتاب المقدس بِما يلي:
الكتاب المقدس يقول في سفر التكوين 11 : 28  "ومات هاران قبل تارح أبيه في أرض ميلاده، في اور الكلدانيين."
وفي التكوين 11 : 31  "فخرج معهم من اور الكلدانيين ليذهبوا الى ارض كنعان."
وفي سفر التثنية 26 : 5  نقرأ " ثُمّ يجيءُ ويقول أمامَ الرب إلهكُم: كان أبي أرامياً تائهاً. فنزل الى مصر وتغرّب هناك في جماعة قليلةٍ وصار أمّة عظيمة قويّة كثيرة العدد".
ونقرأ في سفر التكوين 10 : 22
" وبنوسامٍ: عيلام وآشور وأرفكشاد ولود وأرام".
وفي سفر التكوين 31 : 47
نقرأ "وسماها لابان يَجَرْسَهدُوثا، وسماها يعقوب جَلعيدَ".
 الكلمة التي قالها لابان هي بالسريانية رجمة (كومة) الشهادة، أما جلعيد فهي بالعبرية وهو المكان الذي تم عليه اقرار العهد بين يعقوب ولابان، كلا التعبيرين يعنيان"رجمة الشهادة"وان الله يُراقبهم.
إستناداً لِما ورد أعلاه يقترح حلول لمشكلة اور وتاريخها، علينا النظر الى الكتاب المقدس وربط  ماجاء فيه علميا وليس إنتقائياً أو بحسب أمزجتنا وأهوائنا، يؤكد الباحث بأن العلم ليس لُغز (حزورة)، ويقول من المستحيل في هذا الوقت ( وهو يتحدث سنة 2009 عند نشر هذا الموضوع أو قبل ذلك بفترة قصيرة) حل المشكلة بشكل كامل لأن هناك المفاهيم اللغوية وعلاقات الأنساب والسلالات والقُربى والأثنيات والتاريخ والمواقع الجغرافية، كُلّها عوامل تجعلنا نقول أن المُشكلة قائمة والحلول المطروحة مُرحّبْ بها.
ما هي المُشكلة المطروحة للمناقشة والحل الأمثل لها؟
1- لُغوياً، من المحتمل أن يكون اسم الكلدان منبثقاً من المصطلح
Kasdim
في سفر التكوين 11 : 28 ، 11 : 31
2- وطبقاً لهذا، فأن ما جاء في المصطلح يتطابق مع ما كتبه موسى، وما كان يعلِمهُ عن أصول ابراهيم الآرامي وسلالته كما هو وارد في سفر التكوين 10 : 22 وسفر التثنية 26 : 5، ومن المحتمل أن تكون لموسى علاقات قُربى خاصة مع الكلدان تاريخياً. هذه كُلّها على بساط المناقشة والبحث حالياً بين العلماء.
3- تاريخياً، لا توجد مصادر يُمكن الأعتماد عليها قبل تدوين الكتاب المقدس. حيث نرى ان الكلدان لم يكونوا في الوجود، أو لم يكُن اسمهم ظاهراً الى وقت آشورناصربال الثاني او الثالث كما تذكر المصادر ( 883 - 859 قبل الميلاد).
4- وعند العودة الى النصوص الكتابية القديمة غير الدينية وقت تدوين الكتاب المقدس وبعده ومقارنة الحوادث مع بعضها نلاحظ بأن هناك ما يشبه الفسيفساء في النصوص.
5- هناك بعض التلميحات تُشير بان قوّة الكلدان بدأت تصعد قبل وقت موسى، وعلى الرغم من كُلّ هذا، من المستحيل الوصول الى حل المشكلة بشكل كامل ونهائي. هذا التحليل يُؤيده علماء اللغة والسلالات والأنساب عند ربطها أو دمجها مع مراحلها التاريخية من اجل الوصول الى الحلول المقترحة ومعرفة الحقائق!
6- لقد لاحظ الباحث جيمس كِلسو المذكور اسمه من ضمن المصادر بان هناك عدد من الألغاز في حياة ابراهيم، أحد هذه الألغاز هو اشارة ابراهيم الى أور الكلدان، وأن الحل لايزال غامضاً.
7- يبدو أن اسم الكلدان هو من أصل سومري وكان يُكتب
GAL. DU
هذه الكلمة تحولّت فيما بعد الى
Kas. du
و هي صيغة المفرد من
Kasdim
وقد تطورت هذه الكلمة من البابلية القديمة والوسطى في وقت متأخر الى البابلية المتأخرة وكما يلي:

GAL.DU ، Kaldu Kas.du ، KaÑdîm Kaldu ، Kaldîm
8- يُؤكد الباحث بأن هناك ظلام وصمت يُطبق الآذان عن الأصول الآرامية في بابل وكذلك الكلدان والآراميين، الأدلة هي غامضة جداً ومن الصعب اختراق هذا الظلام من المصادر المتوفرة!. ينبغي أن تُترك في الظلام والصمت، ليس لعدم وجود دليل لتحديث النظرية وإنما علينا الألتزام بالقول المأثور القديم الذي يقول " غياب الدليل ليس دليلاً على الغياب".
9- وفقاً لرؤية أحد العلماء وهو رُويْ الذين أعتمد الباحث على أحد مصادرهِ هو التحليل والتفسير الخاص بسفر أيوب، هذا السفر في ايوب 1 : 14 و 15 وفي أيوب 1 : 17 يعطينا الدليل بأن الصابئة والكلدان كانوا بدو في زمن موسى، أما في السنوات اللاحقة لم يكونوا كذلك.
 
الرجاء مراجعة الحاشية في الكتاب المقدس لهذا السفر، لأنها مهمة جداً لأكمال ألمعرفة وتطابقها مع رأي هذا
العالم الذي يقول بأن بنو سبأ هُمْ الآراميين والآخرين هُمْ الكلدان عند قراءة النصوص!
الأستنتاجات
بالرغم من عدم وجود حل للمشكلة بشكلٍ كامل لحد الآن، فأن الخيار الأفضل عند النظر الى النصوص الحديثة والأخرى التي عفا عليها الزمن، وما تكلم به موسى عن ابراهيم بأنه من أور الكلدانيين يُمكننا القول:
1- أستخدام النصوص الفُسيفسائية للكلمات الواردة يتطابق مع التسلسل الزمني للتحويلات الصوتية والألفاظ.

2-  في الحقيقة هناك وقتاً أكثر من كافٍ لأحفاد
Kesed
أو أرفكشاد لأثبات انحدارهم في اور حتى وقت موسى.
(لكي تُستكمل المعلومات أرجو من القاريء الكريم العودة الى مصدر "موقع القديسة تقلا" في تفسير العهد القديم للأب تادرس يعقوب الذي يتحدث عن جدْ الكلدانيين وعن أولاد أرفكشاد في سفر أيوب).
3- الصمت في مجال علم الآثار والتاريخ يعطينا حُججاً ضعيفة للأستنتاجات، قد تكون أجزاء من المصادر االمهمة مطمورة وغير موجودة ولا يوجد تاريخ مرئي حالياً بوضوح. لهذا لا يُمكننا أن نلغي نص من الكتاب المقدس أو التحدث عن الملك داود وكذلك عن الحثيين!. عالم آخر يقول رُبّما كانت هناك أكثر من مدينة باسم أور وكان موسى يُشير الى المدينة التي نتحدث عنها.

الخلاصة
يقول العالم وليام بان هناك عدة ألغاز باقية الى هذا اليوم من تاريخ ابراهيم! هذا هو رأي العلماء، فكيف بالذين يبدأون في دراسة التاريخ والهواة من أمثالنا! حيث لا يعرفون العودة الى المصادر وربط الحوادث التاريخية واللغوية؟
البحث جدير بالقراءة لِمَن يرغب الأستفادة من ثقافة الحقائق وخاصة عند ربط الأسماء أرفكشاد وكلدان في اللغة الأنكليزية، آخذين بنظر الأعتبار بأن المُدن كانت تسكُنها قبائل مختلفة، إضافة الى ما تم توضيحه أعلاه، وشكراً لكل من يقرأ هذه المقالة المُمتعة حقاً.
ملاحظة:
المؤلف وليام باريك ، بروفسور الدراسات اللاهوتية للعهد القديم ومدير الأكليريكية في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية ومسؤول المجلة الدورية الأكليريكية. تم نشر البحث في ربيع سنة 2009 في الصفحات من 7 الى 18 كما هو مؤشر في اللغة الأنكليزية أدناه:

WILLIAM BARRICK Professor of Old Testament Director of Th.D. Studies
B.A., Denver Baptist Bible College M.Div., San Francisco Baptist Theological Seminary Th.M., San Francisco Baptist Theological Seminary Th.D., Grace Theological Seminary
The Master’s Seminary Journal
TMSJ 20/1 (Spring 2009) 7-18
عنوان البحث هو
“UR OF THE CHALDEANS” (GEN 11:28-31):
A MODEL FOR DEALING
WITH DIFFICULT TEXTS
William D. Barrick, Th.D.
TMSJ 20/1 (Spring 2009) 7-18

من يرغب الأطلاع على النسخة الأنكليزية نرجو منه الذهاب الى المصدر الأصلي وهو:

http://www.tms.edu/tmsj/tmsj20a.pdf
مسعود هرمز النوفلي
23/6/2011



21
هل كان ابراهيم آرامياً أم كلدانياً؟

ما هو رأي العلماء في الفقرة التالية من الكتاب المقدس:
في سفر التثنية 26 ، الأصحاح 5 نقرأ " ثُمّ يجيءُ ويقول أمامَ الرب إلهكُم: كان أبي أرامياً تائهاً. فنزل الى مصر وتغرّب هناك في جماعة قليلةٍ وصار أمّة عظيمة قويّة كثيرة العدد".
تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص تادرس يعقوب
تتطلَّع كل الأجيال إلى البركات التي تنالها، فترى أن ما تحقَّق معها هو وعد إلهي لإبراهيم الذي لم يكن إسرائيليًا بل كان آراميًا (سريانيًا)، تائهًا، لم يكن له موضع يستقر فيه. في عيد الشكر يلزمهم أن يتقدَّموا بروح التواضع، مدركين أن آباءهم إبراهيم وإسحق ويعقوب لم يكونوا إسرائيليِّين. لهذا يليق بهم أن ينفتح قلبهم بالحب نحو الأمم الأخرى.
المصدر:
http://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/05-Sefr-El-Tathneya/Tafseer-Sefr-El-Tathnia__01-Chapter-26.html

هذا سؤال الى الأخوة المُتخصصين والمُهتمين بشؤون الكلدان لكي نفهم ألسلالات والجذور، شكرا لكل من يُشارك في البحث العلمي الأصيل وليس الأجتهاد أو الحزورات أو البناء على العاطفة !!
أخوكم
مسعود هرمز النوفلي
18/6/2011

22
لنُصلِح طُرقنا وأعمالنا خدمة للشعب
يظن البعض بأنه يُقدّم خدمة للشعب في دخولهِ بيت الرب، ويتوقع أن يستفاد من الكنيسة لخدمة أهدافه وتطلعاته فقط بغض النظر عن المصلحة العليا، بإعتقادي يخطأ هذا البعض، لأنه بعيد عن الواقعية أولاً ويُثير الجماهير لكي ترفض مثل هذا العمل ومن قام بهِ ثانياً. في كُلِّ زمانٍ ومكان تتحرك الجماهير بحسب مؤشرات النقد التي تدعو الى الأصلاح وتستفاد من كُلِّ حكمةٍ ورأي في بناء المستقبل وتصحيح الأوضاع، وأحياناً كثيرة يكون النقد لصالح الشعب ومسيرته حتى لو وصل الأمر الى التوبيخ لأن ذلك سيكون من أجل الشعب. فما هي فوائد المديح الكاذب؟ وماذا جَنينا من مسح أكتاف فلان وعلان ومهما كان منصبه؟
الذي يجتمع في الكنيسة عليه التمسك بالروحية والأيمان وبقلبٍ نقيٍ وصافٍ. ليسأل كُلَّ واحدٍ نفسه، ماذا استفاد من الكنيسة واجتماعاته فيها وهو يُهاجم وبقوّة كل من له رأي مُخالف له؟ بدأ الهجوم الكلامي من قبل البعض وهُم قِلّة بعد خروجهم من بيت الرب على المجلس القومي الكلداني وعلى ليون برخو وعلى ثامر توسا وعلى الجمعية الكلدانية وعلى فلان وعلى أسماء عديدة أخرى، وكأن كُل هؤلاء حاشاهم، مُغتصبين ومُتآمرين وناكري القومية وأصبحوا أعداء لهم، هذا ماعدا الكلمات والأسطر التي قرأناها في مقالة الدكتور ليون المنشورة في موقع عنكاوا والتي كانت واردة في مقالات بعض إخوتنا مع الأسف. هل ترغبون أن نتفّق مع كلماتكم وآرائكم أيها الأخوة أم نستنكرها وخاصة في هذا الوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة الى الوحدة؟
من يدخل بيت الله ينال القداسة ويتغذى ويشرب من منابع المكان المقدس الذي فيه لكي يُحقّق طلباته وآماله وإذا هو مؤمن فعلاً فإنه سينال ما يرغب، والله يكون معه. لكن إن دَخل المكان المقدس وهو بين الجدران يبني آمال ويتكلم في اتهام غيره ويبني مجدهِ في السير وراء آلهةٍ أخرى، فكيف يُكافئ الله من يكون في حضرته جسداً ولكن روحه وعقله في مكانٍ آخر ينكر كل ما جاء بفم الرب؟ كيف تريدون من الرب أن يرحمنا وأنتم تحتقرون وتُدنّسون وتهدرون دماء غيركم وهُم جُزءاً منكُم؟ هل هكذا أوصاكم رب البيت الذي اجتمعتم فيه أيها الأخوة؟ بكل وضوح نقول أنتم كارهين مُنتقديكم بما قرأناه من كلمات على هذا وذاك، وتتمنون لو لم يكُن هناك رأياً مُخالفاً لكم أبدا، وهذا مُستحيل لأن في العوائل وبين الأخوة هناك فروقات وتوجهات مُتناقضة فكيف بين أبناء شعبٍ منكوب ومجروح فيه أيديولوجيات متنوعة يا ماشاءالله!!
إرميا النبي كان صغيراً بين الشعب ولكن صرخته كانت مُدوّية للكهنة والشعب وانتقاداته جعلت الشعب يصحى ويفهم. الذي التزم وفهِمَ كلام إرميا خَلُصَ والذي نكره وأستهزأ به مات أو تأسّر أو تشتّت، نقرأ في سفر إرميا 1 : 4- 19  وبعده"فكانت كلمة الرب إلي قائلا:
قبْلما صَوّرْتك في البطن عرفتك، وقبلما خرجت من الرحم قدّستك. جعلتك نبيا للشعوب
فقلت: آه، يا سيد الرب، إني لا أعرف أن أتكلم لأني صغير
فقال الرب لي: لا تقل إني صغير، لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب وتتكلم بكل ما آمرك به
لا تخف من وجوههم، لأني أنا معك لأنقذك، يقول الرب
ومد الرب يده ولمس فمي، وقال الرب لي: ها قد جعلت كلامي في فمك
انظر قد وكلتك هذا اليوم على الشعوب وعلى الممالك، لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبني وتغرس
وأقيم دعواي على كل شرِّهم، لأنهم تركوني وبخروا لآلهة أخرى، وسجدوا لِما صنعتهُ أيديهم
أما أنت فتأهَّب وقُمْ وكلّمْهم بكل ما آمرُك به. لا تفزع من مواجهتهم لئلا أفزِعَكَ أمامهم
ها أنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة وعموداً من حديد وسوراً من نحاس على كل الأرض، لملوك يهوذا ولرؤسائها ولكهنتها ولشعب الأرض
فيُحارِبونك ولا يقدرون عليك، لأني أنا معك، يقول الرب، لأنقذك".
والآن لننظر ونقرأ، كيف يدفع البعض إخوتهِ ومن عائلتهِ الى الهلاك والنار والتخوين؟ انها المأساة الكبرى لهكذا شعبٍ جريح!!
الأخوة الأعزاء: ما يذكره لنا إرميا قديماً يتشابه مع أوضاعنا الآن، واعمالكم وأقوالكم تنطبق بالضبط على ما تفوّه به النبي عندما قال في سفرهِ بأن هناك:
"تسابيح بلا عمل""
الكلمة التي صارت إلى إرميا من قبل الرب، قائلاً:
قف في باب بيت الرب ونادِ هناك بهذه الكلمة، وقل:
اسمعوا كلمة الرب يا جميع يهوذا الداخلين في هذه الأبواب لتسجدوا للرب.
أصلحوا طرقكم وأعمالكم فأسكنكم في هذا الموضع".
القديم يتكرر مَعَنا الآن والسؤال المهم لنا جميعاً:
 كيف يُنقذنا الرب ونحن لا نُصلِح طُرِقنا وتصرفاتنا وأعمالنا؟
 شكرا الى الأستاذ الدكتور ليون للمقالة التوضيحية والرأي الحُر الواضح ولمحبتهِ الشاملة للجميع في التشخيص الصائب، وشكرا لك الأخ ثامر توسا ومقالتك المهمة قبل أيام، الرب سيكون معكم وأرجو ان تغفروا لمن يسيئ اليكم في الكلمات أو الأفعال لأن الأيمان يُعلّمكم هكذا. شكراً لكل من يقول الحقائق ويستفاد من فمِ إرميا النبي من أجل الشعب المظلوم.
مسعود هرمز النوفلي
31/5/2011

مقالة الدكتور ليون برخو من المصدر:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=508153.0

23
المعاني المَخْفِية للرقم 12 في الكتاب المقدس
مقدمة
الأرقام في الكتاب المقدس لها أهمية كبيرة ومعاني روحية مخفية نستطيع ملاحظتها بالفحص والتأمل، ولكي نفهم أسرار الكتاب المقدس علينا دراسة وتحليل هذه الأرقام ورموزها التي تلعب دوراً حيوياً في ربط الحوادث الدينية المختلفة مع بعضها البعض. الموضوع الذي أرغب في توضيحه بهذه المقالة القصيرة هو عن خصائص الرقم 12 الذي يتكرر وفق سياق منطقي يُؤسس العهدين القديم والجديد للكتاب المقدس حيث نراه يتكرر في بدايته، ومن ثم مع الرب يسوع، وفي نهاية الكتاب أيضاً في سفر الرؤيا.
الحقائق التاريخية والروحية والقيادية لهذا الرقم المهم:
1- لقد قسَّمت الشعوب القديمة السَنَة الى أثني عشر شهراً ورتّبت الليل والنهار بنفس الرقم 12 ساعة لكلٍ منهما، ووضعوا في تنظيم النجوم والأبراج الرقم 12 من علامات زودياك، وكان الأعتقاد بان الرقم 12 تتكون منه حكومة الله وإرادته ويُرمز الى القوّة المطلقة والكمال والقناعة التامة بهِ، والسبب الرئيسي هو أن الرقم 12 يتكون من حاصل ضرب 3 في 4 ويُفسّر بأن الرقم 3 هو رمزاً الى الكمال الإلهي أو الله، و 4 هو رقم الطبيعة أو الأرض في جهاتها الأربع، أما حاصل جمع 3 و 4 فأن الرقم 7 هو رقم الكمال أيضاً، ولهذا يُعتبر الرقمين 12 و 7 من أرقام الكمال، الأول، الإلهي ، والثاني الروحي. أحد الكُتاب يوصف الرقم بالمسطرة التي تتكون من 12 إنجاً، وهذه المسطرة كانت قدَم أحد الملوك الأنكليز التي لا تتبدل بمرور الزمن وهي وحدة القياس الرئيسية في الحسابات والبناء. وقد خصّ الله هذا الرقم ليكون رقم الكتاب المقدس في بناء البشرية روحياً، وقيادتها وسيطرتها وإدارتها عملياً.
2- سفر التكوين 17 : 20 يقول الله الى ابراهيم " وأما اسماعيل فسمِعتُ لك، وها أنا أباركه وأنمِّيه وأكثره جداً، ويلد أثني عشر رئيساً وأجعل نسله أمة عظيمة ". وفي نفس السفر 35 : 22 يقول الكتاب " وكان بنو يعقوب أثني عشرَ ". من هؤلاء أقام الله عهده مع البشر ليصبحوا رؤساء قبائل اسرائيل، وعندما وصل العبرانيين أرض اسرائيل تم تقسيمها بينهم الى أثني عشر قسماً، وقد كانت الأوامر أن يأخذ كل رئيس قبيلة حجراً من نهر الأردن ليبقى معهم ذكرى عبورهم النهر للأجيال اللاحقة في ارض الموعد. أن اولاد يعقوب كانوا ورثة الأجيال السابقة وبهم انتشرت الرسالة اللاحقة، والرقم هذا جاء بتخطيط من الخالق لتكتمل المسيرة الأيمانية وتنتقل منهم الى الرسل أي الى العهد الجديد كما سنرى. إضافة الى ذلك فأن أنبياء العهد القديم كانوا إثنا عشر نبياً، سبعة منهم في الفترة الآشورية والخمسة الآخرين في الفترة البابلية. أن الرقم 12 يتضمن أسراراً عميقة في التضحية والقيادة وخُطة الخلاص الموضوعة للبشر.
3- المقارنة مع العهد الجديد، نرى أن الرب أختار إثني عشَر تلميذاً وهم الذين أصبحوا رُسلاً وقاموا بنشر الأيمان في العالم، ولهذا أصبح الرقم 12 يُرمز الى قادة الكنيسة الأوائل. تؤكد بعض المصادر القديمة بأن يسوع أختار هذا الرقم من أجل تجديد العهد وتوحيد الشعب المؤمن. هذا الرقم يتكرر في رؤيا مار يوحنا عندما يتحدث عن أورشليم الجديدة أي السماء في 21 : 12 حيث يقول " ولها سوراً عظيماً شامخاً لهُ إثنا عشَر باباً وعلى الأبواب إثنا عشَر ملاكاً وأسماءاً مكتوبة هي أسماء عشائر بني اسرائيل الأثني عشَرَ." باعتقادي أن المغزى من الرقم هو النمو والتكاثر وإملاء الأرض التي يذكرها سفر الرؤيا 22 : 2 بالقول " ... شجرة الحياة تُثمِر إثنتي عشرةَ مرّة، كل شهر مرّة وتشفي بورقها الأمم...". التأكيد على الرقم بأشهر السَنة لهُ مغزاً عميقاً آخراً وتأملاً من الحياة والخليقة والطبيعة وكُلّها مُجتمعة من أجل البشر. لتأكيد هذا الحدث والربط التاريخي بين الأرقام نلاحظ أن في سفر الرؤيا 7 هناك رقم بعدد المختومين من بني اسرائيل وهو مئة وأربعة وأربعون ألفاً من جميع عشائر بني اسرائيل، أثنا عشر الفاً من كل عشيرة، وبهذا فان الرقم 12 هو المحور المهم في العهدين من الكتاب لأن 12 في 12 يساوي 144 وهكذا.
4- نقاط مهمة كثيرة وردت في الكتاب المقدس، منها مثلاً أعاجيب الرب عندما قام بأحياء البنت التي كانت متوفية وعمرها أثنتي عشرة سنة، وكذلك شفاء الأمرأة التي كانت مُصابة في مرض النزيف المزمن لمدة 12 سنة، أنظر لوقا 8 : 40 - 44. يقول بعض علماء الكتاب المقدس بان الأعجوبتين قد تمّت في نفس الساعة تقريباً حيث يرمز شفاء الأمرأة الى العهد القديم الذي كان الدم رمزاً مهماً للذبيحة والمستمر الى مجيئ الرب، وشفاء البنت هو دلالة على العهد الجديد والعبور الى المرحلة التالية من الأيمان والقيامة الحقيقية، ويبقى الرقم 12 هو المحور والدليل على كل شئ.
5- لقد كان عمر يسوع أثنتي عشرة سنة عندما دخل الهيكل في القدس وكان جالساً مع معلّمي الشريعة، لوقا 2 : 42. كان يتعلّم ويُعلّم، وهناك نقطة مهمة اخرى في حياة الرب، حيث قال في وقت القاء القبض عليه قبل المحكمة في متى 26 : 53 " أتظن أني لا أقدر أن أطلب من أبي، فيرسل في الحال أكثر من أثني عشر جيشاً من الملائكة؟". الملاحظ هنا التأكيد على الرقم 12 من قبل رب المجد!!
6- رؤيا يوحنا 12 : 1 تقول " وظهرت آية عجيبة في السماء: أمرأة تلبس الشمس، والقمر تحت قدميها، على رأسها أكليل من أثني عشر كوكباً ". ما نلاحظه من الرسوم التي تُرسم الى أمنا مريم حالياً وجود الشعاع فوق الرأس من 12 نجمة، هذه النجوم تُفسّر بأنها دلالة على القيادة الغير مرئية للكنيسة، ويُمكننا ربطها مع الرُسل والبشرى والأسباط، في الحالتين أو العهدين حيث كانت القيادة من 12 شخصاً.
7- يقول الرب الى تلاميذه في متى 19 : 28 " متى جلس ابن الأنسان على عرش مجده عند تجديدِ كلّ شئٍ، تجلسون انتم الذين تبعوني على اثني عشر عرشاً لتدينوا عشائر إسرائيل الأثني عشر". هنا تأتي الأشارة الى الدينونة من قبل الأثني عشر رسولاً بحضور الملك السماوي وهؤلاء ستكون لهم الصلاحيات النهائية لما هو مُخطط من قبل الله! الرمز هذا يوضّحه أحد علماء الكتاب المقدس بالعودة الى العهد القديم والنظر الى سفر الخروج 39 : 14 في موضوع ثياب الكهنة وصُدرة القضاة وصناعتها ورموزها بالقول " وكانت هذه الحجارة بعدد اسباط بني اسرائيل اثني عشر حجراً، يُنقش على كلِّ حجر أسمه كنقش الخاتم ". تلك الثياب كانت علامات الخدمة في بيت المقدس وهذه متوازية مع أعمال القاضي في المحكمة وكلَّ ذلك يكون لنا الرقم 12 لُغزاً غريباً في الخفاء وفي التكرار والتأمل العجيب!
8- عندما أطعم يسوع خمسة آلاف رجل عدا النساء والأطفال وشبعوا، كان الخبز الزائد أثنتي عشرة قُفّة مملوءة من الكسر التي فضلتْ على المائدة، "متى 14 : 20"، هذا الخبز له علاقة ومغزى بما هو مكتوب في سفر اللاويين 24 : 5 حيث يقول الرب ": وخُذ دقيقاً وأخبزه أثني عشر قُرصاً ". هذا الرقم هو دلالة أخرى وإشارة الى أسباط اسرائيل كي يشبعوا في القدس من خبز مائدة الرب وبنفس الوقت جاء التشبيه مع معجزة إطعام الخمسة آلاف رجل عدا الأطفال والنساء، وكُلّ هذا يعطينا الدليل القاطع والمُبرمج لعمل يسوع في الليلة الأخيرة من حياته على الأرض مع التلاميذ عندما كسر وبارك الخبز وناول تلاميذه، لقد وضّح الرب بأنه هو الخبز الحقيقي النازل من السماء ولا غيره من خُبز للحياة أبداً، من هنا الربط واضح جداً بين القديم والجديد ونهاية عهد الله بيسوع في مسألة كسر الخبز والأشارة التي لا تقبل الشك الى الرقم 12 الذي هو من تنظيم وإرادة الله.
9- وهناك أمثلة أخرى كثيرة يتكرر فيها الرقم 12 نذكر بعضاً منها وكما يلي:
- هؤلاء كلّهم أسباط إسرائيل الإثنا عشَرَ، تكوين 49 : 28.
- ثم جاؤوا الى إيليم، وكان هناك إثنتا عشرةَ عينَ ماءٍ...، خروج 15 : 27.
- موسى يبني مذبحاً في اسفل الجبل ويرفع 12 عموداً بعدد أسباط بني أسرائيل، خروج 24 : 4.
- أولئك هم المعدودون الذين عدَّهم موسى وهرون ورؤساء بني أسرائيل، وهم إثنا عشرَ رجُلاً، لكل عائلة من العائلات واحدٌ، العدد 1 : 44.
- في قرابين الرؤساء هناك إثنا عشرَ ثوراً، العدد 7 : 3.
- كانت اواني الفضة والذهب إثنتا عشرةَ في وضع البخور عند تقديم القرابين، وكذلك كان الرقم 12 لثيران المحرقة و12 للكباش و12 للخراف الحولية و12 لتيوس الماعز، العدد 7 : 84 - 87 .
- وكلّم الرب موسى وقال: قُل لبني إسرائيل أن يعطوك إثنتي عشرةَ عصا، العدد 17 : 16.
- وأخذوا أثني عشر حجراً من وسط الأردن كما قال الرب ليشوع، يشوع 4 : 8.
- هناك إثنتا عشرة مدينة بقُراها، يشوع 18 : 24.
- أثنتي عشرة مدينة أعطيت لهم بالقرعة، يشوع 21 : 40.
- صموئيل 2 : 15، يعطينا  12 شخصاً من بني بنيامين و12 من اتباع داوُد وقت الحرب والمبارزة.
- في الملوك الأول 4 : 7 يقول: " وكان لسليمان إثنا عشر وكيلاً على جميع اسرائيل، وكانوا يؤمنون الطعام له ولأهل بيته، كلّ واحدٍ شهراً في السنة ".
- سفر أعمال الرسل 7 : 8 يقول بأن يعقوب خَتَنَ الآباء الأثني عشر.
الخلاصة
أستخدَمَ الله الرقم 12 كمثال روحي للقيادة والتطبيق والوحدة الشعبية لكي نفهم تسلسل الأحداث في العهدين القديم والجديد والخطة التي وضعها لبني البشر من أجل الكنيسة ومعانيها الى الأبد. السؤال الى الجميع: هل نستفاد من هذا الرقم في توحيد وقيادة شعبنا؟
مسعود هرمز النوفلي
15/5/2011

24
ناقوس الكنيسة يدعو للصلاة وليس للسياسة
مقدمة
الكنيسة بمفهوم القديس مار بولس الرسول هي عروس المسيح وهو رئيسها، وبهذا يجب ان تبقى وفيّة الى مسؤولها الأول في الأبتعاد عن التجارة والسياسة وكل ماهو مُتناقض مع المبادئ السماوية التي تؤثر على مساراتها المرسومة لكي لا تنحرف وتنجرف نحو المبادئ الأرضية والأجتماعية والحفلات والرقص وجمع المال وتمجيد الأسماء.
الغاية من وجود الكنيسة
باختصار يتوقع كل من يحضر الى الكنيسة بأن يعيش في رقعة صغيرة لفترة من الوقت يُمارس ايمانه ويتفاعل مع التعاليم السماوية وكأنه في السماء مع الملائكة والقديسين، ولكنه فعلياً على الأرض، يستمتع بالتأمل والقراءة والمشاركة في الألحان وتأدية كل ما يُفرح قلبه روحياً باتجاه خالقه وربه عمودياً، وتجاه القريب أخيه أفقياً. هذه هي غاية الكنيسة، انها مكان خاص للعبادة فقط وكل مالها يجب ان يكون لعريسها كالمرأة الى زوجها الشرعي (في التشبيه فقط)، لا يجوز التجارة في هذه الزوجة إن صحَّ التعبير لأهداف أخرى مهما كانت الأعذار لأن المسيح هو رأسها وأعطى نفسه لأجلها يقول الرسول بولس.
الحوار والتشاور
1- صناعة مستقبل المسيحيين تتطلب الحوار والتشاور بين الأخوة، فكيف ان يكون التباعد والأنفصال هو المنطق السائد بين قسمٍ وآخر، هل مثل هذا العمل يؤدي الى التقارب أم الى الفرقة؟ هل يؤدي الى الشراكة الفعلية باسرار المسيحية المشتركة أم يؤدي الى التناحر والتباين؟ هل هذه هي المبادئ التي يُؤكّد عليها الأيمان المسيحي؟ ان تقسيم الشعب الواحد الى شعوب والأمة الواحدة الى أمم مرفوض من قبل الغالبية من أبناء شعبنا، والمثال على الرفض هو التجمع الشعبي المشترك في دهوك في الأحتفال الرائع والموسّع قبل أيام ومن كل الطوائف. كانت رغبة الجميع العيش المشترك في الوحدة بقلبٍ واحد وشعبٍ واحد وأمة واحدة. رغبتهم أفرحت كل الساعين الى التآخي ونبذ الخلافات.
2- الأيمان المسيحي يمنع المنحوتات والصور والأصنام التي تُمجّد كل شئ خارج مفهوم العهد الإلهي. العهد القديم لا يمنع الصور الدينية ولكنه يرفض كل ماهو أرضي وسياسي وغير شرعي، الأيمان لا يُجيز لنا تأكيد كياننا وحياتنا بما نصنعه نحن من عمل أيدينا، بل يُؤكد على رفض كل حالة غير صحيّة تبرز في الكنيسة. هل هذه هي الثقافة المعاصرة التي توصلنا الى الهدف؟ هل بهذه الطرق يرتقي رجال الدين الى السياسة؟ أم من واجب رجل الدين مساعدة السياسي للأرتقاء نحو الرب والى الأعالي، هل يرغب رجل الدين تزويج الدين بالسياسة لكي يقوم بشرح الأيمان وتفعيل المفهوم الأرضي في الأمور الأجتماعية؟ أم يرغب في أن يستوعب من الساسة درسا لتنضيج الأيمان الذي قد يكون بتقديره غير كافٍ كنظرية إلهية مالم يقوم هو بتطعيمه وقيادته وفي داخل الكنيسة؟
3- هناك مجموعة من البشر تؤمن بتبديل الدين بالسياسة وتُجاهد لتبديل كل ماهو مسيحي بمفاهيم نظرية بحسب الفكر والرأي الحر، هل الكنيسة واعية الى ذلك؟ كيف توافق الكنيسة وتدعم القلّة من رعاياها بالضد من أفكار الغالبية منهم، أليس هذا هو تقسيم ابناء الكنيسة نفسها؟ من هو المسؤول؟
السياسة بين المكرّسين والسياسيين
ان ناقوس الصلاة قديماً وحديثاً يدعو الجميع وخاصة المُكرّسين والمؤمنين للصلاة والعمل من أجل المحبة والسلام وتمجيد ذكرى الرب، الناقوس لا يجلب الساسيين لعمل سياسي وكأن المسيح الجديد أصبح له اسماً آخر، الناقوس يدعو الى الولاء للعقيدة الأيمانية ولا يجوز أن يدعو الى الولاء الى أي جانب آخر مهما كان المؤمنين به، إن كانوا رجال دين أو علمانيين، فأن دور كل مؤمن أن يكتب ويقول بكل صراحة وبدون خوف من الأنتقادات والكلام الفارغ من المُخالفين لرأيه، هل سبب دخول الكنيسة في مهمةٍ ما هو من أجل نشر الأيمان والتبشير بهِ؟ أم أصبحت الكنيسة قاعة اجتماعية لغرضٍ آخر، ويبقى السؤال المطروح وهو: هل نسكت عندما نلاحظ بأن الكنيسة تنزلق أو تنحرف لا سامح الله؟ السياسيين لهم توجهات ارضية أفقية نسبية فقط، قد تصلح السياسة لجيل معين او زمن معين ولكن قد تتغير عبر الزمان والمكان وهذه السياسة قد ترضي البعض وتظلم البعض الآخر وهذا هو ما يسمى "فن الممكن" واحيانا قد يلجأ السياسيين الى تبرير الوسيلة للوصول الى الغاية وهذا مخالف للأسس الأيمانية في المسيحية، ولهذا رأت الكنيسة ومن خلال تجارب مريرة عبر مئات السنين أن تسييس الدين أو الدين المسيّس جلب الكثير من المصائب على الكنيسة لا بل كان سببا رئيسيا لأنشقاقات حدثت في الكنيسة الجامعة الواحدة، فعليه ندعو خدام الكنيسة سواء رجال الدين او العلمانيين والسياسيين عدم الخلط بين الدين والسياسة وذلك بجعلهم قاعات الكنائس لتكون بوقا لأحد الأطرف السياسية ضد الطرف الآخر أو بالأنفراد بطرف سياسي أو قومي وتأييده ضد الطرف الآخر.
المدخل الى اللاهوت السياسي
بين يدي كتاب المدخل الى اللاهوت السياسي من تأليف الأب حبيب هرمز، سنة 2009، أخترت لكم هذه الفقرات من الصفحة 64 مايلي:
"... هناك أمثلة اخرى للعلاقة الكاذبة بين السياسيين والدين. أحياناً السياسيون يُسيطرون على الدين، فيدفع الدين جانباً، فلا يدعون مجال للاهوت السياسي. لكنهم لا يعون لأخطار تصدر عنهم، وتدخل الفضاء الديني.
هناك أخطار أخرى عندما يدخل المكرّسون الملعب السياسي. لنعد الى حالة الأمبراطورية الرومانية وكيف قال مار بولس إن السلطة كأنها من الله. بولس يطلب من المسيحيين التعامل مع القوانين طبقا لحقيقة الله. لكن الإمبراطورية تأسست على الحرب وملايين العبيد. إذاً كم كان غبياً حاكم اليهودية الذي أمر بصلب يسوع؟..... اللاهوت السياسي هو إذاً الوعي بالطرق الكاذبة للعلاقة بين السياسيين والدين في الماضي، والمستمرة حالياً، ثم الأنتباه للحركات السياسية التي استخدمت الدين لأهدافها، وكذلك الحركات الدينية التي شرّعت المنافع السياسية."
لنربط ذلك بما يحدث في كنيستنا ونتأمل بهِ، فهل تعطي الكنيسة الشرعية لعقدِ تجمعٍ ما مثلاً؟
الرب يسوع والسياسة
لقد وضّح الرب وقال " اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله "، بهذه الكلمات لخّص الرب الطريق والقاعدة التي يجب أن تتبعها الكنيسة للأسباب التالية:
1- يبقى دور الكنيسة ومهامها في التوعية الروحية والأجتماعية وفق الأخلاق النظيفة.
2- أن لا تنجرف الكنيسة في الولوج والدخول في السياسة ودهاليزها لأن في السياسة نقاط لا تمُت الى الأخلاق التي تبتغيها الكنيسة، مثل المصالح والتلون والنفاق وحتى الكذب والخداع والرشوة والسيطرة والتكبر والفساد والصراعات الخفية وغيرها من الأمور الغير صحيحة، لا نتمنى أن تشترك الكنيسة بهذه الصفات.
3- رغبة رجل الدين في الطموح العلماني الذي قد يسحبه الى الطُرق الملتوية بالضد من افكاره الروحية.
4- السلطة في الكنيسة هي من الله، ولهذا فهي أقوى من كل السلطات المدنية، فلماذا تنزل الى مستوى السياسة لتُبدّل الله بالأنسان وبافكاره وقيادته؟
5- من الممكن أن تُصاب الكنيسة بالويلات والمصائب وبحسب انتكاسة الجهة السياسية التي مالت كفتها اليها.
6- يحصل احياناً بين السياسيين أنفسهم صراعاً خفياً على المصالح، وهذا لا نتمناه للكنيسة بأن تصطدم به عندما تلتزم البعض ضد البعض الآخر.
7- الدخول في السياسة يؤدي الى تشتت الفكر وتشعبات جانبية تأخذ وقتاً اضافياً كبيراً من رجل الدين وبهذا سوف لا يستطيع التوازن مع الواجبات الروحية عندما يخلطها مع الدنيوية.
8- الدور الشيطاني رُبما يكون اقوى بين البعض من السياسيين من حيث الفساد وجمع الثروات، فكيف تستطيع الكنيسة كشف المُفسدين إن هي معهم في الطبخة.
9- الكنيسة هي الشعب، وإذا الشعب مُنقسم على نفسهِ، فكيف تقبل الكنيسة أن تلتزم البعض وتؤيدهم ضد البعض الآخر؟ أليس هذا انشقاق واضح؟ كيف توفّق بين رعاياها؟
10- وأخيراً فان الكنيسة هي ليست لعبة بيد أحد وموقفها الرسمي هو فوق كل الحزبيات والولاءآت وتبقى خارج السياسة مهما كانت الأفكار ومهما دارت الأيام.
الخلاصة
هناك حدود يجب أن يتوقف عندها كل مسيحي لكي يفهم الأضرار والعواقب التي رُبما ستُلحق بالكنيسة، علينا أن لا نغفل عما جرى ويجري لجرّها الى غايات غريبة وبيد مُكرّسيها، في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة كشعب الى التماسك والوحدة ونكران الذات. ان ما يحصل في كنائسنا يبعث الى الحزن والأسى، نتمنى أن نرى الكنيسة وهي مؤسسة دينية نقية وبدون شوائب.
مسعود هرمز النوفلي
8/4/2011

25
الأخ العزيز عدنان عيسى المحترم ، مرحلة الختام
شكرا على رسالتك وأرجو أن تعتبرني مثل الطالب وأنت الأستاذ فعندما يعطي الأستاذ الأسئلة للطالب ، في أغلب الحالات يسأل الطالب أستاذه ويقول " ماكو ترك يا استاذ" ولم يكن لي قصد بها أبداً .
1- إذا أنت لست من باقوفا أرجو أن تستعير كتاب حبة خردل من تأليف الأب حبيب هرمز من معارفك ، علماً بأن الأب حبيب ليس هو كاهن فقط وإنما له شهادة علمية ماجستير في الجيولوجيا من جامعة الموصل بأمتياز وبنفس الوقت خريج كلية بابل ، أرجو أن تقرأ في الكتاب في نهاية الصفحة 10 ماذا يقول ، بالضبط مايلي: " يتكلم اهالي القرية اللغة الكلدانية الدارجة - السريانية الشرقية - وهي الآرامية المستعملة (السورث) ....
في بداية الصفحة11 وفي أول سطر ماذا يقول ، بالنص وهذا ماهو مكتوب: " يسمى الأهالي أنفسهم بالسوريايي ، نسبة الى آشور أو سوريا ، ربما الى اسم اللغة التي يتكلموها " . وفي نفس الصفحة في الوسط يقول :" يقع في جوار القرية تل أثري من العصر الآشوري الحديث ورُبما كان أحد حصون الدولة الآشورية التي تنتشر ..." . علماً بأن الأب حبيب نقل هذه المعلومات من كبار العمر في القرية ومن كتب التاريخ وهذه أمانة علمية وبحدود سنة 2000 وليس الآن . وأنا شخصياً سامعها من المرحوم جدي ومن غيره أيضاً وهي صحيحة .
2- العراق سابقا كان متكون من دولتين منفصلتين بابل في الجنوب وآشور في الشمال وكل دولة لها قوانينها الخاصة. الآن من يسكن المانيا 7 سنوات من حقه أخذ الجنسية الألمانية وبعد أن يستلم الجنسية ويسألوه ماهي جنسيتك سيقول الماني وعندما يسألوه ، وأصْلك؟ ، سيقول عراقي ورُبما يقول عراقي كلداني إذا كان كلداني . في امريكا القانون 5 سنوات وهكذا فأن الآرض جدا مهمة ولو أتينا الى أرض آشور ونتكلم بالمنطق العلمي كل من سكن تلك الآرض وبنفس مفهوم المانيا او امريكا ألان ستصبح جنسيته أشورية آنذاك والذي كان يسكن بابل الكلدانية ستكون جنسيته بابلية كلدانية ، في ذلك الوقت لم تكُن قوانين مثل الآن . عزيزي عدنان هذا هو المنطق الصحيح ولا يجب أن ننزعج منه أبدا ، الكثيرون لا يعرفون بالضبط أصلهم ، نحن شعب واحد وامة واحدة مثل السبيكة المعدنية المتماسكة التي شبّهها أحد الأخوة العلماء ، الكلدان السريان الآشوريين أمة واحدة ولسنا 3 شعوب أبدا ، أنا شخصيا لا اوافق وأرفض كل فكرة تقول لنا بأننا مثا العرب والأكراد والتركمان ، اقول كلا نحن لغتنا واحدة وثقافتنا واحدة وكياننا واحد لا إثنين ، أما الأسم لنتركه الى المختصين والعلماء والتاريخيين والذي يقرروه أنا أفرح به ليكون لنا اسماً في الدستور وكيان يُحسب له حساب لا كما هي الحالة الآن . عندما أقول هذا ينزعج بعض الأخوة الذين يريدون تقسيم الشعب الى شعوب!وعندما أطرح المنطق العلمي البعض يقتنع والبعض يبقى على العناد ويتهِمني بالأنجياز .
3- أرجو أن تعود لمشاهدة الفيلم والكاهن الذي يتكلم هو من تللسقف ما قال بالضبط وهذا كلامه سجلته لك بعد تعريفه وشرحه عن الأسم يؤكد : " باقوفا تعود الى العصر الآشوري القديم قبل المسيح بِ 800 سنة ..."وأرجو أن تُشاهده مرة أخرى.
4- بالنسبة الى الأحزاب الآشورية اليك بعض الروابط وتأكد بنفسك منها:
الوطني الآشوري في باطنايا على الرابط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,481652.0.html
الوطني الآشوري في تللسقف على الرابط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,481823.0.html
الوطني الآشوري تلكيف على الرابط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,476494.0.html
وهناك عن حركة زوعا والمجلس الشعبي والأحزاب الكلدانية والسريانية وغيرها ولاداعي للأطالة .
5- يجب ان نُفرّق بين الدين والأيمان وبين جنسية الشخص وعرقه الآن وفي الماضي .
شكرا لك مع اطيب تحياتي
اخوكم
مسعود هرمز النوفلي
19/2/2011

26
الأخ مرقس مع التحية
شكرا لرسالتك وأرجو ان تسمح لي في بعض الأمور المهمة في حياتنا قبل الضياع والأندثار لا سامح الله .
1- أعتزْ باسمك لأنه أسم أحد كُتاب الأناجيل وأفتخر به ، وبالتأكيد أنت تفتخر به مثلي أو أكثر ولهذا يقول مار بولس الرسول لا تُجازي الشر بالشر ، أي من تطاول عليك وكتب كلمات غير لائقة لا تُقابله بالمثل لأن كل انسان يستطيع ذلك وبما أنك مؤمن بالرب فهو الذي يقول أحِبوا حتى أعداءكم وأنا أعلم بأنك لا تكره أحد أبداً والكلام أكتبه لكل من يقرأ هذه المقالات وليس لك فقط يا أخي .
2- أنت في حركة ويجب أن تسمح بكل رحابة صدرك بالرأي الآخر ولهذا من الشجاعة قبول الآخر حتى وإن أختلف معك لكي تكسبهم الى رأيك بالأقناع وليس كما يتهجم الآخرون.
3- لقد طرح رأي التسمية الأخ نافع البرواري في ندائه المنشور هنا في هذا الموقع وأنا أيّدته ومؤيد له وكتبت رأيي في هذا الموقع وعاهدته أن لا أكتب عن التسمية لأن ذلك من أختصاص العلماء والمؤرخين ومن الشجاعة ترك الأمور الى من يهمه الأمر ولسنا أنا أو انت مُلمين بالتاريخ كثيرا حتى نفهم الحقائق الكاملة ولكن اليوم أجبرني أحد الأخوة بالرد عليه وأنا أعتذر من الأخ نافع جداً .
4- الأنسان الآن هو الذي يقول ويُبرهن للعالم من هو الآن ، وليس الأنسان الذي يبقى أسير الماضي ويقول كان جدي وكان أبي ويبقى يُكرر ذلك دائماً ورُبما لم يسمع من أبيه أو جده أي شئ عن الأمور التي تدور الآن . مثلاً يقول فلان أنه كلداني ومن الممكن لم يسمع من ذوية القُدامى أي شئ عن التاريخ وكل ما كان يعمل هو الذهاب الى الكنيسة الكلدانية إذا كان مؤمن ورُبما ذويه لم يتطرقوا على القومية أبداً أبداً ، ثق يا أخي العزيز نحن ندور في حلقة مؤلمة وسوف تقتل شعبنا وكنت أتمنى أن تكون لنا هوية واسم نعتز به والجميع يقول لهذا الأسم نعم ، قُل لي من أنت حتى أعرف ماذا قدّمت لشعبنا والعالم والأنسانية ولا تذكر ماضي أجدادك لأن ذلك موجود في الكُتب.
5- هل تعلم أن الذي يُكلّمك له 3 أبحاث علمية أصيلة وأصْلية منشورة في بريطانيا وأمريكا وقد أرسلوها لي وأنا في بغداد وحاليا أحدهما يُدرس في إحدى لُغات البرمجة في الحاسبات عن اللغة الجديدة التي أكتشفتها أنا آنذاك ، أبحث عني لتتأكد بنفسك .
6- هل تعلم بأن لي كُتب عدد 2 من تأليفي في الرياضيات والأحصاء وكانت تُدرّس في بعض الكليات في العراق.
7- هل تعلم أن لي دروس تعليم اللغة الآرامية السريانية عدد 22 درس ومنشورة في بعض المواقع ومطبوعة والحمدلله وهناك أمور كثيرة روحانية وترجمات وشهادات أفتخر بها والمثل يقول : من مَدَح نفسه ذمّها ولا داعي لذكرها.
8- هل تعلم بأن أولادي جميعا يعرفون ويقرأون بطلاقة لغتنا السورث في الكنائس وفي الحوذرا والقذام واثر وأحدهما شماس والفضل هو للرب والى من علّمنا الطريق الصحيح .
نحن شعب واحد وأمة واحدة وقريبا بعون الرب يسوع له المجد يُعلن الأسم الموحد الذي يطرحه المختصين بالرغم من الشواذ لأن العلم يقول لكل قاعدة شواذ ولا توجد أي مُشكلة .
شكرا لك وأعتذر على الأطالة مع التحيات
مسعود هرمز النوفلي
17/2/2011

27
السيد عدنان عيسى المحترم
أسئلتك كثيرة وهل يوجد فيها ترك سؤال واحد أم لا ومع هذا اليك الاجوبة :
1- باقوفا وأصلها سوف تسمعه وتفهمه من الفيلم الذي يتحدث فيه أحد الآباء الكهنة التابع الى كنيستنا الكلدانية ومعه أهلنا في القرية والشرح وافِ جداً .
الفيلم على الرابط التالي رجاءً:

http://www.ishtartv.com/vvideotv,31.html

2- في كل مقالاتي أنا لا أتحدث عن القومية وإنما عن العرق والجنسية وأرجو منك أن تُراجع ما كتبته وتُقارن.
3- أرجو أن تعلم بأنني ذهبت الى أمريكا في سنة 2006 في عملية سحب وبشهادتي العلمية لأن أختصاصي رياضيات وحاليا أقوم بتدريس الرياضيات ولن أقدّم الى الأمم المتحدة مثل البعض أبداً والحمدلله.
4- قمت في تدريس الرياضيات في عدة كليات في العراق ومنها جامعة بغداد وأماكن كثيرة الى سنة 1993 حين قدّمت أستقالة من الدائرة وأخذت الأستقالة لعلمك آنذاك وبعدها لجئت الى التدريس الخاص .
5- أنا لست لاجئ ولا أقبل لنفسي أن أكون لاجئ ولا أستلم لا من أمريكا ولا من أية جهة أخرى سنتاً واحدا على الأطلاق والحمدلله ، وأنت تستطيع أن تسأل عليّ وتعرف من يتكلم الحقيقة . هل أنا أستلم المساعدات أم الآخرين الذين تعرفهم جيدا وليس لهم أي عمل سوى الكتابة على هذا وذاك ، إسأل حتى تكون واثق وتسحب كلامك الغير صحيح أو أن تقوم بتعديله لأنك لا تكتب الحقيقة وخاصة أنت كتبتها في هذا الموقع .
6- أنا أؤمن بأننا جميعاً أمة السورايي أو السوريايي أو السريايي إن كانوا أجدادنا كلدان أو آشوريين فهم عندي نفس الشئ ولا تظلمني رجاءً ، لأنك يبدو لي بأنك لم تفهم مقالاتي لحد ما كتبتَ رسالتك لي . أرجو منك أن تقرأها جيداً وتفهمها! من كان يأتي الى باقوفا ويسأل من أنتم يأتيه الجواب السريع " نحن سريايي" ولا يقولون نحن كلدان ولعلمك هذه الفقرة مُثبتة في كتاب باقوفا حبة خردل من تأليف الأب حبيب .
7- كنيستنا كان أسمها كنيسة المشرق ولا وجود الى البطريركية الكلدانية إلا بعد دخول قُرانا الى الكثلكة عندما جاءوا المرسلين الأجانب وقسموا الكنيسة الواحدة الى أكثر من عشرة أسماء وأنت على دراية بها وكم نوع من الكنائس عندنا الآن ، هل لو لم يذهب بعض من أبناء شعبنا نحو الكثلكة كُنت أنت تُفكّر بالكلدانية مثلاً؟
8- هل تنكر أن نينوى لم تكُن آشورية وما هو الضرر ، لقد كانت أمبراطورية عظيمة حكمت مئات ولا أقُل الآلاف من السنين وانا أفتخر بها وأفتخر بكل تاريخنا إن كان في جنوب بين النهرين أو في شماله ، الدليل مكتبة آشوربانيبال الموجودة في متاحف العالم لا تُضاهيها أية مكتبة أخرى أبداً.
9- لعلمك أنا مستقل وليس لي علاقة بأية حركة أو حزب وأنا مع كل طرح يقول نحن شعب واحد وأمة واحدة وأنا أُخالف أي واحد يقول نحن عدة شعوب وعدة أمم . الأسم يضعه المؤرخين والأساتذة والعلماء ، لا أضعه أنا ولا أنت وهذا ليس من إختصاصنا ولكن عندما نكتب الوقائع التاريخية العلمية البعض لا يرغبها لأن كل واحد يريد النار الى كَرصتة كما يقول المثل ، إسأل الى من يتبع مسعود ، أنا أتبع نفسي فقط ولا تزعل عندما أقول باقوفا كانت آشورية ، إذهب الى باقوفا وتللسقف وباطنايا وغيرها كم من الأحزاب الآشورية سوف تُشاهد عدا الزوعا ، هناك الحزب الوطني الآشوري في كل قرانا وموقع عنكاوا يشهد ويكتب عن لقاءآتهم وتجمعاتهم وما هو الضرر ، هذا يؤمن بالآشورية وغيره بالكلدانية ، هل كُلّهم ينكرون الكلدانية أم يؤمنون بالآشورية ، وإذا لهم أيمانهم الخاص لماذا أنت غاضب عليهم ، نحن في وقت الحرية وكل واحد بحسب ما يفهم ، هناك الكثيرين لا يؤمنون بالقومية لعلمك من أبناء شعبنا وقد دعوا الى انتخاب قوائم غير كلدانية في الأنتخابات وهُم أعضاء في اتحاد كلداني ، هل تعلم ذلك أم لا ؟ هل كُلّهم ناكري القومية ومن قال لك أنا أؤمن بالقومية مثلاً؟ بالأضافة الى ذلك هناك الملحدين والعرب والتركمان والفرس والأكراد وغيرهم الكثيرين يقولون نحن مسيحيين وهم يأتون الى الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ولكنهم ليسوا كلدان ، فما هو الضرر يا أخي ؟ أرجو أن تستوعب الصورة التي بها نحن الآن . السريان الآشوريين الكلدان كُلّهم شعب واحد وأمة واحدة يتكلمون اللغة الواحدة وثقافتهم واحدة ولا تذهب مع الذين يرغبون في فصلنا ويُشبّهوننا وكأننا عرب وتركمان وأكراد ، هل تقبل أن نكون 3 قوميات و3 شعوب ؟ . الذين يُفكرون بأننا 3 شعوب بدأوا يخسرون شعبيتهم ولهذا بدأوا لا يعرفون كيف يتصرفون والأنشقاقات واضحة في كل أحزابهم وكل فترة انشقاق وهيئة جديدة ، هل مسعود سبب انشقاقاتهم ؟ أنظر الى الأحزاب وأنت الحَكَمْ .
10- أنظر الى أصول عوائل القرى المنشورة وسوف تُشاهد العجب ، فلماذا لا نتحدث بصورة مكشوفة لا فيها غش ولا عيب ؟ بارك الرب في كل جُهد يوحّد الشعب الواحد والأمة الواحدة .
مسعود هرمز النوفلي
16/2/2011

28
كلمة قصيرة الى أخي نافع وأبناء شعبي الواحد

في كلمة قصيرة أُجيب على ندائك أخي العزيز وصديقي الوفي نافع البرواري مع كل المحبة والشكر لك ولمواقفك الوحدوية التي نحن (السورايي أو السوريايي) بأمس الحاجة لها الآن . نداءك المنشور في عنكاوا وباقوفا بحسب الرابط المذكور في الأسفل خير الكلام لنا جميعاً ولحرصك ووفائك لشعبك أصبحت مثلاً لنا جميعاً .
كيف لا نكون معك وننضم الى صوتك الهادر عبر الأثير والى ندائك المخلص ؟ بكل سرور يا أخي الحبيب نقبل رأيك وعلى رؤوسنا كل النصائح التي لا أفضل وأثمن منها أبداً ونحن نعرف معدنك الممزوج في نفس السبيكة التي مثّلها أحد الأخوة في أننا شعب واحد لا شعبين ، ونحن نُجابه ما يشبه أشرس سبي لأمتنا بعد السبي البابلي ولكن بإرادتنا مُجبرين ، لقد بكى اليهود المسبيين آنذاك كثيراً كما يقول المزمور المرقم 137 : 1 في الكتاب المقدس بما هو نصّه:
1 - عَلَى أَنْهَارِ بَابِلَ هُنَاكَ جَلَسْنَا، فبَكَيْنَا عِنْدَمَا تَذَكَّرْنَا صِهْيَوْنَ.
2 - عَلَى الصَّفْصَافِ فِي وَسَطِهَا عَلَّقْنَا كنّاراتِنَا.
3 - هُنَاكَ طَلَبَ مِنّا الَّذِينَ سَبَوْنَا أنْ نُنشِد لهُمْ، والذين عذّبونا أن نُفرِحَهُمْ . قالوا: "أنشِدوا لنا من أناشيدِ صهيونَ ".
4 - كَيْفَ نُنشِدُ نشيدَ الرَّبِّ فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ؟
5 - إِنْ نَسِيتُكِ يَا أُورُشَلِيمُ، فلِتَنْسني يَمِينِي!
6 - لِيَلْتَصِقْ لِسَانِي بِحَنَكِي إِنْ لَمْ أَذْكُرْكِ، إِنْ كُنتُ لا أعلّي أُورُشَلِيمَ عَلَى أَعْظَمِ فَرَحِي!
7 - اُذْكُرْ يَا رَبُّ بَنِي أَدُومَ يَوْمَ سقَطَت أُورُشَلِيمَ، قالوا: «اهْدِموها، اهْدِموها حَتَّى  أَسَاسِهَا».
8 - يَا إبنةَ بَابِلَ الصائرة الى الخرابِّ، هنيئاً لِمَنْ يُعاقِبُكِ على ما فَعلْتِهِ بنا!
9 - هنيئاً لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!

ألان نحن في ستين دولة وسوف لا يُفيدنا حتى البُكاء ، لأن ، وإن بكى أحدنا في بلدٍ ما ، سوف لن يسمعه الآخر المقهور والمتألم في بلدٍ ثانٍ ، مع الأسف الشديد لشعبنا المظلوم والمتشتت الذي تراتيله والحانه الكنسية وصلواته تصرخ وتبكي بقوّة الى السماء وكأنها تراتيل وأناشيد الملائكة على الأرض في لُغتنا الجميلة الرائعة السورث .
اليهود رجعوا بعد السبي ولكننا نحن المسيحيين لن نرجع الآن ، لانّ هناك من يرغب في تدمير وإزالة امة "السورايي" التي نشرت المسيحية في بقاع العالم وشربت من المياه الحية ، وهؤلاء الذين يريدون القضاء على جذورنا المسيحية نقول لهم هيهات أن تستطيعوا أن تخنقوا ايماننا أو أن تهزّوا البناء المبني على صخرة المسيح. ولكن نقول أنّ لكل وقت رسالة وسوف ياتي اليوم الذي بِهِ نُهْزِمْ كلِّ سُلطانْ الشر الروحية بقوة ايماننا وبكلمة الرب.
مسعود هرمز النوفلي
6/2/2011

مقالة الأخ نافع البرواري الرابط:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=480929.0

29
السيد سيزار ميخا جواباً على مقالته المنشورة
مقالتك مملوءة من التخيلات والأوهام الغير صحيحة البتّة ولا تتهم بما لا يليق بك وخاصة انت في اتحاد كُتاب عالمي . لنأتي الى العرق والجنسية:
أنت الآن سويدي الجنسية وعراقي أيضا وعندما يسألوك في السويد عن جنسيتك ستقول سويدي وعن العِرْقْ أو الأصل سوف تقول لهم كلداني أو عراقي ، طيب يا أخي لنُناقش هذه المسألة باختصار . أنت من القوش سابقا واجدادك قد يجوز انت تعرف انحداراتهم الى حد الجد العاشر مثلاً ، فإذا كان أصلهم من كلدة ومن الجنود المحاربين الذين قدموا مع أحتلال نينوى في زمن الميديين المتحالفين مع جيش نبوخذنصر مثلاً وسكنوا أراضي نينوى فانهم بحسب كل قوانين العالم سيصبحون من أهل نينوى وجنسية اهل نينوى الآشورية ولهذا السبب انتم أصبحتم آشوريين . ولا يُمكن ان يتغير اسم نينوى الى بابل الكلدانية أبداً وهذا ينطبق على الجميع فلا يُمكن أن تصبح السويد مثلاً باسم بابل الكلدانية حتى لو كُلّها أصبحت من الكلدان بعد الف سنة!! . الأحتمال الآخر ، إذا أجدادك كانوا آشوريين أصلاً وأصبحوا كاثوليك عند انشاء البطريركية الكاثوليكية الكلدانية على بابل ، فهذا لا يعني أبداً انهم أصبحوا من العرق الكلداني وأنت من سلالتهم ، خلق اسم بطريركية بابل على الكلدان تم من قبل الفاتيكان وكُنا من قبل بأسم كنيسة المشرق التي هزّت العالم وصدقني لو لم تكُن الفاتيكان لكانت كنيستنا المشرقية في العالم كله وحتى الصين ومنغوليا الآن . هناك احتمال آخر مَنْ يقولْ بأنَّ أصل الكثير من الذين قدموا مع احتلال نينوى كانوا من جنسيات مختلفة عدا الميديين مثل الفرس والأكراد المتنوعين والآراميين وغيرهم الكثير ، فهل تستطيع أن تثبت للعالم والى نفسك بأن أجدادك ليسوا من هؤلاء؟ وأيضا كل هؤلاء مع احتلال نينوى واقامتهم الطويلة أصبحوا ضمن الآرض الآشورية وحتى الحضر وخورسيباط وأربيل وغيرها . يجب ان نتكلم ونكتب بالمنطق ، لحد اليوم يقولون الى عربستان التي احتلتها ايران عربية وسوف تبقى عربية الى يوم الدين ولا يُمكن ان تصبح فارسية أبداً وهكذا الكلدان الذين كانوا في كلدة واور وبابل لا يستطيع أحد مهما يكن أن ينكر ذلك وكانت ارض كلدانية والقسم هاجروا والقسم اصبحوا اسلام ووو....مع الأسف ، حسب معلوماتي هناك عائلة واحدة فقط يقولون بأنهم كلدان في الناصرية وظهر الشخص مع عائلته المحجبة وأخيه في المواقع وثق هذا الشخص ولا احب ان اذكر اسمه كتب لي في احدى المرات عن أمرٍ ما .
لو تذهب الى أصول اغلب قرانا سوف ترى العجب ، منهم من يُسموهم آل عجم ومنهم الروس ومنهم من تركيا ومنهم من الأرمن ومنهم من الجزيرة العربية ومن سوريا فكيف يصبحون كلدان يا أخي ؟ وهل البابا اعطاهم العرق الكلداني الأصل وختمهم بالختم؟
لا ارغب الأطالة كُن أنت بحسب رغبتك ومقتنع من تكون بحسب اعتقادك والغير يكون بحسب ما يرغب ويفهم ايضا وهو حُر وخاصة أنت تعيش في بلد الحرية والرب معكم آمين ومع كل المسيحيين وغيرهم لأنارة عقول البشرية .
مسعود هرمز النوفلي
31/1/2011

30
الآشوريون لا يحتاجون الى اثبات الوراثة والنسب !
مقدمة
هناك وارث حقيقي ومعروف وهو أن ابن الأرض الطيبة الذي تطعنه الكتابات المُضلّلة والمُزيّفة وتستكثر عليه تاريخه ونسَبَهُ الأصيل بدون خجل . وهناك من يدّعي الوراثة وكأنه الوارث الشرعي ، ومن يدعي ذلك عليه الأثبات أمام المحاكم المدنية والشرعية والعالم .
 مقالة قصيرة تعطينا الأدلة لمن يستحق الإرث والأرض بغض النظر عن الأسماء حتى لو أتت من كُتاب مأجورين ومُزورين ومرتبطين بحركات وأحزاب لا يعلم الا الله مداها الوسخ .
الأخوة الأعزاء آشور بيث شليمون وأوشانا:
لا تأبهوا للكتابات المُغرضة التي يطلقها بعض الحمقى بين الحين والآخر لبعثرة الشعب وتمزيقه ، كل شئ إتضح وأصبح مكشوفاً ولا داع للرد على هكذا كُتّاب مهما كانت القابهم ، دينية أو علمانية أو أستاذية جامعية مُزوّرة ، كل شئ ينفضح عاجلا أم آجلا وما على الأخوة إلا الأنتظار والتريّث لكشف كل الحقائق من المتاحف الأجنبية ومن التراث الأصيل الذي بقي شامخاً في الوطن . النَسَبْ لا يحتاج الى بُرهان ومن يرغب بنفي ذلك ويتمادى في خداع الناس عليه الذهاب الى متاحف العالم لأسقاط كل البصمات الآشورية الموجودة فيها وهيهات إن أستطاع ذلك الى يوم القيامة والبوق الأخير .
المتحف البريطاني في المصدر (1):
 يعطينا آلاف الشهادات الموثوقة التي تتحدث لنا وبقوة عن بلاد آشور العظيمة  ورموزها وهذه الدلائل والوثائق لا تستحي من أحد لأن أحكامها لا تحتاج الى برهان أواللف والدوران حولها ، انها موضوعة ومحفوظة في أرقى مخازن العالم ، لا يستطيع من يدعي العكس انكارها وتزييفها حتى لو أعطيت له جميع الألقاب العلمية المُزيّفة . انظروا الى ما موجود في الغرفة رقم 6 وأطلعوا على آثارنا التي لا مثيل لها في التاريخ : الرابط (1) :
http://www.britishmuseum.org/explore/galleries/middle_east/room_6_assyrian_sculpture.aspx
 أفحصوا على الرابط (2) ما موجود في الغرفة رقم 10 أ من تحف فنية نادرة وهي هدية الى كل المُشككين وناكري الحقائق العلمية: الرابط (2) :
http://www.britishmuseum.org/explore/galleries/middle_east/room_10a_assyria_lion_hunts.aspx
 شاهدوا الأفلام القصيرة التالية عن التحف الفنية الناطقة التي يعجز الأنسان التمعُن بها وتخيّلها في ذلك الزمان الرابط (3) والرابط (4) :
الرابط (3) :
http://www.youtube.com/watch?v=DnK8txnGYCE
الرابط (4) :
http://www.youtube.com/watch?v=Lzr6atcDk_I&NR=1
الباحثين عن الحقائق ليذهبوا الى متحف اللوفر في فرنسا على الرابط (5) ليحكموا بأنفسهم ولا يُكابروا على الآخرين :
http://wn.com/assyrian_artifacts_in_Louvre_Museum_France
وأخيراً يأتي الأستدلال بما نُشاهده في أحد متاحف أمريكا على الرابط (6) لكي يتحقق المتهورين بما يقرأوه ويتحققوا بهِ من بصمات نادرة عن تاريخ شعب حي بدون مُكابرة : يُرجى النقر على الصفحات المتعددة لأستكشاف كل ماهو رائع وفني لا يُضاهيه أي فن آخر في العصر الحديث .
http://fiveprime.org/hivemind/Tags/assyrian,museum/Interesting
1- من يصبح قاضياً شرعيا عليه ان يكون أميناً ومُحايداً وصادقاً في التحليل والتشخيص لكي يُبرهن للعالم بانه حُر وغير مسلوب الأرادة ولا يعمل تحت تأثير هذه الجهة (س) أو تلك الجهة (ص) وأن تكون كتاباته مبنية على الأسس العلمية والتاريخية الأصيلة وليس على كتابات ذوي الأهداف الغير نبيلة والأقصائية . هل يستطيعون انكار كل ما هو موجود في متاحف العالم؟ ، الروابط التي ذكرتها معدودة ومحدودة جدا أما الكثير والكثير لا زال مخفياً وأحياناً لا يُسمح للزائر مُشاهدة كل ما يرغب به أو الدخول الى بعض الغرف !!! متى تعود آثارنا الى أعشاشها وأماكن ولادتها لكي تحتضنها أرضنا ويحتفل شعبنا بقدومها؟   
2- الذي يكتب لمصلحة شعبه وإخوته الكلدو آشوريين السريان ، الكلدان السريان الآشوريين ، عليه أن يكون أخاً للجميع وغير مُنحازاً لهذا الطرف أو ذاك وخاصة إذا كانت جنسيته غير عراقية ، لأن البعض يطرحون أموراً وهُم من خارج أطياف شعبنا ويتوقعون بذلك بأنهم يُقدّمون النصائح والأرشادات في الوقت الذي يطعنون بالبعض نكاية بالآخرين وهذا حسب اعتقادي غير جائز أبدأ لأنه سوف يُؤخذ من جانب التدخل في ما لا يعنيه ، فمن الأفضل الكف عن ذلك وأبناء شعبنا يعلمون مصلحتهم العليا وينظرون الى مثل هكذا أشخاص بكل استهزاء ، حتى وإن أيّده البعض من أبناء شعبنا ولكن الغالبية تعلم جيداً وتكره كل الألاعيب التي يأتي بها لشق الصفوف .
3- عندما ننظر الى آثار نينوى والشرقاط والحضر واربيل والنمرود وقُرى سهل نينوى وقرى الشمال العراقي وغيرها الكثير ، نلاحظ آلاف الشواخص الأثرية والتلال المحيطة التي كانت المراصد العسكرية الى الأمبراطورية الأشورية ولا تحتاج الى برهان أو اثبات شرعيتها من أحد ، حتى لو تتوجه الى مناطقنا كل المحاكم الدولية فانها سوف تقول هنا كانت بلاد آشور ، لا يستطيع أحد إثبات العكس وانكار الحقائق والكتابة عكس تيار التاريخ . شاهدوا الصور في صفحات الرابط (7) :
 http://www.pbase.com/bmcmorrow/bm_assyria&page=1
 الخلاصة
بقوّة أحفاد هذا الشعب العظيم أنتشرت المسيحية في بلادنا وفي أنحاء عديدة ودول بعيدة الى أن وصلت إلى أفغانستان والهند والصين ومنغوليا واليابان وروسيا وأندنوسيا وقرغيزستان وأمثالها ، وعلينا الأعتراف بما حققه آباؤنا في الأيمان عندما نقلوا البشرى الى ربوع الدنيا ، ويجب ألّا نتحدث بما يُسيئ الى أولئك العباقرة في اللغة والتراث والشعر والبناء الروحي قبل البناء الحجري .
مسعود هرمز النوفلي
14/1/2011

31

مشروع جمع وانقاذ شعبنا : في الأعادة إفادة

المشروع التالي كُنت قد طرحته في المواقع بتاريخ 21/5/2010 وفي موقع عنكاوا على الرابط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,415082.0.html
أكرر كتابة المقالة وطرحها أمام إخوتنا المسؤولين للفائدة العامة وهم مُجتمعين حالياً من أجل الوصول الى الهدف الذي يخدم شعبنا وشكراً .
المقدمة:
المسيحي يبني دائماً ولا يهدم ، يكون وطنيّاً قبل أن يكون طائفياً ، يرفع علم بلدهُ قبل أن يرفع علم حزبهُ أو طائفته أو عشيرته ، يكون نموذجاً في جمع الأخوة ، يتألم عندما يرى خُطط البعض في تمزيقهم وفصلهم الواحد عن الآخر بحواجز مُصطنعة وأفكار دخيلة ، يتمسك بالمحبة التي يدعو اليها ربِهِ ويكون قلبه مُحرّكاً فاعلاً ومُؤثراً من أجل عمل الخير وتقارب وجهات النظر بين اخوته بعيداً عن المصالح والأعمال المُفرِّقة . المسيحي مُتسامحاً ومرناً في التعامل وقبول الآراء ومُناقشتها مع الزميل الآخر ومن مُختلف النماذج لخير الشعب المظلوم ، المسيحي يحب قريبه وصديقه مثل نفسه ، وأخيراً المسيحي يكون مُضحياً بذاتهِ من أجلِ الآخرين ومن أجل إحقاق الحق وبهذا يكون قدوة للجميع في بذل ذاتهِ ، وعندما يصل الى بذل الذات سيكون مُنتصراً ومُقتدراً ومُحارباً المادة والإله الآخر (المال) الذي يلعب دوراً اساسياً في شق الصفوف والتجزئة .
لماذا المشروع ؟
التاريخ يعطي لنا أمثلة حية عن شعوب كادت أن تنقرض وتزول لولا قادتهم الذين وضعوا نصب أعينهم إحياء لغاتهم وتراثهم وانشاء أوطانهم ، والأدلة على ذلك موجودة في اجتماعاتهم وقراراتهم وتوصياتهم وكيف تحقق لهم ما أرادوا . والآن ، ونحن نعيش بين الأضطرابات الداخلية التي بدأت تؤثر بشكلٍ واضح على وجودنا واستقرارنا في هذا العصر ، ومن أجل القضاء على جميع الضائقات والمُسببات التي تُجابهنا في الوصول الى تنظيم حياتنا الداخلية لنكون شُركاء في الوطن وإدارة مُجتمعنا المسيحي بالحُكم الذي نرغبه بعيدين عن التأثيرات والضغوط  التي تحاول النيل منا جميعنا ، وايماناً بوحدة ومصير شعبنا الواحد واسهاماً في نهضته ، ومن اجل بناء الذات الحقيقية المستقلة فكراً وإرادة حاضراً ومُستقبلاً ، عليه أقترح الى جميع المسيحيين في وطننا العراق الغالي المشروع التالي :
مشروع جمع وانقاذ شعبنا
 يلتقي جميع المسؤولين ومُساعديهم ، من الكلدان الآشوريين السريان والأرمن المُهتمين بالشؤون المسيحية من السياسيين للعمل في اعداد مبادئ مُشتركة من أجل الحوار الأخوي البنّاء ولا بأس من استشارة آبائنا العلماء الأفاضل من مُختلف الكنائس في اعداد وتنفيذ هذا المشروع. تستطيع الجهة التي تؤيد هذا المقترح وترغب العمل به وتُسانده وتدعمه القيام بمُبادرة الدعوة الى لم شمل الأخوة من أجل عقد أول اجتماع تشاوري ليكون نقطة انطلاق البداية .
2- الجلوس سوية لحل المشاكل التي تنخر الشعب عبر مناقشات أخوية بروحية المسيحي الذي تكلّمنا عنه في المقدمة وبحث كافة السُبل الكفيلة للقضاء على التفرقة والتجزئة لكي يصبح المسيحيين عائلة واحدة متمتعين بحُكم ذاتي خاص بهم في كافة مناطق تواجدهم .
3- أن يفهم الجميع مسؤولياتهم الأخلاقية تجاه إخوتِهم الآخرين وتنظيم شؤونهم وعلاقاتهم التي لا تتقاطع مع الأخوة في الوطن وذلك لخدمة الشعب بأجمعه ، أي أن يفهم المسيحيين عملهم فيما بينهم من جهة ، وتعاون المسيحيين مع الآخرين من جهة أخرى وهنا يتفرع العمل الى قسمين الأول اخلاقياتنا وسُبل حياتنا فيما بيننا وضمن منطقتنا كجزء من الشعب ، والثاني فيما بيننا ومع الآخرين الذين يعيشون معنا في الوطن .
4- بحث صيغة مشتركة يتفق عليها الجميع بان يكونوا مُحايدين أي على الحياد الأنساني التام مع الأخوة الآخرين من غير الكلدو آشور سريان والأرمن وهذا التحييد أو عدم الأنحياز يجب ان يسري على الجميع من اجل المصالح العليا للشعب الواحد . أي لا نتدخل في شؤون الغير ولا نسمح للغير ان يتدخل في شؤوننا ، أو أن يكون وصياً علينا . وقوفنا على الحياد التام يعطينا الشخصية المستقلّة التي تُقرر كل ماهو مفيد لنا من غير اكراه أو ضغط أو تبعية .
5- اعداد مسودة مُشتركة يتفق عيلها الجميع ويُعترف بها بأننا شعب واحد كلدو آشور سريان وعدم القبول بأية صيغة أخرى تُعارض الأسم مع اعطاء الحق الى الأخوة الأرمن في تحقيق اختيارهم . ومن هذه المسودة يجب ان تنبثق جهة رسمية أو نستطيع تسميتها لجنة عليا تُمثل شعبنا وتصبح الناطقة باسمهِ في داخل وخارج العراق وفي جميع المحافل الدولية . تكون هذه اللجنة بمثابة حكومة وقتية لهذا الكيان الوليد .
6- الأرتقاء باللجنة المذكورة في الفقرة السابقة وبالتعاون الجدّي مع الفائزين في الأنتخابات الأخيرة لتشكيل برلمان مُصغّر خاص بالمسيحيين العراقيين من مُختلف الطوائف ومن جميع مناطق العراق بما فيهم الأرمن وتمثيلهم الحتمي ودعمهم . يقوم البرلمان الناشئ بتحديد النقاط التي يشترك فيها الجميع وبعد الأتفاق على ما هو مشترك بين المسيحيين تبدأ الخطوة التالية في العمل الحقيقي الجاد من اجل الوصول الى أية صيغة أو اسم يشمل المسيحيين وتكوين حكومتهم المقبلة .
7- الأتفاق بعدم تجزئة المواقف والخطابات والتحالفات مع الآخرين وأن تكون جميع الأتفاقيات وصيغ التعاون مركزية ومن الجهة الرسمية التي تُمثل الشعب كُلّهِ والتي ستكون الناطقة باسمهِ.
8- التشاور مع الأخوة الأيزيديين والصابئة وغيرهم بدراسة امكانية تقديم طلب رسمي الى السلطة في العراق من أجل خلق وزارة جديدة في الدولة العراقية تعني بشؤون العراقيين من الديانات الغير مُسلمة لتصبح حلقة الوصل والأتصال بين الطوائف الغير مُسلمة والسلطة المركزية . من مُهمات هذه الوزارة العمل على تحقيق العدالة للجميع بدون النظر الى الديانة ومن ثُم العمل لتأمين حرية العقائد في البلد الديمقراطي واشراك الجميع في كل النشاطات الخاصة باعمال الدولة بدون تمييز أو اكراه وخلق روح وطنية عالية لغير المسلمين بالتعاون والشعور العالي بالمسؤولية لخدمة الوطن الواحد .
9- اعداد دراسة تفصيلية عن الأحصاءآت الرسمية للمسيحيين في العراق وطوائفهم وأماكن تواجدهم وكوادرهم العلمية والأدبية وكافة امكانياتهم الأقتصادية بأطلس خاص بهم . والعمل فوراً على توظيف العاطلين وايجاد فرص العمل للقضاء على جزء كبير من المشاكل التي يعاني منها ابناء شعبنا .
10- تشكيل لجان لأحياء كل ما يتعلق بأهداف المشروع من حيث احياء لُغتنا وأمنها وسلامتها ومدارسنا التعليمية والمهنية وجامعاتنا وطرق حياتنا وبناء مُستقبلنا الجديد الذي سيصبح درعاً قوياً للعراق ومثالاً حقيقياً للتعايش السلمي المشترك بين السكان من كافة الديانات في البلد .
11- اعداد دراسة خاصة بالمناطق والأراضي التي تجاوز عليها البعض من اجل اعادتها الى أهلها وتعويض المظلومين إن اقتضى الأمر . والعمل على تشجيع بناء المُجمعات السكنية وكل ما يتطلب من الخدمات الصحية والطرق والجسور والمياه وغير ذلك .
12- العمل على اصلاح الأراضي الزراعية وتحسين الأقتصاد وتشجيع زراعة الأرض وفتح حقول تربية الدواجن والحيوانات بالأضافة الى الأهتمام بالصناعات المتنوعة .
وفي الختام يلتزم الموقعون على المشروع بتأدية جميع المتطلبات الخاصة بهِ من اجل انجاحه بامانة ونزاهة وأن يكون الجميع متضامنين بالأفكار والأعمال لأنجاحه بالرغم من التعب والصعوبات والمشاكل التي قد تواجه هذا المشروع وبهذا نكون قد جمعنا شعبنا وأنقذناه من الضياع والأندثار ، والله الموفق .
ملاحظة : لقد قُمت باعداد هذه المسودّة بعد أن أطلعت على " شرعة العمل السياسي في ضوء تعاليم الكنيسة وخصوصية لبنان بحسب الرابط التالي وشكراً "
http://www.nowlebanon.com/Library/Files/ArabicDocumentation/NOW%20Documents%20Template%20Church.pdf
مسعود هرمز النوفلي
9/1/2011

32
قرص الشمس البابلي

مقدمة:
لنقرأ بعض الآراء والكتابات عن شعار الشمس البابلي الذي يستخدمه البعض . ماذا يقول المختصين وذوي الشأن في هذا المجال .
1- يقول الدكتور سعد الجادر من لندن في المصدر (1) عندما يتحدث عن أصل قرص الشمس البابلي ما يلي:
" استخدمت الأشكال المشعة في بلاد الرافدين مند عصور قديمة ، ووجدت نمادج منها في زينة اواني فخارية لثقافة عصري حَلَف حوال ( 6000- 4500 ق . م ) والعُبيد حوالي ( 5500 -4000 ق . م ) .
حمل قرص الشمس عدة معان ، كرمز للخصب والحياة والطاقة والعدل ، وهو يمنح الإنسان اهم ملامح الحيوية والنشاط .
قرص الشمس هو رمز الإله البابلي ( شمس) وقد ظهر هذا الرمز في العصر الأكدي واستمر حتى العصر البابلي الحديث ، أي بين (2390-539 ق . م) . لكن أكثر نماذج قرص الشمس إثارة ، هو لوح حجري من سبار( أبو حبة) محفوظ في ( المتحف البريطاني) ، يعود تاريخه ألى (870ق . م) ، يصور تقديم الملك البابلي نبو-ابلا-أدينا-إلى ألإله شمس .
 ومن أبرز أشارات الإله شمس ، وقوف حمورابي ملك بابل في مسلته الشهيرة عام (1750ق.م) أمام الإله شمس يتسلم منه القوانين الداعية للعدالة والإنصاف ، وقد تواصل استخدام الأشكال المشعة في الثقافة الإسلامية وخاصة قي التكوينات الهندسية الفريدة في لغتها الزخرفية وأبرزها الأطباق النجمية التي ازدانت بها سطوح العمائر والتحف المنقولة .
واتخذت جمهورية 14تموز 1958م من الشمس شعاراً لها ، ومن النجمة الثمانية مفردة مركزية من رموزعلمها ".
المصدر
(1) :
 http://maakom.com/site/article/68
2- لنقرأ ماذا كان جواب المصدر الديني الشيعي لممثل الرئيس السابق بخصوص رفع شعار الشمس من الحُسينيات : المصدر (2)
.....على ضوء كتاب الرئيس تم عقد اجتماع في بغداد بين وفد يمثل السيد الخوئي برئاسه نجله السيد عبد المجيد ، ولجنة برئاسة مدير الأمن العام وعضوية العميد خيري جلميران والعقيد سعدون صبري والعقيد نوري مدير أمن النجف والمقدم طاهر الحبّوش ، وبدأ مدير الأمن العام الحديث بالسؤال عن سبب انزعاج السيد الخوئي ، ودار الحوار كما يلي :
- السيد عبد المجيد : أزعجت السيد أمور عديدة منها أن الدولة فرضت مبلغ عشرة آلاف دينار كرسوم كمركية على خمسة وعشرين جهاز تبريد مهداة إلى الحوزة من خارج العراق .
- مدير الأمن العام : أنت تعلم بأن الدولة لم تخصم شيئاً من مبلغ مليون وأربعمائة ألف دولار ومعها ستمائة ألف دينار كويتي كانت مرسلة من السيد الكاظمي في الكويت عبر مركز سفوان الحدودي كحقوق شرعية للسيد الخوئي ، ولكن أجهزة التبريد هذه دخلت باسم مواطن عراقي فلا بد أن تخضع للقانون ، فلماذا تنزعجون من مبلغ لا يستحق الذكر بينما الدولة لم تنزعج من ملايين الدولارات الواردة؟
 
- السيد عبد المجيد : نحن نعتذر ولم نكن مقدرين للأمر . هناك مسألة أخرى وهي أن وزراة الأوقاف أشعرت وكلاءنا بضرورة تغيير شعار الشمس المرفوع فوق الحسينيات وتبديله بالهلال إسوة بالجوامع ، ويقول السيد أن شعار الشمس بابلي وشعار الهلال يمثل عصر الإستعمار التركي ، فلماذا هذا الإجراء غير المدروس؟
- مديرالأمن العام : هل تؤيدون أن نرفع مقترح باسمكم لوزارة الأوقاف لتغيير الهلال من فوق منائر الجوامع والشمس من فوق الحسينيات ووضع لفظ الجلالة (الله) مكانهما؟
 
- السيد عبد المجيد : أفضّل ترك الموضوع لوقت آخر.
المصدر (2) :
http://www.albasrah.net/ar_articles_2010/0410/hakim_190410.htm
3- البحث التالي وقد ترجمته من الأنكليزية ، يوضح لنا تاريخاً مُهماً عن قرص الشمس بما يلي : المصدر (3) :
http://www.abovetopsecret.com/forum/thread643067/pg1
السماء العائمة
يعود رمز الشعوب الأكثر هوسا إلى العصر الحجري وهو ما يسمى ب "عجلة الشمس". هذا هو أحد
الرموز التي وجدت في جميع أنحاء العالم ، من الهند إلى ايرلندا ، ومن أمريكا الجنوبية إلى سيبيريا.
هذا المقال يقترح بأن عجلة الشمس التي هي ، "عربات النار"و "قرص الشمس المجنح" هي واحدة ونفس الشيء : الأجهزة البدائية التي تحلق خارج الأرض قد أُستخدمت من قبل البشر أو التكنولوجيا المتقدمة.

 

في الصورة تظهر عجلات الشمس حوالي سنة 2000 قبل الميلاد

والسبب الذي يجعلنا أن نؤمن بذلك بيقين شبه تام هو أن"عجلات العربة المزودة بالأشعة"، " أقراص الشمس المجنحة "، "الأقرص الضوئية"، "عربات النار"و "عجلات الشمس " تشير إلى الشيء نفسه ويمكن ان يكون هذا السبب قد جاء من الكتب القديمة التي نرجع إليها في هذه الكلمات المختلفة ، ولأنها تظهر أحيانا مع ، وأحيانا من دون أجنحة ، ومن المعقول أن نفترض أن بأن هذه ألأجنحة وضعت لبيان " أن هذه الأقراص تطير!". على النحو الذي اذا ما اراد القدماء للتأكد من أن الرسائل قد تصل بفترة طويلة من الزمن ، من خلال إضافة ألأجنحة .

أما الجزء المُدوّر ماهو إلا عجلة شمسية ناطقة. أنا تصور أنه جنبا إلى جنب مع الصليب (" شمس الصليب الناطقة ") تعني أن الرمز الديني للصليب قد نشأ أصلا من عجلة ذي الأشعة الأربعة الناطقة أو من عجلة الشمس ذي الثمانية أذرع الناطقة.

أن عجلة الشمس الناطقة لها ارتباط مع الإله ترانيس (Taranis ) ، إله الرعد. ويكون ذلك مُدهشاً حقاً عندما نُشاهد ارتباط ذلك مع إله الاناضول (تركيا القديمة) الإله ثارون ( Tharun) حامل الثقافة . وأن الإله ثانور له علاقة مع مختلف الأقراص الشمسية . أما "الرعد" فأنها من الممكن تشير إلى ضجيج الأقراص التي تطير عندما يُكسر حاجز الصوت. في الأساطير السلتية (Tharanis ) تُسمى أيضا "عجلة الله" و "سماء الله"لانه قد طار في السماء في عجلة. أن عجلة تارانيس ( Taranis)هي من الثمانية أذرع الناطقة والمزودة باسلاك. هذا الاسم يشير إلى وجود صلة محتملة مع الإله تارا.
الرسم التالي يوضّح لنا أثراً بابلياً قديماً حيث تظهر فيه الشمس المجنحة وكأنها تطير على ارتفاعٍ عالٍ فوق شخصين . لقد اخترتُ هذا الشكل من عدة مئات من الصور لأنه تظهر فيه عجلة الشمس بجانب الشمس ، ان هذه الصورة وغيرها من الصور تبين أحدى العجلات الشمسية بجوار الشمس والتي تُناقظ وتدحض ادعاء الجيولوجيين وعلماء الآثار والمؤرخون بأن " أحدى العجلات الشمسية هي احدى النماذج القديمة للتعبير عن الشمس ".

  

الرسم الأخر من بلاد بين النهرين الذي تظهر فيه مختلف الأجسام الطائرة  ، أحدهما العجلة الشمسية والآخر الأسطوانية المجنحة كما نلاحظ في تحت .
 

أما الرسم الآتي فهو من الهند  الى عربة ذات الأسلاك الداخلية  ، الهنود في الحقيقة يُسمونها شمس الله أو ( إله الشمس) .
 

عندما ندخل دوائر المعارف عن آلآلهة الشمسية سوف نجد أن الله قد ظهر على كل جزء من هذا الكوكب.

لقد تم العثور على العملة التي تسمى "بيو "(Pyu Halin ) في بورما والتي تعود الى الشعب "بيو"، الثقافة التي انقرضت ولا وجود لها الآن. ويعتقد أن بناة بيو القُدامى كانوا أكثر تقدما من الأجيال اللاحقة والبوذية النابعة من تلك الثقافة.
 

ومن أجل إظهار وتوضيح الترابط مع الأمريكيتين، ندرج الصورة التالية للفكرة البدائية القديمة عن حضارة المايا إله الشمس :

 

الأقراص الطائرة الآشورية القديمة :
يمكنني الآن استخدام الصورة الأولى والتي يظهر فيها أحد الركاب ، والثانية التي تُشير وتتكلم عن عجلة الشمس الأصلية  كما نرى ذلك في جميع الثقافات البدائية القديمة ، ولكن مع ألأجنحة المضافة اليها. أنظر الصورتين أدناه :

 





 


 


وهذا يجعل من أن قرص الشمس البابلي يوضّح لنا ميكانيكية  أكثر من الطائرة : انظر الصورة تحت :


هذه الصورة هي للإله  اهورا مازدا  ( God Ahura Mazda ) :


وأخيرا، هناك أُستُخدامين الى عجلة الشمس في العصر الحديث ، الأول هو الرمز الغامض للنازية  الذي يُسمى الشمس السوداء (وباللغة الألمانية يتم اختصارها بحرفين س س). وهذا قد جاء من القلعة الألمانية ( Wewelsburg ) ، وهو المقر الرئيسي الى س س. لقد أنبثق من القرص البدائي القديم زير" Zierscheibe " الذي كانوا يضعوه في المقابر لمساعدة صعود القتلى ، وهذا هو العرف أو التقليد الذي يشترك مع الصينيين القدماء الذين كانوا يضعون الأقراص الثنائية.

 

أما الثاني فهو في الفاتيكان ، في منتصفه ترتفع مسلة. وهو على شكل عجلة ذي الثمانية أذرع كما نلاحظ ادناه :   
 

هناك الكثير الذي يجب أن يُكتشف بشأن هذا الموضوع ، أنا لم أُقدّم سوى غيضٍ من فيض. وإنني أتطلع إلى الآخرين لأكتشاف المزيد عن هذا اللغز.
وختاماً فأن العالم كُلّه قد تغيّر وخلق له أعلاماً جديدة تليق بهِ وخاصة بعد انتشار الأيمان المسيحي ، والدليل هو أعلام الدول التي نُشاهدها الآن ، أما شعبنا الكلداني السرياني الآشوري فلا يزال يبحث عن الأسم الضائع والعَلَم الضائع ويعود الى نشر أعلام مضى عليها آلاف السنين ويتباهى ويتغنى بها غير مُكترثاً للتطور والتقدم وكل واحد يُغني على ليلاه عندما يسمع زئير الأسد .
اعداد وترجمة
مسعود هرمز النوفلي
7/1/2011


33
العراقي حامل الجنسية الأجنبية ومستقبل المسيحيين في العراق
بأسف شديد يقوم البعض من ابناء شعبنا المغتربين والحاصلين على الجنسيات الأجنبية من الدول الأوربية وكندا وامريكا وأستراليا في تقديم الوصايا والأرشادات لأخوتهم في الوطن الذين هُم تحت المطارق المختلفة والمتنوعة ، ويعتقدون بان أعمالهم تصب في المصالح الخاصة بتقرير المصير وينسون ما قد أقسموا عليه عند حصولهم على الجنسيات الأجنبية . أغلب الذين غادروا العراق كانوا مُجبرين من أجل الخلاص وانقاذ أرواحهم وعوائلهم لأسباب كثيرة ومُتعددة ولضروف العراق القاهرة ومن هؤلاء من عاد الى بلده فعلاً ، وقد يكون هناك من ينتظر ليرجع من حيث جاء حتى لو كان حاصلاً على الجنسية الأجنبية ولكل حالةٍ حديثاً طويلاً ، من حق الأنسان تقديم المشورة والنصيحة وتبادل الخبرات أينما كان ولكن للأسف هناك من يُبالغ ويرغب في أن يصبح الوصي وصاحب القرار وهو بعيد جداً عن الواقع الذي يختلف كلياً عما كان هو فيه ، التفكير الصائب هو بالنظرة الشمولية لكل وقت وزمان وخاصة عند الشخص الذي يعيش في رفاهية وديمقراطية وبعيد جداً عن القتل والأرهاب والأضطهاد . ولو نُقارن ما كان عليه العراق عندما غادره إخوتنا وما هو عليه الآن سنلاحظ الفروق الشاسعة جدا ومنها التي لا تُطاق أبداً وإخوتنا صامدين مُكافحين مُلتصقين في الأرض ، الى جميع هؤلاء الأخوة والأخوات الراغبين في وضع الأمور في نصابها أقول : لقد أتحفني أحد ألأصدقاء بقانون البلد الذي هو فيه ، وبعد أن أطلعت عليه أرغب بالتذكير بما يلي لكي لا تتم المزايدات الكلامية والخطابات عن الأمة والقومية وهُم قد أقسموا ليصبحوا بعيدين عنها الى الأبد . سؤال يُمكن توجيههُ الى القوميون الجدد ومنهم بعض رجال الدين الأفاضل الذين بدأوا بوضع بعض الصور للآلهة القديمة والحيوانات وتعليقها بدلاً من الصليب وصور القديسين وصور تراثنا الأيماني الأصيل ، انهم يضعوها في مداخل الأماكن العامة وقاعات الكنائس . هل هو الجهل والعودة الى الرجعية والتخلف بعينه ، أم هو التباهي بما قامت به الشعوب التي رفضها الله عندما أمر ابونا ابراهيم بتركها وتنظيف اقدامه من ترابها؟ هل أنتم أحفاد أولئك الوثنيون أم أحفاد ربِّنا يسوع المسيح ؟ وكما قال أحد الآباء حديثاً في مقالته ، أنتم تُجاهدون في استخدام ايمانكم ودينكم لخدمة القومية والطائفة وليس العكس !!
لقد ترك أبونا ابراهيم وطنه لأسباب الرذيلة والوثنية وعبادة الأصنام والسقوط الأخلاقي وأطاع أمر الله ، والآن يأتي البعض ليقولوا الى ابناء ابراهيم عودوا الى مكان أجدادكم لأن الله حاشاه كان قد أخطأ بحق ابراهيم عندما أخرجه وكان هو "الغلطان"!!!
من يحصل على الجنسية الأجنبية يُقسِم بأن يصبح مُخلصاً الى بلده الجديد بكل تفانٍ وأن يصون حدوده ويُدافع عنها وبنفس الوقت يجب أن يتخلى عن تقديم الولاء والطاعة الى أي بلدٍ آخر في العالم والنص يقول بالضبط " لجميع البلدان الأخرى ".
من يحصل على الجنسية الغير عراقية لا يحق له تقرير مصير ومستقبل مسيحيي العراق أبداً لأنه سيعمل بازدواجية المعايير وبحسب مصالح بلده الثاني ، أعتقد من الأفضل له تقديم مشورته الى البلد الذي اكتسب جنسيته وقدّم له الطاعة بعد أن رفع علمه الجديد وتخلّى عن العلم العراقي المرفوع على صدره .
حامل الجنسية الأجنبية يُدافع عن دستور بلده الجديد وقوانينه السارية ويُقدم الولاء للخدمة في جيش بلده الجديد ضدَّ بلده الأصلي وأبناء جلدته بكافة أطيافهم ، فكيف نقبل أن ينصحنا ويُقدّم لنا الأرشادات وهو يُحاربنا وإذا لم يكُن هو فهناك بالتأكيد أحد أبنائه أو اقربائه !! حتى رجل الدين يُقسم الولاء والطاعة الى البلد الذي يحصل على جنسيته فكيف نثق بما يطرحه القومي الجديد الذي أصبح معروفاً؟ ولا ننسى بأن هناك من غادر العراق ولا يرغب في الحصول على أية جنسية لأنه قانعٌ ومكتفي بجنسية بلده ويحمد الله على ذلك ورُبما يُفكّر بالعودة الى نينوى النبي يونان والقوش النبي ناحوم وما بينهما وبجوارهما.
بارك الله في ابناء شعبنا مُجتمعين ومُقررّين بالغالبية وقلوبنا معهم في كلِّ قرار .
مسعود هرمز النوفلي
7/12/2010

34
هل يشبه العراق بئر الأفاعي؟

قبل أن ينتقل رئيس يوغسلافيا (المصدر 1) الى العالم الآخر أوصى من كان حوله وقال الجملة التالية " لا تنزعوا الحجر الذي وضعته فوق بئر الأفاعي " . المصدر (2) .
هذا الرئيس كان من مواليد 1892م ، عمل حداداً في بداية شبابه والتحق بالجيش النمساوي سنة 1914م في بداية الحرب العالمية الأولى وفي سنة 1919م عاد الى بلده يوغسلافيا وعاش في منطقة كرواتيا ، أسس حزب شيوعي في منطقته وبعد أن علمت السلطات بذلك وضعته في السجن وتم اطلاق سراحه وغادر الى روسيا ومن ثم عاد مرة اخرى الى وطنه بعد احتلاله من قبل الألمان في الحرب العالمية الثانية .
بعد انهزام النازية صعد اسم جوزيف تيتو وأقترب اليه الروس ، بالرغم من ايمانه بالشيوعية كان يرغب في وضع فواصل وحدود مُعينة من أجل المصالح المشتركة بين يوغسلافيا وبين روسيا بسبب الوضع الخاص الموجود بين السُكان في منطقة البلقان " بئر الأفاعي " التي سماها هو بنفسه ولكن الأمور تطورت وتم فصل جوزيف من الحركة الشيوعية العالمية وأصبح قائداً اشتراكياً من نوعٍ خاص وحاكماً قوياً لبلده 35 عاماً .
لقد وضع أسس حركة عدم الأنحياز مع جمال عبدالناصر والزعيم الهندي جواهر لال نهرو وغيرهم وكان يقود الحركة بكل شجاعة أمام القطبين الأمبريالي والشيوعي .
توفي جوزيف تيتو سنة 1980م وهو على فراش الموت أوصى من كان حوله من المسؤولين وقال لهم " لا ترفعوا الحجر الذي وضعته فوق بئر الأفاعي 35 سنة وأكد على بلد البلقان يوغسلافيا ، وحذّر مَنْ كان حوله بعدم رفع الحجر الذي هو الضمان لوجودهم وحياتهم كدولة موحدة بشعبٍ واحد ."
هل كانت توصية قائد شعب يوغسلافيا منطقية ومقبولة لِمَنْ حوله آنذاك قبل وفاته ؟
لكل مسؤول أو حاكم هناك ألآلاف من المناوئين له الذين يرغبون بالتغيير ، وبنفس الوقت هناك الآلاف من المؤيدين له وهناك بيْنَ بَيْنْ ، ولكن هل كلام الرجُل القائد يتشابه مع وضعنا وبلدنا ؟ أترك الأجابة لكل من يدعي بانه عراقي ومن بلد الرافدين من أعلى قمة وأبعدها في شمال العراق والى أبعد نقطة في جنوبه .
البلقان سمّاها الرئيس بئر الأفاعي ، وهي متكونة من ست مقاطعات هي: كرواتيا وصربيا ومقدونيا وسلوفينيا والبوسنة والهرسك والجبل الأسود ، لقد تأسست يوغسلافيا من عدة دول مُختلفة فيما بينها من حيث العِرق والقومية والدين والثقافة والعادات الشعبية واللغة وبدأ الرئيس تيتو بتوحيد هذه الدول تحت اسم جمهورية يوغسلافيا الأتحادية وبعد وفاته بدأت هذه الدولة بالأنهيار والتمزيق شيئاً فشيئاً وكُلنا يعلم أين كانت وأين أصبحت ، لقد انهارت من أول يوم دخولها الحرية ، والمجازر الرهيبة شاهدة على أرضِها وسوف يتذكر السكان بحزنٍ ما آلت اليها أوضاعهم ، فهل سيُفكرون في الوحدة والتماسك الوطني مرة أخرى وينسون ما حدث ؟ لقد كانوا يفتخرون بدولةٍ قوية صناعية حربية متطورة واصبحوا سبع دول بدلاً من ست دول التي اتحدت سابقاً وذلك بعد استقلال اقليم كوسوفو .
بعد أن دمّر هتلر يوغسلافيا ، جاء جوزيف تيتو وبناها باخلاص واصبحت بعد فترة قصيرة من أفضل الدول الصناعية والمتقدمة في العالم ولكن هذا العمل ما كان يروق للبعض وبدأت كل المؤامرت من المعارضة في الداخل والخارج وبمساعدة الغير وفجأة انهارت وتفككت ، وهنا يبدأ السؤال ، مَنْ رفَع الحجر الذي وضعه تيتو على بئر البلقان ؟ وهل لو كانت هذه الشعوب باقية تحت الدكتاتورية الحاكمة أفضل لها وأحسن مما هي عيله الآن ؟
لقد ذابت مثل الشمع تحت الشمس الحارقة ودُفِنَ إسمها ولا خيمة الآن باسم يوغسلافيا التي كان ظلّها ومحبّتها للجميع وأنتهت تلك الأمبراطورية من التاريخ الحديث والله يعلم الى متى يستمر ذلك . هل كان أساسها عند البناء من الرمل ؟
بالمقارنة مع العراق فأن الأساس يختلف تماماً وذلك لأن أساس العراق هو من الصخر القوي جداً ولا يُمكن أن يذوب ويتلاشى في ليلةٍ وضُحاها ولكن هناك مُؤشرات وتطورات غير مُريحة والخوف من أن البعض مُشارك في تدمير كل الصخور والأحجار التي بُني عليها العراق وبالتالي قد ينتصر المشروع الغير مرغوب فيه عند غالبية العراقيين ، فهل سينتصر الشر لا سامح الله ؟ إذا أنتصر سوف لا يكون للعراق اسماً إلا في الكتب والدراسات . علينا الأنتباه والحرص على بلدنا بعيداً عن المُحاصصات الطائفية القاتلة التي تؤدي الى تقسيم الشعب وتقسيم البيت الواحد والتفكك والضياع وعندها لا يفيد الندم ، لأن بالتالي يبدأ خطر التجربة اليوغسلافية بالأنعكاس تدريجياً وخاصة بعد رفع الحجر من البئر  بحجة الديمقراطية والتحرر واستقلال كل جزء بحسب العرق أو الدين أو المذهب وكما نعلم بأن العراق الحالي فيه من القوميات المتعددة مثل الفرس في بعض المحافظات الذين بدأوا بفتح المدارس وترسيخ وجودهم ورُبما سنرى في المستقبل توأم عربستانية أخرى وهناك العرب بمختلف توجهاتهم وهناك التركمان والطموحات الخاصة في الموصل وكركوك وهناك الكلدوأشوريين السريان وهناك الأيزيدية والشبك والأرمن والفيلية وبعض الفئات الصغيرة الأخرى ، فهل مثل هذه الأعراق والقوميات جميعاً كان يقصدها جوزيف تيتو ؟ وهل هي بلقان العراق الجديدة بحسب منطوق تيتو؟
الجواب لكم وشكراً .
نطلب من الرب أن لا نتشابه مع ما طرحهُ جوزيف تيتو قبل وفاته عن رفع الغطاء من بئر الأفاعي لأن العراق لا أعتقد بأن يصبح بلقان الأفاعي والرب أرحم الراحمين .   
مسعود هرمز النوفلي
30/11/2010
المصدر (1) :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D9%88%D8%BA%D9%88%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A7
المصدر (2) : جريدة العرب الأسبوعي :
http://www.alarabonline.org/previouspages/Alarab%20Weekly/2010/05/08-05/p07.pdf



35
الى الأستاذ سعيد شامايا المحترم

 نحن المستقلين عن التنظيمات السياسية والقومية كل من :

المدرس المساعد مسعود هرمز النوفلي ، ماجستير رياضيات ودبلوم معهد التثقيف المسيحي
المدرس الفنان وردا اسحاق عيسى ، بكالوريوس فن ودبلوم معهد التثقيف المسيحي
المهندس نافع البرواري ، بكالوريوس هندسة ودبلوم معهد التثقيف المسيحي
نؤيد نداء الأستاذ سعيد شامايا المنشور في موقع عنكاوا على الرابط التالي:

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,456986.msg4918540.html#msg4918540

نحن معه في الآراء السديدة لخدمة شعبنا المظلوم والمتألم في نيل حقوقه القومية في اماكن تواجده في الحكم الذاتي , 
ونرغب باضافة النقاط التالية على أقتراحه لكي يتم بحثها وتدارسها من قبلهم في هذا ألأجتماع وهي :
توحيد الجهود لكافة ألأحزاب والمنظمات الشعبية والتركيز على الوضع المأساوي لشعبنا المسيحي والأتفاق على قيام ألأحزاب والتجمعات المسيحية على صياغة جملة من المطاليب يتم عرضها الى الحكومة الجديدة التي سيتم تشكيلها عن قريب .
التركيز على وحدة الصف المسيحي الكلداني السرياني الآشوري لمواجهة الأخطار المشتركة .
الدعوة الى مؤتمر كنسي لكافة الطوائف المسيحية في العراق للنظر في المخاطر التي قد تُنهي وجود المسيحية في هذا البلد ألأصيل .
فنحن اليوم في مفترق الطرق "فأما أن نتّحد وننسى خلافاتنا السابقة (ولو مؤقت كما ذكر ألأستاذ سعيد شامايا) ونوحِّد كلمتنا بالمطالبة بحكم ذاتي في سهل نينوى , وهو بحسب رأينا ورأي الكثيرين من أبناء شعبنا , هو المخرج الوحيد لطمئنة شعبنا المسيحي للخروج من هذا النفق المظلم , أو الموت أو الهجرة وترك ارض ألآباء والأجداد , لأنَّه ما اتضح لنا من مُعطيات بأننا لن نستطيع العيش في ظل كابوس ألأرهاب الذي ليس هناك في ألأمد القريب ما يُشير الى زواله . كل الموفقية والنجاح الى الساعين للمحبة وتوحيد الصفوف ولم شمل الشعب وشكراً لكم .

36
المؤمنون يعيشون الذبيحة الحية
لقد أصبح لحم الشهداء القربان الحقيقي الذي يُمثل الخبز (البرشانة) في ذبيحة القداس ، وأصبح الدم الحقيقي البشري الشراب النقي الصافي بدلاً من الخمر الذي يوضع في الكأس ، وهكذا أختلط الماء والدم واللحم مع بعضها البعض بوصفة لا مثيل لها في التاريخ القديم والحديث في الكأس الموضوع على المذبح والصحن (البيلاس) المُهيئ لوضع الخبز ، فقد تم قبول هذه الوصفة من قبل الرب على المذبح المُقدّس الزكي لتصبح غُفراناً لذنوبنا جميعاً وعطيّة ذهبية للخالق الذي يعطينا رجاء القيامة من الموت ويوعدنا بالحياة الأبدية الجديدة مع الملائكة والقديسين والقديسات وجميع الذين أحبّهم الرب ، انه مُخطط الرب المُدهش والعجيب وكما يقول الكاهن في القداس " على هذا التدبير العظيم العجيب الذي حققته لنا نحمدك ونُمجدك دوماً في كنيستك المفتداة بدم مسيحك الكريم ، بألسنة مُطلقة ووجوه سافرة ، ونُصعد المجد والأكرام والشكر والسجود لأسمك الحي القدوس ..." .
كنيستنا الآن مُفتداة بكل قطرة دم أريقت من كل مسيحي والشواهد كثيرة كما تحدّث بها الناجون من المذبحة حيث وصل الأمر أن تُنظّف الأخت فَمِ أخيها من الدم واللحم المُتطاير الذي أصبح بين شفتيه ، وأخذت الأم الأخرى تسحب الشضايا المخلوطة باللحم والدم من جراح ابنها وهي غير مُصدقة لما تشاهده ، أما الأطفال والشباب خاصة الذين بُترت أجزاءً من أجسادهم وهم يصرخون الى باريهم ومُنقذهم رافعين عيونهم وأياديهم وهم في قلوبٍ صافية فقد أغتسلت أجسادهم الطاهرة بدمائهم وهم لا ذنب لهم ولا قوّة . هل يذكر التاريخ ذبائح متنوعة أكثر مما شاهدناه في الكنيسة وبين جدرانها وسقوفها وأوانيها المُعدّة للأحتفال الرهيب ؟ لقد أخذ الجلادين الرب في المساء وحاكموه في الليل ودفنوه ومرّ على شهدائنا الفيلم نفسه وبدلاً من المسامير التي دخلت أيادي وأرجل يسوع والحربة التي طعنت جنبه ، جاء الجلادين الجدد وغرزوا الطلقات والشضايا في أجساد الأحبة وقد جعلوهم يموتون في الليل ويُنزفون الدم والماء ويُدفنون مثل سيدهم المسيح ، الخزي والخذلان لكل الجلادين والمجرمين لأن المسيحية سمادها وبذورها أجساد ودماء هؤلاء الشهداء ، كما انتشرت المسيحية بعد المسيح ، هكذا سوف يصبح نورها ساطعاً أكثر بالرغم من كل المحن والمآسي وليعلم من لا يفهم بأن نور المسيحية لا ينطفئ أبداً .
المسيحية علّمتنا أن لا نقتل ولا نُعادي أحداً وأن نُصفح عن زلاتِ إخوتنا ولكن بنفس الوقت تُعلّمنا أن نهتف بصوتٍ عالٍ لنقول االى الظالمين كفى ظُلمكم لأن الظلام الذي هو سلطان الموت قد ألغاه الرب عندما أعطى لكل من يحمل اسمه الحياة الأبدية التي لا تزول وبذلك أصبح الشهداء أحياء عند الخالق يشهدون على التألم وقوى الظلام والشر والشياطين أينما كانوا . برحمته الواسعة استقبلهم الرب مع أم النجاة الطاهرة ليدخلوا الهيكل المُقدس بكل فخر واعتزاز والى الأبد .
باستمرار يعيش المؤمنون الرموز التي يقوم بها رجل الدين داخل الكنائس المختلفة وعلى المذبح قدام عرش الرب ، هذا المذبح الذي يوصف بالغافر الذي نصبه أمر الرب لأنه مقر حلول مجدهِ كما يوصف في فقرات القداس بهِ تستنير نفوس الشعب لمعرفة الحقائق والتي بواسطتها يلاقي المؤمن جلالة الرب في السماء .
القداس يتكون أساساً من فقرتين رئيسيتين ، الأولى التعليمية والتي تخص القراءآت المُتعددة والثانية الذبيحة والتي تعطينا رموز موت الرب ودفنه وقيامته كي نتعرّف على سر الآلام العظيم الذي علّمنا أياه الرب .
الرب هو باعث الأجساد ومُخلّص النفوس كما نقول في صلاة إياك يا رب الكل (لاخو مارا) وبهذ الصلاة وترانيم الأسرار هناك دعوة واضحة لنا لنشكر الرب لأنه نزل الى الأرض وخلّصنا بصليبه ومنحنا جسده أي القربان الذي نتناوله وأعطانا دمه كي نشربه ونفرح به ونهتف له بانه هو القدوس وهكذا يستمر الأحتفال أمام المذبح وعليه وكأن الجميع يصبحون مع الشهداء والأبرار القديسين .
يقول الكاهن في القداس بأن المسيح أخذ الخبز وشكر وبارك وكسر وأعطى تلاميذه وقال : خذوا كُلوا منه كُلكم هذا هو جسدي الذي يُكسر من أجلكم لمغفرة الخطايا .
ويضيف الكاهن ، بأن الرب بعد العشاء أخذ كأساً طاهرة وشكر وبارك وناول تلاميذه قائلاً : خذوا اشربوا منها كلكم هذا هو دمي دم العهد الجديد الذي يُراق عنكم وعن الكثيرين لمغفرة الخطايا .
المذبح يتوسط عادة قُدس الأقداس الذي هو أقدس مكان في الكنيسة ، هذا المذبح الذي يُمثل عندنا شكل القبر الذي يتم عليه ذبح الرب بصورة رمزية عند كسر الخبز وبعدها الصاقه وقيامه من الموت ، هذا المذبح كان يُستخدم بنفس المعنى في العهد القديم عند تقديم الذبائح واحراقها بدلاً من الدفن ، المذبح هو التعبير الرمزي لقبر ربنا يسوع ومجده العظيم وقيامته . هكذا أصبح شهدائنا  حيث أصبحت الكنيسة كلُها مذبحهم ومجدهم العظيم الذي سيبقى نوراً حقيقياً لكل الأجيال المؤمنة بالمسيح الرب . الشهداء يقولون لنا مثل اقوال المسيح هذه أجسادنا ذُبحت من أجلكم وهذه دمائنا سُكبت وسالت من أجل الكثيرين ، كونوا أمينين الى اقوال الرب ولا تخافوا لقد تحققت كل النبوءآت بقتلنا نحن المسيحيين منذ ايام بزوغ نور المسيحية وفي جميع الأجيال والى هذا اليوم بدون توَقّف. الآباء الكهنة الشهداء أعطوا أجسادهم مع إخوتهم في قُدس الأقداس وقد كُسِر الخبز (البرشانة) باياديهم المباركة وأعطوا لنا دروسا في الشهامة والقوة لا مثيل لها عبر الأزمنة ، انهم مع يمين الرب يُهلّلون ويُسبِّحون باريهم ويشكون المجرمين الظالمين .
 الرب يحفظ الشعب المظلوم والمتألم والمفجوع الذي عاش الذبيحة الحية ، والشفاء السريع الى جرحانا كي يعودوا الى كنيستهم ويُمجّدوا الرب. وأخيراً نحن بحاجة الى الصلاة والسهر حتى لا ندخل في مثل هذه التجارب لأن هناك من يُسلّمنا للذبح كما سلّم البعض مسيحنا للصلب من قبل .
مسعود هرمز النوفلي
10/11/2010

37
شهداء المذبح في كنيستنا السريانية
يقول الرب في الأنجيل المقدس :
أنا هُوَ القيامة والحياة ، مَنْ آمن بِي ولو ماتَ فَسَيَحْيا .
لماذا يُقتل ويُستهدف إخوتنا في بيت الله بهذه الطريقة الخسيسة الجبانة ؟ هل المؤمنون المسيحيون كانوا ذاهبين الى المعركة والقتال ضد العدو الذي انتقم منهم ؟ هل هؤلاء الأبرياء كفَرَة وخَوَنة يستحقون كل ما عمل بهم أبناء وطنهم الآخرين ؟ لمصلحة من تُسفك دماء إخوتنا ؟ الى متى يبقى شعبنا مظلوماً ومُضطهداً من قبل البعض ؟ هل من الرجولة تنفيذ المخططات لطرد المزيد من ابناء شعبنا ؟ من قام بهذا الفعل القبيح في التدنيس والتفجير ؟ انها أسئلة نوجهها الى الأحرار والشرفاء في بلدنا الجريح .
الجريمة التي حدثت بحق المسيحيين وفي بيتٍ مُقدّس تُعتبر من الجرائم الخاصة بالقتل المُتعمّد مع سبق الأصرار ، لأن الذين قاموا بهذا العمل قد فكّروا وخططوا ومن ثم صمّموا للقيام بعملهم ضد النفوس البريئة من المُصلّين والآباء والحرس ، لقد نفّذوا ما رغبوا بهِ بكل تخطيط ودراية من حيث الوقت والطريق والتنفيذ وقاموا بجريمتهم بكل حقدٍ ونذالة . أن جريمتهم ليست عادية أو بدون سبق الأصرار ، أليس كل ما حدث دليلاً قاطعاً على النوايا المُبيّتة من قبل البعض ضد شعبنا وبأصرار مُبرمج والله العالم في نواياهم اكثر ؟
القتل هو أسوأ جريمة وأبشعها بحق الأنسان ، والذي يقوم بها يكون مُتجرداً من الأيمان والوطنية والأخلاق ويصبح فجأةً لا انسانياً وظالماً ووحشاً شرساً وفاقداً الأخلاق عند اقدامه على سلب حياة غيره وقطف زهرتهِ وانهاء حياته. ما حدث بالأمس هو من اخطر الجرائم بحق المجتمع لأن إخوتنا كانوا يؤدون ذكرى الرب أمام المذبح في التسبيح وقراءة المزامير والأصغاء الى كلام الله من اجل الوطن وليس من اجلهم فقط ، وهنا جريمة القتل المُتعمد خطيرة وتستحق الوقوف عندها لأنها تمُس المسيحيين وجذورهم وتأصلّهم في الأرض من جهة وعلاقتهم بالوطن وخدمتهِ من جهة أخرى ، انه مُخطط رهيب لأنهاء وجودهم ولضرب عدة عصافير بحجرٍ واحد كما يقول المثل !!
المؤمنون يحملون معهم كتاب الله ويتأملون فيه ، انهم اولاد الجنة واولاد الله ، انهم على ارض السلام وسلاحهم الوحيد هو الروح القدس ، شاهدوا مالم يُشاهده غيرهم في التاريخ الحديث ، لا يحقدون على أحد ولا يكرهون الغير وايمانهم يوصيهم بمحبة الأعداء!! وكل ما يرغبون به هو الحصول على الأمان والعيش الكريم بشرف لتربية اولادهم وبناتهم ليكونوا صالحين لخدمة انفسهم وكنائسهم ووطنهم ومن ضمن الطلبات التي يُصلّيها ويُرتّلها هؤلاء في كل يوم أحد هي الطلب والتضرع الى الله كي يحمي الوطن ويحفظه من كل سوء ، وكل ما يعملوه من أجل الخير والمحبة يأتيهم الجزاء بالفعل القاتل من حيث لا يدرون مع شديد الأسف ، فمن هو المقصّر ومن هو المسؤول ؟ ومن يحمي ويُدافع عن شعبنا ؟
الأخوة الشرفاء في العالم ، من هو المُخطط لهذه الجرائم ليأتي باسلحته ومتفجراته ويجني على اخوتنا في وضح النهار وفي أهم منطقة من بغداد ليسرق حياتهم وطموحاتهم ؟ هؤلاء المُخططين لم يقتلوا اخوتنا فقط وإنما يقتلون الشعب بأجمعه ويسحقون الوطن باقدامهم الحيوانية الجبانة الشيطانية ذات السُمية القاتلة ، انهم يقتلون كل تاريخ العراق وامجاده وحضارته ، انهم يوجّهون سهامهم الى اصحاب الديانات والأنبياء المدفونين في العراق ، انهم يقتلون بابل ونينوى وبين النهرين . أليس هذا أعلى درجات الطغيان والظلم ؟ هل تعملون من اجل كشف الجُناة والمُخططين ، أم تُسجّل الجريمة كسابقاتها ضد مجهول ؟
على المسؤولين محاربة واستئصال كل جذور القتلة والمجرمين وبدون رحمة من اجل حماية الشعب من الأشرار والشياطين وأمراضهم الخطرة ، لأن الفوضى أصبحت انفلات والروح العدائية بدأت تطفو وتتوسع ووقودها ابناء شعبنا المُسالمين ، أين الشُجعان من إخوتنا ليتحملوا المسؤولية في تعرية الظالمين ورفض كل انواع الظلم والتعسف بدون خطابات وأقوال وإنما بالأفعال الفورية الصادقة لأنقاذ الشعب ؟
الرحمة لشهدائنا الأبرار الذين أنضمّوا الى قوافل شُهداء كنيستنا المشرقية العريقة التي بشُرت بالأنجيل قبل كل الأمم والشفاء السريع والعاجل للجرحى الأعزاء ليعودوا سالمين الى عوائلهم وكنيستهم والخزي والعار سيلاحق هؤلاء الخونة الجبناء المجرمين الى يوم القيامة . قلوبنا معكم يا أبناء كنيستنا الأحياء الأبطال والرب يكون معكم ويحفظكم من كل سوء ، نُعزي الجميع ونُعزي أنفسنا بهذه المصيبة والفاجعة الأليمة ، كلّنا اليوم حزانى للأعزاء الذين انتقلوا من بيننا ، الرحمة لأرواحهم ، والرجاء تقديم الصلوات لأجل راحة أنفسهم الطاهرة البريئة النقية التي رقدت على رجاء القيامة . 
مسعود هرمز النوفلي
1/11/2010

38
                              قبائل هَبيرو    HABIRU                      
الغاية من هذا الموضوع:
التعريف بقبيلة قديمة من سُكان وادي الرافدين التي كانت جنباً الى جنب مع قبائل أخرى يتطرق اليها مؤلف الكتاب الذي ترجمتُ له هذه الأسطر باختصار .
هناك أسم لقبائل من أحد الشعوب كانت موجودة في بلاد ما بين النهرين أيام السلالة البابلية الأولى بأسم "هَبيرو" .
قُمت بترجمة هذه المقالة القصيرة من كتاب :
Archaeological History of the Ancient Middle East
للمؤلف
Jack Finegan
والمطبوع سنة 1986م في نيويورك ، الصفحة 67 . يتحدث المؤلف ويقول :
لقد وُجِدَتْ كتابات في بابل من ملابس لجنود "هَبيرو" وهي كرسالة صادرة من زمريليم من مدينة ماري ( واقعة على نهر الفرات في سوريا) تتكلم عن الفين من الجنود الهَبيريين ولوحة أخرى من ماري تتكلم عن ثلاثين من الأشخاص الهَبيريين الذين قد جاءوا من مقاطعة في شمال بابل . وهناك عدة متون كتابية اخرى تاريخ أغلبها من القرون 18 والى 12 قبل الميلاد وقد جاءت من عدة اماكن أغلبها من الحدود بين البابليين والآشوريين وقد تم فيها ذكر هَبيرو . غالباً يتم وصفهم بالأجانب وهُم في عدة أوقات كانت لهم أماكن اقامة ثابتة . لقد وُجِد بينهم الموظفين وليس الجنود بالأضافة الى العمال لعدة انواع من الأشغال ، كانوا يدخلون بصورة طوعية في عقود العمال والبعض منهم وصل الى المراكز العليا في الحكومة . ان شعب هَبيرو قد تم ذكره غالباً في رسائل أمارنا الذين يبدو بانهم كانوا من المُغيرين الغزاة في سوريا وفلسطين .
لقد ظهر في الكتابات المصرية نوع من اسمٍ مقارب وهو "أبيرو" وبشكل مُشابه في المتون المسمارية في رأس شمرا ، هناك احتمال اشتقاق من اصل الكلمات وتاريخها بأن الكلمة مشتقة من جذر المعنى الى المرور أو العبور والمقترح بالمرور من مكان الى آخر ، وهذا يعني بأنهم كانوا بدو رُحّل يعبرون الحدود أو من المحتمل مهاجرين الى الخارج كما يبتعد الشخص عن مسكنه علماً بأن ليس كل الهَبيريين بدو ولكن كان هذا احتمالاً وارداً .
ان الكلمة نفسها قريبة جداً من كلمة العبري ، وهذه الكلمة قد وردت في الكتاب المقدس للمرة الأولى في سفر التكوين 14 : 13 والتي تم تطبيقها على أبرام وعبراني عندما ترجمها مُترجمي التوراة الى العبراني ، أي الذين عبروا . ان اليهود في الكتاب المقدس لم يكونوا بالتأكيد متساوين في الأمتداد مع الهَبيريين أو الأبيريين ولكن بحسب الأدلة والمعاني كانوا من المحتمل مثلهم وبالتشابه معهم في تلك الطريقة حيث تركوا أرضهم وسكنوا في أرضٍ أخرى .
المؤلف ينتقل في الصفحة التالية وهي 68 ليتحدث عن حرّان وآرام والكلدان ويضيف :
كما هو معروف بأن أبرام أو أبراهام مُنحدِرٌ أصلاً من أور الكلدانيين (تكوين 11 : 31) ومن منطقة عبور الفرات (يشوع 24 : 2) ، هو واسحاق ويعقوب حميعهم آباء الأيمان كانت لهم علاقة قوية مع حرّان (تكوين 11 : 31) وآرام نهرين (تكوين 24 : 10) وسهل آرام (تكوين   ) أما الكلدان ( كشدو في البابلية وكلدو في السريانية ) كانوا شعباً سامياً وقبيلة آرامية ، الذين كانوا من المحتمل قد أستقرّوا جنوب بابل حوالي نهاية الألف الثاني قبل الميلاد والذيم أسّسوا الكلدانية أو الأمبراطورية البابلية الجديدة .
الأشارة الى اور بانها كلدانية من المحتمل أن تكون باشارة الى مدينة مشهورة في ذلك الأسم (تل المقيّر) جنوب مابين النهرين ، ومن المحتمل أيضاً كان هناك مدينة أخرى بنفس الأسم في الشمال الغربي ، ورُبّما في أورفا أو بجوارها وهي المقصودة ، وأماكن أخرى كانت الى الشمال الغربي من بين النهرين .
أما حرّان (على نهر البالخ حوالي 95 كيلومتر غرب تل خلَف ) قد تم ذكرها غالباً في المصادر المسمارية بضمنها حروف ماري ويبدو أنها مدينة مزدهرة في القرون 19 و 18 قبل الميلاد . الأسم يُمكن أن يكون قد أُشتِقّ من الأسم الآشوري حرّانو ( الطريق أو المسلك) وهو المكان الملائم الطبيعي للوقوف والأستراحة الخاص بالقوافل في الطريق بين أعالي دجلة والفرات .
المصدر عن حروف ماري هو :
http://homepages.gac.edu/~celledge/MariActivity.htm
مسعود هرمز النوفلي
20/10/2010

39
حديث المثلث الرحمة البطريرك مار روفائيل بيداويذ والأمة الواحدة

ماذا قال المثلث الرحمة في الحديث القصير الذي سنستمع اليه ؟
ليس لنا إلا طريق الأتحاد إذا أردنا أن نعيش باحترام وأن نُخلّص أنفسنا ، لأنه مطلب إلهي وربنا يسوع المسيح قد صلى الى ابيه السماوي في الليلة الأخيرة قبل أن يُصلب لنكون واحداً ، يجب أن نعترف بان الذي حصل لنا هو بسبب الأجنبي ، انهم يعملون لكي نبتعد الواحد عن الآخر ، نقول ذلك بمرارة ومع الأسف الذي حصل علينا كان بسبب الغرباء الذين عملوا بارادتهم وليس بارادة الرب ، عملهم لم يكُن عملاً مسيحياً ، الغرباء الذين لا يحترق قلبهم علينا وعلى امتنا ، انهم يعملون لكي نبتعد الواحد عن الآخر ......
 نحن اولاد بيت واحد ومن أب واحد وأم واحدة .
انا لا اتكلم بالسياسة ، اتكلم من عمق القلب ، أنا البطريرك وانا واحداً منكم ابن هذا البيت وأضاف بأن جده المرحوم القس داويذ كان قساً نسطورياً قبل حوالي مائة سنة أصبحنا كاثوليك . قريتنا 150 بيتاً كلّها كنيسة واحدة كنيسة المشرق ويجب أن نعود الى الكنيسة الواحدة . كلنا أمة واحدة وكنيسة واحدة ويجب أن نعود أمة واحدة وكنيسة واحدة .
يجب أن نعترف بأن الذي حصل كلّه كان بسبب السياسة والمصالح الشخصية والتاريخ يشهد على ذلك .
وأضاف وقال بأننا أمة واحدة وايماننا واحد وكنيسة واحدة وطقساً واحداً ودماً واحداً يا اخوتي .
نطلب منه أن يُصلي من أجل وحدة المسيحيين في كنيسة المشرق لنكون واحداً الى الأبد .
ماذا نستنتج من كلامه ؟
هل نحن عدة شعوب وعدة قوميات ؟ أم نحن شعب واحد وقومية واحدة ؟ الجواب والحكمة لكم أيها الأخوة السورايي الكلدان السريان الآشوريين .
يُرجى الأستماع الى الشريط بصوت المثلث الرحمة وشكراً .
http://www.youtube.com/user/bnahrain

40
رأي البطريرك مار بيداويذ في القومية
المثلث الرحمة قداسة البطريرك الدكتور مار روفائيل الأول بيداويذ ، بطريرك الكنيسة الكلدانية اعتباراً من سنة 1989 ولغاية انتقاله الى الأخدار السماوية سنة 2003  ، انه مع الملائكة والقديسين يُمجّد أبيه السماوي . نطلب منه أن يُصلي من أجل العراق وشعبه .
لقد سأل أحد الأشخاص سؤالين الى المثلث الرحمة قداسة البطريرك مار روفائيل عبر قناة أل بي سي اللُّبنانية  حول اللغة والقومية وفي الجواب على أسئلتهِ قال :
في الحقيقة أن اللغة الآرامية هي اللغة الأم بلهجتين الآرامية الشرقية  مثل ما قلت وهي الكلدانية الحالية  ، و الغربية السريانية ، ولهذا فأن الآشورية و الكلدانية هي نفس اللغة وحتى اللغة الدارجة التي نتكلّمها نحن هي نفس اللغة .
الحقيقة أنا شخصياً من القائلين بأن هذه التسميات تخلق البلبلة ، ان اسم كنيستنا هو في الأساس كنيسة المشرق (عيتا دمذنحا) ، لما قسم من الشعب المنتمي الى الكنيسة الشرقية صار كاثوليكياً أعطي له اسم كلدان نسبة الى الملوك المجوس الذين قدموا من بلاد  الكلدان الى بيت لحم ويأتي قيمة تراثية بنفس الوقت.
الطرف الثاني الأخوة الآشوريين الذين سابقاً كانوا كنيسة المشرق وكانت تسمى كنيسة نسطورية بالتاريخ ، أخذوا ألأسم الآشوري كقومية .
نحن بالنسبة لنا كلدان لا تعتبر قومية ، أنا شخصياً أعتقد بأنه الكنيسة عندما نحصرها في قضية معينة هذا يعني أننا قضينا عليها ، على كنيستي كما كنيسة الآشوريين هي كنيسة واحدة بالأساس .
وعندما أقول هذه الكنيسة هي آشورية ، أو هذه الكنيسة كلدانية ، فأنا قضيت على هذه الكنيسة وبالتالي ليست فقط آشورية..... الكنيسة
بشّرت في تركستان وفي أفغانستان وفي الصين وفي جنوب آسيا وفي التبت ، نعم كل هذه بشرناها و كانوا منتمين الى كنيستنا الملايين كما ذكرت ، 80 مليون مسيحي منتمي الى كنيسة المشرق ، هؤلاء ماكنوا آشوريين وما كانوا كلدان ، فقط كانوا أبناء كنيسة المشرق
يجب أن نُصحح المعايير ، نُصحّح ترتيبنا... أن لا نتعصّب ، يجب أن نفصل بين القومية وبين الدين وهذا جداً مهم ومع الأسف الكثيرين لم يفهموه وعند التعصب آشوري آشوري آشوري ، يا أخي أنا آشوري
أنا طائفتي كلداني لكن أنا آشوري كقومية وهذا لا يعني أن أخلط كل شئ .
المصدر : الفيلم التالي
http://www.youtube.com/watch?v=5A1K-ZU8rlQ
مسعود هرمز النوفلي
10/10/2010



41
دروس من صلوات الشهداء في كنيستنا المشرقية ج5

 في هذا الجزء سأتناول صلاة الشهداء التي يقوم المؤمنين بترتيلها يوم الأربعاء عصراً فقط والأبيات التي ترجمتها وأتكلم عنها موجودة في كتاب قذام واثر المطبوع في بغداد سنة 1998 في الصفحات 360 و 361 و 362 .
1- أعتبر الشهداء المُباركون الموت حسنةً كبيرة مثل التكريم والهدايا وقبلوا الجُلجُلة القاسية ، وبعد موتهم وزّعوا الطيبات وكل أنواع القوّة والأعاجيب .
الدرس: طريقة الأستشهاد القاسية والعذاب والألم أوصلت الشهداء الى السماء المنتظرة ليجلسوا مع خالق الكون ، ولهذا يعتز هؤلاء في الموت الذي أوصلهم الى النعيم ، وبعد ذلك الحدث يتخيّل الكاتب بان الشهداء يقومون بتوزيع ونشر الأعاجيب بين البشر ألطالبين منهم ، يقول بان طيّباتهم هي قوةً لنا ودَعْماً لأنتشار أيماننا وتقوية الروح المعنوية عندنا .
2- الشهداء الذين شاهدوا أن العالم باطلاً والحقيقة ثابتة ، تركوا البيوت والحاجات المنزلية ومواشيهم وقبَلوا محبة الله وأسلموا رؤوسهم للسيف وبهِ وَرَثوا الملكوت .
الدرس: يُقارن الشهداء بين الحقيقة والدجل والعالم الباطل ، أعطوا رِقابهم للسيف بقناعتهم عندما شاهدوا إعوجاج الفكر وانحراف البشر بحسب أهوائهم الخاصة ، عندئذٍ قرَّروا الخلاص والسير في الطريق الصائب ، طريق النقاوة والطهارة وتركوا كلَّ ما عندهم في بيوتهم من الممتلكات والأموال لكي يلتحقوا بالعالم الأبدي . هل نستطيع أن نترك كلّ شئ ونتبع الخُطى التي سار عليها الشهداء أم نضع أعيننا على العالم الزائل الى اليوم الأخير ؟
3- لبِسَ شهداء الحق سلاح الروح ونَزلوا الى المعركة ، جمعوا الشباب والأولاد ليُشاهدوا مالم يُشاهدوه ، الناس يتحَدّون الموت ويعجبهم أن يُقتلوا وهذه القوة تُسْكِت (تُخْرِس) الكلام .
الدرس: لم يتسلّح الشهداء بالخناجر والسيوف وإنما كان سلاحهم الوحيد الروح القدس الذي هو أقوى وأعظم من كل أنواع الأسلحة ، ثقتهم بالروح الذي يغلي في عروقهم جعلهُم يحثّون الشباب والأولاد ويُنادون عليهم أمام الجلادين ليتقدموا بفخر واعتزاز مُتحدّين الموت والقتل ومُندفعين بقناعة ، عملهم واندفاعهم كان يُخْرِس الملوك الوثنيين . ما أروع طريقة الشهداء .
4- قال الملك(يقصد نبوخذنصر) ، ثلاثة شُبان (فتيان أو أولاد) وضعنا في النار، والرابع بينهم كان يرشَّهُم بالماء ، وكُلّما كانت النار مُتّقدة أكثر( تعطي شُعاعاً أكبر) ، كانت وجوههم تشع أكثر ، مُبارك الله الذي رفع القديسين .
الدرس: قصة رمي الفتيان شدرخ وميشخ وعبدنغو في النار مشهورة في سفر دانيال ، بعد أن رماهُم في النار الملك الوثني نبوخذنصر وهو يُراقب عملية احراقهم أحياء ، شاهَدَ وجود شخص رابع في النار مع الفتيان يقوم برشِّهم بالماء ، هكذا هي الترتيلة في كُتبنا ، تم اعطاء الملك اعجوبة حتى يصحى من السُبات الذي فيه ، الشخص الرابع كان الملاك وهو يقوم بالعمل حتى يُشاهده الملك ومن أجل أن لا يُصاب الأولاد في النار . الشق الآخر من الأعجوبة حتى يرى الحاضرون كم هي قوّة الله (يهوة) الذي كان يعتبره الفتيان إلههُم ، هذه الترتيلة وُضعت وكُتبت بعد المسيح بقرون لكي تعطي القوة للأحياء حتى يستفادون منها وأن لا نُفرّق نحن بين شُهداء العهدين القديم والجديد وشُهدائنا اليوم كما قال الأب حبيب هرمز في مقالته المنشورة ، المعنى والغاية هي الشهادة من أجل الأيمان الحق والله هو الحق.
5- قال الشهداء لا نكفُر بابن الله ، نحن من زرع ابراهيم وأبناء الوارث اسحاق ، بسبب إله آبائنا نموت الموت الوقتي( الزمني) ونرث الحياة الأبدية ( السماوية) .
الدرس: لقد صرخ هؤلاء الشهداء أمام الشعوب الحاضرة وقت الأعدام وقالوا: لا لا لا نكفر بالرب ابن الله ، وأعطوا رِقابهم بفرح لنيل الشهادة في ذلك الوقت ليصبحوا قدوة لنا وأمثلة حقيقية عن معنى الشهادة ومعنى الأصالة والوفاء الى الآباء والأجداد وايمان آبائهم من ابراهيم واسحاق ويعقوب.
6- الملك الشرير كان يحترق من الغضب واسنانه تَصُكْ ، أخذ سكينة حادة وغرزها في جسد الشهيد الشاب مار قرياقوس الذي صبر بقوة الله ، لتكُن صلواته سوراً لنا .
الدرس: لقد تجاسر الملك الوثني وأستخفّ وأحتقر الشهيد وإله الشهيد بغضبٍ وأرتجاف وأسنانه ترتعش مُضطربة من الخوف وهو يُفكّر كيف يتخلّص من الشهيد ويقضي عليه ، وهكذا وهو في حالته الجنونية أخذ المعتوه سكينة ليقضي بها على الجسم الرطب وكأن الشهيد من ألد أعدائه ولكن كان شهيدنا قرياقوس صابراً هادئاً وقوراً وأسلم روحه بيد الخائن والغادر . صلوات الشهيد شفاعة لنا وقوّة لفضح الشرير والمتكبر والمتعجرف والأسد الهائج .
7- لقد قام الشهيد الجبّار مار بثيون أمام المجوس الوثنيين وهو يُؤجّج الحاضرين لكي لا يسجدوا للأصنام وأن يسجدوا لله الواحد الموجود في السماء والأرض وسلطانه القائم على العالم الى الأبد .
الدرس: كيف هي عقيدة الأنسان الذي يتحدى الحكام الوثنيين وهو بينهم ويعلم جيداً كيف سيقطعوه؟ مع كل هذا فهو لا يهاب أبداً ، لقد أنجز شهيدنا بثيون وصية الله بأن لا يكون لهُ إله غير الإله الحقيقي وأخذ يتلفّظ أمام الجميع ويقول لجمع المؤمنين أياكُم السجود للأصنام الفاسدة والباطلة ، عليكم السجود لله الواحد الخالق الحاضر والقائم الى الأبد . كم كان الشهيد شُجاعاً وقوياً وعظيماً ، هل نستطيع أن نحذو حذوه ؟
8- المسيح الذي صالح الأرض والسماء بدمه الطاهر ، يا رب وفِّق (إصلحْ) الكهنة والملوك (الرؤساء) لتترسخ ( لتثبت) كنيستك في قوّتك وبعلامة (نيشان) الأيمان نملك الأرض وبنعمتك أيها الرب الرحوم .
الدرس: يدعو المُرتّل ويطلب من الرب أن يوفّق ويُرَسِّخْ الأيمان والسلام والهدوء بين جميع الساكنين سويةً من الملوك آنذاك والكهنة من أجل مصلحة الكنيسة ودعم أسسها وقوتها التي هي علامة الأيمان على الأرض ، انه يطلب النعمة والوداعة من الرب يسوع الذي استطاع أن يُصالح بدمه الطاهر ما بين الأرض والسماء في وقت بقائه على الصليب . كم هي رائعة هذه المقارنة في الطلب والمصالحة من أجل عيش الأيمان بنعمة المسيح التي لا توصف .
9- بنعمتك أيها الرب الرحوم بارك وأحفظ (قدّس) هذا البلد والساكنين فيه من الشياطين والناس السيئين (الأشرار ) وَزِدْ ( كثِّرْ) فيه مستلزمات العيش الزمني والحُب (المحبة) والأمان والأتحاد وصحة الجسد والنفس .
الدرس: المواطنون الساكنون في البلد مسؤولون عن الأمان والحماية لأدارة كافة مستلزمات العيش الكريم لكل أبناء الشعب ، أن السلطة والقيادة هي من الله ، هنا نرى أن المُرتّل يطلب من الرب الرحوم أن يشفق ويرحم الأرض والبشر من كل أنواع الشر والمُخرّبين الذين قد يسيئون الى تقدم وتطور البلد ، إذا كان الوطن مُصاناً من هؤلاء عندها يعيش الجميع بأمان ويتقاسم الكل ما هو مقسوم بصورة صحيحة وتكون المحبة منتشرة بين الجميع بصحة جسدية ونفسية ، علينا نحن أن نطلب كذلك لكي تصل رحمة الرب وشفقتهِ الى عوائلنا وإخوتنا وأبناء شعبنا العظيم .
10- أطرد الشيطان العدو الشرير لكل أستقامة (أو الصدق والبرارة) من البيت الذي نحن فيه حتى لا يدخل فيه ويتسلّط عليه ، يا رب ثبِّتْ (قوّي) أساسهُ على حجر الأيمان وكَثِّر (زِدْ) فيه الحياة الأبدية .
الدرس: عندما يذهب رجل الدين المسيحي لمُباركة البيت الجديد يقوم بانشاد هذه الترتيلة التي يتضرّع فيها ويُصلي الى الرب كي يطرُد الشيطان والشر الذي هو العدو لكل أصحاب البيوت الشريفة ، واضع الترتيلة يترجى الرب أن يُغلق طُرق الشيطان ومداخل الدخول الى البيت حتى لا يستطيع التأثير على الساكنين في الدار ، ومن جهة أخرى يُناشد الرب كي يُقوّي أسس هذا البيت ويُثبتها على جذور الأيمان الراسخة ويُوطِّدْ قُدرتها بالأيمان الأبدي .
مسعود هرمز النوفلي
28/9/2010

42
البابا بعد مائة سنة سيتكلم العربية ، حقيقة أم خيال ؟

نعم لكل حالة خصوصيتها ولكل وقت رجالهُ ، بعد مائة سنة من الآن ستتضاعف النسب وفق مفهوم الرياضيات والمتواليات الهندسية ، في أيِ بلد يبدأ كل شعب في التأقلم والتكيف مع ما هو الواقع الملموس والحال على الأرض وخاصة في سن القوانين وفتح المدارس والجامعات في جميع أنحاء المعمورة . رُبما سيأتي اليوم الذي سيذهب فيه البابا الى اكمال دراسته في احدى الجامعات العربية أو الأسلامية . هل نستغرب من ذلك ؟ الجواب كلا وألف كلا والمثال الذي شاهدته صدفة وأنا أبحث في موضوع الرياضيات أثار فضولي ودهشتي وأنا أقرأ ما سأكتبه الآن باختصار شديد لكي يطلّع عليه ابناء شعبنا الكلدو آشوريين السريان الذين أصبح البعض منهم يعطي القاباً على نفسه بحسب المزاج ومن دون اثباتات وأدلة وكل واحد يتهم الآخر بما لا يليق وكأن البعض اكتشف فجأةً الأصل المدفون قبل آلاف السنين وهذا التاريخ القريب للبابا بحدود الف سنة ونصف قرن تقريباً خير مثال لنُفكِّر بهِ وما حلَّ بالدول والعالم فكيف لو نقارن أضعاف أضعاف فترة ظهور هذا البابا وبين ما وقع على بابل وآشور كان أكثر وأقوى من ذلك ؟ لنتعلم الدرس ونستفاد منه قبل فوات الأوان . الأمبراطوريات في أوج عظمتها وشراستها وكانت تملك كل شئ وفجأةً أنتهت واندثرت والآن نرغب في أحياء الميّت من القبور الذي أصبحت أشلاءهُ في ستون دولة وضاعت لغتنا ونسينا ايماننا ولا نملك شئ أبداً . على إخوتنا اتخاذ القرار المصيري ولا يجوز السكون والأستسلام للجمود ، الوقت ليس في صالح شعبنا وعلينا دراسة علامات الأزمنة الحالية ، الجمود سيؤدي الى الهلاك والقرارات المصيرية تتخذها الرجال بدون تردد .
من هو البابا الذي درس في الجامعات الأسلامية  وتعلّم اللغة العربية بطلاقة ؟
البابا سلفستر الثاني الذي درس اللغة العربية كانت ولادته نهاية سنة 945م أو بداية 946م في جنوب فرنسا كما تقول بعض المصادر بأسم جربرت وهو أول بابا من أصل فرنسي بتسلسل 139 وأحد المصادر يقول 140 وقد اصبح خلفاً الى أول بابا من أصل الماني ، كانت تنشئته في أحد الأديرة وبعدها سافر الى اسبانيا لأكمال دراسته وهو في ريعان شبابهِ عند المسلمين في قرطبة وأشبيلية سنة 967م ، غادر الى روما حوالي 970م ، ويُعتبر أول بابا يتقن العربية والعلوم العربية بالأضافة الى الفنون السحرية والتنجيم ، كان مولعاً في علم الرياضيات والفلك ، تم انتخابه الى مركز الباباوية سنة 999م وانتقل الى جوار ربه يوم 12/5/1003م .
مميزات البابا المذكور
1- التحدث بجرأة عن المخالفات والفساد في الكنيسة .
2- كان يؤيد وبقوة جميع الحملات التبشيرية لزرع الأيمان .
3- أدخل الأرقام العربية الى أوربا الغربية بعد انهاء دراسته بالرغم من عدم وجود الصفر.
4- له الفضل الكبير في اختراع بندول الساعة ذات الميزان في فرنسا .
5- ساعد وعمل بأهتمام لخلق جهاز البخار الذي يعمل بالطاقة .
6- وضع المبادئ الأساسية للموسيقى واهتزاز السلاسل أو النوطات .
7- كتب مقالات عديدة في الهندسة والفلك .
8- كان يجمع الكتب أينما يذهب وأصبح اسطورة في تقديم واعطاء المِنح الدراسية .
9- أعتقد البعض بان البابا هو أحد المشعوذين .
10- كان مُدرساً ناجحاً جداً بعلمهِ وحكمتهِ في الكليات العلمية والكنيسة .
11- سرت شائعات في روما بعد وفاته بان امرأة أسمها ستيفانيا قد دسّت السم له وتوفي مسموماً وليس هناك من يُؤكد ذلك .
12- كان يُعتبر من أحد الرموز المثالية في الكنيسة الرومانية وكان يُشدد على تعزيز نفوذ البابا في اتخاذ القرارات .
مسعود هرمز النوفلي
24/9/2010
المصادر : تاريخ الباباوات في اللغة الأنكليزية

43
كتاب المرحوم ألأب يوحنا جولاغ
أحد الأخوة المُشكّكين سماهُ بالكتاب المُزوّر .
وأحد الأخوة سمّاه بكتاب مسعود النوفلي . وهل تُصدقون كتاب مسعود أم ... ؟
وأحد الأخوة قال بالحرف الواحد " إرمهِ في سلّة المهملات "!! لأنه ترجم كلمة كلدان الى وثنيون .
وأحد الأخوة قال كذا وقال كذا ولا داعي للأطالة .
لجميعهم ولمن ساندهم في انكار الحقائق أقول لهم :
إطمئنوا وإذهبوا الى بعض المناطق التي سأذكر قسماً منها وأشتركوا معهم في الصلوات الخاصة بالرمش اليومية للتأكد بأنفسكم من الكتاب :
1- دير راهبات القلب الأقدس في عنكاوا .
2- دير راهبات الأبتداء في مانكَيش .
3- دير راهبات النصر في الموصل .
لا تعليق آخر وكل انسان حُر بما يكتبه وخاصة إذا يبني مقالته على المصادر والوثائق التي لا تقبل الشك . القليل جداً من البشر يعترفون بالحكمة التي تقول " الأعتراف بالخطأ فضيلة ".
وبهذه المناسبة أيضاً أدرج البركات التي كان قد كتبها الأب المرحوم الى الخطاط السرياني القدير سمير ميخا عيسى زوري حفظه الرب بالصورة المنقولة من الكتاب والموجودة في الصفحة ما قبل الأخيرة منه . كما وأذكر هنا اسم الموقع الذي فيه لوحات الخط السرياني الجميل للخطاط المذكور للفائدة العامة والى جميع الأخوة المُهتمين في الموضوع مع الشكر.
http://www.alqosh.net/article_1/samir_zori/samir_zori_3.htm

 



مسعود هرمز النوفلي
19/9/2010
 


44
دروس من صلوات الشهداء في كنيستنا المشرقية ج4

في هذا الجزء سأتناول صلاة الشهداء التي يقوم المؤمنين بترتيلها يوم االثلاثاء عصراً فقط والأبيات التي أتكلم عنها موجودة في كتاب قذام واثر المطبوع في بغداد سنة 1998 في الصفحات 356 و 357 و 358 .
1- الشهداء القديسين الذين قُتلوا بسبب حُبِّهم للمسيح ، الرجاء منكم طلب الرحمة من الله .
الدرس: الشفاعة والطلب من الشهداء والقديسين تقُرّها الكنيسة ، يترجى الكاتب من هؤلاء الذين أستشهدوا بسبب مَحبتهم للمسيح وايمانهم به لكي يطلبوا بدلاً عنا وبواسطتهم ننال كل الرحمة والشفقة والعون من خالق الكون . الشهداء أصبحوا واسِطتنا الى الملكوت ولقاء وجه الرب ولكن بشرط أن تكون محبتنا للمسيح صادقة .
2- بصلواتكم أيها الطوباويون يملأ البلد الذي أنتم فيه السلام والهدوء والأتحاد (الوحدة) وان يحفظه من كل المشاكل .
الدرس: هناك طوباويون كثيرون في كلِّ بلد وصلواتهم متوازية مع صلوات الشهداء في كلِّ بُقعة إرتوت بدمائهم ، انهم يملأون أرض البلد الذي يحضنهم كل السلام والسكينة والهدوء ، لو طلبنا شفاعتهم ننال الوحدة والخلاص من كلِّ مشكلة وأذيةٍ خفيةٍ وظاهرة ، فهل نقبل الشفاعة لننال النعمة أم لا ؟
3- كان الشهداء يأتون مجموعة بعد مجموعة لكي يقتلوهم وهم يطلبون العون من الرب في الزمن الصعب .
الدرس: نتصور ونتخيّل مجموعات شُهداء سميل وصوريا الشهيدة ، عندما كانوا يركضون ويدخلون البستان مجموعةٍ وراء أخرى ، كان الموت والأنتقام بأنتظارهم في الساحة وهم يصرخون ويطلبون عون الرب في ذلك الوقت الصعب والتعيس ، الشهداء أستسلموا لأرادة القدر وكل ما عملوه هو طلب النجدة من خالقهم وهُمْ بين الحياة والموت!! هل لنا الشعور ذاته لأقتحام الموت من أجل المبادئ ؟ الجواب لكم .
4- في الأعالي في السماء حفَظَ الشهداء التسبيح الذي تكلّلوا بهِ في الدينونة ، في ذلك المكان المُقدّس المملوء بركات والخالي من الخوف الذي يُهدّد حياتهم .
الدرس: أكاليل الشهادة أرتفعت مع الأرواح وقت انفصال الروح عن الجسد ، يتخيل الكاتب بأن الأكاليل حجَزَتْ لها مكاناً مُقدساً ، هذا المكان الذي هو مملوء من كل البركات السماوية الإلهية والذي أصبحوا فيه بدونَ خوفٍ ولا ارهاب ولا بطشٍ على حياتهم . نتمنى للجميع أن يجتهدوا ما في وسعهم لنيل الخلاص وحجز المكان الذي ليس له نهاية في الحياة الأبدية .
5- إفتحوا أيُّها الطوباويون خزائنكم وأعطوا منها للمساكين الذين يطلبون بصلواتكم لتحفظهم من الشيطان.
الدرس: خزائن القديسين لا يُمكن عدّها وإحصائها وهي مملوءة دُرَرْ روحانية ، يطلب المُرتّل مساعدة المساكين الذين يطلبون منهم في الصلاة روحياً ومعنوياً في فتح تلك الخزائن المملوءة عوناً وسنداً وقوةً ضد الشرير والمُجرّب . الترتيلة تدعونا نحن ايضا الى الطلب من القديسين بدون مَلل أو كلل لكي تُساعدنا جواهر خزائنهم في التغلب على الشياطين وكل من هو غير نظيف القلب وكل من يتحدث بأفكار شيطانية . الدرس مهم لنا لنُفكّر بهِ .
6- طوبى لكم أيها الشهداء أصدقاء الختن السماوي فقد دعيتم (تكرّمْتُم) للملكوت والحياة السعيدة الأبدية.
الدرس: كيف لا يكون الشهيد صديق الختن الإلهي المالك في السماء ؟ ان الرب يدعونا الى ألتكريم والجلوس في حضرة الملكوت للحصول على الحياة الأبدية السعيدة والمفرحة ، طوبى لكل انسان يرى وجه الرب في الآخرة ليصبح واحداً من الخالدين معه. كُلّنا مدعويين للحياة التي التي لا تزول ولا تُفنى .
7- وَضَعَ رَبْ التسبيح أكليل الوقار والأحترام للقديس الشهيد هرمز الذي تحمّل وصبر من أجل الحقيقة .
الدرس: يستحق القديس أكليل ونوط التقدير والأستحقاق العالي وكل التسبيح بسبب دفاعه عن الحقيقة وتحملّهِ وصبرهِ وتألمّهِ في ابراز واظهار العدل الذي هو أساس كل عملٍ ناجح من أجل العدالة والحق . لقد نال الشهيد فعلاً أعلى وأغلى الأكاليل وهو رمز لنا .
8- لتحْمينا تلك القوة التي نزلت الى الشهيد مار كيوركيس وتكون لنا سنداً من قوّة الشيطان وأعوانه .
الدرس: واضع الترتيلة يترجى من الرب أن تكون القوة والشجاعة التي أعطاها الروح القدس الى يد الشهيد حاميةً لنا وعوناً وقوّة لحياتنا وأعمالنا وأن تصبح كالدرع الحصين والواقي الذي يُنقذنا ويُخلّصنا من الشر وأعوانه الى الأبد . هل نطلب من الرب أن يُساعدنا في التحمُّل أم نتكّل على ذراعنا وقوتنا فقط ؟ سؤال جدير بالتأمل.
9- أعطنا يا رب الحياة بدون خطايا والمحبة والسلام والأتحاد وكل ما نحتاجه مثل ما ترغب ألوهِيتك .
الدرس: الحياة النظيفة يجب أن تكون بدون خطايا وقدر الأمكان بدون أخطاء ، إذا ساعدنا الرب كي لا نُخطئ فسنكون قدوةً في عيش المحبة مع الآخرين ويكون السلام والوحدة والشراكة مع البعض مثل رعية الرب الإله في الصفاء والنقاء ، علينا الطلب والتضرع لنيل كل النعم لتحقيق السلام والوحدة والتآخي مع الجميع . هل نُؤكد على عوائلنا بالسلوك النظيف ؟
10- إزرع يا رب فينا حُب الصلاة ، وأقبل طلباتنا (تضرعاتنا) وإعطنا الصحة والقوة لتكون حمايةً للجسد والروح .
الدرس: هناك حُب المال وحُب السلطة وحُب الجنس وو...وهناك الحُب الروحي الذي يترجى فيه الكاتب أن يزرعه في قلب الأنسان ووجدانه ، هذا الحُب عندما يكون للصلاه نستطيع فيه التغلب على كل ماهو ضد إرادة الرب لكي ننال مآربنا ولا نهاب حتى من الموت ، حُب الصلاة يعطينا القوّة للطلب والحماية من أجل روحاً وجسداً نظيفاً .

وأخيراً هناك ذكر لشُهداء الرب في سفر رؤيا القديس يوحنا اللاهوتي 17 بالقول: 5 "وَعَلَى جَبينها اسْمٌ يَرمُز الى بَابِلُ الْعَظِيمَةُ ، أُمُّ الزَّوَانِي وَدَنَسِ الأَرْضِ.
6 وَرَأَيْتُ الْمَرْأَةَ سَكْرَى مِنْ دَمِ الْقِدِّيسِينَ وَمِنْ دَمِ شُهَدَاءِ يَسُوعَ. فلَمَّا رَأَيْتُهَا تَعَجُّبتُ كثيراً ، فقال لي الملاك: لماذا تعجّبت؟ سأكشف لك سر المرأةِ والوحش الذي يحملها ".
مسعود هرمز النوفلي
15/9/2010

45
شرف الكلمة في بعض المواقع

عندما نقرأ في بعض المواقع نلاحظ أمثلةً كثيرة من واقعنا المأساوي هذه الأيام ، أشخاصاً أقل من عدد الأصابع يكتبون ويُقرِّرون ويعطون الحلول على أهوائهم لأنهم يبحثون عما ينقُصهم ولا يَعلمون كيف يَصلون اليه . 
شرف الكلمة هو الصدق ، ومهما كان الحوار والنقاش حاداً أو فاتراً أو جامداً فهناك قواعد وأصول تشترط على الكاتب في كل المواقع بأن يلتزم بها ويُراعى أصولها وعدا ذلك ستصبح الفوضى قائمة ويفقد كل موقع يسمح بالتجاوز على الآخرين مصداقيته أمام الكثيرين حيث هناك من لا يرغب في الكتابة أو النشر بين هؤلاء ومن هكذا نوعيات وعندها يُقرر ترك الموقع الى الذين يبحثون عما ينقُصَهُم .
الأنجيل المقدس يُعلمنا بأن الرب هو الكلمة وهكذا يجب ان يكون كل كاتبٍ الكلمة بعينها ، فعندما يخون الكلمة فأنه يُقدّم الأهانة الى نفسه أولاً قبل الآخر الذي قذفه بإهانة ، الرب طريقنا وحياتنا ونورنا فإذا لا نحترمه لا نحترم أنفسنا ، الكلمة هي الله وكما نقول في الصلاة " الكلمة صارت (أو صار) جسداً وحلّت فينا " ، أين هي حرية الرأي والرأي الآخر؟ هل هي مدفونة في القبور أم في العقول ؟ هناك مواقع لا تؤمن بالرأي الآخر بالرغم من أن واجهتها تحليل الأنجيل وأعطاء الدروس والذي يتصفّحها يشمئز من الكتابات المُهينة التي تجرح ابناء شعبنا الكلدان الآشوريين السريان لأنهم مُختلفين معهم في الأيديولوجية أو النظرة التحليلية وقراءة الواقع والتاريخ والأصول . أنه اليأس وخذلان النفس والكلمة لكل موقع يسمح للبعض ومن جانب واحد ولا يسمح للآخر حتى بيان وجهة نظره . لم يبقى عند البعض سوى أخذ الخناجر والسيوف والسكاكين لتشريح إخوتهم أو استعمال المقصلة التي قال عنها أحد الأخوة ألأعزاء ، انها مهزلة بعد أخرى ، لهم آذان ولا يسمعون ولهم عيون ولا يُشاهدون . لو نسأل أي واحدٍ من هؤلاء ونقول له هل أنت مع شرف الكلمة ؟ بالتأكيد سيأتي الجواب سريعاً ويقول نعم انا مع الشرف ، طيب يا أخي أنت قُلت كذا ونطقت بكذا وهو اللاشرف بعينه ِ ، فكيف تجمع الشرف واللاشرف بآنٍ واحد ؟ عندما نقول هناك جرائم مُخلّة بالشرف ، فهذا يجب أن نفهم منه بانه يشمل جميع انواع الجرائم التي لها المساس في الأيمان أو العرض أو الأرض أو المال أو الأخلاق أو غير ذلك ، عيلنا ان نعلم أن المساس بالكلمة واحتقارها هو أيضاً نوعاً آخر من جرائم الشرف وعلينا أن نكون حذرين في التعامل والكتابة وتسطير الكلمات وفحصها قبل النشر ، لا أنْ نتبجح ونفتخر بها من أجل تقديم أردأ انواع الأذيّة الى الآخرين والتي تنقلب بالتالي على كاتبها الساحر ، المثل يقول " كُل إناء ينضح بما فيه " لقد شبعنا من الكلمات التي يطلقها البعض والتي دخلت في قواميسهم من الأبواب الهابطة في الأدب والخلق واطلاق الكلمات التي يجب أن يضعها العلماء كملحقات للقواميس الموجودة حالياً لكي تصبح علامة بارزة للتاريخ أمام الأجيال اللاحقة ، أيِّ منطق يقبل بذلك أيها الأخوة في المواقع ؟
أحد الآباء الكهنة قال ذات يوم وهو يتصفح أحد هذه المواقع من الضروري جداً أن تكون في كلِّ موقع لجنة خاصة لأستلام المقالات ومن ثم قراءتها ونشر الصالح منها فقط ، لأن بعض المواقع مع شديد الأسف بدأت تخرج عن أهدافها الضرورية المطلوبة وبدأت تتجه نحو الخراب وليس الأصلاح والتوجيه ، حيث لا يجوز السكوت أبداً عن هؤلاء الذي يُرَوِّجون للبضائع الفاسدة والكلمة الناقصة . من الضروري جداً تشكيل لجان فحص وتدقيق كل مقالة تصدر في مواقعنا وهذا هو الرأي الصائب الآن .
وأخيراً فان الكلمة مسؤولية يطلقها الأنسان بشرف فإما تجعله نبياً أو غبياً وشرف الرجل هو كلمته لأن الله هو الكلمة وبالتالي فأن الرجل هو الكلمة أيضاً .
مسعود هرمز النوفلي
10/9/2010     


46
دروس من صلوات شهداء كنيستنا المشرقية ج3
في هذا الجزء سأتناول صلاة الشهداء التي يقوم المؤمنين بترتيلها يوم الأثنين عصراً فقط والأبيات التي أتكلم عنها موجودة في كتاب قذام واثر المطبوع في بغداد سنة 1998 في الصفحات 351 و 352 و 353 و 354 .
1- لقد فتح الطريق أستيفانوس وبعده الشهداء القديسين ، انهم مع الختن بسعادة (بالأفراح) في الملكوت التي لا تُشترى.
الدرس: لكل عمل بداية وللشهادة في المسيحية بداية أيضاً ، هكذا يقول النشيد بأن القديس أستيفانوس الذي تعتبره الكنيسة بكر الشهاء هو الأول الذي فتح الطريق وسار بهِ ، يتخيل الكاتب وكأنه جالساً مع الرب (الختن) وهو في قمّة الفرح والسعادة في الملكوت التي لا تُشترى ، الملاحظ هنا بأن ثمن الرؤية والجلوس مع الآب كان الدم .
2- لقد صلّى أستيفانوس أثناء أعدامه وطلب الرحمة (الشفقة) الى القتلة مُقتدياً بربّهِ عندما كان على الصليب وهو يطلب المغفرة الى اليهود الظالمين .
الدرس: في وقت الأعدام يطلب الشهيد المغفرة والشفقة للقتلة وصلّى بحرارة لكي يغفر الرب لهم . هل نستطيع أن نعمل ذلك؟ لقد نفّذ الى النهاية تعاليم المسيح وعمل مثل سيده عندما كان على الصليب وطلب المغفرة الى اليهود الظالمين عندما قال " لايعرفون ماذا يعملون ". السؤال هو: هل نعتبر المسيح قدوة لنا لنقتدي بهِ؟
3- صرخ الشهداء بوجه الحُكام بصوتِ عالٍ وقالوا: لا نكفّر بالمسيح لأنه بسببنا ضاق الموت .
الدرس: طلبَ الحُكام الكفرة من الشهداء قبل الأعدام بأن يكفروا وينكروا الرب ويُسجدوا للصنم لكي تُحفظ لهم حياتهم ، عندها نطق الشهداء بوجوه الحُكام بقوة قائلين: كيف نكفر وننكُر المسيح الذي تألم ومات من أجلنا؟ لقد أعلنوا للعالم بكل وضوح أنهم لا يكفرون أبداً حتى لو قطّعوهم إرباً إرباً.
4- مثل الأشجار في البستان وضعوا الشهداء في الهيكل وفوقهم رأس المذبح والروح القدس يُزّمِر لهم .
الدرس: التشابه في المكان وتقريب الفكرة ، وكأن الهيكل هو البُستان الذي يحتوي مختلف الأشجار عندما جاءوا بالشهداء ووضعوهم في الهيكل أمام المذبح وكما نعلم بأن المذبح هو رأس الهيكل عندها تصعد الأرواح وتُرفرف فوق المذبح وكأنها الروح القدس الصاعد الى السماء ، الرمز رائعاً هنا وواضحاً . هذه الترتيلة تُذكّرنا بشُهداء صوريا الشهيدة الذين وضعوهم في البستان قبل الأعدام وإثناءه . ما أشبه اليوم بالبارحة ، انهم في جنات الخلد يُسبّحون الرب ويشكون الظلم لباريهم وخالقهم.
5- صلّى موسى وقسّمَ البحر ، وصلّى شمعون وتسلّح وأنتصر ، وفي اليابسة صلّى الرب وذاق طعم الموت وأحيا آذم (الأنسان) المائت .الدرس: صلّى موسى في العهد القديم لكي يعبر البحر الأحمر مع اليهود بسلام وبعد الصلاة أنقسم البحر الى شطرين ودخل اليهود وعبروا بسلام الى الضفة الأخرى ، أما الأعداء الذين دخلوا بعدهم من أجل اللحاق بهم فقد غرقوا والتأم البحر من جديد عيلهم ، فعلاً كانت المعجزة ، الكاتب يربط ذلك مع صلاة القديس شمعون التي كانت سلاحه الذي انتصر به وهكذا الحال مع صلاة الرب الذي ذاق طعم الموت من أجل أن يعطي الحياة الى الأنسان الأول آذم الذي يعتبره قبل الخلائق وكأنه الرجل المائت. لنعكس الترتيلة علينا ايضاً .
6- جاءت ونزلت المركبة التي رفعت أيليا وبها صعد القديسين للطريق الذي فتحه الرب .
الدرس: قصة أيليا معروفة عندما سحبته المركبة الى السماء وكأنها الطائرة أو السحابة ، هكذا يتخيل الكاتب نزول تلك المركبة الفضائية الغير مرئية ليصعد بها الشهداء الى الأعالي وفي نفس طريقة صعود الرب عند قيامته . انه تشبيه آخر عظيم جداً ، من أيليا الى الرب والى شُهدائنا الآن ، انه يربط القديم والجديد والحاضر مع البعض وما أروع التشابه !!
7- نطلب من مار كيوركيس بقوّة صلواته لكي يُنير الرب طُرقِنا ويُقلّل أثقال أجسامنا .الدرس: جميع المسيحيين يطلبون الشفاعة من القديسين وهناك صلوات خاصة للتضرع نُرددها بأستمرار ، الترتيلة هنا هي طلب شفاعة القديس من أجل أن تُساعدنا صلواته وتشفع لنا أمام الرب ليُنير عقولنا ويُقوي فهمنا ويُزيل عنا الهموم والأحمال الثقيلة اليومية مثل المشاكل والصعوبات التي تُصادفنا .
8- السلام مع الصُناع المهرة الذين بنوا القصر الذي لا يقع وبأسم يسوع زيّنوه ( زَخْرَفوه ) مثل الجنينة الثابتة ( التي لا تُثمّن) في السماء.الدرس: يُعلّمنا الأنجيل بأن البيت أو القصر المبني على الصخر لا يقع مهما كانت الرياح قوية ، عكس الآخر الذي يكون مبنياً على الرمل حيث يتهدم ويكون وقوعه قوياً . كاتب النشيد يعتبر الشهداء مثل الصُناع الذين أحسنوا الصنع وبنوا لهم ولنا قصراً كبيراً مؤسساً على الأيمان الذي هو أقوى من الصخر ، فكيف لا يصفهم وكأنه يتكلم معهم ويقول السلام معكم لأنكم وضعتم اسم الرب على قمّة القصر الذي لا يقع وأسمه هو أجمل من كل بساتين الدنيا ، يبقى ثابتاً في السماء التي ليس لها نهاية.
9- يا رب أصنع السلام في بلدنا وبارك كل أعمالنا لنرى الرحمة والغفران والوجه الأبيض وقت الدينونة.
الدرس: يطلب الستر والسلام للبلد الذي نعيش فيه ويتضرع واضع النشيد من الرب أن يُبارك جميع الأعمال التي نقوم بها لكي نستحق كل الرحمة في وقت الحساب لكي نلتقي مع الرب بوجه مُشرق.
10- أعطنا يارب بحنانك ليلاً ونوماً هادئاً ، ولكل المرضى والمحتاجين الذين يطلبون منك.
الدرس: الرب حنّان ولا يُضاهي حنانه أمراً آخر ، يطلب المُرتّل أن يجعل نوم المؤمنين هادئاً بدون الأحلام المزعجة والكوابيس ، فإذا كان ذلك فأن الأنسان سيكون على الأستعداد التام للعمل المثمر في اليوم التالي وبنشاط عظيم ، ينهض مُبكراً ويعمل بكل جد وحيوية ، الكاتب يطلب كذلك الراحة والصحة لغير الأصحاء مثل المرضى والمحتاجين وهنا يربط ذلك مع التضرع والطلب الذي يقدمه هؤلاء للرب.
مسعود هرمز النوفلي
5/9/2010

47
مَنْ يُقسّم الشعب الواحد يُقسّم العائلة الواحدة!
الذي همّه الوحيد تقسيم شعبنا الواحد الى شعوب ، فلا مانع لديه من تقسيم القرية الواحدة الى أقسام ووضع أحجار الكونكريت بين أجزاءها ليقول مع نفسه الجزء الأيسر كلداني والجزء الأيمن آشوري كما حدث في بغداد في أحياء كثيرة هذا سني والآخر شيعي ، والذي يُقسّم القرية الواحدة يرغب اليوم بتقسيم العائلة الواحدة ودق الأفكار المريضة التي تُعشعش في ما يتخيلهُ ، انها حقاً مأساة شعبنا التي لا تنتهي لوجود الأفكار المُقسّمة والمجزئة . ينسى كلمة "الأراذل" التي أطلقها وبدلاً من ان يقوم بتصحيح ما بدر منه من أخطاء ، نراه يقع في أخطاء أخرى وأكبر وينتقل من نقطة الى نقطة جديدة لا ربط بينها ولا إتزان . أسفاً على هكذا تفكير . ينسى الأخ بأن عميد عشيرتنا كان قد كتب قبل أشهر مقالة بعنوان " هل أنا كلداني أم هل أنا آشوري" وبرهن باسلوب بسيط بأننا شعباً واحداً ، والآن جاء ليشق حتى العوائل  لأنه لا يرتاح ولا يكتفي بتجزئة الشعب ويرغب في التفتيت أكثر ، يا لك من الخيبة يا اخي .
انصحك بأن تقرأ ما جاء بالأطروحة التي لم تفهما وعليك بالذهاب والأستفسار من كاتب الأطروحة لماذا قال " القومية واللغة ".
نحن معه في اننا شعب واحد ولا تعليق آخر.
ما جاء في الأطروحة هو لك والى الأخوة القراء ليحكموا علّي وعليك .
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
ماذا قال أبينا البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلّي في اطروحته لنيل شهادة الدكتوراه من ايطاليا سنة 1958م بخصوص الشعب الواحد؟ وما هو مكتوب بالضبط في كتاب المؤسسة البطريركية في كنيسة المشرق – تأليف المطران عمانوئيل دلي - معاون بطريرك الكلدان –  طبع بغداد سنة 1994م الذي كان في الاصل الأطروحة التي نال بها درجة الدكتوراه سنة 1958م .
في الصفحة الخامسة وفي فصل التمهيد نقرأ ما نصّه:
1- البيئة الكنسية
نشأت كنيسة المشرق ( المصدر1) في الدولة الفرثية ومنذ العهد الأول نظّمت طقوسها الخاصة بها ، وادارتها ، وقوانينها وعاداتها (المصدر2).
------------------------------------------------
(1) أطلقت تسميات كثيرة على الكنيسة موضوع دراستنا: فقيل كنيسة فارس نسبة الى مكان انتشارها وقيل كنيسة المشرق وقيل السريان المشارقة لتمييزها عن كنيسة السريان المغاربة الخاضعة لبطريرك أنطاكية. وقيل الكنيسة النسطورية. لكن معظم مؤلفي كنيسة المشرق رفضوا هذه التسمية ومنهم عبدايشوع الصوباوي في كتابه الجوهرة (ط . الأب ساكو ص 36) وقيل الآشورية الكلدانية لتشير الى القومية واللغة (أدي شير : تاريخ كلدو آثور 2 :3-5 ) وهي أيضاً الكلدانية الآثورية . ليس من الضروري أن ينتمي اليوم جميع أبناء هذه الكنيسة الكلدو آشورية الى القبائل الكلدانية والآشورية المذكورة في التاريخ القديم . ان الكلدان والآشوريين تاريخياً يُشكلون جماعة واحدة تشترك في تراث ديني ولُغوي وعرقي وقومي نشأ في تربة حضارة بلاد ما بين النهرين . فضّلنا في كتابنا هذا تسميتها " كنيسة المشرق" كما جاء في المصادر وذلك للسهولة وللأمانة التاريخية للحقبة المحدودة في بحثنا.
(2) يُشدّد الكاردينال أكاسيوس كوسا على خواص الكنيسة الكلدانية في الطقوس والقوانين ولا يجوز الخلط بينها وبين الكنيسة الأنطاكية .
A. Coussa, Epitome Proclcctionum de jure Ecclesiastico Oricntali Romae, 1948, Vol I p. 13.
أنتهى الأقتباس من الأطروحة بقلم المؤلف.

مسعود هرمز النوفلي
5/9/2010

48
الأخ نزار ملاخا المحترم
بعد التحية
بداية وأنت مسؤول في الأتحاد من الأفضل أن لا تتهم كل من يخالفك الرأي بالعدو ، انها كلمة غير لائقة بك وبالأتحاد . أنا عندما أقول الكلداني = ألاشوري = السرياني لا أقوم بالغاء أحد أبدا وعندما اقول كلدو آشور سريان هو شعب واحد وقومية واحدة فأنا أعمل برأي أبينا البطريرك وانا معه في الوحدة واننا شعب واحد لا أثنين. وكذلك أنا مع رأي العلماء في الوحدة عندما يقولون نحن مثل السبيكة منصهرين مع بعضنا ، لماذا تتّهم من يكتب برأي مُخالف لك ويكشف الحقائق بانه معادي لكم ، كلامك يا اخي غير صحيح أبداً وأرجو أن لا يتكرر منك وخاصة أنت مسؤول في اتحاد الأدباء الذي يجب أن يٌعلّمنا الأدب والكلام الجيد وحسن الأخلاق والسيرة وليس العكس أو العداوة لاسامح الله. بدأت بالعداوة وأنتهيت بالأبن الضال ، يا لها من افكار واحكام باطلة وخائبة ! ماذا يكون شعورك بأن أصفك بهذه الكلمات أو اقسى وأنت مسؤول؟
أرجو أن تقرأ مرة اخرى ما موجود في الأطروحة الخاصة بأبينا البطريرك سنة 1958م والتي أشرت اليها في مقالتي السابقة وما موجود هو النص التالي:
1- البيئة الكنسية
نشأت كنيسة المشرق ( المصدر1) في الدولة الفرثية ومنذ العهد الأول نظّمت طقوسها الخاصة بها ، وادارتها ، وقوانينها وعاداتها (المصدر2).
------------------------------------------------
(1) أطلقت تسميات كثيرة على الكنيسة موضوع دراستنا: فقيل كنيسة فارس نسبة الى مكان انتشارها وقيل كنيسة المشرق وقيل السريان المشارقة لتمييزها عن كنيسة السريان المغاربة الخاضعة لبطريرك أنطاكية. وقيل الكنيسة النسطورية. لكن معظم مؤلفي كنيسة المشرق رفضوا هذه التسمية ومنهم عبدايشوع الصوباوي في كتابه الجوهرة (ط . الأب ساكو ص 36) وقيل الآشورية الكلدانية لتشير الى القومية واللغة (أدي شير : تاريخ كلدو آثور 2 :3-5 ) وهي أيضاً الكلدانية الآثورية . ليس من الضروري أن ينتمي اليوم جميع أبناء هذه الكنيسة الكلدو آشورية الى القبائل الكلدانية والآشورية المذكورة في التاريخ القديم . ان الكلدان والآشوريين تاريخياً يُشكلون جماعة واحدة تشترك في تراث ديني ولُغوي وعرقي وقومي نشأ في تربة حضارة بلاد ما بين النهرين . فضّلنا في كتابنا هذا تسميتها " كنيسة المشرق" كما جاء في المصادر وذلك للسهولة وللأمانة التاريخية للحقبة المحدودة في بحثنا.
(2) يُشدّد الكاردينال أكاسيوس كوسا على خواص الكنيسة الكلدانية في الطقوس والقوانين ولا يجوز الخلط بينها وبين الكنيسة الأنطاكية .
A. Coussa, Epitome Proclcctionum de jure Ecclesiastico Oricntali Romae, 1948, Vol I p. 13.
أنتهى الأقتباس من الأطروحة بقلم المؤلف.
أخي نزار ، في الفقرة رقم 3 من الأستنتاجات كتبتُ ما يلي:
3-  يضيف أبينا البطريرك ويقول...وقيل الآشورية الكلدانية لتُشير الى القومية واللغة مُستنداً الى أدي شير في كتاب تاريخ كلدو آثور . البطريرك يُشير الى كلمتين " الآشورية الكلدانية " وبدون حرف الواو ويعطينا الجواب بأن الكلمتين تعني " القومية واللغة " ، وهنا وضع حرف الواو حتى نفهم القصد ، ويضيف ويقول " وهي أيضاً الكلدانية الآثورية " .
يا اخي عندما أذكر الفقرة التالية  ماذا تفهم منها ؟ أرجو أن تنظر ما كتبته بالنص وهو:
هذه الأمور تقع على المؤرخين والأساتذة وعلماء التاريخ والأثنيات وعلماء اللغة لتوضيح ما هو مطروح أمامهم بكل نزاهة وليعلنوها للعالم علناً وفي كافة الوسائل لأنقاذ شعبنا .
 أنظر الى النص المكتوب في الأطروحة هناك نقطة وراء الكلدانية الآثورية !! لماذا لا يتحدث مثل الأولى ويستمر ؟ لو نفرض أنني لا اعرف ما يقصده ، وهنا قُلت ليحكم العلماء .

أي أنا وضعت الكرة في خانة العلماء ليعطونا الأدلة المقنعة وليس أنا وأنت الذين لا نملك الأختصاصات التاريخية واللغوية والأثنية ، لا أنت ولا أنا نستطيع البرهان وإنما هناك من ذوي الأختصاص فقط لهم حق وضع الكلمات بالشكل الصحيح ، أليس كذلك ؟
اما بالنسبة الى الفقرات التي ذكرتها فهو عمل جيد منك لكي يطّلع عليها أيضاً ذوي الأختصاص ويعطون الرأي لأنقاذ شعبنا الواحد. أرجو أن تعطينا مقالة نستفاد منها عن عائلات القوش وانسابها كما عملت انا عن باقوفا ، وغيرك يكتب عن باطنايا وتللسقف ووو... الأسماء كثيرة لكي نعرف الأنساب ويحكم العلماء ، أليس أفضل من الكلام الذي لا نصل به الى النتائج المرجوّة؟ انتم أو ممثلين عنكم وافقتم في سنة 2003 على الأسم كلدو آشور وتم اعطائه الى بول بريمر حاكم العراق آنذاك وبعد فترة وافق الكلدان على الأسم المقترح للمجلس الشعبي وهو كلداني سرياني آشوري وبعد أن تغيرت الأمور بقدرة قادر وانسحاباتكم ترغبون في عدة قوميات وكأننا عدة شعوب !! لماذا وافقتم وبعد فترة طويلة انسحبتم ؟ علماً بأن رئيس المجلس القومي الكلداني المرحوم كان عضوا بارزاً ومسؤولاً في هيئة المجلس الشعبي!!
لعلمك لقد قدّمت اجابات شافية للأخ الذي تقصده مرتين ولم يقتنع ، رُبما لم يفهم ما اكتب ، ليس لي وقتاً لأخسره مع هذا وذاك وبدون فوائد ، لماذا لا تنتقد الذي كتب كلمة " الأراذل" ؟ لماذا لا تُنبّه الذي قال " عرب وين وطنبورة وين " ، لماذا لا تتكلم على الذي قال أرمي الكتاب الخاص بالصلوات في سلّة المهملات " ، وهم أعضاء في اتحادكم!! هل ترضون بذلك ؟ أم سكوتكم هو" السكوت من الرضى" ، هل هكذا وصل الأمر في الخلق النبيل؟ كتاب الصلوات موجود وبأعداد هائلة في العراق والخارج ، وأخيراً ارجو علمك بأن الكتاب الخاص بالصلوات للأب المرحوم يوحنا جولاغ يُصّلى به حالياً في عدة أديرة وكنائس وأرجو أن تقرأ جوابي الى الأخ حبيب تومي وشكراً لك .
واخيرا اتمنى أن نقرأ لكم كتابات توحّد الصفوف والشعب لأنه مهدد بالأندثار والزوال مع الأسف . كما وأتمنى أن يستفاد ذوي الأختصاص من  الأسم المنشور ادناه والذي هو من البطريركية الكلدانية قبل حوالي مائة عام وهو معنون الى الطائفة الكلدانية.



 
مسعود هرمز النوفلي
3/9/2010

49
باقوفا نموذج للشعب الواحد والقومية الواحدة
باقوفا حبة خردل
هذا هو عنوان الكتاب الذي قام بتأليفه الأب حبيب هرمز سنة 2002 في بغداد ، يتضمن سبعة فصول وملاحق ، الفصل الأول يتحدث فيه عن الأسم والموقع الجغرافي والمناخ واللغة والآثار والتاريخ وعن الكنيسة ومزار القديسة شموني ودير الراهبات ، في فقرة التاريخ يتكلم عن الحكم الآشوري وبعده الحكم الفارسي ومن ثم فترة الفتح الأسلامي وفترة هجوم جنكيزخان وحفيده هولاكو وتيمورلنك منذ سنة 1226 الى سنة 1394م وبعدها فترة الهجوم الغازي الفارسي نادرشاه سنة 1732م وحصاره للموصل . أما الفصل الثاني فانه يتطرق الى الرجال والنساء والأكليروس الذين خدموا مذبح الرب وفيه يذكر لنا حياة المثلث الرحمة المطران مار يعقوب اوجين منا الذي كانت ولادته سنة 1866م . الفصل الثالث يعطينا صورة مختصرة عن الحياة الأيمانية والدينية كالأعياد والمناسبات التي يحتفل بها الشعب. الفصل الرابع ينقلنا الى الحياة الأجتماعية والطب الشعبي والألعاب الشعبية والأكلات والأزياء والأمثال والأقوال المتداولة الى هذا اليوم ومن ثم يتحدث عن المختار والهجرة وحوليات القرية وعائلات القرية وأنسابها بالتفصيل . الفصل الخامس يتحدث عن الحياة الأقتصادية كالزراعة وتربية الحيوانات والمحاصيل المرسلة الى البطريركية وعن الماء وآبار القرية. الفصل السادس هو نبذة مختصرة عن الحياة الثقافية والتعليم والمدرسة الأبتدائية الوحيدة في القرية ويُضيف فقرة خاصة عن المخطوطات في الكنيسة. الفصل السابع والأخير يتحدث عن سجل العماد وتعداد السكان وسجلات الزواج والوفيات ، في نهاية الكتاب يعطينا ملاحق منها كلمات في الذاكرة والقصيدة التي القاها ممثل كهنة وشمامسة وابناء باقوفا أمام البطريرك مار عمانوئيل الثاني عند زيارته الى القرية سنة 1923م .
عائلات القرية وانسابها
 سأعطي بعض النماذج من عوائل القرية ، من أين قدموا وسكنوا باقوفا لأبرهن الى شعبنا بأننا شعب واحد وقومية واحدة ، مُتماسكين مُلتصقين مُنصهرين مع بعضهم البعض عبر التاريخ بسبيكة واحدة التي وضع مفهومها الدكتور ليون برخو. واليكم بعضاً منها والتي يذكرها الأب حبيب في كتابه الصفحة 82 ، فمثلاً :
1- إحدى العوائل قادمة من فيشخابور وأغلب أولادها وبناتها أحياء أطال الله في اعمارهم.
2- وهناك عائلة أخرى قدِمت من شمال الوطن أحد اولادها سكن القرية ومن أحفاد هذه العائلة القس نجيب بطرس ككو الذي هو من مواليد تلكيف .
3- وعائلة أخرى قدمت من قرية كركتا في تركيا اثناء الحرب العالمية الأولى بينما أقاربهم سكنوا قرية ديربون وقره ولّة .
4- وهناك عائلة من أصل تركي قادمة من تركيا ويُسمون أنفسهم بالجلوايي .
5- نوعاً آخر من هذه العوائل قادمة من قرية كَرماوة شمال قرية باقوفا.
6- وعائلة أخرى مُنحدرة من قرية تلا وبورتا في الشمال.
7- وعائلة كبيرة جديرة بالأهتمام أصلهم من قرية بيرسفي ، وقبل أيام التقيت بأحد المعمّرين منهم أطال الله في عمره وسألته ماذا تعتبرون أنفسكم وقوميتكم ، اجابني وقال ابني نحن كلّنا سورايي وأجدادنا جميعهم آشوريون. علما بانهم من عائلة برقمِ كبير.
8- وعائلة من نوع آخر حيث كانت قد هاجرت من القرى الشمالية.
9- وتسكن في القرية عائلة مُتفرعة من العائلة الأم وقد قدمت من سورية!
10- وعائلة أخرى قدمت من قرية ميزي في شمال الوطن.
11- وهناك عوائل قادمة من تللسقف وباطنايا وتلكيف وحتى من ايران ( آل عجم).
ان اغلب العوائل مُهاجرة من القرى القريبة والبعيدة ، ويقول الأب حبيب " لم نتمكّن من معرفة سوى أسماء أبناء الجيل الثامن لبعض العائلات ولكن البعض الآخر تبين ان هجرتهم الى القرية تمت قبل 100 سنة فقط" والبعض هاجر الى القرية مع مطلع القرن التاسع عشر.
التسمية
في الصفحة 10 من الكتاب يقول الأب حبيب بأن أهالي القرية يتكلمون السورث والبعض يتقن اللغة العربية والبعض يتقن اللغة الكردية أيضاً ، وفي الصفحة 11 يضيف ويقول" يُسمّي الأهالي أنفسهم بالسوريايي ، نسبة الى آشور أو سوريا ، ربّما الى اسم اللغة التي يتكلّمونها. وفي نفس الصفحة يقول" باقوفا قرية عريقة في القدم تمتد جذورها الى العصر الآشوري". ويضيف ايضا بأن في جوار القرية هناك تل أثري من العصر الآشوري الحديث ورُبما كان أحد حصون الدولة الآشورية التي تنتشر بين العاصمة نينوى وبلاد الأناضول وقد أدت عوامل التعرية وخصوصاً الأمطار الى ظهور بقايا بعض ما يبطنه الموقع الآشوري من بقايا أبنية ولُقى في أوقات مُختلفة.
دخول الكثلكة الى القرية
أنقل النص الموجود في الصفحة 19 من الكتاب وهو: " أما بخصوص دخول الكثلكة الى القرية ، فيُعتقد أن ذلك تم منذ القرن السابع عشر بفضل جهود البابا يوليوس الثالث ، إذ يُشير كتاب ذخيرة الأذهان ( الجزء 2 ص 191) الى أن تلكيف والقرى المجاورة قبلت الكثلكة سنة 1617م على يد الرهبان الكبوشيين وهِمّة البطريرك ما يوسف الثاني معروف . كما ويُشير تقرير باييه مطران اللاتين في بغداد والذي رفعه الى البابا بندكتس الرابع عشر سنة 1753م الى أن قرية باطنايا وتلكيف هما قريتان كاثوليكيتان ، وهذا يُشير الى أن أهلها كانوا مسيحيين خلال الأجيال السابقة ". لقد كان جميع المسيحيين منضوين تحت اسم كنيسة المشرق آنذاك.
لو لم يكُن التبشير لكان الجميع ضمن كنيسة المشرق وبدون بطريركية كلدانية ، فهل التغيير قادهم الى أن يصبحوا كلدانيي القومية؟ أم ماذا يجب أن تكون قوميتهم الآن؟ سؤال يحتاج الى الأجابة العلمية الوثائقية وبدون التعصُّب .
أترك الجواب الى المُختصين والأساتذة وعلماء التاريخ واللغات والأثنيات والرب يوفق الجميع لما هو الخير .
شهادة التاريخ
ان التاريخ يشهد ان اجدادنا كانوا شعب واحد لا اثنين وعلينا التمييز بين الإيمان والدين والثقافة ولا نخلط بينهم ، فيجب الأنتباه الى ما يلي:
بحسب الثقافة نحن واحد.
وبحسب الدين نحن واحد وكذلك لدينا ايمان مشترك واحد وليس لدينا أية مشكلة إذا كان احداً مرتبطاً بالبابا والآخر لا ، هذه امور لاهوتية ادارية مؤسساتية.
المهم كل قومية لها شروط مثل الأرض والثقافة ، والثقافة تشمل اللغة والفلكلور والآداب والفنون وووو.... ، وقد تحوي القومية اكثر من دين كما هو الحال لدى قوميات العالم ، وفي الدين الواحد اكثر من مذهب ، ولكن القومية واحدة لنا جميعاً بشعور وعقيدة وحركة بين افراد الأمة الواحدة التي تعبر عن آرائهم في التحرر والإستقلال والحياة الكريمة. شعور الإنتماء الى أمة واحدة والعمل لأجلها. وكما نعلم ونفهم من المفاهيم القومية بأن عناصر القومية هي:
1- وجود جماعة ثابتة ومستقرة من البشر، تاريخياً وبإستمرار.
2- اللغة الوطنية المشتركة.
3- الأرض المشتركة.
4- الإقتصاد المشترك.
5- التكوين النفسي المشترك والروحانية المشتركة ، أي ثقافة مشتركة.
لقد حصلت لنا مُشكلة كبيرة لأن ليس لدينا هيكل سياسي مستقل مثل الأرمن مثلاً ، بل كُنا نعيش تحت سيطرة الحكومات العربية والإسلامية ، لذلك صِرنا وبسبب التفوق الغربي من قبل المرسلين وامكانيتهم الأعلامية تحت وصاية المُرسلين الأجانب فلصقوا بنا تسميات ناقصة والأصح ، نحن ابناء قومية واحدة تحمل ثقافات حضارية قديمة قبلت المسيحية تشمل اغلب ابناء وادي الرافدين منذ اقدم الحضارات الى الآن جنباً الى جنب مع العرب والأكراد ، أما كلمات كلداني او آثوري فهي غير كاملة عند الكل لأن جذور مسيحيي العراق خليط ، اما كلداني او آثوري او آرامي سرياني او عربي او فارسي او يهودي او كردي او روم بيزنطي اومجهول ولكن كلهم قبلوا المسيح وحملوا ثقافة لًغوية واحدة ودين واحد وايمان واحد ، فالتعصب الى كلمة واحدة هو قلّة المعرفة وهروب من الواقع وتقوقع وانغلاق ، فالمهم اليوم هو عيش الإيمان وتقوية ادواتنا الثقافية وعصرنة طقوسنا اي تديُننا ، وعلينا قراءة علامات الأزمنة وكيفية نقل الإيمان للجيل الجديد المنتشر في اكثر من 60 دولة وسيقوم بالتحدث بعدة لغات ستنافس لغتنا القومية وسيتثقف بثقافات اجنبية ستنافس ثقافتنا القومية ، حيث نحن في عصر الإنترنت مدعوون الى الوحدة والتضامن تحت خيمة المسيح والكنيسة على امل ان يقوم قادتنا الكنسيون بالدعوة الى الوحدة كما دعانا الرب في انجيل يوحنا 17 .
البرهان من الرياضيات بأننا شعب واحد وقومية واحدة
لنفرض أن س ، ص ، ع  هي مجموعات الكلدان ، ألاشوريين ، السريان على التوالي فعندما نأخذ تقاطع هذه المجموعات سيكون الناتج مجموعة واحدة فقط  ولتكُن ل ولكن ل = س = ص = ع ولا يوجد أي اختلاف في الأسماء والخواص ومحتوى كل مجموعة ، وعندما نأخذ إتحاد المجموعات الثلاث سيكون الناتج مجموعة واحدة فقط  ، عندها تقول الرياضيات بأن س + ص + ع = ك مثلاً ، ولكن المجموعة الجديدة ك لها نفس خواص س ونفس خواص ص ونفس خواص ع ، عندئذٍ تكون س = ص = ع = ك  ، وهنا ستكون ل = ك ، وبهذا لنا شعباً واحداً وقوميةً واحدةً لا غير ، هذا هو علم المجموعات في الرياضيات الصرفة والذي له المام بذلك ليتفضل ويُبرهن علمياً .
خلاصة
جميع القرى في سهل نينوى وشمال العراق في المناطق الجبلية ليس حالها أفضل من باقوفا ، نادراً ما نُشاهد قرية خالية من عوائل قادمة أو منحدرة أصلاً من مناطق مختلفة من وادي الرافدين ، لقد أنصهرت هذه العوائل في بودقة واحدة وأصبحت دمائهم مختلطة ولا يُمكن معرفة أصولها أو جذورها إن كانت كلدانية أو سريانية أو آشورية أو فارسية أو يهودية أو حتى كردية أو تركمانية أو غيرها ، حال هذه القرى جميعاً مثل حال باقوفا تماماً وتأكدتُ من ذلك عندما رجعت الى الكتب التاريخية الخاصة بتلكيف وألقوش خاصةً.
مسعود هرمز النوفلي
29/8/2010

50
الآشورية الكلدانية في اطروحة أبينا البطريرك
ماذا قال أبينا البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلّي في اطروحته لنيل شهادة الدكتوراه من ايطاليا سنة 1958م بخصوص الشعب الواحد؟ وما هو مكتوب بالضبط في كتاب المؤسسة البطريركية في كنيسة المشرق – تأليف المطران عمانوئيل دلي - معاون بطريرك الكلدان –  طبع بغداد سنة 1994م الذي كان في الاصل الأطروحة التي نال بها درجة الدكتوراه سنة 1958م .
في الصفحة الخامسة وفي فصل التمهيد نقرأ ما نصّه:
1- البيئة الكنسية
نشأت كنيسة المشرق ( المصدر1) في الدولة الفرثية ومنذ العهد الأول نظّمت طقوسها الخاصة بها ، وادارتها ، وقوانينها وعاداتها (المصدر2).
------------------------------------------------
(1) أطلقت تسميات كثيرة على الكنيسة موضوع دراستنا: فقيل كنيسة فارس نسبة الى مكان انتشارها وقيل كنيسة المشرق وقيل السريان المشارقة لتمييزها عن كنيسة السريان المغاربة الخاضعة لبطريرك أنطاكية. وقيل الكنيسة النسطورية. لكن معظم مؤلفي كنيسة المشرق رفضوا هذه التسمية ومنهم عبدايشوع الصوباوي في كتابه الجوهرة (ط . الأب ساكو ص 36) وقيل الآشورية الكلدانية لتشير الى القومية واللغة (أدي شير : تاريخ كلدو آثور 2 :3-5 ) وهي أيضاً الكلدانية الآثورية . ليس من الضروري أن ينتمي اليوم جميع أبناء هذه الكنيسة الكلدو آشورية الى القبائل الكلدانية والآشورية المذكورة في التاريخ القديم . ان الكلدان والآشوريين تاريخياً يُشكلون جماعة واحدة تشترك في تراث ديني ولُغوي وعرقي وقومي نشأ في تربة حضارة بلاد ما بين النهرين . فضّلنا في كتابنا هذا تسميتها " كنيسة المشرق" كما جاء في المصادر وذلك للسهولة وللأمانة التاريخية للحقبة المحدودة في بحثنا.
(2) يُشدّد الكاردينال أكاسيوس كوسا على خواص الكنيسة الكلدانية في الطقوس والقوانين ولا يجوز الخلط بينها وبين الكنيسة الأنطاكية .
A. Coussa, Epitome Proclcctionum de jure Ecclesiastico Oricntali Romae, 1948, Vol I p. 13.
أنتهى الأقتباس من الأطروحة بقلم المؤلف.
الأستنتاجات
1- يقول رئيس الكنيسة ويُؤكد بأن " الكلدان والآشوريين تاريخياً يُشكلون جماعة واحدة تشترك في تراث ديني ولُغوي وعرقي وقومي نشأ في تربة حضارة بلاد ما بين النهرين". يُمكننا القول أن الجماعة التي يقصدها الأب البطريرك هي السبيكة التي وصفها الأستاذ الدكتور ليون برخو قبل فترة والوصف يتطابق مع أقوال البطريرك ومن غير الممكن تجزئة الشعب المتكون من عدة قبائل .
2- يُفضّل الكاتب أن يكون اسم كنيستنا " كنيسة المشرق" كما كانت في التاريخ .
3-  يضيف أبينا البطريرك ويقول...وقيل الآشورية الكلدانية لتُشير الى القومية واللغة مُستنداً الى أدي شير في كتاب تاريخ كلدو آثور . البطريرك يُشير الى كلمتين " الآشورية الكلدانية " وبدون حرف الواو ويعطينا الجواب بأن الكلمتين تعني " القومية واللغة " ، وهنا وضع حرف الواو حتى نفهم القصد ، ويضيف ويقول " وهي أيضاً الكلدانية الآثورية " ، هذه الأمور تقع على المؤرخين والأساتذة وعلماء التاريخ والأثنيات وعلماء اللغة لتوضيح ما هو مطروح أمامهم بكل نزاهة وليعلنوها للعالم علناً وفي كافة الوسائل لأنقاذ شعبنا .
4- الكاردينال الأجنبي أكاسيوس المذكور في المصدر 2 من البحث يُشدّد على خواص الكنيسة الكلدانية في الطقوس والقوانين ولا يتحدث عن أمر قومي أو عرقي. السبب بأعتقادي يعود لهم ، لأنهم وضعوا أسم الكنيسة الكلدانية كما هو معروف تاريخياً.
5- سؤال الى الأخوة الذين يرغبون ويكافحون لتقسيم شعبنا الى شعوب ، وقوميتنا الى قوميات : هل يكفي لكم ما قاله سيدنا البطريرك بأننا شعب واحد وقومية واحدة أم ترغبون في المزيد من المصادر ؟
6- سؤال آخر الى الأخوة والأخوات : هل كان سيدنا البطريرك في ذلك الوقت يعمل بالضد من اسم القومية التي ترغبون بها الآن؟ حاشاه ، لأنّ أبينا البطريرك كان في منتهى الصراحة والصدق والأمانة عندما يعتبر الأخوة مجموعة واحدة لا تقبل الأنقسام.
7- سؤال مهم : هل كان حديث الأب الأعلى في الكنيسة بعد سنة 1991م كما يحلو للبعض الذين همّهُم الأنتقاد واللجوء الى التبريرات؟ أم أشترك في الحملة المعادية المخترعة من قِبلِهِم؟ لقد كان الحديث سنة 1958م قبل نشوء الحركات والأحزاب الخاصة بشعبنا .
8- سؤال آخر: هل كان الأب الأعلى مع جماعة الوحدة الزائفة كما يكتب البعض الآن وهُم القلّة جداً؟ أم أنه تكلّم وكتب بكل ثقة وهي الحقيقة بعينها التي تقودنا الى الوحدة الحقيقية الرائعة فعلاً والى الأسم المُوّحد المنتظر. علماً بأن الذي يكتب الآن مثل آراء سيّدنا يصبح عند هؤلاء القلّة خائن وناكر ومُتنكّر!!
9- هل كان الأب الأعلى للكنيسة ، حاشاه ، غير واعياً لقوميته وأصله كما يتّهم البعض, البعض الآخر الذين يذكرون الحقائق ومن المصادر والوثائق الرسمية وليس المُشوّهة وينعتوهم بأقسى الكلمات الغير أدبية ؟ وماذا هو رأي بعض المواقع التي تتشبث بتقسيم الشعب الى شعوب وقوميات وتطرح كل ماهو من جانب واحد فقط بغض النظر عن الرأي الآخر لكي يخدم مخططاتهم وحقائقهم المتناقضة مع بعضها البعض؟
وأخيراً هذه هي أفكار قائد الكنيسة الأول مُمثل الرب على الأرض لكي يطّلع عليها الشعب الواحد الكلداني السرياني الآشوري والرب يوفق الجميع للرؤية الصائبة والعمل المثمر من أجل توحيد الجهود المخلصة ووضع الأسم المعجزة لشعبنا العظيم .
مسعود هرمز النوفلي
27/8/2010

51
دروس من صلوات الشهداء في كنيستنا المشرقية ج2
تحدثت في الجزء الأول عن دروس من صلوات الشهداء في كنيستنا المشرقية بصورة عامة من أجل الربط بين الشهداء في العهدين القديم والجديد والمنشورة في موقع عنكاوا على الرابط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,434639.0.html
في هذا الجزء سأتناول صلاة الشهداء ليوم الأحد عصراً فقط والأبيات التي أتكلم عنها موجودة في كتاب قذام واثر المطبوع في بغداد سنة 1998 في الصفحات 347 و 348 و 349 .
1- صلّوا أيها الشهداء القديسين من أجل السلام لكي نحتفل في اعيادكم بفرح (بسعادة) .
الدرس: واضع النشيد يلتمِس ويترجى من الشهداء لكي يقوموا بالصلاة والدعوة من أجل السلام ، هذا الطلب ليس لغاية شخصية وإنما التذكير في مٌناسبات الأعياد التي استشهد فيها كل شهيد عن الأيمان من أجلِ هذا وضعت كنيستنا تذكرات وطبعت الكُتب لكي نتذكر أسماء الشهداء لكل يوم من أيام السنة ، الأحتفال بالعيد يعطي لنا طعماً خاصاً عند التأمل في سيرة حياة ذلك الشهيد وأسباب وطُرق استشهادهِ ، انه درساً كبيراً للتأمل وليس للأحتفال الزمني من أجل الرقص والأكل والشرب .
2- يقول الشهداء: من أجلِ محبتنا للمسيح يضربنا الموت كُلَّ يوم .
الدرس: النزيف مستمر والموت قائم وكل يوم يسقط شهيد هنا وهناك ، أحد الأسباب المهمة هو الأيمان والمحبة للمسيح الرب ، هذه المحبة كان ينكرها الوثنيون والملوك السفاحين والقادة من الجيوش الغازية والمُتعاونين معهم في البلد ، هذه الترتيلة تُعلّمنا أن نحب الى أقصى الحدود مهما كانت النتائج عندها نتقدم الى الموت بفرح كما تقدم الشهداء في العهدين القديم والجديد والشهداء الآن ، والمراقب الذي يتفحّص كلمات المثلث الرحمة المطران مار بولص فرج رحو قبل الأستشهاد يتأكد من ذلك ، حيث كان يتكلم عن المحبة حتى للأعداء ، فهل نستفاد من الدرس؟
3- أصبح صليب المسيح جسراً للشهداء وعبر عليه الصدّيقين الى السماء (الفردوس أو الجنة) .
الدرس: هنا يعطينا التشبيه في واسطة العبور والأجتياز من مكانٍ الى آخر حيث يجعل من الصليب وكأنه الجسر المنصوب فوق البحر أو النهر ومنه عبر الشهداء الكرام الى جنات الخلد ، الغاية من هذا التشابه هي تذكيرنا بالصليب المقدس الذي أفتدى به العالم لكي نعبر بواسطته ولا نخاف السقوط أبداً. علامة الصليب هي القوّة التي نتسلّح بها للخلاص .
4- شاهد الشُهداء المرجان في أورشليم التي أشتروها بدمائهم.
الدرس: يتخيل الكاتب بأن الشهداء أشتروا أورشليم العليا بدمائهم وهنا يقصد السماء التي تحتوي على أغلى وأثمن من كل أنواع المرجان والأحجار الكريمة ، في السماء يوجد الآب الأزلي خالق السماوات والأرض فكيف لا يعطي المؤمنين رقابهم للسيف من أجل الوصول الى رؤية الخالق بالتضحية بأغلى ماعندهم وهو الدم؟
5- سمِعْتُ الشهداء وهُم يُزَمِّرون ويُسبِّحون في السماء في كنّارة داود .
الدرس: يوضّح لنا العهد القديم بأن النبي داود كان يُصلّي ويُزَمِّر مُستعيناً بالكنارة الموسيقية وأناشيد داود ومزاميره مشهورة ومهمة لنا جداً ، بنفس المفهوم يتخيل واضع النشيد بأنه سمِعَ الشهداء وهم يُسبِّحون الله ويُرتلون وكأنَّ في ايديهم كنّارة داود النبي وهم عند أبيهم السماوي في السماء ، أنه في الحقيقة تشبيه مُتطابق ورائع للجديد مع القديم في كل شئ.
6- الشُهداء مثل السنابل ، حَصَدَهُم الملوك ، والرب رَفعَهُم الى السماء .
الدرس: الفلاح في قُرانا يجمع سنابل الحنطة اليابسة وقت نضوج الزرع ويحصل على الأثمار التي ينتظرها وقت الصيف ، هكذا وضع الكاتب الترتيلة في المعنى والقصد حيث أن الشهداء هُم مثل تلك السنابل الناضجة واليابسة التي حصدها الملوك الوثنيون عندما كانوا يقتلون كل مُؤمن بالله إذا كان يهوة أو الرب يسوع ولكن كان الرب يرفع هؤلاء الى السماء ويُجازيهم ويقول لهم تعالوا الى المكان المُعد لكم منذ الأزل لوراثة السماء التي لا تُفنى ولا تزول . انه تشابه آخر يختلط فيه القديم والجديد .
7- السلام معك يا مار بثيون مُختار المسيح (أو المختار من المسيح) ، لأنك صَبَرْتَ على الأحزان جميعها بسبب حقِّ (صدق أو عدل) سَيِّدك.
الدرس: لقد صبر الشهيد مار بثيون وتحمّلَّ جميع الأحزان التي صادفته بسبب العدل والحق الذي يتميّز به الرب الذي يؤمن به ، واضع الشعر يعتبره مُختاراً من المسيح الرب وشهادته أمراً طبيعياً وكأنه يذهب الى حفلة عرس غير مُكترثاً بالأحزان والويلات. أنه عظيم .
8- بيمينك يا رب أطرد الشيطان الذي يُسْكِر الأنسان بدون خمر ويُزْلِقَهُ بدون طين .
الدرس: الشر أو الشيطان يجعل الأنسان ثملاً بدون شراب مُسْكِر مثل الخمر ونتيجة الشر ينزلق الأنسان في أمور كثيرة ويُمّثل ذلك بالوقوع أو السقوط على الأرض حتى لو تكون الأرض مستوية امامه ولا يوجد عليها طين مثلاً ، الأنزلاق يعني الدخول في عالم الشرير ، ولهذا يترجى الكاتب من الرب أن يُبْعد عنا الأعمال الشيطانية بيده اليُمنى كي لا نقع في الفخ والملاحظ هنا تساوي الأنسان في العهدين القيم والجديد .
9- يا رب أجعل السلام في جهات العالم الأربع ليَكُفَّ (ليتوقف) عنا الظالمين .
الدرس: يتمنى السلام والهدوء في كل انحاء العالم وجهاته في الغرب والشرق والشمال والجنوب ، بالسلام يتوقف التعدي ويستطيع المؤمنين ممارسة شعائرهم في البيت والكنيسة والدير ، السلام يعطي المؤمنين الأستقرار والثبات من أجل نشر الأيمان والكلمة ، وبالسلام تنحسر أفعال الظالمين وتتوقف أعمالهم السيئة ، هكذا يطلب واضع النشيد من الرب من أجل تحقيق أماني الذين يؤمنون به ، انه تشبيه وتحليل ومقارنة للوضع الهادئ وعكسه . أن هذا الطلب نحن في حاجة ماسة اليه الآن وفي هذا الوقت خصوصاً .
10- يا رب أقفل أفواه الناس الأشرار حتى لا يتكلمون بسوء على أبناء الكنيسة.
الدرس: أبناء الكنيسة معروفون ولهم مكانة خاصة عند الرب فكيف لا يحميهم ويُعاضدهم ويُساندهم ، الكاتب يقدم الطلبة ويتضرع لكي لا يسمح الرب أن يتكلم أحداً في السوء والكلمات الغير لائقة على هؤلاء الأبناء ، أن كلمة أقفل لهي قوية جداً وتعني الغلق وعدم الكلام نهائياً وبهذا فان افواه الناس الأشرار سوف ترتعد ولا تتجرأ للحديث بالضّد من ابناء الكنيسة الذين يكِّنُ لهم الرب كل الأحترام والمحبة .
نلتقي في الجزء الثالث بعون الرب وصلوات الأثنين عصراً.
مسعود هرمز النوفلي
24/8/2010

52
احتفظ بكتابك المزيف هذا لنفسك والأصح ان ترميه في سلة المهملات
عنوان المقالة أخذته من مقالة السيد منصور توما ياقو المنشورة في موقع عنكاوا على الرابط (1) وهو كلام في غاية الخطورة من قبل كاتب يدّعي ويبحث عن قوميته ويرمي تراثه وكنوزه في سلّة المهملات!!. ليكُن الحُكْم للشعب.
قبل التعليق :
الشماس بطرس أدم هو واحد من الذين قرأوا الكتاب وهو شاهد منكم ويقول في ردّهِ على أحد الأخوة في موقع كرملش لك مايلي: الرابط (2)
الأخ الكريم مايكل

أشدّ على يدك لهذا الأيضاح الرائع, حيث مقالة السيد مسعود دفعتني لقراءة بعض الصفحات من الكتاب الذي يستند عليه ويستغله كعادته في الهجوم على القومية الكلدانية التي ترسّخت في ضمير أبنائها .
مع أحترامي الفائق للمغفور له الأب يوحنا جولاغ الذي كان بحق كوكبا نيّرا في سماء كنيستنا الكلدانية, الا أن ترجمته هذه كأي جهد بشري لا بد وأن تحوي بعض النواقص , لأن الكمال لله وحده ولألهامه المقدس. وأدنا بعض ما لاحظته من قراءة بضعة صفحات من هذه الترجمة.

1-  في صلاة الرمش ليوم الأثنين " قذمايي " ترجمت كلمة (ܦܪܘܩ - بروق ) التي تعني " أنقذ " الى كلمة (ܗܵܘܲܪ - هاور ) التي تعني " النجدة " وهي كلمة كردية .

2-  وفي صلاة الرمش لنفس اليوم وفي الصفحة (ܚ ) ترجمت كلمة ( ܡܸܐܟܼܲܠܩܲܪܨܵܐ – ميخلقرصا ) التي تعني " نمّام أو فتّان " الى كلمة ( ܒܸܗܒܲܟܼܬܘܺܬܵܐ – بيبختوتا ) أي " بلا ضمير وهي أيضا كلمة كردية .

3-  وفي الصفحة (ܟ ) ترجمت كلمة (ܒܥܸܠܕܒܼܵܒܼܝ – بعلدواوي ) أي " أعدائي " الى كلمة ( ܕܸܫܡܸܢܝܼ – دشمني ) وهي كما تلاحظ كلمة كردية أيضا

4-  وفي الصفحة ( ܡܗ ) ترجمت كلمة ( ܐܵܘܕܝܼܢܵܢ ܠܵܟܼ – أودينانلاخ ) وهي تعني " نقرّ لك أو نعترف لك " الى (ܟܸܡܚܲܡܕܘܟܼܠܘܟܼ – كمحمدوخلوخ ) وهي كما تلاحظ كلمة عربية مصدرها " حمد " .

أكتفي بهذا القدرمن هذه الترجمة التي كانت غاية القائم بها ( رحمه الله ) عكس غاية الذي أستند عليها للنيل من قوميته الكلدانية

الشماس
بطرس آدم
لقد قُمت بالرد على الشماس بطرس في نفس الموقع  وهذا جزء من كلامي: "أتحداك إذا تعطيني كلمة واحدة في مقالتي عما تعنيه بالتهجم على القومية الكلدانية ، وإذا لا تُشاهد حتى تبرهن كلامك فعليك الأعتذار وتصحيح كلامك."
هذا الكلام مُوجه لك أيضاً يا سيد منصور. والآن هل تقول الكتاب مُزيف؟ علما ان الخطاط حيٌ يُرزق أطال الله في عمره وحالياً في سوريا.
في يوم الشهيد الكلداني على الرابط (3) وفي الأحتفال المُقام اليك ما يلي وهي ترجمة المطران مار سرهد يوسف :
استهل الحفل بالوقوف دقيقية واحدة حداد لارواح الشهداء ثم تم عزف النشيد الوطني الامريكي والكلداني وصلاة الشهيد من جيل الرابع (رمشا دسهدي) حسب الطقس الكلداني ويذكر فيه شهداء الكلدان وتقول:
" ان ملك العُلى مع جنده، كان في عون جمع المؤمنين. فقد صدر الامر : ان يقتل الشهداء الابرار بحد السيف. بُهت الكلدان وهم وقوف، ورفعوا الاصبع، قائلين : عظيمٌ إله المؤمنين، فهو يخلصهم وإن هو لا يُرى " (من ترانيم الشهداء المخصصة لرمش الجمعة، ترجمة مار سرهد يوسب جمو).
أما ترجمتي السابقة فكانت :
"ملك الأعالي مع جنودهِ. كان عوناً لجماعة المؤمنين. صَدَرَ أمر لقتل الشهداء الأبرار بالسيف. تعجّبَ الكلدان وهم واقفين رافعين الأصبع ويقولون: عظيم هو إله المؤمنين الذي لا يراهُمْ ويُخَلِّصَهُمْ."
قُل لي أين هو الفرق؟
تحليل الصلاة :
1- الصلاة لا تذكر شهداء الكلدان وإنما "المؤمنين " كما نلاحظ في الترجمة. لأن المؤمنين آنذاك كانوا من مختلف الأجناس والأعراق كما يذكر التاريخ.
2- الكلدان الواقفون تعجبوا وقالوا " عظيم هو إله المؤمنين " ، لماذا لم يقولوا إلهنا إذا كانوا فعلاً مؤمنين بالله؟ ، بعبارة اخرى أن إله المؤمنين يختلف عن إلههُم ولهذا تُبرهن لنا الصلاة بأنهم أي الواقفين كانوا وثنيين فعلاً .
3- هل يوجد اختلاف بين ترجمتي وترجمة المطران ؟ الجواب كلا .
4- كل صلوات الشهداء عصراً لا يوجد ذكر الكلدان إلا مرة واحدة وفي هذه الصلاة فقط ، لنُفكر قيلاً ماذا يدل ذلك؟
من يرمي الكتاب التراثي الأصيل في سلّة المهملات يا سيد منصور؟ الجواب:
1- الطفل الذي لا يفهم ولا يعرف التمييز بين الخير والشر .
2- الغير مؤمن ولا يرغب في كتاب الصلوات لأنه يكره الصلاة.
3- الذي اتخذ له ديناً آخر عدا المسيحية.
4- الوثتي الحاقد على كل مؤمن بالله لأنه يؤمن بالصنم إلههُ فقط.
5- المجنون وفاقد العقل .
6- ناكر أصله وفصله ولغته وآبائه وقومهِ.
إذا ترمي هكذا كتاب في سلّة المهملات فماذا تقول الى قاموس المثلث الرحمة المطران مار يعقوب اوجين منا الذي يُعرّف الكلدان بأنهم السحرة والمُنجّمين وأرجو ان تنظر الى الصفحة 338  من القاموس المطبوع في بيروت سنة 1975 من قبل المثلث الرحمة البطريرك مار روفائيل الأول بيداويد العظيم.
المثلث الرحمة المطران مار يعقوب أوجين منا يقول في معنى كلمة "كلداني " ما يلي:
كلدايا ( كلدانيّ ) : فلكيّ ،. عالم الأفلاك ، مُنَجّم . عرّاف . ساحر .
كلدايوثا ( ارض الكلدانيين ): لغة الكلدانيين ، علم الأفلاك والنجوم ، تنجيم ، عرافة ، سحر .
كلدايي ( كلدانيّون ) : العلماء وارباب الدولة من اهل بابل واطرافها.....جيل من الشعوب القديمة اشهر اهل زمانهم  وخاصة علم الفلك . لغتهم كانت الفصحى بين اللغات الآرامية .....الخ.
السؤال لك يا منصور : هل نرمي هذا الكتاب في سلّة المهملات أيضاً لأنه يعطينا التعريف الصحيح لكلمة الكلدان؟ لعلمك أن المرحوم هو من مواليد 1867 وقبل ظهور ما هو مكتوب في كلدايا نت الآن عن الأكتشافات من أورمي في ايران ، انك انزعجْتَ كثيراً من قول الحقيقة عندما كشفُت وثائقهم  وحلّلت الأوراق والصور المنشورة ، هل تعلم ماذا قال لي أحد الأخوة الكلدان عندما قرأ وثائق كلدايا نت ؟ قال بالحرف الواحد " كلدايا نت تُبرهن أننا آثوريون وليس العكس!!".
السيد منصور ، لماذا تهتز شواربك عندما يوضّح الشخص الحقائق ومن مصادر؟  كل انسان ينضح بما فيه ومن قلبه ولسانه ينبع الخير والشر ، هل تتوقع عدم استطاعتي الرد على التهجم الذي بدر منك؟ باستطاعتي أن أرد عليك وبأقسى الكلمات ولكن لا تسمح لي أخلاقي بذلك أن أتهجّم حتى على عدُّوي فكيف على أخي ، أنا أثق بالرب وهو القدوة لي الذي تحمّل الأهانات والكلام حتى قالوا عليه بأنه مجنون وفيه شيطان وبعلزبول وغيرها وكان بامكانه أن يمحيهم من الوجود ولكنه غفر لهم وقال وهو على الصليب " أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ". وكلام الرب أصبح نوراً للعالم ولم يكترث الى الذين صلبوه.
عندما تقول " صفة الأراذل " فانك تكشف عن شخصيتك ومعدنك وعندما تتحدث عن التأشور يضحك على كلماتك الكثيرين وبأستهزاء! وعندما تصف واحد من اخوتك الذين يؤمنون بأننا شعب واحد كلداني سرياني آشوري بكلمة لم تضعها ووضعت نقاط بدلاً عنها لتُعبر عمّا في جوارحك المريضة ، وهنا عليّ أن أقول لك من المحتمل هذه الكلمة التي لم تذكرها تنطبق عليك لأنه من المحتمل أحد أجدادك كان آشورياً أو غير ذلك والآن تدعي بانك كلداني فقط  وتنكر جزء من كيانك ، فعلى من ستنطبق كلمتك التي لم تدرجها؟ أما عن الختم أرجع الى مقالة الأخ أوشانا المذكورة على الرابط (4) وسترى الجواب الشافي .
مسعود هرمز النوفلي
20/8/2010
المصادر:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,435905.0.html(1)
http://karemlash4u.com/vb/showthread.php?t=89512(2):
(3): http://www.kaldaya.net/2010/News/08/Aug06_2010_A4_ChaldeanMemoriaDay_SanDiego.html
http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=41628&get=last#237548(4): [/b] [/size]

53
كلدايا نت والبحث عن الحقيقة ، نقد وتحليل
مقدمة

كم هو رائع وجذاب عنوان المقالة الطويلة المذكورة في الموقع والذي هو بعنوان " مساهمة من موقع كلدايا: الى الباحثين عن الحقيقة التاريخية وثائق تتحدث معك بمنطوقها الذاتي وبدون تعليق". هوية شعبنا وأسم لغته، قبل التحوير الانكليكاني: المصدر(1)
لا يوجد شخص لا يرغب في كشف الحقيقة ومقالتكم جديرة بالأهتمام لأنها فعلاً تحتوي وثائق وأختام واسئلة لابُدّ من الردِّ عليها ، ومن هذا المنطلق علينا التحدث بها علناً أيجاباً أو سلباً حتى لو كانت صادرة من أبرشيتنا ، على كل مؤمن قول كل الحقيقة وخاصة إذا كانت صادرة من موقع أبرشي وأسمه بطرس هامة الرُسل ومؤسس الكنيسة الجامعة المقدسة الرسولية. البحث عن الحقيقة يتم في الجهد والسعي الحثيث وبذل الوقت والسهر والتنقيب والتحري من أجل الوصول اليها بنتائج إثباتية لا شك فيها ، ان البحث قد لا يتم بالأستناد على أفكار أو آراء أو أوراق قد لا تكون لها أيةِ صلة بالحقيقة التاريخية ، لا وبل تعطي عكس ما هو مطلوب وتبتعد كثيراً عن الحقيقة. هل ماهو مطروح يعطينا الأدلة المقنعة عن الهوية؟ لنرى ونُحلّل علمياً.
 الأسم الكنسي
التحوير الفاتيكاني من قبل كنيسة روما معروف ولا فائدة من البحث والتذكير بهِ سوى ماقاله المرحوم الأب يوسف حبي في كتابه تاريخ كنيسة المشرق حيث قال : " أن معظم المسيحيين سواء كانوا سريان أو كلدان أو آشوريين، كانوا يتبعون الكنيسة النسطورية وهي كنيسة المشرق حتى القرن السادس عشر حين انشطرت هذه الكنيسة الواحدة إلى أربع مجموعات هي كلدان وآثوريين، سريان أرثوذكس وسريان كاثوليك: المصدر(2). لكل كنيسة أصبح هناك اسم بطريركها وكيانها المنفصل عن الآخر. وسبب الأنشطار معروف وهو انشاء بطريركية بابل باسم الكنيسة الكلدانية. النساطرة كانوا من مختلف الأجناس والقوميات كما يُعلمنا التاريخ وفي عدة بلدان وان اصل تسمية الكلدان بمعناها المتداول اليوم يعود الى ذلك التاريخ عندما اعلن نساطرة قبرص المؤمنين بالعقيدة النسطورية خضوعهم للكنيسة الكاثوليكية الرومانية وقبولهم لمعتقدها اللاهوتي ، و يدعى التحول العقائدي ".
أما التبشير الأنكليكاني الآخر إن صحّ التعبير فهو من قبل الكنيسة الأنكليزية (كنيسة كانتربري في انكلترة) والذي بدأ بارساليات الى كردستان العراق في أول رحلة تبشيرية سنة 1842 وبعدها ارساليات اخرى متعددة ولنفس الغاية من أجل خلق مجموعة تابعة الى الكنيسة الأنكليزية من الآثوريين المتواجدين في شمال العراق. المصدر (3).
نقد وتحليل للمقالة المنشورة في الموقع
1- كما تلاحظون من عنوان المقالة يقول " قبل التحوير الأنكليكاني" ولكن عند الرجوع الى المقالة في النص نلاحظ بأن الصفحة الأولى والتي يستند اليها الموضوع واسمها التعليم المسيحي قد كُتبت سنة 1886 باللغتين السريانية والأخرى الأجنبية وهذا أول تناقض في الكتابة. وكذلك الصفحة الثانية التي تتحدث عن كتاب التهجئة عند الكلدان من منطقة أورمي في ايران فيها رقم السنة 1886 . فهل هذه السنة أصبحت قبل التحوير أم بعده؟!!
2- في الصفحة الثالثة التالية هناك صورة بالأنكليزية مأخوذة من كتاب من مكتبة سانت لويس العامة في أمريكا ، هذه الصفحة هي مقدمة لقاموس يذكر فيها المؤلف بأن الكلدو آشوريين يحتاجون الى ضرورات الحياة والتفاهم ولهذا قام المؤلف بترجمة الأنكليزية الى الكلدانية من اجل التخاطب بسبب زيادة عدد المهاجرين ومن أجل مساعدتهم للعمل . ولا أعلم أين الهوية القومية التي يذكرها المؤلف ؟ والملاحظ على الكتاب وجود ختم المكتبة سنة 1926 وهو حديثاً جدا مقارنة بالتحوير الأنكليكاني علماً بأن القاموس مطبوع  في شيكاغو سنة 1924. وهذا تناقض أخر وقعت فيه كلدايا والى المزيد من الحقائق التي تدحض الأدعاء.
3- في الصفحة الرابعة التالية والمهمة جداً نلاحظ الشعار أو العلم الآشوري واضح ولا يقبل الشك والمقالة تتحدث عن تاريخ مُختصر عندما تم تشكيل الجمعية الآثورية في طهران سنة 1898 ومنها أن الجزء الأول في المقالة يتحدث فيه عن كلدان طهران بحسب القانون المذكور من 11 فقرة ، وهنا تناقض آخر وقع فيه الأخوة.
4- وفي نفس الموضوع المنشور سنة 2005 باللغة الآرامية السريانية يوجد ختم بيضوي الشكل مُوضح فيه كلمات في ثلاث لُغات فارسة وآرامية سريانية وانكليزية ، بعد ترجمتها الى العربية تصبح "النادي الآشوري الكلداني - طهران" ويبدو لي بأن الأخوة في الموقع قد وضعوا الختم مرة أخرى بصورة أكبر في أعلى الصفحة الجديدة لتوضيح الفكرة وكأنها الهوية ، وهنا نقول أنكم وقعتم بتناقض آخر وهو، أين الهوية القومية التي تتحدثون بها ؟
5- وهناك ختم في صفحة أخرى لم تُشِر عليه كلدايا وهو ختم "الجمعية الآشورية الكلدانية في طهران في ثلاث لغات. لماذا لا تشيرون عليه؟ تحت هذا الختم هناك موضوع مهم أرجو الأنتباه اليه وهو أن كاتب المقالة يستند الى السنة 1951 ميلادية ويذكر بجانبها بين قوسين السنة الأيرانية 1330 ، حتى لا يكون هناك الخلط والتشويه لما هو مقصود ، أين القومية يا سادتنا الأجلاء؟ المقالة تتحدث عن الأرمن والأمة الآثورية ولا أعلم أين أصبحت الكلدانية هنا . وبعد ذلك يتطرق الموضوع الى أسماء المسؤولين الذين استلموا مسؤولية الجمعية منذ تأسيسها وجميعهم آثوريون!!
6- أما عن الصورة الموجودة في النهاية فقد كُتب فوقها بالسورث ما يلي:
"شِكْلا د 15 هَدّامي د مَوْتْوا قذمايا د آثورايي ب تهران"
وفعلاً الصورة هي الى الجمعية الأولى للآثوريين في طهران ، الى 15 شخصاً المذكورة أسمائهم في أسفل الصورة. من هؤلاء الأشخاص الذين جميعهم آثوريون كما تقول الصورة أعتقد بوجود اشخاص كلدان كاثوليك بينهم فلماذا يذكر في أعلى الصورة أنهم آثوريون؟
الأستنتاجات
1- أعتقد مما شاهدته بأن رعيتنا الكلدانية في ايران كانت تستخدم مصطلح "الكلدو آشوري" المؤمنة به في ذلك اليوم وهذا اعتقادي الخاص وتحليلي لما هو مُثبّت في الصور والسبب يعود الى المصادر التاريخية العظيمة التي كانت تُركّز على الأسم المزدوج " كلدو آثور".
2- الصورة هي الى 15 شخص آثوري ولا ذكر كلمة كلداني أبداً ، لماذا؟ ليسأل موقع كلدايا الذين وضعوا الصورة أو أبنائهم وأحفادهم . هؤلاء الأشخاص هُم من تولى المسؤولية اعتباراً   من سنة 1910 و 1911 ويستمر بعدها لغاية 1977 . وليعلم القارئ الكريم بأن الموضوع يُشير الى ذكر السنة الميلادية ومعها السنة الأيرانية حتى لا يخلط بين الأثنين فمثلاً السنة الميلادية 1910 هي السنة 1298 أيرانية والسنة الميلادية 1977 هي السنة 1356 أيرانية .
3- الأختام الكنسية تُستخدم في وثائق الكنيسة ، فهل هذه الأختام تدل على انها هوية قومية ؟
4- كم أكون فرحان وسعيد لو تُسعفنا كلدايا وتذكر الحقيقة التي تبحث عنها في هكذا دفاتر ، من حيث القومية وسنة التحوير وقبل التحوير كما تدعي وأي تحوير تقصدهُ ، وأكون شاكرا لهم ومُمتن لو يُوضّحوا كل الأمور لكي نصل الى الغاية المرجوّة من مقالهم وعندها نُصدٌّقهم.   
5- أين أصبحت الحقيقة ومن يكشف أو يتكلم الحقيقة يا تُرى؟ الجواب للقارئ الكريم.   
خلاصة
لنتعلم قول الحقيقة كما هي ، لأن القارئ البسيط قد تعبر عليه الأفكار الغير دقيقة والغير موثوقة لعدم اطلاعه أولا ولثقته بالكنيسة ثانياً ، المؤمن يكون عادة مُطيعاً ويقول دائماً نعم ولكن إذا أكتشف العكس سوف يكفر ويرتدد وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية للأنحراف والضياع في كنيستنا ، ولكن لنا أمل ولا ننسى بأن هناك من يقول الحق بوجه السلاطين والملوك والرؤساء كما علّمه الرب ولا يتردد أو يخاف أو يقول "أشْعَلَيَ" .
مسعود هرمز النوفلي
17/8/2010
المصادر:
(1):  http://www.kaldaya.net/2010/News/08/Aug04_2010_A1_HistoricalChaldeanDocuments.html
(2):
كنيسة المشرق ، الأب يوسف حبي ، بغداد 1989
 (3):
http://anglicanhistory.org/me/kurdistan1842.html

54
دروس من صلوات الشهداء في كنيستنا المشرقية ج1
مقدمة
هناك صلاة خاصة في طقس كنيسة المشرق بمختلف فروعها عصر كل يوم تُسمى صلاة الشهداء عدا عصر السبت فلا توجد هذه الصلاة. الصلاة  نقرأها عادة في كتاب قذام واثر باللغة الفصحى إن صح التعبير واللهجة الدارجة السورث في الكتاب المُترجم من قبل المرحوم الأب يوحنا جولاغ . سأتكلم باختصار شديد عن بعض ماجاء بكُتبنا عن ربط شُهداء العهدين القديم والجديد مع بعضها البعض لفائدة شعبنا والمهتمين في هذه المسألة.
الأبيات في كل صلاة
صلاة الشهداء ليوم الأحد عصراً ( رمش الأحد ) تحتوي على 44 بيتاً.
صلاة الشهداء ليوم الأثنين عصراً ( رمش الأثنين ) تحتوي على 32 بيتاً.
صلاة الشهداء ليوم الثلاثاء عصراً ( رمش الثلاثاء ) تحتوي على 25 بيتاً.
صلاة الشهداء ليوم الأربعاء عصراً ( رمش الأربعاء ) تحتوي على 20 بيتاً.
صلاة الشهداء ليوم الخميس عصراً ( رمش الخميس ) تحتوي على 22 بيتاً.
صلاة الشهداء ليوم الجمعة عصراً ( رمش الجمعة ) تحتوي على 23 بيتاً.
مجموع هذه الأبيات يصبح 166 بيتاً .
محتوى الأبيات
كل بيت يتحدث عن واقعة معينة ليعطي الكاتب القوة والشجاعة للمؤمنين الأحياء ويُذكِّرهم بشهداء العهد القديم رابطاً ذلك مع العهد الجديد وخاصة شهداء الأضطهاد الأربعيني المشهور الذي راح ضحيته الآلاف من إخوتنا المؤمنين رحمهم الرب ، أحياناً يذكر الكاتب أقوال الملوك الوثنيون وماذا كانوا يعملون بالمؤمنين وأحياناً أخرى يصف أجوبة المؤمنين للملوك و أحياناً أخرى يُذكِّرنا بعظام الشهداء وطلباتهم قبل الأستشهاد ولا يفوتنا أيضا تذكير الكاتب لنا ايضا كيف ان الأتكال على الله هو الذي يُنقذنا ويُسعفنا. الأبيات كُلها حِكم وعِبر ودروس لنا والى الأبد ، علينا دراستها والتأمل بها والتثقيف عليها لكي يعلم الشعب تاريخه المنسي.
ترجمة بعض الأبيات لنفهم الربط
لقد أعتمدت في هذه المقالة المختصرة كتاب قذام واثر المطبوع في بغداد سنة 1998.
1- صلاة رمش الأثنين وتُصلّى يوم الأحد عصراً . نلاحظ في الصفحة 348 من الكتاب ما يلي:
المؤمنة شموني تعطي القوة لقلوب أولادها المُباركين(الأحبة) ليذهبوا بسلام.
الدرس: الأم المؤمنة تقوم بحث أبنائها وتعطيهم المعنويات وتدفعهم للأستشهاد ، فكم كانت قوية تلك الأم القديسة؟ تُشاهد أولادها وهم واقفين في طابور الأعدام ، فكيف كان ايمانها الذي تحمله في كيانها وقلبها؟ حفلة اعدام اولادها بيد الوثنيين وعبادي الأصنام وهي تهلهل لهم!! هل لنا مثال واحد اليوم على غرار تلك الأم؟ هكذا يكون المؤمن الحقيقي بالفعل والقول وليس بالأسم فقط ، كان ايمان القديسة بالله يهوة الغير منظور الذي كان ينكره الملوك والأباطرة ، وفي النهاية ذابت القديسة وأعطت رقبتها للجلاّد بفرح وكل سرور للشهادة! أنها أم عظيمة.
2- من صلاة رمش الأربعاء الصفحة 357 والتي تُصلّى الثلاثاء عصراً أخترت الترتيلة:
عظام يوسف الصدّيق ، بركات (هدايا أو حسنات) للمصريين ، وعظامكُم أيها الشهداء القديسين بركات للخليقة كُلِّها.
الدرس: عظام يوسف مدفونة في مصر ، يعتبرها واضع النشيد هدايا وبركات سماوية لأنه من أبناء الوعد وهكذا وبنفس المعنى فان عظام شُهدائنا في الأضطهاد الأربعيني يعتبرها بركات إلهية مُقّدسة لنا ولوطننا ، هل نُقدّس عظام شُهدائنا كما يُقدِّسها الكاتب؟ أين نحن الآن وعظام شهيدنا القريب المثلث الرحمة المطران فرج رحو والأخت سيسيليا والأب رغيد وغيره الكثيرين من أخوتنا وأخواتنا؟
3- في صلاة رمش الخميس الصفحة 361 نجد الترتيلة التالية:
قال الملك(يقصد نبوخذنصر) ، ثلاثة شُبان (فتيان أو أولاد) وضعنا في النار، والرابع بينهم كان يرشَّهُم بالماء ، وكُلّما كانت النار مُتّقدة أكثر( تعطي شُعاعاً أكبر) ، كانت وجوههم تشع أكثر ، مُبارك الله الذي رفع القديسين .
الدرس: قصة رمي الفتيان شدرخ وميشخ وعبدنغو في النار مشهورة في سفر دانيال ، بعد أن رماهُم في النار الملك الوثني نبوخذنصر وهو يُراقب عملية احراقهم أحياء ، شاهَدَ وجود شخص رابع في النار مع الفتيان يقوم برشِّهم بالماء ، هكذا هي الترتيلة في كُتبنا ، تم اعطاء الملك اعجوبة حتى يصحى من السُبات الذي فيه ، الشخص الرابع كان الملاك وهو يقوم بالعمل حتى يُشاهده الملك ومن أجل أن لا يُصاب الأولاد في النار ، الشق الآخر من الأعجوبة حتى يرى الحاضرون كم هي قوّة الله (يهوة) الذي كان يعتبره الفتيان إلههُم ، هذه الترتيلة وُضعت وكُتبت بعد المسيح بقرون لكي تعطي القوة للأحياء حتى يستفادون منها وأن لا نُفرّق نحن بين شُهداء العهدين القديم والجديد وشُهدائنا اليوم كما قال الأب حبيب هرمز في مقالته المنشورة ، المعنى والغاية هي الشهادة من أجل الأيمان الحق والله هو الحق. وهناك نشيد أخر في نفس الصفحة يقول: قال الشهداء لا نكفُر بابن الله ، نحن من زرع ابراهيم وأبناء الوارث اسحاق ، بسبب إله آبائنا نموت الموت الوقتي( الزمني) ونرث الحياة الأبدية ( السماوية) .
الدرس: لقد صرخ هؤلاء الشهداء لا لا لا نكفر بالرب وأعطوا رِقابهم بفرح لنيل الشهادة في ذلك الوقت ليصبحوا قدوة لنا وأمثلة حقيقية عن معنى الشهادة.
4- يوم الجمعة عصراً وفي صلاة الرمش نقرأ في الصفحة 367 مانصّهُ:
آذم وكل الناس الصدّوقين ، وموسى وكل الأنبياء ، وبطرس وجميع الرُسل ، أستيفانوس وكل الشُهداء ، وأفرام ومجموع المعلمين ، وأنطونيوس والرهبان ، يتضرعون (يطلبون) اليك يا رب لكي ترحم العالم.
الدرس: يبدأ الكاتب بأول انسان آذم ويتدرج الى كل الأنبياء من موسى وبعده ومن ثم يذكر الرسول بطرس عمدة الكنيسة مع الرسل الأطهار جميعاً ، ويسترسل باسم الشهيد الأول في المسيحية أستيفانوس ومنه الى كل من أصبح (أو أصبحت) شهيد (أو شهيدة) للأيمان وبعدهم معلمنا العظيم الأول مار أفرام ملفان الكنيسة المشرقية ولم يكتفي بذلك بل ذكر أبي الرهبان مار أنطونيوس ورفاقه الرهبان. لكل هؤلاء يترجى الكاتب أن يطلبوا من الله أن يرحم العالم ، العالم الذي قتلهم وسفك دمهم ، لنتصور كيف ولماذا يطلبون الرحمة ، السبب هو الأقتداء بمُعلّمهم المسيح الذي غفر الى صالبيه وهو على خشبة الصليب ، هب نستفاد ونتّعظ؟
الخلاصة:
أبيات قصيرة أخترتها من 166 بيتاً وهناك الكثير غير هذه في كُتبنا المباركة ليس في صلوات الشهداء فقط بل في صلوات الصباح وترتيلات أخرى كثيرة قبل قراءة المزامير وبعدها ، هناك الكثير الكثير لا يُمكن سردها في مقالة قصيرة . أتمنى من آباء الكنيسة المشرقية العزيزة والمؤمنين الذين لديهم الألمام والأطلاع باللغة دراستها والتمعن بها من أجل الوصول الى ما يجمعنا ويوحّدنا الى الأبد. الرب يُبارك بالجميع مع الشكر.
مسعود هرمز النوفلي
14/8/2010

55
كلمة شكر لذوي الفكر الهادف

كلمات بسطور قليلة من الواجب أن أقولها لكم أيها الأب العزيز حبيب هرمز للتوضيح النابع من كلماتك التي سطّرتها في المقالة الخاصة عن سِيَرْ الشهداء ، أنها بحق درساً مُهماً لنا وعنوان محاضرة لكل من يرغب الوصول الى ينابيع الأيمان ودراسة الأُسس والقواعد الصحيحة لآبائنا الشُهداء في كُلِّ زمانٍ ومكان . إنك تسقي الزرع الذي زرعهُ أجدادنا وأجداد أجدادنا بحرصٍ شديد ، وتوجيهك لنا ونصائحك وارشاداتك لن ننساها ما دُمنا على هذه الأرض الفانية ، رب المجد يرعاك ويحفظك لكنيستنا المشرقية العزيزة ، الشكر لك وكل التوفيق في دعواتك وتفانيك في تربية الأجيال .
 كلمات شُكر أخرى الى الأخ العزيز الوفي نافع البرواري الذي ما كان يسكُت يوماً عن قول الحق واستقال من الدائرة وهو بدرجة رئيس مُهندسين وخدمته الطويلة ذهبت ادراج الرياح ، الشكر لك ممزوج مع شُكر الأب حبيب لأنك وقفت مع الذي كُنت تُشارك معه صلوات الرمش في كنيستنا المقدسة مار يعقوب وكم أتمنى أن نجتمع معاً للتراتيل الملائكية مع إخوتنا وأخواتنا الشمامسة والشماسات والآباء من الكنيستين في الدورة بنفس الكتاب الذي نتناقش حوله ، حُبّك العظيم لتراثك وغيرتك الأيمانية التي تشتهر بها جعلتك تتكلم الحق الذي لا يعلو عليه أمراً آخر. أنا لا أستحق كل الثناء الذي وصفتني بهِ ، شُكرا لشخصكم الكريم الموقر وأصالتكم العالية ، أنك تُدافع عن الأيمان وعن الروحانيات التي اشتهرت بها من يوم كُنا سوية في دورات اللاهوت والتثقيف المسيحي ، بدأت ثِمار دراستك تتوضح في الكثير من المواقع لتحذو حذو مُعلّمنا الأب كوب المُخلّصي الشخصية الخامسة في العالم في تفسير الكتاب المقدس وآبائنا الكرام الآخرون . الرب يحفظك مع عائلتك بخير وسلام الى الأبد .
الشكر لجميع الأخوة والأخوات الذين كتبوا الرسائل وطلبوا صور الكتاب وبأعتقادي يستطيعون الحصول عليه من الأخوة يلدا صنا شقيق سيدنا المطران أندراوس صنا في كندا ومن أيشو ججو في امريكا ومن كوريال والد الأب ماهر في استراليا ومن مكتبات كنائسنا في بغداد والموصل . قبل أن أضع أمامكم الصور لا بُدّ أن نقول الف الف رحمة على روح الأب العزيز يوحنا جولاغ الذي ترجم كتاب " قذام واثر" . وختاماً عليّ أيضاً أن أشكر الأخ العزيز سمير ميخا عيسى زوري الذي لا أعرفه شخصياً ويُشرفني جداً أن ألتقي به وأتعرف عليه وأتعلم منه ألخط السرياني الجميل ، شكرا له للسهر والتعب الذي بذله في تهيئة هذا الكتاب الخاص في الصلوات اليومية على مدار السنة ، الرب يحفظه ويُقدّسه هو وعائلته ومدينته التي كتبه فيها .
 

 

 
 

مسعود هرمز النوفلي
10/8/2010

56
ملاحظات بخصوص سير الشهداء
الأب حبيب هرمز – لندن 7 آب
 
شكرا لكل المهتمين بدراسة نصوص الصلاة في ليتورجيتنا المشرقية، واود ابداء بعض الملاحظات كي تتعمق اساليب البحث.
اولا: نحن نؤمن بما ورد في العهد القديم بخصوص اضطهاد بني اسرائيل (او اليهود بعد السبي البابلي) وما ورد في العهد الجديد من اضطهاد المسيحيين الأوائل وهي حقائق لأنها كتبت بوحي من الروح القدس وباسلوب الكاتب الملهم الذي يستعين بأدوات ثقافية حسب عصره. ومنذ يوم بدء البشارة المسيحية وحتى الآن لا زال المسيحيون معرضون للإضطهاد. ولكن في القرن الرابع كان الإضطهاد شديد في كنيسة المشرق ودام عشرات السنين بدأ سنة 340 . يقول مار نرساي في مقالته 25 "إن يسوع وضع في كل مكان شهود صلبه...لم يأت ليلقي السلام بل الحرب" .
ثانيا تدوين قصص الشهداء الخطية تم في الربع الأول من القرن الخامس اي بعد حوالي نصف قرن من انتهاء الإضطهادات. وكان الجاثاليق احا احد كتاب القصص كما يقول الكردينال تسيران في كتابه القيم (خلاصة تاريخية للكنيسة الكلدانية) ويؤكد ان مار ماروثا اسقف ميافرقين هو كاتب معظم القصص حيث توفي سنة 420. وقد اكد البطريرك طيمثاوس الكبير والكاتب المشهور عبديشوع الصوباوي ان ماروثا هو كاتب القصص . الأسقف مار ماروثا كان مجاهداً عظيماً مدحه القديس الكبير يوحنا فم الذهب كما يقول القس بطرس مصري في كتابه (ذخيرة الأذهان) الجزء الأول ص 111
ثالثا: ان عدد الشهداء غير معروف فالبعض قدر العدد 16000 والآخر 160000
رابعا:  إن قراءة اعمال الشهداء تحتاج الى منهجية لأنها قصص شعبية غايتها اذكاء الإيمان حسبما قال الأب المرحوم يوسف حبي في كتابه (كنيسة المشرق ص 355) وهدفها زيادة اكرام الشهداء الأبطال. فالقصص مكتوبة في اوقات مختلفة وبأقلام اشخاص عديدين لهم جذور ثقافية مختلفة استخدموا شواهد تاريخية لتثبيت ايمان المُصلّين.
خامسا: إن الرب جاء ليكمل لا لينقض. العديد من المسيحيين في كنيسة المشرق كانوا يهودا يعيشون في وادي الرافدين جنبا الى جنب مع اخوتهم المسيحيين من اصل كلداني وآخرون من اصل آشوري ومعهم الفرس المتنصرين والمسبيين الروم المسيحيين اصلا والعرب المهاجرين من الجزيرة وغيرهم. هؤلاء كانت قصص شهداء العهد القديم (مثل قصة الإضطهاد المذكورة في سفر دانيال ل شدرخ وميشخ وعبد نغو) نصب اعينهم استخدموها كرموز كلما استشهد احد بسبب اضطهاد الفرس. فالشهداء في العهدين لهم نفس الهدف وهو الشهادة بعلاقتهم ووفائهم لمخلصهم الذي كان ايام السبي البابلي يهوه الحي الى الأبد والغير منظور، وايام القرن الرابع كان الإيمان بالرب المسيح الحي الى الأبد الغير منظور ايضاً. قال الرب المسيح: "إن الهنا اله ابراهيم واسحق ويعقوب، اله احياء" ولا فرق بين شهيد يهودي (مثل الشهداء المذكورين في سفر المقابيين قبل المسيح مثلا) وشهداء القرن الرابع الميلادي وشهداء اليوم في العراق، المهم الشهادة للحق، فالآب ويسوع واحد كما قال الرب لفيليبوس وفي الرسالة الى العبرانيين يقول الكاتب " 1اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ \لآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، 2كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ \لأَيَّامِ \لأَخِيرَةِ فِي \بْنِهِ" فمن الطبيعي للشاعر في القرن الخامس الميلادي ان يربط بين شهداء العهد القديم مع العهد الجديد او يربط بين وثنية بابل ووثنية فارس. هذا عكس آلهة الوثنيين البابليين المجسد في اصنام وابرزها اله الشمس واله القمر واله الحب وآخر للحرب وغيرهم وكان عددها اكثر من 2300 إله حسب رأي علماء تاريخ الحضارات الأكدية والسومرية والبابلية والآشورية . ومن الجدير بالذكر إن عملية الربط ليست في هذا النشيد فقط بل نراها في اماكن اخرى في حياتنا الروحية ومنها اطلاق اسم القديسة شموني واولادها السبعة في سفر المقابيين على كنيسة مثلا وهكذا واماكن عديدة في ليتورجيتنا المشرقية لا مجال لسردها.
سادساً: على كل باحث ان يعلم ان هناك اصولا في البحث العلمي يستدعي معرفة اساليب الكتابة في كل عصر والجنس او النوع او الشكل او النمط الأدبي المستخدم عند كتابة القصة او الحكاية او العمل او الرواية. هذا يدخل ضمن موضوع النقد التاريخي. لأن كل قصة يكون لها واقع تاريخي وخيال شعبي.
يقول الأب حبي: "إن السير والأعمال تهدف الى وضع حقائق دينية ومثل اخلاقية في اجواء حسية ولا تبغي تقديم حقائق واقعية ثابتة" (كنيسة المشرق ص 374)  لذلك نحن بحاجة الى حس نقدي وروح علمية كي نصل الى درجة من النزاهة في الأحكام. هذا يتطلب دراسة اصول اللغة الآرامية قبل الخوض في مناقشة كهذه.
سابعاً: إن الحان الشهداء كانت تتلى قرب بيث سهدي في الكنيسة تركز على الجانب الروحاني الرمزي (وليست تقريرا صحفيا من مراسل من ساحة المعركة.). 

57
إجابات الى السيد مايكل سيبي وذوي العلاقة
قبل ألأجابة على أسئلتك ، يجب علينا جميعاً أن نفهم الحادثة وما هي القصة التي يجهلها الكثيرون .
أنذاك كانت كنيسة المشرق في تركيا وذهب المرحوم أبينا العظيم مار ماروثا لجمع عظام الشهداء من المؤمنين الذين وقعوا ضحية الجلاد في الأضطهاد الأربعيني في القرن الرابع الميلادي ، القصة طويلة يا اخي ويجب علينا فهمها ..... المرحوم جمع أناشيد وشعر  وووو.....التي كان المؤمنين يُشجّع بعضهم البعض بها لنيل الشهادة الحقة.
لقد أكملوا طباعة الخوذرا سنة 647م في زمن المرحوم أبينا أيشوعياب .
القصة التي نحن بصددها هي رمز من العهد القديم وربْطها مع الأضطهاد الأربعيني ، لماذا وُضِعت ؟ لو تنظر الى سفر النبي دانيال 3 : 27 - 28 نقرأ ما يلي : فأجتمع الولاة والحكام والعظماء وأُمراء الملك ، فرأوا أن قوّة النار لم تُؤثر على أجسام هؤلاء الرجال ، فلم تحترق شعرةً من رؤوسِهم ، ولا تغيّرت حال سراويلهم ، ولا سَرَتْ عليهم رائحة النار ، فقال نبوخذنصر: " تبارك إله شَدْرَخ وميشَخ وعبدَنَغو ، الذي أرسل ملاكه وأنقذ عبيده الذين توكلّوا عليه وعارضوا كلمة الملك ، وأسلموا أجسادهم الى النار لئلا يعبدوا أو يسجدوا لإله غير ألههُم ......
لو تلاحظ جيداً يا اخي وارجو ان تكون واثق الآن ولا تنظر الى الأسم الأرضي الزائل أن الصلاة التي ترجمها المرحوم الأب يوحنا جولاغ هي بنفس المعنى وأرجو أن تسأل الآباء الذين حولك ، الترجمة لو نأخذها بكلماتها مرة اخرى أقول أنا :
" رب السماوات مع ملائكته ( أو صفوف الملائكة أي جنود الله) ثَبّتّ أو قوّى صف المؤمنين ، خرج أمر أن يُقتلوا الشهداء الأبرار بالسيف ، تعجّب الكلدان ( الوثنيون الحاضرون) (بالعامية نقول يرفع أصبع أو يدق أصبعتين عندما يضربها الواحدة بالأخرى) وقالوا عظيم هو إله المؤمنين (إله اليهود المسبيين أي الأسرى الذين كانوا في بابل) ، حيث أن إله اليهود لا يُرى وقد خلّصهم ، بقوة يهوة يدوسون الموت .!!!!
ليعلم الجميع أن الملك الوثني نبوخذنصر رمى في أتون النار رفاق النبي دانيال الثلاثة الذين ذكرتُ أسمائهم أعلاه لكي يحترقوا والله خلّصهم لغايات كثيرة وحِكم إلهية رُبما لا يفقهها الكثيرون .
لاحظ يا أخي الأعجاب خلاّهُم يدقون الأصبعتين وما أحلى التمثيل ، وهو نوع من الأعتراف والأقرار بوجود الله وقوته الذي كان مرفوضاً عندهم ويعبدون بدلهُ الأوثان والأصنام !!
الأجابات على استفساراتك هي:
لْغودا دَمْهيمْني ....تعني صف المؤمنين وهم اليهود الأسرى وليس كما تقول انت انهم المؤمنين بالرب يسوع ، لأن في وقت نبوخذنصر الملك وليس زمن الأضطهاد الأربعيني وواضع الشعر كان متقصّد أن يربط الحادثة بالعهد الجديد لتقوية الأيمان.
كلمة رب ... لاحظ ربطها في البداية بحرف الدال وهي للأضافة أي دْرَبْ وفي الأخير ألاهون وهنا هون هي للجمع يعني إله المؤمنين  ، عظيم إله المؤمنين ، تم توضيح القصد أم لا؟
كلمة كلدايي ... ترجمَها حنبي وهذا صحيح وما هو الضرر؟ ومن قال لك بأنه كان يقصد المترجم أو كما تقول أرتأى ، هل كُنت في قلبه وتُفكّر مثله ؟ لا توازن ولا هُم يحزنون ، وضعها وهو متأكد منها والسبب لو تلاحظ كان بامكانه وضع "ناشي" بالسورث أو "كنشي" أو أي كلمة اخرى وحتى كلدايي تأتي ولكنه كتبها للعالم بدقة وحرص ولنفهم نحن ايضاً ولا نُجادل في الفراغ مهما كانت الأسباب والف الف رحمة على روحه الطاهرة العفيفة .
سؤالك الأخير حول باريقلهون ...هنا هون هي للجمع أيضا والكلمة تصبح خلّصهُم أي وقد خلّصهم إله اليهود الذي لا يُرى بالعين.
أتمنى أن تسأل الآن أي كاهن أو مطران عن كلامي وأنا أرضى بالحكم.
أخي العزيز
في الصلاة نقول نغفر لمن أساء الينا وأنا ليس لي أي شئ ضدّك أبداً وعندي مقولة أقولها للأخوة الشمامسة يجب أن تكون قلوبكم بيضاء أكثر من البدلة البيضاء التي تلبسونها اثناء الخدمة وعدا ذلك لا نستحق أن نكون شمامسة على مذبح الرب وقُدس الأقداس .
أنا لم أتهرب من الأجابة وكُنت اتمنى أن تكتشف الحقائق بنفسك ولا داعي للأطالة لأن يبدو لي ومن الخبرة المتواضعة أن الكثيرين ليسوا في الحالة التي يُمكن للأنسان التواصل معهم والمناقشة الفارغة التي لا جدوى منها ، علينا جمع الحقائق والتكلم بالوثائق والمنطق الصحيح وعدم التعنت والأعتراف بالخطأ فضيلة والرجل الرجل هو الذي يقوم بتصليح كل ما بدر منه ليكون قدوة للمجتمع ولشعبنا الكلداني السرياني الآشوري ولفائدته ومصلحته لأننا شعب واحد وقومية واحدة وشكرا مع المحبة والتحيات .
مسعود هرمز النوفلي
5/8/2010[/size]

58
الثقافة الخاطئة أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً

القول للأخوة العرب وليس للكلدان السريان الآشوريين ، وعندما ذهبت الى تفسير هذا الحديث أتضح لي بأن بعض الأخوة من القوميين الجُدد بدأوا فعلاً بتطبيقه على إخوتهم في الأيمان والقومية واللغة والتراث والحضارة ، أسفاً أن ننقل ما يدور بين البعض والحليم تكفيه الأشارة.
ماذا قال السيد مايكل سيبي في مقالته المنشورة في بعض المواقع بعد أن قرأ مقالة مسعود هرمز الخاصة بتعريف الكلدان في الصلاة ؟
هنا ما قالهُ بالنص لكي تتوضح الأمور للقراء الكرام الأعزاء " ...أنا لا أكترث بما ذكرته عن : قال المترجم وحكى الخطاط ، وحضرتك تظهر بأنك لا تستخدم المنطق في التفكير وإنك غير مُلم بالترجمة - راجع النصوص التي كتبتها وترجمتها في تبجحك في مقالك - . ان الأب المرحوم يوحنا جولاغ ترجم مع الأب المطران المرحوم يوسف توماس كُتُباً معروفة ومُوثّقة ، أما النصوص التي تدعيها بأنها من ترجمته لم نسمع بها ، وإذا كُنت تُصِرَ فأنا أشك في تنسيبك الترجمة اليه ، ومع ذلك أقول : إذا أردت ( اليوم ) ترجمة نص مدار البحث ( اليوم ) ، إرجع الى المترجمين الأحياء الفطاحل ( اليوم ) وليس البارحة لأنه من السهل الكذب على الموتى ."
السيد مايكل المحترم
1- لقد خاطَبْتَ إخوتك في المقالة بالكُتاب النجباء وأنا أيضا اقول لك أيها الكاتب النجيب ماذا تقول الآن بعد أن شاهدت الكتاب المُترجم من قبل المرحوم والموجودة صوراً له في الرابط الأسفل ، هل تبقى مُصِّراً بعدم وجود هكذا كتاب؟ وهل لديك أي شك بعد ؟ من الذي تكلّم الحقيقة أنا أم أنت. الحكم للقراء الأعزاء وانت منهم .
2- المُترجمين الأحياء الفطاحل ( اليوم ) يستندون على المترجمين القدماء ويذهبون لتحليل الألغاز التي ليست باستطاعتهم تفسيرها وكذلك يستنجدون بالمعاجم والقواميس المختلفة التي وضعها الآباء القدامى ومنها يبدأون بالتفسير والترجمة ، فهل نترك القديم الذي هو قمّة الأرث والكنز الذهبي لنا جميعاً الذي لا تُضاهيه كل كنوز العالم؟ وإذا بحسبك رأيك نترك القدماء فلماذا تذهب وراء الأسم الذي تتبجح بهِ؟!!! ، انها المفارقات الكلامية التي ليس لها اي ربط مع ما تُدافع عنه وتدعو اليه !! أنها الثقافة الخاطئة! من استخدم المنطق الآن أنا أم أنت ؟
3- الآن وبعد أن نشرتُ اسم الكتاب في بعض مواقع شعبنا ، من برأيك يكذب على الموتى ويتلاعب أنا أم أنت ، أنت تتّهمني بالكذب على الموتى ، وبعد أن اكتشفت الحقيقة كان الأجدر بك أن تقوم بتصحيح أخطاءك حتى لو لم تعتذر لا يهُمَّني ذلك لأنني على قناعة تامة وبيقين عظيم أنا على حق ليس بذراعي وأفكاري وإنما في الحقائق التي كشفتها للجميع .
4- هناك إخوة قد يُؤيدون طرحك وأنا عندي العشرات الذين يُؤيدون ما ذهبت أنا اليه في ترجمة الصلاة ، لك والى الأخوة الذين يُؤيدونك اقول انتم تُطبّقون كلام الأخوة العرب " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً " . أنا مع الجميع في نُصرة الأخ المظلوم ولكن أنا أُخالف وأشجب بشدة كل من ينصر الظالم ، أنت ظلمتني بكلامك جداً وجاء البعض ليزيدوا الظلم ويُشجعون الظالم ، هل هذه هي الأخلاق المسيحية التي علّمنا أياها الرب يسوع ؟ علماً أنا لست بحاجة الى نُصرتكم ، يكفي لي ما أؤمن به الى الأبد . لهذه الأسباب وغيرها قُلت مرة بأنكم لا تعلمون أبداً بأن الشعب بدأ يفقد الثقة وانتم تخسرونه من حيث لا تدرون . والأمثة على كلامي كثيرة ، كل يوم كلدان جُدد في جمعيات واتحادات جديدة . كلدان امريكا أصبح البعض منهم مشبوهون لأنهم يرغبون باسم واحد للشعب والقومية وكلدان المجلس متأشورين وناكرين للقومية وكلدان لجنة التنسيق ناكرين الحليب والتربة وكلدان الحركة الآشورية عملاء آشوريين آشوريين آشوريين ، والكلدان المسقلين لأنهم لا يُؤيدون طروحاتكم ، اصبحوا غير أصلاء وينكرون الأصل والفصل والجنس ، ولا اعلم ماذا ستقولون الى كلدان لبنان وتركيا وافريقيا والصين والهند ومصر و و و....، ماذا بقي لكم من الكلدان إذاً؟
5- لا أرغب في الأطالة ، لقد اتضح لي جيدا بانك لا تعلم متى قيلَت الصلاة وفي أي عصر!! انه موضوع منفصل وطويل ، انا قُمت بتحليل كلام السيد أبلحد أفرام وأنت تقول اتركونا وكأنه أنا أخاطبك ، لماذا ؟ ما هو الضرر من تحليل ماقاله المسؤول؟ أنا لا اعرف الرجل ولا اعرفك ، من حق الأنسان وهذا هو من أصول البحث أن يكتب ويوضّح للشعب الحقائق من مصادر آبائنا الأفاضل حتى لا تقع الأجيال في الأخطاء وخاصة الآن ، رُبّما تفهم اكثر مني ، ولكن الى اليوم الذي ذكرتُ اسم المرحوم الأب يوحنا جولاغ أنت لا تعلم بأن لديه هكذا كتاب ، فكيف ترغب من الشعب أن يثق بطروحاتك ؟!
6- أقدم جزيل الشكر والتقدير والعرفان الى كل المواقع التي طلبتُ منها نشر الرد المقابل ( الرأي الآخر) التي كانت مقالتك فيها ماعدا موقع واحد فقط وللأسف يُمثّل هذا الموقع إحدى الأبرشيات باسم عريق وكبير عندنا نحن المسيحيين ، وهنا أقول لهم أصبح كل شئ واضح بعد أن علمتُ بأن هذا الموقع لم ينشر الردود المقابلة الى إخوة آخرين بالرغم من الطعن والتشهير والكلمات الغير لائقة والتي للأسف توضع مقابل كلمات الآباء وتحليلهم للأنجيل الأسبوعي ، هذا الموقع أيضا ينصر الظالم بالرّغم من الأسم الذي يحملهُ وهناك رسائل مُرسلة لهم سأقوم بنشرها بعون الله إذا نحن على قيد الحياة وسيعلم كل من لايعلم الحقائق وتفاصيلها.
مسعود هرمز النوفلي
4/8/2010
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,431030.0.html



59
كتاب قذام واثر للمرحوم الأب يوحنا جولاغ ، رد الى مايكل سيبي
أقدم هذه الهدية الى الآباء الكرام والأعزاء الشمامسة الذين كانوا يشتركون معنا في تراتيل الكتاب الرائع ، والى كل المتشككين والأخوة الذين يعطون الحكم وفق عواطفهم وأهوائهم ، نقول لهم نحن نستند على المصادر ولا نطلق الكلام جزافاً وليست من شيمنا التلاعب لا على الأحياء ولا على أمواتنا رحمهم الله ، انهم ذخراً لنا الى الأبد ، نكتب بثقة ووضوح مثل الأطروحات العلمية الأصيلة وليس المغشوشة لفائدة شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ، هكذا تعلّمنا ، انهُ الكتاب الذي قد ذكرته في مقالتي السابقة والتي كانت بعنوان " تعريف الكلدان في الصلاة التي ذكرها السيد أبلحد أفرام " . عندما تكتشف بأن كلامك غير صحيح ماذا سيكون شعورك وشعور الآخرين مثلك ؟
الصور التالية تعطي بوضوح أسم الكتاب واسم المترجم والخطاط وسنة الطبع ، ولا داعي للأطالة  والتفوه بما لا يليق ولترجع كلماتك عليك واشعارك احتفظ بها لنفسك ايها الكاتب ، اطمئن لدي المزيد ومن تراثنا الخالد إذا وفقنا رب المجد وأعطانا العمر ،  انت تتشابه الآن مع أحد الرؤساء الذين ماكان يعجبه الكتاب الفلاني عندها كان يأمر زبانيته بجمع الكتاب واحراقه حتى لا يطلّع عليه الشعب ، كما وأرجو من الأخوة القراء الذين لديهم الألمام البسيط في لُغتنا السورث تقديم احكامهم مع الشكر .
الروابط لمشاهدة صور الكتاب
http://up6.up-images.com/up//view.php?file=27724fdd3d
http://up6.up-images.com/up//view.php?file=6149fd3084
http://up6.up-images.com/up//view.php?file=2eb17c9de6
http://up6.up-images.com/up//view.php?file=8d9f3939ac
http://up6.up-images.com/up//view.php?file=8fc65930fa
..
مسعود هرمز النوفلي
31/7/2010

60
تعريف الكلدان في الصلاة التي ذكرها السيد أبلحد أفرام
مقدمة
كيف هي ترجمة المرحوم الأب يوحنا جولاغ للصلاة الواردة في كلمة السيد أبلحد أفرام؟ ماذا يعني الأسم " كلداني " ؟ لماذا نطق بكلمة "حَنْبي" أو ما يقابلها بالعربية "وَثنيون" ؟
الصلاة وترجمتها
نقرأ في ترتيلة صلاة الشهداء لرمش (مساء) يوم الجمعة في اللغة ألآرامية السريانية الفصحى ، لا كما ورد على لسان السيد أبلحد أفرام بأنها بالكلدانية وفي أحد أبياتها مذكور ما يلي:
" مَلكا درَوْما عَمْ بلْحاو. سَيّع لغودا دَمْهَيمْني. نْبَقْ بوقدانا دنِثقَطلون. سَهْذي كيني بيَذْ سَيْبا. تْهَرْ كلدايي كَذْ قَيْمين. وَزْقَب صِوْعا كَذْ آمْرين. درَبْ ألاهون دَمْهَيمْني. دكَذْ لا مِثحْزي باريق لْهُون."
هذه الصلاة عندما نُترجمها الى العربية بما هو مقارب لها نقول:
"ملك الأعالي مع جنودهِ. كان عوناً لجماعة المؤمنين. صَدَرَ أمر لقتل الشهداء الأبرار بالسيف. تعجّبَ الكلدان وهم واقفين رافعين الأصبع ويقولون: عظيم هو إله المؤمنين الذي لا يراهُمْ ويُخَلِّصَهُمْ."
الترتيلة قد ترجمها المرحوم الأب يوحنا جولاغ الى السورث (اللهجة الدارجة) كما يلي:
"مَلكا شْمَيانا وخَيلي. فْزِعْلَي كِنْشا دِمْهويِمْني. نبِقْلي بوقدانا بْقِطْلا. دسهذي زَكّايي بْسيْبا. حَنْبي قيمي مْعوجِبْلَي. بآلاها دِمْهويِمْني. شُود لا كَدَأليلي بْأينا. بخَيلي كدَيشيلي موثا."
كتاب صلاة الرمش للأيام البسيطة بالسورث والمترجم من قبل الأب الفاضل رحمه الله سنة 1991م وقد كُتِبَ بخط السيد سمير ميخا عيسى زوري ، هذا الكتاب قد تم استنساخه وتوزيع نسخ كثيرة منه الى الكنائس المختلفة في التسعينات من القرن الماضي وشخصياً أعتز بهِ وأحتفظ بنسخة منه في البيت.
نلاحظ ورود كلمة " حَنْبي " التي تُقابل " كلدايي " وبالعربية تصبح " الوثنيون " والسؤال هو :
لماذا ترجم العلامة المرحوم الكلمة الى " الوثنيون "؟
 لقد خسرناه وخسرته كنيستنا المقدسة أكثر من عندنا نحن العلمانيين ، فقدْنا قديساً وأباً مُخلصاً لشعبه ، فقدنا أصواته الشجية والحانه الرائعة وكتاباته وارشاداته ، انه في جنات الخلد مع أبيه السماوي ليس بصفة الكلداني أو ألآشوري أو أية صفة أرضية ، انه بروحه الزكية وايمانه العميق بتعاليم الرب وعلمهِ وقُدرته قد ترجم الكلمة التي ما كانت تعني له شيئاً سوى التي نطق بها بالضبط استناداً الى المعاجم والقواميس ومنها قاموس المثلث الرحمة المطران مار يعقوب أوجين منا حيث يقول في معنى كلمة "كلداني " ما يلي:
كلدايا ( كلدانيّ ) : فلكيّ ،. عالم الأفلاك ، مُنَجّم . عرّاف . ساحر .
كلدايوثا ( ارض الكلدانيين ): لغة الكلدانيين ، علم الأفلاك والنجوم ، تنجيم ، عرافة ، سحر .
كلدايي ( كلدانيّون ) : العلماء وارباب الدولة من اهل بابل واطرافها.....جيل من الشعوب القديمة اشهر اهل زمانهم  وخاصة علم الفلك . لغتهم كانت الفصحى بين اللغات الآرامية .....الخ.
تعريف الكلدان
وعندما نربط كل ماجاء في ترجمة الأب المرحوم مع ماجاء في معاني القاموس نقول بأن الكلدان هُم " جزء مهم من أبناء بابل في جنوب العراق الحالي ، من الشعوب القديمة الذين كانوا علماء في الكثير من الأختصاصات وخاصة علم الفلك والتنجيم والسحر ، كانوا يتحدثون الآرامية السريانية الفصحى وكانت ديانتهم عبادة الأصنام مثل شعوب ذلك الوقت ، آلهتهم عديدة ومنها على سبيل المثال " الإله شمس" ولهذا أنهم بابليون من أبناء سومر وأكد".
كلمات البعض
نقول الى الأخوة ونسألهم ماذا ستكتبون على الكاتب الآن الذي قد يتفوّه بتلك الكلمة التي ترجمها الأب المرحوم يوحنا جولاغ ؟
هل كان المرحوم متأشور؟ وهل كان ناكر القومية ؟ وهل كان مع ألمجلس الشعبي والحركة الآشورية ولجنة التنسيق وغيرها وهو يتحدث ويكتب في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي؟ ماذا ستكتبون عن هذه الترجمة الموثوقة من كاهن مشهور في الكنيسة الكلدانية ؟ الجواب متروك لكم. ومن الأفضل أن يقوم من يهمه الأمر بتوضيح كل النقاط المهمة من تاريخنا لكي لا ننساه أولاً ، وأن لا نتهجم على الآخرين المخالفين لنا ثانياً لأنهم قد يكونوا هُمْ الأصح. الى الآن لم يشبع غليل البعض من توجيه الكلمات الغير لائقة الى الغير والتعالي على الآخرين وكأنهم الرؤساء وغيرهم عبيد ، يكفي التلاعب وتوجيه الأتهامات على هذا وذاك . كسب ود الشعب لا يأتي بضرب كل من يُخالفكُم وهو يكتب الحقائق التي لا تقبل الشك ، أما الهجوم من اجل التبرير وتغطية الأخطاء لا يفيد أبداً ، كل انسان يعلم أين هي مصلحته ويعرف جيداً من هو فلان وماهو تاريخ الآخر ، كل كاتب الآن بامكانه ضخ الكثير من الكلمات الغير مُحببة بأبواق عديدة لا تحصى ولكن لا تسمح له أخلاقه بذلك ، هناك مواقع تتمنى وتفرح وتنتظر كتابة البعض على البعض الآخر لكي تكون المواضيع دسمة كما يقول المثل وبالتالي يكون الضحك والأستهزاء على الطرفين من أجل النيل منهم ، العجب كل العجب أن يكون المهاجمين ضمن المسؤوليات ولهم كيان في هرمٍ ما ، ماذا يقول المسؤول عنهم ؟ نترك الجواب لكم أيها القُراء الأحبة. 
خلاصة  
لم يقُل المرحوم الأب يوحنا إلا الحقيقة بعينها لأنه كان أفهم منا جميعاً في تاريخ الكنيسة واللغة والطقوس والحضارة ، وكان أشهر من أغلب كُتاب الأنترنيت الحاليين في مجالات كثيرة وهو يعيش بدون الأنترنيت فماذا لو كان ينطق بهذه الترجمة الآن في هذا العصر؟!!  الف الف رحمة على روحهِ الطاهرة الزكية التي تُرفرف في السماء مع باريها لآن حُبه كان لربهِ وهو أسمى وأغلى عنده من أيِ حُبٍ لاسمٍ آخر ، ألم يكُن في استطاعتهِ أن يقول بدلاً من "حنبي" كلدايي ؟ قال كلمته وهو في قمة السعادة لأنه كان يُقدّم كتاباً وإرثاً لا يُضاهيه إرث الى أبناء شعبه الكلداني السرياني الآشوري الذي هو فعلاً مثل السبيكة التي شبّهَها الأستاذ الدكتور ليون برخو قبل أيام والسعيد هو الذي يحذو حذوه ولا يُغالط نفسه.
ملاحظة : في كلمة "حنبي" ، يُرجى لفظ حرف الباء مثل الحرف الأنكليزي السادس عشر في الأبجدية الأنكليزية والسابع عشر في الأبجدية الآرامية السريانية مع الشكر.
مسعود هرمز النوفلي
25/7/2010

61
نتذكر بألم وأسف ما آلت اليه أوضاع شعبنا العزيز في صوريا الشهيدة من قبل المجرم الذي قام بتلك العملية الخسيسة والجبانة ضد اخوته وابناء وطنه ، لو كان عنده روح المواطنة والحس الأنساني لم يكُن يعمل ما قام به في قتل الأبرياء وتشريدهم ، أسفاً شديداً على أرواح وأنفس إخوتنا التي غادرت هذه الأرض الفانية الى السماء ، انهم في الأعالي والرحمة والغفران لأرواحهم ، لقد ذهبوا يشكون الى الرب الظلم والعدوان ، قلوبنا وأرواحنا فداءً لهم . كما ونطلب الشفاء الى الجرحى والمعوقين وطول العمر الى الأبد ليكونوا نبراساً وشهوداً لتلك الحادثة المُروّعة . على حكوماتنا القيام فوراً وبدون ابطاء من أجل أن يأخذ كُلّ ذي حقٍ حقهُ عبر المحاكمة القانونية لأن جريمة المجرم تُعتبر فوق الكبرى ومجزرة بشرية يشهد عليها الكثيرين وعنوانهم في المقبرة الجماعية الشاهدة والتي تدين كل من كان السبب!!!
الف الف رحمة للشهداء ونرجو مشاركتهم في الصلوات وذكرهم دائماً .
مسعود هرمز النوفلي

62
نتذكر بألم وأسف ما آلت اليه أوضاع شعبنا العزيز في صوريا الشهيدة من قبل المجرم الذي قام بتلك العملية الخسيسة والجبانة ضد اخوته وابناء وطنه ، لو كان عنده روح المواطنة والحس الأنساني لم يكُن يعمل ما قام به في قتل الأبرياء وتشريدهم ، أسفاً شديداً على أرواح وأنفس إخوتنا التي غادرت هذه الأرض الفانية الى السماء ، انهم في الأعالي والرحمة والغفران لأرواحهم ، لقد ذهبوا يشكون الى الرب الظلم والعدوان ، قلوبنا وأرواحنا فداءً لهم . كما ونطلب الشفاء الى الجرحى والمعوقين وطول العمر الى الأبد ليكونوا نبراساً وشهوداً لتلك الحادثة المُروّعة . على حكوماتنا القيام فوراً وبدون ابطاء من أجل أن يأخذ كُلّ ذي حقٍ حقهُ عبر المحاكمة القانونية لأن جريمة المجرم تُعتبر فوق الكبرى ومجزرة بشرية يشهد عليها الكثيرين وعنوانهم في المقبرة الجماعية الشاهدة والتي تدين كل من كان السبب!!!
الف الف رحمة للشهداء ونرجو مشاركتهم في الصلوات وذكرهم دائماً .
نعم لتقديم كل من كان السبب الى المُحاكمة القانونية فوراً.
مسعود هرمز النوفلي

63
الزرع والحصاد من صوريا الشهيدة
المقدمة
هناك زَرْعْ البذور والشتلات والأشجار الكاملة المثمرة وغيرها وهناك زرع الكلمة وزرع الموت وزرع الدمار التي هي مُهمّة لنا جداً في هذا الوقت ، مَنْ زَرَعَ الموت في صوريا ومن يرغب بحصاد اسمها الشهيدة صوريا ، نتناول باختصار شديد هذا الموضوع .
العمل الجبان في حصاد أهل القرية رحِمَهُم الله
بدون رحمة وبدون شفقة على الصغير والكبير وُجِّهت الطلقات من بنادق المجرم المعروف وجماعته الى رؤوس وقلوب الأبرياء ليحصدوهم شَرَّ حصاد وكانت الكارثة التي بكت عليهم السماء قبل الأصدقاء ، انها جريمةٌ فوق الكبرى بحق الأنسانية وحق الشعب المُضطهد الذي بدأ البعض منهم يقول للمجرم نحن أبرياء ولم يذكروا له كلاماً آخراً يفتخرون به لكي يترحّمَهُمْ ، لقد استهتر وزرع الموت وحصد نتائجه فوراً وأصبحت صوريا قريةً تُعشعش فيها الغربان والذئاب لابسة السواد بدلاً من المُزارعين وأهلها الطيبين ، ذهبت ارواحهم تشكو الظلّم الى باريها ولكن هيهات أن تدوم للظالم ، وهذا فعلاً ما كُنا نتوقعه وما يضيع حقٌ وراءهُ مُطالب ، الجريمة الوحشية تم تسجيلها من ضمن اسماء المقابر الجماعية الفظيعة للإبادة الجماعية ، ماذا جنى المُستهتر من اعماله بحق القرية البطلة ؟ مهما كانت الأعذار التي أختلقت للقصة ستبقى قريتنا شهيدة الى الأبد ونطلب من رب العالمين أن ينال كل من كان السبب في المأساة حقّهُ بمحكمة عادلة قريباً جداً وأن تقوم الحكومات بانصاف ذوي الشهداء والجرحى لكي لا تضيع الحقوق الأنسانية ومن أجلِ تحقيق العدالة البشرية بين أبناء الشعب الواحد ومن ثم تسجيل القضية كمجزرة كُبرى في تاريخ المسيحيين العراقيين الكلدان السريان الآشوريين واخوتهم الآخرين.
زرع الكلمة والحصاد
الذي زرع البذور لنيل حقوق اهلنا رحِمهم الله معروفاً للجميع ، كُلنا يجب أن نكون مع مَنْ يزرع ويبذر الصالحات ولا نرغب في الحصول على المكاسب من الأسماء والقضايا المطروحة إذا لم نزرع ابداً ، فهذا غيرُ لائق ، كُلْ زارع ينتظر الحصاد وأحياناً يحصد في النهار وفي الليل أما الذي يرغب في سرقة المحصول فنراه احياناً مُتخفياً تحت جنح الظلام ليحصد من هنا وهناك ويضع ما حصده على بيدره حتى لا يعلم بهِ الغير. هل نقبل أن نحصد ما لا نزرعهُ ؟ على ممثلي شعبنا المسيحي ألقيام بواجباتهم على أفضل وجه وهم الأجدر بنيل حقوق المظلومين بدلاً من تشتيت وتمييع القضية . لقد زرع المسيح له المجد كلمته بين البشر وحصد منها ايمان الأجيال وآلاف الأجيال وكذلك زرع الأنبياء والآباء وكل من يزرع يستاهل أن يحصد وعلينا جميعاً أن نشكره لأحياءه قضية محفوظة من اجلِ إبرازها وإظهارها وإخراجها للعالم ، الذي يعمل ويجتهد ويُثابر من حقه أن يجني أثمار تعبه ومليون شكر لكل من تعب وأخرج هذه القضية المهمة في تاريخنا الحديث ، انها قضيتنا جميعاً وكما قال أحد الأخوة قبل أيام الأستاذ سعيد توفيق " ليست مُلكاً الى أحد ". لا للنظر من الزوايا التي لا تخدُم ، ولا للمُتاجرة باسم "صوريا " . دُفِن أعزائنا بدون صلوات الكاهن الشهيد وبدون قراءة المذاريش الحزينة ، انهم مع الموتى المؤمنين في جنات الخُلد ، انهم مع استيفانوس الشماس ومع برصباعي وفرج رحو ورغيد وغيرهم من الملايين الذين شهدوا للأيمان وأستشهدوا ، المجد للضحايا الذين أصبحوا تحت التراب قي تلك الحادثة الشنيعة ، للشهداء في الأعالي مع الملائكة والقديسين الذكر الطيب الخالد الذي لايزول وهم يُسبّحون خالقهم ويُمجّدوه . ونطلب منه تعالى أن يَمُنَّ على الجرحى والناجين بدوام الصحة والتوفيق وطول العمر .
صوريا الأسم
لقد بحثت عن مُعنى أسم "صوريا" ووجدت مايلي:
1- أسم فارسي بمعنى "أميرة" .
2- نسبة الى مدينة "صور" وتحول الى "صوريا" بعد جلب الآشوريين اسراهم من صور وفلسطين.
3- قاموس المثلث الرحمة المطران مار أوجين منا يذكر فيه كلمة "صِريا" السريانية والتي تعني : شق ، خرق ، فتق ، كوخ أو خيمة . بأعتقادي أن هذه الكلمة هي الصحيحة لأنها تعني سكن الأكواخ قديماً وقد تغيّرت بمرور الزمن من "صِريا" الى كلمة "صوريا" أو "صُريا" والتي تتشابه كثيرا مع الأسم الحالي بتبديل الكسرة العربية الى الضمّة. لقد استفسرت مع بعض الأخوة من سكنة القرية قديماً ولكن ليست لديهم المعلومات عن معنى الأسم.
4- قد يكون الأسم من كلمة "سوريا" واصبح "صوريا" .
صوريا وسُكانها
لقد أتصلت تلفونياً مع أحد الأصدقاء وعن طريقهِ أتصلتُ بأحد الأخوة الناجين من المجزرة والذي يسكن حالياً في أوستراليا وكان عمره آنذاك حوالي تسع سنوات وبعد ذلك أتصلت بشقيقته الأكبر منه والتي تسكن حالياً في كندا وعمرها بحدود اثنتا عشرة سنة وقت الجريمة وكانت قد جُرحت بثلاث رصاصات في ذلك اليوم وأستشهد أخيهم وجُرحت والدتهم والتي تُعاني من العوق لحد هذا اليوم بسبب الجروح التي أصابتها. بأختصار أقوم بتدوين ما سمعوه وشاهدوه :
(كان يسكن صوريا أيام الجريمة حوالي أربعون عائلة في خمسة وثلاثون بيتاً تقريباً من بينهم حوالي خمسة عشر داراً أو أقل بقليل تسكنها عوائل كردية والباقي مسيحيين . أما أخيها فقد أعطاني الرقم سبعة دور أكراد فقط ، وقالت الأخت لي بالضبط "كُنا سورايي وقُرذايي" (لاتوجد معلومات دقيقة حول الرقم الأصح ولكن عند النظر الى قائمة الأسماء في الأسفل يتضح لنا وجود ثُلث من الأكراد وثُلثين من أبناء شعبنا تقريباً) وقد جمعونا في البستان وتم تطويقنا ، بعد أن سمعوا تهديدات المجرم نطق المرحوم الشهيد الكاهن وقال "خاف من الله الذي هو فوقك ، هؤلاء ابرياء وليس لهم أي ذنب " ، بعد الحديث قتله الضابط فوراً وبدون مناقشة!!) تقول الأخت أستمر الرمي على أبناء القرية وبعد انجلاء الموقف كان هناك 33 شهيداً و 22 جريحاً ومن بين الشهداء 10 أكراد والباقي مسيحيين ، وبعد ذلك انهزم الجرحى واستشهد قسماً آخراً منهم نتيجة جروحهم البليغة وقد أمر الضابط بحرق القرية بمن فيها!! بعد انهزام الجرحى والغير مصابين باتجاه القرية قال لهم بعض الجنود انهزموا واذهبوا الى اماكن اخرى لأن الضابط سيقوم بحرق القرية ويقول الأخ الناجي بانه مع آخرين اتجهوا الى عدة أماكن وتركوا القرية وهم بخوف شديد ينظرون اليها بحسراتٍ وآهات !! وتضيف الأخت بأن القرية قد تم حرقها حوالي عشر مرات في التاريخ بسبب مُساعدتهم للأكراد لأن القرية كانت خط ساخن ، مثل جبهة المعركة وكأنها أرض الحرام بين الحكومة المركزية والأكراد ، كان سكان القرية يساعدون المقاتلين الكرد في الأكل والشرب حيث كانت تتواجد مجموعة منهم يومياً لحماية القرية وكان الطعام والشراب من حصة أهل القرية جميعاً . كان أبناء القرية فلاحين مزارعين يعيشون من محاصيلهم الزراعية وتربية الحيوانات . حالياً في القرية حوالي عشر عوائل مسيحية والباقي أكراد أي انعكست المعادلة السابقة . 
ماذا قالوا عن صوريا الشهيدة
1- أوراق توما توماس (13) ،
 المصدر :
 http://al-nnas.com/THEKRIAT/31jsf13.htm
 مذبحة قرية صوريا ـ 16/ 9/ 1969
تقع قرية صوريا على ضفة نهر دجلة وهي تابعة لقضاء زاخو، وتبعد كيلومترات قليلة عن قرية فيشخابور الحدودية مع سوريا. ويسكنها قرابة عشرون عائلة مسيحية تعمل بزراعة الحنطة والشعير وتربية الحيوانات.
في صباح يوم 16/9/1969، انفجر لغم مضاد للاليات تحت ناقلة عسكرية، وقتل واصيب على اثره عدد من العسكريين وكان بينهم احد المسؤولين. ونظراً لان قرية صوريا هي الاقرب من غيرها الى محل الانفجار، فقد اختارها الفاشيون هدفاً لهم كي ينتقموا ويستعرضوا قوتهم وبأسهم .
شاهد اهالي القرية قافلة عسكرية تتقدم نحو القرية، فخرج المختار خمو مروكي والقس حنا الذي كان في زيارة لاجراء الطقوس الدينية ومعهما حسين محمد وهو سائق سيارة استأجرها القس، خرج جميع هؤلاء لاستقبال القافلة العسكرية والترحيب بها عند مشارف القرية. ترجلت القوة العسكرية وكانت بأمرة الملازم (عبد الكريم محمد الجحيش ) من الفوج الرابع التابع للواء الثالث والعشرين. وبدون سابق انذار، بادر افراد القوة بفتح النار فقتل الثلاثة في الحال. ثم طوقت القوة العسكرية القرية وقام الجنود بإخراج جميع الاهالي قسرا من دورهم، وتم تجميعهم واطلاق النار عليهم وبقرار عدم ترك اي جريح. بعدها قام القتلة بتفيش القرية فوجدوا خمسة صبيان قتلوهم دون رحمة، ثم قاموا بأحراق القرية حيث احترق عدد من الاطفال الرضع كانوا قد تركوا داخل البيوت .
وبعد ان مٌثّل بالجثث بحثا عن الخواتم وعن حلي النساء طمرت في حفرتين داخل القرية .
2- فيشخابور ، بقلم نبيل يونس دمان ذكر ما يلي:
المصدر :
http://www.telskuf.com/articles.asp?article_id=1075
لعزيز ياقو الفضل الكبير في توطين المتنقلين من الكوجر ( الرحل ) من المسيحيين والاسلام في عدة قرى منها ( صوريا ) التي تتبع الآن ناحية "العاصي" ، وقد استقرت في النصف الاول من القرن الماضي العوائل المسلمة والمسيحية المتنقلة وراء الكلأ من كزنخ التابعة الى قضاء جوله ميرك ، وسلوبي وماردين بتركيا . واهم شخص استقدم كان خمو مروكي الساكن حديثا ً في قرية ( افزروك ) والمولود عام 1911 في ﮔزنخ والذي اختاره الاهالي مختارا لهم نظرا لمكانته. وهكذا اصبحت صوريا نموذجا ً للتآخي بين الطوائف المختلفة ، وفيها ارتكبت ابشع مجزرة ، في يوم الاحد المصادف 16 ايلول 1969 على يد قوة من الجيش العراقي بأمرة المجرم عبدالكريم الجحيشي من مدينة الموصل ، حيث ذبح رئيس القرية خمو وقسيسها حنا قاشا وعدد كبير من سكانها من الاطفال والشيوخ والنساء . وفي ذلك البستان الذي ارتكبت فيه المجزرة ، اختلطت دماء المسيحيين والمسلمين معاً .
3- شاهد عيان القوشي قال في منتديات مملكة البحرين وفق المصدر التالي الكثير والمهم :
http://www.bahrainforums.com/showthread.php?t=21282.
مذبحة صوريا كما يرويها شاهد عيان القوشايا
في خريف عام 1969 كانت السرية الثانية من .... وجمع أهل القرية العزل شبابا وشيوخا ونساء وأطفالا يتقدمهم القس حنا (كاهن القرية الآشوري الكاثوليكي) وسط دهشة أبناء القرية الأبرياء وبدأ باطلاق رصاص غدره على صدورهم عشوائياً فاقداً صوابه وسط ذهول جنوده ........الخ 
4-  صوريا والوثائق الرسمية ، صلاح زرو  ، نفس المصدر السابق ، يذكر فيه أسماء الشهداء والجرحى ومعلومات مهمة أخرى.
ضحايا المذبحة
أ.عائلة خمو مروكي شمعون مختار القرية: 1.خمو مروكي 2.كاترين سركيس (زوجته) 3. ليلى خمو
ب.عائلة منصور إسحاق: 1.كاترين شمعون (زوجته) 2.طفل عمره ثلاثة أشهر.
ج.عائلة ميسو مروكي شمعون: 1.ميسو مروكي
د.عائلة هرمز مروكي شمعون: 1.كورو هرمز 2.عنتر هرمز وعمره خمس سنوات
هـ.عائلة عثمان سليمان: 1.أمينة رجب (زوجته) 2.ناهدة عثمان 3.صبيحة عثمان 4.طفل عمره ثلاثة أشهر
و.عائلة محو حسن: 1.ميران محو 2.غريبة محو
ز.عائلة برو حسين: 1.قمر رشيد (زوجته) 2.نادرة برو 3.حليمة والدته
ح.عائلة منير يوسف: 1.فرمان منير 2. تالان منير
ط.عائلة ايلو يوخنا: 1.ياقو ايلو
ي.عائلة يلدا رشو: 1.يلدا رشو 2.باسمة يلدا
ك.عائلة كوركيس قرياقوس: 1.ناجي كوركيس
ل.عائلة شابو بازنا: 1.شوني (زوجته) 2.سمير شاول 3.طفلة توفيت في المستشفى
م.عائلة بطرس توما: 1.يونو صليوة (زوجته) 2.طفلة عمرها خمس سنوات 3.طفل عمره أربع سنوات
ن.عائلة علو يوسف: 1.شرين سمو (زوجته) 2.أمينة علو عمرها سبع سنوات
س.عائلة اوراها خمو: 1.اوراها خمو 2.ورينا اوراها عمرها خمس سنوات
ع.عائلة رشو وردة: 1.رشو وردة 2.أسمر الياس (زوجته)
ف.القس حنا
ص.السائق حسني من أهالي زاخو
ق.كليانة مرقس
5- كتاب مذبحة صوريا ، تأليف وصفي حسن الرديني ، المصدر :
http://www.simtha.com/releases.html
6- بعض الحقائق عن مذبحة صوريا ، داود برنو ، الذي كان ضابطاً في الجيش آنذاك ، المصدر:
http://www.ninweh.com/forum/index.php?topic=9361.0
الخلاصة
الرحمة للشهداء الأبرار الذين سقطوا غدراً وعدواناً ونقول لهم بأن تضحياتكم أصبحت مختومة بالشمع الأحمر الذي يحكي قصص بطولاتكم وتضحياتكم عن أرضكم  وتبقى مواقفكم في تاريخنا وأعناقنا وكأنكم أحياء بيننا ، كما نتمنى طول العمر الى إخوتنا وأخواتنا الأعزاء الناجين من المجزرة ، طالبين من رب المجد أن يحفظهم مع عوائلهم بكل خير وسلام الى أبد الآبدين .
ملاحظة :
أسماء االذين تحدثت معهم تُعطى فقط بعد موافقتهم عن طريق بريد موقعي عنكاوا أو عشتار وشكراً .
مسعود هرمز النوفلي
17/7/2010

64
مَنْ يعمل لنفسهِ فقط لا يستطيع أن ينكُرها
المقدمة
إنْ أرادَ أحدٌ أن يأتي ورائي فلينكر نفسهُ ويحمل صليبه ويتبعني. لقد وردت هذه الكلمات العظيمة في الأنجيل المقدس ويُشير اليها متى ومرقس ولوقا ، ومن يرغب بتحليل هذه الآية يستطيع وبكل سهولة تجزئتها كلمة كلمة ويرى المغزى والمعنى والهدف ، وفي الحقيقة يلاحظ بأنها تنطبق على حالنا اليوم ، ببساطة سأتطرق باختصار عنها وأربطها مع الواقع.
المَغْزَى والهدف ومعاني الآية
الكلمات التي نطق بها الرب لا تنطبق على الجميع ، انها فقط الى الأشخاص الذين لديهم الرغبة والأستعداد والأرادة الصلبة القوية في الذهاب وراء الرب بحرية واندفاع ، لأن الملاحظ هنا وجود الجملة الشرطية " إنْ أراد أحدٌ أن يأتي ورائي " وهي ما تُسمى جملة فعل الشرط  ، والثانية تسمى جملة جواب الشرط  وجزائه ، بعبارة اخرى فان التكملة تنطبق وترتبط بانكار النفس والتضحية ولا تنطبق على الذي لا يريد أو ليست لديه رغبة بالذهاب خلف يسوع. هناك من يعمل لنفسه وليست له حاجة بالذهاب والعمل مع الآخر ومن هنا ليس لديه استعداد أن ينكر نفسه ويُناضل ويتعب ويسهر ويقاتل لكي يتلقّى الأهانات والطلقات والأشواك التي قد تدخل في جسمه ، بالتأكيد فان الشخص المؤمن بالعمل الأنفرادي بوحده لا يستطيع أن ينكر ذاته ويخسر حياته لكي يربحها في النهاية لعدم ايمانه في بذل ذاته وتعاونه مع الغير. مِنْ هؤلاء من يرغب الآن في العمل لنفسهِ غير مُبالي بالتضحية في سبيل الأخر وآذانهِ مسدودة عن الأستماع والمناقشة ، من امثال هؤلاء لا نترجى أن يعملون لصالح الشعب بحمل الصليب . أمّا من لا يريد العمل لنفسه فقط ولديه الرغبة الصادقة بالعمل المشترك مع الغير ، وهم كثيرون والحمدلله ، فعليهم أن ينكروا أنفسهم ويتحملوا كل العذابات من أجل الآخر وبذلك سوف يكون تطبيقهم الكامل وغير المنقوص للجملة الشرطية التي جاء بها الرب.
الذي يؤمن بعقيدةٍ ما عليه ترجمة ايمانه بالسلوك اليومي المباشر مع البشر ، وبسلوكه وتصرفاته يعطي الصورة عن النهج والفكر الذي يناضل من اجلهِ على ارض الواقع وليس في الخيال ، وعندما يُشاهد زميله ويراقب سلوكه الحي الغير مُصطنع والعمل الأنساني الهادف لخير المجموع الذي يعمل من اجله عندئذٍ سوف ينجذب اليه مثل ما يجذب المغناطيس القطب المخالف له ، أما عندما يقوم حامل الفكر بالتهجم على هذا وذاك والأنتقاص من فلان وفلان وهمّه الوحيد التصيّد والتجريح ووصلت عند البعض حد الأهانات والشتائم ، فلا يترجى من الناس أن يقتدون به ويحذون حذوه أو يُساندوه!! من امثال هؤلاء لا نستطيع تسميتهم بأصحاب مبدأ او رسالة ، لأن العقيدة منهم براء ، حسناً عملت ادارة موقع عنكاوا في حذف بعض المقالات في الفترة الأخيرة لأن الكلمات التي وردت في بعض المواضيع كانت مُقزّزة ، وللأسف كان القسم منها صادراً مِنْ أشخاص يدّعون بالتجمعات ، كُنت اتمنى من مدير الموقع حذف البعض الآخر المقابل لها ايضاً التي قد نُشرت سهوا والتي كانت السبب وراء ردّة الفعل عند الآخرين المخالفين لهم بالرأي ، رُبّما لم يطّلع عليها المسؤول وعَبَرَتْ. المثل يقول " الباديء أظلم " ، هؤلاء يُمثلون انفسهم فقط حتى لو تكون اسمائهم ضمن قوائم الأتحادات أوالتجمعات أوالأحزاب ، انهم لا يستطيعون مخاطبة الآخرين لتوضيح مبادئهم وشرح رسالتهم والمجتمع يعلم جيدا من هُمْ هؤلاء حتى لو جاؤا باسماء مستعارة ، فكيف يدّعون بانهم سيقودون الشعب ويمثلون الشعب؟ لو كتبنا جملة تتشابه مع الآية المذكورة في بداية الموضوع لقلنا " إنْ أراد أحد أن يتبع التجمع الفلاني ، عليه أن ينكر نفسه لكي يستحق ان يكون في صفوفه " ، ولكن عندما ننظر الى بعض الأسماء في القسم من التجمعات نلاحظ العكس ، حيث ثبت بالملوس وجود مَنْ يعمل لنفسهِ ومن أجلِ مركزهِ وكيسهِ ومنتمي الى هكذا تجمع ( بالطبع لا اقول أو أعمّم للكل وإنما البعض منهم) ، طيب أيها الأخوة من لا ينكر مصلحته وذاته وحياته من اجل الآخرين فكيف سيعمل من اجل الشعب بكل تفاصيل الحياة وتشعباتها؟ يسوع يقول اترك كل شئ ، بمعنى آخر اترك الفكر المشبوه واترك رسالتك الأرضية التي تهدم ولا تبني واترك كل ما تقوم به ضد أخيك القريب ، اترك الأنانية والطمع والجشع والمال واترك كل ما هو غير مشروع ، حتى تستحق أيها الأنسان ان تكون ضمن الصفوف الخاصة بتجمُعّك النظيف ، عليك التطبيق حتى الرمق الأخير بكل طاعة وتفانٍ ومحبة واخلاص لتصبح نوراً مُضيئاً أمام الآخرين برسالتك واعمالك الجماعية وليس الفردية.
صفات من يعمل لنفسه
1- من يعمل الى نفسهِ وشخصيته يُكافح بقوّة ليكون هو الأول والمسؤول والناهي في كل شئ ، ويكون تفكيره مُنصباً الى حياته الذاتية ليكون في المقدمة ، هذا الشخص لا يستطيع أن ينكر نفسه ليصبح قائداً ، عندها سيرفضه الشعب.
2- من يفتخر ويُعظم نفسه ويجعل من آرائه الوحيدة كقوانين ودساتير تخدم مصلحته فمن غير الممكن له أن يقود المجتمع لأن محور عمله يتركّز لخدمة سخصيته وتنفيذ برامجه غير مُبالياً بالّذين حوله من ابناء شعبه.
3- الذي يتحدث عن حُبْ المال ويكتب عن ارباحه وماذا سيجني عند تقسيم الحصص ولُعابه يسيل عندما يُشاهد الغير إما بالحسد أو الطمع أو لغاية اخرى ، فان مثل هذا لا يصلح لأن يكون قائدا أو مُمَثلاً لأخوته وعند التصويت أو الأنتخاب لأختيار الأصلح سيكون نصيبه الخذلان والهزيمة.
4- من لا يحب قريبه مثل نفسه ولا يرغب للغير بأن يكون مثله أو افضل منه ، مثل هذا لا يستطيع أن ينكر ذاته ويتبع قوانين الرب وتعاليمه وبالتالي لا يقدر على حمل الصليب أبداً ، بل رُبّما العكس سوف يقوم بإهانة الصليب والتمرد على كل التعليمات السماوية وبدلاً من أن يربح الآخرين يخسرهم ويتندم .
5- بحسب كلمات الرب نستنتج أن الشخص الذي يعمل لنفسه لا يكون من اتباع الرب وبالتالي سيكون له رب من نوع آخر مُختلف كلياً عن ربنا له المجد .
6- في أغلب الحالات يكون الشخص الذي يعمل لنفسه متلوناً حيث يظهر بين فترة واخرى في حالة تختلف كلياً عن الحالة التي كان فيها وبتكرار تغيير الألوان يفقد مصداقيته وتهتز ثقة الآخرين به ويخسر الشعبية التي يتوقع بانه يحملها ويظهر ذلك بوضوح ايام الأنتخابات .
7- يقول مار بولس الرسول بأن الذي يحب ذاته يكون مُستكبراً ، مُحباً للمال ، مُجدفاً ، مُتعظماً ، دنس ، ليست لدية حنيّة على الأخر ، غير نزيه ، شرس ، لا يحب الأصلاح ، خائن ومُتصلّف ، لهُ صورة التقوى ولكنه ينكر قوتها . وأخيراً الرسول يوصينا بتجنب هؤلاء .
الخلاصة
يجب أن يكون الأنسان الحامل للعقيدة خادماً أميناً لرسالته ضمن مجموعته وبين الشعب ، وأن يكون مشروعاً جاهزاً وحاضراً للأستشهاد بحياته من اجل الآخر ، عليه أن لا يعمل بمفرده وأن يكون مؤمناً بان العمل الجماعي هو الذي يقود الى حلول المشاكل حتى لو تقاطع ذلك مع توجهاته الخاصة وأفكاره وآرائه ، عليه أن يحب عمله اكثر من نفسه واقربائه ومعارفه وحتى والديه لأن محبتهِ لمستقبل اجياله وشعبه ووطنه هي الأهم من كل ما هو حوله وبجانبهِ ، الرب يدعونا الى التألم والتضحية من خلال معاني الصليب لأنه يقوم بتحفيزنا وإثارتنا للقبول بانواع الآلام التي تصادفنا يومياً ، عندها سنكون المثال الحقيقي الذي يُحتذى به ونكسب الآخرين مهما كانت اختلافاتهم معنا .
مسعود هرمز النوفلي
4/7/2010


65
المنبر الحر / زرع الخيانة
« في: 14:17 19/06/2010  »
زرع الخيانة
المقدمة
لقد اختلطت البشرية منذ القدم وأجناسها تشابكت مع بعضها ولا يستطيع المخلوق التمييز بين قومٍ وآخر أو عرقٍ وجنس ، منذ أيام الأنسان الأول الذي ظهر على أرض الكون بدأت هناك حالات التزاوج بين الأب وابنته وبين الأخ وأخته ، الى أن بدأت تتكاثر العوائل وتبتعد عن أجدادها في ارض الله الواسعة ومن نتائج هذا التكاثر نقرأ وجود أقوام كانت في تلك الأرض وأخرى في أرضٍ بعيدةٍ ومختلفة عنها تماماً ولا يمكن الوصول اليها أو التواصل معها آنذاك ، وبعد التطور السريع لحياة الأنسان أخذت البشرية منحاً آخر وبدأت الأقوام تلتقي تدريجياً الى أن أختلط  زرع آدم وحواء بشكلٍ أكبر لا يُمكن تصديقه ومثال بسيط على ذلك ما نُشاهده من الطبيعة الآن بين الأراضي الزراعية التي لا يُستخدم فيها الدواء والمبيدات لمكافحة الأدغال ، حيث نشاهد أنواع مختلفة من المزروعات نامية ومتشابكة بين الحنطة والشعير وتكون أحياناً أقوى من كل البذور التي زرعها الأنسان ، هكذا قد تشعّب وتشابك زرع الأنسان أيضاً في أقوامهِ وألوانهِ وبشراتهِ ، أن حُب التكاثر والتناسل بين الأقوام أصبح مُتشعباً أخطبوطياً ولا يستطيع أي مخلوق انكاره على الأرض . لقد برزت في القِدَم مفاهيم الزرع المقدس وغيره وأنواع الخيانة واسبابها والشعب المختار أم الهجين . وفي هذا المقال المتواضع سأقوم بتوضيح بعض الأمور التي ذكرتها وأربطها مع وضعنا الحالي لكي تكون الصورة واضحة امامنا بالتعرف على زارعي الخيانة في قلوب البشر ونتائج هذه الزراعة .
الزرع المُقدّس
هذا الزرع هو الشعب الذي كان يَعْرِف الله ، بوحدهِ ومنهُ بدأ تاريخ الأيمان بالخالق ، وبعد أن عاد هذا الشعب من الأسر في بابل اكتشف الكثيرون بان هناك عوائل لا تُحصى فيها زواجات مُختلفة من الوثنيين وغيرهم ، وقد لاحظ المسؤولين بأن هناك الكثير من الكهنة والمسؤولين اللاويين قد تزوجوا وانجبوا رجالاً ونساءً وأصبح الزرع المُقدّس بخطر ولا يُمكن اطلاق الأسم المقدّس عليه والسبب هو أن الزيجات المختلطة انتجت أفكاراً ابتعدت رويداً رويداً عن مفهوم الأيمان الحقيقي بالله ، عندها بدأت تطفو الى القوم بأن الزرع هذا لا يُمكن تسميته بالمقدس لأن فلان ذهب مع افكار زوجته وبدأ يعبد الصنم الفلاني وأولاد الآخر بدأوا يذهبون مع أفكار والدتهم في الأنحراف والأبتعاد وهكذا أعداداً كبيرة بدأت تنحرف تدريجياً من الرجال والنساء ، فكيف كان هذا الشعب وأين أصبح ؟ وهل من الصحيح تسميته بالزرع المُقدّس ؟ بالتأكيد كلا وألف كلا  ، هذا الزرع أصبح مُختلطاً وممزوجاً بين المُقدّس والغير مُقدّس ولا يُمكن اعتباره الزرع النقي أو الصافي أو المختار لأختلاطه بين زرع وأدغال الشعوب المختلفة ومنها زرع بابل وما كان في جواره قبل السبي وبعده ، ولهذا السبب يعطينا النبي عزرا في 9-2 رأيه الصريح ويقول " لأنهُم اتخذوا من بناتهم لأنفسهم ولبنيهم ، وأختلط الزرع المُقدّس بشعوب الأراضي ، وكانت يد الرؤساء والولاة في هذه الخيانة أولاً . "
من هذه الآية نستنتج أموراً في غاية الأهمية وهي : اتخاذ البنات كزوجات لهم والى أولادهم ومن ثم اختلاط الزرع المُقدّس النقي مع الوثنيين من شعوب العالم الأخرى ، وأخيراً يعتبر النبي عزرا بان هذه هي الخيانة التي يتحملّها كلِّ من كان في المسؤولية من الرؤساء والولاة أو حتى الكهنة ويُحمِّلهُم المسؤولية التاريخية أولاً . السؤال هو : هل يوجد زرع صافي أو نقي أو مُختار كما يدعي البعض الآن في كتاباتهم في المواقع ؟ انظروا الى الحالة في ذلك الوقت وإحكموا بأنفسكم بعد آلاف السنين وكل كاتب يُمكن أن يسأل نفسه ما هي القومية التي يتحدث عنها وهل عِرْقه يعود الى فلان الفلاني ؟ ومن أين جاءت اليه قوميته وشهامته والتكبر على هذا وذاك ؟ التكلّم بصراحة وبواقعية هو الذي يعطينا الأمان والتكاتف والوحدة ، وهو الذي يقضي على كل من هو مُتكبر ويتكلّم على الآخر وكأنه هو النقي ولا شائبة فيه وغيره أدغال وزوان ومنافقين لا رحمة عليهم وهو الذي يشرب من النبع الصافي وغيره يشرب من الوديان والواحات وهو الذي قد تزوّج من ابنة بلدته وقريته وقريبته وأصله ينحدر الى جدّه الملك الفلاني! وغيره لا أصل له ولا يعرف من هُم آبائه ، كلّنا اختلطنا مع بعضنا وزَرْعَنا تشابك ولا يُمكن تمييزه الى يوم القيامة ، كلّنا كُنا أولاد وبنات ارض الرافدين والآن يامشاءالله اصبحنا أولاد وبنات امريكا واستراليا واوربا وآسيا وحتى افريقيا إن لم نكُن نحن ، فأولادنا أو أولاد أغلب أولادنا! أليست هذه هي الخيانة لشعبنا بعينها ونحن مشتركين فيها إن شِئنا أم أبينا أم لا؟ الجواب للقارئ الكريم.
الاُمّة المجهولة والخيانة العظمى
لا توجد أمة بدون أرض ولُغة ، نعلم جيداً كيف ضاعت أرضنا وانقرضت لُغتنا عند الغالبية وأصبحنا نتكلم ونكتب بالكثير من اللغات ماعدا لغتنا الجميلة العزيزة ، أليست هذه خيانة عظمى لشعبنا وزرعنا الذي نتباهى ونفتخر به ؟ تركنا كل شئ حتى الزيجات أصبحت يا ماشاءالله مختلطة مع الشعوب العالمية وتشققت العوائل وبعدها الكنائس ومن ثم بدأ انتحار الأصل والفصل ، ومع هذا يأتون ويفتخرون بالأمة التي أسست البشرية وكأن البشرية هُم الذين خلقوها وأبونا ابراهيم يضحك في قبره ويقول " أنا الذي دعاني الأيمان لأنطلق ولم يجبرني الأيمان على البقاء في بلد بين النهرين " ، أصبحنا وللأسف أمة مجهولة والخيانة التي يجب أن نعترف بها هي عدم ايماننا ولجوءنا الى المفاهيم التي زرعها الشيطان وكل ماحدث لنا هو بالضبط ما يتشابه مع الذين كانوا قبلنا عندما كانوا يتركون الحي ويذهبون وراء الميت والجامد والصنم وكانت تأتيهم المصائب تلو المصائب ، خيانتنا عظمى جداً وسنبقى في دوامة المجهول الى اليوم الذي نصحى فيه والله يعلم الوقت والساعة وقد لا تأتي لنا أبداً أبداً .في هذا الصدد هناك آية في سفر أخبار الأيام الثاني 36-14 تقول" حتى أن جميع رؤساء الكهنة والشعب أكثروا الخيانة حسَبْ كُلِّ رَجاساتِ الأمم ، ونجّسوا بيت الرب الذي قدَّسَهُ في أورشليم ". هذه الآية تعطينا التنبيه بعدم نقل رجاسات الأمم أي بعدم نقل الأعمال القبيحة والقذرة والمُخرّبة وعدم التحدث بما لا يليق من القدسية على الآخر وإذا تمادينا في ذلك سنكون في عداد الخونة لأننا نقوم بزرع بذور الخيانة في قلوب البعض غير مُكترثين للنتائج ، وهنا يحق لكل انسان أن يسأل كل كاتب ليقول له لماذا تتهم أخيك الآخر بالكلمات الجارحة والخارجة عن الأطار الأنساني العام ، لماذا بدأتم في التجريح والطعون والأتهام الباطل ؟ أليست كلماتكم خيانة لمبادئكم الأيمانية ؟ أما إذا لا تؤمنون فنقول أليست كلماتكم خيانة لعقيدتكم ومبادئكم الأنسانية التي تدّعون بها ؟ كل انسان يستطيع تسطير الكلمات التي وردت على السنة البعض في المواقع في الفترة الأخيرة والذين بدأوا يستشهدون بما كان يطلقه المسلمين الأوائل على معارضيهم ولا أرغب في كتابتها لأن القارئ قد يندهش من هؤلاء . أليس ما تكتبون هو نقلكم رجاسات تلك الشعوب على أخوتكم وابناء جلدتكم ؟ هل هذه هي شهامتكم وعنفوانكم لكي يقتدي بكم الآخرين ؟ طريقتكم تهدف الى ابعاد الشعب عنكم وعدم الأقتراب منكم ومن افكاركم . انكم تشابَهْتُم مع اولئك الكهنة والآخرين الذين اكثروا الخيانة كما تقول الآية أعلاه .
الخلاصة
هناك انواع كثيرة للخيانة وما تحدّثتُ عنه هو أحد هذه الأنواع الذي اعطانا الأمثلة الحية على ما نزرعه من الخيانة تجاه انفسنا وفي قلوب اخوتنا الآخرين وبالتالي نبتعد كلياً عن القداسة والصواب ونتجه الى المجهول ونخسر انفسنا ونبتعد عن شعبنا ونصبح في وادي النسيان . والسؤال الأخير لكم هو : هل انشقاقكم عن اخوَتكم والبذور التي تزرعوها الآن تلتقي مع مفهوم الخيانة الذي ورد في هذا المقال؟ باعتقادي لدينا مبررات كثيرة لنكون متحدين وغير متبعثرين وكل التكتلات التي تؤدي الى الأنشقاقات والأنقسامات يصُب مجراها في قالب الخيانة وعندما تُبنى الخُطط على هذا المفهوم إن كان مرئياً أو غير ذلك فان سقوطها يكون سريعاً .
مسعود هرمز النوفلي
18/6/2010

66
اتبعني وكلام سيدنا لويس!!
لا يوجد في الكون انساناً يعلم جميع الحقائق الخاصة بالتربية من أجل التجديد وطُرق التعامل معها ، حيث يبقى أحياناً عاجزاً ومُندهشاً لِما يجري حوله من التأثير على شخصيته إن كان ايجابياً أم سلبياً ،  احيانا نراه مُنفّذاً للأوامر ومُطيعاً بدون المناقشة والجدل وأحياناً اخرى نراه داخلاً في جدالات عقيمة وعنيداً ولا يرغب الأستفادة من الآراء المطروحة حوله ويجعل من رأيه الأصوب دائماً ، وهناك من يقوم بتنفيذ اوامر الآخرين بعد المناقشة والقناعة التامة والوصول الى حالة مُرضية للجميع ، من بين هؤلاء مجموعة من البشر تعمل بكل قناعة ودراية وتُنفّذ التوجيهات فوراً لأنها تؤمن بكل الآراء والأفكار التي تُطلق من أجلِ مصلحتها وكينونتها ، من هؤلاء كان البعض من المسيحيين الأوائل ، من ضمنهم الأنجيلي القديس مار متى عندما تبع يسوع ونفّذ أمره وكلامه عندما قال له " اتبعني" .
المؤمن بالكتاب المقدس يجب أن يتعلّم منه ويستفاد من كل كلماته في الحياة وبعد ذلك تطبيق ما اختزنه من الآيات الرائعة . السؤال هو لماذا تبع مار متى يسوع فوراً وذهب معه؟
كان القديس متى موظفاً جابي ضرائب ، أي كان نوعاً ما مُتّسماً بثقافة أفضل من الآخرين وكان يستطيع تمييز كل صوت يأتيه من الأوامر من مسؤوليه وعلاقتهم مع الشعب ، وبالتأكيد كان يقوم بتحليل الوضع ودراسته بحُكم واجبهِ ، وبحسب الخبرة التي كان يمتلكها استطاع فوراً تمييز الصوت الإلهي من غيره ، ونهض تاركاً كل شئ وراءه والتحق مع يسوع. هل نحن نستطيع تمييز صوت أي مطران مثلاً أو أي قائد سياسي مُتجرّد من المصالح الشخصية وهمّه الوحيد وحدة الكنيسة بكل فروعها أو وحدة الشعب بكل طوائفه ونذهب خلف قيادته بدون أية مناقشة أو جدال ؟ هل نصل الى حالة القديس متى ونتوكل على الله وبدون تردد ونقتنع بكل ما يقوله لنا المطران أو الرجل السياسي ؟ في الحقيقة لو كان عندنا تمييزاً صحيحاً بين هذا وذاك من خلال ثقافتنا وعِلمَنا وخبرتنا مع الآخرين أقول نعم نذهب ونؤيد المطران في طروحاته ، ونشدُّ على يد السياسي في دعوته الوحدوية للشعب مهما كانت النتائج . نتبعك يا سيدنا المطران لويس بكل قوتّنا وأفكارنا وأحاسيسنا لأنك الطبيب الذي يشفى مَرضانا ويُنقذ كنيستنا من الضياع والأضمحلال والتدهور ، كما عاهدناك عندما كُنت في بغداد قدوة لنا في كل صغيرة وكبيرة ، هكذا الآن نُعاهدك لنكون جنوداً وتلاميذاً تحت أمرتك وبخدمتك وشكرا لتوضيح مأسآة الكنيسة الروحية وما تُعانيه وتقبل فائق التقدير والأحترام من كل الأخوة والأخوات الذين فرحوا وتهلهلوا لكلماتك الراعوية في التجدد نحو الحياة الأفضل وقيامتها من حالة الترنّح التي تمُرّ بها لتُعانق كنائسنا جميعاً بعضها البعض في كل طقسٍ يُرَتّل وفي كلِّ بوقٍ يُرّنِم للرب مُتشابكين الأيدي ورافعيها للسماء ، يوم العرس سيكون قريباً بجهودكم الوحدوية في كنيسةٍ واحدة جامعة مقدسة رسولية ليتناول الشعب المبارك من بركة القربان المقدس في كنيسة واحدة ، بجهودك تنقل الموتى الى القيامة الحقيقية بصوتٍ نبيٍ أو رسولٍ والمجد لله دائماً ، ودمتم بحفظ الرب يسوع الى الأبد .
مسعود هرمز النوفلي
11/6/2010


67
دروس للشعب من قصة بيلاطس
المقدمة
باختصار ، لقد كان بيلاطس والياً رومانياً على اليهودية في زمن ربنا يسوع له المجد ، وبعد أن قام يسوع في التعليم والكرازة لأنقاذ الشعب روحياً وايمانياً ، انبرى عليه اليهود وقرّروا قتله ، وبعد أن مسكوا به أخذوه الى بيلاطس وطلبوا منه اصدار الحكم بموته ، كان يستطيع بيلاطس اطلاق سراحه وعدم محاكمته لأنه كان يعتبره بريئاً حسب ما يذكره لنا الأنجيل ولكن اصرار اليهود وتأثيرهم عليه ، جعل بيلاطس  يخضع لرغبتهم وأصدر أمرا بتسليم يسوع لهم ليتصرّف قادتهم الدينيين والعلمانيين لمحاكمته وتنفيذ حكم الأعدام به بالرغم من( المُخطط الإلهي !).
1- ظنّ اليهود أن المسيح هو مَلِكاً أرضياً سيُساعدهم في الخلاص من الحكم الأستعماري الروماني وعندما شاهدوا وتيقّنوا أن برنامج يسوع سماوي أكثر مما هو ارضي وليست له الرغبة في دعم واسناد مشاريعهم الأرضية الزائلة ، تشاوروا فيما بينهم وتآمروا وقرروا الخلاص منه مهما كانت النتائج .

الدرس: عندما يُشاهد البعض مسؤولاً ما أو كاتباً مسيحياً يُبدي رأيه باستقلالية تامة ولا يأتي لنجدتهم في الطروحات الفكرية الخاصة بهم ، أو مُساعدتهم من اجل الخلاص من المأزق الذي هُم فيه ، يبدأون بالتهجم عليه والأنتقاص منه ، ومن ثم خلق كل التبريرات الممكنة للنيل من سمعته مهما كان خلوقاً أو مؤدباً غير مُبالين بالنتائج العكسية عليهم ، كما حدث بين اليهود والمسيح يسوع . لو كان يسوع قد عمل بخُطط قادتهم وساعدهم في تنفيذ رغباتهم وتحدث مثلهم ، عندئذٍ كان يصبح بطلاً وقدوة في نظرهم ويستحق الثناء والمجد ، ولكن عندما تكلّم بالحقائق وخالفهم ووضّح لهم بان مملكته ليست ارضية حاكموه واعتدوا عليه بدلاً من أن ينتبهوا الى كل حقيقة وكل عمل قام به يسوع ليُصحّحوا مسيرتهم . هذه الحالة تتشابه في زواياها مع الكثيرين من ابناء شعبنا ، فامّا يكتب كل كاتب مثل ما يرغبون هُمْ به ، أو انّه سيصبح خائن وناكر القومية والأمة وعميل ومأجور وانتهازي ودكتاتور وغيرها من كلماتهم الرنانة التي شبع الكثيرون منها. وقد وصلت الحالة عند البعض الى حد العداء السافر والتجريح والأهانة وهُم يعتقدون بأن كلماتهم لا تنطبق عليهم جميعاً ، والآخرين كلّهم غير أُصلاء بينما هم الأصلاء فقط!! . ينسى هؤلاء بأن كل كاتب يكتب بما يَمْليهِ عليه ضميره وليس بما يرغبون هُم باملائه عليه ، كل كاتب له طريقته الخاصة بحسب التربية والثقافة والعائلة التي تربى من خلالها . الأسئلة هي: هل نستفاد من ذلك لتعديل اساليب كتاباتنا الهجومية وعدم التدخل في شؤون الغير؟ هل نتوقّع  بأن الشعب مرتاح وموافق على اتّهاماتنا للآخرين؟ أم نريد أن يصبح الشعب تحت قيادتنا ويمشي كالقطيع ليتبعنا في توجُّهاتنا ومشاريعنا ، ولكن هذا هو المستحيل بعينه ، أنظروا ماذا كانت خُطط اليهود على الرب ، فبالرغم من كل ما عملوه ونجحوا فيه لفترة وقتية ، فقد سقطوا في النهاية وكان سقوطهم مُدوّياً .
2- كان يسوع يلتزم الصمت دائماً عند محاكمته بالرغم من كل الأهانات والتجريح . كان يعلم جيداً بأن اعماله وكلماته واحاديثه هي أقوى من كل الأجابات التي يتفوّه بها وخاصة انه كان بينهم وشفى مُرضاهم وعلّمهم طُرق الحياة  فلا داعي بأن يقوم بالتبرير والرد والمناقشة العقيمة التي لا تنفع ولا تثمر.
الدرس: كان يسوع يستطيع وبقوّة مجابهة اليهود في الحديث والمناقشة ولكن كان مُصّراً في التزام الهدوء والسكون لكي يُخزي ويفضح اليهود ويقوم بتعريتهم بالكامل لأنهم لم يؤمنوا بما شاهدوه عملياً فلماذا الجدال والأخذ والرد؟  انّ يسوع لن تنقصهُ الحكمة والكلام ، ولم يكُن عدم الرد عليهم ضُعفاً منه وإنما كانت قوّته رائعة أثبتت صحتها الأيام ، هكذا البعض من الذين يتهجّمون على المسؤولين والكُتاب ، عندما لا يُعير لهم أحد أية أهمية فإنهم يتمادون بذلك و تتصاعد كلمات البغض منهم بصورة عنترية وغير حضارية مع الأسف ، انهم يتوقعون أن الذي لا يرد عليهم قد يكون ضعيفاً وغير قادراً على الكلام أو الكتابة ولا يحسبون الحساب بان الذي لا يرد عليهم رُبما طريقته هي أقوى وأنجح وأفضل منهم ، مثل ما كان يتجاهل يسوع كل تخرصات اليهود . ان الشخص الذي لا يقوم بالرد عليهم أو يتجاهل كلماتهم ، بالتأكيد ليس مثل يسوع أو بقوّته وإنما قد يكون يسوع مثاله الصالح في تطبيق الطرق الصائبة في الرد والرد المقابل ولا غير ذلك ، هل نستفاد من الدرس وننظر ونتأمل بامعان الى صمت البعض عن البعض الآخر ونقارن ذلك بمثل يسوع وحكمته الإلهية ؟
3- يقول الأخ العزيز نافع البرواري في مقالته " البحث عن الحقيققة ج3 " المنشورة في موقعي عنكاوا وعشتار ما نصّهُ " : لم يكن في ذهن بيلاطس ايُّ شك في نطق يسوع بالحق وفي براءته من أيّة جريمة ، فبينما بيلاطس يعترف بالحق فأنّه اختار أن يرفضهُ ، انحنى بيلاطس امام الضغوط السياسية فتخلّى عمّا يراه صوابا لأنّه فكّر بمصلحته الذاتية على حساب الحق والعدالة والقيم وحتى القوانين الرومانية لم يلتزم بها بل راعى مصلحته الشخصية واعتبرها فوق كل اعتبار اخر ، هناك اليوم في العالم كُلِّه من يعرفون الحق مثل بيلاطس ولكنهم يرفضونه ، انّها لمأساة أن نفشل في معرفة الحق والأعتراف به. والمأساة الأفضع أن نعرف الحق لكن نخفقُ في الأنتباه اليه."
الدرس: هناك من يعرف الحقائق وينكرها ويبدأ بالرفض التام لها ورُبما يعكسها احياناً لتتلائم مع توجهاته ومصالحه الخاصة حتى لو اتفق مع الشياطين غير مُراعياً مصلحة الشعب وتاريخه وأحاسيسه وهنا لا يرى البعض الصواب الا من زاوية ضيقة جدا غير مُبالين الى تقاطعات الصورة بأكملها ، وعند ذلك تضيع عندهم مقاييس الحق و العدالة وتتدهور القيَم الخاصة بهم ويفقدون التوازن لأبتعادهم عن الحقائق ، بالضبط  كما حدث لبيلاطس في ذلك الوقت. لماذا ينظر هؤلاء الى مصالحهم الخاصة الذاتية فقط مثل بيلاطس؟ هل وصل الخجل عند البعض من عدم اعترافهم بالأخطاء أو الحقائق الى حد التأويل اليومي لما يكتبه فلان وفلان؟ نصيحتي لهؤلاء هي: بدلاً من صرف اوقاتكم في رصد الكتابات ومراقبتها والنيل من هذا وذاك أتمنى ان تكتبوا لنا ما يخدم شعبنا وماهو مفيد وناجح ومُمتع . لنُفكّر قليلاً بشخصية بيلاطس وتفكيره وأخطاءه لنستفاد منها في تعديل مسيرتنا نحو الأحسن . أعتقد أن الدخول في الأنفاق الملتوية والمظلمة ما قبل المسيح لا تقودكم الى نتائج مُفرحة أبداً . وإذا رغبتُم بالعودة الى العصور ما قبل الجاهلية فهذا شأنكم وأنتم أحرار ولا تستطيعون فرض ذلك على من يخالفكم في الرأي أو النظرة الى الشعوب والأمم القديمة التي اختلطت مع البعض وأصبح ذكراها في كتب التاريخ .
4- قال بيلاطس الوالي الى اليهود بأنه لا يرى أيّة علّة بشخصية المسيح ولا هناك سبب لمحاكمته واقترَحَ عليهم أن يختاروا واحداً من المسجونين لكي يطلق سراحه ، عندها صرخ الشعب اطلق سراح براباس واصلب يسوع .
الدرس: انظروا كيف فضّل اليهود السارق المجرم على ملك الملوك وأرادوا الأنتقام منه لأنه لم يُحقق رغباتهم في تأجيج المعركة مع الرومان وتحريرهم من الغزاة ، كانوا يريدون من يسوع ملكاً قوياً أرضياً مقاتلاً زائلاً مثلهم ومُهاجماً حاملاً سلاحه معهم ، لم يفهم اليهود خُطط الله ، والذين فهموها أنكروها . هكذا البعض من ابناء شعبنا ينتقمون من كل الذين يخالفون آرائهم والذين لا يرغبون في تأجيج المهاترات والمعارك الجانبية مع اخوتهم ، وفي نفس الوقت يحقدون على كل من ينصحهم ويبدي رأيه في بعض النقاط التي هي لفائدتهم أصلاً ، ويعتبرون الآخر ، إذا كان مُستقلاً أو منتمياً الى أحد الأحزاب ، شخصاً غير مرغوباً فيه ولا يحق له الكلام ويجب أن يكون الحديث والرأي لهم فقط  ، أما الآخرالذي له رأياً مختلفا ، قد يكون أفضل من رايهم ، يصبح خارج قوس!! ووصلت الحالة عند البعض بمطالبة هؤلاء بالتهجّم والكلام على الغير بطريقة الوصاية والتهديد ، كأن يقولون لماذا الحديث عن (س) وليس عن (ص) ، لماذا يتكلمون عن الأول فقط ولا عن الثاني ، طيب أنتم اكتبوا عن (ص) كما كتب غيركم عن (س) ، أم ترغبون في إثارة الفتنة بين المؤمنين بقضيةٍ ما ليكون غيركم بديلاً عنكم !! وفي كلتا الحالتين فأن هؤلاء يخسرون ولا يعلمون بأنهم يخسرون!! وأتمنى أن نفهم الدرس جيداً ولا نتعامل مع الغير كما تعامل اليهود مع المسيح .
5- لقد قام بالتحريض على يسوع الكهنة والشيوخ وجلبوا شهودَ زورٍ لكي ينتقموا منه ويُقدمون شهادات كاذبة ضده ولما رأى بيلاطس أن الأمور تسير نحو الأسوأ وقد تحدث قلاقل واضطرابات ، طلب الماء لغسل يديه من الدم البار وقال لهم " أنا بريئ من دم هذا البار " .
الدرس: لنسأل أنفسنا ، كم كاتب من عندنا يقوم باثارة القُراء والتحريض على الغير وبدون وثائق ومُستمسكات وحقائق؟ وكم من الكُتاب يطلقون التُهم يميناً ويساراً على ابناء شعبهم وبدون وجه حق؟ هل تطلبون من الشعب أن يغسل أيديه منكم كما فعل بيلاطس؟ ولكن هنا غسل الأيدي ليس لأنكم أبرياء ، بل لأن الكلام معكم لا فائدة منه أبداً ، إذا أنتم لستُم بحاجة الى اخوتكم وتتهمونهم زوراً وبهتاناً في كتاباتكم الغير متوازنة ، لا تنسون أن اخوتكم لا يستغنون عنكم ولا يتركونكم ولا يسمحون الى أحد باهانتكم ، فلماذا كل هذه الزوابع وكأن الأخوة أعداء وليسوا ابناء الكنيسة المشرقية الرسولية الواحدة.
الخلاصة
كان الأنتصار في النهاية الى ربِّنا له المجد ، لقد كسب البشر من خلال الهدوء والصمت وليس بطريقة الهجوم على المخالفين له ، وهكذا الفوز سيكون لِكُلِّ من يقتدي بخطط الرب حتى لو بقي صامتاً يتحمّل كل أنواع الكلام الذي يجرحه ، لأن صبرهُ يفوق كل قوّة افكار هؤلاء الذين يدينون ويتّهمون الآخرين ، لأن الذي يقتدي بالرب يتحمّل حتى الموت والجلد على الصليب مثل الذي يقتدى به ، وأعتقد أن مثل هذا الشخص سيقول الى كل من يتكلّم بالضد منه " شكراً لكم والرب يغفر لكم خطاياكم لأنكم لا تعلمون ماذا تكتبون وتفعلون " . والدروس واضحة جداً لمن يفهمها ويؤمن بها ، لأن الذين صلبوا المسيح أصبحوا في خبر كان والذين أمنوا به انتشرت افكارهم في الأرض ولا زالت تنتشر ولا أحد يستطيع أن يغلبهم ، ان أحد الأسباب الرئيسية لتشرذمنا وتأخرنا وضياعنا بين الأمم هو ما يقوم البعض من عندنا في صلب زملائهم الآخرين وعدم مقدرتهم على فهم واستيعاب الرأي المخالف لهم وخسارة اوقاتهم بامور جانبية لا تخدم أية قظية ، والنتائج قاسية علينا وثقلها كبير وعظيم جداً .
مسعود هرمز النوفلي
1/6/2010


68
مشروع جمع وانقاذ شعبنا
المقدمة:
المسيحي يبني دائماً ولا يهدم ، يكون وطنيّاً قبل أن يكون طائفياً ، يرفع علم بلدهُ قبل أن يرفع علم حزبهُ أو طائفته أو عشيرته ، يكون نموذجاً في جمع الأخوة ، يتألم عندما يرى خُطط البعض في تمزيقهم وفصلهم الواحد عن الآخر بحواجز مُصطنعة وأفكار دخيلة ، يتمسك بالمحبة التي يدعو اليها ربِهِ ويكون قلبه مُحرّكاً فاعلاً ومُؤثراً من أجل عمل الخير وتقارب وجهات النظر بين اخوته بعيداً عن المصالح والأعمال المُفرِّقة . المسيحي مُتسامحاً ومرناً في التعامل وقبول الآراء ومُناقشتها مع الزميل الآخر ومن مُختلف النماذج لخير الشعب المظلوم ، المسيحي يحب قريبه وصديقه مثل نفسه ، وأخيراً المسيحي يكون مُضحياً بذاتهِ من أجلِ الآخرين ومن أجل إحقاق الحق وبهذا يكون قدوة للجميع في بذل ذاتهِ ، وعندما يصل الى بذل الذات سيكون مُنتصراً ومُقتدراً ومُحارباً المادة والإله الآخر (المال) الذي يلعب دوراً اساسياً في شق الصفوف والتجزئة .
لماذا المشروع ؟
التاريخ يعطي لنا أمثلة حية عن شعوب كادت أن تنقرض وتزول لولا قادتهم الذين وضعوا نصب أعينهم إحياء لغاتهم وتراثهم وانشاء أوطانهم ، والأدلة على ذلك موجودة في اجتماعاتهم وقراراتهم وتوصياتهم وكيف تحقق لهم ما أرادوا . والآن ، ونحن نعيش بين الأضطرابات الداخلية التي بدأت تؤثر بشكلٍ واضح على وجودنا واستقرارنا في هذا العصر ، ومن أجل القضاء على جميع الضائقات والمُسببات التي تُجابهنا في الوصول الى تنظيم حياتنا الداخلية لنكون شُركاء في الوطن وإدارة مُجتمعنا المسيحي بالحُكم الذي نرغبه بعيدين عن التأثيرات والضغوط  التي تحاول النيل منا جميعنا ، وايماناً بوحدة ومصير شعبنا الواحد واسهاماً في نهضته ، ومن اجل بناء الذات الحقيقية المستقلة فكراً وإرادة حاضراً ومُستقبلاً ، عليه أقترح الى جميع المسيحيين في وطننا العراق الغالي المشروع التالي :
مشروع جمع وانقاذ شعبنا
1- يلتقي جميع المسؤولين ومُساعديهم ، من الكلدان الآشوريين السريان والأرمن المُهتمين بالشؤون المسيحية من السياسيين للعمل في اعداد مبادئ مُشتركة من أجل الحوار الأخوي البنّاء ولا بأس من استشارة آبائنا العلماء الأفاضل من مُختلف الكنائس في اعداد وتنفيذ هذا المشروع. تستطيع الجهة التي تؤيد هذا المقترح وترغب العمل به وتُسانده وتدعمه القيام بمُبادرة الدعوة الى لم شمل الأخوة من أجل عقد أول اجتماع تشاوري ليكون نقطة انطلاق البداية .
2- الجلوس سوية لحل المشاكل التي تنخر الشعب عبر مناقشات أخوية بروحية المسيحي الذي تكلّمنا عنه في المقدمة وبحث كافة السُبل الكفيلة للقضاء على التفرقة والتجزئة لكي يصبح المسيحيين عائلة واحدة متمتعين بحُكم ذاتي خاص بهم في كافة مناطق تواجدهم .
3- أن يفهم الجميع مسؤولياتهم الأخلاقية تجاه إخوتِهم الآخرين وتنظيم شؤونهم وعلاقاتهم التي لا تتقاطع مع الأخوة في الوطن وذلك لخدمة الشعب بأجمعه ، أي أن يفهم المسيحيين عملهم فيما بينهم من جهة ، وتعاون المسيحيين مع الآخرين من جهة أخرى وهنا يتفرع العمل الى قسمين الأول اخلاقياتنا وسُبل حياتنا فيما بيننا وضمن منطقتنا كجزء من الشعب ، والثاني فيما بيننا ومع الآخرين الذين يعيشون معنا في الوطن .
4- بحث صيغة مشتركة يتفق عليها الجميع بان يكونوا مُحايدين أي على الحياد الأنساني التام مع الأخوة الآخرين من غير الكلدو آشور سريان والأرمن وهذا التحييد أو عدم الأنحياز يجب ان يسري على الجميع من اجل المصالح العليا للشعب الواحد . أي لا نتدخل في شؤون الغير ولا نسمح للغير ان يتدخل في شؤوننا ، أو أن يكون وصياً علينا . وقوفنا على الحياد التام يعطينا الشخصية المستقلّة التي تُقرر كل ماهو مفيد لنا من غير اكراه أو ضغط أو تبعية .
5- اعداد مسودة مُشتركة يتفق عيلها الجميع ويُعترف بها بأننا شعب واحد كلدو آشور سريان وعدم القبول بأية صيغة أخرى تُعارض الأسم مع اعطاء الحق الى الأخوة الأرمن في تحقيق اختيارهم . ومن هذه المسودة يجب ان تنبثق جهة رسمية أو نستطيع تسميتها لجنة عليا تُمثل شعبنا وتصبح الناطقة باسمهِ في داخل وخارج العراق وفي جميع المحافل الدولية . تكون هذه اللجنة بمثابة حكومة وقتية لهذا الكيان الوليد .
6- الأرتقاء باللجنة المذكورة في الفقرة السابقة وبالتعاون الجدّي مع الفائزين في الأنتخابات الأخيرة لتشكيل برلمان مُصغّر خاص بالمسيحيين العراقيين من مُختلف الطوائف ومن جميع مناطق العراق بما فيهم الأرمن وتمثيلهم الحتمي ودعمهم . يقوم البرلمان الناشئ بتحديد النقاط التي يشترك فيها الجميع وبعد الأتفاق على ما هو مشترك بين المسيحيين تبدأ الخطوة التالية في العمل الحقيقي الجاد من اجل الوصول الى أية صيغة أو اسم يشمل المسيحيين وتكوين حكومتهم المقبلة .
7- الأتفاق بعدم تجزئة المواقف والخطابات والتحالفات مع الآخرين وأن تكون جميع الأتفاقيات وصيغ التعاون مركزية ومن الجهة الرسمية التي تُمثل الشعب كُلّهِ والتي ستكون الناطقة باسمهِ.
8- التشاور مع الأخوة الأيزيديين والصابئة وغيرهم بدراسة امكانية تقديم طلب رسمي الى السلطة في العراق من أجل خلق وزارة جديدة في الدولة العراقية تعني بشؤون العراقيين من الديانات الغير مُسلمة لتصبح حلقة الوصل والأتصال بين الطوائف الغير مُسلمة والسلطة المركزية . من مُهمات هذه الوزارة العمل على تحقيق العدالة للجميع بدون النظر الى الديانة ومن ثُم العمل لتأمين حرية العقائد في البلد الديمقراطي واشراك الجميع في كل النشاطات الخاصة باعمال الدولة بدون تمييز أو اكراه وخلق روح وطنية عالية لغير المسلمين بالتعاون والشعور العالي بالمسؤولية لخدمة الوطن الواحد .
9- اعداد دراسة تفصيلية عن الأحصاءآت الرسمية للمسيحيين في العراق وطوائفهم وأماكن تواجدهم وكوادرهم العلمية والأدبية وكافة امكانياتهم الأقتصادية بأطلس خاص بهم . والعمل فوراً على توظيف العاطلين وايجاد فرص العمل للقضاء على جزء كبير من المشاكل التي يعاني منها ابناء شعبنا .
10- تشكيل لجان لأحياء كل ما يتعلق بأهداف المشروع من حيث احياء لُغتنا وأمنها وسلامتها ومدارسنا التعليمية والمهنية وجامعاتنا وطرق حياتنا وبناء مُستقبلنا الجديد الذي سيصبح درعاً قوياً للعراق ومثالاً حقيقياً للتعايش السلمي المشترك بين السكان من كافة الديانات في البلد .
11- اعداد دراسة خاصة بالمناطق والأراضي التي تجاوز عليها البعض من اجل اعادتها الى أهلها وتعويض المظلومين إن اقتضى الأمر . والعمل على تشجيع بناء المُجمعات السكنية وكل ما يتطلب من الخدمات الصحية والطرق والجسور والمياه وغير ذلك .
12- العمل على اصلاح الأراضي الزراعية وتحسين الأقتصاد وتشجيع زراعة الأرض وفتح حقول تربية الدواجن والحيوانات بالأضافة الى الأهتمام بالصناعات المتنوعة .
وفي الختام يلتزم الموقعون على المشروع بتأدية جميع المتطلبات الخاصة بهِ من اجل انجاحه بامانة ونزاهة وأن يكون الجميع متضامنين بالأفكار والأعمال لأنجاحه بالرغم من التعب والصعوبات والمشاكل التي قد تواجه هذا المشروع وبهذا نكون قد جمعنا شعبنا وأنقذناه من الضياع والأندثار ، والله الموفق .
ملاحظة : لقد قُمت باعداد هذه المسودّة بعد أن أطلعت على " شرعة العمل السياسي في ضوء تعاليم الكنيسة وخصوصية لبنان بحسب الرابط التالي وشكراً "
http://www.nowlebanon.com/Library/Files/ArabicDocumentation/NOW%20Documents%20Template%20Church.pdf








69
القتل عمداً مع سبق الأصرار

لماذا يُقتل الطلبة المسيحيين ؟ هل هناك أسباب نجهلها ؟ ماذا لو تم قتل الطلبة من غير المسلمين واستهدافهم بهذه الطريقة الخسيسة الجبانة ؟ هل الطلبة المسيحيين كانوا ذاهبين الى المعركة والقتال ضد العدو الذي انتقم منهم ؟ هل هؤلاء الأبرياء كفَرَة وخَوَنة يستحقون كل ما عملوا بهم أبناء وطنهم ؟ من قام بهذا الفعل القبيح ؟ انها أسئلة نوجهها الى الأحرار والشرفاء في البلد الجريح .
الجريمة التي حدثت بحق الطلبة المسيحيين تُعتبر من الجرائم الخاصة بالقتل المُتعمّد مع سبق الأصرار ، لأن الذين قاموا بهذا العمل قد خططوا وفكروا ومن ثم صمّموا للقيام بعملهم ضد النفوس البريئة من طالبي العلم والمعرفة ، لقد نفّذوا خطتهم بكل تخطيط ودراية من حيث الوقت والطريق والتنفيذ ونفَذّوا جريمتهم بفلذات اكبادنا بكل حقدٍ ونذالة . أن جريمتهم ليست عادية أو بدون سبق الأصرار ، أليس كل ما حدث دليلاً قاطعاً على النوايا المُبيّتة من قبل البعض ضدنا وبأصرار مُبرمج والله العالم اكثر ؟
القتل هو أسوأ جريمة وأبشعها بحق الأنسان ، والذي يقوم بها يكون مُتجرداً من الأيمان والوطنية والأخلاق ويصبح فجأةً لا انسانياً وظالماً وشرساً وفاقداً الأخلاق عند اقدامه على سلب حياة غيره وقطف زهرتهِ وانهاء شبابهِ . ما حدث بالأمس هو من اخطر الجرائم بحق المجتمع لأن طلبتنا كانوا في واجباتهم الوطنية وخدمتهم العامة من اجل الوطن وليس من اجل اكمال دراستهم فقط ، وهنا جريمة القتل المُتعمد خطيرة وتستحق الوقوف عندها لأنها تمُس الطلبة المسيحيين من جهة وعلاقتهم بالوطن وخدمته من جهة أخرى ، انه مُخطط رهيب لضرب عدة عصافير بحجر واحد كما يقول المثل !!
الطلبة يحملون في حقائبهم الكتب والاقلام المتنوعة والحاسبات الصغيرة ومماحي ومباري وقرطاسية واوراق ملاحظات واحياناً سندويشات الأكل البسيط ، يتحدثون ببراءة الواحد مع الآخر كالعصافير التي تناجي بعضها البعض ، انهم اولاد الجنة ، ألمسيحيين منهم والمسلمين ، لا يحقدون على أحد ولا يكرهون الغير وكل ما يرغبون به هو الحصول على الدرجات واستلهام المعرفة ونيل المعالي بالسهر والتعب والأجتهاد اليومي المتواصل . هذا هو حال الطلبة ، في الصف اصدقاء ، لا فرق الواحد عن الآخر بسبب الديانة أو القومية أو الجنس أو اللون ، يتنافسون بشرف للحصول على المراكز العليا في المدرسة او الجامعة أو الوظيفة ، والمتفوق منهم يحصل على الثناء والتهاني من جميع اخوته في الصف مهما كانت انتماءآته وديانته وتوجهاته ، والكل تقدم الهدايا للمتفوق باعتزاز وفي النهاية تكون الحفلات بين الجميع متناسقة الى حد العرس الجماعي بين افراد العائلة الواحدة .
الأخوة الشرفاء في العالم ، من هو المُخطط لهذه الجرائم ليأتي باسلحته ومتفجراته ويجني على ابنائنا في وضح النهار ليسرق حياتهم وطموحاتهم وعلمهم ؟ هؤلاء المُخططين لم يقتلوا ابنائنا فقط وإنما يقتلون الشعب بأجمعه ويسحقون الوطن باقدامهم الحيوانية الجبانة الشيطانية ذات السُمية القاتلة ، انهم يقتلون كل تاريخ العراق وامجاده وحضارته ، انهم يوجّهون سهامهم الى اصحاب الديانات والأنبياء المدفونين في العراق ، انهم يقتلون بابل ونينوى وبين النهرين . أليس هذا أعلى درجات الطغيان والظلم ؟ هل تعملون من اجل كشف الجُناة ومعاقبتهم بأقصى العقوبات أم تُسجّل الجريمة كسابقاتها ضد مجهول ؟
وختاماً لا ننسى ان القتل هو أخطر من الأمراض التي تفتك بالمجتمعات وعلى المسؤولين محاربة واستئصال كل انواع القتل من اجل حماية الشعب من الأشرار والشياطين وأمراضهم الخطرة . الرحمة لشهدائنا الأبرار والشفاء السريع والعاجل للجرحى الأعزاء ليعودوا سالمين الى مقاعدهم الدراسية ويثأرون بتفوقهم وعلمهم على هؤلاء الخونة الجبناء المجرمين .
مسعود هرمز النوفلي
2/5/2010 


70
الدروس من قصة ابن الملك نبوخذنصر

بعد الدروس التي قرأناها في المقالة السابقة عن قصة نبوخذنصر الملك والتي قُمتُ بطرحها في المقالة الموجودة في موقع عنكاوا على الرابط المذكور في الأسفل ، جاء دور ابنه بلشصر الملك ، هذا الملك الذي تربّع على العرش بعد والده . إذا كانت القصة رمزية أو حقيقية أو ما يرغب بها البعض بالقول انها تمثيلية ، مع كل المعاني للقصة هناك دروس مهمة جداً لأبن نبوخذنصر وأحفاده المفترضين من بعده وخاصة الذين لا يزالون يُؤمنون بنبوخذنصر وأعوانه وفتوحاته التي تتشابه مع بعض الفتوحات التي أدت الى تمزيق العالم آنذاك وتغيير معالمه الرئيسية بعيداً عن الإله الحقيقي .
الأعتراض على مقالةٍ ما حالة صحيّة جداً والتناقض موجود ليس بين الكُتاب أو الأصدقاء فقط وإنما بين الأخوة في نفس العائلة الواحدة والظَهر الواحد ، كأن يكون أحد الأخوة شيوعياً اشتراكياً والثاني رأسمالياً أو قومياً أو احدهما من حزب العمال والثاني من حزب المحافظين وكل واحد يبدي رأيه ويكتب في الصحف عكس ما يُفكّر ويُؤمن بهِ الآخر ، وهنا علينا أن نكتب بحرية وبنوعية وخاصة الكتابات التي تستند الى أسس علمية أو تاريخية أو أبحاث أصيلة ورصينة . القارئ هو الذي يحكم ويُقرر بحسب الوعي والأدراك الذي في عقلهِ عندما يقرأ المنابع الرئيسية للموضوع من مصادرها الأصلية وبدون رتوش وتكحيل . في هذه القصة هناك من يقول بان بلشصر كان ابن بنت نبوخذنصر وليس ابنه!!!
في المقالة السابقة اعترف نبوخذنصر في نهاية العقوبة التي تلَقاها بان الإله الحقيقي هو الرب الوحيد القادر على كل شئ وهو ملك السماء والأرض الذي يستطيع انهاء دور اي ملك أو اية مملكة ، وهو الجبّار الذي ينزل بالمتكبّرين الى الحضيض والهاوية . وبعد ان تم اذلال نبوخذنصر جاء دور ابنه الذي قاد المملكة من بعدهِ ، هذا الأبن بعد أن استلم السلطة بدأ يمشي في الطريق الذي كان يسير به والده ورُبما اكثر ، حيث أمر في احد الأيام باقامة وليمة كبرى لألفٍ من الكبار والوجهاء وبدأ في شُرب الخمر معهم وبعد أن تذوّق الطعم اللذيذ أمر باحضار كل الأواني والكؤوس الذهبية والفضية التي غنمها أبيه من هيكل اورشليم وطلب من الحاضرين وجميع النساء والجواري والمغنيات بالشرب في هذه الكؤوس ، لقد شرب الجميع ومجّدوا الأصنام آلهة الفضة والذهب والحجر والخشب!!!
يقول سفر دانيال في 5 - 5 وبعدها " وفي تلك الساعة ظهرت اصابع يد انسان وكتبت تجاه المصباح على كِلْسِ حائط قصر الملك ، والملك ينظر طرف اليد التي تكتب ، فتغيرت سحنته وأقلقته افكاره ، وانحلّت مفاصله ، وأصطكْت ركبتاه ، ونادى بصوتٍ شديد أن يُدخلوا المجوس والمنجمين والحكماء لتفسير الظاهرة الغريبة  ....". لم يستطِع ولا يقدر أي واحدٍ من قراءة  الكتابة او تفسيرها ....بعدها دخلت الملكة لأنقاذ زوجها ووضّحت له أمر النبي دانيال الذي فيه روح الآلهة القدوسين وهو وحده يستطيع تفسير ما رآهُ من الكتابة على الجدار.
بعد ان جاء دانيال امام الملك قال له بلشصر " إن قدِرْت ان تقرأ الكتابة وتُفسّرها لي تلبس الأرجوان ، وتتقلد طوق ذهب في عنقك ، وتحتل المرتبة الثالثة في المملكة ".
جواب البطل النبي دانيال كان رائعاً وقال للملك " لتكُن عطاياك لك ، وأمنح جوائزك لغيري ، أما تفسير الكتابة فهي كما يلي ":
" ايها الملك العظيم تم منح والدك كل عظمة وجلال وسيطرة ، وبعد ان تكبّر وارتفع أُزيل عنه جلاله وطُرد من بين البشر وسكن مع الحمير وأقتات العشب كالثيران .... وانت يا بلشصر ابنه ، لم يتضع قلبك وترفّعْت على رب السماء وشربت الخمر في آنية الهيكل وسبّحْت آلهة الفضة والنحاس والذهب والخشب والحجر التي لا تُبصر ولا تسمع ولا تعلم ، أما الله الذي يرى جميع طُرقِك فما عظّمْتهُ ولذلك أرسل الله هذه اليد التي تؤكد بان الله احصى ايام مُلكِكَ وأنهاها ... ومملكتِكَ قُسّمت لمادي وفارس . في تلك الليلة تم قتل بلشّصّر ملك البابليين .
الدروس من القصة :
1- لم يتعظ الأبن بما حلّ بوالده وإنما أستمر بنفس الطريق في اقامة الولائم والشرب مع النساء والجاريات الراقصات والمغنيات مُتكبراً امام وجهاء البلد ومتعالياً ودكتاتورياً على الجميع ناكراً الإله الحقيقي ومتمسكاً بالأصنام التي لاتسمع ولا ترى وحالها حال الحجر والطابوق. أليس من الحكمة أن يُفكّر الأبن بما حدث لأبيه ليستفاد من أخطائه ويحافظ على مملكته وعرشهِ؟ هكذا هو الحال الآن وبعد آلاف السنين لا نرغب الأستفادة من عبرات الماضي وكنوز كتابنا العزيز لتغيير طُرق تفكيرنا من اجل استلهام ماهو جديد ومفيد لشعبنا ، بل نحن سائرون بنفس طريقة الأبن غير مُكترثين للوقائع وللأسف نتلقّى النتائج ونستاهل لأننا لا نُميّز الطُرق الصائبة عن غيرها ونتمادى في التعنت والتكبر، والذي يوضّح هذه الحقائق يُتّهَم بانه شتّم أول كلداني على وجه الخليقة واعتزاز البعض بنبوخذنصر الوثني الذي أكل الحشيش ودمّر نفسه ومملكته أقوى عندهم من الأعتزاز بالله ، يا للعجب !!!
2- لقد جدّف الملك على رموز الكؤوس الموجودة في الهيكل وأصر على إهانة معانيها ومغزاها ولهذا اعطى اوامره للشرب فيها ، لقد نسي التاريخ القريب لأبيه وبدأ يشرب في تلك الكؤوس ويُمجّد الآلهة الكاذبة  ورُبما كان يلعَنْ  ويُشتّم الرب في قرارة نفسهِ، لقد أخطأ مرتين الأولى في استخدام الأدوات المقدسة في الملّذات والرقص والكيف ، والثانية في اهانة الرب الحقيقي عند التوجه نحو آلهة الحجر والفضة والخشب والذهب وغيرها . هكذا نحن اليوم بنظرنا الى الماضي وأمجادهِ ننسى التحدث عن المسيح الرب والأقتداء بهِ ونبدأ من جديد بتعظيم الملك الذي أهان وأحتقر نفسه بيدهِ وأصبح لقمة سهلة للعدو الذي أغتصب مملكته وحطّمها ، للأسف ننسى ملكوت الله الحقيقية وننكر اسم الله ونذهب وراء السراب عندما نتغنى بالماضي ، وللأسف سوف لا نصل الى النتيجة ابداً ونحن الآن في خطر ، هل نفهم الدرس أم لا؟
3- خاف الملك من الكتابة التي ظهرت على جدار القصر بالرغم من وجود اكثر من الف مدعو من الكبار وهذا الخوف يدل على الضعف والتوتر والأهتزاز في شخصيته وباعتقادي كانت الكتابة علامة الساعة القوية له والأشارة الرهيبة في انهاء مملكته الى الأبد ، قد يجوز بانه فهمَها واستوعبها  ولذلك تملّكهُ الخوف وبدأ يرجف، لأن الكتابة ظهرت على القصر بالقرب من المصباح اي النور ليقول للجميع هذا هو النور الجديد القادم اليكم ، لقد بلغ السيل الزبى ولا مفر لكم وقد انتهى كل شئ ، يا لها من تعابير عظيمة . فهل نستفاد مما حدث ؟ الذي لا يرغب في الحصول على المعرفة من هكذا قصص سيبقى كما بقي نبوخذنصر يأكل العشب ، الفائز سيكون بالتأكيد الشخص الذي يستفاد من التجارب والحِكم التي آمن بها مليارات البشر عبر التاريخ ولا زال . الكتاب المقدس ليس وليد اليوم ولا البارحة وكل مَنْ يُؤمن بهِ لا يخيب الله ظنهُ ابداً ، اما المتمسك بالكتب الفانية فليكُن له ما يريد وسيكون الندم عظيماً !!!
4- انظروا الى جواب النبي دانيال الذي رفض الأرجوان والذهب والسلطة وقال للملك لتبقى عطاياك لك !!! كم واحد من عندنا يعمل هكذا ؟ لنُفكّر بكل جدية في الأجابة التي لا مثيل لها ولا يُمكن تصديقها من قبل البعض . لم يرغب دانيال أن تتلوث سمعته مهما كانت المغريات ، لقد رفض المجوهرات المعروضة ورفض كذلك بان يكون الشخص الثالث في الحكومة ليأمر وينهي . درساً في منتهى البلاغة والروعة في وقتنا الحاضر الذي نركض وراء الأموال والمناصب والسلطة وكأنها الإله الحقيقي ، فالى متى نصحى ونقتدي بذلك الرجل العظيم البسيط الذي أعطى درسا قاسياً الى الملوك ؟ هل من الحكمة ان نقتدي ونفتخر بالملوك أم بدانيال ؟
5- والدرس الأخير من القصة هو الأنهيار والتمزق الرهيب الكامل في المملكة وتقسيمها بيد المستعمرين نتيجة لأعمال الملك وتصرفاته وهو غير مُصدّق لما يقصّهُ له دانيال وبذلك انتهت مملكته في نفس الليلة التي كان يسكر فيها ويُعربد ويُجدّف على الإله الخالق ويحتقر اسمه الكريم . كان في نشوة السكر والعدو يقتحم القصر من جميع الجهات ، لقد جاءت ساعتك يا تارك الصلاة ، وتم قتل الملك غير مأسوفاً عليه ، وأما حاشيته وأعوانه ابتعدوا عنه وجاءت النتيجة باستحقاق . والآن ليبقى نائماً في سُباتٍ عميق كل من يقتدي بهؤلاء وقد يزعل البعض عندما اقول غير مأسوفاً عليه لأنهم يعتبرونه أحد أجدادهم العظام مُتناسين العلماء الأنبياء العظام الأصليين الذين سطّروا التاريخ وليس هؤلاء الحكام الملوك المغضوب عليهم!!!
مسعود هرمز النوفلي
27/4/2010   
 الرابط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,403568.0.html

 

71
هل نحن عبيد أم أحِباء الرب؟
     في هذا الموضوع يشرح لنا أحد المفسّرين للكتاب المقدس بقولهِ "  ليس من وجه للمقارنة بين العبد والصديق ، فقد يحب السيد عبده ويترفق به ، لكنه لا يسمح له بمشاركته أسراره الخاصة. العبد يتقبل الأوامر الصادرة من سيده ، وليس له حق الحوار بل يلتزم بالتنفيذ ، لا يعرف ما وراء هذه الأوامر من هدف في ذهن سيده ، له أن يطيع طاعة عمياء " ، أتمنى أن نكون أصدقاء مع أي سيّد ومع أي مسؤول وأن يكون لنا اشتراكاً فعلياً في مُناقشة كل قرار يخُصّنا وأن نقوم بتنفيذ ماهو صالح ونافع لأجل المصلحة العليا لشعبنا ، ولكن هل نرغب أن نكون أحراراً أم عبيد ؟ يقول لنا الرب في الأنجيل المقدس :
" أنتم أحبّائي إذا عَمِلتُم بما أوصيكُم بهِ ، أنا لا أدعوكم عبيداً بعد الآن ، لأن العَبدَ لا يعرِفُ ما يَعمَلُ سيّدُهُ ، بل أدعوكُم أحِبّائي ، لأني أخبرتُكُم بكُلِّ ما سمِعتُهُ من أبي ...." " انجيل يوحنا 15 : 14 " .
الجُملة الأولى أعلاه شرطية فيها حِوار واضح بين طرفين ، المقصود بها ، بأن كل من يعمل بوصايا وتعاليم سيدنا يسوع المسيح سيكون حبيباً ومحبوباً عندهُ بمحبة صادقة خالية من الغش ، أما العكس ، فان الذي لا يعمل بالوصايا سيكون غير محبوباً ولا يُمكِن اعتباره حبيب الرب . أنها جُملة منطقية يفهمها الغالبية وخاصة الذين درسوا منطق الرياضيات ، إذا الشرطية يُمكن توضيحها بمثال سهل وبسيط  كأن نقول " أنت تنجح في الأمتحان إذا تقرأ وتجتهد وتدرس جيداً " ، بعبارة اخرى ستكون نفس الجملة صحيحة في حالة النفي كأن نقول " أنت لا تنجح في الأمتحان إذا لاتقرأ ولا تجتهد ولا تدرس جيداً " .
بهذه الكلمات ينقلنا يسوع من الأعمال التي نقوم بها على الأرض الى الوصايا السماوية التي أعطاها لنا ، إذاً الأنسان لا يكون من أحِبّاء الرب إذا لا يعمل بالوصايا الإلهية أي بما يوصيه هو بالذات . فعندما يكون المسيحي من أحِباء الرب ، سيكون صديقاً مُخلصاً لتعاليمه وهذه الصداقة لا يُمكن تجزئتها الى أنواع أو درجات مختلفة من الصداقات فإما نكون أصدقاء حقيقيين ومَحبتنا للرب قوية أو لا تكون ذلك اطلاقاً ، أي لا يوجد بَيْنَ بَيْنْ ، نحن رفاق الرب ومحبتنا له بدرجة قلبية واحدة لا اثنتين ، نلتقي مع الرب في الحزن والفرح ، في العمل والدراسة ، في التخطيط الى المستقبل وتقرير المصير لغدٍ أفضل . عندما نلتقي مع الرب في هذه الخصال عند ذلك تكون خُططنا ناجحة ومُثمرة وتُؤثر في المجتمع ومنها نحصل على ما نُريد بالقوّة الروحية الغير مرئية التي تُساعدنا وتُرشدنا الى الطريق السليم ونصبح أحراراً وليسى عبيداً وننال ما نبتغيه في تقرير مصيرنا وتوحيد صفوفنا وبناء كل المستلزمات الضرورية لحياتنا في الوطن بشراكة تامة مع الجميع . عندما نعمل بارشادات الرب ونصائحه ونعيش ما يعطيه لنا بكل تضحية في الأخلاص والمودّة والتعاون مع القريب بكل ما يرضى به الرب عندئذٍ يعطينا الجزاء على ما نعملهُ وهذا الجزاء سيقودنا الى أن نحب الجميع ونعمل كل ماهو صالح ومفيد وأن نتصرف في أعمالنا وحياتنا بكل الفضائل والحسنات التي تقودنا الى الوحدة والتلاحم المصيري وكسب الآخرين وبهذا تكون قوتنا مُجتمعة مُتكاملة وبدون اكراه أو أجبار وإنما بالأقناع والتآلف والتآزر .
عندما يخبرنا الرب ويَقُصُّ علينا كل ما سمعهُ من الآب ونقبل منهُ ذلك بايمانٍ كامل ، عندئذٍ تمتلئ عقولنا بالذكاء الخارق والمحبة اللامُتناهية والأخلاص للآخر بأقصى درجات الوفاء والتضحية بالغالي والنفيس ، ولكن متى يكون ذلك ؟ سيكون في حالة واحدة فقط إذا نعمل بوصاياه وارشاداته فقط وليس بقوّتنا الشخصية وتحركاتنا ، وهذه تتبع الجُملة الشرطية أيضاً ، أما العكس فسيكون الويل علينا وتأكلنا الحسرات والآهات ونبقى أسرى وعبيد وخَدَمْ مذلولين وخاضعين الى الغير وتكون حريتنا ناقصة وإرادتنا مسلوبة وقراراتنا غير صائبة ولا نتوقع أن نصل في يوم من الأيام الى المرحلة التي نستطيع بها أن نأخذ حقوقنا أو أن يُساعدنا الآخر في نيلها ، إذا لم نَتكرّم على أنفسنا ، لا نترجى الكَرَمْ من غيرنا لنا ، سنبقى مثل الشخص المُعاقب المسجون النادم على أعمالهِ ينتظر الأفراج عنه ليتحرر من سجنهِ ويعمل لحياته من جديد وهو الذي يقوم بتقويم وتصليح مسيرتهِ وقد يدركه الوقت وينتهي !! محبتنا للرب يجب ان تكون بقلوب صافية ونقية وبدون غش وتزلّف ، إذا لا نعمل من أجل تجديد حياتنا فسنبقى عبيداً وحالتنا يُرثى لها وسوف نبقى نتخبط ولا نعرف طريقنا الصحيح وأهدافنا المستقبلية كشعب وكجزء من الكيان العراقي ، لأننا باقين في حالةٍ لا نعلم خُطط وأعمال سيدنا وبذلك ستنطبق علينا الجملتين الثانية والثالثة في أعلى الصفحة أعلاه ، لا يرغب المسيح أن نبقى عبيد وإنما أن ندرك ونعرف ونفهم كل ما يقوم به هو من أجلنا ، ولكنّهُ يُحذّرنا من أنّ الويل سيأتي لنا بالنتيجة التي نستحقها من عدم تنفيذ الجملة الأولى ، وهنا نحن باقين فعلياً نُراوح في مكاننا وحالتنا مثل العبيد لا نستطيع أن نتحرر لنصل الى عالم جديد يُحقق ذواتنا وكياننا الحُر ، عالم الحرية كما نتوقع لا تعطيه لنا أية جهة ، علينا أن نوفّر الحقائق للشعب بأية ريحْ تأتي علينا ، إننا لا نفهم ما يريده الرب من عندنا وكذلك لا نفهم ما يريده الغير من عندنا ، ولِساننا باقي مُقفلاً لا يُحرّكُه القلب مهما اشتدّت نبضاتهِ لأن أعصابنا حينذاك ستبقى مشلولة ومُقيدة وكما يقول المثل يدنا تبقى تحت الحجر!! ومن حَقْ الرب أن يُحرِمنا من كل ما سمِعَهُ من أبيه السماوي لأننا قُمنا بخيانتهِ والأبتعاد عنهُ . والسؤال الآن هو : هل نحن عبيد أم أحرار؟
مسعود هرمز النوفلي
20/4/2010

72
الأخوة الأعزاء  المُحافظين الأمناء على لساننا الجميل ولُغتنا الرائعة المحترمين
تحياتي القلبية لكم جميعاً والى المشرفين والمسؤولين في موقعنا العزيز عنكاوا الساهرين لخدمة الشعب المبارك من الله ، فرحتنا لا توصف بهذا الأنجاز الكبير والعظيم الذي كُنا ننتظره منذ فترة طويلة . الشكر الجزيل لكم ورب المجد يحفظكم بخير وسلام الى الأبد . قبل قليل قُمتُ بفحص كلمات كثيرة وكم سُررتُ بمطابقة الترجمة ولساني عاجزٌ عن التعبير عن الفرحة التي حدثت في البيت مع اولادي الذين يتقنون اللغة قراءة وكتابة.
أرجو قبول أعطر التحيات القلبية وهنيئاً لكم ولنا هذا الأنجاز العلمي والأدبي الأصيل .

73
الدروس من قصة نبوخذنصر الذي أكل العشب كالثور


   يقول الكتاب المقدس بأن الملك نبوخذنصر حلَمَ حلماً ودعى المُفسرين والعرافين لتفسيره ولم يستطِع أي واحدٍ منهُم اعطاء التفسير الصحيح لهُ ، وفي النهاية طلب النبي دانيال لتفسير الحلم. "راجع سفر دانيال الأصحاح الرابع." أتحدث عن القصة والرموز والدروس كما يلي:
باختصار كان الحلم الذي رآه الملك وهو نائم في الفراش يرمز الى وجود شجرة كبيرة وعالية جداً وأغصانها مورقة وأثمارها لا تُعد من كثرتها والبشر يأكلون منها والحيوانات البرية والوحوش تلجأ الى ظلالها وتحتها ، والطيور تبني اعشاشها وتقيم على أغصانها . فجأة جاء ملاكاً نازلاً من السماء وصرخ بصوت ٍ قويٍ " أقطعوا الشجرة وقصّوا أغصانها ، انثروا أوراقها وبدّدوا ثمارها لتهرب منها الطيور والوحوش " ، وقد أمر هذا الملاك بأن يتركوا اصل الجذور في الأرض . بعد ذلك أمر الملاك بربط الملك بالحديد والنحاس وتركهِ في البرية وسط العشب وبين الوحوش وأن يُعطى له قلب وحش الى أن تمر عليه سبع سنين .
تم تفسير الحلم من قبل النبي دانيال كما يلي:
1- الشجرة المرتفعة والعالية جداً ترمز الى الملك نبوخذنصر وقوتهِ وعظمتهِ وسيطرتهِ على أماكن كثيرة من الأرض والبلدان واحتلالها وغزوها وجعلها ضمن امبراطوريتهِ. وكانت هذه الشجرة ملاذاً لعيش الكثيرين من البشر ومأوى الطيور والحيوانات .
2- قطع الشجرة من قبل الملاك يعني الحُكم الصادر من الله على الملك بأن نهايته قد جاءت وأقترب نبوخذنصر من نهاية السلطة والنفوذ التي كان يتمتع بها في العالم  .
3- ليعلم الملك بان المملكة يتحكّم بها الله وليس الأنسان ، ويستطيع اعطائها الى أي شخص عداهُ وهو الذي يُقرّر كل شئ ومملكة نبوخذنصر الأرضية التسلطية القاتلة فانية لا محال .
4- سوف يُطرد الملك الى البرية عقاباً وقصاصاً لهُ ، يأكل العشب مثل البهائم وكما يقول كالثيران ، ويبقى هناك سبع سنوات منفياً هائماً مجنوناً بمخالبهِ وشعرهِ الكثيف وبقلبه الجديد الذي اكتسبه من الحلم وهو قلب وحش وليس قلب انسان .
5- تركْ اصل الشجرة وعدم المساس بهِ يرمز الى ان الملك بعد أن يصل الى الأيمان بان الله هو رب السماوات والأرض سيبقى له المُلك والسلطة الى حين .
6- وأخيراً نصح دانيال الملك بتقديم الصدقات وعمل الخير والرأفة بالبشر وأن يترحّم على المساكين والفقراء ونصحه بالتواضع لكي يصفح الله عن خطاياه  وينال رحمتهُ .
بعد سنة واحدة من الحلم وعندما كان نبوخذنصر يتمشى على شرفة القصر ، جاء الصوت الهادر من السماء  " لك يا نبوخذنصر الملك أقول : زال عنكَ المُلكْ " .
 لقد بدأت الحياة الجديدة للملك المطرود من بين الناس ولجأ الى المكان الآخر البرية حيث يقول الكتاب المقدس " أكل العشب كالثيران ، تبلّل جسمُهُ من ندى السماءِ ، حتى طال شعرهُ كريش النسورِ وأظفاره كمخالِبِ الطيورِ ." هكذا بدأ التغيير الحاسم والتبديل السريع في الملكية والملك.
بعد أن انتهت السنوات السبع عاد العقل والحكمة الى الملك وسبّحَ الله ومجّده واعترف بقرارة نفسهِ بان الله قادر على اذلال المتكبرين والمتسلّطين  وكل من يمشي في طريق الكبرياء والعنجهية والشر مهما كانت جبروتهم وقوّتهم وعناوينهم .
الدروس لنا من الحلم والقصة :
1- كان الملك قد أمر بصنع تمثالاً من الذهب في بابل ، وجمع المسؤولين والعلماء والموظفين وابناء الشعوب المتواجدين هناك لتدشين التمثال وأمرهم بالسجود لهُ عندما يسمعون صوت البوق والناي والرباب وكل من لا يقع ساجداً للصنم يُرمى في أتونِ نارٍ مُتّقّدة . وكما اراد الملك سجد الجميع عند سماعهم الصوت . كان من بين الناس ثلاثة من اليهود الشباب شدرَخْ وميشَخْ وعبدنَغو لم يسجدوا للتمثال وكان الملك قد جعلهم مسؤولين في بابل . اشتكى على هؤلاء بعض السكان عند الملك ، عندها غضب وأمر بجلبهم اليه وبعد ان حضروا ، امرهم مرة اخرى للسجود بعد سماع صوت البوق وإلا ستكون العقوبة قاسية وفعلاً لم يسجد الشبان الثلاثة للتمثال وبعدها امر الملك بأن يُحمى الأتون سبعة أضعاف ويُلقى فيه الشبان والقصة معروفة كيف خلّصهم الله. لقد حلِمَ الملك بعد هذه الحادثة ليرى الفرق بين ماكان يُخطط له وبين المصائب التي تأتي اليه نتيجة اعماله وعدم ايمانه وتفكيره المتعالي على البشر .
الدرس لنا : أن لا نُفكّر بالتكبّر والتعالي والقدرات العددية والكلامية لأن ذلك سيقودنا حتماً الى الفشل والضياع والتجزئة والأضمحلال والمصائب المختلفة من حيث لاندري بالرغم من الخطط والحِيَل التي نتقنها حتى لو كانت بفنون كما حدث الى نبوخذنصر. لقد اعطى الملك اوامر قاسية ضد الشبان الأبرياء لعدم اطاعتهم لهُ ، أي ان ما كان يَهمّه هو تنفيذ الأوامر التي أصدرها الملك وعدم العصيان عليه والسبب هو التمسك بالسلطة والقوة بعيدا عن السجود للصنم او غيره . لقد تحدى الملك الشُبان وإلهَهُم وفي نفس الوقت هؤلاء تحدوا الملك بإلهَهُم وعرفوا بأنه سوف يُخلّصهم من الموت المُحقق ، وقد خَلصوا فعلاً . هل نحن نُفكّر بالخلاص بقوّة الله أم بقوتنا ؟ الجواب لكم .
2- عندما نعود الى القصة نرى ان الملك استدعى المُنجمين والسحرة والكلدانيين والمجوس لتفسير الحلم ولم يستطيعوا ذلك ، وبعدها طلب من دانيال التفسير. علماً بان الملك أقرّ باّن دانيال النبي فيه روح الآلهة القدوسين .
الدرس لنا : كان يعرف الملك جيدا ان دانيال هو نبي وإلههُ هو الأقوى والصحيح والحق ،  وفيه روح هذا الإله القدوس ولكن لم يطلبه اولاً لأنه ما كان مؤمناً بهِ أبداً . هكذا نحن نرى ونعلم جيداً أن الكتاب المقدس عندنا وكلمة الحياة والطريق والحق امامنا ولا نطلُبها ، بل العكس نطلب الأرضيات والمال والسلطة ونتغاضى النظر عن طلب طُرق الرب ، فكيف نُريد أن يُساعدنا ويُنجّح خُططنا ؟ عمانوئيل معنا وبيننا ولكننا نبتعد عنه ولا نلجأ اليه وأحياناً ننكرهُ ، نذهب وراء التفسيرات الخاطئة والتأويلات الملتوية لأثبات نظرياتنا الغير صحيحة ، نُحاول أن نبني الخطأ على الخطأ وبواسطة الخطأ لتتراكم الأخطاء . حقاً انها المأساة التي تُمزّقنا من حيث لا ندري.
3- لقد أصبح الملك بعيدا عن المجتمع الأنساني وتحوّل الى شخصية غريبة ، قلبه بائساً مثل المجنون ، متمثلاً بالحيوان في تصرفاته واعمالهِ وعاش في البرية و الغابة بين الوحوش والحيوانات المتنوعة يأكل مثلهم ويتصرف بطبائعهم !!.
الدرس لنا: عندما نبتعد عن التعاليم السماوية ونتوعّد هذا وذاك ونتكلم بما لا يريده الخالق الذي خلقنا على صورته ومثاله سوف نصل الى المراحل التي ينزل بها الصوت من السماء عبر ملاكٍ خاص ليقول لنا انتم أيها البشر انتهى دوركم وسوف لا تقوم لكم قيامة بعد اليوم وكل ما بنيتموه حتى لو صعدت ابراجه الى السماء فانه سَيُقطع ويتهدم ويتفتت ويصبح في خبر كان . الله لا يريد من الحاكم ان يكون دكتاتوري وسُلطوي ومتعجرف ، بل يريده كخادم للجميع ومُساعد للكُل . جاءت المصائب على نبوخذنصر لأستخدامه السلطة بصورة فوضوية تسلطية ومصلحية وعندما كبُرت شجرته تمرد على المجتمع وأساء لكل المقدسات وأستهزأ بإله الشبان الثلاثة ، وهنا جاء تدخّل الله سريعاً لقلع شجرتهِ من بين الناس ليتحول الى حيوانٍ في الغابة . التأديب واضح لكل من لا يتعظ بهذه الأمثال والقصص الرمزية الرائعة.
4- يقول احد المُفسرين للكتاب المقدس بان الله لم يسحب الأمبراطورية من نبوخذنصر فقط وإنما سحب شخصيته البشرية الأنسانية أيضاً وجعله بشكل حيوان لأنه لا يستحق ان يعيش مثل البشر وذلك نتيجةً لأعماله في القتل والتسلط والسيطرة بالقوة على الآخرين وتدمير بلدانهم. وهذا هو درساً رمزياً آخر لنا حتى ننتبه ولا نتعالى على الآخرين لا بالأعمال ولا بالكلام لأن الله قادر على تحويل كل من لا يفهم المغزى الى تراب ورماد والى لاشئ فجأةً .
5- المثل يقول من ارتفع وقع ومن أتضع أرتفع ، هكذا كانت الحال عند الملك حيث بدأ يتكبر ويستعمر ويبني لنفسِهِ وزوجتهِ القصور والجنائن وعندما كان يتمشى فوق القصر ذات مرة جاء الصوت الصارخ لأزالتهِ ووضعه في اسفل كل الأبنية وليس القصور فقط ، ذلك الصوت الذي اخبره بانه سيبقى مثل الحيوان يأكل الحشيش والتبن والأوراق الساقطة والذابلة ، أين كان نبوخذنصر وأين أصبح ؟!! الله القدير العظيم حَولّهُ الى لا شئ . بسبب اعماله وتصرفاته اللاإخلاقية ، جاءت له كل الكوارث لتُنهي مملكتهُ وامبراطوريته التي كان يغزو بها الدنيا ويتباهى بعظمتها واتساعها وجبروتها .
درسنا هنا ، هو ان العصيان الى اوامر الله يقودنا الى الهاوية وقد نصبح مثل نبوخذنصر نأخذ اجساد الحيوانات ولا نشبع حتى من العشب وقد لا يطيح في ايدينا الحشيش والماء ، تفكيرنا في المال والكراسي والتسلّط قد انتهى زمانه وولّى ولم يرجع ، علينا التفكير الآن بما يخدم شعبنا المسكين المتألم الواحد بغض النظر عن الأسم الأمبراطوري والتعالي والصعود الى القصور المُعلّقة . حتى لو تحقق لنا فجأة كل ما نحلم بهِ مثل ما تحقق الى نبوخذنصر فان سقوطه سيكون مُدوياً وقاسياً ولا نستطيع ان نتحملّه ابداً وعندها لا نلوم إلا أنفسنا. الأمثلة كثيرة أين أصبح هتلر ونابليون وعبد الناصر وغيرهم؟ هل نرتفع ونتعالى أم نعمل بتواضع ورأفة ومحبة القريب؟
6- يقول احد المُفسرين بان الملك اصبح مجنوناً وفي النهاية أستدرك قوة الله الحقيقية وتاب عن كل ماعمله وأعترف بوجود الله الحقيقي وهكذا نحن قد يأتينا التأديب ونعود لنصحى ، واحياناً لا نصحى ونبقى مُتمسكين بكل الخُطط الفاشلة التي تقودنا الى الجحيم وأحياناً يُصاحبنا العناد والتكبر وعدم الأعتراف بالحقائق والوقائع ونبقى في الوهم والأوهام ولا نتغير بالرغم من اننا نرى بوضوح اعمال الله فينا ونبقى اسيري الفكر الجامد الذي يعود الى العصور الحجرية والعجيب من ذلك لا نتغير ولا نتبدل بل نبقى نسير نحو الأتعس وبعنجهية أكبر .
الدرس لنا ، هو أن نُفكّر بالتغيير في دواخلنا ولا نلجأ الى التبريرات ، لأن الصورة واضحة امامنا وقد حَكَمَ شعبنا وحُكمهُ تنبيه واضح لنا للتغيير وليس للتمسك بالتقاليد العمياء وكل من يرغب النظر الى الماضي السحيق سوف يجني الثمار مثل ما جنى نبوخذنصر . من حق أي انسان أن يسأل : هل من المعقول أن يأتي رجل دين ويتكلم عن مُنجزات الملك الذي أكل العشب وأصبح مثل الحيوان لنقتدي بهِ ؟ هل من الطبيعي أن يأتي مسؤول علماني ويعطينا التبريرات للسير في طريق ذالك الملك الذي استحق اكبر عقوبة إلهية في التاريخ بعد ان كان رأسه يصل الى السماء ؟ هل من الأنصاف ان نقتدي بالملك الذي أمر برمي الشبان المؤمنين في أتون نارٍ إرضاءً لفكرهِ وأصنامهِ ؟ حتى النبي دانيال تم القائه في جُب الأسود ولم يخلص إلا بقوة الله الحي ، الى متى نصحى ونلتزم بالرب الإله الحقيقي الذي هو الطريق والحق والحياة ؟ لنقول نحن سورايي ، نختار اسمنا الذي جاء بهِ رُسلنا الأطهار عند نشر الأيمان . الذي يهمّهُ الأيمان سيعرف كيف يتصرف ويختار والذي تكون عيونهُ مُغطاة سيبقى الى الأبد يأكل العشب مثل ما أكل نبوخذنصر والله الساتر الرحيم  ، قد تكون سبعة أو مضاعفات السبعة من السنوات العجاف المملوءة آهات وويلات. لا نتمنى أن يصل أي واحد من ابناء شعبنا الى الحالة التي حدثت الى الملك البابلي التاريخي نبوخذنصر ، والله أعلم .
لنطلب رحمة الله في كل شئ حتى لا ننجرف وتنزلق ارجلنا وننسى ايماننا والله الموفق .
مسعود هرمز النوفلي
9/4/2010
 




74
العمل الجماعي مطلوب بين زوعا والمجلس الشعبي

انطلق في هذه المقالة من الخبرات التي صادفتني في الحياة مقدماً للأخوة الأعزاء في الحركة الديمقراطية الآشورية والمجلس الشعبي بعض النقاط التي أراها ذات فائدة للمسيرة القادمة من حياة شعبنا .
كما نعلم جميعاً بان هناك محاولات من قبل البعض بتهجير واقصاء كل ماهو مسيحي من ارض الرافدين ومسح اسم الشعب الكلدو آشور سريان من الوجود ، وبما أنّه أنتم الآن الممثلين عن شعبنا الذي انتخبكم وأعطى ثقتهِ بكم فعليكم تقع مهمات ضخمة وشاملة وعليكم تقع مسؤولية المواجهة والمجابهة ، وبعملكم المخلص وهدفكم الموحد تأتيكم القوة الحقيقية الخارقة التي بواستطها تستطيعون التغلب على كل العوائق التي ستصادفكم في العمل وخارج العمل . باعتقادي هناك اسس للقاعدة المتينة التي ستتحركون منها للعمل المثمر بثباتٍ وايمان بعون الله اقترحها لكم ومن هذه الأسس :
1- عملكم هو رسالة ويتطلب ذلك تمازج الآراء المختلفة كما تتمازج الألوان مع بعضها من أجل الوصول الى النتائج المهمة المفيدة والمصيرية التي ينتظرها الشعب منكم بفارغ الصبر. الوقت صعب لكم ولا يعطيكم مجال للمناورة وفرض الرأي والتنافس فيما بينكم وإنما بالتعاون الأخوي والمحبة يداً بيد كفريقٍ واحد وبقلبٍ واحد تستطيعون عمل المستحيل وبناء كل ما يصبو اليه شعبكم.
2- أهدافكم يجب أن تكون واضحة للجميع من اجل الوصول الى الغايات المرجوّة المنشودة بتحمل المسؤولية ومُساندة الآخر وتوضيح الفكرة بدون اللجوء الى الشد والضغط لأنكم أعضاءاً في جسمٍ واحدٍ فإن تألم الواحد سيتألم الآخر وإن نجح الواحد منكم فان النجاح سيكون حليفاً للجميع .
3- عليكم العمل بالأيمان الحقيقي الذي لا يتزعزع بالأهداف الواجب الوصول اليها وبهذا سوف يكون اخلاصكم وتفانيكم بالعمل مُنصباً بأجمعهِ من أجل ما يطمح له الشعب الذي اختاركم في تقرير مصيره. ان وعيكم والتزاماتكم المستمرة سيُعبران عن مدى ايمانكم وحُبكُم لتقديم أفضل الخدمات على السكة الصحيحة لمستقبل اخوتكم .
4- تصرفاتكم وقراراتكم يجب ان تكون جماعية لا فردية وأن تكونوا مُتحمسين في نقل الفكرة الواحدة بقوة وبدون تردد . عندما تكونوا متكاتفين فانكم ستصبحون قدوة مثالية لوحدة الشعب وقادته الآخرين في جميع المستويات . أما إذا تتحدثون بصورة عشوائية وفردية وبأتجاهات متعددة فانكم ستخسرون وتتبعثر آمالكم وجهودكم ولا تصلون الى النتائج المرجوّة منكم .
5- كونوا بهمّة عالية وكما يقول المثل الجود في النفس غاية الجودِ . من اجل مستقبل شعبكم يجب ان يهون عليكم التعب والمال والمصاعب . لا تسمحوا للفساد والغش في صفوفكم وليكن شعاركم التضحية والخدمة من اجل شعبكم الذي يستحق ذلك .
6- عليكم باختيار واحداً من بينكم ليكون قائداً ومُنسقاً للمجموعة بحيث يكون صبوراً وفاهماً ومتحمساً وذو مهارات شخصية قوية وله المقدرة على التوجيه ووضع الخطط . هذا القائد سيكون له الشرف في قيادتكم والسهر من اجلكم ومن أجل مصالح شعبكم العليا. هذا القائد سيكون مسؤولاً أمامكم وأمام الشعب في تنفيذ ما ينقله منكُم ولكم.
7- التمسك بالأيمان المسيحي والكتاب المقدس وأن تكونوا قريبين مع البعض دائما بمحبة عالية ولا تسمحوا للغريب ان ينال منكم ولا للثغرات فيما بينكم . يجب ان يُساعد كل منكم الآخر عند التحدث بصراحة وبدون تكتم أو تأجيل أو تهجم أو انتقاص وإنما بالكلام المُهذّب والمُتفتح من اجل الوصول الى التفاعل والشراكة التامة والقرار الصائب والدقيق .
8- الأبتعاد عن كلام المفسدين والمخربين وممزقين الشعب والقومية ومجابهتم برأي واحد وبدون تصادم لأنكم الآن الممثلين الحقيقيين امام السلطة . انتم تُحدّدون كل ما يفيد عملكم ومسيرتكم وانتم تعرفون نقاط القوة ونقاط الضعف ، ومنها تستطيعون وضع نوعية وطبيعة العلاقات مع الآخرين بحسب مبادئكم.
9- انكم عندما تعملون مع مختلف الطوائف في البرلمان عليكم احترام آراء الآخرين ومحاولة كسبهم الى افكاركم والتأثير بالأيجاب على اصواتهم وجعلها لصالحكم في القرارات المصيرية . وأن تكون اساليب العمل في البرلمان نابعة من التصويت الناجح المتماسك بقلب واحدٍ ورأيٍ واحدٍ وهو الذي يُمثل جميعكم.
10- تبادل الآراء والمناقشات الجانبية مع الآخرين مهمة جدا في كسبهم للتصويت معكم . وهذا يأتي بالتخطيط والمراقبة والتنسيق وتحديد العلاقات مع الجهات الأخرى والتجمعات السياسية المؤثرة في صُنع القرارات.
11- التفاهم بين الأخوة وحل المشاكل الناتجة بسرعة وبالتراضي والمحبة ، ولا ننسى أن نجاحا صغيرا قد ياتي بتوافق الآراء وعدم التعنت والتكبر وتحليل كل صغيرة وكبيرة . عليكم تقييم العمل بين فترة واخرى وتقييم التفاعل بينكم وما تم تحقيقه وما لم يتم تحقيقه ، ودراسة الأسباب بصورة موضوعية لتلافي كل مشكلة حتى وإن كانت صغيرة ولا تُذكر .
12- محاولة التقليل من نقاط الضعف وزيادة نسبة الأتفاق الجماعي بينكم كي يكون دائماً نحو الاحسن والافضل ، وعدم التمرد والعصيان والنفورمن القرارات وكل شئ ياتي بالمناقشة .
13- المحاسبة والنقد تفيدان وتعطيان القوة وعدم التقصير في التشخيص والتحليل لأن ذلك يضيف آراءً مهمة لمحصلة القوة التي يجب ان تصبح باياديكم.
14- وأخيراً عليكم بالطاعة لبعضكم ، كالعائلة الواحدة باستخدام المرونة وعدم التسرع والأنضباط من أجل العمل بين الشعب والتأثير به وكسبهِ لأنه الأساس القوي والداعم لكم وهو المرجع الأول والأخير لتطلعاتكم المستقبلية. عليكم بالعمل الجماعي الضروري الذي يبني البيت والذي بواسطته تصلون الى اهدافكم المقصودة . ولا تعتبرون اخوتكم الآخرين الذين لم يحالفهم الحظ بالفوز غائبين عنكم ، وإنما هُم عُمقكم الأستراتيجي وسنداً قوياً لظهركم في السراء والضراء ، مُشاورتهم واجب والأستمتاع بارائهم فضيلة ودعم لخططكم ، لتكونوا باتم اوجه الكمال . بين الأخوة الآخرين من غير قوائمكم مُناضلين أقوياء وأشداء ومُجربين في المحن ولهم قواعدهم الشعبية التي لا يستطيع أي انسان التغاضي عنها ، ليس من الأنصاف تركهم وعدم استشارتهم وإنما الفخر سيعود عليكم إذا تتشاورون معهم وخاصة في الأمور المصيرية التي تهم الجميع إن كانوا فائزين أو لا .
ليكن الرب معكم وهو يحفظكم ويُنير الطريق امامكم ويُسدد خُطاكم وشكرا لكم .
مسعود هرمز النوفلي
1/4/2010

75
الجديد القديم لا يلتقيان في تراث أكيتو

لقد استطاع الأنسان في القرنين الأخيرين من حياة البشرية عمل المُعجزات ، مثل اكتشاف الفضاء والأتصالات ومعرفة خفايا أعماق الأرض وأبعاد السماء عدا التقنيات الحربية وعلم الذرة والجينات التي لا توصف . بدأت الحياة الجديدة للأنسان بمُميزات تختلف كُلياً عن كل ماهو قديم أو عتيق ، وعند التفكير والتحليل نلاحظ إستحالة المُقارنة بين ما كان قبل ألف سنة مثلاً وبين الآن فكيف إذا أصبحت المقارنة بين سبعة آلاف سنة وبين ما نراه الآن ؟ لهذا علينا باعتقادي التفكير بما هو جديد لخدمة حياتنا ومستقبلنا ومستقبل أجيالنا اللاحقة لنصل الى كل ماهو جديد وأجدد من الذي نلمسهُ هذه الأيام .
سقتُ هذه المقدمة وأنا أرى إخوتي الأعزاء ينبشون بين طيات الماضي وفي أعماق التاريخ والأرض عن كل ماهو قديم ليجعلوه لنا اكتشافاً جديداً لدُرّة جديدة وكنزٍ ثمين لا يوصف وكأنه استكشافاً جديداً وبحثاً علمياً أصيلاً من البحوث العلمية النادرة كما اكتشف البعض الفضاء ناسين أن الجديد إذا وضعناه في صناديق من أغلفة قديمة سوف يُشَقِقها لأن أوعية الأغلفة القديمة لا تتحمل الجديدة حيث انها تتشقق وتتكسر سوية وينتهي القديم والجديد في آنٍ واحد وتذبل وتضمحل مثل أوراق الخريف المتساقطة التي تدوسها الأقدام . أما إذا وضعنا الجديد في صناديق وقوالب جديدة ومن أغلفة جديدة فاننا بذلك سنحافظ عليها ولا يُمكن أن تتشقق أبداً وستكون مسألة الحفاظ على الجديد في الشكل الجديد للوعاء الجديد طبيعية ومضمونة . من الجميل جدا أن نُحافظ على تاريخ اجدادنا ونتذكره كعلامة حيّة للأجيال اللاحقة ، وان نكتب بحروف كبيرة كيف كان ذالك الوقت وكيف كانت تعيش الأجيال القديمة وتحتفل وتتكاثر وتؤمن وتعبُد وتُغني وترقص ولكن ليس من الحكمة باعتقادي ان نقوم ونُقلّد ما كان يقومون بهِ من المراسيم والعادات لأن في كل زمان هناك مُعطيات تتبدل وتتغيير بحسب سِنّة وطبيعة الحياة المتطورة الغير جامدة. هل من الحكمة أن نذهب لنعيش في الأكواخ والخيم ؟ هل من المعقول أن نخزن الجبن في القارورة في الماء والملح ونضعها في السرداب ونأكل منها مع الدود الأبيض بعد أن ينخرها أم نضعها في المجمدة أو الثلاجة ؟ وهكذا بالنسبة الى اللحوم والملابس والكتابة بالقلم وليس بالريش ووو.... الكثير.
لقد تطورت حياة الأنسان من السكن في العراء و الخيام الى السكن في الأكواخ والبيوت والقصور ، واستخدم الأنسان عقله ليتمكن من التغلب على المشاكل الصحية والطبية لكي يُنقذ نفسه ويُطيل عمرهُ وهكذا استطاع أن يعتني بنوعية غذاءه ومأكله من الصيد والحراثة الى التربية وصناعة الغذاء والتبريد والتجميد للطعام لكي يقوم بخزنه والأستفادة منه وقت الضيق واستمرت الحياة في التطور في كل المجالات الأخرى في الصناعة والزراعة والمواصلات والأتصالات وحتى اللاهوت و و و ... وبقيت المفاجأة الوحيدة هي أن يتطور فكر الأنسان ليستطيع معرفة عدد الآلهة وأجناسها عبر التاريخ !! وعادات كل إله في فترات التنصيب والجلوس ووضع التاج على الصنم !! ومن ثم العودة الى الحياة الشخصية لكل نوع من انواع الآلهة وعدد زوجات كل إله من اجل الوصول الى الذرية والنسل الخاص بكل إله!! لأن ذلك يدعونا للتعرف على سلوكياتهم وطريقة عيشهم ومأكولاتهم ومشروباتهم والملابس التي كانوا يرتدونها لكي نفتح معامل لصناعة المنسوجات التراثية والأواني الفخارية التي كانوا يخزنون بها النبيذ بدلاً من الأواني الحالية والثلاجات والمجمدات وهكذا أن نعود الى فترة التحنيط وابقاء الميت اربعين يوماً !! كُلّها أنواع من كنوز جديدة لم يتم اكتشافها لحد هذا اليوم !! ولو ارغب في الكتابة سيكون بوسعي ان ادرج آلاف الخفايا التراثية المخفية عند الكل والموجودة في بطون مكتبات ومتاحف لندن وباريس وبيروت !!
أخذتُ مثال الخمر الجديد الذي يضعه الأنسان في الجلد العتيق الذي لا يتحملهُ ويتلف الخمر والأوعية معاً ( أنجيل مرقس 2 : 22 ) . حياة المسيحيين أصبحت العوبة تتقاذفها الآراء في اكتشاف المعاني المُدبلجة للفكر القومي الشامل. البعض يقومون بتسلية انفسهم في امور اسطورية تبنتها الوثنية بالتوازي مع عبادة الأصنام والأوقات الخاصة في الجاهلية ، ملاحم الآلهة أصبحت للبعض نبراساً في قرن الأنترنيت والذرة ليعلنوا لن أكيتاً جديداً وكأنهم أكتشفوا جُرماً سماوياً فريداً وإلهاً عشتارياً بابلياً كان ضائعاً ليبزغ نوره للبشرية في كتابٍ مًقدسٍ جديدٍ ، فجأة تزلزلت الأرض ومعها الطبيعة الخلاقة لتُعلن لنا كلكامش القرن الذي كان مُختفياً وراء التلال والجبال غائصاً في الوديان والمستنقعات ، انها المحبة العارمة بالدفئ وراء الأساطير وأعياد الربيع وايام عيد الكذب . أنها ايام حساب عدد الآلهة القديمة وعاداتهم في الزواج والتناسل والخصوبة والذكورة وتقديم القرابين الممزوجة بالخمر .
يشبه مثالنا هذا لما يُخطط لنا البعض من الأخوة الأفاضل من احتفالات جديدة لوضعها في أوعية أكيتو القديمة والتي نخاف منها أن يصل المسيحي العراقي الى الحالة التي ينكر فيها القديم والجديد معاً نتيجة التناقض الكبير بين المفهومين وعندئذٍ نصل الى حالة اليأس وننسلخ عن كل تراثنا وكنائسنا وايماننا المسيحي المشرقي ونكفر بماضينا ونبقى نُغني بأكيتو بدلاً من رأس السنة الميلادية . من المحتمل أن تصل الدعوات في المستقبل عند البعض في نهاية المطاف الى الأنكار والقضاء على كل ماهو إرثاً مسيحياً موروثاً لنا حيث لا نستبعد أن يأتي أحداً ويقول لنا بأن إله بابل أصبح لنا الطريق والحق والحياة بدلاً من الهكُم يسوع والله يكون في عون المؤمنين.
السؤال لكم ايها الأخوة أليس من الواجب عليكُم أن ترسموا صورة إله أكيتو الذي أخترع لنا اول تاريخ للبشرية ليتبارك به الناس ويطلبون المغفرة منه بدلاً من رب العالمين !! انه ملك الملوك الشاهنشاه العظيم المُفدّى واضع ومخترع أكيتو!! ، كيف ننسى ذلك الملك المُبجّل المفتول العضلات مُخترع أكيتو ؟ أنه بالتأكيد أسمى وأفضل مما وضعه ورسمهُ وقرّرهُ .
 كل أكيتو والجميع بخير وسلام آمين يا رب العالمين . وأخيراً نقول للأخوة اثبتوا لنا كيف سيتزاوج القديم والجديد في تراث اكيتو ؟ وهل يلتقيان معاً أم يتصارعان ؟ الله أعلم . لنطلب وندعو من الرب ان يكون اكيتو جامع شملنا ومنقذ خطواتنا وباني أمجاد وحدتنا وموحد اسمنا القومي والكنسي  وشعار احزابنا!!! ولله في خلقه شجون وتعيشون وتسلمون .
مسعود هرمز النوفلي
27/3/2010


76
أسعدتني البُشرى يا أستاذي الدكتور المحترم
اخي العزيز الأستاذ الفاضل الدكتور ليون برخو المحترم
جزيل الشكر والتقدير لشهادتكم الغالية عني وقد أسعدتني البشرى يا أستاذي العزيز ، هذه البشرى التي لا تُقدّر بثمن ويعجزُ اللسان عن وصفها وهي صادرة من عالم في ارقى الجامعات ، هذه الشهادة التي تعطيها أنت تُعتبر بالبحث العلمي التقييم الأصيل الذي لا يستطيع أي كاتب آخر اعطاءها مهما كتب من كلمات عن المُقابل إذا لم يكُن علمياً كعضو هيئة تدريسية وله حق الأشراف والبحث والمناقشة . حتى لو تكلّم مليون شخص وليس لهم حق التقييم والتوقيع فأن شهادتك الواحدة هي أكثر من كل ما يكتبوه جميعاً والف الف شكر مرة اخرى ورب المجد يحفظكم . حياك الله يا طويل العمر في بُشرى الحق والحقيقة.
أستاذنا الحبيب
لقد جاء سيدنا يسوع المسيح وعمل المعجزات للشعب وآمن الكثيرين بهِ وأصبحوا تلاميذه ونشروا مبادئه بفرحٍ وسرور حتى الأستشهاد وفي المقابل كانت هناك مجموعة قليلة من نفس الشعب رفضتهُ وحاكمتهُ وصلبتهُ ولكن في النهاية كان النصر الحقيقي للحق والطريق والحياة ، وشكرا للمواقف الرجولية. ان بعض الأخوة تشبه حالتهم ذلك المعلم الذي ينظر الى ورقة امتحان الطالب بعد الأجابة وعندما يكتشف بأن الورقة فيها تصحيح ومسح وفيها الجواب الصحيح امامه ويستحق الدرجة الكاملة ينزعج !! ، احياناً هذا المعلم يرغب في اعطاء الدرجة على ما هو ممسوح وليس على ماهو منقوش على الورقة وواضح أمامهُ لغاية في نفسِ يعقوب كما يقول المثل ، من ذلك تأتي امور كثيرة يعرفوها هُم قبل غيرهم .
لا أنسى موقفكم الأخوي الأصيل ما دُمتُ حياً ، ولا أستحق ما ذكرته وكتبته من كلمات مُضيئة لنا والى بعض اخوتنا ، إن فهموا ما تقوله لهم ، الف مليون شكر لموقفكم النبيل تجاه أخيك الذي يكِنُّ لكم كل المحبة والتقدير وبدون سابق معرفة إلا من خلال الكتابات التي تهُمنا جميعاً . لآ استطيع أن اجازيكم أبداً ولكن نطلب من ربنا يسوع المسيح ان يُجازيكم بدلاً عني ويحفظكم بخير وسلام الى الأبد وأن يُوفقكم في الحياة لخير شعبنا الكلداني السرياني الآشوري المتألم الصابر وكنيستنا المشرقية الواحدة . تقبلوا فائق الأحترام وتحياتي الحارة لكم. للأطلاع أيضاً ،
لقد تم الأعلان في موقع عنكاوا على الرابط التالي مع الشكر وكما يلي:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=397601.0



77
جائزة ثمينة لمن يستطع ان يبرهن نظرية النسب الكلداني/الآشوري
 
ما دفعني لعرض جائزة ثمينة لكل من يستطيع أن يبرهن أنه من نسل كلدو أو آشور هو التراشق الاعلامي الذي تشهده المواقع الإلكترونية، هذا التراشق المؤطر بخلفيات تاريخية مشكوك بصحتها والمشحون بعواطف جياشة دون المقدرة على تقديم أي دليل علمي يركن إليه المتلقي المثقف. فكيف بالسذج من ابناء شعبنا المسيحي الذين ما ورثوا عن آبائهم واجدادهم في القرون ما بعد الميلاد سوى الصخرة التي بنى بطرس كنيسة المسيح عليها؟ إنه لأمر محزن أن يصرف مثقفونا وقتا ثمينا على إعادة عقارب الساعة إلى ما قبل الميلاد في محاولة لإعادة كتابة التاريخ بعد الآف السنين بالطريقة التي تشتهيها قلوبهم، غير مبالين بالنتائج الوخيمة المترتبة على جمع شملنا. العكس هو بالضبط ما يحصل لتجمعات شعبنا، داخل الوطن أو خارجه، بحيث أصبحنا ألعوبة سياسية وإثنية بيد الآخرين تارة، واضحوكة تارة أخرى. تشتتنا لأننا بدأنا نبكي على الاطلال التي لم نتفيأ بظلها يوما، وبتنا لا نعرف كيفية التعامل مع حاضرنا الذي هو خير مؤشر لمستقبل اطفالنا. ارحمونا بأقلامكم، الله يرحمكم، ومن كان لديه الجرأة على تقديم أي دليل علمي يفيد بأنني حفيد نبوخذنصر أو آشور أو غيرهم من آلهة العصور البابلية والآشورية، فله أرض أهبها له في ضيعتي مجانا.

78
بصراحة يا اخوَتنا الكلدان

      انظروا ايها الأخوة الى نتائج الأنتخابات التي من خلالها اكتشف المسيحيين الطريق الذي عليهم السير فيه ، لقد ظنّ الكثيرين بانهم يعملون من اجل الشعب وحسناً فعلوا علناً لأن شعبهم اكتشف الخُطط التي جاءوا بها لتقسيم الشعب الواحد الى شعوب والأمة الواحدة الى أُمَمْ مُتناسين بأن السورايي (المسيحيين) لا يتنازلون عن اسمهم الحقيقي ولا ينخدعون بالعواطف والأسماء البراقة التي أكل عليها الدهر وشرب ، تلك الأسماء التي كان اصحابها يلقون الأنبياء والمؤمنين بالله في أتون النار وفي جُبَبْ الأسود كما يذكرها لنا التاريخ.
كيف يقبل الشعب بكل ماجاءوا بهِ من الخُطط ؟ الشعب أعطى قرارهُ بكل صراحة وبكل محبة وفي جميع مُدن العالم ، المطلوب الآن تقييم كل واحدٍ لنفسِهِ عن كل ما قام بهِ وكتبَ من اتهامات للآخرين لكي يتعلّم من أخطاءِهِ حتى لا يبقى أسير الفكر الجامد في التكرار ، لقد أستهزأ البعض وأطلقوا العيارات النارية العشوائية يميناً ويساراً على كل من ينتخب غير الكلدان وكانت هذه الفكرة باعتقادي غير موفقة ابداً بالأضافة الى التهجم الواضح والغير مُبرر على القيادات الكنسية من قبل المسؤولين الكلدان واسباب اخرى كثيرة يعرفها الأخوة بأفضل مما نكتبه نحن . للأمانة التاريخية وبصراحة يا اخوتنا الكلدان يجب أن نكتب ما كان يتفوّه بهِ اخوتكم وعلى ألسنة البعض من مؤسسي الأتحاد الكلداني من كلمات غير لائقة بحق إخوتهم الآخرين ولكن هناك مثل يقوله بعض الأخوة "عفا الله عما سَلَفْ" .
ماذا حصدتّم أيها الأخوة من أحاديثكُم الهجومية على أبناء جلدتكُم ؟ أنا شخصياً كتبت في المواقع بأنكم تخسرون الشعب بتصرفاتكم وكلماتكُم الغير لائقة للنيل من إخوتكُم وكتبَ آخرين لكُم لكي تنتبهوا على أوضاعكم في عباراتكم العنيفة لأنكم سوف تحصدون منها نتائج عكسية وغير مُرضية وهذا ما حدث فعلاً . لنُحاسب أنفُسنا لأن ما حصدناه هو بالضبط ناتجٌ من البذور التي بذرتموها في الأرض ولكم فرصة اخرى بعد اربع سنوات أخرى والله يوفق الجميع.
هل سيبقى البعض منكم أسرى لأفكارهِ ليقول الى المجلس الشعبي " المجلس الآشوري الآشوري الآشوري " بعد هذا اليوم ؟ هل قام المجلس الشعبي أو زوعا بتأجير الناس وتعيينهم حُرّاس في جميع بقاع الدنيا وفي مختلف القارات في العالم ؟ أتقوا الله إذا تُؤمنون بهِ وتكّلموا الصراحة .
هل سيقول البعض منكم الآن للكلداني الذي أعطى صوته الى القوائم الأخرى عدا الكلدانية بأنه متأشور وخائن وناكر حليبه وعميل وعبد ؟ ام سيعترف هذا البعض بقوّة الأصوات التي نالها منكم المجلس الشعبي والحركة الديمقراطية الآشورية وغيرها من القوائم ؟
هل سيبقى يُكرّر هذا البعض ويتهم الكلدان الذين وهبوا بكل اخلاص اصواتهم الى القوائم الآخرى ليقولوا لهم ويصفوهم بانهم " مأجوري ما يُسمى بالمجلس الشعبي زورا " وقائمة عشتار وزوعا الموغلة في العنصرية المقيتة والمتأشورون من ناكري قوميتهم عملاء وعبيد "؟. ان اصوات إخوتكم ارتفعت أمام ظلمكُم الكلامي الغير مُبرر في جميع المراكز الأنتخابية وكانت لكم بالمرصاد لكشف الطريقة التي يؤمن بها الشعب وكان جوابهم عبر أياديهم بتأشير الصح في المربع الذي يؤمنون بهِ. لقد كتب كُتاب من الأتحاد الكلداني مقالات تشجيعية للمسحيين بانتخاب القوائم الكلدانية فقط!! وغيرهم قاموا بالتشجيع لأنتخاب قوائم غير كلدانية!! وكان البعض يكتب وبدون تشجيع أو تفريق لقائمة ما على اخرى ومن ضمنهم كاتب المقال الذي لم يتفوّه بالدعاية الى قائمة مُعينة أبداً ولكن كانت تأتي عليه التهايم وهو نائم!!!! يا لها من قُصر في النظر والتحليل غير الصائب عند البعض للوضع العام الذي نعيشه . أيهما حقق العدالة الكاتب الذي دعا وروّج لأنتخاب قامة منكم أم الآخر الذي لم يدعوا لأنتخاب أية قائمة؟
ماذا استفدتُم من العدد والنسبة المئوية التي كُنتم تتحدثون عنها ؟ انها انعكست عليكُم وبصراحة أصبحُتم الأقل نسبة بين اخوتكُم ، هذا إذا تعترفون باخوتكُم ، وإذا لا ، ابقوا على أفكاركُم وليس من حقّكُم مُحاسبة من انتخب غيركم لأننا في زمن الحرية والديمقراطية.
ماذا جنيتُم من الدعايات التي قُمتم بترويجها قبل الأنتخابات ؟ هذه الدعايات تمثّلت عند البعض بالهجوم على الرموز والمناضلين الذين كانوا ولا زالوا يعملون للسورايي ليل نهار ، ماذا جنيتُم من البوسترات المُزورّة والمسروقة والأتهامات الباطلة بنبش الماضي وتنسون التفكير لمستقبلكُم في التخطيط والتنفيذ والعمل عندما كُنتم توهِمون الناس وتكتبون باسماء مُقنّعة ومُستعارة ؟
الآلاف من الكلدان السريان الآشوريين يعلمون جيداً أين تكمن مصالحهم ومصالح شعبهم المسيحي ، والوصي منكم من الأفضل لهُ أن يبقى وصياً على نفسهِ من اليوم فصاعداً وليسى على الآخرين ، عدا الذين ضمن مسؤولياتهم في التنظيمات ، اتركوا المستقلين بحسب آرائهم. باعتقادي ليسى من حقّكُم ان تتحدثون عن الكلدان الذين اندمجوا مع القوائم الشعبية لأنهم أصبحوا مُلكاً لأنفسهم ولتلك القوائم وليس لقوائمكم الكلدانية الصافية حسب وصفكم. من الواضح للجميع انّهُم لا يرغبون العمل بمُفردِهِم ككلدان فقط وإنما يكونوا مُتكاملين مع إخوتهم السريان الآشوريين كجسماً واحداً ورأساً واحداً وبكنيسة مشرقية واحدة وبلُغة واحدة باسم مُبارك من الله " كلدان سريان آشوريين " أو أي اسم يختاره شعبنا المسيحي. ما هو الضرر بأن يكون لنا اسماً مُرَكّباً ؟ أليس للكثير من الباباوات اسماءاً مُركّبة ؟ أليس للكثير من البلدان اسماءاً مُركّبة ؟ أليس لللكثير من المسلمين أسماءاً مُركّبة ؟ ليبقى لكم الأسم الفردي الذي ترغبون بسحب جزء من الشعب اليه لغايات بدأت تتوضح للقاصي والداني . اتركوا إخوتكم الذين فضّلوا أن يعيشوا في السّراء والضراء كما كانوا عبر التاريخ لا يُفرّقون بين هذا وذاك من اسماء.  وفي الختام وقبل اعلان النتائج النهائية نُبارك ونهنئ القوائم الفائزة أياً كانت لأن الفوز قد جاء بالأستحقاق ومبروك لهم التعب والعمل الشاق الذي سوف يقومون بهِ من أجل حقوق إخوتهم الكلدوآشورسريان والله الموفق.
وشكراً لكل من يصغي وربنا يسوع المسيح يحفظ الجميع.
مسعود هرمز النوفلي
14/3/2010





79
القوائم الأنتخابية لأبناء شعبنا

نشرت القناة العربية الفضائية بتاريخ 16/1/2010 تقريراً عن القوائم العراقية المشتركة في الأنتخابات وعددها 296 كياناً سياسياً مصادق عليها من قبل المفوضية العليا للأنتخابات ، وكما نعلم بأن من حق هذه الكيانات الدخول في التحالفات بعضها مع الآخر وهذا ما حدث فعلاً . ما يهُمنا من التقرير قوائم شعبنا والمقاعد المخصصة لها. ان المقاعد المُخصصة للمسيحيين العراقيين في البرلمان الجديد هي خمسة فقط ، حسب ما تم أقراره تحت قُبة البرلمان العراقي ، هذه المقاعد تتنافس عليها سبع قوائم رئيسية . في هذه الدراسة المُختصرة سنلاحظ ونُقارن ما سوف تحصل عليه كل قائمة من هذه القوائم.  
يشترك في الأنتخابات القادمة القوائم والكيانات المسيحية التالية:
1- قائمة الرافدين زوعا ( الحركة الديمقراطية الآشورية ). من كوادرها كلدان سريان آشوريين.
2- قائمة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري. من كوادرها كلدان سريان آشوريين.
3- قائمة إئتلاف عشتار ( المنبر الديمقراطي الكلداني ، الحزب الوطني الآشوري ، حزب بيث نهرين الديمقراطي ). من كوادرها كلدان سريان آشوريين.
4- قائمة المجلس القومي الكلداني ( المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد في امريكا وكندا وأستراليا ، غرفة التجارة الكلدانية والأتحاد الكلداني في أمريكا ، المجلس القومي الكلداني ). كوادرها كلدان فقط.
5- قائمة أور الوطنية. كوادرها من الكلدان فقط.
6- قائمة سركيس يوسف سركيس اوهان ، قائمة مُستقلة لوحده.
7- قائمة يوحنا يوسف توما بوسا ، قائمة مُستقلة لوحده.
بالأضافة الى اعداد ابناء شعبنا المنتمين الى هذه القوائم هناك أعداد اخرى من المسقلين والمنتمين الى الحركات والأحزاب الوطنية والمشتركين في القوائم الأخرى وكما يلي:
1- ستة أشخاص ضمن قائمة اتحاد الشعب وهم كل من : سالم كوركيس يوسف بولص ، سفر الياس ميخائيل الصفار ، نقية اسكندر منصور اورو ، شميران مروكل اوديشو شليمون ، نضال توما اوراها توما ، الفريد سمعان حنا.
2- ثلاثة اشخاص ضمن قائمة تحالف الوحدة الوطنية وهم كل من : عامر عبوش نيسان ميخا ، نهلة بشير داود همو ، داود سليمان يعقوب حنا .
3- اثنان ضمن قائمة ائتلاف دولة القانون وهم كل من : كوركيس يعقوب باكوس يلدا ، وجدان ميخائيل شمو سالم .
4- اثنان ضمن قائمة التحالف الكردستاني وهم كل من : بشار جميل منصور ججو ، جورج شمعون كاكو شمعون .
5- قائمة تجمع القوى العراقية ( وطن واحد ) ، المرشح ميناس ابراهيم حنا يوسف .
6- قائمة حزب الشعب العراقي الموحد عراق لا يتجزأ ، المرشح خضر الياس فتوحي حنا .
7- قائمة الجبهة القومية والوطنية الموحدة ، المرشحة فائزة كوركيس عابد بطرس .
8- قائمة ائتلاف العمل والأنقاذ الوطني الحر ، المرشح لؤي فرنسيس نمرود كوركيس .
9- التوافق العراقي بغداد ، المرشح أنور حميد غني جرجيس .
10- قائمة ائتلاف وحدة العراق ، المرشح جاك عدنان نصري ميخائيل .
11- قائمة تجمع دعاة الحق بغداد ، المرشح بشار جميل منصور ججو .
12- قائمة الأمة العراقية دهوك ، المرشح قيصر اوراها وردة اوراها.
13- القائمة العراقية ، مسعود أسو يوسف يونو
 تقرير العربية يعطينا الكيانات الرسمية التي صادقت عليها المفوضية المستقلة للأنتخابات قبل التحالفات وهي 10 كيانات فقط لأبناء شعبنا الى غاية التاريخ المذكور وهذه الكيانات هي:
1- الحزب الوطني الآشوري ----------------------  نمرود بتو يوخنا
2- قائمة الرافدين ---------------------------------- يونادم يوسف كنا
3- المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ------ جميل زيتو عبدالأحد بطرس
4- مجلس اعيان قرقوش -------------------------- سالم يونو منصور اوفي
5- حزب الأتحاد الديمقراطي الكلداني -------------- أبلحد أفرام ساوا
6- المجلس القومي الكلداني ----------------------- ضياء بطرس صليوا حنا
7- حزب بيث نهرين الديمقراطي ------------------ روميو حزيران نيسان
8- المنبر الديمقراطي الكلداني --------------------- سعيد ياقو هرمز شامايا
9- المؤتمر الآشوري العام ------------------------ ايشايا اسرائيل ايشو
10- قائمة كلدو آشور الديمقراطية ----------------- كورئيا اينو خامس
لقد حدثت تحالفات بين القوائم وكانت النتيجة ماهو مذكور في القوائم في أعلى هذا المقال منها ما يجمع ابناء الشعب بمختلف الأطياف كلدان سريان آشوريين في القوائم الثلاث الأولى وقائمتين فيها الكلدان فقط .
قُمتُ بحساب أعداد إخوتنا في كافة القوائم السبعة مع الذين في القوائم الوطنية الأخرى وكان العدد 71 شخصاً ، من هؤلاء سريان ، أرمن ، كلدان ، آشوريين ، وقد يكون بينهم من لا يعترف باية قومية سوى القومية الوطنية العراقية فقط أي العراق "قوميته".
ستجري الأنتخابات بحرية وكل انسان يُقرر لمن يعطي صوته بعيداً عن الكلام الفارغ على هذا وذاك وبدون الأنفعال والتهجم ، نتمنى أن يفوز الأصلح والخادم الأمين على مصالح الشعب الواحد بأمانة ومن أية قائمة من القوائم ، حظ سعيد للجميع والذي يجيب نقش الف عافية لهُ كما يقول المثل والذي يخسر أن لا يقول كما يقول المثل لبعض الشباب الذين لا يعرفون الرقص " بأن الكَاع كانت عوجة " .  

 


تنويه بالأضافات الى احصائية القوائم الأنتخابية لأبناء شعبنا
نظراً للتنبيه الذي وردني من أخي العزيز عبدالله ، راجعت ودققتُ القوائم مرة اخرى ووجدتُ بعض الأخطاء التي سأذكرها الآن ، يُرجى إضافتها الى الأحصائية مع الشكر ، أرجو قبول اعتذاري الشديد لما حصل والف الف شكر لأخي عبدالله والى القُراء الأعزاء. أعتذر وأتأسف مرة أخرى وشكراً.
الأضافات التي يجب ادراجها كما يلي:
1- قائمة 329 تغيير بغداد ، اخلاص كامل بهنام يعقوب ت 51
2- قائمة 341 تيار العدالة والحرية، تجديد العراق ، نورة سعيد جرجيس يوسف ت13
3- قائمة 363 اتحاد الشعب ، نسرين بهجت شعو جويدة
4- قائمة 372 ألتحالف الكردستاني بغداد ، فهد الياس داود هاني
5- قائمة 373 أئتلاف وتغيير بغداد ، سامر سمير فتوحي فرنسي
6- قائمة 337 أئتلاف دولة القانون ، أنوار جميل بني جرجيس
7- قائمة 337 أئتلاف دولة القانون ، مها أفرام فتح الله دوقاق
8- قائمة 337 أئتلاف دولة القانون ، كمال فريدريك استانيلوس فيلد
يُرجى شطب بشار جميل منصور من التحالف الكردستاني في القوائم الأخرى لتكراره في التسلسل 11 والذي هو الصحيح وبذلك يصبح العدد الكلي 78 فقط بدلاً من الرقم السابق وشكراً .
لمزيد من المعلومات يُرجى الذهاب الى الرابط التالي مع الشكر:
http://www.img.wna-news.com/asmimrshhyalkyanat1022010.pdf




80
أم الربيعين أصبحت أم الشُهداء والدماء

    لقد كتب إخوَتي الأعزاء قبل أيام عن الحزن والحداد وأنا أيضا كُنتُ قد كتبتُ سابقا موضوعاً بعنوان " كيف لا يحزن المسيحيين اليوم ؟ " واليوم نُكرر ونقول الى ذوي القُربى والعالم بأن صوتِ كلماتنا لا يصل اليكم ، وإن وصل تنظرون اليه باحتقار وكأن صوتنا بدون رنين وغير مسموع ومفهوم وقد يكون فيه نوع من الشفرات التي لا تفهموها . وعندما نتألم ونصرخ بأعلى الصيحات لا تهتمون ولا تتأسفون وبكل استهزاء تنظرون الينا الى أن تنقطع انفاسنا وتضعون أجساد إخوتنا تحت التراب تبكي الغدر والظلم ، الدم يجري والجروح تنزف الى أن تتوقف القلوب ويغيب عنكُم إخوتكم الذي يكنّون لكم كل المحبة والأخلاص عبر القرون وهُم الأكثر اخلاصاُ لكم من الكثيرين من إخوتكم في الدين الواحد وتعلمون ذلك ، وانتم تنظرون بهدوء الى الأذلال والأحتقار الذي يقوم به البعض من ذوي القربى ضدّهم ، كالمجانين يرغب هذا البعض ويتمنى تمزيق إخوتكم المُسالمين المساكين من أمثال أعزائنا في الموصل مدينة الشهداء المسيحيين ، من اليوم فصاعداً لن تبقى أم الربيعين بعد هذا التاريخ لنا كاسماً وإنما يكون اسمها أم الشهداء المسيحيين ، كل يوم أحزان وآلام وجراح وقتل وإرهاب ودماء جديدة ترتوي منها ارض أم الشهداء المسيحيين من قبل ذوي القربى .   
كيف لا يحزن المسيحيين في الوطن العربي وخارجه عندما يُشاهدون الأعداد الكبيرة من المسيحيين تترك الأراضي والبيوت وقبور أعز موتاهم وتُهاجر الى المجهول لتضيع كل آمالهم وتتشتت وتتمزق بين المجتمعات الرأسمالية والدول المجاورة وغيرها !!! هل هذا هو جزاء اخوتكم الودعاء والحملان والوطنيين المخلصين يا ذوي القُربى؟
الأختطاف والقتل ودفع الفديات ، ألا يعني هذا أكثر وأعمق من فكرة دفع الجزية أيام زمان ، المسيحيون يدفعون حياتهم في الدراسة والعمل والحصول على أعلى الشهادات لخدمة الشعب بكل طوائفهِ ويأتي الغير ليستلم وبكل سهولة كل ما جمعه الأنسان طيلة حياتهِ ويستغيث ولا مُنقذ ، فكيف لا يحزن ويتألم ويحترق نفسياً وجسدياً !! أهكذا هو الوفاء عندكم يا ذوي القربى ؟
التهجير القسري بالترهيب أو بالأختطاف ، ألا يعني هذا بصورة مُباشرة انها دعوة للمسيحيين في طلب الهجرة من أجل ترك البلد وعدم الرغبة للبعض وليس الكل ، بالعيش المشترك الجميل والرائع الذي ما كان الواحد منا يعرف الآخر بأن ذلك مسيحي وذاك مسلم وذاك صابئي أو يزيدي إلا عند الأعياد ، كيف لا نحزن عندما نُشاهد العكس ؟ من علّمكم الخيانة وقتل أهل الكتاب ؟ من علّمكم هذه الأعتداءآت البشعة والتنكيل بالأجساد وازهاق أرواحها يا أيها الذئاب الكاسرة ؟ لماذا تشربون من دمائنا يومياً يا مصاصي الدماء ؟ ماهي اللذة والمتعة التي تشعرون بها أيها المتخلفون عندما تقتلون الأبرياء ؟ ما هي ذنوب اخوتكم التي أقترفوها بحقكم لكي تُعاقبونهم بهذه المجازر في تقطيع أجسادهم ؟
جميع المسؤولين في العراق الدينيين والسياسيين يُؤكدون بعدم وجود التفرقة والمواطنون مُتساوون في الحقوق والواجبات ولكن السؤال هو من الذي يقوم بالخطف والتهجير والقتل ؟ هل هي عصابات مُنظمة أقوى من كل المسؤولين في المحافظة ، أم يوجد بيننا البعض الذين تصريحاتهم في النهار عسل وفي الليل بصل والريحة تصل الى التآمر والتخطيط بالقتل على الهوية وتمزيق أواصر الشعب ، عندما نُشاهد عكس المفروض كيف لا نحزن ونُعاتب ذوي القربى ؟!!ّ
إذا لا يوجد احترام الآخر في حقوق المواطنة والتوظيف والعمل وحرية العبادة ويكون العيش بخوف وقلق ، كيف لا نحزن أيها الأخوة ونحن لا نلمس من المسؤولين علينا الأهتمام والحركة والكل تتحدث بشعارات وكلمات رنانة لاتُغنى ولا تفيد ولا تُعالج المرض المستفحل ؟ !! كل يوم تغوص في الأعماق أجساد اخوتكم الذين خدموكم بكل تفانٍ واخلاص ، اين ضمير واحساس وصلاة وصوم ذوي القربى ؟ من يأمركُم بذبح المسيحيين وازهاق ارواحهم وعلى ماذا تستندون في أعمالكم الشنيعة المُخزية الزفرة التي تنبعث منها رائحة الكره والحقد الأسود ، هل تفرحون بأحزاننا ؟ هل ترقصون عندما تشاهدون دموعنا ؟ لماذا هذه القسوة بحق الورود التي تقطفونها لتذبل ؟ انكم الأشرار المنبوذين ، بتوقعكم قتل وتهجير المسيحيين بغبائكم هذا الذي اصبح مكشوفاً ، الرب الذي نؤمن به لا يتركنا كما تتوقعون وإنما سيأتي اليوم الذي تندمون على كل ما فعلتموه بأحد من إخوتنا في ام الشهداء ، هذا اليوم سيكون قريباً جداً كما صعد دم هابيل الى السماء وكان يصرخ ظلم أخيه هكذا تصعد دماء اخوتنا تصرخ نشيد الحزن امام الخالق وتبكي ظلم ذوي القربى وعندها لا يفيدكم الندم والنهاية قريبة بعونه تعالى الذي لا يُمكن أن يسمح بأن يستمر هؤلاء المنحرفين الطغاة القتلة في ارتكاب هذه الأعمال القبيحة .
هل المسيحيون حُكاماً مستبدين عليكم لتنتقمون منهم ؟ هل المسيحيون أغتصبوا أرضكم لتطردوهم وتفتكون بهم ؟ هل المسيحيون اختطفوا واحداً من ابنائكم وطلبوا فدية منكم ؟ لماذا تظلموهم وهم في ذمّتكم كما يقول البعض ؟ ألا تخافون من الحديث الموجدود عندكم بأن " الله يُمهل ولا يُهمِلْ " وآيات أخرى مثل " فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا " سورة النمل ، وآية أخرى " وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوماً آخرين " سورة الأنبياء . أنصحكم بأن لا تستمرون بالظلم لأنه سينقلب عليكم وعلى من يتبعكم بكل هذه الأفعال الشنيعة ويصبح بيتكم خراباً الى الأبد . لا تنسوا أن العدالة البشرية تُحاكم البشر وتقف مع المظلومين ضد الظالمين فكيف العدالة الإلهية إذن ؟ ان الله يقف دائماً مع المظلوم حتى لو كان كافراً ، الله مع المسيحيين دائماً فلماذا تظلموهم ؟
اجعلوا لكي يشعر اخوتكم بالعيش المشترك الحقيقي معكم وليس المُصطنع ، بالأخوّة الواحدة ، بالمصير الواحد حتى نشعر عندئذ بالأمان ولا نحزن ، ولكن للأسف قدر المسيحيين هو دفع الأثمان عبر التاريخ في كل صراع وسيطرة وتوتر بين الشعوب ، والتاريخ شاهد على الأعداد الكبيرة التي أعطاها المسيحيين من الشُهداء ولا زال النزيف مُستمراً الى هذا اليوم .
من المُنقذ لكي لا نحزن ؟ الله يعلم وهو الرحوم العطوف ولشهدائنا الجنّة والصبر والسلوان لجميع المسيحيين في العراق ، انه يوماً حزيناً آخر .
مسعود هرمز النوفلي
23/2/2010
بعد استشهاد والدنا جميعاً والد الأب مازن أيشوع وإخوته في مدينة أم الشهداء رحمَهُمْ الله .


81
الدروس من الأنتخابات في الكتاب المقدس
بعد البحث في الكتاب المقدس وجَدْتُ نوعين من الأنتخابات وهي:
1- في سفر يشوع 3 : 12 يقول " انتخبوا أثني عشر رَجُلاً من أسباط إسرائيل ، رجُلاً واحداً من كل سبط". ويُكرر الدعوة في يشوع 4 : 2 .
 هؤلاء الرجال كانت واجباتهم بان يرفع ويحمل كل رجلاً منهم حجراً واحداً من نهر الأردن ومن ثم السير أمام تابوت العهد حاملين هذه الأحجار والسبب هو من أجل تذكير بني اسرائيل الى الأبد بأن مياه نهر الأردن توقفت امام تابوت عهد الرب عند عبورهِ ، الكهنة كانوا حاملين التابوت والرجال المنتخبين كانوا يسيرون أمام التابوت وهنا يعطينا الكتاب درساً مهماً في القيادة والمسؤولية من حيث انتخاب الأشخاص والسير في الأمام وكأنهم في المعركة والقتال عندما يكون القائد في الأمام ليقتدي به الشعب ، هؤلاء الرجال وضعوا الأحجار بعد عبور الشعب في مكان المبيت لتبقى امامهم الذكرى التي لا ينسوها. لم يأتي انتخاب الرجال أعتباطاً وغير مدروساً وإنما كانت هناك صفات يجب ان يتميز بها المُختار لأنه سيقوم بتمثيل السبط الذي هو مُنحدراً وقادماً منه.
سَمِعَتْ الشعوب الأخرى بجفاف نهر الأردن وبدلالة الأحجار التي رفعوها ، وعندها يقول الكتاب " ذابت قلوبهم وخارت عزائمهم أمام بني اسرائيل " ، ما هذه الأعجوبة والعناية الإلهية بهذا الشعب!! . الدرس الذي نستنتجه هو إنّ الرب قادرٌ أن يعطينا ما نحلم به من الوحدة والتكاتف والقيادة الواحدة إذا كانت لنا النيات الصافية والأيمان الحقيقي بإله الكون وليس إله المال والكعكة ، عندها تنظر الينا المكونات العراقية الأخرى كما كانت تنظر الشعوب الأخرى الى بني اسرائيل ، من هنا فان الحل هو بأيدينا وهو أن نختار القائد المخلص لشعبه والذي يُحقق الطموحات الشعبية للأخوة الكلدان السريان الآشوريين بدون الطائفية والعنصرية وتقسيم الحصص والشعب الواحد الى شعوب وأُمَمْ.
2- في سفر أعمال الرسل 6 : 3 نقرأ " اختاروا أيها الأخوة ، سبعة رجال منكم مشهودٍ لهم بحسن السمعة ومُمتلئين من الروح القدس والحكمة حتى نُكلّفهم بهذا العمل ".
كما نعلم بعد قيامة سيدنا يسوع المسيح ، بدأت واجبات الرُسل (تلاميذ يسوع) في نشر الأيمان الجديد وكان يعيش في فلسطين يهود عبرانيين ذوي الأقامة الدائمة ويهود من جنسية يونانية مُغتربين وبدأ الرُسل بالكرازة وتلمذة الشباب واختيار تلاميذ جُدد وكسبهم الى الأيمان الحديث بالمسيح الرب بالأضافة الى واجباتهم الدينية كانت هناك واجبات اخرى منها الأعتناء باليتامى والفقراء والأرامل وتوزيع المواد الغذائية للمحتاجين والمتعففين كما تعمل الكاريتاس الآن ، وبعد ازدياد أعمال الرُسل بالأعداد الجديدة من المؤمنين الجُدد الملتحقين بالمسيحية ظهرت هناك حالات غير طبيعية بين الشعب من حيث التذمر والتأخير واتهام البعض بعدم العدالة في التوزيع وخاصة للأرامل والمحتاجين وأدت الى أن البعض من اليهود اليونانيين بدأوا يتهمون الرسل بالأنحياز الى اليهود العبرانيين عن غيرهم وتفضيلهم على الآخرين ، عندها شعر الرُسل بضرورة اختيار تلاميذ جُدَدْ للقيام بهذه المهمات الأرضية لسببين رئيسيين الأول هو أن يتفرغ الرسل الى البشارة في المسيح والثاني لكي يقطعوا دوابر الشك عند البشر في التوزيع وخاصة عند اليهود اليونانيين.
أعطى الرُسل الأوامر الى الشعب لأختيار سبعة رجال بالمواصفات المذكورة في الآية وكانت الفرحة عارمة عند الشعب واختاروا إستفانوس وستة آخرين للقيام بمساعدة الرُسل وقدموا الى الرُسل لأخذ البركة والصلاة عليهم ونيل بركتهم .
الأستنتاجات والدروس المهمة:
1- الأنتخابات كانت بحكمة وتعقُل وبقوة الروح القدس وأغلب المُختارين أصبحوا من أوائل شُهداء المسيحية وأولهم الشهيد الشماس إستفانوس لأن الرُسل وضعوا عليه اليد كما يرسُمْ الآن رجل الدين الشماس بوضع اليد على الرأس وقص القليل من الشعر.
2- الأنتخابات لم تكُن قومية وبتعنّت ، بدليل ان المختارين السبعة أغلبهم كانوا من اليهود اليونانيين !! وكان الجميع راضين ومرتاحين من سير العملية الأنتخابية ، لا كما يحدث الآن كل واحد يرغب الى نفسه بشعارات زائفة أرضية لحُب الظهور والتمسك بالقومية وحصة الكعكة!!
3- الأنتخابات كانت بنيات صافية وبدون غش وتخوين الآخر وإنما كانت كما يعمل أبناء القرية الواحدة الآن عندما يختارون مُختارهم بالأجماع لكي يُمثلّهم أمام السُلطات.
4- الرب يعطينا ما نرغب بهِ في حالة وجودنا مُتكاتفين ومُتعاونين وبقلوب صافية وبكلام صادق الواحد مع الآخر وعدا ذلك سنبقى نتبعثر كما تتبعثر أصواتنا وتتشقق أحزابنا الى أحزاب صغيرة ومجهرية!! والقسم منهم لا يعيشون في الوطن أصلاً.
5- ما أعجبني كثيراً بان اليهود العبرانيين لم يعترضوا على ان يكون أغلب الرجال السبعة المُنتخبين من إخوتهم الآخرين اليونانيين وواحدا كان من أنطاكية وقد صار يهودياً للعلم. ألآن عندما ننتخب أخينا الآشوري تقوم القيامة عند البعض والسبب الغير منطقي هو لأن عدد الكلدان أكبر ولهم الحق وغير ذلك من المُبررات وهنا أرجو المقارنة بين وضعية اليهود العبرانيين واليونانيين وبين وضعية الآشوريين والكلدان!!
6- بالتأكيد كان اليهود العبرانيين واليونانيين وغيرهم من الأجناس أبعد تجانُساً في الحال كما هو عندنا الآن ، أي نحن آشوريين سريان كلدان مُتقاربين أكثر من أولئك الأعراق وكُلنا عُنصراً واحداً وشعباً واحداً ولا فرق بين هذا وذاك أما أن يأتي البعض بفصلنا ويعمل لخياطة بدلات جديدة لأسماء وشعوب وأُمَمْ فهذا الأمر يجب أن لا نقبله أبداً وعلينا التحذير والتوجيه للخراب القادم إذا استمر هؤلاء بالتعنت والتكبر بحجة العدد وغير ذلك ، هؤلاء أصبحت أفكارهم معروفة وتوجهاتهم مكشوفة للصغير والكبير. إذاً علينا أن نرضى ونقبل بالشخص المُنتخب الذي يختاره الشعب بايمان صادق وبحرية.
7- تشبه حالة البعض في التهجم على الآخر كما هجم مُعلمي الشريعة على أستفانوس وجلبوا شهود زورٍ لكي يخلصوا منه ويقتلوه ، أين نحن من كل هذا أيها ألأخوة؟ هلى ترغبون أن يصبح البعض منكم شُهداء بأعمالكم كما أصبح الشهيد إستفانوس؟
بركة الرب على جميعكم والنعمة والسلام معكم آمين.
مسعود هرمز النوفلي
19/2/2010




82
لا تسمحوا للشعوبية بين السورايي

   يقول الرسول بولس في رسالته الى غلاطية 3: 28 "لافرق الآن بين يهودي وغير يهودي ، بين عبدٍ وحُر ، بين رجُلٍ وأمراة".
   لقد جاءت كلماته تلك بعد أن آمن الكثيرين بيسوع المسيح وقبلوا المعمودية . من كلماته نستنتج دروساً في غاية الأهمية لوضعنا الحالي منها:
1- كان يعيش في أراضي فلسطين اليونانيين واليهود وغيرهم من أعراق وشعوب مختلفة وعندما أعتنق الكثيرين المسيحية وحملوا أسم يسوع فان مار بولس يدعوهم الى الوحدة بشخص المسيح وعدم وجود أي فوارق بين اليهودي واليوناني وغيره ، أي الجميع متساوون وبدون أي تمييز ، ومن هنا نحن نقول الى كل مؤمن بان لا فرق بين كلداني وآشوري وسرياني لأنهم قد لبسوا اسم المسيح وانتهى كل شئ ، أما غير المؤمن الذي يرغب بأن يكون من المخالفين الى تعاليم مار بولس فانه سيعمل من أجل الأنشقاق وقص الشعب الواحد الى أجزاء ويدعو أن يكون هناك شعب آشوري وآخر شعب كلداني والثالث شعب سرياني كما يدعو البعض الآن ، وهكذا يبدأ الأنفصال والتباعد تدريجياً بين الأخوة وكأن المسيح قد تجزأ أو انقسم كما يقول مار بولس في رسالة اخرى الى كورنثوس الأولى 1: 13 حيث يؤكد ويقول كونوا على وفاقٍ تام وبدون خلاف ، لكم روحٌ واحدٌ وفكرٌ واحدٌ . ما نلاحظه الآن من البعض مع الأسف هو التشديد على النزاعات والأختلافات وخلق كيانات مُتعارضة مع بعضها البعض من أجل التفتيت أكثر ، لأن  الأنشقاقات الحالية يبدو لا تكفي عندهم ويرغبون في المزيد ، نقول لهم أين أنتم من كلام الرسول بولس إذا أنتم مسيحيين؟ اليهود واليونانيين كانوا مُختلفين في العقيدة والتاريخ واللغة والعادات والتراث والأرض وغيرها ودعاهم مار بولس ليكونوا واحداً فما بالنا نحن الآن ؟ لماذا نعمل العكس ؟ نحن بشراكة قوية في كل شئ عكس اليونانيين واليهود ونطمح أن نصير شعوباً !! أنها ألأعاجيب من قبل البعض !! على كل مؤمن أن ينتبه الى ما يجري من وراء الكواليس وفي الغرف المقفلة الى المُخطط التخريبي لتجزئة الشعب وهذه التجزئة هي من غير المؤمنين الحقيقيين ، المؤمن بالأسم فقط لا تهمه مصلحة الشعب الواحد وإنما الذي يهمه بالدرجة الأولى هو تخريب الكلمات الأيمانية والأنجيل وجر المجتمع الى العلمانية اللادينية. دور المؤمن كشف وتعرية هؤلاء والوقوف بالضد من كل دعوات الأنفصال والتقسيم والتجزئة حتى لو كانت صادرة من المسؤولين الذي لا تهمهم المصلحة العليا للشعب الواحد.
2- كما جمع يسوع الشعوب المختلفة ، وبأسمه لا يوجد عبد ولا حُر ولا فرق بين الرجل والأمرأة  ولا بين الأفريقي والصيني وبين الأنكليزي والعربي وغير ذلك ، هكذا علينا التوحد باسم واحد لنُحقق رغبة المسيح في الوحدة وإذا تحققت هذه الرغبة عندها نكون أمينين الى الرب وعدا ذلك نحن نخون كلماته وتعاليمه وبالتالي ننكر كل ما يتمناه لنا ، أي ننكُر النعمة التي أعطاها لنا والمثل الصحيح يقول " الذي ينكر النعمة يَعْمى " ، هكذا تبدو التوجهات عن البعض لا يرغبون إلا بالتفليش والتكسير وهم يعلمون جيدا أن التفليش ما أسهلهُ ولكن البناء ما أصعبهُ ، باصبع واحد تستطيع تفليش عمارة من عدة طوابق بدقيقة واحدة ولكن لا تستطيع بنائها إلا بشق الأنفس وبملايين الدقائق.
3- الى كل الأصوات التي تتحدث هذه الأيام حول جعل شعبنا الواحد " الكلداني السرياني الآشوري " شعوباً ، نقول لهم إنكُم رجعتم الى مفهوم الشعوبية المُفرّق وعملكم يصُب في خلق قوانين الأنفصال والتشرذم من أجل عرشٍ زائل وبهذا تضعون السدود وتفتحون الجروح وتكسرون الشعب المسيحي في العراق وتقظون على الشراكة الكاملة بين أعضاء الكنيسة الجامعة الواحدة وبهذا تعملون شرخاً في جسد الكنيسة المقدسة لا ينساه التاريخ لكم. ألا تكفينا المآسي القاتلة والجروح التي نإنُّ منها حتى تفتحون جروحاً أخرى؟ الى متى وانتم تدقّون الأسافين في الجسد المُمزّق أصلاً ؟ بدلاً من ترتيب ورص الصفوف فانكم تعدّون مؤامرة التحطيم عند زرعكم بذور التفرقة والكراهية ، هل هذه طموحاتكم وأساليبكم ؟
4- هل تعلمون بأنكم أصبحتم مثل الفرس عندما كانوا يُشتّمون العرب وينتقصون من الدين الأسلامي من أجل القومية والعنصرية ؟ أنكم بالتوجه الى الأفكار القومية تحاولون الأنتقاص من الكتب السماوية وتوجيه الشباب الى ديانتكم الجديدة بانشاء الفرق الخاصة بكُم وزرع الفتن بين الأخوة كما كان يعمل القرامطة والصفويين والنصيريين!! أعملوا للوحدة إذا تُؤمنون بالمسيح ولا تسمحوا للأفكار الشعوبية أن تقتل السورايي ، وشكرا لمن يقرأ!!!.
مسعود هرمز النوفلي
7/2/2010
 

83
هل نستحق العقاب أيها ألأخوة ؟
     يقول الرب في إرميا 2 - 13 ، شعبي يرتكب شرّين : " تركوني أنا ينبوع المياه الحيّة وحفروا لهُم آباراً مُشَقَقّة لا تُمسِكْ الماء " . هذهِ الكلمات العظيمة تنطبق الى ماهو حالنا اليوم حيث نقوم يومياً بالأبتعاد عن النور الحقيقي والأتجاه نحو الظلام ، نترك كلمات الرب ونأكل لحوم أبناء جلدتنا المُخالفين لآرائنا ، نحفر آباراً مثشققة و نُعمّق الحُفَرْ حتى لا يبقى فيها أثراً للماء ، نجلب المصائب بما نتحدث بهِ وبما نسلُكُه وكأننا لسنا أبناء الله والقدس ليس للقديسين كما يقول الكاهن في فقرات القداس ، نخون الرب بسهولة وبالتجريح وكأننا غير مُعمدين بالروح القدس ، المهازل تلو المهازل لوضْعِنا التعيس والأليم والقتل والتشريد والأقتلاع من الجذور لكي لا يبقى أثراً لمسيحية المشرق ، نتألم ونتأسف ونحزن ونكتب وعند النتيجة نبتعد أكثر ونتشقق أكثر ونتشضى أكثر من الزجاج الذي يتكسر بحصوة صغيرة ، هلى نستحق العقوبة لأننا لا نفهم كُتابنا ولا نفهم بعضنا البعض ؟ الجواب لكم أيها الأخوة الكرام .
علينا أن نتجاوز مسألة القومية بعد أن أخذنا أسمنا القومي من يسوع ، لا ننكر بأننا من أقوام مُختلفة في السابق وكُلّنا ننحدر باتجاه الجذور التي عظامها في قبور أجدادنا وأجداد أجدادنا ، اليوم على كل أنسان أن يدرك كما يقول المثل " ليس الأنسان من قال كان أبي وإنما الأنسان هو الذي يقول لنا ها أنذا " ، نحن اليوم نبحث عن كل ما يزيد من ضُعفنا وتشتتنا !! ما هذه العجائب والأمور ، ألا يكفي القتل والتهجير والتخريب والتفجير حتى نبدأ بتفجير أحدنا البعض ، إنها العجائب !! وسوف يكتب التاريخ بأن المناقشات العقيمة بين الأخوة هي التي أوصلت أوضاع المسيحيين في العراق الى هذا الوضع ، يقول  الرب " طريقك وأعمالك صنَعَت لك هذا " وبسبب أعمالنا نعود الى الوراء لأننا بقلوب غير صافية مع الأسف حيث كل يوم نكتشف أموراً هامة من وراء الستار وبمُخططات مدروسة ضد الشعب الواحد والكنيسة المشرقية !!
أحزابنا وتجمعاتنا أصبحت ماشاء الله بعدد مُدننا وكل واحد له أهداف وتمنيات وخُطط لبناء المستقبل بحسب رأي الفكر الذي ينتمي اليه . نقول لهم جميعاً : أين الخُطط التي تضعونها للخلاص والأنقاذ والحماية والوحدة الشعبية ؟ يقول الرب في إرميا 2- 28 " فأين الآلهة التي صنعتموها يا بني يهوذا ، وهُم على عدد مُدُنِكُم ، فليقوموا لإنقاذِكًم في الزمن الرديء " ، ونحن الآن من حقّنا أن نقول ونصرخ وننتخي بالأخوة في كافة التجمعات بأن الوقت الحالي لا يوجد أردأ منه للكثيرين من أبناء شعبنا والحل عندكم وإذا لكم الرغبات الحقيقية فأن الرب سوف يأخذ بأيديكم ولا يترككُم .
بكلماتنا الجارحة نعمل بالضد من كلام الرب والغضب عند البعض بدأ يطفو الى السطح والتهجُم واضح في المقالات الأخيرة للبعض ، لا نرغب بذلك بأن يأتي كاتب وكأن التاريخ هو الذي وضعهُ في الوقت الذي لم يفهم ما يقرأه من المقالات ، يبدأ يُسَطّر ويكتب ويملأ الاوراق ويمدح من جهة ومن ثم يكسِر من جهة أخرى وينطبق عليه المثل "هُمْ يكسِرْ وهم يجْبِرْ وبدون فائدة ، اليهِ والى بعض الأخوة أقول :
1- هل نسيتُم بأن المثلث الرحمة البطريرك مار روفائيل بيداويد قد قال بأننا كُلّنا آشورييون !!
2- هل نسيتُم بأن البطريرك الحالي مار عمانوئيل دلي قال كُلنا آرامييون !!
3- هل نسيتُم بأن المطران مار لويس ساكو قال كُلّنا مُنشقون !!
4- هل نسيتم بأن الأب البير أبونا قد قال بأنهم لو يسألوني عن القومية " فأنا أميل الى الآرامية " !!
الأخوة في الأيمان :
لا يوجد شخص في العالم يمتلك التاريخ ويفهمهُ كُلّهُ وكل من إدعى ذلك فهو غير واقعي ولا أقول كلمات أخرى ، عندما يأتي أحداً ويستشهد بكلمات الأب البير في فقرة مُعينة من جهة ويضرب ويعترض على نفس مقالة الأب البير من جهة أخرى ، فإنه يقع في قمة التناقض بالرأي وهذا الأنسان لا رأي لهُ !! 
واقول لكم مرة أخرى : هل نستحق العقاب بحفرنا مثل هذهِ الآبار ؟
يقول أحد المُفسرين للكتاب المقدس وهو أبونا تادرس يعقوب " من الصعب أن يترك الأنسان ينبوع الماء الصافي والنقي ويذهب ويشرب من مياه الأحواض " ، ان هذه الأحواض سرعان ما تتشقق ويتسرّب الماء منها ، يسوع هو حكمتنا وتاريخنا وينبوع حياتنا ولا غير ذلك ، لا تتكلمون عن الآبار التي تحلمون بها لأنها كُلّها شوائب و طحالب وأطيان ، من لهُ آذان ليسمع .
لا ننسى نحن سورايي ولا يهُمنا الأسم القومي بقدر ايماننا بالمسيح لأن ربنا يسوع هو أسمى من القومية ومن أي اسم آخر ، نحن سورايي كلدايي آشورايي سُريايي آرامايي لا فرق بيننا أبداً ، اما الذي يرغب في أن تكون القومية دينه الجديد بدلاً من الأيمان بالمسيح الرب فليكُن له مايريد والف عافية لهُ ولكل من هو مثلهُ ومبروك له أكتشافهُ الجديد!! ومبروك له رفع العلم في غرف البال توك!!
مسعود هرمز النوفلي


84
لماذا تسكت الأتحادات الكلدانية عن البعض وتتهجم على البعض الآخر ؟

   قبل أيام وجدتُ مقالة منشورة في المنبر الحُر من موقع عنكاوا بعنوان " تمنيات كلداني لعام 2010..رجاءا سيادة البطريرك دلي الأستقالة من منصبك " .
من ضمن التمنيات يقول ما يلي:
1- " تمنياتي ان يكون عام 2010 العام الذي يستقيل فيه سيادة البطريرك دلي من منصبه ويعطي راية قيادة الكنيسة الى من هو أجدر منه ".
2- الكنيسة الكلدانية مريضة وبحاجة للطبيب القادر على شفائها.
3- أطالب سيادة البطريرك دلي بالأستقالة حُباً بشعبي الكلداني وكنيسته المقدسة وهذه الكنيسة ليست مُلكاً لا لدلي ولا لروما.......وأن سيادة البطريرك دلي لم يقُم بأي انجاز أو عمل حقيقي يُذكر منذ استلامه قيادة الكنيسة الكلدانية .
4- وفي فقرة أخرى يقول: وان يعمل الجميع على تقريب وجهات النظر وتشجيع البطريرك دلي على ترك السياسة لأهلها وان أصر على " قوميته الكلدانية الخاصة" .
5- يذكر بأن الفاتيكان " أعادت عميلها المخلص سيادة عمانوئيل دلي من التقاعد ليقودهم شاؤا أم أبوا. "
الأخوة الأعزاء في الأتحادات الكلدانية
 ماذا كُنتم تكتبون لو أن الكاتب كان من رجال الدين أو من أحد الشمامسة أو من العلمانيين؟
ماذا لو كان الكاتب من المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ؟
ماذا لو كان الكاتب من الأحزاب الآشورية؟ أو الكلدو آشورية؟ أو من لجنة التنسيق؟ أو من الأتحادات السريانية؟
أترك الجواب لكل حُر منكُم ، واليكم بالذات أقول قرأنا كتاباتكم بخصوص س أو ص أو ع من الأشخاص الذين كانت انتقاداتهم نابعة من الغيرة التي تأكل أجسادهم وكانت تعليقات البعض عليهم هجومية وكأنهم في أتون معركة حامية . لماذا كان سكوتكم المُطبق على ما جاء بهِ الأخ ومَرّت مرور الكرام عليكُم ، ولكن هناك مثل يقول " السكوت من الرضى " .
لقد أعدت قراءة كل المقالات التي تحدّثت عن وضعية كنيستنا ولم أُشاهد أو أقرأ اقوى من كلمات الأخ المذكور تجاه أبينا البطريرك . يبدو أن هناك تنسيقاً ما بين الكتبة ضد البعض وغض النظر عن البعض الآخر ، للأسف لم أقرأ بأن الأخوة في الأتحادات العالمية والمجلس القومي الكلداني قد وجَّهوا أية مقالة الى الأخ المذكور ، أليست هذه إزدواجية المقاييس في الفكر؟ أنا لا أقول أحب الكنيسة أكثر منكم ولكن لو كانت محبّة البعض منكم صافية وبصدق لكانوا قد أنتقدوا الشخص مثل ما تقوم عندهم القيامة على البعض الآخر ، في الوقت هذا البعض أي الآخر قد يتحدث بحقائق واثباتات ملموسة يعرفها أغلب الآباء .
أطلب من ربنا يسوع المسيح أن يحفظ كل الكنائس وكل المسؤولين لخير وخدمة الشعب المُتألم والمظلوم وأن يُنير عقولنا وأفكارنا لنكتب بصراحة وعقلانية ولا نغمض عيوننا عن س ونفتح كل العيون على ص وشكرا لمن يصغي .
مسعود هرمز النوفلي
19/1/2010

 
  

85
المُعجزة والأسم للأخوة الكلدو آشور سريان
   متى تتحقق المُعجزة لأختيار الأسم الذي يجمع الأخوة في المعمودية ؟ هل نبقى نُغنّي بالماضي ونُعيد ونصقُل بالأمجاد والأمبراطوريات التي كانت سائدة في وقت المقلاع وضرب الحجر والخنجر والسيف والقوس والنُشاب ؟ ألا يكفي ما نحن فيه من الضياع لنضيع أكثر ونغوص في الأعماق الأكثر عُمقاً ؟ متى نتعّظ ونصحى ونسلخ من عندنا الأنسان العتيق ونلبس الأنسان الجديد ؟ الأنسان الذي وصل الى أعالي الفضاء وعنده القدرة على التحكم بزرٍ بسيط لتدمير ما يرغب بهِ وإنقاذ من يرغب ، هذا الأنسان اليوم هو المُعجزة التي خلقها الرب ، فكيف يكون الرب ؟
   الأخوة الأعزاء ، سيأتي يوم ونختار الأسم المعجزة الذي سيجمعنا بعونهِ تعالى وكما يريده هو ، هذا اليوم سيكون قريباً لنا كما حققه الرب لزكريا واليصابات.... وأنا أتصفح الأنجيل وقع نظري على أنجيل القديس لوقا 1: 57-65 ، هناك مُعجزة اختيار أسم المولود الجديد ، كما نعلم كان زكريا رجُلاً كبيراً في العمر وزوجته اليصابات عاقراً وعندما بشّرَهُ الملاك بأن أمرأته ستلد ابناً ، لم يُصَدّق الكلام لأنه كبير وزوجته عاقر وعجوز ، وعندما لم يُصدّق الكلام قال له الملاك " ستُصاب بالخرس ....لأنك ما آمنت بكلامي ، وكلامي سيتم في حينه ". ولتحليل المُعجزة وربطها بحالنا وواقع شعبنا أود أن أكتب هذه النقاط لفائدتنا جميعاً والى الذي يرغب بالأستفادة منها أما الذي لا يرغب بما سأكتبه فهو حُر وأتمنى أن يعطينا الأفضل :
1- كان زكريا وزوجته من المُخلصين والصالحين في تطبيق وصايا الرب وتعاليم السماء.
2- كان زكريا يرغب بأن يكون لهُ أولاد مثل غيره ويدعو من الرب لأستجابة طلبهِ وتحقيق رغباتهِ.
3- لم يُؤمن بما قاله الملاك وكان ردّه عليهِ بطريقة الأستهزاء والسخرية.
4- حصل على عقوبة الخرس لعدم أيمانه وشاهدهُ الحاضرين هناك بعد أن خرج من الهيكل وهو لا يستطيع الكلام والنطق وقال الناس فيما بينهم ، أكيد زكريا قد حصلت له رؤيا داخل الهيكل.
5- عندما جاءت ساعة ولادة أليصابات ، ولدَتْ الولد بسلام وكانت الفرحة لا توصف الى الوالدين والى الأقرباء والأصدقاء والجيران الذين أجتمعوا بدار زكريا للتهنئة بالمولود المعجزة وبالفرح سوية بهذا الحدث الفريد والعظيم لأنهم يعرفون أحوال العائلة جيداً .
6- يقول الأنجيل بقي الولد في البيت وبعد أن بلغ يومه الثامن أخذوه الى الهيكل للختان وأراد الأهل والأصدقاء تسميته بأسم والده "زكريا" بحسب العادات والتقاليد ، أي المولود البكر يجب تسميته باسم والده أو جدّه أو من أسماء عشيرته وعائلته ، رفضت الأم هذا الأسم وقالت "لا" وأضافت بصوت يسمعها ألجميع بأن اسمه سيكون "يوحنا" والذي تفسيرهُ "الله تَحَنَنَّ".
7- بعد أن سمع الحاضرين قول الأم إنزعجوا منها وقالوا لها لا يوجد أي واحد من العشيرة بهذا الأسم ، وجاءوا الى زكريا أبيه وسألوه بالأشارات لأنه كان أخرس وأوضحوا له بأنهم يرغبون تسمية الطفل الجديد بالأسم الذي يختاره أبيه ، عندها أخذ زكريا لوحاً وكتب عليه " أسمهُ يوحنا" ، وكانت الأعجوبة أي المعجزة عند الحاضرين وبدأوا يتناقشون مع بعضهم كيف أتفق رأي الأم مع رأي الأب في وضع أسم الطفل وقالوا هذهِ هي مُعجزة الرب. وأثناء الحديث أنفتح لسان زكريا وبدأ يتكلم!! ويُمجّد الرب.
8- بعد الحدث خاف الحاضرين ، الأهل والأصدقاء والجيران ، وبدأوا يقولون مع بعضهم أن هذا الطفل سيكون مُهماً ورجُلاً قادراً على كل شئ لأن الرب معه وهو من الرب وليس مثلنا نحن.
خلاصة القصة وواقعنا المرير وكيف نستفاد منها:
1- كان رأي الأم مُتفقاً تماماً مع رأي الأب بأختيار الأسم بالرغم من عدم التشاور بينهما لأن زكريا أصبح أخرس وجاءت الآراء مثل ما قال الملاك للأب ، وَوَضْعْ الأسم جاء بعيداً جداً عن العادات والتقاليد والتاريخ وأمجاد الماضي ، تم وضع الأسم بعد أن رفضوا كل الواقع الذين كانوا يعيشونه ، أي لم يلتزموا ولم يهتمّوا أصلاً الى ما يقوله الناس عن أختيار الأسم من العشيرة والعائلة والأقرباء ووضعوا الأسم المعجزة . هكذا نحن اليوم علينا أن نضع الأسم المعجزة بغض النظر عن التاريخ الكلدو الآشور السريان ، وعندما نختار الأسم سيُباركنا الرب وسوف لا يُعاتبنا بأننا لم تختار من عشيرتنا أو من عائلتنا ، بل العكس سوف يفرح لأننا أجتمعنا وقررنا الوحدة بأسمهِ .
2- علينا استخدام العقل وعدم الأستهزاء بالآراء التي ترتفع هنا وهناك من أجل ألتخلص من الظلام والأمراض التي تُعشعش في عقولنا في تمجيد الماضي ، علينا تحويل أنظار الأخوة نحو السلام والمحبة والأسم الواحد الذي يجمعنا ولا نقوم بتحويل الأنظار نحو الضباب والتحجر والأسماء التي كانت قبل آلاف السنين . ولننظر مثال زكريا الذي نكر كل الأسماء القديمة وأعطانا إسماً جديداً ليتحنّن الرب علينا.
3- الأبتعاد عن التكبر والسخرية وضرب الواحد في الثاني واللجوء الى اصالتنا لأختيار من سيقودنا ونحن فرحانين بأختياره الأسم الذي يجمعنا جميعاً كما فرح زكريا وزوجته وسيقودنا ذلك الى التعاون والعمل الأخوي بكل اخلاص وتفانٍ أما إذا نبقى متمسكين بالقال والقيل وقال فلان وفلان وأسم قوميتنا هو الأفضل والأسم الآخر هو الأقدم فإننا نقود شعبنا الى الهلاك والدمار بدلاً من أن نقوده الى التكاتف والنهوض.
4- الأخوة في المجلس الشعبي وهيئة التنسيق وكافة الأحزاب جاء يومُكُم الآن وقبل غد لكي تتفقون وتختارون الأسم الذي يجمع الكل مهما كان الأسم وعليكم نسيان وأهمال الأسماء كما أهملها زكريا وأليصابات في وضع اسم مولودهم الجديد " يوحنا" ، وبهذا الأتفاق سيبارك الرب بكل من يجمع كما تجمع الدجاجة أفراخها وتضعهم تحت أجنحتها لتحافظ عليهم من البرد والحر.
5- ليكُن درس أختيار الأسم درساً لا ننساه أبداً ، الرسالة التي أعطاها الرب لنا في هذا المثل لهي عظيمة جداً لنقتدي بها وبكل خطوة ، ونقول لبعضنا البعض كل انسان يخطأ ، نحن أبناء اليوم ونستطيع بإرادتنا الخروج من المأزق الذي نحن فيه لكي ترتاح الأجيال وتشكر كل المخلصين.
6- بعد أختياركم الأسم الموحّد سوف ينظر الآخرين إليكم ويخافون من خطواتكم كما خاف جيران وأهل زكريا في النقطة 8 أعلاه لأن عملكُم سيكون مُدعماً من الرب وأساسه الكونكريت المُسلّح والصخر.
7- انتبهوا جيداً لكي تختارون الأسم الذي وضع الشُهداء رقابهم من أجلهِ عبر التاريخ ، قبل الميلاد وبعده ، ولا تختارون أسماء الذين كانوا يقتلون الشهداء بالسيف. فكيف نقبل بالأسماء التي قتلت وذبحت وقطّعت شُهدائنا عبر التاريخ حتى لو كانت قومية أو وتاريخية ولها أمجاد دنيوية. ليكُن شُهدائنا قدوتنا عندما تركوا المال والأراضي والنقود والفضة والذهب من أجل الأيمان بالرب وعدم نُكرانهِ. هل توافقون أيها الأخوة أن تضعوا لنا إسم قاتل إخوتنا وأجدادنا في الأيمان ؟ أنظروا وأقرأوا صلوات الشهداء في الكُتب الطقسية وأستنتجوا بأنفسكم .
الرب يحفظ الجميع ويُبارك كل من يدعو الى الخير والسلام والمحبة وشكراً.
مسعود هرمز النوفلي
18/1/2010

86
هل الكلداني المسيحي المُؤمن هو أبن عم الآشوري المسيحي المُؤمن؟

الجواب من أحتمالين إما كلاّ ليسوا أولاد العم ، أو نعم انهم أولاد العم.
سأبدأ بالأحتمال الثاني ولنفرض أنهم أولاد العم بالطبيعة دنيوياً. ذكرتُ أعلاه بأن الأثنين مسيحيين مؤمنين ولهذا تنطبق عليهم كل الآيات التي وردت في الأنجيل وعلى الجميع تطبيقها، لننظر الى انجيل القديس يوحنا الفصل 17 ألآية 11 يقول الرب "لن أبقى في العالم أما هُم فباقون في العالم ، وأنا ذاهب اليك . أيها الآب القدوس ، إحفظهم بأسمك الذي أعطيتني ، حتى يكونوا واحداً مثلما أنت وأنا واحدٌ ".
عندما صلّى يسوع من أجل التلاميذ وقال هذه الآية فإنه يقصدنا نحن أيضاً لأن المؤمنين بهِ باقون في العالم وبقاؤهم سيكون مُصان ومحفوظ باسم يسوع الذي منحه الآب لهُ ، كان يعلم يسوع بأنه ذاهب وسيترك الشعب في أمانة الآب القدير ومشيئته وكانت كلماته مثل الوصايا التي يعطيها الأنسان الذي يعلم يوم وفاته ويجمع أولاده وينصحهم للخير والمستقبل السعيد . عندما يطلب يسوع الحفاظ علينا باسم الآب هذا يعني لنا الكثير والطلب مشروط وذلك إذا لا نحمل الأسم الذي أعطاه لنا فسوف لا يهتم بنا ولا نعني شيئاً أبداً وهذا هو المنطق في الرياضيات ، حيث هناك جملة وهناك نفي الجملة والحالتين صحيحة . من هنا إذا نختار بارادتنا أسماً آخر وحسب الأهواء فانه سوف يرفضنا ونصبح خارج القطيع متشتتين مهزومين ومتخاصمين ونأكل لحوم بعضنا البعض ، ومن هنا فأن يسوع عندما يطلب لنا الوحدة كان يعرف كيف سينزلق الشعب نحو الدنيا وما فيها من نزواتٍ وأمجادٍ وكراسٍ ومالٍ وغير ذلك ، يسوع يُرشدنا بأن نكون مثل الآب والأبن والروح القدس أي يرغب أن نكون واحداً لا أثنين في المسيح ، بعبارة أخرى في المسيحية كلنا يجب أن نكون أخوة وليس أولاد العم كما يدعي البعض وإذا رغب البعض بأن يُمزقوا المسيحيين بهذا الأسلوب فأنهم يُمزقون الثالوث ونستطيع أن نقول لهم أنتم لا تؤمنون بالثالوث لأنكم لا تؤمنون بانكم واحداً في المسيح له المجد ، يسوع يريد ويطلب لنا بأن نكون واحداً مثل الثالوث المقدس الذي يتساوى فيه الآب والأبن والروح القدس ، إذا نؤمن بالوحدة فسوف يحفظنا وإذا ننكر الوحدة فسوف يطرحنا خارج القوس.
يقول يسوع أحفظهم باسمك ولم يقول أحفظهم بالأسم القومي أو اسم الشعب أو أسم الملك أو غير ذلك ، أنه يريد أن نكون واحداً بعيدين عن الدنيويات والعالم الزائل ويجب أن نكون مع الآب وبأسم الآب ومؤمنين حقيقيين حتى يحفظنا ، عندما نكون واحداً فاننا سنكون بالروح والعمل والآراء وكافة الأعمال متفقين بعضنا مع البعض مثل الجسد الواحد والنفس الواحدة والشكل الخارجي واحداً لا أثنين وإذا أصبحنا كذلك فإننا سنكون متشابهين بالآب والأبن والروح القدس .
الآن لنا الأختيار ، نكون واحد كما يريد الآب فانه سوف يحفظنا ولا خطر علينا أبداً وإلا سوف نتمزق ونندثر كما أندثرت كوخي والحيرة وغيرها الكثير.
أما عند الأجابة على الأحتمال الأول بالقول كلا لسنا أولاد العم وهنا يُمكننا طرح أحتمالين آخرين أيضاً ، إما نحن أخوة وهذا رائع جداً ، إذا نحن مسيحيين مؤمنين سنكون قديسين ويحفظنا الرب بحمايته بالصلاة والصوم واكمال جميع الوصايا بشعب واحد مُوَحّد ، أما إذا نقول كلا فنحن لسنا أولاد العم ولسنا أخوة . هنا سنكون مسيحيين بالأسم فقط لأن المسيحي المؤمن أينما كان هو أخ للمسيحي المؤمن الآخر بحسب الآية المذكورة وسيبقى أخيه في الروح ولا أنفصام بين الأثنين أبداً .
خلاصة الموضوع : أقترح الى جميع المُدّعين بالقومية من المؤمنين بالمسيح مراجعة كُتب اللاهوت ويحكموا على أنفسهم وقراراتهم قبل خراب البصرة كما يقول المثل ، لأن على ما يبدو لم نتعظ وعندنا من التقصير ماهو الكثير بمعرفة الأنجيل وبماهو مطلوب من عندنا. وأيضاً لم نقرأ المقالات التي تدعو الى الوحدة وهي كثيرة من الأعزاء الكُتاب حفظهم الرب وأتذكر الكثير منها كانت الى الأخ العزيز سمير شبلا " يا مسيحيوا العراق أتحدوأ " . ولا ننسى هنا الشرط أن يكون مسيحي مؤمن. وختاماً أرغب بتوجيه سؤال واحد الى كافة الآباء الكهنة والمؤمنين المسيحيين الذين لهم أطلاع في المعاهد التثقيفية واللاهوت ، هل أنا على خطأ في هذا الموضوع القصير؟ إذا لم أكُن على خطأ فيجب إعادة النظر بالحسابات والتوجه الى الأيمان الحقيقي وليس الى القشور ، يجب أن تكون قلوبنا نظيفة وبيضاء صافية أكثر من الملابس البيضاء التي نلبسها عند الخدمة ،  الرب يحفظ الجميع وشكراً.
مسعود هرمز النوفلي
13/1/2010

87
كلدو وآشور وسريان وقصّة الرجُل والحيّة
   القصة مُوَجهّة الى البعض من أبناء شعبنا، هذه القصة رمزية تعطينا دلالات وأهداف في غاية الأهمية عن واقعنا المرير الذي نعيشه وخاصة عندما تحاول القلة القليلة جداً من الأخوة التلاعب بمصير شعب أصيل وعريق وقديم قِدَم الأرض، لهذا رغبت التنويه حتى لا نُصاب بالغرور والأبتعاد عن البيت الواحد والكنيسة الواحدة. وضعت أبناء الملك باسماء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري الذين يبتعدون عن الروح الحقيقية للأخُوّة الحقيقية. القصة والعهدة على الراوي قد حدثت في حوالي السنة 300 بعد ميلاد ربنا يسوع المسيح له المجد.
كان الى أحد الملوك ثلاثة أولاد (كلدو وآشور وسريان) وقبل وفاته بيوم واحد استدعى أولاده وتحدث معهم عن الدنيا وأمرهم بأختيار واحداً منهم ليصبح خليفته بعد وفاته مباشرة بغض النظر عن العمر لكي تستمر ملكوته ووراثته لها. وبعد أن انتقل هذا الملك الى رحمة الله اجتمع الأبناء وناقشوا أمر أبيهم وتوصيته في الخلافة لأختيار واحداً من بينهم، وبعد المناقشات الطويلة والمستمرة التي أوصلتهم الى أن يذبح أحدهما الآخر لولا تدخل الخيرين من الناس، لقد فشلوا في الأختيار وبقيت المشكلة وبعد التشاور للمرة الأخيرة أتفقوا بأن يذهبوا الى ستة أشخاص من العقلاء ليحكموا بينهم من أجل اختيار الخليفة المناسب. ذهبوا الى الأشخاص الستة وبعد سرد القصة وطلب المساعدة منهم أصبح كل شخصين مع ولد واحد أي كل اثنين اختاروا ملكاً واحداً من بين الثلاثة وللأسف لم يتم الوصول الى الحل الذي كان يرغب بهِ والدهم الملك وبعد قليل أخبرهم أحد الأشخاص بوجود شخصاً يعيش في كهفٍ قريب وحيداً فريداً وكان قد جاء الى هذه المنطقة كسائح واسمه أنطونس وأقترح عليهم بأن يذهبوا جميعاً لأستشارة هذا السائح الغريب، اقتنع الجميع وذهبوا الى الكهف ونادوا بأعلى الصوت على أنطونس، وبعد دقيقة جاء أنطونس وسألهم عن ارادتهم منهُ، عندها سرد القصة أحد الأشخاص الستة وبعد أن سمعها أجاب موجهاً كلامه وحديثه الى الأخوة الثلاثة " لو كان والدكم الملك قد أحسن تربيتكم لكُنتُم قد أنهيتم الوصية والأختيار بسهولة ، ولكن والدكُم لم يُحسن تربيتكم والآن كل واحد منكم يرغب بقتل أخيه بالسيف أو بالسم ليبقى هو فقط الملك الخليفة طمعاً بالمال والخدم والحشم والجاه وأضاف وقال " قصتكم تشبه قصة الرجل والحية " ، أذهبوا بسلام إنكُم لا تستحقون اللقب لأن كل واحد منكم عقلهُ وتفكيره ليس بحُب الخدمة الصافية ولم شمل العائلة والوحدة والتكاتف وإنما يرغب كل واحد منكم أن يأخذ اللقب لغايات ليست ايمانية وليس لها أية صلة بالأخلاق الحميدة وخدمة الله وبهذا لا يستطيع أي واحد منكم بأن يكون خادماً وقائداً لأخوته كما قال المسيح وإنما كل واحد منجرف بحسب رغبته في الجلوس على الكرسي لكي يأتي الناس ويخدموه ويأمر وينهي عليهم ". بعد برهة قصيرة من الوقت طلب الجميع من أنطونس أن يُحدثهم عن قصة الرجل والحية.
ما هي قصة الحية؟ هذه القصة رمزية وتربوية خلاصتها وجود حية في ثقب جدار أحد البيوت الذي كان يسكن في رجل وزوجته وابنهم وخادمهم وعنزة حلوب واحدة وحمار ، في أحد الأيام راقب الرجل هذه الحية لكي يتخلّص منها ويقتلها وجاء ببطأ الى جوار الجدار وشاهد في الثقب بيضة ناعمة صغيرة صفراء، أخذها وإذا هي عبارة عن ذهب خالص غرام واحد، فرح الرجل جداً وأخبر زوجته وابنه بأن الحية تبيض ذهب وأوصاهم بكتمان السر وعم اخبار أحد بذلك وقرر عدم قتلها وجاء في اليوم التالي وأخذ بيضة اخرى ذهبية ، ازدادت فرحته وبمرور الأيام جاء الحية وعظّت العنزة التي كانت تعطيهم الحليب اليومي وماتت العنزة ، انقهر الرجل وزوجته وقالوا بما أن الحية ترزقنا بأكثر من الحليب الذي كانت تعطيه العنزة فليس لنا مشكلة وسوف لن نقتل الحية وبعد ايام جاءت الحية الى الحمار الذي كان يمتطيه يوميا بالذهاب والأياب وقتلته ، انزعج الرجل كثيرا وبعد أن أخذ راحته قال لزوجته لن أقتل الحية لأنها يوميا تعطينا رزق جديد وافضل من العنزة والحمار وهكذا أبقى على حياة الحية ، دارت الأيام والأب فرحان جدا بالذهب والطمع الدنيوي الى أن أستطاعت الحية سم الخادم وبعدها الأبن وقتلتهما ، عندها قرر ان يقتلها وسمعت الحية بذلك وأختفت ولم يرى الرجل الذهب الذي كان يجنيه يومياً منها ، لأنه طمّاع اشتاق للذهب وأقترب الى أمام الثقب الذي فيه الحية وبدأ يترجاها لكي تشتم الهواء وتبيض كالسابق ، رضخت الحية وخرجت وتحتها بيضة الذهب التي اخذها الرجل بفرح أشد من السابق وهكذا استمرت الأيام الى أن جاءت الحية وسمّت زوجته فأصبح كئيباً جداً وقرر قتلها والتخلص منها وأخبر أقربائه بكل ماحدث وجاء الى مكان الحية وشاهد بيضة أكبر وزنها حوالي خمسة غرامات وهي دُرّة جميلة ، أخذها وأرتاح جدا ونسى همومه ومآسيه وكل ماحدث له وبدأ يوميا يُنظف مكان الحية ويعتني بهِ لأنها تبيض بيضة أكبر من السابق بغض النظر عن كل ما عملتهُ بهِ وفي أحد الأيام جاءت الحية بهدوء وسمّت الرجل ومات غير مأسوفاً عليه لأنه أحبّ المال والملذات وكما يقول المثل طَمَعهُ قَتَلَهُ ، وعندما سمع الجيران بالحادثة قالوا هو الذي قتل نفسهُ ويستاهل الموت!!.
مغزى القصة: قال أنطونس الى الأخوة أن هذا الرجل كان طماعاً يحب جمع المال أكثر من تربية ولده وعائلته ، لقد التهى بجمع المال وكانت أفكاره متجهة دائماً نحو الشهوات المادية بعيدا عن التفكير بالتربية والأخلاق ، كان يفرح في ما يجمعه من الذهب ليضعه في القاصة أكثر مما يفرح بتعليم ابنه وأخوته وأقربائه ، لقد قتلهُ الطمع وسمّته الحية التي التهى بها، هكذا فان الانسان الذي يُقصّر في تربية أبنائه وتعليمهم وتهذيبهم سوف يأتي يوم يكبرون ويقومون بتسميمهِ كما سمّت الحية الرجل وكل من كان يسكن معه في البيت. وقال لهم لو كان أبيكم مُهتماً بكُم وبأخلاقكُم ما كُنتم قد وصلتم الى الحالة التي أنتم فيها الآن ولهذا أنتم لا تستحقون لأن يكون أي واحد منكم ملكاً.
الأخوة الأعزاء من أبناء شعبنا الكلداني الآشوري السرياني، القلّة من أخوتنا لا يتجاوز عددهم أصابع اليد يرغبون بالملوكية والسلطة والمقرات والكيانات التقسيمية على حساب الوحدة والعمل المشترك ويعملون لخلق كيانات سادت ثم بادت وبأسماء الصنم التي مَزَّقتها المسيحية ، انهم يعملون ضد مجرى التاريخ والكتب والكنيسة المشرقية الواحدة. أرجو أن لا تأخذون على الكاتب بأنه ضد الآباء والأجداد الذين لم يُحسنوا تربية الأجيال من بعدهم لأن الأولاد المفترضين أعلاه هُم أولاد اليوم وليسوا مُخولين من الأجداد لكي يختاروا ملكاً على الشعب!! ولم يعطي أي ملك من الملوك وصيتةُ الى هؤلاء وأمثالهم بتتويج الملك عليهم، فيجب التحاور والتباحث والأحكام الى التاريخ وذوي الأختصاصات من أبناء شعبنا بدلاً من التناحر والتصادم وبدلاً من أن يهلكوا جميعاً كما هلك ومات صاحب الحية، نرجو الله أن يحفظ الجميع وشكراً .
مسعود هرمز النوفلي
11/1/2010 

88
المسؤول والكتابة بالسورث بين الصح والخطأ
    الأعزاء من أبناء شعبنا في كافة أنحاء العالم
بناء على طلب أحد الأخوة لكي اكتب له أسماء المرحومين والده ووالدته مع عبارة رثاء قصيرة بالآرامية أو السورث ليحفرها على مرمر القبر ، قُمتُ وأخذت قاموس المثلث الرحمة المطران مار يعقوب أوجين منا وبمعلوماتي البسيطة كتبْتُ ماكان يرغب صديقي، علماً بأنني تعلمت هذه اللغة من الآباء والأجداد والفضل الكبير يعود أيضاً الى المرحوم الأب الفاضل الخوري ميخائيل كَني الذي كان المسؤول عن كنيستنا آنذاك حيث كان يجمع الطلاب لتعليمهم اللغة والأيمان والف الف رحمة على روحهِ الطاهرة .
اثناء كتابتي للموضوع في لغتنا أردتُ الدخول الى الأنترنيت لمعرفة ما يكتب البعض من اخوتنا إن قلنا بالسورث أو السريانية أو الآرامية سموها ما شئتُم وكانت لي المُفاجأة بما شاهدت وقرأت. ومن النماذج التي أطلعت عليها ما هو مذكور أدناه، الرسالة أو البرقية التي قُمتُ بتصويرها وعملتُ لها سكانْ كصورة حتى تبقى الحروف الآرامية واضحة الى الذين لا توجد في حاسباتهم الفونتات ووضعتها بهذا الشكل للقارئ الكريم بعد أن حذفتُ قسماً منها واسم المرسل ومنصبه أو الجهة التي يقوم بتمثيلها بين أبناء شعبنا :


الأخوة الأعزاء
من الجميل جداً أن نتعلم لُغة الأم ونكتب بها ونتخاطب من خلالها ، أن الرسالة أو البرقية التي تُشاهدونها قد كُتبت في يوم 11 من شهر نيسان 2009 من أيام عيد الفصح المجيد، نلاحظ في السطر الذي يلي التأريخ شعار عيد الميلاد بالعربية المجدلله .... وبعده السطر الآخر بالآرامية أو لنقول بالسورث وأكتبه بالكَرشوني لكم (عيذا دبيث يلدا بريخا وكُل شاتا وامّنْ كًلْ علما ببصخوثا!ّ) أما السطر الذي يليه فهو بالعربية كما تلاحظون والخاص بعيد الفصح ، وبعد ذلك الى قداسة ...... الخ.
مناقشة مفتوحة مع الأخ المُرسل وللفائدة العامة لجميعنا أقول :
1- إذا أنت قد كتبت هذهِ الرسالة الى أعلى مسؤول في كنيستنا ولديك المام بسيط في اللغة الآرامية فكان من الأفضل أن تقوم بتدقيقها لكي لا تختلط الأمور عند القارئ، لأن الذي يقرأ السطر الخاص بالتاريخ يتوقع أحداث عيد الفصح ولكن الأسطر التي بعد التاريخ تُشير بأن الرسالة هي لعيد الميلاد في العربي وفي السورث!! وبعدها تأتي وتذكر عيد الفصح، أين الصّح وأين الخطأ؟
2- إذا ليس لديك المام ومعرفة في الآرامية وخاصة بصفتك مسؤول في تجمع، أعتقد كان من الأفضل أن تستشير أحد الأخوة من أبناء شعبنا الكلداني الآشوري السرياني لكي يكتب لك عبارة عيد الفصح بالآرامية أو السورث الدارج بيننا بدلاً من ارسال الرسالة بالوضع الذي شاهدته أنا وغيري والمنشور في موقع مهم أو اكثر.
3- لقد انتقدني أحد الأخوة في احدى المرات لأنني أخطأت بالعربية وهي ليست لغة الأم بالنسبة لي حتى أتقنها بصورة ممتازة ولا أخطأ بقواعدها أحياناً، لغة الأم بالنسبة لي هي السورث والحمدلله أتكلم وأكتب غيرها ولست مُجبراً أن أكون من الفطاحل في اللغة العربية والحمدلله جاءه الرد من عدة أشخاص بأن المسيحي يعطي في مقالاتهِ مضمون الفكرة من أجل أيصالها الى الآخر والقواعد ليست بأهمية بقدر توصيل ما نرغب بطرحهِ . أرجو منك أن تعود الى مقالتك وتلاحظ كم من الأخطاء في اللغة العربية أيضاً تحتويها رسالتك وعتبي عليك بصفتك مسؤول وتتحمل المسؤولية، من الأفضل أن تكون البرقيات والرسائل الخاصة بالمسؤولين خالية من الأخطاء اللغوية قدر الأمكان واستشارة الآخر مطلوبة.
4- لا أعلم بأن أبينا البطريرك قد قرأ رسالتك أم لا ولو فرضنا بأنه قد قرأها ، السؤال هو: هل جاءك الرد؟ وماذا كان شعوره عندما شاهد تحية ميلاد يسوع وقيامته في نفس البرقية أو الرسالة؟!!
5- لا أعلم ماذا كان رد فعل مسؤولك الأعلى والآخرين من الأخوة وهل لاحظوا ذلك أم عبرت كما تعبر الكثير من الأخطاء التي نتحمّلها جميعاً؟
6- بصفتك كمسؤول وأنت تُدافع بشدة عن أبناء القوم يجب أن تكون أنت المعلم والقدوة في كل شئ ومن ضمن ذلك كتاباتك وخاصة التي تُنشر في المواقع.
الأخوة الأعزاء جميعاً ، نتمنى أن يتعلم كل فرد من عندنا لغة الأم كتابة وتكلماً وما أحلى وأطيب وأجمل عندما نتعامل بالسورث مع بعضنا وبدون أخطاء لأنها لغتنا التي نعتز بها الى الأبد. يجب أن لا نستهين بمثل هذه الأخطاء وغيرها التي تُعرض أمام الجميع ، وشكرا لكم جميعاً والرب يبارك فيكم وفي كل المسؤولين.
مسعود هرمز النوفلي
5/1/2010  

89
هَلْ حُبْ المالْ يصبَحُ شَرَّاً؟


    تطرح موسوعة ويكيبيديا لصاحبها جيمي ويلز تعريفاً مُختصراً لكلمة الشر التي نسمع بها وتُصادفنا في حياتنا اليومية، هذا التعريف هو كما يلي بين القوسين بالضبط : " مصطلح الشر هو مصطلح يُقصد به في الدين وفي الأخلاقيات الجوانب السلبية في تفكير بني البشر وسلوكهم ، وهو يتطرق إلى أولئك الذين يكفرون عمدا بضميرهم ويُظهرون رغبة في التدمير. تستخدم الكلمة في كثير من الثقافات لوصف الأعمال والأفكار التي تتطلع (بشكل مباشر أو غير مباشر) إلى التسبب بالمعاناة أو بالموت. يختلف تعريف الشر من ثقافة إلى أخرى."
    من التعريف نستنتج ماهو مَخفي في دواخل الأنسان، قد تكون أحياناً افكاراً كامنة غير مُترابطة تنشأ نتيجة الغريزة أو الحواس كالنظر والسمع أو ما يكتسبهُ من التربية ، تتجمع هذه الأفكار في عقل الشخص وبالتالي تؤدي الى أن ينطق بها أو يعمل بالكلام السلبي الناتج عنها في نواحي مُختلفة من السلوك وفي التعامل مع الآخرين ضمن العائلة والشارع والمجتمع كَكُلْ عندئذٍ ندرك مغزاها وأهدافها، وأحياناً يتولد عند هذا الشخص شعوراً داخلياً يجري بِصَمْتْ مع الدم ليصل الى الجوانب الغير صحيحة والمُنحرفة في التفكير والتصرف الشخصي قد تصل بين فترة وأخرى الى نقطة الشواذ، من هنا يأتي ما يقوم بهِ هذا الأنسان استجابةً الى الشعور الداخلي لتحليل الأمور والقدرة على ابراز السلبيات وأضهارها للعلن بصورة غير سوية وغير مدروسة وفاشلة وسطحية في اتخاذ القرارات حيث يكون تأثيرها على المجتمع الذي يقوده كبيرة ومأساوية ومُدمرّة فمثلاً عند التفكير بالمال فقط واشتهائهِ لهُ بدون حدود يؤدي بهِ الى الهلاك وانكار الله والطمع وعمل أنواع كثيرة من الأعمال الشريرة التي تُحرِقه وتُحرِفهُ عن طريق الخلاص والقيم الأيمانية التي يجب أن يتصف بها كمسيحي.
    قُمت بتلخيص ما يهمنا من كلمة الشر التي يذكرها القديس مار بولس الرسول في رسالته الأولى الى تيموثاوس بقولهِ " حُبُّ المال أصل كلِّ شَرِّ ، وبعض الناس استسلموا اليهِ فضَلّوا عن الأيمان وأصابوا أنفسهم بأوجاعٍ كثيرةٍ . " ووجدتُ أن هناك علاقة وطيدة بين حُب المال ووضعنا المأساوي الحالي الذي نعيشهُ هذهِ الأيام لأن مثل هذا الحُب يصبح كالسرطان يأكل بجسد الأنسان حتى الموت، وإذا لا نستطيع مُكافحة آفة هذا السرطان فإننا سوف نزول ونغرق في أعماق الكون ولا تُفيدنا أجهزة المناعة في الجسم ولا الأشعاعات الكيميائية ولا الأطباء الأختصاصيين ، وسوف لن يبقى لنا إسماً في الوجود. من الصَّحْ أن نقول بأن الجميع بحاجة الى المال في شراء المواد الغذائية والفحوص الطبية والزواج ومساعدة الفقير والدراسة والسكن وشراء جميع المستلزمات التي يحتاجها الأنسان ، فالمال الذي نحصل عليه بجهودنا العادلة يكون لنا حلالاً ونستطيع التصرف بهِ بعقلانية كما يريد الرب ، أما المال الذي يستخدمه الأنسان في ملَذاتهِ وشهواتهِ وأستعلائهِ على الآخرين والسيطرة على أفكارهم وشراء ذمَمَهُم فهذا سيكون حرام ومنه ينبع الشر الذي تحدثنا عنه ، إذاً علينا أن نكسب المال بحلال وننفقهُ بحلال أيضاً.
    ديننا يدعونا الى الغفران والتسامح والعيش بخبزنا كفاف يومنا ، وصلواتنا تدعونا أن نحترم الآباء والكبار والقريب وأن نصغي الى الحِكَم والأمثال الموجودة بكثرة في الكتاب المقدس ، فعند استخدام المال علينا النظر للتغلب على كل شر يصادفنا عبر الحوار واحترام الآخر وبتعقل وعدم تضخيم السلبيات التي تفرّقنا ، وأيضاً عند التفكير بالمال علينا الألتزام وتشجيع كل ماهو في صالح وحدتنا القومية والشعبية والأيمانية والكتابة وتوعية المجتمع بان الأمور التي توحّدنا هي أكثر بكثير من المواضيع التي تُفرّقنا ، علينا أن لا نجعل من السلبيات مادة اساسية في تفكيرنا وذلك لكي نُسيطر على نزواتنا الشريرة ، علينا وضع المال من أجل تعليم أولادنا وعوائلنا للأبتعاد عن كل ما هو سلبي وعن كل ما يؤدي الى زيادة الأنشقاق وتباعد الأفكار ، يقول القديس يوحنا الذهبي الفم هناك خصائل رديئة في الأنسان منها "  السكر، زلاقة اللسان، الحماقة، الحقد، العجرفة، الخلاعة، كلام حدة الطبع، الإفتراء، الحلف ، الفسق، المشاكسة، التهور، الانحلال الخلقي " . ونستطيع أن نضيف اليها مايلي مثلاً: "  الأنتقام ، الخصومات والتهجم ، الكراهية للشخص الآخر والأنتقاص من قيمتهِ وعدم الأحترام والأستخفاف بهِ والتعالي على الواقع والتكبر ، الفتنة والتلفيق والتهم والخبث ، الحرب ، الخيانة ، الكذب ، البذخ والتبذير ، الأغتصاب ، الخداع والقسوة ، الحسد ، العناد والطغيان ، الرشوة والفساد ، الوشاية والدجل ، الأدمان و الشرب المفرط والمخدرات .
    لو نظرنا الى جميع هذه الكلمات والمصطلحات نرى بأن هناك أعمال سيئة جداً ومُدمّرة ترافقها وملازِمة لها تترك فينا أثراً لا يُمْحى ، ومن هذه الأعمال الجرائم المتنوعة ، واطلاق العيارات النارية أحياناً والتدمير والصوت العالي والفوضى والأعتداء الجنسي والزنى والتجديف على اسم الله والحلفان بالباطل وغيرها الكثير التي تقود الأنسان الى الشر والخلافات والحساسيات بدلاً من التوحيد والألتصاق الأخوي الصادق وبهذا الصدد يضيف القديس يوحنا الذهبي الفم بقولهِ " هناك أعمال يقوم بها الأنسان تؤدي الى الشر أما استفحال وتفاقم السيئات عنده بدلاً من الحسنات والتعايش السلمي يؤدي بهِ الى المزالق والمصائب " . ولو نقارن قول القديس بولس الرسول مع كلمة الشر وحُب المال، نرى بأن أغلب هذهِ الشرور تصادفنا عند التفكير بالمال وكيفية الحصول عليه وطَلَبْ الغِنى، يُؤكد مار بولس الرسول ويقول "أما الذين يطلبون الغِنى فيقعون في التجربة والفخ وفي كثير من الشهواتِ العمياءِ المُضرّة التي تُغرق الناس في الدّمارِ والهلاكِ". أنّ ما يدور الآن بين بعض المسؤولين الدينيين والعلمانيين من أحاديث هو المال والحصص التي يجب أن تُعطى الى الكيان الفلاني والجماعة الفلانية ، بعبارة أخرى فان أغلب ماحدَث ويحدُث الآن هو من مصائب التفكير بالمال ولهذا نحن نضع أنفسنا في الدمار والخراب مع الأسف الشديد ونبتعد عن الأيمان الحقيقي الذي يدعونا الى نُكران الذات والأبتعاد عن كل الأمور السلبية التي ذكرناها والتي تقودنا الى الهاوية والهلاك والأنشقاقات والفرقة والأبتعاد الواحد عن الآخر. ولهذا لو قرأنا مرة أخرى مفهوم كلمة الشر أعلاه سنلاحظ بأن المال هو الذي يقودنا تدريجياً الى الموت والدمار والزوال ومنه جاءت الأنظار الى ما يُسميه البعض بالكعكة والآخر بحصة الكلدان والآخر بحصة المسيحيين ، حُبّنا للمال جعلنا نستنبط أسماء وأفعال بعيدة جداً عن واقعنا السليم ومنها نقترب للدخول في الواقع المتشرذم. فلكي نعيد التوازن في تصرفاتنا علينا الأبتعاد عن حُب المال والتفكير بهِ وخاصة من قبل المسؤولين في كل أنواع المسؤولية لأن أعمالهم هي التي تجعلهم بأن يُصابوا بالجروح والقروح والآلام التي لا يُمكن شفائها والتي تعصف بهم وبنا في كل ما نُعانيه من ويلات وموت بطئ كما جاء في تعريف الشر. إن الغِنى هو بالأعمال الصالحة وعمل الخير الذي يُخزَن في السماء لأنفسنا كما يقول مار بولس الرسول لكي نكون حذرين حتى لا يصبح المال إلهنا . وهنا يُمكننا أن نسأل البعض ونقول لهم " هل المال يعطيكم المحبة التي يوصينا بها الرب ؟" هل حُبّكُم للمال يختصر لكم طريق الوصول الى الملكوت؟
    يجب أن لا ننسى بأن هناك الكثير من الأعمال الأخرى التي تنخر في مجتمعنا هذه الأيام والتي تؤدي بنا الى الشر وأنواع عجيبة من الشرور وكلّها مرتبطة بصورة أو بأخرى بحُب المال الذي يُحذرنا منه مار بولس الرسول، منها مثلاً المحاصصة الطائفية والقومية والدينية وغلاء الأسعار وارتفاعها باستمرار والشراء بالدّين والأقساط والأخبار العاجلة في صعود البورصة ونزولها وفرق الدولار بالتعاملات اليومية واسعار النفط والحذر والحيطة في الصرف والتحويل والبيع والشراء والأستهلاك أكثر من المقرر واهدار الثروة والطمع وشهوة زيادة الممتلكات والمقتنيات.
 الخلاصة: مار بولس يدعونا الى نبذ حُب المال لأنه أساس كل شر وقاعدة كل الأعمال الشريرة ويدعونا برسالتهِ الى العبرانيين 13 : 5 بقولهِ " لِتَكُن سيرتُكُم مُنَزّهة عن محبةِ المال وأقنعوا بما عندكم". قال الله : "لا أهمُلُك ولا أترُكُكَ" ، والقديس يوحنا الذهبي الفم يُحذرنا من الأنزلاق عندما تتفاقم السيئات وتستفحل في التفكير الشرير والرب يسوع له المجد في انجيل متى 6 : 24 يٌعلّمنا بأننا لا نستطيع أن نخدم سيّدين " لا تقدرون أن تخدموا الله والمال" ولهذا إذا رغبنا أن نعيش كما يريده رب المجد فعلينا الأبتعاد عن كل ماهو من الشر وأصلهِ ، أتركوا التفكير بالمال وبعد ذلك تجدون حكمة الرب تعطيكم من حيث لا تعلمون وكل شئ يزداد لكم وتستطيعون حل مشاكلكُم براحة البال وإذا لا ترغبون بترك التفكير بهذا الشر الرهيب ستعيشون بعذاب الى الأبد ، وللأسف أقول نحن سنصل معكُم الى الشر الأبدي الذي هو الموت ولا يفيدنا الندم . نطلب من المسؤولين أن يكون حُبهم للمال من أجل البناء والأصلاح بعيداً عن الشر، كما ونطلب من الرب الرحمة للجميع لكي يُنقذنا من الشر والأشرار والشرور التي تحيطُ بنا وهو قادر أن يشفينا ويسمع أصواتنا لأنهُ قال أطلبوا تجدوا.
كل عام وانتم بسلام
مسعود هرمز النوفلي
1/1/2010

90
المُتعصبون و قصة الفيل والعُميان


   عندما ننظر الى واقع أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري نرى هناك مجموعة كبيرة من الكُتاب تكتب وتتحدث باستمرار عن توحيد الشعب باسم واحد يُمكن الأتفاق عليه بالمحاورات والتوافق مهما طال الزمن وهذه المجموعة تنطلق من المعطيات التاريخية والجغرافية والأيمانية والشعبية المتوارثة عبر القرون الى يومنا هذا وبانطلاقها نحو الهدف الذي يتمناه كل واحدٍ مِنا تطرح الحلول الملائمة والواقعية التي يُمكن الأخذ بها لتخليص الشعب المتألم والمظلوم والذي يبحث عن الأسم الذي يجمعهُ شعبياً وقومياً .
   ولكن هناك عدد قليل جداً من الكُتاب المتعصّبون الذين يكتبون مقالاتهم بعصبية وعنف حيث تشبه تحليلاتهم للوضع المأساوي الراهن الذي نحن فيه الى قصة العميان الثلاثة والفيل ، هذه القصة تتحدث باختصارعن رغبة البعض من الناس باختبار العُميان الثلاثة والطلب منهم تحليل الوضع وما شاهدوه وما هي آراءهم بذلك . تم ادخال فيل ضخم الى غرفة كبيرة وبعد ذلك تم الطلب من العُميان الثلاثة لكي يدخلوا الى الغرفة التي فيها الفيل لكي يتحسسوه ومن ثم يقومون بوصفهِ وبعد دخول كل أعمى بمُفردهِ والأنتهاء من التجربة وأخذ العُميان الى الخارج تم توجيه سؤال واحد لهم وهو بأن يصف كل واحد منهم ماذا شاهد وما هو وصفهُ الى نوعية وشكل هذا الحيوان الذي يُسمى الفيل الذي قام باختبارهِ لأن أي واحد من العُميان لم يتعرف الى الفيل سابقاً ، تحدث الأول وقال أعتقد ان الفيل هو عبارة عن أربعة أعمدة مُثبته على الأرض فقط ، وتحدث الثاني وقال بأن الفيل هو عبارة عن ثُعبان كبير جداً ، وتحدث الثالث وقال بأن الفيل هو عبارة عن مكنسة ولا غير ذلك . بعد ان سمع كل واحدٍ ما يقوله الآخر بدأت المُشاجرات والمُناقشات العنيفة بينهم ، كل واحد يتهم الآخر بعدم المعرفة وعدم الفهم وعدم الأحساس والكذب وأدت هذه المناقشات الى التراشق بالأيدي والألسنة وكل واحد بقي مُتمسكاً برأيهِ مُتهماً زميله بالجهل والأنحراف والتخلف . بدأ الناس الذين قاموا بهذه التجربة بالضحك على العُميان وبدأوا يوضّحون لهم شكل الفيل وكيف هو هذا الحيوان ومواصفاته ، ولكن قبل ذلك بدأوا بتوضيح آراء وأحاسيس العميان عمّا تحسسوا به وقالوا : عندما قال الأول بان الفيل هو أربعة أعمدة كان كلامه صحيحاً لأنه تحسّس الأرجل الأربعة للفيل فقط ومن ثم خرج من الغرفة والثاني عندما قال بان الفيل هو عبارة عن ثعبان كان كلامه صحيحاً لأنه تحسّس خرطوم الفيل فقط ولم يتحسّس قطعة أخرى منه والثالث قال بأن الفيل عبارة عن مكنسة كان كلامه أيضاً صحيحاً لأنه تحسّس ذيل الفيل فقط ولا شئ آخر .
تحليل القصة : كل أعمى تحدث بصدق عما تحسّس بهِ ولَمَسَهُ وذلك حسب الفهم الذي يملكُهُ والتجارب التي قد مرّت عليه في السابق خلال حياتهِ قبل هذا الأختبار وبالتأكيد كل واحد منهم لم يكذب على الآخرين وكان يروي حسب ما تخيلَهُ وما أحسّ بهِ وقد أعطى تفسيراً صحيحاً بما يفهم ويتصور ، بعبارة اخرى فان الآراء المختلفة التي أعطيت لا تعني بأنهم على خلاف أو تناقض يؤدي بهم الى الأقتتال والأتهام بالخيانة والجهالة والأستهزاء بالغير والكلمات الناقصة التي يجب أن نتجنبها ، ان الكلمات التي نطق بها كل أعمى كانت صحيحة وفق القطعة التي لمَسها بيديه ووفق تفكيره وتحليله للموضوع ، هل كذب أحداً منهم في وصفهِ للحالة ؟ الجواب كلا ، بالتأكيد كان جواب كل أعمى صحيحاً . من جانبٍ آخر فأن لكل رأي هناك رأي مقابل قد يختلف تماماً عن الرأي الأول وهذا يأتي من حرية التعبير والكلام والفهم المتشعب باتجاهات تخدمنا ولا ضرر بذلك ، وأحياناً فأن أختلاف الآراء يعطينا القوة والأندفاع للوصول الى الحقيقة عبر ما نُفكّر بهِ أو نقرأه أو نسمعهُ من آراء .
البعض والقلّة جدا من إخوتنا عندما يكتبون رأياً في موضوعٍ ما يتوقعون بأن ما يكتبون من التحليل في مسألة مُعينة هو قمة الحقيقة ولا توجد أي حقائق أو مُعطيات أعلى وأقوى منها وكل من يعترض على ما يُسطرونهُ من مسائل فهو خارج الطريق ومُرتد ويجب تقديمه الى المحاكم كما قال الأستاذ الدكتور ليون برخو ، أنهم ينظرون الى رأيهم بأنه الأصوب دائماً والسبب يعود الى أنهُم لا يرون ما يراه الآخرين مع الأسف الشديد ، وبهذا يتحكّمون الى الآراء والقدرات الذاتية التي يفهموها هُم فقط بغض النظر عن غيرهم كما حدث في قصة العميان ، الأنسان عندما يختلف مع صديقه بالرأي هذا لا يعني بأنه ضدّه أبداً ، ولا يعني بأن رأيه هو الأحسن أو الأنجح وخاصة في الأمور المصيرية التي تتطلب أحياناً المحاكم الدولية لحلها ولا أقول المحاكم الوطنية ، فلماذا الأنزعاج والتهجم أيها الأخوة ؟ أتقوا الرب إذا تؤمنون بهِ وإذا لا تُؤمنون حكّموا ضميركم قبل أن تكتبوا وتلعنوا الواحد الآخر ، الذي يحب أخاه بصدق يذهب وينصحه بأدب وأخلاق وليس بالكلمات الرنانة والتهجم والتجريح والأنتقاص التي تنعكس على كاتبها قبل غيره ، الشخص الذي يعطينا آراء مُختلفة قد تكون صحيحة وقد نستفاد منها في حل المشاكل أفضل من التي في جُعبتنا ، لماذا الأستهزاء والسخرية بالآراء التي تختلف عن آرائنا ؟ لماذا تعملون على تشويه سمعة أشخاص أنتقدوا أو أقترحوا أو وضحّوا بعض الحقائق ؟ من يقول بأنكُم أفضل منهم ؟ كل انسان لديه تجارب في حياته لا تُعد ولا تُحصى ، علينا أخذها بنظر الأعتبار والتفكير بها ودراستها وغربلتها ، من الممكن أن يُصفّى منها ذهباً خالصاً كما يقوم البعض بغربلة التراب والرمل من أجل الحصول على غرام واحد من الذهب ، لماذا لا نجمع ما يرغب بهِ الأخوة من آراء ومُقترحات لنقوم بدراستها وتحليلها من قبل المختصّين والأختصاصيين في حقول العلم والمعرفة لكي يحكِموا بحكمة ويُقرروا ما لا نستطيع نحن كتابته الى يوم القيامة . أرجو أن يكون المثال الذي سقته بالتشبيه بين المُتعصب والأعمى في ناحية الشكل التحليلي فقط وليس العِمَى بمعنى الأعمى كما قد يتصورّه البعض ويبدأون بكتابة الردود الصاروخية قبل فهمهم للموضوع كما حدث سابقاً حيث يتفاجأ الكاتب بتحليل الموضوع من قبل البعض بعكس ما هو تماماً ، المطلوب قراءة الموضوع مرة أو مرتين وبتأنٍ وحذر وأن نحكُم بنزاهة وبدقة وبصدق مع أنفسنا لأن هناك بين السطور أشياء وخفايا يعبرها الكاتب لمعرفة تفكير الغير من أجل أن يستنتج فكرة معينة من ردود الأفعال التي تؤدي لخدمة المجتمع وتطورهِ أو تعثرهِ ، كل كاتب يتعب ويسهر من أجل أخراج الموضوع بصورة ملائمة من أجل هدف منشود أو حقيقة يرغب بتوضيحها للآخرين ، علينا تقدير واحترام ذلك .
في هذهِ الأيام المباركة التي جاء فيها الرب ليعيش بيننا أُناشد كل الأخوة والأخوات التحكُم الى ذوي الأختصاصات في المسائل القومية بلجان مشتركة من علمائنا المرموقين برعاية المجلس الشعبي أو الأحزاب أو ديوان هيئة الطوائف الغير مسلمة أو الجميع بصورة مشتركة ليُبارك الرب في المخلصين الأمناء على مصالح الشعب الواحد الكلداني السرياني الآشوري الآرامي السورايي أينما كانوا . عيداً سعيداً وسنة مملوءة خير وبركات سماوية أتمناها لكم وشكراً .
مسعود هرمز النوفلي
22/12/2009   

91
التحية عند السورايي



 يتبادل أبناء شعبنا العزيز الناطقين بالسورث التحية باستمرار مثل الشعوب الأخرى وفي أوقات مختلفة من النهار والليل ، ومن التحيات الشائعة العامة " شلاما عمخون " أو شلاما أمّوخِنْ وأحياناً شلاما الّوخِنْ بصيغة الجمع أو المُثنى أما للمفرد فتكون شلاما إمّوخ أو شلاما إلوخ للمذكر وشلاما إمّخ أو شلاما إلّخْ للمؤنث ، هذه التحية لها ما يُقابلها باللغة العربية وهي السلام عليكم ، باعتقادي أن هذه التحية قد ورثتها الأجيال من الأيمان المسيحي لأنها تتكرر في آيات كثيرة من الكتاب المقدس منها مثلاً في انجيل لوقا يقول الملاك الى أمنا مريم العذراء " السلامُ عليكِ ، يا مَنْ أنعَمَ الله عليها ، الرّبُّ معَكِ " ، يقول الأنجيل أضطربت مريم وقالت في نفسها " ما مَعنى هذهِ التحية ؟ " لقد أنتقلت مثل هذه التحية وغيرها وأصبحت فقرة مهمة ومتكررة في القداس لمُختلف الطوائف المسيحية حيث يقول القس " شلاما عَمْخون " ويأتيه الجواب من الشماس أو الشعب " وعمْاخ وعَمْ روحاخ " وترجمتها " السلام معكم " والجواب " مَعَكَ ومع روحك " ، ومن الملاحظ أيضاً في الطقوس الكنسية مناداة الشماس بصوت عالٍ بقولهِ " شلاما عَمّنْ " أي السلامُ معنا وهذه الفقرة تتكرر كثيراً في القداس كالسابقة التي يقولها رجال الدين .
أما التحيات الخاصة فهي كما يُمارسها الشعب يومياً ، منها الصباحية " قَدَمْتوخ بريختا " بمعنى صباح الخير للمفرد المذكر و "قَدمتوخن بريختا " بمعنى صباح الخير للمثنى و للجمع المذكر والمؤنث وهناك تحية مسائية " رمشوخ بريختا " بمعنى مساء الخير أو مساءك سعيد للمفرد و " رمشوخن بريختا " بمعنى مساء الخير أو مساءكم سعيد للمثنى و للجمع المذكر والمؤنث . أما للمفرد المؤنث فتكون على التوالي " قَدَمْتَخْ بريختا " ، رَمشَخْ بريختا ، والتي ترجمتها بالعربية على التوالي : صباحكِ سعيد ، ، مساءكِ سعيد. أحياناً يتبادل الشخص التحية بفرح وسرور عند قدوم شخص آخر عزيز بالصوت " بشينا ، بشينا وبشلاما " أي بالعربية " بالهدوء والسلام  " وبعدها تبدأ المصافحة والعناق وتبادل الحديث عن الصحة والأحوال ومن ثم الجلوس والترحاب بالقادم بالقول " بشينا ثيلوخ " والتي تعني بسلام أتيت " أو بسلام قدِمْت " ويكون الجواب " بشينا كيانوخ " والتي تعني بالعربية " بهدوء نفسِكَ " ، أما إذا كانت هناك مجموعة قادمة فيكون الترحاب بهم " بشينا ثيلوخن " ومعناها " بالسلام قدِمتُم " أو بالسلام أتيتُمْ " . نستطيع القول أن العبارة " بشينا وبشلاما " يُمكِن ترجمتها بِ " أهلاً وسهلاً " عند الغير . أما عند المُغادرة فتكون التحيات بحسب الأشخاص الجالسون أو المغادرون فإذا كان الجالس مفردا مذكراً أو مؤنثاً والمغادر مفرداً مذكراً أو مؤنثاً فيقول المغادر الى الأخر " بوش بشلاما " أي بالعربية لتبقى بسلام أو ابقى بسلام ، أما إذا كان الجالسون أثنان أو أكثر من الذكور أو الأناث والمغادر واحدا أو أكثر فيقول للجالسين " بوشن بشلاما " أو أحياناً " بوشن بشينا " وترجمتها للعربية أبقوا بسلام أو لتبقوا بسلام أو لتبقوا بهدوء أو أبقوا بهدوء ، أما ما يُجيبه الجالس أو الجالسين فيكون  "ألاها منوخ أو ألاها منوخن " ، بالعربية " الله معك للمفرد والله معكم للجمع . أعتقد أن تحية المغادرة أيضاً لها علاقة بالكتاب المقدس حيث نلاحظ بأن الرب يسوع عندما أراد مُغادرة التلاميذ في انجيل يوحنا 14 : 27 قال " سلاماً أترُك لكُم ، وسلامي أعطيكُم ، لا كما يعطيه العالمُ أعطيكُم أنا ، فلا تضطرب قلوبُكُم ولا تفزَعْ " ، من هنا فأن تحية المغادرة هي بالسلام " شلاما " .
يقول القديس بولس الرسول في رسالته الثانية الى أهل تسالونيكي " السلام بيدي أنا بولس ، الذي هو علامة في كل رسالة ، هكذا أنا أكتُبْ . " وهناك في  سفر القضاة 6: 23 " فقال له الرب " السلام لكَ ، لا تَخَفْ ، لا تموتْ " . ومن هذهِ الآيات نستنتج بأن علامة السلام التي نبدأ بها دائماً وعلامة السلام عند المغادرة والرحيل هي المُفضلّة ولا ننسى بوجود بعض اللهجات الأخرى المُتداولة بين أبناء شعبنا قد تختلف بسيطاً عما ذكرته أعلاه من منطقة الى أخرى .
هناك تحيات يُؤمن بها البعض ويتداولونها فيما بينهم منها ، تحية مسيحية ، تحية اسلامية ، تحية عربية ، تحية تركمانية ، تحية آشورية ، تحية كلدانية ، تحية فارسية وغيرها الكثير ، تُنسب قسم من هذهِ التحيات الى الديانة أو المعتقد والقسم الآخر الى الشعب أو القومية أو مجموعة شعوب ، أحياناً يكون من غير اللائق المُخاطبة بالتحية القومية أو بالتحية التي تخص شعب دون غيره وخاصة عند مُخاطبة الأفراد من شعوب مختلفة ، ولذلك يتم اللجوء الى العبارة المتداولة في أغلب البلدان بِ " عزيزي فلان " .
 أما التحية في المُجتمع الأسلامي فهي كما نعلم السلام عليكم التي هي التحية الرئيسية المتداولة بين المسلمين بعضهم مع البعض ومعهم ومع الغير أيضاً وعندهم تُعتبر كلمة السلام من أسماء الله الحُسنى ، وهناك أنواع أخرى مثل مرحبا والتي يُمكن أن تُقال في أي وقت وصباح الخير ومساء الخير للأوقات صباحاً ومساءً وهناك تحيات أخرى تقال عند قدوم الشخص كما هي عندنا نحن المسيحيين فمثلاً ينهض الشخص لأستقبال القادم بالترحيب ويبدأ بالقول : ياهلا ويامرحبا ، الف هلا بيك ويبدأ العناق أو المصافحة ومن ثم الجلوس لتبدأ كلمة الله بالخير والتي تختلف عما نقوله نحن قليلاً كما لاحظنا أعلاه .
من العادات المتوارثة في التحية والسلام أن يقوم القادم باداء التحية دائماً وعندما يكون الأشخاص متقابلين في الطريق يقوم الصغير باداء التحية على الأكبر منه وإذا كنت هناك مجموعة في الطريق وقابلها شخص آخر في السير من الأتجاه الآخر فيجب أن يؤدي التحية الشخص المفرد على المجموعة المقابلة له ، أما إذا تقابَل شخصان في الطريق وكان أحدهم رجل دين أو مسؤول فيجب على الشخص الذي ليس له أية رتبة دينية أو مسؤولية باداء التحية على الأخر احتراماً لهُ .
هناك تحية نستطيع أن نُسميها أعتبارية وهي انحناء الرأس ومُقدمة الصدر أمام الزائر ومن ثم وضع كف اليد اليُمنى على الصدر للترحيب بالقادم  وهناك تحية برفع اليد اليُمنى احياناً إذا كان الشخصان مُتباعدان أو بالسيارة والى غير ذلك .
في مواسم الأعياد تتكرر عندنا تحيات مختلفة منها : أيذوخ بريخا ، أيذَخ بريخا ، شاتوخ بريختا ، شاتَخْ بريختا ، شاتوخنْ بريختا ، أيذوخِنْ بريخا ، هويلي مارَنْ ، قمْلي مارن ، شوحا لشمّيح ، والجواب يكون آيت أيذوخ بريخا أو آيَتْ أيذاخ بريخا أو أختون أيذوخن بريخا وهكذا أو  مشيحا مبارخلوخْ ، مشيحا مبارِخْلَخْ ، مشيحا مبارِخلوخِنْ ،
في موسم ميلاد الرب يسوع نقول للجميع أيذوخِنْ بريخا وشاتوخِنْ بريخْتا ، هويلي مارَنْ ، شوحا لشِمّيحْ عيداً سعيداً وسنة مُباركة للجميع .
مسعود هرمز النوفلي
17/12/2009

92
إلى أرواح الشُهداء رانكو وريمون
       الكائنات الحية على الأرض لا تبقى الى الأبد حيث يكون الموت بأنتظارها حتمياً و كل مخلوق حي يجب أن تصعد منه الروح الى مكانٍ آخر في يومٍ من الأيام ، ايماننا المسيحي يدعونا الى أن نُؤمن بأنتقال الروح الى الحياة الأبدية التي لا تُفنى ولا تزول كما يقول الرب في الأنجيل المقدس " ألْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ " .
لقد صُلب يسوع طبقاً للحياة الطبيعية الجسدية ولكن روحه لم تذق الموت أبداً ، كان راغباً في إكمال المخطط الخلاصي حتى آخر دقيقة من حياتهِ على هذه الأرض ، لقد أعطانا الكثير من الرموز في الصليب والتي تحققت حسب توصية الآب السماوي لأبنه الوحيد الكلمة يسوع المُخلّص .
من أجلنا أطاع يسوع حتى الموت لكي يُنقذنا ويُخلّصنا وهكذا بذل كل ما يملُك لكي يعيش الآخرون ، إن دور الشهداء رانكو وريمون مُتشابه مِنْ على الصليب ولكن بأختلاف واحد فقط ، كان يسوع يقول عليّ ان أتألم وأموت ومن الضروري إكمال مخطط الله وكان باستطاعته أن لا يعمل ذلك ، أما الأخوين الشهيدين فما كان عليهم أن يموتوا على الصليب بهكذا عمل ولم يكُن من الضروري أن تنتهي حياتهم كما حدث ليسوع الرب بالرغم من أن الله قد خلقنا الى العيش النهائي الدائمي في ملكوته وليس على هذه الأرض ولكن ما هو العمل وأين الخلل ؟
أرواح الشهداء تُنادينا من الأعالي ودِمائهم الزكية تصرخ من تراب أرض نينوى الى رب العالمين كما كان يصرخ دم هابيل عندما قتله أخوه قايين وكان آنذاك هابيل صغيراً في العمر ، ومثل هابيل أعطى الشباب رحمهم الله حياتهم القصيرة الى ربِّهم يشكون الغدر واللامسؤولية التي يتمتع بها الكثيرون هذهِ الأيام ، لقد زُهِقت أرواح أعزائنا في أرضِنا ووصلت الى أعالي السماء لتقول الى الرب ها نحن جئنا نشكو الظلم واللاعدالة البشرية ، يقولون للرب ها نحن شُهداء وشهود لما يجري لأبناء شعبنا الكلداني الآشوري السرياني الذي بقي مُتمسكاً بتعاليم المسيح والرسل في بلاد ما بين النهرين ، سيقولون اننا الضحايا للطائفية والقتل المُبرمج والتهجير ، سيقولون جئنا لنشهد بأن شعبنا المُتمزق سوف يفقد الرجاء والأمل ، سيقولون ما أبشع المؤامرة الدنيئة على السورايي والى أين نتجه ونرفع عيوننا ونُنادي بأعلى صوتنا ، سيقولون جئنا أمام أقدامك طالبين الخلاص والحماية لأن لا يوجد من يحمينا ، سيقولون جئنا نستنجد بك ونذرف دموعنا لأنك العادل الوحيد الذي يسمع الينا يا رب ، سيقولون للرب قلوبنا تتحطم وأنت الوحيد عزاؤنا لتشفق على إخوتنا وأهلنا وشعبنا بمراحمك الأبوية ليعيشوا بسلام وينسوا مرارة الأيام .
 لقد ترك الأعزاء أهلهُم وأحِبتهم بألمٍ وحسرة  ، غادر أحبتنا من باطنايا وقبلها من تللسقف بحادث مُؤسف ووارت أجسادهم الثرى ولكن أرواحهم لم تُغادر أحبتهم وزوجاتهم وأمهاتهم وآبائهم وكل المُحبين لهم من أبناء شعبهم ، لقد ألتقت أرواحهم بالرب الذي كان ينتظرهم والذي لا يتخلى عنهم أبداً.
الرحمة الأبدية الى الشباب من القريتين ونور الرب يشرق عليهم آمين .
وفي الختام يقول الأنجيلي لوقا في 21 : 36 " فأسهروا وصلّوا في كلِّ حين ، حتى تقدروا أن تنجوا من كُلِّ ما سيحدث ، وتقفوا أمام أبن الأنسانِ " .
صلوا لأجل راحة الأنفس الطاهرة العفيفة وأقتراحي للمجلس الشعبي بإقامة صلاة جنائزية خاصة في أحد الأيام وفي القريتين عبر مُمثليهم في المجلس وتُنقل من قبل قناة عشتار الى العالم ليرى الضحايا .
مسعود هرمز النوفلي
10/12/2009
 


93
النقد حالة صحّية في الكنيسة


المقدمة :

1- الأصلاح لا يأتي إلا بالنقد والمُكاشفة وإذا يرغب أي كاتب أن تكون الآراء والمواقف الخاصة بالآخرين مُتماشية وملائمة مع أفكارهِ فهو على خطأ عظيم وغير مُدرك للواقع وكًل أنسان يُحاول ويسعى للنيل من آراء الآخرين بالسوء فهو ضد إرادة البشر ورب العالمين . كما نحن بحاجة الى الكنيسة، ايضاً الكنيسة بحاجة الى أبنائها من حيث الأدارة والتنظيم والمالية والطقوس وغيرها وهذا لا يتم إلا بأن يكون بيتنا الكنسي مُدبراً ومُنظماً ومُتجدداً ومُتطوراً بالأضافة الى ذلك أقول:
2- للكتابة فن وذوق وأخلاق كما كتب ذلك الأخ عبد الأحد سليمان بولص في موقع عنكاوا قبل أيام، علينا أن نفهم جيداً لماذا نكتب وماهي الغاية من مقالتنا ولِمَنْ نكتبها ومن ثم خلاصة الموضوع بالسؤال: هل يخدم ويُعزّز ماكتبناه شعبنا ومسيرتنا وحياتنا اليومية؟ البعض يكتب وكأنه في حلبة الملاكمة والنزاع مع الآخر، تكون أفكاره باتجاهات متناقضة قد لا يفهمها هو فكيف يرغب في أيصالها الى الآخرين وأقناعهم برأيه!! علينا أن نُؤمن بالرأي الآخر بالأيجابيات والسلبيات ولا ننسى بأن الخطورة القاتلة للشعب تأتي من عدم الفهم وعدم الواقعية وعدم التواصل مع الآخرين وبالتالي القطيعة والتمزُّق والأنشقاق في جميع المستويات .

منهيالكنيسة ؟

الكنيسة هي جماعة من المؤمنين تربطهم رابطة روحية من أجل عيش الأيمان الذي يُؤمنون بهِ بصورة مُشتركة ودورية وحسب الأتفاق بين أعضاء الجماعة المنتمين لهذهِ الرابطة الروحية، وبما أن الرابطة المُشتركة تتجه نحو الرب وتعاليمه فبهذا ستكون بالتأكيد إلهية نظراً لأقتران الأعمال اليومية بما يريده الرب من أعمال انسانية وأخوية وحياتية ومن هذه الكلمات نستطيع تسميتها بالأنسانية والإلهية في نفس الوقت، يتم تطبيق تعاليم الرب يسوع من الذين يؤمنون بهِ ويعملون ويُجاهدون من أجل تطبيق هذه التعاليم في المحبة التي أمر بها يسوع بالأخلاص والتفاني من أجل القريب وبالتالي الجهاد في العمل اليومي لتقريب البشر نحو الرب والسماء وقد أعطانا يسوع الدليل على ذلك عندما قال إذا أجتمع إثنان أو ثلاثة بأسمي فأنا سأكون بينهم، أي أن الرب سيكون حاضرا في الأرشاد والتوعية ووضع الخُطط ولكن بصورة غير مرئية وهنا المؤمن الحقيقي يدرك جيداً ما قاله الرب بهذا الخصوص.
الكنيسة بهذا المفهوم الواضح ليست حجراً ولا بنايةً ولا داراً وإنما هي أشخاص مؤمنون فقط، ويجب علينا التفريق بين المفهومين دائماً الأنسانية والإلهية، من حيث الأنسانية ولكونها مجموعة بشرية فستكون هُناك سلبيات وايجابيات مُرتبطة بها ولا تكون معصومة من الأخطاء أبداً ومن الواجب والحرص على الكنيسة، وعلى كل واحد من عندنا أن يقوم بتنبيه الراعي عن الأخطاء التي قد تُدمّر الحياة الكنيسة أحياناً، أما إذا يُشاهد الأخطاء ويسكُت عنها فهو شيطان أخرس كما يقول المثل، أما الإلهية فتكون غير مرئية ولا يجوز لنا إنتقادها إذا كُنا مؤمنين حقيقيين بتعاليم رب المجد التي وضعها لنا، علينا أن نُؤمن بها ونقوم بتنفيذها في حياتنا اليومية بدون لف ودوران وبدون غش وبدون مصالح.
السلطة الأولى للكنيسة وضعها الرب عندما أمر القديس بطرس برعاية الغنم وكان من واجب بطرس والرسل من بعده تنظيم الهرم الكنسي وادارته وهذا يتطلب من المجموعة المؤمنة اختيار قيادة خاصة لمجموعتهم أي للكنيسة، هذه القيادة تعمل وتسهر وتضع الخطط التربوية والروحية للمؤمنين بصورة دائمية وكما نعلم بان هرم الكنيسة الكاثوليكية يبدأ بالمؤمن ويصل صعوداً الى قداسة البابا وعن بعض الكنائس يصل الى الرتبة الأعلى وهي البطريرك الذي لا يوجد أعلى منه.
هل يبقى دور المؤمن محصوراً في العبادة وتنفيذ الأسرار الكنسية فقط أم يتعدى ذلك الى المهام الأخرى؟ الجواب بالتأكيد كلا وذلك لأن المؤمن تقع عليه مسؤوليات جسيمة في توعية وتعليم أفراد عائلته ونشر المبادئ المسيحية في المحيط الذي يعيش ويعمل به، ان عملية نشر المبادئ والتحدث مع الآخرين هي أكثر تعقيداً من أداء الصلاة والصوم وحضور القداس والأشتراك بالذبيحة الإلهية وبهذا على المؤمن بالمسيح أن يعي جيداً بأن عمله في المجتمع مُعقداً ومن المُحتمل ان يكون ناجحاً في العمل أو فاشلاً فيه.
هل الكنيسة تُمارس النقد؟
نعم الكنيسة توجّه الأنتقادات باستمرار، فهي تنتقد العولمة والرأسمالية والأجهاض والحروب وأعطاء الصكوك ببيانات وتقوم بمظاهرات وصلوات من أجل ذلك، وكانت في العصور القديمة تأمر وتعدم وتُحاكم البشر وفي القرون الأخيرة بدأت تشعر بأخطائها وتقوم بتصحيح كل ما بدر منها في حق الأنسان مُحاولةً منها الفرز بين ماهو من الأيمان والتعاليم السماوية وماهو النقيض لهُ، فمثلاً اعترفت الكنيسة بحق العالم الشهير غاليلو بعد مرور ثلاثمائة سنة من وفاته وأقرّت بأن قرار الكنيسة كان خاطئاً بحقّهِ ومثال آخر هو اعتذار البابا عن المجازر التي حدثت الى البروتستانت في مجزرة سانت بارتيليمي التي نفذّها الكاثوليك وغيرها الكثير.
حالات غير صحية يجب أن تُنْتقدْ، أمثلة على ما أقول:
1- مسؤول اللجنة المالية في احدى الكنائس كان واقفا معي عندما كُنا نقرأ في لوحة اعلانات الكنيسة عن صرفيات اللجنة المالية وكانت له المفاجأة!! وقال بالنص "أنا رئيس اللجنة المالية في الكنيسة ولا أعلم كيف صُرِفت هذه المبالغ" ودار الحديث بيننا لا داعي لذكرهِ وبعد ذلك استقال الرجل من العمل في الخورنة. السؤال الى المُشكّكين الذين لا يُؤيدون النقد، هل من الأفضل في مثل هذه الحالات السكوت أم النقد؟
2- حدثت حالات في الخورنة وكُتِبَتْ رسائل الى البطريرك آنذاك وكانت هناك مقابلات وبعد أن تم ايضاح كل شئ قال المثلث الرحمة البطريرك "نعم توجد هكذا امور حتى في الدولة" بعدها جاء الجواب من أحد أعضاء الخورنة وقال "سيدنا نحن كنيسة وليس دولة حتى نتشبّه بها"، بعد هذه الحالة وغيرها الكثير استقال من العمل في الخورنة ثلاثة أعضاء وكلّهم خريجي كليات وانا كُنت واحداً من ضمنهم. ولو كان يسكت الجميع ولا ينتقد الراعي والمسؤول لكانت الأمور قد وصلت الى ما لا يُحمد عُقباه، في هذه الحالات النقد ضروري جداً .
3- جاء أحد المسؤولين الكبار في هرم الكنيسة وقام بمراسيم الذبيحة الإلهية عصر أحد الأيام وبعد الأنجيل كالعادة بدأ بالكرازة وكل تأكيداته في الكلام وتوجيهاته كانت على التحدث باللغة الآرامية وعدم نسيان السورث وبعد انتهاء الكرازة جاء دور قانون الأيمان ودار المسؤول وجهَهُ على الحاضرين وقال نُؤمن بإله واحد باللغة العربية!! تعجب الجميع من التناقض الذي حدث بين دقائق ونحن في كنيسة ومكان بحيث 99% يتحدثون السورث. أليس من واجب كل واحد مِنا أن ينتقد ويتكلم؟ أم نبقى في الوضع كالخرسان، أنا باعتقادي أنّ الذي يسكت عن هكذا حالة ولا ينتقدها فهو شيطان ويعمل بالضد من الكنيسة الجامعة.
4- هناك حالات أعمق تمُسْ الروحانيات والأخلاق والطقوس والأموال وحتى قرارات الفاتيكان التي لا يلتزم بها البعض، ليس من الأدب أن نكتبها ونتحدث بها وننشر غسيلنا أمام الآخرين.
باعتقادي ان الذي ينتقد ويُشخّص عدد من الحالات هنا وهناك في هذه الأبرشية أو تلك من أجل الأصلاح والتجديد هو المسيحي المؤمن الذي يرغب بان تكون كنيستهِ مثالية ونقية بدون شوائب وكما أرادها الرب يسوع والعكس فأن الشخص الذي يرى الأخطاء ويسكت عنها وأحياناً يكون مُشاركاً في الثرثرات ولا ينتقدها، هذا الشخص لا يرغب بمصلحة الكنيسة أو لا يفهم دوره في الكنيسة!! وكذلك الشخص الذي ينتقص من المُنتَقِدْ ويتهجّم عليه بسبب ما قدّم من نقد هو المُشارك في الأخطاء ولا يرغب بتطور الكنيسة ولا يهمُهُ سُمعتها ويعمل بالضد من ارادة الرب، لأن المسيح نفسهُ مارس النقد وطرد الباعة والصيارفة من الهيكل بالسوط والعصبية ولم يسكت عن الخطأ أبداً.
توضيح الأمور الى المراجع لا يعني التجريح والتشهير والتخريب
1- هناك اشخاص كتبوا رسائل الى رئيس أكبر دولة في العالم من أجل مصلحة العراقيين جميعاً والمسيحيين بصورة خاصة ولم يهابوا أو يخافوا من التحدث بالحقائق، ولم يَقمْ أحداً بتجريحهم لأنهم كتبوا تلك الرسائل كما يحدث من القلة من كُتابنا ضد الآخرين!!
2- هناك اشخاص كتبوا رسائل الى قداسة البابا ولم يَقُم أحد بتأنيبهم وتنبيههُم بعدم الكتابة وغير ذلك ولكن نرى العكس من بعض كُتابنا الذين تقوم عندهم القيامة عندما يقرأون بان فلان كتب رسالة الى البابا، ما هو الضير من ابداء الرأي؟ هل ترغبون بالكتابة من أجل الشهرة واستعطاف الآخرين؟ هل ترتاحون عندما يأتي الشخص الذي وجُهتُم اليه الأهانة بان يكيل اليكم بمثلها وأعمق وأقوى كما يقول الرب؟ أفهموا جيدا بان زمن الوصاية والتعالي قد ولّى وليس من حق أي إنسان أن يوجه الاهانة لغيره لأن في ذلك تعدٍ على حرية الآخر ومن حق الآخر مقاضاته ، أكتبوا ما يحلو لكم ولا تنسون بأن المثقفين كثيرين وهم الذين يفرزون الصح من الخطأ.
3- هناك اشخاص كتبوا رسائل الى البطريرك السابق والحالي وقاموا بتوضيح فكرتهم عن مسيرة الكنيسة ونهضتها وتقدمها، وهؤلاء غير خائفين من الكتابة، بل العكس يضعون رؤوسهم على المخدة قبل النوم وهُم بقمة الراحة والأطمئنان وكما ذكرت أعلاه أعترفت الكنيسة بأخطاء عديدة ارتكبتها، إذاً لماذا تُأنبون المُنتقِد؟ من قال بأنكم تعملون من أجل مصلحة الكنيسة؟ ومن يحكُم لنا بأنكُم الأصلح في طروحاتكُم أيها الأخوة؟
4- هناك رجال دين بمستويات مُختلفة ينتقدون ويتحدثون وهذا شئ صحّي وطبيعي جداً، فما بالنا نحن؟ هل نعكس البيئة والتربية التي عشناها ونعيشها على الكتبة الآخرين؟
وختاماً ليس من حقنا أن نفرض إرادتنا على أي مخلوق لا بالأقوال ولا بالأفعال وأن نسأل أنفسنا عندما نكتب كلمات نابية على الغير، لماذا نكتب بهذهِ الأساليب؟ كل انسان هو حُر بكل ما يكتبه ويتمناه ويطمح اليه. نطلب من الرب أن يُنير عقولنا آمين.
مسعود هرمز النوفلي
3/12/2009

94
من هو البِكْرْ ، آشور أم كلدو ؟
الأصحاح الرابع من سفر التكوين في الكتاب المقدس يتحدث عن أولاد آدم ، قايين وهابيل وكيف قبلَ الرب تقدَمة هابيل ونظر اليها بالرضى والأرتياح ، أما تقدمة قايين فكانت غير مَرضّية ومُهمّة بنظر الرب ولهذا غضَبَ قايين وغدَرَ وقتل أخيه هابيل اثناء خروجهم الى الحقل فقال له الرب " ماذا فعلت؟ دم أخيك يصرخ اليّ من الأرض والآن فملعون أنت من الأرضِ التي فتحت فمها لتقبل دم أخيك من يدِكَ " .
يقول الأب تادرس يعقوب ، أحد مُفسري الكتاب المقدس بان لقصة هابيل و قايين صورة حقيقية وحية لقصة بكورية الروح وبكورية الجسد ويؤكد بقولهِ " فإذ كان قايين بكرًا لآدم وحواء حسب الجسد لكنه فقد بكوريته خلال شرّهِ وظهرت بكورية هابيل الروحية بقبول ذبيحته بل وحياته كلها موضع سرور الله دون أخيه.
الكثير من آبائنا الأوائل لم يكونوا أولاد بكر الأب والأم والأمثلة كثيرة منها ، أبراهيم أبو الأنبياء لم يكُن بكراً في الجسد وكذلك أسحق حيث كان اسماعيل اكبر منه بالجسد ، ويعقوب أصغر من أخيه عيسو وكذلك الأخوة فارص و زارح والذي يُنسب المسيح الى نسل فارص الذي وُلِد قبل أخيه التوأم وأخذ البكورية منه ، "راجع تك 38 : 27 - 30" .
لماذا قتل قايين أخيه هابيل ؟
1- الحسد ، عندما شعر قايين بأن تقدمة أخيه مقبولة عند الرب أكثر منه أغتاظ وغضب وبدأت اسنانه ترتعد للأنتقام من أخيه .
2- لأنه الأفضل ، قايين كان عاملاً في الأرض أي مثل الفلاح وبعد أن جمع الحاصل والمنتوج قدّم الى مذبح الرب بعضاً من ثمار أرضه ولم يرغب بتقديم بكور الثمار التي حصل عليها وأما هابيل فقد كان راعِ غنم وجاء الى المذبح بباكورة الغنم السمين والأفضل مما عنده وهنا نلاحظ الفرق بين التقدمتين ، لم يشأ قايين تقديم الأفضل الى الرب وأكتفى ببعض من الأثمار وكما نقول بالعامية " من وراء خشمه "  وهنا كان ما قدّمه غير نابع من الأيمان الحقيقي أوالنضج اللامتناهي من أجل الرب وهنا لم يستطِع أن يتحمل الرؤية التي يعملها أخيه بتقديم الأحسن والأسمن والبكر الى الرب الذي يستحق كل الحياة وليس التقدمة فقط ، بعد ذلك بدأ قايين يغلي لكي ينتقم من اخيه الذي عمل أفضل منه .
3- عدم التفكير بالذبيحة وهدفها ، أكتفى قايين أن يُقدّم الثمار ولم يستحسن أن يذهب ويأخذ أو يشتري كبشاً أو عجلاً أو خروفاً ، أما هابيل فقد قدّم الدّم امام الرب والتي ترمز الى ذبيحة الرب يسوع المسيح وبما أن الأنسان عندما يعطي دمه من أجل ربّهِ أو اخيه سيكون شهيداً ومقبولاً ، هكذا قَبَل الرب ذبيحة الدم التي جعلت أعماق قايين تتشوش وتغلي بسرعة للقيام بعملية القتل .
4- يقول مُفسّر الكتاب المقدس الأب تادرس هناك مسألة مهمة في هذا الموضوع وهي الأستهانة ، استهانة قايين بأخيه هابيل وكذلك استهانته بالله ومن هذا المنطلق لا يهمهُ القتل والذبح .
يقول القديس باسيليوس الكبير بأن قايين قد أخطأ بما يلي : بحق أخيه ، بالحسد عندما حسد أخيه ، كذبه على الله ، خداعه لهابيل إذ استدرجه إلى الحقل ، ما هو ألأبشع من قتل ألأخ لأخيه ، قدم قدوة سيئة للبشرية في بدء تاريخها، أخطأ في حق والديه بقتل إبنهما.
عندما نسأل الكلداني والآشوري ، هل أنتم أخوة ؟ يأتينا الجواب بسرعة البرق نعم نحن أخوة ، طيب مابالكم أيها الأخوة تتجهون في الطريق الذي سيكون أحدكم قايين والآخر هابيل ؟ هل يرضى أحدكم أن يصبح عنتر على أخيه لكي يقتله ؟ لا ننسى بأن الدم يصرخ الى الرب ولا يبقى محبوساً في التراب أو القبر المدفون فيها مع الجسد ، أنظروا ماذا قال الرب الى قايين ، دم أخيك يصرخ !! ، هكذا سوف يصرخ دم كل انسان بريئ يُسفك دمه على هذه الأرض ، عندما يُقتل الأنسان ويتوارى الثرى هذا لا يعني أن كل شئ أنتهى ، والقاتل يرتاح ويحتفل بما عمله من انتصار زائل تنعكس آثاره عليهِ الى الأبد ، قوّة صوت الدم ستكون عند البشر أقوى من كل أصوات القنابل والرعود ، يصعد الصوت الى الخالق ليشكو الظلم والظالم ، للأسف الشديد نستهين بكل حكمة الرب وبكل قدراته التي لا تُرى ، نتكلّم وكأننا خلقنا التاريخ والتراث والأرض وكل ما يُرى وما لا يُرى ، بعض الكُتاب لا يعلمون لماذا يكتبون وفي أي أتجاه يسيرون وقبل التدقيق والفحص وقراءة الموضوع يبدأون بالحُكم وأتخاذ القرارات على الكاتب الفلاني لأنه أعطى رأياً مُخالفاً لوجهة نظريتهم المُنزلّة !! ، أقرأوا الموضوع جيداً وأكتبوا التحليل وأسألوا أنفسكم قبل التهجم على فلان وفلان رُبما هو الأصح ، يقول القديس يوحنا الذهبي الفم : " ليته لا يحتقر أحدنا الآخر، فإن هذا عمل شرير يعلمنا الاستهانة بالله نفسه ، فبالحقيقة إن أزدرى أحد بالأخر إنما يزدري بالله الذي أمرنا أن نظهر كل اهتمام بالغير... لقد احتقر قايين أخاه ، وفي الحال استهان بالله " . من منكُم لو قُلنا لهُ بأنك أصبحت مثل قايين القاتل سيوافق ويقبل ؟ لماذا يتهجم الكاتب على الكاتب الآخر وانتم أخوة ؟ لقد عرف قايين ذنبهُ وتندّم وأصبح مُختفياً وتائهاً وهارباً في الأرض كلها يقول الرب ، لقد حصلَت عليه كوارث عديدة وكان تأديب الرب عليه قاسياً جداً جداً لأنه جنى عن أعمالهِ الغير انسانية والغير أخلاقية .
الخلاصة :
تكملة الى ما طرحته في المقالة السابقة والتي كانت بعنوان " هل نستحق العقاب ؟ والمنشورة في موقعي عنكاوا وعشتار أرغب أن أتحدث لبعض الأخوة بالقول :
لقد ابتعدنا كثيراً عن ايماننا وحياتنا المسيحية بكلماتنا الشريرة وأطماعنا الدنيوية التي لا أساس لها من الصحة في الأيمان المسيحي ، وللأسف أقول بأننا سائرين في طريق مُظلم سيقودنا الى الهاوية والألحاد إذا لا نصحى الى ما نقول ونبقى مُتمسكين بأهداف تُبعدنا عن الأيمان الحقيقي ، وإذا بقيت عقليات البعض كما هي الآن سوف يظهر لنا قريبا قايين جديد لا سامح الله . ولا يهُمني ما تكتبوه عن هذا الرأي أو غيره في كل مواقع الدنيا ، لأن الأنسان الذي يُؤمن بأن الرب معه لا يستطيع أي انسان آخر عليه وكما لا حظنا عندما مات هابيل وصل صوت دمِهِ الى ربِهِ وهو مُطمئن في قبرهِ ولم يستطِعْ أخيه قتل روحهُ . أعملوا ما شئتم وأكتبوا ما يحلو لكم في التمزيق والتخريب وحسب شهواتكم الجسدية لجني المصالح التي لا تنفع ولا تُقَدّم  ولكن لا تنسون حكمة الله !!! ، البكر الجسدي كان قايين ولكن البكر الروحي أصبح هابيل وأنتم الحكم بين الأثنين من هو مثل آشور ومن هو مثل كلدو !!! وشكراً لكل من يقرأ هذه الأسطر .
مسعود هرمز النوفلي
30/11/2009

95
المنبر الحر / هل نستحق العقاب ؟
« في: 00:48 27/11/2009  »
هل نستحق العقاب ؟
     يقول الرب في إرميا 2 - 13 ، شعبي يرتكب شرّين : " تركوني أنا ينبوع المياه الحيّة وحفروا لهُم آباراً مُشَقَقّة لا تُمسِكْ الماء " . هذهِ الكلمات العظيمة تنطبق الى ماهو حالنا اليوم حيث نقوم يومياً بالأبتعاد عن النور الحقيقي والأتجاه نحو الظلام ، نترك كلمات الرب ونأكل لحوم أبناء جلدتنا المُخالفين لآرائنا ، نحفر آباراً مثشققة و نُعمّق الحُفَرْ حتى لا يبقى فيها أثراً للماء ، نجلب المصائب بما نتحدث بهِ وبما نسلُكُه وكأننا لسنا أبناء الله والقدس ليس للقديسين كما يقول الكاهن في فقرات القداس ، نخون الرب بسهولة وبالتجريح وكأننا غير مُعمدين بالروح القدس ، المهازل تلو المهازل لوضْعِنا التعيس والأليم والقتل والتشريد والأقتلاع من الجذور لكي لا يبقى أثراً لمسيحية المشرق ، نتألم ونتأسف ونحزن ونكتب وعند النتيجة نبتعد أكثر ونتشقق أكثر ونتشضى أكثر من الزجاج الذي يتكسر بحصوة صغيرة ، هلى نستحق العقوبة لأننا لا نفهم كُتابنا ولا نفهم بعضنا البعض ؟ الجواب لكم أيها الأخوة الكرام .
علينا أن نتجاوز مسألة القومية بعد أن أخذنا أسمنا القومي من يسوع ، لا ننكر بأننا من أقوام مُختلفة في السابق وكُلّنا ننحددر باتجاه الجذور التي عظامها في قبور أجدادنا وأجداد أجدادنا ، اليوم على كل أنسان أن يدرك كما يقول المثل " ليس الأنسان من قال كان أبي وإنما الأنسان هو الذي يقول لنا ها أنذا " ، نحن اليوم نبحث عن كل ما يزيد من ضُعفنا وتشتتنا !! ما هذه العجائب والأمور ، ألا يكفي القتل والتهجير والتخريب والتفجير حتى نبدأ بتفجير أحدنا البعض ، إنها العجائب !! وسوف يكتب التاريخ بأن المناقشات العقيمة بين الأخوة هي التي أوصلت أوضاع المسيحيين في العراق الى هذا الوضع ، يقول  الرب " طريقك وأعمالك صنَعَت لك هذا " وبسبب أعمالنا نعود الى الوراء لأننا بقلوب غير صافية مع الأسف !!
أحزابنا وتجمعاتنا أصبحت ماشاء الله بعدد مُدننا وكل واحد له أهداف وتمنيات وخُطط لبناء المستقبل بحسب رأي الفكر الذي ينتمي اليه . نقول لهم جميعاً : أين الخُطط التي تضعونها للخلاص والأنقاذ والحماية والوحدة الشعبية ؟ يقول الرب في إرميا 2- 28 " فأين الآلهة التي صنعتموها يا بني يهوذا ، وهُم على عدد مُدُنِكُم ، فليقوموا لإنقاذِكًم في الزمن الرديء " ، ونحن الآن من حقّنا أن نقول ونصرخ وننتخي بالأخوة في كافة التجمعات بأن الوقت الحالي لا يوجد أردأ منه للكثيرين من أبناء شعبنا والحل عندكم وإذا لكم الرغبات الحقيقية فأن الرب سوف يأخذ بأيديكم ولا يترككُم .
بكلماتنا الجارحة نعمل بالضد من كلام الرب والغضب عند البعض بدأ يطفو الى السطح ، لا نرغب بذلك بأن يأتي كاتب وكأن التاريخ هو الذي وضعهُ في الوقت الذي لم يفهم ما يقرأه من المقالات ، يبدأ يُسَطّر ويكتب ويملأ الاوراق وبدون فائدة ، اليهِ والى بعض الأخوة أقول :
1- هل نسيتُم بأن المثلث الرحمة البطريرك مار روفائيل بيداويد قد قال بأننا كُلّنا آشورييون !!
2- هل نسيتُم بأن البطريرك الحالي مار عمانوئيل دلي قال كُلنا آرامييون !!
3- هل نسيتُم بأن المطران مار لويس ساكو قال كُلّنا مُنشقون !!
4- هل نسيتم بأن الأب البير أبونا قد قال بأنهم لو يسألوني عن القومية " فأنا أميل الى الآرامية " !!
الأخوة في الأيمان :
لا يوجد شخص في العالم يمتلك التاريخ ويفهمهُ كُلّهُ وكل من إدعى ذلك فهو غير واقعي ولا أقول كلمات أخرى ، عندما يأتي أحداً ويستشهد بكلمات الأب البير في فقرة مُعينة من جهة ويضرب ويعترض على نفس مقالة الأب البير من جهة أخرى ، فإنه يقع في قمة التناقض بالرأي وهذا الأنسان لا رأي لهُ !! 
التاريخ يقول بان الأمبراطورية الآشورية كانت في الألف الثاني قبل الميلاد وعندها تم انشاء اول دولة آشورية شملت شمال العراق وامتدت الى خورسباد والحضر وحتى وصلت الى الشرقاط حالياً ، سنة 1813 قبل الميلاد كان يحكمها الملك شمشي وفي سنة 1760 استولى حمورابي على آشور ، في سنة 1273 قبل الميلاد استولى ملك الآشوريين شلمنصر على بابل وهزم الميدائيين هناك وفي سنة 1240 قبل الميلاد استولى آشور على بابل كلها ، بعدها استولى الآراميون على آشور ومن ثم أستولى الآشوريون مرة اخرى على بابل في سنة 686 قبل الميلاد ودمروا كل شئ في بابل ، هل تتوقعون بوجود كلدان آنذاك حاربوا مع الآشوريين ضد بني قومهم الكلدان في الجنوب ؟!! الشمال كان آشوري والجنوب كلداني أما في سنة 612 قبل الميلاد ثار البابليون عل آشور ودمروها وهذا لا يعني بأن الآشوريين أنتهوا كما لم ينتهي الكلدان عند احتلال آشور لهم !! ، كيف تقول بأن الآشوريين انتهوا وأُبيدوا ؟ هل كل شعب ينتهي بأحتلال الآخر لهُ ؟ ما هذه المُغالطات يا كوركيس وأنت شماس ؟ إذا كان مَنْطِقَك سليم فأن الكثير من الشعوب لا أثر لها حالياً ، عندما انتقل الكلدان الى نينوى بالحرب ، هل أعطى الكلدان أرضهم في بابل للغير وفَضّلوا العيش في نينوى ؟ وإذا تؤيد بأن الكلدان قد أمحوا الآشوريين من الوجود تماماً ، فأنا أقول بأن كل من يُسمي نفسهُ كلداني استناداً الى أولئك القتلة والسفاحين الذين أبادوا غيرهُم فهو على خطأ كبير جداً ، الكثيرين أصبحوا كلداناً لأنهم أصبحوا كاثوليك وليس أفتخاراً بذلك الشعب للعلم والأطلاع !!  ولا ننسى أيضاً بأن المُحتلين الكلدان لم يتركوا بابل ونقلوا كل شعبهم الى شمال العراق ونينوى ولكن بالتأكيد وضعوا نقاط مُعينة لحماية أنتصارهم ، للأسف يريد البعض بالأنتقاص من القومية الفلانية ومن الأسم الفلاني ولا نفهم الغايات الدفينة لذلك ، أين أصبحتم من كلام الرب الذي يقول لنا " تحفرون آباراً مُشَقَقَة لا تمسك الماء " .
واقول لكم مرة أخرى : هل نستحق العقاب يا شماس بحفرِك مثل هذهِ الآبار ؟
يقول أحد المُفسرين للكتاب المقدس وهو أبونا تادرس يعقوب " من الصعب أن يترك الأنسان ينبوع الماء الصافي والنقي ويذهب ويشرب من مياه الأحواض " ، ان هذه الأحواض سرعان ما تتشقق ويتسرّب الماء منها ، يسوع هو حكمتنا وتاريخنا وينبوع حياتنا ولا غير ذلك ، لا تتكلم عن القشور يا أخي لأن الآبار التي تحلم بها كُلّها شوائب و طحالب وأطيان ، من لهُ آذان ليسمع .
لا ننسى نحن سورايي ولا يهُمنا الأسم القومي بقدر ايماننا بالمسيح لأن ربنا يسوع هو أسمى من القومية ومن أي اسم آخر ، نحن كلدايي آشورايي سُريايي آرامايي لا فرق بيننا أبداً ، اما الذي يرغب في أن تكون القومية دينه الجديد فليكن له مايريد .
مسعود هرمز النوفلي
25\11\2009

96
دُعاة القومية الكلدانية والمجلس الشعبي الى أين ؟
تقول موسوعة ويكيبيديا بأن حضارات العالم قبل نهاية القرن الثامن عشر قد بُنيت على أسس دينية ولم يكُن هناك مفهوم القومية كما هو معمول به حالياً ، وبعد ذلك التاريخ وفي بداية القرن التاسع عشر تم تكوين وانشاء دول على اساس الهوية القومية بعد بزوغ ثلاث نظريات في العالم لمفهوم القومية وهي :
1- القومية على اساس وحدة اللغة ، مثال المانيا وايطاليا ،
2- القومية على اساس العيش المشترك أي وحدة الأرادة الشعبية ، مثال ما طرحه المفكر الفرنسي أرنست رينان واضع مفهوم الأمة في السوربون عام 1882 والذي اضاف الى الأرادة المشتركة في العيش عُنصري التاريخ والتراث .
3- القومية على اساس الوحدة الأقتصادية ، مثال ماركس .
لقد نشأ مفهوم النزعة القومية للمرة الأولى في ايطاليا عام 1835  من قبل الزعيم السياسي الأيطالي ماتزيني بحسب موسوعة ويكيبيديا ، حيث قال "  إن القومية هى انتماء جماعة بشرية واحدة لوطن واحد شريطة أن يجمعها تاريخ مشترك ولغة واحدة في أرض هذا الوطن " ، بعد ذلك أضاف الألمان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحدة الثقافة العامة النابعة من اللغة ووحدة التأثير الروحي الديني في المجتمع ومن ثم جاء ماركس وأضاف وحدة السوق الأقتصادية والتكوين النفسي .
عندما نُقارن نحن المسيحيين هذه المفاهيم مع بعضها البعض نستنتج ما يأتي :
1- نستطيع ربط مفاهيم النظريات الثلاث بالنسبة الى الآشوريين بصورة سريعة وشاملة وذلك لتوفر أغلب ما جاء به المُفكرين من وحدة اللغة والتاريخ والتراث والأرادة والعنصر المهم جداً هو الأرض لأنه كما نعلم بأن أغلب القرى المسيحية في الشمال كانت آشورية فعندما يطلب أي حزب أو تجمع سياسي بذلك فانه سيكون على حق بناءً على كل المعطيات التاريخية والجغرافية والسُكانية .
2- عند ربط المفاهيم الثلاثة بالنسبة الى الكلدان ستتضح لنا مُشكلة كبيرة جداً لا يُمكن حلّها أبداً مهما عملنا وطالبنا والسبب هو الأرض ، هل يستطيع الكلدان أن يُبرهنوا لشعبهم وللعالم بأن أرضهم هي ضمن الحدود التي يرغبون بها ؟ إذا كان الجواب بنعم فإنهم بالتأكيد سيقولون بأن كرمليس وتلكيف وتللسقف والقوش وعنكاوا وبعض القرى الأخرى كانت كلدانية ! بالرغم من ان نفوس تلكيف حالياً ليسوا بمسيحيين وغالبية شعبنا السورايا يعلم جيداً تاريخ تلكيف والقوش وتللسقف وغيرها وكيف كانت الأمبراطورية الآشورية الحاكمة في الشمال وكيف كانت كنيسة المشرق الوحيدة تقريباً في الساحة الى يوم تأسيس البطريركية الكلدانية من قبل أحد الباباوات الراحلين الى السماء ، من هنا فمن العدالة واحقاق الحق وإعادته الى نصابه يجب ان تأتي القومية الآشورية في المطلب الأول والأخير في الدستور ولكن شعبنا لا يرضى بالتفريق والأنشقاق والخراب وهو مُتحمّس الى الوحدة بين الأخوة بغض النظر عن الأسم القومي المُركب الموجود حالياً وهو المؤقت الى يوم الأتفاق النهائي لأسم واحد يجمع الكل مهما كان هذا الأسم ، عند خلق الأسم سيكون لنا اسماً قومياً يشمل الجميع من السريان الآشوريين الكلدان ولا يكون اعتراض عليه ، بالأسم الجديد ستتحقق غالبية الشروط التي جاءت بها النظريات الثلاث للقومية أعلاه .
3- من حق الكلدان إذا رغبوا باسم خاص بهم فقط إدراج ذلك في كل دساتير العالم ولكن عليهم أن يحسبوا الف مليون حساب لكي يقولوا لكل من يُؤمن بأنه كلداني بأن أرضك هي بجوار الحلة في بابل والناصرية والديوانية وغيرها من الأراضي التي كان يحكمها نبوخذنصر! ، يجب ان نكون واقعيين ولا نطير في السماء بدون اجنحة ، أين هي أرضكم أيها الأخوة الكلدان ؟ ان ارضكم ليست بعددكم وليست في قُرى نينوى الآشورية أبداً ، أرضكم معروفة للجميع ولا تستطيعون الأقتراب منها أو المطالبة بها الى أبد الآبدين هذا إذا كانت لكم إثباتات وبراهين بأنكم كلدان حقاً ضمن التسلسل الوثائقي الذي يعود الى الكلدة ، الكثير من الكلدان الحاليين جاء اليهم اللقب بالوراثة ولا ننسى أن القسم منهم كانوا آراميين وكانوا آشوريين وكانوا سريان من جماعة مار يعقوب وكانوا وكانوا ، البعض من الكلدان انهزموا من جنوب العراق ولجأوا الى شمالهِ والقسم الآخر ذهب الى سوريا والى تركيا والى قبرص واليونان والى اماكن أخرى .
4- أبحثوا أيها الأخوة الكلدان الى ما يجمع الأمة ، أمة السورايي بأي اسم يكون قبل فواة الأوان ولا تتعالون لأن كما قال لنا قبل أيام أحد الأخوة سيأتي يوم ويقولون لكم ان أرضكم ليست في سهل نينوى ، هذه الأرض ليست ارض كلدانية كما تدعون ، تفضلوا وأذهبوا الى أرضكم التاريخية التي تتكلمون عنها ، وعندها يكون خراب البيت والله يرحم الراحمين .
5- لقد جاءت المسيحية كبُشرى عامة لحياة البشر على الكرة الأرضية بدون التفريق بين الجنس واللون والعنصر والقوم ، هذه البُشرى لا تعطي تفضيلاً أو امتيازاً لشعب مُختار عن الآخر ، انتشرت تعاليم السماء بسرعة بين اليهود والقبائل المتواجدة بالقرب من فلسطين وسوريا والسعودية ومصر ومن ثم بدأت الأنتشار تدريجياً نحو العراق وتركيا والدول الأخرى ولكل أقاصي الكون ، لقد أصبحت الديانة المسيحية أممية بهذا المعنى من التوسع ولا يجوز حصرها في بقعة معينة من الأرض ، ان دعاة القومية يُحاولون دائماً النيل من القوميات الأخرى والأنتقاص منها بحجج مُختلفة ، منها بأنهم الأصل وأنهم أهل الشريعة وأنهم أهل القانون وأنهم أهل الحضارة وأنهم الذين علّموا البشرية القراءة والكتابة وغير ذلك من الكلمات المتعالية على الآخرين من أجل غاية واحدة وهي النيل من الآخرين والبرهان والأثبات بأنهم القوم الأول ونقطة البداية في نشوء الكون ومنهم انطلق كل شئ والآخرين يجب أن يصبحوا خدماً لهم !! هذا التعالي يتناقض تماماً مع تعاليم الرب له المجد التي تدعونا الى التواضع والوداعة .
6- أي انسان في أي بلد يجب أن يكون مُخلصاً لوطنهِ في كل شئ مهما كانت قوميتهِ . وكل انسان ينظر الى بني قومهِ بالفخر والأعتزاز ويكون دائماً المُضحّي والمُتفاني من أجل القريب والصديق مهما كانت قوميته ولونه وشكله وهذه هي الوطنية التي يجب ان يحب ابناء وطنه كما يحب الوطن .
7- كل مُؤمن بيسوع المسيح ينظر الى أخوتهِ من السريان والكلدان والآشوريين والأرمن بعين الرضى والوفاق والحُب العذري لأنه يؤمن بأن الجميع اخوته بالأيمان وبتطبيق تعاليم السماء من خلال الكتاب المقدس .
من هنا فان المؤمن المسيحي ينظر الى أبناء وطنه من خلال ايمانه بالمبادئ والعدل والمساواة في اتجاهين مُترابطين لا ينفصلان وهما الأيمان المسيحي كمسيحي والأيمان بالوطنية كوطني مُخلص . أما إذا تم تجزئة الشعب الى قوميات ، عندها سيكون لنا ثلاثة اتجاهات والتي هي الأيمان والقومية والوطنية . عندها يجب على المسيحي أن يكون متوازناً في كل أعماله وتصرفاته لكي تصب خدمتهِ في وعاء واحد يخدم الأيمان والقومية والوطنية بدون أن يميل الى اتجاه واحد فقط . على الأنسان المسيحي المؤمن بالقومية أن ينظر من خلال ايمانه الى الوحدة مع اخوته بالأيمان قبل النظر الى المصالح القومية لأن الأيمان بالرب يسوع هو الأهم من كل شئ آخر ولهذا علينا أن نضع نصب أعيُننا بأننا مسيحيين قبل أن نكون قوميين وكل ما يُفرّقنا ويُبعدنا عن البعض الآخر نضعه في سلّة المهملات حتى لا ننظر اليه ونُفكّر بهِ لكي لا ننجرف باتجاهات لا تخدم الشعب والمصير الواحد .
8- لو نُقارن حالنا الآن مع أجدادنا في الماضي سنرى بأن كل شئ مُختلف تماماً عن الماضي ، من حيث الأيمان واللغة والعادات والسكن وحتى الملابس والتصرفات اليومية ، كل شئ تغيّر ولكن يبدو ان العقلية عند البعض لن ولم تتغير مع شديد الأسف ، وعندما نعود الى الأسباب نراها تافهة ومتعالية وأحياناً يغلبها التعصب والكراسي والمال الذي هو السبب الرئيسي في تشتتنا وتفرقتنا كنسياً وشعبياً ، ما نُلاحظه الآن عند البعض من العلمانيين وبعضاً من رجال الدين من اكتشافات بخصوص القومية لغايات وأهداف لا تمُت الى المسيحية بصلة لا وبل بدأت تتطور الى أمور خطيرة هدّامة تؤدي الى تهديم البيت الواحد وتفليش كل ما بناه أجدادنا في الوحدة من اجل كنيسة مشرقية واحدة وشعباً مسيحياً واحداً ، المطلوب من عندنا الآن التفاوض مع أصحاب القرار في الدولة بسن قوانين تخدم حياتنا الأيمانية السماوية ولا نطلب الأرضيات الزائلة ، فمثلاً نطلب التساوي في كل الحقوق التي نحن مغبونين بها ، منها : عطلة الأحد للمسيحي وعطلة ايام الأعياد بنفس عدد ايام الأعياد للمسلمين والأهم عندنا هو التعليم الميسحي في المدارس اسوة بالآخرين وفي جميع المدارس التي يتواجد فيها أبناء شعبنا وكذلك تدريس لغتنا الآرامية السريانية للطلبة المسيحيين ولا ننسى قوانين الجنسية والمحاكم والقسام الشرعي والأرث وغير ذلك ، فبدلاً من أن نُطالب بالقومية الفلانية التي قد ينتمي اليها ابن البصرة وابن الناصرية وابن الموصل وغيرها من مختلف الأديان علينا المُطالبة بما هو لنا فقط وليس لحقوق غيرنا من الأخوة في الوطن ، العرب لهم كل حقوقهم والأكراد كذلك وبقي المسيحيين وبعض الأقليات الأخرى ، فلماذا لا نُطالب بحقوقنا الكاملة في جميع مؤسسات الدولة ؟
9- الأخوة الكلدان أين هي قوميتكم ؟ القومية التي تطلبونها سيكون بضمنها العربي الكلداني والفارسي الكلداني واليهودي الكلداني والمسيحي الكلداني وغيرهم ، فهل تترجون أن تتوحدون في يوم من الأيام وأنتم بهكذا مجموعة غير مُتجانسة من البشر ؟ لماذا لا تبحثون عما يوحدكم بصورة أعمق فكرياً من حيث الأيمان الواحد واللغة الواحدة والتاريخ الواحد وغيرها من الأمور الهامة جداً ؟
الأخوة الأعزاء من المسؤولين العلمانيين والدينيين ، عندما تكتبون أحياناً في المواقع عن الفكر القومي التعصبي فانكُم بذلك تضعون المسيح خلف ظهوركُم وخاصة عند التحدث عن الأمجاد والشرائع والتراث في عراقنا القديم ، إنكُم تعملون ذلك بتعمُد من أجل القضاء على كل ما جاء بهِ رب المجد ، إن أغلب كتاباتكم توحي للكثيرين بأنكم لا تُعيرون للأيمان أهمية تُذكر ، انكم دُعاة القومية فقط وللأسف بدأت أهدافكم تتضح يوماً بعد يوم في سبيل القضاء على الأيمان المسيحي وأعتباره من المخلفات والخرافات ، أنتم تعلمون بأن الفكر القومي قد نشأ حديثاً وغايته الرئيسية التوجه نحو الرابطة القومية بعيداً عن الدين ، بعبارة اخرى فان الدين يصبح عندكم ثانوياً وليس أساسياً بحجة أن القومية تجمع أناس من اديان مختلفة ولهذا يحاول الكلداني المتعصب أن يقول بان الكلدانية هي دينه وليس غير ذلك .
10- الأخوة الأعزاء في المجلس الشعبي وخارجه أين أنتم ؟  كم يتمنى المسيحي اليوم أن تكونوا جميعاً يداً واحدة وقلباً واحداً كما كُنتُم قبل أكثر من سنتين ، لا تتسرعون في اتخاذ القرارات التي تندمون عليها ، المثل يقول " الحق يعلو ولا يُعلى عليه " ، أحياناً نهدم كل ما بنيناه بقرار غير مدروس وخاصة عند الأنفعالات والغضب ، كل انسان يخطأ وعندما يعود الى قدرته العقلية يتعجب من القرار الذي اتخذه في حالة من الحالات ، عندها يقوم بتحليل المشكلة ودراسة المُسببات وبعد ذلك يستنتج بأنه كان على خطأ ويجب عليه العدول عن القرار الذي بدر منه وعندما يعترف بالخطأ مع صاحبه يبدأ العناق وتبدأ أواصر المحبة الأخوية الصادقة أفضل بكثير من سابقتها ، الآمال التي بُنيت والتي أفرحت الكثيرين لا تجعلوها تتهدم وتنتكس ، بل حاولوا اعمار الجسور التي تهدمت وبسرعة لكي تُعيدون الفرحة لأخوتكم ، لا يوجد انسان يملك الحقيقة كلها والتعصب الى أمر ما يُعتبر الخروج عن الطريق ، المُناقشة بمحبة تقودكم حتماً الى الأنتصار على مرض التعصب ، لتكُن المُصارحة وكشف الأخطاء بقلوب مفتوحة وبطُرق واضحة ، يجب أن لا نسمح بالأفكار العقيمة التي تقودنا الى الطرق المسدودة ومن الشجاعة أن نعترف بأخطائنا مهما كانت كبيرة أو صغيرة وكما يقول المثل " الأعتراف بالخطأ فضيلة " ، حافظوا على المحبة بينكم مثل ما تُحافظون على عيونكم وعندما تتخذون قراراتكم الصائبة سوف تُعيدون الفرحة لأخوتكم وتُبعدون عنهم الأحزان والآلام التي صدمت وجوههم بالأنسحابات والتكتلات ، اليوم يومكم بالتعبير عن الوحدة مهما غلت التضحيات حتى لو عُدنا عن القرارات التي لا تخدم المصلحة العليا ، وبعد هذا ليعمل الجميع بأخلاص ومحبة كما أرادها الله وعندها سنكون أوفياء وقدوة الى شعبنا الذي ينتظر منكم لم الشمل واكرر لم الشمل وشكراً .
11- وختاماً أكرر ما اقوله للأخوة الكلدان اعلمونا أرضكُم وحدودها قبل أن تسألون عن القومية والأفضل للجميع العمل المشترك الأخوي الصريح مهما كانت الأسباب والغايات ، حيث من خلال العمل والمناقشة المشتركة وبرغبات صادقة مع الجميع نصل الى نتائج يفرح بها الشعب المسكين المُتلهّف الى الوحدة كنسياً وشعبياً ، المطلوب من الآن المشاركة في إعادة بناء أمة السورايي على الركائز المشتركة والصفات الخلاقة التي يتمتع بها شعبنا الواحد ، أنظروا كيف يتعب أخوتكم في الداخل والمهجر ، القيادة والحل والربط بأيديكم ، قولوا نعم للحل الذي يرضى بهِ الغالبية من شعبنا السوريايي أو السورايي أو آرامايي كلدايي آشورايي أو أي أسم آخر ، شاهدوا أستفتاء قناة عشتار الذي يدعو بالغالبية المطلقة الى وحدة الصف  والرب يوفق الجميع من ذوي الأهداف الجامعة الواحدة وشكرا لمن يقرأ المقالة .
مسعود هرمز النوفلي
20 \10\2009


  
 

97
موقع أعلامي لأبرشية كلدانية والتهَجُم على من يُخالفهم الرأي
الأخوة في الأيمان
تنفيذاً لتعليمات سيدنا البطريرك بخصوص إخبار الكنيسة في الأمور الهامة وعدم نشرها في الأنترنيت ، فقد قُمت قبل أيام بأرسال رسالة الى موقع كلدايا نت بخصوص الكلمات والتعابير الواردة في موقعهم الذي يُمثّل صوت أبرشية مار بطرس هامة الرسل ، هذهِ الرسالة التي ستقرأونها الآن نابعة من الأخلاص والمحبة لكل من يهمهُ الأمر ، للأسف الشديد لم استلم أي رد من الأخوة المسؤولين في الموقع ولهذا ومن أجل المصلحة العامة لشعبنا السورايا أرتأيت أن أرسل الرسالة ضمن هذهِ المقالة الى مواقع عديدة ، لكي يعرف الجميع بأن للمناقشات والحوارات هناك أدب وأخلاق يجب أن يتميّز بها كل كاتب ومهما كان الرأي يجب أن يُقابل ويُواجه بالرأي الآخر حتى لو كان مُخالفاً لأن التراشق بالكلمات وعبر السطور سيولّد بُغضاً لا يندمل ولا يُنسى وبعد ذلك يفرز ما لا يتمناه أي واحد مِنا ، إذا نتهجم على كل من يُخالفنا ولا يرغب السير ضمن توجهاتنا فإننا بذلك سنخسر الشعب وبالتالي موطننا العزيز ، طالباً من ربنا يسوع المسيح أن يُنير عقولنا بصورة دائمية ويُساعدنا من أجل عمل الخير وليس الشر ، وشكراً لكل من يقرأ المقالة بتأني وحكمة والرب يحفظكم .
الرسالة المُرسلة الى الموقع هي :
الأخوة في موقع كلدايا نت المحترمين
بعد التحية
نتيجة لحديث سيدنا البطريرك عمانوئيل دلي بخصوص اخبار الكنيسة قبل نشر المواضيع في الأنترنيت ، اكتب لكم هذه الرسالة .
قبل فترة ارسلت لكم مقالة وقد تم نشرها في موقعكم صباحاً وللأسف تم حذفها أو رفعها بعد ظهر نفس اليوم وهذا رأيكم طبعاً ، بعدها أرسلت عدة مواضيع الى الموقع وللأسف أيضاً لم ترى النور في النشر لأنها قد تتعارض مع رأي الموقع الذي يُمثل رأي الأبرشية .
عندما تصفحت الموقع يوم أمس تعجبت بالكلمات الجارحة التي يطلقها الكثيرين من الكتاب وعلى الصفحة الأولى ، بأعتقادي أن هذه الكلمات هي أقوى بكثير من المواضيع التي لم تُنشر وهنا تتضح لي الأزدواجية والمخالفة الصريحة للرأي والرأي الآخر ، كيف تسمح الأبرشية بنشر مقالات تتضمن الكلمات والتعابير التالية :
 المجلس الشعبي المشبوه ،
المجلس واجه تآمرية  يعمل بأجندة آثورية أو آشورية مشبوهة ،
مذكرة المجلس الشعبي السوداء ،
ظهرت الأورام والأدران الخبيثة ،
بعض المرتزقة من صنفكم ،
الكلدان الذين خانوا حليبهم ،
اسم المجلس للتمويه والتخريب ،
التسمية السخيفة ،
الكف عن الهرطقات والهذيانات والسخافات ،
بائعي ضمائرهم وذواتهم ،
المجلس الشعب المشؤوم ،
الكلدان المتأشورين اللاهثين وراء الدولار ،
منتحلي التسمية الآشورية المزيفة ،
المجلس يدعي بكل غباء وعناد .
إذا كان الموقع الذي يُمثل الأبرشية بهذا الشكل ويسمح بمثل هذه الكلمات والعبارات التي يطلقها البعض ، فكيف حال الأبرشية ، يُرجى رفع المواضيع التي لا تليق بالأدب العام لكي لا تُتهم الكنيسة بأمور أخرى ، المسيح ربنا علمنا أن نحب أعدائنا ، فكيف لانحب إخوتنا الذين يخالفوننا الرأي ، انها أقوى من كل ما كتبته لكم ولم تنشروه وكما حذفتم مقالتي فانني جئتكم راجياً رفع كل مقالة تسيئ الأدب وتنتقص وتجرح الآخرين ،
أتمنى أن لا أقرأ مثل هذه العبارات في موقعكم وشكراً
مسعود هرمز النوفلي
7/11/2009

                                                                                                                         
الأخوة الأعزاء جميعاً من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري :

عندما نُراجع الأنجيل المقدس للقديس لوقا الأصحاح 12 ، نرى أن الوصية الكبرى أو العظمى لربنا يسوع المسيح هي الربط بين مفهومين اثنين ، محبة الرب الإله من كل أعماق القلب ومن كل نفس الأنسان ومن كل فكرهِ ومن كل قدرتهِ ، وبنفس الوقت يربط هذهِ الوصية مع شقها الآخر وهي محبة القريب بقولهِ " أن تحب قريبك مثل نفسِكَ " ويقول لنا الكتاب ما نصّهُ : " ليس وصيّة أخرى أعظم من هاتين " .
مفهوم وتفسير هذهِ الوصية يعطيه لنا مُفسّر الأنجيل ألأب تادرس يعقوب ملطي  كما يلي بالنص من الموقع التالي  :
http://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/02-Engil-Morkos/Tafseer-Engeel-Markos__00-index.html
أولاً: أن الوصايا تمثل وحدة واحدة لا يمكن فصلها عن بعضها البعض، فبينما يطلب الكاتب وصية أول الكل يقدم السيد المسيح وصيتين على مستوى واحد، ملتحمتين معًا، تمسان علاقتنا بالله خلال إيماننا به واعترافنا بوحدانيته، وحبنا له بلا حدود، وعلاقتنا بقريبنا الذي نحبه كأنفسنا. وقد كشف لنا إنجيل لوقا من هو قريبنا بمثل السامري الصالح (لو 10).
بمعنى آخر لا انفصال بين الإيمان بالله والاعتراف به وبين حبنا له، ولا انفصال بين علاقتنا بالله وعلاقتنا بإخوتنا. وكأن الوصية هي تمتع بسمة حياة داخلية يعيشها الإنسان في أعماقه وتُعلن خلال إيمانه وشوقه نحو الله ومعاملاته مع الناس.
في نص منسوب للقديس جيروم ، جاء: [هذا السؤال يمثل وحدة مشكلة عامة للمتعلمين في الناموس، وهو أن الوصايا الواردة في الخروج واللاويين والتثنية مختلفة. وقد قدم السيد وصيتين وليس وصية واحدة وكأنهما ثديان على صدر العروس بهما تنتعش طفولتنا... لقد أشار إلى أول الوصايا العظمى التي يجب على كل واحد منا أن يعطيها المكان الأول في قلبه، كأساس للتقوى، وهي معرفة وحدة اللاهوت والاعتراف بها مع ممارسة العمل الصالح الذي يكمل بحب الله والقريب.]
ثانيًا: إن كان الحب هو جوهر الوصية، فإن هذا الحب ليس تصرفًا خارجيًا نبرزه فحسب، إنما يمثل حياة تمس كل إمكانياتنا، وتمس كياننا "نحب من كل النفس"، وتمس عواطفنا وأحاسيسنا الداخلية "من كل القلب"، وتمس فكرنا "من كل الفكر" وأيضًا تمس تصرفاتنا الظاهرة "من كل قدرتك". وكأن الحب يعني تقديس الإنسان بكليته بروح الله القدوس ليحمل صورة طبيعة خالقه في داخله، بكون "الله محبة" (1 يو 4: 8)، نحمل حياته وسماته عاملة في النفس والقلب والفكر والجسد وكل الطاقات والمواهب!
الوصية هي تمتع وتجاوب مع روح الله القدوس الذي يشكلنا على الدوام، ويرفعنا من مجد إلى مجد، لعلنا نبلغ قياس قامة ملء المسيح (أف 4: 13).
يقول الأب ثيؤفلاكتيوس: [انظر كيف يعدد كل قوى النفس، إذ توجد القوة الحية في النفس التي شرحها بقوله "من كل النفس"، لهذه القوة ينسب الغضب والرغبة هذه التي يجب تسليمها للحب الإلهي. كما توجد قوة أخرى تسمى "القوة الطبيعية"، ولها يُنسب النمو والانتعاش، والتي يجب أيضًا تسليمها لله إذ قيل: "من كل قلبك". وأيضًا قوة ثالثة هي العليقة والتي تدعى "الفكر" التي يجب تسليمها أيضًا بالكامل.]
على أي الأحوال يبدو أن خلافًا دار بين فئات اليهود أنفسهم، فالبعض ركز على أهمية الشرائع الطقسية خاصة تقديم الذبائح، والآخر على الجانب الإيماني، وثالث على الجانب السلوكي العملي. وقد جاء السيد المسيح ليؤكد الحاجة إلى تغيير شامل في النفس والقلب والفكر مع تجاوب كل طاقات الإنسان وإمكانياته مع هذا التغير الداخلي. وقد أعجب الكاتب بالإجابة، قائلاً: "بالحق قلت لأنه (الله) واحد وليس آخر سواه. ومحبته من كل القلب، ومن كل الفهم، ومن كل النفس ومن كل القدرة، ومحبة القريب كالنفس هي أفضل من جميع المحرقات والذبائح" [32-33]. أجابه السيد: "لست بعيدًا عن ملكوت الله" [34]، لكنه لم يقل له: "في داخلك ملكوت الله"، إذ عرف الكاتب ملامح الطريق، لكن لم يكن قد دخله بعد ولا تمتع به.
الآن أنتم الحكم بين ما يكتبهُ البعض من مقالات في موقعكم وبين الروحية المسيحية التي يتحلى بها الموقع كونه الموقع الأعلامي الناطق للأبرشية والتي هي باسم القديس بطرس  الصخرة ، أين أنتم من تعاليم سيدنا يسوع وهل في حقيقتكم صورة لرب المجد أم تشويهاً لما يريده منكم الرب ، كل الكلمات التي ذكرتها لكم والتي جاءت على السنة البعض هي ضد القريب وللأسف انها مملوءة من الحقد والكراهية التي يبغضها يسوع ، كيف تسمحون بذلك وانتم القدوة في الوعظ والكرازات وتعليم الشعب ؟ أنا خاطئ أكثر منكم ولكن غيرتي لا تسمح لي أن اسكت وأتحدث مع غيري وانتقد وأكون بوجهين ، أنا لي وجه واحد امامكم وامام الغير واسألوا الآباء الذين عملت معهم في الخورنات ، الأخوة الذين تتهمونهم بالهرطقات والمتأشورين واللاهثين وراء الدولار والعاملين بالأجندة الآشورية المشبوهة والمرتزقين وذوي الأورام الخبيثة وغير ذلك من الكلمات الجارحة والمُقززة ، هؤلاء الأخوة قد يكونون أفضل منكم في تطبيق تعاليم المسيح ويعملون بهدوء والساحة لهم والف عافية ، لماذا لا تذهبون وتعيشون بينهم وتكسبون المجتمع والأحزاب لجانبكم ، ليس كل من يُسمى نفسهُ عالمياً ارتفع ولكن المتواضع ونقي القلب هو الذي يرتفع ولا ننسى المثل الذي يقول من ارتفع وقع ومن اتضع ارتفع ، غيّروا اساليبكم وانتم في زمن الديمقراطية لكي يعمل كل واحد بهدوء ويكسب الذي يكسبهُ والنتائج تكون الحكم بين هذا وذاك ، التعالي لا يثمر ولا يعطي الخبز ، والتبجح بالتاريخ لا يوصلكم الى نتيجة ، والنظر الى اقحام المرجعية الدينية في هذه الأمور لهو خطأ عظيم جداً ، المثل يقول " ليس المرء من قال كان أبي ، بل الأنسان من قال ها أنذا ."
أنظروا الآن الى البعض من أمثال حركة تجمع السريان المستقلين ومنظمة كلدو وآشور والمنبر الديمقراطي الكلداني برئاسة الأستاذ سعيد شامايا وحزب بيث نهرين الوطني وغيرهم من اخوتنا المستقلين ومن احزاب أخرى كيف يعملون يداً بيد مع أخوتهم في المجلس الشعبي يأتون من كل قُرانا وقصباتنا ويجاهدون ليل نهار في أرضنا الحبيبة من أجل رفع شأن شعبنا العزيز ، انهم بين ابنائهم وأشقائهم وشقيقاتهم في أرض الوطن الحبيب مُتكلين على الله لعمل خطة أنقاذ شعبنا المغلوب على أمرهِ ، ان جميع هؤلاء لا يعجبوكم ولا ترضون عليهم انتم ولكن كلنا أمل وثقة بأن الرب يُباركهم وُيبارك أعمالهم ، الذي معهم ليكون معهم والذي لا تعجبه الأمور ليعمل أحسن منهم حتى نُشاهد ونتبع الذي هو مُخلصاً لوحدة الشعب أكثر من غيره ، عندما يأتي العرفان بالمعروف والشهادة من غير المنتمين الى المجلس أو الأحزاب المنضوية تحت راية المجلس بالتأكيد ينظر اليها المجتمع أفضل وأقوى وهنا أنا وأصدقائي العديدين غير منتميين الى المجلس ولسنا في الأحزاب ولكننا ننظر الى الساحة ونُراقب بدقة ما يجري من كتابات البعض ضد البعض الآخر ، أين أنتم في موقع كلدايا ؟ كل يوم تخسرون أعداداً مهمة بأساليبكم التي لا تنفع ، بل العكس ينظر اليها المجتمع بأنكم ترغبون أن تكونوا الأوصياء والمتعالين على أخوتكم بالعكس مما تتحدثون وتكتبون ، علينا أن لا نُفرّق بين الآشوري وغيره كلداني أم سرياني وهذا مُثبّت في أهداف موقعكم ولكن بدون تطبيق مع الأسف ، إنكُم تدعون في أهداف الموقع الى الأخوة وعدم التفريق ومن جهة أخرى تضربون كل من يُخالفكم الرأي ، أين أفعالكم من أقوالكم ؟ لعلمكم أن الذين ينتحلون الآشورية ليسوا مُزيفين كما تدّعون والكلدان الذين مع المجلس هُم مخلصين وليسوا متـاشورين ولاهثين كما تصفونهم ، وحتى لو قالوا بأننا آشوريين أو آراميين أو أي اسم آخر لا يهمُهُم ذلك بقدر ما يهمهم الأول والأخير بأنهم سورايي فقط ، كذلك يجب علينا أن نعترف بأن جميع القرى في شمالنا الحبيب كانت آشورية الى يوم انشقاق البعض من كنيستنا المشرقية والتحاقهم بالكثلكة ، نرجو منكم من الآن فصاعداً عدم التهجم والكف عن المنهج العقيم الذي يُفرّق ولا يجمع ، كُلنا مُنشقون كما قال سيادة المطران مار لويس ساكو ، وكُلنا إمتزجنا مع بعضنا وأختلطنا مع الآراميين السريان المشارقة والآشوريين والكلدان ولا فرق بين هذا وذاك ، كلنا أصبحنا سورايي بالمسيح والحمدلله والشكر ، إمتناننا الى الرُسل العظماء الذين أهدونا الى طريق الحق والحياة في بُشرى الأنجيل المقدس بغض النظر الى القومية ، نطلب من الرب أن يحفظ الجميع بخير وسلام الى الأبد آمين .
 ترقبوا مقالة أخرى بعد أيام سأرفع بها مُقترحات للموقع المذكور وشكراً .
مسعود هرمز النوفلي
11/11/2009
 

98
الرأي العام في استفتاء المجلس الشعبي يدعو الرافضين الى الوحدة

   عند الحديث عن المُقارنة بين الرأيين العام والخاص ونتائج الأستفتاء علينا أن نفهم معاني بعض الكلمات التي يقوم بتعريفها الكثيرين من عُلماء الأجتماع في الوقت الحاضر والتي قُمتُ بتلخيص البعض منها وكما يلي :
1- بصورة مُختصرة نقول بأن الأستفتاء يتضمن أسئلة مُختارة قد تكون مكتوبة أو شفهية تُعطى أو تُرسل الى مجموعة معينة أو ما نُسميها في علم الأحصاء بالعينة المختارة ، تقوم العينة في تقديم الأجوبة وبعد الأنتهاء من العملية تقوم الجهة الداعية الى الأستفتاء بفرز الأجوبة وكتابتها حسب النسب المئوية أو البيانات الأحصائية أو المستطيلات أو الدوائر وغير ذلك ، النتائج تُسمى إتجاهات الرأي العام .
2- الرأي هو القوة الداخلية الكامنة أو الناطقة عند الشخص وخاصة عند التفكير بحل مُشكلة ما قد تكون عائلية أو اقتصادية أو علمية أو سياسية والى غير ذلك من الأمور التي تتطلب التفكير بأمعان وتفحص قبل أبداء ما يرغب التصريح بهِ ، عندما نقول بأن فلان أعطى رأيه بالقضية الفلانية فانه بذلك يتحدث بتعابير كلامية لكي يقول لنا ما يدور بذهنه مُتجرداً من العواطف والوجوهيات ، أي بعبارة أخرى يتحدث عن رأيه في حل مسألة ما مُتجاوزاً المصلحة الشخصية من أجل المجموع والمصلحة العليا .  
3- أما كلمة العام ، فهي تلك الكلمة التي تشمل الغالبية من الناس عندما يكونون مُتجانسين ومُتفقين في الآراء وينظرون الى مصلحة المجموع ككُل ، أي هناك عوامل كثيرة تجعلهم بأن يكونوا مشتركين في اتخاذ القرارات الجماعية لخدمة الشعب  ، أحياناً تكون المجموعة السكانية كُلها مُتفقة مع بعضها مما يعطيها ما نستطيع تسميتها بالغالبية المطلقة وهذا يكون نادراً جداً .
 4- عندما نربط الكلمتين الرأي والعام فيصبح عندنا " الرأي العام " وهذا الرأي بالتأكيد يكون مُمثلاً للأغلبية من البشر في تجمع ما ، من هنا فان الرأي العام مهم جداً لدراسة قضية أو مشكلة من أجل ايجاد الحلول اللازمة لها ، يجب علينا التفريق بين رأي الفرد الواحد وعدد من الآراء ومن ثم رأي أغلبية الأفراد ، القرار السليم الذي يجب اتخاذه وخاصة في الأستفتاءآت هو التحكم الى رأي الغالبية والذي بالتالي هو الرأي العام لنا والصحيح والمُلائم .
5- أما الرأي الخاص فهو رأي شخصي ينطق به الأنسان أمام الجمهور بدون خوف ،  قد يكون هناك شخصاً واحداً مُخالفاً بآرائه لجميع الآراء الأخرى في المجموعة البشرية ، هذا هو اختياره الحر بارادته الذاتية  أو أكثر من شخص واحد بين المجموعة ولكن هذا لا يُمكن أن يصل الى الرأي العام ، أحياناً تصل الآراء الشخصية المُفردة في استفتاء معين مُتطابقة وتصبح الأكثرية عندها تكون هذه الآراء هي التي تُمثل الرأي العام ولا غير .
لماذا تجري عمليات الأستفتاء او استطلاع الآراء ؟
هناك مسائل كثيرة مُعقدة ومُتشابكة تشغل عقول صانعي القرار وتصبح الآراء المُتباينة بين المُجتمعين من أجل اتخاذ قرار مُعيّن بحالة لا يُمكن التصديق بها بما يجري من اختلافات وتناقضات فيما بين صانعي القرار انفسهم وبذلك يخرجون من الأجتماع بدون الرأي الموحد أو العام ، عند ذلك يتم التحكيم والأستفتاء لمعرفة رأي الشعب وأستطلاع ما يدور في عقول البشر ، على كل قيادة أن تعلم وتفهم ما هو الأتجاه الذي يُفكر به الشعب وأين هي مصلحتهِ وكيف يجب أن يكون القرار من أجل الوصول الى القرارات السليمة التي تُؤدي الى التقدم والأصلاح والبناء المستمر آخذين بنظر الأعتبار الآراء الأخرى المُعاكسة من أجل دراستها لمُحاولة تقارب وجهات النظر بين المُؤيدين والمُعارضين  .  
يجب أن يتصف الرأي العام بصفات هامة منها : الواقعية والوضوح وعدم التضليل أو الخداع وذلك من أجل كسب أكبر عدد مُمكن من المجموعة البشرية  ، يجب أن لا ننسى بأن الأعلام والتلفزيون والدعايات لها تأثيراً عالياً على الرأي العام وقد يتغير هذا الرأي بين فترة وأخرى فمثلاً اليوم الرأي العام مع حزب العمال الأنكليزي وبعد سنة يصبح الرأي العام مع المحافظين الأنكليز ، عندها يخسر الرأي العام الأول ، والأسباب كثيرة قد تكون اقتصادية أو سياسية أو عسكرية أو غير ذلك .
لنأتي الآن الى الأستطلاع أو الأستفتاء الذي نظّمه المجلس الشعبي عبر قناة عشتار الفضائية والنتائج المهمة لنا ، هذا الأستطلاع يتضمن أسئلة ثلاث من أجل التصويت على أختيار واحد فقط ، علينا الأنتباه هنا بأننا غير مُجبرين للأشتراك في التصويت إذا وجدنا أن الأسئلة الثلاث لا تتلائم مع ما نرغب بهِ وهنا يُمكننا العدول عن التصويت وكأن الشخص الذي لا يعطي صوته قد أعطى ورقة بيضاء في عملية الأنتخابات وبالتأكيد سوف لا يتم حساب صوت الورقة البيضاء وأعتقد هنا بأن الكثيرين من اخوتنا لا يرغبون في التصويت الى أي سؤال ولا يهمّهُم الأمر . ولكن عند النظر الى نتائج التصويت كما هي مُثبتة في موقع قناة عشتار لليوم الخامس من تشرين الأول سنُشاهد بأن الغالبية العُظمى من أبناء شعبنا السورايي قد أعطوا أصواتهم الى الوحدة بين الأخوة كاختيار أول وهذا يجب أن يفرح بهِ كل كلداني سرياني آشوري لأن الرأي العام مُنطبق مع تفكير الغالبية بغض النظر عن الأسماء القومية والعنصرية " الراغب بمُشاهدة الأستفتاء المذكور يُمكنه الذهاب الى موقع قناة عشتار الفضائية "
 http://www.ishtartv.com/
مجموع الأصوات لغاية اليوم هي كما يلي ، وقد نقلتها من الموقع مع السؤال المطروح  الذي هو :
ماهي أولويات المؤتمر الشعبي الثاني بنظركم ؟
السؤال                                                   عدد الأصوات                النسبة المئوية
تثبيت حقوق أبناء شعبنا في الدستور                     158                       26.20 %
الوحدة بين جميع المكونات السياسية لأبناء شعبنا       290                       48.09 %
تطبيق الحكم الذاتي                                           155                       25.70 %
مجموع الأصوات : 603 صوت الى غاية تاريخ كتابة هذه المقالة .
الملاحظ هنا بأن الرأي العام الذي تم توضيحه في بداية المقالة هذه يتجه الى أن من أولويات المؤتمر الشعبي الثاني " الوحدة بين جميع المكونات السياسية لأبناء شعبنا " ، النسبة عالية بالمُقارنة مع الأختيارين الآخرين ، من هذا الأستطلاع أو الأستفتاء تتوضّح الصورة لقيادة المجلس أولاً والى مُختلف أطياف شعبنا ثانياً ، إنها الفرصة الديمقراطية التي يشترك في نتائجها كل أبناء الشعب وهذا يجب علينا جميعاً أن نفرح بهِ ونتبنّاه لأنه رأي الغالبية والذي يُمثل الرأي العام الحالي وليس الرأي الخاص لكل طيف من الأخوة ، أعتقد بأن على الأخوة الذين قد انسحبوا من المجلس قبل فترة وكانوا من المُشجعين والمُصفقين لأنشاء هكذا مجلس بغض النظر عن الأسم ، عليهم إعادة حساباتهم والعودة الى عنكاوا كما كانوا في المرة الأولى ، هذه النتائج لا تستحي من شخص ولا من كيان سياسي ولا من مسؤول علماني أو ديني ، على الجميع الأيمان بها حتى لو تتقاطع مع طموحاتهم الخاصة وأحلامهم وأفكارهم في بناء ما لا يُمكن بناءهُ على أرض الواقع ، ان الأسئلة المطروحة في الأستفتاء دقيقة وغير قابلة للتأويل  وليست من باب الدعاية والذين يعطون أصواتهم هُمْ في الغالبية من السياسيين  والكُتاب والمُثقفين والمُطلعين على كل ما يدور في الساحة من مناقشات وآراء وتناقضات ، لذا فمن الواجب على كل فرد يُؤمن بالديمقراطية أن يتبنى رأي الغالبية ويدعم التوجهات الأيجابية التي ترغب بالوحدة المُباركة وعليه بعد ظهور نتائج الأستفتاء الكف عن دق طبول التفرقة بأية حجّة كانت وعليه الأبتعاد كلياً عن الكتابة في الأتجاه المُعاكس لرأي الجماهير ، نحن شعب مُختلط من السريان الكاثوليك والأرثوذكس والآشوريين والكلدان بمُختلف كنائسهم ، وأتمنى أن يعطي لنا المُعترضين والمنسحبين من المجلس الأعداد الحقيقية للسريان أو الكلدان أو الآشوريين في العراق ، لأن لو يقوم أحدهم بعمل احصائية عن عدد السريان في بغديدا وبرطلة والموصل وبغداد وكركوك وغيرها من المناطق سوف يتفاجئ بالرقم الكبير الذي سيعرفه وغالبيتهم مع المجلس الشعبي  وهكذا لو يقوم بعمل احصائية بين الكلدان انفسهم من هو مع المجلس الشعبي ومن هو ضده سوف يتفاجئ بالرقم الكبير الذي يكُن كل الأحترام والتقدير للمجلس بالرغم من الأسم وبالمثل كذلك مع الآشوريين ، فلماذا أيها الأخوة نبقى ننظر الى الماضي السحيق والأمجاد الزائفة التي بناها فلان وفلان ، كل تراثنا باقي لنا ولا يستطيع أحد أن ينكره أو يأخذه من عندنا وهو بالنسبة لنا عهداً قديماً نعتز به كما نعتز بكل أجدادنا ولكن يجب أن نقول نحن أبناء هذا اليوم وكما يقول المثل " ليس الأنسان من قال كان أبي ، بل الأنسان يجب أن يقول ها أنذا " ، إننا في وضع لا يُحسد عليه ، الصعوبات والمشاكل تُلاحقنا والتغيير الديموغرافي بدأ بشرارة صغيرة ولكن الحريق الذي يُسببه سوف يكون عالياً ومُحطماً لكل الآمال ، لا سامح الله ، علينا منذ اليوم تغيير قلوبنا وتصفيتها من أجل أن لا يلتهمنا الحريق ، يجب أن نكون حُكماء وننظر الى المستقبل بعيون مفتوحة خالية من النظرات المادية والسلطة والمناصب والكعكات كما يُسميها البعض ، لننظر ما حلّ بالعراق نتيجة التكبر والتسلّط وأين وصلنا نتيجة التصرفات الغير صحيحة التي قادت الى الخراب والدمار والعنصرية والطائفية ، هل يرضى البعض من اخوتنا أن يكونوا من المُتسببين في خرابنا نحن ايضاً وتدمير ما تبقّى من إرثنا ومناطقنا الجميلة ؟ هل يرغب البعض بتأزم الأمور وتعقيدها من أجل كسر إرادة الشعب في الوحدة التي يُعبّر عنها الأستفتاء ؟ ، المطلوب من الأخوة التعبير واستقطاب الأقلام من أجل الوحدة وليس العكس ، على من يدعي الحرص أن يكون قبل الآخرين حريصاً على المصالح العليا وبالتالي أن يُساند ويدعم ويحرص على نتائج الأستفتاء وعليه أن يضع جانباً كل ما يُسبّب ويُؤدي الى التجزئة والتفرقة بين أفراد الشعب الواحد ، تمنياتي من الأخوة بالرجاء الأخوي عدم اقحام الكنيسة والأتكال على القرار الذي لا يعني شيئاً مُهماً بالنسبة لنا كمسيحيين ، لم يتحدث ربنا في يوم من الأيام عن القومية وعلينا أن نحذو طريقه ونعمل كما عمل قبل أن تحصل الكارثة وعندها لا يفيد الندم  . المجلس الشعبي ليس حزباً سياسياً ولا هو قومياً عنصرياً والأدلة واضحة للجميع ولكن للأسف ينظر اليه البعض بعين واحدة وبدأوا بتصرفات غير صحيحة من أجل الأنتقاص منه ووضع المسامير في عجلاته ، الأحزاب لا تنتقص من أقرانها الأخرى في البلدان الديمقراطية ، فكيف ننتقص من المجلس الذي تحت لواءه عدداً لا بأس بهِ من الأحزاب ، الساحة مفتوحة للجميع والذي يستطيع الكسب والتأثير ليتفضل بدون تجريح وبدون اللجوء الى الطرق الأخرى لدغدغة المشاعر ، واليوم كانت عندنا فرحتين الأولى طلب المجلس بادراج الأسم في الدستور والثانية طلب منظمة كلدو آشور  بتثبيت نفس الأسم في الدستور ، اليس هذا دعماً مُباشراً للمجلس ؟ وختاماً أيها الأخوة الأعزاء والأحبة جميعاً
علينا في الأيمان والصلاة والتضرع لله المنقذ من أجل وحدة الصف والشعب ، الرب لا يترك شعبه مُهاناً ومُمزقاً ولننتفظ الى العمل سوية من داخل المجلس الشعبي الذي هو خيمة للأحزاب المنظوية تحت قيادته ونعمل مع الجميع بروح مسيحية مُخلصة لكي ينظر الآخرون علينا ويُمجدون أبينا السماوي ويقولون مع أنفسهم " هؤلاء السورايي متكاتفين ومتلاحمين لأنهم يعرفون مصلحتهم العليا " .آسف على الطرح الذي قد يكون طويلاً للبعض ولكنه نابعاً من قلب أخوكم الصغير :
مسعود هرمز النوفلي
5/11/2009

99
قناة سورويو وأختها قناة عشتار والأقتراحات
    القناة الفضائية التلفزيونية " سورويو " هي قناة خاصة بأبناء الشعب الكلداني السرياني الآشوري ،إنطلقت في أول تجربة لها سنة 2004 ، تبث برامجها من السويد لمدة خمس ساعات يومياً ، تتضمن برامجها جميع أخبار شعبنا في مختلف أنحاء العالم وخاصة العراق وسوريا وتركيا وايران ، اللغة السائدة في برامجها هي السريانية الآرامية ولكنها تبث بلغات أخرى مثل العربية والتركية والأنكليزية والسويدية ، القناة في تطور رائع مع أختها قناة عشتار ، نتمنى لهم كل التوفيق في طرح وتحليل طموحاتنا المشروعة وتغذية شعبنا السورايا بكل ما هو جديد من أخبار الساعة يوماً بيوم .
يقول مسؤول هذه القناة في سوريا بأن اختيار الأسم لم يأتي عبثاً وإنما كان مدروساً وبعناية ليجمع أبناء الشعب الواحد من السريان الآشوريين الكلدان وبعد موافقة البطاركة والمطارين تم اتخاذ القرار بتسمية القناة بهذا الأسم وهو "  سورويو أو سورايا "  لتكون تسمية دينية وقومية تجمع الأسماء الثلاثة ، لقد كان لموقع قنشرين حواراً مفتوحاً مع مسؤول القناة في سوريا يُمكنكًم الأطلاع عليه على الرابط التالي :
http://www.qenshrin.com/details.php?id=6586
في الموقع نفسه يوضح المسؤول نوعية البرامج المقدمة بالتفصيل وعلاقتهم بالكنيسة وتغطياتهم الأعلامية وقدراتهم الخاصة بخدمة الشعب .
أما قناة عشتار التي نستطيع أن نُقارنها مع أختها سورويو ، فانها قناة فضائية تلفزيونية عراقية بصورة عامة ، تنقل كافة أخبار العراق والعالم أولاً بأول ولكنها بصورة خاصة تعمل لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري وكافة الأقليات الأخرى كاليزيدية والأرمن والتركمان والصابئة والآخرين ، تم وضع اسم القناة تيمُناً بإله الحب والجمال والخصوبة ، الإله عشتار ، إله الأشوريين ، انطلقت هذه القناة في صيف سنة 2005 من منطقة أربيل في شمال العراق ، تبث القناة أخبار الساعة باللغات السريانية والكردية والعربية وهناك برامج خاصة باللغات المحلية الأخرى وقد ارتفعت شعبية هذه القناة بالفترة الأخيرة لتدخل أغلب البيوت من أجل الأستمتاع ببرامجها التحليلية والثقافية والتاريخية والأجتماعية والكنسية بما يخدم كنائسنا المُختلفة .
موقع قناة عشتار الفضائية هو :
http://www.ishtartv.com/
أما موقع قناة سورويو فهو :
http://www.suroyotv.com/gbn_tvprog/indexa.htm
http://suryoyenews.com/
هناك اقتراحات مهمة للقناتين نتمنى الأستفادة منها لخير الصالح العام منها :
1- محاولة توحيد اللغة السريانية بكلمات ومُصطلحات يفهمها جميع السورايي كما حدث لليهود عندما جاءوا الى ارض فلسطين حيث كان أغلبهم من دول مختلفة ويتكلمون لهجات عبرية متنوعة ، بعد نشوء دولة اسرائيل حاول الجميع مُساندة اللغة العبرية والتحدث بها وكان شعارهم " أنت يهودي ، تكلم العبرية " بالرغم من لهجته التي كان يتقنها بطلاقة ، هكذا نحن الآن ليكُن شعار القنوات الخاصة بنا " أنت سورايا ، تكلّم السورث " وبالتأكيد ستتوحد أغلب لهجاتنا باللغة الآرامية السريانية العزيزة .
2- التوجه بالبرامج الى الكبار والصغار من أجل نشر اللغة وغرسها بين الجميع ويتم ذلك من خلال الدروس التعليمية والمسابقات وكل الوسائل المساعدة .
3- تشجيع الكُتاب وأصحاب الأقلام بالكتابة بلغتنا الآرامية السريانية الفصحى وتقديم جوائز للمُبدعين في المجال الروائي والقصصي والأخبار والأدب وغير ذلك .
4- خلق مُحاورات سياسية ودينية وطبية بين المُتحاورين بالسورث .
5- مسابقات وسهرات بين عائلتين أو اكثر وخاصة في البرامج الترفيهية والمناسبات والأعياد  .
6- التقليل من التكرار ومحاولة طرح كل ماهو جديد .
7- نرجو من القناتين التحدث باستمرار عن برامج التنمية في أرضنا المعطاء لتشجيع السكان من أبناء المنطقة بفتح مشاريع صناعية وزراعية وخدمية صغيرة ومن أجل الألتصاق بالأرض وأستغلالها لفائدة المجتمع بصورة عامة ، كما ونرجو استحداث برامج تعليمية عن الأعمال اليدوية والصناعات التقليدية الخاصة في المناطق التي يقطنها الشعب وشكراً .
جزيل الشكر والتقدير لكل من سعى الى خلق القناتين ويسعى الآن لتطويرهما والرب يجازيهم ويحفظهم بسلام دائماً .
مسعود هرمز النوفلي
31/10/2009

100
الأقليات والسُكان الأصليين لهُم نصف الحقوق أو أقل !!
هل تسمع الدول الديمقراطية بما يجري من السرقات وألأغتصاب للمتلكات والأراضي المملوكة للأقليات ؟
هل ترضى هذهِ الدول بأن يكون للسُكان الأصليين لأي بلد نصف الحقوق وأقل ؟
هل ستتحرك هذه الدول لأنقاذ الحقوق وأنصاف الشعوب والأمم الصغيرة ؟
هل حان الوقت الآن لطلب حماية دولية بمنطقة آمنة للمسيحيين في العراق ؟
سأعطي أجوبة مُختصرة لكل سؤال كما يلي :
الدستور يدعو الى المُساواة ولكننا نلمس خطوات كثيرة وتشريعات لا تدعو الى التساوي بين أفراد الشعب الواحد ، منها :
* تدريس الدين الأسلامي في جميع المدارس ، حتى لو يكون هناك طالباً واحداً في المدرسة فان حقهُ مضمون في درس الدين ، حيث على المدرسة القيام بتدريس هذا الطالب مادة الدين الأسلامي ، أما الطلبة المسيحيين الكثيرين الموجودين في مدارس مُختلفة محرومين من الأستفادة وتعليم مبادئ دينهم وعليهم الخروج الى الساحة واللعب بدلاً من تعيين شخص مسيحي بمُؤهلات بسيطة لتعليمهم الدين .
* الدستور يجب أن لا يتعارض مع التشريعات الأسلامية ، هذا صحيح بالنسبة الى المسلمين ولكن ماهو ذنب غير المسلمين عند تشريع قوانين تنتهك حرياتهم من ناحية الصوم في رمضان وقُدسية الشهر الحرام وشراء وبيع المشروبات الكحولية وفتح الأماكن الخاصة بالحفلات والرقص وأستيراد اللحوم وغيرها ، اليست مثل هذه القوانين ضد حرية الأنسان الجديد في بلد يدعو الى الحرية والديمقراطية ؟ يجب أن تكون حقوقنا محفوظة لأننا السكان الأصليين للبلد ، كما تكون حقوق النشر محفوظة وحقوق الطبع عند الباحثين عند تقديمهم البحث الأصيل  لأول مرة محفوظة أيضاً ، وبراءة الأختراع محفوظة هكذا نحن السُكان الأصليين يجب أن تكون حقوقنا محفوظة ومشروعة وغير ناقصة لأننا في الوراثة وألأصل نستحق كل الأمتيازات التي ورثناها عبر آلاف السنين .
* عندما تُهمل نسبة التمثيل الحقيقية في البرلمان للأقليات ويُعطى لهم مقاعد أقل من نصف حقهم ، أليس هذا تجني على حقوق المواطنة ؟ وعندما يتناقشون تمثيل الأقليات نراهُم كأنهم يعطون قطعة حلوى للطفل للصغير حتى يسكت !! هل هذه هي المساواة والعدالة أيها الأخوة ؟ حسب الأحصائيات التي قُمت بدراستها ونشرها في عدة مواقع يحق للمسيحيين إما ستة مقاعد أو سبعة مقاعد في البرلمان على أقل تقدير للساكنين داخل الوطن ، أما إذا كان الحساب للداخل والخارج فيحق لنا أكثر من خمسة عشر مقعداً ، أين نسبة التمثيل الحقيقية والعدالة التي ينشدها المواطنين ؟ هل نحن غير مُؤهلين أن نتمتع بحقوقنا الكاملة وأن هناك مواطنين كاملين الوطنية ومواطنين ناقصين الوطنية ولا يستحقون الحقوق المتساوية مع أبناء الشعب العراقي الواحد ؟ نرجو أن يعلم الجميع بأن الحقوق لا تُستجدى ولا يُمكن التساوم عليها مهما كانت التضحيات ، ولهذا من حقّنا نحن المسيحيين أن نطرق الأبواب ونصرخ بأعلى صوتنا لكي يسمعنا الحُكام والعالم ، نحن خيارنا الوحيد هو العيش بسلام في وطننا مع جميع أبناء الشعب بدون تفرقة وتمييز والنظرات المُجزأة بين هذا وذاك ، كُلنا إخوة من بني آدم ونعبد الله الواحد الأحد ولا فرق بين مواطن وآخر إلا بالعمل المخلص الذي يُقدمه من أجل الوطن .
* الدول ملتهية بطوائف وأقليات العراق ونوعية الحكم والمُحاصصة ووو... ، هل ترضى هذه الدول أن تكون الطائفية هي الحاكمة في بلدانها ؟ لماذا الأصرار على العراق ليتقاتل الأخوة المساكين فيما بينهم من أجل الحصة والوزارة والسفير والمدير والأستثمار ووصل الأمر الى الجامعات وكل مفاصل الحياة ، في أي بلد في العالم لا يوجد هكذا تشريع إلا ماندر ، لماذا نقبل بهذهِ الطريقة التقسيمية ونحن في القرن الواحد والعشرين ؟
* يتم سرقة أموال وجُهد الموظفين وأصحاب الأعمال في طُرق الموبايل الملتوية عبر الأختطافات وطلب الفديات وفي وضح النهار وعبر كل الخطوط الهاتفية المعروفة ، وجميع من يهمهم الأمر غير مُبالين وغير مُكترثين للحالة التي أتعبت السورايي ، رُبما هناك من يرغب بذلك لكي ينفذ صبرنا لنختار الطرق البديلة للعيش مُجبرين لا مُخيّرين لأتخاذ الهجرة كملجأ وحل ، ماذا يعمل المُعتدى عليه وكيف يُدافع عن نفسهِ ومُمتاكاتهِ وعرضهِ ؟ المواطن يتعب من أجل لُقمة العيش ومن أجل التوفير البسيط كما يقول المثل " الفلس الأبيض ينفع لليوم الأسود " وفجأة يأتي أحدهم أو الجهة المرتبط بها ليختطف ويُساوم ويُفاوض أيام معدودة بشبكات الهاتف التي يُمكن رصدها من أماكن كثيرة وفي النهاية يحصل على مايريد ويضيع تعب المسكين وتضيع أحلامه ، هذا إذا أبقوه على قيد الحياة !! ، أين العدالة وأين الديمقراطية وأين المساواة ؟ هل يتعب المسيحي والصابئي وغيره طيلة حياتهِ حتى ينجو بجلدهِ ، إذا لم يعملوا بهِ أمور أخرى من تهديد ووعيد في الحفاظ على حياته ، أين المفر والخلاص أيها الأخوة ، لقد طالت السرقات والقتل والأجرام الكثيرين وفي مُختلف مناطق العراق الحُر!!
* السكوت عن الأعتداءآت للأماكن المقدسة ، والسكوت وطمطمة التحقيقات الخاصة بالتفجيرات والقتل لرجال الدين وغيرهم ، والسكوت والأهمال المُتعمّد للمُتسببين في التهجير والقتل والتشريد وضياع الحقيقة بين الأطراف المتصارعة في الخفية وتحت الرماد أدى الى تفاقم الوضع  والى نوع آخر من الأعتداء الصارخ بحق الأقليات لتمليك أراضيهم الى غيرهم وقضمها تدريجياً ، هذا الأعتداء إن أستمّر لاسامح الله ، عندها نصبح في خبر كان .
* الأعتداء الجديد في إغتصاب الأراضي الخاصة بأبناء الشعب الكلداني السرياني الآشوري في أماكن عديدة ، والقرارات التي صدرت مُؤخراً بالضد من إرادة الشعب المظلوم أصلاً ، أدت الى غليان دم الشعب المُصاب أصلاً بالعجز وعدم الطمأنينة وفقدان الأمل ، أليست هذه الحالة مُتشابهة الى حالات السرقات والأغتصاب ودفع الفديات والقتل البطيئ ؟ هل نعطي أراضينا كفدية لكي تحمينا المحافظة ؟ هل نستسلم الى المُخططات التي تُحاك لقلع شعب أصيل عُمره أقدم من جميع القوميات في العراق ؟ أين الدول التي تدعو الى حقوق الأنسان وحقوق القوميات وخاصة المُسالمة والمُهمّشة ؟ أين حقوقنا ؟ وكيف لا تُعارضون على ما يجري وانتم تُشاهدون الغُبن الرهيب الذي يُطال السكان الأصليين في البلد ؟ يبدو أن الأراضي الواسعة لا تكفي للتوزيع والبناء إلا الأراضي الموجودة بين وبجانب المسيحيين ، ان السبب الأول والأخير هو التغيير المدروس وبعناية من أجل طرد ما تبقى من هذا الشعب الفقير والمسكين ، وحتى لو أصّر الشعب على البقاء ، انهم يجبروه بأن لا يفكر بالمستقبل بأن يتوسع ويبني ويتكاثر ، المهم أن يتكاثرون هُمْ ويزيد عددهم في بغديدا وبرطلة وكرمليس وقضاء تلكيف وغيرها من المناطق ، لقد حان الوقت كما ذكر الأخ العزيز المهندس نافع البرواري في مقالتهِ المنشورة في عدة مواقع لطلب التدويل المشروع للقضية ، فإذا الوزير في الدولة العراقية يطلب المجتمع الدولي للتحقيق في إرهاب الأربعاء الدامي في بغداد ، فمن حقنا نحن أيضاً أن نطلب التحقيق الدولي بخصوص تفجيرات الكنائس وقتل رجال الدين والأستيلاء على الأراضي والتهجير بالجملة لأبناء الموصل والكثير من المناطق ، هل للمجتمع الدولي آذان مفتوحة أم صمّاء ؟ أين الحل وأين العدالة والحرية والتعايش السلمي ؟ المسيحيين لا يقبلون في أي يوم من الأيام أن يصبحوا مُتمردين على السلطة ، انهم المُسالمين دائماً والشُهداء عبر التاريخ أعطوا رِقابهم للسيف ولم يُقاوموا ، فلماذا تخافون من تجمعاتهم السكانية وترغبون بتمزيقها باستخدام المقص هنا وهناك ؟ هل ترغبون بأن يغتربوا ويتركوا كل شئ لكم ؟
* يجب أن تتحرك الشعوب المُحبة للسلام من أجل إنقاذ الأمم الصغيرة وحمايتها من الزوال وبهذا نقول لهم حقاً أنتم مع حقوق القوميات ومع حقوق المظلومين وتحكمون بالعدل .
* وأخيراً وأقولها بحسرة بأن دول كثيرة لا تعرف شيئاً عن الأقوام الصغيرة والأصيلة ومثال على ذلك ما قاله في أحد الأيام قداسة البابا الراحل الى المثلث الرحمة البطريرك مار بيداويد أثناء أحدى الزيارات الى الفاتيكان وكان آنذاك الشيخ الكبير لأبناء الصُبة معهُ ، حدث ما هو غير متوقع أبداً حيث إثناء تقديم أعضاء الوفد الزائر الى قداسة البابا وعندما جاء دور شيخ الصابئة قال له المرحوم بيداويد " أقدم لكم شيخ الصابئة في العراق جزء من شعب العراق ، إنهم الذين يعبدون مار يوحنا المعمذان " ، كان جواب البابا مايلي : " كُنا نعتقد بأن هذهِ الديانة قد إنقرضت وإنتهت منذ ثلاثمائة سنة " ، أندهش المرحوم البطريرك للرد وعدم المعرفة الكاملة بوجود شعب أسمه الصابئة!! ، يا للعجب أيها الأخوة ، ولكن لا نتعجب لأن الآن يعتقد الكثيرين بأننا مُنقرضين والساكنين في العراق جميعهم مسلمين !!!
ألرب يحفظكم بخير ، وسلام يسوع المسيح ربنا معكم دائماً مهما غلت التضحيات في النفس أو الأرض ، ليبقى المسيحيين ملح الأرض كما قال الرب وشكراً لكم .
مسعود هرمز النوفلي
في 25 تشرين أول 2009 

101
الأب الفاضل ألبير والأستمرارية المنشودة لأكمال البناء
شلاما عَمْخون
      لقد تاثرت جداً بالمقالة الرائعة التي عنوانها " كيف تُبنى كنيستي ؟ " ، هذه المقالة التي تُثير وتُغلي وجدان كل من يرغب أن يكون مع الحق والحقائق التي يجب أن تنتصر ولو تأتي مُتأخرة ، كما نعلم بأن الله هو الحق ، فكيف لا ينتصر ؟ وأنا أحد أبناء هذه الكنيسة المشرقية أتألم مثل الكثيرين لِما آل اليهِ وضعنا المتدهور الى الضياع والتشتت وغياب الروح والعمل والصدق في المواقف ، وهنا لابُد من توضيح بعض النقاط التي تتمحور حول الموضوع والتي أنتم أدرى بها من عندنا نحن العلمانيين ولكن ما أرغب في توضيحهُ الى أبناء كنيستي بصورة عامة من أمور هامة هي  :
1- الحق هو الكلمة الرائعة التي نعتبرها ضد الباطل وبذلك فأن الحق هو الكلام المستقيم والصادق وبدون اللف والدوران ، وبما أن الحق يتمثل بالصدق والأستقامة فان ذلك يعني بأنه مُعاكس الى كلمة الكذب أي أن الحق هو ضد الكذب ، وكل من يتكلم الحق يظهر له مُنافسين ومُنافقين بالضد من الحق ولأنهم يتكلمون بغير الحق أي بعبارة أخرى يتحدثون ضد الصدق وبطرق ملتوية وغريبة من أجل طمس الحقيقة ، فان هؤلاء يختارون الطُرق الكثيرة منها المُنحنية والمُتعرجة والشائكة والدائرية وكل الأنواع الأخرى من أجل طمس الحقائق والتأثير على كاتبها ، ولهذا ستكون المنافسة بين طريق واحد مستقيم وطُرق أخرى كثيرة جداً ولكن مهما حققت الطُرق الملتوية من نجاحات وانتصارات فان النصر الحقيقي النهائي يكون الى الحق والطريق المستقيم ولا غُبار على ذلك أبداً ولهذا نحن عطاشى لسماع آرائك وقراءة أفكارك التي تهُمنا جداً في هذه المرحلة بالذات ونرجو أن تسمح لي والى غيري بان نُخاطبك برجاء الأستمرار في الكتابة وابداء توجيهاتكم السديدة ولا تجعلنا أن نحزن أكثر مما نحن فيه إذا افتقدنا كل من يحب الكنيسة بشجاعة وأخلاص ، لقد بدأت آراءكم تعطي أثماراً ناضجة بدأنا نلتقطها الآن ، فكيف ترغب أن تكون الأخيرة ؟ إنكم بدأتم الآن وليس البارحة وبعد الخطوة الأولى ستكون هناك خطوات كثيرة ننتظرها منكم أيها الأب الفاضل الصدّيق ، الأستمرارية هي التي تُؤدي الى تكملة البناء ، لقد بدأ الآلاف بالصلاة لتحقيق كل ما تفضّلتم بهِ من نقاط سابقة ولاحقة من أجل تجديد وتقويم المسيرة الأيمانية وبناء الكنيسة مها غلت التضحيات وشكراً لكم في الحالتين في الأستمرار أو عدمِهِ ، والرب يحفظكم من كل سوء ويُسدد خُطاكم .
2- في كل بلدان العالم توجد كليات وجامعات مُتخصصة بدراسة الحق والحقوق وغاية التدريس هي تعليم الطالب كيف يُدافع عن الحق ومن أجل إحقاق الحق حتى لو كان ذلك على نفسه ، يتعلم الطالب الدفاع والمرافعة ودراسة الوقائع والقانون بكافة فروعه ، أنتم الخبراء في الحياة الكنسية من الداخل والمُرشدين الروحيين لأخوتكم خارج الحياة الكهنوتية وبهذا أنتم تعطون للبشر دروساً مثل كلية الحقوق لنستفاد منها في الدفاع عن الكنيسة والتدريس وتطبيق القوانين السماوية على الأرض وكل ما تنطقون بهِ هو لمصلحة البناء وتقوية مُتطلبات المسيرة الأخلاقية لشعبنا المسيحي ، وهنا أنتم مناهجنا وكلياتنا وقدوتنا وكل من لا يُؤمن بذلك ويتكلم بالضد على الأب البير ، فأنه غير دقيق بتصرفاته وعليه مراجعة النفس ليرى كم هي شعبية الأب البير بين المؤمنين ، عندما يظلمك شخصاً ما بكلمة غير لائقة  فإنه يتنكر للحق والحقيقة وينحرف عن الرأي الصائب لخوفهِ من انعكاس ذلك عليهِ وإنكشافهِ ، إنه يخاف من الحق وللأسف أقول إنه لا يهتم والدليل على ذلك كان الأجدر بهِ والأفضل دراسة كل المقترحات التي جاءت بمواضيعكم والرد عليها باسلوب أخوي يثلج صدور المؤمنين وليس التهجم ، عليه الآن دراسة تصرفهِ الشخصي عندما جاء بالكلام الغير لائق بمقام العالم والتاريخي والكاهن النزيه الذي يعبد الله وحده ولا غيره ، لا أتكلم من باب المُجاملة يا أبتِ أبداً وأنت إذا شاهدتني اليوم لا تعرف من أنا وقد تتذكر بأنك شاهدتني عدد من المرات في كلية بابل للفلسفة واللاهوت في بغداد ، شعبيتكم لا يُضاهيها إلا القليل جداً من الآباء الكرام  ومن هنا أكرر الطلب المتواضع لكم بالأستمرار لتدريسنا الحقوق وأصول الكلام والعفة والنزاهة من أجل تكملة البناء والأستمرار الى النهاية كما عاهدناكم .
3- لقد كُنتم وأصبحتم من القوة والعظمة أكثر في مواقفكم الهادفة من أجل الأصلاح والتقويم ، إنكم تشعرون بكرامتنا المُهانة وظروفنا البائسة والتشقق الحاصل في كنيستنا أكثر مما نتحسس نحن بهِ ، الغيرة على البيت تجعلكم تُقدّمون الصلوات وتكتبون من أجل ايقاظ النائمين ، محاولاتكم العديدة تُنعش الأمل فينا ونفتخر بوجود آباء مثلكم وسوف يكون التاريخ بجانبكم ويُخلدكم مدى الدهور ، التاريخ لا يرحم الساكت والصامت عن الحق ولا يرحم الرجل الذي لا يعرف تدبير بيته ولا يرحم الشخص الذي يكون السبب في إنشقاق وهدم عائلتهِ الواحدة ، سوف لا نستسلم ونقاوم ونعطي الشهادة الواضحة والحية لجميع المسؤولين عنا بدون ازدواجية المعايير كما تعطوها أنتم ، إنكم  لا ترفعون شعاراً من أجل الشهرة ، إنما تُكافحون وتُقارعون الفساد وحُب المال وتعملون ضد التزييف دائماً ، الشكر من أعماق قلوبنا لكم والرب يُجازيكم .
4- من الملاحظ دائماً مُحاولة الكثيرين التدخل ضد إظهار الحقائق ويلجأون أحياناً الى أساليب الخنق والقمع ، لا يرغبون لأنتشار الكلمة الصادقة الحُرّة والأكثر من كل هذا يبدأون بالتشهير والتلفيق مُتهمين الشخص المخلص بالمزوّر والمُنشق وغير ذلك ، للأسف وصل الحد عند البعض باعلان الكره للشخص المُفكّر ولا يرغبون أن يسمعوا أو يقرأوا لشخص قد يكون أحسن منهم في الكتابة والتحليل وابداء المقترحات ، إنها الغيرة النابعة من الجهل لأنهم لا يستطيعون ولا يعرفون التوازن الحقيقي بين الحق والباطل ، انهم ينظرون الى الرأي الآخر وهُم مندهشين من أفكارهِ الحقيقية العادلة التي يأتي بها ويُحاولون بشتى الأساليب وهُم في الحيرة من أوضاعهم المتدهورة ويبدأون بالمواقف المُصطنعة لكسر الرأي الحر والتغلب عليهِ ومع شديد الأسف يقومون أحياناً بتعبئة الجماهير لآراء تتناقض كُلياً عن كل ما تعلمناه من الكنيسة من نُكران الذات والأخلاص ، ونُشاهدهم أحياناً ينحنون أمام الآراء الدنيوية البعيدة كُلياً عن تعاليم المسيح لهُ المجد ، بدلاً من أن نقول شُكراً الى الذي يظهر عيوبنا لكي نتجنبها ونقوم بتصحيح مسيرتنا ، نبدأ بالتهجم والكلام الرخيص الذي لا معنى له ، الكلام الذي يقود الجميع الى الهاوية من حيث ندري أو من حيث لا ندري ، يُرجى منكم أيها الأب الموقر أن تبقى دائماً القائد البطل في كنيسة القديسين والشهداء ، كنيسة المشرق الحبيبة بدون كلل أو ملل وشكراً لكم مرة أخرى .
5- كثيرون يميلون لتحريف الحقائق لغايات أصبحت مكشوفة وأمثال هؤلاء يبحثون بين الناس السائرين في خططهم من أجل مساندتهم شعبياً ومن أجل اختيار المجموعات التي تقوم بالترويج للمواقف التي يرغبون في طرحها حتى لو كانت ضد المنطق وضد المصلحة العامة ، نراهم يجتمعون بهم ويقومون بتوجيههم بالضد من تعاليم المسيح الذي حررنا من كل تعصب وطائفية ، هؤلاء السلاطين يشبهون الأنبياء الكذبة الذين يُحذّرنا يسوع منهم ، من طبائعهم انكار الحقائق والنظر الى الباطل وكأنه هو الحق وبالعكس ينظرون الى الحق وكأنه الباطل ، أسفاً على هؤلاء الذين لا يختارون الخير الصادر من غيرهم والأكثر من ذلك يحاولون إقصاء كل من يرغب في عمل الخير ، لأن الخير لا يليق بهم ، ان الحسد يكون مُسيطراً على قلوبهم ، يلاحقون كل من يعطي الأفكار البناءة والمبادرات المُخلصة ، انهم يعملون بصفات الأنانية ليبقى الشعب تحت السيطرة الحديدية الى أن ينفجر لا سامح الله بدون وعي أو ادراك ، انهم بهذا يقتلون ويقبرون المُبادرات الشُجاعة من أجل أن يبقون هُم فقط ولا غيرهم أبداً ، ان حبل هؤلاء الأشخاص لهو قصيراً جداً وكل شئ ينكشف أمام البشر عاجلاً أم آجلاً وكما يقول الرب ماكو خفياً إلا ويظهر ، نطلب منه أن يُنير عقولنا جميعاً لخدمة وتقدم الشعب المظلوم والمقهور والمُقسّم بين أربعة أركان العالم ، نطلب منه الرحمة لينظر علينا ويجمعنا ويلم شملنا إنه سميع مُجيب ، لا نخاف من المُحرّفين ولا نهتم الى مزوري التاريخ  ، إننا نعمل للحق ومن أجل الحق والرب يُبارك فيكم .
6- الرأي الصائب هو مثل النور في الظلام والكثيرين يموتون من أجل الحق ، حتى لو قطعوا لساننا فإننا مع الحق ، لا نتكل إلا على الله وسوف نصبر الى النهاية ولا يأخذنا اليأس أبداً ، سوف نُقاوم بالكلمة والحق كل من لا يعترف بالأخطاء وكل من يعتبر رأيه فوق الكل ، سوف نبقى نكتب وهناك المزيد من أجل إعادة كنيستنا الى الأصالة المشرقية كما أرادها الرُسل ، سوف ينتصر الحق والصدق والصراحة مع الآخرين مهما طال الزمن وتتبدد الغيوم السوداء بقوتكم وقوة الأعزاء من أمثالكم والكُتاب الأحرار الذين يقرأون مابين السطور كما يقول المثل ، الرب يوفق الجميع لخير الشعب والوطن وشكرا.
في الختام أكرر شكري لكم وإفتخارنا عظيماً بِكم ونحن لنا أب مثلكم ، رعاية ربنا يسوع وأمنا مريم معكم الى الأبد آمين .
مسعود هرمز النوفلي
في 20 تشرين أول 2009     
 

102
شعب واحد وحلم واحد وسياسة الطريق المتوسط
   لقد اختارت الصين عام 2008 شعاراً خاصاً بالألعاب الأولمبية وكان هذا الشعار عبارة عن كلمات برسالة مهمة للشعوب ولنا أيضاً ، كان الشعار " عالم واحد ، حلم واحد " .
   لقد اجتمعت شعوب العالم بشكل رائع وبتنسيق جميل وكانت الأيادي تتشابك مع بعضها في كيان واحد ورؤوس كثيرة جداً هدفها الأول والأخير الفوز والأنتصار ومن ثم الحصول على الكأس الذي هو حلم كل لاعب يصل الى الأولمبياد ، هكذا اختار الصينيين الشعار الرائع حقاً .
   ليكُن الآن شعارنا للمؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ما هو مُقارب الى هذا الشعار وأقترح أن يكون " شعب واحد وحلم واحد " ولكن كيف نستفاد من هذا الشعار لتحقيق الآمال ؟
1- تحديد المناطق الجغرافية التي يتواجد فيها هذا الشعب ورسم خارطة للمنطقة بأطلس بسيط يتضمن الحدود الأدارية والمساحة الدقيقة والعاصمة المركزية المُقترحة من بين أسماء قصباتنا الجميلة .
2- كتابة تاريخ علمي وبأختصار وبعناية فائقة من قبل الأختصاصيين يشمل جميع الأرث التاريخي لشعبنا عبر الفترات الزمنية المتتالية التي مرّ بها والى اليوم .
3- البحث بصورة تقريبية لمعرفة العدد الكلي لأبناء الشعب وتدوين عدد النفوس بصورة عامة ومن ثم عدد الذكور والأناث والأطفال دون سن ال 18 عام وغير ذلك من الأحصائيات المهمة .
4- توضيح العلاقات مع الأخوة المجاورين لنا بأن عملنا سيكون سلمياً دائماً عبر المفاوضات ولا يجوز للأطراف جميعها استخدام أي نوع من أنواع القوة وكذلك الحصول من الأخوة على الضمانات الدولية عبر الأمم المتحدة في حماية الأقليات وإدارة نفسها بنفسها ، ويجب أن نعلن للجميع بأن المناطق التي يعيش بها شعبنا تصبح مثل سويسرا في الأدراة والتنظيم والعلاقات العامة الداخلية والخارجية .
5- يجب أن يقر المجلس الشعبي بزعامة سياسية يتم أختيارها من أعضاء المجلس ومن مختلف المناطق السكانية ، تتولى هذه الزعامة ( أو أية تسمية أخرى مُقترحة كالمستشارين السياسيين  ) الأمور الخاصة بالسياسة والمُباحثات والأتصالات مع جميع الأطراف ذات العلاقة  ، تكون الزعامة السياسية مرتبطة بصورة مباشرة مع رئاسة المجلس الشعبي لتنفيذ المهام الموكلة اليها .
6- يجب أن يفرز المجلس من أعضائه مُستشارين لتنظيم الشؤون الدينية ، تتولى لجنة المستشارين الدينيين كافة الأتصالات مع الزعامات الدينية المسيحية وغير المسيحية وذلك لتنفيذ خطط المجلس بكل أمانة ونزاهة ودقة من أجل النهوض بالواقع الأيماني والروحي لبناء الأنسان روحياً ونفسياً ، تتولى مثل هذه اللجنة اصدار القرارات ورفعها الى المجلس لأقرارها .
7- لا أعلم هل يوجد دستور خاص بالمجلس أم لا ، فإذا لم يكُن هناك دستور ، يجب على المجلس تكليف رجال القانون لدراسة المقترح وتحديد عمل المجلس المستقبلي من حيث عدد النواب في رئاسة المجلس وأعمال اللجان الأستشارية والواجبات والحقوق والحريات الدينية وعدم التمييز بين الأفراد على أساس العرق والدين واللغة وغير ذلك من الأمور الهامة .
8- لا ننسى بأن المجلس سيقوم بخدمات جبارة للشعب ، وبهذا على رئاسة المجلس التفكير من الآن بانشاء لجان للخدمة ، منها لجنة الأنتخابات ولجنة الحسابات ولجنة الخدمة والمشاريع المقترحة الزراعية والصناعية والصحية والأسكان والسياحة ولجنة التربية والتعليم كما ذكرت ذلك سابقاً في موضوع " إقتراحات للسير في الطريق الصحيح للمجلس الشعبي " والمنشور في عدة مواقع ، يتولى هذه اللجان أشخاص ذوي الخبرة من القادرين على تحمل المسؤوليات والتضحية وبذل الذات من أجل المُجتمع .
9- وأخيراً أقترح للمجلس أن يتم العمل بسياسة " الطريق المتوسط " هذه السياسة تم طرحها من قبل أبناء التبت وبالتحديد المسؤول البوذي " الدلاي لاما " ، حيث كما هو معروف يوجد في الصين خمسة مناطق تتمتع بالحكم الذاتي ، هضبة التبت احداها ،  تتلخص الطريقة بتحديد الحكم الذاتي القومي لأبناء أقليم هضبة التبت ، أنهم لا يرغبون بأن يكونوا تحت حكم الصين الشعبية الشيوعي وبنفس الوقت لا يرغبون بالأستقلال عن الصين أبداً ولكنهم يرغبون بالحكم الذاتي في اطار الصين الشعبية ، هذا الحكم يضمن لهم كافة الأفكار القومية الخاصة بهم وأمورهم الدينية وهويتهم وثقافتهم التي تُميّزهم عن الآخرين لكي يعيشوا بأطمئنان وسلام مع الأخوة الآخرين لهم في الوطن الواحد ، ان موقفهم من الحكم الذاتي ليس تخريبياً للوطن وليس داعياً للتجزئة والأنفصال ، بل أنه موقف يضمن حقوقهم المهضومة والتي يرغبون بأحيائها ، اما من الطرف الآخر وهو دولة الصين الشعبية فسوف يكون من واجبها حمايتهم أمنياً وجغرافياً والمحافظة على وجودهم المعترف به قومياً ودولياً ودعم الحكم الذاتي الخاص بهم ومنعهم من الأستقلال . للأطلاع أكثر على تجربة التبت في سياسة الطريق المتوسط  يُمكنكم الذهاب الى الموقع الآتي :
  http://www.tibet.net/ar/publications/mwa.html
أما من يرغب بالأطلاع على تجربة حقوق الحكم الذاتي في مناطق الحكم الذاتي القومي وكيفية دعم ومساعدة الحكومة لهم ، فعليه الذهاب الى الروابط التالية وشكراً لكم :
http://arabic.china.org.cn/archive2006/txt/2005-03/30/content_2166088.htm
http://arabic.china.org.cn/archive2006/txt/2005-03/30/content_2166084.htm
مسعود هرمز النوفلي
في 15 /10/2009   


103
كيف لا يحزنْ المسيحيين اليوم ؟!!
كيف لا يحزن المسيحيين في الوطن العربي وخارجه عندما نُشاهد الأعداد الكبيرة من المسيحيين تترك الأرض والبيوت وقبور أعز موتاهم وتُهاجر الى المجهول لتضيع كل آمالهم وتتشتت وتتمزق بين المجتمعات الرأسمالية والدول المجاورة وغيرها !!!
الأختطاف والقتل ودفع الفديات ، ألا يعني هذا أكثر وأعمق من فكرة دفع الجزية أيام زمان ، المسيحيين يدفعون حياتهم في الدراسة والعمل والحصول على أعلى الشهادات لخدمة الشعب بكل طوائفهِ ويأتي الغير ليستلم وبكل سهولة كل ما جمعه الأنسان طيلة حياتهِ ويستغيث ولا مُنقذ ، فكيف لا يحزن ويتألم ويحترق نفسياً وجسدياً !!
التهجير القسري بالترغيب أو بالأختطاف ، ألا يعني هذا بصورة مُباشرة انها دعوة للمسيحيين في طلب الهجرة من أجل ترك البلد وعدم الرغبة للبعض وليس الكل ، بالعيش المشترك الجميل والرائع الذي ما كان الواحد منا يعرف الآخر بأن ذلك مسيحي وذاك مسلم وذاك صابئي أو يزيدي إلا عند الأعياد ، كيف لا نحزن عندما نُشاهد العكس ؟
جميع المسؤولين في العراق الدينيين والسياسيين يُؤكدون بعدم وجود التفرقة والمواطنون مُتساوون في الحقوق والواجبات ولكن السؤال هو من الذي يقوم بالخطف والتهجير والقتل ؟ هل هي عصابات مُنظمة أقوى من كل المسؤولين أم يوجد بيننا البعض الذين تصريحاتهم في النهار عسل وفي الليل بصل والريحة تصل الى التآمر بالقتل على الهوية وتمزيق الشعب ، عندما نُشاهد عكس المفروض كيف لا نحزن ؟!!
في بداية هذه السنة تم نشر تقرير في إحدى القنوات اللبنانية إم بي سي  مانصّهُ : " المسيحيون في البلدان العربية كانوا أصحاب الأرض ، ثم تحولوا الى شُركاء ، ثم أضحوا أقلية في بلدانهم بسبب الحروب والأوضاع الأقتصادية والعنف الطائفي ، مُقدّراً أعداد المسيحيين في البلدان العربية بقرابة 12 مليون نسمة " ، ويُشير التقرير ايضاً الى تراجع الأعداد والنسب وفق الأحصائيات التالية :
العراق من 10% الى 3%
سوريا من 20% الى 10%
لبنان من  60% الى أقل من 30%
مصر من 15% الى 8%
فلسطين من 17% الى أقل من 2%
فكيف لا نحزن وأمامنا هذه النسب المُخيفة حقاً والتي ستقودنا الى العلم اليقين بأن الأعداد ستنحسر وستتقلّص أكثر كما يتقلص المطاط في النار !!
وهناك نسب أخرى للمسيحيين في دول أخرى مثل الأردن والسودان ليست بأفضل من التي ذكرها التقرير أعلاه ، كيف لا نحزن ونحن نرى مهد المسيح وبيت لحم والقدس والشرق بأجمه يتركه أبناءه وينسلخون من أرضهم ومن شرقهم الحبيب الذي أشرق نور المسيح فيه ؟!!ّ
إذا لا يوجد احترام الآخر في حقوق المواطنة والتوظيف والعمل وحرية العبادة ويكون العيش بخوف وقلق ، كيف لا نحزن أيها الأخوة ونحن لا نلمس من المسؤولين علينا الأهتمام والحركة والكل تتحدث بشعارات وكلمات رنانة لاتُغنى ولا تفيد ولا تُعالج المرض المستفحل ؟ !!
الحوار بين الأديان والعيش بأمان غير متوفران ، الكنائس تُهان والمُقدسات تُسرق والأعراض تُتنهك وعند الحوار الكل تستنكر فإلى من نتجه  ليبعد عنا الأسى والحزن ؟ فكيف تريدون من عندنا أن لانحزن ونتألم ونستغيث للرب ، يا رباه إرحمنا !!
أخيراً أقول هل هناك رغبة حقيقية في ان يكون مفهوم الوطنية هو الغالب وليس مفهوم الطائفية ؟!!
عندما يشعر الجميع بالعيش المشترك الحقيقي وليس المُسطنع ، بالأخوّة الواحدة ، بالمصير الواحد عندئذ نشعر بالأمان ولا نحزن ولكن للأسف قدر المسيحيين هو دفع الأثمان عبر التاريخ في كل صراع وسيطرة وتوتر بين الشعوب ، والتاريخ شاهد على الأعداد الكبيرة التي أعطاها المسيحيين من الشُهداء ولا زال لحد هذا اليوم .
من المُنقذ لكي لا نحزن الله يعلم وشكراً لكم .
مسعود هرمز النوفلي
في الخامس من تشرين الأول 2009 بعد استشهاد المرحوم عماد ايليا ، المُختطف في كركوك



104
اقتراحات للسير في الطريق الصحيح للمجلس الشعبي
    لكي نسير في الطريق السليم والبناء الصحيح المتكامل بنهضة زراعية وأقتصادية واجتماعية وصناعية ، أقترح للأخوة في المجلس القومي الكلداني الآشوري السرياني هذه المقترحات للنظر بها مع التمنيات بالموفقية والرب معكم .
1- لتلبية الحاجات الأساسية للمجتمع والحفاظ على الأمن الغذاني للسكان علينا القيام بما يلي :
(1) يجب أن تنال التنمية الزراعية إهتمامنا الأول ويأتي ذلك بالأتصال بذوي الخبرة من المزارعين في مختلف المناطق السكانية المتواجد فيها شعبنا ومع الأختصاصيين من المهندسين الزراعيين والتنسيق التام مع البعض من الفلاحين الخُبراء للنهوض بالزراعة وتطويرها ويشمل ذلك نوعية الأرض والبذور المستخدمة في المواسم المختلفة وكذلك من أجل تحسين الحراثة في الطرق الحديثة في زراعة الحنطة والشعير والبقوليات والخضراوات والفواكة الصيفية والشتوية وألأهتمام بالتسميد ومكافحة الآفات الزراعية بأستمرار .
(2) توزيع الأراضي المتروكة بعقود للمواطنين الراغبين بأستشمارها والأستفادة منها .
(3) الأستفادة من الأراضي التي وهبها السكان الى الكنائس من أجل زراعتها بتجارب البيوت البلاستيكية بخضراوات أو فواكه ويتم ذلك بالتعاقد مع السكان والسلطات الكنسية بمُزايدات علنية وفتح الآبار الأرتوازية للري بجوارها .
(4) الأهتمام بتربية الأغنام والأبقار والدواجن والطيور بحضائر خاصة تُنشأ لهذا الغرض ويتم دعم المتعاقدين لهذا العمل بكل المتطلبات الضرورية .
(5) الأستفادة من مُخلفات الزراعة كالتبن مثلاً من أجل جمعها وتحويرها للأعلاف والأستفادة منها في عمليات البناء وصنع الأخشاب وغير ذلك .
(6) دراسة النباتات البرية التي تدخل في صناعة الأدوية والطب والمواد الكيميائية مثل عرق السوس والعلقم المر وغيرها وأعطاء الدراسة لذوي الأختصاص لتنفيذ المشاريع المفيدة للبلد .
(7) تشجيع فتح آبار إرتوازية للري الصيفي في بعض المناطق وفق دراسة خاصة بخريطة المنطقة .
(8) المباشرة بزرع شتلات الأشجار المختلفة في جميع المناطق الشمالية بالقرب من العيون المائية والأنهار .
(9) أنشاء ورش عمل صغيرة لتصليح وتحوير الآلات الزراعية بكادر مُتخصص من أجل ديمومة العمل الناجح وحسب المتطلبات الخاصة في كل نوع من أنواع الزراعة .
2- من أجل رفع المستوى الثقافي والصناعي لأبناء المنطقة علينا بما يلي :
(1) تطوير القدرات البشرية والأختصاصات بدورات سريعة وبخبرات حديثة وجديدة لرفع مستوى المناهج والأداء في المدارس والمعاهد والكليات لخلق كوادر ذات كفاءآت عالية لأجل الأستفادة منها في التعليم ووضع الخطط الخاصة بالأستثمارات والبناء وفتح المشاريع الصناعية الصغيرة .
(2) فتح مدارس دولية باجور في منطقتين على الأقل بالأتفاق مع الهيآت الدولية بكادر تدريسي من ذوي الأختصاصات المهمة .
(3) رعاية المدارس الوطنية ورفدها بما هو جديد بالأتفاق مع حكومة الأقليم وحكومة المركز .
(4) فتح معاهد تكنولوجية وكليات خاصة بالأتفاق مع الهيآت العلمية المعترف بها دولياً لتصبح النواة والخميرة لجامعات المستقبل بعون الله .
(5) فتح دورات خاصة مسائية بالحاسبات واللغات بضمنها السريانية الآرامية .
(6) بناء معامل الحجر والمرمر والسيراميك والجص والبورك والسمنت والمشروبات الروحية والغازية والماء الصافي للشرب والعصائر والحليب والأجبان ودهن الزيتون والبرغل والجريش والمربيات والصابون  .
(7) تشجيع فتح معامل الخياطة الحديثة والملابس التراثية في منطقتين على الأقل .
(8) مفاتحة المسؤولين من أجل القضاء التام على مشاكل الكهرباء والماء والغاز والنفط من خلال مشاريع فورية لمساعدة السكان وتهدئتهم للألتصاق بالأرض وعدم تركها .
(9) انشاء ورش الآثاث المنزلية والمواد البلاستيكية بمختلف الأنواع من الأخشاب والمعادن وحبوب البلاستك للأكتفاء الذاتي للشعب في المنطقة وهذا يتطلب شراء المكائن والمعدات واستخدام الأيادي الماهرة والكفوءة .
3- من أجل رفع مستوى الخدمات الصحية والمشاريع الخدمية والسياحية علينا القيام بما يلي :
(1) محاولة فتح مستوصفات صحية كاملة في أغلب المناطق .
(2) انشاء مراكز العلاج الطبيعي المهمة للكثيرين مع توفير المتطلبات الضرورية للمعوقين  .
(3) محاولة أنشاء مستشفى خاص بدعم السلطات وبكوادر كفوءة .
(4) بناء الحدائق السياحية التي تحتوي على الملاعب الرياضية المختلفة والأمور الترفيهية .
(5) الأهتمام بجذب السياح من خلال التطوير السريع للمناطق السياحية والمزارات الدينية وذلك بوسائل الأعلام المختلفة ووسائل الراحة والترفيه المتكامل لزوار المنطقة ، وهذا يتطلب من عندنا وضع خريطة للمنطقة أو طبع أطلس صغير يشمل جميع المناطق الآثارية المهمة .
(6) الأهتمام بتشييد متحف خاص بالمنطقة لجمع المواد التاريخية واللقط الثمينة الموجودة في بيوت السُكان ، مثل الآلات الزراعية كالمحراث والجرجر والعدي وغيرها ، وكذلك المواد الفخارية والمعدنية والأسلحة القديمة والملابس والصور ، والكتب والمخطوطات وكل ما هو تراثي وتاريخي لأبناء المنطقة .
(7) بناء الفنادق والمجمعات السكنية بخدمات متكاملة وهذا يتطلب الدعم الحكومي بميزانية جيدة .
(8) بناء وتشييد أكشاك خاصة وكازينوهات ومطاعم بجانب الطرق الرئيسية في المناطق التي تربط أبناء الشعب الواحد .
 (9) انشاء منطقة خاصة بعيدة عن المناطق السكانية لجمع النفايات وتحويرها الى سماد والأستفادة من المخلفات الزجاجية والورقية والكارتونية والبلاستيكية كما في الغرب لأعادة تصنيعها ، وهذا يتطلب سيارات نقل خاصة وكادر مُعيّن لهذا العمل .
(10) الطلب من السلطات المحلية اكساء وتبليط الطرق بين مُختلف المناطق .
4- من أجل رفع المستوى الخاص بالمعيشة وتنفيذ الأقتراحات التي ذكرتها أعلاه وغيرها علينا مفاتحة الجهات الرسمية وطلب مساعدة من هُمْ في المسؤولية والآخرين وكما يلي :
(1) الطلب من السلطات المحلية بتوظيف من له خبرة واختصاص فوراً للقضاء على البطالة والضمان المالي للعوائل من أجل استمرارية العيش وعدم التفكير بالهجرة وترك المنطقة .
(2) نستطيع الحصول على الأموال من استثمارات الأشخاص والمتمكنين في توظيف الأموال .
(3) بيع مستندات خاصة باشراك الراغبين في فتح المشاريع والورش وغيرها بالأتفاق مع السلطة .
(4) الأتفاق مع البعض بعقود طويلة من أجل البناء والتعمير وتسديد المبالغ لاحقاً ويأتي ذلك بالدعم من حكومة الأقليم والمركز .
(5) التعاون مع الراغبين بالعمل وتسهيل الأمور الأدارية لهم ومساعدتهم في فتح وتنفيذ الورش والمعامل باعطائهم المنح المالية والأراضي التي تُستلم من السلطات .
(6) الأستفادة من المدارس الدولية التي ستُفتح من خلال الأجور الدراسية والدعم الدولي لها .
وأخيراً ، هناك أمور أخرى غير خافية عليكم من النواحي الأمنية وأمن المنطقة والسكان وهي بموازات الأمن الغذائي والصحي ، نتمنى لمُؤتمرُكم القادم كل النجاح والتوفيق بجهود الخيرين من أبناء الشعب السورايا أو السوريايي أو آرامايي كلدايي آشورايي سُريايي .
آلاها ناطيروخن
مسعود هرمز النوفلي
في الثالث والعشرين من ايلول 2009


 

105
هويتنا الدينية في مقالة المطران مار لويس ساكو الجزيل الأحترام
   بالأيمان ننتمي روحياً الى ربِنا يسوع المسيح وعملياً علينا ترجمة ذلك على مفاصل حياتنا وواقعنا في جميع الأوقات ، ولكن السؤال هو ، هل نستطيع أن نُترجم بالملموس والمحسوس ما نُؤمن بهِ ؟ كما نعلم بأن الأنتماء الى الأيمان المسيحي يبدأ بالمعودية ويستمر في مُحيط الأهل والكنيسة وفي التعليم المسيحي في جميع المراحل الدراسية ورويداً رويداً يتطور ما يُؤمن به الأنسان الى أن يصل الى مرحلة النضوج الفكري المتقدم الذي لا يتزعزع أبداً ، فإذا أصبح الأنسان كاملاً بايمانهِ فإنهُ سيُبرهن للعالم عبر أخلاقه وأعماله بأن إنتماءهُ للمسيح هو عن قناعة تامة مُقدسة بكل القيم التي وردت في الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة .
   لأنه مُؤمن سوف لا يخاف أبداً ولأنه مُقتنع تماماً بطريقته الخاصة في العمل الأيماني فإنه سيقوم بأي عمل بكل اخلاص ونزاهة ولأنه مُؤمن سوف لا يدعو الى التمييز والعنصرية والولاء الى قومية مُعينة لأن دوره في الأيمان سيكون جمع المُؤمنين لأكمال مُخطط الله في البشرية بغض النظر عن الأصل والعرق واللون وبهذا يبتعد كُلياً عن الأمور الجانبية التي تُعيق عمله ورسالته .
   علينا أن نزرع المفاهيم الأيمانية الصحيحة والثابتة ويكون من الواجب علينا تجديدها باستمرار ، فعندما نُلاحظ العكس فمن الواجب والمسؤولية والحرص والغيرة على كل مُؤمن التحرك والكتابة وإبداء المقترحات لتصحيح المسيرة التي يُؤمن بها ، بالطبع أقول إذا أستطاع أن يكتب ويرغب بذلك ، هويتنا اليوم قد تغيرّت وتطورت كثيراً ومع شديد الأسف أقول إنها في خطر ، الهوية ليست ورقة الأسم وتاريخ الولادة والعنوان بحيث نستطيع تبديلها إذا تمزّقت أو أصدار البدل الضائع لها ، هويتنا الآن هي التطبيق الفعلي للأيمان والتمسك بهِ وهذا يأتي من اخلاصنا في العمل إن كان روحياً أو مادياً من أجل اعطاء صورة مُشرّفة ومُشرقة لمن حولنا والى العالم أجمع ، عندما نشاهد التمزق الحاصل بين الأخوة في الشعب الواحد من حيث تدهور القيم الحقيقية والأخلاق والعادات المكتسبة حديثاً والتي تُؤدي الى التنافر والتباعد ومن ثم الأنفصال تدريجياً ، علينا هُنا أن لانبقى في الصّمت والسكون ونتفرج على ما يجري ، بأعتقادي يجب علينا قول الحق والحقيقة حتى لو كانت مُرّة ، يجب أن لا نسكُت وليس عيباً بأن نُراجع أنفسنا ونعطي تقييماً قدر المستطاع وعلى كل من يكتب بغيرة من أجل البناء أن يتحدث ويعطي رأيه بوضوح وبصورة مفهومة لا لبس فيها ولا دوران لأن المسألة مُهمة جداً وحساسة الى أبعد الحدود ومصيرنا ووجودنا في خطر .
   مار لويس ساكو يدعونا الى التغيير الأيجابي لأنه يعلم أفضل من عندنا عن السلبيات التي تهدم البناء ، التغيير إذا إتجه نحو الأسلوب السلبي سوف يكون قاتلاً ومُهدداً لكياننا وكل ما تم بناءهُ في الماضي ، يدعونا مار لويس الى ورقة عمل أو خارطة طريق ومراجعة النفس بموضوعية وطريقة جديدة في التفكير ، انها أمور في غاية الأهمية والدقة في الكلمات التي تعني الشمولية والعمق الأيماني في العمل الصائب والمُثمر الذي نحن بأمس الحاجة اليه الآن ، إنه يُخاطب كنيستنا وشعبنا من أجل النهوض من السُبات الذي نحن فيه ، إنه يزرع المُنطلقات التي يجب أن نبدأ منها وبها بعون الرب لكي تتجدد مفاهيمنا الروحية والنفسية و نقترب من قول يسوع " أنتم ملح الأرض " . عندما يدعونا الى مراجعة النفس فأنه يدعونا الى إزالة العيوب التي في دواخلنا وهذا يأتي بالأعتراف بها بشجاعة وبثقة من أجل النجاح والتخلّص من السلبيات ، إنه يدعونا الى نقد النفس والبحث بيننا عن أسباب المشاكل التي أوصلتنا الى الحالة التي نحن فيها من أجل وضع الحلول لكل العُقد المُستعصية والتي جاءت قسماً منها بتصرفاتنا ومن أيدينا ولنقول بأنها سوء تصرف البعض مهما كانت درجاتهم العلمية ، ألأنسان قد يخطأ أحياناً فإذا كان شُجاعاً  يبحث عن الخلاص من الأخطاء وإزالتها ومسحها تماماً من الطريق ، حيث سيرى بأن عمله يعطيه القوة الخارقة للتوجه الى الأمام  بكل راحة بال وثقة النفس ، وهنا نتذكر بأنه ليس عيباً من الوقوع بالخطأ ولكن العيب سيكون قاسياً علينا إذا نعلم بالخطأ ونبقى مستمرين في النهج الخاطئ ، لتكُن طريقتنا كما قال مار لويس مُتجددة على صعيد الأعمال الراعوية واللاهوتية والتجديد يجب أن يكون بحيوية وبمحبة ونُكران الذات من أجل الأنفتاح والحوار الأخوي بين أعضاء كنيستنا المشرقية الواحدة ، لمذا لا نتحاور ونستمر بالمحاورة والأقناع من أجل الجمع ، يجب أن نسمع من الآخرين ولا نتأمر عليهم أو ننظر الى موقفهم بصورة غير لائقة لكي تكون المُناقشة معهم مُثمرة ونافعة ، اليس قدوتنا يسوع الذي ضحّى بنفسهِ من أجل الآخرين ولماذا لا نُضحّي نحن بقرارات نحن حررناها ، من أجل الوحدة التي يأمرنا بها يسوع ؟
الحلول التي وردت في رسالة مار لويس ومن قبلهُ رسالة الأب الفاضل البير تُعتبر لنا دروس نابعة من الواقع والتقصير الذي يُعاني منهُ البعض ، بالأيمان والثقة بالرب تُصنع المُعجزات وبالأتكالية وعدم التخطيط والفوضى تتهدم الكيانات وتضعف وتزول الى الأعماق وعندها لا يفيد صرير الأسنان .
الخلاصة :
السعي من الآن الى كسر الجمود وحل الخلافات بالمحبة والأخلاص والود الأخوي الصريح .
القضاء على كل المُسببات التاريخية والتخفيف من آثارها والأستفادة من التجارب التاريخية من أجل الوحدة كما حدث في حالات سابقة عندما أدى التفسير الخاطئ الى الأنشقاق .
من أقوال المرحوم الأب يوسف حبي " إذا أصبحت الأم عجوز لا نرميها في الشارع وإنما أحملها على الأكتاف " ، حتى لو أصبحت كنيستنا عجوز علينا حملها على الأكتاف كما قال المرحوم ، وهنا يأتي دور العائلة في غرس حُب الله والكنيسة عند الأولاد والبنات من أجل اعدادهم وتنشأتهم بالأيمان والكمال لتنفيذ الدور الموكل اليهم في خدمة الله والوطن والشعب .
قراءة واقعنا المُؤلم وأستطلاع الآراء من أجل الوصول الى رُؤية ناجحة بوقف نزيف الهجرة وبسرعة قبل فواة الأوان ، يجب أن يكون الكلام بغير لوم وتأنيب وإنما بأيجاد الفرص والقرارات الشُجاعة للتغلب على أهم المشاكل التي نعاني منها اليوم .
الأرشاد والتوعية بنشرات دورية في جميع مناطق تواجد المُؤمنين وتوزيعها مجاناً من أجل الأحتفاظ بالتراث الأيماني وهويتنا الدينية الأصيلة والطقوس واللغة الآرامية .
عدم الأستسلام للثقافات الخارجية التي تقوم بترويج الأفكار الغريبة بطُرق غير سليمة مثل المادة والحرية والتحرر وغير ذلك وعلينا القيام بمُحاورتها علناً من أجل صيانة فكرنا وهويتنا الدينية وتنبيه المُؤمنين بكل ما يجري للحفاظ على عقيدتنا من المصائد والوقوع في حقول الغير .
الأنتباه الى ما يجري في غسل الأدمغة ومُجابهة الكتابة بالكتابات المُؤثرة من قبل الفعلة ، صحيح الحصاد كثير والفعلة قليلون ولكن البركة تأتي من الخميرة القليلة بالمحبة والسهر على الرعية المُتشتتة .
وأخيراً وضع كل مقررات المُؤتمر السابق موضع التنفيذ الفعلي وليس على الأوراق فقط وشُكراً لكل من يقرأ الموضوع والرب يُبارك فيكم ويحفظ كنائسنا الى الأبد برُعاتها ومُؤمنيها .
الشكر من الأعماق مرة أخرى الى  سيدنا المطران مار لويس ساكو والأب الفاضل البير أبونا والآخرين لمواقفهم التي ستُؤدي بعون الرب الى نتائج مُفرحة للجميع .
مسعود هرمز النوفلي
في 17 أيلول 2009
 
 

106
صرخة ألأب البير أبونا أقوى من دقات ساعة بِكْ بِنْ
    حالات كثيرة تجعل من الأنسان أن ينطق بقوة ويصرُخ منها :
1- حالات الألم الشديد في أحد أجزاء الجسم .
2- الغرق أو الحريق وطلب للنجدة والأنقاذ للخلاص من الموت .
3- بعض حالات الفرح والنجاح تجعل الأنسان أن يُنادي بأعلى صوت ويصرُخ ليُشاركهُ الآخرين فرحته .
4- عند وفاة شخص عزيز على قلب الأنسان والبكاء والعويل بقوة .
5- تحذير للأنسان من الوقوع في مُشكلة ما وتنبيههُ بقوة الصوت والصراخ .
6- هناك حالات التمجيد والقراءة لكي يسمع جميع الحاضرين كما في الكنيسة .
7- في المُناقشات والجدالات البزنطية بين الأشخاص وخاصة بالندوات المُعاكسة والرأي الحُر .
8- في الملاعب من أجل الفوز أو تنبيه اللاعب لضربة ناجحة .
9- لطلب حاجة معينة وبسرعة وخاصة الماء عند البلع والدواء العاجل وغيرها من الحالات .
10- في حالات التأديب والحياة الأجتماعية من أجل الأصلاح والتغيير وتعديل المسير وعدم الوقوع بالأخطاء المُؤثرة على الجسد والروح .
   سأتناول حالة الرقم 10 التي تهمنا في رسالة الأب الفاضل البير أبونا المُؤثرة في حياتنا وكنيستنا ، كما نعلم جميعاً بأن الطفل منذ ولادتهِ نراه يبكي ويصرخ لأنه بحاجة الى الدفأ والرضاعة لأشباع ما يحتاجه الجوف ، وكذلك يصرخ الولد أو تصرخ البنت من أجل حاجة ما ، لم تُعطى لهم ويرغبون بأخذها بالقوة من الآخرين مثل لُعبة ما ، وجميع أبناء الله من الذكور والأناث يصرخون لطلب شئ أو بغير طلب وبدون وجه حق كما ذكرتُ في النقاط أعلاه ، أما أن يصرخ الأب أو الأم أو الكاهن ، فأن لذلك دلالات قوية تأديبية من أجل التقويم والأصلاح الروحي والأخلاقي وليس من أجل الأشباع المادي والدنيوي ، فعندما يصرُخ الشيخ الكبير بالعمر من أمثال الأب الفاضل البير أبونا بالشجاعة التي نعرفها عنهُ ، فإن صرخته ليست مُدّوية فقط وإنما يكون لها صوتاً مسموعاً لدى الله و الآخرين  لكي يتأملون بها ويقومون بتحليلها كلمة كلمة لأنها نابعة من قلب رحوم يغلي بحُب يسوع وغيرة البيت التي تأكل اللحم والعظم .
   صرخة الأب البير هي أقوى من صوت ساعة بكْ بنْ التي تدق في وسط لندن ليسمعها الجميع حيث عندما تهتز أطنان بندول هذه الساهة تهتز معها الأرض ، صوت الأب العزيز أقوى من أطنان الساعة وأقوى من كل المواضيع التي نكتبها بحرقة وألم ، لقد ذكرتُ في أحد المواضيع بأن الخلاص جاء الى بني اسرائيل من الرجل المُهمش والمُهان ، جاء الخلاص لهم من موسى بعد أن كان مرفوضاً عندهم ، هو الذي أنقذهم من فرعون مصر وأعادهم الى طريق الصواب المستقيم لعبادة الله في البرية . الأب البير الكاهن المُؤلف والكاتب والعالم لا يطمح أن يكون مشهوراً أو أسقفاً او أعلى في مناصب الدنيا ، بل يرغب أن يكون كما هو في طريق عبادة الله في أبحاثه القيمة والنادرة في هذا الوقت مُبتعداً عن الآخرين جسدياً ولكن قلبه يحترق ألماً لِما آلت اليه الأوضاع في كنيستنا التي لا يأتيها الخلاص إلا بإرشاداته ومقترحاته الهادفة وبتعاون كل من لهُ غيرة حقيقية معهُ لأن ذلك يهُمنا جميعاً ، صراخاته جاءت بعد صمت الكثيرين عن الأمور التخريبية التي تعصف بالكنيسة ، لا بل جاءت رداً على الكثيرين الذين يستخدمون الكنيسة لمآرب خاصة ويحتمون بها من اشباع ما تُمليه عليهم حياتهم الدنيوية وخاصة جمع المال والخدمة المزدوجة الى سيّدين ، بالتأكيد الأب الموقر قام بتحليل رسالته وقرأها مرات كثيرة وشاهد وتيّقن بأن مردودها سيكون قوياً جداً ومن الواجب والمسؤولية طرحها للشعب المتألم والمظلوم بغض النظر عما سيقول البعض عنهُ وهم القلة القليلة التي لا تُذكر أبداً .
   أحياناً نصرخ من الألم في أحد أجزاء جسمنا كما ذكرت أعلاه وأحياناً أخرى نصرخ بوجه الظلم من المُضايقات وقت الشدائد من أجل أن يسمع الآخرين ، صُراخ الأب البير هو قمة النزاهة المتأصلة في شخصيته وأخلاقه الرفيعة وعمله بالضبط يشبه الرجل الذي يلتهمه الحريق ويدعو الآخرين بأعلى صوته من أجل الأنقاذ والخلاص ، لا يرغب بأن يلتهمنا الحريق جميعاً ، لا يرغب بالظلم والوجوهيات ،  ولا يرغب بأن تنتكس كنيستنا وتتراجع ولا يرغب بأن يكون قادتها غير جديرين بالمسؤولية ، إنه يُؤكد وبمرارة بافتقار الكنيسة الى رعاة وهذا صحيح وهناك أمثلة كثيرة مرت بنا لا نرغب بنشرها .
يا تُرى هل نستفاد من هذه الرسالة التي شخصّت الداء ؟ أم تعبر كما عبرت كل الأقتراحات السابقة ، من لهُ آذان ليسمع ، لأن المحاوله هذه لم تتكرر والوقت يُداهمنا والخراف بدأت فعلياً ترعى في حقول الغير ولا ينفع الندم بعد خراب البصرة كما يقول المثل ، إن بعض الخراف بدأت في نسيان اسم الراعي الحقيقي وحتى صوته تم إهماله من قبلهم والأستهزاء بهِ ، أين نحن من غسل الأدمغة أيها الأخوة الأعزاء ؟ هل نسمح بأن تُغسل أدمغة شعبنا ؟ هل ستكون لنا راحة بال بأن نترك الغنم في العراء بدون راع ؟ أين نحن من قول الرب الى مار بطرس إرع غنمي لثلاثة مرات ؟ لا زلنا نتكلم عن أمور أكل الدهر عليها وشرب وللأسف البعض منها يصدر من أعلى القيادات الدينية وكأنها إكتشافات جديدة ستنقذ الوضع وتُبنى الأبراج والزقورات الخارقة بأعلى من برج ايفل في فرنسا ، لا تفوتكم فرصة المناقشة مع الأب البير ولا تفوتكم كل أقتراحات الأخوة الكتاب الأعزاء التي يدعون فيها الى الأتحاد والصحوة والفرصة الأخيرة أغتنموها يا آباء ، شكراً لكل من يقرأ الموضوع والرب يوفقكم . ولا يسعني في هذا الحديث القصير إلا أن أقدّم خالص الحب والتقدير الى ألأب البير الذي أتحفنا بموضوع الساعة المهم وجزيل الشكر لهُ والى جميع الآباء الكرام الذين يغلي في عروقهم حُب المسيح وشكراً .
مسعود هرمز النوفلي
في الثامن من أيلول 2009     
 

107
هل البعض من الكلدان والآشوريين ، يهود وسامريين ؟

   أنا مثل االطفل أو الحدث أمام لاهوت العظماء وخاصة الآباء الكبار والفلاسفة وأنا صغير جداً أمام الواعظين وذوي الخبرة والأختصاص ، لستُ واعضاً أو مُرشداً ، ولكن تنفيذاً لوصية ربنا يسوع المسيح في انجيل متى 10: 5 - 15 ، الذي يُرشدنا ويوصينا ويعطينا طريقة العمل عبر التلاميذ بالذهاب الى الخراف الضالة والتبشير عبر المسير في الطرق بأن ملكوت السماء اقتربَ ، أكتب هذه المقالة الى بعض الأخوة من الكلدان والآشوريين لكي نفهم من الكتاب المقدس بأننا سائرين نحو تجزئة الشعب الواحد الى قسمين الأول ما يشبه باليهود والثاني ما يتشابه مع السامريين وقت البُشرى التي كان يقوم بها ربنا يسوع أيام زمان .
   الحديث مع المرأة السامرية كما وردت القصة في الانجيل كانت غايتها أعلان البُشرى لغير اليهود وخاصة السامريين الذين كانوا غير مقبولين عند اليهود ويتجنبوهم والسبب كان بأن السامريين كانوا محسوبين على الوثنيين وكان من العيب جداً أن يختلط اليهودي مع السامري .
   لقد أرسل يسوع تلاميذه الى أورشليم عبر أراضي السامريين وقُراهم بصورة مقصودة ومهمة ، كان بأستطاعته ارسالهم بمُحاذات نهر الأردن لكي لا يمروا بالآخرين ولكنه عمل ذلك لما سنكتشفه بعد قليل من هذه القصة ، القرى السامرية رفضت استقبال يسوع ولم توافق على إستضافتهِ ولم تُعير أية أهمية لطلب التلاميذ منهم في استقبال يسوع ، بعد ذلك أصّر يسوع واضع المُخطط الإلهي أن يذهب بنفسه ويمشي باتجاه الجليل لكي يمر بقرية سامرية بالقرب منها بئر يعقوب التي كانت تُسمى بهذا الأسم نسبة الى أبينا يعقوب الّذي كان قد وهبها الى ابنه يوسف ، يسوع كان تعباناً من السفر وتقصّد وذهب الى جانب تلك البئر وجلس على حافتها الى أن جاءت المرأة السامرية لكي تسحب الماء مثل ماكان آبائنا وأجدادنا وجداتنا يسحبون الماء بالدلو أو بالسطل . بعد أن سحبت الماء ، طلب يسوع أن تُسقيه لأنه عطشان ، لقد فوجئت المرأة وبالتأكيد فكرت مع نفسها بشخصية هذا الرجُل ومن هو ، لذكاءها وحدسها أستطاعت أن تكتشف أن الرجل الذي يُكلمها هو يهودي باللهجة التي سأل فيها وليس سامري ، عندها نطقت بالجواب وقالت لهُ " اليهود لا يُخالطون السامريين " ، يوحنا 4 : 9 ، كيف تطلب الماء مني أنا السامرية ؟
   لو ذهبنا الى الأنجيل وقرأنا القصة بالتفصيل نكتشف الملاحظات التالية :
1- يسوع يقول أنا هو ماء الحياة .
2- يسوع يكشف أسرار المرأة السامرية وكيف تزوجت ومن هو زوجها الحالي .
3- يسوع ليس مثل اليهود الآخرين ، انه رجل غير مُتعصب ولا عنصري وبهذا العمل الغريب عن المجتمع والمُضاد لليهود ، يُبرهن لكل من سمع القصة بأن هذا الشخص هو الأنسان الإله الذي يكتشفه السامريين وهو المسيح المُنتظر لهم والمُنقذ . وفيما بعد يقولون له " انه في الحقيقة هو مُخلّص العالم " ، أنظر يوحنا 4 : 42 .
4- المرأة تُعلن وتكشف عن المسيح عند ذهابها الى القرية وحديثها مع الناس .
5- أخيراً آمنت المرأة وتأكدت بان الرجل الذي تكلم معها هو المسيح الذي ينتظرونه .
6- آمن الكثيرين بيسوع وأقام في السامرة يومين بالرغم من مُعارضتهم في البداية وعدم قبولهم لهُ .
7- بعد أن آمنت المرأة بيسوع زاد احساسها الداخلي وشعورها الباطني بأن الرجل الذي كان أمامها نبي وليس مثل الأشخاص العاديين .
   الموضوع يهُمنا كثيراً هذه الأيام وخاصة عند مُقارنة وضعنا الحالي مع النقاط الواردة أعلاه ، فلماذا المُقارنة ؟
أولاً : البعض من فئات الكلدان أو الآشوريين يقولون نحن الأوائل وماء الحياة عندنا ، يخلقون التنافر والتباعد بين أبناء الشعب الواحد كما كان اليهود والسامريين يعملون أيام زمان وكأن الحقائق عندهم فقط والآخرين لا يدركون ولا يفهمون التاريخ ، قارن مع الفقرة 1 أعلاه .
ثانياً : البعض من الكلدان والآشوريين يكشفون أسرار كل طرف والطرف الآخر ولا يستطيعون استكشاف الحقيقة الى أبد الآبدين ، لأنهم ليسوا مثل يسوع عندما اكتشف ما وراء داخل وباطن المرأة ، قارن مع الفقرة 2 أعلاه .
ثالثاُ : يسوع لم يكُن مُتعصباً الى يهوديته ولا عُنصرياً الى شعبه وإنما عمل بالضد من تصرفات اليهود ، فهل يعمل هؤلاء البعض من الكلدان أو الآشوريين بالضد من إخوتهم الآن ليُبرهنوا لنا و للعالم بأننا شعب واحد فقط يُسمى الآن كلدان سريان آشوريين ، قارن مع الفقرة 3 أعلاه .
رابعاً : الكثيرين يذهبون الآن الى الكُتب التاريخية والموسوعات العلمية لكشف الآفكار الخاصة بالأطراف المُتناقضة وعندما تنكشف الحقائق أمامهم يبدأون بالضحك ، ليس على العقلية التي يُفكر بها البعض وإنما لاستحالة التمييز والتحديد بأن هذا آشوري وذاك كلداني أو هذا غير ذلك !!! ، عند المقارنة مع الفقرة 4 أعلاه لاحظنا بأن المرأة السامرية تكتشف بالوحي جميع الحقائق التي شاهدتها وتحدثت بها مع يسوع ولهذا آمنت وهي مُتأكدة الى أبعد الحدود بأن الذي يُكلمها هو المسيح الذي يستعدون الى لقائهِ ، فهل يُؤمن البعض منا من الكلدان أو الآشوريين بأننا أصبحنا شعب واحد بيسوع المسيح ولا هناك فرق بين كذا وكذا ؟ كما آمنت المرأة بأن ليس هناك يهودي أو سامري ، كلّنا أولاد الله الواحد الأحد ولا غير ذلك ، فلماذا التفرقة وتعميق الأفكار التي تُؤدي بنا الى التنافر والتباعد بدلاً من التقارب والأندماج ؟ لنستفيد من هذه القصة العظيمة التي يسوع هو أحد أطرافها في البرهان لنا بعدم وجود قوم مُختار ، لا سامري ولا يهودي أمام الرب .
خامساً : نطلب من الرب أن يُنير العقول لما هو خير شعبنا الكلدني الآشوري السرياني ، شعبنا السورايا أو سوريايا أو سورايي أو غير ذلك ، وكما آمن الكثيرين في المسيح كما لاحظنا من الفقرات 5 و 6 و 7 أعلاه ، لا فرق بين اليهود والسامريين أبداً في الوقت الذي كانت فيه العداوة والسيطرة مُستفحلة بينهم الواحد على الآخر ، لقد استطاع يسوع أن يزيل كل هموم الدنيا من السيئات والمُحرّمات التي كانت بين الأثنين .
الخلاصة :
لو تأملنا هذه الحادثة وقرأنا القصة مرتين أو ثلاث وخاصة عندما يقرأها الأخوة المُتناقضين والراغبين في بناء أمجاد سادت سابقاً ثم بادت وانتهت الى الأبد لاحقاً ، أنا مُتأكد سوف يصحون كما قال الأخ العزيز المهندس نافع البرواري في مقالته " لنصحوا قبل فوات الأوان " والمنشورة في حقل الرأي الحُر في عنكاوا وأعتقد أيضاً بأنهم سوف يتّحدون كما قال الأخ العزيز الكاتب سمير شبلا " يا مسيحيوا العراق إتحدوا " والمنشورة حلقاتها في الكثير من المواقع ، مثل هذه الصحوة يدعو لها كُتاب كثيرين أعزاء في مواقع شعبنا من أجل لم الشمل وترتيب الجسم الواحد لكي نقول للعالم زمن اليهودي والسامري قد انتهى بمجيئ المسيح ، وأخيراً السؤال لكم أيها القُراء الكرام من هُم اليهود ومن هُم السامريين في الوقت الحالي ؟ عسى أن يكون الجواب لايهودي ولا سامري إننا سورايي وشكراً لكم وأعتذر عن إطالة الحديث لمُتطلبات القصة التي لم أكتبها مُفصلة .
أخوكم
مسعود هرمز النوفلي
في الرابع من أيلول 2009
 

108
جواب الى الأخ أوشانا المحترم
بعد السلام والتحية
جزيل الشكر للملاحظات المهمة التي تناولتها في مقالك الى السيد مسعود ، وأنا أقول لك أخي العزيز ، ما أطيب وأحلى المناقشات بخصوص اللغة والتاريخ وأود أن أذكر لك بعض النقاط الهامة في الوضوع حتى لو اختلفنا مع بعضنا لأن عند الأختلاف يلزم الأنسان نفسه بالبحث والأطلاع لمعرفة الحقائق الثابتة والأصلية  ومن هذه النقاط ما يلي :
1- لقد أجريت بحثاً عن اللغة الآرامية في اللغة الأنكليزية وظهرت لي 220000 ( مائتان وعشرون ألفاً ) من المواقع والبحوث القصيرة ، منها أشورية يكتبون لك في الأعلى " تعليم السريانية " وتحتها بالضبط  يكتبون " الأبجدية الآرامية " . لماذا لا يكتبون الأبجدية الآشورية ؟ لأن الغالبية على قناعة تامة بان اللغة الأصلية هي الآرامية . أنظر الى المواقع التالية :
http://www.learnassyrian.com/home.html
http://www.v-a.com/bible/
http://www.babylon.com/definition/Aramaic_language/English
2- نحن ساميين ولا أختلاف بيننا ، كلامك بأن أشور هو الأبن الأكبر ويجب أن تُنسب اللغة اليه غير واقعي يا أخي ، اللغة مثل العلم يتم تنسيبها الى العالم أو الشعب الذي وضعها ، مثال بسيط لك : توماس أديسون مُخترع الكهرباء كان أصغر أخوتِهِ السبعة في العائلة وهو الذي اخترع الكهرباء ، أما الآن أن يأتي أحد ويقول بان الكهرباء يجب أن تُنسب الى الأخ الأكبر في العائلة ، باعتقادي هذا غير صحيح أبداً . أنظر لو يعجبك تصفح حياة أديسون الى الموقع التالي :   
http://thomasedison.com/biography.htm
كان اشور وعيلام أكبر عُمراً من ارام ، ولكن ليس بالضرورة بأنهم أفهم من أخيهم ارام أو من بعده الذين تُنسب اللغة الآرامية لهم .
3- في تعقيبك أولاً ، أنت تنصحني بقراءة الكتاب المقدس وهذا جيد لي ولكن للأسف وفي نفس الفقرة أولاً تقول ما نصه مُناقضاً ما ذكرته قبل قليل ، أنت تقول " ومع ذلك أن قناعتي بتاريخ المكتوب بالتوراة اعتبرته كتابنا المقدس وهو فعلاً ، إلا اني لم اجدي فيه مُبتغاتي الحقيقة " ، أنا أعتذر الى الأخوة القراء لأن العبارة نقلتها نصاً مثل ما كتبها لنا الأخ اوشانا ، السؤال لك كيف تُقدم لي النصيحة وأنت غير متأكد أو تجد ما تبتغيه من الموضوع ؟
4- في كل لغة هناك تداخل في الكلمات والمصطلحات وهذا لا ينتقص من اللغة وشأنها ، مثلاً أنظر الى اللغة الأنكليزية ، هذه اللغة تطورت بعد غزو القبائل الألمانية حوالي سنة 450 ميلادية وبتداخل مع اللغة الألمانية وغيرها أصبحت تُسمى بالأنكليزية القديمة التي يصعب على الأنكليز الحاليين فهمها وبعد ذلك تطورت وأصبحت ما تُسمى بالأنكليزية الوسطى ومن ثُم أخيراً تُسمى الأنكليزية الحديثة التي فيها تداخل بالكلمات الكثيرة من الشعوب المُجاورة ، هذه الحالة تتشابه مع لُغتنا الآرامية ونحن نستطيع تسميتها بالبدائية بحروفها الأكادية أو الفينيقة أو ما شئت أنت ، ثم تطورت الى الوسطى ومن ثم الى الحديثة ولا ضرر في ذلك وما هو العيب من هذا ، أرجو أن تنظر الى تطور اللغة الأنكليزية في الرابط التالي :
http://www.englishclub.com/english-language-history.htm
5- أنت تُشير الى أحد المقالات المُترجمة لي من موسوعة الشرق وعندما أُترجم علي الدقة والأمانة في الترجمة و 700 سنة التي ذكرتها أنت هي ليست في المقال كذلك بل أقل من ذلك وأرجو العودة الى ذلك المقال لتُشاهد بأنني كتبت في الأسفل ، ان المقال هو مُترجم من كذا ....
6- لغتنا لم ولن تموت كما تدعي وإنما تتطور باستمرار والأمثلة كثيرة ولا أرغب الأطالة .
7- أنا معك وبقوة بأن المسيح ربنا ليس لقوم مُعيّن وهو جاء لهُ المجد لجميع أبناء المعمورة ، هو الذي حرّر البشر من التعصب وحُب القومية ، نحن سورايي مذنحايي ولُغتنا السورث بحروفها الآرامية الدارجة وأرجو منك أن تقرأ المقالات السابقة المكتوبة والمنشورة بهذا الخصوص وفيها الأجابات التي تستفسر عنها وخاصة موضوع الأسم والهوية وهو مقُترح ليس إلا ، قابل للتعديل والنقاش ومن يستطيع أن يأتي بأفضل منه لكي تتوحد الأمة فهذا شئ جيد جداً ، نحن كلدان سريان أشوريين ، شعب واحد لا فرق بين هذا وذاك وللأسف أنت لم تتطرق في موضوعك على هذا الأسم وإنما تصُر على كلدة سريان أشوريين  ، أنا أقول أي اسم الآن يوحّدنا مُرحب بهِ الى أن تجتمع العقول وتأتي لنا بأسم واحد يجمعنا جميعاً .
شكرا لك مرة أخرى وشكراً للقُراء الأعزاء وهم الحكم بيني وبينك  ودمتم
مسعود هرمز النوفلي
2 أيلول 2009
 



109
هل نتمسّك باللهجة النابعة من اللغة أم في اللغة الأصلية ؟

    كما نعلم بأن المثلث الرحمة المطران يعقوب أوجين منا الذي كان مُدرساً للغة الآرامية في معهد مار يوحنا الحبيب في الموصل في عام 1890 قد نشر مؤلفات كثيرة ذات فائدة لنا والى الأجيال اللاحقة ومن هذه المؤلفات :
الأصول الجلية في نحو اللغة الآرامية ودليل الراغبين في لُغة الآراميين وهوالقاموس المشهور لهُ والمروج النزهية في آداب اللغة الآرامية وغيرها . من هذه الكتب القيمة وبالتحديد في صفحة 13 من القاموس ، انقل لكم ما يقوله لنا بالنص :
" بياناً لحقيقة الأمر ومنعاً للمُشاجرات نقول أن جميع القبائل الساكنة قديماً في البلاد الفسيحة الواسعة المحدودة ببلاد الفرس شرقاً والبحر المتوسط غرباً وبلاد الأرمن وبلاد اليونان في آسيا الصغرى شمالاً وحدود جزيرة العرب جنوباً كانت قاطبة معروفة ببني آرام أو الآراميين . نعم أن بعضاً من هذه القبائل كانت تسمى ايضاً بأسماء خصوصية كتسمية أهل بابل وما يُجاورها بالكلدانيين وتسمية سكان مملكة آثور بالآثوريين وتسمية أهل الشام بالآدوميين ولكن مع ذلك كانت تسمية الآراميين تشملهم جميعاً . كما أن تسمية الطي مثلاً وقريش وحمير وكنانة لا تخرج هذه القبائل من كونهم عرباً . "
   في الآونة الأخيرة وللأسف الشديد وما أشبه اليوم بالبارحة نعود الى نقطة الصفر والمشاجرات التي يتحدث عنها المطران الجليل ، حالنا حال بعض آبائنا وأجدادنا والأسباب تكمن فينا لأننا لا نعترف بالحقائق والوقائع الصحيحة أولاً ونغض النظر عن التاريخ المجيد الذي كتبه أمثال هؤلاء العظام ثانياً ، إننا امام حالة يُرثى لها من الجهل وطمس كل ما هو صحيح لخدمة أغراض خاصة ومشاريع يُخطط لها هنا وهناك  ، فهل يكون من المعقول أن يأتي كاتباً ويقول بأن لُغتنا هي آشورية وآخر يقول بانها كلدانية ، لماذا هذا الأصرار على الأخطاء ؟ اللغة الآرامية هي الأصل بحروفها وأبجديتها التي تكتبوها أيها الكلدان وأيها الآشوريين ، اللهجة الكلدانية واللهجة الآشورية لا تصبحان في يوم من الأيام بديلاً عن الأصل ، ومن الخطأ الفاضح أن نُسمي لُغتنا بالكلدانية مثلاً ، لقد قُمت بتأليف دروس تعليم الآرامية عددها إثنان وعشرون درساً وقد نُشرت في عام 2004 في موقع الكنيسة الكلدانية في لندن وفي عام 2006 تم نشرها في موقع باقوفا في حقل تعليم الآرامية وقد أهديت منها الى بعض الآباء في الكنيسة ولم يعترض عليها أحد ، أما أن يأتي اليوم البعض ويقول بان لغتنا هي الكلدانية أو الآشورية فهذا قد يدخل في باب التخريب والتزوير وقلب المفاهيم ، والأغرب من ذلك إننا نُعلم البعض بالتمسك بالأخطاء بدون خجل ، الغرابة والدهشة من هؤلاء لأنهم في أعمالهم هذه يقومون بزرع الأنشقاق ولكن رُبما يرغبون بتأليف لُغات جديدة على مقاساتهم الحالية !! .
    اللغة العربية لها لهجات كثيرة ولكن الأصل هي العربية بالحروف التي نكتب بها ، هل نقول الى اللهجة الموصلية بأنها اللغة الموصلية ؟ هل يجوز ذلك ؟ الجواب عند القارئ الكريم . وإذا يجوز ذلك أعطونا الأبجدية أي الألف باء الخاصة باللغة الموصلية ، وهكذا نقول الى الكلدان أو الآشوريين أعطونا أبجديتكم أو ألف باء لغتكم . أليست الأبجدية آرامية ؟
لننظر الى الكتاب المقدس والآرامية الدارجة آنذاك :
ألآرامية في الكتاب المقدس:
توجد في الكتاب المقدس أجزاء كُتبت باللغة الآرامية منها :
1- كلمتان آراميتان نطق بهما لابان ، وردتا في سفرالتكوين  ( 31: 47  )، " وسماها لابان يَجَرْ سَهْدوثا " أي رَجمة الشهادة .
2- وقد طلب ممثلوا الملك حزقيا من الآشوريين الذين كانوا يحاصرون أورشليم أن يتكلموا بالآرامية ( 2 ملوك 18: 26 و إشعيا 36: 11) .
3- تم تدوين آية  في إرميا في اللغة الآرامية  ( إرميا 10: 11 ) .
4- وتوجد أجزاء آرامية مطولة في  ( عزرا 4: 6- 8 ) التي تمثل رسالة خطاً ومضموناً .
5- نسخة من رسالة أيضاً في ( عزرا 7 : 12 – 26 ) ،
وهي عبارة عن قرارات أصدرها الملك الفارسي .
6-  وكذلك ورد في دانيال جزء كبير بالآرامية في حلم نبوخُذنصّر ( دانيال 2 : 4 ) .
7- يعتقد الكثيرين أن هناك بعض آثار للآرامية في العديد من أسفار العهد القديم .
ولما تم سبي اليهود الى بابل أخذوا في استعمال اللغة الآرامية التي حلت محل اللغة العبرية ، كلغة للتخاطب في شؤون الحياة اليومية وبدؤا في  تفسير الكتاب الى الآرامية حتى يمكن فهمه .
8- وقد تكلم السيد يسوع المسيح اللغة الآرامية كما كُنت قد وضحت ذالك في أحد المواضيع حول اللغة .

من هذه النقاط المختصرة يقول المطران يعقوب " الكلدانيون والآثوريون آراميون وإلا لما كانت لُغة ملوكهم الرسمية آرامية حتى بعد انتقال صولجان ملكهم الى يد الغرباء . وناهيك أن بلاد بابل وآثور سُميّت في جميع الأجيال حتى بعد أستيلاء العرب عليها بيث آرامايي أعني بلاد الآراميين ، ولا حاجة الى ايراد الشواهد غي المُحصاة لأثبات ذلك وهو حقيقة يقرّ بها مُذعناً من كان لهُ ادنى المام بأخبار الكنيسة الشرقية لأن كُتب أجدادنا مشحونة من ذكر ذلك " .
    علينا أيها الأخوة والأخوات قراءة التاريخ الخاص بنا وبكنيستنا المشرقية ويكفي ما نحن فيه من آلام ومآسي ولا نُزيد المغالطات والتشويهات لغايات يكتشفها البُسطاء قبل العلماء ، علينا أن نرجع الى التحكيم الخاص بتراثنا ونتجرد من المصالح والأنانيات وكما يقول المثل النور لا يتغطى بالغربال ، علينا أن نتمسك وبشدة وقوة بلغتنا الآرامية مع الأعتزاز باللهجات التي أنبثقت منها ، لأن عند النظر الى المفردات التي تختلف من لهجة الى اخرى واختلافها عن اللغة الأم فهي قليلة جدا جداً وشكرا لكم .
مسعود هرمز النوفلي
مدرس مساعد
آب 2009

110
هل نُؤمن بالمسيح أم نُنْكِرُهُُ


   نتيجة لما نسمع هذه الأيام عبر الشاشة الصغيرة ونقرأ في المواقع المُختلفة عن التراشق بالكلمات وكأننا في حلبة المصارعة ولكن بالألسنة وليس بالأيدي أو الأرجل ، ولحد هذهِ اللحظة التي أكتب بها هذا المقال راودني الشعور والأسى لما نحن فيه مع الأسف الشديد لأنني أشاهد بعض رجال الدين والكُتاب وأنا منهم ،  يُحاولون الدفاع كل واحد عن رأيهِ واكتشافاتهِ وبرغبة شديدة يتجه الى إقناع الآخرين بآرائه مهما كانت ، وخاصة من الذين لا يدعمون آرائهم بالوثائق التاريخية ولا يستندون بآراء العُلماء حتى يقنعون الآخرين ، وعندما نسأل أي واحد ونقول لهُ هل تُؤمن بالمسيح ربنا وإلاهنا ؟ ، إذا كان مُؤمناً مسيحياً بالتأكيد سيقول نعم وإذا كان مُؤمناً من غير الأديان سيقول نعم بتحفظ على نقطة الإله ماعدا اليهود كما نعلم لهم نظرة أخرى .
   طيب ، أيها ألأخوة والأخوات عندما نُؤمن بالمسيح ربنا فهناك أقوالهُ وتعليماتهُ علينا تطبيقها وإلا سنكون إما فاترين أو مُؤمنين بالأسم فقط ، عندما كُنا صغاراً تعلمنا التعليم المسيحي الببغائي وكُنا نحفظ كل ما يقوله لنا المعلم وبلغتنا الآرامية ( السورث ) ، كان أحد الأسئلة في مقدمة الكُتيب الصغير هو : من هو المسيحي ؟ الجواب هو كل من يكون مُعمذاً و يُؤمن بتعاليم وايمان المسيح ويعمل كل ما كل ما يتطلبهُ الأيمان منهُ ، ما أحلى الجواب على السؤال أيها الأخوة والأخوات .
   إذا نُؤمن حقيقة فعلينا التطبيق والتطبيق يأتي من الكتاب المقدس بآياته الرائعة النابعة من فم الله ، في الأنجيل المقدس هناك آية في رسالة القديس يوحنا الرسول الأولى 3 : 16 تقول " ونحنُ عرفنا المحبة حين ضَحّى المسيح بنفسِهِ لأجلِنا ، فعلينا نحنُ أن نُضحّي بنفوسِنا لأجل إخوتِنا " ، هذا القول العظيم علينا التفكير بهِ ، لأن الرسول يقول ويدعو الى التضحية بالنفس وهي أغلى ماعند الأنسان " نفسهُ " ، الكثيرين يُضحون بأنفسهم من أجل الوطن والأيمان والشرف والمال ويُدافعون عن المُقدسات ويُعتبرون شُهداء عندنا وعند رب العالمين ، تلك هي المحبة الحقيقية الصادقة ، فما بالنا نحن إذا ضحينا بأقل مما يريده القديس يوحنا وهذه التضحية هي ليست بالنفس البشرية التي خلقها الله وإنما بالتعليمات الأرضية التي وضعها البشر وإذا نظرنا الى كل مآسينا نُلاحظ بأنها من صُنع الأنسان الغير كامل لأن الكمال الى الله وحدهُ .
   نحن الآن نترك التعليم المسيحي أو نضعهُ جانباً ونذهب مُتلهفين ماذا قال فُلان عن الواوات ؟ هل هي مُفرّقة أم لا ؟ وماذا قال الآخر عن القومية هل كُلّنا آشوريين أم كلدان أم منْ نحن ؟ وهل نحن شعب واحد أم عشرة شعوب أم ثلاثة ؟ وهل لُغتنا هي الآرامية أم الآشورية أم الكلدانية أم الأكدية أم البابلية أم ماذا ؟ وهناك الكثير من الأسئلة المُحيّرة لا يستطيع أكبر واحد من الذين قرأت لهُم أو سمعتهُم ومهما كانت درجاتهم الدينية او العلمية أن يثبتها لنا ، ونحن في الدراسات العُليا تعلّمنا من الأساتذة بأن كل موضوع ولُغز لا نستطيع بُرهانهُ هل هو صحيح أم لا نضعهُ على الرف وننتظر الأكتشافات القادمة وإذا نستطيع بُرهان أي مُشكلة بأنها غير قابلة للبُرهان العملي ، فعلينا وضعها على الرف ونكتب عليها تم بُرهانها بأنها غير قابلة للبُرهان ، مُشكلتنا بحسب إعتقادي هي من النوع الثاني فعلينا وضعها على الرف ونكتب عليها بأن الملف مُغلق لأن الكثيرين من عُلماء اللغة والتاريخ والأديان برهنوا لنا بأننا كُلنا مُنشقون ولا نستطيع إثبات الصح من الخطأ !!!
أيها الأعزاء في الوطن ، يكفي لنا ما نحنُ فيه وعودوا الى مايُعلمنا إياه الرب يسوع المسيح وأنا متأكد لو عُدْتًُم سوف لا تتناقضون مع البعض أبداً مهما كانت عناوينكُم ومسؤولياتكُم وسوف تبقون أُصلاء كما كانت كنيستنا المشرقية العزيزة قبل الأنشقاق ، أدعوكم الى قراءة مقالة المطران مار لويس ساكو المنشورة في عنكاوا بعنوان " كُلنا مُنشقون " ، يسوع الرب يحفظكم جميعاً ونعمتهُ وسلامهِ معكم الى الأبد لكي يُشاهد الآخرين أعمالكم ويُمجّدون الله وتصبحون أنتم ملح الأرض كما قال المسيح .
   يكفي التشتت والمُناقشات البيزنطية وغيرها ويكفي التمييز والعنصرية ويكفي الدخول في المتاهات التي تقودنا الى الظلام ، يكفي التعنت واللف والدوران ، علينا أن نحب بعضنا بصدق وعندها الواحد يكسب الآخر ويتحد معهُ بمحبة صادقة خالية من المصالح  ، إذهبوا وبشّروا بالعمل والأخلاق والأيمان ، إذا نعمل بما يُريدهُ الرب فنحن مُؤمنون وإذا لا ، فنحن مُرتددون ونتنكر لهُ وهناك سيكون الويل لنا وصريخ الأسنان وما ينفع الندم وشكرا لكل من يقرأ هذا الموضوع .
اخوكم 
مسعود هرمز النوفلي
10 آب 2009
 

111
دروس لنا من الرقم اربعين سنة في الكتاب المقدس

مسعود هرمز النوفلي
   *  بعد خروج بني اسرائيل من مصر ذهبوا الى الصحراء وعاشوا هناك اربعين سنة وفي تلك السنين تزعزعت الثقة بينهم وبين الله حيث كانوا يتذمرون وينتقدون موسى بشدة وهو الذي انقذهم من فرعون مصر ، كانت كلماتهم جارحة وقلوبهم قاسية ، انظر الرسالة الى العبرانيين 3 : 8 – 10 ، بدأ ت افكارهم تتجه نحو السوء والشر ونكران الأيمان وكأنهم يُجربون إلاههُمْ يقول الكتاب المقدس ، نتيجة ما آلت اليها الأوضاع في ذلك الوقت ، هي تدخُل الأرادة الإلهية بقسوة وغضب لتأديبهم من اجل الرجوع الى رشدهم وصوابهم ، انظر الرسالة الى العبرانيين 3 : 17 – 19 ، ويضيف مار بولس الرسول في اعمال الرسل 13 : 18 بأن الله صبر وتحمّل شعب اسرائيل اربعين سنة في البرية وفي نفس الوقت ابقى حنانهُ على الشعب بغض النظر عن تصرفاتهم ولكن كما يقول المثل للصبر حدود ، وهنا جاء تدخل الله من اجل الأصلاح وتقويم المسيرة .
*الدرس لنا :
الشعب لا يرى المصلحة الرئيسية بوضوح وليس لهُ استعداد للتضحية وثقته تنعدم بكل مسؤول ديني أو علماني بعد أية هزّة بسيطة ، فالذي يُجرّب الإله يُجرب المسؤول كذلك ، نراهم يُجرّبون رجال الدين بقوة وعنف ونراهم يُجرّبون المسؤولين الأداريين بكل صغيرة وكبيرة من حيث الرشوة والعزائم والقوة والحماية وما الى ذلك ، هذه التجارب تنعكس عليهم وتُهدد مصيرهُم وايمانهم وبالتالي يتقدم حنان الله ويتدخل من اجل انقاذهم ، من هذا الدرس يبدو لي بأننا نحتاج أربعين سنة حتى نفهم إرادة الله بعيداً عن التعصب والمصلحة .
**   بعد أن زادت الأمور سوءاً بدأ الشعب يطلب تنصيب ملكاً عليهم بدلاً من النبي وقد جاءت الأرادة الحكيمة بتنصيب شاؤول بن قيس طوال أربعين سنة ، انظر اعمال الرسل 13 : 21 ، نلاحظ هنا بأن الأسرائيليين بدأوا يعودون الى الوراء بدلاً من الأمام ، كانوا يعملون عكس مُخطط الله وإرادته تعالى  ، لقد تضايقوا علناً من موسى ومن ثم من الله وبعدها من الحاكم ، السبب هو التكبر وفقدان الثقة ويُمكننا القول الأستهزاء بكل القيم السماوية وبدأوا ينسون أن الله هو الذي انقذهم من فرعون وواعدهم بأرض جديدة .
**الدرس لنا :
نلاحظ التكبر الحاصل عند الكثيرين وكل واحد يقول أنا عنتر وعند المناقشة معهم يتذمرون ويستهزئون بكل الأفكار المطروحة حتى لو كانت آيات من الكتاب المقدس ، للأسف يبدأون بالعودة الى الوراء والى عصر التخلف والجهل والصنم حالهم حال بني اسرائيل عندما كانوا في البرية ، يا للعجب والأسى والحزن أن يكون الكثير من المثقفين وراء هذا التراجع وما اشبه اليوم بالبارحة كما يقول المثل .
***   موسى يرى مُخطط الله في الرؤيا بعد اربعين سنة عندما ظهر له الملاك في العليقة التي كانت تشتعل فيها النار ، انظر اعمال 7 : 30 ، هنا جاء الله ليتدخل عبر الملاك لأنقاذ الشعب بالرغم من ان الأسرائيليين كانوا في ذلك الوقت يرفضون موسى وينكروه ويحقدون عليه وكان يعيش مُبتعداً عنهم وهارباً في ارض مديان في برية جبل سيناء ، الشخص الهارب من قبضة الشعب سوف يصبح قائداً لهم لأنتشالهم من الظلم والقهر والحرمان ، ارادة الله جعلته ينطلق وبايمان عميق نحو الهدف بالرغم من كل ما يحملون عليه من الأفكار السيئة والضغائن ، توجه موسى وأنقذ الشعب الموجود في مصر واخرجهم بما عمل من العجائب ، انظر اعمال 7 : 36 ،
*** والآن ماذا نستنتج :
درساً بليغاً آخر يعطينا الله وهو ان الشخص المُهان والمرذول والمُهمش من قبل مجموعة معينة من البشر ، يصبح قائداً ومُخلّصاً لنفس المجموعة ، هل نقبل نحن بذلك ؟ الكثير من الناس تنظر بتملق الى المُتعالي وصاحب المال والقوة ويُصفقون لهُ ويستقبلونهُ بالترحاب أما الشخص الذي يعيش بالهامش والبسيط لا يُعيرن لهُ اي اهتمام في الوقت الذي من الممكن سيكون منقذهم وقائدهم الى بر الأمان ، آه من هذه التناقضات يا رب !!!
الكثيرين في هذه الأيام لا يقبلون النصائح ولا يرضون بالأنتقاد ، وعندما تتحدث معهم عن الأخطاء والخطايا والأصلاح يتكبرون وينتفخون ويعلو صوتهم وافكار غيرهم يضربوها في عرض الحائط وكأنهم هُمْ الأنبياء وهُمْ المُخلّصين وهُمْ المُنقذين فقط ، وآراء الغير يجب ان تُحجب ولا داعي لذكرها في الوقت الذي يجب أن يأخذوا كل كلمة من كلمات الغير ويُحللونها لفائدة الشعب وخاصة الآن وفي هذا الوقت حيث كل انسان وبمبلغ قليل يستطيع فتح صفحة خاصة بهِ في الأنترنيت ويطرح افكار غيرهُ وسلبياتهم وأفكارهُ ايضاً ، وهناك مواقع كثيرة للنشر لا تُعد ولا تُحصى ، ان المُنتفعين الذين لا يُؤمنون بحرية الرأي والرأي الآخر والمُناقشات التي تدور بين الأطراف ولا يُؤمنون بالديمقراطية الحقة الهادفة لأنتشال الشعب من الضياع ، هُمْ الخاسرون دائماً ، لقد جاء الشفاء الى بني اسرائيل من موسى الهارب من الشعب والمُهمش والمرذول لأنه رأى مُخطط الله وبعدها اصبح هو قائد الشعب ، وجاء الشفاء الى الرجل الكسيح الذي قام ومشى باسم يسوع الناصري على يد مار بطرس هامة الرسل ، انظر أعمل 3 : 6 ، هذا الرجل كان غير قادراً على المشي منذ ولادته وجاءهُ الشفاء لتمجيد الله وكان عمره اربعين سنة ، فمن الممكن ان يأتينا الشفاء نحن ايضاً ولكن بعد اربعين سنة وليس الآن والأسباب كثيرة لأننا لسنا قلباً واحداً ولا روحاً واحدة ، اننا مُنقسمون على انفسنا ولا يأتينا الخلاص الا بالحياة المشتركة ، انظر اعمال 4 : 32 ، اضافة الى الأيمان البريئ والحقيقي النابع من القلب النظيف غير المُنتفع والهادف الى تمجيد الله بكل شئ ، نحن نمشي في طريق خاطئ وينطبق قول المزمور 95 : 10 علينا : " أربعين سنة ، ابغضت فيها ذلك الجيل وقُلت فيهم : هُمْ شعب قلوبهم في ضلال ، وهُمْ لا يعرفون طُرُقي " ، ما أروع واحلى واجمل الحكم ، القلوب إن لم تكُن نظيفة الواحد تجاه الآخر بالتأكيد سوف لا يعرفون اصحابها التمييز بين الطرق الصحيحة وغيرها وهنا اقصد الجميع باستثناء البعض بالتأكيد .
هل نتعلم من درس موسى لنترك التعالي والتكبر و و و ..
**** موسى كان قد ارسل الجواسيس لمشاهدة ارض كنعان وبقي هؤلاء الجواسيس مدة اربعين يوماً حتى يكتبوا ما شاهدوه ولكن لخيانة شعب اسرائيل العهد ولأعمالهم الشريرة في البرية عاقبهم الله كل يوم بسنة وقال لهم " انتم تتحملون عاقبة آثامكم أربعين سنة " ، انظر العدد 14 : 34 ، من هذه النقطة نحصل على :
**** درساً آخر مهم جداً ، هذا الدرس يتمثل بما سنحصل عليه نحن إذا ابتعدنا عن الله بنكران وجودهِ أو بعدم الأنصياع الى تعاليمه السماوية ورُبما سيكون الويل علينا كل يوم بسنة أو اكثر ولهذا نحن نتشتت ونُهاجر ويُعتدى علينا وتُسفك دِماؤنا وتُنتهك بيوتنا وأعمالنا لأن السبب الرئيسي هو فينا ومن أعمالنا تأتي النتائج عكسية علينا . ومن المحتمل أن ينقظي كل هذا الجيل الذي تكبّر وتعالى وأساء الى الخالق رب السماواة والأرض ، نرى المسيحيين الآن يهيمون في أنحاء المعمورة كما هام بني اسرائيل في البرية اربعين سنة ، انظر العدد 32 : 13 ، ويضيف الكتاب بأن ذلك الجيل انقرض لأنه أساء الى الرب . أين نحن الآن من كل هذه الدروس ؟ ؟
***** الرقم اربعين يتكرر و الحاكم يبقى مُستمراً بالسلطة لمدة أربعين سنة كما يلي :
1- عالي الكاهن حكم بني اسرائيل اربعين سنة ومات ، انظر صموئيل الأول 4 : 18
2- الملك داود بقي في السلطة اربعين سنة ، انظر صموئيل الثاني 5 : 4
3- سليمان الحكيم اصبح ملكاً على كل اسرائيل مدة اربعين سنة ، انظر الملوك الأول 11 : 42
4- بقي يوآش ملكاً على يهوذا اربعين سنة ، انظر الملوك الثاني 12 : 2
****** الرقم اربعين يتكرر في العمر الشخصي اربعين سنة كما في : 
1- تم تنصيب ملكاً على اسرائيل اسمهُ ايشبوشث ، كان عمرهُ اربعين سنة يوم الأحتفال بهِ مع حاشيته واقربائه ، انظر صموئيل الثاني 2 : 10
2- أسحق يتزوج رفقة وعمرهُ اربعين سنة ، انظر التكوين 25 : 20
3- كذلك عيسو يتزوج يهوديت وعمرهُ اربعين سنة ، انظر التكوين 26 : 34
4- موسى يرسل شخصاً لكي يتفحّص الأرض وهو ابن اربعين سنة ، انظر يشوع 14 : 7
استراحة القتال أي ما نُسميها بالهدنة كانت تستمر اربعين سنة ، حيث نلاحظ عدم وجود الحروب بين بنو اسرائيل والشعوب الأخرى لمدة اربعين سنة ، انظر القضاة 3 : 11 وهناك يكون الكر والفر كما يقول المثل ، حيث عندما ترتاح الأرض من الدمار والخراب والمعارك الضارية في تلك المدة من الوقت ، تأتي الحقبة الأخرى وهي العقاب الذي يستحقونه بسبب اعمالهم ، فترة العقاب والآلام كانت تستمر مدة أربعين سنة أخرى ، انظر القضاة 8 : 28 والقضاة 13 : 1
الخلاصة من الموضوع :
نحن نُجرّب ربّنا وإلاهنا يومياً حيث نقول وبصلافة ، اليوم جاء المطر لكن غير كافِ ،  هناك غيوم سوداء وسوف لا تمطر السماء ولا يأتي المطر ، الزرع سوف لا ينبت ولا نحصد هذه السنة ، الأغنام سوف تهلك بعدم وجود المطر من رب العالمين ، سنموت ولا يوجد من يحمينا ويساعدنا ، الجماعة في بعض الكنائس ملتهين بجمع المال ولا يهتمون إلا ببناء حجر جديد وما عليهم ببناء الأنسان والتعليم المسيحي ، عندما نقول الى الأب الفلاني اعطينا لكي نصرف لطبع النشرة واوراق التعليم المسيحي للصغار كأنهُ نطلب منهُ صدقة ، عندما يأتي المطران الفلاني ويتقدس معنا اول بداية كرازتهُ تكون عن جمع التبرعات وكأن الكنيسة فقيرة ، بالرغم من أن مليارات الدنانير تحت امرتها من الأملاك التي لاتُعد ولا تُحصى في بغداد وغيرها من المدن ، القيل والقال بين الشباب والشابات والمودة والموبايل والمسجات لا يُمكن للأب التدخل فيها انها الحرية والديمقراطية ، الطلاق وتخريب العوائل من الداخل من اجل التهديم وليس الأصلاح ، فلان مُتمكن وزنكين وفلان فقير ، كلام باطل ضد القريب والمكر والخداع مُتفشي بيننا ، الكذب وعدم تنفيذ الوصايا ، عدا الأمور الأخرى التي لا وجوب ذكرها . إننا نتدخل في إرادة الله ونُجربهُ لهُ المجد ، يا للأسف ، إننا لا نعلم بأننا نسيئ الى الله كما أساء بنو اسرائيل ، فهل سننقرض ؟ ؟ ؟
نحتاج مدة اربعين سنة للشفاء بجميع عناويننا ولا أقول الكل ، ولكن لو كان عندنا ايمان بقدر حبة الخردل كما قال ربنا يسوع ، لكان قد حصلنا على كل شئ وأكثر ، كانت الأرض تبقى لنا وأبنائنا وبناتنا لنا وأموالنا لنا والأهم ايماننا الذي بدأنا نفقدهُ ايها الأخوة ، نحن كالبحر المُضطرب الذي لا يُمكن أن يهدأ ، مياهُهُ تقذف الوسخ والوحل كما يقول إشعيا ويُضيف : لا سلام للأشرار ،  دروس وعبر عظيمة جداً يجب ان نتعلمها من الكتاب المقدس وليس بالخبز وحده يحيى الأنسان كما قال يسوع وليكُن اساس العائلة صخراً .
الخير والصلاح الى أخوتنا والله الموفق ، انه بيننا وفي الأعالي وفي كل مكان يحفظنا آمين .
مسعود هرمز النوفلي
حزيران 2009

112
الفوز والأنتصار للشعب الواحد في يوم الحساب
   
     المجموعات البشرية عموماً تتألف من القاعدة والقيادة ، القاعدة هي التي تتمثل بالغالبية من السُكان ، أما القيادة فإنها تنبثق من المجموعة البشرية التي يختارها الشعب بإرادتهِ للأدارة والحُكم وتطبيق القوانين المرعية على جميع أفراد الشعب بعدالة ومساواة وبدون تمييز ، من هُنا تصبح القيادة لا شئ بدون القاعدة وكذلك تصبح القاعدة أو الشعب الذي ليس لهُ قيادة حقيقية نابعة منهُ في عداد التشتت والضياع وأحياناً التخبط الذي قد يجُرُهُ الى ما لا يُحمد عقباه .
    لقد عمل المجلس الشعبي بقيادتهِ الشعبية من المُخلصين الوحدويين على الأرضية الصلبة من مُختلف قُرانا وقصباتنا ومُدُننا ، عملوا الكثير ليل نهار وكانت تضحياتهم جسيمة جداً وخاصة بعد إنسحاب بعض الأخوة الذين فتحت عيونهم فُجأة على القومية النبوخذنصرية وكأن هذهُ القومية أشرقت شمسها اليوم وعرفوا معناها والتزامهم بها ، بالرغم من تشجيعهم المجلس وعملهم معه لفترة لا بأس بها والجميع يدعو الى الأسم الموحد الذي سيجمع الكل بعون الله ولكن أرادواالأتكال على العدد وليس النوعية وكانت توقعاتهم خائبة جداً جداً .
    لقد تحقق الفوز للأصلح واختار الشعب الواحد مُمثليه بكل شفافية ونزاهة وديمقراطية وجاء الأختيار نتيجة حتمية متوقعة لدى الغالبية التي تقول في قلوبها وألسنتها بأننا شعب واحد لا يقبل التمزيق والقص والتجزئة والأنفصال عن الشجرة الأصلية ، بهذا الفوز والأنتصار تفتخر القيادة والقاعدة في آن واحد .
    بدأ الشعب بعد انسحاب الأخوة من المجلس بالنظر والتطلع الى هذا اليوم أي يوم الأنتخابات الذي نستطيع تسميتهِ بيوم الحساب ، لقد شعر الشعب بكافة أطيافَهُ ان ذنب الأخوة واضحاً بأهداف غير صحيحة وغير واقعية منذ يوم خروجهُم من العائلة كالأبن الذي ترك والديه كما يقول الأنجيل المُقدس ، وبالفعل أعطى الشعب قرارهُ الشُجاع وأصواتهُ الى عائلتهِ المُتماسكة الواحدة التي تُمثل بحق الجسد والروح الواحد كما يرغب رب المجد لنكون واحداً لا إثنين وأتمنى أن يشعروا بالذنب ويعودوا كما عاد ذلك الأبن الى أحضان والدهِ عندما استقبلهُ وذبح العجل السمين فرِحاً بقدومهِ ، في هذا الصدد يقول معلمنا مار بولس الرسول في رسالتهُ الى تيموثاوس الأولى 5 : 24-25 ما يلي " من الناس من تبدو ذُنوبُهم واضحة قبل الحساب ، ومنهُم مَنْ لا تبدو ذنوبهم واضحة إلا بعد الحساب ، وكذلك الأعمال الصالحة تبدو واضحة ، والتي هي غير واضحة لا يُمكن أن تَخفى " . يا لها من كلمات رائعة ودروس قاسية لنا جميعا لأن الذنوب كانت واضحة قبل يوم الحساب ، لنتعلم كُلنا من درس مار بولس ونعترف بالنتائج ونستخلص ما هو إضافي لنا من أجل لم الشمل والتكاتف والتكفير عن الأخطاء التي برزت مُؤخراً وعدم الدخول في الأسماء التي لاتعرفون أصلها من فصلها كما يقول المثل ، الذين أعطوا أصواتهم الى المجلس الوحدوي هُم النُخبة وسوف لاتُفيد كل محاولات تمزيقهم لأنهم البركة المُباركة من الرب فيهُم السرياني والآشوري والكلداني ، وعدد الكلدان الذين أعطوا أصواتهم للمجلس هُم أكثر بكثير مما تتوقعون لأنهم بدأوا يعرفون ما يُخطط لهم وما قد تم تخطيطُه قبل عدة مئات من السنين لشق السورايي أو سريايي مذنحايي أو سورايا ،  ما أحلى أن يجتمع الأخوة في المعمودية والأيمان واللغة والتراث والمصير الواحد ، لا تأتينا بركة الله إلا بالأتحاد وكل من يدعو الى غير ذلك فهو باطل .
    الأخوة في المجلس ، يشبه عملكُم المثل الذي أعطانا اياه سيدنا يسوع المسيح في مثل الزارع وذلك بكثرة الأصوات التي حصلتُم عليها لأن زرعكم وقع على أرض طيبة فنبت وأثمر مئة ضعف  على العكس الذي توقعوه الآخرين الرافضين الذين يدعون الى شق الصف ، لوقا 8 : 8 ، أعمالكم جازاها الرب وساعدكم وأعطاكم بدون أن تعلمون حيث كانت الجموع تهتف لكم وكأنها في عرس قانا الجليل ، باركهم الرب ورعاهم وسدد خُطاهم وحفظ عوائلهم ، إنهُم مفخرتكُم وبِهِم تتكلون على الله لأختياركم الأسم المُلائم الذي يجمعكم ويجمعنا معاً ، كونوا كالأنسان الصالح الذي قال عنهُ يسوع في لوقا 6 : 45 ، " من الكنز الصالح في قلبهِ يخرج ما هو صالح " ، نحن بالأنتظار لمُشاهدة أعمالكم في البناء والتجديد والتغيير نحو الأصلاح والوحدة القومية التي يرغب بها ويتمناها كل واحد من عندنا ، أنتم حكماء بأنكم متكاتفين ومُتفاهمين مع البعض ، إعملوا من أجل  سد كافة الثغرات التي يدخل منها المُخرب إن وجد ، جاهدوا لوحدة الكلمة حتى مع الذين لم يُحالفهم الحظ بالفوز ، لتكونوا مثل خلايا النحل التي لا تعرف التعب والشكوى .
 التهاني القلبية الحارة لكم جميعاً والف الف مبروك فوزكُم وهو انتصار لكل من آزركُم ووقف معكُم من الأعزاء الأبطال الذين لا يقبلون التقسيم والتقطيع للشعب الواحد ، عاشت أياديكم وخطواتكم نحو الوحدة الشعبية الى الأبد  ، لقد أشرقت الشمس بانتصاركم ،  وفقكم الله ورعاكم بخير وسلام .
اخوكم
مسعود هرمز النوفلي
مدرس مساعد
29 تموز 2009
   

113
التقّلب والمراوغة ليست من شيمة الرجال الرجال
الأخوة الأعزاء
أرجو أن تقرأون ما قالهُ أحد كُتاب القومية الكلدانية الحالية الذي يدعو الى الأنفصال وذلك قبل أقل من سنة تقريبا  :
"" إن المطلوب من تنظيمات شعبنا وفي مقدمتها الحركة الديمقراطية الآشورية  وحزب الأتحاد الديمقراطي الكلداني وبقية الأحزاب ان تضم صوتها الى المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري والقوى والأحزاب القومية الخيرة الأخرى التي تطالب بتثبيت حقنا في الحكم الذاتي ،  وفي البداية ان يدون الحكم الذاتي لشعبنا كمادة من مواد الدستور العراقي ودستور حكومة اقليم كردستان .
 إنها فرصة تاريخية ينبغي استثمارها لنيل حقوق شعبنا في ارضه التاريخية ، وهي فرصة  سانحة ايضاً حيث التعاطف الدولي والأقليمي والوطني مع شعبنا لما طاله من تعسف وظلم وتهجير ، لقد آن الأوان لأن يأخذ شعبنا حقوقه التاريخية في وطنه وإن من يقف في طريق شعبنا في نيل هذه الحقوق حتماً سيحاسبه التاريخ ، والتاريخ لا يرحم  . ""
 الله الله يا اخي ، كيف تبدلت أفكاركم الآن ؟
إنكم تُطلبون من الشعب أن يضم صوته الى المجلس : الشعبي الكلداني السرياني الآشوري و و و ولكن السؤال الموجه لك هو :
ما هذا التلوين بالمواقف ، انك ذكرت ذلك في يوم 21 آب 2008 وفي القوش الحبيبة ونحن نعلم بان الأعزاء في القوش لا يتبدلون ولا يتغيرون حسب الرياح . كيف لك أن تتحدث باسم القومية وتتناقض كل ماكتبته ؟ والعتب على الذين يتبعونكم من المُغفلين لأنهم لا يعرفون رأيكم الحقيقي كما أنتم لا تعلمون الطريق الى الوحدة وتعرفون التطبيل الى فلان وعلان . حسب قولك ، هل سيرحمك التاريخ ام لا ؟ أرجو أن توضح ذلك الى المواقع التي تخنق كتابات الآخرين وتُردد كتاباتك مثل الببغاء ، مع الأسف الشديد إنه موقع التسلط وليس الأيمان ، إنه موقع التشقق وليس التوحيد ، إنه موقع الصور وليس الروح بالرغم من كل ما يدعيه بانه موقع ايماني صرف ، لو كان فعلاً موقعاً ايمانياً لما كان يضع في مقدمة صفحاتهِ صور فلان ، والعتب على الذين معه ، هل تستطيعون تغيير الصور الخاصة بالموقع ، لكي نُشاهد كل يوم صورة جديدة وليس للشخص نفسه ، حتى الملك المُبجل لا يقبل بذلك ولكن رجل الأيمان والدين يرتاح جداً عندما تكون صورته بالصفحة الأولى دائما ومع البابا ، للعلم البابا لا يقبل بذلك ويتبرأ من كل شخص من أمثاله .

التناقض الآخر أيها الأخوة : تقول يا أخي وتُكرر بأن :
"" الحركة الديمقراطية الآشورية والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري  يطرحان تسمية واحدة مضموناً وشكلاً فالحركة تقول شعبنا ( الكلدوآشوري السرياني ) والمجلس الشعبي يطرح تسمية شعب( الكلدان السريان الآشوريين ) والمضمون واحد كما هو واضح لكن الفرق بين الطرفين ان الزوعا تطرح التسمية كشعار للتداول مع الفرقاء ، إذ انها متشددة لاسمها الآشوري : الحركة الديقراطية الآشورية ، وكان لها فضائية آشور .
 بينما المجلس الشعبي كان اكثر مصداقية وأكثر تفاعلاً مع الشعارات التي يرفعها بشأن التسمية المثيرة للجدل ، حيث اتخذ منذ ابنبثاقه اسم : المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري . وكان موقفه اكثر جلاءً ووضوحاً حينما انفتح على العمل والتنسيق مع القوى  القومية السياسية لشعبنا إن كانت هذه القوى القومية كلدانيــــة او سريانية او آشورية .
لقد طرح المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري شعار تحقيق الحكم الذاتي لشعبنا ، وبرأيي الشخصي المتواضع فإن شعبنا من حقه ان يكون له شخصية وكيان ذاتي وهذا من ابسط حقوقه فإننا في عصر نهوض الأقليات وحصولها على حقوقها ، فلماذا يكون شعبنا مهمشاً ؟ ماذا يمنع ان يكون له حكم ذاتي في وطنه بالتوصل الى اتفاق مع الحكومة المركزية العراقية في بغداد او مع حكومة اقليم كردستان ؟ ""
الأخ الكاتب ، هل عرفت متى كتبت ذلك ؟ كان ذلك في يوم الخامس من آب 2008 ،  كل متلون يرفضه التاريخ ويُحاسبه الشعب ، ولكن العجب يكون بما هو دفين عند الأنسان وغير المرئي ،  لأنه بالتأكيد لا يتكلم بحريته وإنما بالذي يقوده ويُسيّره واليوم يكتب له وغداً للآخر وبعد غد للثالث ولا خير في ود إمرئ إذا الريح مالت مال حيث تميل . هل عرفتم من هو الكاتب ؟ شكرا لكم والرب يحفظكم من هؤلاء .
مسعود هرمز النوفلي
تموز 2009

114
الى أهل باقوفا العزيزة الشامخة المُنتصرة والباقية الى الأبد
أنتُم أبناء وأحفاد أولئك الذين كانوا يعطون أجوبتهم الى الذين يسألونهم من أنتم ، كان يأتيهم الجواب نحن سوريايي ولا غير ذلك ، تعلمنا ذلك من أجداننا رحمهُم الله بعظيم رحمته ، من قريتنا التي سماها الأب الفاضل حبيب هرمز " حبة خردل " إنبثق شٌعاع الشجرة المُثمرة التي بزغ نورها الى العالم والى جميع المُؤرخين والكُتاب الذين ينالون المعرفة من قاموسِهِ المشهور  ، إنهُ المُثلث الرحمة المطران مار يعقوب أوجين منا ، الذي كان يفتخر هو وأهلهُ وأبناء عشيرتهُ بأنهُ سورايا آراميا ، اليوم هناك من يدعو الى الأنفصال وتثبيت إسماً جديداً مقصوصاً من الشجرة لكي يعود بنا الى متاهات الأصنام والوثنية من جديد بأشخاص مُتلونين كل سنتين بلون ، ويا حبذا لو يكون لهم لون وطعم ، إنهُ لون بدون طعم ولا رائحة كما تقول الكيمياء ، اليوم إثبتوا للأخوة بأنكم أبناء شعب واحد لا يقبل التجزئة والتفريق وتكون أصواتكم مُهداة الى الأعزاء الوحدويين من الشعب العزيز ، وقولوا لهم لا للتفرقة ولا للتجزئة ولا للتقسيم ، نحن شعب واحد مهما كان إسمنا ،  نحن كلدان سريان آشوريين ، يحفظكم الرب بعنايته ويرعاكم بكل خير وسلام .
اخوكم
مسعود هرمز النوفلي  

115
لعدم الأيمان تتلون الشخصية بين فترة وأخرى

    " يكون الأيمان عقيماً أو ميتاً من غيرِ أعمال " ، هذا ما يقوله لنا القديس مار يعقوب في 2 : 20 ، إنها كلمات رائعة وفي غاية البلاغة ، قالها منذ زمن بعيد ولكنها تنطبق علينا في هذهِ الفترة العصيبة من تاريخنا وحياتنا لأن كل واحد مِنا ( ولا أقول الكل طبعاً ) يدعي الأيمان ونراه مُلتزماً بكل التعليمات والوصايا الإلهية والكنسية ومن جهة أُخرى نرى أعمالهُ المُخجلة والبعيدة جداً عما يُؤمن بِهِ وذلك بكتاباتهِ ومقالاتهِ في التجريح وفي تكتلاتهِ من أجل التخريب بين الحين والآخر وعدم التحدث بصراحة ونزاهة لخدمة ما يُؤمن بِهِ ، إنها غرابة الشخصية الشخصية التي تتلون مثل التضاريس الأرضية لغاية في نفسِ يعقوب كما يقول المثل .
   لأمثال هؤلاء يقول مار يعقوب بأن ايمانهم يكون ناقصاً وحتى ميتاً ويصبح بذلك كالحجر الذي لا يسمع ولا يتكلم والأسباب كثيرة بالطبع منها حُب الذات وحُب المال وحُب الجاه والسلطة وحُب المصالح والتلوين بين الحين والآخر ، مُتنقلاً بين أحضان القوى المُتصارعة التي تأخذه يميناً وشمالاً ، إنهُ ينظر الى الميزان وليس الى الأيمان أو المبادئ ، إنهُ يحسب الكفة الخاصة بميزانيته وحسب الشهوة الجسدية ولا غير ذلك ، مُبتعداً كُلياً عن الروح ، نراه مُتقلباً بين الحين والآخر ومُتردداً في حياته الخاصة والعامة .
   الأنسان عندما يكون رأيهُ مُنقسماً ومُتذبذبا ومُهتزاًً سوف لا ينال رِضى الرب ، وسوف يرفضهُ ، أنظر مار يعقوب 1 : 7 – 8 ، فمثلاً قبل سنتين كان رأيهُ مع فُلان واليوم رأيهُ مع الآخر ويعمل بالضد تماماً ومُعاكساً للأتجاه الأول الذي سار بِهِ ، ومن المحتمل قد يصبح بعد سنة أو اكثر مُتلوناً برأي آخر مع أشخاص آخرين وسوف يدعي بأنهُ البطل في الأخراج المسرحي وتثبيت القومية الضائعة والحقوق وما الى غير ذلك من أقوال فارغة ، ما هذهِ العجائب يا إخوتنا ؟ انظروا ما يصيبنا من مكروه من اختطاف وقتل وتشريد أبنائنا وتدمير كنائسنا وتهجيرنا الى كافة بقاع العالم حتى تأخذنا الرياح والعواصف الى الرمال والبحار وتأكلنا الأسماك الكبيرة والقروش والحيتان ، انها المأساة الحقيقية لهذا الشعب المظلوم ولا مِن مُنقذ .
   إنها رسالة مار يعقوب لنا لأننا إذا بقينا هكذا في كل تصرفاتنا وأعمالنا نهتز مثل المرجوحة فبالتأكيد سوف يتركنا الرب ولا يُساعدنا أبداً أبداً . نقول بأننا مُؤمنون ولكن أين أعمالنا التي يتكلل بها الجسد لرضى الرب ؟
  بعض المواقع تنشر لهؤلاء الأخوة لكي يتمادون في أعمالهم المُهتزة والمُتأرجحة وللأسف تقوم بتشجيعهم وتكيل لهم المديح ويعلمون علم اليقين بان اعمالهم هذه لا يُمكن أن تعطي الأثمار وحتى لو أثمرت فإنها ستثمر العلقم الذي يتجرعونه هُم قبل غيرهم ، لماذا ولماذا يا إخوة ، ألا تكفي لنا الأهانات والمهازل التي نمر بها ؟ ، يدّعون الأيمان والأيمان منهم براءً براءً براءً وحتى لو قالوا لي هذا الموقع ايماني صرف فسوف أرفضه بتشجيعهُ أمثال هؤلاء الذين يلتقي بهم ويعطيهم الأوامر التخريبية للتمزيق والتهديم .
أنا خاطئ وأنصح نفسي قبل أخي ، ولكن من الحرص والمسؤولية والواجب على كل مسيحي يدعي الأيمان ويستطيع الكتابة أن يقوم بفضح كُل عمل غير شريف يُؤدي الى التمزيق والأنشقاق والتفريق بين أبناء الشعب الواحد ، لننظر الى معلمنا مار بولس الرسول فيما يقوله لنا في رسالتهِ الى تيطس 1 : 10 ، بقوله " هناك كثير من المُتمردين الذين يخدعون الناس بالكلام الباطل " ، فعلينا أيها الأخوة تقع المسؤولية بتعريتهم وكشف مُخططاتهم التهديمية التي تعمل في الخفاء بعيداً عن الأيمان ، الى هؤلاء نقول : هل تتوقعون نجاح خُططكم وخدعكُم بين الناس وخاصة في هذا العصر الذي أصبح العالم كُلّهُ بصفحة واحدة تظهر على الشاشة الصغيرة التي يستطيع أي إنسان وبسهولة التمييز بين الخطأ والصواب وخاصة عندما يبحث في الواقع الأدبية والتاريخية والعلمية وتظهر له وبوضوح التناقضات التي يتمتع بها الكثيرين والمتلونين وأصحاب الكلمات الغير شريفة والباطلة التي يصبغون بها أفكارهم مثل الملابس التي يلبسونها ، يا للعجب من هؤلاء المتمردين .
الكلام الباطل يبقى باطلاً الى الأبد ويبقى عاراً على كل إنسان يتكلم بهِ مهما دار الزمن ولا تُفيدهُ الرسائل والتجمعات الباطلة على الأشياء النتنة ، ان الكلام الصريح والمُدعم بالحقائق من كتابنا المقدس سوف يبقى خالداً ولا يُمكن أن يزول أو يتلون أو يتغير بين سنة أو أخرى كما تتغير مواقف البعض .
أيها الأخوة في الأيمان ، إنكم تتركون وتُنكرون أبناء جلدتكم لغايات أصبحت معروفة ومكشوفة وُمهترئة ، فلماذا التعنت والقص الذي تمارسونهُ  بين الأخوة ، ألا يكفي لنا ما هو مقصوص بالمقص حتى تبدأون من جديد بقص المقصوص ، هل ترغبون أن نصبح مثل الورق الذي يُذرى في الحفلات على رأس العروس والعريس وبعد ذلك يُداس من قِبل المحتفلين ، إنكم في إنشقاقاتكم الجديدة وأعمالكم الغير صائبة ترغبون وتُشجعون كل المحتفلين بأن يصبح حفلهُم أو عيدهم عيدين لكي يفرحون بكل قص جديد يُؤدي الى ضعفنا وتشويهنا وتمزقنا .
أيها الأخوة ، إنكم بكلامكم الباطل وتزويركم التاريخ وتشويههُ وتشبثكم بأسماء أكل الدهر عليها وشرب ، تخونون مبادئكم أولاً وتنكرون ايمانكم المسيحي وتتناقضون معهُ ثانياً ، لأن الأيمان يدعونا الى الوحدة فقط .
في هذا الصدد ، هل تعلمون ماذا يقول زكريا في 11 : 17 ؟
إنهُ يقول " ويلٌ للراعي الأرعن الذي يُهمل الغنم ، ليكُن السيف على ذِراعِهِ وعلى عينهِ اليُمنى ، فتبيس ذِراعُهُ يبْساً وتَكِلّ عينُهُ كلالاً " .
وهل تعلمون ماذا يقول إشعيا في 40 : 23 – 24 ؟
إنهُ يقول " يجعل العُظماء كلا شئ وحُكام الأرض كالهباء ، ما أن ينغرسوا وينزرعوا وتتأصل جذورهم في الأرض ، حتى يجّفوا ويبسوا ، وتحملهم الريح كالقشّ . "
    أيها الأخوة :
يكفيكم ما نحن عليه ، لقد وافقتم قبل أكثر من سنتين ، وكانت موافقتكم برضاكُم وبدون جبر أو إكراه كما يقول القس عند مراسيم عقد الزواج المُقدس ، فلماذا تبتعدون ؟ إنظروا إذا كان العُضماء يصبحون قِشاً فكيف ستصبحون انتم ؟ إذا أنتُم تحسبون أنفُسكُم رُعاة فالويل ثم الويل لكم كما يقول الرسول بولس ، كيف تسمحون الى أنفُسكم بترك الجزء المُهم من غنمكم بعيداً عنكم ، إن بأعمالكم وتشكيلاتكم الضيقة من اجل شق الصف الواحد تصبحون شُركاء مع الآخرين الذين يقتلوننا ويحرقوننا ، إنكم تُشاركون في تأجيج الويلات والنكبات ، وبهذا تصبحون كالراعي الأرعن الذي يُثرثر ويسكر وينام تاركاً غنمهُ للذئاب ، ولكن كونوا واثقين بأن صفة الراعي لا تتمثل فيكم أبداً وليس فيكم عظيماً واحداً ، كان للمسيح إثناعشر تلميذاً من بينهم الخائن الواحد الذي تعرفونه فلا بأس أن يكون بيننا واحداً من كل إثناعشر شخصاً ولكن الصافي والنقي سيبقى نقياً ولا يقبل لنفسهِ التلوين بين الحين والآخر لأنه رجل مبادئ ورجل ايمان . سوف يُحاسبكم الشعب والتاريخ لمواقفكم المُخزية وكل من يرضى بتصرفاتكم ويسكت عنها فهو شيطان أخرس .
إن المصائب التي حلّت بنا أخيراً هي لتأديبدنا وتنبيهنا جميعاً لأننا لسنا بروح واحد .
اخوكم
مسعود هرمز النوفلي
تموز 2009

116
علينا أن لا نفتخر بالشعوب التي كانت تعبد الأصنام
لقد بحثت في الكتاب المقدس ولم أجد كلمة " القومية " وإنما هناك كلمات تُقارب المعنى مثل كلمة " قوْم " أو " قومِهِ " والتي تتكرر في العهدين القديم والجديد وعندما جاء الرب الى الأرض وأصبح بين البشر ، اوصى تلاميذه بالذهاب الى كل انحاء العالم ليُبشروهم باسم الآب والأبن والروح القدس ، من هنا الرسالة هي لكل سُكان الأرض أي هي أُممية وليست قومية أو وطنية تخص شعب ما ولم تختص بقوم مُعيّن ، وعند وجود الرب بين الناس علّمهم برفض كل ماهو مُنافي للأخلاق وأعطى لنا دليلاً واضحاً للعمل وفق التعاليم السماوية من حيث الصلاة والصوم والعبادة الصحيحة ، إذن علينا نحن أن نرفض كل ماهو غير صحيح تجاه الأيمان وأحد هذه الأمور هو التشبث والأفتخار بالقومية الوثنية اي الأفتخار بالشعوب التي كانت تعبد الأصنام ، بقى الله معنا على الأرض فترة وصعد الى السماء وبقي معنا في القربان المقدس والأنجيل ، من هذا الموقع  اقول الى الأخوة المتعصبين الى القومية لا تفتخرون بالكلدانية أبداً أنظروا الى مايلي :
صِفات الشعب الكلداني في الكتاب المقدس
من القاب واعمال وصفات الكلدانيين في الكتاب المقدس ما يلي :
1- الغُزاة ، انظر سفر الملوك الثاني 24 : 2
كلمة قوية يصف بها كِتابنا هؤلاء القوم ، كانوا يغزون الشعوب من اجل السيطرة والتوسع بغض النظر عن الضحايا والأرواح التي تُزهق والبيوت التي تُدّمر .
2- الذين يحرقون ويهدمون ، انظر سفر الملوك الثاني 25 : 9 – 10
لقد حرقوا هيكل الرب وهدموا اسوار اورشليم ، انهم كانوا يُحطّمون ما كان عائقاً امامهم ويتضح بان خبرتهم بالتدمير كانت قوية ويسحقون الغير بشراسة .
3- السُراق والمُدمرين ، انظر سفر الملوك الثاني 25 : 13
بأسف شديد ما كانوا يقتنعون بالتدمير والخراب وإنما كانوا يسرقون ويأخذون الغنائم ويجلبوها معهم حيث يؤكد الكتاب المقدس بأنهم سرقوا كل نحاس الهيكل بعد التدمير ، ما هو هذا الشعب الذي كان يتصف بهكذا صفة ؟ انهم الكلدانيين يا للعجب والأسف .
4- قتل بالسيف ، انظر سفر اخبار الأيام الثاني 36 : 17
لقد قتلوا الشباب والشابات بحد السيف حتى اولئك الذين كانوا في بيت المقدس ، ويؤكد الكتاب بأن لم يسلم منهم الفتى والعذراء ولا شيخ أو كهل مُعقد ، ماهذه القساوة ؟ هل هكذا كانت الأخلاق والصفات الأنسانية في ذلك الوقت عند الكلدانيين ؟
5- عصابات ، انظر سفر ايوب 1 : 17
هناك ثلاثة عصابات في الهجوم ، هذا التشبيه مُطابقاُ للشعب الغازي والسارق والقاتل ، انها كلمة شديدة اللهجة بغض النظر عن أي تفسير آخر .
6- حارقي بيوت السكن ، انظر إرميا 32 : 29
بعد دخولهم اورشليم حرقوا بيوتها ، يا لهول المصائب التي حلّت بالشعب آنذاك ، لقد حرقوا قصر الملك وهدموا اسوار المدينة الآمنة كما يؤكد إرميا في 39 : 8 ايضاً ، لماذا كان التهديم بعد سقوط المدينة ؟
7- بعد سقوط المدينة بأيديهم يحرقوها بالنار ، انظر إرميا 38 : 18 وباروخ 1 : 2
ماكانوا يكتفون بالأستيلاء على المدينة عند سقوطها بأيديهم وإنما كان الحرق من شيمتهم ، مع الأسف ، هكذا عملوا والتاريخ شاهد بأمانة على كل هذه الأعمال .
8- التحطيم والتفليش والتكسير ، إرميا 52 : 17 – 18
تم تحطيم اعمدة النحاس وحوض بيت الرب الكبير ، اخذوا جميع ادوات الصلاة والعبادة التي كان يُقدّسها البشر آنذاك ، هذا جزء آخر من الأعمال الغير صحيحة التي قام بها الكلدانيين .
9- شرسان وذئاب ، انظر حبقوق 1 : 6 – 10
هل يوجد اقوى من هذه الكلمات القاسية ؟ انسان شرس وذئب ، اي المخادع الحيال والماكر الفتاك بكل الشعوب الأخرى .
بعد كل الصفات السيئة التي ذكرتها تأتيهم الويلات من عند الله منها :
" قال الرب سوف أعاقب ملك بابل وأمته على ذنوبهم كما أُعاقب أرضهم وأجعلها خراباً أبدياً ، انظر إرميا 25 : 12 "
وفي آية اخرى يقول " سيكون السيف على الكلدانيين وكل من يسكن بابل وعلى رؤسائها وحكمائها وعلى ابطالها فيهلكون ، ... ويضيف : السيف على كنوزها فتُنهب . الحرُ على مياها فتجف ، انظر إرميا 50 : 35 – 40 "
ماذا لو كان المسيح الآن بيننا ؟ هل كان سيوافق ويمنح بركاتهِ على كل ماقام بهِ الكلدانيين ؟ الجواب : كلا وحاشا للرب أن يوافق على تلك الأعمال القبيحة السيئة .
ولو قدّر أن يكون بيننا من أجدادنا العظام الذين آمنوا بربنا يسوع المسيح عند دخول المسيحية بلاد بين النهرين ، فعند أخذ رأيهم سيقولون لنا : لا لا لا ، نحن اسمنا اصبح جديداً وقد وضعهُ الرسل وتلاميذهم لنا ولا نرغب بغيره وأعتقد سيقولون لنا نحن نستحي من تصرفات واعمال تلك الشعوب فكيف لنا ان نُسمي أنفسنا ونربط هويتنا بِهم ؟
ولنسأل انفسنا نحن الآن ، هل نوافق على تسميتنا باسم الشعب الغازي والسارق وحامل السيف والمحتل والمدمر وصاحب العصابات ؟ الجواب بالتأكيد سيكون كلا عند الكثيرين ولا اقول الكل .
من هذه المعطيات طرحت للنقاش سابقاً وبأختصار موضوع اختيار الأسم والهوية وخاصة بعد قرائتي لتصاريح وكتابات اخوة كثيرين .
ايها الأخوة
لقد بدأ العهد الجديد يوم قبول اول انسان المسيحية في بلاد بين النهرين ومن الأوائل نستلهم دروس وعبر والسؤال هو هل نستطيع أن نفتخر بالشعب الكلداني ؟ هل نحن جُزء منهُ ؟ هل يقبل الشُرفاء أن يكون اجدادهم مُتصفين بصفات سلبية غير ايجابية نحو كلمة الحياة التي تعلمناها من ربنا يسوع ؟ أين صفات المسامحة والغُفران وحب الأعداء والقريب ؟
شكراً لكل من يقرأ الموضوع والله الموفق .
 
مسعود هرمز النوفلي
مدرس مساعد
دبلوم فلسفة ولاهوت

117
خَنْقْ الكلمة في  موقع كلداني ، ينشر الموضوع صباحاً ويحذفهُ مساءً

          عندما قرأت تصاريح أبناء قومِنا ورغباتهم في الوصول الى الأسم والهوية ، قررت الكتابة والدخول في الوضوع بعد أن وضعت الكتب التي بحوزتي كمصادر أعتمد اليها على المنضدة التي أقرأ عليها ، والخُلاصة جاءت في إقتراحي المنشور في عدة مواقع والخاص بالأسم والهوية ومن ضمن المواقع التي أرسلت الموضوع للنشر فيها هو الموقع الكلداني  .....؟ الذي لا أحب أن أذكر إسمهُ وكُنت أتوقع بأن أول موقع سيفرح بِهِ ويتبناه للمُناقشة العلمية التاريخية البحتة هو هذا الموقع ، وبالفعل كانت فرحتي عظيمة عندما شاهدتُ الموضوع منشوراً في صباح اليوم التالي ، وهذا يعني أن الأشخاص الذين قرأوه قد وافقوا عليه لأنه أقتراح غير مُلزم وقابل للمناقشة والأضافة والتعديل وحتى التبديل أو الحذف أو من الممكن تقديم أفضل منهُ لأنهُ مُجرد أقتراح ولا ضرر في ذلك .
للأسف الشديد بعد ظهر اليوم نفسِهِ فوجئت برفع الموضوع من الموقع نهائياً ومن هُنا أرغب في مُناقشة الأخوة القائمين على هذا الموقع لأقول لهُم :
أولاً : أنتُم ترغبون أن تكون الكلمة خاصة بمقاسكُم وتخدِمكُم فقط لكي تقبلوها وتستوعبوها ، الكلمة الحُرة هي لكل البشر وليست مثل قياس القميص أو الملابس أو الحذاء حتى تُفصّلونها على مزاجكم ومصلحتكم وخدمة أهدافكم .
ثانياً : إنكم مع بعضكم غير متوافقين في الرأي فكيف ستتفقون وتقتربون مع الآخرين الذين يُخالفون ويعترضون على آرائكم أصلاً ؟ في موقعكم شخص أو أشخاص وافقوا على نشر الموضوع للفائدة العامة بعيداً عن المصالح الذاتية وأنتُم تعملون معهُم ، لقد ضربتُم رأيهم عرض الحائط كما يقول المثل ومسحتُم المقال .
ثالثاً : إن العمل الذي قُمتم بِهِ لا يعملهُ إلا الدكتاتور فقط الذي يخنق حرية الرأي الآخر ، حتى لو  أنني خالفتُ توجهاتكم التقسمية ورأيكم تذكروا بوجود من هُم في موقعكم من يُخالفكم الرأي ايضاً وإلا ماكانوا قد نشروا الموضوع منذ البداية لو كان رأيهم مثل رأي المشرف أو المُشرفين . والف شكر لهم لأنهم كلدان غير راغبين بالأنشقاق أو التفكير بأي تقسيم للشعب الواحد .
رابعاً : لقد استنتجت بأنكم تعيشون صراعاً داخلياً في بيتكم ومع أنفسكم وصراعاً خارجياً مع بني قومكم وشعبكم الواحد ، يا للأسف وأقولها بكل حسرة بأنكم ضد الكلمة الصادقة الوفية وضد الأرادة الصالحة التي ترغب بلم شمل العائلة الواحدة وتحت سقف واحد ، بالرغم من شِعاراتكم الرنانة التي شبعنا منها ، إنكم قد برهنتم لي ورُبما لغيري أيضاً بأنكم تُريدون الأنفصال عن الأمة وتعملون لخدمة الأنشقاق بكل ما أوتيتم من قوة ، مشروعكم سوف لا ينجح أبداً بقوة الله والمُؤمنين بالوحدة ولا نخاف من أن يكون اسمنا آشورايي ، سريايي ، آرامايي ، كلدايي ، مذنحايي ، سورايي ، مذنحايي سريايي ، ....الخ .
خامساً : المواقع القومية هي للبناء وابداء الآراء وتقديم الخدمة والمشورة المجانية الواحد للآخر ، وهذا البناء يكتمل بالتشاور والتراضي وأحياناً بالتنازل من أجل مصلحة المجموع وعند الأتفاق الرب يُبارك ويتقدم لمساعدتنا كما يقول المزمور 127 : 1 " إن لم يبنِ الرب البيت فباطلاً يتعب البناؤون " . أما إذا تبقون تعملون من أجل الذات والكيان الواحد فلا تأتيكم مساعدة الرب عند البناء بل العكس سوف يرفضكم ولا يحرسكم وتبقون في نوم عميق .
سادساً : كل موقع عندما يتبنى رأياً واحدا وينظر بعين الرضى الى الأقلام التي تُمّجدهً فقط وتمدح بِهِ فهو غير مستوعب الحرية الشخصية لبني قومهِ وغير واعِ الى ما يجري على الساحة . أغلب الكُتاب الذين يكتبون في موقعكم في الفترة الأخيرة ، يكتبون وللأسف الشديد من أجل الهدم والتخريب وليس من اجل التصالح والمصلحة العليا ، والمُلاحظ عنهم تشنجهم من أي كاتب وفي أي موقع آخر حتى لو تلكم كلاماً مُنزلاً من السماء ، ماهذهِ العجائب والغرائب في موقعكم يا أخوتي وأبناء قومي . يقول مار يعقوب في 3 : 16 " فحيث الحسد والنزاع ، هناك القلق وكل أنواع الشر " ، فلو فرضنا بأنكم لا تحسدون من يقترح ويفترض والذي يُبدي الرأي ، ولكن بأجراءكُم هذا إتضح لي والى كل من سمع القصة بأنكم على نزاع لا يقبل الشك مع الآراء التي تُخالفكم وعندها ستعيشون بقلق دائم لأن الشر مُتغلباً عليكم كما يقول مار يعقوب وعندها سوف تنامون في الليل ورؤوسكُم على المخدة تُعانون من الدوران وعدم الراحة والأرق والسبب عدم سماعكم الرأي الآخر ، هل هذه هي المحبة التي أوصانا بها يسوع ، أنا لم ولن أقول كلمة غير لائقة في اقتراحي وتلقيت منكم عدم الرضى ، ولكن لماذا تنشرون في موقعكم الأتهامات التي وصلت الى حد الطعن والتجريح بفلان وفلان ، أنظروا ما يكتب المُثقفين الآن في موقعكم ، انكم  تقدمون الأساءة الى موقعكم وليس لي  لأن إخوتي وأخواتي تعدادهم الآلاف الذين قرأوا ولا زالوا يقرأون وإجاباتهم واقتراحاتهم وصلتني في الأضافة أو التعديل أو الترحيب بما كتبته ، لقد خسرتم أيها الأخوة ، خسرتم السمعة التي كُنتُ اتوقع بأنكم أول المدافعين عنها لأن توجهاتكم في الموقع دينية وايمانية وخسرتم الكلمة التي يجب أن تكونوا أنتم وامثالكم أول المُدافعين عنها بأعتباركم مدير أو مرشد الموقع ، الله يسامحكم يا أخوان .
سابعاً : سؤال أخير لك أيها الأخ الفاضل مدير الموقع ، هل تعتبر نفسك إبن الحرة وغيرك إبن هاجر ؟ فلو فرضنا أنك تعتبر ذلك أو بالتأكيد سوف تقول لا ، في كلا الحالتين ماذا تقول الى تعاليم المسيح ربنا الذي حررنا من العبودية ، بعملكم ورضاكم بشطب الموضوع فإنكُم عملتم بشهوة الجسد لأن الجسد أمركم برفع الموضوع وهو أقتراح أصلاً وغير مُلزم لك ، إنك خالفت ما يقوله مار بولس الرسول في غلاطية 5 : 1- " أُسلكوا في الروح ولا تشبعوا شهوة الجسد " ، بعملكم حققتم الرغبة الجسدية وليس الروحية .
في الختام أطلب من الروح القدس أن يُنير العقول لما هو الخير العام مع جزيل الشكر والتقدير لجميع الآباء الكرام الذين بدأوا بكتابة آرائهم التاريخية الدقيقة والنابعة من بطون الكتب والمعارف لأننا آراميين وبهِم نفتخر وبلغتهُم ولغتنا العزيزة نلتئم بعون الله وشكراً ، آملاً ألا تتكرر المواقف المُخجلة في هذا الموقع .
مسعود هرمز النوفلي
مدرس مساعد

118
عهد الله أسمى من الفكر القومي

       كتابنا المقدس يؤكد لنا بأن أصل البشر جميعاً يعود الى آدم وحواء ( انظر سفر التكوين 1 : 28 ، 3 : 20 ، 5 : 1 – 2 ) ، حيث انتشر سكان الأرض من جديد بعد الطوفان عن طريق نوح وأبنائِه الثلاثة ، أي كان الناجون من الطوفان ثمانية أشخاص فقط وهم كل من :
نوح وزوجته وأبناءه يافت وحام وسام وزوجاتهم ، من هؤلاء يعطينا الكتاب المقدس اسماء سبعين عائلة من نسل نوح ، ويُؤكد ويقول من هؤلاء انتشرت الأمم في انحاء العالم المختلفة في الكرة الأرضية وعالمنا الحالي .
أحد المصادر المهمة لكتابة هذا الموضوع القصير هو كتاب "نظرة على الكتاب المقدس "
   للمؤلف آرون جيهوشو . ان الجزء الأول   “Insight on the Scripturesوبالأنكليزية اسمه"
من هذا الكتاب وتحديداً من الصفحة 329 نرى بوضوح الخارطة الملونة الجميلة والجدول الخاص باسماء العوائل السبعين بعد الطوفان ، نُشاهد هناك ستة أسهم مُنطلقة من جبال آرارات باتجاهات مختلفة وكما يلي :
السهم الأول يُشير الى يافت والعوائل من نسلهِ مُنطلقاً الى أوروبا عبر البحر الأسود .
السهمين الثاني والثالث يُشيران الى رحلة حام وأبنائِه وعوائلهم منطلقين من تركيا الى شمال العراق ومن ثم الى الجزيرة العربية وأفريقيا مروراً بالبحر الأبيض المتوسط .
أما الأسهم الثلاثة المتبقية فانها تدل على رحلة سام وعوائله وما هو مجموعهم ستة وعشرون عائلة
منطلقين الى كل من فلسطين وبابل وآسيا وشمال العراق وسوريا .
ما يهمنا الآن من هذه المعلومات ومن سام وابنائه بالتحديد عندما نقرأ التفاصيل المتسلسلة فاننا نستنتج ما يلي :
عيلام انطلق الى جنوب شرق بين النهرين وآشور سافر وتوجه الى الآشوريين وعابر ذهب الى جزء من الجزيرة العربية وبين النهرين ايضاً ويقطان رحل باتجاه بلاد العرب الأخرى وماش توجه الى الصحراء السورية والعربية او ماكانت تسمى شمال بين النهرين .
من هذه الحقائق والعوائل هو جذر ابونا ابراهيم وليس لأنه سكن اور الكِلدة اصبح من القومية الكلدانية ، اتمنى وارجو من الأخوة القراء الذين يتحدثون عن القومية وخاصة في هذه الأيام التي كثرت فيها الأقاويل الغير صحيحة والتي ليس لها اساس من الأثبات العلمي ، الرجوع الى بطون الكتب ابتداءً من كتابنا المقدس ليكتشفوا الحقائق والبراهين بانفسهم وبدون مبالغة ولا زيادة أو نقصان او تقسيم او تجزئة ، التاريخ يبقى صحيحاً لكل من يفهمه برغبة مُتجردة من الذات ومن المصالح الآنية الزائلة .
بعد سرد كل هذه الحقائق جاء الوحي الى ابراهيم بالأنتقال من منطقة كِلدة المذكورة والتي يُعتقد بانها كانت ميناء مع اختها أريدو عند التقاء دجلة والفرات ، حيث بمرور الزمن اصبحت صحراء وابتعد الأخوة دجلة والفرات عن بعضهما ليلتقيان مرة اخرى في جنوب العراق الحالي .
إذا نتمعّن برسالة نوح وبعدها رسالة ابراهيم فاننا يجب ان لا نهتم بما يُسمى القومية إن كانت كلدانية او غيرها ، علينا ان نضع امام أعيننا عهد الله مع البشر الذي يسمو ويعلو على كل قومية وكل فكر بشري زائل ومُصطنع ، علينا دراسة الكتاب المقدس والأستفادة منه لكي نتخلص من عقدة القومية ، يكفي اننا سورايي وهذا فخر لنا ، آشوريين أم كلدان أم سريان ، لافرق بيننا ابداً ، جميعنا نتكلم السورث ولغتنا هي الآرامية ولا غبار عليها ، بلادنا بين النهرين ، عاداتنا وتقاليدنا واحدة ، والأهم من ذلك هو ايماننا واحد بربنا يسوع المسيح ، لا فرق بين أحدٍ وآخر ، تعاليمنا واحدة ، قانون ايماننا واحداً ماعدا فروقات بسيطة لا تذكر ، فلماذا نبتعد ايها الأخوة ؟ عندما نقرأ لبعض الكتاب نرى عندهم بأن القومية اصبحت هي الخالق والرب اصبح الفرع مع الأسف الشديد ، ماهذا الأجحاف بحق الله ، يكفي التشرذم ، يكفي التشتت ، يكفي التعصب ، الله خلقكم على صورته ومثاله وما قال لكم بانه خلقكم من القومية تلك او تلك ، الكلمات المهمة مثل الكلدان وآشور وآرام كُلها من تاريخ البشر ولم يقُل المسيح بانه من كذا او كذا ، حاشا ان يتطرق الرب الى مثل هذه الكلمات ولا يجوز ان نصفه بأيٍ منها، انه إله مُتجسد قبل كل الخلائق كما ذكرت في الموضوع الماضي " قبل كل الخلائق كان المسيح ، فكيف يكون كلدانياً ؟!! "
ان كلمة آرام يذكرها الكتاب المقدس 167 مرة في العهد القديم و3 مرات في العهد الجديد ، وكلمة آشور أو آشوريين يكررها 164 مرة في العهد القديم ولا ذكر لها في العهد الجديد ، اما كلمة الكلدان أو الكلدانيين فقد تم ذكرها 75 مرة فقط في العهد القديم ومرة واحدة في العهد الجديد في سفر اعمال الرسل 7 : 4 " فخرج حينئذ من ارض الكلدانيين وسكن حاران " .
لم يقل لنا الكتاب المقدس بان ابراهيم كان كلدانياً أو آشورياً او غير ذلك ، بل يُؤكد لنا بانه كان يسكن هناك في تلك الأرض .
يقول المطران مار لويس ساكو بهذا الصدد ما يلي "
الكنيسة في جوهرها جامعة ، لا يُمكن أن تكون قومية بالمعنى الحصري ، بل مُنفتحة على الكل ومن أجل الكل ، هذا ما فعلته كنيسة المشرق ، إذ ضمّت شعوباً وأقواماً ، لنحافظن على صفاء الكنيسة وجامعيتها وشموليتها ، ولا نحصرها في لغة واحدة وقومية واحدة وشعب واحد ، رسالتها امتداد لرسالة المسيح الذي من اجل الكل " ، أنظر " كلنا مُنشقون " المطران لويس ، موقع عنكاوة ، الرأي الحر .
شكراً لكل من يقرأ الموضوع والخير لشعبنا ووطننا والعالم أجمع .
مسعود هرمز النوفلي
   مُدرس  مُساعد

119
رسالة من شماس الى غبطة البطريرك عمانوئيل الثالث دلي الموقر
تحية من الأبن لأبيه وعليكم وافر السلام ونعمة الرب
   عندما حدثت الأنشقاقات في الكنيسة الأولى ، إنبرى القديس بولس الرسول في رسالته الى أهل كورنثوس بقولهِ " أناشدكم أيُها الأخوة ، باسم ربنا يسوع المسيح ، أن تكونوا جميعاً مُتفقين في الرأي وأن لا يكون بينكم خلاف ، بل كونوا على وفاق تام ، لكم روح واحد وفكر واحد " ، انظر كورنثوس الأولى 1 : 10
سيدنا البطريرك ، لقد وصلت اليكم بالتأكيد أخبار الدستور المُقترح لكردستان العراق وخاصة ما هو مُهم لأبناء شعبنا المسيحي ( سوريايي ) الأعزاء وحتماً وصلت اليكم أفكار الخلافات بين المُؤمنين من مُختلف الأقوام والفروع ، وعند ظهور مثل هذه الخلافات علينا الأقتداء بمُعلمينا الأوائل إن كان ربنا يسوع أم الرسل أم غيرهم ، فكما ناشد مار بولس المؤمنين في كورنثوس فمِن الأفضل أن تُناشدون أنتم أيضاً كافة أبنائكم لردم الأنشقاقات وتقويم الخلافات وسد كافة الثغرات التي من الممكن للماء أن يعبر منها ويُحطّمها ويغرق الجميع لأن السدود لا تنفع عندما يأتي الطوفان ، اليس من الأجدر والأحسن مُناشدة الجميع مثل ماكان يعمل مار بولس من اجل ان يعمل الجميع كشخص واحد بقلب واحد وروح واحدة ؟
عندما نسمع أخبار المُطالبة بدرج القومية الكلدانية المُصطنعة أصلاً ، فهل تتوقعون أن أبنائكُم جميعاً سيوافقون على هذا الرأي ؟
بعد مُطالبتكم بادراج ما تريدون فإنكم ساعدْتم وساهمتم في الأنشقاق بين الكلدان أنفُسِهم وبين الكلدان وغيرهم من إخوتنا الأعزاء الآشوريين والسريان ، نحن كُلنا سورايي آرامايي آثورايي كلدايي سوريايي ، لافرق بين واحد وآخر .
الأفضل يا أبينا هو عدم خلط الأوراق بين الدين والأيمان والسياسة والأسماء الأخرى .
لقد انتهى عصر القوميات فكيف تُريد مِن عندنا أن نقبل بقومية لا نُؤمن بها أساساً ولا تستطيعون انتم أو غيركم إثباتها لنا ولغيرنا ؟
الأب الفاضل
الأيمان بربنا يسوع المسيح هو أسمى وأروع وأقوى من أية قومية أخرى وعهد الله مع البشر ومع الأنبياء لم يكُن مبني في يوم من الأيام على مُصطلح القومية .
مُعلمنا مار بولس يضيف في رسالة أخرى الى رومة 12 : 16 بقوله " كونوا مُتفقين ، لا تتكبروا بل أتّضعوا ، لا تحسبوا أنفسكم حكماء " .
نحن نُؤمن بحكمتكم وتواضعكم ولكن مهما بلغنا من الكمال فسوف لا نصل الى الجزء اليسير من حكمة وبلاغة قادتنا الأوائل في الأيمان ، أين نحن الآن ؟
انتم تُعلموننا قراءة رسائل مار بولس في كل يوم في الكنيسة ومن هذا المنطلق علينا تطبيقها وهي دروس يومية لنا في حياتنا وأعمالنا وغير ذلك ، رُبما هناك ناس مُهمشين ومطرودين وهاربين من امام الغير على غرار النبي موسى عندما كان مرذولاً من الشعب وهارباً وبالتالي أصبح قائداً جباراً لهم وخلّصهم وأنقذهم .
انتم تعطونا التعاليم السماوية ، إذن علينا الأستفادة من درس موسى .
 وبعد أن نأتي الى ربنا يسوع مُخلّصنا ، نقرأ في انجيل يوحنا 17 : 11 " أيُها الآب القدوس ، إحفظهم باسمك الذي اعطيتني ، حتى يكونوا واحداً مثلما أنا وأنت واحد " ، وماعدا نصائح العهد الجديد هناك نصائح لنا من العهد القديم منها أن الملك الوثني أنطيوخس أمر جميع رعايا مملكتهِ بأن يكونوا شعباً واحداً ويترك كل واحد منهم شريعة مذهبهِ وأطاعت الأمم كلها هذا الأمر ، راجع المكابيين الأول 1 : 41 – 42 ، ويُضيف الكتاب المقدس في نفس الفصل بأن كثيرين من بني اسرائيل لم يحفظوا تقاليد السبت ودنّسوه رغبة في إطاعة أمر الملك .
أنتُم تُمثلون الرب على الأرض وبالرسائل الأخيرة هنا وهناك ، هل تتوقعون بأنّكُم تدعون الأخوة الى الوحدة ام الى الأنشقاق ؟ كيف سنكون واحداً مثل الآب والأبن ؟ انتم على الأطلاع بوجود أحزاب في جميع قُرانا اكثر وأعمق فكراً من الكثير من الأحزاب الكلدانية ، فكيف سيكون الحال لا سامح الله ؟ ألا تتوقعون أن تصل الأمور الى حد التخوين والتقاتل والمشاكل والمصائب هنا وهناك ؟ وكما حدث و قرأنا الرسائل التي وجهها بعض الآباء الكرام أخيراً ، أنتم الأفهم والأدرى بالحالة التعيسة التي نعيشها الآن ولا أرغب الأطالة عليكم ، علينا ان لا ننسى أن الخلاص جاء الى بني اسرائيل من الرجل المُهان البسيط  والشفاء جاء الى الرجل الكسيح على يد مار بطرس بقوة التعاليم السماوية وليس بالتعاليم الأرضية المصطنعة حتى لو تم ادراجها في الدساتير العالمية ، لأن كلها زائلة الى الفناء وقابلة للتبديل في أية لحظة .
أيها الأب الفاضل ، الدستور سوف يُرفض من مجلس النواب المركزي والأسباب كثيرة منها مطالبة الأخوة الأكراد بكركوك وتلكيف وخانقين ومندلي وغيرها ومهما كانت النتائج فان المستقبل سوف يفضح كل شئ ولا داعِ الى الأستعجال وكأن حقوقنا كُلّها أخذناها وبقيت التسمية الكلدية الوثنية ، إن التسمية الحالية المُركبة الثلاثية الأضلاع غير صحيحة ولكن لعدم وجود أفضل منها في الوقت الحاضر فإننا نتبناها ونُدعمها الآن وعند الأتفاق على اسم واحد يجمعنا كأن يكون سريايي أم آرامايي أم  مذنحايي سريايي أو أي اسم تتفق عليه الأغلبية من شعبنا ، باعتقادي سوف ينتهي كل شئ .
 الف شكر لكم ولصدركم الرحب آملاً الفائدة المرجوة برسالتي هذهِ من اجل وحدة الكلمة والشعب ولكي نبقى ونكون صفاً واحداً بإسماً واحدا شاملاً كل سوريايي مذنحايي ، المسيح رب المجد كان قبل كل الخلائق وهو قال لنا ذلك ، لم يكُن المسيح كلدانياً ولا آشورياً ولا ولا ، إنهُ الكلمة منذ الأزل وأنا كانسان لا أتشرف أبداً بتاريخ الكلدان المملوء غزوات وقتل وحرق بيت المقدس وعبادة الأصنام ، نحن الآن شعب جديد يعيش بصورة جديدة ونأخذ اسماً من المسيحيين الأوائل الذين اصبحوا مسيحيين منذ وقت انتشار المسيحية في بلادنا وكما قُلت في أحد المواضيع كما يعطي الأب إسماً لمولودهِ الجديد عند الولادة ، هكذا أعطانا الرسل اسماً في المسيح بعيداً عن التعصب والقومية  ، نحن لا نتنكر الى تاريخنا أبداً ونعتبره مثل العهد القديم لنا والعهد الجديد أخذناه من الرب وإذا يسألنا أحد من هُم مذنحايي سريايي أو من هم سريايي عندها نُجيب ونقول إنهم " كل الكلدان والآشوريين والسريان والأرمن وغيرهم من الذين انضموا بارادتهم الى الأيمان بالمسيح " ، هل يوجد ضرر في ذلك ؟
 والرب يحفطكم بكل خير وسلام وشكراً لكم .
تقبلوا فائق الأحترام والتقدير
ابنكم
مسعود هرمز النوفلي ،
 شماس في الكنيسة
مدرس مساعد للرياضيات
دبلوم فلسفة ولاهوت
30 من حزيران 2009

120
قبل كل الخلائق كان المسيح ، فكيف يكون كلدانياً ؟!!

مسعود هرمز النوفلي
" الحق الحق اقول لكم : قبل ان يكون ابراهيم انا كائن " ، هذا هو كلام ربنا يسوع المسيح عندما كان يتحدث مع اليهود ، انظر يوحنا 8 : 58
ولكي يكون ذلك أكثر وضوحاً وبصورة لا تقبل الشك ، يُرجى مراجعة نفس الأنجيل 1 : 1 – 3
" في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله ، وكان الكلمة الله "
يكفي لنا ونحن نُؤمن بذلك في الكثير من النصوص بأن المسيح  ربنا هو الكلمة المُتجسد قبل بدء الخليقة ، وللتأكيد اكثر عندما نراجع سفر الأمثال 8 : 22 – 26 ، نرى بوضوح بان الله ارسل ابنه الوحيد قبل ان كانت الأرض " الرب اقتناني اول ماخلق من قديم اعماله في الزمان ، من الأزل صنعني ، من البدء ، من قبل ان كانت الأرض "
أقول الى الأخوة المُتعصبين والمُلتزمين بقومية مُعينة  ما يلي :
أولاُ : الكتاب المقدس واضح في التشخيص ولا جدال في الموضوع ابداُ ، ربنا يسوع هو الكلمة المُتجسد منذ الأزل وقبل جميع الخلائق ولا يحق لنا تنسيبهُ الى اي مخلوق آخر إن كان إبراهيم أو غيره .
ثانياُ : التجسد من امنا مريم لا يعني ذلك بأن تجري في شرايينه دماء كلدانية ونُلصق به الدم الكلداني ، علماُ بأن الدم هو واحد لكل البشر ولا يوجد دم كلداني ودم آشوري ودم فرعوني وغير ذلك ، التجسد من امنا مريم كان بالروح القدس وليس بالدم كما يكتب البعض .
ثالثاً : لو تم تنسيب يسوع الى أي دم فأننا بهذا نُجرّده من كونهِ إله .
رابعاً : يذكر لنا الكتاب المقدس بأن الله خلق آدم وحواء ووضعهما في جنة عدن وبعد الرجوع الى القصة وازدياد البشر أمر الله نوح لكي يدخل سفينة الخلاص مع اولاده والكائنات الحية في وقت الطوفان وأصبح هناك عهداً بين الله ونوح وكما نعلم والتاريخ أثبت ذلك مُؤخراً بان سفينة نوح رست في جبال آرارات . كان لنوح ثلاثة ابناء سام وحام ويافت ، بعد الطوفان تفرّقت عشائر نوح بمواليدهم وأممهم في الأرض ، راجع التكوين 15 : 1 – 32
انظر الموقع التالي لأكتشاف سفينة نوح مع الفيلم :
http://www.arkdiscovery.com/noah's_ark.htm

خامساً : من سفر التكوين وقصة الخليقة يكون ابونا الأول آدم وبعده نوح ومن ثم سام وجميعهم قبل ابراهيم الذي تقولون بانه كلداني ، إذن علينا الذهاب الى أصل الجذر الخاص بشجرتنا البشرية وعليه إن كان نسبنا الى الأشخاص فنحن بني آدم أو بني نوح أو بني سام ، اي اننا نحن آدميين أو نوحيين أو ساميين ، لكن أن تقولوا لنا باننا ابراهيميين فقط  فهذا اجحاف بالحقائق والمعلومات الخاصة بالكتاب المقدس .
وان تقولوا لنا بأننا كلدانيين لأن ابراهيم وُلد في اور ، فهذا سيكون ناقص جداً وذلك لأننا عدنيين نسبة الى عدن وآراراتيين نسبة الى آرارات ومشرقيين شنعاريين من اصل شنعار او ميشا وليس الكلدة فقط ، لننظر الى سفر التكوين 11 : 1 – 3 " كان لأهل الأرض كُلها لغة واحدة وكلام واحد فلما رحلوا من المشرق وجدوا بقعة في سهل شنعار فأقاموا هناك " من هنا فان اصل ابراهيم هو من المشرق ومن شنعار أي هو مشرقي شنعاري . بعد فترة شتتهم الرب في الأرض كلها ، و ادناه أجداد ابراهيم وهم :
ابرام او ابراهيم هو ابن تارح ، ناحور ، سروج ، رعو ، فالج ، عابر ، شالح ، ارفكشاد ، سام ، نوح . أي ان ابراهيم كان الجيل العاشر من نوح والجيل العشرين من آدم ، انظر الموسوعة التالية لتاريخ ابراهيم :
http://en.wikipedia.org/wiki/Abraham

سادساً : لقد كان الى سام ابناء ، وهم : عيلام وآشور وأرفكشاد ولود وآرام وأبناء آرام هم : عوص وحول وجاثر وماش . من هنا فأن أحد أعمام أجداد ابراهيم كان آرام والآخر آشور ، جميعهم كان مسكنهم من ميشا في اتجاه سفار الى جبل المشرق وليس الكلدة كما يدعي البعض ، انظر تكوين : 10 : 30 .
أيها الأخوة علينا الآن التفكير بما يجمعنا والأبتعاد عن الأمور التي تفرقنا ، الجميع يعبدون الرب يسوع المسيح الذي خلّصنا ، لغتنا جميعاً هي الآرامية بلهجاتها الحاضرة ، ايماننا واحد ، صلواتنا أغلبها واحدة مُتشابهة ، كنيستنا كانت ولا تزال باسمها العظيم كنيسة المشرق ، أرضنا كانت بيث نهرين ولا زالت ، لنبتعد عن القومية المتعصبة التي تفرقنا ، لا فرق بيننا إذا نقول نحن آشوريين أو كلدان أو سريان أو سريايي فقط ، يكفي التمزق الذي يُؤلمنا بتسميات لا اساس لها من الصحة ، يكفي نزيف الدم الذي أعطيناه ونعطيه باستمرار ، لنعيش مع عوائلنا كسورايي فقط بلغتنا الآرامية العزيزة وحروفها الذهبية ، نعيش ما علمنا به ربنا يسوع لنكون ملح الأرض .
وختاماً ، لم يكُن يسوع كلدانياً لأنه من الأزل وهناك شعوباً كثيرة قبل ابراهيم ولم يبدأ التاريخ في الشخص ابراهيم وإنما كان ابراهيم احدى حلقات السلسلة ، لا نتعصب الى واحد واسم واحد فقط كُلهم تاريخنا وعناويننا ، يجب ان نُعلّم الى اخوتنا التاريخ الصحيح وليس المُبطّن والمستقطع لغاية في نفس يعقوب كما يقول المثل ، التاريخ لا يتجزأ والشعوب أصبحت واعية وتعلم الصح من الخطأ ، لنرفع من افكارنا ما يحاول البعض النيل منا ، الرب يسوع يحفظ الجميع لما هو خير المسيحية والبشرية بكل ألوانها ، والرب يحفظ وطننا من كل سوء وشكراً لكم ولكل من يقرأ هذا المقال .
مسعود هرمز النوفلي
   مُدرس مُساعد 

121
اقتراح للأسم والهوية " سورايي مَذنْحايي " = " مسيحيوا المشرق "

مسعود هرمز النوفلي
         انطلق في هذا الأقتراح من رسالة مُعلمنا القديس بولس الرسول الأولى الى اهل كورنثوس بقولهِ في الفصل 10 : 12 – 13 "فليحذر السقوط من ظنّ انه قائمُ" . ما اصابتكم تجربة فوق طاقة الأنسان ، لأن الله صادق فلا يُكلفكم من التجارب غير ما تقدرون عليه ، بل يهُبُكُم مع التجربة وسيلة النجاة منها والقدرة على احتمالها" .
من هذه الآيات نستنتج ما يلي :
1- كل انسان او كيان وحتى كل المجتمع يجب ان يكون حذراً جداً من التعالي على الآخرين واعتبار افكارهِ فوق الكل وعدم رضاه إلا بما يُريدهُ . إذا كان كذلك فان مار بولس يُحذِرهُ من الأنزلاق والسقوط وخراب البيت ومن ثم الزوال ، اما نحن الآن إذا نظن اننا كذا وكذا ونبقى نتغنى بالماضي بأننا كلدان او آشوريين أو غير ذلك فيجب علينا أن نكون حذرين ومُنتبهين جداً كي لا ننزلق أو نقع في الهاوية .
2- المُعاناة والظلم والتجارب التي نمر بها ليست اقوى واصعب من طاقة الأنسان وبالتالي لن تكون أكبر من طاقة أي كيان وحتى المجتمع ككُل ، من هنا فان الله يتدخل إذا اصبحت الأمور فوق الطاقة القصوى .
3- الله يهب لنا مع كل تجربة نمر بها وسيلة أو طريقة خاصة نفهمها ونعمل بها من أجل الخلاص والوصول الى قارب النجاة ، مِثل الشخص الموجود في البحر ومُهدد بالغرق فانه يلجأ الى أي خشبة أو حتى القشة لكي ينجو من المصيبة .
4- بالتجارب يمنح الله ابنائهِ الأمكانية الحقيقية والقدرة على التحمل الى أبعد الحدود من اجل ان يرتاح ويعبر التجارب والمشاكل الى بر الأمان ، وبهذا تظهر بواعث داخلية عند الأنسان للتغلب على كل مشكلة أو صعوبة يمر بها ومنها اختيار اسم لنا أو هوية خاصة بنا .
فلكي نبدأ بمسك وسيلة النجاة والتوكل على الله كما يقول القديس بولس فاننا بالتأكيد سوف نصل الى ما نريده وما نطمح اليه ونعتبر انفُسنا أننا بدأنا من اليوم ولا نعتبر إننا قائمين إن كُنا آشوريين أو كلدان أو سريان أو أرمن ، نبدأ في السير والأنطلاق نحو الأسم الذي يُوحدنا .
لقد كثرت في هذه الأيام الأحاديث عن القومية والهوية بين مُختلف شرائح مُجتمعنا المسيحي والسبب الرئيسي هو سد النقص الحاصل من تمثيل المسحيين باسم يليق بهم ، يجب ان لاننسى ان التفكير بالقومية مُمكن أن يصبح شيئاً من الأنغلاق أو نستطيع تسميتهِ الأنعزال والسلخ عن المُحيط والُمقربين معه في المُجتمع من اخوتهِ الذين يعيشون معاً السراء والضراء وبالتالي فان مثل هذا التفكير سيقود الى الأنفصال عن الآخر ويُؤدي الى التنافر كالأقطاب المغناطيسية .
صحيح لنا جذور تاريخية في بلدان المشرق ولنا كيانات قائمة بانواع مُختلفة من الأسماء ومن حقنا تقرير المصير الخاص بنا كشعب مسيحي تمتد حضارته الى آلاف السنين وهذا الحق الذي نتكلم عنه نأخذه بجهودنا وأعمالنا ولا يأتي بهبة أو مِنّة من أحد ، ولهذا علينا الآن والمطلوب من اغلب الأخوة الذين تناقشتُ معهم اختيار الأسم الخاص بنا والذي يُفكر به الكثيرين ، تثبيت الأسم أو الهوية سيكون ضرورياً جداً لنا وبديلاً مُحتملاً عن الكيانات الحالية التي تُمثل اعداداً قليلة من ابناء شعبنا التي ليس لها تأثيراً ايجابياً كبيراً .
اختيارنا للأسم أو الهوية ( لا أقول القومية ) يجعلنا أن نتحرر من الأفكار الضيقة والمصالح الذاتية وسوف نستطيع جميعاً بقلب واحد وبأيادي مُتشابكة لمصلحة المجموع .
ولكي نتحرر من التفكير بالقومية نعود الى الكتاب المقدس الذي هو أقدم من كل عصور القوميات . كما نعلم بان مفهوم القومية بدأ في القرن التاسع عشر في أوروبا ، وبالنسبة الى الشعوب الغير أوروبية ظهر هذا المفهوم في القرن العشرين وجميع هذه المفاهيم تتركز على اللغة أولاً ومن ثم التاريخ المشترك ووحدة الأرض والجغرافيا وكذلك الدين والتطلعات والأيمان بمستقبل مشرق عبر المعاناة والآلام التي يمر بها كل شعب من شعوب العالم . في هذه الأيام بدأت مفاهيم القومية تتغير كثيراً وأحد الأسباب المُهمة للتغيير هو الهجرة من بلد الى آخر ، حيث ان كثرة المهاجرين من قوميات مختلفة الى دول اخرى يُؤدي الى نشوء بلدان كثيرة تحتوي على اشجار متنوعة من القوميات والأجناس والأعراق قد تصبح بعدد القوميات المعروفة في العالم في الوقت الحاضر ، وهذه الأجناس تتعايش مع بعضها وتلتصق ليتكون منها الجسم الواحد أو ما يُعرف بالأمة وبمرور الوقت يتولد عندهم احساس خاص وشعور عام الواحد نحو الآخر ويولد من هذا الشعور والتفكير احساس البحث عن الأسم الخاص او الهوية التي تليق بهم .
ما يهُمنا نحن الآن عند النظر الى كتابنا المقدس وطريقة مجيئ ربنا يسوع المسيح الى الأرض ، أن نستنتج ونستنبط أفكاراً جديدة من كتابنا هذا وكما نعلم بان المسيح جاء لكي يُكّمل العهد القديم وبهِ بدأ العهد الجديد ، علينا نحن المسيحيين الأقتداء بمُخلصنا لكي نبدأ عهداً جديداً مع شعبنا بمُختلف أطيافهِ ، أي أن عهدنا القديم وتاريخنا الحضاري يجب ان لا يصبحان كالعائق والسد امام وحدتنا في هذا العهد الجديد .
جميع المقومات الخاصة بالأمة نمتلكها وهي :
1- ديننا وايماننا بربنا يسوع لهُ المجد .
2- تاريخنا واجدانا العظام وشُهدائنا المشرقيين الأبرار .
3- لُغتنا الآرامية الرائعة بجميع لهجاتها الحالية .  
4- اقتصادنا وما نملكُهُ من كنوز كُلها ثروة لنا .
5- سياستنا نحو الآخر والقريب المُحيط بنا عبر الدهور .
6- أرضنا الجميلة التي نعيش عليها والتي ورثناها من عرق اجدادنا .
7- آمالنا المُستقبلية في التربية والتعليم لخدمة البلد والعالم أجمع .
هذه النقاط وامور اخرى قد تظهر لنا لاحقاً كُلها تُميزنا عن كثير من الأمم الأخرى المحيطة بنا ، من هذا الموقع أود طرح مفهوم جديد لعهدٍ جديد ولنبدأ من الآن ونقترح الأسم أوالهوية القابل للنقاش والأستفتاء من الجميع ولكي يكون الأسم هذا مقبولاً  يجب ان يفوز بالأغلبية عند الآشوريين وبالأغلبية عند الكلدان وبالأغلبية عند السريان وكذلك عند الأرمن ، أما إذا رغب الأرمن عدا ذلك ليكونوا مُنفصلين فهذا يعود لحريتِهم .
المُقترح أن يكون اسمنا وهويتنا اما بالآرامية الدارجة أو بالعربية وكما يلي :
" سورايي مَذنْحايي " أو" مسيحيوا المشرق "
أيُها الأعزاء :
ان اختياري لهذا الأسم ليس اعتباطاً وإنما هو مبنياً على الأسُس التالية :
1-  " لا تخاف فأنا معك ، من المشرق آتي بنسلِكَ " إشعيا  43 : 5
2-  " من مشرق الشمس أُنادي بأسمهِ " إشعيا 41 : 25
3-  " من مشرق الشمس مجدَهُ " إشعيا 59 : 19
4-  " تطّلعي يا أورشليم الى الشرق واُنظري الفرح الآتي اليكِ من عند الله " باروك 4 : 36
5-  " ورجع بيَ الرجل الى المدخل الشرقي فرأيت تحت العتبة مياهاً تجري على طول جانب الهيكل الأمامي صوب الجنوب وعبر المذبح الى الشرق " حزقيال 47 : 1
6-  " ثم رأيت ملاكاً آخر يطلع من المشرق حامِلاً ختم الله الحيّ " رؤيا يوحنا 7 : 2
7-  " من أنهض الوفيّ من المشرق " إشعيا 41 : 2
8-  " رأينا نجمة في المشرق ، فجئنا لنسجُد لهُ " متى 2 : 2
9-  " إذا النجم الذي رأوهُ في المشرق ، يتقدمهم حتى بلغ المكان الذي فيه الطفل فوقف فوقهُ " متى 2 : 9
10- البُشرى بالخلاص كانت من المشرق ، عيد الدنح الذي هو عيد الشروق أو الظهور ، كنائسنا المُتجهة عند البناء نحو الشرق ، ظهور الرب سيكون من الشرق ، وما أجمل الكلمات الأخرى التي تتكرر في الكتاب المقدس والتي يذكر فيها أرض المشرق ، بني المشرق ، جبال المشرق وغيرها الكثير . ان المسيحيين في المشرق هم من أوائل المجموعات البشرية التي حملت البُشرى الى العالم أجمع .
11- هناك معلومات مُهة جداً من قاموس المثلث الرحمة المطران يعقوب اوجين منا ،  أدرجُ قسماً منها فيما يخص الأقتراح من كلمات ومعانيها وهي :
دْنَحْ : شرَق ، ظَهرَ ، طلَعَ ، بَرَزَ ، خَرَجَ
دِنْحا : ضياء ، نور ، عيد الدنح ، طلوع
مَذناحا : شروق ، بزوغ الشمس
مَذِنْحا : مشرق الشمس ، بلاد المشرق ، بلاد آثور وبابل خاصة والجهة الشرقية من الجزيرة
مَذنحايي : السريان المشارقة ، الكلدان
سورايا : سرياني ، آرامي ، نصراني
سورْيايا : سرياني ، آرامي ، النسخة البسيطة من كتاب الله
سوريايا مَذِنْحايي : السريان المشارقة ، الكلدان
سوريايوثا : ملّة ، ديانة ، لغة سريانية
12- من القاموس المذكور نقرأ مايلي بخصوص الأسم ايضاً :
" انّ اسم السريان لم يدخل على الآراميين الشرقيين أي الكلدان والآثوريين إلا بعد المسيح على يد الرُسل الذين تلمذوا هذه الديار لأنهم كانوا جميعاً من سورية فلسطين وذلك إذ كان اجدادنا الأولون المُتنصرون شديدي التمسك بالدين المسيحي الحق ، احبوا ان يسمّوا باسم مُبشريهم فتركوا اسمهم القديم واتخذوا اسم السريان ليمتازوا عن بني جنسهم الآراميين الوثنيين ولذا أضحت لفظة الآرامي ( آراميا ) مرادفة للفظة الصابئ والوثني ولفظة السرياني مرادفة للفظة المسيحي والنصراني الى اليوم . "
كما أحبّ آبائنا الأوائل وكتابنا المقدس تسميتنا بعيداً عن الشعوب الوثنية وعبدة الأصنام ، فنحن على اتم الأستعداد لتبديل اسمنا بالأسم الجديد الذي يجمعنا ، ووفاءً الى أؤلئك الآباء العظام الذين ساروا بدرب الرسل وتركوا اسمائهم القديمة ، علينا الآن أن نحذو حذوهم ونمشي على طريقهم ، كما يضع الأب اسماً لوليدهُ الجديد عند يوم الولادة ، هكذا تم وضع اسمنا من الأول من يوم ولادتنا في المسيحية قبل حوالي الفي عام ، نحن يجب ان نتشرف بهذا الأسم ونقبلهُ لأنه تاريخنا ونواة شعبنا المسيحي .  
بعد كل ماذكرته أعلاه يصبح من اللائق جداً أن يكون اسمنا بالآرامية " سورايي مَذنْحايي " أو بالعربية  " مسيحيوا المشرق" أو ممكن " سريان المشرق " بالعربية فقط لا غير ، واكرر واقول  يجب أن لا نرضى  بتلك الأسماء التي اصبحت قديمة جداً وعهدها أصبح من التاريخ وكان آبائنا قد تركوها بالفعل عند اعتناقهم المسيحية وعلينا الآن أن نبدأ بالعهد الجديد ، نحن لا نلغي القديم كما قال ربنا يسوع المسيح انه تاريخنا ايضاً .
أرجو أن ينال هذا الأقتراح رِضى وموافقة أغلبية إخوتنا من الكلدان الآشوريين السريان الأرمن ، وفي الختام  أتقدم بجزيل الشكر لكل من يقرأ المقال إن كان مُؤيداً أو مُعارضاً أو من الذين يكتبون ملاحظات عنه لتعديله أو يقدمون لنا أفضل منه عبر موقعنا المُهم والأصيل ، كما و أرفع هذا المُقترح الى الأخوة في المسيحية من رجال الدين الأحبة وكافة المُؤمنين والوطنيين الأعزاء حفظهم الله في وطننا الغالي والله الموفق .
اخوكم
مسعود هرمز النوفلي
ماجستير رياضيات ، مدرس مساعد
دبلوم فلسفة ولاهوت
في الخامس من شهر حزيران 2009
 

صفحات: [1]