عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


مواضيع - مارتن كورش

صفحات: [1]
1
لطفا. لا تغسلي سيارة زوجكِ
بسبب مرور كوننا المسكين بموجة حرٍّ شديدة حتى إلتهمت النيران غابات العديد من الدول بفعل قصدي أو طبيعي بشكل عام وبشكل خاص هو مرور وطننا العراق بفترة نضوب موارد المياه، مع ذلك أصبحنا ونحن نسير خارجين من بيوتنا أو عائدين إليها نجد ظاهرة غريبة أصبحت تنتشر بين أحياء بعض مدن وطننا العزيز، نشاهد نساءً يغسلن سيارات أزواجهن وهن يبذرن المياه دون أية مسؤولية.
إنها ظاهرة غير حضارية فيها سيئات عديدة منها: استغلال الرجل للمرأة وهو يزج بها في عمل لا ناقة لها فيه ولا جمل، فالسيارة ليست سيارتها وإن كانت سيارة العائلة لكنها ليست المسؤولة عنها أمام الناس والجيران ودائرة المرور لأن المركبة باسم زوجها، كذلك عملية صرف المياه وهي تبذر الماء تبذيرا، علما بأن عملية غسل السيارة في مراكز غسل المركبات لا تكلف أكثر من ثمانية الآف دينار عراقي، بل في أحيان أخرى تكون المرأة قد نسيت قدر الطبخ على الطباخ فتهرع راجعة إلى مطبخ البيت، أو تخرج جارتها حتى تبدأن بالكلام الذي لا ينتهي حتى لو انتهت المياه من حاويات (تانكيات) البيت... إلخ. من السيئات التي تضر البيئة وتحط من مستوى المرأة التي على الزوج احترامها وعدم زجها في عمل ثقيل على بنيتها.
شاهدت ولا زلت العديد من النساء في مملكة السويد، وهن يعملن صباغات، كهربائيات، منظفات، سائقات للمركبات الكبيرة (قاطرة ومقطورة) والقطارات، بناءات، نجارات، فلاحات، شرطيات... إلخ. لكني لم أصادف مرأة سويدية واحدة وهي تغسل سيارتها أو سيارة زوجها أمام باب دارها، علما بأن مملكة السويد محاطة بالبحار وعلى أراضيها تجري أنهار وروافد. أنها ظاهرة غير حضارية زد عليها أنها تضر بالبيئة، ومن يفعل ذلك في مملكة السويد يعاقب حسب القانون بغرامة مالية.
إذًا لماذا في أحياء مدن وطننا العراق يغسل المواطن سيارته أو تغسل المرأة سيارة زوجها أمام باب الدار؟ الجواب لدى بلدية كل مدينة في الوطن.
نسأل: ألم يحن الوقت لكي نضع حدا لهذه الظاهرة السيئة خاصة وأن وطننا العراق يدخل مرحلة صعبة فيها يواجه المواطنون نضوب مياه الشرب؟ علينا أن نقف أمام باب كل بيت عراقي ونقول: هيا أيها الرجل وكفَّ عن استغلال زوجتك شريك عمرك بحيث تجلس أنت أمام التلفاز أو تدخن الأركيلة وهي تغسل سيارتك. ألا يكفي أن المسكينة تغسل ملابسك وملابس أولادكما وتنظف وترتب البيت وتطبخ بل أحيانًا تتسوق، أما أنتَ يا رجل أما جالس تُدخن الأركيلة أو خلف مقود سيارتك تدور بك في شوارع المدينة، وصوت مذياعها يبث أغنية "نزلت السوق أتمشى". اذًا من أجل معالجة هذه الظاهرة غير الحضارية على بلدية كل مدينة أن تنسق مع جمعيات ومنظمات المجتمع المدني من أجل العمل معا، باعتبار هذه الظاهرة  تُسيء إلى إثنين هما: المرأة العراقية والبيئة.
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس لولو

2
رئاسة مدنية وبرلمان عالمي
كرجل قانون أسعى من خلال هذه المقالة أن لا تقف الدول عند منصة الأمم المتحدة لأنها لم تقو منذ تأسيسها على وقف ولو عصيان في دولة على خارطة العالم، بل لم تقو على اخماد نيران أية حرب بين دولتين أو أكثر، نعم أنها تعمل وفق مادة في نظامها الداخلي والفقرة التي توضح "على الأمم المتحدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة عضوة في الأمم المتحدة." من منا ينسى تكالب دول العالم خارج اطار جمعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن واتحاذهم قرار ضرب العراق عسكريًّا عام 2003 قرار ذات أثر رجعي فيه تمت عقوبة العراق بسبب فرض نظام الحكم على الجيش العراقي لاحتلال أرض دولة الجارة كويت الشقيقة وتشريد شعبها ولم نخلص كعراقيين من عقدة ظلم الشعب الكويتي إلا بعرس خليج 25 لكرة القدم الذي أقيم في بصرة الفيحاء.
ليس لكل دول العالم بشعوبها التي تتعامل بمحبة، إلا أن تسعى من أجل تأسيس برلمان عالمي يضم في عضويته ممثلين منتخبين من كل شعوب العالم، ثم يقوم هذا البرلمان العالمي باصدار قرار يتم وفقه خزن كل أسلحة الدول في مخازن محصنة السيطرة عليها من قبل ممثلي البرلمان من أجل ابطال مفعولاتها أو اتلافها أو تدميرها مع الحفاظ على عينات منها توضع في متاحف السلاح في الدول التي كانت تنتجها، مع إيقاف إنتاج أي سلاح مهما كان نوعه أو قوته إلى أن نصل إلى عالم خال من السلاح. فلا حاجة للسلاح لأن لا جيش لهذا البرلمان بل شعوب متحدة في وحدة كاملة لا تفصلها لغة أو عرق أو جنس بل متماسكة في وحدة واحدة كأنها أمة واحدة. هذا يعني أن البرلمان العالمي المؤسس بدلا عن الأمم المتحدة لا يؤمن بالقوة العسكرية كحل، بل هناك حلول أخرى قادر على تنفيذها تشمل الوسائل الإقتصادية أو المالية أو بفرض حصار مغلق على حدود الدولة المعادية أو المغتصبة لإرادة شعبها. كذلك يسعى هذا البرلمان إلى صياغة نظامه الداخلي مستندًا على الفكر الديمقراطي غير المتحيز لأية جهة يصوغ مواده رجال القانون المعروفين بعدالتهم يساعدهم أكبر مفكروا وفلاسفة العالم. يسعى أعضاء البرلمان بانتخاب لجنة رئاسية للعالم تتكون من ثلاثة أعضاء يمارسون الرئاسة معًا، تكون مدة الدورة الرئاسية 3 أو 4 سنوات غير قابلة للتجديد، يكون لهم نواب في كل دولة. كذلك يضع البرلمان ممثلين له في كل دول العالم. في حالة تجاوز دولة على دولة أو استيلاء مجموعة مسلحة على نظام دولة من دول العالم أو اضطهاد حكومة لأقلية من أقليات شعبها أو هدر حقوقها أو اجتثاث جذورها، فعلى البرلمان التدخل من خلال تنبيه تلك المجموعة المسلحة أو الحكومة المستبدة من خلال ممثليه أو من خلال نواب الرؤساء. في حالة عدم الانصياع لقرار أو توصية البرلمان العالمي حينئذ يحق للبرلمان اللجوء إلى الخيار الإقتصادي أو المالي أو المقاطعة الدبلوماسية بشكل كليٍّ.
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس لولو

3

بين المهاجر واللاجئ
إلتقيت بشخص يكبرني بآلاف السنين!!!!!! وجدته جالسًا في مقهى يرتاده كبار السن من العراقيين (أَشُّوري، عربي، كردي، تركماني، أزيدي، وصابئي) في بلد المهجر. جذبتني علامات وجهه التي وجدت فيها ما لم أجده في كل سنوات الهجرة في وجوه كل المهاجرين. اقتربت منه وقلت له باللهجة العراقية:
•   من علامات وجهك عرفت إنك...
أجابني باكيًّا:
•   لماذا لا ترجعون إلى الوطن؟
بكيت أنا الآخر وقلت له:
•   أريد أن أرجع اليوم قبل غد.
وقف على قدميه إذا به نخلة جبل شامخ! إذا بيَّ أصرخ:
•   إنك العراق يا عراق يا وطني.
فتح ذراعي نهريه وقالَ لي:
•   تعال يا رجل دعني أحتضنكَ وإلى صدر تربتي أضمكَ.
تقدمت منه وقلت:
يا عراق يا وطني
مَنْ إليك يُرجعني؟
مَنْ إلى تربتك يضمني
وإن ابتعدتُ عنكَ بهجرتي
لكنك لم تنكرني
ها إنك تحتضنني
حزين أبكيك في غربتي
هيا بتربتك امسح دمعتي
أنت مَن يسعدني
إلى تربتك أرجعني
لم يصدق الذي قال عنك: ‘بلد الوفاق والشقاق.‘
يا عراق
يا بلد الوفاق
حبك في الأحداق
قال لي:
لا تنس البلد الذي عالج زوجتك... أنقل له شكري وتقديري. هيا احكِ عن معنى الهجرة واللجوء.
أصبحت كلمتي "الهجرة" أو "اللجوء" من الكلمات الشائعة بين جيل الشباب ومعظم العوائل في بلدان الشرق الأوسط. تحديدًا البلدان العربية. لذلك كثيرًا ما نسأل أنفسنا: (لماذا أصبحنا نفضل الهجرة عن الوطن على الإلتصاق بتربته؟) إنها نتائج الحروب التي مرت بها البلاد العربية ما عدا دول الخليج العربي، ها هو وطننا العراق قد فضل معظم مواطنوه الهجرة مخاطرين بحياتهم، سالكين طرق الهروب غير الشرعية من أجل الوصول إلى بلد لا يعرفون عن شعبه وعاداته وتقاليده، ولا يعرفون لغته، وليس لهم فيه شخص قريب حتى وإن كان لهم ذلك لكنه سيبخل عليهم بساعة من وقته في الشهر لكي يلتقي بهم. ما دمنا قد عرفنا معنى كلمتي الهجرة واللجوء دعونا نغور في أعماقهما لعلنا نجد فارقًا فيما بينهما أو قاسمًا مشتركًا يجمعهما. ظهرت معالم الهجرة التي في بداية سنوات السبعينيات من القرن الماضي. حيث كانت العديد من العوائل تحصل على سمة السفر"Visa" من أية سفارة أجنبية في العاصمة بغداد، تحمل حقائب سفرها ومقتنياتها وتسافر. يوجد فرق بسيط بين الهجرة من البلد الأصلي وبين الهجرة بطرق غير شرعية التي وفقها يهرب المهاجر بنفسه أو بعائلته من ظرف قاسٍ أو قوة قاهرة كالحرب أو استيلاء مجموعة مسلحة مثل داعش على مدينتهم، لأنه يخشى منها على عائلته، فيقرر ترك كل شيء والهروب سالكًا الطرق الخطرة للوصول بنفسه أو بعائلته إلى بر الأمان في دولة تحتضن وتحترم الإنسان لأنه إنسان. لكن المهاجر من بلده وفق سمة السفر وهو لم يتعرض لظرف خطر كما تعرض قبله غيره، لكنه يتحاشى التعرض للمخاطر التي تعرض لها غيره، فيسبق الأمور ويقرر تقديم طلب اللجوء أو التوطين لإحدى سفارات الدول الأوربية أو الولايات المتحدة الأميركية أو كندا وهو جالس في بيته أو يهاجر إلى دولة إقليمية جارة ومنها يقدم طلبًا للجوء الإنساني سواء إلى سفارة دولة أجنبية أو إلى مكتب الأمم المتحدة، بعد أن يبيع داره السكنية ومعها أثاث البيت وغيرها.
شيء واحد يجمع كلا المهاجريِّن، ألا وهو مغادرة الوطن إلى الأبد دون رجعة، بحيث تنقطع أخبارهما عن من تركاه خلفهما في الوطن. أتمنى من الوطن أن لا يتعامل مع المهاجرين كما يتعاملون معه لأنه لن يفرط بأبنائه حتى وإن أفرط المواطن به. هل تفرط الأم بفلذات كبدها؟ ليس لي إلا أن أقول: أيها المواطن الذي قررت الهجرة، لك القرار لكن لا تنس الوطن. لأنكَ لن تقدر أن تنساه.
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس لولو


4
رجاءً. لا تشتم الوطن
لماذا تَعَوَّد البعض الذين يقيمون في بلدان المهجر، على شتم وسب الوطن كلما ذكر الواحد منا اسم الوطن أمامهم! كأن لا كلام لهم سوى الرد بالشتائم! كأن الوطن كان السبب فيما حلَّ بهم. لو سأل الواحد منهم: (ما هو ذنب الوطن فيما جرى ويجري لهم؟ هل يستحق الوطن الشتم والسب؟) تجد من يقف لهؤلاء ندًا مدافعًا عن الوطن قائلًا لهم باللهجة العراقية: (هو أنت فوك ما تركت الوطن وهاجرت هم إلك عين تشتم الوطن اللي تربيت على تربته وشربت من مياهه! مع الأسف عليك.) بل تجده، إضافة إلى شتمه، سبه وتنكره للوطن، يسخر من الوطنيِّ القائل: (بأني أبكي وأتوجع ما دمت ُبعيدًا عن الوطن.)
لا يعرف قيمة الوطن إلا من أحبه وشعر أنه جزء منه والعكس صحيح. ليس الوطن حاجة ما عندما لا نريدها نرميها جانبًا ولا قميصًا كلما إتسخ رميناه جانبًا من أجل غسله. الوطن صديق عزيز ومخلص لا يخون صاحبه حتى لو خانه كل أفراد الشعب، كيف إذا كان الوطن من على أرضه "وَغَرَسَ الرَّبُّ الإِلهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقًا،"(سفر التكوين 2: 8).
هيَّا يا كل الذين يحملون الجنسية العراقية ويعيشون في بلد المهجر اعلموا إن شتمَ الوطن لا يحل لكم مشاكلكم بل عليكم أن تمسكوا ألسنتكم عن شتم الوطن بعدُ، فليس مثل الوطن من هو كريم بل هو أكرم من أقرب الناس إليكم، ألا يضع نفسه وتربته ونهريه بين أيدينا؟ هل تأخر يومًا بل لحظة عن إيواء المشردين والنازحين والمهجرين قسريًّا؟ اعلم يا من تشتم الوطن أنه لا أحد يعرفك في بلد المهجر إلا لأنك عراقي، كن عند حسن ظن الوطن بك ولا تشتمه بعدُ! لأن لا ذنب للوطن في كل ما جرى لك ولغيرك. يكفي إنه وطن والوطن هو في مرتبة الأب أو الأم. أم نسيت أو تناسيتَ إنك مواطنٌ والمواطن ابن ولا يحق للابن أن يشتم.... لو كل مواطن نظر بعيون المحبة والإخلاص إلى وجه الوطن لرآه يبكي دمًا وهو يرى أبناء شعبه متفرقين، مهجرين قسريًّا، مشردين ونازحين! لكن وإن حزنَ الوطن لكنه لن ييأس لأنه يعرف حق المعرفة أن معدن العراقي أصيل.
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس لولو

5
المنبر الحر / الإختراق
« في: 15:46 31/03/2022  »
الاِختراقُ
تتداول وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بين فترة وأخرى عن أن طفلًا من بين أطفال دولة من بين الدول قد فاق ذكاءه ذكاء السوبرمان فقام بعملية اِختراق إلكتروني الـ(Hacke) على بعض مواقع التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وفيسبوك وواتسآب واليتيوب، مما تسبب في تعطيلها لساعات طويلة نتج عنها هبوط أسهم تلك المواقع في سوق البورصة العالمية. نحن لا نستهين بقدرات الأطفال بل نحن مع حماية حقوقهم، لكن لست مع الذين يجعلون من الأطفال وعاءً يرمون فيه تناقضاتهم ويلصقون التهم بهم مستغلين براءتهم.
يظن البعض أن كل ما تعلنه شاشات الفضائيات من الأخبار يجب تصديقه! ليس من الصواب ولا يمكن أن يصدقه أي عقل بأن طفلًا قد اِخترق أجهزة التواصل الاجتماعي من حول العالم وتسبب في تعطيلها لساعات. كلنا على إطلاع بأن بعض الدول بسبب جائحة كورونا قد دخلت في حرب إلكترونية مع بعضها البعض وخشية أن تكون النتيجة حربًا شعواء بأسلحة فتاكة قد يذهب ضحيتها الملايين من البشر، أخذت تدعي دولة من بين تلك الدول التي شنت حربًا إلكترونية على دولة أخرى، أن طفلًا من بين أطفال شعبها قام بعملية اِختراق إلكتروني هذا لكيلا يتم محاسبتها أو تدخل في حرب مع الدولة التي تضررت لديها مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك ألقت تلك الدولة بسبب الجريمة على طفل قاصر لم يتجاوز الثمانية عشر من ربيع عمره.
طبعًا أن الطفل لا يمكن محاكمته أو إدانته لأنه قاصر. تنسى هذه الدولة أو تلك أنها تتمادى في أعمالها حتى أخذت تلصق الجرائم الإلكترونية بالأطفال علمًا أن الطفولة بريئة منها. حتى ظنت تلك الدولة أنها بعملها هذا قد برأت ساحتها من أية تهمة. قصة هذه الجولة تشبه قصة المرأة..... تلك المرأة غير الصادقة مع جيرانها التي تعودت أن تسترق السمع في كل مرة من نافذة جارٍ من جيرانها ثم تنشر الخبر على صفحات التواصل الاجتماعي وعلى السنة بقية الجيران في الحي! ومتى ما كَشف أمرها تراها تلقي بالذنب على ابنها: "ابني جاء بالخبر هذا من ابنكم وهما يسيران على الطريق صباحًا إلى المدرسة." تقول لها المرأة الجارة: "لقد نبها مدير المدرسة كل التلاميذ بعدم التكلم على الآخرين بهتانًا ونفاقًا، ومن يفعل هذا يعرض نفسه للمساءلة أو العقوبة التي هي الفصل من المدرسة." تخاف السيدة جبرية جابر، على ابنها الذي اتهمته باطلًا لكي تبرء نفسها، فتقول: "رجاءً لا تخبري المدير بالقضية." تسكت تلك المرأة خشية على ابنها من عقوبة الفصل. لكن من يضمن جارة أخرى إذا حدث معها ما حدث للتي قبلها أنها لا تخبر المدير؟ لن يحد من هذا السلوك الغير سوي ولن تتبرأ ساحة أي ابن أمه تمارس الكذب والنفاق إلا معرفة مدير المدرسة، لأن زوج السيدة..... تراه دومًا ينتظرها لكي تأتيه بالخبر الذي استرقته من نافذة الجيران.
المحامي/ مارتن كورش تمرس لولو

6
ليست الحرب حلًّا
هل أصبحت الحرب هي الحل لمعظم المشاكل بين دول العالم؟ لماذا حينما يتشاجر إثنان من بين أصدقائنا أو معارفنا، خاصة إذا كانا مثقفين ترانا ننصحهما بل نعاتبهما قائلين باللهجة العراقية: "يا إخوان ثقوا بلله عيب عليكم! يا أخواني إنتوا موا أطفال حتى تتعاركون!"
ينسى البعض بأن الشجار ليس حلًّا للمشاكل سواءً بين الأصدقاء أو بين الجيران. لكن ما الذي يجعل رؤساء الدول العظمى يدخلون بدولهم في حروب لا طائل منها؟ هل أوقفوا التنفيذ بعمل العقل؟ أم هي سياسة والسياسة لا مبدأ فيها بل مصالح على حساب الآخرين. بل خراب بيوت وفقدان أعمال الذين لا دخل لهم بالحرب إضافة إلى تشردهم.
ليست الحرب حلًّا بل دمارًا! متى إذًا يفقه الرؤساء الذين يشنون الحرب بأن لا طائل منها بل الأخذ بالسلام أفضل جدًا. هل ينسى هؤلاء الرؤساء بأن نتائج الحرب هي: قتل، دمار، تخريب، تهجير، تشريد واحتلال إضافة إلى زرع الكراهية. نسوا أنه لن يخرج منها أي طرف منتصرًا بل خاسرًا حتى ولو قتل جندي أو مدني واحد من شعبه. شتان ما بين الكرة والقنبلة أو القنبرة، وبين الرمية الجانبية والصاروخ، وبين الكرة الطائرة أو الكرة السلة وبين الطائرة الحرية، وبين المستطيل الأخضر وساحة المعركة، وبين اللاعب الرياضي وبين الجندي، وبين الهدف وبين الطلقة النارية.
كلنا يعرف الحروب وأسبابها ونتائجها لكن الذي نندهش له هو على قام الاتحادات الدولية الرياضية بمختلف أصنافها وأنواعها وفي مقدمتها الاتحاد الدولي لكرة القدم، بإصدار قرار عدم مشاركة كل أفرقة كرة القدم الروسية في المسابقات الرياضية الدولية ثم أعقبه اتحاد الكرة الأوروبي وهكذا غيره، كأن الاتحادات الرياضية أصبحت تتبع سياسة الدول وتعمل بقراراتها! لقد خرق هؤلاء قوانين الرياضة بكل أصنافها عندما أصدروا قرارات المنع هذه ضد الأفرقة الروسية. نسوا أو تناسوا بأنهم قد أدخلوا الرياضة في السياسة. أما كان رؤساء الاتحادات الرياضية العالمية هذه ينصحون الأفرقة الرياضية العربية بوجوب اللعب والدخول في مباراة أو مسابقة مع دول إسرائيل، لكن كانت ولا زالت معظم الأفرقة الرياضية العربية تنسحب من التباري واللعب مع أي فريق إسرائيلي. هل سألت هذه الاتحادات الرياضية العالمية بأنه لا يجوز ادخال السياسة في الرياضة؟ أكيد هذه المادة القانونية موجودة في أنظمتها الداخلية.
ليس لنا إلا أن نقول لكل رياضيي دولة روسيا: لا عليكم إنها أزمة وستمرُّ حينئذ سيعتذر منكم كل رؤساء الاتحادات الرياضية العالمية الذين حرموكم من المشاركة في المهرجانات والمسابقات الدولية.
المحامي: مارتن كورش تمرس لولو

7
أترك. أحسب. ادخر. تربح
أيها الشاب أكيد أنت في مقتبل العمر، وقد بدأت بممارسة عادة سيئة، أنها عادة تدخين السجائر. أنها العادة الوحيدة في العالم التي يتفق كل أطرافها (المصنع والبائع والمدخن) في كونها مدمرة لصحة الإنسان، إضافة لإلحاقها الأضرار المادية بالفرد المدخن، والتي نحن بصددها في موضوعنا هذا! إضافة إلى الأضرار الصحية لك وخاصة للذين من حولك والذي يسمى بـ (التدخين السلبي) لطفًا أجلس مع نفسك أمام طاولة في غرفتك وضع عليها آلة الحاسبة وقلم وورقة وأبدأ بعملية حسابية بيسطة لكنها مهمة لأنك ستكون أمام أرقام ضخمة. لطفًا ابدأ وأحسب لكي تترك عادة سيئة وتتدخر أموالك فتربح نفسك:
   عمرك هو عشرون سنة ربيعية.
   سعر علبة السكائر الواحدة هو 2000 دينار عراقي.
   نفترض أنك تدخن علبة سكائر واحدة في اليوم.
   يعني أنك تدخن في الشهر الواحد 30 علبة.
   اذا سعر العلبة الواحدة سيكون: 30 يوم × 12 شهر= 720000 دينار عراقي خلال عام واحد.
   معدل سعر صرف الدولار الأميركي هو1450 دينار.
   اذا 720000 ÷ 1450 = 500 دولار أميركي تقريبًا.
والآن عليك أن تنظر إلى المسألة بمنظار المستقبل! الأعمار بيد الله. لنفترض أنك ستعيش 50 سنة أخرى أي معدل  عمرك هو 70 سنة. علما بأن عمرك هو 20 سنة الآن. إذا واظبت على التدخين 50 سنة أخرى، يعني أنك ستخسر مبلغًا أكبر مما قد صرفته على السجائر لحد الآن! ووفق هذه العملية الحسابية البسيطة:
   720000 ألف دينار عراقي المجموع الكلي للمبلغ المنفق على شراء علب السجائر خلال سنة كاملة.
   اذا 720000 ×  5 سنة = 36000000 مليون دينار عراقي.
   36000000 ÷ 1450 سعر صرف الدولار= 25000 ألف دولار أميركي.
أنها خسارة مالية كبيرة لو تم حسبانها بما تخلفه من أضرار صحية، فهو أكثر من هذا المبلغ أن لم يكن أضعافه! باِعتبار عادة التدخين هي المسبب الرئيسي للأمراض المعضلة! التي يتطلب الشفاء منها مبالغا طائلة.
   عادة التدخين تنقص من عمر المدخن 3 سنوات.
   تخلف رائحة كريهة في الفم.
   تسوس الأسنان.
   يفضل المدخن السيجارة على الطعام.
   يتنازل ويستجدي سيجارة من غيره.
   شراء بالدين لو تطلب الأمر.
   يفضل شراء علبة سجائر على شراء علبة حليب لابنه الرضيع!
   قد يضطر إلى السرقة.
   لا يمارس الرياضة.
   كل فرد بعد أخذه لحمام حار، تفوح من جسمه رائحة طيبة، على عكس المدخن حيث تفوح من جسده رائحة نتنة!
   وإلخ.....
يا عزيزي بعد أن عرفت كل هذه الأضرار المادية والصحية. ألا تقدم وتتخذ قرارك الصائب في التخلي عن ممارسة هذه العادة السيئة والمضرة بالصحة؟ اعلم إن لم تبادر وتقلع عنها ستنتقل إلى عادة أسوأ منها، مثل تدخين الأركيلة أو السجارة الإلكترونية أو...
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس لولو

8
اللاجيء وحاوية القمامة

أصبح منذ عشرة أعوام أو أكثر العديد من الأشخاص اللاجئين الشرقيين سواء أكانوا رجال أم نساء، يفتشون في حاويات القمامة عن قناني المياه المعدنية أو المشروبات الغازية أو الكحولية، الفارغة من أجل جمعها وبيعها إلى الأسواق التي تبيع المواد الغذائية مقابل مبلغ زهيد لا يستحق من الشرقي أن يعرض نفسه للعديد من الأمراض أولها الجلدية، خاصة في ظل وجود جائحة كورونا. يبحث الواحد منهم بيديه دون أن يرتدي الكفوف البلاستيكية كما يفعل من مثله من الدول الأخرى. أنها ظاهرة غير صحية ليس سببها الأساسي هو الحاجة المادية! لأنه يوجد من بين هؤلاء من ليس محتاج إلى أي مبلغ لأنه يحصل من بلدية المدينة على إعانة مالية شهرية إضافة إلى المخصصات الصحية والسكنية وبطاقة التنقل بوسائل النقل والمواصلات.
تبدو للعيان بأنها ظاهرة ناتجة عن مرض نفسي وهو الحصول على ثمن لا يضاهي ما يتعرض له الباحث في القمامة إلى العديد من المخاطر، إضافة إلى أن الظاهرة من الناحية الإجتماعية لا تتلائم مع الشخص الشرقي لأن البحث في القمامة وأن كانت لدى الدول الغربية تتلائم مع تنقية البيئة. ينسى أحيانا الكثير من الشرقيين أن بعض العادات والتقاليد لا تتلائم معه لأنها تختلف عن مجتمعه حتى وإن أصبح لاجئًا في مجتمع يختلف عن مجتمعه.
نقترح ما يلي:
يتوجب على مكتب العمل في مملكة السويد أن يبادر من أجل حماية الباحثين في حاويات القمامة باِعتبارهم مواطنين يعيشون على أرض المملكة إلى تزويدهم ببدلات عمل وكفوف وأحذية مع تحديد ساعات العمل مع توزيعهم الجغرافي على الأماكن والمناطق والشوارع أي كل فرد وحسب منطقته لكي لا يضيع جهد الباحث في القمامة. على الباحث في حاويات القمامة والذي يلقط أعقاب السجائر أن يخضع للفحص الصحي المنتظم بين فترة وأخرى. من أجل حماية كل الباحثين في حاويات القمامة عن القناني الفارغة وأعقاب السجائر أن تأخذ مملكة السويد على عاتقها حمايتهم جسديًّا وصحيًّا بأن تبادر وتسنَّ قانونًا يشمل هذه الظاهرة بحيث يعتبر الباحث والمفتش في حاويات القمامة موظفًا لدى البلدية لكي يتم تخصيص له راتب شهري إضافة مخصصات الخطورة الجسدية كالجروح والكدمات التي قد يتعرض لها.
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس لولو

9
بين الضريبة و الربيطة!
يظن معظم أصحاب المحلات ( الأسواق، الكفتيريات، البتزريات، المطاعم... الخ) من الشرقيين بأن الرقابة المالية أو دائرة الضريبة في مملكة السويد نائمة ولا تقدر أن تقتنصه أو تقبض عليه وهو متلبس في طريقة البيع مخالفًا تعليمات بيع السلع والبضائع. تراه يبيع في معظم الأحيان يبيع بالنقد (الكاش) ويضع الوارد على جنب أو يدخله في محفظته دون أن يودعه في درج دخل المحل (ماكنة إستلام المبالغ) بحيث إذا سالته عما يفعله من فعل مخالف لتعليمات دائرة الضريبة، يجيبك: لا أحد له علاقة! دائرة الضريبة نائمة.
تمضي عدة سنوات وهو مستمر في مخالفاته الضريبية، حتى يصحو في يوم من الأيام ليجد نفسه أمام مجموعة من موظفي دائرة الضريبة مع رجل الشرطة! وقد دخلوا إلى المحل وبدأوا بالتدقيق معه بعد أن تمت مراقبته قبل عدة أيام بأنه حينما يستلم مبغ بيع حاجة ما لا يدخله في (ماكنة إستلام المبالغ) بل يضعه في محفظته. بعد التدقيق معه وفحص درج دخل المحل (ماكنة إستلام المبالغ) يجد موظف دائرة الضريبة بأن هناك إختلاف كبير بين المبالغ الواردة والبضائع المباعة. حينئذٍ لن ينفع الإعتذار أو أن القضية مجرد نسيان أو سهو غير مقصود إلى آخره من الأعذار الواهية أمام موظف متمرس أرسلته دائرة حدت أسنانها وهي تبحث عن الفلس الأحمر في الطين الأحمر. تخرج من محله المجموعة أو اللجنة وقد أثبتوا عليه بالجرم المشهود بأنه قد تهرب من دفع الضريبة. بعد عدة أيام يأتيه قرار الحكم بالغرامة المالية بأثر رجعي يصل أحيانًا إلى خمسة سنين من تأريخ تلبسه بجريمة الإختلاس.
لا يتعض أي من أصحاب المحلات من الشرقيين للذي حدث لزميل مهنتهم، بل يستمرون في أفعالهم المخالفة لتعليمات دائرة الضريبة في مملكة السويد وكأن أي شيء لم يكن بينما الدائرة المعنية تترقبهم دون ملل وكلل. يا ترى لماذا لا يقبض على صاحب المحل المخالف لتعليمات دائرة الضريبة منذ الوهلة الأولى؟ الجواب: تتركه دائرة الضريبة يختلس كأنه يدخر في دخل جانبي إلى أن يأتي موظفو دائرة الضريبة ويضعون الأيادي عليه إضافة إلى تغريمه. تشبه حالة البائع الشرقي هنا حالة صديق لي زار في السبعينيات من القرن الماضي بيت شقيقته وكان زوجها لا يطيقه، فقالت لشقيقها: رجاءً لا تتعطر بعطر زوجي. خرج من الحمام ودخل غرفة نوم شقيقته وتعطر بعطر زوجها. ما أن خرج إلى صالة البيت حتى صرخ به زوجها: يا رجل لماذا تعطرت بعطري؟! ظنَّ صديقي يومها بما أن صاحب العطر لم يراه فيقدر أن يتعطر خلسة! ناسيًا أن رائحة العطر ستفوح في كل أرجاء البيت. أما موقف دائرة ضريبة مملكة السويد مع دخل أي محلٍّ فيشبه حالة إبن القرية في وطننا العراق وهو يشتري خروفًا ضعيف البنية ويأخذه إلى داره ويربطه جانبًا في الحظيرة ويعلفه حتى يتحول من خروف ضعيف البنية إلى سمينها (الربيطة) حيث العيد على الأبواب.
يا أخي القادم من الشرق، ليس دفاعًا عن الموظف في مملكة السويد بل حماية لمالك لذلك كفَّ عن نعته بالصفات التالية: (ما يفتهم، نايم، يصدق بأية كذبة) إعلم أنه يسبقنا بـ 500 في علم الرياضيات. ألا تظن أنه ذكي في عمله، متمهل في قراراته، متمعن في فحصه، دقيق في تفتيشه وحريص على واردات دائرته. إذن أيها الشرقي صاحب أية مهنة لطفا إلتزم بالتعليمات حماية لنفسك ومالك.
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس لولو


10
أهلًا بالحبر الأعظم
أبدى البعض من الناس في بلد المهجر وفي الوطن العراق بلاد ما بين النهرين، عن مخاوفه من زيارة البابا فرنسيس ليست في وقتها بسبب إنتشار جائحة كورونا! نسيَّ معظم هؤلاء أن البابا فرنسيس يسير على خطى الرَّبِّ يسوع المسيح الذي أوصى برعاية الضعفاء في المجتمع ومن بينهم المرضى (مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. )"متى 25: 36" نسينا كلنا أن الحبر الأعظم جاء عاملًا بوصية الرَّبِّ في زيارة المرضى، جاء يزور وطننا المضروبِ بأنواع الأوجاع، جاء يزور الوطن المريض بأوجاع التفرقة والإضطهاد والظلم، جاء وهو يضع العراق الجريح في رأس قائمة زيارته لدول العالم لأنه يعرفُ مدى أوجاعه، جاء يزور أبناء الوطن المضطهدين، أبناء الوطن الذي هو مهد الحضارات، جاء يزور وهو يضع الشعب العراقي في مقدمة كل الشعوب، فزار أرض أور مهد وبيت أبونا إبراهيم (سفر التكوين 11: 28) بزيارته هذه أثبت لكل الذين يؤجلون زياراتهم للوطن، لكل المسيحيين الذين هُجروا من الوطن خاصة ومن الشرق عامة، أن أرض بلاد ما بين النهرين هي التي وِلدت أول نبي من أنبياء الله أنه أبونا إبراهيم أبو المؤمنين بل على أرضها كانت (وَغَرَسَ الرَّبُّ الإِلهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقًا، وَوَضَعَ هُنَاكَ آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ.) و (واسْمُ النَّهْرِ الثَّالِثِ حِدَّاقِلُ، وَهُوَ الْجَارِي شَرْقِيَّ أَشُّورَ.  وَالنَّهْرُ الرَّابعُ الْفُرَاتُ.)"سفر التكوين 2: 8 و 14"
أهلًا بك أيها البابا فرنسيس في ربوع أرض بلاد ما بين النهرين الأرض التي وِلِدَ عليها أبونا إبراهيم، نحن سعداء بزيارتك التي تشبه زيارة أب ترك أولاده وبناته وهاجر حتى ما عاد الناس يعرفون منه سوى إسمه، أما اليوم بزيارتكَ هذه أيها الحبر الأعظم عرف كل الشعب العراقي بأن مسيحيي العراق سعداء بزيارتكَ كما يسعدُ الأولاد الذين جاء والدهم بعد غيبة طويلة، سعداء بعودة والدهم إليهم بزيارتك أيها الحبر الأعظم وأنتَ تقفُ على الأرض التي وِلِدَ عليها أبونا إبراهيم وتدعو الحكومة العراقية بوجوب التعايش بسلام بين كل أبناء الشعب العراقي لا فرق بين أية طائفة و أخرى كلهم أبناء وطن واحدٍ. سعدَ الشعبُ وفرح العراق وهو يقفُ بطوله يستقبل البابا فرنسيس وقد بدأت علامات شفائه ظاهرة على وجه تربته، هيا يا وطن تعافى لأن الرَّبُّ لن ينساك كيف ينساك وأنت أرض جنة عدن (سفر التكوين 2: 8 ) أهلًا بالبابا فرنسيس في زيارة للوطن التي هي زيارة سلام.
أمنية كل أبناء الكنيسة في الوطن أن لا تنقطع زيارات البابا عن مسيحيي الشرق بل تتواصل على مرِّ السنين لكيلا ينسى الجيران صورة وجه الأب الذي يعيشُ في بلد المهجر.
المحاي والقاص
مارتن كورش تمرس لولو

11

بين الشرطي والمواطن. قانون

أن تطبيق القانون بحذافيره لا يعني البتة التمييز العنصري بقدر ما تعني القسوة التي لا تفارق مبدأ تطبيق نص القانون في مختلف دول العالم خاصة في الدول التي إرتفعت فيها وتيرة الجريمة بمختلف أنواعها (تعتبر عقوبة الإعدام أوضح صورة من صور القسوة في تنفيذ القانون).
لقد نشأنا نحترم القانون الذي عرفنا قيمته من خلال إحترام والدينا ومن هو أكبر منا سنًا والأخذ بنصيحة المعلمين في صغرنا. لكن الأمور ما عادت كما كانت في سابق السنين بسبب تفشي الفساد من حول العالم.
نأخذ قضية “جورج فلويد” كموضوع من أجل فهم تنفيذ العقوبة، حيث راح ضحيتها رجل من أصول أفريقية من مواطني الولايات المتحدة الأمريكية، دون أن يحدثنا أحد عن سبب القاء القبض عليه!   
قضية طرفاها شرطي أبض البشرة ومواطن أسود البشرة. لا نعرف حيثية أو سبب جريمة الثاني الذي هو الضحية.. يمكن أن نقول من خلال النظرة القانونية، أن تنفيذ عملية إلقاء القبض لم تخلو من القسوة ضد الضحية الذي خالف القانون. لكن الإعلام الأمريكي عرف كيف يستغل القضية، بل تطوع وأطلق العنان لتكبريها بإعتبارها مادة دسمة في زمن الإنتخابات ٢٠٢٠ لكنه نسي أن نتائج التبويق تعني تولد العنف والعنف المضاد مع تخريب المال العام والخاص إضافة إلى القتل في زمن وباء كورونا. لقد طبق الشرطي القانون حرفيًا وتطبيق القانون بشكله الحرفي يعني عدم خلوه من القسوة. يمكن إدانة الشرطي أمام المحاكم العسكرية لكي ينال العقوبة التأديبية بسبب القسوة المفرطة في تطبيق القانون، بمكن أن تشفع له الظروف المخففة للعقوبة لعدم إستخدامه القانون لمصلحته الخاصة بقدر تطبيقه التعليمات العسكرية حرفيًا. سؤال: ماذا كانت ستكون النتيجة لو تم تبادل الأدوار، كأن يكون الشرطي أسود البشرة والمواطن المخالف للقانون أبيض البشرة؟ هناك رجال ونساء سود البشرة يخدمون في سلك الشرطة والعسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية. لو ننظر إلى الواقعة بعين قانونية نجد أن لا دخل للبشرة في قضية مقتل جورج بقدر إستخدام القسوة من قبل رجل الشرطة التي لم تتناسب مع ما إرتكبه جورج فلويد من مخالفة، لكن القضية وجدت مكانها في صحن الإعلام ونتائجها ستظهر بعد فرز أصوات الناخبين في الإنتخابات الأمريكية.
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس لولو

12
المنبر الحر / 1 + 1 = 3
« في: 20:29 16/10/2020  »
3 = 1+1

عملية حسابية لا تخطر على بال أي أحدٍ حتى على مدرس الرياضيات. ليست بمعادلة عكسية أو طردية، بل هي عملية إنسانية بين إثنين صار كلاهما بالرباط المقدس واحدًا!! كيف هذا؟ لأن واحد مضافا إلى واحد، ناتج مجموعها هو إثنان. لكن في معادلتنا الناتج يساوي ثلاثة! كيف؟! ما دامت المعادلة تخص الإنسان ومشاعره وحياته، إذن الناتج لن يكون مطابقًا للعملية الحسابية! بل مخالفًا لها.
هل تريد أيها الشاب وأنتِ يا فتاة اللذان أحببتما بعضكما منذ فترة، أن تتحقق المعادلة ملبية مشاعركما دون أية نسبة ضريبة؟ ليس عليكما سوى أن تتقدما بوجود الأهل والأقرباء ليضع رابي قاشا أكليل البراخ على رأسيكما. حتى تكونان واحدًا (وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا.)"متى5:19”. ما أن تمرَّ سنة على الزواج حتى تتحقق المعادلة المباركة على أيديكما. فيكون الناتج ثلاثة! نعم أنه الناتج الذي يختلف عن كل النتائج الحسابية، لأن أول مولود لكما سيقف ليشكل مع وحدتكما الرقم 3 .
تهانينا وألف مبروك (وَعَرَفَ آدَمُ حَوَّاءَ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ قَايِينَ. وَقَالَتِ: اقْتَنَيْتُ رَجُلاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ.)"سفر التكوين 4: 1" آمين

زائد 2
إلى كل ولد وبنت:

   •   إذا أردت أن تكون ناجحًا في دراستك، عليك أن تقرأ أكثر من زملائك بـ2 ساعة يوميا.

   •   إذا أردت أن تكون محترفًا في هوايتك، عليك أن تتمرن يوميا 2  ساعة.

   •   إذا أردت أن تكون رشيقًا، عليك أن تبدأ بتقليل تناولك للطعام بمقدار 2 معلقة في ثلاثة وجبات.

   •   إذا كنت مدمنا على التدخين، وأردت أن تقلع عن هذه العادة المضرة بالصحة والسيئة، عليك أن  تقلل من تدخينك بمقدار 2 سيجارة يوميا.

   •   إذا أردت أن تكون سعيدًا، عليك أن تحب  2 مرة (ضعف) من يحبك ويحترمك.

   •   إذا أردت أن تكون متميزًا بين أقرانك، عليك أن تراجع نفسك على الأقل مرتين في اليوم.

   •   إذا أردت أن تكون صاحب شهادة، عليك الحصول على شهادتين على الأقل.

   •   إذا أردت أن تكون محبوبًا من قبل أفراد عائلتك، عليك أن تحب 2، هما أمك وأبوك.
لا تنس أيها الشاب وأنت أيتها الفتاة أن تحب الرَّبَّ يسوع المسيح من كل قلبك وفكرك ونفسك بهذا تجمع كل ما هو أعلاه في شخص واحد. (متى 37: 22)
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس لولو


13
المنبر الحر / حذار من المنشطات
« في: 23:14 05/10/2020  »
حذار مَن المُنَشِّطَاتِ!!
المقدمة:
حذار من كل منشط مهما كان نوعه أو منشأه! حذار من كل عادة سيئة تحول مستخدمها إلى عبدٍ أو أمَّةً لها. لقد كتبوا، نصحوا وحذروا من مضار التدخين واعترفت كل المصانع في تحذيراتها ونصائحهما وإرشاداتها بمضار التدخين للمستهلك دون أن تمتنع عن صناعة السجائر بل خرجت علينا بـ(الأركيلة) و (السجارة الإلكترونية) كيف لا والأسواق على قدم وساق من أجل بيعها وتسويقها. علما أن نسبة قليلة من المدخنين أقلعت عن التدخين، تعتبر هذه نتيجة إيجابية! لكنها لا ترتقي إلى مستويات مطلوبة لو تم قياسها إلى نسبة الأعداد الهائلة من المراهقين والمراهقات والشبان الذين يقبلون سنويًا على التدخين، وغيرهم ممن يموتون بسبب الأمراض الناجمة عن التدخين. علمًا أن المصانع قد توصلت مع الجهات الصحية في الدول التي فيها مصانع للسجائر إلى القبول بكتابة مجموعة من التحذيرات على علب السجائر (السجائر تؤدي إلى إصابة المدخن بالعديد من الأمراض المعضلة منها السرطان) أو (طبع صورة شخص مدخن مصاب بمرض السرطان بسبب التدخين).
لا يغيب عن بال القارئ عن أن هناك تشابه كبير بين صناعة السجائر وصناعة السلاح! كلاهما يهدف إلى قتل الإنسان أما بمرض من الأمراض أو بطلقةٍ أو شظية.
أنا اليوم هنا لأكتب وفق سابقة إعلامية تحذيرية أحذر من خلالها أبنائنا المراهقين والشباب من مضار المنشطات الجسدية في مقدمتها “الفياجرا” بكل أنواعه! قبل أن أبدأ بمقالتي هذه أدعو القارئ إلى الإطلاع على التقرير السنوي للشركة المصنعة لهذا المنشط، التي تضمنت في دراستها الإحصائية على قائمة بشعوب الدول الـ10 الأكثر استهلاكا للفياجرا ( حيث يتم إستهلاك أكثر من مليون و200 قرص "فياجرا" سنويًا، طبقًا لما ذكرته الشركة المصنّعة. كذلك أوضحت أنه يمكن تفسير تزايد استهلاك "الفياجرا" في الدول العربية لعدة أسباب، أولا، مسألة مهمة جدا في الثقافة الشرقية هي تُعد القوة والقدرة الجنسية رمز الفحولة.) منقول من موقع
(http://parlmany.youm7.com/News/5/81669/%D9%85%D8%B5%D8%B1- )
بعد قراءتي لهذا التقرير، قمتُ بلقاءات مع عدة أشخاص لا على التعيين، علمتُ منهم أن نسبة كبيرة من الرجال، كبيري السن، يستهلكون حبوب “الفياجرا” لكني إندهشت عندما سمعت أن بعض الشباب لا يتأخرون عن إستخدام مختلف أنواع المنشطات.
بحثت عن الأسباب التي تدفع جيل الشباب إلى إستخدام المنشطات. كلنا يعلم أن الشاب يعني القوة الطبيعية، الحيوية والنشاط أما المنشط فيعني القوة الصناعية مما يؤدي بالأخير إلى التصادم بين القوتين ينتج عنها أعراض أمراض ومعضلات. وجدتُ العديد من الأسباب! منها الحصول على القوة. لكي يظهر الشاب في ليلة زفافه على أنه قوي الجسد وعالي القدرة. كأن الحياة الزوجية هي ليلة واحدة! جعل منها العريس حلبة مصارعة، متناسيًا أضرار المنشط الصحية المخفية في جعبة المستقبل، تتسارع إليه مع عقارب مؤشر ثواني الساعة. إضافة إلى أسبابٍ أخرى تختلف من شخص إلى آخر. منها منشطاط يستخدمها الشباب في دول أوروبا قبل الدخول إلى العمل لكي تعطيه قوة أكثر لا يقف أثناء العمل كأنه ماكنة، تم إكتشاف أمر هؤلاء ليتم فصلهم من العمل.
أنصح الشباب بشكل عام والمتزوجين حديثًا بشكل خاص، الذين قد دلَّهم أصدقاء السوء لكي يستخدموا المنشطاط منها “الفياجرا” كي يُؤدي الواحد منهم واجبه تجاه زوجته بأعلى درجات القوة، دون أن يفكر بالعواقب الوخيمة. المضحك والمبكي في هذه العادة السيئة أن بعض النساء يفضلن بأنفسهن شراء هذا النوع من الحبوب لأزواجهن كبيري السن!
نصيحتي لكل من إعتاد على تناول المنشط أي كان نوعه: عودوا إلى جادة الصواب وتزوجوا وعيشوا سعداء بعيدين عن الممارسات الجنسية غير الأخلاقية والمرفوضة من الخالق ( وَأَمَّا الْعَاهِرُونَ وَالزُّنَاةُ فَسَيَدِينُهُمُ اللهُ.)"عبرانيين13: 4".
أن معظم الشباب لا يكلف الواحد منهم نفسه ويطلع على كتيِّب التعليمات المرفق مع الدواء (المنشط) حتى يعرف مكونات عناصر صناعة المنشط الذي يستخدمه أو منشأه. أن الخطورة تكمن في تجاهل الشاب هذه العناصر التي يتكون منها المنشط. من المحتمل جدًا عدم تلائمها مع قدرته الجسدية، مع دمه، إضافة إلى أنه قد يحتسي معها الكحول الذي تتضارب عناصر تكوينه مع عناصر تكوين المنشط المستخدم. مما يعني دخول مكونات المنشط والكحول في حربٍ فيما بينهما وبين القوة الجسدية. قد يشعر مستخدمها بسعادة لا توصف لأنه أدى العملية الجنسية بنجاح منقع النظير. لكن لا يعلم بأنه سيتعرض إلى العديد من الأضرار الصحية والنفسية تظهر نتائجها عاجلًا أو آجلًا؛ إضافة إلى تحوله إلى مدمنٍ:
   •   يصبح مستخدم المنشط ضحية هذا العقار بعد أن إعتادَ على استعماله ليتحول بعد عدة استعمالات إلى مدمن لا يقوى على الامتناع عنه. لقد سمح للعقار المنشط أن يتسيد عليه، ليحوله إلى عبدٍ له حينئذٍ ممكن درجه في خانة المدمن على المخدرات.
   •   يصبح مستعدًا على دفع ما لديه من مال من أجل الحصول على المنشط الذي إختاره.
   •   أوقف المستخدم عمل مقومات جسده عن الممارسة الطبيعية.
   •   دخول المنشط إلى الدم يعني دخول عنصر غريبٍ مما يعني وقوع تصادم بين مكونات الدم الطبيعية مع العناصر الغريبة (المعادية).
   •   قد ينتهي المستخدم مع السنين إلى إصابته بضعف المناعة المكتسبة. هذه الأخيرة مخاطرها عديدة.
   •   قد عوَّد المستخدم زوجته على ممارسة غير طبيعية، قوة ومقدرة غير طبيعية، بدأت منذ ليلة الزفاف، بحيث أوهم زوجته بأنه يملك طاقة جنسية غير طبيعية. لن يُكتشف سره من قِبلها إلا بعد سنين. حينئذٍ ستكون نتائجها وخيمة.
أن وصول مستخدم المنشط إلى مرحلة الإدمان يعني عليه عرض حالته، دون أي خجل، على طبيب أخصائي من أجل إخضاعه إلى برنامج علاج سريري. لكن مع الأسف حينما ينكشف أمره لأقرب الناس إليه تسمعه يتحجج قائلًا كما يقول المدمن على السجائر وهو يتحجج: “ما أقدر من غير السيجارة! أموت صدقني. هذه سنين كذا عددها أدخنُ، تريد مني أن أتركها الآن؟! لن أقدر. مستحيل.”
أن تمسك المدمن بهذه الأعذار يعني أنه يُعلقُ رقبة إرادته بحبل مشنقة المنشط. ما هو الحل بالنسبة لهكذا شخص؟ لا بد على الجهات الحكومية وجمعيات المجتمع المدني، أن تعمل على توعية الشباب؛ الذين أصبح الواحد منهم يُدمن على كل شيء ضار، منها: المنشطات، الأركيلة، التدخين، السيجارة الإلكترونية، الكحول، الحبوب والمخدرات بأنواعها.
الحلول: يوجد حليين إثنين:
أولهما: يعالج الفرد نفسه بنفسه عن طريق الانقطاع التدرجي. أي اذا كان يستخدم المنشط كل يوم، عليه أن يبدأ بالتقليل، مثلًا يستخدمه كل ثلاثة أيام ثم كل أسبوع ثم كل ثلاثة أسابيع ثم كل شهر... هكذا إلى أن يتخلص منه ويخرج منتصرًا ومتحررًا من قيدِ المنشط. مع هذه الخطة يستخدم طاقته الجسدية بالحلال مع زوجته، لأني لست مع الزنى مطلقًا (أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟ لاَ تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ، وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ.)"1كورنثوس6: 9 و 10". علمًا أن الإنسان مخلوق مُزكى (وَقَالَ اللهُ: نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ.)"سفر التكوين1: 26". و ( الإنسان أغلى رأسمال في المجتمع.)
ثانيهما: على الشخص الذي أدمن على استعمال المنشط، مراجعة مصح مختص من أجل الحصول على علاج ناجعٍ.
أعلم أيها الرجل أن أي دواء اعتيادي، له نتائج إيجابية وسلبية، مثلًا شخص مصاب بـ(الإنفلونزا) فأن الحبوب التي سيستخدمها من أجل العلاج، لها نتيجتين: 60% منافع صحية + 40% أضرار جانبية. اذا كان الدواء العادي له مضار جانبية، اذن كيف ستكون نتائج منشط هو بالأساس ضارٌ يحمل كل أنواع المخاطر الصحية والنفسية.
إعلم أيها الشاب أن استخدامك لأي منشطٍ يدل على عدم تقديرك لما أعطاه الله لك من قدرة طبيعية تعيش بها حياة زوجية مقدسة، سعيدة وكريمة، هي خيرٌ لك من الجنوح إلى التنشيط الصناعي المضر بصحتك آجلًا أو عاجلًا! عليك أن تعود إلى رشدك وتكفَّ عن إستخدام المنشطات، لأنها تضرُ بصحتك جسديًا وتستعبدك نفسيًا بعد أن تُحولك إلى مُدمنٍ. أن الحياة الزوجية ليست فقط ممارسات جنسية بل هي عملية عيش سعيد، الهدف منها هو تكوين عائلة من أجل إنجاب الأولاد. أن كل عقارٍ مُضر يستخدمه الإنسان يعني أنه يمارس الخطيئة التي تحرمه من بركات الرَّبِّ.
في ختام الموضوع دعونا نعود قليلًا إلى الوراء ونقف عند أعوام ما قبل التسعينيات من القرن الماضي، نتأكد بأن الذكور أيامها لم يعرفوا هذا النوع من الحبوب، مع ذلك كانت نسب الولادات في الشرق تتجاوز سبعة أفراد لكل عائلة. إذَنْ ما الذي يجعل الشاب اليوم، يلجأُ إلى المنشط حتى في الحالات التي لا يحتاج فيها إلا إلى جهد بسيط؟ كأن يعمل في ورشة تصليح المركبات، تراه يبحث عن منشطٍ!
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس لولو

14
بين المرفأ وكرة القدم. مأساة
بين كرة القدم ومرفأ بيروت مأساة شعبٍ شاهد عيانٍ بنفسه على وقوع كارثة إنفجار مخازن المرفأ مما خلفَ ووقوع أكثر من ١٩٠ ضحية وما يقارب ٧ مفقودين. تم إحصاء مجموع قيمة الأضرار المادية ليكون مجموع المبلغ ما يقارب ٢٥٠ مليون دولار أميركي. في الطرف الأخر من العالم بالذات في دول أوربا، على الرغم من جائحة كورونا، لم تقف عمليات بيع وشراء لاعبي كرة القدم حتى وصلت المبالغ إلى ٣٠٠ مليون يورو. بل صرف إداريو نادي سانت جيرمان  الفرنسي أكثر من مليار و٣٠٠ مليون يورو على شراء لاعبين للنادي. ميزانية أي نادي في الدرجة الأولى تتجاوز المليارات والمستفيدون هم قلة من الإداريين الفاسدين ماليًا وإداريًا. أما يكون من الأجدر دفع الملايين من اليورو لإعادة إعمار مرفأ بيروت وتعويض شعب لبنان أو سورية أو العراق. هل من الصواب دفع الملايين من اليورو لشراء لاعبين أصولهم من الشارع؟
لم يبادر أي رئيس غربي ولا أية جهة أممية أو قارية للعمل على إيقاف هذه المهزلة المعجونة بالفساد المالي والإداري التي تجري في غرف مكاتب الإتحاد الدولي لكرة القدم. بل بدل أن يقوموا رؤساء أوربا على حجز ولو ٥٠٪ من نسبة الأموال المدفوعة لشراء اللاعبين ورصدها في صندوق يخصص لدعم شعوب الدول التي أصابتها الكوارث، أو لدعم الفقراء من حول العالم أو مساعدة الشباب في الدول النامية على تكملة دراستهم وتنمية مواهبهم، قام الرؤساء الغربيين وحمل كل واحد منهم صندوق الإقتراع ووضعه على متن قاربٍ وأدار محركه صوبَ بيروت وهو يظنُ أن كرسي الرئاسة يمر عبر المرفأ. تسابق معظم الرؤساء أو نوابهم أو وزراء خارجيتهم وهم على متن قارب كرسي الحكم يسرعون بالجذفِ بكل قوة كي يصل بهم إلى مرفأ بيروت بعد إخماد نيران الإنفجارات التي كانت سببها كمية ٢٧٥٠ طن من غاز الأمونيوم المخزونة في عنبر رقم ١٢ في المرفأ. ها هو الرئيس الفرنسي ماكرون يحمل حقيبة صندوق الإنتخابات ويسافر به إلى بيروت المنكوبة، التي قيل عنها في السبعينيات من القرن الماضي (القاهرة تؤلف وبيروت تطبع وبغداد تقرأ.) 
لكي يضمن الرئيس الفرنسي أكثر مقعد كرسي الحكم قام وسبق الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء وكل أعضاء الحكومة والسياسيين ونزل إلى الشارع وإلتقى بأبناء الشعب اللبناني وإستمع إلى مأساتهم حتى صرخ بعضهم: “يا فرنسا إنتدبينا.” يا للمأساة أين وصل الحال بأبناء الشعوب في الدول العربية حتى أصبحوا يحنون إلى سنوات الإحتلال الأجنبي؟ يقول المثل العراقي:( اش جابرك على المر غير الأمر منه.) هل مجيء الرؤساء الغربيون يعني حملهم للحلول؟ أبدًا لو كان كذلك لقاموا بإيجادٍ حلٍّ للمشاكل الداخلية في بلدانهم.  
ما أن سمع رؤساء الغرب صرخات الإستنجاد من أبناء الشعب اللبناني حتى فرضوا شروطًا قبلَ تقديم الدعم المالي، شورطًا لا يقوى الشعب على تنفيذها. كان من المفروض تدخل المنظمات الإنسانية من هيئة الأمم المتحدة، كان عليها أن تتسابق وتصل إلى مرفأ بيروت قبل أن يصلها أي رئيس غربي. لكن يبدو أن المأساة لا تفارق الشرق وملايين الدولارات واليورو لا تفارق صفقات بيع وشراء لاعب كرة القدم القادم من الشوارع وكرسي الحكم يرسو في مرفأ بيروت ينتظرُ عودته إلى الغرب. كل يوم نسمع عن مأساة في دولة من دول الشرق. بينما هيئة الأمم المتحدة ساكتة لا تُبادر بحركةٍ. هذا السكوت يشجع بعض الدول على التدخل في الشؤون الداخلية للدولة التي لحقت بها كارثة ما.
نأسفُ حينما نشاهدُ مأساة شعوبنا في الشرق قد أصبحت تستثمر لصالح مصالح الدول الكبرى.
ليس لنا إلى أن نقف معزين لدولة لبنان شعبًا وأرضًا. نقول:
   •   (أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ افْرَحُوا. اِكْمَلُوا. تَعَزَّوْا. اِهْتَمُّوا اهْتِمَامًا وَاحِدًا. عِيشُوا بِالسَّلاَمِ، وَإِلهُ الْمَحَبَّةِ وَالسَّلاَمِ سَيَكُونُ مَعَكُمْ.)”2كورنثوس11:13” 

المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس لولو

15
مملكة السويد وخطة التحجير
دخلت معظم دول العالم منذ بداية شهر كانون الثاني في اِمتحان في درس وباء كورونا. بدأت بعمليات التحضير والدراسة والمذاكرة، منها تحجير المواطنين في بيوتهم، منعهم من التجوال، إغلاق أبواب المعامل والمصانع والدوائر الحكومية إلى إشعارٍ آخر. بل وسعت سياسة التحجير مساحتها فشملت خطوط الطيران الدولية. ما عادت طيارة تطير في الجو بوجود وباء كورونا ماعدا الطائرات الورقية. لكن كورونا لم يقو على منع الطيور من إطلاق جناحيها طائرة في السماء. فيروس لا يُرى بالعين المجردة يضرب أكبر مدن العالم واقوى دول العالم بل ضرب ولازال جيوشًا كبيرةً عبرت أساطيله بحارًا ومحيطات لغرض الإحتلال! لكنها وقفت مكتوفة الأسلحة أمام عدوٍ صغير لا يُرى بالعين المجردة. عدو لم يكن لو خطابًا رسميًا أمام شعبٍ ولم يصدر منه بيانًا بالتهديد والوعيد أمام جيش لأن لا شعب له ولا جيش بل هو وحده يضرب ويقتل وليس أمام البشر سوى تحجير أنفسهم في بيوتهم. أنه الوباء أو الجائحة الذي لا يتراجع بل يقتحم في كل الأوقات ولا يرحم صغيرًا أو كبيرًا. فايروس جاء وهو يقصد قتل كبار السن كأن خبيرًا من خبراء المالية قد أجره كقاتل مأجور يقتل كبار السن لكي يُريح خزائن دول العالم من ثقل رواتبهم. هل أصبح كبار السن المعروف عنهم في الشرق بأنهم بركة البيت، ثقلًا على خزائن الدول العظمى؟ إن لم يكن كذلك لماذا معظم ضحايا كورونا هم من المسنين؟ ثم إلى متى تستمر هذه الحرب الوبائية دون أن يحقق البشر انتصارهم عليه؟ خاصة بعد أن لم تسلم من نتوءاته القاتلة حتى الطواقم الطبية (أكثر من ١٠٠ بين طبيب، طبيبة، مضمد وممرضة صرعهم كورونا في إيطاليا وحدها.) لقد زرع كورونا الخوف في الحكومات والهلع في الشعوب. لذلك كانت الإجراءات فورية تم اتخاذها من قبل حكومات الدول التي إقتحم أجواءها العدو كورونا.
لكن مملكة السويد كانت غير مهتمة بما تقوم به حكومات دول العالم من أجل تفادي سموم كورونا، ليس لأن عملتها الوطنية هي (كرونا)! بل لأنها إختارتْ سياسة خاصة هي عدم تحجير أبناء شعب المملكة! بل أطلقت له العنان في الخروج وعدم البقاء في البيوت. السبب وارد لم تفهمه معظم حكومات دول العالم حتى علقوا وقالوا عبر وسائل الإعلام: أن مملكة السويد تماطل في شأن عملية التحجير كأن التحجير هو اللقاح.
ممكن أن أجيبَ  جوابًا واضحًا لا تحيُّز فيه ولا دفاعًا عن ما تتخذه مملكة السويد في خطة الدفاع عن مواطنيها ضد فايروس كورونا. أسعى إلى توضيح ما فات على كثيرين، ليس لأني عائشٌ في مملكة السويد والمدينة التي أقيم فيها لم تنجو من هجمات كورونا، بل:  “أن معظم الدول المحايدة لمملكة السويد قد أغلقت حدودها بمعنى أن حدود المملكة قد أغلقت ذاتيًا. لقد عَلَتْ أصوات الشرقيين المقيمين في المملكة ساخطين على حكومتها بأنها لا تهتم لحال المواطنين. فات على هؤلاء أن خطة المملكة تختلف في الأحوال المستقرة عن خطتها في أحوال القوة القاهرة. حيث في الأحوال الاعتيادية تكون الخطة حسب الترتيب التسلسلي كما يلي: ( الطفل، المرأة، الرجل، الحيوان، النبات، المال). لكن  يصبح المال في رأس القائمة. أن خطة الحكومة أوسع من فكر المواطن. الأخير يفكر أولًا بنفسه، أما الحكومة، أية حكومة، لها خطة لعدة سنين مسبقًا كخطة خمسية. إذن في ظاهرة وباء كورونا إختلفت قائمة خطة المملكة في تسلسلها لتصبح كما يلي:
   1)   الإقتصاد في المرتبة الأولى، نقصد المال.
   2)   الموارد الطبيعية والمحافظة على خزينها.
   3)   نقاوة البيئة.
   4)   الإنسان.         
        حسب خطة أية حكومة في النظام الرأسمالي اذا مات ١٠٠ ألف مواطن من كبار السن إضافة إلى كونهم مرضى، يكون أفضل لها لأنهم بموتهم يُقللون من مصاريف الحكومة المعطاة لهم (رواتب التقاعد، التأمين الصحي، الأنشطة الإجتماعية والثقافية). إذن حسب النظام الرأسمالي في زمن الأوبئة والكوارث أو القوة القاهرة، يكون المال هو الأهم ويحتل المرتبة الأولى في قائمة خطة الدولة.  حسب الايدلوجية الرأسمالية أن حماية الإقتصاد أهم لدى الدولة من موت ١٠٠ ألف مسنٍّ.  هل يعني هذا أن نظرية الفيلسوف (سبنسر) البريطاني الجنسية التي قالها قبل مئة عام ( أن على دول العالم أن تتحارب كل عدة سنين فيما بينها لكي يموت المئات من أجل أن تحافظ الكرة الأرضية على الغذاء الذي فيها.)
عندما لم تُقدم مملكة السويد على سياسة التحجير لم ترتكب خطأً لأنها لم تجري خلف ما قامت به معظم الدول في تحجير شعوبها. مادامت مملكة السويد لم تحجر إذَنْ لن تضطر لفتح التحجير سواء أكان كليًا أو جزئيًا! يجب أن نعلم أن طقس مملكة السويد يختلف عن طقس بقية الدول. ثم نفس هذه الدول التي أخذت بسياسة التحجير، بدأت تشعر بثقل التزاماتها الذي بدأ يظهر في أجوائها حتى بدأت تُعلن أنها في صدد فتح أغلال التحجير الذي فرضته على بعض قنوات الحياة، مثلا البدء بفتح حدود الدولة جزئيًا أمام بعض الواردات. إذن ممكن أن نعرف أسباب عدم فرض مملكة السويد خطة التحجير على مواطنيها، منها:
   1.   لا يُساعدُ جو المملكة على تحجير المواطنين. لأن فصل الشتاء فيها طويل، حيث يتأخر شروق الشمس  ويقترب غروبها، علما أنها تغيب بسبب الغيوم الملبدة وتساقط الثلوج.
   2.   الشمس أفضل من العتمة. في فصل الصيف حركة ونشاط. في فصل الشتاء مكوث في البيت.
   3.   تعتبر الضريبة أحد أهم مصادر واردات ميزانية المملكة. بمعنى أن التحجير سيدفع المملكة على تعويض المواطن، بالتالي نضوب نسبة الضريبة، مما ينتج تقليص دعم المملكة للأنشطة الاجتماعية، الثقافية والصحية بإعتبارها مجانية إضافة إلى المدارس.
   4.   اِتبعت مملكة السويد خطة عدم التحجير لحد الآن، لأنها على علم بضعف خطط بقية دول العالم في مكافحة وباء كورونا. خاصة لعدم وجود لقاح فعال مضاد.
   5.   لا تنس أيها المقيم على أراضي المملكة بأن دستورها علماني مثل معظم الدول الأوربية، لا تأخذ بالشرع المسيحي، لذلك لن تجد في خططها رحمة أو عاطفة بل عمل مادي بحت، إن بدت الميزة الإنسانية فهي ليست كذلك بل قانونية.
بهذا نقدر أن نقول أن مملكة السويد أفهم بظروفها أبان الكوارث. نتمنى من الرب أن يخرج شعب المملكة من هذه الأزمة مع بقية شعوب العالم بأقل نسبٍ من الضحايا الذين معظمهم من كبار السن.
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس لولو

16
بين الجندي والطبيب. بسالة
عند الشدائد يظهر معدن الرجال والنساء، عند الأزمات يثبت من في قلبه خوف الله وحبه للقريب  ومحبته للبعيد. عند الكوارث بينما يهرب البعض خائقين! ترى قلة يثبتون في أماكنهم كما يثبت الجندي الذي لازم خندقه أو موضعه لا يفارقه وهو عالم إن روحه قد تفارقه في أية لحظة.. علمًا أنه عالم علم اليقين أن الحرب فُرِضّت عليه كمواطنٍ وسِيق إليها مُرغَمًا، ليس لخوفه بل لأنه غير مقتنع بأسبابها ولا بأهدافها لذلك تُرى نتائجها وخيمة، مؤلمة ومدمرة.
شكرًا أيها الطاقم الطبي (الطبيب، الطبيبة، المضمدة، المضمد) على دفاعكم عن أبناء شعوبكم من حول العالم وأنتم تحاربون وباء كورونا وأُبركم (سرنجات) لا لقاح مضاد فيها يُميت ويقضي على كورونا نهائيًا، مع ذلك نراكم تحاربون بشتى الأدوية المضادة من أجل وقف هجوم هذا الوباء، حالكم يشبه حال الجندي في ساحة الوغى وقد إنتهت طلقات بندقيته، لكنه لا يهرب بل يثبت ويحارب بالحربة (السلاح الأبيض) لكي لا يحتل الغاشم أرضه ويسبي بنات وطنه وهو العالم بأن السلام أفضل من الحرب لكن لكن. لقد أثبتم يا أعضاء الطاقم الطبي، بأنكم أبطال بشجاعة لذلك على البشر من حول العالم أن يقفوا إحترامًا لكم. أيها الأبطال سيسجل التأريخ وقفتكم، لن ينسى أبناء كل الشعوب كفاحكم من أجل وقف نزيف الموت بسبب وباء كورونا، لقد فاق صيتكم الطيب كل صيت في العالم بل وازى إن لم يعبر صيت الجندي الباسل.
لن يعود التأريخ من بعد اليوم ينظر إلى أن ساحة الحرب (لست شخصيًا مع أية حرب تُشَنُّ) حِكْرًا على جيشين متحاربين فقط، لأنكم غيرتم اليوم المعنى القديم لساحات الحروب فصارت حتى ردهات المستشفيات ساحة وغى فيها الطاقم الطبي (الجيش) يدافع بأسلحة العلاج من دواء وحبوب ومضاداتٍ حيويةٍ، ضد عدوٍ (وباء) لا يُرى بالعين المجردة. بتضحيتكم وتفانيكم في عملكم إستطعتم أن تسموا بأخلاق مهنتم إلى المستوى الإنساني الرفيع. إنكم تحاربون عدوًا غير مرئيٍّ ولا تعرفون من أين هو خط هجومه أو مجيئه ولا إتجاهه، لكنكم تعرفون حقيقتين: أولهما/ أن كورونا لن يهربَ من أمام البشر الذين هم هدفه لأنه لن يشبع من قتلهم ولن يروي ظمأه مهما شرب من دمائهم. أما الحقيقة الثانية/ هي أنكم قررتم أن لا تتزعزعوا من أماكنكم إلى أن تقضوا على آخر خبيثٍ من خبثاء كورونا تجرأ ودخل جسم مواطن من حول العالم.
بثباتكم في مستشفياتكم زدتم من إخلاصكم لمهنتكم الإنسانية، دون أن تبرحوها وأنتم على علم أنه من الممكن أن يصاب الواحد منكم بداء وباء كورونا منقولًا له من المريض الراقد في مستشفياتكم مع ذلك لم تُطلِقوا أقدامكم للهواء هربًا من مواجهة عدوٍ لدود وخبيث همه قتل البشر دون أن يُفرق بين الصغير أو الكبير سنًا. فعلًا إنصاب العشرات من أعضاء طواقمكم بكورونا وفارقوا الحياة وهم واقفون أمام أسرَّة المرضى، كما يقف الجندي؛ على الرغم من تيقنه أنه لو جلس الرُّؤَسَاءُ والْقَادَةُ حول طاولة السلام لن يكون هناك مبرر لوجود أي جندي في خندق المعركة؛ في جبهة القتال وقد سقط أمامه برصاص العدو صديقه الجندي جريحًا حتى حمله بيده وبيده الأخرى بندقيته يرمي على العدو. هنيئًا لكم يا كل الطواقم الطبية من حول العالم على ما تفعلونه من أجل القضاء على وباء كورونا.
قصة قصيرة جدًا: تطوعت الدكتورة (جميلة) لتترأس طاقمًا طبيًا، تطوعَ أعضاؤه من أجل المشاركة في وحدة الميدان الطبية التي شكلتها وزارة الصحة لإستقبال العشرات من المصابين من أبناء الشعب بوباء كورونا. تَتَهَيَّأَ في الصباح الباكر للخروج من دارها متوجهة إلى وحدة الميدان الطبية، قبل أن يُقبلها زوجها كعادته عندما تذهب كل صباح إلى عيادتها الخاصة، قال لها:
   •   ما هو رأيك يا زوجتي العزيزة، أن تتركي فكرة التطوع وتلازمي بيتكِ، إنكِ تجازفين بحياتكِ؟
أجابته عن ثقة متناهية بمهنتها الإنسانية:
   •   يا زوجي العزيز، لا يشبه ذهابي للقيام بواجبي، ذهاب إي رجلٍ إلى ساحات الوغى، بعد أن دُفِع إليها مع كل أقرانه لأن الحكومة لم تأخذ بالحكمة حتى لا تدخل حربًا بل تحافظ على السلام مع الدولة الجارة، وتحمي أبناء الشعب، مع ذلك يا زوجي، حبيبي وأبو أولادي لم أسألك يومها عن ترك واجبكَ المفروض عليكَ. أقول هذا لأنكَ لم تجد أو تُصادف في ساحات الوغى إبن أي رئيس دولة. بل ثق لو بيد أية حكومة أن تفرض الخدمة الإلزامية على النساء لما ترددتْ لحظة. على الرغم من مخاوفي لم أمنعكَ وأنت تُلبي نداء الأمة أو الوطن، حاملٌ بندقيتكَ وذاهب إلى ساحات الوغى في كل حروب الإبادة التي شُنَّت ضدنا، مسيحيي المشرق، منها سيفو 1915، مذبحة سميل 1932، صورية1963. ثم حروب 1948، 1956، 1958، 1991، 1973، 2003 أعطني إسم إمرأة واحدة من حول العالم، طلبتْ من زوجها في كل الحروب عبر التأريخ، أن يلازم البيت ويضع بندقيته تحت  فراشه، التي لا يتمنى أن يحملها لأن في فوهتها قتل نفوس. يا زوجي ألم تترمل العديد من نساء بلدنا بسبب الحروب التي لا داعٍ لشنها؟ مَن راعاهنَّ بعد فقدانهنَّ لأزواجهنَّ؟ لا أحد. مع ذلك لم أطلب منكَ أن تبقى في البيت.
   •   كلامكِ صح أيتها الطبيبة الشجاعة، لأن أي رجل في الوطن إذا رفض الإلتحاق بسلك الجيش لا محالة من تعريض نفسه لعقوبة الرمي بالرصاص.
   •   اليوم تريد مني أن أترك مهنتي وأهرب من المستشفى؟ لن يليق هذا بي ولا بكَ يا زوجي. ثق بالله لسنا مع الحرب أبدًا (سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ.)"يوحنا14: 27" أن سلام الرب الذي فيكَ دلَّ إنكَ ضدَّ كل حربٍ، ضدَّ حتى أي  شجار يقع بين إثنين لا تعرفهما بدليلٍ إنكَ دافعتَ ولم تَهجم.. أسَّرتَ ولم تَقتل الأسيرَ.. طالبتَ بالسلام حتى والعدو يطرق باب حدود الوطن بمطرقة الإحتلال.
فتح ذراعيه وإحتضنها وهو يقول لها:
   •   لم تعد قضية الدفاع عن الوطن والمواطن حكرًا على الرجل. بل ثقي إن هناك العديد من الشكوك في أسباب كل الحروب التي شُنَتْ بين جيوش الدول من حول العالم، بنيرانها إحترق اليابس والأخضر، راح العديد من الأبرياء ضحية لأسلحتها، بسقوط قنابلها هَجِّرت المئات من العوائل ولا زالت، بإطلاق صواريخها هَدَمْتَ مُدُنًا كاملة ولم تكتف، وفق إتفاقاتها يَتَّمَت المئات من الأطفال دون رحمةٍ، عند نتائجها مُنح العوق للعديد من الشباب بالتساوي. هيا إذهبي بل أسرعي الخطوات لأن هناك العديد من المصابين ينتظروك إنتِ وأفراد طاقمكِ.
   •   يا زوجي المخلص والجندي الباسل، إعلم أني وزملائي أعضاء الطاقم الطبي، قد قررنا أن لا نعود إلى بيوتنا إن لم نُهزم عدو البشرية، كورونا. إننا في صراعٍ مع قوات فايروس كورونا.
   •   موقفكِ يا زوجتي أحقُ من موقفي! لأنكِ مقتنعة بأدائكِ. لم تُساقي إلى عملكِ عنوة. أما أنا وكل تمَّ سوقه عنوة إلى ميادين الحروب، لا نسعى إلى صناعة الحرب أبدًا، بل نحاول تحاشي حتى المفروضة على الوطن لأن للسلام سبل وطرق. لكن ماذا نقول لأطماع الجيوش المحتلة، بيد نمدها لهم للتصالح بينما قد أجبرونا أن نضع اليد الأخرى على الزناد، بينما تصرخ الحكومة: "هيا دافعوا عن شرف وتربة الوطن."
   •   إذن لو هرب أيُّ رجل من ساحة الحرب، برأيي لا يمكن أن تحتقره الأنظار، لأن صانع الحرب هو الشيطان، بينما الله صانع للسلام.
   •   أنا معكم يا زوجتي العزيزة، بمشاعري وفكري وقلبي كما كنت أيتها المرأة مع زوجكِ، شقيقكِ، أبوكِ وهو في ساحة الوغى على مرِّ التأريخ، على الرغم من عدم قناعتكِ بأية حربٍ لأن في قصصها إزهاق أرواحٍ بريئةٍ.
ركبت سيارتها لتجلس خلف مقودها، إذا بها كعادتها تفتح نافذة السيارة المحاذية لها لتودعه، وضعت أصابع كف يدها اليسرى على فمها وأرسلت له قبلة مباركة في الهواء، وهو بدوره إستلمها ووضعها على شفتيه. قالت له مازحةً:
   •   لا تخش أنها خالية من فايروس كورونا.
إبتسم وهو يلوح بيده كعلامة وداع. لم يمض ذلك النهار إلا وقام وأرسل رسالة عبر هاتفه الخلوي، إلى زوجته، يقول فيها:
   •   لن أقوى على المكوث بين الجدران الأربعة، وأنت بدوني تدافعين عني! ضد عدوٍ يهددنا جميعًا، لطفًا زوجتي الفاضلة أريد بإلحاحٍ ولجاجةٍ التطوع معكم في أي عمل توكلني به وحدة الميدان الطبية.
أجابته بعد ساعةٍ:
   •   أسرع يا زوجي البطل، إختياركَ في مكانه الصحيح لأنه عَنْ رِضىً ورغبة.. أسرع لأن حربكَ الآن هي حقٌّ لأنها ضد صنيع الشيطان.. ضد نتائج الخطيئة.. ليست مفروضة مثل سابقاتها التي خضتها ضد البشر لأن الحكومة فضلتها على السلام. مواجهتنا اليوم هي ضد فايروس،  هو عدو البشرية. هيا أسرع يا زوجي لقد تمت الموافقة على طلبكَ لتكون ضمن طاقم الإسعاف الفوري.
بعد أن أغلق هاتفه الخلوي، قال في نفسه:" مع الأسف ما زالت بعض الدول حتى بوجود كورونا، تتقاتل فيما بينها دون أن تتعظ."
تقدم ليودع أمه العجوز المقعدة على كرسي يسير بعجلات. توسلت إليه أن لا يترك ولديه، خاصة وهو عالم بحالتها الجسدية. إنحنى عند قدميها ولزمهما بيديه! وضعت يدها على رأسه وقالت له:
ليبارككَ الربُ أيها الإبن البارُ.
 رفع رأسه وهو ينظر في عينيها بنظرات توسلٍ، قال لها:
   •   أطلب منكِ يا أمي الحنونة أن تحرسي وليديَّ بأم عيونكِ. ثقِّ بالله لن أقدر أن أتحمل قعدتي في البيت وحبيبة قلبي تقف مع زملائها ضد عدوٍ خبيثٍ.
خرج يسير (وَسَارَ نُوحٌ مَعَ اللهِ.)"سفر التكوين6: 9" وهو حامل بيده ورافع في الهواء علم الوطن، ينشد بل يرنم: "موطني موطني....."
ما أن وصل إلى وحدة الميدان الطبية حتى تم تزويده ببدلة وقاية بيضاء وكمامة وكفوف. ما أن إرتداها حتى إلتحق بطاقم مركبة الإسعاف الفوري. إنطلقت بهم لنجدة أحد المصابين. بينما هو سعيد بتطوعه هذا إنطلق به الخيال ليجد نفسه، يُواصل سيره وقد رفع بيده علم مكتوب عليه (جَنَّةِ عَدْنٍ)"سفر التكوين 3: 23" مرَّ ببلدانٍ عديدة بينما شعوبها تنظر إليه بوقارٍ وإحترامٍ، حتى سأل بعضهم البعض:
   •   من يكون هذا؟
أجاب كلٌ حسب تكهنه: " إنه سومري. إنه أكدي. إنه بابلي. إنه أشوري إنه إنه إنه عراقي من بلاد ما بين النهرين الأرض التي عليها خلق الله جنة عدن."
ما أن وقفت مركبة الإسعاف أمام دار المستنجد بهم حتى أُغلِقت ستائر خياله. إندهش عندما وجد الذي جاءوا لإسعافه هو أحد أعضاء منظمة (أطباء بلا حدود). قبل أن يحملوه على السَدْيَّةِ قال لطاقم الإسعاف:
   •   لطفًا دعوني أتكلم معه.
سمحوا له. فقال له بصوت جهوري:
   •   إنهض أيها البطل. إنهض وإلا تأخرت عن أداء واجبك الإنساني. إنهض وضع يدكَ في يدي كي ندافع عن البشرية ضد عدوٍ ليس ككل الأعداء الذين مروا على حدود بلدنا. إنهض لكي نصنع النصر سوية.
نظر ذلك المسعوف إليه وهو يومأو إليه بأصابع يده، بعلامة النصر.
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس لولو

17
الربوت
مواطنٌ في المجتمع الأوربي
حزين أنا جداً حيث أكتب مثل هذا الموضوع الذي أتمنى من الله خالق الكون أن أكون على خطئٍ، لأني لا أتمنى لأي بلد من بلدان المهجر، الذي يحتضنُ اللاجئين من مختلف الجنسيات، أن تكون نهاية مجتمعه تأول إلى الإنقراض. معاناة عشناها ونعيشها عرقاً كأبناء الأمة الأشورية، ومعتقداً بل دينًا كمسيحيين، الذين أصبحت نسبة تعدادنا في الوطن وخارجه مهددة بالنضوب عاماً بعد عام.
تشير معظم التوقعات العقلية، إلى أن ما تسير عليه بعض الدول من حول العالم، من تقنين لبعض السلوكيات الشاذة، لا محالة أن تتسبب بإلحاق الضرر في نسب التنمية البشرية. تبدو واضحة للعيان الأضرار الناجمة عن نمط العلاقة الإجتماعية الذي بدا غريباً للعيان من خلال:
أولاً: النهج الخاطئ الذي تبرمجه قرارات البرلمانات في معظم دول أوربا.
ثانياً: إنعدام العلاقات الزوجية المباركة التي تتطلب الإنجاب، أخذ بدلاً عنها بعلاقات جنسية خارج عهد الزواج تسمى بـ(السامبو) أو ما يسمى في الشرق بـ(الإستكعاد)!
ثالثاً: المثلية. أو المثليين، ظاهرة أخذت بها بعض دول العالم بضمنها الدول الأوربية، متمادية أكثر في رفضها العلاقة الطبيعية في الإقتران بين الذكر والأنثى. نشرت دراسة لهذه الظاهرة على موقع الويكيبيديا:، تشير (الزواج المثلي هو زواج يعقد بين شخصين من نفس الجنس... يشير مصطلح "المساواة في الزواج"  إلى الوضع السياسي الذي يعترف به القانون.. تعد هولندا أول دولة إعترفت بزواج المثليين قانونياً في عام 2001). بل تعتبر هولندا الدولة الوحيدة في أورباالتي  تُباع فيها المخدرات بأنواعها في المحلات بشكل علني. أن الزواج الذي يعقد بين ذكر وأنثى في الكنيسة، يعتبر علاقة زوجية مباركة  منذ أن خلق الله الإنسانَ ووضعه في جنة عدن. أن المثلية، تعني علاقة غير طبيعية، لا شرعية ولا إنسانية، بل ممكن أن تفسر في الشخص المثلي على أنها حالة فسيلوجية مرضية تستجوب العلاج النفسي ربما العقلي قبل الجسدي، لكي لا تتوسع وتتحول إلى ظاهرة ينتفع منها تجَّار الجنس. هذا النمط الجديد في العلاقة الجنسية المسمى بـ(المثلية) قد حصل على موافقة، بحيت تم تشريع قانون يحمي ذوي الإتجاهات المثلية! كأن برلمان الدولة الأوربية الذي وافق على هذه الحالة الشاذة، لم يدرك النتائج الوخيمة المترتبة على التنمية البشرية للعرق الآري/ الجنس الأوربي.
 لا ترتقي هذه الظاهرة الشاذة أبداً إلى العلاقات التكاثرية حتى فيما بين الحيوانات، التي نعرف عنها أنها تتزاوج وفق طريقة طبيعية، حيوان ذكر مع حيوان أنثى. أما ما لحق بعض أصناف الحيوانات من حالة إنقراض، لم يكن بسبب عدم الإنجاب، ولا لحالة جنسية شاذة، بل بسبب الإصطياد البشري في موسم تزواجها وتكاثرها.
نالت ظاهرة المثليين الكثير من التأييد من قبل صحافيين وسياسيين، فيها تم الإعتراف بعلاقة جنسية شاذة تمارس بين نسبة قليلة من الأفراد. لقد تعاطف إعلاميون آخرون مع هذه الظاهرة الشاذة، مطالبين بضرورة حماية حقوق المثليين!! متناسين أن ما يسعون إليه عاقبته وخيمة! كيف؟ وفق نمط السلوك ( المثلي أو السامبو/ الإستكعاد) ستؤول الحياة في أوربا إلى أن تضمحل نسبة الجنس البشري الأوربي أمام بقية الأجناس التي وفدت إلى دول أوربا كلاجئين، خاصة أن معظم اللاجئين يعملون على الإنجاب سنة بعد أخرى بحيث أصبحت العائلة اللاجئة تحتكم على سبعة أفراد (أقل نسبة) وعشرة (قابلة للزيادة)!!! بالمقابل لجأ الزوجان الأوربيان إلى غلق باب الإنجاب كلياً وإن فُتِح فأمام إنجاب طفل وحيد أو تبني طفل من خارج أوربا! هذه الممارسة أصبحت العامل الرئيسي في إنقراض العرق الآري/ الأوربي/ الأبيض/ الأشقر، إضافة إلى الخسارة لبركة الله الذي خلق الإنسان على شبهه ومثاله “ وَقَالَ اللهُ: نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا،...  سفر التكوين١: ٢٦ ” واضحة لا جدال عليها.
نفرض لو هبَّ واحدٌ من اللاجئين الآشوريين المسيحيين الذي عانى في الوطن الأمرين، إسوة ببقية الأقليات، يُنهضه الشعور بالغيرة على العلاقة الزوجية المباركة حسب النظام الالهي، وطلب مناقشة ظاهرة المثليين المشينة مع عضو من أعضاء برلمان إحدى الدول الأوربية، الذي وافق على تقنين المثلية، حيث تراه يخرج مبتسماً وغير خجل من الناس ولا خائف من الله الخالق، ليعلن من خلال وسائل الإعلام:
   نحن حكومة تلبي إحتياجات المواطن حتى لو كانت منافية للدين المسيحي أو للأخلاق. نقدر كأعضاء برلمان على حل ظاهرة نضوب الولادات في مجتمعنا الأوربي، التي أصبح البعض قلقاً عليها! من السهل لدينا تقنين وتصريح إقتران الإنسان من الحيوان! مثلاً الذكر يقترن من كلبة أو قطة وبالعكس!! يكمل عضو البرلمان تصريحه واثقاً من حله: لا ننسى أن القطط والكلاب هي حيوانات أليفة وعائشة مع العديد من مواطنينا في بيوتهم، اذا ممكن حلُّ المعضلة بإقترانهما والعيش سوية في شقة واحدة كزوجين! وما على البرلمان سوى تقنين الظاهرة وتعميمها.
ليس هذا الرأي أو الحل بغريب على رجال تبوأ الواحدُ منهم مسؤولية ضمن وظيفته الموكل بها أمام الشعب، لأن معظمهم يتنكر للدين المسيحي كمعتقد قدمه الرب يسوع المسيح "له كل المجد" لهم على الصليب. بل تضمنت معظم دساتير دول أوربا على أنها دول علمانية! أي ليست مسيحية. بهذا حللوا لأنفسهم تقنين كل ما هو مخالف للخالق وملائم للشاذين. وسمحوا للمواطن بممارسة كل الحريات! حتى المنافية للدين والمنطق والأخلاق.
يعود ذلك اللاجئ الغيور ثانيةً، ويسأل عضو البرلمان:
   ممكن أن تفشل عملية تزويج الإنسان من الحيوان! ما هو حلُّكم؟
يجيب بكل صراحة:
   لا ننسى أن العلم قد طفر سنوات عديدة إلى الأمام. في حالة تعرض عرقنا إلى الإنقراض فليس لنا سوى اللجوء إلى العلم، من أجل حل ظاهرة الإنقراض! والعلم لا يبخل علينا بإختراعاته، لقد هيأ لنا وفق صناعة مُتقدمة، الربوت ليحل، محل المواطن في كل علاقة كأنه البديل الحقيقي له. ألم تسمع أو تشاهد دخول الربوت في مجال صناعة السيارات؟ اذا ما الذي يمنعنا من إدخاله إلى الحياة الإجتماعية من أوسع أبوابها؟! بهذا لن نجد صعوبة في أن نصنع إنسان الربوت! نعطيه إسماً، لقباً، هوية، جنسية، شهادة السياقة، جواز السفر، شقة سكنية، حقوق المواطن، كحق الإنتخاب بل الترشيح للبرلمان! له عنوان معروف، ثم له حق الزواج من الإنسان أو العيش كسامبو أو حتى مثلي (لوطي أو سحاقية) له/ لها حق تبني الأولاد، يعترف القانون بهم أولاداً شرعيين. ثم سيحصل على لون البشرة الخاص بالعرق الأوربي. بل ممكن أن نصدر منه نسخاً إلى مختلف دول العالم.
يعود ذلك اللاجئ الغيور ليسأله:
   يبدو أنك لا تبال بنظرة الكتاب المقدس “ولا تُضَاجِعْ ذَكَرًا مُضَاجَعَةَ امْرَأَةٍ. إِنَّهُ رِجْسٌ. سفر اللاويين١٨: ٢٢”.
يعود ذلك اللاجئ الغيور ليسأل عضو البرلمان:
   أن الحلول التي وضعتها كعضو برلمان، غير مقنعة، لقد وضعت آلة بدل الإنسان.
   دساتيرنا علمانية.
   أنكم بهذا كبرلمان تتنكرون لله.
يجيبه مصرحاً:
   ذكرت لك قبل قليل. أمام العلم تختفي المشاكل. بل ستجد عاجلاً أو آجلاً، ربوتاً من بين الروبوتات عضواً في البرلمان! بل ليس غريب أن تجد في المستقبل ربوتاً جالساً مكاني وهو يصرح ويجيب على كل أسئلة الصحافيين.
يجيبه ذلك اللاجئ الغيور، قائلاً:
   نعم ليس غريب! لأن الربوت يشبهك في عدم الإنجاب. لكنه لا يشبهك في عدم مصداقيتك، لأنه لم يُولد في مجتمعٍ يتنكر لله، لكن ليس بغريب أن يتعلم من المجتمع الذي سيكون فيه، فيكون كما تريدون. إنه آلة مصنوعة بأيدي بشرية لا تؤمن بالخالق.
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس لولو

18
المنبر الحر / كفانا كذب
« في: 23:23 26/03/2019  »
كفانا كذب
لا يجد البعض منا أي خجل حينما يمارس أية عادة سيئة! لأنه يعتبر ممارستها وسيلة للوصول إلى غايته حسب مقولة الكاتب ميكافلي(الغاية تبرر الوسيلة.) لذلك لا يجد حرجاً حتى لو تم كشف كذبته. تثبت معظم دراسات علم النفس أن كل العادات يتم تعلمها داخل جدار بيت العائلة وفي محيط المجتمع. مثلاً يتعلم الفرد ممارسة الكذب منذ صغره من والديه! حينما يكبر تراه يكذب على زملائه وحينما يشب تراه يكذب على الفتاة التي وثقت به وأعتبرته زميلاً أو صديقاً أو حبيباً لها! بل لا يتردد في الإستيلاء على حاجيات شقيقاته ومتى ما علمنَّ تراه يكذب بوقاحة وفوق هذا عليهنَّ تصديقه. سلسلة متواصلة من الكذب يحملها معه حجة يحتج بها متى ما إحتاج إلى الدفاع عن نفسه أو لكي يبرر تجاوزه!! واذا سألته يجيبك:
   •   أنها كذبة بيضاء.. أو لست الوحيد الذي يكذب. أو...
مبررات غير مقبولة في كل الأحوال بالذات لو كان الموضوع جدياً أو يخص شخص ما. نجد أسلوب الكذب منتشراً بين الذكور أكثر من الأناث! لذلك يصعب الأمر مع أية فتاة في أن تحظى برجل يتصف بالثقة! لكن الفتاة ( طابيثة) يوم دخلت حرم الجامعة وهي التي تربت وفق أسلوب تربوي مبرمج أوصى به خالها المقيم في بلاد المهجر بحيث لم يتم ممارسة أية عادة سيئة أمامها كالكذب أو النفاق أو السب والشتم أو الإهانة ولا تعنيفها من قبل والديها ولا.. ولا. أنهت دراستها لتحصل على مقعدٍ في كلية علم النفس في جامعة أشور.
منذ الأسبوع الأول من دوامها شعرت بالإختناق وهي تتنفس هواءاً، قلبت عادة الكذب أوكسجينه إلى ثاني أكسيد الكربون! لذلك قررت أن تحترس في علاقتها وهي تختلط مع طلبة الكلية! بل أخذت تشاهد مندهشة زميلاتها اللائي كنَّ البعض منهنَّ لا يحترسنَّ على أنفسهنَّ وهنَّ قد بدأنَّ بإقامة علاقات حبٍ كل واحدة مع زميل لها، غير حريصة على قلبها من الإصابة بذبحة من ذلك الزميل الذي وثقت به مسلمة له قلبها. أصبحت ترى أو تسمع عن زميلة قد وثقت بزميل لها أستطاع من الإيقاع بها ضحية فأغواها وأستغل علاقة الحب النقية من أجل إشباع غريزته. كل هذه الممارسات السيئة التي أولها الكذب، قد تعلمها من والديه ثم من المجتمع الذي يعيش فيه ليجد نفسه بعد سن البلوغ لا يقوى على الإقلاع عنها لذلك أرتأت (طابيثة) أن تسعى لتجد حلاً للذي يجري من دون رقيب أو ضمير. قررت أن تزور مكتب عمادة الكلية لتلتقي بموظف في شؤون الطلبة. إستطاعت أن تناقش معه ما يمارسه بعض الطلبة خاصة الذكور من بينهم من عادات سيئة من المحتمل أن تؤثر على أدائهم الدراسي في الجامعة.
بتشجيع منه إستطاعت أن تعرف من بعض الزملاء على العديد من أسباب السلوك السيء. توسعت بموضوعها حتى عملت لقاءات مع بعض الطلبة دون أن يُدلوا بأسمائهم بحيث عرفت منهم أسباب ممارستهم للعادة السيئة وأولها الكذب. ثم ناقشت الموضوع مع رئيس قسم شؤون الطلبة، الدكتور...... أقترح عليها أن تسعى في بحثها حتى يحتوي كل الأسباب لكي تقوم بدراستها ووضع الحلول الناجعة لها. خرجت من غرفة مكتبه وكلها ثقة بأن ما تقوم به هو أول خطوة على طريق الصواب من أجل بناء مجتمع فيه الفرد لا يلجأ إلى ممارسة السيئات حتى وأن كانت لا تؤثر على الآخرين، لكن من أجل أن لا تقلب الموازين وتصبح أسلوب حياة مقبول. أن الكذب هو إستهانة بحقوق ومشاعر وأحاسيس الغير. سعت لكي يكون  بحثها شاملاً جامعاً لذلك توجب عليها أن تقضي عدة ساعات بعد المحاضرات في مكتبة الكلية لتطلع على العديد من الكتب والبحوث وهي تستنبط منها الكثير من الأفكار. أكتمل بحثها. حينئذ قامت بتسليمه إلى الدكتور...... قام بمراجعته ووافق عليه ثم قدمه إلى عمادة الكلية لتقرر هذه الأخيرة مناقشته. أنها سابقة في الدراسة الجمعية أن يتم قبول بحث من طالبة في المرحلة الأولى ليتم مناقشته كما تتم مناقشة رسائل الماجستير. حضرت (طابيثة) إلى قاعة المناقشة مع العديد من زملائها وزميلاتها وهي تحمل مشروع عملها الذي أعدته. بدأت المناقشة بأشراف من قبل عميد الكلية ودكتوران مختصان في علم النفس. نال بحثها درجة الأمتياز. تم بعد ذلك تقديمه إلى رئاسة الجامعة.
لو نال الموافقة حينئذ سيتم رفعه إلى وزارة التربية والتعليم، ليتم تعميمه على كل دور التعليم في الوطن لغرض تطبيقه في مدارس الروضة، التمهيدية والإبتدائية غايته بناء طفولة خالية من كل عادة سيئة. ها هي (طابيثة) تنتظر الجواب من الوزارة المعنية على بحثها بينما حالة الكذب وغيرها من العادات السيئة لازالت تدور عجلتها على جادة ألسنة الكبار لتخلف الدهشة في عيون الصغار! دون أن تصادف أمامها مطبة تقوى على تأخيرها، أن لم تقوَ على منعها.
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس لولو
 
+++

19
الإحتفال
بذكرى عيد الأم
في
مدرسة دبس الإبتدائية للبنين


            (أدمون شمعون) تلميذٌ في الصف السادس الإبتدائي في مدرسة (دبس الإبتدائية للبنين). بعد الظهر عند إنتهاء دوام الطلاب في المدرسة، عاد إلى البيت من المدرسة، ليجد والده في إنتظاره. قال له:
   ▪   بابا ستعمل بعد غد مدرستنا إحتفالا بذكرى عيد الأم. حيث سيحضرون كعكة كبيرة وسيكتبون عليها ( للأم اليوم يغني الوطن) لقد حضر المعلم المطرب ( أكرم طوزلو) أغان تنسجم مع هذه المناسبة. سننشد العديد من الأناشيد للوطن، سنتناول الكثير من الشوكلاته وسنشرب الكثير من المشروبات الغازية. يا بابا أقدم لك بطاقة دعوة حضور حفل إحياء ذكرى عيد الأم، عملتها بنفسي. قدمها ليفتحها الأب، يقرأ ويشاهد:
   ▪   ورقة رسم عليها صورة وردة حمراء اللون وفي وسطها رسم صورة وجه أباه! وبيده وردة يقدمها إلى…. كتب تحتها: إلى أبي الحنون مع التحية. كي نتذكر أمي. ذيلها بإسمه (أدمون شمعون).
حضنه أبوه وقبله من خديه وقال له:
   ▪   أكيد سآتي وسأرتدي أحلى حلة ألا وهي الزي الأشوري، حتى أبدو شاباً قدم من قرية من قرى أربئيلو! يا إبني من اليوم سنكون أنا وأنت أصدقاء.
   ▪   يا بابا أنت رائع وفوق هذا وسيمٌ. أتعرف من قالت لي هذا عنك؟
   ▪    من يا حلو أنت يا ولد يا مشاكس؟
   ▪   (ميري).
   ▪   أيَّ (ميري)؟
   ▪   خالة صديقي (يعقوب).
   ▪   كيف كان هذا؟
   ▪   البارحة مساءً كنت في بيت صديقي، بعد أن أنهينا أداء واجباتنا البيتية، بدأ كل واحدٍ منا بتصميم بطاقة دعوة لوالديه، بمناسبة ذكرى عيد الأم. بينما كنا أنا وهو مشغولين بعمل البطاقة، دخلت خالته علينا، إندهشت برسمينا. سألتني عن الصورة التي رسمتها؟ قلت لها أنها صورتك. همستْ في أذني: والدك وسيمٌ جداً.
   ▪   هل هي غير متزوجة؟
   ▪   لازالت غير متزوجة. بابا هي تساعدنا أحياناً عندما نعمل واجباتنا البيتية معاً. لكن بابا لماذا قالت إنك وسيم؟
   ▪   يا ولد يا شقي. لازلت صغير.
 بعد هذا الحوار الودي بين والد وإبنه يشبه حوار جرى بين صديقين. قال له والده:
   ▪   قم الآن وحضر واجباتك البيتية، لأن موعد النوم غدا على مقربة منك يا بني. غداً بعد إنتهاء دوام مدرستك بعون الرب، سأتي لترافقني إلى محل لبيع الهدايا لنشتري هدية لخالة صديقك.
   ▪   لكن هي لم تتزوج لحد اليوم.
   ▪   قد تتزوج!
   ▪   ها بابا ماذا تخطط؟
   ▪   صدقني يا بني تقديراً لرأيها فيَّ. ثم أنها مناسبة.
   ▪   أقبل اليوم بعد الغد وهو يحمل معه  إلى الأم من حول العالم وللأم العراقية خاصة، مناسبة عزيزة على قلوب الأبناء قبل الأباء. تزينت المدرسة بل كل مدارس الوطن بزينة جميلة إحتفالاً بذكرى عيد الأم. حيث التلميذ (أدمون) قد إرتدى مع والده الزي الأشوري، دخلا إلى المدرسة سوية. كان معظم أولياء الأمور حاضرين الإحتفال.
إجتمع كل التلاميذ في مدرسة ( إبتدائية دبس للبنين) ليقف المدير الأستاذ (ناجي الدوري) ويلقى كلمته بهذه المناسبة. أقتطف بعضاً أسطر من كلمته ( تبقى الأم شمعة بيتها، لا يعوض مكانها أي بطل في العالم.. لا يغرنك أن ناداك أحد بالبطل، أعلم حينئذ أن ورائك إمرأة فاضلة.. هيا يا كل زوج وكن سنداً لزوجتك. لا تنس أن الأم مربية للأجيال…). ألقى بعده الطالب (محمد ملا حبيب) كلمة عن طلاب المدرسة، قال فيها: كل حناجر الطلبة تغني اليوم بإسم الوطن أغنية للأم.
بدأت بعدها فعالية التلاميذ الذين غنوا من قلوبهم للوطن والأم. ثم أُعلن من خلال سماعة مكبر الصوت عن أغنية يقدمها المعلم والمطرب التركماني (أكرم طوزلو). كانت أغنية عن الأم باللغة التركمانية ( ننى مان ساني سيورام ). أعقبه أحد الطلاب ليؤدي أغنية ريفية وهو يقلد المطرب الريفي (الملا ضيف الملا جار الملا مسعود الجبوري) أتذكر بعض أبيات القصيدة التي غناها:
                      يا ولد حبْ أمك        تراها شيالت همك
                      أبوك ينطيك إسمك     أمك تنطيك الحنيه
                   رضعتك حليب صدرها   طعمتك من أصابعها
                   شربتك دمع محاجرها   تراها تستاهل الهديه       
                         اذا غنيتْ للوطن        الأم تلولي للإبن
                       حتى بأيام الحزن          تراها دوم قويه

بدت علامات الحزن تظهر على وجه التلميذ( أدمون ) وهو يشاهد كل تلميذ من زملائه مع والديه، حيث علامات الفرح ترسم بريشتها كل ألوان السعادة على وجه كل أم حاضرة حفل إحياء ذكرى عيد الأم. 
عند نهاية الإحتفال تقدم كل أب وقدم هدية متواضعة لزوجته إحياءاً لمناسبة عزيزة على قلب كل أم... اذا بصوت طفل يأتي عاليا عبر المايكرفون. ليقف الكل مصغياً، ليقول:
   ▪   سامحيني يا أمي العزيزة لأني لن أقوى على تقديم الهدية لكِ! ليس لأني لا أملك ثمنها. بل لأن ما أقدمه لكِ لن يساوي ما قدمتيه لي السنين الثلاث التي عشتيها معنا بعد ولادتي. آه يا أمي أنا حزينٌ لأنكِ لست موجودة معنا اليوم. لقد جمعت الكثير من مصروفي اليومي، به سأشتري هدية لكل طفل يتيم. 
   ▪   ترك سماعة المايكرفون وسط تصفيق زملائه الطلاب، وهرع إلى حضن والده وهو يبكي. حضنه والده وقبَّله قبلات حارة. تقدم مدير المدرسة ليقول من خلال سماعة المايكرفون:
   ▪   ليس لنا إلى نقول لكل إبن يتيم لا تحزن يا إبني. نحن لك عائلة بل كل عائلة في ناحية دبس هي عائلتك.
         إنتهى الحفل ليغادر كل الحاضرون ساحة المدرسة. بينما (أدمون) مع والده على الطريق يسيران، قال لأبيه:
   ▪   يا بني أن تركتنا أمك راقدة على رجاء القيامة، هذا ليس نهاية الحياة. دعني اسألك:
   ▪   عليك أن تقرأ قصة (تلميذ من سميل) للكاتب مارتن كورش تمرس، التي ضمتها مجموعته القصصية (القلوب عندما تسافر).
   ▪   سأفعل. فقط هيأها لي.
   ▪   عندما نصل إلى البيت، ستجد الكتاب بين يديك.
رفع وجهه بينما بكفي يديه يمسح آخر القطرات من عينيه. ليقول لوالده:
   ▪   أحبك يا أبي.
   ▪   هذه الكلمة هي عندي كباقة ورد إستلمها اليوم من فلذة كبدي الذي لم ينس أمه.
   ▪   يا أطيب بابا.
أراد الوالد أن يزيح بغمامة الحزن جانباً، فقال له:
   ▪   لماذا لم تقل لي: يا بابا يا وسيم.
   ▪   عندها ضحك (أدمون) من كل قلبه.
قال له والده:
   ▪   هيا يا بطل نسير فرحاً، كأننا كردوس ونحن بزينا الأشوري نمت إلى أجدادنا بصلة متينة.
   
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس لولو

20
المنبر الحر / إلى كل ولي أمر شرقي
« في: 19:51 01/03/2019  »
إلى كل ولي أمر شرقي

أنا هنا لأخاطب كل أم وأب شرقيين! يا أولياء الامور منذ أن وطات أقدامكم أرض دولة اللجوء في الغرب وأنتم تعيشون في أمان وسلام. فرحون أنتم بما تغدق عليكم بلدية المدينة من شقة سكنية، متحملة إيجارها. راتب شهري. تعليمكم اللغة الرسمية بدون مقابل. بطاقة باص للتنقل. مصاريف صحية. سلفة مالية لشراء الأثاث لا تدفعها إلا متى ما حصلت على العمل. أما أبناءكم! فهم في هذه المقالة بيت القصيد! لكن الحديث هو معكم. أقول:
دولة اللجوء الغربية مشكورة منحت أولادكم كل حقوقهم التي كنتم في الشرق قد حجبتموها عنهم! إضافة إلى أن الطفل كان معرضا من قبلكم للضرب المبرح أحياناً كثيرة، مما كان يخلف عاهة مستديمة في أحد أعضاء جسد طفلكم! ولا يهرع أحد لنجدته. لا قانون مسنٌ يحميه! بل يعتبر الطفل ملكا لوالديه لهم حق ضربه وإهانته! بحجة التأديب!
اذا يا أولياء الأمور بسبب نقلة جغرافية جذرية من الشرق إلى الغرب، وفقها ما عادت لكم أية أحقية في تأديب فلذات أكبادكم بالعنف وقد سقطت أمام عيونكم نظرية (لا تشتري العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد.) على أرض دولة اللجوء التي منحت أولادكم كل الحقوق الإنسانية! وعرفتهم بحقوقهم، ليس لأنها أول من سن لائحة حقوق الإنسان! بل لأنها تعترف بإنسانية الفرد ( المواطن والمقيم والمتجنس واللاجئ) في مقدمتهم الطفل. اذا مادام أولادكم ! قد عرفوا حقوقهم. والدولة تحترم شخصهم. اذا ليس عليكم سوى تغيير أساليب تعاملكم معهم. لأنه ما عدتم تتعاملون مع ساذجين بل مع أطفال كأنهم محامون! يعرفون كيفية الدفاع عن حقوقهم. ليس من الصواب أن تقلبوهم إلى أعداء لكم لأنكم ما عدتم مالكين لهم! بل أفرحوا بهم لأنهم كانوا مغمضي العيون ودولة اللجوء أنارت أمام أنظارهم فأصبحوا يعتمدون على انفسهم. أن هذه المعرفة لن تجعلهم بعيدين عنكم. بل هم يخففون عنكم الكثير من الأثقال. لذلك ليسأل الواحد منكم نفسه: أن دولة اللجوء قد منحت أطفالي كل شيء، ما الذي بقي علي كأب وأم لأمنحه لطفلي؟
الجواب هو واضح للعيان ولا يكلفنا شيء! أنه خيط متين يمسك أولياء الأمور بأحد طرفيه وبالطرف الآخر يمسك فلذات أكبادنا، وقد ربط وسطه عموديا بالسماء! أنه خيط له علاقة بالروح مصدره السماء! هلاَّ أدركتم قوته؟ هلاَّ عرفتم أهميته؟ أنه خيط المحبة! المحبة! المحبة!
اذا لنكن حكماء ولا نستهينوا بقوتها، بإعتبارها الغلاف المتين لكتاب حقوق الأطفال الذي ألفته دولة اللجوء وعرفته بأطفالنا! وقد خففت عن كواهلنا كل الأثقال المادية. فهل نبقى بخلاء على أطفالنا ولا نمنحهم المحبة! وقد منحتهم دولة اللجوء كل حقوقهم. علينا أن نتعامل معهم بإحترام وعدم تجاوز على شخصهم ولا على حاجياتهم.
يا كل أولياء الأمور الشرقيين في الغرب، لكي يبقوا أولادكم في دائرة التماسك العائلي! عليكم التعامل معهم بإسلوب تربوي لا يخرج عن دائرة المحبة قيد أنملة! اذا مادمتم تعملون بمحبة مع فلذات أكبادكم، إفسحوا لهم مجال النقاش لآرائكم  حتى يحترموا قراراتكم فيخرجون مقتنعين بنصائحكم. عندئذ سترونهم يكبرون في زمن نعمة الرب يسوع المسيح" له كل المجد".
أنا ولي أمر أقول بملئ صوتي. شكرا لك يا مملكة السويد. ألف شكر. أنا ممنون. ولك فضل عليَّ! على ما منحتيه وتمنحيه من حقوق لأطفالنا. كولي أمر، لن أبخل على إبنتي بمحبتي الأبوية التي مصدرها السماء ( فَأَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ.) "1بطرس1: 22". كنتُ سبَّاقا في فتح حساب خاص لها! أحفظ فيه المنحة الشهرية (Barnbidrag)المعطاة لها من بلدية المدينة.
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس لولو

21
المنبر الحر / الشاشة العائلية
« في: 21:38 04/02/2019  »
الشاشة العائلية
من منا لا يتذكر أيام الستينيات إلى نهاية التسعينيات من القرن الماضي، في ليايلها كانت العائلة العراقية بكل أفرادها الجد والجدة والوالدي  والاولاد والبنات حتى صغار السن، وهم جالسون قبالة الشاشة العائلية ليراقبوا مشاهدة فلم السهرة! التي كانت تعرض في كل ليلة فلماً جديداً. لم يعرف المشاهدون وقتها إلا كل جديد ونافع لأفراد العائلة. بل الذي كان يجمع كل أفراد العائلة سوية هو جودة الفلم المعروض. ما كانت القنوات الأرضية وقتها تعرض فلماً مبتذلاً أو من غير فائدة بوجود الرقابة التي كان مقصها يقص كل مشهد غير أخلاقي. شتان ما بين البارحة واليوم صارت العائلة لا تجتمع قبالة شاشة التلفاز! لماذا يا ترى؟ ليس لأن الأذواق قد إختلفت. أو الرغبات قد تنوعت. بل لأن الفلم قد تغير. بعد أن كان يجمع أخذ يفرق. فلم البالغين أصبح يختلف عن فلم الشباب أو الصغار.تشاهد في الفلم الذي هو للكبار، قتلاً، خيانة، خلاعة، عنفاً وسبًا وشتماً... أما الفلم المخصص للذكور من الشباب ففي أحداثه الأكشن، الرعب، السطو المسلح ، التعدي من غير مبرر، فعل الجريمة والخلاعة. أما الإناث فممنوع عليهمنَّ الجلوس مع الكبار أو مع أشقائهنَّ! اذا أصبح المشاهد اليوم يشاهد فلما مسيئا للأخلاق، مضراً بالسلوك، مفسداً لكل علاقة إنسانية، هداماً للعادات والتقاليد ومسمماً للأفكار. هل يا ترى سأل المشاهد نفسه اليوم أين هو جالس؟ هو جالس في مسكن؟ أم في صالة عرض لكل ما يمتد إلى الشر بصلة؟ أنها آيدلوجية القبول بالمضر للنفوس والمسيء للسلوك للوقوع في شرك الرذيلة دون خجل أو خوف! أنظر حينما يجلس البعض من أجل مشاهدة مسلسل مدبلج! كيف يتعاطفون مع البطلة التي حبلت بالزنى؟ أو مع الإبن الذي  يعشق زوجة عمه! أنها مهزلة يتقبلها المشاهد! لماذا؟ لأنه رفض أن يقرأ ويطالع فذهب وقت فراغه الثمين في مهب الريح!
هل ممكن أن نجد حلاً لهذه الظاهرة التي أخذت تدمر الفكر الإجتماعي قبل الفردي؟
أنا متأكد بأني سأسمع ردوداً مخالفة للحل الذي سأطرحه! سيقول البعض:
•   ما عاد اليوم يشبه البارحة. ما عدنا نقوى على السيطرة على ريموند التلفاز. ما عدنا نقوى على التحكم بالهواتف الخلوية الذكية التي يقتنيها أولادنا. لا نفهم في حيثيات الشبكة العنكبوتية التي يتجول فيها أولادنا.
لكني أجيب قائلاً:
•   من السهل أن نجد حلاً نتشارك فيه جميعاً، العائلة مع جهات إجتماعية ورسمية وشبه الرسمية، كتاب ومؤلفين وفنانين ومثقفين نعمل بتكاتف لكي نطبق الحل ونلمس أثماره بأيدي فلاحية لا تفرقها عن تربة الوطن... تتقاسم كل هذه الجهات المسؤولية من أجل إعادة أفراد العائلة العراقية إلى سالف أيامها ولو لمدة ساعتين في اليوم ويفضل عند المساء أخذين بنظر الإعتبار مغناطيسية الهواتف الخلوية.
رأس خيط الحل الذي نبحث عنه يطلع من البيت ماراً بالمدارس إلى أن يصل إلى وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة والأعلام، التي يفضل أن تسعى في حل من حلولها إلى إمتلاك فضائية تبث البرامج النافعة مستنبطة من واقع المجتمع العراقي بمختلف أطيافه. لنا في مجتمعنا العراقي ما لا يوجد في غيره من وجع، ألم، حزن وتهجير قسري وووو. من هذا الواقع ممكن أن يغرف الكاتب أو المنتج أو المخرج مسلسلاً أو فلماً أو برنامجاً وفقه يعود أفراد العائلة العراقية ليجتمعوا مساءً أمام الشاشة العائلية، عندئذ تعود الشاشة إلى سابق عهدها جامعة مفيدة لكل الأذواق والأعمار، وهي تعرض أثمار طيبة على مشاهديها ليخرج كل واحد منهم بفكرة مسعفة أو بدرس بليغ أو بفهم صحيح لعلاقة الحب أو حل لمشكلة عائلية أو.. كما يخرج الفلاح من حقله وهو سعيد بما حصد لأنه عرف كيف يزرع.
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس لولو

22
المنبر الحر / أين أنتِ يا فتاة؟
« في: 17:00 24/11/2018  »
أين أنتِ يا فتاة؟
مَن منا نحن جيل الخمسينيات والستينيات بل حتى جيل السبعينيات من القرن الماضي لا يعرف عن كثب البنت العراقية، كيف كانت متعلمة ومثقفة واذا ما صادف وأن أحبت، تراها تحب من كل قلبها وتعرف كيفية الدفاع عن حبها. لكن ما عاد الحال معها كما كان بعد كل هذه التحولات السياسية، والتدهورات الأقتصادية وثقافة العنف و.. و. لأن المسكينة أضطرت أن تلازم البيت وتجلس أمام شاشة التلفاز أو هاتفها الخلوي أو الحاسوب بين يديها، وقد غدت متأثرة بما خرج به علينا مخرجوا الفديو كليبات والمسلسلات (خاصة المدبلجة) التي بدت تغزو أفكار العديدات من بنات مجتمعنا حتى فضلن هذه المسلسلات على دروسهن ومطالعتهن، فصارت الواحدة منهن تساير نمط الثقافة التلقينية عبر أعلام مسمم للأفكار، حتى تركت بناء وتغذية عقلها ففقدت كل فرصة لتعلم مقومات الحياة في الحب، الأحترام، جذب المقابل، الكاريزما والجرأة الأدبية، حتى أصبح همها أن تساير العالم الحاضر وهي بهذا لا تصغي إلى صوت الرب وهو يُكلمها ويكلمنا نحن أولياء الأمور (لاَ تُسَاقُوا بِتَعَالِيمَ مُتَنَوِّعَةٍ وَغَرِيبَةٍ، لأَنَّهُ حَسَنٌ أَنْ يُثَبَّتَ الْقَلْبُ بِالنِّعْمَةِ، لاَ بِأَطْعِمَةٍ لَمْ يَنْتَفِعْ بِهَا الَّذِينَ تَعَاطَوْهَا.)"عبرانيين13: 9".
ليس هو ذنب إبنتنا في هذه الأيام، بل ذنبنا كأولياء أمور عندما نسمح في بيوتنا بمشاهدة برامج أعلام مسمم جند العديد من الفنانين والفنانات مثل هيفاء وهبي وميريم فارس وغيرهن عدد ولا حرج، وممثلين وممثلات وحتى الأعلاميات حتى غدت شاشة التلفاز ملونة بألوان مشمئزة للنفوس قبل العيون. غدت إبنتنا المسكينة لا تكلف نفسها لتعرف عن كثب ماهية الحب الحقيقي الذي ينبني عليه بيت الزوجية كما ينبني البيت على الصخرة (وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ.) "1كورنثوس10: 4" بسبب قلة أدراك أولياء الأمور وإنعدام معرفة البعض منهم بالتكنوجية الحديثة مثل الهاتف الخلوي والحاسوب. لا أدينكِ (لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا،) "متى7: 1".
يا فتاة يا إبنتنا العزيزة يا فلذة كبد والديك، بل أنصحك أن تعودي وتبحثي عن الحب النقي حتى تمسكي بالخيط المتين المؤدي إلى قلب الذي تريدين الوقوع في شرك حبه. عليك يا إبنتنا العزيزة أن تسألي نفسكِ: كيف أعيد بناء نفسي لكي أحصل على الحب الحقيقي الذي به أبني بيتاً زوجياً شاشة التلفاز فيه تحجب كل ما هو مسمم للأفكار؟
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس

23
المنبر الحر / الهالويين Hallowen
« في: 21:31 29/10/2018  »
Halloween الهالويين
 يصادف عشية يوم 31 أكتوبر تشرين الأول من كل عام. عيد مسيحي غربي  أنه عيد جميع القديسين . لكن بوجود الجذور الوثنية تم قلب الأحتفال بعيد القديسين إلى أحتفال بعيد آخر سُمي بـ(الهالويين  Halloween بالأنكليزية) حيث الناس يرتدون ملابس مفصلة من فكر الشيطان تُباع في معظم المحلات التجارية. حيث ترى الناس تتسابق لشرائها ومن ثم إرتدائها وغالباً يلبسونها لأطفالهم الأبرياء. ملابس تم إستيحائها تفصيلاً وخياطةً من مظهر الشيطان! هل هناك اليوم من ينفي وجود الشيطان؟ ها هو قد أقنع العديد من الناس وجمعهم للأحتفال به في يوم هو يوم القديسين والذي يصادف في 31/10 من كل عام. لقد أستطاع الشيطان من سرقة ذكرى الأحتفال بعيد كل القديسين وأخذها لنفسه وما أن رقص حتى أجتمع من حوله مَن سجد له من الناس. 
الشيطان الذي ننفي وجوده، أصبح المجتمع الغربي يحتفل به. اذا سألت أحد المحتفلين بـ(الهالويين) يُجيبك: أنها الحرية.. دعنا نبتهج ونفرح. كأن الإنسان أصبح لا يجد السعادة الا مع الشيطان هل من يقول لي أن الشيطان غير موجود؟ نعم قد لا تصادفه شخصياً وهو يتمشى على رصيف الشارع أو أستأجر شقة في العمارة التي تسكن فيها.. أو. أعلم أنه موجود في أجساد الأشرار. لكن أن يصبح هذا الشر مناسبة نحتفل بها! أنه لشيء تشمئز له النفوس ليس لأننا نتصنع التقوى بل لأن مثل هكذا مناسبة تحز في نفوس الطيبين وخائفي الله في أي مجتمع.
نحن هنا نتحدث كمسيحيين قد قبلنا أن نتبرر بدم الحمل، يسوع المسيح "له كل المجد" ذاك الذي خرج إلى البرية وتمت تجربته من الشيطان ولم يقو عليه الشيطان (وَقَالَ لَهُ: أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي.)( حينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ.) "متى4: 9 و 10" . قد يسأل أحد القراء الكرام، لماذا يقوى الشيطان اليوم على العديدين منا؟
الجواب لأننا لا نتبع الأخلاق المسيحية في بيوتنا. لا ولي أمر يعلم أولاده حب كنيسته. لا أحد منا نحن الأباء والأمهات نصلي أمام أولادنا لكي يفعلوا ما نفعل. لذلك ترى صحون حياتنا فارغة من كل معرفة دينية مسيحية ومادامت كذلك فلن يكون في أيدينا ما نعطيه لأولادنا من معرفة مسيحية. لذلك ترانا نركض قبل أطفالنا إلى كل مناسبة حتى لو كانت مدمرة لأخلاقنا المسيحية. قد يسأل قارئ من بيننا: على عاتق من تقع مسؤولية تحذيرنا من ملذات الحياة المدمرة لبناء أخلاقنا المسيحية؟ هناك ثلاث أدوار تعود لثلاث جهات:
الجهة الأولى: دور الكنيسة أو المرعية/ هذا الدور مهم جداً. على الكنيسة في بلدان المهجر أن تحذر أولياء الأمور من خطورة الأحتفال بمناسبة الـ(هالويين) لأننا بهذا نشارك الشيطان في أعماله. يفضل في مثل هذا اليوم أن يحتفل أعضاء الكنيسة بعيد كل القديسين وقد أرتدوا أطفالنا أثواب بيضاء مع مآزِرَ حمراء كأنهم شمامسة صغار بل ملائكة تجري على الأرض في حضن الكنيسة، بهذا تضع الكنيسة البديل الأصلي والأساسي والقوي لكي لا يسيل لعاب أنظار أطفالنا خلف إحتفالات الشيطان التي قد تكون معقودة في المنطقة التي نعيش فيها. وعلى راعي الكنيسة أن يستغل في كرازته مثل هذه المناسبة وينبه أعضاء الكنيسة على عدم المشاركة في مناسبة الـ(هالويين).
الجهة الثانية: المثقفون والمعلمون والمدرسون/ يقع على كاهل هؤلاء تحذير الشباب من مغبة المشاركة في مثل هكذا مناسبة، بل عليهم أن يعملوا على تحصينهم بكل المعلومات التي تدعمهم اذا ما دخلوا في مناقشة مع محبي الشيطان وأعوانه الأشرار.
الجهة الثالثة: الأب والأم/ تقع على عاتق كل ولي أمر مهمة تحصين فلذة كبده من الذهاب والمشاركة في مناسبة الـ(هالويين) ولكي لا يشعروا بالملل والوحدة في مثل هكذا يوم على العائلة الذهاب إلى الكنيسة ومشاركة بقية أعذائها بذكرى عيد كل القديسين. أو أخذ الأطفال إلى مكان فيه لعب للأطفال أو خروج العائلة إلى مكان فيه يلتهي الأطفال. على كل ولي أمر أن لا ينس أن فلذات كبده هم أمانة في رقبته (أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ:  دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.) "متى19: 14".
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس

24
المنبر الحر / Vitamin D
« في: 14:38 25/03/2018  »
فيتأمين D

 المرأة الأوربية التي خرجت إلى فصل الصيف بملابس كاشفة لمعظم نواحي جسدها بعد أن عاشت شتاءاً قارص البرودة وقد غطت الثلوج أراضي القارة معظم أيام فصل الشتاء حتى غابت الشمس عن معظم أيامه ليصاب معظم السكان؛ بنقص فيتأمين D. أن خروج مواطنات ومواطنو هذه البلدان في فصل الصيف إلى التنزه وقد إرتدوا اللباس الصيفي (شورت + تي شيرت) لا يعني أن الواحدة منهم قد أستهدفت من هذا اللبس الخلاعة وإغراء الغير، لأنها قد أعدمت في مشيتها وفي نظراتها كل صورة من صور الخلاعة، مادامت غايتها هي السماح لجسدها أن يمتص ما أمكنه من أشعة الشمس المملوءة بفيتأمين D. بل منهن من تراها وقد خلعت حذائها وحملته بيدها لتسير حافية القدمين؛ دون أن تتشبه بـ(فتاة الموديل وهي حافية القدمين، التي ظهرت في أغنية للمطرب كاظم الساهر، التي كانت غايتها إشعال الغريزة الجنسية لدى المشاهدين من الرجال، وتشجيع الفتاة الشرقية المسكينة على أن تحذو حذوها)؛ لأن الغاية هي صحية.
قد يسأل سائل شرقي: لماذا لا تكتفي الفتاة الأوربية في البلدان التي تفتقر في معظم فصول السنة إلى أشعة الشمس، بالإستجمام على شواطئ البحر وعلى ساحات الأندية الرياضة ليمتص جسدها ما فقده من أشعة الشمس؟
الجواب: أن أبناء هذه البلدان لا تجد الفتاة فيها نفسها غريبة فيما تفعله من أجل النهوض بصحتها، بإعتبارها قد تربت مع غيرها في مدارس مختلطة لم تجد الذكر غريباً عنها، كذلك الأمر معه. حيث يبدو الواحد منهما للعيان إبناً من أبناء دولة واحدة قد أغدقت عليهم بالإمتيازات وفتحت لهم أبواب التنزه سوية وهم يمارسون معظم أنواع الرياضة سوية سواء أكانوا في قاعات مغلقة أو في ساحات مفتوحة.
لذلك قبل أن نحكم علينا أن نعرف عن كثب المغزى من تعريض الفتاة الأوربية جسدها إلى أشعة الشمس في فصل الصيف، بل تجد بعض مواطنو هذه القارة يلجؤون إلى شواطئ دول شرق أسيا في فصل الشتاء تهرباً من شدة برودة وغياب الشمس في دولهم.
لست هنا لكي أدافع عن الفتاة الأوربية لأنها تعرف كيف تحمي حقوقها دون أن تقتنع في لحظة ما بأنها أقل من الذكر! بل  ترى نفسها محمية من قبل الدولة كذلك الحال مع الذكر حيث ينموان سوية وهما في مقاعد الحضانة، التمهيدية، الروضة، الإبتدائية والـ.... الجامعية، حيث يشعران سوية بأن الدولة هي الراعي الرسمي لهما، التي تكفلت وتوكلت بحسب الدستور ولوائح حقوق الأنسان، أن تقف لهما بقوة القانون لتحمي حقوقهما وكأن الدولة هنا تكمل عمل الوالدين في حماية، رعاية، تربية وتعليم أولادهما. اذا هذه الفتاة الأوربية التي نشأت في مجتمع لم يُنقص من شخصيتها ولم يُهن كرامتها، تراها تعرف كيف تتصرف دون أن تتجاوز، وتعرف كيف تمارس حريتها دون أن تتعسف في إستخدامها.
المحامي والقاص
مارتن كورش

25
المنبر الحر / النظرة الشرقية
« في: 16:06 16/02/2018  »
النظرة الشرقية
العديد منا نحن الشرقيون المقيمين في دول أوربا، حينما نتسوق أو نحن على متن حافلة لنقل الركاب أو في مقهى عائلي (كوفي شوب) أو قد خرجنا للتنزه... إلخ. ترى الرجل من بيننا حتى لو كان مع زوجته، لا تستقر له رقبة ولا يسكن له رأس، بل ترى رقبته تتحرك يميناً وشمالاً، ورأسه يدور إلى جميع الجهاة كأنه قد ركب بدله راداراً. لو سألته زوجته عن سبب إلقائه بنظراته العديدة والمتعاقبة على كل إمرأة تمر من أمامهما أو من جانبهما أو تقابلهما وفي هذه الأخيرة تراه يدور بقامته ورأسه إلى الخلف وهو ينظر إلى التي مرت تواً من أمامه؛ يجيبها بكل حيلةٍ:
   أ أ أشبه بها. أ أ أتصور أ أ أنها موظفة في دائرة أ أ أ...
كيف إذا كان الفصل صيفاً؟ تراه لا يُفَوِت نظرة على نفسه وهو يحترق شهوة ويتحصر ويلعن ويشتم... نفس الرجل ينتقل إلى دولة أوربية أما عن طريق اللجوء أو وفق عقد عمل تراه يمارس نفس التصرفات التي تعلمها في الشرق. وقد نسي بأن زوجته ما عادت تلك المسكينة التي كانت فاقدة للقوة والحيلة. ففي دول أوربا تجد المرأة الدولة نصيراً لها وقد فتحت لها ولفلذات كبدها ذراعيها مادياً ومعنوياً لتحتضنها مع أولادها من بعد أن تم طلاقها من زوجها الذي لم يسعى لتغيير سلوكه. بل ظل على نفس تصرفاته لا يحترم زوجته بل يهينها ويمارس العنف ضدها، لذلك تجد نفسها لا تقوى على تحمله فتترك بيت الزوجية وتهرع لتطرق باب بلدية المدينة الأوربية التي تقيم فيها. وتجد هذه الأخيرة لا تتأخر عن توفير الشقة السكنية للمرأة الشرقية وأولادها وهي تغدق عليهم بكل مخصصات المعيشة وتوفر الرعاية الإجتماعية والصحية ومصاريف التنقل، والتربية والتعليم والمأكل والمشرب.
لست هنا لكي أدافع عن المرأة وأنما لكي أنبه الرجل الشرقي وأحثه على تغيير أفكاره لكي تتغير تصرفاته فيحافظ على زوجته وأولاده. فالمرأة التي أقترن بها سنيناً طويلة وعاشت معه في السراء والضراء (على الحلوة والمرة) ليس من العدل أن يتجاوز عليها في بلد الغربة ولا يحترمها لأن جمالها لا يصل إلى مستوى جمال المرأة الغربية. قد نسي أن الأخيرة قد وفرت لها الدولة الأوربية كل متطلبات الحياة منذ ولادتها بل وهي لم تزل جنيناً في رحم أمها إلى أن بلغت سن الرشد. المرأة الأوربية لم تعش حصاراً ولم تر ظلماً  ولم تجع ساعة ولم تُغصب من قبل زوجها على ما لا تريده ولم تُهن من قريب أو بعيد. أما الشرقية التي عاشت الظلم منذ فتحت عينيها على وجه الحياة، لتعيش حياتها مسلوبة الحقوق ومحملة بالواجبات ومحرومة من كل جديد. يا رجل كن مخلصاً وأحب زوجتك وأرعى أولادك وأترك كل نظراتك السيئة بل أغلق عينيك عن كل نظرة حبلى بالشهوة الجنسية (فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ.)"متى5: 29" التي أنستك أقرب الناس إليك وهي زوجتك شريكة حياتك رفيقة عمرك. لطفاً لا تنس أنك لست مراهقاً. هيا كن عادلاً، محباً، طيباً وسفيراً لبلدك في بلاد المهجر.
المحامي والقاص   
مارتن كورش تمرس

26
المنبر الحر / لطفاً. يا أخي تريث
« في: 16:31 16/10/2017  »

لطفاً. يا أخي تريَّثْ
 صرخ الوطن بألم و وجع، كما تصرخ الأم الثكلى: يا أبنائي لماذا تتركونني وتهجرونني؟ أعلموا بأني بيت لكم ولازلت.. لطفا لا تحولوني إلى فندق.. يا...
قالت لي معلمة مدرسة الروضة في مدينة إسكلستونا- مملكة السويد؛ التي كنت قد سجلت فيها إبنتي، وأنا أخذها في أول يوم دوامها؛ بعد أن قرأت في تقاسيم وجهي علامات الحزن:
   أعلم أيها الرجل أن مملكة السويد ليست جنة!
صمت ولم أنطق بحرف واحد! بل قلت في نفسي: أن مشكلتنا نحن أبناء بلاد النهرين نبحث عن راحتنا خارج أرض وطننا. نظن أن السعادة تأتي برحيلنا إلى خارج وطننا! مقنعين أنفسنا بأن فرصة صناعة السعادة لم تتح فرصتها لنا لذلك لا محالة أن تتاح لنا في بلاد المهجر، كأننا على أرضه سنعيش في الفردوس! متناسين أن لا فردوس على الأرض بل في السماء (فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ.)"لوقا23: 43".
من يقدر أن يضمن سلامته من الأضطهاد والظلم؟ من أمن على حياته حتى ولو عاش في قصر من العاج ومبني من كونكريت مسلح؟ من ضمن حياته وهو يعيش في آمن مكان على الأرض؟ ها هم مواطنو دول أوربا يتعرضون إلى الدهس والطعن بالسكاكين..
قد تصل أيها المهاجر إلى بلد المهجر وتنال العديد من الإمتيازات لكن ثمنها هو خسارتك لكل ما كنت تملكه في بلادك، ستفقد أصدقائك، أهلك، عشيرتك، مهد طفولتك، قد لا تتكلم حتى بلغتك وقد تعيش بعيداً عن كنيستك... والخ. لن تحتاج إلى مال لكنك ستحتاج إلى أصدقاء. لن تخاف من أن أحدهم قد يقتحم بيتك لكنك لن تقوى على منع القلق والحزن عنك.  ستقضي معظم وقتك لوحدك أو في البيت مع زوجتك. ستكون أمام  مشاكل جديدة لا تعرف لها حلاً.
يا ريت لو كنت أقدر أن أقدم لكل من يسعى للهجرة قائمة تضم العديد من المشاكل التي سيواجهها ومعظمها عويصة لن يقوى على حلها. لكن لا أحد يصدق! فلو سكت الزوج تنبري الزوجة تحثه على السفر والعكس هو الصحيح.
قد تكون هناك مبررات أو محفزات للسفر لكننا نقلبها إلى هجرة دائمية ونحن ننعت الوطن بما لا يستحقه. متناسين أن الوطن بريء من كل الذي وقع أو يقع لنا على أرضه. بحيث لا يعرف الواحد منا قيمة بلده إلا عندما تطأُ قدماه أرض بلاد المهجر. عندها لن ينفع الندم والتباكي! لكي لا تصل يا أخي إلى ما وصله من سبقوك، عليك التريث ثم السؤال والأستفسار من بعض الذين سبقوك. أكيد ستجدهم نادمين على ما فعلوا. ثم لماذا العجلة في إتخاذ قرار الهجرة؟ والشروع ببيع الغالي قبل الرخيص من أجل سلوك طريق المجهول وقد سلمت حياتك وحياة عائلتك بيد مهرب لا ضمير له.
قد تجيب مستعجلاً:
   لا داع كي أسأل! لأني  ما عدت أتحمل العيش.. يجب أن أهاجر!
كأنك بهذا تردد قول الذين سبقوك. أنك بهذا تقلد غيرك الذي غرق في حزن المهجر ولا يحكي لك لأنه يخجل مما أرتكبه بحق نفسه وعائلته بل يكتفي بإبتسامة صفراء حزينة. اذا إلتقيته في بلد الهجرة، أول سؤال سيطرحه عليك هو:
   لماذا تركت الوطن؟
تسأله نفس السؤال؟ قبل أن يجيبك يطلق حسرة طويلة:
   لم أسمع نصيحة الذين سبقوني.
يا أخي في الوطن أجعل من هذه المقالة نصيحة. فكر. تريث. أسأل. ثم... ثم لك القرار.
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس

27
هل ممكن أن نعتبر الإستشهاد بديلاً عن الخلاص بالرب؟
 هل ممكن أن يُعتبر الإستشهاد بديلاً عن الخلاص بالرب لوحده؟ سنعرف الجواب من خلال مقارنة نجريها بين طرفين كل طرف يحمل فكرة مناقضة للطرف الآخر. طرف يؤمن بأن الإستشهاد كافي لوحده بدخول المضحي بنفسه إلى الجنة. الطرف الثاني لا يجد غير الخلاص بالرب طريقاً إلى الفردوس. أنها مقارنة بين شخص فدى نفسه عن غيره وبين شخص قُتِل على أسم الفادي يسوع المسيح"له كل المجد".. بين رجل زانٍ قُتِل من أجل الدفاع عن وطنه وبين مؤمن مسيحي ذُبِح وهو في بيته.. بين شاب ملحد قُتِل دفاعاً عن حبيبته وبين مسيحي ذُبِح وهو يؤدي صلاته في كنيسته.. بين شخص يقترف الشرور لكنه ضحى بنفسه فكان في نظر الناس شهيداً، وبين مسيحي مؤمن بالرب مخلصاً، أقتحموا الأرهابيين بيته فذبحوه أمام أنظار عائلته.
من النظرة الأولى لن يجد غير المفتوحة بصيرته البتة فرقاً واضحاً، لكنه يجد في الشخص الذي ضحى بنفسه هو الأفضل وغير ذي حاجة لنعمة الخلاص بالرب، وسط أعلام كثيف وواسع وتهليل كبير من الرأي العام وبيانات من السلطة ترفع من شأن المُضحي بنفسه لتجعله في مصاف الملائكة، تُعطيه مسكناً في الجنة، حتى لو كان زانياً، قاتلاً مأجوراً، ممارساً للقمار، ملحداً لا يعترف بالرب يسوع المسيح"له كل المجد" مخلصاً شخصياً. نظرة جعلت الرعية في توهمٍ معتبرين التضحية بالنفس هي ثمن الدخول إلى الجنة غير عارفين (أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟ لاَ تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ، وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ.) "1كورنثوس6: 9و10".
لماذا يضع عامة الناس، الشخص المُضحي بنفسه، على الطريق إلى الجنة دون الحاجة إلى الخلاص بالرب يسوع المسيح"له كل المجد" واضعين الإستشهاد بديلاً عن الخلاص الممنوح من الرب وكأن التضحية بالنفس، ختم سماوي، متناسين أن (وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ . لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ.) "أعمال الرسل4: 12".
لهذا الموضوع طرفين، هما:
الطرف الأول/ هم أبناء هذا العالم، محبو الأرض، صانعو لأنفسهم أمجاداً زمنية زائلة، يفتخرون بها، ترفع من شأنهم أو شأن ذواتهم بين الناس.. هم الذين يفتقرون إلى العلم والمعرفة وغير الباحثين عن الرب الذي فداهم. الذين وضعوا لكل شيء ثمن حتى سمحوا لأنفسهم ووضعوا ثمناً للدخول إلى الملكوت! علماً أن أي جهدٍ بشري مهما أُتيَّ من قوة بهلوانية أو مهما أُتِيَّ من تقوة لن يقدر على الوصول إلى الملكوت (كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟)"متى7: 22". يرى هذا الطرف، أن الحسنة تمحو السيئات حتى أصبح في نظره، الإستشهاد قمة الحسنات الذي به يمحو الشهيد كل سيئاته أمام الله. نظرة عاطفية ساذجة لا ترى إلا ما تريده، تشبه نظرة ولد عاش في كنف والد ظالم، زاني وأناني ويوم مات قال له أقرباءه: والدك ظالم لن ينتقل إلى السماء. فيغضب ليجيبهم: أنه والدي كيف لا يدخل الجنة.
أن صيت التضحية بالنفس تمحو سيئات المضحي أمام عيون المجتمع فقط، وترفع من شأنه لكنها لن تقوى على منحه الفردوس، لأن هذه المكانة هي للذي قُتِل أو يُقتل على أسم يسوع المسيح"له كل المجد".
قد يسأل سائل من بيننا: يا ترى من أين أتت هذه النظرة، التي تسرق الحق الالهي وتعطيه للخطاة وتُبطل (نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ.)"2كورنثوس13: 14" وتفضل عليها تضحية الإنسان؟ لقد ولدت بين الناس غير المؤمنين بأن الرب يسوع المسيح"له كل المجد" هو الله الأبن الأقنوم الثاني الذي تجسد في صورة إنسان، بل قللوا من مرتبته فأعتبروه نبياً كأي نبي، إنسان عادي، وهم بهذا يقللون من مرتبته الالهية كما فعلت خاصته، قد نسوا أنه معصوم لأنه الله المتجسد و (مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ، فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟)"يوحنا8:46". أصبح الإستشهاد في نظر الطرف الأول، منحة تؤهل الشهيد ليكون مثواه الجنة، لأن كف ميزان حسناته قد ثقل، غير سامعين يسوع المسيح"له كل المجد" وهو القائل(أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ » يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.)"رؤيا1: 8"
الطرف الثاني/ هو الذي يرى في الرب يسوع المسيح"له كل المجد" 100& لاهوت و 100& ناسوت، بيده مفاتيح الفردوس وهو الوحيد القادر على منح الملكوت، قد جاء بخطة الفداء، وفقها حمل ذنوبنا وآثامنا على أكتافه، لتتم محاكمته بالصلب من قبل الحاكم الروماني(،لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:  مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ.)"غلاطية3: 13" بعد أن طالبت خاصته بصلبه (إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ.) "يوحنا1: 11". ليبدو كجاني أمام عيونهم.
لو فحصنا الكتب (فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي.)"يوحنا 5: 39" وقرأنا الكتاب المقدس بروح الإيمان ونحن نطلب حضور الروح القدس، لوجدنا فرقاً كبيراً بين المُضحي بنفسه حتى لو كان نبياً وبين من قُتِل على أسم الرب يسوع المسيح"له كل المجد" الذي صُلِب على الخشبة. أن الشخص الذي ضحى بنفسه من أجل وطنه وشعبه قد نال إستحقاقه في عيون الناس، الذين يبقون يتذكرونه لأنه كان الأشجع بينهم. قد يتحول إلى رمز من رموز الرجال الأبطال في عيون المجتمع، دون أن يمنحه صيت البطولة ومكافأة منحه النياشين، أذن الدخول إلى الفردوس. حتى هذا الإستشهاد يقتصر على الرجال لأنهم وحدهم الذين يدخلون الحروب لينالوا أوسمة البطولة دون أن ينالوا الفردوس. لو قارنا نسبة النساء إلى نسبة الرجال لوجدناها (1%) أي تحرم النساء من هذه الميزة. لكنها مفتوحة لكلا الجنسين في المسيحية، بها ينال الشهيد/ الشهيدة (وَحِينَ سُفِكَ دَمُ اسْتِفَانُوسَ شَهِيدِكَ كُنْتُ أَنَا وَاقِفًا وَرَاضِيًا بِقَتْلِهِ، وَحَافِظًا ثِيَابَ الَّذِينَ قَتَلُوهُ.)"أعمال الرسل22: 20" بدم الحمل نعمة الدخول إلى الفردوس.
نرى في الرب يسوع المسيح"له كل المجد" محور الدين المسيحي، حضر إلى الأرض بعد مغادرته عرش السماء، لأجل القيام بتنفيذ خطة الفداء التي قبل بها من باب حبه لنا نحن الخطاة (لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ)"يوحنا3: 16" بسبب هذا الحب الالهي تحمل الرب ذنوب البشر ليعيشوا زمن النعمة، النعمة التي بها منحهم الرب الغفران وموافقة الدخول إلى الملكوت بتقبل كل خاطئ من البشر، الفادي مخلصاً شخصياً له. أننا نرى في كل من يُقْتَل على أسم الرب سينال مكانة سماوية، سيكون الرب الذي بيده مفاتيح الفردوس، مؤمنين أن (قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.)"يوحنا14: 6".
نعلم من خلال سطور تأريخ الكتاب المقدس بأنه من يوم خروج أبوينا (آدم و حواء) قد أغلق الله خلفهما أبواب الفردوس. بمجيء الرب وفي يوم صلبه، أطلق قرار فتح أبواب الفردوس (فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ.)"لوقا23: 43" ليكون أحد اللصين اللذين صُلِبا عن يمين ويسار الرب، أول مَن يدخل الفردوس بعد خروج أبوينا منها. أن الرب يسوع المسيح "له كل المجد" قد بذل نفسه من أجل كل الخليقة ونتائجها لازالت مستمرة إلى يوم مجيئه. غفرانه صك مفتوح الصرف لمن يريد صرفه من الخطاة. أن التضحية بالنفس لن تصل إلى مصاف الخلاص بالرب، ولن تكون بديلاً عنه لدخول أي شخص بأعماله إلى الفردوس. بل الخلاص نعمة تُعطى من الرب لمن يقبله مخلصاً له. اذا ليس بأعمالنا ولا بحسناتنا ولا بتضحياتنا، يعني مهما قدم الواحد منا من تضحيات في النفس والمال أو قُتِل في ساحة الوغى، ليس هو بأفضل من اللص الذي أدخله الرب إلى الفردوس، إلا اذا قُتِل من أجل الرب كما فعل الـ(21) قبطياً الذين ذُبِحوا على أسم الرب يسوع المسيح "له كل المجد". لم ينكروه بل أنكروا العالم وملذاته، بل ساروا بكل إيمان كما فعل رب المجد (مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ، وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.)"أعمال الرسل8: 32". أنا واثق كل الثقة بأن الروح القدس لم يتركم لوحدهم لحظة ذبحهم (فَمَتَى سَاقُوكُمْ لِيُسَلِّمُوكُمْ، فَلاَ تَعْتَنُوا مِنْ قَبْلُ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ وَلاَ تَهْتَمُّوا، بَلْ مَهْمَا أُعْطِيتُمْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَبِذلِكَ تَكَلَّمُوا. لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلِ الرُّوحُ الْقُدُسُ.)"مرقس13: 11". كانوا شهداء على أسم الرب فنالوا مكانة مع القديسين في الفردوس.
في موضوعنا هذا لا نقلل من مكانة الشهيد، بل نوضح مقدار حجمها ومداها ونتائجها بعد إحترامها، دون أن ننسى أن ليس كل واحد من الرجال قادر على القيام بها، فكم من جندي قد أطلق العنان لقدميه هارباً من ساحة الوغى، فكان في عيون الآخرين جباناً. لكنها تبقى قاصرة عن أن ترتفع بروح صاحبها عمودياً نحو السماء، بل تقف منبسطة أوفقياً في ذاكرة الناس.
أن الذي أنكر الرب لكنه ضحى بنفسه (وَلكِنْ مَنْ يُنْكِرُني قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضًا قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)"متى10: 33" قد نال أجره في عيون الأخرين فكان بطلاً لهم. أما الشخص الذي ذُبِح في بيته على أسم يسوع المسيح"له كل المجد" لكونه مسيحياً، ولم ينكر الرب    (وَدَعَا الْجَمْعَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي.)"مرقس8: 34" له مكانة القديسيس.
أن التضحية بالنفس لا تمنح المضحي نعمة الخلاص لأنه (مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْنًا أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي،)"متى10: 37" كأن المعنى يشمل من أحب وطنه، أهله أو أمته إلخ... أكثر من الرب فلن يستحق الدخول إلى الملكوت. على الشخص أن يُكرس نفسه للرب الفادي وهو مؤمن بأنه غريب عن هذا العالم والأرض ليست وطنه بل الملكوت، عندئذ يستحق أن ينال نعمة الخلاص الممنوحة من الرب. أن الإيمان بالعيش في الملكوت يعني تفضيل حياة الأبدية في السماء على الحياة الزمنية على الأرض أي عدم التمسك بما هو زائل، ولو فعلنا هذا حينئذ لن تقع حروب بل سلام من حول العالم، ولا يكون قتلى أو مصابين، ولا مهجرين ولا نازحين. الكل سيعيش في سلام وأمان إلى يوم مجيء الرب ثانية.
أن تضحية بالنفس عمل بطولي يرفع من شأن منفذها بين الناس فينال ثناؤهم ومدحهم     (اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ!)"متى6: 5". أما مَنْ قُتِل أو يُقتل على أسم الرب، ينال أكليل الإستشهاد الذي يُدخله الفردوس، لأنه قام على الأسس التي وضعها الرب سيد الفردوس، أولها (إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي،)"متى16: 24".
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس

28
المنبر الحر / أغنى 8 أشخاص
« في: 15:53 30/03/2017  »
8 أشخاص يملكون ثروات تساوي ما يملكه نصف سكان العالم

أندهشت وأنا أقرأ هذا الخبر عن أغنياء في العالم يملكون ما يملكه  نصف سكان الأرض! سألت نفسي لماذا يركض هؤلاء خلف جمع المال بهذه الكمية؟ ما الذي يجعل الإنسان يحب المال بهذا القدر؟ ما الفائدة من جمعه اذا كان مقداره يغطي عمر الشخص ويزيد ويزيد؟ ما هو السبب؟ بقيت لأيام وأنا أسأل نفسي هل في حب المال مضرة؟ هل في جمع المال بشتى الأساليب يعتبر سرقة؟ هل جامع المال بهذا القدر هو إنسان عادي؟ هل في كبر ماله يساوي رجل السلطة؟ هل أي واحد من هؤلاء الـ(8) أغنياء يقدر أن يغير سياسة بلاده الفقير؟
وفق مبدأ (البحر يحب الزيادة) فأن ثروة هؤلاء الـ(8) تزداد يوما بعد يوم بل ساعة بعد ساعة فالمال يجلب المال. قد يسأل أحد القراء من هم هؤلاء الـ(8) الذين بيدهم نصف خزينة العالم؟ من السهل معرفة أسمائهم من خلال صفحات الكوكول.
قد يسأل قارئ آخر: إلى أي حد يبقى هؤلاء يزدادون ثروة والفقراء يزدادون فقرا متقعاً؟ مادام رئيس هذا العالم هو الشيطان فأن الحالة تبقى هكذا أن لم تزدد سوءا، لذلك لن تجد أية حكومة حلا لكي توقف تراكم ثروة هؤلاء بل أن عددهم يزداد يوما بعد يوم كذلك عدد الفقراء. أن أمتلاك شخص لمليارات من الأموال والعملات يعتبر قمة اللاتساوي والظلم علما بأنه يعلم علم اليقين بأنها لن تدوم له، لن ترجع له شبابه، لن تبعد عنه شبح الموت ولن يعرف طعما للنوم. قد يثأر سؤال من قبل أحد الأغنياء مفاده: ليست كل طرق ربح الأغنياء غير مشروعة. أجيبه قائلاً: نعم لكن عددهم لا يتجاوز عدد أصابع كفي اليدين في بلد ما، علماً بأن جمع المال لوحده يعني أغتصاب الحقوق المادية للغير، يعني إحتكار أموال الغير وحجزها له وحده. قد تسأل موظفا من ذوي الدخول المحدودة عن هذا الغنى فيجيبك قائلاً: هل الغني يأكل أفضل مني؟ هل يرتدي كسوة أفضل مما أرتديها؟ قد ينام في فراش من ريش النعام لكن لا يغمض له جبين. قد تراه يشتهي أكلة ما لكنه لن يقوى على تناولها. قد يقوى على شراء كل شيء حتى البشر مادام الفقر هو الحكم والقاضي لكنه لن يقوى على شراء راحة البال أو شراء الحب. لكن هل تبقى حالة العالم هكذا وهو يتجه في إتجاهين متناقضين؟ إتجاه نحو الفقر وآخر نحو الغنى الفاحش. يبقى كذلك لأن رئيس العالم وافق عليه بعد أن أعدَّ دستوره بنفسه.
ليس الغنى عيب! العيب في طرق جمعه، إحتكاره،  عبادته، عدم المشاركة به في دعم المشاريع وأعمال الخير، عدم دعم إقتصاد البلد، التهرب من الظرائب وإتكاب جريمة غسيل الأموال. أن في تكديسه وحبه إلى حد العبودية يعني خسارة لرضى الله (مُرُورُ جَمَل مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ.)"مرقس10: 25" لأن الله نصحنا أن لا نكون عبيدا لغيره فهو سيدنا وخالقنا (لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ.)"متى6: 24" لأنه حذرنا من حب المال لكي لا نكون مثل(كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ الأَرْجُوانَ وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهًا.)"لوقا16: 19" بل نكون مثل (وَكَانَ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لِعَازَرُ، الَّذِي طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوبًا بِالْقُرُوحِ،)"لوقا16: 20". (فَنَادَى وَقَالَ: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، ارْحَمْنِي، وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هذَا اللَّهِيبِ.)"لوقا16: 24".
يبقى شيء مهم يجب أن يعرفه كل فقير اليوم مادام عدد الفقراء يزداد وفي هذا منفعة لهم لأن الله ينظر أحوالهم ويحزن عليهم دون أن يتركهم ليس لأن عذاب الفقر هو ثمن يدفعونه بل الثمن قد تم دفعه بدم الحمل حتى هيأ الله لهم الملكوت ليرتاحوا فيه بعد ترك الحياة على الأرض بنوم كل واحد على رجاء القيامة.
قد يسأل أحد القراء: هل أن الغني يحرم من الملكوت؟ هل كل فقير يدخل الملكوت؟ (فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضًا وَدُفِنَ،) "لوقا16: 22) لا هذا ولا ذاك. ليست المسألة عامة لأن ليس كل غني لا يخشى الله خاصة الذي يدفع التقدمات والعشور ويساعد الفقراء، فأن الله لا يحرمه من الملكوت. بل الذي يجمع ماله من لحم أكتاف الفقراء فمثل هذا لا مكان له في الفردوس إلا اذا تاب. أما الفقير فعليه أن لا يتذمر أبدا لأن التذمر يحرمه ملكوت الله. يبقى باب التوبة مفتوحا على مصراعيه لكل الخطاة أكانوا أغنياء أم فقراء.
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس

29
الدولة الأوربية هي الأقوى
نقرأ سوية هذا الخبر المدهش للغاية (قرابة 200 متجنس عادوا أخيراً الى الدولة الأوربية! بعد أن كانوا قد التحقوا بجماعات مسلحة مارست مختلف أنواع العنف في سوريا والعراق. أنه لأمر طارئ بموجبه دخلت البلديات في حالة إستعداد قصوى. ) أنتهى الإقتباس
تحليل الخبر:
من عاش من الشرقيين وترعرع منذ طفولته في أي بلد أوربي،  يعرف صغائر الأمور أكثر ممن لجأ إليها في شبابه أو في كهولته. تسعى بلديات دول أوربا جاهدة من أجل بناء شخصية الفرد وقد بدأت معه منذ طفولته بإخضاعه مع أقرانه إلى برنامج ممكن أن نسميه بـ(بناء المواطن منذ مرحلة الطفولة) حيث يتم تعليمه كيفية الأعتماد على النفس، توسيع الأفكار، كيفية التعامل بمحبة وأحترام، عدم التبذير، الحفاظ على مقتنياته، عدم السرقة من زميل له أو من الدولة (اذا شاهد والده يسرق من الدولة بأية وسيلة كانت فأنه سينبهه وبأعلى صوت! وأمام الحضور) مقدرة فهم الآخر وتقبله على الرغم من الأختلاف في الثقافة والمعتقد والدين و.. و. وتعليمه ممارسة الديمقراطية والحفاظ عليها. لكي لا يتضارب برنامج البلدية مع أسلوب التربية الشائع في البيوت، تتم مراقبة سلوك الطفل عن كثب لمعرفة كيفية تعامل والديه معه.
يتربى أفراد المجتمع الأوربي على تقبل أدمغتهم كل الأفكار حتى المعادية منها بل والشريرة وفق مبدأ مسيحي (وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ . بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ)"متى5: 44" بل تصبح أدمغتهم ذات مقدرة على إحتواء وتغيير أهداف نفسيات الخصم من عدائية إلى صديقة ومن شريرة إلى خيِّرة (لأَنِّي سَأُرِيهِ كَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي.)"أعمال9: 16".
من خلال هذا البرنامج تعرف هذه الدول كيف تحمي نفسها ببناء الطفولة بحيث لا تخشى على المراهقين من بينهم اذا وقع الواحد منهم في خطأ أو تجربة، لأنهم لا محالة سيجدوا الحلول ليخرجوا بدروس قيمة يصبحوا بعدها قادرين على حل أية مشكلة مهما كان حجمها. برنامج ودروس وعبر وإختبارات يتم من خلالها أعداد الشباب ليكونوا في المستقبل رجالاً يتبوأوا مراكزاً يستحقونها عن جدارة، أي تُعدهم قادة في المجتمع، الأحزاب، الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني.
أن الدولة الأوربية تعتبر هؤلاء العائدين مصابين بداء سيكولجي أو فسيولوجي، يقع على عاتقها معالجتهم على أيادي رجال أعدتهم ليكونوا حاضرين بينما بلديات مدنهم تستقبل عدداً كبيراً من الأرهابيين.
سؤال/ ما الغاية من إستقبال الدولة الأوربية لهذه المجموعات المتطرفة؟
أكيد ليست الغاية إنسانية بحتة! لكن بعودة هؤلاء الأرهابيين سيكون رجال الحكومة الذين تم إعدادهم على أهبة الإستعداد على أحتوائهم وفق برنامج يحتوي على عدة مراحل علاجية منها على سيل المثال ترويض أفكارهم لكي تتنقى وتتغير من إرهابية إلى مسالمة، من ضارة ومضرة إلى نافعة ومفيدة. يعني خضوعهم إلى دراسة سريرية مغلقة تحت إشراف خبراء سيكوجيين وفسيولوجيين وأطباء وحقوقيين وغيرهم... الذين سيعرفون عن كثب كل الجرائم التي إقترفوها دون إحالة أضابيرهم إلى المحاكم لينالوا العقاب، لذلك يكون التعامل العلاجي إنفرادياً، أي لكل واحد منهم طريقة في العلاج تختلف عن التي تختارها لقرينه وهكذا إلى أن تصل إلى مرحلة العلاج النهائية. منهم من يصحو على فعلته فيندم ومنهم من يرفض ويصر على تكملة المشوار فتغض النظر عنه، دون أن تغفل عنه عين المراقبة، لينضم إلى خلية نائمة بإنضمامه يكشف عن أسماء أعضائها. من خلال  فترة العلاج يحصل المحققون على المعلومات الميدانية التي عاشها هؤلاء الإرهابيين في أرض المعارك وعلى كل ما خفي عن عيون وأذان رجال أمنها ومخابراتها الذين لم تغفل عيون رقابتهم عن إنتقالهم من أراضيها إلى سورية والعراق ( سياسة التهريب العكسي) بعد أن فقدت الصلة المباشرة بهم وهم على أرض المعارك بعد أن أصبح كل واحد منهم في جهة أو أنتمى إلى جماعة إرهابية، ناهيك عن أن البعض منهم أصبح عدوا لزميله بعد أن أنتمى إلى مجموعة إرهابية غير التي أنتمى هو إليها.. نجد أن دول أوربا ليست نائمة أو تتصرف بغباء أو لا حولة لها ولا قوة. بل لها كل القدرة على أحتواء الموضوع الشائك ومعرفة كل الظروف التي عاشوها في ميادين القتال، برجوع هؤلاء المغرر بهم.
لا يخفى عن وجود الخطورة الكامنة في عودة هؤلاء! لكن ليس مع الدولة الأوربية التي بنت مواطنها لتجد على يديه كل الحلول لكل المشاكل والمعوقات. ولا خشية من إزدياد عددهم، مادامت تستخدم تقنية متطورة ذات وسائل ذكية أذكى من عقول العائدين.
الجانب الروحي/ تفتقر كل البرامج المعدة في أية دولة أوربية إلى الجانب الروحي. لأنها لا تطلب من كنائسها المشاركة في أي برنامج لإعادة تأهيل الإرهابيين من أجل طلب الدعم الروحي المتأت من السماء وهي تعلم علم اليقين بأن الصلاة المرفوعة من الكنيسة هي الحبل الواصل بين الخطاة والسماء. لكن تفوقها التكنلوجي قادها إلى التكبر وجعلها تعتمد على أفكارها وخططها وترفض نعمة وبركة وحماية الرب، لذلك لا تنجو برامجها أعلاه من بعض الأخطاء التي تودي بحياة الأبرياء من أبناء الشعب، بسبب تغييب المقوم الروحي. مغالطة تقع فيها الدولة العلمانية بتكبرها على الرب الذي يمنح سلامه للذين لا ينكرون عمل يديه على الأرض. (مركبة كبيرة تقوم بدهس العشرات من مواطني فرنسا، ألمانيا، سدني... بسبب حادث إرهابي).
المحامي والقاص
مارتن كورش

30
صناعة السيارات والمنشطات!
سمحت شركة معروفة بصناعتها المتينة لمختلف المركبات ومبيعاتها الواسعة الإنتشار، لمنتسبيها خاصة الانتاجيين من بينهم بتناول المنشطات لعدة سنين وقد أغمضت عين رقابتها عنهم! بل كان مسؤول العمال (Foreman) يسأل العامل الذي تناول المنشط من باب التنويه بأنه على علم بما قد تناوله قبل مباشرته لعمله لذلك اليوم:
•   من أين لك كل هذا النشاط؟
دون أن يترك للعامل مجالاً للإجابة! لأن في فعلته إرتكاب لجنحة بحق نفسه بها يُلحق الضرر بصحته، عندئذ عليه تقديم النصيحة الصحية له أن لم يقدم على منعه وأن لم يمتثل فمعاقبته.
تغيرت الأمور بعد أن وجدت إدارة الشركة بأن الحالة الفردية بين عمالها الإنتاجيين قد تحولت إلى ظاهرة، إستناداً غلى التقارير التي وصلتها من مسؤولي ورش العمل بعد ملاحظتهم إزدياد نسب متناولي المنشطات من بين منتسبيهم، مما حدا بها إلى توصية جدية لخبراء العمل للقيام بوضع دراسة عن أسباب تفاقم حالة تناول بعض عمالها للمنشطات قبل دقائق من دخولهم حدود ورش عملهم ومعالجتها، لذلك أصدرت قراراً فورياً به منعت تناول المنشطات وأمرت بخضوع كل عامل لجهاز الفحص قبل مباشرته للعمل للتأكد من عدم تناوله للمنشط. شتان ما بين الحالتين! بعد أن كانت تغمض أصبحت ترفض.. بعد أن كانت تشجع أصبحت تمنع.. بعد أن كانت لا تحاسب أصبحت تعاقب.
لقد رأت الشركة أنها تبذل أموالاً طائلة من أجل تدريب عمالها من أجل تحسين إنتاجها من مختلف المركبات، الذي أصبحت تضاهي به إنتاج بقية الدول. أن هذه الأموال المنفقة على العمال الشباب تساوي في حجمها ما سيقدمه الواحد منهم من إنتاج حتى يبلغ سن التقاعد. أن في تناوله للمنشط نتائج عكسية منها قد تودي بحياته أو تعرضه لإصابة عمل مما يعني تسريحه من العمل وهو في سن مبكرة. اذا تكون قد خسرت أحد عمالها قبل أوانه.
لو نتصور أن عامل من عمالها في سن 23 أدخلته عدة دورات كلفتها مبلغاً كبيراً، بعد مشوار عمل لخمسة سنين بدأ بتناوله المنشطات مما أدى إلى سوء حالته الصحية فأدخل على أثرها المستشفى ثم فارق الحياة! على الشركة أن تدفع لعائلته أو لذويه راتباً تقاعدياً وفي سن مبكرة! لذلك رأت إدارة الشركة بأن حجم الخسارة المادية هي كما يلي:
   23عمر العامل عندما باشر بالعمل+ 5 سنين خدمة عمل=  28 سنة.
   65 سن الإحالة على التقاعد _ 28 = 37 سنة.
بهذا تكون الـ37 سنة خسارة مادية على خزينة الشركة، فلو كانت نسبة عدد المتوفين من عمالها بسبب تناولهم المنشطات 5 عامل كل سنة! يعني أن أرباح الشركة ستقل أضعاف ما كانت ستجنيه بوجودهم.
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس

31
أدب / بكت بغداد
« في: 22:39 05/07/2016  »
بكت بغداد



مارتن كورش



حداد في العراق على ضحايا هجوم الكرادة الدموي. إنفجار أودى بحياة أكثر من مئتي عراقي في يوم الأحد 03/07/2016

بغداد يا مدينة السلام
يا وردة عبيرها كل الايام
يا فتاة جميلة
لم تكن لأي حاكم خليلة
لم ترضخ حتى للتتر
بل علمته دروسا وعبر
بعد كل جولة تراها ناهضة
إحترامها بين المدن فارضة
حملت رسالة الحضارة
هي لبلاد ما بين النهرين سفارة
عاصمة لكل المدن
إحتضنت السلام والأمن
فتاة باكرة
على ظهر قارب الحضارة مسافرة
في كل مناسبة حاضرة
كل صباح تركب مهرتها
تحمل المحبة عنوان رسالتها
رسالة تأريخ
سبعة الآف سنة تأريخ
كل يوم كانت لها رسالة
وكأنها كاتبة لها مقالة
تنشرها على صفحات صحف صباح
لتحملها الرياح
إلى كل الشعوب
تدعوهم لتنقية القلوب
رسالة لكل الناس
أجعلوا السلام لأوطانكم أساس
...   
لم تسقط بغداد
بل هو زمن الإضطهاد
هيا نجلس حول المائدة
ففي إجتماعنا فائدة
نأخذ بلغة العقل
نرفض السلاح والقتل
ألسنا بشر؟
دعونا لبعضنا نعتذر
نحب بعضنا البعض
بنقاء دون غرض
(كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.)"يوحنا13: 34"
تعالوا نتحد وأن كنا في حداد
تفجير أودى بحياة الأولاد
لبست كرادة السواد
لن تسقط بغداد
(لا تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي، إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ. إِذَا جَلَسْتُ فِي الظُّلْمَةِ فَالرَّبُّ نُورٌ لِي.)"سفر ميخا7: 8"
مع صراخ الثَكَالىَ بكت بغداد
لبست السواد
خلعت عن رقبتها القلادة
جلست القرفصاء
رفعت رأسها نحو السماء
جرت دموعها على أبناء الكرادة
صرخت من أعماق تربتها
يا الله أمسح للأم العراقية دمعتها




32
المنبر الحر / طفلة توقف شرطيين!
« في: 21:17 31/01/2016  »

طفلة توقف شرطيين!
في مساء يوم الثلاثاء  الموافق12 /01 /2016 أجتمع أعضاء مرعيثة مريم العذراء/ الكنيسة الشرقية القديمة، في منطقة (Hjällbo) مدينة يوتيبوري السويدية لإقامة مراسيم حفل تأبين على روح المتوفى ( أنويا هيدو ) الذي نام على رجاء القيامة في وطننا بلاد ما بين النهرين، بينما قد خيم صمت كبير على الحضور بوجود راعي المرعيثة رابي قاشا ( وردا أوراها ) في قاعة الكنيسة، دخل إلى المرعيثة شرطيان ( ذكر و أنثى ) من الباب الخلفي المؤدي إلى المطبخ، إستقبلهما أحد خدام المطبخ، فسألت الشرطية عن شخص ما؟ أجابها ذلك الخدام بعلامة (لا) بهزة من رأسه حفاظا على الصمت.. لكن الشرطية ظنت بأنه لم يسمعها فأخذت ترفع صوتها أكثر! خجل ذلك الشخص من أن يُنبهها على ما تسببه من ضوضاء!. مما حدا بطفلة صغيرة لم تتجاوز البرعم السادس من عمرها كانت قريبة منهم، أن تتقدم بخطوات وئيدة وقد وضعت أصبع سبابتها على شفتيها الصغيرتين كعلامة الألتزام بالصمت! وفتحت كلتا عينيها العسليتين وقالت للشرطية بصوت خافتٍ باللغة السويدية:
   Tyst snälla (الصمت رجاء.)
فنظرت الشرطية بإندهاش إلى الطفلة وجلست القرفصاء أمامها وسألتها بصوتٍ خافت:
   Varför? (لماذا؟)
أقتربت الطفلة من أذنها اليسرى وهمست فيها:
   Någon har dött. (شخص ما متوفٍ)
همست الشرطية في أذن الطفلة:
   Förlåt mig. (أعذريني)
فنهضت الشرطية على الفور وخرجت مع رفيقها وهي تخلف خلفها صور الخجل وتأخذ معها درساً بليغاً تعلمته على التو من أصغر طفلة في المرعيثة.
أنها الطفلة ( ميالين بنيامين Mayalen Benyamin) الأعجوبة، الذكية، الجريئة، الرائعة، البذرة الطيبة في حديقة مرعيثة مريم العذراء.. أفرح يا راعي الكنيسة بأن الروح القدس قد حضر وتكلم من خلال برعم صغير ومتفتح في بستان المرعيثة هللويا هللويا هللويا.
المحامي والقاص   
مارتن كورش تمرس

33
الكنيسة ما بين الوطن والمهجر

عائلتان أحدهما في الوطن، تصر على البقاء وهي تمسك بأظافرها وأسنانها بجذور الأرض غير تاركة الأساس في تربته متمنية الإستقرار وهي تنظر بعين الأمل إلى السلام وسط دخان البنادق وسيوف الذبح والثانية قد خرجت بكل أعضائها إلى المهجر باحثة عن الإستقرار الذي فقدته في الوطن لعلها تجده في بلد المهجر الذي سيتحول إلى وطن ثان  لتظل عين القسيس دامعة كعين الراعي الصالح (فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ الرَّعِيَّةِ.)"متى26: 31" خلفها لأنه عارف مخاطر طريق المهجر الذي صار سالكا من قبل معظم المضطهدين المسيحيين في الشرق. كلنا يعلم أن العديد من العوائل خرجت ولم تعد، منها علقت في دول الجوار ومنها لازالت واقفة في طابور طويل أمام باب الأمم المتحدة ومنها من قدم أوراقه إلى سفارة أجنبية وعاد إلى  مأواه وجلس مع أفراد عائلته وهو يضرب الأخماس بالأخماس، تارة ينظر بعين الأسف على ماضيه وتارة أخرى ينظر إلى المستقبل بعين كأنها أصيبت بالماء الأبيض من كثر البكاء وهو يشاهد كل يوم عائلة جديدة تصل من الوطن، كل هذا يحدث في حاضر جمعه إيمانه بمن مثله في كنيسة بلد الجوار.. ويُكتب له ولعائلته النجاة فيصل إلى بلد المهجر مع العديد من العوائل المسيحية التي عبرت إلى شاطئ المهجر وقد أصبحت نسبة نفوسها في إزدياد مضطرد كيف لا ونزيف التهجير القصري يجري.
في لقاء جانبي مع (د. سرود عضو البرلمان) حيث أكد نسبة (3عوائل مسيحية) كل يوم تخرج من العراق لتسلك طريق اللجوء وهذا يعني إزدياد نسبتهم في بلدان المهجر حتى ما عاد بإمكان راعي واحد أن يرعاها.. لذلك على الكنيسة أن لا تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الأنتقال الجماعي الغير منظم، بل أن تقوم بتنظيمه ولملمة أشلائه وهي  تنظر مراحل الإنتقال من أجل وضع الحلول:
المرحلة الأولى:  من الوطن وإلى دولة من دول الجوار/

تجد العائلة نفسها في هذه المرحلة مرغمة على التأقلم الوقتي مع عادات بلد الجوار وهي تنتظر الحل لكي تنجو بأعضائها عبر مسالك التهريب غير المشروع وقد تتعرض حياة أفرادها إلى الخطورة، علما بأن هذه المرحلة تتميز بتلازم كبير بين العوائل المهجرة من جهة ومن جهة أخرى بينها وبين الكنيسة ناهيك عن الظروف النفسية والمادية التي تمر بها هذه العوائل دون أن يغيب واجب الصلاة والصوم.
المرحلة الثانية:  دولة المهجر/
مرحلة يغلبها طابع نسيان الوطن، التغيب عن الكنيسة، مشاعر التغرب عن الوطن الأم، بداية الذوبان مما يؤدي إلى ضياع الجيل الثاني والثالث، بداية أنفصام العلاقة بين الفرد والله. مرحلة خطيرة تخوض غمارها العائلة وهي قد نسيت صلاتها وتركت صومها وغابت عن كنيستها وبدأ أفرادها بتعلم عادات وأخلاق وممارسات جديدة منها صالحة ومنها طالحة على سبيل المثال إنفصال الزوجين أمام المحاكم وأنفكاك أفراد العائلة بين أزقة المهجر. اذا أصبح جسد العائلة منزوعاً من المقوماتها الأساسية. اذا ليس لنا إلا أن نقول:
هيا أيها القسيس لا تدع لك جفنٌ يغمض! إلا وقد طرت بأجنحة الترابط بين كنيسة الوطن وكنيسة المهجر وأستطعت أن ترشد رعيتك إلى كنيسة المهجر(أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ.) "مزامير32: 8" هيا أيها الراعي وتذكر أيام كانت كل عائلة معك في الوطن. أما اليوم صرت تبكيهم وما نسيتهم في صلاتك، تسأل عنهم تتعقب أخبارهم.. هيا أعمل على تسليمهم إلى راعي كنيسة بلد المهجر ليقوم بمعرفة عناوينهم، تعقب أخبارهم، مراسلتهم،زيارتهم، معرفة إحتياجاتهم، مساعدتهم قدر الأمكان ودعوتهم للحضور إلى الكنيسة والمشاركة في مراسيم القداس الالهي. علما أن المسألة لا تخلو من مطبات على الطريق الذي يحاول القسيس رسمه للوصول إلى تكلم العوائل التي وطأت أقدامها أرض المهجر وقد بدأ وطيس نيران ألم فراق الوطن بالأشتعال وحطبه هو الأستقبال البارد من المعارف المتجنسين، التشتت بين مدن بلد المهجر ومهمة تعلم لغة بلد المهجر.
أنها معاناة، لكننا نؤمن بأن الله لن يترك أبناؤه حتى ولو كانوا خارج الوطن. لأن الرب قد هيأ لهم الملكوت موطنا دائميا،  لذلك اليوم علينا ككنيسة أن نعمل على اللقاء كأعضاء وأن يسعى كهنتنا بترتيب إجتماعات سنوية بين قساوسة الوطن والمهجر، من أجل الترابط الروحي بين العائلة والكنيسة، لكي لا تفقد الطريق ) قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.) "يوحنا14: 6" .
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس
 
+++

34
لطفا.. حذار من الشرقي!
أخي اللاجئ حديثاً.. أخي الذي لا تتقن لغة البلد الأوربي الذي لجئت إليه مثلا اللغة الأنكليزية، الإيطالية، السويدية و..و... أخي الأمي الذي لا تقرأ ولا تكتب.. أخي الذي لديك معرفة قليلة في الرياضيات كقراءة الـ(وصولات، فتورة Bill, Facture, Kvito) عليك أن تتخذ جانب الحذر وأنت تتعامل مع أي شرقي كأن تتسوق من أسواق أو محل صاحبه رجل شرقي وأنت تقيم في بلد أوربي لأن معظم أصحاب المحلات الشرقيين يتفننون في سرقة الزبون يعني (منك وبيك) لذلك عليك أن تقوم بالخطوات الأحترازية التالية قبل أن تدفع مبلغ المواد التي تسوقتها:
1)   أعرف سعر السلعة أو الخضرة (بالمفرد أو بالكيلو) التي تتسوقها.
2)   تأريخ صلاحيتها (Expire).
3)   محتوياتها خاصة البقلاوة والحلويات.
4)   منشأها أي الدولة التي تم فيها صناعتها أو تعبأتها لأن هناك سلع مهربة لم تدخل جهاز التقييس والسيطرة النوعية قد تم تعبأتها في البيوت كبلاد الهند.
5)   هل السلعة مشمولة بالترخيص (Rea, Sale)؟ هذه النقطة مهمة جدا لأنه فيها مجال كبير لكي يسرقك صاحب المحل! كيف؟ نفرض يوجد نوعين من خضرة الخيار أحدهما بـ 5 $ والآخر بـ 20 $ فتسوقت من النوع الأول مع غيره من السلع وعندما تصل إلى المحاسب الذي هو غالباً ما يكون صاحب المحل أو أبنه وما أن تجد الطابور طويلا حتى تريد الدفع بسرعة وصاحب المحل يعرف المستعجل من بين زبائن المحل فيعتبرك صيدا سهلا مستخلا إستعجالك فيحسب سعر السلعة ( خيار) بـ 20$ وهكذا قد تكون قد تسوقت العديد من السلع المشمولة بالتخفيضات فيكون مجموع خسارتك ما يعادل نصف سعر مسواقك من السلع لذلك اليوم.
6)   أحسب عدد السلع التي تسوقتها وطابقها مع عددها في وصل الدفع لأنه قد يضيف صاحب المحل على قائمة دفعك سلعة واحدة أو سلعتين فيكون مسواقه على حسابك.
7)   اذا فاتك أن تطابق أسعارالسلع التي أشتريتها مع أسعارها المعروضة يحق لك أن تطابقها ثانية قبل أن تخرج من المحل بل أن تعيده للمحل اذا غلبك الشك.
8)   اذا تكررت معك السرقة من قبل أي صاحب محل فلا تتهاون وتقول ( يمعود هي 5$ وبعدين هو ما مقتصد) بل عليك أن تقوم بالإجراء الوقائي الذي تراه محميا ومنقذا لبقية الزبائن من سطوة السرقة وفي وضح النهار يعني (عيني عينك).
9)   لا تتهاون في مقدار المبلغ الذي تمت سرقته منك لأنه (الفلس الأبيض ينفع في اليوم الأسود) يجمع ولأنه لست وحدك عميل المحل بل هناك المئات من الزبائن، مثلا نتصور أن محل خضروات صاحبه شرقي يتردد على محله كل يوم 100 عميل/ مشتري/ زبون ويضيف على قائمة حساب كل واحد منهم:
3$ اذا 3$ ×  100زبون=  300$ في اليوم الواحد ( ما يساوي شهرياً راتب موظف خريج كلية في بلد من بلدان الشرق)
يعني يكون مجموعها شهريا كما يلي: 300$ × 30يوما = 9000$ مبلغ تعيش به عائلة شهرا كاملا في بلد أوربي.
تصور لو طلب منك شخص عزيز على قلبك في الوطن 200$ كمساعدة أو بالدين.... ماذا سيكون جوابك؟
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس
+++

35
أيها المخرجون. غيروا أساليبكم!

لازال مشاهدو الشاشة العائلية إلى اليوم يشاهدون في الافلام والمسلسلات العربية ما لا يليق بالمرأة والطفل فاساليب العنف التقليدية والحديثة التي يخرج بها الممثل علينا ويمارسها كرجل ضد زوجته أو حبيبته أو إبنته كولي الأمر وهو يستخدم الضرب المبرح ضد فلذة كبده لأنه تأخر في الذهاب إلى الدكان لشراء علبة دخان لوالده فعاد من غيرها، بل صار المخرجون يتفنون في ممارسة العنف والسب والشتم على أيدي أبطال المسلسل وقد حولوا البيت إلى دائرة بوليسية يُعذب فيها الموقوفين، على سبيل المثال تشاهد ضابطَ مركز شرطة في مدينة مصرية وهو يهين معلما أو موظفا قد جاء مستفسرا عن سبب توقيف إبنه بل أصبح المخرجون يتحكمون أكثر في أبطال الفلم أو المسلسلة وهم يغرزون بين شفاههم السيكارة وكأنهم من مروجي الدعايات لمعامل صناعة التبوغ.
تمادى أكثر المخرجون وهم يحولون جسد المرأة إلى بضاعة وهم يعرونها كممثلة درامة أو مذيعة تذيع على مشاهديها خبرا عاجلا يضم في سطوره سقوط طائرة مدنية أو مقدمة برنامج شابة تلتقي مع أديب أو سياسي تجاوز العقد السابع من عمره أو مطربة تنشد للوطن وقد خرجت على مشاهديها بنصف ثوب أو فنان قد خلع قميصه فظهر الشعر الكثيف تحت إبطيه فإشمئز المشاهد من رؤيتها أو ممثلة نصف عارية وهي تزور مخيم للمهجرين قصريا..
مخرج روتيني رتيب قد حقق الرواج لمسلسله الذي أخرجه وقد أستغل ثلاثة أسباب أولهما الأسلوب الميكافلي(الغاية تبرر الوسيلة) والثاني مشاهد يستقبل حتى المادة الـ(Expire) وثالثا ترسيخ العادات المسممة للعقل والتي تدعم الذكر وذكوريته وتلعن المرأة وأنوثتها، هذا النمط الإخراجي قد قسم المشاهدين إلى قسمين الأول هم الرجال الذين أصبحوا يزدادون قسوة وهم يشاهدون على الشاشة أساليب العنف والسب والشتم وإهانة الخادم والأدنى درجة في السلم الوظيفي والنادل والسائق الخاص والبواب والحارس على أيدي الأعلى درجة وظيفية.
هذا أن دل على شيء إنما يدل على غياب الإبداع لدى المخرج وعدم مقدرته على كسر قيود العادات والتقاليد التي لازالت سيفا بيد الذكور وقد سلطوها على رقاب النساء والأطفال في مجتمعات الشرق دون أن يأخذ بالإصلاح حتى يكون مسلسله ذات هدف إجتماعي خاتمته هي التغيير المنشود الذي طمح إليه الفرد ويحتاجه المجتمع لذلك عليه أن يسأل نفسه عن الذنب الذي يتحمله وهو يساير التخلف ويحافظ على العادة البالية التي تحط من قيمة المرأة وتهدر حقوق الطفل فيكون سبب معثرة للغير.. أن للفن رسالة كما للشعر وللرواية وللقصة القصيرة وللوحة الفنية.. اذا هيا أيها المخرج وغيِّر أساليبك لكي تقوى على تغيير الواقع من سيء إلى أفضل من خلال الدرامة التي تخرجها فتكون بهذا قد وضعت قدميك على طريق تحقيق رسالتك الإنسانية.
 
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس

36
الفيفا وحافية القدمين!

أنتُخب (جوزيف بلاتر) لولاية خامسة ليعتلي كرسي الفيفا الإتحاد الدولي لكرة القدم فهو الأعرف بمجريات ما جرى خلف الكواليس في غرف ومكاتب وردهات الاتحاد الدولي لكرة القدم من بعد أن عرف العالم ما دار خلف الكواليس منذ يوم الترشيح لإحتضان دورة المونديال لسنة 2022 وما إكتنف مرحلة الاختيار من علامات إستفهام عديدة. فما كنا نتصور أن الفساد المالي سيطال أعضاء الفيفا لكن لعاب المرتشين سال على كرة القدم التي يحبها الفقراء.. لعبة لكل الأعمار لا تتطلب ممارستها سوى ( كرة مدورة) فحتى ( حافية القدمين) تقدر أن تركلها!! لعبة تجمع ولا تفرق وأعضاءها ناشئة وشباب الذين يعنون الحب والمصداقية والتنافس بحق على المستطيل الأخضر.. لعبة يحضرها جمهور الفقراء ويجني أرباحها الأثرياء والمراهنون.. لعبة يلتف من حولها كل الشعوب فنحن أبناء بلاد ما بين النهرين ننسى الطائفية ونعيش مدة ساعة ونصف عراقيين نهتف للعراق بل نتوحد كلما يلعب فريقنا ونعبر عن حبنا ونحن نجوب شوارع مدننا غير مبالين بالإنفجارات.. لعبة شعبية يبقى يمارسها اللاعب حتى بعد إعتزاله بل وحتى ولو عبر العمر به سن الثمانين.. لكن على ما يبدو أن المضاربين بنتائج المباريات حسدونا على أفراحنا فكانت لهم سلة للفساد والرشوة تم كشفها خلف كواليس الفيفا! لم نندهش خاصة وأن بين جمهور المتفرجين وعلى مدرجات الملعب يجلس هؤلاء المراهنين والمقامرين وهمهم هو ربح المال وليس سعادة الجمهور المشجع لفريقه أو للذي يلعب الأفضل.. وهم الذين يسعون من خلف المدرجات بعقد كل الإتفاقات غير الشرعية ويبحثون عن النفوس الضعيفة بين الحكام وحماة الهدف ومراقبو الخطوط. أن إعادة إنتخاب بلاتر يعني عليه تحمل مسؤولية تقديم محاكمة عادلة لكل مرتش من بين أعضاء الفيفا بشرط أن تكون يده نظيفة. هيا أيها المتلاعبين بنتائج المباراة وكفوا عن مراهناتكم فبها تعكرون على الجمهور الرياضي جو التشجيع الذي يغمره الفرح بالنصر أو عدمه.
المشجع للعب الجيد
مارتن كورش تمرس

37
ومحبة
ستكون لي محاضرة عن العلاقة بين المدرسة والعائلة بخصوص الطفل الشرقي. بتاريخ 16/05/2015 الموفق يوم السبت والساعة السا دسة عصرا
على قاعة نادي حمورابي في فرولندا في مدينة يوتيبوري والدعوة عامة للجميع
الاعلان مرفق
القاص
مارتن كورش تمرس لولو



Fred och kärlek
Jag kommer att vara en föreläsning om relationen mellan skolan och familjen om barnets-öst. Den 16/05/2015 på lördag klockan 18:00.
Den Hammurabi Club hall i Frölunda i staden Göteborg och öppen för alla meddelande Facility.
Författare
Mvh
Martin  Lulu

Peace and love
I will be a lecture on the relationship between the school and the family about the child-east. On 16/05/2015 on Saturday ato'clock 18:00  pm. The Hammurabi Club hall in Frölunda in the city of Gothenburg and open to all
Announcement Facility.
Best regards
Author
Martin Lulu


38
المنبر الحر / وصرخ الثور المجنح
« في: 14:05 14/04/2015  »
وصرخ الثور المجنح
هل سمعتم قبل هذه الصرخة من يعيد على أذهان العالم أسم الآشوريين؟ حتى صرخ الثور المجنح من داخل آثار نينوى وهو يذبح من التاريخ وإلى التاريخ: آشور آشور.
لقد حاولنا قبل ظاهرة داعش وفي كل المجالات أن نعيد اسم أجدادنا الآشوريين على سطح الاعلام العالمي بينما نحن في المهجر لكننا ما كنا نجد الاذان الصاغية.  كنا نصرخ  من أعماق قلوبنا: يا ناس نحن مضطهدين لأننا مسيحيين. لكن لا أحد كان يسمعنا. فطفح الكيل حتى صرخ الثور المجنح من داخل متحف نينوى وعبر كل الفضائيات: آشور آشوريون. مسيحيين مضطهدين. سكان بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام نازحين مشردين.
اليوم وأنت تدير محرك القنوات على فضائية ما حتى تسمع كلمة آشوريين، آثار الآشوريين، نمرود، نينوى، دير ماركوركيس، قبر النبي يونان. لم يأت هذا عن إعتباط بل بثمن غالٍ جدا! قدمنا شهداء ومخطوفين وأسرى وتفجير كنائسنا وتدمير وهدم آثارنا وقتل كهنتنا ( فرجو رحو) وخطفهم (بولس اليازجي ويوحنا إبراهيم) وقتل القسيس والمصلين في (كنيسة النجاة). ليس لنا إلا أن نقول: عذرا يا تأريخنا على إنقساماتنا على تشتتنا على هروبنا من الوطن وقد تركنا آثارنا بلا حراسة. حتى أصبحنا نقول متأسفين متألمين نادمين: يا ريت لو كان المحتلون لبلادنا قد سرقوا كل آثارنا! كنا عندئذ نراها بأم أعيننا واقفة محمية في أكبر متاحف العالم. ولما كانت تتعرض للذبح وللهدم.
المحامي والقاص
مارتن كورش

39
المنبر الحر / أوربا. ليست نائمة!
« في: 21:51 02/04/2015  »
أوربا. ليست نائمة!
في نهاية الألفية الثانية أصبح عدد المؤيدين للارهاب من حول العالم في إزدياد مضطرد خاصة في دول قارة أوربا، بل أصبح من السهل تجمعهم في بناية تحت اسم جمعية خيرية او منظمة مجتمع مدني والتي تدعمها البلدية ماديا ومعنويا وتحت مظلة الديمقراطية.
بل أخذت هذه الجمعيات تعمل على صفحات التواصل الاجتماعي بتجنيد الشباب وإرسالهم إلى جبهات القتال في سورية والعراق. قال معظم المراقبون للمشهد بأن دول أوربا مستلقية على شواطئ إسبانيا! أن لم تكن نائمة لا تفقه بالذي يحاك ضدها وفي وضح النهار! نسي هؤلاء أن الدولة الاوربية التي بنت شعوبا متماسكة وحكومات حكيمة وقطعت شوطا طويلا من التقدم والازدهار بعد الحرب العالمية الثانية، ليست مستعدة أن تخسره وعلى أيدي لاجئين على أراضيها، بل كانت الدولة الأوربية تخطط باحثة عن مكان خارج حدودها فيه يفرز هؤلاء سموم كراهيتهم، فلم تجد أفضل تربة بلدانهم التي قدموا منها والتي فيها تشتعل نيران حروب. فأغمضت عيون رقابتها عن هواتفهم وبريدهم الألكتروني ولقاءاتهم وإجتماعاتهم! كجزء من خطة محكمة وضعتها لتجعل منهم مسييرين ومنفذين حرفيا لخطة تفريغ شحناتهم الارهابية في الدول التي جاءوا منها وبإسم الربيع العربي. ولكي تطمئن أوربا على تنفيذ خطتها وتلاحق الارهاب خرجت على الرأي العام العالمي وقدمت الدعم العسكري المتواتر غير الكبير لكيلا تُفزع به الارهابيين مما يؤدي بهم إلى الفرار والعودة إليها! بل ودعمت موقفها إعلاميا عندما أعلنت على لسان قادتها العسكريين بأن الإرهابيين كثيرون ومدربين عسكريا، مما ريثهم وأبقاهم مقاومين وهم يفقدون من أعضائهم كل يوم نسبا قليلة لكنها مستمرة.
المحامي والقاص
مارتن كورش

40
المنبر الحر / إحتفلي يا نازحة!
« في: 18:51 08/03/2015  »
إحتفلي يا نازحة!
نعم إحتفلي يا أختي النازحة ويا أمي ويا أختي ويا إبنتي في عيدك عيد المرأة. هيا يا إبنة (..نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ...)" يونان1: 2 ". هيا أمسحي دموعك وأحضري كعكة من الطحين والتمر وضعيها على المائدة ونادي على بناتك ليلتفن من حول المائدة وقد وضعت شمعات بعدد تعداد نفوسهن. هيا إصنعي الفرحة قبل أن تصنعي الكعكة فالحزن لن يدوم فحياة معظمنا تمر بأزمات، لكنها تسير ويجب أن تسير لأن الرب معك ولن ينساك. هيا ولا تتذمري لأن الرب ينظر دموعك. فقط إرفعي رأسك وأسأليه بكل لجاجة لكي يتدخل حتى تعودي مع أفراد عائلتك إلى بيتك الذي هجرت منه. لذلك ستسمعينه يقول لك:( تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ.)"متى11: 28 ". لا أقولها لك عن عدم دراية أو بعيدا عن الواقع. لقد إحتفلت بأعياد ميلاد أولادي أيام الإنتفاضة في 1991 وقد عملت زوجتي كعكة من حصة طحين الحصة التموينية المخشوش وقتها بالرمل! وإحتفلنا كعائلة وبينما نحن نأكل الكعكة كنا نسمع أصوات حبات الرمل تحت أسناننا حتى كان الواحد منا أنا وزوجتي ينظر في وجه الآخر وهو يضحك. يضحك فرحا بروح مقاومة بروح معنوية قوية مصدر قوتها الرب يسوع المسيح " له كل المجد". هيا ولا تتردي يا بطلة يا قوية يا زوجة وأخت وإبنة لأن أولادك وبناتك ينظرون إلى وجهك. فأفرحي وأخفي دموعك خلف إبتسامة عريضة في يوم المرأة العالمي. يا عزيزة ومخلصة وبطلة. ولك مني باقة ورد عطرة.
المحامي والقاص
مارتن كورش

41
لماذا الأسود بالذات؟
أسفا لم نتغير ولم تتغير نظرتنا لتتغير إختياراتنا لتكون صحيحة آرائنا. الشيء الذي أندهش منه! هو ونحن نعيش في دول المهجر ترانا نفكر بكراهية. ما الذي يجعلنا هكذا محصوري التفكير؟ حاسدين، ناكرين، رافضي الآخر شكلا وضمنا. دعونا ندخل الموضوع دون إطالة:
لو رأينا رجلا أبيضا مع إمراة بيضاء ترانا نندهش ونقول للذي على الطريق معنا:
   حقيقة أنهما ملائمان لبعضهما.
ولو وقعت أنظارنا على إثنين عكسهما تماما في لون البشرة أي من الشعوب الملونة ترانا نقول مطمئنين على عدم تجاوزهما حدود لون بشرتهما:
   حقيقة ملائمان لبعضهما.
لكن يا ويل للواحد من هذين الإثنين لو صادفناه وهو مع بشر من غير لونه. أبيض أبيض! فلو شاهدنا لاجئا مثلنا على أرض دولة أوربية وهو سعيد فرح ومعه زوجته الناصعة البياض ومعهما طفلين وقد حمل كل واحد منهما 50% من لون بشرة أمه و50% من لون بشرة والده. ترانا ننظر بحقد وكراهية وننفخ ضغينة ونطلق كلمات نابية! بل نسب ونشتم. بل ترانا نحمل الدولة الأوربية مسؤولية زواج اللاجئ الأسود من إبنة البلد البيضاء.
هل هذه أمراض نفسية ورثناها من دون أن نعلم وقد أتينا بها ولا نعرف كيفية التخلص منها؟ بل لا أحد منا فكر أن يتخلص من هذه الافكار التي من الممكن أن يضعها القانون في حقل التمييز العنصري. نحن القادمون من الشرق نمييز عنصريا. الأوربي لا يفرق بين زيد وعبيد. أنه ينظر إلى الواحد منا بنظرة إنسان فقط. فلا علاقة له بما يدين وبما يفكر وبما يعتقد وماذا يعمل وماذا يحب؟ أليس علينا أن نغير أفكارنا لكي تتغير أساليبنا لكي تتغير تصرفاتنا لكي تتغير كلماتنا. يا ناس نحن الأقرب إلى الأسود. نحن ذي البشرة السمراء, علينا أن لا ننس لون بشرتنا الحنطاوية؟ اذا يا أخي أبو سمرة لكي لا تنسى عرقك ولون بشرتك! ليس عليك سوى أن تنظر إلى حقل لون البشرة في هوية الأحوال المدنية. واذا لم تصدق فما عليك سوى أن تنظر إلى المرآة. واذا كانت مرآتك مكسورة فاعلم ( فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.)" تكوين1: 27".
المحامي والقاص
مارتن كورش

42
المنبر الحر / شكرا جزيلا...
« في: 00:31 03/09/2014  »
شكرا جزيلا... 
شكرا جزيلا يا عينكاوا! شكرا لك وأنت تفتحين يديك وتستقبلين كل النازحين من قرى ومدن سهل نينوى. شكرا أيتها الأم الحنونة وأنت تحتضنين كل أبناء سهل نينوى في كنائسك وبين جدران ضيافتك وفي مساكن أهلك. موقفك هذا كتب جوابا لكل الذين لم يعرفو كرمك. لذلك لا أحد يقدر أن ينكر حسن ضيافتك. لأن معظم المدعويين ( نازحون ومهجرون) كان من الأطفال وهؤلاء الذين قال عنهم الرب ( دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ.)"متى19: 14". يا مدينة فتحت اليوم صدرها وقلبها قبل أحضانها لكل النازحين إليها من السورياي. يا مدينة بدت في كرمها كأم حنون تقدم بيديها كل ما تملك لضيوفها. يا فتاة كأنها الشقيقة البكر وهي تقف بطولها وتستقبل كل الأحبة من قرى ومدن سهل نينوى. يا فتاة رائعة الطلعة وهي تقف على طريق إستقبال كل النازحين وتأويهم في كنائسها وبيوتها وقاعاتها وحدائقها. يا مدينة أستحقت اليوم أن ننعتها بأطيب نعت وأن نطلق عليها تسمية تميزها من بين كل التسميات. مدينة بدت في كرمها كأم حنون أستحقت أن يقول الوطن في حقها كلمة شكرا يخطها بقلم تأريخه على باب مدخلها! لا أحد يقدر اليوم أن ينكر كرمك. لا أحد يقدر أن يغمض عينيه وهو يرى حسن أستقبالك لكل العوائل النازحة من قرى ومدن سهل نينوى. يا مدينة بدت كأم فتحت أحضانها قبل يديها وهي تستقبل كل الهاربين من أتون نيران لا ناقة لهم فيها ولا جمل. يا مدينة بدت في كرم ضيافتها كأم حنون وهي تحتضن أولادها فلذات كبدها. عينكاوة أيتها المدينة التي تستحق اليوم أن يقال عنها:
( دعونا لها نشكر
في كنائسها نحضر
فيها كنائس عديدات
أبوابها مفتوحات
عن أحوال النازحين سائلات
بالـ( سوريايِّ ) مرحبات
مار يوسف كنيسة مار يوخنا ومار كوركيس
مارت شموني ومار إيليا نبي قديس)
 هيا يا كل النازحين نطلق على مدينة عينكاوا تسمية تليق بموقفها. هيا نقف كلنا ونقدم لها نعتا ليبقى على مر الزمان لوحة فنية تليق بموقفها. بل أنا أدعو شعراء سهل نينوى أن ينظموا مهرجانا شعريا فيه يقدم كل شاعر قصيدة فيها يعبر عن شكره وإمتنانه لأهل عينكاوا، وعلى حسن إستقبالهم وإحتضانهم وضيافتهم لكل النازحين من أبناء شعبنا. شكرا يا عينكاوا.
وقبل أن أبدأ بمقالتي الثانية في صفحة شكرا. رنَّ جرس موبيلي:
   ألو. لطفا من معي على الخط؟ 
   أنا قرية ( ديانا)! هل نسيت قريتك؟ مرتع طفولتك؟ بيت جدك؟
   حاشاي أن أنسى قريتي. هل ينسى الطفل حضن أمه. أم يرفض الرضيع حليب صدر أمه؟ توا أبدأ بمقالتي ذاكرا كرم أبناؤك.
   معك رابي قاشا/ يترون
   على الرحب والسعة. جميل أن أسمع صوته. 
   سأتركه معك.
   تفضل رابي قاشا يترون. أهلا وسهلا. بل دعني أقف لك إحتراما وأنا أكلمك من خلال الهاتف وأن بعدت بيننا المسافات. لكني لا أنكر ضيافتكم لأكثر من 500 نازح! حلَّوا ضيفا على كنيستكم. ليكن الله في عونكم ويبارك خطواتكم وجهدكم. أشكر الله لأنني كنت حاضرا عملكم الخيري من أجل النازحين من أبناء سهل نينوى وبالذات من مدينة ( بخديدا) لا أحد يقدر أن ينكر عملكم الخيري. هل يقدر شاهد عيان أن ينكر ما شاهده؟ أنا ذلك الشاهد الذي نظر بأم عينيه عملكم الخيري. الرب يبارك عمل أيديكم جميعا ومعكم لجنة الكنيسة الـ( صيتا). أن القلم يقف إحتراما لعملكم الخيري. فما تقومون به في ( ديانا) من حسن ضيافة لأهلنا النازحين والمهجرين، لهو عمل يقف الكلام عاجزا عن وصفه، لكن الخاطرة تتكلم:
( أنها قريتنا ( ديانا )
المحبة فيها عنوانا
على جدرانها كتبنا إسمائنا
في قمة جبلها سكنت أحلامنا
تحت ظل أشجارها جلسنا
لزقازيق البلابل أصغينا
( ديانا ) ( ديانا )
فيك تُصان كرامة الإنسانا)
مع شكري لكل الجهود التي تبذل من أجل تقديم الخدمة الإنسانية لكل النازحين من سهل نينوى.

المحامي والقاص
مارتن كورش

43
(المجدُ لله في الأعالي وعلى الأرضِ السلامُ وبالناسِ المسرةُ)
"لوقا2: 14"

سلام المسيح .. لنا
     ليس من السهل أن نحقق السلام ليستقر في قلوبنا إنطلاقاً من مبدءٍ سماوي هو (سلام القلب)،دون أن نعتمد السلام نظرية وتطبيق ليمارس من قبلنا. فلا يكفي معرفته بل تنفيذه ليكون اسلوب تفكيرنا وخارطة طريقنا على الأرض. أنه يحتاج منا الى أن نسعى الى تحقيقه والدفاع عنه وحمايته من ثقافة العنف بالعقل لا بالقوة ، لأن مطالبتنا بالسلام ليس أننا نتنازل عن كل حقوقنا بل يعني أننا مصممين على الحفاظ على حقوقنا وإسترداد المسلوب منها والمداعاة بالمهضوم منها بإسلوب السلام. لسنا أول المطالبين بحقوقنا بل سبقنا عددا وإن كانوا قليلين في نيل حقوقهم بإسلوب السلام،بل منهم مَن  أخرج محتلين من بلاده وهم يسحبون خلف جيوشهم أذيال الخيبة والفشل. هل نسينا (غاندي) الذي لم يكن مسيحيا حسب تصنيف هويته الشخصية (لأن مَن ليس علينا فهو معنا)"مرقس40:9" لكنه كان يتصف بالأخلاق المسيحية. السلام لو فهمه العالم اليوم هو وحده القاسم المشترك بين مختلف دوله، فحول طاولته يجلس كل المتحاورين وتتحاور كل العقول وتهدأ كل النفوس، وفي محطاته تنتظر كل القلوب الحاملة لرسالة التبشير به ليسافر في كل القطارات إلى الجهات الأربعة من العالم، وعلى طريقه تلتقي كل الأيادي المستعدة لحمل راياته، وعلى أرصفته تموت كل خطط التقويض. أنه بشارة على كل مؤمن به أن يبشر به الآخرين،وصناعته تحتاج إلى عمل تزركشه البركة(طوبى لصانعي السلام.لأنهم أبناء الله يُدعون)"متى5: 9". السماء أوصت به وأرادته للأرض فليس من الصحيح  رميه الى عرض الحائط.اذا ليس لنا إلا السلام الذي مصدره الله الذي غلب الموت على الصليب.
  ثقافة السلام /
     هل رأيتم شخصين مثقفين يتشاجران؟هل رأيتم معلمين أو مدرسين إثنين يتشاجران أمام تلاميذهما؟ إلا ما ندر. لكننا نرى دولاً متطورة علما وثقافة ومتمدنة ومنها مستورثة لحضارة بشرية ومع ذلك تدخل وتصنع حروبا ليقتل على أثرها الآلاف من أبناء شعوبها لأسباب تافهة، لو كانت قد أعطيت مجالا لعلاجها لأمكن الطرفان المتخاصمان من إيجاد الحلول. السلام ثقافة من الأفضل التعليم والتعريف به وتدريسه في المدارس إبتداءا من الروضة (على منظمات المجتمع المدني المختصة برامجها بشريحة الأطفال أن تتحمل مسؤولية التعريف به بتعاونها مع مدارس الروضة والإبتدائية والمتوسطة) وفي مختلف المراحل الدراسية وفي الجامعات. الشعب المثقف الذي يطالع أوقات الفراغ،وحده وقبل غيره من شعوب العالم يعرف قيمة السلام. كثيرة هي الكتب التي من الممكن وضعها كمناهج دراسية بين أيدي أبنائنا الطلبة وفيها ما يوصلنا إلى أن نصنع السلام وأول هذه الكتب هو الكتاب المقدس؟ منه نستمد المبادئ التي جاء بها الرب؟ كذلك مبادئ العدالة(ويكون صنع العدل سلاما وعمل العدل سكونا وطمأنينة إلى الأبد)"أشعياء32: 17"وقواعد الأخلاق.أضف إلى الكتب،هبة العقل التي وهبنا الله وميزنا به عن الحيوان والنبات وما علينا إلا إستخدامه بالشكل الصحيح به نخدم الإنسانية،ونحن نحفظه بعيدا عن الغضب،لأننا مهما كنا أذكياء فلحظة الغضب نعدم عمل العقل أو نشله لنسمح للقوة أن تتدخل،لنكون محط سخرية. السلام درس له علاقة بحياة الإنسان فعلى الإنسان معرفته وفي سن مبكرة وعدم الإستغناء عنه. في الحقيقة لا يمكن للإنسان السّوي أن يستغني عنه في كل مراحل حياته، ولا للمواطن أثناء التعامل اليومي،فهو يحتاجه في مختلف تعاملاته اليومية وفي مختلف علاقاته إبتداءا من تعامله مع أفراد عائلته ومع من معه في عمله وفي الشارع وفي التنقل وفي السفر، فالإستغناء عنه يعني السماح لتعرض الإنسان ومن حوله إلى الخطر! هل يعقل هذا أن إنسانا عاقلا وبمحض إرادته يعرض حياته إلى الخطر؟ هذا يحدث لسببين إما عمدا ومع سبق الإصرار وهذه هي المصيبة بعينها أو لغياب معرفة الإنسان بفوائده وهذه هي الطامة الكبرى. أن تعريض الإنسان عقله إلى الشلل بحقنه التغييب يعني تعريض حياة البشر قاطبة إلى الخطر وهم لا ذنب لهم في هذا، ذنبهم أنهم سُذج في معرفة ثقافة السلام الذي من الممكن أن يكون إسلوب تعايش  ليعم بوجوده الأمان للمجتمع وراحة البال للفرد.
وأنت تلميذ لا بد وأن فُرضت عليك حصص دراسية، كان عليك دراستها بل وتحقيق درجات (علامات) عالية لكي تنجح فيها وإلا رسبت وبالتالي تفقد مستقبلك الدراسي بسبب رفضك لها لأن عقلك يُغصب على هضم تلك الدروس التي أصرت وزارة التربية والتعليم في بلدك على الحشو بها في رأسك دون قناعة منك والدليل على ذلك أنك في كل سنة جديدة تمحو من ذاكرة عقلك معظم معلومات السنة الماضي. ودرس السلام أو الأخلاق أو العلاقات الإنسانية أو حقوق الإنسان أو حقوق المواطن في الوطن و..و. هذه دروس مهمة لها علاقة متينة بحياة الفرد والمجتمع معنويا وماديا، وترى أن لا أحد يعير لها أهمية تذكر، بل على العكس منها دروس تدرس ليس في كليات عسكرية فحسب بل وفي المدارس الإبتدائية (رفع العلم مع رمي إطلاقات نارية) تشجع على الكراهية للغير حتى وإن كانوا أفرادا أو قومية أو مذهبا أو دينا متعايشين سوية في نفس المجتمع تربطهم أواصر المواطنة .
لأجل تجاوز الأخطاء على وزارات التربية والتعليم في بلداننا العمل أولاً على غربلة كل المناهج الدراسية(مواضيع كتب التأريخ) وتنقيتها من ثقافة العنف وكراهية الغير والعمل ثانياً على تقرير حصة دراسية عن "السلام" .أن التعريف به بين فلذات أكبادنا وفي مختلف مراحلهم الدراسية يعني إنقاذهم من السقوط في أحضان الشر وتوفيرا للمال العام الذي يرصد لميزانية مكافحته. ليس من الصعب الوصول إلى كل مصادر ومراجع السلام ما دامت النية الحسنة حية في نفوسنا مادمنا نعمل للخير. أن الرب نفسه كان مهتما بالثقافة وهو يوصينا بـ (فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية.وهي التي تشهد لي.)"يوحنا5: 39".وهو الذي كان يناقش ويجادل بكل رحابة صدر بل لم يصد الذين سعوا بكل قساوة إلى صلبه بسبب رفضهم لأفكاره منهجا وتفصيلا لسببين أولهما: أنهم لم يؤمنوا بخطة الله من أجل خلاصهم.ثانيهما: رفضوا الرأي الآخر مصرين بذلك على معتقدهم البشري الضيق الأفق.

الرأي والرأي الآخر/
     وحدنا نتقاتل مع بعضنا البعض على أرض وفي كون نحن فيه ضيوف.نتقاتل ولا نعمل بمبدأ الرأي والرأي الآخر بل لا نعطي لرأي غيرنا الإحترام بل نهرع إلى الإقتتال. الحرب هي إلغاء لدور العقل ورجوع بالإنسان إلى غابر الزمان (القرون الوسطى).السلام له علاقة في يومنا الحاضر بمبدأ(إحترام الرأي الآخر) لأن التمادي في عدم إحترام رأي الغير يعني الذهاب إلى الحرب. لماذا إذا لا يحتكم الإنسان إلى العقل بحيث يتخذ من مبدأ الحوار على طاولة منهج السلام إسلوبا في التشاور من أجل الوصول إلى الرأي السديد وكأنه ميزان تكال به حقوق الكل دون هضمها أو إهدارها لأنها تخص المجتمع .أن الحوار والنقاش بين المختلفين فكريا في الوطن الواحد هو الرأي الصواب وإسلوب العقلاء الذين لم يقيدوا أفكارهم في مذكرة يوم صار في غابر الزمان بل عملوا به وإن كانوا اليوم قلة أصواتها المنادية بالسلام تضيع أو تخفت بين زعيق أصوات المنادين بالحرب أو بين أصوات دوي المدافع وكل أنواع الأسلحة.أن إحترام الرأي الآخر داخل الوطن وهكذا في البلد الآخر والآخر ليعم هذا المبدأ العالم كله.
الرب مصدره/
    الرب (يرفع الرب وجهه عليك ويمنحك سلاما)"عدد6: 26"أخلى نفسه من السماء ونزل طائعا إلى الأرض وهي حبلى بالخطيئة متحملا كل خطايانا على الصليب بأسلوب السلام، كان يقدر أن  ينزل كملك أو كقائد عسكري كما ظنه وإنتظروه اليهود، ليحررهم من الإحتلال الروماني.نظرة ضيقة وآنية ومحددة بسبب واحد (نظرة العشيرة). الله نفسه قد خلق الكون وخلق البشر وفق نظام. الكون ملك للله المالك الحقيقي وصاحبه الشرعي وفق مستند الخلق العظيم(في البدءِ خلقَ الله السمواتِ والأرضِ.)"تكوين1:1 ".السلام الذي ننشده، إستنادا إلى توصية من السماء هو إلى كل البشر من خلال الرب يسوع المسيح"له كل المجد"، فهو الراعي الصالح الذي حمل راية السلام يوم نفذ خطة الفداء.هل من مصغي لما تريده منا السماء؟هل تصغي معظم الدول لصوت الرب وتعمل باسلوب السلام الذي وضعه الرب بين أيدي البشر دون مقابل؟هل يدرك العالم اليوم بأن قلوبهم هي ملك للـ الله؟ بماذا نفعتنا كل الحروب التي وقعت ولا زالت لحد اليوم تسمع دوي أسلحتها في مختلف بقاع العالم، ونتائجها التشرد والقتل والعاهات المستديمة والفقر والجدية والفساد؟بشر يقاتلون بشر!هل سمعتم أيها البشر أن الله سمى وعلى دخل في حرب مع البشر منذ بدء عملية الخلق (هذهِ مبادئ السمواتِ والأرضِ حين خُلِقَتْ)"التكوين4:2". الله الذي أعطانا بشارة السلام مرسلة بيد الرب يسوع المسيح"له كل المجد" طرحها للنقاش من قبلنا ولم يفرضها علينا بل هبة وبركة أعطاه لنا ودون مقابل مثلا لم يقل لنا:
                             يجب عليكم يا بشر أن تنتخبونني رئيسا. لأني الله خالقكم!
أن عدم العمل برسالة الله يعني إنفصام كل علاقة بين الله والبشر بين السماء والأرض بين المعزي والمؤمنين. الله يا الله كم نحن البشر مؤذيين لبعضنا البعض؟بل وتمادينا وألحقنا الضرر حتى بالكون.البارحة حط مكوك فضائي على المريخ.وقبله على القمر.كأن الأرض ما عادت تتسع لكل أعمالنا الشريرة.فهذه الدول التي تتسابق للإستيلاء على الكون في نفس الوقت تلغي العمل بشريعة الله. من السذاجة أن تجيبك موظفة في دائرة من دوائر بلد متطور ما مفاده:أن قوانين بلدها أرضية وليست سماوية. أن معظم الدول المتطورة في العالم تدعي في دساتيرها بأنها دول علمانية و90% من نفوس سكانها يعتنقون المسيحية.شئ من الوهلة الأولى مثير للسخرية!هل هذه الدول فعلا ترفض العمل بشريعة الله ؟أم أنها ترفض معونة الله التي لا ثمن مقابلها وترفض قيادة الروح القدس الأقنوم الثالث؟(ولكني اُقسّي قلبَ فرعونَ وأكثّرُ آياتي وعجائبي في أرض مصرَ)"خروج7: 3". أن معظم هذه الدول تشعر أنها لا تحتاج الى الله وهي بالمقابل لا تمنع أي أحد من أبنائها اذا إستعان بالله.أننا لو تصفحنا أعمالها نجدها مخالفة للناموس. علينا الإعتراف بخبرة وحكمة وقوة الله حتى نقدر أن نقف أمام قوة الشيطان !أننا لا نعترف لا بالله ولا بالشيطان!بمن نعترف؟لا بالسماء نعترف والأرض حولناها إلى مشجب للسلاح !من المفروض أن نلتزم بأنظمة السماء،على الأقل، كما يلتزم الفلاح البسيط بمواسم الحرث والغرس والحصاد مستندا على الفصول وأوقاتها.نحن ضيوف عليها بأي تخويل صرنا نعبث بها ونخربها ومن الممكن أن تعرضها أعمالنا الشريرة إلى الفناء.هل يحق للمستأجر أن يعبث بالدار أو المحل الذي إستأجره؟هل يقدر الموظف مخالفة تعليمات الشركة التي يعمل فيها؟الله وحده القادر ولكنه لا يفعل بنا شرا(لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات.فإنه يُشرقُ شمسهُ على الأشرارِ والصالحينَ ويمطرٌ على الأبرارِ والظالمينَ)"متى45:5 " .حقيقة هي أن قلة في العالم تسيطر على زمام الأمور وتظن بأن السلام متحقق لا محالة بربط أركانه بأمور مادية بحتة،وقد فضلت عدم الجلوس مع الخصم على طاولة المباحثات ما دام السلاح فعال وهو أقصر طريق إلى الهدف ولا تنازل للحقوق بل من الممكن أن تحقق الحرب النصر الذي يعني حصص إضافية(غنائم العشيرة من الغزو).. خططت القوة الإلهية  للمجيء الأول  للرب بخطة أعدت وطبقت من قبل الله الإبن وإقتصر دور البشر على الحمل للإنسان يسوع الذي نمى وترعرع في النعمة الإلهية وتقدم بمعونة القوة الإلهية ونفذ "خطة الفداء" من أجل تخليصنا من الموت الذي هو أجرة الخطيئة،لكن البشر رفضوا الفكرة الإلهية وهبوا(خاصته) وصلبوا الرب على أيدي محتليهم الرومان.صارت مساعي البشر تعاكس الوصية والفكرة الإلهية وترفض السلام بل صارت تسعى جاهدة بعقول المخترعين والمبدعين  لصناعة وتصنيع خطط من أجل تدمير غيره من البشر كفرد ومجتمع. مضحك حال وأحوال البشر على مر التأريخ والشواهد كثيرة ومنها حدث البارحة،ولايسع الواحد منا أن يكلف نفسه سوى أن يفتش الكتب .وكم بالحري الكتاب المقدس وهو رسالة من الله وضعها  بين أيدينا بإعتباره مصدرا فيه المبادئ التي جاء بها الرب يسوع المسيح "له كل المجد" هي لكل البشر ممكن الإستفادة منها بإعتبارها منهجا للحياة ومصدرا إلهيا وسماويا لكل الشرائع الأرضية التي يظن البشر بأنهم مسنيها أو مصدريها كقوانين أو دساتير. هل هو مصير متشابه يسعى إليه البشر على الرغم من إختلاف الأزمنة؟... السلام بشارة أرسلها الله بيد إلأقنوم الثاني، برنامجا ونظاما للعمل به فلو يعيد البشر تشغيل شريط ذاكرته فأنه لا محالة سيجد أن لا إسلوبا في التعامل الدولي والإنساني إلا وفق إسلوب السلام. ؟الله ميّزنا عن غيرنا من المخلوقات (فخلقَ الله الإنسانَ على صورتهِ.على صورةِ الله خلقه.ذكراً وأنثى خلقهم) "تكوين27:1 "
الفرد والسلام/
     للفرد ضمن العائلة دورا كبيرا في العمليات الأولى والأساسية في بناء أسس ثقافة السلام في الدولة والمجتمع،فالأم التي تعلم إبنها على حب زملائه الآخرين، والأب الذي يربي إبنه على إحترام الكبير والتصرف بأدب وعدم الإعتداء على الآخرين وعدم الأخذ بالعنف في قضاء إحتياجاته اليومية وعدم إهانة غيره أمام أولاده أو واحدا منهم أمام بقية أفراد العائلة.والأخ الكبير وهو يتعامل بلطف مع أشقائه وشقيقاته.والأب وهو يحترم زوجته أمام أولاده وبناته.كل هؤلاء يعتبرون في خارطة طريق السلام على الأرض، كفرقة منظمة تعمل بنظام كما تعمل النحل في صناعة العسل هكذا يكون دور الفرد في صناعة السلام. السلام هو الركن الأساسي في عملية بناء أنظمة الأمم ومصدر لدساتيرها وعقدا مشروعا لبناء العلاقات الأنسانية.السلام  ليس خيال بعيد المنال وكأنه فلم من أفلام الخيال العلمي الغير متحقق، صحيح أن السلام لا يمكن أن يكون حقيقة إن لم يتحقق بشكل كامل وكلي. هل نصغي لصوت العقل فينا فنعمل بالسلام ومن بيوتنا أولا نمارسه كآباء وأمهات مع فلذات أكبادنا فنلغي الضرب والإهانة والشتم والسب من جدول تصرفاتنا ومن قاموس تربيتنا ونشغل عقلنا مع من معنا؟لأن في التشغيل تطوير وفي التطوير إكتشاف جديد وفي هذا نمط حياة مباركة من الله.حياة ملؤها سلام وأمان..والسلام عليكم. السلام لك يا عراق. سلام القلب لك أيها العراقي ومن الله رب الأرباب.السلام لك أيها الإنسان أينما كنت اليوم ولا يهم ما كان جنسك أو عرقك أو لونك أو دينك .سلام القلب الذي يجب أن يحل فينا عندئذ سنقوى على الإجتماع حول طاولة واحدة والعقل قاسم مشترك ومع حضور بركة الله.لا يمكن أن يقف الإنسان فينا حائراً أمام المشاكل التي تحوم في أجواء شرق الكرة الأرضية اذا إستخدم العقل،وطلب بركة الرب.الإنسان(العقل) الله (السلام).اذا لا بد لتحقيقه أن يستند البشر إلى العقل وإلى الله،إلى جهود الخييرين من البشر وإلى بركة الله.أننا كبشر فينا نوازع الخطيئة والميول إليها،لذلك لن تفي جهودنا لوحدها في تحقيق السلام لأن مصدره إلهي وعلى البشر الإستعانة ببركة الله.لأنه لا يمكن الإستغناء عنها مهما كانت عقولنا تحمل من حكمةٍ،هناك ترابط وثيق بين العمل والبركة وفي حالة إنفصامهما فنتائجه وخيمة ومنها الحروب.هل تقدر الأرض أن تستغني عن أمطار السماء؟هل يقدر الإنسان أن يستغني عن ضياء النهار أو عن حرارة الشمس؟البشر لا زال متمسكا بسياسة القبيلة الواحدة،أمر مضحك وهذا يحدث بل يتكرر في الألفية الثالثة.
السلام أم السلاح؟
     ما عادت الحرب إسلوبا  للهجوم أو الدفاع وما عادت طريقا متمدنا لفرض أراء الأقوياء على الضعفاء أو الأكثرية على الأقلية. يجب الأخذ بالعقل ورفض كل الأفكار والأيدلوجيات المقوضة للسلام، أنه هبة من الله لكل عابديه الذين خلقهم ليعيشوا أحرارا وبسلام وأمان،ولن يفيدنا أي تحويل للأرض بل الكون إلى مشجب للسلاح. الظاهر أن العقل بحسب التخطيط الإنساني صار مغلقا لكل الإبتكارات المدمرة للبشر وللكون نفسه لأن بندقية تكفي لقتل أكثر من إنسان! فما بالك بالسلاح النووي؟ الذي أهدافه تتجاوز في قوتها قتل البشر وإبادتهم لأن قوته لها من المقدرة على تدمير دولا عديدة مع شعوبها-لا سمح الله-.صار العقل البشري يخطط ويعمل ضد حامله! ضد قرينه ضد مَن مِن حوله ضد الكون بأسره! مَن أنت يا إنسان الذي ولدت البارحة لتموت غدا، حتى تسعى إلى التدمير؟ هل تحمل تخويلا ما؟ هذا الذي تفعله لن يديم. عليك يا إنسان أن تجنح إلى السلام الذي علينا أتبعناه منهجا يدرس ومن المقاعد الأولى لتلاميذنا لأنه نجاة للبشرية من السقوط في محرقة المعارك والحروب التي لا فائدة منها لأن المعمول به من البشر أنهم بعد كل حرب ينسون قتلاهم ولا ينظرون ولو بعين العطف إلى أفراد عوائل القتلى والشهداء (الأيتام) وهم يستجدون على قارعة الطريق! بل حتى الشعارات وبيانات الحرب التي كلفتهم إعلاميا مبالغ طائلة تراهم يرمون بها إلى سلة المهملات تحت طاولة الإجتماعات ، وكأن السلام لا يأتي إلا بعد كل معركة أو حرب وكأنه محصلة أو تحصيل حاصل للحرب!اذا لو كنا قد فهمناه وأخذنا به درسا ومنهجا وثقافة لم وصلنا لنجلس أعداءاً في خندقين متقابلين.أنظروا ما الذي يحدث اليوم في العالم؟ما أن تنتهي الدول من حرب حتى تدخل في حرب أخرى.
عبر ودروس/
     السلام هبة من الله للعالم أجمع وممكن أن يشعر به كل فرد في قلبه (سلام القلب) أما ما يسعى إليه العالم من منهج لتحقيق السلام فمن الصعب تحقيقه مادام العالم قد قطع كل علاقة بالسماء.علما بأن أبواب السماء لازالت مفتوحة.السلام الأرضي هو خال من كل أمان ممكن أن يُقال عنه. سلام مؤقت مبني على أساس من رمل.أما سلام الرب فهو من نوع آخر يحس به المؤمنين من البشر ويعيشونه عيشة قلب يشعرون  بأنهم في سلام دائم مع الله.أنه شعور وتربية وعمل وتعامل وممارسة وإيمان وتنفيذ وتعليم.هو هذا السلام الذي يريده الله لنا ليس الذي يريده العالم لنا،ولا حتى الذي نريده نحن لأنفسنا.أنه سلام ناقص حتى ولو اُستفتيّ عليه،لأن بركة السماء تنقصه.فمهما عملنا من سلام لابد وأن نحتاج إلى بركة الله،وفق عقد العلاقة المباركة بين الخالق والمخلوق.عندئذ نقدر أن نعمل في صناعة السلام ونحن نصغي إلى الرب وهو يكلمنا قائلاً: (وأجعل سلاماً في الأرض فتنامون وليس مَنْ يُزعجكم.وأبيدُ الوحوشَ الرديئةِ من الأرضِ ولا يعبر سيفٌ في أرضكمْ)"لاويين 6:26".
المحامي والقاص
مارتن كورش الشمديناني

44
Saint Lucia

     اليوم 13-12 من كل عام يصادف في مملكة السويد ذكرى القديسة لوسيا. ففي هذا اليوم يحتفل الشعب السويدي من صغيرهم إلى كبيرهم بأحياء ذكرى هذه القديسة.حيث يقومون بزيارة الكنائس ويوقدون الشموع.بما أنني مقيم مع زوجتي وإبنتي في السويد دعوني أنقل لكم صورة حية عن إحياء ذكراها في مدينة من مدن السويد(Eskilstuna) مدينة سميت على إسم رجل الدين(Eskils)،ولاحقاً سيكون بعون الرب موضوع آخر عن هذا المؤمن والذي على ما يبدو بأن المدينة سُمِيَتْ بإسمه ،حيث شاهدت بأم عيني إحياء ذكرى هذه القديسة. بشكل عام في كل دولة من دول أوروبا تحتفل شعوبها في تواريخ مختلفة من السنة وهم يحيون ذكرى قديس أو قديسة. وبحسب قرأتي وجدت بأن عدد هؤلاء البارين الذين نعتبرهم أبطال في الأيمان، في قارة أوروبا كبير والذي يثبت هذا الأيجاد هو الاستبداد والاضطهاد الذي مارسته الدولة الرومانية آبان حكمها الإلحادي.(قائلاً لا تخف يا بولسُ.ينبغي لكَ أن تقفَ أمامَ قيصرَ.وهوذا قد وهبكَ الله جميع المسافرينَ معكَ)"أعمال الرسل27: 24". حقاً أن هناك حماية من الله لكل المضطهدين المسيحيين على مر الزمان من جهة ومن جهة أخرى إزدياد متعاقب متواتر لعدد المؤمنين في الرب يسوع المسيح "له كل المجد".يعني أن الرب لم يكتف بحمايتنا فقط بل عمل روحه القدوس على إزدياد عدد المؤمنين به.وكأنها علاقة عكسية مباركة من الرب بين الإضطهاد الديني وبين إزدياد عدد المؤمنين. (لا تَخفْ أيها القطيعُ الصغيرُ لأنَّ أباكُمْ قدْ سُرَّ أن يُعطيكمُ الملكوتَ)"لوقا12: 32". البركة الظاهرة للعيان في ذكرى هذه القديسة هو تزامن ذكراها في هذا الشهر المبارك الذي يطلقون السويديون عليه تسمية شهر المجئ(Advent). ففي هذا الشهر تتزين مملكة السويد بحلة الشموع،وكأنها عروس تنتظر عريسها.(وأنا يُوحنا رأيتُ المدينةَ المقدسةَ أورشليمَ الجديدةَ نازلةً من السماءِ من عِندِ اللهُ مهيأةً كعروسٍ مزينةٍ لرجلهَا)"رؤيا21: 2".حيث نواقيس،أجراس الكنائس تدق لتمتلئ بزوارها ،حتى عدد زوار الكنائس في هذا الشهر يختلف عن غيره من شهور وأيام السنة.الشوارع مزينة شرفات البيوت مزينة المحلات مزينة الأسواق الكبيرة(سوبرماركت)والأسواق الصغيرة مزينة محطات القطارات مزينة الأنفاق مزينة بل حتى فوق أعلى عمارة إرتفاعها 11 طابق ترى قد زينتها البلدية(Kommun).فكل نافذة أو شرفة بيت أو شقة ترى سكانها قد زينوها بالشموع والأضوية  التي توحي بقرب الكرسمس(Christmas) صور حية كلها توحي إلى الإنتظار، أنتظار أعياد الميلاد إنتظار المجئ .إنتظار الـ(Christmas). تزامن أيام الإنتظار مع الإحتفال بذكرى بارة إختارها الرب له  لتكون قديسة.القاسم المشترك في هذه الشهر هو الإنتظار.حيث الثلوج قد بدأت تتساقط وكأن الملائكة تعزف سمفونية السماء في زمن المجئ.كل شئ في مدن مملكة السويد قد تزين بحلية المجئ.ويغلب على هذه الألوان اللونين الأحمر والأبيض.واللون الأحمر معروف لدينا نحن المسيحيين بأنه يرمز إلى دم يسوع المسيح"له كل المجد" حَمَلْ الله.واللون الأبيض حسب إعتقادي يرمز إلى العروس وهذه هي كنيسة الرب . ففي يوم إحياء ذكرى القديسة (لوسيا) يرتدي الأطفال من الذكور الكسوة الحمراء نفسها التي يرتديها (بابا نوئيل) من قمة رأسه وإلى أخمص قدميه.أما البنات أي الإناث فيرتدين الثوب الأبيض وحول وسطهن شريط أحمر.ألوان متمازجة ترمز إلى البركة.ثوب أبيض وشريط أحمر،يوحي إلى أنه كنيسة الرب محمية بدمه الزكي.في هذه الذكرى الغالية على قلوب السويديين، ترى كل مدرسة تخرج بمعلميها وطلابها وطالباتها(أشكر الرب أن إبنتي كانت من بينهنّ وهي تحمل شمعة الإنتظار بيدها الصغيرة لتشعلها في الكنيسة) في صفوف مرتبة سيراً على الأقدام من مدارسهم وإلى أقرب كنيسة لهم وهم حاملين الشموع بأيديهم وما أن يدخلوا الكنيسة حتى يبدأوا بالترنيم وليبدأ كل واحد منهم بإيقاد شمعة المجئ الأولى في اليوم الأول من الأسبوع الأول من شهر(December) والشمعة الثانية توقد في اليوم الأول من الأسبوع الثاني وهكذا الشمعة الثالثة والرابعة.أربعة شموع يطفئ أهل السويد سموها بشمعات إنتظار المجئ.اذا تزامن مبارك ومرتب ومنظم من الرب يسوع المسيح"له كل المجد"حيث  يتزامن إحياء ذكرى القديسة (لوسيا) في شهر مبارك لدى الشعب السويدي هو شهر(December)في الثالث عشر منه من كل عام.
     دعنا أيها الزائر أنا وأنت القادمان من الشرق ننظر بأم عيننا  هذا البلد الذي قد شوهت أفكارنا جمالية وجهه حتى نعتناه بشتى الكلمات المشينة.دعنا أيها الزائر القادم من الشرق أن نتكرم ونعطي من وقتنا في هذا الشهر بالذات وندخل مع أنفسنا وقلوبنا ومشاعرنا وأحاسيسنا،مدرسة في يوم ذكرى إحياء القديسة (لوسيا) لنطلب من الرب أن يغفر لنا خطية نعت مملكة السويد خاصة وبلدان أوربا قاطبة بالزنى،عندئذٍ سنندم على كل كلمة جارحة مشينة معيبة قلناها نحن القادمين من الشرق في حق دول إحتضنونا كما تحتضن الأم أولادها.عنده سنندم والرب سيغفر أكيد.كما ندمت أنا قبل كل قادم، ويوم كنت في الشرق كنتُ أنعت كل الدول الأوربية بالفسق .ويوم أقمت في مملكة السويد رفعت مع زوجتى وإبنتي صلاة قصيرة معبرة قدر الإمكان عن الشكر"يا رب بارك مملكة السويد". ندمت على كل كلمة مشينة قلتها بحق هذا البلد .أنا أدعو كل مقيم في أية دولة أوربية ليشارك مواطنيها في ذكرى إحياء أي قديس أو قديسة ليعرفهم عن كثب.فلعل في هذه المشاركة رد جميل لما تقدمه لك دولة اللجوء.وطلبة من الرب نطلبها سوية في أية دولة كنا الآن، أن يبارك بلدنا العراق.
المحامي والقاص
مارتن كورش

45
الوكالة في القوانين العراقية

أتمنى أن أوفق في تقديم هذا الموضوع في الثقافة القانونية ، وهو عن عقد الوكالة، بشكل عام ومبسط لكي يستطيع المواطن من أبناء شعبنا في الوطن فهمها ولا تصعب عليه عند التطبيق.علما بأن فكرة الموضوع هي مستنبطة من القانون المدني العراقي . أن الوكالة بكل أنواعها هي من العقود المهمة والتي تمت إلى الإنسان بصلة بإعتباره لا يقدر على الإستغناء عنها في تنفيذ إلتزاماته وأداء أعماله اليومية وتنفيذ واجباته.وهي نمط متطور لحياة إجتماعية متطورة  فيها يعهد الإنسان البالغ لشخص قانوني أن يقوم مقامه أمام الآخرين وفقا إلى القانون.
تعريفها:
هي عقد (إتفاق) بين طرفين أو أكثر بحيث يقوم أحداهما نيابة عن الآخر بأداء التزاماته أمام الغير والحصول على حقوقه بالطرق القانونية.أي يقوم وفقها شخص ما بإحلال شخص معين محله للقيام بكافة التصرفات القانونية. الطرف الأول هو (الموكل). والطرف الثاني هو (الوكيل). وأستنادا الى مبدأ قانوني يعتبر الوكيل كالأصيل. .
شروطها:
للوكالة شروطها ومنها على سبيل الذكر وليس الحصر:
أن يكون الوكيل بالغ سن الرشد (عمره أكثر من 18 سنة).
أن لا يكون أحد طرفي الوكالة (الموكل والوكيل) مصابا بعته أو جنون أو ماشابه ذلك.أي أن يكونا عاقلان.
أن يكون سبب الوكالة غير مخالف للقانون أو العرف أو الأداب العامة.
تسجيلها لدى دائرة كاتب العدل لأضفاء الصفة القانونية عليها,لأنها الأرضية التي ستبنى عليها مجمل التصرفات القانونية.
يشترط في بعضها لصق صورة الموكل عليها إضافة إلى رسم الطابع.
    تنظم بثلاثة نسخ أصلية.الأولى يحتفظ بها في دائرة الكاتب العدل،والنسخة الثانية يحتفظ بها الموكل،والنسخة الثالثة يحتفظ بها الوكيل.
الوكالة الشائعة والمعمول بها لتنفيذ الألتزامات أمام المحاكم والوزارت والدوائر الرسمية وغير الرسمية والشركات وغيرها، هي عقد الوكالة العامة. أن الشخص الذي يريد أن يوكل غيره فأنه سيجد أستمارات الوكالة بأنواعها لدى المكاتب القانونية أو أكشاك الباعة المجاورين لدور العدالة (المحاكم)، أو لدى كتاب العرائض (الأرضحلجية) أو لدى المحامي المراد توكيله. والوكالة هي أتفاق بين طرفين أو أكثر وفق مستند الوكالة حيث يلتزم الطرفان بأداء شروطها بحسب ماورد فيها. أن الجاري عليه في عقد الوكالات أن يوكل شخص معين شخص أخر وعلى الأغلب يكون محاميا أو محامية، ليقوم بدل عنه بأداء ما وكله به، وهي تختلف بحسب إختلاف الألتزام الذي وكل للقيام به وأنجازه بالشكل القانوني. فمثلا يقوم شخصا معينا بتوكيل محامي ليترافع بدلاً عنه أمام محكمة البداءة لأزالة الشيوع عن عقار ما عائد للورثة. والمحامي هنا هو أعرف بأمور القانون المدني وقانون الأثبات من غيره بالذات موكله. أن المحامي شخص قانوني محلف وقد أدى القسم القانوني أمام محكمة الأسئناف يوم ليتم أنتسابه إلى نقابة المحامين، فتراه يؤدي العمل الذي تم توكيله لأجل أدائه بالشكل المرضي والصحيح دون مضيعة لحقوق الموكل (أهدار مال، تأخير وقت، لامبالاة) وهو على صلة بموكله ويقدر أن يرجع إليه كلما استجد في القضية عنصر ما،بذلك تراه قد هئ كل دفوعاته منتظرا بإطمئنان صدور القرار ومن ثم أكتسابه الدرجة القطعية.
أن الوكالة هي الطريق الصحيح والأسلوب المتطور والنمط الحضاري المعمول به بين مختلف شعوب دول العالم المتطور، لأداء التزامات والحصول على الحقوق دون مضيعة لها، والمحامي هو الأكثر تضلعا في مجال القانون لذلك يكون كتحصيل حاصل هو الأنسب بالتوكيل.
نصائح الى الموكل:
من خلال خبرتي في حقل المحاماة،أنصح الموكل بتوضيح الموضوع أو المواضيع أو القضية المراد اعطاء الوكالة عنها الى الغير،أي بمعنى آخر توضيح كل الأمور التي تخص الوكالة، ليكون الوكيل على دراية كاملة ليتمكن من أداء التصرف القانوني دون أي تأخير وعلى أكمل صورته. مثلا أن السيد(س) قام بتوكيل المحامي(م) وكالة عامة لمراجعة دائرة التسجيل العقاري لغرض تسجيل العقار المرقم..... بإسمه والذي تم الإتفاق على شرائه من ورثة المتوفى(ك) وكذلك القيام بمراجعة دائرة المرور لغرض تسجيل المركبة نوع..... موديل..... في الدائرة ذاتها بإسم موكله (مالك المركبة). وكذلك القيام بمراجعة دائرة الجوازات لأجل الحصول على جواز سفر لموكله. أو القيام بإستئجار العقار المرقم..... الجنس تجاري،لجعله مقر لأحدى شركات موكله. إذا هنا أصبح الوكيل موكلاً عن عدة قضايا يقوم حسب الإتفاق مع الموكل بإنجازها وحسب أهميتها بالتعاقب أو متزامنة أو حسب إتفاق الطرفين ووفق أتعاب محاماة معينة حسب كل قضية.إضافة إلى الرسوم الحكومية.
أن نوع الوكالة (عامة أو خاصة أو جزائية) في معظم الأحيان تتوقف على نوعية التصرف القانوني،آخذين بنظر الإعتبار المدة والقيمة المادية أو المعنوية أو الوضع الإقتصادي للبلد وكل ما له صلة بمحل الوكالة.
حماية لحقوق الموكل في الوكالة العامة أنصحه بأن يمسك،يلغي،يشطب هذه الأنابات الواردة في إستمارة الوكالة ،عن الوكيل:
ـ حق توكيل الغير.
ـ القبض.
ـ الدفع.
ـ البيع.
كل نقطة من النقاط الأربعة أعلاه لها مساؤها. وقد نقوم بالتنويه عنها في مواضيعنا القادمة  لو وجدنا في ذلك ضرورة.
والوكالة العامة هي المعمول بها في العراق بإعتبارها تزيح المعوقات عن طريق أداء الوكيل (المحامي) لكل شروط الوكالة دون تأخير أو قيود من أجل الحصول على حقوق موكله.
بعد أن فهمنا بشكل مبسط فحوى الوكالة العامة، دعونا نكمل شرحنا عن الوكالة الخاصة والجزائية.
عقد الوكالة الخاصة:
هذا النوع من الوكالة هو أكثر تحديدا للوكيل على أداء التصرف القانوني نيابة عن موكله في وقته وبشكل محدد ومعين .فعلى سبيل المثال أن السيد(ش) له رغبة في شراء قطعة أرض من المالك (البائع)السيد(أ) وعليه تسجيلها لدى دائرة التسجيل العقاري.أو أن السيد(ش) عليه تسجيل قطعة أرض بأسمه حصل عليها من بلدية المدينة. وبعد أن أنجز الوكيل التصرف القانوني بشكله المراد ،يعني أن الوكالة الخاصة قد أنتهى مفعولها ولا تنفع لقيام الوكيل بأداء أي التزام أخر نيابة ولو عن نفس الموكل.
عقد الوكالة الجزائية:
هذا النوع من الوكالات يشبه الوكالة الخاصة أن لم يكن أكثر تحديدا منها. والوكالة الجزائية ممكن أن تنظم بين الموكل والوكيل أمام القاضي. وهي تنفع للأشخاص الذين قاموا بمخالفات أو تسببوا في جنح. مثلا أن السيد(ن) يحتاج الى محامي ليترافع عنه أمام قاضي محكمة الجزاء، لتسببه في مخالفة مرورية. والوكالة الجزائية هي مثل الخاصة تنتهي بأنتهاء أسبابها، يعني أن الوكيل وفقها لا يحق له أستخدامها في أداء أي التزام أخر للموكل نفسه،بإعتبار أن محل الوكالة قد إنتفى.
أنتهاء عقد الوكالة:
تسقط الوكالة بشكل عام وتنتهي:
ـ الوفاة:عند وفاة أحد طرفيها (الموكل أو الوكيل).
ـ السبب:عند بطلان أسبابها.
ـ الإلغاء:إذا ألغيت من قبل أحد طرفيها.
ـ العزل: وذلك بأن يقوم الموكل بعزل الوكيل. أو يقوم الوكيل بألغاء الوكالة،أي بعبارة أخرى عزل نفسه. 
- المدة: يفضل تجديدها كل سنة ،لإزالة الشك.
الخاتمة:
أن المجتمعات المتحضرة هي التي نظمت أمور حياتها وفقا لقوانين بلدانها. فلكل عائلة في الدول المتطورة إضافة إلى طبيبها (طبيب العائلة)، لها محاميها (المستشار القانوني). فالأول ينظر صحة أفراد العائلة، والثاني يقدم المشورة القانونية حماية لحقوق أفراد العائلة ولأداء التزاماتهم أمام الغير بالشكل القانوني .
المحامي والقاص 
  مارتن كورش 

46
المنبر السياسي / كلمة شكر تُقال
« في: 17:56 03/11/2008  »
كلمة شكر تُقال

لقد إستحوذت قضية التهجير التي وقعت ظلماً بحق أهلنا المسيحيين أهل(نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ،)"سفر يونان3: 2". لقد عبرت كل نشرات الأخبار عبر الفضائيات في العالم عن الإضطهاد الذي لحق بنا في نينوى. نقدر أن نقول:على الرغم من وسائل إعلامنا البسيطة والمتوفرة بين يدي ابناء شعبنا في العراق نجد بأن قضية أهلنا في نينوى الأشوريين قد إستحوذت على كل صفحات  الأخبار  المرئية والمسموعة والمقروءة بل استحوذت على مشاعر الكثيرين في العالم بينما القضية الكبرى كانت الأزمة المالية العالمية ولازالت.شكرا لكل الذين عضدونا وشاركونا مآساتنا  في مآساة ترحيل أهلنا من مدينتنا بل من تأريخنا الممتد لأكثر من 7000 سنة قدم في جذور التأريخ.شكرا لكل الذين وقفوا معنا بالكلمة الطيبة أو بالشجب أو بالإستنكار أو..أو..وأذكر تحديداً موقف الأمين العام لجامعة الدول العربية وهو يذكر كل المعتدين علينا بأننا سكان العراق الأصليين وعلى العراق وشعبه حمايتنا وليس قتلنا وطردنا من مساكننا التي عشنا فيها منذ سبعة الاف سنة آمنين.إليكم الإقتباس:

   [موسى : الأعتداءات على مسيحيي بلاد ما بين النهرين أمر لا يمكن السكوت عنه
23/10/2008
القاهرة - بيان للجامعة العربية أن موسى أستنكر بشدة الجرائم التي ارتكبت بحق العائلات المسيحية العراقية وتمنى أن تؤدي الأجراءات التي أتخذتها الحكومة العراقية مؤخرا إلى الوقف الفوري لتلك الأنتهاكات وعودة النازحين إلى ديارهم  وضبط الوضع الأمني في مدينة الموصل .
ونقل البيان عن موسى القول أن " الأمانة العامة تجري اتصالاتها في هذا الشأن مع مختلف الجهات العراقية المعنية كما تقوم بعثة الجامعة العربية في العراق بمتابعة هذا الأمر مع البطريريكة المسيحية في بغداد ومع مختلف المسئولين العراقيين "  .
وأضاف موسى قائلا أن " ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة بحق المسيحيين العراقيين أمر لا يمكن السكوت عليه خاصة وأن مسيحي العراق مكون أساسي من مكونات الشعب العراقي والتي كان لها الأسهام الكبير في تاريخ العراق وميراثه الثقافي والأنساني " . وأضاف موسى أن توفر الحماية لمسيحي العراق ولجميع أبناء الشعب العراقي ولأي مذهب أو طائفة هو الضمانة  لقيامة العراق الجديد الذي ننشده جميعا  والقائم على أساس المساواة في المواطنة واحترام الحقوق السياسية والمدنية لجميع أبنائه وبما يحفظ للعراق وحدته ويضمن أمنه واستقراره .]إنتهى الإقتباس.
وقف كثيرون من حول العالم الحر إلى جانب قضيتنا وليس لنا إلا أن نشكرهم ونشد على أيديهم وهذا أن دل على شئ أنما يدل على مدى تمسكنا بمبدأ السلام الذي أوصانا به ربنا.
تضامنا مع أخوتنا في الرب مسيحيي نينوى عاصمة الأمبراطورية الأشورية.مدينة الهدف والمقصد لنبي يونان.نقول لكل أهلنا فيها الذين عاشوا على المحك هذا الظلم،أن يتمسكوا برباطة الجأش متذكرين الرب يسوع المسيح"له كل المجد"على الذي عاناه من خاصته.صحيح أننا لم نكن في موقع الحدث لكن لن يكون السبب في عدم وجود مشاعرنا هناك تخالج مشاعر أهلنا المنكوبين فليس لنا إلا أن نعزف على وتر السلام وكأننا جوقة ترانيم نرنم ترنيمة السلام مؤكدين للعالم بأننا أبناء سلام (طوبى لصانعي السلام. لأنهم أبناء الله يُدعون)"متى5: 9 ".ودعونا ننسى كل الصراخات الغير نافعة والغير مجدية بل نعمل سوية وبكل هدوء لنحقق المشروعية في التمسك بحقوقنا في الوطن الذي يحاول البعض ابعادنا عنه ووضع أقدامنا المتعبة على طرقات المهجر.أننا من غير الوطن لن تعار لنا اية اهمية حتى لو ملكونا قصور أو فلل أو شاليهات في المهجر لأن المهجر هو بداية الضياع أو الموت البطئ.لذلك تألمت وأنا أقرأ خبر تكميلي للخبر الرئيسي بشأن أهلنا في نينوى ومفاده أن 400 عائلة مسيحية أتخذت طريق الهجرة وعبرت معظمها إلى دولة جارة لتبدأ مشوار الهجرة.الرب يساعدكم لأنكم لم تعرفوا الغربة والتغرب ولم تصادفوا أهلها وناسها الماديين حتى الذين كانوا لكم أصدقاء وأحباء بل وأقارب أيام كانوا في الوطن بل حتى أيام كانوا يعودون إلى الوطن للزواج خطفا لبناتنا العزيزات.الرب يسامح كل واحد منهم والرب يُنقذ كل واحد منكم.لأن الذي يدخل الغربة لن يتمناها لأي أحدٍ.قد يقول قائلٌ من بين أهلنا :أن الغربة أرحم مئة مرة من ما نمروا به من ظروف مؤلمة.ليس لي إلا الصمت في مثل هكذا ظروف والرب هو المعين. ويا حبذا في مثل هكذا نكبات أن تقرر الكنائس عدة أيام صوم وصلاة ليتدخل الرب من أجل شعبه في العراق.أنها أزمة مؤلمة لأهلنا في نينوى والله هو المعين.دعوا كل واحد منا يطلق قلبه بإتجاه النقاء مادمنا متفرقين في بقاع العالم،فلعل قلوبنا تقدر أن تتحد في عالم النقاء متحررة من كل قيد.
كلمة شكر تقال لكل قرى سهل نينوى التي يسكنها شعبنا العزيز، التي أحتضنت أهلنا القادمين إليها من نينوى وشكرا لكل دير وكنيسة آوتهم. أنها كلمة شكر نقولها لكل الذين شاطروا وشاركوا أهلنا في نينوى مآساتهم.ويا رب لتكن آخر النكبات.وليس لي إلا أن أقول لجوقة من جوقات كنائسنا أن يشرعوا ومن الآن لترنيم ترنيمة تسجل أحداث أهلنا الأخيرة بعون الرب،في نينوى.

المحامي والقاص
مارتن كورش








































































47

يا أعضاء البرلمان فتشوا الكتب

ليس بيننا من هو أعرف بكل أمور العالم.ليس بيننا من هو أعرف بكل أمور الوطن بالأخص الماضي منها. بينما أمور تستجد مع الحاضر وبالذات التي تخص أمة عريقة لها في الثقافة والحضارة باع طويل وتحمل في هيكل أفكارها مبادئ دين السلام هو الدين المسيحي الذي ميزها بالسلام.لذلك أنتم مدعوون أيها الأساتذة الكرام في برلماننا العراقي إلى العودة قليلا وقراءة تأريخ القوميات التي حاكمتموها بشطب المادة(50) من قانون إنتخابات مجالس المحافظات. أنكم كأعضاء برلمان عراقي تم أنتخابكم بالأسلوب الشرعي تلبية لحتياجات المواطن العراقي تحقيقا لحقوقهم المهضومة منذ أكثر من أربعين عام.من المعروف بأنكم قد أصدرتم القانون الآنف الذكر وعدتم وألغيتم المادة 50 منه. هل نعود الى الوراء أم نتقدم؟هل نحل المشاكل أم لا؟هل نبني للمحبة بين العراقيين أم لا؟ قبل عدة أشهر أصدرت الجمعية العامة لأمم المتحدة قرار حماية السكان الأصليين. هل قراركم متفاعل مع هذا القرار الدولي؟ هل عرفتم أن قراركم هذا يمت بصلة مضرة الى العديد من القوميات؟ هل قراركم هذا يتلائم مع الحال العام للشعب العراقي بكل مكوناته؟ هل قراركم هذا يواكب التطور في العالم؟ كيف يكون هذا النمط في التصرف القانوني من أعضاء منتخبين في مجلس قانوني تجاه شريحة في المجتمع؟ كيف يكون هذا التصرف المقوض لحقوق الأنسان المسيحي من برلمان وعلى المرأة من الأمم المتحدة وقرارها لحماية السكان الأصليين؟ كيف يعرف العراق أن لم نعرف سكانه الأصليين؟ كيف نعرف العراق أن لم نعرف كل مكوناته؟ كيف تصور الشعب العراق في صورة جماعية أن لم تصور كل مكوناته كل ناسه كل أثنياته كل طوائفه كل ملله كل قومياته؟
أدعوا أحدا منكم ليدخل مدرسة أبتدائية أينما تكن على خارطة العراق في أية محافظة من محافظاته، فأنه لابد وأن يجدها متنوعة الأطفال تجمع في حرمها كل فلذات أكبادنا من كل طوائف العراق وادعو أن يصور لهم صورة جماعية. هل سيقول لهم ليقف من بينكم الأطفال المسيحيين واليزيديين والشبك والتركمان على جهة لأصور صورة جماعية. أي مصور هذا وأية صورة ستكون هذه؟ صورة غير ملونة بل ملونة بلون واحد وياريت لو تصور بالأسود والأبيض حتى عندما يشاهدها الداني والقاصي سيفتكر بأنها صورة من غابر الزمان أو قبل تأسيس الدولة العراقية!لأنها صورة تنقصها الألوان الزاهية التي تمتع نظر الناظر. بل ستأخذ الدهشة المشاهد الأجنبي ماعدا المحتل وهو يشاهد صورة لتلاميذ مدارس العراق وهي باللون الأسود ولابد أن يثأر له سؤال :
اسألكم بالله عليكم أين بقية أطفال العراق؟أين فلذات أكباد فلذات المسيحين الذين قال عنهم رب المجد (أما يسوع فدعاهم وقال دعوا الأولاد يأتون إليّ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله).أين أولاد التركمان؟أين أولاد اليزيديين؟أين أولاد الشبك؟أنهم ملائكة السماء على الأرض.مَن خولكم بتفرقتهم؟ ولا بد أن يطأطأ برأسه ويقول :عاودوا النظر فيما صورتم.
وأنا أقول:هل بمقدورنا أن نعود بعد سنين عديدة لنجمع أولئك الأطفال وقد كبروا وأن لم تكبر فيهم الضغينة؟وهم منها براء.بل لابد وأن من بينكم يا أعزائنا أعضاء البرلمان من له جار مسيحي وعندما سيعود إلى بيته وقد ألغى قبل ساعات كل حقوق جاره المسيحي.ماذا سيقول له  سأله قائلا:
لماذا يا جاري فعلت هذا بجارك أنا المسيحي؟
أين بقية شعب العراق يا أعضاء البرلمان؟ هل هي بداية النهاية لهذه المكونات؟ أم هي نسبة وتناسب والنتيجة صفر اليدين؟ليس هذا المبتغى منكم أيها الأخوة الأعضاء وأنتم العارفون بظروف العراق والعراقيين وكل القوميات والتي وقع عليها الحيف لأكثر من 40 سنة في وطن فيه المسيحيون يرزخون تحت الظلم. في بيوتهم وقد طلعوا عليهم البعض بفتوة  دفع الجزية. أو التهجير القسري من مساكنهم. أين يذهبون هل ضاقت بهم الأوطان؟ وحسب قانونكم هم قلة.
يا لهذا القرار الذي به نظلم أبنائنا؟يا لهذا القرار الذي به نفرق فلذات أكبادنا؟ يا لهذا القرار الذي به نقضي على حقوق قوميات متأخية في الوطن؟ يا لهذا القرار الذي لا تفسير له الا انه أبادة لحقوق أمة عريقة؟ كنا ننظر اليكم على أنكم من سيسعى من أجل بناء عراق جديد يعمه الخير والسلام. لكن خابت ظنوننا بألغائكم المادة أعلاه هي صلب الموضوع والعمود الفقري للقانون ...
هل قرأتم عن قانون ألغى مشرعه تأريخ صدوره؟ هل قرأتم عن شاعر شطب بمحض أرادته بيت قصيدته؟ هل قرأتم عن طبيب هدم غرفة العمليات في مستشفاه؟ هل قرأتم عن مؤرخ طمر تأريخ الأشوريين؟ هل قرأتم عن مبشر بالمسيحية وقد شطب منها مبدأ السلام ورفع السيف؟ هل شاهدتم فلما تأريخيا أحداثه غير مرتبطة؟ هل قرأتم رواية أو قصة حبكتها هي النهاية؟ قد يكون للبعض منكم حق لأنه لم يعمل بمدأ (فتشوا الكتب) فلم يعرف أو يتعرف الى المسيحيين؟أو لا يعرف من هم الآشوريين؟ لو كانت صورة أو لوحة جدارية لقائد أشوري تزين جدارا من جدران البرلمان لكنتم وقتها سألتم عنه؟ لنطقت اللوحة بلسان تأريخ العراق ولقالت:-
أعزائي فتشوا الكتب.
أو لو كانت على طاولة إجتماعاتكم كتيبات عن التركمان واليزيديين أو الشبك.لما ألغيتم تلك المادة.
أعزائي الكرام لطفا أقرأو عن كل الذين حاكمتم مشاعره بألغاء المادة 50 وأعدمتم حقوقه في وضح النهار, ستعرفون بأنهم أخوة لكم في الوطن وأنهم أصحاب وطن وليسوا ضيوف أو مواطنين من الدرجة الثانية ولحقبة سنين عديدة.أن المادة 50 كانت الباكورة لممثلي القوميات في الوطن في منح فرصة الحصول على مقاعد في مجالس المحافظات فليس من الصحيح اسقاطها خلال التصويت على قانون انتخابات مجالس المحافظات من قبل البرلمان بدعوى عدم وجود احصاءات مؤكدة تشير الى حجم الاقليات في كل محافظة.أن إلغاء المادة هذه يعني عدم صعود ممثلين للقوميات المتضررة من جراء هذا القرار إلى مجالس المحافظات.من يمثل هذه القوميات؟من يفهم إحتياجاتهم متطلبات حياتهم وشكاويهم؟هل حسب علمكم هناك ممثل بديل لممثلهم الشرعي في مجالس المحافظات يترجم إحتياجاتهم في مجالس المحافظات؟أن عمل الإلغاء هذا يعني في محتواه إلغاء لجهود القوميات من كل مشاركة في البنية القانونية للعراق.اذا وقعت التفرقة بين المواطنين وتمت مخالفة الدستور.اذا أصبح قانوننا يسبب التفريق وهذا ما لا يجوز في مجتمع متعدد القوميات.بل تحول القانون هنا إلى مطرقة يطرق بها المشرع على رؤوس البعض من المواطنين وبدون وازع إنساني.
في أحيان كثيرة يمتنع الأنسان السوي عن العمل (الأمتناع عن العمل يعد مخالفة قانونية حسب قوانين العقوبات المقارنة) أن منع المادة 50 عن العمل يعد مخالفة قانونية بحق قوميات أصيلة في الوطن. هل المنع عندكم هذا يحل مشكلة؟ بل سبب مشكلة أن لم تكن مصيبة بحق وحقوق المسيحيين في الوطن. حال المنع والألغاء هنا هو شبيه بالتهجير القسري وفرض الجزية لأناس أختمر دمهم بتربة الوطن. ادعوكم أيها الاساتذة في البرلمان أن تدعون عدة أشخاص مسيحيين وتركمان ويزييدين وشبك بالغين وليس المهم أن يكونوا حاصلين على شهادات, وأسألوهم عن ردة فعلتهم أتجاه ماعمل بهم نسخ مادة تمس حقوقهم من القانون. من يقبل في ظل الديمقراطيات العالمية والشرعية الدولية وحسب لوائح حقوق الأنسان ومبادئ العدالة أن تلغى ملته , عشيرته , أمته , قوميته أو أسم أمه من دفتر هوية الأحوال؟ كيف أيها الأساتذة أقدمتم على عمل بي ألحقتم الضرر بشعب كامل يحمل في قلبه بشرى السلام سلام القلب من الرب يسوع المسيح "له كل المجد". نحن نؤمن أن الدنيا غربة وفيها ظلم ومرض وألم وبقناعة وله مبرراته السماوية. لكن ليس ظلم وبدون مبرر  التبرير فيه أننا مسيحيين ولسان حالنا يقولفتشوا الكتب)أعملوا من باب المحبة وليس و و و[وصوت مجلس النواب بالأغلبية الأربعاء الماضي على قانون انتخابات مجالس المحافظات، إلا أن الغائه للمادة 50 من القانون التي تنص على وجود حصة مقررة للأقليات في مقاعد مجالس المحافظات، واجه اعتراضات من جهات سياسية واجتماعية، حيث تظاهر آلاف المسيحيين الأحد الماضي في قضاء قرقوش التابعة لمحافظة نينوى احتجاجا على إلغاء المادة 50 من القانون، فيما شهدت محافظة نينوى يوم امس الاثنين، ظهور الالاف من الشبك احتجاجا على نفس القانون] إنتهى الإقتباس.
ليس لنا إلا أن نتكاتف على أرضية المحبة ونعترض بإسلوب حضاري بعيد كل البعد عن التشنجات والكلمات الغير لائقة قد تبدر من أي كاتب لأن الحق اليوم يؤخذ بإسلوب السلام الذي نعرف كنهه ومصدره وقيمته.السلام قوة الله.دعونا ننظر كلنا كمسيحيين إلى قوة الله وليس إلى الضعف الذي فينا.فقط عندئذ سنقدر أن ندافع عن قضيتنا رغم تفرقنا و و وآسفاه.
أيها الأساتذة الكرام في البرلمان هل لكم أن تقرأوا هذا الخبر
[البداية كانت بفرقة من المرتلين الكنسيين يلقون أنشودة وعظ ديني إنجيلي. أتبعها حاخام يهودي يقص حكايات من التوراة حول التسامح والمستقبل. ثم الكاثوليكية الشهيرة "هيلين بريجيان Helen Prejean" تهاجم بعنف عقوبة الإعدام واستخدام المشنقة. العدسات تلتقط امرأة مسلمة شابة ترتدي الحجاب تجلس إلى جوار مسِنة أفريقية سمراء. وخليط من البروتستانت والكاثوليك واليهود والمسلمين وغير المنتسبين لدين معين اجتمعوا تحت سقف واحد. كان ذلك هو المشهد الرئيسي لدى افتتاح مؤتمر الحزب الديمقراطي الأمريكي لعام 2008، وهو مشهد غير مألوف ولم يحدث من قبل في مؤتمرات الحزب منذ عقود طويلة، على عكس الحزب الجمهوري الذي يجعل المعتقدات الدينية ركنا أساسيا ثابتا في حملاته الانتخابية].
 ودعونا ننقل لكم رأي الأمم المتحدة في قراركم،لأنه لابد لكم أن تسمعوا لأراء غيركم الدليل على ما نطرحه هنا دفاعا عن قضيتنا هو لولا الظلم الذي وقع علينا لما علت وأرتفعت أصوات الحق بين مختلف الجهات العالمية ذات العلاقة بمثل هكذا قضايا.أعزائي إليكم الإقتباس:
[الامم المتحدة تحث البرلمان العراقي على ادراج مادة قانونية لدعم الاقليات:
حثت الامم المتحدة اليوم البرلمان العراقي على اعادة ادراج المادة (50) الداعمة لحقوق الاقليات في قانون انتخابات مجالس المحافظات العراقية التي كان قد حذفها اثناء اقرار القانون في ال24 من سبتمبر الماضي.واعرب الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق ستافان دي مستورا اليوم عن قلق الامم المتحدة ازاء الاستمرار في حذف المادة 50 الداعمة لحقوق الأقليات من قانون انتخابات مجالس المحافظات.وقال دي مستورا بالحرف في بيان وزع هنا اليوم "لقد شعرت بالدهشة وخيبة الامل حيال عدم تضمين المادة 50 في قانون انتخابات مجالس المحافظات".واضاف "ان المادة 50 تلقى الدعم من مجموعات الاقليات والكتل السياسية وبعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) ويجب اعادتها الى القانون بأقصى سرعة ممكنة لتمكين الاقليات من المشاركة في الانتخابات المقبلة التي سيتم اجراؤها قبل 31 يناير 2009".
وشدد الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة على ان حماية حقوق الاقليات في العراق هو امر جوهري لعراق ينعم بالديمقراطية موضحا "ان المادة 50 هي مؤشر قوي على ان العراق دولة مستعدة لحماية الحقوق السياسية للاقليات بناء على الدستور].إنتهى الإقتباس.

أنظروا برلمانات الدول المتقدمة ليس فقط في التكنلوجيا والعلم بل أقصد المتقدمة بالخدمة لكل فرد في المجتمع بحيث لا تجد مواطنا يشعر بالضرر. برلمانات لشعوب أختارتها لتكون لها أصوات حق. انظروا كيف تتماسك القوميات في شعب واحد على أرض واحدة هو الوطن للجميع سواسية دون تفرقة لسبب اللون، الجنس، العرق، الدين، المعتقد، الفكر ... الخ
أنظروا ماذا تفعل برلمانات دول العالم في سن قوانين غايتها خدمة المواطن. أين هو مواطننا من حقوقه في العراق الجريح؟ أين هو شعبنا المسيحي من حقوقه وقد قدم للوطن كل الخير والتضحيات وبرحابة صدر؟ أين هم الأشوريين اليوم في الوطن وقد قدموا له الثقافة والحضارة؟ قبل السقوط كان المجلس الوطني مجلسا صوريا واليوم البرلمان منتخب بشكل قانوني ومع ذلك يقدم ويشطب حقوق القوميات.
أن هذا الألغاء لايخدم بل يضر. أن الحاق الضرر بأمة عريقة لم تقدم الى الوطن الا الخير وكانت لها طابوقة الاولى بأسم حضارة وادي الرافدين في أساس صرح العراق،لا يخدم مسألة إعادة بناء العراق الجديد الذي ننشده لنا حياة ذات رفعة وكرامة لأن عملية البناء تحتاج إلى كل الأيادي الخيّرة.كما نطالب السيد رئيس الوزراء العراقي بالتدخل ليحث البرلمان على دعم حقوق الاقليات في قانون الانتخابات.
أن قرار الإلغاء واجه الكثير من الإنتقادات ولا يسعنا إلا أن نذكر موقف رئيس البرلمان السيد محمود المشهداني في هذا الخبر المقتبس:
[كما طلب رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني من دي مستورا بعد ساعات من التصويت على القانون في ال24 من سبتمبر الماضي ايجاد صيغة فنية لادماج الاقليات في قانون الانتخابات وهو ما وعد بتلبيته.(النهاية) ع ح ه / ا ع م كونا021340 جمت اوك 08 ]أنتهى الإقتباس.
ولننقل رأي الحزب الإسلامي:
[بغداد  (اصوات العراق) - دعا الحزب الاسلامي العراقي، الثلاثاء، مجلس الرئاسة واعضاء مجلس النواب الى اعادة تفعيل المادة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات التي كانت تنص على اعطاء الاقليات في العراق حصة مقررة من مقاعد مجالس المحافظات.
وافاد بيان للحزب الاسلامي الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، تلقت (اصوات العراق) نسخة منه الثلاثاء، ان الحزب "انطلاقاً من إيمانه بضرورة تمتع جميع العراقيين بكافة حقوقهم المدنية والسياسية بدون استثناء، فانه يدعو مجلس الرئاسة وجميع أعضاء مجلس النواب العراقي بإعادة تفعيل المادة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات".
واعرب الحزب الاسلامي في البيان عن اعتقاده بان "حقوق العراقيين من المسيحيين الكلدوآشوريين والسريان والعرب وبقية الأقليات الأخرى كالشبك والصابئة والآيزيديين لم تحظ بالعناية الكاملة والدراسة المستفيضة في مجلس النواب العراقي ولأسباب غير مقصودة].

 أيها الأساتذة الكرام في برلمان الموقر،وبدلاً للإلغاء للمادة (50).أنتم مدعوون لإلغاء كلمة الإلغاء من محاضر إجتماعاتكم.لأنه ليس من الصحيح أن تجازى القوميات بقرار جائر يلحق بأبنائها الحيف؟ ليس لنا كمسيحيين الا أن نرفع صوتنا بالأسلوب القانوني الذي صرح به الدستور ولوائح حقوق الأنسان، أن نطالب برلماننا الموقر بمعاودة العمل بالمادة 50. كما ندعو بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق(يونامي) بأن تحتضن هذه القضية التي تمس كل القوميات العراقية المتضررة،كما يحتضن المحامي العراقي القضية التي تم توكيله بها .وأن تواصل مشاوراتها مع الجهات المعنية وذات العلاقة وبالذات مع مجلس الرئاسة والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني،خاصة ونحن نقترب من يوم 15 أكتوبر الجاري.كما وندعو برلمان إقليم كوردستان للتدخل .أنها أزمة ولا يجدر بنا إلا الجنوح للسلام وإعتماد أسلوب محامي الدفاع.نعم أيها المتضررين من هذا القرار دعونا نقدم إعتراضنا ونكون خير محامين مدافعين عن قضية قوميات في وطن هو العراق.مع كل أملنا أن يصغي الأساتذة أعضاء البرلمان لمطاليبنا.

المحامي والقاص الآشوري
مارتن كورش

48
الجمعيات الكنائسية

     من منا لا يتذكر الجمعيات الكنائسية التي كانت أول الأمر في السبعينيات من القرن الماضي في لبنان تستقبل المسيحيين كآشوريين مضطهدين وبأثبات شخصي بأعتبارنا كنا كمسيحيين في العراق نمارس طقوسنا الدينية بحرية صورية. حديثنا هو وأن جاء متأخرا وبسنين كثيرة لكنه للتذكير و(لعل في الإعادة إفادة). أيامها كان السفر من أبسط الأمور مجرد لديك في محفظة نقودك 100 دينار عراقي كنت تقدر أن تحصل على الفيزأ من أي سفارة أوربية في بغداد لتسافر بها لكن الكثير من الشباب منعهم توبيخ آولياء الأمور(ومن الحب ما قتل) لهم مؤنبين أياهم بالقول هذا اذا كانت وجهة الشاب هي للهجرة:
* يا أبني هل تذهب إلى أوربا لتغسل الصحون في مطعم مزدحم؟
أما اذا كانت للحصول على مقعد في جامعة أوربية للحصول على شهادة عليا،كذلك كان أولياء الأمور ينبرون مؤنبين أياهم قائلين:
* يا أبني لدينا بدل الجامعة جامعات والشهادات التي تزودها لطلبتها الخريجين ليست بقاصرة.ثم لماذا يا ابني الغربة؟
     فيلغى السفر من قبل ذلك الشاب أو ذلك التلميذ لتقع الحرب ويساق إليها أبنائنا الأعزاء ليلقون في آتونها. حرب الثمانينات, حرب الخليج الاولى والثانية والثالثة والرابعة مستمرة لحد كتابة هذه المقالة. من لا يذكر تلك الأيام وسقفية التكسيات كل يوم تدخل الى مناطق متفرقة من العراق مدنه وأقضيته ونواحيه وقراه وهي تحمل تابوت لشهيد ما. وها هي ألقوش تشهد بتجاوزها الرقم الخيالي لما قدمته من شهداء، وديانا وهاوديان وتلسقف وبرطلة... تلك الماكنة بل المجرشة التي جرشت أعز وأحلى جيل من أجيال المسيحيين هم الشباب. الشباب الذين تباطئوا أو ألغوا سفرتهم إلى لبنان من أجل الهجرة أصبحوا بين ليلة وضحاها أحطاب نار حرب ضروس سحقت ماكنتها معظم شبابنا الحلوين حرب مستعرة بين دولتين جارتين.. جيرة الشرق( كل يوم عركة علمود الأولاد من يلعبون سوية تخرج الأمهات لتتشاجر). راحت عليك الفرصة يا عزيزي، راحت عليكم الفرصة ياشباب الخمسينيات والستينيات بل وحتى جيل الأربعينيات لم يسلموا من مجرشة الحرب. تحولت الفرصة من بيروت وانتقلت الجمعيات الكنائسية إلى أثينا – اليونان.
     كان للبعض من الشباب بصيصا من الأمل وهو يصل بطريقة أو بأخرى إلى تلك الجمعيات ومنها إلى أميركا أو أحدى دول أوربا حاصلين على اللجوء الانساني. لكن نظام الصنم لم يرتاح له بال فأرسل طارق عزيز ليتدخل لدى حكومة اليونان طالبا منها أخراج تلك الجمعيات الكنائسية من أراضيها. كان عمل تلك الجمعيات الكنائسية الى منتصف الثمانينات من القرن الماضي وبعدها انتهى ذلك العمل. قلنا ان الموضوع هو للفائدة ،لأن الفرصة قد راحت ولا يمكن أعتباره تباكي على سالف الأيام. والسؤال يطرح نفسه بزمن رجعي مفاده هو لماذا جاءت تلكم الجمعيات الكنائسية السالفة والطيبة الذكر في تلك الحقبة الزمنية وقبل أن تبدأ أي حرب العراق فيها طرف؟ ماذا كانت الغاية؟
     قد أكون عارفا جزءا من حقيقة توضح لي الغاية من منظار شخصي كوني عشت تلكم الاحداث التي مرّ بها الوطن منذ1958 والى حد كتابة هذه المقالة.وقتها من أراد السفر إلى بيروت ليلتحق بركب قافلة تلك الجممعيات كان يقال له:
* أمجنون أنت !كيف تترك العراق بلد الخير والسلام. كل شئ فيه متوفر ورخيص. أقرأ وأحصل على شهادة عالية وتوظف. لماذا تترك بلدك وتسافر؟ لتغسل الصحون في مطعم مغمور؟ كن عاقلا ولا تترك أهلك.لا تكن أبنا عاقا يا ولدي.كيف تقدر أن تتركنا؟أنت كعضو في عائلة مسيحية تمارس طقوسها بكل حرية.أنت آشوري ومن أبناء العراق ومن سكانه الأصليين .الأجدر بك أن تبقى.
     بعد أن كان الشاب قد حزم حقيبة السفر تراه يترك فكرة السفر ليعود أما لتكملة دراسته أو يعمل وقد أدخل في سبات كل أحلامه الشبابية الحلوة والجميلة والتي كانت لا تخلو من المغامرة بل وحتى الخيالية التي لطالما طمح أن يحققها في بلد آخر لأن بلده لم يكن ولن يكون مرتعا خصبا لكل أحلامه الكبيرة. نعم كان في قرارة نفسه يعلم علم اليقين بأن بلده العراق ليس متفرغا له ولغيره من الشباب المسيحيين اضافة الى هذا منع أهله له من السفر، إضافة إلى إلغائه لكل أحلامه الشبابية.         قبل نازلا عند رغبة أهله دون أن يعلم بأن بعبع الحرب كان يحوك من خلف كواليس الزمن حربا شعواء بين بلده وبلد جار وبقائه واذا بوطيس الحرب يشتعل واذا بكل شاب يهرع باحثا عن منفذ به ينقذ حياته ولا منفذ إلا السفر غير الشرعي عبر الحدود الدولية خارج حدود الحرب لعله ينجو بجلده إلا أن هذه المرة أيضا أهله وقف له (سجينة خاصر). وهم يمطرونه بوابل من الكلام التوبيخي:
* لا تهرب لأن الجيش اللا شعبي سيقتحم بيتنا وسيعتقل والديك.
* لا تهرب عيب عليك لأنك ستلحق بنا العار لأنك ستكون بحكم القانون جبان.
* هي موت يموتها الأنسان فمتها بشرف يا ابني.
كانت هذه النصائح وكأنها شعارات يرددها اولياء الأمور خوفا من الاضطهاد. وبين ليلة وضحاها دخلت سيارة التكسي وعلى ظهرها (السيباية) تابوت. الله يسامحكم يا أهله.أيها الشاب يا من ساقوك عنوة إلى مطحنة الحرب لتستشهد مغصوبا على أمرك،ليس لك سوى الرب الذي سيلقاك لأنه الوحيد كان يعرف مايجول في قلبك.
     لو كنا وقتها فكرنا قليلا كأهل كعائلة كأسرة كأولياء أمور لماذا الجمعيات الكنائسية تريد مساعدتنا ما كنا سنلقى ما لقيناه؟نحن أشترينا البطولة بإسم أبنائنا الشهداء!نحن الآباء وقتها لم نفكر إلا بالخوف من جلاوزة الصنم ولم نفكر لحظة بفلذات أكبادنا.سامحنا يا الله كآباء لم نقدر أن نحمي أولادنا من مجرشة الحروب الصدامية.لو كنا فكرنا وقتها لكنا قد تركنا كل أمتعتنا وألتحقنا بركبها ولتخلصنا من المصائب التي صارت تأتينا من بداية الثمانينا من القرن الماضي ولحد الأن بل لو رجعنا وقلبنا صفحات التاريخ لوجدنا أنفسنا دائما في ورطة أو مصيبة فالأوربيون الذين عرفناهم بالرب يسوع المسيح "له كل المجد" عادوا بدل أن يشكروننا وبدل من أن يحملوا صليب يسوع المسيح"له كل المجد" على ظهرهم حملوه على صدورهم وهم يلوحون بسيوف الحرب ليشنوا حربا على الشرق نسوا أو تناسوا بأننا الواقعون في ورطة لأن الذين نعيش معهم يعتقدون بأننا والاوربيون واحد! لهم الحق لأن الذي لا يعيش مع الاوربيون لايعرفهم. والثمانينات من القرن الماضي كانت الباكورة الاولى للمصائب حيث الحرب التي طالت ثمانية سنين لتعقبها حروب أخرى العراق فيها الخصم.الجمعيات الكنائسية كانت تعلم علم اليقين بأن الشر لابد واقع في الشرق وسيطول المسيحيين وبدايتها كانت في عملية التأميم للنفط العراقي.التأميم الذي كان عملية تراكم للكثير من الأموال التي علمت تلك الجمعيات الكنائسية بأن معظمها ستذهب لشراء الاسلحة بمختلف أنواعها مما سيزيد من الحروب في المنطقة اضافة الى وجود الدول المصنعة للأسلحة خاصة القريبة من الدول الشرق الأوسطية والتي تتبع النهج الاشتراكي. كانت تلك الجمعيات  تعلم ما الذي سيحدث في تلك الحقبة من السنين ضد المسيحيين المسالمين فأوعزت الى نفسها بالعمل لأجلائهم بطريقة شرعية سرية غير فوضوية ودون التعرض لمصالح أي دولة يكون لرعيتها المسيحيين الاجلاء والأنقاذ. الشفرة لم تصل الى 90% من المسيحيين وقتها في العراق خاصة فركدوا، ركنوا، أنزوا، مكثوا حتى جاءت المصيدة بحرب حامية الوطيس لتحصد حصادتها خيرة وأجمل وأحلى شبابنا. تزامن مجئ تلك الجمعيات بعد أن جاء الفكر البعثي وأستولى على نظام الحكم في أغنى دولة في العالم فعرفت تلك الجمعيات ما الذي سيحل بالمسيحيين في ذلك البلد اذ كان وجودها في بيروت في السبعينيات متزامنا مع قرار التأميم.
     لا عيب في كل الكلام المتأتي وقتها من الوالدين أو من الأخ أو الأخت البكر لكن كانت له مخارج ونتائج خطرة الدليل هو فقدان تلكم الوالدين لولدهم.صحيح هو تمسك بالأرض والوطن الأم ولكن خسارة كانت لأرواح شبابنا. والأكثر من هذه أن الشباب الذين سنحت لهم الفرصة وفروا من مجرشة الحروب وحالفهم الحظ وحصلوا على اللجوء الإنساني عادوا في التسعينيات من القرن الماضي وكلهم أمل أن يلتقوا أصدقاء طفولتهم لكن وآسفاه وآسفاه لم يجدوهم لأن المجرشة الملعونة قد خطفتهم من حضن الصداقة بعد أن خطفتهم من حضن أمهم  وهنا كان يبدأ موقف ملامة النفس من أحد الوالدين وفي حضرة الشاب الذي عاد للتوه من دولة اللجوء وكأنه يرفع لافتة وبالخط الأبيض:

                     العيش في بلاد السلام لاجئا،خيرٌ من العيش في بلاد الحرب مواطنا

وليدور هذا الحديث:
* يا عمي جورج لماذا منعت ابنك يومها من أن يهرب معي؟لماذا وقفت في طريقه؟لو كنت سمحت له لكان الآن معي عائد ويلتقيك؟عمو (سامي) لم تكن شجاعا مثل والدي(جورج) الذي جاء معي إلى آخر نقطة في الحدود بعد أن بقينا ليلة في قرية(هوديان) في كنيسة ما أوراهم.أنا قلت لوالدي النائم على رجاء القيامة:
* لو أنك تخاف من جلاوزة النظام فأنا مستعد أن أعود معك صدقني يا بابا فأنا لست أفضل منك؟
فأجابني والدي وقتها بكل حزم:
* أذهب يا فلذة كبدي ثق سأبكي بعدك دم وليس دمع!لكن ما سيكون موقفي أن دخلت سيارة التكسي زقاقنا وعلى سيبايتها لا سمح الله.
وبكي والدي وبكى وبكى حتى الصباح وبكيت وقلت مستنجدا بالرب:
* يا ربي يسوع"لك المجد" سامحني وأحفظ لي والديّ من أذية جلاوزة النظام.
* لو كان وقتها بيدي لكنت أخذت ابنك صديقي عنوة منك لكن آه يا عمو (سامي).
أجابه العم (سامي) وهو يبكي ويندب حظه العاثر الذي أودى بفلذة كبده:
* لن أسامح نفسي لأني لم أفكر إلا بخوفي من أذية جلاوزة النظام المقبور لي.أنا مستعد أن أدفع ثمن ما لم أفعله لأبني الشهيد.يا ألله أقبل أن تأخذ روحي الآن وتعيد أبني عزيز قلبي.
لقد خسر العم(سامي) أبنه الوحيد وليس من معوض إلا الرب،ماذا نفعه أنصياعه لأوامر النظام المقبور خاصة وقد وضع يده في يد الدول التي حاربها متصالحا متنازلا متناسيا أرواح كل الشباب الشهداء.ها هو العم(سامي)يندب حظه لكن فات الوقت فلو كان قد سمح لولده أن يعبر حدود الحرب مع صديقه الراجع توا من بلد المهجر،لكان قد نجى بحياته.لن يفيد الندم ولا التباكي وهيهات أن يعود ما راح.هيهات أن نطلب ما فقدناه بمحض إرادتنا.هيهات أن ينفع الندم.
     كثيرة كانت مثل هذه المواقف.ثم أيها الأعزاء معظم الذين لجؤوا إلى الدول الأوربية صاروا لأهلهم خبزا!نعم خبز في أيام الحصار بحيث كان يحول مبلغا مقداره (100 دولار) شهريا رغم قلته كان يغطي 75% من مصاريف العائلة.على عكسهم الذين بقوا من الشباب أما أستشهدوا أو أصيبوا بعاهة مستديمة إضافة إلى نتائج الحرب وهي كثيرة منها على سبيل الذكر وليس الحصر،العطالة عن العمل،أي عدم الزواج،أي أن يكون الشاب الذي ضحى بشبابه،عالة على أهله.لقد قدم ما أراد منه الوطن.طيب ماذا أعطاه القيم على الوطن بعد الحرب؟هل لنا أن نجد حلا؟وآسفاه ما عاد الحل يفيد فالشاب  أستشهد،أصيب بعوق جسدي،عاد بعد حفنة سنين من الأسر وفيه العديد من الأمراض منها على سبيل المثال وليس الحصر،الكآبه،لا مهنة له،الفقر...لكن لا بد من حل للباقين من الشباب.
     السؤال الى متى نبقى نفكر تفكير مايفكره غيرنا؟ إلى متى نبقى لا نفقه مايحدث من حولنا؟ إلى متى نسكت ونقبل ثم نساوم وبعدها....؟ منذ سقوط الدولة الاشورية ونحن نفقد حقوقنا رويدا رويدا. ما المغزى من البقاء في مكان ما وأنت قد جردت من كل الحقوق حتى حمارك لا تقدر أن تحميه من جارك. حتى ملابسك وقد شررتها بعد الغسيل على حبل الملابس فوق السطح وأنت غير مؤمن عليها من أن تمتد إليها يد جارك. سؤال نسأل به أنفسنا كنا نحصل بكل سهولة على الفيزا ويسافر الواحد منا بـ100 او 200 دينار عراقي وقتها. واليوم على المسافر منا بالطرق غير الشرعية سعيا لطلب اللجوء أن يدفع مبالغ باهضة حتى يصل الى الدولة الاوربية  ويحصل على الاقامة أو لا والحنين يشده الى أهله والـ (هومسك) صار صديقه في الغربة،لأن العراقي ما عاد شخصا مرغوبا به اليوم.
     سؤالي هو هل من حل لنا؟هل من حل لما جرى ويجري لكل عائلة مسيحية؟العراق وطننا ومن الصعب نسيانه.أنا لا أبكي على ما فاتتنا من فرص،لكني أبكي على كل فقيد وفقيدة منا أبكي بعد الفراق على كل لحظة قضيتها في الكرادة وكمب الكيلاني والدورة حي الآثوريين والبتاويين والغدير والبصرة وكركوك وقبلها الحبانية.أنظر وتذكروا أنسحاباتنا التهجيرية.
     لا أشجع على الهجرة لأن فيها الضياع دينيا وقوميا.فيها تفكك عائلي وأسري.هل من حل؟
أن فكرنا في الهجرة حتى لو كانت منظمة كما قامت به الجمعيات الكنائسية علينا أن نضع في فكرنا عدة أسئلة:
هل يقدر الابن أن ينكر أمه؟هل يقدر الطفل الرضيع أن يفطم نفسه؟هل يقدر القلب أن ينبض خارج القفص الصدري؟هل يقدر الفلاح أن يترك حقله؟لن يقدر صدقوني.لكن لا بد من حل.
     وأن كان البقاء في الوطن والتمسك بالجذور فعلينا أن لا ننسى ما يلي ذكراً وليس حصراً:
أننا متفرقين غير متفقين،إضافة إلى كوننا مهجرين ترانا متخاصمين،إضافة إلى كوننا نازحين ترانا عاطلين عن العمل يائسين(كل يوم أمي وأبويا متعاركين) مهددين بنزوح آخر،إضافة إلى كوننا عالقين في دول الجوار ترانا في مقاهيها قابعين وبين أيدينا قد توفى الـ (دوشش).هل من حل؟ أم نبقى في دول الجوار ناطرين أمام أبواب الأمم المتحدة وخلفنا واقف المهربجي وهو يهمس في آذاننا:
* هاي البهدلة متفيدك تعال أسمع كلامي وخلينا نتفق.تريد عن طريق اليوئن؟ لو عن طريق الفيزا؟أحنا حاضرين بالطريقة التي اتريّحك.أهم شئ توصل أنت وعائلتك وتحصل على الإقامة.ها ها أش قلت؟أشو ما اتجاوب؟
هل من حل ننقذ به أنفسنا،تأريخنا،أصولنا،تمسكنا بالأرض،كنائسنا،بقاؤنا في الوطن ،عيشنا كسكان أصليين لنا فضل كبير على أول لبنة وضعت في أساس صرح العراق،أم يكون حالنا ليس بأفضل من حال القبطيين أو الهنود الحمر؟
واذا بالمهربجي يعود ثانية ليجدنا واقفين أمام باب الأمم المتحدة ليقول وبصوت عالي ومسموع:
* عبالكم سرّ ما أوروزديباك! ظلوا أشو وين راح توصلون.
هل من جواب للأسئلة أعلاه هل من حل؟دعونا نبحث عنه ودون أن نصغي للقائل من بيننا:
* أين نبحث عنه؟لا تقل لي أبحث عن الحل أرجوكم أريد أن أرتاح.

المحامي والقاص/مارتن كورش الشمديناني


49
المنبر السياسي / تلميذ من سميل
« في: 16:45 08/08/2008  »
تلميذ من سميل

أنا تلميذ. أنا يتيم! ولدت في يوم إستشهاد أبي في (مذبحة سميل)!. أنا وحيد لا أخ لي لذلك أحبتني أُمي كثيراً كثيراً، وعندما بلغت الرابعة من عمري، كانت أُمي قد وجدت لي روضة قديمة تعود ملكيتها الى الكنيسة، يقبل فيها الأطفال اليتامى! فأخذتني وسجلت إسمي فيها، وبينما مسؤولة التسجيل منشغلة بتسجيل أسماء الطلبة الجدد ضمن العام الدراسي الجديد، رأت المديرة مدى تعلقي بأُمي، فأجلستني على أول مقعد في الصف، قائلة:
-   الأم مدرسة والمدرسةُ أم،فتعلق بكليهما لتكون قدوة.
تم تسجيل إسمي لأصبح تلميذ روضة للبراءة في مدرسة إبتدائية مختلطة للطفولة في متوسطة لأبناء شهداء "سميل" في إعدادية مختلطة، حصصها  الدراسية هي تهيأت القلوب للنقاء لتتأهل الى كلية للـ....... في جامعة........
كانت أُمي تأخذني إليها كل صباح ثم تعود عند نهاية الدوام لترجعني إلى البيت. ويوم تأقلمتُ مع جو الروضة هذه صارت أمي ترسلني إليها دون أن ترافقني لأعود لوحدي.
ثم رقدت أمي الحنون على رجاء القيامة وأنا لم أزل في المنتصف الأول من سنتي الدراسية الأولى. ليرحمك الله يا من رحمتني وأحببتني وحرستني من كل مكروه، ويا من علمتني كل حسن، أنا أشكرك يا ( ما.با) هكذا كنت أناديها لأني وجدتُ فيها بابا أيضاً الذي لم ترهُ عيني. نعم يا ( ما.با) فأنت لم تجعليني في كل أيامي معك أن أحسٌ بأني يتيم الأب، وإن كنت قانوناً وحقيقةً وواقعاً كذلك لكني كنتُ أحسٌ بأني في أحضان رعايتك، بل شعرت بهذا الشعور حتى وأنا في أيام وفاتكِ بحيث لم أشعر بأني من غيركِ فأنت أول حب في حياتي والحب لا يموت، كذلك لم أشعر بأني من غير أب لأمرين إثنين لا ثالث لهما أولهما: أنٌ أُمي لم تكن لي أُماً فحسب بل أباً أيضاً، وثانيهما أنٌ الشهداء في كل المعتقدات هم أحياء. وأبي حي لم يمُت، فالميت هو الذي تموتُ ذكراهُ ويُمحى إسمه ولكن ككل الشهداء من أجل الحرية في العالم،الذين نقرؤا اسمائهم في كتب التأريخ.
لذلك حتى بعد فراقها لي صرتُ من غيرهما كلاهما، ومع ذلك لم أشعر بالغربة أو بعدم الإنتماء ولا زلتُ أذكر يوم وفاتها. في صباح ذلك اليوم من أيام الشتاء البارد وبعد أن صرتُ أذهب إلى الروضة وأعود منها الى البيت لوحدي، قررت في صباح ذلك اليوم أن ترافقني، قائلة لي ونحن نتناول الفطور سويةً:
-   سأذهب معك اليوم!
-   لماذا يا (ما.با)؟
-   بل وسأبقى طيلة الدوام لنعود بعدها سويةً أيضاً!
-   لماذا؟!
-   اليوم فيه مناسبة جميلة على قلوبنا.
-   وما هي يا (ما.با)؟
-   ستعرفها يا فلذة كبد بابا وماما. فقط تهئ للذهاب وحقيبتك سأحملها عنك.
ونحن خارجان من البيت أخذت تسير سيراً عسكرياً وهي تقول:
-   أُنظر إليٌ، هكذا كان أبوك يسير.
-   لكن أبي لم يكن عسكريا.
-   كان آشوريا وطنيا مناضلا من أجل رفع الإضطهاد عن أمته.
-   لماذا نحن مضطهدون يا أمي؟
-   مضطهدون..مضطهدون.
-   لماذا؟
-   ستعرف عندما ستكبر.
ثم عادت إلى مشيتها الاعتيادية بعـد أن نظــرت مــن حــولها خشيــة أن يراهــا أحدهم فيسخر منٌا!. سكتت فيما بدأنا بالمسير وكفي الصغير في كفها حتى شعرتُ بدفء يدي فقالت لي:
-   ألا تُلبس كفيكَ القفازات؟
-   لا أحتاجها يا (ما.با) فاليسرى متدفأة في يدكِ واليمنى تتدفأ في جيب معطفي.
صمتنا لحظة أخرى لتقول:
-   أرجو أن لا تتهاون في تحضير واجباتك البيتية أبدأ يا ولدي وأن تنتبه للمعلمة وهي تشرح الدرس.
-   لقد قلت لي هذا منذ أول يوم من أيام دوامي في هذه الروضة.
-   أقولها الآن وأعيدها عليكَ يا عزيزي.
-   لماذا يا(ما.با)؟
-   لأنه...
وسكتت بعد أن خنقتها العبرة فأعدت السؤال بلطف دون إلحاح:
-   لماذا؟
أجابت بصوت تتكسره العبرات :
-   قد يأمر الرب بفراقنا!
-   فراق من يا (ما.با)؟!
أرادت أن تهون من وقع الجواب عليٌ بشدة، فعادت بذاكرتها إلى الوراء لتقول:
-   كما أمر اللٌه سمى وعلى، بفراق أبيك فقد يأمر...
وهنا خنقتها العبرة وصارت تقبض بقوة بكفها على كفي الصغير حتى صارت كل يدي تؤلمني لكني لم أُبد أية حركة بها أشعرها بأنني أتألٌم، لأني على علم اليقين بأن الأُم لن تؤذي فلذة كبدها، فقلتُ لها:
-   بماذا سيأمر الربُ؟!
-   قد يأمر بفراقنا؟!
-   لقد أمر مرةً ولن يأمر ثانيةً! أتعرفين لماذا؟ لأنه يحبنا يا (ما.با)
وهنا نظرت إلي وقد بدأت عيناها تدمعان كأنها تردد بعدي كلمة لماذا؟لتقول: 
-   أقولُ يا بُني  قد يأمر قد يأمر، لذلك أريد أن أوصيكَ.
طأطأتُ برأسي الصغير إلى الأسفل فتثاقلت خطواتي، فعلمت بأني لا أُريد سماع ما تقوله وقبل أن تسأل عن السبب قلت لها:
-   ماما هل تُحبين بابا؟!
-   طبعاً يا بُني.
-   تودين اللقاء به؟!
-   هل تقبل أن أتركك؟
-   قلت لو أردت.
-   لو أراد الرب.
-   أنا أسألك يا ماما: هل تحبين أن تكوني مع أبي في السماء؟!
لم تنبس ببنت شفه بل فضلت الصمتت، والصمت علامة الرضى؟فقلت معقباً على كلامي:
-   إذاً إسع من أجل أن تنالي الشهادة مثلما نالها أبي!أنا متأكد من أنك كنتِ تحبينه ولا تزالين.ماذا تنتظين يا(ما.با)؟
لم تُجبني بل صارت دموعها تنهمل قطرة تلو قطرة.حزنت عليها أكثر مما سأحزن على نفسي الصغيرة التي ستبقى يتيمة بعد لقائها بأبي في السماء.أرادت أن تنشف دموعها بمنديلها الذي أرادت أن تخرجه من جيب سترتها،فقلت لها:
-   (ما.با) حياتي نشفي دموعكِ بردن سترتي.فكان ما أردته،لأقول مشجعاً أياها:
-   هل ستذهبين إلى بابا؟
-   وهل تقبل؟
-   نعم يا (ما.با)!لكي يناديني زملائي بـ (برونت سَهْدِي)!
حملتني وضمتني إلى صدرها بحرارة وصارت تقبلني بقبلات تشبه قبلات الوداع! فبللت بدموعها خديٌ، بل وجهي وهي تقول:
-   عزيزي لقد كبرت في عيني، كبرت، الآن كبرت.أستطيع أن أوصيك.
ولم تزل تحملني لأقول موافقا متجاوباَ معها:
-   هيا أفعلي يا (ما.با).
-   أن تبقى محباً لأربعة ولا تتنازل عنهم.
-   وما هم؟
-   إلهك، وطنك، أهلك، حبيبتك.
-   نعم يا (ما.با).
فأنزلتني من حضنها لأعاود سيري لتعود فتقبض على كفي الصغير وقد عادت رويداً رُويداً تقبض بقوة عليه، فيما شعرتُ بالحزن يداعب نفسي ويريد إحتضانها في ذلك الصباح المُشمس، فأحست أمي بي فخففت أولاً من قبضة يدها وثانياً زيٌنت شفتيها بإبتسامة، أحسستُ من نظري إليها بأنها إبتسامة المفارقين حقاً، فقلتُ في نفسي وكأني أعيش الفراق فعلاً الآن: يا ويلتي. ما الذي سيحلُ بي إن لفتني الدُنيا وحيداً بعيداً عن حُضن أُمي؟ فدفنتُ كفي الصغير في كفها الكبير موعزاً إليها أن تقبض عليه كما كانت قبل قليل وكأنها إستلمت الشفرة بكل وضوح لتقول ناصحةً:
-   إذا كنت تحس بأن يدك تبرد فأرجعها كرفيقتها.
-   كلا. بل أريدها هكذا.
-   إذاً لن تنسى ما قلناهُ قبل قليل.
-   لن أنسى.
-   هيٌا نردد سويةً محفوظة الواجب البيتي. فصرن نرددها بصوت واحد:

   أنا يوم جديـــــــدُ    أبي صار الشهيــدُ
                أنا ذاك الوليــــــد    أنا طفل سعيــــــد
                أنا طفل مليـــــح    أبـي صــارالذبيـــح
                وسميل المسيح    مسيحي أصيــــح
                أنا طفل صغيــــر    وللأوطان ســــــور
                لنا سميل سـور    وذكراها بــــــــذور

إلى أن وصلنا الروضة بل روضتي. دخلتُ لنصطف نحنُ الطلبة في الساحة ولنردد ترنيمة للرب والوطن. ولتتقدم إحدى المعلمات وترفع العلم. فيما بدأت المديرة خطبتها قائلةً: شهداء "سميل"  نجوم متلألئة في السماء…
فصار العلمُ( بويداخت أمته آتوريته) مرفرفاً في سماء الروضة.. أنها أول ذكرى أحضرها وأحس بها، وفيما كنتُ أنظر إلى العلم، رأيتُ بأُم عيني ولأول مرة وجه أبي مرسوماً على العلم، علم لم تشاهده عيني مرفرفا في سماء أي بلد! أنه بطن السماء الزرقاء يتحول إلى علم! خرجتُ من صف إصطفاف التلاميذ دون إرادتي وأنا أصرخ وأُشيرُ نحو الراية قائلاً:
-   ذاك أبي!. ذاك أبي. إنٌي أراهُ!. إنٌي أراه!.
حضنتني مرشدة الصف وهي تقول للكل:
-   إنٌهُ يوم الشهيد الآشوري. راعي الكنيسة وادارة الروضة لخشيتهم ببطش الحكومة بنا لذلك تحتفل روضتنا بهذه الذكرى في غير وقتها.أما الشهيد فروحه ترفرف بأجنحة الشهادة كما يرفرف العلم في السماء.  وأما أنت يا بني فأن الربُ سيمسح دموعك.هو الذي أعطى وهو الذي أخذ.
صرتُ أبكي وأبكي حتى بللتُ قميص المرشدة بدموعي، فأمرت المديرة أن يأتوني بأُمي، فقالت إحداهنّ:
-   منذُ مدة ما عادت توصلهُ.
وإذا بالفراشة (العاملة المنظفة) تتدخل قائلةً:
-   إنٌها اليوم هنا حاضرة منذ الصباح، خصيصاً لتشاركنا الذكرى.
أخذوا يبحثون عن أُمي. وعندما ذهبت إحداهُنّ لتأتي بها إليّ، سمعتها تصرخ بأعلى صوتها:
-   لا حركةٍ تدب فيها!الامرأة ميتة!
عندئذ صرختُ بأعلى صوتي:
-   ماما.. ماما، أنتِ تحبين بابا!!
وبعد وفاة أمي بسنين وكأنها عادت ووضعت إجابتها لسؤال سألتها ونحن سوية على الطريق الى الروضة: نعم يا بني أحب أن أكون مع أبيك!!وتيقنت يومها من أنه دعى أمي ولم يدعوني!ولم أعرف أياً منا كان يحبُ أكثر، أُمي أم أنا؟ لكني أعرف بأني أُحبهما، أحب أمي أحب (ما.با).
لكن رغم حبي لهما فلقد تركاني، كان صعب عليّ تفسير هذا العمل الخارج عن إرادتي كطفل وكإنسان. فأنا لم أستطع فهمه رغم كل براءتي .كيف أستطيع أن أفهم أن الذي يحبني يتركني؟ ليس من السهل تفسير هذا الكلام: أُحبك فأترُكك لأني أُحبك لذلك أترُكك.لأن الرب  معلمنا الأعظم قال لنا في بشارة الخلاص:" لأنهُ هكذا أحبَ الله العالمَ حتى بذلَ أبنهُ الوحيدَ لكي لا يهلك كل مَنُ يؤمن بهِ بل تكونُ لهُ الحيوةُ الأبديةُ ".
 لحد الآن لم أفهم ولم أدرك سبب ترك أُمي لي! نعم على عكس هذا أكون قد فهمت بأن ترك والدي لنا كان سببه نداء (الأمته) فلبى فإستشهد!
أمّا لماذا وكيف تركتني أُمي وهي الباقية لي في هذا العالم، فهذا شيء لم أستطع تفسيره!، أقنعتُ نفسي وقتها بفكرة رومانسية بسيطة مفادها: أن أُمي الحنونة والمحبة لم تُطًق العيش من غير أبي لذلك لحقت به.أنا وقتها قبلت أن ترحل إليه،وكم كنتُ وقتها أتمنى الإلتحاق بركبهما لكن لم ألحَقْ بهما لأن هذا أمر اللٌه، ولو كان وقتها قد حدث هذا فإنه على الأقل كان سيلتئمُ شمل العائلة في السماء مادام قد إفترق على الأرض.
إحتضنتني المدرسةُ، ليتم ضمي إلى القسم الداخلي التابع الى دار أيتام الكنيسة منذ اللحظة الأولى لوفاة والدتي، بعد أن تم أخذي إلى بيتنا بسبب إلحاح مني وذلك لكي أُلقي النظرة الأخيرة على كل ذكرياتنا، وقبل أن أُغادر، أخذتُ صورة أُمي وأبي وهما في بدلة الزفاف.
هكذا بدأت مرحلة جديدة في حياتي، مؤمناً بأني تلميذ وأمي المدرسة. في صباح اليوم التالي عندما دخلت معلمة اللغة السريانية وهي نفسها مرشدة الصف، نهضنا كعادتنا إحتراماً لها وقبل أن نجلس، أمرت كل زملائي وزميلاتي في الصف أن يقدموا لي التعازي واحداً تلو الآخر، بينما بدأوا بما أمرتهم به من أجلي.قالت: 
-   أيها التلاميذ: إن من لا أب لهُ، الرب أبوه ومن لا أُمٌ له المدرسة أمهُ! ومن بينكم لا أخ أو أُخت لهُ، فأنتم أخوة له. أرجو أن تحبوا بعضكم بعضاَ كما أوصانا معلمنا الأعظم يسوع المسيح"له كل المجد".كلكم أبناء يتامى فقدتم أحد والديكم أو كليهما معا كما هو حال هذا التلميذ،الذي فقد أمهُ يوم البارحة إضافة لفقده أبيه شهيداً.
 لم أتمالك نفسي، فخرجتُ من مقعدي الدراسي وركضتُ لأُلقي نفسي في أحضانها، لقد أحببتها كثيراً فهي التي حضنتني البارحة، فقبلتني ومسحت دموعي وقالت:
-   لا تحزن أبداً. فكلنا من حولًكَ لن ندعكَ ولن نترككَ وحيداً وبالذات أنا ستجدني على الدوام بجانبكَ.
ثم نادت على إحدى تلميذات الصف:
-   أنتِ ستشاركينهُ المقعد.
حملت التلميذة حقيبتها وجلست إلى جانبي.
مضت الأيام لأسير معها بكل تأن منتصراً بكل إيمان على أية لحظة حزن حتى صرتُ أحب مدرستي ولا أُفارقها خاصة وأن كل زملائي صاروا من داخل المدرسة لأني ما عدتُ أبرحها فحتى القسم الداخلي هو ملحق ملاصق للكنيسة وعندما أفارقها عند إنتهاء الدوام تراني منتظرا عودته في اليوم التالي  بكل لهفة كلهفة الطفل الى عودة أمه.
في أحد أيام الدوام غابت زميلتي التي تشاركني المقعد يوما كاملاً فشعرتُ فيه فعلاً بأنني قد إستفقدتها  لتأتي في اليوم التالي، لأقول لها:
-   لقد إفتقدتُكِ يا زميلتي أرجو أن لا تغيبي مستقبلاً.
وأثناء درس الفنية قمتُ برسم قلب وظللتهُ باللون الأحمر لكنهُ لا ينزف دماً، دعوتها لتشاهده.إندهشت وهي تشاهده،لتسألني:
-   لمن هذا القلب الكبير؟
-   إلى التي تركتني وحيداً صغيراً مرتجفاً خائفاً. لأُمي التي أُحبها. أُمي الحنون.أمي التي كانت كذلك لي أبي.كنت أناديها بـ (ما.با).
أجابتني:
-   أنا أيضاً أُحبّ ماما، ولقد قلتُ لها عنك فقالت لي:
-   أن أمه ستعود إليه عندما سيكبر.
-   لكني قلقت لأقول لها: ماما أنا لا أُريد أن تعودي لي وأنا كبيرة أنا أريدك الآن وكل أن معي.
إستعارت مني رسم صورة القلب،لتعود في اليوم  التالي وقد رسمت قلبا كبيراً وعلى جنبيه قلبين مظللين باللون الغامق، أحدهما يشبه صورة القلب الذي رسمته أنا، فسألتها:
-   لمن هذا الذي رسمتيه على اليمين؟
-   يعني أنك تعرف الآخر لمن يعود؟
-   بالتأكيد أعرف أنه مستنسخ طبق الأصل من الرسم الذي أعرتهُ لكِ.
-   يا لهذا الحب الذي يجعلكَ تميز قلب أُمكَ من بين مئة قلب!
-   لكنكِ لم تجيبي على سؤالي؟
-   إنٌ القلب الذي على اليمين هو من صنع مخيلتي، وأتمنى أن يكون مثل الذي على اليسار.
صمتنا لحظة لأقول لها:
-   دعيني أنظر في عينيكِ وأنا سأعرف أن كان قلبكِ هو هذا الذي على الورقة أم لا؟!
صرت أنظر في عينيها دون أن ترف أجفاني بنظرات مستقيمة غير منجذبة إلى خارج خط النظر الوهمي المرسوم بين عيني وعينيها، حتى شعرتُ بأنٌ قلبي قد خرج من موضعه وإخترق حاجزاً زمنياً ليدخل عبر عينيها ليصل إلى جوار قلبهـا وليسـكن زمنـاً، ثـم يعـود ليـجدنا جالسـين علـى مقعـدين في كليـة الحقــوق/ جامعة.........!
قالت لي:
-   منذُ زمن لم تُجبني، هل قلبي مثل ذاك الذي كنت قد رسمته أنا أم لا؟
-   كنتً تتمنين أن يكون مثل الذي كان على اليسار، وكنت أتمناه أنا أيضاً كذلك،فكانت وسيلة الإثبات لما أردنا وتمنينا، بيد قلبي المحب!
-   كيف؟! 
-   يوم تركني وسار منطلقاً نحو قلبكِ،إندهش لما رآه؟!
-   رأى ماذا؟!
-   ظن بأنه يرى نفسه في مرآة! ولم يتأكد من هذا المشهد إلا عندما تحرك نابضاً في لحظة سكون قلبكِ عن النبض فعلم عندها بأنه قد وجد توأمهُ المفقود.
-   توأم؟!
-   نعم فقلبكِ وقلبي من نسل واحد مثلما هو مظهرنا من جد واحد.
صمتنا لحظة، ليهمس صوت في أعماقي قائلاً لي: هيّا قُل لها فما عُدتُما تلميذين في روضة في مدرسة، بل أنتما الآن طلبة كلية وتستطيعان أن تتخذا القرار المناسب من أجلكما.
جمعتُ كل أفكاري لأقول لها:
-   بأسم القلب أتخذ قراراً مهماً ومصيرياً و…
-   وما هو؟
-   منذُ أن رأى قلبي قلبكِ وتيقٌن بأنه التوأم له، ما عاد يريد غيرهُ مطلقاً، وما عاد يقدر على العيش من غير توأمه، فهلا وافقت أو بالأحرى سمحت على أن يجتمعا في صدر واحد؟!
-   كما تريد ولكن بشرط!
-   أي شرط؟
-   أن يجتمعا في صدركً أنتَ!
-   لماذا؟!
-   لأنكَ أنتَ العارف بأمريهما أكثر مني.
-   إذاً ليكن أيتها التلميذة.
-   وهو كذلك أيها التلميذ.


المحامي والقاص
مارتن كورش

50
المسيحية طريق المطران
ما أشبه اليوم بالبارحة.طريق واحد هو طريق الشهداء السائرين على درب الصليب الذي اختاروه لأنفسهم بارشاد من المعلم الأعظم يسوع المسيح "له كل المجد". طريق سار عليه من سبقوهم وها هو المطران يسير يعقبهم، يعقب تلاميذ الرب. السائر على هذا الطريق (قال له يسوع أنا هو الطريق والحق والحيوة. ليس أحد يأتي الى الآب إلا بي.) "يوحنا 14 : 6" هو هو يختاره لنفسه وفق دعوة من الرب. أنها خارطة طريق التي هي جزء من خطة الفداء خطها لنا ربنا لنبقى سائرين مدة أمدها بين الصعود والمجئ الثاني. فالمطران  بدأ بالسير دون اجبار كان يقدر مثل كثيرين أن يبتعد عن جادة الخطر بل يبتعد هاجرا العراق كما فعل الكثير من أقرانه، هو مخير لم يكن مسيرا لأن السير على درب الصليب ليس فيه اجبار ولا اغواء ولا تطميع ولا حتى طموح عالمي ولا مركز أرضي بل ولا حتى كهنوت أرضي، بل هو تطبيق لمبدأ روحي مسيحي وعملا بمقولة الرب: (ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني. ) "متى 10 : 38 " . هل قال أحمل سيفكَ وأتبعني؟ أم قال احمل سلاحكَ واتبعني؟
فبالأمس كانت (سميل) والتي ذهب بسيفها الكثير من أبناء الأشوريين. لا لشئ سوى لأنهم نادوا بأسم أجدادنا الأشوريين ربطا وتواصل مع تأريخ لا يمكن أن يمحى. وكانت المسيحية ونورها الساطع الذي استلهم قلوب الآشوريين فآمنوا بأن السلام هو الطريق الذي يسير عليه المؤمنين وهم مواطنين في أوطانهم . وكان قبول الآشوريين للمسيحية نبراس خير وزيادة معرفة وكأن الرب قد قال لهم: زمن السلاح قد انتهى ليبدأ عهدا جديدا.. انتهى زمن السلاح ليبدأ زمن السلام باسم رب السلام "له كل المجد".. انتهى عهد الحملات والجيوش الجرارة والعرمرمة ليبدأ عهد الثقافات .. انتهى عهد القوة ليبدأ عهد العقل .. وان كان عهدئذ قد غيب السلام ،الا أن العقل تزامن مع القوة مجاراة لها دون أن يبطل دوره ليعمل وفق برامجه المعروفة عنه في مختلف الأزمنة فكانت الحضارة الآشورية التي لا زالت آثارها ظاهرة الى اليوم وكأنه موكب ملك آشوري يعود منتصرا من أحدى حملاته.وكأنه يضع عدة الحرب وسلاحها تحت أقدام المخلص،ملك الملوك،رب الأرباب، ليكون الآشوريين من المخلصين بدم الحمل، ليتغير مجرى التأريخ عندهم من جيوش عرمرمة على رأسها ملك آشوري متجهة نحو تحقيق مصالح عسكرية، الى أفراد مؤمنين بالرب مبشرين متجهين الى مختلف بقاع العلم للتبشير بالمسيحية. كانت الكنيسة الاولى على أيدي تلامذتها وكان القسان والشمامسة والرهبان ومن حولهم جند السماء تحرسهم. الآشوريين كغيرهم من مختلف الأقوام قبلوا برسالة الخلاص ليأسسوا مع هؤلاء جسد الرب يسوع"له كل المجد" أي الكنيسة. قدمت الكنيسة شهدائها أفرادا  وجماعات مؤمنين بأن المؤمن شهيد والموت فرح وخلاص من عالم الخطيئة.
مواكب متواصلة من الشهداء المسيحيين ( شهداء المشرق) على درب الصليب، كثيرون لا يسع هذا الموضوع القصير من احتواء أسمائهم وها هو اليوم يشبه أمسه دون أن يعيده، وها هو المطران( بولص فرج رحو ) واحد من بين الكثيرين على مر التأريخ، سلسلة متواصلة لا يمكن أن تنقطع حالها حال الوصايا العشرة ـ الناموس ـ .فوقوع المطران شهيدا هو دلالة أنه قبل أن يسير على خطى سيده، عمل بنصيحة ربه ( ومن لايأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني. ) "متى 10 : 38 "
هل كان المطران  جنديا باسلا؟ أنه أكثر من جندي فهو العامل بمقولة الرب ( ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها) "متى 10: 28". رفض المساومة عليه بفدية لكي لا يضيع عمله لدى مرشده. هو عمل بمبدأ السلام "سلام القلب". انه سلام من نوع خاص لا يعرف كنهه الا المؤمن الذي اختار درب الصليب طريقا الى الملكوت باعتباره الوطن الأم لكل سائر بانتظار متغربا عن هذا العالم. فالعالم ليس مرتعا لكل تلميذ وثق بأن الرب معلمه، بل طريق يسير عليه وهو على علم بأنه ليس معبدا بالورود، بل كله أشواك وألم ومرض وبكاء وتقديم ذبيحة وتشرد ..و..و.. طريق اختاره المطران لنفسه سائرا على خطى ربه الذي أوصاه/أوصاهم/أوصانا أن نسير على درب الصليب، ليس حربا ولا معركة بل  سلاما (سلاما أترك لكم .سلامي أعطيكم .ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا )" يوحنا 14 : 27 ". طريق محبة وليس غير المحبة لأن الله هو محبة وأي محبة، محبة فائقة الحدود. (لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحيوة الأبدية) "يوحنا 3 : 16 " . فليس بغريب أن تقدم المسيحية شهداء انهم أنوار على طريق المؤمنين. أين هم كل التلاميذ الذين سبقوا المطران؟ أنهم نائمون على رجاء القيامة والرب لن يخذلهم لن يخذلنا ألم يبذل نفسه من أجلنا نحن الخطاة. المطران كان تلميذ مؤمنا بأن الطريق المنتهي الى معلمه يبدأ بأول خطوة على درب الصليب. ودع قبله القسيس (رغيد) على درب الصليب، ووعظ عن السلام  وسار على نفس الطريق مطمئنا ان كل من يحمل صليبه هو هذا طريقه. الصليب ليس سلاحا به نمارس العنف أو الاضطهاد،وليس حزاما ناسفا، بل هو أفضل مكان عليه تصلب ذواتنا نكران الذات واحلال ذات المسيح لكي تحيا فينا (مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في.) "غلاطية 2: 20 ". هذا هو اذا  المطران بولص تلميذ آخر يزرع على طريق المعلم الأعظم . أما أما كان يقدر أن يطلب  مالا ليدفع بها الفدية؟ كنا نهب لنجمع التبرعات لو وفي خلال ساعات.
أننا أهل سلام ليس خوفا من أحد أبدا أبدا، بل عملا بخطة الفداء وبتوصية الرب الذي وكلنا على السلام وصيانته والعمل به فهو مربوط بالسماء، وهو والمحبة  يميزان المسيحية عن غيرها ويعطيها أمام العالم بأنها دين سماوي. هل رأيتم يوما من الأيام الله سمى وعلى يضرب غير المؤمنين به لأنهم لا يطيعونه؟ (لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السمواتِ .فأنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين .لأنه إن أحببتم  الذين يحبونكم فأي أجر لكم.) "متى 5 : 45 "
اصحوا أيها المسيحيون ولا تنجرفوا خلف الشر ولا ما يجري في هذا العالم أنه مخطط إعثار عالمي لجر وزحلقة خطوات أقدامكم عن مسيرة السلام وفق خطة الفداء الإلهيه التي رسمها الفادي يسوع المسيح"له كل المجد" .انه ابعاد لكم عن ناموسكم وبالتالي الخسارة الكبرى وهي هدفهم الذي يسعون من أجله ألا وهو خسارتكم لنعمة الرب.اليوم في هذا العالم عالمان ،هما عالم الخير وعالم الشر.هم لهم عالمهم ونحن لنا ملكوتنا، لهم الأرض ونحن لنا السماء،لهم سلاحهم ونحن لنا سلامنا .هل قتل المسالم أم الشيخ أم قتل المرأة أم الطفل أم قسيس أم مطران ،هي نهاية المطاف للمسيحية؟(قد كلمتكم بهذا لكي لا تعثروا .سيخرجونكم من المجامع بل ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله.)"يوحنا 16: 1و2"
وأنا كآشوري مسيحي اضافة الى هذا كوني رجل قانون، شخصيا أنا ضد كل عنف مهما كان أصحابه، حتى لو كان باسم التأديب. وعندما نقول نحن نسعى للسلام ليس لأنه أمان وراحة واطمئنان، بل هو أكثر من هذا وذاك، أنه أمر من الرب وسيرعلى درب الصليب. أيها الأعزاء أما كان يقدر الرب وقبل الصلب، أن يدعو جند الله لأنقاذه؟ (أتظن أني لا أستطيع الآن أطلب الى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة.) "متى 26: 53 ". أنه أكبر نصر للشر اذا انجرفنا وحملنا السلاح، بل خروج عن وصية الرب، وتمسك بالأرضيات التي هي فانية. لا يمكن أن ندع أي جهة مهما أوتيت من قوة أن تسحبنا خارج الطريق الذي رسمه لنا ربنا بدمه. السلام ليس لدى أبناء الرب، صرخة أو مقولة أو شعار (وما أكثرها هذه الأيام) أو اتفاق، بل السلام هو دستور وطريق الى العلية. يجب أن نفهم بأننا غرباء عن هذا العالم الذي يقترن بالخطيئة المميتة. عودوا أيها المسيحيون واغترفوا من الكتاب المقدس، وستعرفون بالسلام الذي أوصى به الله. منهجنا لن نحيد عنه بل نبقى نتمسك به ولست متفقا مع أي مسيحي يرد الشر بالشر. ليس هذا منهج المسيحية لأن:
ـ  ربنا نفسه سلم نفسه لصالبيه وكانوا خاصته.(فقال له يسوع رد سيفك إلى مكانه.لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون.)"متى 26: 52"
ـ بنى وأسس عالما هو عالم الخير بضمنه السلام. ليس سلام العالم، بل سلام القلب. المسيحي المؤمن مطالب بأن يطلب حتى لأعدائه سلام القلب أما سلام العالم فهو هش لا دوام له. انظروا أيها الأخوة الأعزاء ما الذي يحدث في بلدنا؟ ألم تاتي أمريكا بالسلام على طبق من ديمقراطية؟
ـ اننا غرباء عن هذا العالم، من يوم صعود الرب راجعا ليجلس الى يمين الآب، أصبحنا غرباء.
ـ انظروا أعزائي الكرام، كل القديسين الذين آمنوا بالرب لم يقاوموا قاتليهم بل ساروا معهم كخراف الى الذبح. أننا أبناء الله والوطن الأرضي ليس لنا، بل الملكوت هو وطننا، وثمن الملكوت لا يمكن أن نقوى على دفعه لأننا بشر خطاة، ولأن الآب يحبنا (هذه هي وصيتي أن تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم. ليس لأحدٍ حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه. أنتم أحبائي إن فعلتم ما أوصيكم به) " يوحنا 15 : 12 ـ 14  " لذلك تم دفع الثمن والذي يتمثل في خطة الفداء. تأريخ الكنيسة واضح وهو يوضح لنا كيف كانت الامبراطورية الرومانية تلقي بالمسيحيين الى جب الأسود وبالتحديد الى سنة 321 ميلادية. هل قضت على المسيحية؟ لو كان كذلك لما كنا اليوم موجودين.
ـ لن ندعو الى حمل السلاح. سلاحنا هو ايماننا برسوخية السلام الذي وكلنا الرب عليه  ووعدنا بالملكوت السماوي. أما الوطن الأرضي،  فهو محطة للمسيحي بين رحم الأم وبين العلية. 
ـ أين أصبحت كل تلك الامبراطوريات؟ من  منا ينسى البارحة الغير بعيد الامبراطورية الآشورية وقوتها، ألم يستخدمها الله في تأديب شعبه؟ كل تلك القوة لم نقدر أن نحافظ عليها، اليوم ونحن قد انحدرنا الى أدنى درجات الضعف، ويا ريت ضعفنا يكون كذاك الذي أفصح عنه القديس بولس. (فقال لي تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل. فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل علي قوة المسيح. لذلك أسر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح. لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي.)"2 كورنثوس12 : 9 و10" لكن ضعفنا ضعف ممزقين منقسمين مشتتين مهجرين نازحين، وفوق هذا ندعو الى حمل السلاح. نرفض السلاح لأمرين لا ثالث لهما وهما:
1- الأمة المنقسمة على ذاتها. تعتبر قاصرة في اتخاذ القرارات المصيرية. ففي الانقسام ضعف، وفي الضعف اختفاء وفي الاختفاء نسخ ذاتي للقومية وفي النسخ ذوبان من الجذور وفي الذوبان النهاية والعاقبة الوخية لكل أصل. أما في الاتحاد فقوة. اذا اتحدنا لا داعي الى السلاح بل نتمسك أكثر بالسلام لأنه هو سلاحنا.
2 – أننا أبناء سلام وعملا باحدى تطويبات الرب (طوبى لصانعي السلام. لأنهم أبناء الله يدعون .) " متى 5: 9 ".
ـ كلنا كمسيحيين وأوصانا الرب الالتزام بجانب السلام والكتاب المقدس واضح في هذا الجانب لا لبس فيه لأن الأخذ بنقيضه، يعني تقويض لأركانه ومعناه  وقف التنفيذ وإلغاء كلي لدور العقل. يعني إلغاء لدرب الصليب الذي أراده الله لنا كمسيحيين.
- أننا حينما سننادي بالسلام، الكل سيقف الى جانبنا. أما العكس يعني أن الكل سيكون ضدنا. ونحن منقسمين نرفع عدد الأعداء من حولنا وهذا ليس من مصلحتنا؟
- ابطال لغة السلاح  والأخذ بالسلام لغة الانسان المتطور. والا ما هو دور الأمم المتحدة أزاء ما يجري في العالم؟ يجب تحريكها أزاء قضيتنا كسكان أصليين في العراق من أجل حمايتنا. لنتوحد ونطالب أن يكون لنا مراقبين في الأمم المتحدة، فهم لنا أفضل مدافعين وخير ألف مرة حتى من السلاح النووي .
- علينا تجاوز كل قصور فينا وذلك بتنمية كل الطاقات الأخرى غير العنف. العنف  لن يقوى على حمايتنا؟ وليس من آمن بالسلام واتخذه اسلوبا، يعني أنه ضعيف لا يقوى على حماية حقوقه، بل هو عين العقل ولسان حال العصر واللغة التي نادى بها ربنا. دعونا نكون بالسلام مبشرين وعاملين ومطبقين.
ان قضية استشهاد المطران ومن معه ومَن قبله و..و..هي ثمن السير على طريق السلام. وان تمسكنا بالسلام ليس رضوخا لمطاليب الغير هذا اذا كنا متمسكين بالانقسام، والعكس هو الصحيح ففي اتحادنا وتمسكنا قوة للسلام، ومن يقول أن السلام يأتي بالسلاح فهو على خطأ جسيم. والشرق الأوسط مليء بالأمثال والعبر.
أن عدم اتفاقنا مع بعضنا البعض مقدمين مشروعا واحدا، هو الذي سمح للغير لكي يهضموا حقوقنا. ألم يحن الأوان لكي نتوحد تحت خطاب واحد ؟انظروا ما آلت عليه أوربا بعد الحربين العالميتين؟ ألم يلقي الشعب الألماني بـ(جدار برلين) الى مزبلة التأريخ؟ هلم نتوحد فان كانت التسمية تفرقنا، فأذية الغير لنا كافية لتعيد تماسكنا.                                                                                                                                                                                                                                                                                                   مثال بسيط: رجل صاحب عضلات ونال العديد من الأوسمة في الكمال الجسماني، بينما هو يسوق مركبته (سيارته) إرتكب مخالفة مرورية. هل يرفض أمر شرطي المرور باعطائه اجازة قيادة المركبات ليقرر له غرامة مالية؟
أخوتي الأعزاء لننهج اسلوب العقل الذي مخرجه السلام. دعونا نسعى الى ترسيخ السلام وربنا هو الأقوى وهو الذي خط لنا هذا الطريق والذي سار عليه ليسير من بعده كل شهداء المسيحية والمطران ليس أخرهم بل على الطريق. اذا دعونا على الطريق سائرين، كما سار الذين قبلنا، ولن  تعكر أصوات الطلقات  جو الإنشاد وأبواق الملائكة تصاحب أصواتنا وجند السماء ونحن سوية نرنم للرب.

المحامي/مارتن الشمديناني

51
المنبر السياسي / هل نقدر....؟
« في: 21:06 02/03/2008  »
هل نقدر.... ؟
رب عائلة تعدادها (سبعة أنفس) كان يورد الى عائلته دخلا شهريا لا بأس به لكنه كان شخصا مبذرا فيوم كان يستلم راتبه نهاية كل شهر كان ذلك اليوم يوم (كعدة).
 فقد عمله بسبب ظروف ما فأحتاج لكنه لم يجد من يساعده لأنه لم يعمل بالمبدأ القائل (القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود). أخذ درسا كبيرا وقرر اذا عاد وحصل على العمل ثانية فسيمتنع عن كل تلك العادات الغير لازمة التي كانت تبعثر راتبه ههنا وهناك. حصل على العمل وبأفضل من سابقه وظن أولاده بأنه مثل سابق العهد فقال لهم: لقد قمت بأنقلاب على ذاتي فتغيرت كل تصرفاتي وصرت الآن أنسانا آخر فلا (كعدة) ولا مقهى ولا بار ولا سكر، بل أقتصاد وتجدد في الحياة ومطالعة ودراسة وتعلم الضرب على الحاسوب أثناء الفراغ. أستطاع هذا الأب أن يأخذ درسا من واقعه ليخرج منه أنسانا أخر فنجح في عمله حتى وصل الى أختراع جهاز ينتفع به بلده وهو يوازي في طاقته الأنتاجية مثيله المستورد.
بيننا العديد مثل هذا المواطن ، ولكن لماذا لا تتغير حياته وهكذا غيره في مجتمعنا ليتغير المجتمع كله نحوى الأفضل فنرتفع متطورين ونحصل على التقدم الحاصل في الدول المتطورة في العالم ليس الغرب وحده الذي صار متطورا بل ها هي يابان وكوريا والصين هي دول أسيوية أخذوا على عاتقهم باكورة التطور والتقدم.
نعم لو لا الثورة الصناعية في أوربا وأنكلترا ومن ثم أكتشاف المعالم الجديدة، لكان العالم اليوم يعيش حياة القرية أننا ما كنا لنرى أي واسطة للنقل والأتصال، فلا سيارة تسير ولا شارع يبلط ولا قطار يسير ولا طائرة تطير ولا تلفونات ولا موبيلات وما كنا نشاهد العالم ونحن جالسون في بيوتنا أمام التلفاز وهو ينقل لنا عبر الأقمار الصناعية (ستلايت) أحداث العالم يوم بيوم. والأنترنيت الذي جعل العالم بين يديك وكأنك جالس مع الطرف الأخر في بيت واحد(بالتاك)، فحتى التسوق بمخلتف البضائع تؤديه من منزلك، وحتى وعظات الكنائس تشاهدها في منزلك خاصة المقعدين والمرضى الذين يحتاجون الى من يصلي من أجلهم.
أنها الثورة الصناعية التي نفضت عن جسد شعوب دولها غبار التخلف. أي عمل يرافقه وينتج منه الخير والرفاهية للفرد والمجتمع فهذا يعني أنه يسير في ركب عالم الخير. قد يثأر سؤال: ألم يعقب الثورة الصناعية حاجة تلك الدول الى أسواق لتصريف بضائعها فكان الأحتلال واسطة لذلك مما نتج الحاجة الماسة الى السلاح، فكان أختراع السلاح لتنفيذ عملية تصريف منتجات تلك الدول الصناعية؟يعني زج الدول التي احتلتها في تخلف اكثر. أنه (الزوان الذي ينمو مع الحنطة) أنه عالم الشر الذي لا يرتاح له بال الا لأن تكون له على الأقل مطبة على طريق الخير. كلنا يتذكر  العالم(ألفريد نوبل) الذي أخترع الدناميت من أجل فتح الطرق والأنفاق في الجبال الصخرية ليسهل الأتصال بين المدن والقرى ولكن (الزوان) نبت في حقل ذلك المخترع فجعل أختراعه لها يأخذ شكلا أخر هو قتل المئات في حروب لا طائلة منها. وها هو سباق التسلح ماض في خطواته لا يقف أبدا وكأن البشر أعداء للبشر عاملين ضد مقولة الرب:(وصية جديدة  أنا أعطيكم  أن تحبوا بعضكم بعضا. كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضا بعضكم بعضا.)"يوحنا 34:13".
ألا نقف في اليوم الواحد لحظة لنذكر فيها بخشوع كل مخترعي العالم الذين عملوا ليل نهار من أجل رفاهية الفرد والمجتمع، ونشرح لأطفالنا عنهم لكي يقتدوا بهم نفعا للوطن، نقف بهدوء ونشعل شمعة ذكرى طيبة لهم أو نذكرهم بالخير في كلامنا، فمخترع الكهرباء ومنقي الماء والطابعة والتلفاز والأنترنيت والهواتف والطائرات والبواخر والسيارات وو.. و.. قد يقول أحدهم أن التلفاز بفضائياته يدخل الشر الى بيوتنا. أنه الزوان الذي نقدر أن ننقي حقولنا منه فالأب والأم قادران على مسح كل القنوات ذات الخلاعة من جهاز الأستقبال والمضرة بأخلاقهم أولا وأخلاق فلذات أكبادهم ثانيا. فالخلاعة لا معنى لها ألا معنى واحد هو الفساد، فعلى سبيل المثال أن كان الأب يشاهد مثل هذه الافلام فماذا سيكون كلامه مع أبنائه وحتى بناته؟
أنه الزوان الذي يجب أن نحترس منه..أنه غبار التخلف الذي يجب أن ننفضه عن أفكارنا قبل أجسادنا لنقدر أن نلحق بركب العالم المتطور فها هي ضمن أنظارنا (شمرة عصى) يابان والصين وكوريا فنكون مثلهم. ما الذي ينقصنا؟ هل عقولهم وأدمغتهم تختلف عما لدينا؟ أم أننا نبكي ماضينا الذي قطعنا كل علاقة معه فصار حاضرنا لا يمت بصلة اليه وعندما أقبلنا به نطرق أبواب المستقبل قال لنا بلسان الماضي: أنتم تركتوني.
دعونا نعمل وبعملنا ننسى غضبنا ونتجاوز تفرقنا لنكون أبناء الخير. فالى متى نبقى  طرفين متقابلين متخاصمين  في (الأتجاه المعاكس) بل لنكون أحبة في (أفتح قلبك) نعمل من أجل الوطن الذي أعطانا وآوانا وأسكننا وغذانا. أن للوطن حق علينا، لذلك من الأجدر بنا أن نرتفع به بين الأوطان في العالم. قد يقول قائل من بيننا: لن نقدر وغيره يقول: صعب جدا وأخر يقول: مستحيل... أنه التخلف الذي زرع فينا روح التكاسل (كاعد أشتغل) فصرنا لا نفهم ماهية العمل والهدف منه حتى نتقدم... العمل هو الحياة وهو مقدس حتى الله ذكره ( ورأى الله كل ما عمله فاذا هو حسن جدا. وكان مساء وكان صباح يوما سادسا فأكملت السموات والأرض وكل جندها. وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل. فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل. وبارك الله اليوم السابع وقدسه. لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمله الله خالقا.)"تكوين31:1 و1:2-3"
 العمل للوطن أخلاص وكل راحة بعده صحة وعافية للبدن والنفس،وتحليل للقمة العيش. اذا ما الحل؟ هل نبقى هكذا متأخرين عن ركب العالم المتقدم؟ لا بد من حل والحل هو أن نجلس الى طاولة واحدة كما جلس غيرنا في تلك الدول التي تقدمت، وتشاورا وتناقشوا ونسوا أطماعهم كأشخاص فتحولوا الى مواطنين منتمين الى الوطن، فالوطن يجمع كل أفراد المجتمع الذي هو أنا وأنت وذاك وذلك فنكون كلنا في بودقة الوطن نعمل من أجل رفاهية المجتمع فيبرز من بيننا مخترعين ومبدعين ومصلحين ومفكرين... أنه الفرد الذي هو أساس المجتمع- الأب أساس العائلة- يعمل من أجل المجتمع- يعمل من أجل العائلة - والمجتمع من أجل الوطن ليقف الوطن شامخا كنخلة بين الأوطان ...نخلة وأن ضربها الغير بحجر فلن تمنع عنهم تمرها؟
 قبل السبعينيات من القرن الماضي كانت مقولة تقال: (القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ). نعم بل كان معظم العراقيين يقرأون ويطالعون، كانوا نخبة مثقفة تدرس وتطالع وتناقش بينما آبائنا يعملون للوطن دون حقد أو نفاق. الكل كان يحب عمله ودرسه وصديقه وجاره وما أحد من بيننا خان حبيبته أو طلق زوجته أو اغتصب أبنة محلته أو سرق أمتعة غيره. كنا  وكان الرب ساكن بيننا نعيش زمن نعمته ونعمل بالناموس(..لا تقتل.لا تزني .لا تسرق.لا تشهد على قريبك شهادة زور.لا تشتهي بيت قريبك.لا تشتهي امرأة قريبك ولا عبده ولا آمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئا مما لقريبك)"خروج 13:20-"17. دعونا نجلس كل واحد فينا ونفكر ونقول لأنفسنا: كيف نعود الى تلك الأيام لنغترف منها بذرة السلوك والأخلاق فنكون اليوم كما كنا بالأمس نقرأ ونطالع ونعمل بصفاء نية ومخافة الله في قلوبنا بحيث باق ضميرنا صاح لا ينعس له جفن. وقد يقول قائل من بيننا: الوطن تحت الأحتلال. فيجيبه أخر من بيننا: لنأخذ درسا من دروس (غاندي) في مواجهة الأحتلال. دعونا نعمل وليرى الواحد منا عمل الأخر وليكن هذا ضمن العائلة الواحد، فمن البيت يظهر التعاون فأن كان ابني وهو الذكر يتعذر بذكوريته بعدم مساعدة أمه، وهو غير عارف بأن تأخره عن مساعدة أمه في البيت يعني أن عجلة البيت ستتأخر، وعندما سيزورنا ضيف ما سيجد البيت غير مرتب، عندها لن يعذرنا مهما قلنا له. اذا دعونا نعمل وليس أحد في الكون كله بأفضل  منا.

المحامي:مارتن الشمديناني

52
أبتي العراق.. أيامك سعيدة



علمنا أهلنا ونحن صغار أن  نصوم قبل العيد . فكان معظم الصائمين ينتظرون العيد على أحر من الجمر. كان الصوم بالنسبة لنا ايام انتظار وكانت لنا أمهاتنا قدوات ومصبرات لنا على الأنتظار وهن يقولن لنا: العيد مقبل ومعه سبأتي (بابا نوئيل). ونحن نذهب الى المدرسة كان المعلم يعطينا دروسا في الصبر والمحبة وعدم التبذير. وحينما نذهب الى الكنيسة كان القسيس يشرح لنا عن العيد ومغزاه وعن محبة الله الفائقة الحدود وعن يسوع المسيح له كل المجد لماذا ولد ولماذا صلب ولماذا قام وغلب الموت ولماذا سيعود ثانية؟ اذا يجب أن ننتظره,ننتظرالعيد. سلسلة مترابطة حلقاتها الأم والمعلم والقسيس, البيت والمدرسة والكنيسة. حملتها معي في مشوار حياتي كعراقي مسيحي آشوري حتى أيام الخدمة العسكرية التي فيها كنا نلقى السخرية من بعض المسلمين.مع ذلك صمدنا وصمنا وانتظرنا العيد وها نحن ننتظر الرب...وشاء الزمان يا أبتي العراق أن أحتفل بالعيد بعيدا عنك... شاء الزمان أن يحط بي قطاره في دولة أوربية, شوه أخوتي في الشرق سمعتها... شاء الزمان أن أغادر بلدي لظرف خارج عن أرادتي وليحتضنني بلد أوربي ولأكون فيه قبل أعياد الميلاد بعدة أشهر. وجاء وأقبل الـ...الـ... جاء الصوم! لأقف على ملتقى طرقه ولأسأل نفسي:هل أقدر أن أنتظر العيد كما كنت أنتظره أيام الوطن لأعيش فرحة الأنتظار ؟... فتدخل الرب (له كل المجد) وأستلم زمام الأصرار في حياتي وجعلني منتظرا وأنا أتذكر العيد وأول يوم من أيامه أيام الوطن حيث كنا نذهب الى الكنيسة لنأخذ القربان والخمر(وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي. وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلا أشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا.) وقبل ذلك نستمع الى وعظة قصيرة من القسيس وهو يقول ناصحا كل المتخاصمين, بالتصالح والتسامح, فكان يأتيه الجواب همسا أو بالنظرات حيث يتبادلها المتخاصمون بنظراتهم وكأنهم يجيبون بها على سؤال ونصيحة راعي الكنيسة: أننا تصالحنا أيها القسيس فكن مطمئنا ونحن نأخذ القربان.أعياد الميلاد المجيد وعيد رأس السنة الميلادية المجيدة يحتفل بها معظم العالم ونحن في الشرق الذين قلبت الحروب حياتنا وأسرت جيوشه شخص الفرح فينا وحولته الى ألم . وأنا صغير أتذكر كيف كان هذا الحزن بفعل فاعل يذوب ليسمح للفرح أن ينهض فينا .أتذكر قبل العيد ونحن على مقاعد الدراسة الأبتدائية أو الأعدادية كيف كان المعلم معلم اللغة العربية/ حصة درس الأنشاء, كان ينبهنا الى أن العيد على الأبواب وبما أننا سنفرح علينا أن لا ننسى غيرنا من الفقراء فكان يعطينا أفكار تأمل لنستنبط منها مواضيع في حصة الأنشاء ونكتب ومن هذه المواضيع أتذكر عناوينها: (الأرملة في العيد.الأم الفقيرة في العيد. البنت اليتيمة في العيد. الولد المتسول في العيد. المرأة العجوز في العيد. الطفل اليتيم في العيد) هذه المواضيع كانت تحفز فينا روح المودة والمساعدة وعدم التمادي في الصرف غير المعقول لأن معظمنا كنا أبناء عمال. أسأل نفسي قبل أن أسأل قرائنا الأعزاء, أين أصبحت تلك الأيام؟ هل طوتها صفحات الماضي؟ أم شطبناها من مفكرتنا؟ أم انزلقت من ذاكرتنا وكما قال الأخ الكاتب تيري كنا:(أن ذاكرة العراق مثقوبة) التي صارت تخر منها كل الأرقام والتواريخ والمستندات والشواهد و..و.. وكأنها اليوم لم تكن بل وكأننا لسنا أبناء أولئك الأباء ولا تلاميذ أولئك المعلمين حتى أصبحنا وكأننا لم نولد في تلك الأيام. هل ذهبت عنا تلك الأيام وغابت سجلات تأريخنا؟ مدرسة فيها كنا طلبة ولنا معلمين وأمهات وقسيس . أين صارت تلك الأيام الجميلة من سفر تأريخ العراق؟ هل أنزلقت؟ كما أنزلق الأشوريون من ذاكرة العراق لينقلبوا بين ليل وضحاها الى جالية؟!!!  لماذا صرنا لا ننظر ولو مرة الى الوراء على الأقل تفحصا لمحفظة نقودنا هل لازالت في الجيب الخلفي للبنطرون الذي نرتديه! لماذا صرنا نسمح لذاكرتنا أن تنزلق منها كل الدروس والعبر والذكريات الجميلة وحتى أفراح العيد. لماذا لا نقف هنيهة لنتذكر تلك الأيام التي فيها (دروس الأنشاء) لذلك المعلم ووعظة لذلك القسيس وقبلة من أمنا الحنونة. المعلم يعطينا فكر تأمل في كيفية استنباط الفرح من الحزن, والجود من العوز. والقسيس يوعظ عن المحبة والتسامح.وقبلة من تلك الأم الحنون على خدينا ونحن ذاهبون الى المدرسة؟اذا دعوا اليوم كل واحد فينا ليقف هنيهة ويقدم التهنئة بالعيد الى العراق. أيامك سعيدة يا وطني العزيز.. جفف دموعك بمنديل من مناديل (بابا نوئيل) فأنت تحتاج منه الى منديل ولتبقى الهدايا الى الأطفال أطفالك يا عراق الذين حرموا لسنين طويلة من الهدايا لأن الساعة قد حانت لكي يعرف أطفالك كل شئ عن العيد ومغزاه. دعنا يا عراق اليوم نستنبط من الماضي ومن ذلك المعلم ومن ذلك القسيس ومن كل أم من أمهاتنا الحنونات.دعوا الحنين يشدنا الى تلكم الأيام متمنين أن تعود ولو لمدة تعادل مدة درس (حصة الأنشاء) ونسمع من ذلك المعلم كلمة مفرحة عن العيد. وأعلم منه هو المعلم الأعظم يسوع المسيح له كل المجد,لكي نقدر أن نعلم أطفالنا دروسا من تلك الدروس, في المحبة والمودة وحب الوطن وحب الأنسان للأنسان مهما كان معتقده لأن العيد على الأبواب.. دعوا أطفالنا يعرفون العيد عن كثب.. دعونا نشرح لهم عن (بابا نوئيل) ونطلب منهم أن ينتظروه في ليالي أعياد الميلاد ليأتي لهم بالهدايا...دعونا  نحتضن بعضنا البعض لأن العيد على الأبواب...ودع القسيس يشرح لأطفالنا عن المحبة والتسامح وعن الأنتظار لكي ينتظروا العيد وأفراحه.. وهنا يثأر سؤال: هل ينبري غني أو ثري عراقي ويحل محل (بابا نوئيل) ويضحي نسبة من أرباحه لتكون هدايا الى أطفالنا أطفالك يا عراق؟ لأننا لو طلبنا أن يحل أي رجل محله فأنه سيقول: من أين لي الفلوس لكي أشتري بها هدايا للأطفال. أترك الجواب للقراء الأعزاء,لأن العيد قد طرق باب دارنا. لطفا الجواب.         
 
المحامي/مارتن الشمديناني     

53
لطفا تنحوا جانبا!
     ليس من الصعب أن نسعى من أجل تحقيق اجتماع لكل رؤوساء دول العالم بجزيرة ما وسط بحر ما وليس كما هو معهود أنعقاده في مقر الأمم ألمتحدة. هل سأل أي رئيس لا على التعيين أحد أقرانه سؤالا مفاده: من هو رئيس رؤوساء دول العالم؟ قد يستعجل الأمر أو يسبق الأمور رئيس من بين الرؤوساء الذي أعتلى كرسي الحكم بأسلوب ما ودون خبرة سابقة لديه ـ ومثل هذا الرئيس كثيرون في قرننا الحالي ـ فيجيب على الفور: السكرتير العام لأمم ألمتحدة هو رئيس رؤوساء دول العالم!
ليست الغاية في موضوعي هذا أن أبين من هو رئيس هذا العالم؟ لأنه معروف. بل الغاية أن يتحقق الأجتماع المراد أعلاه ويدعى اليه كل رؤوساء دول العالم, بشرط:
1ـ حضور رئيس كل دولة شخصيا.
2ـ عدم جواز الحضور بالأنابة.
     أنعقد الأجتماع في جزيرة..... وسط بحر الـ..... تحت شعار: (لنضع أفعال الرؤوساء عبر ألتاريخ في الميزان). بدأ الأجتماع ليبدأ الرؤوساء الواحد تلوى الاخر بالقاء الكلمات والخطب (الشعوب الفقيرة تحتاج الى خطب لتنسى بها جوعها!!), بينما الفضائيات ومحطات التلفزيون والأذاعات حاضرة لتهب الحكومية من بينها قبل الأهلية الرخيصة بنقل خطب وكلمات الرؤوساء لتبقى تعيدها وتكررها لأيام وربما لأسابيع وهي تكيل المديحة لهذه الكلمة ولتلك الخطبة وتعقبها أو تسبقها بأنشودة وكأنها كلمات أنزلت على الشعوب من السماء وعلى أثرها ينبري الأنتهازيون كتاب, شعراء, كتاب أغنية, مخرجو برامج تلفزيونية, مخرجو أفلام تلفزيونية,ممثلو أفلام كارتون... لما لا والرئيس هنا صار بطلا بخطبة واحدة ألقاها في جزيرة واق واق.
     الرجال عبر التأريخ بشكل عام والرؤوساء بشكل خاص حكموا الشعوب في العالم,بالسيف.. و.. بالحديد والنار.. و.. بمختلف أشكال الاضطهاد. رؤوساء أعتلوا كراسي الحكم بمختلف الأساليب الغير شرعية ومنها على سبيل المثال, الثورة, الأنقلاب العسكري, الأنتخابات الصورية ..وعملا بمبدأ ميكافيلي (الغاية تبرر الوسيلة). واستلم الرجل الحكم وأول شئ عمله تحول من بيته المستأجر ببدل أيجار شهري وقبل أن يتحول الى القصر الرئاسي قام ببيع أثاث بيته (الطريقة الأولى لأدخار المال) ودخل الرئيس الجديد القصر الرئاسي, وأول قرار أتخذه هو تشكيل الوزارة, وتشكلت الوزارة ومعظم الوزراء من الذكور, وليس غريبا أن تمنح حقيبة وزارة المرأة الى السيد.....
     لاشئ للمرأة وكأنه حق مستورث للذكور بسلب حقوق المرأة وكأن الوزارة من حق الرجل وليس للمرأة حق يذكر وكأن للوزارة نقص أو فراغ لايمكن ان يكتمل أو يشغل ألا بذكر.ولو امرأة من بين النساء سألت أحدهم عن سبب مايجري فينبري رجل ما وعلى الصفحات الاولى لجريدة ناطقة بأسم الحكومة وما يلي: الوزارة أنثى والأنثى من حق الذكر لأن المرأة ملك للرجل أذن الوزارة قرينة للوزير, الوزير تزوج الوزارة. وزارة ووزير وقرارت  وشن الحرب على أي دولة, بل هذا تراه من على شاشة التلفزيون مختلف شعوب العالم بينما رئيس أحد الدول في العالم وقد أستلم توا منصبه الرئاسي فيوجه خطابه الى أبناء شعبه وهم يحلمون تواقين الى كل حق حرم منه على مر السنين واليوم قد تبدل رئيس حل محل القديم (بأسلوب ما) هو في رأسه الكبير أمر ما والشعب يحلم بأمور كثيرة, هو في وادي وهم في وادي آخر, لأن بيت القصيد في خطابه الأول هو: صناعة الأعداء, التهديد والوعيد حتى لأبناء الشعب وخاصة القوميات الصغيرة, التفاخر بالجيش وحجمه وقوته. هذا هو أمر الرؤوساء وهذه هي سياسة الذكور على مدى التأريخ, فلم نسمع أو نرى رئيسا يدعو الى السلام, المحبة والتأخي بين أبناء شعبه, الرفاهية, رفع الظلم, رعاية الأمومة, الأهتمام بالطفولة (يحكى أن جنينا عراقيا في رحم أمه كان يحلم بأنه أذا ولد فأنه سيجد أمامه نوعين من الحليب احداهما أبيض والأخر أسود, أفطم الرضيع عن الحليب, ترعرع وصار يذهب الى الروضة وسمع لمرات عديدة عن الذهب الأسود ولم يكن أمامه الا أن يسأل أمه عنه, فأجابته: الحليب الأسود ليس هو من حصتك يا بني بل من حصة الكبار فقط!!) واعادة جميع حقوق المرأة المسلوبة من قبل الرجل, المرأة التي هي نصف المجتمع والتي تعمل 24 ساعة في اليوم. هل سمعتم رئيسا يدعو الى السلام؟ سمعناهم يتباهون بالحروب والمعارك والسلاح (سباق التسلح في العالم, الحربين العالميتن, الحرب الباردة, السلاح النووي,الارهاب). لو سأل رئيس من بين رؤوساء العالم, نفسه ماذا قدم السلف وماذا يقدم الخلف لأبناء شعبه؟ لفضل أن ينزوي في غرفة في ذلك البيت الذي كان يسكنه وعائلته ببدل أيجار قبل أن ينتقل الى القصر الرئاسي.
     لاجواب على لسان أي رئيس من بين الرؤوساء لأي سؤال يطرح عليه من أبناء شعبه وكأنه ليس من بينهم ولا من أبناء جلدتهم : أنه الرئيس (أنا الزعيم ـ عادل أمام) وكأن الرئاسة باقية (لو دامت ما وصلت) أن بين أبناء الشعوب ورؤسائهم ,صناديق الاقتراع وفوق هذا وهؤلاء الله الذي منه نستمد الأنصاف والعدل والمساواة وهو الذي خلق الأنثى والذكر ولكن وأسفاه على الذي عمله الذكور في مجتمعاتنا على معظم فترات التأريخ فبعد أن سلبوا المرأة حقوقها الطبيعية عملوا على ترسيخ فكرة وثقافة (الاولوية لأنتخاب الذكر). فالذكور قبل الأناث يهرعون الى صناديق الأقتراع لأنتخاب الذكور, لاأناث مرشحات وأن وجدن 0%. ينتخب الذكر فيعتلي المنصب وأول شئ يعمله (فردا كان أو حزب) يرمي بكل وعوده التي أعطاها للشعب قبل الأنتخاب, الى عرض الحائط, ولايبقى عندئذ للناخبين سوى (اللطمية). ماذا قدمتم أيها الرؤوساء لأبناء شعوبكم بينما نسب الاضرار أدناه تزداد: البطالة, الفقر, الأرهاب, أولاد الشوارع, المعوقين, المرض, الفساد بأنواعه, أضافة الى الحروب والمعارك.
     أنعقد الأجتماع لكل رؤوساء العالم في تلك الجزيرة وسط ذلك البحر ليخرج معظمهم وقد (اتفقوا على أن لايتفقوا). اتفقوا على جدولة الحروب وصناعة السلاح وتصديره واستيراده والحفاظ على الفساد بأنواعه والفقر وو... وابقاء المرأة مسلوبة الحقوق من الرجل. اتفق كلهم ضد المرأة. أتفقوا متكاتفين لحماية كراسي الحكم فجندوا أبنائنا فلذات أكبادنا جنودا لحماية كراسي حكمهم. غايتهم ليست فقط حماية الكرسي في مكانه بل الذهاب الى أبعد ولو اقتضى الأمر الذهاب بجيش جرار الى خارج الحدود اذا أحس أي رئيس بأن كرسيه مهدد وكأنه باقي بقاء الدهر ولو كان هذا صحيحا أين أصبح مصير من قبلهم التتار, هولاكو, المغول, شاهنشاه, الدكتاتور صدام. لماذا لايتعظ البعض من بعض؟ماذا حصلنا نحن النساء مما قدمه الذكور لنا عبر التأريخ؟ ولو وضعنا أفعالهم عبر التاريخ في الميزان فلا نجد فيها الا الأضرار ليس فقط بالشعوب بل حتى بالطبيعة (ثقب أوزون).
     وانتهى ذلك الاجتماع في تلك الجزيرة وسط ذلك البحر وليخرج معظم الرؤوساء ليجدون قبالتهم كل نساء العالم وقد احتشدن خارج قاعة الأجتماع وهن يرفعن لافتات للمطالبة بحقوقهن...فجذب نظري لافتة مكتوب عليها: لطفا أيها الرجال تنحوا جانبا.

جيني كتولا

54
خاطرة
(وداعا أيها الشاعر الآشوري)


نم يا سركون بولص فنومك على رجاء القيامة
نم أيها الشاعر الآشوري
نم وأنا أجزم بأنك لم تنم في كل مشوار حياتك كما تنام الآن
فالمنفى لم يكن لك مسكنا بل سجنا مفتوح الأبواب لأن لا مسكن
للشعراء الا الوطن ووطننا ليس كأي وطن
من بين الأوطان أنه العراق.
 أيها الشاعر الآشوري
لم يسنح لنا الدهر باللقاء على الرغم من
أننا وقبل أن تنام على رجاء القيامة اجتمعنا في تسعة !! ولكن وآسفاه ففي:
الأولى منها
افترقنا وعن رضى!! أنا فيها لم أزل منتظرا وأنت فيها راحل بحكم الرب.
وأما في الثانية ـ  فهي الحبانية ففيها  مرتع طفولتنا.
وأما في الثالثةـ فمدينة كركوك فيها أيام حداثة الصبا  وربيع الشباب.
وأما في الرابعةـ فهي التسمية  فأنت تدعى سركون وابني البكر هو سركون.
وأما الخامسة ـ فهي الآشورية قوميتنا.
وأما في السادسة ـ  فهوالعراق وطننا.
وأما في السابعة ـ فهو المنفى حيث نفينا في ثلاث :1ـ  في الحياة لأننا مسيحيين 2ـ عن الوطن لأننا آشوريين و3ـ في مختلف بقاع العالم لأننا عراقيين.
وأما الثامنة ـ فهوالأدب فأنت فيه شاعر وأنا قاص.
وأما في التاسعة ـ  فهي أحضان المسيحية فأنا فيها على قيد الحياة وأنت فيها فضلت النوم على رجاء القيامة بشفاعة مخلصنا وفادينا يسوع المسيح "له كل المجد".
نم قرير العين .نم مرتاح البال .
نم فمن بعد اليوم لن تتألم لأنك ترى  (الأمة) وهي ممزقة مشردة.
 والمسيحية وهي مهجرة قسريا.
 والوطن وهو ينزف ما تبقى من دمه عبر أنابيب تصدير البترول.
نم ولسان حالك يقول لكل زملائك الادباء:
 وداعا والى الملتقى وفي ثلاث:
الاولى ـ الملكوت,وطننا السماوي.
الثانية ـ أحضان شفيعنا ومخلصنا الرب يسوع المسيح”له كل المجد”.
الثالثة ـ الذكرى فكل الأدباء في الذاكرة محفوظين.


نم وأنا باسمك أطالب والآن السادة الأعضاء في (مجلس محافظة كركوك) بان يقيم لك تمثالا فيها حيث أيام صباك وبداية شبابك.

حرام عليكم ينفى(بن بولص)مرتين.مره وهو حي وميت مره
الشاعر وان مات وبالقبر انسجن لكن تبقى روح حمامة حره
انظلم بالمنفى لا تظلموه يا مجلس المحافظة اعرفوا زين قدره
شاعر آشوري وعراقي  ومن كركوك مات بالغربه يا حسره

الآشوري محد انصف بالحياة يا أهل كركوك ابمماته انصفوه
انحتوا تمثال لأبنكم الآشوري حتى يومية ابكركوك اتشوفوه
عنكم بعيد(بن بولص) بالمنفى انفى يا ناس في مماته لا تنفوه
هوكتي بيكم أهلنا في كركوك أن ابنكم الآشـــــوري ما تنسوه

المحامي/مارتن الشمديناني

55
المنبر السياسي / الجار قبل الدار
« في: 19:41 24/10/2007  »
الجار قبل الدار

   مقولة يرددها العراقيون ولا زالوا (الجار قبل الدار) ويطبقها معظمهم حينما يقدم أحدهم على استئجار بيت وبالذات عند الشراء تملكا,فانه يسأل أولا عن الجارين اللذين على اليمين وعلى اليسار وأحيانا أخرى أبعد من هذين...ولكن الذي نعرفه أن أمريكا لم تستأجر أو تمتك العراق!!
   منذ 9 نيسان 2003 والعراق مغلوب على أمره, واستنادا الى (قانون الأحتلال) تم تجريد العراق من كل صلاحياته القانونية ليتم توكيل الوصي (أمريكا) على أمره (نظام الوصايا الدولي القديم),وبعد أن كسى السراب طريقه لجأ الى دول الجوار لعله يجد حلا عندهم! حتى ذهب الظن به الى أبعد من حدود الواقع فأعتبر وفق حساباته المرحلية وحسب خريطة الطريق (من شرق العراق والى غربه ومن كوردستان والى جنوبه)بأن مفتاح حل مشكلة العراق هو لدى دول الجوار!من بعد أن استصعب ان لم يكن قد استحال الحل لديه. 
   قبل فترة أفصحت أمريكا بأن لها رغبة بعقد اجتماعات مع دول الجوار بشأن معضلة العراق, وينعقد الاجتماع خلف الاجتماع وليكون حضور العراق الى هذه الاجتماعات بصفة مراقب!!شئ عجيب المشكلة هي تخص العراق وحضوره في الاجتماع بصفة مراقب يعني لا حق له في ابداء رأيه أو التصويت لو تطلب الأمر تصويتا.الاجتماع هو كما نعرف بشأن الارهاب.هل سألت أمريكا نفسها من هو سبب الارهاب في المنطقة؟ أظنها تعرف لكنها تطبق المبدأ العرب القديم (خالف تعرف)أو كما يقول المثل الشعبي وباللهجة العراقية الدارجة (تعرفها وتخلفها)لأن العراق لم يكن سببا للارهاب في المنطقة وأن الارهاب الذي خرج علينا بعد السقوط وكأنه جيش عرمرم يجتاح بأسلحة اللاضمير ويقوم بكل هذا القتل والذبح والتفجيرات وقتل الأبرياء من أبناء شعبنا العزل والتصفية على الهوية وتخريب اقتصاد البلد...هل سألت أمريكا نفسها من هم وراء هذا الارهاب في المنطقة؟ اذا لماذا ركوب الرأس والذهاب بحقيبة مشكلة العراق والجلوس حول طاولة الاجتماع مع دول الجوار.
   وتعود أمريكا وعبر طرف ثالث تسأل عن أسباب تأخر عقد الاجتماع,وهي على علم مسبق بأن تأخر أو تأجيل عقد الاجتماع هو انشغال دولة من دول الجوار بأمر ما,ضاربة الى عرض الحائط كل مواعيد الاجتماع..فتختلط الأوراق وتتبادل الكراسي من حول طاولة الاجتماعات وتحدث دربكة على الحدود,فاحداها تفتل عضلاتها وأخرى تقصف وأخرى تسد منافذ العبور فتتخربط الخطة ليتأجل الاجتماع لتتزايد على أثرها وتيرة الارهاب لتبقى أبواب ومنافذ الحدود مفتوحة على أكثر من مصراعيها لكل قادم جديد بجواز أو بغيره,أما العراقي فعليه فقط العبور بجواز رسمي ,لأن العراقي وحده يجب أن لا يُزَور لأنه مرفوع الرأس كما كان أيام نظام الصنم يمشي وينظر الى الفوق ليتفحص (الخط والفسفورة )في الأوراق النقدية المطبوعة أنذاك في مطابع حسين كامل وعدي وقصي و..و!وهذه كان عندها مطابع تطبع فيها أوراقنا النقدية أنذاك وتصدرها مع (القجغجية,تجار البسطية,مختلف المهربين)الى داخل السوق العراقية!!هذا هو تأريخ اسلوب تعامل دول الجوار مع العراق وشعبه.فلا هم في أيام حكم نظام الصنم أصدقاء لنا وهم اليوم وكأنهم أعداء لنا.ولو أجهدت أمريكا نفسها قليلا وعادت وقلبت صفحات التأريخ لقرأت عن كثب ولعرفت عن قرب وبالدليل القاطع من هم دول الجوار للعراق,ولو أجهدت نفسها أكثر وعادت وقلبت كتب التأريخ لهذه الدول مع العراق لشاهدته كشريط سينمائي (كان هذا الشريط موجودا في كل المتاحف العراقية الى أن طالته أيادي الحواسم)غزوات وهجمات,تتار,مغول,برامكة,سلجوقيين,بويهيين,الخروف الأسود ومثله الأبيض,ووو والله يساعدك يا عراق كم تحملت.
    أما التاريخ الحديث,فبعد الاحتلال البريطاني وما عانيناه,ولم نلحق لنتنفس الصعداء في 14تموز1958,حتى ظهر نمط الثورجية في الحكم ,والانقلابية وووالأقلام الانتهازية (الرئيس ملك وأفراد الشعب عبيد)تُملك العراق للطاغية وعلى سبيل المثال لا الحصر وضعت صورته على خارطة العراق وكأنه ختم دائرة التسجيل العقاري,فصار كل شبر في العراق ملكا صرفا للطاغية وما يعطيه للشعب هو(مكرمة).فليس الاحتلال بالجديد على العراق فلقد عرفه وبكل أشكاله ومنه الاحتلال البدوي الذي قدم على العراق (بلاد بت نهرين) والذي أصبح فيما بعد مصدرا شرعيا للايدلوجية البعثية العفلقية في بداية السبعينيات من القرن الماضي لتطبيق سياسة التعريب في نسخ القوميات وفي مقدمتها القومية الآشورية,واحتلال الأشقاء!حيث فتح النظام البعثي الشوفيني أبواب الحدود وعلى مصراعيها أمام جيوش من اللاشقاء المصريين والفلسطينيين وكل من هب ودب من الدول العربية ليغزو بهم مدن وأقضية ونواحي وجبال ووديان ومزارع وسهول العراق.
    من نفع العراق من دول الجوار لكي يجلس (الوصي) على العراق معه على طاولة المباحثات في كيفية القضاء على الارهاب؟ولو كلفت أمريكا نفسها وسألت أي عراقي لا على التعيين سواء أكان آشوريا أو كورديا أو عربيا أو..أو..من كوردستان والى الجنوب عن رأيه في الاجتماع أو التحاور مع دولة من دول الجوار لكان جوابه بالاستهزاء قبل الرفض ولسمعت الطفل العراقي يقول:أمريكا أمريكا قولي لجارتنا تركيا خلي اتصفي نيتها ويه أبويا العراق  !اذا لو كلفت أمريكا نفسها وأصغت لمرة واحدة لما سيقوله صوت الوطنية وعلى لسان أبتي العراق, لسمعته يعلن قائلا  وبالحرف الواحد:لا جيرة مع جار ما دام الجار قبل الدار..
المحامي والقاص ـ مارتن كورش

56
يا عراق الى من نذهب...؟

 

تعلمنا نحن العراقيين وحسب نمط حياتنا واسلوب تربيتنا وطريقة ترعرعنا , ان نستشيرغيرنا اذا وقعت لنا مشكلة , فنتشاور معه او معهم غايتنا الحصول على الحل الصحيح والامثل لتلك المشكلة . واحيانا نسأل الغير مستشيرين اياه في اختيار امر يهمنا عائليا , مثلا : حياتنا , مستقبلنا , اولادنا ومستقبلهم , بناتنا ومستقبلهن...الخ فنتحاور ونتناقش معه او معهم اخذين بنظر الاعتبار طول خبرته في الحياة ومصداقية نصيحته ووضوح ارشاده في خصوص المشكلة المعينة , ودون ان نلغي افكارنا ونشطب فهمنا للامر الذي نتكلم بشأنه , الى ان نصل الى القناعة اخذين بنظر الاعتبار اسوء الاحتمالات او النتائج . فمثلا اذا اراد شاب معين ان يخطب بنتا من بناتنا , فترانا بعد ان نوافق عليه

مبدئيا من ناحية المظهر والهندام وطريقة الكلام والتعامل وفق اصوليات المجتمع واحترام الغير داخل حدود الاسرة وخارجها ... يأتي دور الام لتقوم بالبحث والاستقصاء عن هذا الشاب المتقدم (لاخذ يد ابنتنا) والسؤال من الجيران والاصدقاء والاقرباء وحتى من صاحب الدكان الذي يعطينا حصة التموين كل شهر (لا اعلم متى نخلص من اخر مخلفات النظام الصنم وهي البطاقة التموينية) عن كل مايخص ذلك الشاب : اخلاقه بشكل عام , كيفية تعامله مع والديه واشقائه وشقيقاته ومن من حوله ... وهكذا الى ان نرد الجواب بالايجاب ليتقدم رسميا ليخطب ابنتنا .

لحد اليوم ومنذ 9نيسان 2003ومشكلتنا تكبر وتتوسع ولاتنحسر او تصغر ان كانت لاتتلاشى جذريا ,فما عادت القيادة قادرة على وضع حل لمشكلتنا فبين فترة واخرى صارت القيادة تخرج علينا بخطة امنية الغاية منها حفظ الامن واستتبابه , تعددت الخطط وتنوعت فتعددت اسمائها اما الحلول فتلاشت .كبرت أيها العراقيين مشكلتنا ليأفل عنها نجم الحل وينقلب قمر التفاهم الى هلا لاللاعيد,ليتسيد الارهاب العراق قابضا على رقبته وكأنهما في حلبة مصارعة غاب عنها حكمها...تسيد الارهاب بدأ من حلبة المصارعة حتى ارتعد الجمهور خوفا فهرع هاربا ...نحن ايها العالم ذلك الجمهور الذي (مع كل الأسف) ولى هاربا من العراق...لماذا ؟ لأن لا أحد من بين القيادة في بغداد فكر كما كان أهلنا يفكرون يوم كانت تحل المصيبة. اذا ما هو الحل؟هل نعود(وفق الخيال السينمائي الحديث فنعبر الزمن رجوعا) لنوقظ من بين ركام التأريخ الرجل الاول في القانون الحاكم حمورابي (رابي خمو) ليحل لنا مشكلتنا , مصيبتنا, فهذا القانوني صاحب الالواح القانونية , كانت كل الشعوب التي تحت راية دولته اذا ما اصابتها مشكلة ما فأنهم يلجأون اليه... مات الرجل ولكن قانونه لم يمت بل صار من بعده مصدرا للقوانين ودستور حكم للذين اعقبوه من الحكام . فتوالت العصور وتعاقبت الاجيال وضعفت خلالها الحكومات فأنبرت على الساحة دويلات وامارات ليظهر الامراء واقل منهم الشيوخ كل على رأس عشيرته , ورؤساء طوائف , صار كل واحد من هؤلاء يحل مشكلة رعيته بل احيانا يساعد الحاكم او الملك  في مجريات الحكم هذا ان دل على شئ انما يدل على مدى ضعف الحاكم انذاك . فما كانت باليد حيلة للرعية الا ان تسأل الشيخ ليحل لهم مشكلتهم , فهذا الشيخ في تلك الولاية واخر في ولاية اخرى داخل حدود العراق كل مسؤول امام الوالي او الحاكم عن رعيته . هذا كان نمط التدرج الحياتي والمعيشي واللاوظيفي متناسقا مع اسلوب الحكم من اجل السيطرة على مجريات الحكم في الدولة . كبر العراق وازداد نفوسه وكثرت خيراته وثرواته ومقابلها ازداد المواطن فقرا ان لم يمكن متقعا , فظهر في الساحة حكام حكموا العراق وشعبه بالنار والحديد ... وانتهت تلك الفترة المظلمة من تاريخ العراق لتنتهي بعدها فترة أخرى نازهت ال 35 سنة , لتتنفس الرعية الصعداء وليقول لسان حالها: تخلصنا من الدكتاتور صدام . سقط النظام نظام الصنم وما كانت الرعية تتصور بأن كل ما اعقب الطاغية صارمصيره السقوط . يا ترى هل سقط كل شئ ؟ نحن نعلم ان الصنم ونظامه فقط سقطا وليس من الصحيح أن يسقط ما اعقبهما . حيرة هي يا عراق ! الى من نذهب ليحل لنا مشكلتنا , ليدلنا ولو الى شيخ حتى لو كان شيخ عشيرة صغيرة,فلعله يرشدنا ما دمنا لم نقوى على ايقاظ الحاكم (رابي خمو), ولم نجد لحد الان من ينقذ رقبة العراق من بين يدي ذلك المصارع (الارهاب) ليعود ذلك الجمهور الى مقاعده(بيته) فيحس بأن العراق لم يسقط لأن نظام الصنم قد سقط ! لن يسقط العراق وان سقط الطاغية...ولكن هذا لا يشفي غليلنا ولا يقدم ان لم يؤخر!لأن رقبة العراق لا زالت بيد الارهاب ولا معين ولا منجد ولا مدافع...ما رأيكم هل نذهب الى الجامعة العربية ؟ أم الى الأمم المتحدة ؟ أم الى دول الجوار؟ حيرة هي ايها العراقيين, الى من نذهب ؟ الو نعم من معي على خط الهاتف ؟ تفضل اخي . انا عراقي لاجئ سياسي متجنس في اميركا , منذ  الثمانينات من القرن الماضي قد تركت الوطن , وصدفة فتحت التلفاز لاشاهد  برنامجكم .. ان الذي اعرفه ان الجيش الامريكي قد جلب لكم الديمقراطية فلماذا لاتتبعوها اسلوبا في حل مشكلتكم ؟ ثم الى متى تبقون متمسكين بالنظم العشائرية فتتابكون شيوخكم ليعودوا لكي يحلوا لكم مشكلتكم , عجيب امركم شرتونا من العراق   ولحد الان وانتم لم تتغيروا , من امريكا ارسلنا لكم الديمقراطية كمنهج في الحكم وانتم رميتم بها عرض الحائط .

 استاذي الكريم لم يسبق لي التعرف عليك ولم اسالك كيف حصلت على رقم موبيلي مع ذلك  أصغيت لرأيك لا لشئ سوى لأنك عراقي . منذ زمن وانت قد تركت العراق وحاليا انت متجنس بالجنسية الامريكية لا ضرر في هذا لأنه حق حرمنا منه الطاغية, ولكنك انت الآخر لم تقدم لنا حلا وان كانت  لك مساهمة في ارسال الديمقراطية الينا!! شعب تم ظلمه 35 سنة لم يعرف فيها الديمقراطية فكيف تريدون منه ان يمارسها وهو لم يستخدمها حتى في احلام يقظته ! فهل تريدون منه ان يمارسها تحت افواه البنادق وبين شظايا السيارات المفخخة او تحت السكاكين المرفوعة على رقاب الابرياء من العراقيين للذبح . لم يقو اي احد لحد الان ومنذ 9نيسان 2003 على ان يقدم حلا لمصيبتنا نحن العراقيين على الرغم من اننا بدأنا ومارسنا الديمقراطية يوم ذهبنا الى صناديق الاقتراع وأنتخبنا مرشحينا الى الحكم وقلنا ستحل مشكلتنا وسيقضى على الارهاب والارهابيين وسيستتب الامن وسيعم السلام الوطن , ولكن كلها صارت هباء في شبك لتبقى مشكلتنا دون حل.ما هو الحل يا ترى؟هل نبقى هكذا مختلفين (الواحد بينا يأكل بللحم الآخر)؟ام ننتظر(رابي خمو) لينهض من نومه ويحل مشكلتنا؟ام نهج من العراق وهذا الذي صار!!مع كل الاسف,هربنا وتركنا العراق مقبوضا عليه من قبل الارهاب في حلبة للمصارعة,وهذه المرة الكل ضده:الحكم والجمهور.

من ينصفك يا ابتي العراق؟المحتل أم الأشقاء أم أم أم شعبك؟ واخلص شريحة في شعبك هذا هم الآشوريين المسيحيين,الذين لا يؤمنون بلغة السلاح واليوم لا لغة الا لغة السلاح ومن بينها الذبح الاسلامي ومن الوريد الى الوريد, وهؤلاء غلبوا على امرهم وعاشوا مسالمين كل العصورناهيك عن عصر الدولة الآشورية,فالمسيحيين لم يرضخوا للاجنبي ولو كان يجمعهم معه دين!!اذا ما عاد لك يا أبتي العراق اي احد لنذهب اليه ونجد عنده الحل. الو الو من معي على الخط تفضل ؟ انا العراق ! واذا بي ودون ارادة مني نهضت احتراما لابتي العراق وانحنيت بقامتي وقارا له واذا به يكلمني بصوت هادئ قائلا :

ـ ثق ثق وصدق يا بني لن يتقدم احد لكي يقدم لي ولكم حلا لان الكل كان يتمنى ان اسقط .النظام الصنم هو الذي سقط اما انا العراق فلن اسقط وان كثرت جراحاتي وسالت دمائي مع ذلك لن اسقط.

فقلت له :

ـ يا ابتي العراق اننا واثقين بأنك لم تسقط لكن الى متى تبقى انياب الارهاب تنهش بلحمك ؟

واذا به يجيب جازما وبصوت جهوري :

ـ اسمع ما اقوله لك , لكي تجدوا لي حلا هو ان تجلسوا حول مائدة واحدة بكل اطيافكم ومللكم وقومياتكم وبحسب اديانكم متذكرين انكم ابنائي ابناء العراق . فأعلن ايها العراقي الان موعدا للاجتماع فلقد طفح الكيل.....

 

المحامي والقاص
مارتن كورش

“Martin korish”<martin.lawyer@yahoo.com>

 

57
المنبر الحر / ......هاي هي ال
« في: 01:01 14/09/2007  »
......هاي هي ال

هكذا يقول معظم الشرقيين (المتجنسين قبل المقيمين) عن أي شئ يبدر منهم حتى لو كان عن قصد أو بغير قصد أو امتناعا عن أي عمل خير فيقول قائل من بينهم : ها ي هي ال...... لو متعرف ! فلا أحد من بينهم يدعو أحد ولو لمرة واحدة وعلى فنجان قهوة. وعلى عكسهم أهلنا في العراق ولازالوا , بل وحتى في قمة سنين الحصار كنا نقدم الدعوات بعضنا لبعض ونقول :( يا فلان تفضل معي الى البيت وما موجود ..... وربك يزيد ويبارك) . أيام كان معظم هؤلاء يأتون من أوروبا ودول المهجر الى العراق أو سورية أو الأردن ليخطفوا بناتنا ومعظمهن رأيتهن في أوروبا ان لم يطلقن فهن غير سعيدات ومن بينهن من طلقت بعد ليلة الزفاف بيوم واحد أو يومين على الأكثر أو منهن من طلبت الطلاق لحظة وصولها الى البيت الشرعي الذي أعد مسبقا لغيرها..... وقد علمت عروستنا هذه من دون قصد ولكن لحظة وطأت قدمها عتبة الشقة انزال عن عينيها الغشاء فعلمت بأن هذا البيت الشرعي ليس لها,فتراجعت وكلها خيبة أمل لتسمعه خلفها قائلا: هاي هي ال...... يا امرأة ! لو م تعرفين؟ ماكو شئ بالبلاش.

لذلك أي شئ تسأل عنه أو تطلبه فلا يلبى لك فمعظم هؤلاء أولا ثم أولا متراجعين عن تلبية طلبك متحججين بنفس المقولة أعلاه وكأنها مبدأ أو معتقد أو عادة وجدوها في بلاد المهجر يوم وصلوه ...

هذه المقولة أصبحت مطية يركبها أي واحد منهم من دون أن يدفع ولو (سنت) واحدا . واذا حدث وقدم أحدهم خدمة لك وأنت قادم جديد لاتعرف التء من البء وبعد ان تشكره يجيبك بجفاء : هذا أنا قدمته لك اما الاوروبي لن يفعله ! والعكس صحيح وأرحم منه على العراقي من الشرقي , العراقي تحمل الكثير فترة 35 سنة , جوع وحصار وظلم وبطش ونسخ قومية و..و.. تحمل كل هذا ولم يترك بلده الا بعد أن أقدم الارهابيون واخرجوه من عراقه عنوة وأولهم المسيحيين أهل سلام ومحبة ووئام ومسالمين الذين علقوا اليوم بين مهجرين قسريا في عراقهم أو مشردين في دول الجوار (شلون جار عيني يبوك اللكمة من الحلكك) الارهابيون الذين قلبوا سهل العراق الى ساحة وغى ونهريه الى دماء.

هذا الذي أوصل العراقي حديثا الى دول المهجر لاجئا ويوم وصل  وكله نجاة من فك الارهاب وهو يلتقي شقيقه الشرقي الذي تجنس أو حصل على اذن الاقامة متفكرا بأنه قد وجد عونا له ولكن لسوء الحظ (العون انقلب فرعون) فلا معين له .. لا دليل له .. من أين يجد مترجما له (والترجمة مو بلاش) واحتار هذا العراقي المسكين اللاجئ الى من يذهب ليكون له دليلا في غربته فلا يعرف أحدا وشقيقه الشرقي (المتجنس قبل المقيم) قد تركه , فجلس على مقعد في حديقة أو متنزه وهو يشبك الاخماس بالاخماس ليعود بمخيلته الى أيام ماقبل اللجوء متذكرا كل أيام حياته من الطفولة الى لحظة وصوله الى هذا البلد الاوروبي , فتأخذه ال (صفنة) مدة لتتكسر في صدره الحصرات ليقول لنفسه وهو يقويها ويعيد ترتيب معنوياتها المتشتة بين أزقة وردهات (كمبات) المهجر: الكل تركني في غربتي ... هل لأني تركت أبتي العراق.. العراق أبتي الذي أبكيه في غربتي الذي تركته منزوعا من كل سلاح ليقع بين  ذئاب تنهش لحمه كل يوم لتجلس في الليل حول طاولات...... لتتفق كيف ستشرب دمه في صبيحة اليوم التالي ... واه ياعراق الكل تركك وأنا أولهم.. الكل غادرك ونسي خبزك... الله يعينك ياعراق على كل الذي يجري لك وعليك في يومك هذا...

 وتعود ال (صفنة) بهذا اللاجئ العراقي بعد أن ترك العراق مذبوحا تارة بالسيارات المفخخة وتارة اخرى بكل انواع الاسلحة التي نقصها الضمير ولازال , ليتفكر جيدا في أمره الحاضر قبل المستقبل فيجد نفسه وعائلته وقد احتضنه هذا البلد الاوروبي ليس لأن (له شامه على خده) بل لأنه انسان فقد وطنه وهو ليس مثل غيره ممن فقدوا أوطانهم بل لأن وطنه العراق هو أصل كل الاوطان في العالم هو حضارة مابين وادي الرافدين (بت نهرين) بلاد اشور وحمورابي ونبوخذنصر وبابل واكد ...... فتراه يقف على قدميه وسط ذلك المتنزه ليقدم شكره الى هذا البلد الاوروبي الذي احتضنه.

فيترك المتنزه ومقعده المريح وبعد أن قدم شكره , يتجه الى السوبر ماركت لعله يتسوق شيئا لعائلته وبعد أن يتبضع يتجه الى الكاشير ليدفع قائمة حسابه فيسمع رجلا شرقيا يسأل المحاسب الاوروبي : هل هذا اللحم حلال ام حرام ؟ فيجيبه الاوروبي : هذا لحم بقر. فيسأله ثانية: هل مذبوح على الطريقة الاسلامية. فيتدخل العراقي قائلا : يا أخي الشرقي تسأل عن ذبح البشر ام ذبح البقر؟ ذبح البشر عندكم حلال لالشئ سوى لأنه مسيحي بن مسيحي . وتحرمون أكل لحم البقر أو الغنم لأن الاوروبي قد ذبحه.

ويعود هذا العراقي الى عائلته ليجد شقيقه الشرقي منتظرا اياه امام باب شقته والتي استأجرها منه (بالاسود) ليجري هذا الحديث بينهما :

_ تفضل أخي ؟

_ شكرا

_ تفضل أأمر

_ أريد أن أرفع بدل ايجار الشقة

_ ...هو مرفوع من كاعه موهو الايجار بالاسود ياأخي متشبعون والله عيب عليك مستلم شقة من الدولة وببلاش ومؤجرها بالاسود والمن ؟ لشقيقك العراقي اللاجئ اللي ترك بيته , اجزم انتو والارهاب واحد .

وينتهي هذا الحوار الساخن الى ان يترك أخونا العراقي الشقة ليبحث عن شقة اخرى وكلها بالاسود .

            هذا هو حال معظم العراقيين اللاجئين حديثا الى الدول الاوروبية بالاخص منهم القادمين بعد سقوط نظام الصنم حيث تم اغتصاب حبيبتنا بغداد وهتك عرضها وشرفها واهانة كرامتها لالذنب اقترفته سوى انها في يوم ما وقبل بزوغ التاريخ كانت مدرسة وقبلة للعلم والمعرفة يلتحق بها كل طالبي العلم من الارجاء الاربعة في العالم ليجلس قبالة المعلم حمورابي ,الذي لم يأتي أعظم منه في التاريخ القديم والحديث سوى معلم واحد هو (المعلم الاعظم) ...

            ويجد اللاجئ الجديد شقة ومفروشة ووووب(الاسود) ويجري الاتفاق ونقتبس من الحوار ادناه:

_ اهلا وسهلا ومرحبا بشقيقنا اللاجئ العراقي الجديد!!!

فيجيبه اللاجئ الجديد :

_ يا با سمعنا من هذا الحجي المصفط من أول يوم دخلنا هذا البلد في أوروبا , لعلمك طبعا من الشرقيين نسمعها مو من أهل البلد .

_ اخويا تريد شقة لو تريد تحجي .

_ طبعا أريد شقة .

_ خصم الحجي الشقة (ستدوديو) يعني هول و مطبخ فقط ببدل ايجار شهري مقداره (1000$) ونقدا وعدا ومقدما والكهرباء عليك .

_ اني أريد بس الشقة واقطع الكهرباء لاني متعودعلى ماكو كهرباء .

_ الشقة مع الكهرباء والماء على حساب الدولة .

واستلم اللاجئ الجديد الشقة اعلاه وقبل ان ينتهي الشهر حصل على الاقامة الدائمية في ذلك البلد الاوروبي وكانت فرحته كبيرة جدا .

صار يجول بين مكاتب شركات السكن الاهلية والحكومية ولكن من دون جدوى فبلدية المدينة التي يسكن فيها  ماعاد فيها السكن متيسرا ... لماذا؟؟

الشرقيون الذين لجئوا الى الدول الاوروبية صاروا يبتكرون خططا في الاحتيال واخرها والتي سببت شحة الشقق السكنية هو ادناه :

صار الشرقي يتفق مع زوجته فيطلقان بعضهما امام المحاكم ليستلم بعدها المطلق شقة سكنية , يعني اصبح لكل زوج منهما شقة سكنية لوحده فيؤجران احداهما (مؤثثة او غير مؤثثة) (بالاسود) يعني من خلال السوق السوداء . هذه الشقة التي كانت ستكون من حصة اللاجئ العراقي أوالشرقي الجديد تراها قد ذهبت لتكون من حصة من لا حق له في حيازتها لكنه تفنن حيلة وكما يسميها البعض في الشرق (حيلة شرعية) ...والمتضرر هو اللاجئ الجديد الذي خير أخيرا بين ثلاثة:اما ان يدفع بدل ايجار بالأسود,أو ان يسكن في شمال الدولة الأوربية بمحاذاة القطب الشمالي,وأما ان يعود أدراجه الى......


المحامي والقاص/ مارتن كورش

58
العراقي..من يعينه؟

العراقي انسان ومواطن كغيره من المواطنين في كل دول العالم,وان كان حظه ليس كحظ قرينه الأمريكي أو الياباني أوالخليجي أوالأردني أو على الأقل ليكن حظه كحظ السوري  كأدنى درجة من درجات سئ الحظ وان كان الظاهر للعيان عكس هذا,لأن الغاز والبنزين في سورية أرخص وأجود مما هو عليه في موطن التصدير العراق.
اذا ما هي الأسباب لكل الذي يجري من حول المواطن العراقي وقد تردت مستويات المعيشة لديه ففقدت أرخص عناصرها حتى صار المواطن يتوق الى التخلص من هذا المأزق ولا يقوى,فصار في مخيلته يقلب صفحات تأريخ العراق الحديث ولا يقوى على المقارنة,بل يهرب منها على ظهر حصان أفكاره ناهبا أرض مخيلته نهبا راجعا الى تأريخ العراق القديم لينبهل ويندهش  وهو يرى التتار,أبو عباس السفاح,الحجاج بن يوسف الثقفي,الترك واحتلالهم,الأنكليز واحتلالهم, مختار محلته,الرفيق الحزبي وهو يركض وراءه ليلحقه بالجيش اللاشعبي, صدام وجيشه وحربه مع كل جيرانه واضطهاده لشعبه دون تفرقة و..و.. وأين صار التغيير الذي أتو به بعد 2003
الله يعينك يالعرافي حتى صرت تنظر الى حياتك وكأنها عبء ثقيل على كاهلك. سمعت أحدهم يقول على مسمع من جميع ركاب (الفورت) المنطلق على خط باب الشرجي ... بغداد الجديدة: هو بوش لو يفتهم جان ضربنا بالنووي وخلصنا من هل الحياة! فأجابه راكب آخر: والنفط شلون؟فأجابه:النفط النفط سبب بلوتنا,كورة مالت عسل عدنا ومحد جان يعرف بيها ويوم عرفوا بيها الكل سال لعابه.ادونا من وراء البحار يركضون وكل واجد تنكته بيده ويقول لنا نحن العراقيين:اريد عسل.ونقول له:يابا عدنا نفط مو عسل.فيجيب لاهثا:اي اي نفط!!!!
أعزائي القراء قد يكون هذا المواطن على حق او لا لكنها ا نسان ولو لم يصل به الألم الى هذا الحد لما تمنى هذا الأنتحار الجماعي لنا كعراقيين حلأ للنكسة او المصيبة التى نعيشها كل يوم منذ 9نيسان 2003 , قد يكون هذا رأي معظم العراقيين لأن لا حول لديهم ولا قوة,أن لا بوادر مستقبلية قريبة ولا حتى بعيدة تبشر بقرب انتهاء مصيبتنا كعراقيين , 35 سنة ظلم وبطش وسجون وحروب وابادة ومقابر جماعية ووو... وماذا بعد 2003 ذبح وقتل على الهوية وتفخيخ وتهجير قسري ونزوح وتشرد الى مختلف دول العالم بدأ بدول الجوار( السخرية في احدى الأجتماعات بخصوص اللاجئين العراقيين الموجودين على اراضي الأردن وسوريا,طالب الوزير الاردني  بواحد مليار دولار سنويا كتعويض لها بسبب تواجد العراقيين على اراضيهم لأنهم يشاركون الأردنيين الماء والمحروقات,نسي هذا الوزير الأردني او تناسى بانه اكل ايام الصنم من خيرات العراق ولا زال يحلب من جيوب العراقيين المتواجدين على اراضيه ,الله يساعدكم يالعراقيين( الثور لمن يوكع تكثر سجاجينه).
الله يعينك يا العراقي وكل شئ من حولك صار دمار ونار وشرار ودماء تسيل انهارا بدل مياه نهرينا الكبيرين صار الارهاب والارهابيين يسيطرون على زمام الامورحتى صارت كل الامورتبني للارهاب ضمن واقع مترابط متلازم مع الارهاب.
اذا كان الارهاب متعايشا مع الواقع العراقي المفروض اليوم اذا كيف يمكن التخلص منه؟  من الصعب بين ليلة وضحاها التخلص منه لانه والفساد صارا كالحل والشد في جدار العراق,بل صار الفساد يخدم الارهاب بكل اشكاله وهو ينخر في جسد العراق من أ قصى حدوده الى اقصاها,وقد بدت معالمه بعد السقوط بيومين وحينها بدأ النهب والسرقة لكل محتويات مرافق ومؤسسات الدولة وما لم تطله ايادي هؤلاء الذين يمكن ان يقال عنهم بانهم لاعراقيين,نشروا الخراب بمختلف أشكاله في كل ركن من أركان اي مرفق دون استثناء!!
اعجبني حينها ان احد رجال الدين حينما افتى في قضية احد الناهبين(الحواسم) الذي اراد ان يغسل الاموال التي سرقها بانه يريد ان يزكيها فقال له رجل الدين: لايجوز لك بل عليك ان تاخذ مغفرة من ال26 مليون عراقي لانك سرقت المال العام.
ان هؤلاء اللا عراقيين(الحواسم) يوم لم يقدروا على سرقة ما بقي في المرفق العام قاموا واضرموا النيران فيه,ثم تمادوا ونهبوا ممتلكات القطاع الخاص بل تمادوا اكثر فاقتحموا الكنائس( ولا يسعني هنا الا ان اخص بالذكر الحارس البطل"أبو زياد " من ابناء شعبنا من النازحين من زاخو الى بغداد في الستينات من القرن الماضي الذي حرس احدى كنائسنا في بغداد ودافع عنها بكل بسالة واستماتة الذي تصدى لاولئك الاشرار المسلحين , ببندقيته فيما كانت زوجته تملي له شواجير بندقيته ليخرج منتصرا على اولئك الحرامية بحمايته للكنيسة واثاثها وممتلكاتها الرب يباركك يا بطل).هل انتهت هذه المأساة ام ستنتهي عاجلا ام آجلا؟ لا احد يعلم اين اصبحوا العرافين وفتاحي الفال والفنجان وقارئي الكف والابراج وما اكثرهم هذه الايام على شاشات الفضائيات؟اكيد اثبتوا فشلهم وحالهم ليس بافضل من                                                                                                           أقرانهم امام الملك بحضور النبي دانيال متكلما موحا من الله . انه قدر العراقيين ان يعيشوا غرباء ومشردين ونازحين على ارضهم,ولكن ليست هذه نهاية المطاف لاننا لن نيأس وما موجود الآن هو كما قال رب المجد: (مبتدأ الأوجاع..) وان كان الأرهاب هذا قد اختلط بالفساد وصارا وجهان لعملة واحدة هي الشر الذي صارت خارطة اراضيه تتوسع يوما بعد يوم ولا علامة او مؤشر على قرب انحصاره او توقفه او تحدده او او والعراقي الخَير ينسحب ا لى وديان التشرد والنزوح عنوة تحت قوة سلاح الاشرار المتمثل في التهجير القسري واكثر المتضررين هم نحن المسيحيين(كلدان آشوريين سريان),اتعرفون لماذا؟لأن لنا سلام القلب.
اذا ايها الاخوة من يعين العراقي على بلوته على المصيبة التي وقع فيها هل هو وحده الذي يملك البترول.كنا نتبجح ايام ما قبل الثمانينات من القرن الماضي,ونحن سائحين سواح في مختلف دول العالم نقول لهم بعد ان أريناهم صرفنا الجنوني:(آني عندي بير نفط في حديقة البيت!!) فان كنا قد أخطأنا بل عذرا قد بالغنا بل عفوا قد كذبنا فسامحونا واتركوا كل خيرات العراق ورحمة به وبابنائه العراقيين الطيبين وا نسوا ما قاله السواح من أبنائه ايام ما قبل الثمانينات من القرن الماضي ففي تلكم الأيام من عمرهم كانت ايام عدم نضوج  والمسامح كريم.هل بينكم من مسامح؟ اذا تقدم وأعن العراق قبل العراقي على مصيبته...بس لا تقول اريد نفط لان نفطنا....

المحامي: مارتن كورش
مايس 2007                       

صفحات: [1]