عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - حيدر فوزي الشكرجي

صفحات: [1]
1
مشفى اليرموك .. جناح الموت السريع...
حيدر فوزي الشكرجي
إذا كنت من سكنة الكرخ وقليل الحظ بحيث تصادفك ولادة مبكرة ليلا، لن تجد مكان تلجأ اليه الا مشفى اليرموك – جناح النسائية والتوليد سيء الصيت، فمع خطاك الأولى سينتابك الشك بأنك لست بمشفى أصلا فالوضع أقرب الى سوق نخاسة يديره كفار لا علاقة لهم بالإنسانية.
المشفى ليلا تسيطر عليها العاملات والممرضات مع غياب الأخصائيات ووجود مقيمات لا حول لهم ولا قوة، واغلب هؤلاء العاملات متقدمات جدا في العمر، ولا اعرف أصلا كيف بقوا بالخدمة بينما أجبرت الكفاءات على التقاعد؟
بداية وقرب صالة الانتظار عاملتين تجلسان على عجلتين لذوي الاحتياجات الخاصة المخصصة لنقل المرضى ولا تتحرك أي عجلة دون دفع رشوى لهم، تظهر العاملة الاهتمام أمام اهل المريضة وما أن تتجاوز العربة الاستعلامات تبدأ الإهانات والتعامل الوحشي مع المريضة، خاصة بعد التأكد من عدم امتلاكها للنقود وأنهم لن يتمكنوا من اخذ رشوة ثانية منها كما فعلوا مع الأهل مسبقا.
الخطوة الثانية وضع المريضة بأي صالة بدون أي عناية والبدء بتنفيذ خطة النصب والاحتيال الثانية، فتقوم العاملة بتسريب اسم المريضة الى بقية العاملات والممرضات، الذين يبدؤون بالتوافد على صالة الانتظار ومناداة اسم المريضة واختلاق الأكاذيب عن حالتها ومكان تواجدها داخل المشفى، والهدف ابتزاز أهل المريضة لأخذ أكبر قدر من النقود منهم مستغلين قلقهم ومصابهم.
ما يدهش فعلا ليس تواجد كاميرات المراقبة بكل مكان، ولا تدخين بعض الممرضات داخل الصالات مع وجود أجهزة كشف دخان، ولكن كون جناح النسائية والتوليد ملاصق لأداره المشفى!
فيبدو أن مدير المشفى أعمى، فلا يستطيع قراءة تزايد أعداد الوفيات والتلوث داخل الجناح سيء الصيت، وأطرش فلا يسمع شكاوى المراجعين، وأعرج فلا يتمكن من السير بضع امتار ليلا للتأكد من الوضع بأقرب جناح لأدارته، وأخرس فلا يستطيع التكلم عن فساد يتجاوز الخمس ملايين دينار يوميا بجناح واحد بمشفاه.
وبعد التفكير ولم الدهشة والعجب وهذه حال البلد بصورة عامة، فأغلب المسؤولين لا يصلون الى مواقعهم باجتهادهم الشخصي ولكن بالفساد والمحسوبية، وهذا سبب الفشل الإداري الذي يعاني منه البلد بالرغم من وفره مصادره.

2
دولة صاحب الستوتة...
حيدر فوزي الشكرجي
شباب بعمر الورد، تظاهروا، واعتصموا، بشجاعة مطالبين بحقوقهم فتفاجأوا بستوتة أردتهم بين قتيل وجريح، خبر عادي بدولة كالعراق.
مع احترامنا لكل المهن، وبعيدا عن فوضى سائقي الستوتات الذين غزوا البلد، دون أن يملكوا إجازات سوق، وأغلبهم قصر لم تتجاوز أعمارهم التاسعة، فالموضوع أكبر من هذا بكثير.
الموضوع عن بلدان تدمرت بفعل الحرب كألمانيا واليابان، وسحقت بماكنة الفساد كسنغافورة وماليزيا، او عانت الأمرين مثل راوندا، ومع ذلك نهضت وأصبحت بمصافي الدول المتقدمة بفضل دعم قطاع التعليم، وتسليم أصحاب الدراسات العليا أدارة بلدانهم.
العراق بلد يمتلك موارد وخيرات أكثر من البلدان المذكورة، ومع ذلك لم يستطع التقدم كثيرا منذ ال 2003 والى الأن ، وذلك مع أنه يملك أيضا الموارد البشرية اللازمة لأداره هذه الثروات بجدارة، ألا انه يعاني من أزمة حادة بالإدارة تضعه وبقوى ضمن نفس التصنيف مع الدول المعدمة ببلدان العالم الثالث، والسبب أن أغلب المفاصل الإدارية للبلد بيد أشخاص غير مؤهلين أو خونة لا ترغب حقيقة بتقدم البلد.
معظم الموارد البشرية المؤهلة من أصحاب الشهادات العليا، ليس فقط لم يستطيعوا اخذ دورهم بإدارة البلد، ولكنهم لم يستطيعوا إيجاد عملا أصلا، مع انهم نجحوا باجتياز المنهاج السبعيني الصعب للعراق للوصول لأعلى درجة أكاديمية للبلد.
ومع أن الجزء الأكبر من المشكلة بالنسبة للخريجين، هو المنهاج التدريسي القديم الذي لا يؤهل الكثيرين لسوق العمل بالعراق، وغياب التخطيط السليم مما ينتج عنه تخرج الالاف بتخصصات متشابه وهذا يقلل فرص العمل، لكن الموضوع يجب أن يختلف بالنسبة لأصحاب الشهادات العليا، وكان أبسط حقوقهم التظاهر والاعتصام.
وفي احدى ليالي الصيف اللاهب،  فتحت الطرق، واختلطت دماء كفاءات العراق بشهاداتهم، وحاشى لله ان نتهم احد فقد يدخل لبيوتنا صاحب ستوتة، فخمة، مخمور، ويسحقنا تحت عجلاته فالدولة الآن لصاحب الستوتة.



3
ثورة جياع العراق الثانية...
حيدر فوزي الشكرجي

يقال أنه في ستينات القرن الماضي، موشي ديان أسترسل مع احد الصحفيين بسرد خطط حربية، فتعجب الصحفي وسأله: “ألا تخشى أن يعلم العرب بهذه المخططات عند نشرها"، فرد عليه بمقولته المشهورة:" العرب لا يقرؤون وأن قرأوا لا يفهمون" هذا يلخص مشكلة البلدان العربية عموما.
المواطن العراقي خصوصا صاحب نزعة قيادية، وهذه الميزة باتت مشكلة بحد ذاتها، بسبب تراكم الحروب والتجارب السلبية،  فهو صعب الأنقياد، شديد التمسك برأيه، لا يستمع الا مع نصيحة تتماشى مع أفكاره ، وأن كانت تصب في مصلحة الناصح فقط وتسبب ضرر له.
لذا نجد اغلب العراقيين الآن أما اقصى اليسار أو أقصى اليمين ومن غير تنظيم يذكر، نعم هنالك الكثير من الأصوات الوسطية ولكنها تخفت وتختفي وسط الضجيج، وحقيقة الأمر كل ما نحتاجه للنهوض بالعراق أن ينصت الطرفين للأصوات الوسطية، وترك عصبية الرأي ومبدأ " عنز وان طارت".
تعرضت للكثير من اللوم لعدم دعمي الغير محدود لثورة الجياع الثانية التي أنطلقت من البصرة الفيحاء، واكتفائي بالنصح أو نشر الخبر دون التعليق عليه، رغم أيماني أن الثورة نشأت من رحم معاناة الشعب العراقي الذي ما زال يعاني من العوز ونقص الخدمات، رغم أنه يطفوا على بحر من ذهب، ومادفعني لذلك هو قناعتي بعدم تحقيق أغلب أهداف الثورة وذلك للاسباب ادناه:
أولاً، التوقيت: عنصر الوقت مهم جدا لنجاح أي ثورة، فالحكومة الآن حكومة تصريف أعمال، وأي شيء تعد به سيكون غير ملزم للحكومة القادمة، لهذا هي وافقت على كل طلبات المتظاهرين تقريبا  بدون أي تفاوض يذكر.
ثانياً،القيادة: لا يمكن نجاح ثورة من غير قيادة مركزية، فبالرغم من أن شرارة الثورة أنطلقت بصورة عفوية،  ولكن كان المفروض بلورة قيادات سريعة لمسك زمام الأمور، والتحرك بنسق واحد يمنع المندسين ودعاة الفوضى والفاسدين من ركوب الموجة، كما حدث في أقتحام الشركات الأجنبية ومطار النجف.
 وانا متأكد أن صاحب الفكرة مندس ومن نفذها لا يدرك خطورة الموقف، الذي له أبعاد اقتصادية لا دخل لها بمن يحكم العراق فأي بلد ينهض يحتاج الأستثمار الخارجي، وبسبب الحرب مع الإرهاب والسياسة الخارجية الفاشلة، تعزف أغلب الشركات الأجنبية عن الإستثمار في العراق، وما حدث يزيد الطين بلة لأنه يثبت أن العراق غير مستقر سياسيا وأمنيا وبالتالي فهو بيئة غير صالحة للأستثمار والتطور.
 الأهم، اني شعرت بأن هذه الثورة كسابقتها ثورة الخدمات إبان حكم المالكي، فمن خرج مطالبا بالاصلاح ساهم لاحقا بأيصال نفس الفاسدين للسلطة، أما بالتصويت لهم أو عدم التصويت ضدهم، فنحن شعب دأب على الاستيقاظ صيفاً والسبات شتاءاً.

4
شقاوات في الحكومة العراقية، التعليم العالي أنموذجا...
كنت اجلس متوترا ومتأملا حاسوبي في أحد مقاهي كوالالمبور، محاولا أيجاد التوليفة الذهبية بين إرضاء المشرف الماليزي، وعدم غلق ملفي الدراسي من قبل وزارة التعليم العالي كغيري من طلبة الدراسات العليا العراقيين.
تنبهت إلى رجل يماني كبير في السن يجلس بجانبي، كان يرتدي ملابس اعتيادية يبدو عليها القدم، ما استرعى انتباهي هو توافد الطلبة اليمنين الى طاولته، ومعاملته باحترام وتلقيبه بالـ(عم)، فضولي العراقي جعلني أنصت إلى كلامهم في محاولة لمعرفة ماهية العم.
كان الطلبة يشرحون مشاكلهم مع الجامعات والمشرفين، وهي مشاكل شبه مشتركة مع الطلبة العراقيين مع فرق أننا نحارب من وزارتنا أيضا، لم أفهم بداية ما علاقة هذا الرجل بالطلبة، هل هو من سفارتهم، أم من الملحقية.
 الصدمة ما علمته لاحقا أنه أحد المسؤولين بالحكومة اليمنية، الذي دأب رغم ما تعانيه اليمن من حروب على زيارة الطلبة المبتعثين، لمعرفة حاجتهم من الحكومة اليمنية، ومحاولة تذليل مشاكلهم مع الجامعات والحكومة الماليزية، وحث الطلبة على التقدم العلمي لأن البلد بحاجة أليهم لأعماره بعد أن تضع الحرب أوزراها.
ما بدا لدي غريبا هو حالة اعتيادية تقوم بها كل الدول عدا العراق، فلم يزر أي مسؤول حكومي ماليزيا البلد الأكبر بعدد الطلبة العراقيين المبتعثين منذ أربع سنوات، إلا زيارات سرية للاستجمام غالبا، وعانى الطلبة من مشاكل عدة، أهمها قرارات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي فمنذ ثلاث سنوات لم يصدر أي قرار يصب في مصلحتهم، طبعا قد يكون السبب عدم شمول ماليزيا بانتخابات الخارج أو الموضوع أكبر بكثير.
فهو جزء من مشكلة عراق اليوم وهو عودة (الشقاوات)، ولكن هذه المرة ليس في أزقة بغداد ولكن داخل الحكومة العراقية، فالمعروف أن الشقاوة شخصية ظهرت ببغداد بين عشرينات الى خمسينات القرن الماضي، وغالبا ما يكون عاطل عن العمل يستغل قوته العضلية للاعتداء على الناس وابتزازهم لأخذ المال (الخاوة)، وبعضهم لا يتعرض لهم رجال الشرطة أما خشية، أو لوجود اتفاق سري بينهم.
نعم هنالك اشخاص يلعبون دور (الشقاوات) في الوزارات والدوائر الحكومية، فمع فسادهم المالي والإداري وظلمهم للناس، ألا انه لا أحد يجرأ على مسهم، ولا يخرج أحدهم من منصبه ألا لتعرضه لشقاوة آخر اقوى منه، أو بمعجزة الهية.
أحد هؤلاء (الشقاوات) موجود في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي،  وهو مسؤول عن معاناة طلبة العراق الدارسين بالخارج، فهو أصلا ليس من خريجي جامعات الخارج، وليس في الأمر مثلمة ولكن من باب التخصص ومعرفة أنظمة وقوانين الجامعات ، وكذلك فقد تم استجوابه بالبرلمان سابقا، وكانت هنالك دعوة لاستجوابه ثانية وأقالته من قبل نواب معروفين مثل كاظم الصيادي وهيثم الجبوري، الذين توقفت مطالباتهم فجأة، ولم يذكروا ملف التعليم العالي ثانية، ولم يتبنى القضية أي مسؤول إلا وأنسحب بعد فترة وجيزة، كذلك لم يفتح هذا الملف بأي قناة تلفزيونية، ما سر هذه القوة؟ وكيف يكون أي شخص صديق لكل الأحزاب العراقية المتنافرة؟
مهما كان السبب لوجود هذا الشخص وأمثاله في الوزارات العراقية، فهذا أن دل يدل على شيء واحد هو عدم مصداقية دعاوي محاربة الفساد التي تطلقها الأحزاب، وانهم كلهم مشتركين بالفساد بلا مجاملة أو استثناء.

5
مسيرة أهل العراق إلى قبلة الأحرار...
حيدر فوزي الشكرجي
إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً أنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، كلمات تختصر كل الرسالات السماوية، فمن الممكن أقناع أي شخص بعبادته تعالى، ولكن ما كان يعانيه أنبياء الله ورسله وباقي الصالحين (عليهم السلام) من بني البشر هو أقناعهم بترك المفاسد والموبقات.
من السهل التشدق بالإصلاح وأطلاق العبارات الرنانة، ولكن من الصعب التمسك بالمبادئ الى الموت، والدليل الفرق العددي الهائل بين أصحاب الحسين (عليه السلام) وأصحاب يزيد (لعنه الله)، وما كان كثرة عددهم ألا كجبال الحطب التي جمعها آل نمرود لنبي الله أبراهيم (عليه السلام)، لم يكن الغرض الحقيقي منها أحراقه وهو رجل واحد بل تخويفه للتراجع عن مبادئه ومعتقداته.
أشعر بالأسى لمن لم يختبر الراحة النفسية بأحياء مراسيم عاشوراء، خاصة غسل القلوب القاسية من كثر المعاصي بذرف الدموع على المصاب العظيم، وتمني الموت بين يدي سيد شباب الجنة الحسين (عليه السلام)، بنفس الوقت أشعر بالاشمئزاز ممن يحظر تلك مراسم نفاق ورياء، فلحظة خروجه من المجلس يعود الى ما كان عليه من الأنانية والكذب والفساد، حتى لا تسلم ملائكة السماء من لسانه السليط.
 حب آل البيت (عليهم السلام) لا يكون كلاماً مرسلاً أو حتى أقامه الشعائر الحسينية وحدها، الأهم تبني مبادئهم بالحياة العملية، فالتجاوز على أملاك الدولة، وأثارة النعرات الطائفية، والتملق للمفسدين ليس من أخلاق بيت العلم والنبوة. 
لا توجد دولة شيعية في العراق، فللأسف كل ما حصلنا عليه الى الآن دولة بعثية برداء شيعي، فلو أقيمت الدولة الشيعية بالعراق لأفاضت بخيراتها على الدول المجاورة والعالم أجمع، ولما عانى أهلها من التقشف وأكل الطعام الفاسد بينما ينعم مسؤوليها بأموال الدولة وامتيازاتها.
سيخلد التاريخ مسيرنا الراجل كل عام سواء كانت قبلتنا كربلاء او الموصل، مشبعين بمبادئ وأخلاق آل بيت النبوة (عليهم السلام)، وسيضل أحفاد يزيد يكيدون ويسعون لإيقاف تلك المسيرة، نكاية بتلك المبادئ وامتدادا لمعركة بدر، ففي النهاية قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار.



6
دائرة البعثات تقدم قرباناً لآلهة الفساد...
كثر اللغط حول هذه الدائرة العجيبة، خاصة عندما كذب مديرها على المرجعية وأمام البرلمان ولم يحاسب بل ما زال محتفظا بوظيفته، فأصبحت الدائرة تدار بنظام فريد، فلا تستجيب لطلبات واستفسارات الطلبة المبتعثين في الخارج، وأن كان الاستفسار موجه للدائرة القانونية.
كذلك فأغلب معاملات الطلبة تستغرق أشهر عديدة يعاني فيها الطالب الأمرين، فتأخير المعاملة من قبل موظفي الدائرة يتحمل تبعاته الطالب! حيث يطالب أحيانا بتغير القبول واستحصال قبول خلال أسبوع واحد! أو جلب قبول صلاحيته تتعدى الستة أشهر! مع أنه معلوم لديهم أنه في الجامعات الرصينة وبأحسن الظروف فاستحصال القبول يستغرق شهرا واحدا على الأقل، وأن أغلب هذه الجامعات صلاحية قبولها لا يتعدى الثلاثة أشهر قابلة للتمديد.
هذه الإجراءات صبت في مصلحة طرف ثالث وجد في الطالب فريسة سهلة لعمليات النصب والتزوير، حيث نشطت مكاتب تعد الطلاب بقبول خلال أسبوع واحد، أو بفترة صلاحية تتعدى الست أشهر، وطبعا أغلب هذه القبولات مزورة وتتم بدون علم الطالب.
في اعتقادنا أن هذه المكاتب تعمل بمباركة ضمنية من دائرة البعثات، والسبب أن أكثر الملحقيات الثقافية غير قادرة على استحصال القبول من الجامعات، وأنه رغم كثرة حالات التزوير وشكاوى الطلبة بخصوص هذه المكاتب، لم يتخذ أي أجراء قانوني ضدها، ولم تقم الدائرة بتحذير الطلاب من التعامل معها، علما أن أحد هذه المكاتب يعمل على بعد أمتار معدودة من مبنى دائرة البعثات.
ويبدو أن دائرة البعثات قررت تقديم قربان لإبراء ذمتها أمام الوزارة فقط ليس إلا، وبما أن لكل قربان شروط أساسية فالقربان البعثات شروط مماثلة، أهمها ألا يكون لديه ارتباط بالأحزاب المتنفذة أو مسؤولي الدولة، أي مواطن عادي، ووجدت ضالتها حين أخطأت الملحقية الثقافية في كوالالمبور، وارسلت صحة صدور القبول إلى نفس البريد الالكتروني الذي تستخدمه لصحة صدور وثائق التخرج لجامعة الـ UM (وهي إحدى أفضل الجامعات في آسيا)، وكان رد الجامعة أن الاسم غير وارد في سجلاتنا، وأبلغت الملحقية دائرة البعثات أن القبول مزور.
جن جنون الطالب المجتهد وطلب المساعدة من أحد القيادات الطلابية في ماليزيا، الذي قام بدوره بالاتصال بالوكيل الذي أستحصل القبول من الجامعة، وتوجها معا الى تسجيل الجامعة، وكان رد الموظفين أنهم لم يستلموا أي بريد من الملحقية الثقافية بهذا الخصوص، وقام أحد الموظفين بالاتصال بالملحقية هاتفيا وأبلغهم بذلك، وزودت الملحقية بالبريد الالكتروني الصحيح للتسجيل وتم تأكيد صحة القبول.
المفاجئة أن الملحقية أصرت أن القبول مزور، حماية للموظف الذي أخطأ، ودائرة البعثات أبلغت الطالب أن تأكيد القبول ورسائل الجامعة للملحقية والطالب لا يهمم أصلا وأن ما يهمهم هو رأي الملحقية وأن كان على خطأ!
الآن الطالب مهدد بالفصل الوظيفي، والسجن خمسة عشر عاما، بتهمة التزوير لقبول صادر ومصدق من نفس الجامعة، والسبب اجتهاد شخصي وعزة بالإثم... أبتسم وتفاءل بالخير فهذا هو عراق اليوم.


7
مرجعية رشيدة ..وشعب عنيد...
حيدر فوزي الشكرجي

    قد يهاجمني البعض فقط من قراءة أسم الموضوع، ولكننا تعودنا أن نكون مرآة الحقيقة لواقع العراق ، المطلع على ما يكتب هذه الأيام على شبكات التواصل الإجتماعي العراقية قد يصاب بالدوار، فالمرجعية التي كانت تهان وتشتم قبل أيام من قبل أولاد الكلاش، تمتدح اليوم من قبل الأغلبية!
قد يُعتقد أن السبب يرجع لتذبذب  مواقف المرجعية بخصوص العملية السياسية في العراق، ولكن الحقيقة أن موقف المرجعية ثابت لا يتغير، لا علاقة له بالضغوطات الأقليمية، ولا بالتأثيرات الخارجة أو الداخلية من ترغيب أو ترهيب، فجل هم المرجعية هو العراق والمواطن العراقي، وأكبر دليل على ذلك تأسيسها للحشد الشعبي الذي تصدى لجرذان الصحراء.
مرجعية النجف الأشرف تعلم علم اليقين أن بناء الدولة الديمقراطية يبدأ من قاعدة الهرم وليس من أعلاه، فكانت كل خطبها السياسية تهاجم أسلوب إدارة الطبقة السياسية الحاكمة  للبلد، وبنفس الوقت تقدم النصائح للمواطن العراقي لإصلاح الوضع، كان من أهمها عدم إنتخاب الفاسد، وإيقاف النزاعات العشائرية.
للأسف لم يكن السياسيون وحدهم من يتجاهل نصائح المرجعية، فأغلب العراقيين يستمعون فقط لما يناسب أهوائهم ويهملون الباقي، إن السبب الأكبر لمعضلة العراق اليوم هي تجاهل دعوة المرجعية للمواطنين بالإنتخاب وأختيار الأصلح، فالكثير منهم لم يذهب للأنتخاب أصلا والغالبية الباقية أعادت أنتخاب من ثبت فساده، فحتى بعد التغير بقي الفاسدون محمين بكمية الأصوات التي إستحصلوا عليها.
العارف بأمور المرجعية يعلم أن علماءَنا الأفاضل لا يترجون منا دحاً أو ذماً، بل فقط الإستماع لنصائحهم الدينية لإصلاح حال البلد المتردية بجميع جوانبها السياسية والأجتماعية، فالفساد ما زال ينخر في كل مفاصل الدولة، والمواطن اليوم لا يبالي بالاستماع الى الحقائق ومحاسبة الفاسدين، فالكل لديه متهم او بريء إعتمادا على ما يصدقه من أخبار مصدرها الرئيسي مواقع التواصل الأجتماعي أي إن اغلبها كذب بكذب .


8
جمعة مباركة على زوار ساحة التحرير...
حيدر فوزي الشكرجي
المواطن هو النواة الأساسية لأي نظام ديمقراطي وهو سبب نجاحه أو فشله، ما حصل في جمعة 31 تموز في ساحة التحرير هو طفرة لمفهوم الديمقراطية عند الشعب العراقي، فقد بات المواطن مؤمنا بأنه حجر الأساس لأي تغير إيجابي في العراق.
لقد هب شعب العراق البطل للمطالبة بحقوقه المسلوبة بأسلوب حضاري، فلم يسمح للأعداء والخونة باستغلال خروجهم لأثارة الفتن وأضعاف العراق في حربه المقدسة على داعش، فلا خرق أمني ولا اعتداء على الممتلكات العامة، بالعكس فقد حرص شباب ساحة التحرير على رفع النفايات ونظافة الساحة.
كذلك فعلينا ألا ننسى الموقف الحضاري لقوات الأمن، التي قامت بحماية المتظاهرين ودعمهم وحتى توزيع قناني الماء عليهم، وهذا الموقف تأكيدا أن قوات الأمن هي جزء لا يتجزأ من الشعب، وأنه في عراق اليوم لن يقمع مظلوم، خرج مطالبا بأبسط حقوقه، خدمات بسيطة تؤمن له حياة كريمة كالتي تنعم بها شعوب باقي الدول.
الأهم من التظاهر هو التوجيه الصحيح للمطالب، فتوفر الخدمات مقترن بأمرين لا ثالث لهما: كشف السراق والمفسدين ومحاسبتهم، والإسراع بنقل الصلاحيات إلى المحافظات حسب قانون المحافظات.
ما يخفى عن الكثير أن العراق خسر ما يزيد عن ألف مليار دينار بسبب الفساد بالحكومات السابقة، وكل هذه المبالغ بدون أي متهم، وأغلبها لمشاريع وهمية، وضعت الحكومة الحالية بموقف لا تحسد عليه فخزانة الدولة خاوية، لا بل أن هنالك عجز هائل بسبب رواتب ومشاريع ميزانية 2014 التي لم تقر لاختفاء المبالغ المخصصة لها، ناهيك عن الخسائر البشرية الهائلة بسبب سوء إدارة الحرب مع الإرهاب.
لدلك كله يجب أن بكون المطلب الجماهيري الأول أن يمنع كل مسؤولي الحكومة السابقة من السفر، وأن يتم التحقيق معهم علنيا ،وأن تصادر أموالهم داخل وخارج العراق أن ثبت تورطهم بكل قضايا الفساد والفضائح التي كشفت لاحقا، من توزيع الأراضي الى دفع مبلغ خمسة عشر الف دولار لكل شاعر يدعم قائمة الهالكي الانتخابية.
لا يمكن لدولة تعودت على مسامحة سارقيها أن تنهض أو تتخلص من الفساد، بل أن المسؤولين حتى الشرفاء منهم ستصيبهم عدوى الفساد، وهم يرون أن من سبقهم متنعم بأموال المساكين من الشعب المظلوم بلا حساب أو عقاب، وقد قيلت حكمة سابقا على لسان سيد الفقراء علي ابن أبي طالب (عليه السلام): "من أمن العقاب أساء الأدب".

 


9
حكاية مظاهرة من البصرة...

حيدر فوزي الشكرجي
يحكى أن البصرة رغم كثرة خيراتها تعاني من البطالة، وأن شبابها يرحل للعمل في المحافظات الأخرى، والسبب أن ثرواتها سرقت على مدى ثمان سنوات، ولم يطالب أحد بأنصافها ألا الحكيم.
يحكى أن ضحايا النزاعات العشائرية فيها، والتي تستخدم فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة قد وصلت الى 500 شخص بعام واحد، ولم يسلم منها رجل دين أو شيخ أو حتى طفل، ولم تقم ولا مظاهرة واحدة تندد ما يحصل.
ويحكى عن مرشح أتى البصرة قبل الانتخابات، وجمع الناس بالمدينة الرياضية ووعد، ووعد، وعندما انتهت الانتخابات نكث وعوده، وأوقف حق المحافظة بالبترو دولار، ومع ذلك لم تخرج مظاهرة ضده.
يحكى أن المحافظ منذ أول يوم أستلم المحافظة محارب، من شركات عديدة أوقف عقودها، ومن أحزاب أوقف فسادها، ومن آلاف الفضائيين كانت رواتبهم تذهب الى جهات مجهولة، وأنه شرع بمشاريع عديدة، ويحلم بنقل الصلاحيات بآب حسب قانون المحافظات حتى يستطيع البناء أكثر.
ويحكى عن تخريب متعمد، لم تشهده محافظة أو مدينة من قبل، من قص أشجار زرعت حديثا، وشراء القمامة ورميها بكميات هائلة بمنتصف الطريق، الى رمي حاويات كاملة مع قمامتها بمنتصف النهر.
يحكى أن تجهيز الكهرباء في المحافظة وصل الى 20 ساعة قبل المؤامرات والتخريب المتعمد من داخل المحافظة ومن خارجها، حتى صورت اسلاك الكهرباء وهي تسقط تباعا، وكانت حجة المصور أن الاسلاك تسقط وحدها وليس بفعل فاعل!   
يحكى عن مظاهرة عفوية، لم يبلغ بها أحد انطلقت بسبب انطفاء الكهرباء لفترة 24 ساعة، واجه فيها المواطنين أقصى درجات الحرارة، فخرجوا ممارسين حقهم المشروع بالتظاهر، وهنالك سقط شهيد، فترك القاتل وأتهم المحافظ، وسرايا عاشوراء!
ويحكى ويحكى، فقالوا إن المحافظ الذي لا علاقة له بوزارة الكهرباء، والذي لا يعلم بوجود التظاهرة، قمع المتظاهرين بشدة! فأحترق المجلس البلدي وعدد من الممتلكات العامة، وحاول المتظاهرين السلميين السيطرة على أحد مراكز الشرطة، ومن ثم حرقت محطة الكهرباء، كل هذا حدث مع الاستخدام المفرط للعنف ضد المتظاهرين!
يحكى أن فتية آمنوا بربهم، ولبوا نداء المرجعية فهبوا لقتال داعش دفاعا عن الأرض والعرض، تركوا أشغالهم وأطفالهم ولم يبالوا بحر الصيف، أو انعدام الخدمات بسوح الوغى، ومع أنهم الآن يسطرون أروع البطولات في الفلوجة، وأن قسم كبير منهم من أبناء البصرة الأصلاء، ألا انهم اتهموا بقتل فتى يبعد عنهم مئات الكيلومترات.
قد لا تعجب حكايتي الكثيرين، فهي حقيقية وليست من نسج الخيال، والحقيقة في أغلب الأحيان مرة، كما أنها بلا نهاية، فأبناء البصرة وحدهم من يحق له كتابة النهاية.

10
رصاصة مجهولة المصدر تستهدف قلب التعليم العالي في العراق...
حيدر فوزي الشكرجي

لا يخفى على أحد الواقع المتردي للتعليم العالي في العراق، من هبوط ترتيب الجامعات العراقية وقلة البحوث المنشورة، والسبب  الرئيسي هي الفجوة العلمية التي خلفتها السياسات الخاطئة للنظام البائد، من إنغلاق و حروب وحصار خلق فجوة في الإمكانات وطرق البحث والتدريس بين العراق وباقي الدول.
لم يتغير حال التعليم العالي كثيرا بعد الـ2003 ،وكان السبب الرئيسي هذا المرة الفساد والمصالح الحزبية الضيقة لبعض السياسيين، ولعل أهم خطوة أتخذت لتطوير التعليم العالي هي مشروع العشرة آلاف بعثة، والمشروع كان يهدف إلى إرسال عدد كبير من طلبة الدراسات العليا لمختلف دول العالم، للإطلاع على التطور العلمي الحاصل في هذه الدول، ونقله الى العراق بعد عودتهم.
الفكرة بحد ذاتها رائعة وذكية، ولكن التنفيذ كان متلكئأ بسبب البيروقراطية، فالإنجاح مثل هذه الخطة ضمن الفترة الزمنية المقررة ،كان من المفروض تخصيص دائرة تحتوي على عدد مناسب من الموظفين ومدير واحد، وأن يكونوا من ذوي الكفاءة خاصة بما يتعلق بإستخدام الحاسبة وقواعد البيانات.
ما حصل هو أن دائرة البعثات أسست على نفس النظام الإداري القديم المتبع في العراق، فعدد غير كاف من الموظفين، وعدد مبالغ فيه من رؤساء الأقسام والمدراء ولكل مكتبه الخاص مع السكرتارية، وأضيفت الحاسبة الإلكترونية كغطاء شفاف عن نظام متهالك، فكانت النتيجة فوضى عارمة وضياع ملفات وتأخر غير مسبوق بإكمال المعاملات، ومن الممكن ملاحظة ذلك من فقرة الاستعلام الالكتروني داخل موقع البعثات نفسه، مع العلم أن عدد المبتعثين لم يصل إلى نصف ما خطط له في بداية الأمر
مع ذلك فالطلبة المبتعثين بالخارج كان لهم الباع الأكبر في رفع ترتيب جامعاتهم ،  وذلك بفضل قرار يجبرهم على وضع أسماء جامعاتهم العراقية إضافة إلى الجامعات الأجنبية، والحمد لله لم تعترض الجامعات الأجنبية ولم تلحظ الأمر أصلا.
إستبشرنا خيرا بالتغير الذي حصل بعموم الدولة، وكان للتعليم العالي فيه حصة الأسد بوصول شخص أكاديمي ناجح بسيرة علمية مشرفة كالدكتورحسين الشهرستاني الى رأس الوزارة، وفعلا هنالك الكثير من القرارات الجريئة والصحيحة أتخذت، مثل السماح للطلاب المبتعثين بأجراء بحوث تحسب لهم بالترقية العلمية، ودعوة الجامعات الأجنبية الى فتح فروع لها داخل العراق.
ولكن ككل فرح في عراق اليوم لا يدوم، لم تدم فرحتنا طويلا، فتفاجئنا بسلسلة من التوصيات التي تستهدف الطالب المبتعث، وتهدد بفشل خطة الإبتعاث مع ما صرف عليها من ملايين الدولارات من قبل الدولة العراقية.
هذه التوصيات أوقفت تعديل فئات بعض الدول رغم الغلاء المعاشي الحاصل فيها، وليس هذا فحسب بل أوصت بتخفيض كل رواتب الطلبة المبتعثين، بمبالغ لا تكفي بأي حال من الأحوال الطالب وحده فما بالك مع عائلته.
السيد رئيس الوزراء والسيد وزير التعليم العالي، كلاكما أكملتم دراستكم خارج العراق، وتدركون تأثير عدم كفاية الراتب على طالب البعثة، وكيف من الممكن أن يؤثر ذلك على مسيرته العلمية، ونشعر بالمرارة بتذكيركم أن طلبة البعثات كان لهم راتب ثابت ومحترم آبان النظام البائد، فكيف تسمحون بإذلالهم في عصر الديمقراطية
نحن نرجوكم أن لا تسمحوا لعدو خفي أن يطلق بإسمكم رصاصة الرحمة على قلب التعليم العالي في العراق.

11
داعش..وأتباع المختار الجديد..

حيدر فوزي الشكرجي

التكيف مع الأوضاع الصعبة والإستثنائية هو أحد أسرار بقاء البشرية وعدم إنقراضها، ألا انه في بعض الأحيان يفقد بعضنا القدرة على العودة إلى ما كان عليه قبل هذه الظروف الإستثنائية،فمثلا في الولايات المتحدة الامريكية بعد تحرير العبيد، فضل البعض منهم البقاء مع مالكيهم، وذلك لأنهم إعتادوا العيش كعبيد، ولا يعرفون اصلا معنى الحرية وحق تقرير المصير.
ولأن العراق حكم من قبل العديد من الطغاة والجبابرة، فقد جبل بعض سكانه على حب العبودية والخنوع،  فما أن يخلصهم الله من طاغية حتى يبحثون عن آخر، وأن أتاهم اي مصلح ليذكرهم بأن العبودية لله وحده ناصبوه العداء وكذبوه، هذه حالنا منذ نمرود فيزيد فهدام اللعين الى المالكي.
المالكي شخص عادي بسيط أستلم الحكم في ظرف صعب، فأحسن في بداية حكمه،وما حوله إلى طاغية إلا المتملقون ومحبي العبودية، فكل ما يفعله صحيح وأن كان خطأ، وكل ما يقوله أمر وأن خالف الشريعة والدين.
أخطاء ادارية بسيطة تحولت إلى قضايا فساد فإستنزاف لميزانيات البلد، وكل ناقد وكاشف لهذه القضايا هو عميل مغرض، وأن قدم جبل من الادلة، أي اشاعة يطلقها المالكي وبطانته على أي من خصومه السياسيين فهي حقيقة لا تقبل الشك عندهم، وأن خالفت العقل والمنطق.
وصل الفساد الإداري والمالي إلى المؤسسات الأمنية والعسكرية فتم أبعاد أكثر المجاهدين الشرفاء أو تجميدهم، بحجة جهلهم بالعلوم العسكرية وعدم قدرتهم على القتال، ومن ثم سلمت المناصب الحساسة إلى أتباع هدام اللعين، لأنهم من ذوي الخبرة التي لا يمكن الاستغناء عنها،طبعا هذه الخبرة كانت في التملق، ونقل الأخبار الكاذبة من أرض المعركة ،مما كلف البلد آلاف الضحايا ومليارات الدولارات.
ورغم التحذيرات والتنبيهات المتكررة، أن المؤسسة الأمنية ليس لها قدرة حقيقية على مواجهة التحديات، وأننا سنستيقظ يوما على كابوس ولكن القائد الضرورة ومؤيديه أصروا على رأيهم.
إستيقظنا على داعش وكانوا أسوء من كابوس، هرب القادة أصحاب الخبرة تاركين أسلحتهم للعدو،وبأمر المرجعية تصدى المتطوعين من المجاهدين الجهلة لداعش، فألقوا الرعب في قلوب برابرة العصر، وتوالت الإنتصارات من جديد.
خرج مختار العصر بأمر المرجعية أيضا وبدأت الاصلاحات، الكثير ممن أتبعوه علموا أنهم كانوا على خطأ، وأن مختارهم فاسد دجال، ومع ذلك لا زلنا نرى العبيد من أتباع المختار، يحزنون لخسارة داعش أكثر من داعش انفسهم،  فلا ينقلون انتصارات الجيش والمتطوعين بل يكتفون بنشر الإشاعات والأكاذيب، وجل غايتهم أن ينفرط عقد المتحالفين ضد داعش وتنتصر من جديد، فيكون لهم الحق بتبرئة مختارهم وقادته من الخيانة والجبن.
لكن ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، سيظل العراق صامدا أبيا بتوجيهات مرجعيتنا الرشيدة في النجف الأشرف، وأتباعها المخلصين، وداعش زائل بأبديهم بأذنه تعالى، وسنعود لمحاسبة كل الخونة والمفسدين، وأولهم المختار الجديد.



12
المدرسة العراقية في كولالمبور، إمتداد لواقع التعليم المرير في العراق...

حيدر فوزي الشكرجي

تشهد المسيرة التربوية في العراق تأخرا عن بقية العالم المتقدم لأسباب عديدة، فالمدارس غير كافية بالنسبة لعدد الطلبة، إضافة إلى عدم جاهزيتها من ناحية الكادر والمواد الدراسية،لا ننكر أن هنالك تقدم متواضع بالمناهج الدراسية، ألا أن طرق تدريسها لا تزال تقليدية وتخلو من الجانب العملي.
إذا أردنا ان ننهض بواقعنا التعليمي إلى مستوى باقي الدول، فعلينا أن ننسخ تجارب الدول المتقدمة التي مرت بظروف مماثلة لظروفنا، وهنا يجب أن تلعب المدارس العراقية في الخارج الدور الاساسي في نقل هذه التجارب، ولكن ما يحدث هو العكس، خاصة بالنسبة للمدرسة العراقية في كوالالمبور.
حجم المدرسة صغير جدا، خصوصا بعد تزايد أعداد الجالية العراقية في ماليزيا، وجلهم من طلبة الدراسات العليا، فالمدرسة مكتظة بالتلاميذ حتى تجاوزت أعدادهم الخمسين في الصف الواحد، وأضطر بعضهم الى أفتراش الأرض، هذا إضافة إلى إفتقار المدرسة للمختبرات وطرق التدريس الحديثة،وأغلب الكتب المسلمة للطلاب ممزقة، مع أنها مستنسخة وليست أصلية، وللأسباب المذكورة فمستوى التعليم فيها أنخفض وخصوصا اللغة الانكليزية ، وهذا يجعلها بعيدة كل البعد عن قريناتها في ماليزيا ومشابهة إلى حال مثيلاتها في العراق بل أسوء، لأن المدرسة تنتهك الحق الدستوري للطلبة العراقيين بالتعليم المجاني، فتمويلها ذاتي بالكامل، ويعتمد على أخذ الأجور من أولياء أمور الطلبة.
لا أعرف ما السر في أن إنشاء مدرسة ثانية في موقع آخر أمر شبه مستحيل بالنسبة للعراق، بينما هو أمر سهل لبلدان اخرى تعاني من ظروف صعبة مماثلة مثل ليبيا، التي يزيد عدد مدارسها الآن عن الاربعة في مواقع مختلفة من ماليزيا، لماذا لا تستحدث مدرسة ثانية في موقع آخر، مثل سيردانغ التي يسكن فيها أغلب الطلبة ،وهي أقل كلفة من ناحية ايجار المباني من العاصمة بكثير؟
من ناحية اخرى هنالك مدرستان من المدارس الدولية الأهلية التي تدار من قبل إدارة عراقية ذات مستوى علمي مشرف، وهما مدرستا النور والبصيرة، وعلى الرغم من إرتفاع أجورهما إلا أنهما كانتا تخففان الضغط قليلا على المدرسة العراقية، المفاجأة كانت بقرار غريب من وزارة التربية يمنع الإعتراف بأي مدرسة لا تبعد 250 كم عن المدرسة العراقية، ولا أعرف ما علاقة البعد بالجانب التربوي والتعليمي!
لا نعلم من المتسبب الرئيسي في تردي التعليم في العراق، أهو الفساد بجانبيه المالي والإداري، أم البيروقراطية المقيتة، أم الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، أم كل هذه العوامل مجتمعة، ولكننا نأمل في تغير الواقع التعليمي في ضل الحكومة الجديدة، التي وضعت على رأس أجندتها رعاية الطفولة والإرتقاء بالمستوى العلمي لها.


13
أما آن للمواطن أن ينتصر؟؟؟؟
حيدر فوزي الشكرجي
لم يشهد بلد من البلدان ما شهده العراق من ظلم وجبروت على مر العصور، فالعراق هو بلد النمرود وعلى أرضه دارت آلاف المعارك، وسالت دماء الأبرياء واختلطت بدماء قاتليهم في صراع أزلي بين الحق والباطل.
لماذا العراق بالذات؟ لأسباب عديدة أهمها موقعه الجغرافي المهم، وثرواته الضخمة، وتردد أهله في المواقف الحاسمة رغم أنهم معروفين بثباتهم وشدتهم في المعارك.
فقلما أستغل العراقيون الفرص القليلة التي حظوا بها على مر التاريخ، وكان أغلبهم يفضل أن يضل متفرجا في المعارك الحاسمة بدلا من نصرة الحق، وفي كل مرة يتسلط ظالم جبار عليهم بسبب مواقفهم يعظون أصابعهم من الندم، ولات حين مناص.
ولعل الموضوع لا يختص بالعراقيين وحدهم، لأنه جزء من الطبيعة البشرية إتباع الحسابات الدنيوية، فالبشر يهابون لا إراديا أهل الباطل من أصحاب الإمكانيات والجيوش الجرارة، ويترددون في أتباع أهل الحق لقلة ناصريهم مع أن الله معهم!! طبعا السبب الرئيسي لهذا هو ضعف الإيمان بالله، ولكن النتيجة واحدة.
بعد سقوط هدام اللعين لم يفهم أغلب العراقيون أن المعادلة اختلفت، وإنهم اليوم يستطيعون نصرة الحق وتغيير واقعهم  من غير سيف أو قتال، فكل ما عليهم هو التأشير على ورقة ووضعها في صندوق مظلم، لتنير الدرب أمامهم نحو حياة أفضل، فلا فساد، ولا إرهاب، ولا فقر أو خنوع بذل وعبودية إلى حاكم متسلط ظالم.
ولكن بالطبع لكي يتحقق هذا كله فمن المهم التأشير على المكان الصحيح في الورقة، واختيار الشخص الملائم لهذه المهمة العسيرة، يجب أن نعلم جميعا إننا ننتخب من يمثلنا، شخص كفوء نزيه له القابلية على الدفاع عن حقوقنا وتفضيلها على مصلحة حزبه أو حتى شخصه، شخص لديه الاستعداد على الثبات و الموت في سبيل مبادئه، بدل بيعها بأول فرصة.
عملية الاختيار بين المرشحين يجب أن تأخذ الأولية لدى كل مواطن عراقي شريف، لأنها السبيل الوحيد لتغير الواقع المزري الذي يعيشه العراقيون الآن.
 ويجب على الناخب أن يكون فطنا فلا ينجر إلى عواطفه ويتبع الكلام المعسول لبعض السياسيين متغاضيا أفعالهم، فأساس الاختيار عقله فقط،  فمن سرق البارحة سيسرق غدا، ومن باع دماء الشهداء سابقا سيسترخص بلا شك دماء العراقيين لاحقا.



صفحات: [1]