عرض المشاركات

هنا يمكنك مشاهدة جميع المشاركات التى كتبها هذا العضو . لاحظ انه يمكنك فقط مشاهدة المشاركات التى كتبها فى الاقسام التى يسمح لك بدخولها فقط .


الرسائل - بشار الكيكي

صفحات: [1]
1
بناء الثقة 'التحدي الأبرز بعد ١٧ عاما' اما المراجعة أو الانهيار.

بشار الكيكي

مرت 17 عاما على إسقاط النظام والعملية السياسية وإدارة الدولة مازالتا غير مستقرتان حتى الان .
 ان هاجس عدم الثقة بين الأطراف العراقية المكوناتية والسياسية مازال فعالا .
كما ان قراءة احداث مابعد ٢٠٠٣ تؤكد بما لايقبل الشك ان العملية السياسية غير سليمة وتفتقر الى ابسط مقومات ادارة الدولة لانها غير متناغمة وتسود فيها عبثية القرارات وعدم جديتها في معالجة المشاكل الموجودة، ان القوى المشاركة في ادارة الدولة تتفق فيما بينها  بشكل مؤقت في كل مرحلة بدون الاستناد على قاعدة رصينة لانها لا تستند على مفهوم المواطنة الحقيقية المتساوية في خطواتها، والخطأ الجسيم الذي ارتكبه حكام بغداد هو عدم تطبيق الدستوروتعاملوا بانتقائية مع مواده كما ان توجهوا  نحو المركزية المقيتة بدلا من توسيع صلاحيات المحافظات وتفعيل العلاقة الفيدرالية مع إقليم كوردستان العراق.
 ماهي الأسباب؟:-
١- ضعف ادوات الأحزاب والقوى السياسية في المؤسسات الحكومية واعتماد مبدأ الانتفاع بدلا من الانتماء.
٢- الانتقائية في تطبيق الدستور والقوانين من قبل الأغلبية السياسية المكوناتية الحاكمة.
٣- ضعف القرار السيادي العراقي اقليميا ودوليا.
٤- الفشل الإداري المتراكم في المحافظات التي شهدت تظاهرات عارمة وصلت بغداد وهددت النظام السياسي الحاكم.
٥- سياسة معاداة حقوق اقليم كوردستان تضعف العراق الفدرالي فالاقليم كان مستقلا قبل ٢٠٠٣ والاقليم شبه دولة مستقلة ومن مصلحة بغداد كسب ود الاقليم .
لاجل مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية على المكون السياسي الحاكم ان يبادر في مراجعة سياسته تجاه المكونات الأخرى ويسعى الى بناء جسور الثقة فالدولة اصبحت بعيدة تماما عن مبادئ الشراكة والتوازن والتوافق وعلى المكون السياسي الحاكم ان يطبق الدستور كما هو وليس كما هم يريدون. لان عكس ذلك سيؤدي إلى اضعاف التجربة السياسية مابعد ٢٠٠٣وصولا إلى انهيارها.



2
مأساة النازحين والمسرح السياسي

بشرى الكيكي

أن الاوضاع العامة التي يرزح تحت  وطئها  النازحون  في المخيمات  صعبة جدا وان دور المنظمات الانسانية محدودة وموقف حكومة كوردستان تجاههم مشهود له،  أما موقف الحكومة المركزية اتجاههم مخجل جداً ومطالبة الحكومة للنازحين بالعودة ليكتمل المسرح الانتخابي.           
 النازحين واجهوا الأوضاع المتردية في المخيمات لعدم وفرة اللوازم الاساسية للحياة واستخدامهم الأدوات البسيطة والقديمة لتحضير الغذاء وتوفير الماء واستخدام التدفئة البسيطة البدائية لتجاوز برودة الشتاء او حرارة الصيف.
اي ان المجتمع النازح عاد مئات السنين إلى الوراء جراء الحروب وماترتب عليها من نزوح قسري.
  اما موقف حكومة كوردستان كان موقفاً مشرفاً نبيلاً لانها قدمت المساعدات بالامكانيات المحدودة  لها في ظل الظروف السيئة التي يعيشها الاقليم والحروب العسكريه والاقتصادية والنفسية التي واجهها الا ان اقليم كوردستان اصبح موطناً  لمن سكن الموت وطنه واحتضن النازحين بكافة مكوناتهم ، وجدوا  في كوردستان ملاذاً اَمناً لهم. فبدلاً من أن تكافيء الحكومة المركزية الاقليم على مواقفه النبيلة تجاه النازحين ومقاتلتهم لداعش طوال سنين ومنعه  من دخولهم إلى الأراضي العراقية و الكوردستانية نجدها تنكرت للجميل واعلنت الحرب ضد الاقليم بكافة انواعها.ونسيت بان كوردستان هو السور المنيع الحامي لشعوب ودول الجوار..             
اما المساعدات من جهة المنظمات الانسانية لم تفي بالغرض وذلك لعدم مراقبة الجهات المعنية التي تقوم بتسيير وإيصال المساعدات بالشكل الصحيح ومدى نزاهتها بتوزيعها وعدم التلاعب بها هذا يعتمد على مدى حرص الحكومة او تقصيرها بمهامها تجاه شعبها النازح.
لم تقدم الحكومة المركزية  اية مساعدات طوال فترة النزوح ولحد الان وكانهم ليسوا بشعوبها.
والان وبعد فتح الطرق نجد أن إعداد النازحين ارتفعت وذلك لقدوم العوائل التي كانت تحت سيطرة داعش ووجدت لها فرصة ذهبية بان تأتي إلى الاقليم هرباً من الوضع البائس خلال فترة سيطرة داعش وبعدها
وبعد هذا كله تطالب الحكومة النازحين بالعودة إلى مناطقهم  من أجل إتمام العملية الانتخابية والادلاء باصواتهم فكيف يتسنى للنازحين العودة  الى ديارهم وقد أصبحت كومة من الرمال والحطام وانعدام الخدمات بكافه انواعها؟
كيف يعودون وقد سكن اشباح الموت مدنهم سابقا والان الحشد الشعبي ولايوجد جسراً او حائطاً او مرقداً او بناية الا واصابها الدمار الكامل.
على الحكومة أن تكون واعية وحكيمة بمافيه الكفاية وان تقوم بتوفير الامن اولا والاستقرار ثانياً وتقدم الخدمات اللازمة للحياة اليومية في المدن  ثم مطالبة النازحين بالعودة إلى مدنهم. والأهم من ذلك كله هل أن ثقة الشعب وفكره ونظرته  تجاه الحكومة متينه ؟
وبعد كل هذه الكوارث التي واجهوها طوال فتره قيادتهم وحكمهم للعراق  وماترتب عليه من ضياع ونزوح ودمار بان يتورط مرة اخرى ويعطي صوته لنفس الوجوه والشخصيات التي لعبت اشنع الادوار على المسرح السياسي  العراقي لجر البلد إلى الهاوية وخيروا النازحين بخيارين احلاهما مر اما البقاء بالمخيمات او العودة الى الحطام والدمار والقتل من جديد وتتكرر حلقات المسرحيه التراجيديه المؤلمة

3
المسؤولية المسؤولة

بشار الكيكي
رئيس مجلس محافظة نينوى


بما ان المسؤولية ناتجة عن الاستحقاقات الانتخابية والترشيحات عبر الأحزاب والكيانات السياسية فإنها ستكون نتيجة حتمية لعقلية وأسباب الترشيح ومن يقف وراءها والغاية منها. وهنا أودّ باختصار ان أسجل بعض الملاحظات :

١- الأسباب الاجتماعية والعشائرية والطائفية ، لها دور في اختيار المرشحين وهذه نقطة سلبية جدا.

٢- الأسباب الاقتصادية من الجانبين من حيث المصلحة المشتركة وتكون سلبية جدا عندما تتجاوز المصلحة العامة.

٣- بسبب تركيبة الأحزاب والكيانات السياسية لحد الان لم نلمس مستوى متطور من الأداء التنفيذي والتشريعي والرقابي وأثرت الأسباب في النقطتين أعلاه على اداء هذه السلطات بالكامل.

٤- من مسؤولية المسؤولين ان يعلنوا عن خططهم بشكل واضح وشفاف للمواطنين حتى تتمكن كافة الجهات الاخرى المسؤولة من متابعة هذه الخطط في جميع مراحلها وتسمى حينها بالتخطيط والشفافية.

٥- تكونت طبقة معينة من المهتمين بالشأن السياسي يعرفون قواعد اللعبة بكافة اشكالها وتمكنوا من التلاعب بمشاعر الناخبين او المؤيدين وحتى التحايل عليهم.

 ٦- لايوجد حاليا أية معطيات او مؤشرات مقنعة بتغيير الواقع الحالي الا في نطاق ضيق جدا حيث لازال التخوف والاسترزاق الحكومي او الحزبي والمصالح الضيقة والطموحات الغير مستقرة هي الأساس في الدخول بهذه العملية.

٧- من المهم جدا ان يضع المسؤول تجربته بسلبياتها وإيجابياتها امام التقييم الموضوعي كمساهمة أساسية في تمكين المواطنين من فهم ابعاد العملية السياسية ومخرجاتها.

٨- المسؤولية فرصة عظيمة جدا عندما تدار بروح الفريق الواحد بعيدا عن المجاملات او المؤامرات فلا يمكن ان يكون التقييم عادلا اذا لم تكن هنالك معايير شفافة وواضحة مع الأخذ بنظر الاعتبار الدوافع والخلفيات.

٩- يمكن للمسؤول ان ينجح الى حد ما عندما يكون جاهزا ذاتيا ويتم توفير الظروف الموضوعية له ولقد أكدنا على موضوعين أساسيين وهما المسائلة والشفافية اللتان تعتبران من اركان الحوكمة. فالحوكمة هي نتاج تفاعل وظيفي بين اطرافها او مكوناتها الثلاث ( الدولة. القطاع الخاص . المجتمع المدني ).واركانها هي - المسائلة - الشفافية - العدالة وتكافؤ الفرص - تمكين المواطنين - التشاركية المجتمعية.


4
تنمية الشراكة المجتمعية لمستقبل مستقر

بشار الكيكي
رئيس مجلس محافظة نينوى


-  الصراع العميق   

هناك صراع عميق وقوي بين المكونات العراقية وهي نتاج صراعات قديمة  استمرت طويلاً  لعدم وجود إرادة جماعية في بناء دولة المواطنة الحقيقية.
مرحلة مابعد ٢٠٠٣ لازالت تبحث عن ملامحها وهي غير مستقرة فمحاولات السيطرة المركزية أقوى واكبر من محاولات الشراكة المجتمعية وان كافة مشاريع المصالحة فشلت في ترسيخ روح المواطنة الحقيقية في نفسية الفرد العراقي والسبب الرئيسي هو غياب العقلية المدنية الواعية الغير متأثرة بإغراءات السلطة وغلبة العقلية السلطوية،  فماجدوى استخدام القوة العسكرية اذا لم تكن هناك حلول جذرية مجتمعية تنتزع فتيل الأزمات في بداياتها ؟
الحلول تكمن اولا في استبعاد التقسيم المسبق لمواطني البلد الواحد على اسس دينية وقومية وطائفية، والعودة الى تكريس مفهوم المواطنة المتساوية في الاعلام والمناهج والقوانين،والحياة بشكل عام.
الازمات  في العالم العربي والاسلامي عموما تكمن في طريقة التفكير وليس في البشر،لان البشر يولدون احرارا بلا احقاد ولاكراهية تجاه الاخرين إلا انه يتم تلقينهم في البيت والمدرسة ودار العبادة ومناحي الحياة الاخرى. وهذا يعني ان الارضيّة مناسبة جدا لنمو التطرّف الفكري المركب.

- الحلول السياسية غير مجدية

الأحزاب السياسية وواجهاتها من المنظمات والاتحادات والنقابات تليها  القوات العسكرية لم تنتهج استراتيجية شاملة لبناء السلام والاستقرار ولم يعد اجراء الانتخابات يجدي نفعا سوى ان إجراءها أفضل من عدمها ومع الأسف الشديد ان الأحزاب لم تكن جريئة وصريحة في التفاعل مع المواطنين وكانت ولازالت غايتها الكسب الانتخابي اولا.
ان العراق يمتلك موارد متعددة بحيث تمكنه من توفير مستلزمات العيش الطبيعي لمواطنيه. لكن الأحزاب أنتجت صراعات جديدة في المجتمع وقسمت المقسوم وظهرت طبقة جديدة من السلطة المجتمعية بغطاء حكومي وحزبي. إذاً لابد من تعزيز دور القضاء وتخصيص موازنة كبيرة للصحة والتربية والتعليم العالي والرعاية الاجتماعية وهنا يكمن دور الأحزاب في توعية المواطنين ولكن قبل ذلك يجب على قيادات هذه الأحزاب مراجعة عملية إعداد الكوادر المجتمعية القادرة على توعية المواطنين بحقوقهم وليس الضحك عليهم.
ان غالبية الأحزاب السياسية تعاني من ضعف إعداد الكوادر ومعاييرها في التقييم لاتنسجم مع الواقع الحالي لأن المصلحة الشخصية هي الغالبة ويمكن تعزيز دور الأحزاب بالانفتاح على الشباب الواعي.

 _ السلام والنزاعات المسلحة

إنهاء النزاع المسلح لايعني بناء السلام وانما يعني معالجة حالة معينة من الخلافات وعندما نتكلم عن بناء السلام فنحن نعني السلام المستدام.
ان المعايير المتبعة في تثبيت أسس السلام الدائم بحاجة الى تطبيق فعلي وارادة حقيقية لانهاء حالة اللا استقرار  في مجتمعنا وهذه الارادة بحاجة الى حقنها بالوعي والمعرفة والاساليب الحديثة في ترجمتها الى واقع مستقر غير قابل للتدهور مستقبلاً وهذا يعني ان المنظومة الفكرية الحالية غير مهيئة فعلياً لمثل هذه الاجراءات المصيرية بسبب قوة وعمق تداخل وتدخل السياسة الخارجية في الحالة العامة للبلد، اضافة الى انتشار الفساد في اغلب المفاصل ناهيك عن وجود قوى مستفيدة من الاوضاع القائمة لا ترغب بالتغيير لاسباب عديدة وهذه الرغبة هي العقبة الخفية التي تعيق مسيرة الاصلاح وارساء السلام الفعلي وهنا يأتي دور الشباب الواعي والطبقة المثقفة في تغيير هذا الواقع وهذا الفكر لآفاق أخرى  بعيدة عن التدهور قريبة من الاصلاح الشامل الذي يضمن الانتهاء من هذا الوضع والبدأ بسلسلة من الاجراءات المجتمعية لتغيير الطريقة والاساليب الباهتة التي آثبتت فشلها طوال العقود المنصرمة .
_ ما المطلوب ؟
مما سبق نجد بأن المرض مستفحل او في طريقه الى الاستفحال وهذا الامر يتطلب مراجعة شاملة لطريقة المعالجة السياسية التي تتبعها الحكومة والاحزاب وايجاد طرائق عملية لعلاج الوضع القائم بكل تداعياته حتى وان تطلب ذلك تأخير اجراء الانتخابات بهدف وضع خارطة طريق شاملة للاصلاحات يكون هدفها والمحور فيها هو تحسين وضع المواطنين المعيشي و الأمني.

5
المكون العربي في كوردستان تعزيز للاخوة والتعايش
بشار الكيكي
رئيس مجلس محافظة نينوى

لم تتمكن السياسات القديمة والجديدة ، الرسمية وغير الرسمية من التأثير على عمق العلاقات الكوردية العربية باعتبارهما المكونين الرئيسيين في العراق. لا اريد ان اوغل في التاريخ ولكن سأتطرق الى مرحلة احتلال داعش للموصل ومناطق اخرى وكيف احتضن اقليم كوردستان حوالي مليوني نازح من المكون العربي وكيف حررت البيشمرگة مناطق عديدة للمكون العربي في كوردستان، وهم ينعمون الآن بالأمن والأمان وكل الاحترام والتقدير. كوردستان يتجه نحو دولة مستقلة كحق طبيعي منصوص عليه في العهود والمواثيق الدولية وبدون مزايدات ولايحتاج الامر الى توضيحات اصلا. ولايحتاج الى أخذ الإذن من أية جهة ، بل ان كوردستان سيجري الاستفتاء الذي كان من المفروض ان تجريه الحكومة الاتحادية فهذا الامر من مسؤوليتها أساسا لتنفيذ المادة ١٤٠ الدستورية ولكن تم تسويفها.كوردستان سوف يستفتي شعبه من كل المكونات، الكورد والعرب والتركمان والمسيحيين (السريان والكلدان والاشوريين ) والشبك والايزيديين والكاكائية وكل من يشعر بانتمائه الى كوردستان. اي بمعنى ان الاقليم يحترم رأيهم ويستفتيهم في اهم موضوع مصيري مرتبط بحاضرهم ومستقبلهم وهذه بداية جدا مهمة لدولة تتجه لإرساء أسس الديمقراطية في منطقة ملتهبة ومليئة بالمتناقضات والمشاكل. انا ادعو كل المكونات وبالذات المكون العربي والعشائر الأصيلة الى المشاركة الفعالة والحقيقية في الاستفتاء وممارسة هذا الحق الإنساني لأنني واثق تماما بأنهم سيكونون معززين ومكرمين في كوردستان اكثر من أية منطقة اخرى سيما وان كوردستان احتضن المناضلين منهم على امتداد المراحل السياسية كافراد وأحزاب. والكثيرين منهم سابقا وحاليا اعضاء في الأحزاب الكوردستانية وهنا أودّ ان أشير الى نقطة مهمة جدا وهي كيفية معالجة آثار احتلال داعش للموصل وتداعياتها وتورط البعض من أفراد العشائر فيها ووجود نازحين من القرى العربية في مناطق الاقليم ، فان هذا الامر في طريقه الى المعالجة الدقيقة وهنالك توجيه مباشر ورسمي من الرئيس البارزاني لتسهيل أمور عودتهم ولا اريد الخوض في التفاصيل.ان كوردستان ستكون دولة مدنية تعتمد المواطنة في تثبيت الحقوق والواجبات بدستورها لذلك سوف لن تكون فيها أية صراعات قومية او مذهبية وإنما حراك سياسي مدني يفتح الطريق للكل في الدخول والمشاركة السياسية.ان الاصوات النشاز الداعية الى اجهاض عملية الاستفتاء يجب عليها ان تنصاع لصوت الشعب الكوردستاني وارادته واصراره ، هذا الشعب الذي قدم التضحيات طوال عقود من الزمن فكل هذه المكتسبات لم تنجز اعتباطاً انما أتت بدماء وتضحيات كبيرة وهذا ما دعا اليه الخالد مصطفى البارزاني الذي أسس لبنات مشروع الاستقلال عبر نضاله الطويل.ان كوردستان الدولة المنتظرة ستكون انموذجاً حياً للدولة المتحضرة ومصدرا للاستقرار ومن الله التوفيق.
بشار الكيكي
رئيس مجلس محافظة نينوى

6
التعايش الإيجابي والثقافة المفقودة

بشار الكيكي - رئيس مجلس محافظة نينوى
لا يزال العراق هذه الدولة الحديثة التي أسسها الحلفاء في العشرينات تعاني من عدم وجود أساس متين للتعايش بين المكونات والدليل على هذا ان العراق لم يعرف الاستقرار المستدام  منذ تاسيسه الى الان ، سواء بين مكوناته او مع دول الجوار. والاسباب كثيرة لكن النتيجة واحدة وهي عدم الاستقرار.
 الثقافة السائدة في العراق هي ثقافة عدم الاعتراف بها أو حلها بالقوة وبفرض الإرادات والتنصل من الوعود والاتفاقات وحتى التعايش يراد له ان يكون اجباريا ، لذلك سوف لن يكون هنالك استقرار وتنمية مستدامة على المدى المنظور، هنا يجب علينا ان نعترف بوجود المشاكل كما هي،  ونبتعد عن التمنيات والاحلام والمجاملات. فمثلا الشعب الكوردستاني ليست له علاقة بالصراع المذهبي والطائفي في العراق ولايريد ان يكون جزءا منها.
ان تجربة اقليم كوردستان نجحت بالرغم من كافة المشاكل الداخلية والخارجية ولابد لهذه التجربة ان تستمر ويجب اعتبارها  انموذجا يحتذى به في العراق خاصة ، لانها لازالت تجربة عراقية وطنية.
اقليم كوردستان سوف لن ينتظر اكثر في سبيل إمكانية دمقرطة المجتمع العراقي الذي يرزح تحت ظل الصراع المذهبي ووجود مفاصل أقوى من مؤسسات الدولة وعدم تطبيق الدستور بالشكل المطلوب.
علينا ان نعترف وبكل وضوح بماهية المشاكل ومعالجتها سلميا فهنالك تجارب عديدة في العالم نجحت في ذلك ومنها جنوب السودان وتيمور الشرقية والبوسنة والهرسك وغيرها.
 نحن نخسر وقتنا في المهاترات والتجاذبات الفارغة وننسى او نتناسى اصل المشاكل ونتهرب منها او نبرر الرفض ، ان اصل المشاكل يكمن في عدم  تثبيت وممارسة حقوق المواطنة المتساوية بشكل كامل بالرغم من وجود الدستور الذي ينص عليها.
 نحن نطرح الكثير من الأفكار الإيجابية في قاعات الاجتماعات والمؤتمرات لكن العمل على إشاعة ثقافة التعايش الإيجابي تكاد تكون مفقودة ،  نتيجة لعدم وجود حراك مدني حقيقي على كافة المستويات. وهنا يطرح  السؤال نفسه، من هو الاقدس ؟  حقوق الانسان ام الايديولوجيات ام الاراضي والحدود والسيادات ؟
 تنظيم داعش الإرهابي اجاب عن كل ذلك وشكل دولته الخرافية على حساب حدود وسيادة دولتين وهي ان كلها لاشيء ولذلك الكل خسر الشيعة والسنة والكورد وتعرضت المكونات الى الإبادة الجماعية وما يزال التعاطي الثقافي والسياسي مع هذا الامر غير واضح المعالم بسبب ثقافة التعايش الإيجابي المفقودة.
من خلال متابعاتي وبحكم مسؤوليتي توصلت الى قناعة كاملة بأننا نعرف ماهي المشكلة ولكن هنالك شيء ما في النفوس يمنعنا من معالجتها بالطرق السلمية والتسويات الإيجابية وهنا أتألم على ماحل بالضحايا كانوا وقودا وقودا لهذه الصراعات التي لاتنتهي. واتألم أكثر بأننا لا نعرف كيف سنواجه المستقبل ، الانتخابات أصبحت مجرد وسيلة لشرعنة النفوذ القائم على القوة وليس الحراك المدني ورؤية شاملة للتنمية والحوكمة ، لذلك انا ادعوا الى حل كافة المشاكل بالمصارحة والمكاشفة وبنية الحل والعلاج الحقيقي وانقاذ كرامة الانسان لانه أقدس مافي الوجود وهو من كرمه الله وسخر له الارض ومن الله التوفيق.

7
المنبر الحر / التعايش الإجباري
« في: 23:00 06/04/2017  »
التعايش الإجباري
بشار الكيكي
رئيس مجلس محافظة نينوى
تداعيات قرار رفض علم كوردستان في كركوك من قبل مجلس النواب ، اثبتت من جديد فشل كل الجهود الرامية الى ارساء أسس ثقافة التعايش والتآخي فبالرغم من وجود عدو مشترك لجميع اطياف ومكونات العراق وهو داعش ، الا انه لم يؤدي ذلك الى نتائج ملموسة في تقبل الاختلافات وهذا بحد ذاته يعد تراجعا كبيرا في كافة الخطابات والمفاهيم التي يتداولها السياسيون الحكام أي بمعنى ان التعصب المركب ما يزال موجودا ولم تفلح جهود المجتمع المدني في التخفيف من حدته، فمجلس النواب وضع هذه القضية في أولوياته بفترة قياسية مع وجود قضايا تعتبر مصيرية لم يتطرق اليها ولو حتى بشكل خجول فكان من المفروض مناقشة كيفية تطبيق المادة ١٤٠ من الدستور وكذلك انتخابات مجلس كركوك وكان من الممكن عدم تعقيد موضوع العلم والإبقاء عليه ضمن حدود المحافظة ومكوناتها ومنحهم الفرصة للتفاهم ومعالجة الموضوع محليا وضمن صلاحيات الحكومة المحلية لكركوك ولكن بالعكس أصبحت مادة للمزايدات والدعاية الانتخابية المبكرة ، ان قرار مجلس النواب يؤكد مدى الحاجة الى تعميق الحوارات وتفعيلها بشأن القضايا العالقة وعدم تأجيلها اعتمادا على العامل الزمني كما هو الحال في كل الأنظمة والحكومات العراقية ، فقضية كركوك محورية كالقضية الفلسطينية بالنسبة الى كوردستان. اضافة الى ذلك تقع مسؤولية الحكومة الاتحادية في معالجة مسألة المناطق المتنازع عليها والتي أخفقت فيها بامتياز.
حكومة كركوك المحلية تمثل الشرعية الدستورية في طرح الموضوع وحسمه وهي قد طبقت القانون مثلما تعامل مجلس النواب، ان استمرار الصراع على المناطق المتنازع عليها الى اجيال اخرى تعتبر  كارثة إنسانية يتحملها مجلس النواب والحكومة الاتحادية بالدرجة الاولى، انا اعتقد ان بإمكان مكونات كركوك الاتفاق على مستقبل المحافظة سيما وان قوات البيشمركة قد حافظت على كركوك من السقوط بيد داعش وتعاملت مع كل المكونات بنفس واحد وبالامكان الاستفادة من تجربة كوردستان في التعايش والسلم الأهلي بين المكونات وكذلك مستوى التنسيق الراقي بين الجيش الاتحادي والپيشمرگة في محاربة داعش. ان التوجهات الحالية على مستوى الحكومة الاتحادية ومجلس النواب مخيفة جدا فهنالك تراجع كبير في اللامركزية الإدارية ونتائجها ستكون كارثية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، اضافة الى مشكلة داعش والمصالحة السياسية. وهنا اود ان أشير الى نقطة مهمة جدا وهي ان رفع العلم الكوردستاني في كركوك الكوردستانية لم يغير من واقعها الأمني والديموغرافي وإنما صحح خللا في تطبيق المادة ١٤٠ المتعثرة من الدستور وكركوك تمثل نموذجا لإقليم كوردستان مصغر بكافة معانيه ولهذا فان كافة الكتل الكوردستانية بالرغم من الخلافات الكثيرة فيما بينها فإنها قررت توحيد موقفها ورفضت قرار مجلس النواب مثلما وحدت العرب شيعة وسنة موقفها ضد الكورد وهذا يعني ان هنالك توجها واضحا بعدم معالجة مشكلة كركوك والمناطق المتنازع عليها وحتى ان الانتخابات لم تجري في كركوك من هذا المنطلق. ان خطورة الامر تكمن في التفكير السلبي السائد وفرض الإرادات وهذا يعني عدم خلق الارضيّة للتعايش والسلم المجتمعي والسؤال هو هل يمكن ان يتم فرض التعايش الإجباري؟.
ان موضوع اجراء الاستفتاء وتقرير المصير حق كفله الدستور والمواثيق الدولية. لنكن صادقين مع أنفسنا هل نتقبل بَعضُنَا البعض مثلما نحن ام حسب مايريده الاخر. ان الانسان أقدس من الارض والقانون فلنحترم الانسان وكرامته التي وهبها له الله سبحانه وتعالى وليس البشر.


8
مابعد داعش ومرحلة الاعمار

بحكم المسؤولية أود أن أوضح لأهالي نينوى جميعا بأن الحكومة الاتحادية كانت ولازالت بخيلة جدا في دعم نينوى ونحن في حكومة نينوى المحلية لم ولن ندخر جهدا في طرق كافة الابواب السيادية من اجل ليس فقط الحصول على الدعم المادي لاعادة الاستقرار واعادة الاعمار ولكن حتى مستحقات المحافظة لم تصرف .
ان الحكومة الاتحادية تتعامل مع نينوى كالطبيب الذي يتعامل مع المريض بالمسكنات والجرعات ولم تكلف نفسها للتعامل مع الوضع الجديد من منطلق اخر ينسجم مع الواقع الجديد بحيث يؤدي الى محو جرائم وآثار داعش التخريبية .
هناك مناطق كثيرة من نينوى منكوبة منها سنجار وسهل نينوى ونفسها الموصل منكوبة، لدينا اكثر من ٣٠ جسر مهدم منها الرئيسية والشوارع تضررت بنسبة ٩٠ بالمائة اضافة الى القطاعات الاخرى فبلدية الموصل كانت تمتلك نحو ٧٠٠ آلية الان لديها حوالي ٢٠ فقط.
ان بلدية الموصل تعمل في الأيسر من خلال ٢٥عاملا فقط ولم تدفع اجورهم منذ شهرين. ولاتوجد موازنة تشغيلية لكافة الدوائر الخدمية وناقشنا وطرحنا هذه المواضيع واُخرى على المؤتمر الاول لاعمار نينوى وكذلك الدكتور العبادي في لقائنا الاخير معه.
هنا ومن منطلق المسؤولية التاريخية ونحن نعيش في هذه المرحلة الحساسة وبعيدا عن المزايدات والمشاريع الانشائية أود أن أوضح مايلي :
1- نينوى لم تستلم موازناتها للعامين 2014-2015
2- نينوى لم تستلم من موازنة 2016 سوى 7‎%‎
3- موازنة نينوى لعام 2017 لا تتجاوز ( 50 مليار ) وخصصت للمشاريع المستمرة، بمعنى آخر لا توجد موازنة اصلا لهذا العام .
السؤال هنا هو ماهو الحل ؟
طبعا لدينا منافذ محددة وهي :
1- صندوق الاعمار الاحادي لم يصرف اي مبلغ للمناطق المحررة منذ تشكيله قبل عامين ولحد الان.
2- مشاريع UNDP بسيطة جدا ولا تتعدى المشاريع الاغاثية ولدينا ملاحظات على البعض منها ومع ذلك نشكرهم جدا. لذلك اود ان اؤكد بان الوضع الحالي من حيث الاستحقاقات والخدمات لا ينسجم مع مستوى وحجم التضحيات التي تبذل من قبل القوات الامنية والمدنيين ولذلك اقترح على الجهات المعنية مايلي :
1- تفعيل قرار مجلس المحافظة بتشكيل صندوق اعمار نينوى وفصله عن صندوق اعمار العراق وذلك لفشله في دعم الاستقرار والاعمار في المناطق المحررة وتحديد نسبة من المنح الدولية حسب الكثافة السكانية ونسبة الاضرار لمحافظة نينوى وخاصة المناطق المنكوبة وبشكل مباشر وتحت اشراف الجهات المعنية الرقابية في الحكومة الاتحادية.
2- منح ضمانات سيادية لشركات رصينة مستعدة تعمل بالآجل للدخول في المشاريع ذات البنى التحتية وحسب الاولويات لكل وحدة ادارية وبمنتهى الشفافية والرقابة. 3- زيادة صلاحيات الحكومة المحلية وهيئة الاستثمار لجذب الشركات الرصينة وبكل شفافية سيما وان مجلس المحافظة نجح وبامتياز باقامة مصفى نينوى الاستثماري ودخل حيز التنفيذ وبدعم من الحكومة الاتحادية واستلم المصفى اول وجبة من النفط الخام ومقداره 40 الف برميل يوميا بالاضافة الى ان نينوى بيئة جاذبة للاستثمار في كافة القطاعات .
4- العامل الاساسي هو الاستقرار السياسي ورص الصفوف والحوار الجدي بين المكونات والكتل السياسية والمرور بمرحلة اجراءات العدالة الانتقالية لتعويض المتضررين من داعش ماديا ومعنويا وتوسيع اللامركزية الادارية وحسم المناطق المتنازع عليها عن طريق احترام ارادة اهاليها والاخذ بنظر الاعتبار التضحيات التي قدمتها قوات البيشمركة والقوات الامنية الاخرى وحل المشاكل العالقة بالحوار والتفاهم ولدينا خطة استراتيجية خمسية تمت دراستها بمساندة من مجموعة الشركاء الدوليين البريطانية ( مجموعة من البرلمانيين البريطانيين ) وسيقرها المجلس بالسرعة الممكنة لتدخل حيز التنفيذ وتكون خارطة طريق لمرحلة مابعد داعش.
5- نحن نحترم ونقدر كل الجهود والاقتراحات التي تبذل وتقدم هنا وهناك ولكننا بحاجة الى التركيز على وحدة هذه الجهود وعدم تشتيتها وشخصنتها سيما وان حملة الانتخابات بدأت مبكرا بالنسبة للبعض حيث لايمكن تجاوز المؤسسات الشرعية والدستورية تحت اية ذريعة كانت ولا ندعي النجاح في مساعينا لانها تتوقف على مدى الاستجابة من الطرف الاخر وهي الحكومة الاتحادية ولكن بالتاكيد اولويتنا جميعا هي دحر داعش عسكريا وفكريا ومن ثم الدخول في مرحلة اعادة الاستقرار واعادة الاعمار هذا هو واقع الحال ومن الله التوفيق .

بشار الكيكي
رئيس مجلس محافظة نينوى

9
صنع السلم المجتمعي في نينوى مسؤولية تضامنية
بشار الكيكي
رئيس مجلس محافظة نينوى

التأسيس لمرحلة جديدة
من خلال استقراء الوضع وتحت ظلال الاحتمالات المتعددة لمستقبل نينوى، اصبح لزاما علينا جميعا ان نبحث عن أدوات ومستلزمات ومكونات صنع السلام وتلقيح الفكر الجمعي بلقاح المعرفة التي يسبقها الاصرار على تغيير الواقع المعاش من حالة الخراب الفكري الى الحالة السليمة التي تقوم على بنيانها المجتمعات المتحضرة المسالمة، وعلى قاعدة متينة تؤسس لمرحلة جديدة من تاريخ المحافظة لتصبح انموذجا حياً قد يغير خارطة الشرق الأوسط ككل ويمهد لسلام واستقرار شامل بصيغة متكاملة في المنطقة عموماً، مع الاخذ بنظر الأعتبار دينامية الثقافة التي تستند على تقويم السلوك والسمة الثقافية الجمعية في المجتمع لنصل الى مرحلة الاستقرار في التكوينات النفسية وتنظيم الظواهر الثقافية وتعزيز الانسجام مع روح الدستور والقوانين النافذة.

السلام يصنع ولا يمنح
من خلال تجربتي المتواضعة ونشاطاتي في دعم منظمات المجتمع المدني وفعاليات بناء السلام بالتنسيق مع المنظمات الدولية المتخصصة فإنني توصلت الى قناعة مفادها بان السلام يصنع ولايمنح، كماهو الحال في مفهوم الحرية والحقوق اللتان تنتزعان ولاتمنحان،  وصناعة السلام صار أمراً مهماً في عالم يضج بالمشاحنات والنزاعات والخلاف الفكري بشقيه المنظم والعشوائي.

المسؤولية التضامنية
ابتداءً علينا ادراك حقيقة واضحة تتجسد في الاعتراف بأن صناعة السلام مسؤولية تضامنية وهي بحاجة الى ادارة وتنظيم مؤسساتي وارادة مدنية قوية وإشراك كافة الفعاليات الاجتماعية. وما ألاحظه بشكل عام هو وجود مؤشرات لتسييس السلام اكثر من المشاركة الفعالة لبناء قاعدة متينة للسلم الأهلي والمجتمعي ومع انني اعتبره خطوة إيجابية نحو الهدف المقصود ولكن تبقى احتمالات الفشل قائمة عندما تتعارض المصالح الضيقة على حساب السلم العام وفي نفس الوقت لايمكننا تجاهل دور الأحزاب والكتل في بلورة رؤية شاملة في اطار عمل مشترك لبناء السلام وأتمنى منها ان تركز على هذا الموضوع وتضعه على قائمة برامجها واستراتيجياتها وتشكل لجان وأقسام ضمن هيكلياتها لمتابعة هذه النشاطات. حتى المتضررين يمكنهم ان يلعبوا دورا بارزا في صنع السلام من خلال مبادرات اجتماعية ذات طابع انساني حيث ان عربة السلام تسير على إطارين،  الاول هو فرض القانون من خلال اجراءات العدالة الانتقالية، والثاني هو التوعية الشاملة التي تبدأ من البيت الى اعلى هرم السلطة وكانت لولاية باليرمو ( جزيرة صقلية ) الايطالية تجربة ناجحة في هذا المجال عندما واجهت عصابات المافيا ونجحت في القضاء عليها.
 
دور النخب المجتمعية
ان السلام صناعة مجتمعية شاملة يجب ان يشارك في صنعه كل أفراد المجتمع لانه مع الاسف الشديد فان قاعدة السلم الأهلي في المنطقة هشة وان ماارتكبه داعش من جرائم إبادة جماعية دليل قطعي على هذا الامر، والنخب مطلوب منها الانخراط في هذه الجهود دون استغلالها لأغراض شخصية او سياسية لان صنع السلام تحدي كبير جدا ويتطلب جهدا كبيرا وفترة معقولة وان تجارب العالم تبين لنا بانه لامستحيل في إنجاز هذا التحدي لان الجميع سيستفيدون من ثماره. انا ادعوا كافة النخب الثقافية والاكاديمية الى تخصيص جزء من وقتهم وإمكاناتهم لتنمية ثقافة السلام والوئام وتحمل وتقبل الاخر المختلف، وعدم الاكتفاء فقط بالتركيز على اعمال الحكومة والإدارة واهمال الجانب الثقافي والاجتماعي والاقتصادي لان المثقفين والمفكرين هم أدوات فعالة في احداث التغيير المنشود وهنالك نماذج كثيرة يمكن الاشادة بها والاشارة اليها وهي مهمة وتحدي صعب جدا ولكن لاتوجد خيارات اخرى وحتى السياسية فشلت في تناول هذا التحدي بشكل حقيقي بسبب المصالح الضيقة. واؤكد بان لاقيمة للسياسة والسياسيين اذا لم يتركوا تأثيرا إيجابيا في ترسيخ مفاهيم ومقومات السلم والوئام المجتمعي وانا أودّ ان أشير الى نقطة مهمة جدا وأعرب عن اسفي الشديد بان المؤسسات التربوية والجامعات وحتى الاعلام الموجه لم يلعب دورا أساسيا ومهما في مواجهة هذا التحدي وبقيت الجهود فردية وخجولة ومشتتة ولذلك ادعوا الى تبني استراتيجية شاملة لتعزيز التسامح والوئام وثقافة حقوق الانسان ونحن في رئاسة مجلس محافظة نينوى نتشرف بان نكون شركاء حقيقيين لدعاة السلام والوئام والتعايش السلمي في نينوى سواء مع المنظمات الدولية او المحلية او الفعاليات والنشاطات الاجتماعية بشكل عام..

تنبيهات
ان الخطر الذي نواجهه في مرحلة صنع السلام يتمثل بالنزاعات التي تحدث باسم حقوق الانسان والديمقراطية والسلام، فلا يمكن للحروب التي تصاغ تفاصيلها في الخفاء وفي الغرف المظلمة أن تكون عاملا مساعدا لتأسيس السلام وترسيخه، فالحروب تصنع حروبا أخرى والنزاعات شبكة عنكبوتية معقدة لا يمكن الانتهاء منها والخلاص من تبعاتها الا بالحكمة والتروي والدراية والعمل الجماعي لصناع السلام، وبالتأكيد هناك من يحرض على الحروب ويروج لها من أجل مكاسب شخصية او فئوية وفي احيان كثيرة يبدأ هؤلاء باشعال فتيل الفتنة لصناعة حروب بحجة المظلومية او الايغال في التطرف او العنصرية  وعلى أولي الأمر والمجتمع عموما الوقوف بحزم أمام هذه الاجندات التي لا تهدف سوى لنشر الفوضى والخراب وتفتيت المجتمع.
السلام الحقيقي يتمثل بالبناء لا بالهدم، بالاستقرار لا باالحروب، بالعيش المشترك لا بالانانية، بالمحبة واحترام الآخر وتقبل الآراء المخالفة وحرية التعبير والتسامح تحت مظلة الانسانية، والتجارب الكثيرة التي شهدتها المنطقة دليل حي على فشل الثقافة المتطرفة والاستعلائية لذا فاننا بحاجة الى بناء جديد في الفكر الجمعي لافراد المجتمع بكل اطيافهم واديانهم وقومياتهم.
علينا البدأ من انفسنا أولا، ثم ننتقل الى الأسرة التي ننتمي اليها، بعدها نتشكّل في مجاميع واعية لتغيير التفاصيل السلبية في حياتنا قدر الممكن حتى الوصول الى مرحلة الاستقرار التام في مختلف الصعد والمجالات.

الاختلاف لا الخلاف
لا يمكن لنا أن نتجاهل العالم من حولنا بأي حال من الأحوال لأننا جزء لا يتجزء منه، وما يحدث هنا ينعكس عليهم سلبا أو ايجاباً والعكس صحيح، فنحن جميعا أبناء هذه الأرض التي نعيش عليها منذ قرون طويلة.
ان صناعة السلام لا يمكن أن تنجح وتعطي ثمارها بدون الركن الأهم منها والتي تسمى ( ثقافة السلام )، اننا بحاجة لنبذ ما اعتدنا عليه من افكار سلبية والانخراط في ركب التطور عن طريق اكتساب ثقافة السلام وتقبل الآخر بكل اختلافه، وهذا الأمر مهم لديمومة الحياة الطبيعية التي يتطلع اليها الانسان، علينا نشر هذه الثقافة بين افراد المجتمع ليقوم كل منا بمسؤوليته في هذا الأطار، فصناعة السلام هي حقا مسؤولية تضامنية لا يمكن لجهة واحدة ان تقوم بها لوحدها. 

10
داعش على شفير الزوال

بشار الكيكي
مما لاشك فيه أن تنظيم داعش الارهابي يعيش سكرات الموت ويتعرض الى تفكيك شامل في بنيته القتالية نتيجة للضربات المتتالية المنتظمة التي يتلقاها من قوات البيشمركة البطلة والجيش العراقي وقوات التحالف الدولي منذ بدأ عمليات تحرير نينوى، ناهيك عن الخطوات التي اتخذها المجتمع الدولي تجاهه منذ مدة والتي تتلخص بتجفيف منابع تمويل هذا التنظيم وتضييق الخناق عليه والرقابة الدولية على صفحات مناصريه في صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال المختلفة التي كان التنظيم يعوّل عليها في اقناع الشباب وجرّهم للانضمام الى هذا التنظيم الدموي وترويج افكاره المتطرفة.
هناك مؤشرات عديدة تخبرنا ان التنظيم على شفير الزوال في المنطقة وعلى هذا الأساس نستطيع القول ان تلك المؤشرات جلية للعيان بسبب الهزائم اليومية التي يتعرض لها التنظيم على ارض الواقع خلال عمليات تحرير نينوى فالتنظيم يخسر المنطقة تلو الأخرى يومياً ولا يستطيع الحفاظ على المناطق التي استولى عليها، والطوق المحكم الذي صنعته قوات البيشمركة والجيش والاجهزة الأمنية الأخرى تشير الى بداية النهاية لهذا التنظيم الارهابي، وأن الموصل والمناطق الأخرى التي ما زالت تحت سيطرته على موعد مع التحرير، ومن أهم مؤشرات انهيار تنظيم داعش :
1-   تفخيخ وتفجير المباني الحكومية والجسور.
2-   - إعدام عناصره الهاربين من جبهات القتال.
3-   اعتقال شباب الموصل بشتى الحجج الواهية
4-   تضييق الخناق على حركة الأهالي وإجبارهم على فتح المحلات في بعض المناطق
5-   -عدم دفع مرتبات عناصره لأكثر من أربعة أشهر.
6-    إطلاق النداءات في الجوامع الى شباب الموصل للتطوع في صفوفه والقتال دون جدوى
7-   -إرساله للانتحاريين وتكليف خلاياه النائمة للقيام بالاعمال الانتحارية.
8-    استخدامه للمدنيين كدروع بشرية.
9-   ترحيل الأهالي من قراهم.
10-    أخذ الأسلحة من عناصره عند تبديل الوجبات خوفا ونتيجة فقدان الثقة بهم.
لهذا كله علينا أن نساند اجهزتنا الأمنية وندعم العمليات العسكرية بكل الوسائل المتاحة، كما أننا يجب أن نضع أولويات عملنا لمرحلة ما بعد التحرير لأعادة الاستقرار ومن ثم اعادة البناء وطي هذه الصفحة القاسية التي عرقلت مسيرة التطور في مجتمعنا.



11
داعش والمسؤولية الاجتماعية
بشار الكيكي

مما لا شك فيه أن الاثار المترتبة على غزو الفكر المتطرف للمجتمع بحاجة الى مراجعة ودراسة لأيجاد آلية مناسبة تساهم في محوها واعادة الأمور الى شكلها الطبيعي، وهنا نتسائل عن مسؤولية الحاضنة الأجتماعية التي ساهمت في دعم هذا التنظيم وهذا الفكر ووفرت لهما بيئة خصبة وملاذ آمن، وأحدثت عجزاً واضحاً في كيفية اخراج الاعتدال من مستنقع التطرف دون خسائر واثار تنعكس سلباً على المرافق الحياتية في المدى الطويل.
من الأسئلة البديهية التي تتبادر الى الأذهان في هذا الشأن هي كالتالي :
1-    ماهي الآثار الاجتماعية الناتجة عن تصرفات وافعال وجرائم داعش وهل أن تلك الجرائم يمكن اعتبارها جرائم طبيعية يحاسب عليها القانون فقط أم انه يجب التصدي لها فكرياً وتحميل البيئة الاجتماعية والحاضنة والعائلة المسؤولية المشتركة من منطلق اعادة الثقة واللحمة والوئام الى المجتمع بأسره؟ يعلم الجميع أن ماقامت به داعش من جرائم ليست جرائم عادية لأن الكثير منها ترقى الى الابادة الجماعية ( الجينوسايد ) وبالتأكيد ستبقى عالقة في الذاكرة الجمعية للمكونات التي تعرضت الى هذا النوع من الجرائم وهذه مشكلة حقيقية تعرقل عملية اعادة الاستقرار والتعايش المشترك وعلينا الخوض في غمار المشكلة ومراجعة جذورها وتشخيص العلة كما يشخص الطبيب المرض لتحديد الدواء اللازم لها ومعالجتها بحكمة.
2-   ماهي الآلية التي يجب اتباعها في التعامل مع عوائل المنتمين الى هذا التنظيم المتطرف؟
3-   هل يجب علينا محاسبة المجتمع والعشيرة واقرباء الداعشي ايضاً وتحميلهم جزءً من المسؤولية أم علينا تهيئتهم للتصدي معنا لهذا الفكر وتأهيلهم لمحاربة التطرف بطريقة أو بأخرى ؟
هذه التساؤلات تحتم علينا البحث في جوهر المشكلة لأيجاد حلول وسبل مناسبة تمحي آثار الفكر المتطرف لداعش في مجتمعنا، ونحن متأكدون بأن المسؤولية يجب أن تكون جماعية أي أن المنطق يفرض علينا التعامل مع هذه المشكلة بواقعية وحرفية لأن المشكلة كبيرة وآثارها واسعة وعلينا احتواءها بشكل أو بآخر بعيداً عن العاطفة، كما أن علينا مصارحة بعضنا البعض للوصول الى مكامن الخلل وايجاد مخرجات واقعية لها، ولا يمكن أبداً أن ننسى معاناة المتضررين الحقيقيين ومدى تقبلهم لهذا الموضوع والأتجاه العام هو محاسبة داعش واقربائهم من الذين أيدوا أو سكتوا أو ساهموا في ازدياد هذه الجرائم بهذا الشكل الموجود حالياً، وعلينا الاستعجال في وضع حد لهذا الخراب.
من المؤكد ان العناصر المسيئة عليها ان لاتبقى في الواجهة ويجب أن يكون هناك محاسبة قانونية اضافة الى المحاسبة الاجتماعية، وكما اسلفنا بأن جزءً من المسؤولية يقع على عاتق العائلة والمجتمع،.
نستطيع هنا أن نحدد آلية الحلول بنقطتين هما :
1-   المحاسبة القانونية والاجتماعية.
تسليم المنتمين لداعش الى العدالة لمحاسبة هؤلاء حسب درجة الجرم وكما تنص عليها القوانين الدولية في هذا الموضوع .
2-    التوعية والتأهيل.
علينا ايجاد طرق لتأهيل المتورطين مع داعش من اقرباء الدرجة الاولى والثانية بحيث يتم توجيههم ببرامج توعوية وتثقيفية وخطاب ديني معتدل لمسح ذاكرتهم من الافكار السلبية الداعشية .
ان عملية التنمية الفكرية والمعرفية في مجتمعنا بطيئة جداً، ولا ترقى الى ماهو مطلوب للحاق بركب التطور العالمي، والمسؤولية في هذا التباطؤ تقع على عاتق مختلف المؤسسات وبالاخص المؤسسات التعليمية والدينية والمجتمعية التي كان من المفروض عليها ان تجد سبل افضل لنشر الثقافة السلمية وتطوير المجتمع بعيدا عن التطرف، ولهذا كله فان امامنا تحديات كبيرة في المرحلة المقبلة وعلينا جميعا ان نكون مهيّئين للمساهمة في تغيير الواقع نحو مستقبل اكثر سلاماً واقل تطرفاً وأشد حرصاً على نشر الوئام والعدالة بين المكونات والافراد.

12
عندما نبني السلام تنتهي الحروب

بشار الكيكي
رئيس مجلس محافظة نينوى

من منطلق مبدأ الوقاية خير من العلاج فانه لو تم صرف نسبة قليلة جداً من الوارد الشخصي للفرد على صحته  فان ذلك سيساعد بالتاكيد على تجنب صرف مبالغ كبيرة جداً على العلاج ساعة المرض وقد لايؤدي الى النتيجة المرجوة غالباً.
كذلك الحال بالنسبة للحرب والسلام والتناحر والصراعات المتعددة الابعاد ، فلو تم تخصيص  نسبة من الاموال العامة في اية دولة من اجل بناء السلام وصنعه ونشر ثقافة السلام والتسامح والتعايش بدلاً من صرفها على شراء الأسلحة فلن تكون هنالك حروب اصلاً ولن يكون هناك فساد .
ان قوة الدول والمجتمعات في السلم الاهلي، وليس في القوة العسكرية، وغالباً ماتكون القوات المسلحة أداة سياسية ان لم يكن النظام السياسي الحاكم ديمقراطياً بالشكل المطلوب.
اذاً النظام السياسي والقادة السياسيين والاجتماعيين عامة، مسؤولون مسؤولية مباشرة في توجيه الشعب نحو التعايش والتسامح وهذا الأمر يتطلب الشجاعة والجرأة وقوة الارادة ونكران الذات والاستعداد للتنازلات في سبيل المصلحة العامة كما انه يعتبر مصلحة انسانية عليا في كل الاحوال .
وهذا الامر ينطبق تماماً على المعارضة ايضاً حيث ان هنالك مشتركات ومصالح عليا لأية دولة أو مجتمع يجب ان لايتم تجاوزها بأي شكل من الاشكال او اذا اقتضى الامر طرح الموضوع المختلف عليه على الشعب ليحسم الموضوع .
ان للقيادات الدور البارز في احلال السلام بين الشعوب والدول والمجتمعات، والتاريخ يذكرنا بقادة عظام امثال غاندي ، مانديلا ، البارزاني وآخرون حيث اتخذوا من السلم قاعدة أساسية لنيل الحقوق والمطالبة بها ومايزال الرئيس البارزاني يسلك هذا المسار في قضية استقلال كوردستان العراق بالتفاهم والحل السلمي مع بغداد .
ان عملية بناء السلام اصعب من عملية صنع السلام لانها اوسع واشمل وتحتاج الى وقت اكثر ولذلك هي تعتمد على النظام السياسي الحاكم وارادته في ترسيخ وتغذية اسس بناء السلام المستدام والتي تبدأ من تحقيق العدالة الاجتماعية وسد الفجوات بين فئات المجتمع وتحقيق ادنى مستويات المعيشة والحفاظ على كرامة الانسان بكل الاحوال .
انا اعتبر كوردستان خير مثال على ذلك، لانها البقعة الوحيدة في الشرق الاوسط التي يمكن ان يعيش فيها اي شخص على اختلاف نوعه وجنسه وديانته بدون تمييز .
لذلك على المجتمع الدولي المحافظة على اقليم كوردستان وتجربته، ويمكن للعراق ايضا ان يستفيد من هذه التجربة في وأد الصراع الطائفي المذهبي المقيت .
ان الاصل في الانسان هو الخير وليس الشر ولا يمكن ان نعالج الاساءة بالاساءة او الكراهية بالكراهية او الحقد بالحقد كما قال غاندي، وكذلك عندما تم اطلاق سراح نيلسون مانديلا قال وهو يخرج من السجن ( علينا ان نضع الكراهية خلفنا والا سنبقى مسجونين للابد ) .
ويقول البارزاني الخالد ( نحن لانحارب العرب ابداً فالعرب هم اخوتنا ولقد عشنا معهم قروناً وسنظل نعيش معهم وبوسعنا ان نتعايش معهم الى الابد ) .
اننا نعاني من عدم وجود استراتيجية شاملة لبناء السلام في المنطقة بشكل عام بسبب عدم وجود ارادة حقيقية وتغليب المصالح الضيقة على الانسانية العامة ووجود مظالم بحق شعوب المنطقة ومنها اتفاقية سايكس بيكو التي جاءت على حساب شعب كوردستان والتي اثبتت فشلها حالياً بعد مرور مائة عام عليها .
لا يمكن ابدا تسييس السلام، فهذا يتناقض مع مبدأ الحفاظ على كرامة الانسان بدون تمييز وعلى هذا الاساس يجب ان نتعلم كيف نبني السلام والخطوة الاولى تبدأ من الذات الانسانية والعائلة ومن ثم تنتقل الى مفاصل المجتمع ونظام الحكم ونحن متأخرون جداً في هذا الشأن ونتحمل معاناة الاجيال القادمة اذا لم نتمكن من حل مشاكلنا فانها ستبقى لهم وعندها قد ارتكبنا خطأ فادحاً .


13
تسويق الافكار الانسانية الإيجابية
بشار الكيكي
رئيس مجلس محافظة نينوى

من خلال متابعتي لردود الافعال والتعليقات على مايخص الشأن العام بشكل عام، توقفت عند موضوع اعتبره مهماً جداً وهو كيفية الاستفادة التامة والايجابية من وسائل التواصل الاجتماعي واستثمارها في نشر ثقافة البناء الايجابي للفكر الانساني.
بالتأكيد موضوع حرية الرأي والتعبير لا يمكن المساس بها الا في حالة التجاوز على القانون الذي يحفظ حقوق وكرامة الانسان بكافة  ابعادها.
رحم الله العلامة د. علي الوردي الذي أسس قاعدة علمية لاجراء البحوث الاجتماعية على المجتمع العراقي مع التأكيد على عنصري الزمان والمكان دائماً.
ان الحراك الاجتماعي على مواقع التواصل الاجتماعي فرصة كبيرة جداً لنشر ثقافة البناء الفكري السليم والتصدي للأمور بالبحث والتقصي الهادف الى المعالجة الايجابية ، لذا فانني أدعو جميع المهتمين بهذا الشأن الى اجراء مراجعة شاملة للجانب الاجتماعي من الموضوع والعمل على الاتفاق على اطار عام للتفاعل مع كافة المواضيع التي تهم الشأن العام بحيث تؤدي الى التواصل الايجابي الفعال والمنتج الهادف الى البناء الفكري للانسان على قاعدة حسن النية وانني ادرك تماماً بأن القانون في مجتمعاتنا لم يتمكن لحد الآن من مواكبة هذا التطور السريع في العلاقات الانسانية التي تتحرك ضمن اطار العولمة .
ان الثقافة بشكل عام هو سلوك ووعي وممارسة فعلية لهذا السلوك وترجمة ذاتية للمعرفة المكتسبة التي تترسب في قاع الوعي لتنتج في النهاية تلك الشخصية التي يكونها الانسان ليتعامل من خلالها مع المحيطين به في المجتمع، ولا يمكن بأي حال فصل الثقافة المكتسبة من خلال التربية والتعليم والقراءة والثقافة الموروثة التي تتناقلها الاجيال في المحيط الواحد، ولكن يمكن الاستفادة من الثقافتين اثناء صناعة الشخصية ليتبلور الحس الثقافي المنتج في الوعي.
أن الأبواب المغلقة أصبحت في وقتنا الحالي مفتوحة بسبب انتشار سبل التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة نقل المعلومة والفكرة وايصالها الى ابعد نقطة ممكنة، وهذا الواقع الجديد خلق حالة من الفوضى بغض النظر عن كونها فوضى خلاقة أو هدامة، فالحالة العامة للمجتمع وثقافة الانسان فيه هما المحرك الاساس لتصنيع ودفع عجلة الحياة نحو المستقبل، وبالرغم من أن هذه المواقع هي نوع من الحياة الافتراضية التي قد توازي الحياة الواقعية مع الاختلاف، لكنها بالتأكيد تحمل ثقافة المجتمع بكل تداعياته وكل ترسباته، ولا يمكن أن ننكر ان احداث كثيرة تغيرت من خلال هذه الوسائل بسبب انخراط الناس الى هذا العالم، وتأثرهم المباشر بنتاج الثورة المعلوماتية التي اسقطت حكومات واحدثت شرخاً واسعاً في جسد الواقع.
يمكن لنا من خلال هذا المنفذ المهم بناء الثقافة لدى الآخرين وتسويق الافكار المنتجة التي تساهم في خلق مجتمع أفضل ومحاربة الافكار المساهمة في اعادة الحياة الى الوراء بطريقة صحية فالعبث لا ينتج الا مجتمعات متخلفة غير مستقرة لا تنفع الفرد أو الجماعة على لملمة مخلفات الجهل الفكري الذي مايزال موجوداً مع شديد الاسف وبسببه لا نزال نراوح في أماكننا، ان لم نكن قد تراجعنا اصلا. لا نفعل ماهو منتج، نكيل الاتهامات لبعضنا ونخون بعضنا، نضع العراقيل في طريق بعضنا البعض دون طرح حلول منطقية تخرج مجتمعاتنا من الفوضى المؤخرة للتطور الذي نطمح اليه، وهنا يتحتم علينا نشر وتسويق  ثقافة البناء لا ثقافة الهدم، من خلال طرح ارائنا في مواقع التواصل الاجتماعي وفي المحافل الاجتماعية والنشاطات المجتمعية التي نشارك فيها، وهذه مسؤولية العناصر الواعية في المجتمع وعليهم يقع واجب الاهتمام بهذا الفعل الايجابي لايجاد مخرجات ايجابية تساهم في خلق واقع افضل .والله من وراء القصد.


14

الحروب الدائمة والسلم المستدام
بشار الكيكي
رئيس مجلس محافظة نينوى

تحديث مفاهيم السلم المستدام وترسيخها في المجتمع يحتّم علينا القاء نظرة عميقة الى طبيعة البشر وآيدلوجيته وعلاقة الواقع بالأفكار وقدرتها على تغيير او تطوير الحقائق الاجتماعية المحيطة به، اذ ان فعالية تخطيط صورة ذات ابعاد متعددة للحالات الاجتماعية الموجودة والواقع المعاش المتعارف عليه وتحديد نوعية الصراع "مهما كان شكله" بين الثقافات أوالمكونات أو الأديان أو الأطياف يوضح لنا كيفية وشكل العلاقة التي أدت بنا الى هذه الفوضى المعبرة عن واقعنا الصعب وتفكيرنا المحدود ومدى حاجتنا الى أساليب جديدة معتمدة تساهم في انجاح عملية التحديث والتطوير الشامل لمفهوم السلام ومرادفاته، وهنا بالتأكيد لانستطيع انهاء حالة الاختلاف بين البشر لأنها حالة طبيعية أزلية مرتبطة بسر الحياة وديمومته، فالاختلاف الأيجابي حالة مطلوبة اذا ارتكزت هذه الحالة على معايير صحيحة لتكون عامل ايجابي في تغيير وضع البشر وتطوير قدرات المجتمع نحو الأفضل أما أن كان الاختلاف سبباً في الخلاف السلبي الذي يؤخر عملية التطوير ويضع المعوقات في طريقه ويؤذي الآخرين ويساهم في اعادة المجتمعات الى العصور المتخلفة، فهذا الأمر عقيم وبحاجة الى مراجعة شاملة في ابجديات العلاقة بين البشر والواقع، وبنظرة بسيطة للتاريخ القديم والحديث يمكننا الجزم بأن سنوات السلام قد لاتكون طويلة فالحرب كانت جزءً أساسياً من شكل الحياة في أغلب أصقاع الأرض، الحرب بين القبائل وبين المدن، بين البلدان ، حروب الثقافات الممتدة عبر قرون لازالت قائمة، حتى أن الحاجة الى خلق تحالفات بين أقطاب الصراع ترجمت الى اتفاقيات بين مجموعة من الدول في جانب ومجموعة أخرى على جانب آخر، كما في الحروب العالمية الأولى والثانية، بغض النظر عن طبيعة تلك التحالفات وطبيعة تلك الصراعات ومدى تأثيرها على تقدم أو تأخر الحضارات، كذلك الأمر بين المكونات والثقافات بحسب البيئة والمكان ونوعية العلاقة بينهم وماهية الصراع أو الخلاف ومدى عمقه، أن علينا عدم الخلط بين مفهوم الحرب ومفهوم السلام ولا يمكن لنا بأي حال من الأحوال ترتيب العلاقة بينهما على أساس ديمومة الحياة، فالحياة بحاجة الى تفاهمات بين الثقافات وجسور تواصل تؤدي الى بر السلام ولم تكن الحرب يوماً من الأيام عاملاً ايجابياً للبشر وللمجتمع وللتطور، وبدلاً من ازهاق الارواح في أتون الحروب، علينا ايجاد سبل واقعية لحلحة المشكلات والامور والقضايا التي تمس تفاصيل الحياة، هنا ينبغي علينا الرضوخ لمفهوم اعلان الحرب على الحرب في كل فعالية نؤديها، وعلينا ترسيخ مفهوم السلم المستدام على أسس معرفية وايجابية تساهم في تخليق حالات الحياة الطبيعية وتيسيرها، ولا بد للقوى الفاعلة على الأرض والمنظومات المعرفية والفكرية العالمية والمحلية العمل على هذا الأساس.
 وقد يقول قائل بأن السلام المستدام هو مشروع عبثي ولايمكن له أن يطبّق على أرض الواقع بسبب وجود صفة الشر والمصالح وحب السلطة وما الى ذلك من صفات ونوازع بشرية متجذرة في طبيعة البشر، وأن هناك قوى كبرى تعمل في الخفاء والعلن لخلق حالات الصراع وبالتالي ترويج فكرة الحرب لدى البشر، وبالتالي لا يمكن انضاج فكرة الابتعاد عن خلق الحروب وادامتها، لكننا نقول بأن نهايات الحروب التي دارت على مدار الحياة في هذا الكوكب كانت ولازالت تؤدي الى الخراب والموت وعدم الاستقرار الفكري والمجتمعي بغض النظر عن الطرف الفائز فيها، سواء كان المنتصر من القوى الخيرة أو القوى الشريرة، فالخراب يقع على طرفي النزاع، وهذا الأمر يشمل مختلف الحروب ومنذ الخلق الى الآن وفي مختلف ارجاء العالم، لذا يجب علينا أن نفكر بأساليب حديثة تساهم في القضاء على حالة الحروب أو التقليل منها ونشر ثقافة السلم ومدى فاعليته في تطوير المجتمعات.


15
انحسار داعش والقضاء عليه امر حتمي

بشار الكيكي
 رئيس مجلس محافظة نينوى.



من مؤشرات انحسار داعش هو خسارته لمدن وبلدات وقرى ومناطق عديدة كان قد احتلها بعد ١٠/ ٦/ ٢٠١٤ ومنها تكريت والرمادي وبيجي وزمار وربيعة ووانه وشنگال وبعض القرى في منطقة القيارة.
هذه الخسارات المتتالية التي شلّت جسد التنظيم وأوهنتهُ، أثبتت أن القوات القتالية العراقية بتشكيلاتها بدأت بالتعافي بل وأثبتت أن داعش تنظيم هشّ قابل للهزيمة والقضاء عليه بقليل من الحكمة والحنكة والدراية والثبات والهالة الكبيرة التي احاطت داعش تبددت، وخاصة كان لقوات البيشمركة دورا مفصليا في ابطال سحر داعش. بعد كل الجرائم الكبيرة التي جرت في مناطق نفوذها وبعد تعاملها اللا انساني مع الابرياء والمواطنين الآمنين والقاعدة الهشّة لفكر التنظيم كانت سبباً آخر في فقدانها للكثير من المناطق والمدن، اضافة الى اصرار التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على الحاق الهزيمة بهذا التنظيم الارهابي عن طريق مساعداتها اللوجستية وامدادها القوات الامنية بالاسلحة والاعتدة الحديثة ومن خلال مستشاريها على الارض وضرباتها الجوية المتتالية لمعاقل التنظيم، وهكذا تحررت الانبار وصلاح الدين ومناطق شاسعة من العراق وبقيت الموصل والفلوجة وبعض المناطق الأخرى والاستعدادات والتحضيرات جارية للقضاء على ماتبقى من عناصرهذا التنظيم المتطرف، لكنني اؤمن بأن القوة الأساسية التي ساهمت في الانتصارات على داعش واعادت العديد من المناطق التي كانت تحت نفوذها هي قوة التحرر من الفكر الملوث بالسواد والقتل وقوة السلام الموجودة بدواخلنا وحبنا للحياة والتواصل الانساني، ونعلم جيداً أن مجتمعنا لا يمكن له أن يرضخ لفايروس دخيل يحاول اضعاف النسيج المجتمعي المسالم والمحب للحياة، وهكذا فأن داعش في طريقه الى الزوال وهذا يتطلب القليل من الوقت.
ومن المرجح ان يخسر التنظيم الإرهابي مزيداً من المناطق هذا العام ، لكن تبقى فرص القضاء عليه مع شديد الاسف خلال هذا العام صعبة جدا ولكنها ليست مستحيلة  وذلك لاسباب عدة منها :                       
1-  وجود حاضنة اجتماعية، سياسية،  في المناطق التي احتلها ووجود تخوف من ماهية القوات المحررة وهويتها ودوافعها.                                                            ٢- بالرغم من استمرار القصف الجوي لمعاقل داعش من قبل التحالف الدولي الذي تشكل في ٢٣/ سبتمبر/ ٢٠١٤، هذا التحالف الذي يضم مايقارب من ٦٥ دولة والعمليات الخاصة ومنها الحويجة ، لكن لم تنجح هذه الضربات في القضاء عليه تماما.                 
  ٣- استمرار التناحرات السياسية ذات الأبعاد الطائفية وضعف الفهم الاستراتيجي في مكافحة داعش وشقيقاتها من التنظيمات الارهابية الموجودة في الساحة العراقية، اضافة الى الظروف الاقتصادية واللوجستية.                       
  ٤- عدم استكمال الاستعدادات العسكرية اللازمة والحاجة الى التجهيز والتسليح والتدريب الذي يسير ببطئ. ومنها عدم التعاطي السليم مع الجهد المحلي من أهالي نينوى وخاصة الإسراع في فتح مراكز التطوع.

  لذلك يجب توحيد الجهود والامكانيات كافة على موضوع التحرير وكذلك النازحين والمحاصرين وعلى الفرقاء كافة ان يعملوا على ذلك ويبادروا اليها وخاصة المكون العربي السني لبلورة رؤية متكاملة وارسال رسائل اطمئنان جدية الى جميع المعنيين بأن تنظيم داعش زائل لامحال.

16
المنبر الحر / العقلية المسؤولة
« في: 19:00 12/05/2016  »
العقلية المسؤولة
بشار الكيكي
رئيس مجلس محافظة نينوى

ان بناء القدرات بشكل مستمر واشراك شريحة الشباب والطبقات المثقفة والنساء الفاعلات في المجتمع واشراك كل الفعاليات النشطة في صنع القرار من اسباب تمكين المسؤول في مواكبة التطورات الادارية وغير الادارية في مجال عمله واختصاصه، فالمسؤولية التزام حساس وخطير جداً وسيرتكب الشخص المعني خطأ فادحا في حياته المهنية اذا جعل من المنصب أو المسؤولية هدفاً مجرداً من الالتزامات، فالنجاح يتوقف على مجموعة عوامل لا يمكن تجاهلها ومن اهم تلك العوامل هو احترام الآراء التي تمثل حاجة الشعب لصنع قرارات تتماشى مع مطالبه في مختلف مناحي الحياة اضافة الى الفكر الملتزم المنظم الذي يشخص المشاكل ويتوقع النتائج المترتبة على حلحلة تلك المشاكل والعوامل المؤثرة على تحديد درجة ملائمة القرارات وتماشيها مع الواقع، اضافة الى الاقتراب من الشارع والتماهي مع نبضه وتبني جميع السِّمات والاتجاهات والقِيم لخلق حالة من العمل الجمعي تنعكس ايجاباً على واقع الحال، وتتحكم في عملية ادارة المسؤولية عوامل وعناصر كثيرة هي اجمالا ناتجة عن البيئة التي يتواجد فيها، لكن من اهم العوامل التي من الافضل ان لاتغيب عن اطار التخطيط العام للمسؤول هو احترام ماحوله من المسؤوليات التي تقع على عاتق غيره وبالتالي الاحساس الكامل بالمسؤولية التضامنية والمشتركة، لذلك وجهنا مجالس الاقضية والنواحي بضرورة تشكيل بوردات من اصحاب الكفاءات وقادة المجتمع، والهدف من هذا التوجيه هو التشجيع على التشاركية الاجتماعية في عملية صنع القرار العام.
للاسف نرى كثيرا ان المسؤولية الادارية قد اختلطت بالنفوذ الاجتماعي وهذا يؤدي الى الابتعاد عن العمل المؤسساتي واستمرار وجود الخلل في المرافق الادارية العامة والخاصة، اذا ينبغي على الدولة ذات العقلية المسؤولة أن تؤمن العدالة الاجتماعية وحقوق المواطنة المتساوية والحد الادنى من اسباب العيش لكل الفئات وعندها ستكون العقلية المسؤولة هي الحاكمة من خلال آليات شفافة وواضحة ويكون للشعب الدور الاساس في صنع القرارات وعلى المسؤولين تحمل مسؤولياتهم في تنفيذ مايقرره الشعب فالعقلية المسؤولة تعتمد على تحمل المسؤولية في كل الظروف.
ان العقلية المسؤولة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالنية الخالصة وباخلاقية العمل الجاد الملتزم وعليها ان تتغلغل في الوظائف الاساسية للادارة اذ ان من ميزاتها هي اختيار المعايير المناسبة للقرارات وبدائلها في حال عدم فاعليتها واستبعاد البدائل الاقل نضجاً وفاعلية والتي لايمكن تنفيذها على ارض الواقع  للمحافظة على فاعلية المجموعة وشراكتهم في القيادة ومن ثم نجاح تلك القرارات.



17
تفجيرات بلجيكا
الاٍرهاب خارج الحسابات السياسية
بشار الكيكي
تألمت جدا بحادثة تفجيرات بلجيكا والتي كانت متوقعة بشكل او بآخر، وخاصة بعد تفجيرات باريس، فالارهاب يحاول من خلال عملياته خلق حالة من الارباك في اوربا بعد أن أربك العراق وسوريا ودول اخرى في المنطقة ، وهذه العمليات التي يتبناها الارهابيون بين آونة وأخرى ماهي الا رسائل مقصودة مفادها أن العالم على شفير هاوية ان لم يسارع ويجتث منابع الارهاب بقوة ودون تردد.
ان الدور الاوربي في محاربة الاٍرهاب مهم وضروري جدا، واوربا الان يجب ان تتحد على كافة الصعد، لأن داعش وشقيقاتها من التنظيمات الاخرى فتحت جبهة القتال ضد العالم المتحضر بالاستناد الى العامل الفكري الظلامي ومستغلة فشل الأنظمة السياسية في توفير عامل الأمن والاستقرار الاقتصادي لشعوبها، انها رسالة واضحة الى أوربا بان مكافحة الاٍرهاب يجب ان تكون خارج الحسابات السياسية وعلى العالم المتحضر مساعدة الشعوب التواقة الى الديمقراطية بكل أشكال المساعدة، ففي خضم التطور التكنولوجي السريع، لايمكن التكهن بما سيحدث وانا بتصوري يجب على أوربا ان تستفيق وتراجع نفسها وحساباتها، انها حرب عالمية ولكن بشكل جديد وآليات جديدة، يجب ان تكون كرامة الانسان مصانة بدون تمييز وخارج الحسابات السياسية فالإرهابيون يستهدفون الانسانية قبل كل شيء، لأنها العدو الاول لهم وكل ماعدا ذلك وسائل يجدونها مناسبة للوصول الى الغاية الاسمى التي يبتغونها، وهي تدمير الانسان بغض النظر عن المكان والعقيدة والمذهب والدين واللون واللغة، والتاريخ حافل بالصفحات السوداء التي لطختها افكار من على شاكلتهم،  ان محاولاتهم لوأد الانسانية والتحضر مستمرة لكن الاختلاف هنا هو أن التفكك الفكري لدى الثقافات المختلفة والمجتمعات المتصارعة سهّلت لهم مبغاهم، واصبح من الصعب السيطرة عليهم ان لم يتحد العالم وان لم يضع القادة مصالح دولهم الاقتصادية جانباً، وبالرغم من استفحال هذا المرض الذي يسمى الارهاب العالمي فان القضاء عليه ليس مستحيلاً، والمطلوب هو قرار دولي موحد وتنفيذ فوري للقضاء على البؤر المنتشرة في الشرق الاوسط والمناطق الأخرى، واصدار قرارات حاسمة في اوربا اولا، تجرّم التطرف بكل اشكاله، فالتطرف هو الارض الرخوة لانتشار افكار القتل والقتل الجماعي وتدمير المدن بعد احتلالها.
ان المجتمع الدولي مطالب الآن بتسريع اجراءات  تحرير محافظة نينوى والمناطق المحتلة من العراق مع ايجاد استراتيجيات وخطط عسكرية تحافظ على ارواح المدنيين المحاصرين في تلك المدن والمناطق، والا فالارهاب سيبقى يحاول تخريب البنى التحتية وترويع وقتل المدنيين في اوربا وباقي دول العالم وهذا ما حذرنا منه مرارا وتكرارا فيما مضى.

18
الاستاذ الفاضل بشار الكيكي رئيس مجلس محافظة نينوى المحترم
بعد التحية

اسمح لي ان ادرج في ادناه بعض الملاحظات والايضاحات والمقترحات والتي تمثل وجهة نظري الشخصية لضمان حقوق وحريات المكونات غير المسلمة في محافظة نينوى بعد التحرير من رجس داعش الارهابي بهدف تعزيز وجودهم ودورهم في وطنهم وتبديد مخاوفهم على المستقبل بعد عمليات الابادة الجماعية والتهجير القسري والتطهير العرقي والجرائم ضد الانسانية التي اقترفتها عصابات داعش الارهابية ضد شعبنا وضد الاخوة الايزيدية وحسب رأي ان المعالجة تكمن في اتخاذ مجلس محافظة نينوى الاجراءات والتدابير الفعالة والجدية والصادقة في ضمان حقوق شعبنا القومية والوطنية والتاريخية والانسانية والدينية المشروعة دستوريا وفعليا من دون تسويف او مماطلة :

1 - ضمان عودة كريمة وامنة لابناء شعبنا الى ارضه التاريخية بأعتباره الخيار الامثل والافضل لاستمرار الوجود القومي والديني والانساني لشعبنا في وطنه العراق على قاعدة التفاهم والعيش المشترك مع كافة شركائه في الوطن وتعويضه بشكل مجزي ماديا ومعنويا لكن المشكلة ان منطقة سهل نينوى تعاني الاهمال المتعمد وتعصف بها اكوام من المشاكل المعقدة والمتراكمة والمتداخلة منذ عشرات السنين وفي مقدمتها التهميش والاقصاء السياسي لشعبنا واستمرار مخطط التغير الديمغرافي وتفشي ظاهرة البطالة والفقر ونقص الخدمات وقلة المشاريع الاستثمارية وقلة التخصيصات المالية واستمرار الهجرة وغيرها وهذا قبل اجتياح داعش 2014 بل مهد لاجتياح داعش الارهابي !!

2 - استكمال اجراءات استحداث محافظة لشعبنا وللمكونات المتعايشة معه في منطقة سهل نينوى من دون تأخير او تسويف بعد الموافقة الاولية لمجلس الوزراء العراقي على ذلك وبضمانات وحماية دولية لفقدان الثقة

3 - اشراك ابناء المكونات غير المسلمة ومنهم ابناء شعبنا في محافظة نينوى بقوات الشرطة والجيش والامن والمخابرات وفي المواقع الحساسة والقيادية في المحافظة من دون تميز وبشكل فعال وخاصة في مدن وقرى ومناطق تواجد هذه المكونات

4 - قيام مجلس محافظة نينوى بعد التحرير بتنفيذ نصوص الاتفاقات والعهود واللوائح والصكوك الدولية الصادرة عن الامم المتحدة التي تحمي حقوق المكونات القومية والدينية الصغيرة بشكل فعلي وحقيقي دون تسويف او مماطلة او للدعاية والاعلام فقط وبالتنسيق مع الحكومة العراقية واقليم كوردستان

5 - اصدار تدابير واوامر ادارية وقانونية من مجلس محافظة نينوى بالتنسيق مع الحكومة المركزية واقليم كوردستان تضمن حقوق وحريات المكونات غير المسلمة بشكل واضح وصريح وتشريع القوانين التي تحمي هذه الحقوق واتخاذ اجراءات عملية وفعلية لتفعيلها على الارض بشكل ملموس وفقا لمفهوم المواطنة ونظام المؤسسات

6 - اصلاح المناهج الدراسية في مدارس محافظة نينوى بما يعكس الدور الوطني الحقيقي للمكونات غير المسلمة في تاريخ محافظتهم ووطنهم وتثبيت مفاهيم المحبة والتسامح والعيش المشترك والتأخي وقبول الاخر فيها ونبذ ورفض التميز والكراهية والحقد وتكفير الاخر في مجتمعنا التعددي

7 - عدم استغلال الدين لغير غاياته الدينية في محافظة نينوى وتوجيه الاعلام للتوعية لبناء مشروع وطني ديمقراطي والتعريف بهوية ودور المكونات غير المسلمة وفق مفهوم المواطنة وقبول الاخر والعيش المشترك وتعزيز المشاريع الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والاعلامية المشتركة التي تبعث على الشعور بالمساواة والعدل والانصاف في الحقوق والواجبات بين كل ابناء هذه المكونات بصرف النظر عن الدين او القومية او الحجوم والاوزان

8 - تفعيل الاجواء والمناخات الدينية والاجتماعية والثقافية والسياسية الايجابية بين كل مكونات هذه المحافظة لتساهم في تقريب وجهات النظر في مختلف القضايا التي تهم محافظتهم ووطنهم والعيش المشترك والوئام حيث بات واضحاً ان مسعى تنظيم داعش الإرهابي وحجم التهديد الكبير الذي يمثله ليس في العراق فقط وإنما على عموم المنطقة وهو ما يحتم على العراقيين أن يتكاتفوا لمواجهته والقضاء عليه

9 - قيام المراجع الدينية الاسلامية السنية والشيعية المعتمدة في محافظة نينوى بأصدار فتاوي دينية صريحة وواضحة تحرم استباحة دماء واموال واملاك واعراض غير المسلمين في المحافظة لقطع دابر بعض المتطرفين في خداع وتضليل الناس البسطاء لاهداف غير نبيلة

معذرة عن الاطالة مع تقديري

                                         اخوكم
                                        انطوان الصنا



الاستاذ انطوان الصنا المحترم
بلا شك كل ماتفضلت به في ردك مهم للغاية وهذا ما نعمل عليه ومانريده ان يكون :
ملاحظاتك القيمة سنأخذها بعين الاعتبار وبكل اهتمام وينبغي علينا جميعاً ان نمد ايدينا لبعضنا ونتكاتف من اجل انتزاع الحقوق المشروعة والطبيعية لكل المكونات من اجل تقريب وجهات النظر ومد جسور السلام والمحبة بين الاطياف والاديان والقوميات لتعيش الاجيال القادمة بعيداً عن الصراعات ونحن في رئاسة مجلس محافظة نينوى نعمل على بناء السلام وقد أسسنا فريقا لمجلس السلام واخترنا اعضاءها من جميع المكونات ونعمل مع المنظمات الانسانية العالمية في انجاح هذا المشروع ونحتاج دائما الى دعمكم ومؤازرتكم لنا لاننا جميعا نسير في مركب واحد .. ويجب ان نصل لبر الامان معا

اخوكم بشار الكيكي رئيس مجلس محافظة نينوى

19
تأثير العقل الجمعي في المجتمع
بشار الكيكي
رئيس مجلس محافظة نينوى

ترويض العقل الجمعي للانقياد الى التأثير الاجتماعي الطبيعي في المجتمعات الحرجة بحاجة الى ارادة وقوة داخلية سليمة وتلقيح معلوماتي فعال ومتحضر للمتأثرين بتفسير البعض المؤثر لمعلومات متطرفة أو فوضوية  لوضعها على المسار الصحيح الذي ينتج عنه الاستقرار والسلام ونبذ الفرقة، وهذه العملية ليست سهلة كما يتصورها البعض وهي بحاجة الى وجود فعاليات نشطة على ارض الواقع، هي بحاجة الى تغيير منظومة التلقين المعرفي الذي تنتهجه الدول الشرق أوسطية والنظريات المنتهية المفعول التي لازالت مؤسسات التعليم تعتمدها في فروعها التعليمية ابتداءً من الأساسيات الى المراحل المتقدمة فيها، كما أن للعجلة الاعلامية دورها الكبير في قيادة الافكار المتخبطة التي تساهم بشكل أو بآخر في خلق الأجواء العشوائية لدى المجاميع المنقادة الى الامتثال لهذه الظاهرة المنتشرة في مجتمعاتنا، لذا فمن الضروري علينا مراجعة الوسائل التلقينية التي تعتمدها مؤسساتنا المجتمعية في هذا الشأن.

هنا يظهر أننا لم نضع في الحسبان كيف يمكننا تحديث آليات التثقيف السليم ولم نعتمد الطرق الناجعة التي تغير من الفكر الانقيادي المجتمعي وبالتالي وقعنا في شرك العودة الى الوراء بدلاً من السير الى الأمام، اذاً علينا أن نجد منافذ تلقينية أخرى مختلفة من التي كنا نعتمدها، أو على الأقل علينا منح المؤسسات والمنظمات الأنسانية التي تعمل على هذا الأمر فرصة أكبر ونمدّها بالمستلزمات اللازمة لتتوسع وتعمل بشكل أفضل.

علينا أن نبحث عن الأخطاء والمسببات الموضوعية التي أحدثت كل هذه الفوضى في منطقتنا ونعالجها معالجة سليمة وأن نراجع أنفسنا ونفكر بشكل مغاير ولا ننقاد الى الآراء الضيّقة المتطرفة التي ألقت بنا في هاوية الصراعات وابعدتنا عن التطور العلمي الذي وصلت اليه المجتمعات المتقدمة ونحن نعلم جيداً بأن مجتمعاتنا ولاّدة ولا تخلو من قدرات وطاقات وكفاءات تعيدنا الى المسار الصحيح الذي ينقذنا من براثن التطرف والجهل والتخبط.

ان الابتعاد عن مشاعر الغضب والكراهية والنرجسية سيأخذنا الى معالم رحبة بعيدة كل البعد عن الصراعات الفاشلة التي يقع ضحيتها الانسان البسيط ويدفع ثمنها الابرياء، ومن اهم العوامل المساعدة على ذلك هي مراجعة طبيعة علاقة الفرد مع المجتمع وعدم الانسياق الى التأثيرات السلبية للجماعات المتطرفة مهما كانت مسمياتها، والتركيز على بناء الذات وتسخير القدرات للتعايش السلمي البنّاء الذي يخلق بيئة آمنة وسليمة وصحية والرؤية السليمة لتصور دور الفرد مع الجماعة من اجل البناء لا الهدم وعوامل اخرى كثيرة.

علينا جميعاً ايجاد منافذ آمنة وحضارية وفعالة لتغيير العقل الجمعي السلبي الى العقل الجمعي الايجابي لئلا يصاب بالشلل ونبقى نراوح في دوامة الصراعات والحروب والجهل، وأن لا نحارب العقل الناقد الذي يرمي الى تصحيح المسارات،  ويجب ان نصغي اليه  لنعالج الأخطاء ونعبر جميعا الى ضفة الخلاص ونقف على ارض صلبة تعيش فيه المكونات المجتمعية بسلام ورخاء وتطور مستمر، وبالتالي خلق عملية توازن لاتؤثر سلباً على الانتماءات،  مع حماية الذات من الانجراف الى طرائق شائكة قد لاتؤدي الا نهايات آمنة.


20
المفتاح المعرفي لتجنب التلاعب بعواطف الآخرين

بشار الكيكي
رئيس مجلس محافظة نينوى


قد يسعفنا التراكم الثقافي والمعرفي في تناول بعض المواقف بشكل عام، ففي خضم المتناقضات الاجتماعية وإفرازاتها تأثرت العملية السياسية في العراق عامة بالعديد من العوامل السلبية، منها ضعف وجود الأدوات والموارد البشرية التي من المفروض ان تعمل على تعزيز المشتركات من رحم الحفاظ على الخصوصيات المختلفة، فكل الاحزاب بما لديهم فرحون وهذه من البديهيات وطبيعي الى حد ما، اذا صنّف ضمن التفكير الإيجابي للمجتمع.
 عندما بدأت اللعبة غير النظيفة بين اللاعبين، بدون وجود تحكيم فعلي ومحايد في الساحة وانعدام الالتزام المهني، ظهرت المشاكل والتعقيدات بل وتفاقمت ايضاً.
 وقبل التفكير في المدافعة القانونية والاجتماعية يجب البحث عن توسيع دائرة الدعم والتأييد لأصل القضية التي هي احترام خصوصيات الآخرين ضمن حدود القرية العالمية التي نعيش فيها.  وهذه القضية هي احدى افرازات مرحلة داعش ولكن كيف سنتجاوزها ان لم نكن مستعدوّن ومهيئون لها او بالأحرى ان لم نعرف بالضبط ماذا نريد وكيف السبيل لبلوغ الأهداف ان لم تكن منظورة اصلا. المجتمع يعاني من ضعف الأدوات التوجيهية وتفتقر الى الدافع للتمكين والتطور وبالتالي ستكون عملية الحراك عبارة عن تلاعب بالمشاعر والعواطف دون أن تستند الى قاعدة رصينة سرعان ماتتلاشى عند اول تدخلات حقيقية. نحن كلنا مسؤولين عن التمكين المعرفي للمواطنين وينبغي ان لانحتكر  المعلومة التوجيهية وان نبتعد عن أنانيتنا المعهودة وإلا فلايمكننا ان نكون قادة للمجتمع،  نحن لازلنا نبحث عن ذاتنا الانانية وننسى مسؤوليتنا الجماعية او التضامنية ونفكر في الانتخابات قبل ان نبدأ بالمهام التي كلفنا بها اصلا وقبل ان ننجز ماعلينا انجازه من خدمات لناخبينا وقبل ان نساهم في النهوض بالواقع وتذليل المشاكل.
ان المرحلة الحالية تتطلب منا توفير المنافذ المعرفية للمواطنين كافة ولا يمكن بأي حال من الاحوال ان نبخل عليهم بالمعلومة من منطلق الشفافية فالأحداث الماضية اثبتت بما لايقبل الشك ان التناحرات السياسية أفرزت نتائج كارثية على مستوى العراق فقد تم التلاعب بعواطف ومشاعر الآخرين دون بذل الجهود في سبيل تمكينهم لمواجهة التحديات الحياتية كافة.
 يجب علينا ان نستفيد فعليا من افرازات القرية العالمية وأدواتها لان الشعوب أصبحت واعية ذاتياً وهي  بحاجة الى التمكين الموضوعي لتنتج الافضل.

صفحات: [1]